المعجم العربي الجامع

مَوْدِقٌ

المعنى: مَوْقف الظَّبي وغيره حيث يَتناول الشَّجَر.؛-: مُعتَرَك الشَّرّ؛ الحائل بين الشَّيْئين.
المعجم: القاموس

ودق

المعنى: ودقت السماء والمطر، وسحاب وادق. وودق العير إلى الماء. وهذا مودق الحمر: مأتاها، ومودق الظّبي: لموقفه حيث يتناول الشجر. قال امرؤ القيس: دخلـت علـى بيضـاء جـمّ عظامها تعفّى بذيل الدرع إذ جئت مودقي وودق لك الصيد: أكثبك. وما ودق إلى الأرض منه شيء. وبعير وادق السرّة: للسمين لأن سرته تدنو من الأرض. قال: مندحّـــة الســرّات وادقاتهــا وإنه لوادق السّنة إذا كان قريب النّعاس نومةً. وسيف وادق: حديد. واشتدّت الوديقة والودائق وهي حرذ الهاجرة. وودق إلى الصلح: مال. وأتانٌ وادق وودوق ووديق، وكذلك كل ذات حافر. وقد ودقت وأودقت واستودقت. ومن المجاز: حرب ذات ودقين: شبّهت بسحابة ذات مطرتين شديدتين. ويروى عن علي كرم الله وجهه: فــإن بقيـت فرهـنٌ ذمـتي لكـم بـذات ودقيـن لا يعفـو لها أثر
المعجم: أساس البلاغة

وَدَقَ

المعنى: المطرُ ـِ (يَدِقُ) وَدْقاً: قطر. وـ إلى الشيء، وله، وَدْقاً، ووُدُوقاً: دنا منه وأمكنه. يقال: ودَقَ له الصَّيْد. وـ به: استأنس. وـ بطنه: اتَّسع ودنا من السِّمَن. وـ سُرَّته: سالت واسترخت أو خرجت كأنه أبْجَر. وـ السماء: أمطرت. وـ السيف: حدّ.؛(وَدِقَتِ) العينُ ـَ (تَوْدَقُ، ويقال فيه: تَيْدَقُ) وَدْقاً: ظهر فيها الوَدْق. فهي وَدِقة.؛(أوْدَقَتِ) السَّماءُ: أمطرت.؛(المَوْدِقُ): المكان يأتي منه الإنسان والحيوان. وـ معترك الشّرّ. وـ الحائل بين الشيئين. ومَوْدِق الظَّبي: موقفه حيث يتناول الشجر.؛(الوَادِقُ): السيف الماضي الضَّريبة. وفلان وادِق السِّنَة: كثير النوم في كل مكان، قريب النعاس.؛(الوَدْقُ): المطر، شديده وهيِّنه. وـ نُقط حمر تخرج في العين من دم تَشْرَق به، أو لحمة تعظم فيها، أو مرض فيها ليس بالرَّمَد تَرِم منه الأذن وتشتدُّ حمرة العين. الواحدة: وَدْقَة. وسحابة ذات وَدْقَين: مَطْرتين شديدتين. وحرب ذات وَدْقين: شديدة، كأنَّها سحابة ذات مطرتين شديدتين. ويقال للداهية إذا كانت عظيمة: ذات وَدْقين: ذات وجهين، كأنَّها جاءت من وجهين.؛(الوَدَقُ): نُقط حُمر تخرج في العين من دم تشْرَق به، أو لحمة تَعْظم فيها، أو مرض فيها ليس بالرمد ترم منه الأذن وتشتدُّ منه حمرة العين. الواحدة: وَدَقَة.؛(الوَدِيقَةُ): حَرّ نصف النهار، أو شدّة الحرّ ودُنُوّ حَمْيِ الشَّمس. وـ الموضع فيه بَقْل أو عُشْب. (ج) ودائق.
المعجم: الوسيط

ودق

المعنى: ودَقَ إلى الشيء وَدْقاً ووُدُوقاً: دنا. ووَدَق الصيدُ يَدِقُ وَدْقاً إذا دنا منك؛ قال ذو الرمة: كــــــــانَتْ إذا وَدَقَــــــــتْ أَمثـــــــالُهُنَّ لَهُـــــــ، فبَعْضــــــــــــُهُنَّ عــــــــــــن الآلاف مُشـــــــــــْتَعِبُ ويقال: مارَسْنا بني فلان فما وَدَقُوا لنا بشيء أي ما بذلوا، ومعناه ما قَرَّبوا لنا شيئاً من مأْكول أو مشروب، يَدِقُون وَدْقاً. ووَدَقْتُ إليه: دنوت منه. وفي المثل: وَدَق العَيْرُ إلى الماء أي دنا منه؛ يضرب لمن خضع للشيء بحِرْصه عليه.والوَدِيقةُ: حَرُّ نصف النهار، وقيل: شدة الحر ودُنُوّ حَمْيِ الشمس؛ قال شمر: سميت وَدِيقة لأنها وَدَقَتْ إلى كل شيء أي وصلت إليه؛ قال الهذلي أبو المثلم يَرْثي صَخْراً: حامي الحَقِيقةِ نَسَّال الوَدِيقة، مِع_تاق الوَسِيقة، لا نِكْس ولا وَكِل قال ابن بري: صوابه: لا نِكْس ولا واني؛ وقبله: آبي الهَضِيمة، نابٍ بالعَظِيمة، مِتْ_لاف الكَرِيمة، جَلْد غير ثُنْيانِ قال ابن بري: وأما بيته الذي رَوِيُّه لام فهو قوله: بمَنْســـــــــِرٍ مَصـــــــــِعٍ يَهْــــــــدي أَوائِلَــــــــه حــــــــــامِي الحَقيقــــــــــةِ، لا وانٍ ولا وَكِـــــــــل وفي حديث زياد: في يومٍ ذي وَدِيقةٍ أي حر شديد أشد ما يكون من الحر بالظهائر. ابن الأَعرابي: يقال فلان يَحْمي الحقيقة ويَنْسُل الوَدِيقةَ؛ يقال للرجل المُشَمِّر القويّ، أي يَنْسُل نَسَلاناً في وقت الحر نصف النهار، وقيل: هو الحَرُّ ما كان، والأول أَعْرَفُ، وقيل: هو دَوَمان الشمس في السماء أَي دَورَانها ودنوّها. وودَقَ البطنُ: اتسع ودنا من السِّمَنِ.وإبل وادِقةُ البُطون والسُّرَر: انْدَلَقَتْ لكثرة شحمها ودنت من الأَرض؛ قال: كُـــــــــوم الــــــــذُّرَى وَادِقــــــــة ســــــــُرَّاتُها والمَوْدِقُ: المَأْتَى للمكان وغيره، والموضع مَوْدِقٌ؛ ومنه قول امرئ القيس: دَخَلْــــــتُ علــــــى بَيْضــــــاءَ جَــــــمٍّ عِظامُهــــــا، تُعَفِّـــــــي بـــــــذَيْلِ المِرْطِــــــ، إذ جِئْتُ مَــــــوْدقي والمَوْدِقُ: مُعْتَرَكُ الشر. والمَوْدِق: الحائل بين الشيئين.ووَدَقْت به وَدْقاً: استأْنست به.والوِداقُ في كل ذات حافر: إرادة الفحل، وقد وَدَقَتْ تَدِقُ وَدْقاً وودَاقاً ووُدُوقاً وأَوْدَقَتْ، وهي مُودِق، واسْتَوْدَقت وهي وَدِيق ووَدُوق. يقال: أتان وَدِيقٌ وبغلة ودِيقٌ، وقد وَدَقَتْ تَدِقُ إذا حَرَصت على الفحل، وبها وِداقٌ، وفرس وَدُوق. وفي حديث ابن عباس: فتمثل له جبريل على فرس وَدِيقٍ؛ هي التي تشتهي الفحل؛ قال ابن بري: ذكر ابن خالويه أوْدَقَتْ فهي وادِقٌ، ولا يقال مُودِق ولا مُسْتَوْدِق؛ وشاهد الوِداقِ قول الفرزدق: كــــــأَن رَبيعــــــاً، مــــــن حِمايــــــة مِنْقَــــــرٍ، أَتــــــــانٌ دعاهــــــــا للــــــــوِداقِ حِمارُهـــــــا ابن سيده: وقد يكون الوِداقُ في الظِّباء مثله في الأَتان؛ حكاه كراع في عبارة، قال: فلا أَدري أَهو أَصل أم استعمله. ووَدَقَ به: أَنِسَ.والوَدْقُ: المطر كله شديدهُ وهيّنُه، وقد وَدَقَ يَدِقُ وَدْقاً أي قَطَر؛ قال عامر بن جُوَيْن الطائي: فلا مُزْنــــــــــــة ودَقَــــــــــــتْ وَدْقَهــــــــــــا، ولا أَرْضَ أَبْقَــــــــــــــــــلَ إبْقالهــــــــــــــــــا ومثله لزيد الخيل: ضـــــــــَرَبْنَ بِغَمْــــــــرةٍ فخَرجْــــــــنَ منهــــــــا، خُـــــــروجَ الــــــوَدْقِ مــــــن خَلَــــــلِ الســــــَّحاب ووَدَقَت السماء وأَوْدَقَت. ويقال للحَرْب الشديدة: ذاتُ وَدْقَيْنِ، تُشَبَّهُ بسحابة ذات مطرتين شديدتين. ويقولون: سحابة وادِقةٌ، وقلما يقولون ودَقَتْ تَدِقُ. ويقال: سحابة ذات وَدْقَيْن أي مطرتين شديدتين، وشبه بها الحرب فقيل: حَرْب ذات وَدْقَيْنِ؛ وفي حديث علي، رضوان الله عليه: فـــــــإنْ هَلَكْـــــــتُ فَرَهْــــــنٌ ذِمَّــــــتي لَهُمُــــــ، بــــــذاتِ وَدْقَيْنِــــــ، لا يَعْفُــــــو لهــــــا أَثَـــــرُ أي حرب شديدة، وهو من الوَدْق والوِداقِ الحِرْصِ على طلب الفحل لأن الحرب توصف باللّقاح، وقيل: هو من الوَدْقِ المطر. يقال للحرب الشديدة ذاتُ وَدْقَيْنِ، تشبيهاً بسحاب ذات مطرتين شديدتين؛ قال أَبو عثمان المازني:لم يصح عندنا أَن علي بن أَبي طالب، كرم الله وجهه، تكلم بشيء من الشعر غير هذين البيتين: تِلْكُــــــــمْ قُرَيْــــــــشٌ تَمنَّـــــــاني لتَقْتُلَنيـــــــ، فلا وَرَبِّكــــــ، مــــــا بَــــــرُّوا ومــــــا ظَفِـــــرُوا فـــــــإن هلكـــــــتُ فرهــــــنٌ ذِمَّــــــتي لهُمُــــــ، بــــــذات رَوْقَيْنِــــــ، لا يعفــــــو لهــــــا أَثَـــــرُ قال: ويقال داهية ذات رَوْقَيْنِ وذات وَدْقين، إذا كانت عظيمة؛ قال الكميت: إذا ذات وَدْقَيْــنِ هــابَ الرُّقـا_ةُ أَن يَمْسـَحوها، وأَن يَتْفُلـوا وقيل ذات ودقين من صقات الحيات ولهذا قيل داهية ذات ودقين أي ذات وجهين كأنها جاءت من وجهين قال الكميت: وكــــــائن وكــــــم مــــــن ذات ودقيـــــن ضـــــئيل نـــــــــــآد،كفيت المســــــــــلمين عضــــــــــالها وقيل: ذات وَدْقَيْنِ من صفة الطعنة.والوَدْقة والوَدَقةُ؛ الفتح عن كراعنقطة في العين من دم تبقى فيها شَرقة، وقيل: هي لحمة تعظُم فيها، وقيل: مرض ليس بالرَّمَد تَرِمُ منه الأُذن وتشتد منه حمرة العين، والجمع وَدَق؛ قال رؤبة: لا يشــــــــْتَكي صـــــــُدْغَيْهِ مـــــــن داء الـــــــوَدَقْ وَدِقَتْ عينه، فهي وَدِقةٌ. الأصمعي: يقال في عينه وَدَقة خفيفةٌ إذا كانت فيها بَثْرَةٌ أو نقطة شَرِقة بالدم. ويقال: وَدَقَتْ سُرّته تَدِقُ وَدْقاً إذا سالت واسترخت. ورجل وادِقُ السُّرَّةِ: شاخصها. والوَداقُ والوِدَاقُ: الحديد؛ وأَنشد بيت أَبي قيس بن الأَسْلَت: أَحْفَزَهـــــــــا عَنِّـــــــــي بِـــــــــذِي رَوْنَـــــــــقٍ مُهَنَّـــــــــــــدٍ، كــــــــــــالمِلْح، قَطَّــــــــــــاعِ صـــــــــــــَدْقٍ حُســــــــــــَامٍ وادِقٍ حَــــــــــــدُّه، ومُجْنَــــــــــــــإِ أَســـــــــــــْمَرَ قَـــــــــــــرَّاعِ الوادِق: الماضي الضريبة. ووَدَقَ السيفُ: حَدَّ، وأَنشد بيت أبي قيس أَيضاً: وادِقٍ حدُّه؛ قال ابن سيده: وحكاه أبو عبيد في باب الرماح وقد غلط إنما هو سيف وادِقٌ؛ وقد روي البيت الأَول: أَكْفَتــــــــــهُ عَنّـــــــــي بـــــــــذي رَوْنَـــــــــقٍ أَبيضـــــــــَ، مثـــــــــل المِلْحــــــــ، قَطّــــــــاع قال: والدِّرْعُ إنما تُكْفَتُ بالسيف لا بالرمح. وإنه لوَادِقُ السِّنَةِ أي كثير النوم في كل مكان؛ هذه عن اللحياني.ووَدْقانُ: موضع. أبو عبيد في باب اسْتِخْذاء الرجل وخضوعه واستكانته بعد الإباء: يقال وَدَقَ العَيْرُ إلى الماء، يقال ذلك للمُسْتَخذي الذي يطلب السَّلام بعد الإباء، وقال وَدَقَ أي أَحَبَّ وأَراد واشتهى. ابن السكيت: قال أَبو صاعد: يقال وَدِيقةٌ من بَقْل ومن عُشْب، وحَلُّوا في وَديقةٍ منكَرة.
المعجم: لسان العرب

الودق

المعنى: ـ الوَدْقُ: المَطَرُ. ـ وَدَقَ، كوَعَدَ: قَطَرَ، ـ وـ إليه وُدوقاً ووَدْقاً: دَنَا منه، وأمْكَنَهُ، ـ وـ به: اسْتَأنَسَ، ـ وـ بَطْنُهُ: اتَّسَعَ، أو اسْتَطْلَقَ، ـ وـ السَّماءُ: أمْطَرَتْ، ـ كأَوْدَقَتْ، ـ وـ السَّيْفُ: حَدَّ، ـ وـ سُرَّتُهُ: سالَتْ واسْتَرْخَتْ، أو خَرَجَتْ كأَنَّهُ أبْجَرُ، ـ وـ ذاتُ الحافِرِ، مُثَلَّثَةَ الدالِ، ودَاقاً ووَدَقاناً ووَدَقاً، مُحَرَّكَتَيْنِ: أرادَتِ الفَحْلَ، ـ كأَوْدَقَتْ واسْتَوْدَقَتْ، وأتانٌ وفَرَسٌ وَدوقٌ ووَديقٌ، وبها وِداقٌ، ككِتابٍ. ـ وفي المَثَلِ "وَدَقَ العَيْرُ إلى الماءِ " : يُضْرَب لِمَنْ خَضَعَ لشَيْءٍ حرْصاً عليه. ـ والمَوْدِقُ: مَوْضِعُهُ. ـ وذاتُ وَدْقَيْنِ: الداهِيَةُ، كأَنَّها ذاتُ وَجْهَيْن، ومنه قَولُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ، رضي الله تعالى عنه: تِلْكُمْ قُرَيْشٌ تَمَنَّاني لِتَقْتُلَني **** فَلا ورَبِّكَ ما بَرُّوا ولا ظَفِروا فإِنْ هَلَكْتُ فَرَهْنٌ ذِمَّتي لَهُمُ **** بذاتِ وَدْقَيْنِ لا يَعْفُو لها أثَرُ قال المازِنِيُّ: لَم يَصِحَّ أنَّهُ تَكَلَّمَ بشَيءٍ مِنَ الشِعْرِ غَيْرَ هذَيْنِ البَيْتَيْنِ، وصَوَّبَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ، (رَحِمَهُ الله تعالى) ـ والوَديقَةُ: شِدَّةُ الحَرِّ، والمَوْضِعُ فيه بَقْلٌ أو عُشْبٌ. ـ والوَدْقُ، ويُحَرَّكُ: نُقَطٌ حُمْرٌ تَخْرُجُ في العَيْنِ من دَمٍ تَشْرَقُ به، أو لَحْمَةٌ تَعْظُمُ فيها، أو مَرَضٌ فيها تَرِمُ منه الأُذُنُ، الواحِدَةُ: بهاءٍ. وقد ودِقَتْ عَيْنُهُ، كوَجِلَ، تِيدَقُ، بكسْرِ التاءِ، فهي وَدِقَةٌ، كفَرِحَةٍ. ـ والوادِقُ: الحَديدُ من السَّيْفِ وغَيْرِهِ. ـ ووَدْقانُ: ع. ـ ووَدْقَةُ: اسْمٌ.
المعجم: القاموس المحيط

ودق

المعنى: ودق {الوَدْق: المطَر كُله شَديدُه وهَيّنه. وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) فتَرى الوَدْقَ يخرُجُ من خِلالِه (قَالَ زيْدُ الخيْلِ: (ضرَبْنَ بغَمْرةٍ فخرَجْنَ مِنْهَا  ...  خُروجَ الودْقِ من خلَلَِ السَّحابِ) وَقد} ودَق {يدِق} ودْقاً كوَعَد يعِد وعْداً: قطَر، قَالَ عامِرُ بنُ جُوَيْنٍ الطّائيّ: (فَلَا مُزنَةٌ {ودَقَتْ} ودْقَها  ...  وَلَا أرْضَ أبْقَلَ إبقالَها) هَكَذَا أنشَدَه سيبَوَيْه. قَالَ سيبَوَيْه: وَفِي شِعْرِه: وَلَا روْضَ، فَلَا يُحْتاجُ فِيهِ الى تَأْوِيل. (و) {وَدَق إِلَيْهِ} وُدوقاً بالضمِّ! ووَدْقاً بالفَتْح، أَي: دَنا. ويُقال  {وَدَقَ الصّيدُ: إِذا دَنا منْه وأمكَنه. ووَدَق بِهِ} ودْقاً: استَأْنَس بِهِ. ووَدَق بطنُه: إِذا اتّسَع ودَنا من السِّمَن. وقيلَ: ودَقَ بطنُه: إِذا استَطْلَق. (و) {ودَقَت السماءُ: أمْطَرَت} كأوْدَقَت: جاءَت {بودْقٍ، وَهَذِه عَن ابنِ دريْد. ووَدَق السّيفُ ودْقاً: حدَّ، فَهُوَ} وادِقٌ. قَالَ أَبُو قيْس بنُ الأسلَتِ: (أحفِزُها عني بذِي روْنَقٍ  ...  مُهنَّدٍ كالمِلْحِ قَطّاعِ) (صَدْقٍ حُسامٍ وادقٍ حدُّه  ...  ومُجْنَإٍ أسمَر قَرّاعِ) وَقيل: سيْف وادِق، أَي: ماضي الضّريبة. قَالَ ابنُ سيدَه: وَحَكَاهُ أَبُو عُبَيد فِي بَاب الرِّماح. وَقد غلِطَ، إنّما هُوَ سيْفٌ وادِقٌ. (و) {وَدَقَتْ سرَّتُه} تدِق ودْقاً: سالَتْ واستَرْخت وشخَصَت، أَو خرَجَت حَتَّى يَصير كأنّه أبْجَر. قَالَ ابنُ دُرَيد: ويُقال: إبلٌ {وادِقَةُ البُطون والسُّرَر: إِذا اندَلَقت لكَثْرةِ شحْمِها، ودَنَت من الأرضِ. قَالَ: كُوم الذُّرَى} وادِقَة سُرّاتُها وودَقَت ذاتُ الحافِر، مُثلّثَةَ الدّال، واقتصَر الجَماعة على وَدَقت {تدِق، كوعَدَ} وَداقاً كسَحاب {ووَدَقاناً،} ووَدَقاً، محرّكتيْن. وَفَاته {ودْقاً بالفَتْح،} ووُدوقاً بالضّم، ووِداقاً بالكسْر: أرادَتِ الفحْلَ واشتَهتْه {كأودَقَت،} واسْتَودَقَت كِلاهُما عَن الجوهريّ. وأتانٌ {وَدوقٌ} ووَديقٌ، وفَرسٌ وَدُوقٌ ووَديقٌ، وَبهَا {وِداق، ككِتابٍ. قَالَ الفرزدَق: (كأنّ ربيعاً من حِمايَة مِنْقَرٍ  ...  أتانٌ دَعَاهَا} للوِداقِ حِمارُها)  وَفِي حديثِ ابنِ عبّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي إلْقاءِ عَصا موسَى عَلَيْهِ السّلام: وإنّ فرعَوْنَ كانَ على فرَسٍ ذَنوب حِصان، فتمثّل لَهُ جِبْريلُ عَلَيْهِ السّلامُ على فرَس وَديقٍ، فتقحّمَ خلْفَها.) وَهِي الَّتِي تشْتَهي الفَحْلَ. قَالَ ابنُ سيدَه: وَقد يكونُ الوِداقُ مثلُه فِي الأتانِ، حَكَاهُ كُراع فِي عِبارَة، قَالَ: فَلَا أدْري: أهوَ أصلٌ أم استَعمَله قَالَ ابنُ برّي: وَقد ذكَر ابنُ خالَوَيْهِ: {أودَقَت فَهِيَ} وادِق، وَلَا يُقال: مودِق، وَلَا {مُسْتَوْدِق. وَفِي المثَل:} ودَقَ العَيْرُ الى الماءِ أَي: دَنا مِنْهُ. يُضرَبُ لمَنْ خضَعَ لشيْءٍ حِرْصاً عَلَيْهِ، نَقله الجوهريّ والصاغانيّ. {والمَوْدِقُ كمَجْلِس: موْضِعُه أَي: موْضِع} ودْق العَيْر. قَالَ امْرُؤ القيْس: (دخلْتُ على بيْضاءَ جُمٍّ عِظامُها  ...  تُعَفّي بذيل المِرْطِ إِذْ جِئتُ {- مَوْدِقي) وَمن المجازِ: ذاتُ} وَدْقَيْن: من أسْماءِ الدّاهِية، ويُقال أَيْضا: ذاتُ رَوقَيْنِ، بالرّاءِ، وَقد تقدّم ذلِك للمصَنِّف كأنّها ذاتُ وجْهَيْن، كأنّها جاءَت من وجْهَيْن، وأنشَد الجوهريّ للكُمَيْت: (وكائِنْ وكَمْ من ذاتِ وَدْقَين ضِئْبِلٍ  ...  نآدٍ كفَيْتَ المُسْلِمينَ عُضالَها) ويُقال: ذَات وَدْقَيْن: من صِفة الطّعْنَة، وَقيل: من صِفَة السّحابة. يُقال: سَحابَةٌ ذاتُ وَدْقَيْن، أَي: ذاتُ مَطْرَتَيْن شَديدَتَيْن، شُبِّهتْ بهَا الحرْبُ الشَّديد، فَقيل: حرْبٌ ذاتُ وَدْقَين. وَقيل: هُوَ من {الوِداق: الحِرْصُ على طَلَبِ الفَحْلِ لأنّ الحربَ توصَف باللّقاح. وَقيل: هُوَ من صِفاتِ الحيّاتِ. وداهِيَةٌ ذاتُ} وَدْقَيْن، وَذَات رَوْقَيْن: إِذا كَانَت عَظِيمَة، وكُلُّ ذلِك أغْفَلَه المُصنِّفُ. وَمِنْه قولُ أميرِ المؤمِنينَ عليّ بنِ أبي طالِب رَضِي الله تَعَالَى  عَنهُ فِيمَا رُوِيَ عَنهُ: (تِلْكُم قُرَيْشٌ تَمنّاني لتَقْتُلَني  ...  فَلَا وربِّكَ مَا بَرّوا وَمَا ظَفِروا) (فإنْ هلَكْتُ فرَهْنٌ ذمّتي لهُمُ  ...  بذاتِ وَدْقَيْنِ لَا يَعْفو لَهَا أثَرُ) قَالَ أَبُو عُثْمَان المازِنيّ النّحْويّ: لم يصِحّ عندنَا أنّه رَضِي الله عَنهُ تكلّم بشَيءٍ من الشِّعْر غيرَ هذَيْن البيْتَين، وَهَكَذَا نَقله المَرْزُباني فِي تَارِيخ النُحاة عَن يونُس: مَا صحّ عندنَا، وَلَا بلَغَنا أنّه قَالَ شِعْراً إِلَّا هذَيْن البيْتَين، كَذَا فِي شرْحِ شَواهِد المُغْني فِي مَبْحَث كُلّ. وسبَقَ للصاغانيّ مثلُ ذَلِك عَن المازِنيّ فِي ترْكيب روق، وصوّبه الزّمَخْشَريّ رحِمَه الله تَعَالَى. قَالَ شيخُنا: ولعلّ سنَدَ ذلِك قويٌّ لديهِم، وإلاّ فقدْ ورَدَ عَنهُ: أَنا الَّذِي سمّتْني أمّي حيْدَرَهْ الأبيات. وَنقل عَنهُ المصنّف فِي خيس شِعْراً وتَواتَر عَنهُ: محمَّدٌ النّبيُّ أخي وصِهْري الأبيات  ...  وَغير ذَلِك مِمَّا كثُر وشاع، بِحَيْثُ إنّ النّفوسَ لَا تطمَئِنّ الى أنّه لم يقُل غيرَ هذَيْن) الْبَيْتَيْنِ لاسيّما وَقد قَالَ الشّعْبي: كَانَ أَبُو بكر شاعِراً، وَكَانَ عُمَرُ شَاعِرًا، وَكَانَ عُثمان شَاعِرًا، وَكَانَ عليٌّ أشعرَ الثّلاثة. وَنَقله الحافظُ أَبُو عمْرو بنُ عبد البَرّ فِي الاسْتِيعاب فِي ترْجمة مِسْطَحِ بنِ أثاثةَ، وذكَر مثلَه جماعةٌ، ونُسِبَ إِلَيْهِ من أشْعارِ الحِكَم وغيرِها شيءٌ كثير، وَالله أعلمُ، انْتهى. قلت: ويُرْوَى أَيْضا عَنهُ رَضِي الله عَنهُ أنّه قَالَ يومَ خيْبَر: دونَكَها مُترعَةً دِهاقا كأساً زُعافاً مُزِجَت زُعاقا  وَقد ذُكِر فِي ز ع ق. وقرأتُ فِي تَارِيخ حلَب لابنِ العَديمِ مَا نصّه: وأخْرَجَ يعقوبُ بنُ شَبّةَ بنِ خلَف بنِ سالمٍ، حدّثنا وهْبُ بنُ جَرير، عَن ابنِ الخطّابي مُحمدِ بنِ سَواءِ عَن أبي جعْفَرٍ محمدِ بن مَرْوان أنّ عليّاً قَالَ: (لمَنْ رايةٌ سوْداءُ يخْفِقُ ظِلُّها  ...  إِذا قيلَ قدِّمْها حُضَيْنُ تقدّما) (فيوردُها فِي الصّفِّ حتّى يَقيلَها  ...  حِياضَ المَنايا تقْطُرُ الموتَ والدَّما) (جَزى اللهُ قوما قاتَلوا فِي لِقائِهم  ...  لدَى الموْت قِدْماً مَا أعزّ وأكرَما) (رَبيعةَ أَعنِي إنّهم أهلُ نجْدَة  ...  وبأْسٍ إِذا لاقَوْا خَميساً عرَمْرَما) وَأخرج أَيْضا بسنَدِه الى أبي عبدِ الله إبراهيمَ بنِ محمّدِ بن نِفْطَوَيْه، والحسَن بنِ محمّد بن سعيد العسْكَري. قَالَ: وممّا يُروَى لعليّ بنِ أبي طالبٍ رضيَ الله عَنهُ: لمَنْ رايةٌ سوْداءُ  ... الأبيات. قَالَ: وَقَالَ السُّدي: كَانَت رايتُه حمْراءَ بصِفّين، فتأمّلْ ذلِك. {والوَديقَة: شِدّة الحرّ فِي نِصْفِ النّهار. قَالَ شَمِرٌ: سفمّيَتْ لِأَنَّهَا} ودَقت الى كلّ شيءٍ، أَي: وصَلت إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو المثلَّم الهُذَليّ يرْثي صخْرَ الغَيّ: (حامي الحَقيقةِ نسّالُ {الوَديقَةِ معْ  ...  ناقُ الوَسيقةِ جَلْدٌ غيرُ ثُنْيانِ) وَقَالَ ربيعةُ بنُ مقْروم: (كلّفْتُها فرأتْ حقّاً تكلّفَه  ...  } وَديقَةً كأجيجِ النّارِ صَيْخودا) وَفِي حَدِيث زيادٍ بلَغَه قولُ المُغيرةِ رضيَ الله عَنهُ: لحَديثٌ مِن عاقِل  أحبُّ إليّ من الشُّهْدِ بماءِ رصَفَة، فَقَالَ: أكذاك هُوَ، فَلَهو أحبُّ إليّ من رَثيئَة فُثِئَتْ بسُلالةٍ من ماءِ ثغْب فِي يومٍ ذِي {وَديقَة ترْمَضُ فِيهِ الآجالُ. وَقَالَ أَبُو صاعد:} الوَديقة: الموْضِع فِيهِ بَقْل أَو عُشْب. ويُقال: حَلّوا) فِي وَديقَة مُنْكَرة. {والوَدْقُ بالفتْح ويُحرَّك عَن كُراع، وَعَلِيهِ اقْتَصَر الصاغانيّ: نُقَطٌ حُمْرٌ تخرُجُ فِي العيْن كَمَا فِي العُباب، زادَ كُراع: من دَمٍ تشْرَق بِهِ، أَو لحْمَة تعظُم فِيهَا، أَو مرَض فِيهَا لَيْسَ بالرّمَد ترِمُ مِنْهُ الأذُنُ وتشْتَدّ مِنْهُ حُمرةُ العيْن، الواحِدَة بهاءٍ. وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال: فِي عيْنِه ودَقَةٌ خَفيفة إِذا كانتْ فِيهَا بَثْرةٌ أَو نُقْطةٌ شرِقةٌ بالدّمِ. وَقد} وَدِقت عينُه، كوجِلَ، {تيدَق، بكسْرِ التاءِ، فَهِيَ} ودِقَةٌ كفَرِحةٍ عَن الأصمعيّ، قَالَ رؤبَةُ: كالحيّةِ الأصْيَدِ من طولِ الأرَقْ لَا يشْتَكي صُدْغَيْهِ من داءِ {الوَدَقْ} والوادِق: الحَديدُ من السّيفِ وَقد تقدّم شاهدُه من قَول أبي قيْسِ بنِ الأسْلَت وغيْرِه. يُشيرُ الى مَا ذهَبَ أَبُو عُبَيد أنّه يُقال: رُمْحٌ {وادِقٌ، وأنشدَ قولَ أبي قيْس السابقَ، وَقد تقدّم أنّ ابنَ سيدَه غلّطَه، قَالَ: وَقد رُوِي البيْتُ الأول: (أكفِتُه عنّي بذِي روْنَق  ...  أبيضَ مثلِ المِلْحِ قطّاعِ) قَالَ: والدِّرْعُ إنّما تُكْفَتُ بالسّيفِ لَا بالرُمْحِ.} ووَدْقان: ع نقَلَه ابنُ دُرَيْد. {ووَدْقَة: اسْم، مِنْهُم:} ودْقَةُ بنُ عَمْرو بنِ سَعيد فِي كِنانة.! ووَدْقَةُ بن إياسِ الخزْرَجيُّ بَدْريٌّ،  ويُرْوَى ورْقة، ويُقال: وَدْفَة، وَقد تقدّم. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: يُقال: مارَسْنا بَني فُلانٍ فَمَا {ودَقوا لنا بشيءٍ، أَي: مَا بذَلوا، ومعْناه: مَا قرّبوا لنا شَيْئا من مأكولٍ أَو مشْروب} يدِقون {وَدْقاً. وَقَالَ ابنُ الأعْرابيّ: يُقال: فلانٌ يحمي الحَقيقَة، وينسُل} الوَديقَة، للمُشَمِّرِ القويِّ، أَي: ينْسُلُ نَسَلاناً فِي وقتِ الحرِّ نِصْفَ النّهارِ، وَقيل: هُوَ دوَمانُ الشّمْسِ فِي السّماءِ، أَي: دوَرانُها ودُنُوُّها. {والمَوْدِق، كمَجْلِس: مُعْتَرَكُ الشّرِّ. والحائِلُ بينَ الشّيئَينِ. وَيُقَال: إِنَّه} لَوادِقُ السِّنَة، أَي: كثيرُ النّوْم فِي كلِّ مَكانٍ، عَن اللّحيانيّ. وَقَالَ الزّمخشَريّ: أَي قريبُ النُعاس نُوَمَةٌ.
المعجم: تاج العروس

رأي

المعنى: الرُّؤيَة بالعَيْن تَتَعدَّى إلى مفعول واحد، وبمعنى العِلْم تتعدَّى إلى مفعولين؛ يقال: رأَى زيداً عالماً ورَأَى رَأْياً ورُؤْيَةً ورَاءَةً مثل راعَة. وقال ابن سيده: الرُّؤيَةُ النَّظَرُ بالعَيْن والقَلْب.وحكى ابن الأَعرابي: على رِيَّتِكَ أَي رُؤيَتِكَ، وفيه ضَعَةٌ، وحَقيقَتُها أَنه أَراد رُؤيَتك فَأبْدَلَ الهمزةَ واواً إبدالاً صحيحاً فقال رُويَتِك، ثم أَدغَمَ لأَنَّ هذه الواوَ قد صارت حرفَ علَّة لمَا سُلِّط عليها من البَدَل فقال رُيَّتِك، ثم كَسَرَ الراءَ لمجاورة الياء فقال رِيَّتِكَ. وقد رَأَيْتُه رَأْيَةً ورُؤْيَة، وليست الهاءُ في رَأْية هنا للمَرَّة الواحدة إنما هو مصدَرٌ كَرُؤيةٍ، إلاَّ أَنْ تُرِيدَ المَرَّةَ الواحدة فيكون رَأَيْته رَأْية كقولك ضَرَبْتُه ضربة، فأَمَّا إذا لم تُردْ هذا فرأْية كرؤْية ليست الهاءُ فيها للوَحْدَة. ورَأَيْته رِئْيَاناً:كرُؤْية؛ هذه عن اللحياني، وَرَيْته على الحَذْف؛ أَنشد ثعلب: وَجنْـــاء مُقْــوَرَّة الأَقْــرابِ يَحْســِبُها مَـنْ لَـمْ يَكُـنْ قَبْـلُ رَاهَـا رأْيَـةً جَمَلا حَتَّـــى يَــدُلَّ عَلَيْهــا خَلْــقُ أَرْبَعــةٍ فــي لازِقٍ لاحِــقِ الأَقْرابِــ، فانْشــَمَلا خَلْقُ أَربعةٍ: يعني ضُمورَ أَخْلافها، وانْشَمَلَ: ارْتَفَعَ كانْشمرَ، يقول: من لم يَرَها قبلُ ظَنَّها جَمَلاً لِعظَمها حتي يَدلَّ ضُمورُ أَخْلافِها فيَعْلَم حينئذ أَنها ناقة لأَن الجمل ليس له خِلْفٌ؛ وأَنشد ابن جني: حــــتى يقــــول مـــن رآهُ إذْ رَاهْ: يــا وَيْحَــه مِــنْ جَمَــلٍ مـا أَشـْقاهْ، أَراد كلَّ من رآهُ إذْ رآهُ، فسَكَّنَ الهاءَ وأَلقَى حركةَ الهمزة؛ وقوله: مَــنْ رَا مِثْــلَ مَعْمــدانَ بــنِ يَحْيَىـ، إذا مــا النِّسـْعُ طـال علـى المَطِيَّهْـ؟ ومَــنْ رَامثــلَ مَعْــدانَ بــن يَحْيَىــ، إذا هَبَّـــــتْ شـــــآمِيَةٌ عَرِيَّهْـــــ؟ أَصل هذا: من رأَى فخفَّف الهمزة على حدّ: لا هَناك المَرْتَعُ، فاجتمعت أَلفان فحذف إحداهما لالتقاء الساكنين؛ وقال ابن سيده: أَصله رأَى فأَبدل الهمزة ياء كما يقال في سأَلْت سَيَلْت، وفي قرأْت قَرَيْت، وفي أَخْطأْت أَخْطَيْت، فلما أُبْدِلت الهمزة التي هي عين ياء أَبدلوا الياء أَلفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الأَلف المنقلبة عن الياء التي هي لام الفعل لسكونها وسكون الأَلف التي هي عين الفعل؛ قال: وسأَلت أَبا علي فقلت له من قال: مَـــنْ رَا مِثْــلَ مَعْــدانَ بــنِ يَحْيَــى فكيف ينبغي أَن يقول فعلت منه فقال رَيَيْت ويجعله من باب حييت وعييت؟ قال: لأَن الهمزة في هذا الموضع إذا أُبدلت عن الياء تُقلب، وذهب أَبو علي في بعض مسائله أَنه أَراد رأَى فحذَفَ الهمزةَ كما حذفها من أَرَيْت ونحوه، وكيف كان الأَمر فقد حذفت الهمزة وقلبت الياء أَلفاً، وهذان إعلالان تواليا في العين واللام؛ ومثله ما حكاه سيبويه من قول بعضهم: جَا يَجِي، فهذا إبدال العين التي هي ياء أَلفاً وحذف الهمزة تخفيفاً، فأَعلّ اللام والعين جميعاً. وأَنا أَرَأُهُ والأَصلُ أَرْآهُ، حذَفوا الهمزةَ وأَلْقَوْا حَرَكَتها على ما قبلَها. قال سيبويه: كلُّ شيءٍ كانت أَوَّلَه زائدةٌ سوى أَلف الوصل من رأَيْت فقد اجتمعت العرب على تخفيف همزه، وذلك لكثرة استعمالهم إياه، جعلوا الهمزةَ تُعاقِب، يعني أَن كل شيءٍ كان أَوّلُه زائدةً من الزوائد الأَربع نحو أَرَى ويَرَى ونرَى وتَرَى فإن العرب لا تقول ذلك بالهمز أَي أَنَّها لا تقول أَرْأَى ولا يَرْأَى ولا نَرْأَى ولا تَرْأَى، وذلك لأَنهم جعلوا همزة المتكلم في أَرَى تُعاقِبُ الهمزةَ التي هي عين الفعل، وهي همزةُ أَرْأَى حيث كانتا همزتين، وإن كانت الأُولى زائدةً والثانية أَصليةً، وكأَنهم إنما فرُّوا من التقاء همزتين، وإن كان بينهما حرف ساكن، وهي الراء، ثم أَتْبعوها سائرَ حروفِ المضارعة فقالوا يَرَى ونَرَى وتَرَى كما قالوا أَرَى؛ قال سيبويه: وحكى أَبو الخطاب قدْ أَرْآهم، يَجيءُ به على الأَصل وذلك قليل؛ قال: أَحِـــنُّ إذا رَأيْـــتُ جِبـــالَ نَجْـــدٍ، ولا أَرْأَى إلـــــى نَجْــــدٍ ســــَبِيلا وقال بعضهم: ولا أَرَى على احتمال الزَّحافِ؛ قال سُراقة البارقي: أُرِي عَيْنَـــيَّ مـــا لـــم تَرْأَيـــاهُ، كِلانــــــا عـــــالِمٌ بالتُّرَّهـــــاتِ وقد رواه الأَخفش: ما لم تَرَياهُ، على التخفيف الشائع عن العرب في هذا الحرف. التهذيب: وتقول الرجلُ يَرَى ذاكَ، على التخفيف، قال: وعامة كلام العرب في يَرَى ونَرَى وأرَى على التخفيف، قال: ويعضهم يحقِّقُه فيقول، وهو قليل، زيدٌ يَرْأَى رَأْياً حَسَناً كقولك يرعى رَعْياً حَسَناً، وأَنشد بيت سراقة البارقي. وارْتَأَيْتُ واسْتَرْأَيْت: كرَأَيْت أَعني من رُؤية العَين. قال اللحياني: قال الكسائي اجتمعت العرب على همز ما كان من رَأَيْت واسْتَرْأَيْت وارْتَأَيْت في رُؤْية العين، وبعضهم يَترُك الهمز وهو قليل، قال: وكل ما جاء في كتاب الله مَهمُوزٌ؛ وأَنشد فيمن خفف: صــاحِ، هَــلْ رَيْتَــ، أَو ســَمِعتَ بِـراعٍ رَدَّ فـي الضـَّرْعِ مـا قَـرَى فـي الحِلابِـ؟ قال الجوهري: وربما جاء ماضيه بلا هَمزٍ، وأَنشد هذا البيت أَيضاً: صــــاحِ، هَــــلْ رَيْتَـــ، أَو ســـَمِعتَ ويروى: في العلاب؛ ومثله للأَحوص: أَوْ عَرَّفُـــوا بصـــَنِيعٍ عنــدَ مَكْرُمَــةٍ مَضـَى، ولـم يَثْنِـه مـا رَا ومـا سـَمِعا وكذلك قالوا في أَرَأَيْتَ وأَرَأَيْتَكَ أَرَيْتَ وأَرَيْتَك، بلا همز؛ قال أَبو الأَسود: أَرَيْـــتَ امـــرَأً كُنْـــتُ لــم أَبْلُــهُ أَتــــاني فقـــال: اتَّخِـــذْني خَلِيلا فترَك الهمزةَ، وقال رَكَّاضُ بنُ أَبَّاقٍ الدُّبَيْري: فقُــــولا صــــادِقَيْنِ لـــزَوْجِ حُبَّـــى جُعلْـــتُ لهـــا، وإنْ بَخِلَتْــ، فِــداءَ أَرَيْتَــــكَ إنْ مَنَعْــــتَ كلامَ حُبَّىــــ، أَتَمْنَعُنـــي علـــى لَيْلــى البُكــاءَ؟ والذي في شعره كلام حبَّى، والذي رُوِيَ كلام لَيْلى؛ ومثله قول الآخر: أَرَيْتَـ، إذا جـالَتْ بـكَ الخيـلُ جَوْلـةً، وأَنــتَ علــى بِرْذَوْنَــةٍ غيــرُ طــائِلِ قال: وأَنشد ابن جني لبعض الرجاز: أَرَيْتَــــ، إنْ جِئْتِ بــــه أُمْلُــــودا مُـــــرَجَّلا ويَلْبَـــــسُ البُـــــرُودا، أَقـــــائِلُنَّ أَحْضــــِرُوا الشــــُّهُودا قال ابن بري: وفي هذا البيت الأَخير شذوذ، وهو لحاق نون التأكيد لاسم الفاعل. قال ابن سيده: والكلامُ العالي في ذلك الهمزُ، فإذا جئتَ إلى الأَفعال المستقبلة التي في أَوائلها الياء والتاء والنون والأَلف إجتمعت العرب، الذين يهمزون والذين لا يهمزون، على ترك الهمز كقولك يَرَى وتَرَى ونَرَى وأَرَى، قال: وبها نزل القرآن نحو قوله عز وجل: فتَرَى الذين في قُلُوبِهِم مَرَض، وقوله عز وجل: فتَرَى القَوْمَ فيها صَرْعَى، وإنِّي أَرَى في المَنامِ، ويَرَى الذين أُوتوا العلم؛ إلا تَيمَ الرِّباب فإنهم يهمزون مع حروف المضارعة فتقول هو يَرْأَى وتَرْأَى ونَرْأَى وأَرْأَى، وهو الأَصل، فإذا قالوا متى نَراك قالوا متى نَرْآكَ مثل نَرْعاك، وبعضٌ يقلب الهمزة فيقول متى نَراؤكَ مثل نَراعُك؛ وأَنشد: أَلا تلـــــك جاراتُنــــا بالغَضــــى تقـــولُ: أَتَرْأَيْنَـــه لـــنْ يضـــِيقا وأَنشد فيمن قلب: مــاذا نَــراؤُكَ تُغْنـي فـي أَخـي رَصـَدٍ مـن أُسـْدِ خَفَّـانَ، جـأْبِ الـوَجْه ذي لِبَدِ ويقال: رأَى في الفقه رأْياً، وقد تركت العرب الهمز في مستقبله لكثرته في كلامهم، وربما احتاجت إليه فهَمَزَته؛ قال ابن سيده: وأَنشد شاعِرُ تَيْمِ الرِّباب؛ قال ابن بري: هو للأَعْلم بن جَرادَة السَّعْدي: أَلَـمْ تَـرْأَ مـا لاقَيْـت والـدَّهْرُ أَعْصـُرٌ، ومــن يَتَمَــلَّ الــدَّهْرَ يَــرْأَ ويَســْمَعِ قال ابن بري: ويروى ويَسْمَعُ، بالرفع على الاستئناف، لأَن القصيدة مرفوعة؛ وبعده: بـــأَنَّ عَزِيــزاً ظَــلَّ يَرْمــي بحــوزه إليَّـــ، وراءَ الحـــاجِزَينِ، ويُفْـــرِعُ يقال: أَفْرَعَ إذا أَخذَ في بطن الوادي؛ قال وشاهد ترك الهمزة ما أَنشده أَبو زيد: لمَّــا اســْتَمَرَّ بهــا شــَيْحانُ مُبْتَجِـحٌ بــالبَيْنِ عَنْــك بمــا يَــرْآكَ شـَنآنا قال: وهو كثير في القرآن والشعر، فإذا جِئتَ إلى الأَمر فإن أَهل الحجاز يَتْركون الهمز فيقولون: رَ ذلك، وللإثنين: رَيا ذلك، وللجماعة: رَوْا ذلك، وللمرأَة رَيْ ذلك، وللإثنين كالرجلين، وللجمع: رَيْنَ ذاكُنَّ، وبنو تميم يهمزون جميع ذلك فيقولون: ارْأَ ذلك وارْأَيا ولجماعة النساء ارْأَيْنَ، قال: فإذا قالوا أَرَيْتَ فلاناً ما كان من أَمْرِه أَرَيْتَكُم فلاناً أَفَرَيْتَكُم فلاناً فإنّ أَهل الحجاز بهمزونها، وإن لم يكن من كلامهم الهمز، فإذا عَدَوْت أَهلَ الحجاز فإن عامَّة العَرب على ترك الهمز، نحو أَرأَيْتَ الذي يُكَذِّبُ أَرَيْتَكُمْ، وبه قرأَ الكسائي تَرَك الهمز فيه في جميع القرآن، وقالوا: ولو تَرَ ما أَهلُ مكة، قال أَبو علي:أَرادوا ولو تَرى ما فَحَذَفُوا لكثرة الاسْتِعْمال. اللحياني: يقال إنه لخَبِيثٌ ولو تَر ما فلانٌ ولو تَرى ما فلان، رفعاً وجزماً، وكذلك ولا تَرَ ما فلانٌ ولا تَرى ما فُلانٌ فيهما جميعاً وجهان: الجزم والرفع، فإذا قالوا إنه لَخَبِيثٌ ولم تَرَ ما فُلانٌ قالوه بالجزم، وفلان في كله رفع وتأْويلُها ولا سيَّما فلانٌ؛ حكى ذلك عن الكسائي كله. وإذا أَمَرْتَ منه على الأَصل قلت: ارْءَ، وعلى الحذف: را. قال ابن بري: وصوابه على الحذف رَهْ، لأَن الأَمر منه رَ زيداً، والهمزة ساقطة منه في الاستعمال. الفراء في قوله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتَكُم، قال: العرب لها في أَرأَيْتَ لغتان ومعنيان: أَحدهما أَنْ يسأَلَ الرجلُ الرجلَ: أَرأَيتَ زيداً بعَيْنِك؟ فهذه مهموزة، فإذا أَوْقَعْتَها على الرجلِ منه قلت أَرَأَيْتَكَ على غيرِ هذه الحال، يريد هل رأَيتَ نَفْسَك على غير هذه الحالة، ثم تُثَنِّي وتَجْمع فتقولُ للرجلين أَرَأَيْتُماكُما، وللقوم أَرَأَيْتُمُوكُمْ، وللنسوة أَرأَيْتُنَّ كُنَّ، وللمرأَة أَرأَيْتِكِ، بخفض التاءِ لا يجوز إلا ذلك، والمعنى الآخر أَنْ تقول أَرأَيْتَكَ وأَنت تقول أَخْبِرْني، فتَهْمِزُها وتنصِب التاءَ منها وتَتركُ الهمزَ إن شئت، وهو أَكثر كلام العرب، وتَتْرُكُ التاءَ مُوحَّدةً مفتوحة للواحد والواحدة والجمع في مؤَنثه ومذكره، فنقول للمرأَة: أَرَأَيْتَكِ زيداً هل خَرج، وللنسوة: أَرَأَيْتَكُنَّ زيداً ما فَعَل، وإنما تركت العرب التاءَ واحدةً لأَنهم لم يريدوا أَن يكون الفعل منها واقعاً على نفسها فاكتفوا بذكرها في الكاف ووجهوا التاء إلى المذكر والتوحيد إذا لم يكن الفعل واقعاً، قال: ونحو ذلك قال الزجاج في جميع ما قال، ثم قال: واختلف النحويون في هذه الكاف التي في أَرأَيتَكُمْ فقال الفراء والكسائي: لفظها لفظُ نصبٍ وتأْويلُها تأْويلُ رَفْعٍ، قال: ومثلها الكاف التي في دونك زيداً لأَنَّ المعنى خُذْ زيداً قال أَبو إسحق: وهذا القول لم يَقُلْه النحويون القُدَماء، وهو خطَأٌ لأَن قولك أَرأَيْتَكَ زيداً ما شأْنُه يُصَيِّرُ أَرَأَيْتَ قد تَعَدَّتْ إلى الكاف وإلى زيدٍ، فتصيرُ أَرأَيْتَ اسْمَيْن فيصير المعنى أَرأَيْتَ نفْسَكَ زيداً ما حالُه، قال:وهذا محال والذي إليه النحويون الموثوق بعلمهم أَن الكاف لا موضع لها، وإنما المعنى أَرأَيْتَ زيداً ما حالُه، وإنما الكاف زيادة في بيان الخطاب، وهي المعتمد عليها في الخطاب فتقول للواحد المذكر: أَرَأَيْتَكَ زيداً ما حاله، بفتح التاء والكاف، وتقول في المؤنث: أَرَأَيْتَك زيداً ما حالُه يا مَرْأَةُ؛ فتفتح التاء على أَصل خطاب المذكر وتكسر الكاف لأَنها قد صارت آخرَ ما في الكلمة والمُنْبِئَةَ عن الخطاب، فإن عدَّيْتَ الفاعل إلى المفعول في هذا الباب صارت الكافُ مفعولةً، تقول: رأَيْتُني عالماً بفلان، فإذا سألت عن هذا الشرط قلتَ للرجل: أَرَأَيْتَكَ عالماً بفلان، وللإثنين أَرأَيتُماكما عالَمْنِ بفلان، وللجمع أَرَأَيْتُمُوكُمْ، لأَن هذا في تأْويل أَرأَيتُم أَنْفُسَكم، وتقول للمرأَة: أَرأَيتِكِ عالمَة بفُلانٍ، بكسر التاء، وعلى هذا قياس هذين البابين. وروى المنذري عن أَبي العباس قال: أَرأَيْتَكَ زيداً قائماً، إذا اسْتَخْبَر عن زيد ترك الهمز ويجوز الهمز، وإذا استخبر عن حال المخاطب كان الهمز الاختيار وجاز تَرْكُه كقولك: أَرَأَيْتَكَ نَفْسَك أَي ما حالُك ما أَمْرُك، ويجوز أَرَيْتَكَ نَفْسَك. قال ابن بري: وإذا جاءت أَرأَيْتَكُما وأَرأَيْتَكُمْ بمعنى أَخْبِرْني كانت التاء موَحَّدة، فإن كانت بمعنى العِلْم ثَنَّيْت وجَمَعْت، قُلْتَ: أَرأَيْتُماكُما خارِجَيْنِ وأَرأَيْتُمُوكُمْ خارِجِينَ، وقد تكرر في الحديث أَرأَيْتَكَ وأَرأيْتَكُمْ وأَرأَيْتَكما، وهي كلمة تقولها العرب عند الاستخبار بمعنى أَخبِرْني وأَخْبِراني وأَخْبِرُوني، وتاؤُها مفتوحة أَبداً.ورجل رَءَّاءٌ: كَثيِرُ الرُّؤيَةِ؛ قال غيلان الرَّبَعي: كأَنَّهــــا وقَـــدْ رَآهـــا الـــرَّءَّاءٌ ويقال: رأَيْتُه بعَيْني رُؤيَةً ورأَيْتُه رَأْيَ العينِ أَي حيث يقع البصر عليه. ويقال: من رأْيِ القَلْبِ ارْتَأَيْتُ؛ وأَنشد: ألا أَيُّهـــا المُــرْتَئِي فــي الأُمُــور، ســـيَجْلُو العَمَـــى عنـــكَ تِبْيانُهــا وقال أَبو زيد: إذا أَمرْتَ من رأَيْتَ قلت ارْأَ زيداً كأنَّكَ قلت ارْعَ زيداً، فإذا أَردت التخفيف قلت رَ زيداً، فتسقط أَلف الوصل لتحريك ما بعدها، قال: ومن تحقيق الهمز قولك رأَيْت الرجل، فإذا أَردت التخفيف قلت رأَيت الرجل، فحرَّكتَ الأَلف بغير إشباع الهمز ولم تسقط الهمزة لأَن ما قبلها متحرك. وفي الحديث: أَن أَبا البَخْترِي قال ترَاءَيْنا الهِلالَ بذاتِ عِرْق، فسأَلنا ابنَ عباسٍ فقال: إنَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مَدَّهُ إلى رُؤْيَتِه فإنْ أُغْمِيَ عليكم فأَكْمِلوا العِدَّة، قال شمر: قوله تَراءَيْنا الهلالَ أَي تَكَلَّفْنا النَّظَر إليه هل نَراهُ أَم لا، قال: وقال ابن شميل انْطَلِقْ بنا حتى نُهِلَّ الهلالَ أَي نَنْظُر أَي نراهُ. وقد تَراءَيْنا الهِلالَ أَي نظرْناه. وقال الفراء: العرب تقول راءَيْتُ ورأَيْتُ، وقرأَ ابن عباس: يُرَاوُون الناس. وقد رأَيْتُ تَرْئِيَةً: مثل رَعَّيْت تَرْعِيَةً. وقال ابن الأَعرابي: أَرَيْتُه الشيءَ إراءةً وإرايَةً وإرءَاءَةً. الجوهري: أَرَيْتُه الشيءَ فرآهُ وأَصله أَرْأَيْتُه.والرِّئْيُ والرُّواءُ والمَرْآةُ: المَنْظَر، وقيل: الرِّئْيُ والرُّواءُ، بالضم، حُسْنُ المَنْظر في البَهاء والجَمال. وقوله في الحديث: حتى يتَبيَّنَ له رئيْهُما، وهو بكسر الراء وسكون الهمزة، أَي مَنْظَرُهُما وما يُرَى منهما. وفلان مِنِّي بمَرْأىً ومَسْمَعٍ أَي بحيث أَراهُ وأَسْمَعُ قولَه. والمَرْآةُ عامَّةً: المَنْظَرُ، حَسَناً كان أَو قَبِيحاً.وما لهُ رُواءٌ ولا شاهِدٌ؛ عن اللحياني لم يَزِدْ على ذلك شيئاً. ويقال:امرأَةٌ لها رُواءٌ إذا كانت حَسَنةَ المَرْآةِ والمَرْأَى كقولك المَنْظَرَة والمَنْظر.الجوهري: المَرْآةُ، بالفتح على مَفْعَلةٍ، المَنْظر الحَسن. يقال: امرأَةٌ حَسَنةُ المَرْآةِ والمَرْأَى، وفلان حسنٌ في مَرْآةِ العَين أَي في النَّظَرِ. وفي المَثل: تُخْبِرُ عن مَجْهولِه مَرْآتُه أَي ظاهرُه يدلُّ على باطِنِه. وفي حديث الرُّؤْيا: فإذا رجلٌ كَرِيهُ المَرْآةِ أَي قَبِيحُ المَنْظرِ. يقال: رجل حَسَنُ المَرْأَى والمَرْآةِ حسن في مَرْآةِ العين، وهي مَفْعَلة من الرؤية. والتَّرْئِيَةُ: حُسْنُ البَهاء وحُسْنُ المنظرِ، اسم لا مصدر؛ قال ابن مقبل: أَمَّــا الــرُّواءُ ففِينــا حَـدُّ تَرْئِيَـةٍ، مِثـل الجِبـالِ الـتي بـالجِزْعِ مـنْ إضَمِ وقوله عز وجل: هم أَحسن أَثاثاً ورِئْياً؛ قرئت رِئْياً؛ بوزن رِعْياً، وقرئت رِيّاً؛ قال الفراء: الرِّئْيُ المَنْظَر، وقال الأَخفش: الرِّيُّ ما ظَهَر عليه مما رأَيْت، وقال الفراء: أَهْلُ المدينة يَقْرؤُونها رِيّاً، بغير همز، قال: وهو وجه جيد من رأَيْت لأَنَّه مع آياتٍ لَسْنَ مهموزاتِ الأَواخِر. وذكر بعضهم: أَنَّه ذهب بالرِّيِّ إلى رَوِيت إذا لم يهمز ونحو ذلك. قال الزجاج: من قرأَ رِيّاً، بغير همز، فله تفسيران أَحدهما أَن مَنْظَرهُم مُرْتَوٍ من النِّعْمة كأَن النَّعِيم بِّيِّنٌ فيهم ويكون على ترك الهمز من رأَيت، وقال الجوهري: من همزه جعله من المنظر من رأَيت، وهو ما رأَتْهُ العين من حالٍ حسَنة وكسوة ظاهرة؛ وأَنشد أَبو عبيدة لمحمد بن نُمَير الثقفي: أَشـــاقَتْكَ الظَّعـــائِنُ يــومَ بــانُوا بــذي الــرِّئْيِ الجمِيــلِ مـنَ الأَثـاثِ؟ ومن لم يهمزه إما أَن يكون على تخفيف الهمز أَو يكون من رَوِيَتْ أَلْوانهم وجلودهم رِيّاً أَي امْتَلأَتْ وحَسُنَتْ. وتقول للمرأَة: أَنتِ تَرَيْنَ، وللجماعة: أَنْتُنَّ تَرَيْنَ، لأَن الفعل للواحدة والجماعة سواء في المواجهة في خَبَرِ المرأَةِ من بنَاتِ الياء، إلا أَن النون التي في الواحدة علامة الرفع والتي في الجمع إنما هي نون الجماعة، قال ابن بري:وفرق ثان أَن الياءَ في تَرَيْن للجماعة حرف، وهي لام الكلمة، والياء في فعل الواحدة اسم، وهي ضمير الفاعلة المؤنثة. وتقول: أَنْتِ تَرَيْنَني، وإن شئت أَدغمت وقلت تَرَيِنِّي، بتشديد النون، كما تقول تَضْرِبِنِّي.واسْتَرْأَى الشيءَ: اسْتَدْعَى رُؤيَتَه. وأَرَيْتُه إياه إراءَةً وإراءً؛ المصدر عن سيبويه، قال: الهاء للتعويض، وتركها على أَن لا تعوَّض وَهْمٌ مما يُعَوِّضُونَ بعد الحذف ولا يُعَوِّضون.وراءَيْت الرجلَ مُراآةً ورِياءً: أَرَيْته أَنِّي على خلاف ما أَنا عليه. وفي التنزيل: بَطَراً ورِئاءَ الناسِ، وفيه: الذين هُمْ يُراؤونَ؛ يعني المنافقين أَي إذا صَلَّى المؤمنون صَلَّوا معَهم يُراؤُونهُم أَنَّهم على ما هم عليه. وفلان مُراءٍ وقومٌ مُراؤُونَ، والإسم الرِّياءُ. يقال: فَعَلَ ذلك رِياءً وسُمْعَةً. وتقول من الرِّياء يُسْتَرْأَى فلانٌ، كما تقول يُسْتَحْمَقُ ويُسْتَعْقَلُ؛ عن أَبي عمرو. ويقال: راءَى فلان الناسَ يُرائِيهِمْ مُراآةً، وراياهم مُراياةً، على القَلْب، بمعنىً، وراءَيْته مُراآةً ورياءً قابَلْته فرَأَيْته، وكذلك تَرَاءَيْته؛ قال أَبو ذؤيب: أَبَــى اللــهُ إلا أَن يُقِيــدَكَ، بَعْـدَما تَراءَيْتُمـــوني مـــن قَرِيــبٍ ومَــوْدِقِ يقول: أَقاد الله منك عَلانيَةً ولم يُقِدْ غِيلَة. وتقول: فلان يتَراءَى أَي ينظر إلى وجهه في المِرْآةِ أَو في السيف.والمِرْآة: ما تَراءَيْتَ فيه، وقد أَرَيْته إياها. ورأَيْتُه تَرْئِيَةً: عَرَضْتُها عليه أَو حبستها له ينظر نفسَه وتَراءَيْت فيها وترَأَيْتُ. وجاء في الحديث: لا يتَمَرْأَى أَحدُكم في الماء لا يَنْظُر وَجْهَه فيه، وَزْنُه يتَمَفْعَل من الرُّؤْية كما حكاه سيبويه من قول العرب: تَمَسْكَنَ من المَسْكَنة، وتَمدْرَع من المَدْرَعة، وكما حكاه أَبو عبيد من قولهم: تَمَنْدَلْت بالمِندِيل. وفي الحديث: لا يتَمَرْأَى أَحدُكُم في الدنيا أَي لا يَنْظُر فيها، وقال: وفي رواية لا يتَمَرْأَى أَحدُكم بالدُّنيا من الشيء المَرْئِيِّ. والمِرآةُ، بكسر الميم: التي ينظر فيها، وجمعها المَرائي والكثير المَرايا، وقيل: من حوَّل الهمزة قال المَرايا. قال أَبو زيد: تَراءَيْتُ في المِرآةِ تَرائِياً ورَأيْتُ الرجل تَرْئِيَةً إذا أَمْسَكْتَ له المِرآةَ لِيَنْظُر فيها. وأَرْأَى الرجلُ إذا تراءَى في المِرآة؛ وأَنشد ابن بري لشاعر: إِذا الفَـــتى لــم يَرْكَــبِ الأَهْــوالا، فــــأَعْطِه المِــــرآة والمِكْحــــالا، واســــْعَ لــــه وعُــــدَّهُ عِيــــالا والرُّؤْيا: ما رأَيْته في منامِك، وحكى الفارسي عن أَبي الحسن رُيَّا، قال: وهذا على الإِدغام بعد التخفيف البدلي، شبهوا واو رُويا التي هي في الأَصل همزة مخففة بالواو الأَصلية غير المقدَّر فيها الهمز، نحو لوَيْتُ لَيّاً وشَوَيْتُ شَيّاً، وكذلك حكى أَيضاً رِيَّا، أَتبع الياء الكسرة كما يفعل ذلك في الياء الوضعية. وقال ابن جني: قال بعضهم في تخفيف رُؤْيا رِيَّا، بكسر الراء، وذلك أَنه لما كان التخفيف يصيِّرها إِلى رُويَا ثم شبهت الهمزة المخففة بالواو المخلصة نحو قولهم قَرْنٌ أَلْوى وقُرُونٌ لُيٌّ وأَصلها لُويٌ، فقلبت الواو إِلى الياء بعدها ولم يكن أَقيسُ القولين قَلْبَها، كذلك أَيضاً كسرت الراء فقيل رِيَّا كما قيل قُرون لِيٌّ، فنظير قلب واو رؤيا إِلحاقُ التنوين ما فيه اللامُ، ونظير كسر الراءِ إِبدالُ الأَلف في الوقف على المنوّن المنصوب مما فيه اللام نحو العِتابا، وهي الرُّؤَى. ورأَيتُ عنك رُؤىً حَسَنَةً: حَلَمتها. وأَرْأَى الرجلُ إذا كثرت رُؤَاهُ، بوزن رُعاهُ، وهي أَحْلامه، جمعُ الرُّؤْيا. ورأَى في منامه رُؤْيا، على فُعْلى بلا تنوين، وجمعُ الرُّؤْيا رُؤىً، بالتنوين، مثل رُعىً؛ قال ابن بري: وقد جاء الرُّؤْيا في اليَقَظَة؛ قال الراعي: فكَبَّـــر للرُّؤْيـــا وهَـــشَّ فُـــؤادُه، وبَشــَّرَ نَفْســاً كــان قَبْــلُ يَلُومُهــا وعليه فسر قوله تعالى: وما جعلنا الرُّؤْيا التي أَرَيْناكَ إِلا فِتْنةً للناس؛ قال وعليه قول أَبي الطَّيِّبِ: ورُؤْيـاكَ أَحْلىـ، في العُيون، من الغَمْضِ التهذيب: الفراء في قوله، عز وجل: إِن كنتم للرُّؤْيا تَعْبُرُونَ؛ إذا تَرَكَتِ العربُ الهمز من الرؤيا قالوا الرُّويا طلباً للخفة، فإِذا كان من شأْنهم تحويلُ الواو إِلى الياء قالوا: لا تقصص رُيَّاك، في الكلام، وأَما في القرآن فلا يجوز؛ وأَنشد أَبو الجراح: لَعِــرْضٌ مــن الأَعْــراض يُمْسـِي حَمـامُه، ويُضــْحي علــى أَفنـانهِ الغِيـنِ يَهْتِـفُ أَحَــبُّ إِلــى قَلْــبي مـن الـدِّيكِ رُيَّـةً وبــابٍ، إذا مــا مـالَ للغَلْـقِ يَصـْرِفُ أَراد رُؤْيةً، فلما ترك الهمز وجاءت واو ساكنة بعدها ياء تحولتا ياء مشددة، كما يقال لَوَيْتُه لَيّاً وكَوَيْتُه كَيّاً، والأَصل لَوْياً وكَوْياً؛ قال: وإِن أَشرتَ فيها إِلى الضمة فقلت رُيَّا فرفعت الراء فجائز، وتكون هذه الضمة مثل قوله وحُيِلَ وسُيِق بالإِشارة. وزعم الكسائي أَنه سمع أَعربيّاً يقرأ: إِن كنتم للرُّيَّا تَعْبُرون. وقال الليث: رأَيتُ رُيَّا حَسَنة، قال: ولا تُجْمَعُ الرُّؤْيا، وقال غيره: تجمع الرُّؤْيا رُؤىً كما يقال عُلْياً وعُلىً.والرَّئِيُّ والرِّئِيُّ: الجِنِّيُّ يراه الإِنسانُ. وقال اللحياني: له رَئيٌّ من الجن ورِئِيٌّ إذا كان يُحِبه ويُؤَالِفُه، وتميم تقول رِئِيٌّ، بكسر الهمزة والراء، مثل سِعيد وبِعِير. الليث: الرَّئِيُّ جَنِّيّ يتعرض للرجل يُريه كهانة وطِبّاً، يقال: مع فلان رَئِيُّ. قال ابن الأَنباري: به رَئِيٌّ من الجن بوزن رَعِيّ، وهو الذي يعتاد الإِنسان من الجنّ.ابن الأَعرابي: أَرْأَى الرجلُ إذا صار له رَئِيٌّ من الجنّ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قال لِسَوادِ بنِ قارِبٍ أَنتَ الذي أَتاكَ رَئِيُّكَ بِظُهور رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم؟ قال: نَعَمْ. يقال للتابع من الجن: رَئِيٌّ بوزن كَمِيٍّ، وهو فَعِيلٌ أَو فَعُولٌ، سُمِّي به لأَنه يَتَراءى لمَتْبوعه أَو هو من الرَّأْيِ، من قولهم فلانٌ رَئِيُّ قومِهِ إذا كان صاحب رأْيِهِم، قال: وقد تكسر راؤه لاتباعها ما بعدها؛ ومنه حديث الخُدْري: فإِذا رَئِيٌّ مثل نحْيٍ، يعني حية عظِيمَةً كالزِّقِّ، سمّاها بالرَّئِيِّ الجِنِّ لأَنهم يزعمون أَن الحيَّاتِ من مَسْخِ الجِنِّ، ولهذا سموه شيطاناً وحُباباً وجانّاً. ويقال: به رَئِيٌّ من الجنّ أَي مَسٌّ. وتَراءى له شيء من الجن، وللاثنين تراءيا، وللجمع تَراءَوْا.وأَرْأَى الرجلُ إذا تَبَّيَنت الرَّأْوَة في وجْهِه، وهي الحَماقة.اللحياني: يقال على وجهه رَأْوَةُ الحُمْقِ إذا عَرَفْت الحُمْق فيه قبل أَن تَخْبُرَهُ. ويقال: إِن في وجهه لرَأْوَةً أَي نَظْرَة ودَمامَةً؛ قال ابن بري: صوابه رَأْوَةَ الحُمْقِ. قال أَبو علي: حكى يعقوب على وجهه رَأْوَةٌ، قال: ولا أَعرف مثلَ هذه الكلمة في تصريف رَأْى. ورَأْوَةُ الشيء: دلالَتُه. وعلى فُلان رَأْوَةُ الحُمْقِ أَي دَلالَته. والرَّئِيُّ والرِّئِيُّ: الثوب يُنْشَر للبَيْع؛ عن أَبي عليّ. التهذيب: الرِّئْيُ بوزن الرِّعْيِ، بهمزة مسَكَّنَةٍ، الثوبُ الفاخر الذي يُنشَر ليُرى حُسْنُه؛ وأَنشد: بِــذِي الــرِّئْيِ الجَميــلِ مــن الأَثـاثِ وقالوا: رَأْيَ عَيْني زيدٌ فَعَلَ ذلك، وهو من نادِرِ المصادِرِ عند سيبويه، ونظيره سَمْعَ أُذُنِي، ولا نظير لهما في المُتَعَدِّيات. الجوهري: قال أَبو زيد بعينٍ مَا أَرَيَنَّكَ أَي اعْجَلْ وكُنْ كأَنِّي أَنْظُر إِلَيْكَ. وفي حديث حنَظلة: تُذَكِّرُنا بالجَنَّةِ والنَّارِ كأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ. تقول: جعلتُ الشَّيْءَ رَأْيَ عَيْنِك وبمَرْأَىً مِنْكَ أَي حِذاءَكَ ومُقابِلَك بحيث تراه، وهو منصوب على المصدر أَي كأَنَّا نراهُما رَأْيَ العَيْنِ.والتَّرْئِيَةُ، بوزن التَّرْعِيةِ: الرجلُ المُخْتال، وكذلك التَّرائِيَة بوزْنِ التَّراعِيَة.والتَّرِيَّة والتَّرِّيَّة والتَّرْيَة، الأَخيرة نادرة: ما تراه المرأَة من صُفْرةٍ أَو بَياضٍ أَو دمٍ قليلٍ عند الحيض، وقد رَأَتْ، وقيل:التَّرِيَّة الخِرْقَة التي تَعْرِفُ بها المرأَةُ حَيْضَها من طهرها، وهو من الرُّؤْيَةِ. ويقال للمَرْأَةِ: ذاتُ التَّرِيَّةِ، وهي الدم القليل، وقد رَأَتْ تَرِيَّةً أَي دَماً قليلاً. الليث: التَّرِّيَّة مشدَّدة الراء، والتَّرِيَّة خفيفة الراء، والتَّرْية بجَزْمِ الراء، كُلُّها لغات وهو ما تراه المرأَةُ من بَقِيَّة مَحِيضِها من صُفْرة أَو بياض؛ قال أَبو منصور: كأَنّ الأَصل فيه تَرْئِيَةٌ، وهي تَفْعِلَةٌ من رأَيت، ثم خُفِّفَت الهَمْزة فقيل تَرْيِيَةٌ، ثم أُدْغِمَت الياءُ في الياء فقيل تَرِيَّة. أَبو عبيد: التَّرِيَّةُ في بقية حيض المرأَة أَقَلُّ من الصفرة والكُدْرَة وأَخْفَى، تَراها المرأَةُ عند طُهْرِها لِتَعْلم أَنَّها قَدْ طَهُرَت من حَيْضِها، قال شمر: ولا تكون التَّرِيّة إِلا بعد الاغتسال، فأَما ما كان في أَيام الحيض فليس بتَرِيَّة وهو حيض، وذكر الأَزهري هذا في ترجمة التاء والراء من المعتل. قال الجوهري: التَّرِيَّة الشيءُ الخَفِيُّ اليَسيِرُ من الصُّفْرة والكْدْرة تَراها المرأَةُ بعد الاغْتِسال من الحَيْضِ. وقد رَأَتِ المرأَة تَرِيئَةً إذا رَأَت الدم القليلَ عند الحيض، وقيل: التَّرِيَّة الماءُ الأَصْفَر الذي يكون عند انقطاع الحيض.قال ابن بري: الأَصل في تَرِيَّة تَرْئِيَة، فنقلت حركة الهمزة على الراء فبقي تَرِئْيَة، ثم قلبت الهمزة ياء لانكسار ما قبلها كما فعلوا مثل ذلك في المَراة والكَماة، والأَصل المَرْأَة، فنقلت حركة الهمزة إِلى الراء ثم أُبدلت الهمزة أَلفاً لانفتاح ما قبلها. وفي حديث أُمّ عطية: كُنَّا لا نَعُدُّ الكُدْرة والصُّفْرة والتَّرِيَّة شيئاً، وقد جمع ابن الأَثير تفسيره فقال: التَّرِيَّة، بالتشديد، ما تراه المرأَة بعد الحيض والاغتسال منه من كُدْرة أَو صُفْرة، وقيل: هي البياض الذي تراه عند الطُّهْر، وقيل: هي الخِرْقة التي تَعْرِف بها المرأَة حيضَها من طُهْرِها، والتاءُ فيها زائدة لأَنه من الرُّؤْية، والأَصل فيها الهمز، ولكنهم تركوه وشدَّدوا الياءَ فصارت اللفظة كأَنها فعيلة، قال: وبعضهم يشدّد الراءَ والياء، ومعنى الحديث أَن الحائض إذا طَهُرت واغْتَسَلت ثم عادت رَأَتْ صُفْرة أَو كُدْرة لم يُعْتَدَّ بها ولم يُؤَثِّر في طُهْرها.وتَراءَى القومُ: رَأَى بعضُهُم بعضاً. وتَراءَى لي وتَرَأَّى؛ عن ثعلب:تَصَدَّى لأَرَاهُ. ورَأَى المكانُ المكانَ: قابَلَه حتى كَأَنَّه يَراهُ؛ قال ساعدة: لَمَّـــا رَأَى نَعْمـــانَ حَـــلَّ بِكِرْفِـــئ عَكِــرٍ، كمــا لَبَــجَ النُّــزُولَ الأَرْكُـبُ وقرأَ أَبو عمرو: وأَرْنا مَنَاسِكَنا، وهو نادِرٌ لما يلحق الفعلَ من الإِجْحاف. وأَرْأَتِ الناقَةُ والشاةُ من المَعَز والضَّأْنِ، بتَقْدِير أَرْعَتْ، وهي مُرْءٍ ومُرْئِيَةٌ: رؤِيَ في ضَرْعها الحَمْلُ واسْتُبينَ وعَظُمَ ضَرْعُها، وكذلك المَرْأَة وجميعُ الحَوامِل إِلا في الحَافِر والسَّبُع. وأَرْأَت العَنْزُ: وَرِمَ حَياؤُها؛ عن ابن الأَعرابي، وتَبَيَّنَ ذلك فيها. التهذيب: أَرْأَت العَنْزُ خاصَّة، ولا يقال لِلنَّعْجة أَرْأَتْ، ولكن يقال أَثْقَلَت لأَن حَياءَها لا يَظْهَر. وأَرْأَى الرجلُ إذا اسْوَدَّ ضَرْعُ شاتِهِ. وتَرَاءَى النَّحْلُ: ظَهَرَت أَلوانُ بُسْرِهِ؛ عن أَبي حنيفة، وكلُّه من رُؤْيَةِ العين. ودُورُ القوم مِنَّا رِثَاءٌ أَي مُنْتَهَى البَصَر حيثُ نَرَاهُم. وهُمْ مِنِّي مَرْأىً ومَسْمَعٌ، وإِن شئتَ نَصَبْتَ، وهو من الظروف المخصوصة التي أُجْرِيَتْ مُجْرَى غير المخصوصة عند سيبويه، قال: وهو مثل مَناطَ الثُّرَيَّا ومَدْرَجَ السُّيُول، ومعناه هو مِنِّي بحيثُ أَرَاهُ وأَسْمَعُه. وهُمْ رِئَاءُ أَي أَلْفٍ زُهَاءُ أَلْفٍ فيما تَرَى العَيْنُ. ورأَيت زيداً حَلِيماً: عَلِمْتُه، وهو على المَثَل برُؤْيَةِ العَيْن. وقوله عز وجل: أَلَمْ تَرَ إِلى الذين أُوتُوا نَصِيباً من الكتاب؛ قيل: معناه أَلَمْ تَعْلَم أَي أَلَمْ يَنْتَهِ عِلْمُكَ إِلى هَؤُلاء، ومَعْناه اعْرِفْهُم يعني علماء أَهل الكتاب، أَعطاهم الله عِلْم نُبُوّةِ النبي، صلى الله عليه وسلم، بأَنه مكتوب عندهم في التوراة والإِنجيل يَأْمرُهم بالمَعْروف ويَنْهاهُمْ عن المُنْكر، وقال بعضهم: أَلَمْ ترَ أَلَمْ تُخْبِرْ، وتأْويلُهُ سُؤالٌ فيه إِعْلامٌ، وتَأْوِيلُه أَعْلِنْ قِصَّتَهُم، وقد تكرر في الحديث: أَلَمْ تَرَ إِلى فلان، وأَلَمْ تَرَ إِلى كذا، وهي كلمة تقولها العربُ عند التَّعَجُّب من الشيء وعند تَنْبِيهِ المخاطب كقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلى الذينَ خَرجُوا من دِيارِهْم، أَلَمْ تَرَ إِلى الذين أُوتوا نَصِيباً من الكتاب؛ أَي أَلَمْ تَعْجَبْ لِفِعْلِهِم، وأَلَمْ يَنْتَه شأْنُهُم إِليك. وأَتاهُم حِينَ جَنَّ رُؤْيٌ رُؤْياً ورَأْيٌ رَأْياً أَي حينَ اختَلَطَ الظَّلام فلَمْ يَتَراءَوْا. وارْتَأَيْنا في الأَمْرِ وتَراءَيْنا: نَظَرْناه. وقوله في حديث عمر، رضي الله عنه، وذَكَر المُتْعَة: ارْتَأَى امْرُؤٌ بعدَ ذلك ما شاءَ أَنْ يَرْتَئِيَ أَي فكَّر وتَأَنَّى، قال: وهو افْتَعَل من رُؤْيَة القَلْب أَو من الرَّأْيِ. ورُوِي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: أَنا بَرِيءٌ من كُلِّ مُسْلِمٍ مَعَ مُشْرِكٍ، قيل: لِمَ يا رسول الله؟ قال: لا تَراءَى نَارَاهُما؛ قال ابنُ الأَثِير: أَي يَلْزَمُ المُسْلِمَ ويجب عليه أَن يُباعِدَ مَنْزِلَه عن مَنْزِل المُشْرِك ولا يَنْزِل بالموضع الذي إذا أُوقِدَتْ فيه نارُه تَلُوح وتَظْهَرُ لِنَارِ المُشْرِكِ إذا أَوْقَدَها في مَنْزِله، ولكنه يَنْزِل معَ المُسْلِمِين في دَارِهِم، وإِنما كره مُجاوَرَة المشركين لأَنهم لا عَهْدَ لهم ولا أَمانَ، وحَثَّ المسلمين على الهِجْرة؛ وقال أَبو عبيد: معنى الحديث أَنَّ المسلم لا يَحِلُّ له أَن يَسْكُنَ بلادَ المُشْرِكين فيكونَ مَعَهم بقْدر ما يَرَى كلُّ واحدٍ منهم نارَ صاحِبه. والتَّرَائِي: تفاعُلٌ من الرؤية. يقال: تَراءَى القومُ إذا رَأَى بعضُهُم بعضاً. وتَراءى لي الشيءُ أَي ظَهَر حتى رَأَيْته، وإِسناد التَّرائِي إِلى النَّارَيْن مجازٌ من قولهم دَارِي تَنْظُر إِلى دارِ فلان أَي تُقابِلُها، يقول ناراهما مُخْتَلِفتانِ، هذه تَدْعو إِلى الله وهذه تدعو إِلى الشيطان، فكيف تَتَّفِقانِ؟ والأَصل في تَراءَى تَتَراءَى فحذف إِحدى التاءين تخفيفاً. ويقال: تَراءَينا فلاناً أَي تَلاقَيْنا فَرَأَيْتُه ورَآني. وقال أَبو الهيثم في قوله لا تَراءَى نارَاهُما: أَي لا يَتَّسِمُ المُسْلِم بسِمَةِ المُشْرِك ولا يَتَشَبَّه به في هَدْيِه وشَكْلِهِ ولا يَتَخَلّق بأَخْلاقِه، من قولك ما نَارُ بَعِيرِكَ أَي ما سِمةُ بعِيرِكَ. وقولهم: دَارِي تَرَى دارَ فلانٍ أَي تُقابِلُها؛ وقال ابن مقبل: سـَلِ الـدَّار مِـنْ جَنْبَـيْ حَبِيـرٍ، فَواحِفِ، إِلــى مـا رأَى هَضـْبَ القَلِيـبِ المصـَبَّحِ أَراد: إِلى ما قابَلَه. ويقال: مَنازِلُهم رِئَاءٌ على تقدير رِعَاء إذا كانت مُتَحاذِيةً؛ وأَنشد: لَيــالِيَ يَلْقَــى سـرْبُ دَهْمـاء سـِرْبَنَا، ولَســــْنا بِجِيــــرانٍ ونَحْــــنُ رِئَاءُ ويقال: قَوْمِ رِئَاءٌ يقابلُ بعضُهُم بعضاً، وكذلك بُيوتُهُم رِئَاءٌ.وتَرَاءَى الجَمْعانِ: رَأَى بعضُهُم بعضاً. وفي حديث رَمَلِ الطَّوافِ: إِنما كُنَّا راءَيْنا به المشركين، هو فاعَلْنا من الرُّؤْية أَي أَرَيْناهم بذلك أَنَّا أَقْوِياء. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَهلَ الجَنَّةِ ليَتَراءَوْنَ أَهلَ عِلِّيِّين كما تَرَوْنَ الكَوْكَب الدُّرِّيَّ في كَبِدِ السماء؛ قال شمر: يتَراءَوْنَ أَي يتَفاعَلون أَي يَرَوْنَ، يَدُلُّ على ذلك قولُه كما تَرَوْن.والرَّأْيُ: معروفٌ، وجمعه أَرْآءٌ، وآراءٌ أَيضاً مقلوب، ورَئِيٌّ على فَعِيل مثل ضَأْنٍ وضَئِينٍ. وفي حديث الأَزرق بن قيس: وفِينا رجُلٌ له رَأْيٌ. يقال: فلانٌ من أَهل الرَّأْي أَي أَنه يَرَى رَأْيَ الخوارج ويقول بمَذْهَبِهم، وهو المراد ههنا، والمُحَدِّثون يُسَمُّون أَصحابَ القياسِ أَصحابَ الرَّأْي يَعْنُون أَنهم يأْخذون بآرائِهِم فيما يُشْكِلُ من الحديث أَو ما لم يَأْتِ فيه حديث ولا أَثَرٌ. والرَّأْيُ: الاعتِقادُ، اسمٌ لا مصدرٌ، والجمع آراءٌ؛ قال سيبويه: لم يكَسَّر على غير ذلك، وحكى اللحياني في جمعه أَرْءٍ مثل أَرْعٍ ورُئِيٌّ ورِئِيُّ. ويقال: فلان يتَراءَى بِرَأْيِ فلان إذا كان يَرَى رَأْيَه ويَمِيلُ إِليه ويَقْتَدي به؛ وأَما ما أَنشده خَلَفٌ الأَحمر من قول الشاعر: أَمــــا تَرانـــي رَجُلاً كمـــا تَـــرَى أَحْمِـــلُ فَـــوْقي بِزَّنِــي كمــا تَــرَى علـــى قَلُـــوص صـــعبة كمــا تَــرَى أَخـــافُ أَن تَطْرَحَنـــي كمـــا تَـــرَى فمــا تَــرى فيمــا تَــرَى كمـا تَـرَى قال ابن سيده: فالقول عندي في هذه الأَبيات أَنها لو كانت عدَّتُها ثلاثة لكان الخطب فيها أَيسر، وذلك لأَنك كنت تجعل واحداً منها من رُؤْية العَيْنِ كقولك كما تُبْصِر، والآخر من رُؤْية القَلْبِ في معنى العلم فيصير كقولك كما تَعْلم، والثالث من رأَيْت التي بمعنى الرَّأْي الاعتقاد كقولك فلان يرَى رَأْي الشُّراةِ أَي يعتَقِدُ اعْتِقادَهم؛ ومنه قوله عز وجل: لتَحْكُم بين الناسِ بما أَرَاكَ اللهُ؛ فحاسَّةُ البَصَر ههنا لا تتَوَجَّه ولا يجوز أَن يكون بمعنى أَعْلَمَك الله لأَنه لو كان كذلك لوَجَب تعدِّيه إِلى ثلاثة مَفْعولِين، وليس هناك إِلا مفعولان: أَحدهما الكاف في أَراك، والآخر الضمير المحذوف للغائب أَي أَراكَه، وإِذا تعدَّت أَرى هذه إلى مفعولين لم يكن من الثالث بُدُّ، أَوَلا تَراكَ تقول فلان يَرَى رأْيَ الخوارج ولا تَعْني أَنه يعلم ما يَدَّعون هُمْ عِلْمَه، وإِنما تقول إِنه يعتقد ما يعتقدون وإِن كان هو وهم عندك غير عالمين بأَنهم على الحق، فهذا قسم ثالث لرأَيت، قال ابن سيده: فلذلك قلنا لو كانت الأَبيات ثلاثة لجاز أَن لا يكون فيها إِيطاء لاختلاف المعاني وإِن اتفقت الأَلفاظ، وإِذْ هِي خمسة فظاهر أَمرها أَن تكون إِيطاء لاتفاق الأَلفاظ والمعاني جميعاً، وذلك أَن العرب قد أَجرت الموصول والصلة مُجْرى الشيء الواحد ونَزَّلَتْهما منزلة الخبر المنفرد، وذلك نحو قول الله عز وجل: الذي هو يُطْعِمُني ويَسْقِينِ وإِذا مَرِضْتُ فهُو يَشْفِينِ والذي يُميتُني ثم يُحْيِينِ والذي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لي خطيئَتي يومَ الدِّينِ؛ لأَنه سبحانه هو الفاعل لهذه الأَشياء كلها وحده، والشيء لا يُعْطَف على نفسِه، ولكن لما كانت الصلة والموصول كالخبر الواحد وأَراد عطف الصلة جاء معها بالموصول لأَنهما كأَنهما كلاهما شيء واحد مفرد؛ وعلى ذلك قول الشاعر: أَبـا ابْنَـةَ عبـدِ اللـه وابْنَـةَ مالِكٍ، ويـا ابْنَـةَ ذي الجَـدَّينِ والفَرَسِ الوَرْدِ إِذا مـا صـَنَعْتِ الـزَّادَ، فالْتَمِسـي لـهُ أَكِيلاً، فـــإِني لســـْتُ آكُلُــه وَحْــدي فإِنما أَراد: أَيا ابْنة عبدِ الله ومالِكٍ وذي الجَدّين لأَنها واحدةٌ، أَلا تَراهُ يقول صنعتِ ولم يَقُلْ صنعتُنَّ؟ فإِذا جازَ هذا في المضاف والمضاف إِليه كان في الصِّلَةِ والموصولِ أَسْوَغَ، لأَنَّ اتِّصالَ الصِّلَةِ بالموصول أَشدُّ من اتصال المضافِ إِليه بالمُضاف؛ وعلى هذا قول الأَعرابي وقد سأَله أَبو الحسن الأَخفشُ عن قول الشاعر: بَنـــاتُ وَطَّـــاءٍ علــى خَــدِّ اللَّيْــل فقال له: أَين القافية؟ فقال: خدّ الليلْ؛ قال أَبو الحسن الأَخفش: كأَنه يريد الكلامَ الذي في آخر البيت قلَّ أَو كَثُر، فكذلك أَيضاً يجعل ما تَرَى وما تَرَى جميعاً القافية، ويجعل ما مَرَّةً مصدراً ومرة بمنزلة الذي فلا يكون في الأَبيات إِيطاء؛ قال ابن سيده: وتلخيص ذلك أَن يكون تقديرها أَما تراني رجلاً كُرؤْيَتِك أَحمل فوقي بزتي كمَرْئِيِّك على قلوص صعبة كعِلْمِكَ أَخاف أَن تطرحني كمَعْلُومك فما ترى فيما ترى كمُعْتَقَدِك، فتكون ما ترى مرة رؤية العين، ومرة مَرْئِيّاً، ومرة عِلْماً ومرة مَعلوماً، ومرة مُعْتَقَداً، فلما اختلفت المعاني التي وقعت عليها ما واتصلت بها فكانت جزءاً منها لاحقاً بها صارت القافية وما ترى جميعاً، كما صارت في قوله خدّ الليل هي خدّ الليل جميعاً لا الليل وحده؛ قال: فهذا قياس من القوّة بحيث تراه، فإِن قلت: فما رويّ هذه الأَبيات؟ قيل: يجوز أَن يكون رَوّيها الأَلفَ فتكون مقصورة يجوز معها سَعَى وأتى لأَن الأَلف لام الفعل كأَلف سَعَى وسَلا، قال: والوجه عندي أَن تكون رائِيَّة لأَمرين: أَحدهما أَنها قد التُزِمَت، ومن غالب عادة العرب أَن لا تلتزم أَمراً إِلا مع وجوبه، وإِن كانت في بعض المواضع قد تتَطوَّع بالتزام ما لا يجب عليها وذلك أَقل الأَمرين وأَدْوَنُهما، والآخر أَن الشعر المطلق أَضعاف الشعر المقيد، وإِذا جعلتها رائية فهي مُطْلقة، وإذا جعلتها أَلِفِيَّة فهي مقيدة، أَلا ترى أَن جميع ما جاء عنهم من الشعر المقصور لا تجد العرب تلتزم فيه ما قبل الأَلف بل تخالف ليعلم بذلك أَنه ليس رَوِيّاً؟ وأَنها قد التزمت القصر كما تلتزم غيره من إِطلاق حرف الروي، ولو التزمت ما قبل الأَلف لكان ذلك داعياً إِلى إِلْباس الأَمر الذي قصدوا لإِيضاحِه، أَعني القصرَ الذي اعتمدوه، قال: وعلى هذا عندي قصيدة يزيدَ بنِ الحَكَم، التي فيها مُنْهَوي ومُدَّوي ومُرْعَوي ومُسْتَوي، هي واويَّة عندنا لالتزامه الواو في جميعها والياءاتُ بعدها وُصُول لما ذكرنا. التهذيب: اليث رَأْي ا لقَلْب والجمعُ الآراءُ. ويقال: ما أَضلَّ آراءَهم وما أَضلَّ رأْيَهُمْ. وارْتَآهُ هو: افْتَعَل من الرَّأْي والتَّدْبِير. واسْتَرْأَيْتُ الرُّجلَ في الرَّأْيِ أَي اسْتَشَرْتُه وراءَيْته. وهو يُرائِيهِ أَي يشاوِرُه؛ وقال عمران بن حطَّان: فــإِن تَكُـنْ حيـن شـاوَرْناكَ قُلْـتَ لَنـا بالنُّصــْحِ مِنْــكَ لَنَـا فِيمـا نُرائِيكـا أَي نستشيرك. قال أَبو منصور: وأَما قول الله عزَّ وجل: يُراؤُونَ الناسَ، وقوله: يُراؤُونَ ويَمْنَعُون الماعونَ، فليس من المشاورة، ولكن معناه إذا أَبْصَرَهُم الناس صَلَّوا وإِذا لم يَرَوْهم تركوا الصلاةَ؛ ومن هذا قول الله عزَّ وجل: بَطَراً ورِئَاءَ الناسِ؛ وهو المُرَائِي كأَنه يُرِي الناس أَنه يَفْعَل ولا يَفْعَل بالنية. وأَرْأَى الرجلُ إذا أَظْهَر عملاً صالِحاً رِياءً وسُمْعَة؛ وأَما قول الفرزدق يهجو قوماً ويَرْمِي امرأَة منهم بغير الجَمِيلِ: وبــات يُراآهــا حَصــاناً، وقَـدْ جَـرَتْ لَنــا بُرَتَاهَــا بِالَّــذِي أَنَـا شـَاكِرُه قوله: يُراآها يظن أَنها كذا، وقوله: لنا بُرَتاها معناه أَنها أَمكنته من رِجْلَيْها. وقال شمر: العرب تقول أَرَى اللهُ بفلان أَي أَرَى اللهُ الناسَ بفلان العَذَابَ والهلاكَ، ولا يقال ذلك إِلاَّ في الشَّرِّ؛ قال الأَعشى: وعَلِمْتُ أَنَّ اللهَ عَمْ_داً خَسَّها، وأَرَى بِهَا يَعْنِي قبيلة ذكَرَها أَي أَرَى اللهُ بها عَدُوَّها ما شَمِتَ به.وقال ابن الأَعرابي: أَي أَرَى الله بها أَعداءَها ما يَسُرُّهم؛ وأَنشد: أَرَانَـــا اللـــهُ بــالنَّعَمِ المُنَــدَّى وقال في موضع آخر: أَرَى اللهُ بفلان أَي أَرَى به ما يَشْمَتُ به عَدُوُّه. وأَرِنِي الشَّيءَ: عاطِنيهِ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤَنث، وحكى اللحياني: هو مَرآةً أَنْ يَفْعَلَ كذا أَي مَخْلَقة، وكذلك الاثنان والجمع والمؤَنث، قال: هو أَرْآهُمْ لأَنْ يَفَعَلَ ذلك أَي أَخْلَقُهُم.وحكى ابن الأَعرابي: لَوْ تَرَ ما وأَو تَرَ ما ولَمْ تَرَ ما، معناه كله عنده ولا سِيَّما.والرِّئَة، تهمز ولا تهمز: مَوْضِع النَّفَس والرِّيحِ من الإِنْسانِ وغيره، والجمع رِئَاتٌ ورِئُون، على ما يَطّرِد في هذا النحو؛ قال: فَغِظْنَــاهُمُ، حتَّــى أَتَـى الغَيْـظُ مِنْهُـمُ قُلوبــاً، وأَكْبــاداً لهُمــ، ورِئِينَــا قال ابن سيده: وإِنما جاز جمع هذا ونحوه بالواو والنون لأَنها أَسماء مَجْهودة مُنْتَقَصَة ولا يُكَسَّر هذا الضَّرب في أَوَّلِيَّته ولا في حد التسمية، وتصغيرها رُؤيَّة، ويقال رُويَّة؛ قال الكميت: يُنــــازِعْنَ العَجاهِنَــــةَ الرِّئِينَـــا ورَأَيْته: أَصَبْت رِئَته. ورُؤِيَ رَأْياً: اشْتكى رِئَته. غيره: وأَرْأَى الرجلُ إذا اشْتَكى رِئَته. الجوهري: الرِّئَة السَّحْرُ، مهموزة، ويجمع على رِئِينَ، والهاءُ عوضٌ من الياء المَحْذوفة. وفي حديث لُقْمانَ بنِ عادٍ: ولا تَمْلأُ رِئَتِي جَنْبِي؛ الرِّئَة التي في الجَوْف:مَعْروفة، يقول: لست بِجَنان تَنْتَفِخُ رِئَتي فَتَمْلأُ جَنْبي، قال: هكذا ذكرها الهَرَوي. والتَّوْرُ يَرِي الكَلْبَ إذا طَعَنَه في رِئَتِه. قال ابن بُزُرج: ورَيْته من الرِّئَةِ، فهو مَوْرِيّ، ووَتَنْته فهو مَوْتونٌ وشَويْته فهو مَشْوِيّ إذا أَصَبْت رِئَتَه وشَوَاتَه ووَتِينِه. وقال ابن السكيت: يقال من الرِّئة رَأَيْته فهو مَرْئيٌّ إذا أَصَبْته في رِئَته. قال ابن بري: يقال للرجل الذي لا يَقْبَل الضَّيم حامِضُ الرِّئَتَين؛ قال دريد: إِذا عِـــرْسُ امْـــرِئ شـــَتَمَتْ أَخــاهُ، فَلَيْـــسَ بحـــامِضِ الرِّئَتَيْـــن مَحْـــضِ ابن شميل: وقد وَرَى البعيرَ الدَّاءُ أَي وقع في رِئَتِه وَرْياً.ورَأَى الزندُ: وَقَدَ؛ عن كراع، ورَأَيْته أَنا؛ وقول ذي الرمة: وجَــذْب البُــرَى أَمْـراسَ نَجْـرانَ رُكِّبَـتْ أَوَاخِيُّهـــا بالمُرْأَيـــاتِ الرَّواجِـــفِ يعني أَواخِيَّ الأَمْراسِ، وهذا مثل، وقيل في تفسيره: رَأْسٌ مُرْأىً بوزن مُرْعىً طويلُ الخَطْمِ فيه شبِيةٌ بالتَّصْويب كهَيْئة الإِبْرِيقِ؛ وقال نصير: رُؤُوسٌ مُرْأَيــــاتٌ كَأَنَّهـــا قَراقِيـــرُ قال: وهذا لا أَعرف له فعلاً ولا مادَّة. وقال النضر: الإِرْآءُ انْتِكابُ خَطْمِ البعيرِ على حَلْقِه، يقال: جَمَلٌ مُرأىً وجِمال مُرْآةٌ.الأَصمعي: يقال لكل ساكِنٍ لا يَتَحَرَّك ساجٍ ورَاهٍ ورَاءٍ؛ قال شمر: لا أَعرف راء بهذا المعنى إِلاَّ أَن يكون أَراد رَاه، فجعل بدل الهاء ياءً.وأَرأَى الرجلُ إذا حَرَّك بعَيْنَيْه عند النَّظَرِ تَحْرِيكاً كَثِيراً وهو يُرْئي بِعَيْنَيْه.وسَامَرَّا: المدينة التي بناها المُعْتَصِم، وفيها لغات: سُرَّ مَنْ رَأَى، وسَرَّ مَنْ رَأَى، وسَاءَ مَنْ رأَى، وسَامَرَّا؛ عن أَحمد بن يحيى ثعلب وابن الأَنباري، وسُرَّ مَنْ رَاءَ، وسُرَّ سَرَّا، وحكي عن أَبي زكريا التبريزي أَنه قال: ثقل على الناس سُرَّ مَنْ رأَى فَغَيَّروه إِلى عكسه فقالوا سامَرَّى؛ قال ابن بري: يريد أَنَّهُمْ حذفوا الهمزة من سَاءَ ومن رَأَى فصار سَا مَنْ رَى، ثم أُدغمت النون في الراء فصار سَامَرَّى، ومن قال سَامَرَّاءُ فإِنه أَخَّر همزة رأَى فجعلها بعد الأَلف فصار سَا مَنْ رَاءَ، ثم أَدغم النون في الراء. ورُؤَيَّة: اسم أَرْضٍ؛ ويروى بيت الفرزدق: هــل تَعْلَمــون غَــدَاةً يُطْــرَدُ سـَبْيُكُم بالســـَّفْحِ، بيـــن رُؤَيَّـــةٍ وطِحَــالِ؟ وقال في المحكم هنا: رَاءَ لغة في رَأَى، والاسم الرِّيءُ. ورَيَّأَهُ تَرْيِئَة: فَسَّحَ عنه من خِناقهِ. وَرَايا فلاناً: اتَّقاه؛ عن أَبي زيد؛ ويقال رَاءَهُ في رَآه؛ قال كثير: وكــلُّ خَلِيــل رَاءَنيــ، فهْــوَ قَــائِلٌ مـنَ اجْلِك: هـذا هامَـةُ اليَـومِ أَو غَـدِ وقال قيس بن الخطيم: فَلَيْــت ســُوَيْداً رَاءَ فَــرَّ مَـنْ مِنْهُمُـ، ومَــنْ جَــرَّ، إِذْ يَحْــدُونَهُم بالرَّكَـائِبِ وقال آخر: ومــا ذاكِ مــن أَنْ لا تَكُـوني حَبِيبَـةً، وإِن رِيـــءَ بـــالإِخْلافِ مِنْـــكِ صــُدُودُ وقال آخر: تَقَـــرَّبَ يَخْبُـــو ضـــُوْءُهُ وشـــُعاعُه، ومَصـــَّحَ حـــتى يُســـْتَراءَ، فلا يُــرى يُسْتَراءَ: يُسْتَفْعَل من رأَيت. التهذيب: قال الليث يقال من الظنِّ رِيْتُ فلاناً أَخاكَ، ومن همز قال رؤِيتُ، فإِذا قلت أَرى وأَخَواتها لم تهمز، قال: ومن قلب الهمز من رأَى قال راءَ كقولك نأَى وناءَ. وروي عن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَنه بَدأَ بالصَّلاة قبل الخُطْبة يومَ العِيدِ ثم خَطَبَ فَرُؤِيَ أَنه لم يُسْمِعِ النساءَ فأَتاهُنَّ ووعَظَهُنَّ؛ قال ابن الأَثير: رُؤِيَ فِعْلٌ لم يسَمّ فاعله من رَأَيْت بمعنى ظَنَنْت، وهو يَتَعَدَّى إِلى مفعولين، تقول رأَيتُ زيداً عاقِلاً، فإِذا بَنَيْتَه لما لم يُسَمّ فاعلُه تعدَّى إِلى مفعول واحد فقلت رُؤِيَ زيدٌ عاقلاً، فقوله إِنه لم يُسَمِع جملة في موضع المفعول الثاني والمفعول الأَول ضميره. وفي حديث عثمان: أَراهُمُني الباطِلُ شَيْطاناً؛ أَراد أَنَّ الباطِلَ جَعَلَني عندهم شيطاناً. قال ابن الأَثير: وفيه شذوذ من وجهين: أَحدهما أَن ضمير الغائب إذا وقع مُتَقَدِّماً على ضمير المتكلم والمخاطب فالوجه أَن يُجاء بالثاني منفصلاً تقول أَعطاه إِياي فكان من حقه أَن يقول أَراهم إِياي، والثاني أَن واو الضمير حقها أَن تثبت مع الضمائر كقولك أَعطيتموني، فكان حقه أَن يقول أَراهُمُوني، وقال الفراء: قرأَ بعض القراء: وتُرَى الناسَ سُكارى، فنصب الراء من تُرى، قال: وهو وجه جيد، يريد مثلَ قولك رُؤِيتُ أَنَّك قائمٌ ورُؤِيتُك قائماً، فيجعل سُكارى في موضع نصب لأَن تُرى تحتاج إِلى شيئين تنصبهما كما تحتاج ظن. قال أَبو نصور: رُؤِيتُ مقلوبٌ، الأَصلُ فيه أُريتُ، فأُخرت الهمزة، وقيل رُؤِيتُ، وهو بمعنى الظن.
المعجم: لسان العرب