المعجم العربي الجامع

نَشَغَ

المعنى: نَشَغَ الماءُ ـَ نَشْغاً: سال. و ـ فلانٌ: شهِق حتَّى كاد يُغَشى عليه. و ـ تنفَّس تنفُّس الصُّعَداء. و ـ بالشيء: غَصَّ به. ويُقال: نشَغ الطَّريقُ بالقوم: تضايق بهم. و ـ الماءَ: شربه.؛(أنْشَغَ) فلانٌ: تنحَّى. و ـ الصَّبيَّ الدَّواء: سقاه إياه. ويُقال: أنشغه الكلام: لقَّنَه إياه وعلَّمَه.؛(انْتَشَغَ) الدَّواءَ: أخذه جُرعةً بعد جرعة ويُقال: انتشغ الكلامَ: تلقَّنَه وتعلَّمه.؛(تنَشَّغَ) فلانٌ: شهِق حتَّى كاد يُغْشَى عليه.؛(المِنْشَغَةُ): المُسْعُط.؛(النَّاشِغَةُ): مجرى الماء إِلى الوادي. (ج) نواشِغ.؛(النَّشْغَةُ): تَنفُّسَةٌ من تنفس الصعَداء. و ـ فُواقة خفية جدّاً عند الموت. (ج) نَشَغات.؛(النُّشْغَةُ): الرَّمَقِ.
المعجم: الوسيط

نشغ

المعنى: النَّشْغُ: الشَّهِيْقُ حتى يكاد يبلغ به الغَشْيَ، وإنما يفعل ذلك الإنسان تشوقا لأبي صاحبه وأسفًا عليه، ومنه حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-فَنَشَغَ، قال رؤبة؛عرفت أني ناشِغٌ في النُّشِّغِ *** إليك أرجو من نداك الأسْنَغِ؛وقال الأصمعي: النَّشَغَاتُ عند الموت فَوْقات خفيات جدا، وفي حديث آخر: «لا تعجلوا بتغطية وجه الميت حتى يَنْشَغَ أو يَتَنَشَّغَ»، وفي حديث آخر: «فإذا هو يَنْشَغُ». أي يمتص بفيه.؛وقال أبو تراب: نَشَغْتُ الصبي وجورًا ونَشَعْتُه: إذا أوجرته، وهو النَّشُوْغُ والنَّشُوْعُ، وقد نُشِغَ الصبي ونُشِعَ: إذا أُوجز، قال ذو الرمة؛إذا مرئية ولدت غلاما *** فألام مرضعٍ نُشِغَ المحارا؛والمِنْشَغَةُ والمِنْشَعَةُ: المُسْعُطُ، قال؛سأنْشَغَهَ حتى يلين شَرِيْسُهُ *** بمنْشَغَةٍ فيها سِمامٌ وعَلْقَمُ؛وربما قالوا: نَشَغْتُه الكلام نَشْغًا ونَشَعتُه نَشْعًا -وهو على التشبيه- أي لقنته وعلمته.؛وقال الرفاء: النَّوَاشِغُ: مجاري الماء في الوادي، وأنشد للمرار بن سعيد الفقعسي؛ولا متدارك والشمس طفلٌ *** ببعض نَواشِغِ الوادي حمولا؛وقال ابن فارس: هي أعالي الوادي، الواحد: ناشِغَةٌ.؛وقال أبو عمرو: نُشِغَ به ونُشِغَ به: أي اولع به فهو مَنْشُوْعٌ به.؛وقال ابن عباد: النَّشْغُ: أن تشرب الماء بيدك.؛وقول أبي زبيد حرملة بن المنذر الطائي؛شأس الهبوط زناء الحاميين متى *** يَنْشَغْ بواردة يحدث لها فَزَعُ؛يَنْشَغْ بواردةٍ: أي يصر فيه الناس فيتضايق الطريق بالواردة كما يُنْشَغُ بالشيء إذا غص به، ويروى: "يَبْشَعْ" بالياء الموحدة والعين المهملة، والمعنيان متقاربان.؛وقال ابن عباد: النُّشْغَةُ -بالضم-: الرمق.؛وقال غيره: النّاشِغُ: الذي يحيا بعد الجهد.؛والأنْشُوْغَةُ: الاستيج.؛ونَشَغَ الماء في الأرض: سأل.؛وقال ابن الأعرابي: نَشَغَه بالرمح: إذا طعنه به.؛قال: وانْشَغَ الرجل: إذا تنحى.؛قال: وانْتَشَغَ البعير: ضرب بخفه موضع لدغ الذباب، وأنشد للأخطل؛تنقلت الديار بها فحلت *** بحزة حيث يَنْتَشِغُ البعير؛هكذا رواه الأزهري عن ابن الأعرابي. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: الصواب بالسين المهملة في اللغة وفي الشعر، وقد ذكرته في موضعه.؛والتركيب يدل على غرز شيء بشيء.
المعجم: العباب الزاخر

نشع

المعنى: النَّشْعُ: جُعْلُ الكاهِنِ، وقد أَنْشَعَه؛ قال رؤبة: قـال الحَوازي، وأَبَى أَن يُنْشَعا: يـا هِنْـدُ مـا أَسْرَعَ ما تَسَعْسَعا، وهذا الرجَزُ لم يُورِد الأَزهريُّ ولا ابن سيده منه إِلا البيتَ الأَولَ على صوره: قال الحَوازي، واسْتَحَتْ أَن تُنشَعا ثم قال: ابن سيده: الحَوازي الكَواهِنُ، واسْتَحَتْ أَن تأْخذ أَجر الكَهانةِ، وفي التهذيب: واشْتَهَتْ أَن تُنْشَعا، وأَما الجوهري فإِنه أَورد البيتين كما أَوْرَدْناهما؛ قال الشيخ ابن بري: البيتان في الأُرجوزة لا يلي أَحدهما الآخر؛ والضمير في يُنْشَعا غير الضمير الذي في تَسَعْسَعا لأَنه يعود في يُنْشَعا على تميم أَبي القبيلة بدليل قوله قبل هذا البيت: إِنَّ تَمِيمــاً لـم يُراضـَعْ مُسـْبَعا ولـــم تَلِـــدْه أُمُّــه مُقَنَّعــا ثم قال: قـال الحَـوازي وأَبَـى أَن يُنْشَعا ثم قال بعده: أَشــَرْيةٌ فـي قَرْيـةٍ مـا أَشـْنَعا أَي قالت الحَوازي، وهُنَّ الكَواهِنُ: أَهذا المولود شَرْية في قرْيةٍ أَي حَنْظلة في قريةِ تَمْلٍ أَي تمِيمٌ وأَولادُه مُرُّونَ كالحَنْظَلِ كثيرون كالنمل؛ قال ابن حمزة: ومعنى أَن يُنْشَعا أَي أَن يؤخَذ قهراً.والنشْعُ: انْتِزاعُكَ الشيء بعُنْفٍ، والضمير في تَسَعْسَعا يعود على رؤبة نفسه بدليل قوله قبل البيت: لَمّـا رأَتْنـي أُمّ عَمْـروٍ أَصـْلَعا، قـالتْ، ولـم تَأْلُ به أَن يَسْمَعا: يـا هِنْـدُ مـا أَسْرَعَ ما تَسَعْسَعا! والنَّشُوعُ والنَّشُوغُ، بالعين والغين معاً: السَّعُوطُ، والوَجُورُ: الذي يُوجَرُه المريض أَو الصبي؛ قال الشيخ ابن بري: يريد أَن السَّعُوطَ في الأَنْفِ والوَجُورَ في الفم. ويقال: إِن السَّعُوطَ يكون للاثنين ولهذا يقال للمُسْعُطِ مِنْشَعٌ ومِنْشَغٌ؛ قال أَبو عبيد: كان الأَصمعي ينشد بيت ذي الرمة: فــأَلأُمُ مُرْضــَعٍ نُشــِعَ المَحـارا بالعين والغين، وهو إِجارُك الصبيّ الدَّواءَ. وقال ابن الأَعرابي: النَّشُوعُ السَّعُوطُ، ثم قال: نُشِعَ الصبُّ ونُشِغَ، بالعين والغين معاً، وقد نَشَعَهُ نَشْعاً وأَنْشَعَه سَعَّطَه مثل وجَرَه وأَوْجَرَه، وانْتَشَعَ الرجلُ مثل اسْتَعَطَ، وربما قالوا أَنْشَعْتُه الكلام إذا لَقَّنْتَه. ونَشَعَ الناقةَ يَنْشَعُها نُشُوعاً: سَعَّطَها، وكذلك الرجلَ؛ قال المرّارُ: إِلَيْكُمْـ، يـا لِئامَ الماسـِ، إِنِّي نُشـِعْتُ العِـزَّ فـي أَنْفـي نُشـُوعا والنُّشُوعُ، بالضم: المصدر. وذات النُّشُوعِ: فرس بَسْطامِ بن قَيْسٍ.ونُشِعَ بالشيءِ: أُولِعَ به. وإِنه لَمَنْشُوعٌ بأَكل اللحم أَي مُولَعٌ به، والغين المعجمة لغة؛ عن يعقوب. وفلان مَنْشُوعٌ بكذا أَي مُولَعٌ به؛ قال أَبو وَجْزَة: نَشـِيعٌ بمـاءِ البَقْـلِ بَينَ طَرائِقٍ مـن الخَلْقِـ، ما مِنْهُنَّ شيءٌ مُضيَّعُ والنَّشْعُ والانْتِشاعُ: انْتِزاعُك الشيء بعُنْفٍ. والنُّشاعةُ: ما انْتَشَعَه بيده ثم أَلقاه. قال أَبو حنيفة: قال الأَحمر نَشَعَ الطيِّبَ شَمَّه.والنَّشَعُ من الماءِ: ما خَبُثَ طَعْمُه.
المعجم: لسان العرب

نشغ

المعنى: نشغ نَشَغَ الماءُ فِي الأرْضِ كمَنَعَ: سالَ. وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: نَشَغَهُ بالرُّمْحِ: إِذا طَعَنَ بهِ. وَمن المَجَازِ: نَشَغَ فُلاناً الكَلامَ نَشْغاً: لَقَّنَهُ وعَلَّمَهُ والسِّينُ المُهْمَلَةِ لُغَةٌ فِيهِ، كَمَا فِي اللِّسانِ، وقدْ مَرَّ للمُصَنِّفِ فِي نشع أيْضاً هَذَا المَعْنَى، ونَصُّ الصِّحاحِ هُنَاكَ: ورُبَّما قالُوا: نَشَغَهُ الكلامَ: لَقَّنَهُ إيّاهُ وهُوَ مأْخُوذٌ منْ قَوْلِهِمْ: نَشَغَ الصَّبِيَّ نَشْغاً: إِذا أوْجَرَهُ قالهُ اللَّيْثُ وَأَبُو تُرابٍ، وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: نَشِغَ الصَّبِيُّ ونُشِعَ بالغَيْنِ والعَيْنِ: إِذا أُوجِرَ فِي الأنْفِ، والعَيْنُ أعْلَى. ونَشَغَ الماءَ: شَرِبَهُ بيَدِهِ، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ. ونَشَغَ يَنْشَغُ نَشْغاً، ونَشيغاً: شَهِقَ حَتَّى كادَ يُغْشَى عليهِ، وَمِنْه حديثُ أبي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنهُ أنَّه ذكَرَ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فنَشَغَ نَشْغَةً، أَي: شَهِقَ وغُشِيَ عليهِ، كتَنَشَّغَ، ومنهُ الحديثُ لَا تَعْجَلُوا بتَغْطِيَةِ وَجْهِ المَيِّتِ حَتَّى يَنْشَغَ أَو يَتَنَشَّغَ، حَكاه الهَرَوِيُّ فِي الغَرِيبَيْنِ، قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: وإنَّمَا يَفْعَلُ ذلكَ  تَشَوُّقاً إِلَى صاحِبه، أَو إِلَى شَيءٍ فائِتٍ، أَو أسَفاً عليْهِ، وحُبّاص للقائِهِ، قالَ: وَهَذَا بالغَينِ لَا خِلافَ فيهِ، ومنْهُ قَوْلُ رَؤْبَةَ: عَرَفْتُ أنِّي ناشِغٌ فِي النُّشَّغِ إليْكَ أرْجُو منْ نَدَاكَ الأسْبَغِ) والنَّشُوغُ: كصَبُورٍ: الوَجُورُ، قالَهُ أَبُو تُرَاب، والسَّعُوطُ والعَيْنُ لُغَةٌ فِيهِ، كَمَا تقدَّمَ وهُوَ أعْلى. وقَدْ نُشِغَ الصَّبِيُّ، كعُنِيَ: أُوجِرَ فِي الأنْفِ، وكذلكَ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ، قالَهُ ابنُ الأعْرَابِيّ. وقالَ أَبُو عَمْروٍ: نُشِغَ بالشَّيءِ ونُشِعَ بهِ: إِذا أُولِعَ بهِ فهُوَ مَنْشُوغٌ بهِ، ومَنْشُوغٌ بهِ. والنَّواشِغُ: مَجَارِي الماءِ فِي الوادِي قالَهُ الفَراءُ، وأنْشَدَ للمَرّارِ بنِ سَعيدٍ: (وَلَا مُتَدَارِكٍ والشَّمْسُ طِفْلٌ  ...  ببَعْضِ نَوَاشِغِ الوَادِي حُمُولا) وقالَ ابنُ فارِسٍ: هِيَ أعالِي الوَادِي، الواحِدُ ناشِغَةٌ، وخَصَّ ابنُ الأعْرَابِيِّ بهَا الشُّعْبَةَ المَسِيلَةَ، أَو الشِّعْبَ المَسِيلَ، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: النَّوَاشِغُ: أضْخَمُ منَ الشِّحاح. وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: أنْشَغَ الرَّجُلُ: إِذا تَنَحَّى هَذَا هُوَ الصَّوَابُ، وقدْ صَحَّفَه المُصَنِّف فذَكَرَ فِي م سغ مَا نَصُّهُ: مَسَغَ، وامْتَسَغَ: تَنَحَّى، كَمَا نَبَّهْنَا عليْه هُنَاكَ. وانْتَشَغَ البَعِيرُ، مِثْلُ انْتَسَغَ، بالسِّينِ، وهُوَ أنْ يَضْرِبَ بخُفّه مَوْضِعَ لَذْعِ الذُّبابِ، وَهَكَذَا رَوَاهُ الأزْهَرِيُّ عَن ابْنِ الأعْرَابِيِّ، وأنْشَدَ للأخْطَلِ البَيْتَ الّذِي سَبَقَ فِي نسغ قالَ الصّاغَانِيُّ: والصّوابُ بالسِّينِ  المُهْمَلَةِ فِي اللُّغَةِ وَفِي الشِّعْرِ، وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعِه. وممّا يستدْرَكُ عليْهِ: النَّشْغُ: المَصُّ بالفَمِ. وانْتَشَغَ الصَّبِيُّ الوَجُورَ: أخَذَهُ جُرْعَةً بعدَ جُرْعَةٍ. والمِنْشَغَةُ: المُسْعُطُ، أَو الصَّدَفَةُ يُسْعَطُ بهَا، وقدْ أنْشَغَهُ بِهَا، قالَ الشّاعِرُ: (سَأنْشَغُهُ حَتَّى يَلِينَ شَرِيسُه  ...  بمِنْشَغَةٍ فيهَا سِمامٌ وعَلْقَمُ) وأنْشَغَهُ الكلامَ: لَقَّنَهُ، فنَشَغَ، وتَنَشَّغَ، وانْتَشَغَ، وناشَغَ، قالَ: أهْوَى وقدْ ناشَغَ شِرْباً واغِلا والنُّشَّغُ، كسُكَّرٍ: جمْعُ ناشِغٍ، للشاهِقِ. والنَّشْغَةُ بالفَتْحِ: تَنَفُّسَةٌ من تَنَفُّسِ الصُّعَداءِ. والنَّشْغُ: جُعْلُ الكاهِنِ، والعَيْنُ أعْلَى. ويُقَالُ: إنَّهُ لنَشُوغٌ إِلَى اللَّحْمِ، أَي: مَشْغُوفٌ بهِ، قالَهُ أَبُو عمْروٍ. ونَشِغَ بالشَّيءِ، كفَرِحَ ونَصَرَ: لُغَتَانِ فِي نُشِغَ بهِ، كعُنِيَ نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ. والنّاشِغانِ: الواهِنَتانِ، وهُمَا ضِلَعانِ منْ كُلِّ جانِبٍ ضِلَعٌ.) والنَّشَغاتُ: فُوَاقَاتٌ خَفِيَّةٌ جَدّاً عِنْدَ المَوْتِ. وقالَ أَبُو زُبَيْدٍ الطّائِيُّ يَصِفُ طَريقاً: (شأسُ الهَبُوطِ زَناءُ الحامِيَيْنِ مَتى  ...  ينْشَغُ بوارِدَةٍ يَحْدُثْ لَهَا فَزَعُ)  يَنْشَغْ بوارِدَةٍ، أَي: يَصِرْ فِيهِ النّاسُ فيَتَضايَقُ الطَّرِيقُ بالوارِدَةِ، كَمَا يُنْشَغُ بالشَّيءِ إِذا غُصَّ بهِ، ويُرْوَى: يَبْشَعْ بالباءِ المُوَحَّدَةِ والعَيْنِ المُهْمَلَةِ، والمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: النُّشْغَةُ، بالضَّمِّ: الرَّمَقُ. وقالَ غَيْرُه: النّاشِغُ: الّذِي يَحْيَا بَعْدَ الجَهْدِ. والأُنْشُوغَةُ: الإسْتِيجُ، كَمَا فِي العُبابِ. واسْتَنْشَغَ الرَّجُلُ: اسْتَقَى بدَلْوٍ واهِيَةٍ، عَن ابْنِ شُمَيْلٍ.
المعجم: تاج العروس

نشع

المعنى: نشع نَشَعَه، كمَنَعَه:، نَشْعاً، ومَنْشَعاً: انْتَزَعَه بعُنْفٍ، نَقله ابنُ دُرَيْدٍ، واقْتَصَرَ فِي مَصَادِرِه على النَّشْع، وهوَ الصَّوابُ، لأنَّ المَنْشَعَ، بالفَتْحِ، إنَّما هُوَ مَصْدَرُ نَشَعَ الصَّبِيُّ، وَكَذَا المرِيضُ يَنْشَعُه نُشُوعاً ومَنْشَعاً: إِذا أوْجَرَهُ، فالنُّشُوع: ذكَرَه الجَوْهَرِيُّ وأهْمَلَه المُصَنِّف قُصُوراً منْه، والمَنْشَعُ: ذكَرَه صاحِبُ اللِّسَانِ، والصّاغَانِيُّ فِي كِتابَيْهِ، وقالُوا: الغَيْنُ المُعْجَمَةُ لُغَةٌ فيهِ: نَشَعَه ونَشَغَه نُشُوغاً ومَنْشَعَاً، ونُشُوغاً ومَنْشَغَاً، كأنْشَعَهُ، قالَ الجَوْهَرِيُّ وقَدْ نَشَعْتُ الصَّبِيَّ الوَجُورَ، وأنْشَعْتُه مِثْلُ: وَجًرْتُه وأوْجَرْتُه، وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: كانَ  الأصْمَعِيُّ يُنْشِدُ بيتَ ذِي الرُّمَّةِ: (إِذا مُرَئِيَّةٌ وَلَدَتْ غُلاماً  ...  فألأَمُ مُرْضَعٍ نُشِعَ المَحارَا) بالعَيْنِ والغَيْنِ، وَهُوَ إيجارُكَ الصَّبِيَّ الدَّواءَ، كَمَا فِي اللِّسَانِ، وقالَ الصّاغَانِيُّ: وأكْثَرُ الرُّواةِ على الغَيْنِ المُعْجَمَةِ، وقالَ المَرّارُ بنُ سَعيدٍ: (إليْكُم يَا لِئامَ النّاسِ إنِّي  ...  نُشِعْتُ العِزَّ أنْفِي نُشُوعَا) هَكَذَا أنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ فِي مَعْنَى السُّعُوطِ. قالَ: ورُبَّما قالُوا: نَشَعَ فُلاناً الكَلامَ: إِذا لَقَّنَهُ إيَّاهُ وَهُوَ مجازٌ. وقالَ ابنُ عَبادٍ: نَشَعَ فُلانٌ نُشُوعاً، بالضَّمِّ: كَرَبَ منَ المَوْتِ ثُمَّ نَجَا. قالَ: ونَشَعَ نَشْعاً: شَهَقَ، ويُقَالُ بالغَيْنِ المُعْجَمَةِ، وهُوَ أعْلَى، بلْ قالَ أَبُو عُبَيدٍ: إنّه بالغَيْنِ لَا غَيْرُ، كَمَا سيأتِي. والنَّشُوعُ كصَبورٍ، هَذَا هُوَ الصَّوابُ فِي الضَّبْطِ، وأمّا قَوْلُه: ويُضَمُّ فَهُوَ خَطَأُ يَنْبَغِي التَّنْبِيهُ عليهِ، وإنَّما نَصُّهم: النَّشُوعُ والنَّشُوغُ، أَي: بالعَيْنِ والغَيْنِ: الوَجُورُ زِنَةً ومَعْنىً، وأمّا بالضَّمِّ فإنَّه المَصْدَرُ كَمَا صَرَّحَ بهِ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وإنَّمَا غَرَّه تَكْرارُ كَلِمَةِ النَّشُوع فظَنَّ أنَّ الثّانِيَةَ مَضْمُومَةٌ، وإنَّمَا فيهِ الوَجْهانِ: الإهْمالُ والإعْجامُ، فتأمَّلْ ذَلِك وأنْصِفْ، فَفِي الصِّحاحِ: والنَّشُوعُ بالعَيْنِ والغَيْنِ: السَّعُوطُ، والوَجُورُ الّذِي يُوجَرُه المَرِيضُ أَو الصَّبِيُّ، والنُّشُوعُ بالضَّمِّ: المَصْدَرُ. قلت: فزَادَ أنَّ النَّشُوعَ بلُغَتَيْهِ يُطْلَقُ على السَّعُوطِ أيْضاً، وهُوَ قولُ  الأعْرابِيِّ، ونَصُّه فِي نَوَادِرِه: النَّشُوعُ، السَّعُوطُ، وَقد نُشِعَ الصَّبِيُّ ونُشِغَ بالعَيْنِ والغَيْنِ مَعًا، وقدْ نَشَعَه نَشْعاً، وأنْشَعَهُ فَهَذَا قَدْ أهْمَلَهُ المُصَنِّف تَقْصِيراً، وشاهِدُه قَوْلُ المَرّارِ الّذِي تَقَدَّم. وقالَ الشَّيْخُ ابنُ بَرِّيٍّ بعْدَ ذِكْرِ عِبَارَةِ الجَوْهَرِيُّ مَا نَصُّه: يُرِيدُ أنَّ السَّعُوطَ فِي الأنْفِ، والوَجُور فِي) الفَمِ، ويُقَالُ: إنَّ السَّعُوطَ يكونُ للاثْنَيْنِ، وَلِهَذَا تَقُولُ للمُسْعُطِ: مِنْشَعٌ، ومِنْشَغٌ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: النَّشُوعُ، كصَبُورٍ: كُلُ مَا يَرُدُّ النَّفَسَ، هَكَذَا ضَبَطَه فِي المُحيطِ بالفَتْحِ. ومنَ المَجَازِ: نُشِعَ فُلانٌ بِكَذَا، ووقَعَ فِي الأسَاسِ كَذَا، وبكذا كعُنِيَ، فهُوَ مِنْشُوعٌ: أولِعَ بهِ، عنْ أبي عَمْروٍ، يُقَالُ: إنَّه لمَنْشُوعٌ بأكْلِ اللَّحْمِ، أَي: مُولَعٌّ بهِ، والغَيْنُ المُعْجَمَةُ لُغَةٌ فيهِ عَن يَعْقُوبَ. والنّاشِعُ: النّاتِئ، نَقَله الصّاغَانِيُّ هُنا، وتَقَدَّم أيْضاً فِي نسع بإهْمَالِ السِّينِ. والنُّشَاعَةُ: بالضَّمِّ مَا انْتَشَعْتَه: إِذا انْتَزَعْتَه بِيَدِكَ، ثُمَّ ألْقَيْتَه، كَذَا فِي الجَمْهَرةِ. وأنْشَعَ الحازِيَ أَي: الكاهِنَ: أعْطَاهُ جُعْلَهُ على كَهَانَتِه، قالَ الجَوْهَرِيُّ: قالَ رُؤْبَةُ: قالَ الحَوَازِي، وأبَى أنْ يُنْشَعا يَا هِنْدُ مَا أسْرَعَ مَا تَسَعْسَعَا قلتُ: قالَ بعْضُهُم: إنَّ الرَّجَزَ للعَجّاجِ، قلتُ: الصَّوابُ أنَّهُ لرُؤْبَةَ يَصِفُ تَميماً، والرِّوايَةُ: إنَّ تَميماً لمْ يُرَاضِعْ مُسْبَعاً ولَمْ تَلِدْهُ أُمُّهُ مُقَنَّعَا  فتَمَّ يُسْقَى وأبَى أنْ يَرْضَعا قالَ الحَوَازِي وأبَى أنْ يُنْشَعَا أشَرْيَةٌ فِي قَرْيَةٍ مَا أشْنَعَا وغَضْبَةٌ فِي هَضْبَةِ م أمْنَعَا هَكَذَا أنْشَدَهُ اللَّيْثُ، وقالَ: أبَى أنْ يُعْطَى أجْرَ الحَازِيِ، هَكَذَا فسَّرَه، وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ فِي إنشادِ الرَّجَزِ، فأنْشَدَ على مَعْنىً ذكَرَه، كَمَا تَقَدَّمَ، أَي: أوْرَدَهُ تَحْتَ قَوْلِه: وقدْ نَشَعْتُ الصَّبِيَّ الوَجُورَ، وأنْشَعْتُه، مِثْلُ: وجَرْتُه، وأوْجَرْتُه، وَفِي التَّكْمِلَةِ: قالَ رُؤْبَةُ وَيَا هِنْدُ. مُقَدَّمُ وقالَ الحَوَازِي مُؤَخَّرٌ، وبَيْنَهُمَا أكْثَرُ منْ مائَةٍ وخَمْسِينَ مَشْطُوراً. قلتُ: ولمْ يُورِدِ الأزْهَرِيُّ وَلَا ابْنُ سِيدَه هَذَا الرَّجَزَ إِلَّا الشّطْرَ الأوَّلَ، هَكَذَا: قالَ الحَوازِي واسْتَحَتْ أنْ تُنْشَعَا ثُمَّ قالَ ابنُ سِيدَه: الحَوازِي: الكَوَاهِنُ، واسْتَحَتْ أنْ تَأْخُذَ أجْرَ الكَهَانَةِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: واشْتَهَتْ أنْ تُنْشَعَا. قلتُ: وَفِي بَعْضِ نُسَخِ العَيْنِ: وأبَتْ أنْ تُنْشَعَِا وقالَ ابنُ بَرِّيّ: البَيْتَانِ اللَّذانِ أوْرَدَهُمَا الجَوْهَرِيُّ منَ) الأُرْجُوزَةِ لَا يَلِي أحَدُهُمُا الآخَرَ، والضَّمِيرُ فِي يُنْشَعَا غيرُ الّذِي فِي تَسَعْسَعَا لأنَّه يَعودُ فِي يُنْشَعَا على تَمِيمٍ أبي القَبيلَةِ، بدَليلَ قَوْلِه. قبلَ هَذَا البَيْتِ: إنَّ تَميماً. . الخ ثمَّ قالَ بَعْدَه: أشَرْيَةٌ فِي قَرْيَةٍ مَا أشْنَعا. أَي: قالَتِ الحَوازِي هَذَا المَوْلُود شَرْيَةٌ فِي قَرْيَةٍ، أَي: حَنْظَلَةٌ فِي قَرْيَةِ نمْلٍ، أَي: تَمِيمٌ وأوْلادُه مُرُّونَ كالحَنْظَلِ، كَيِيرُونَ كالنَّمْلِ، قَالَ ابنُ حَمْزَةَ: ومَعْنَى: أنْ يُنْشَعَا أَي أنْ يُؤْخَذَ قَهْراً، فتأمَّلْ ذَلِك. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: أنْشَعَ فُلاناً بِشَرْبَةٍ: إِذا أغاثَهث بهَا وهوَ مجازٌ. وانْتَشَعَ الرَّجُلُ: مِثْلُ: اسْتَعَطَ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ. وانْتَشَعَ: انْتَزَعَ الشَّيءَ  بعُنْفٍ، وَقد تَقدَّمَ ذَلِك فِي كَلامِ المُصَنِّف عندَ ذِكْرِ النُّشاعَةِ. والمِنْشَعُ، كمِنْبَرٍ: المُسْعُطُ عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وذكَرَه ابنُ بَرِّيٍّ أيْضاً ولَيْسَ فِي نَصِّهِمَا مَا يدُلُّ على أنَّه كمِنْبَرٍ، والمَعْرُوفُ أنَّهُ كالمُسْعُطِ زِنَةً ومَعْنىً، فتأمّلْ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ: النَّشْعُ، بالفَتْحِ: جُعْلُ الكاهِنِ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، ونَشَعَ الكاهِنَ نَشْعاً: جَعَلَ لَهُ جُعْلاً، كَمَا فِي الأسَاسِ. وذَاتُ النُّشُوعِ: فَرَسُ بَسْطَامِ بنِ قَيْسٍ، هُنَا ذكَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ، وَقد تَقَدَّم فِي نسع ونس ر. وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: قالَ الأحْمَرُ: نَشَعَ الطِّيبَ: شَمَّهُ. والنَّشَعُ، مُحَرَّكَةً، منَ الماءِ: مَا خَبُثَ طَعْمُه.
المعجم: تاج العروس