المعجم العربي الجامع

نخَرَ يَنخُر، نَخْرًا، فهو ناخر، والمفعول مَنْخور

المعنى: • نخَر السّوسُ الخشبَ: فتّته، ثقَبه، أتلفه "نخَر العُثُّ الثِّياب - نخر سِنًّا/ نسيجًا - حشرات تنخُر الخشبَ - حشرة ناخِرة - سنٌّ منخورة" عقلُه نخره السُّوسُ: ذهب عقلُه - نخره بكلمة: أوجعه بها.
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة

مُسَوَّسٌ

المعنى: جذ.: (سوس) | (مفع. مِن سَوَّسَ). 1. "حِمَّصٌ مُسَوَّسٌ": دَخَلَهُ السُّوسُ. 2. "خَشَبٌ مُسَوَّسٌ": بِهِ ثُقُوبٌ بِفِعْلِ السُّوسِ، مَنْخُورٌ.
المعجم: معجم الغني

سَوِسَ

المعنى: جذ.: (سوس) | (ف: ثلا. لازم). يَسْوَسُ، (مص. سَوَسٌ). "سَوِسَ الفولُ": اِخْتَرَقَهُ السُّوسُ، أَيْ دَخَلَتْهُ دودَةٌ سَوْداءُ. "سَوِسَتِ الْخَشَبَةُ": صارَتْ مَنْخورَةً بِالسُّوسِ.
المعجم: معجم الغني

نَخَرَ

المعنى: ـِ نَخْراً، ونَخيراً: صوَّت بخياشيمه. و ـ الحالبُ النَّاقةَ ـَ نَخْراً: دلكَ مِنخَرَها بيده لتدرَّ.؛(نَخِرَ) الشيءُ ـَ نَخَراً: بلِيَ وتفتَّت. يُقال: نخِرَت الشَّجرةُ، ونخِرَ العظمُ. فهو ناخِرٌ، ونَخِرٌ.؛(نَخَّرَ) الحالبُ النَّاقةَ: نَخَرَها.؛(المَنْخَِرُ): ثَقْب الأنف. (ج) مَناخِرُ.؛(المُنْخُرُ): المَنْخَرِ.؛(المُنْخُورُ): المَنْخَِر. (ج) مَناخير.؛(النَّاخِرُ): المصوِّت بخياشيمه. ويُقال: ما بالدار ناخِر: أحد. و ـ الخنزير الضاري. و ـ الحِمار. (ج) نُخُرٌ.؛(النَّاخِرَةُ): من العظام ونحوها: المجوّفة التي فيها ثُقْبة. و ـ الخيل أو الحمير.؛(النُّخَْرَةُ): مقدِّمة الأنف. و ـ إحدى فتحتيه؛ وهما نُخْرَتان. ويُقال: للريح نُخْرَةٌ شديدةٌ: عَصْف.؛(النِّخْوَارُ): الشريف المتكبّر. و ـ الجبان. و ـ الضَّعيف. (ج) نَخاوِرَة.؛(النَّخُورُ): النَّاقةُ لا تدِرُّ إلا إِذا دُلك أنفُها.؛(النَّخِيرُ): الصوت بالأنف.
المعجم: الوسيط

غرد

المعنى: الغَرَدُ، بالتحريك: التَّطْرِيبُ في الصوت والغِناء. والتَّغَرُّدُ والتغريدُ: صوت معه بَحَحٌ؛ وقد جمعهما امرؤ القيس في قوله يصف حماراً: يُغَـرِّدُ بالأَسـْحارِ فـي كـلِّ سُدْفَةٍ، تَغَـرُّدَ مِرِّيـحِ النَّـدامى المُطـرِّبِ قال الليث: كل صائت طَرَّبَ في الصَّوْت غَرِدٌ، والفعل غَرَّدَ يُغَرِّدُ تَغْرِيداً. الأَصمعي: التغريد الصَّوْتُ. وغَرِدَ الطائر، فهو غَرِدٌ، والتغريد مثله؛ قال سويد بن كراع العكلي: إِذا عَرَضــَتْ داوِيَّــةٌ مُدْلَهِمَّــةٌ، وغَـرَّدَ حاديهـا، فَرَيْنَ بها فَلْقا وغَرَّدَ الإِنسانُ: رفع صوتَه وطَرَّبَ، وكذلك الحَمامةُ والمُكَّاءُ والدِّيكُ والذُّبابُ. وحكى الهجري: سمعت قُمْرِيّاً فأَغْرَدَني أَي أَطْرَبَني بتغريده، وقيل: كل مُصَوِّتٍ مُطَرِّبٍ بصوتِه مُغَرِّدٌ وغِرِّيدٌ وغَريدٌ وغَرِدٌ وغِرْدٌ، فَغَرِدٌ على النسب؛ قال ابن سيده: وغِرْدٌ أُراهُ متغيراً منه؛ وقول مليح الهذلي: سُدْساً وبُزْلاً إذا ما قامَ راحِلُها، تَحَصــَّنَتْ بِشــَباً، أَطْرافُـه غَـرِدُ وحَّدَ غَرِداً وإِن كان خبراً عن الأَطراف حملاً على المعنى كأَنه كلُّ طَرَف منها غَرِد؛ فأَما قول الهذلي: يُغَـرِّدُ رَكْبـاً فَـوْقَ حُـوصٍ سَواهِمٍ، بهـا كـلُّ مُنْجـابِ القَمِيصِ شَمَرْدَل ففيه دلالة على أَن يُغَرِّدُ يتعدى كتعدي يُغَنِّي، وقد يجوز أَن يكون على حذف الجر وإِيصال الفعل؛ وقوله: لا أَشـْتَهِي لَبَـنَ البعيرِ، وعِندنَا غَـرِدُ الزجاجـةِ واكِـفُ المِعْصـارِ معناه: وعندنا نبيذ يحمل صاحبه على أَن يتغنى إذا شربه. وتَغَرَّدَ كَغَرَّدَ؛ قال النابغة الجعدي: تَعـالَوْا نُحـالِفْ صامِتاً ومُزاحِما عليهـم نِصـاراً، وما تَغَرَّدَ راكِبُ واستَغْرَدَ الرَّوْضُ الذُّبابَ: دعاه بنَعْمَتِه إِلى أَن يُغَنِّيَ فَيُغَرِّدَ؛ قال أَبو نخيلة: واسـتَغْرَدَ الروضُ الذبابَ الأَزْرَقا وغَرَّدَت القَوْسُ: صَوَّتَتْ؛ عن أَبي حنيفة.والغِرْدُ، بالكسر، والغَرْدُ، بالفتح، والغِرْدَةُ والغَرْدَةُ والغَرَدَةُ والغَرادَةُ: ضرب من الكَمْأَةِ، وقيل: هي الصغار منها، وقيل: هي الرديئةُ منها، والجمع غِرَدَةٌ وغِرادٌ، وجمع الغَرادةِ غَرادٌ، وهي المَغاريدُ، واحدها مُغْرود؛ قال: يَحُـجُّ مأُمُومَـةً فـي قَعْرِهـا لَجَفٌ، فاسـْتُ الطَّبِيبِ قَذاها كالمَغارِيدِ قال أَبو عمرو: الغَرادُ الكَمْأَةُ، واحدتها غَرادَةٌ، وهي أَيضاً الغِرادَةُ، واحدتها غَرَدَةٌ وقال أَبو عبيد: هي المُغْرُودةُ فرد ذلك عليه؛ وقيل: إِنما هو المُغْرُودُ، ورواه الأَصمعي المَغْرودُ من الكمأَة، بفتح الميم؛ وقال أَبو الهيثم: الغَرَدُ والمُغْرُودُ، بضم الميم، الكمأَة وهو مُفعول نادر؛ وأَنشد: لـو كنْتُـمُ صـُوفاً لكنْتُـمْ قَرَدا، أَو كنْتُــمُ لَحْمـاً لكنتُـمْ غَـرَدا قال الفراء: ليس في كلام العرب مُفْعُولٌ، مضموم الميم، إِلا مُغْرُودٌ لضرب من الكمأَة، ومُغْفُورٌ واحد المَغافِر، وهو شيء ينضحه العُرفُطُ حلو كالناطف. ويقال: مُغْثُورٌ ومُنْخُورٌ للمُنْخُرِ ومُعْلُوقٌ لواحد المعاليق. والجمع المَغاريدُ.والمَغْرُوداءُ: الأَرض الكثيرةُ المغاريدِ.غرقد: الغَرْقَدُ: شجر عظام وهو من العضاه، واحدته غَرْقَدَةٌ وبها سمي الرجل. قال أَبو حنيفة: إذا عظمت العَوْسَجَةُ فهي الغرقدة. وقال بعض الرواة: الغَرْقَدُ من نبات القُفِّ. والغَرْقَدُ: كبار العوسج، وبه سمي بَقِيعُ الغَرْقَدِ لأَنه كان فيه غرقد، وقال الشاعر: أَلِفْــنَ ضــالاً ناعمــاً وغَرْقَـدا وفي حديث أَشراط الساعة: إِلا الغَرْقَد فإِنه من شجر اليهود؛ وفي رواية: إِلا الغرْقَدَة؛ هو ضرب من شجر العِضاه وشجر الشَّوْكِ، والغَرْقَدَة واحدته؛ ومنه قيل لمقبرة أَهل المدينة بقيع الغرقد لأَنه كان فيه غرقد وقطع؛ قال ابن سيده: وبقيع الغرقد مقابر بالمدينة وربما قيل له الغرقد؛ قال زهير: لِمَـنِ الـدِّيارُ غَشِيتَها بالغَرْقَدِ، كالوَحْيِ في حَجَرِ المسِيلِ المُخْلِدِ؟
المعجم: لسان العرب

لدن

المعنى: اللَّدْنُ: اللّيِّنُ من كل شيء من عُودٍ أَو حبل أَو خُلُقٍ، والأُنثى لَدْنة، والجمع لِدانٌ ولُدْن وقد لَدُنَ لَدانةً ولُدُونةً.ولَدَّنه هو: لَيَّنه. وقناة لَدْنة: ليِّنة المهَزَّةِ، ورمح لَدْنٌ ورِماحٌ لُدْنٌ، بالضم، وامرأَة لَدْنة: ريّا الشّبابِ ناعمةٌ، وكلُّ رَطْبٍ مأْدٍ لَدْنٌ.وتَلدَّنَ في الأَمر: تَلبَّثَ وتمكَّثَ، ولدَّنه هو. وفي الحديث: أَن رجلاً من الأَنصار أَناخَ ناضِحاً فركبه، ثم بعثه فتَلَدَّنَ عليه بعضَ التَّلدُّن، فقال: شَأْ لعَنك الله، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا تَصْحبْنا بملعون؛ التَّلدُّن: التَّمكُّثُ، معنى قوله تَلدَّنَ أَي تَلَكَّأَ وتمكَّثَ وتَلبَّثَ ولم يَثُرْ ولم يَنبَعِث. يقال: تَلدَّنَ عليه إذا تَلكَّأَ عليه؛ قال أَبو عمرو: تَلدَّنْتُ تَلدُّناً وتَلبَّثْتُ تَلبُّثاً وتمكَّثْتُ. وفي حديث عائشة: فأَرسلَ إِليَّ ناقةً مُحَرَّمةً فتَلدَّنتْ عليَّ فلعنتها.ولَدُنْ ولُدْنٌ ولَدْنٌ ولَدِنٌ ولَدُ محذوفة منها ولَدَى مُحَوَّلة، كله: ظرف زماني ومكاني معناه عند؛ قال سيبويه: لَدُنْ جُزمَتْ ولم تجعل كعِنْدَ لأَنها لم تَمَكَّنْ في الكلام تَمَكُّنَ عند، واعْتَقَبَ النونُ وحرفُ العلة على هذه اللفظة لاماً، كما اعتقبَ الهاءُ والواو في سنَةٍ لاماً وكما اعتقبت في عِضاهٍ. قال أَبو إِسحق: لَدُنْ لا تَمَكَّنُ تَمَكُّنَ عند لأَنك تقول هذا القول عندي صوابٌ، ولا تقول هو لَدُني صواب، وتقول عندي مال عظيم والمال غائب عنك، ولَدُنْ لما يليك لا غير. قال أَبو علي: نظير لَدُنْ ولَدَى ولَدُ، في استعمال اللام تارة نوناً، وتارة حرف علة، وتارة محذوفة، دَدَنْ ودَدَى ودَدٌ، وهو مذكور في موضعه. ووقع في تذكرة أَبي علي لَدَى في معنى هل عن المفضَّل؛ وأَنشد: لَــدَى مـن شـبابٍ يُشـْترَى بمَشـِيبِ؟ وكيـف شـَبابُ المـرْء بعـدَ دَبيبِـ؟ وقوله تعالى: قد بَلَغْتَ من لَدُنِّي عُذْراً؛ قال الزجاج: وقرئ من لَدُني، بتخفيف النون، ويجوز من لَدْني، بتسكين الدال، وأَجودها بتشديد النون، لأَن أَصل لَدُنْ الإِسكانُ، فإِذا أَضفتها إِلى نفسك زِدْتَ نوناً ليَسْلَم سكونُ النونِ الأُولى، تقول من لَدُنْ زيد، فتسكن النون، ثم تضيف إِلى نفسك فتقول لَدْني كما تقول عن زيد وعني، ومن حذف النونَ فلأَنَّ لَدُنْ اسم غير متمكن، والدليل على أَن الأَسماء يجوز فيها حذف النون قولهم قَدْني في معنى حَسْبي، ويجوز قَدِي بحذف النون لأَن قد اسم غير متمكن؛ قال الشاعر: قَــدْنَي مـن نصـْرِ الخُبَيْبَيـنِ قَـدِي فجاء باللغتين. قال: وأَما إِسكان دال لَدُنٍ فهو كقولهم في عَضُدٍ عَضْد، فيحذفون الضمة. وحكى أَبو عمرو عن أَحمد بن يحيى والمبرّد أَنهما قالا: العرب تقول لَدُنْ غُدْوَةٌ ولَدُنْ غُدْوَةً ولَدُنْ غُدْوَةٍ، فمن رفع أَراد لَدُنْ كانت غُدْوةٌ، ومن نصب أَراد لَدُنْ كان الوقتُ غُدْوةً، ومن خفض أَراد من عِنْد غُدْوةِ. وقال ابنُ كيسانَ: لَدُنْ حرف يَخْفِضُ، وربما نُصِبَ بها. قال: وحكى البصريون أَنها تنصب غُدْوة خاصّةً من بين الكلام؛ وأَنشدوا: مـا زالَ مُهْـري مَزْجَرَ الكلبِ منهمُ، لَــدُنْ غُــدْوَةً حــتى دَنَـتْ لغُـروبِ وأَجاز الفراء في غُدْوةٍ الرفع والنصب والخفض؛ قال ابن كيسانَ؛ من خفض بها أَجراها مُجْرَى من وعن، ومن رفع أَجراها مُجْرى مذ، ومن نصب جعلها وقتاً وجعل ما بعدها ترجمة عنها؛ وإِن شئت أَضمرت كان كما قال: مُــذْ لَــدُ شــَوْلاً وإِلــى إِتْلائِهـا أَراد: أَن كانت شَوْلاً. وقال الليث: لَدُنْ في معنى من عند، تقول: وقف الناسُ له من لَدُنْ كذا إِلى المسجد ونحو ذلك إذا اتصل ما بين الشيئين، وكذلك في الزمان من لَدُنْ طلوع الشمس إِلى غروبها أَي من حين. وفي حديث الصَّدَقة: عليهما جُنَّتانِ من حديد من لَدُنْ ثُدِيِّهما إِلى ترَاقيهما؛ لَدُنْ؛ ظرف مكان بمعنى عند إِلا أَنه أَقرب مكاناً من عند وأَخصُّ منه، فإِن عند تقع على المكان وغيره، تقول: لي عند فلانٍ مال أَي في ذمته، ولا يقال ذلك في لَدُنْ. أَبو زيد عن الكلابيين أَجمعين: هذا من لَدُنِهِ، ضموا الدال وفتحوا اللام وكسروا النون. الجوهري: لَدُنْ الموضع الذي هو الغاية، وهو ظرف غير متمكن بمنزلة عند، وقد أَدخلوا عليها من وحدها من حروف الجرّ، قال تعالى: من لَدُنَّا، وجاءت مضافة تخفض ما بعدها؛ وأَنشد في لَدُ لغَيْلانَ بن حُرَيث: يَســْتَوْعِبُ النَّــوْعينِ مـن خَريرِهـ، مــن لَــدُ لَحْيَيْــه إِلـى مُنْخُـورِه قال ابن بري: وأَنشده سيبويه إِلى مَنْخُوره أَي مَنْخَره. قال: قال وقد حمل حذف النون بعضهم إِلى أَن قال لَدُنْ غُدْوَةً، فنصب غدوة بالتنوين؛ قال ذو الرمة: لَدُنْ غُدْوَةً، حتى إذا امتَدَّتِ الضُّحَى، وحَـثَّ القَطِيـنَ الشَّحْشـحانُ المُكَلَّـفُ لأَنه توهم أَن هذه النون زائدة تقوم مقام التنوين فنصب، كما تقول ضارِبٌ زيداً، قال: ولم يُعْمِلوا لَدُنْ إِلا في غُدْوة خاصة. قال ابن بري: ذكر أَبو علي في لَدُنْ بالنون أَربع لغات: لَدُنْ ولَدْنٌ، بإِسكان الدال، حذف الضمة منها كحذفها من عَضُد، ولُدْنُ بإِلقاء ضمة الدال على اللام، ولَدَنْ بحذف الضمة من الدال، فلما التقى ساكنان فتحت الدال لالتقاء الساكنين، ولم يذكر أَبوعلي تحريك النون بكسر ولا فتح فيمن أَسكن الدال، قال: وينبغي أَن تكون مكسورة، قال: وكذا حكاها الحَوْفيُّ لَدْنِ، ولم يذكر لُدْن التي حكاها أَبوعلي، والقياس يوجب أَن تكون لَدْنِ، ولَدْنِ على حدِّ لم يَلْدَهُ أَبوان، وحكى ابن خالويه في البديع: وهَبْ لنا من لدُنك، بضم الدال، قال ابن بري: ويقال لي إِليه لُدُنَّةٌ أَي حاجة، والله أَعلم.
المعجم: لسان العرب

نخر

المعنى: النَّخِيرُ: صوتُ الأَنفِ. نَخَرَ الإِنسانُ والحمار والفرس بأَنفه يَنْخِرُ ويَنْخُرُ نَخِيراً: مدّ الصوت والنفَس في خَياشِيمه. الفراء في قوله تعالى: أَئذا كنا عِظاماً نَخِرَةً، وقرئ: ناخِرَةً؛ قال: وناخِرَةً أَجود الوجهين لأَن الآيات بالأَلف، أَلا ترى أَن ناخرة مع الحافِرة والساهِرة أَشبه بمجيء التأْويل فقال: والناخِرة والنَّخِرة سواء في المعنى بمنزلة الطامِع والطمِع؛ قال ابن بري وقال الهَمْداني يوم القادسية: أَقْـدِمْ أَخا نَهْمٍ على الأَساوِرَهْ، ولا تَهُولَنْـــكَ رؤوسٌ نــادِرَهْ، فإِنمـا قَصـْرُكَ تُـرْبُ الساهِرَه، حتى تعودَ بعدَها في الحافِرَهْ، مـن بعدِ ما صِرتَ عِظاماً ناخِرَهْ ويقال: نَخِرَ العَظْمُ، فهو نَخِرٌ إذا بَليَ ورَمَّ، وقيل: ناخِرة أَي فارِغة يجيء منها عند هُبوب الريح كالنَّخير.والمَنْخِرُ والمَنْخَرُ والمِنْخِرُ والمُنْخُرُ والمُنْخورُ: الأَنف؛ قال غيلان بن حريث: يَسـْتَوْعِبُ البُـوعَينِ مـن جَرِيرِهِ مـن لَـدُ لَحْيَيْـهِ إِلـى مُنْخُورِهِ قال ابن بري: وصواب إِنشاده كما أَنشده سيبويه إِلى مُنْحورهِ، بالحاء، والمنحور: النَّحْر؛ وصف الشاعر فَرَساً بطول العُنُق فجعله يَستوعِب حَبْله مقدار باعَين من لحْيَيْه إِلى نَحْرِه. الجوهري: والمَنْخِرُ ثُقْبُ الأَنْفِ، قال: وقد تكسر الميم إِتباعاً لكسرة الخاء، كما قالوا مِنْتِن، وهما نادران لأن مِفْعِلاً ليس من الأَبنية. وفي الحديث: أَنه أَخذ بِنُخْرَة الصبيّ أَي بأَنفِه. والمُنْخُران أَيضاً: ثُقْبا الأَنْف. وفي حديث الزِّبْرِقان: الأُفَيْطِس النُّخْرَةِ لِلذي كان يَطْلُع في حِجْرِه.التهذيب: ويقولون مِنْخِراً وكان القياس مَنْخِراً ولكن أَرادوا مِنْخِيراً، ولذلك قالوا مِنْتِن والأَصل مِنْتِين. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه أَتِيَ بسكران في شهر رمضان فقال: لِلمَنْخِرَين دُعاءٌ عليه أَي كَبَّه الله لِمَنْخِرَيهِ، كقولهم: بْعداً له وسُحْقاً وكذلك لليدين والفَم. قال اللحياني في كل ذي مَنْخِرٍ: إِنه لَمُنْتَفِخُ المَناخِر كما قالوا إِنه لمُنْتَفِخ الجوانِب، قال: كأَنهم فَرَّقوا الواحد فجعلوه جمعاً. قال ابن سيده: وأَما سيبويه فذهب إِلى تعظيم العُضْوِ فجعل كلَّ واحد منه مَنْخِراً والغَرَضان مُقْترِبان.والنُّخْرة: رأْس الأَنفِ. وامرأَةٌ مِنْخار: تَنْخِرُ عند الجماع، كأَنها مجنونة، ومن الرجال من يَنْخِرُ عند الجماع حتى يُسمع نَخِيره.ونُخْرَتا الأَنْف: خَرْقاه، الواحدة نُخْرة، وقيل: نُخْرَتُه مُقدّمه، وقيل: هي ما بين المُنْخُرَين، وقيل: أَرْنَبَتُهُ يكون للإِنسان والشاء والناقة والفرس والحمار؛ وكذلك النُّخَرة مثال الهُمَزَة. ويقال: هَشَم نُخْرَتَه أَي أَنفه. غيره: النُّخْرة والنُّخَرة، مثال الهُمَزة، مُقدَّم أَنف الفرس والحمار والخنزير.ونَخَرَ الحالِبُ الناقةَ: أَدخل يده في مَنْخرها ودلَكه أَو ضرَب أَنفَها لتَدِرَّ؛ وناقة نَخُور: لا تَدِرُّ إِلاّ على ذلك. الليث: النَّخُور الناقة التي يَهلِك ولدُها فلا تَدِرّ حتى تُنَخَّر تَنْخِيراً؛ والتَّنْخِير: أَن يدلُك حالبُها مُنْخُرَيها بإِبهامَيه وهي مُناخة فتثُور دارَّة. الجوهري: النَّخُور من النُّوق التي لا تَدِرّ حتى تضرِب أَنفَها، ويقال: حتى تُدخِل إِصْبَعَك في أَنفها.ونَخِرَت الخشَبة، بالكسر، نَخَراً، فهي نَخِرة: بَلِيَتْ وانْفَتَّت أَو اسْتَرْخَت تَتَفَتَّت إذا مُسَّت، وكذلك العظْم، يقال: عَظْم نَخِر وناخِر، وقيل: النَّخِرَة من العظام الباليةُ، والناخِرة التي فيها بقيَّة والناخر من العظام الذي تَدخل الريح فيه ثم تخرج منه، ولها نَخِير. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: لما خلق الله إِبليس نَخَرَ؛ النَّخِير: صوت الأَنف. ونَخَر نَخِيراً: مدّ الصَّوت في خياشيمه وصوَّت كأَنه نَغْمة جاءت مضطرِبة. وفي الحديث: ركِب عمرو بن العاص على بغلة سَمِطَ وجهُها هرَماً فقيل له: أَتركب بغلة وأَنت على أَكرمِ ناخرة بمصر؟ وقيل: ناجِرة، بالجيم؛ قال المبرّد: قوله الناخِرة يريد الخيل، يقال للواحد ناخِر وللجماعة ناخرة، كما يقال رجل حَمَّار وبغَّال وللجماعة الحمَّارة والبغَّالة؛ وقال غيره: يريد وأَنت على ذلك أَكرم ناخِرة. يقال: إِن عليه عَكَرَةً من مال أَي إِنّ له عَكَرة، والأَصل فيه أَنها تَرُوحُ عليه، وقيل للحمير الناخِرة للصَّوت الذي خرج من أُنوفها، وأَهلُ مِصر يُكثِرون ركوبها أَكثرَ من ركوب البِغال. وفي الحديث: أَفضلُ الأَشياءِ الصلاةُ على وقتها أَي لوقتها.وقال غيره: الناخِر الحمار. الفراء: هو الناخِر والشاخِر، نخيرُه من أَنفِه وشَخِيرُه من حلقِه. وفي حديث النَّجاشيِّ: لما دخل عليه عمرو والوفْدُ معه قال لهم: نَخِّرُوا أَي تكلموا؛ قال ابن الأَثير:كذا فُسر في الحديث، قال: ولعله إِن كان عربيّاً مأْخوذ من النَّخير الصَّوتِ، ويروى بالجيم، وقد تقدم. وفي الحديث أَيضاً: فتناخَرَتْ بَطارِقَتُه أَي تكلمت وكأَنه كلام مع غضب ونُفور.والناخِر: الخِنزير الضَّارِي، وجمعه نُخُرٌ.ونُخْرة الريح، بالضم: شِدّةُ هُبوبها.والنَّخْوَرِيُّ: الواسع الإِحلِيل؛ وقال أَبو نصر في قول عَدِيِّ بن زيد: بعــدَ بنِــي تُبَّــعٍ نَخــاوِرَة قــدِ اطمـأَنَّتْ بهـم مَرازِبُهـا قال: النَّخاوِرَة الأَشراف، واحدهم نِخْوارٌ ونَخْوَرِيّ، ويقال: هم المتكبرون. ويقال: ما بها ناخِر أَي ما بها أَحد؛ حكاه يعقوب عن الباهلي.ونُخَير ونَخَّار: اسمانِ.
المعجم: لسان العرب

نحر

المعنى: النَّحْرُ: الصَّدْر. والنُّحُورُ: الصدُور. ابن سيده: نَحْرُ الصدر أَعلاه، وقيل: هو موضعُ القلادة منه، وهو المَنْحَر، مدكر لا غير؛ صرح اللحياني بذلك، وجمعه نُحور لا يُكَسَّر على غير ذلك. ونَحَره ينْحَره نَحْراً: أَصاب نَحْرَه. ونَحَر البعيرَ ينحَره نحراً: طَعَنه في مَنْحَرِه حيث يبدو الحُلقوم من أَعلى الصدْر؛ وجَمَلٌ نَحِير في جمال نَحْرى ونُحَراء ونَحائِرَ، وناقة نَحِير ونَحِيرَة في أَنْيُق نَحْرى ونُحَرَاء ونَحائرَ. ويومُ النَّحر: عاشر ذي الحجة يومُ الأَضحى لأَن البُدْنَ تُنحر فيه. والمنْحَر: الموضع الذي يُنحر فيه الهدْي وغيره.وتَناحَرَ القومُ على الشيء وانْتَحَرُوا: تَشاحُّوا عليه فكاد بعضهم يَنْحَر بعضاً من شِدّة حِرْصِهم، وتناحَرُوا في القِتال.والنَّاحِرَانِ والنَّاحِرَتانِ: عِرْقان في النحر، وفي الصحاح: الناحِران عِرْقانِ في صَدر الفَرَس. المحكم: والناحِرَتانِ ضِلعان من أَضلاع الزَّوْرِ، وقيل: هما الواهِنَتانِ، وقال ابن الأَعرابي: الناحِرَتان التَّرْقُوَتانِ من الناس والإِبِل وغيرهم. غيرُه: والجَوانِحُ ما رُفِع عليه الكَتِف من الدابة والبعير، ومن الإِنسان الدَّأْيُ، والدَّأْيُ ما كان من قِبَلِ الظهر، وهي سِتٌّ ثلاثٌ من كل جانب، وهي من الصدر الجوانح لِجُنُوحِها على القلب؛ وقال: الكتف على ثلاثة أَضلاع من جانب وستة أَضلاع من جانب، وهذه الستة يقال لها الدَّأَياتُ. أَبو زيد: الجوانح أَدنى الضلوع من المنحر، وفيهن الناحِرات وهي ثلاث من كل جانب، ثم الدَّأَياتُ وهي ثلاث من كل شقٍّ، ثم يبقى بعد ذلك ست من كل جانب متصلات بالشَّراسِيفِ لا يسمونها إِلا الأَضلاع، ثم ضِلَع الخَلْفِ وهي أَواخر الضلوع.ونَحْرُ النهار: أَولُه. وأَتيتُه في نَحْرِ النهار أَي أَوله، وكذلك في نَحْرِ الظهيرة. وفي حديث الهجرة: أَتانا رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، في نَحْرِ الظَّهِيرَةِ؛ هو حين تبلغ الشمس مُنتهاها من الارتفاع كأَنها وصَلَتْ إِلى النحر، وهو أَعلى الصدر. وفي حديث الإِفْكِ: حتى أَتينا الجيشَ في نَحْرِ الظهيرة. وفي حديث وابِصَةَ: أَتاني ابن مسعود في نَحْرِ الظهيرة فقلت: أَيَّةُ ساعةِ زيادةٍ، ونُحُورُ الشُّهور: أَوائِلُها، وكل ذلك على المَثَلِ. والنَّحِيرَةُ: أَوّل يوم من الشهر، ويقال لآخر ليلة من الشهرِ نَحِيرَةٌ لأَنها تَنْحَرُ الهلال؛ قال الكميت: فَبــــــــادَرَ لَيْلَـــــــةَ لا مُقْمِـــــــرٍ، نَحِيـــــرَةَ شـــــهرٍ لِشـــــهرٍ ســـــِرَارَا أَراد ليلة لا رَجُلٍ مُقْمِرٍ، والسِّرارُ: مردودٌ على الليلة، ونَحِيرَة: فعيلة بمعنى فاعلة لأَنها تَنْحَر الهلال أَي تَسْتقبِله، وقيل: النَّحِيرَة آخر يوم من شهر لأَنه يَنْحَر الذي يَدخل بعده، وقيل: النَّحِيرة لأَنها تنحَر التي قبلها أَي تستقبلها في نحرها، والجمع ناحِراتٌ ونَواحِرُ، نادران؛ قال الكميت يصف فعل الأَمطار بالديار: والغَيْـثُ بالمُتَأَلِّقـا_تِ من الأَهلَّة في النَّواحِرْ وقال: النَّحِيرة آخر ليلة من الشهر مع يومها لأَنها تَنْحَر الذي يدخل بعدها أَي تصير في نحره، فهي ناحرة؛ وقال ابن أَحمر الباهلي: ثــــم اســــْتمرّ عليــــه واكِـــفٌ هَمِـــعٌ فـــي ليلـــة نَحَـــرَتْ شـــعبانَ أَو رجبــا قال الأَزهري: معناه أَنه يَستقبل أَوّل الشهر ويقال له ناحِرٌ. وفي الحديث: أَنه خرج وقد بَكَّروا بصلاة الضحى، فقال: نَحَرُوها نَحَرَهُمُ لله أي صَلَّوْها في أَول وقتها من نَحْرِ الشهر، وهو أَوله؛ قال ابن الأَثير: وقوله نحرهم الله يحتمل أَن يكون دعاءً لهم، أَي بكَّرهم الله بالخير كما بكَّروا بالصلاة في أَول وقتها، ويحتمل أَن يكون دعاءً عليهم بالنَّحْرِ والذبح لأنهم غَيَّروا وقتها؛ وقوله أَنشده ثعلب: مرفوعـــــةٌ مِثـــــلُ نَـــــوْءِ الســـــِّمَا كِــــ، وافَــــقَ غُــــرَّةَ شــــهرٍ نَحِيـــرا قال ابن سيده: أَرى نَحِيراً فعيلاً بمعنى مفعول، فهو هلى هذا صفة لِلْغُرَّة، قال: وقد يجوز أَن يكون النَّحِيرُ لغة في النَّحِيرة.والدَّارَانِ تَتناحَرَانِ أَي تَتقابلانِ، وإِذا استقبلتْ دَارٌ دَاراً قيل: هذه تَنْحَرُ تلك؛ وقال الفرّاء: سمعت بعض العرب يقول منازلُهم تَناحَرُ هذا بِنَحْرِ هذا أَي قُبالَتِهِ؛ قال وأَنشدني بعض بني أَسد: أَبـــا حَكَمٍـــ، هـــل أَنـــتَ عــمُّ مُجالِــدٍ وســــيِّدُ أَهــــلِ الأَبْطَــــحِ المُتنــــاحِرِ؟ وفي الحديث: حتى تُدْعَقَ الخيول في نَواحِرِ أَرضهم أَي مُقابِلاتِها؛ يقال: منازل بني فلان تَتَناحَرُ أَي تَتَقابَلُ؛ وقول الشاعر: أَوْرَدْتُهــــم وصــــُدورُ العِيــــسِ مُســـْنَفَةٌ والصــــبحُ بــــالكَوكَبِ الـــدُّرِّيِّ مَنْحُـــورُ أَي مستقبَلٌ. ونَحَرَ الرجلُ في الصلاة يَنْحَرُ: انتصب ونَهَدَ صَدْرُه. وقوله تعالى: فصلِّ لربك وانحرْ؛ قيل: هو وضع اليمين على الشمال في الصلاة؛ قال ابن سيده: وأَراها لغة شرعية، وقيل: معناه وانْحَرِ البُدْن، وقال طائفة: أُمِرَ بنحر النُّسك بعد الصلاة، وقيل: أَمر بأَن ينتصِب بنَحْره بإِزاء القبلة وأَن لا يلتفتَ يميناً ولا شمالاً؛ وقال الفراء: معناه استقبل القبلة بِنَحْرِك. ابن الأَعرابي: النَّحْرَة انتصاب الرجلُ في الصلاة بإِزاء المحراب.والنَّحْرُ والنِّحْريرُ: الحاذق الماهر العاقل المجرِّب، وقيل: النِّحريرُ الرجل الطَّبِنُ الفطِن المُتْقِن البصِير في كل شيء، وجمعه النَّحارِير. وفي حديث حُذيفة: وُكِّلَتِ الفِتنةُ بثلاثة: بالحادِّ النحرير، وهو الفطِن البصير بكل شيء.والنَّحْرُ في اللَّبَّة: مثلُ الذبح في الحلق. ورجل مِنْحار، وهو للمبالغة: يوصف بالجود. ومن كلام العرب: إِنه لَمِنْحارٌ بَوائِكَها أَي يَنْحَرُ سِمانَ الإِبلِ.ويقال للسحاب إذا انْعَقَّ بماء كثير: انْتَحَرَ انْتِحاراً؛ وقال الراعي: فمـــــرّ علـــــى منازِلِهــــا، وأَلقــــى بهــــا الأَثْقــــالَ، وانْتَحـــر انْتِحـــارا وقال عديّ بن زيد يصف الغيث: مَرِحٌ وَبْلُهُ يَسُحُّ سُيُوبَ ال_ماءِ سَحّاً، كأَنه مَنْحُورُ ودائرةُ الناحِرِ تكون في الجِرَانِ إِلى أَسفل من ذلك. ويقال: انْتَحر الرجلُ اي نَحَر نفسه. وفي المثل: سُرِقَ السارِقُ فانْتَحَر.وبَرَقَ نَحْرُهُ: اسم رجل؛ وأَورد الجوهري في نخر بيتاً لغَيلان بن حُريث شاهداً على مُنْخورِه لغة في الأَنْفِ وهو: مــــن لَــــدُ لَحْيَيْــــه إِلـــى مُنْخُـــورِه قال ابن بري: صواب إِنشاده كما أَنشده سيبويه إِلى مُنْحُورِهِ، بالحاء.والمُنْحُورُ: النحر؛ وصف الشاعر فرساً بطول العنق فجعله يستوعب من حبله مقدار باعين من لحييه إِلى نَحْرِه.
المعجم: لسان العرب

غرد

المعنى: غرد : (غَرِدَ الطائِرُ) والإِنسانُ، (كفَرِحَ، وغَرَّدَ، تَغْريداً، وأَغرَدَ، وتَغَرَّدَ) ، إِذا (رَفَعَ صَوْتَهُ وطَرَّبَ بِهِ) فِي الصَّوْتِ  والغناءِ، والتَّغرُّد والتَّغْرِيد: صَوتٌ مَعَه بَحَحٌ، وَقد جمعَهُمَا امرؤُ القيسِ فِي قولِهِ يَصِفُ حِمَاراً يُغَرِّدُ بالأَسْحَارِ فِي كُلِّ سُدْفَةٍ تَغَرّدَ مِرِّيحِ النَّدَامَى المُطَرِّبِ (فَهُوَ غِرْدٌ بِالْكَسْرِ، و) قَالَ الأَصمعِيُّ: التَّغْرِيدُ: الصَّوْتُ، وغَرَّدَ الطائِرُ، فَهُوَ (غَرِدٌ) على النَسَبِ، قَالَ بنُ سَيّده: وغِرْدٌ: أُرَاه مُتَغَيِّراً من غَرِدٍ. قَالَ اللَّيثُ كُلُّ صائِتٍ طَرَّبَ الصَّوتَ فَهُوَ غَرِدٌ، والتَّغْرِيدُ مِثْلُه، قَالَ سُوَيْدُ بنُ كُرَاع العُكْلِيّ: إِذَا عَرَضَتْ دَاوِيَّةٌ مُدْلَهِمَّةٌ وغَرَّدَ حَاديها فَرَيْنَ بِها فَلْقَا (و) حكَى الهَجَرِيُّ: سمعْت قُمْرِيًّا فأَغْرَدنِي، أَي أَطْرَبنِي بتَغْرِيده، وَقيل: كلُّ مُصَوِّت مُطَرِّبٍ بصوتِه: (مُغَرِّدٌ وغِرِّيدٌ، كسِكِّيتٍ) ، وغريدٌ، كأَمير أَو حِذْيَم، وَقَالَ الهُذَلِيُّ: يُغَرِّدُ رَكْباً فَوْقَ خُوصٍ سَوَهِم بِها كُلُّ مُنجابِ القَمِيصِ شَمَرْدَلِ وَفِيه دلالةٌ على أَن يُغَرِّدُ يَتَعَدَّى كَتَعَدِّي يُغَنِّي. وَقد يَجُوز أَن يكونَ على حذفِ الجارِّ وإِيصالِ الفِعْلِ. (واسْتَغْردَ الرَّوضُ الذُّبابَ: دَعَاهُ بِنَغْمَتِهِ) ، هاكذا بالنُّون والغَيْن، عندنَا فِي النُّسْخ. وَفِي غيرِهَا من النُّسخ. بِالْعينِ الْمُهْملَة، أَي نضارته (إِلى أَنْ) يُغَنِّيَ و (يُغَرِّدَ) فِيه. ورَوْضٌ مُسْتَغْرِد: ناعِمٌ، قَالَ أَبو نُخَيْلَة: واسْتَغْرَدَ الرَّوْضُ الذُّبَابَ الأَزْرَقَا (والغَرْدُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (الخُصُّ) بالضّمّ. (و) الغَرْدُ: (بِنَاءٌ للمُتَوَكِّلِ) على الله العَبَّاسيِّ (بِسُرَّ مَنْ رَأَى) . (و) الغَرْدُ: (ضَرْبٌ من الكَمْأَةِ) ، قيل: هِيَ الصِّغارُ مِنْهَا. وَقيل: هِيَ الرَّدِيئةُ مِنْهَا، (كالغَرْدَةِ)  ، بِالْفَتْح أَيضاً (والغِرْدَةِ، والغِرْدِ، بكسرِهما، والغَرَدِ محرَّكةً) ، والغَرَدَةِ، وأَنشد أَبو الهَيْثم: لَو كُنْتُمُ صُوفاً لكُنْتُمْ قَرَدَا أَو كنتُمُ لَحْماً لكنتُمْ غَرَدا (والغَرَاد والغَرَادَةِ، بفتحهما، والمُغْرُودِ، بالضّم) . قَالَ أَبو الْهَيْثَم: وَهُوَ مُفْعولٌ نادِرٌ، وَقَالَ الفَراءُ: ليسَ فِي كلامِ الْعَرَب مُفْعُول، مضَمومَ الْمِيم، إِلّا مُغْرودٌ، لِضَرْبٍ من الكَمْأَةِ، ومُغْفورٌ: واحِدُ المَغافير وَهُوَ شَيْءٌ يَنْضَحه العُرْفُطُ، حُلْوٌ كالنَّاطِف، وَيُقَال: مُغْثُورٌ، ومُنْخُورٌ للمُنْخُرِ، ومُعْلُوق، لواحِد المَعَالِيق. وَنقل شيخُنَا عَن (الممتع) لِابْنِ عُصْفُور فِي (الأَبنية) أَن مُفْعُولاً، أَي بالضّمّ، غَريبٌ شاذُّ، نَحْو مُغْرودٍ، ومُعْلوقٍ. وَذكر فِي أَحكامِ زيادةِ الْمِيم أَنْ مِيم مُغْرودٍ أَصْلٌ لِفَقْد مُفْعول دون فُعلول. (ج غِرَدَةٌ) ، كعِنَبةٍ، (وغِرَادٌ) ، بِالْكَسْرِ، وجَمْع الغَرَادَةِ غَرَادٌ، (و) جمع مُغْرود (مَغَارِيدُ) ، قَالَ: يَخُجُّ مَأْمُومَةً فِي قَعْرِها لَجَفٌ فَستُ الطَّبِيبِ قَذَاهَا كالمَغَارِيدِ وَقَالَ أَبو عُبَيْد: هِيَ المُغْرودةُ، فرُدَّ ذالك عَلَيْهِ، وقِي: إِنما هُوَ المُغْرود، وَرَوَاهُ الأَصمعيُّ المَغْرُود من الكَمْأَة بِفَتْح الْمِيم. كَذَا فِي اللسانه. (وأَرضٌ مَغْرُوداءُ: كَثِيرتُها) أَي المَغَارِيدِ. (واغرَنْداهُ و) اغرَنْدَى (عَلَيْهِ) إِذا (عَلَاه بالشَّتْم، والضَّرْبِ، والقَهْر، وغَلَبَهُ) ، كاسْرَنْداهُ واعْرَنْدَاه. وَقَالَ أَبو عُبَيد: تَثَوَّل على القَومِ تَثَوُّلاً، واغْرَنْدَى عَلَيْهِم اغْرِنداءً، واغْلَنْتَى اغْلِنْتَاءً، إِذا غَلَبَهم وعَلَاهم بالشَّتْمِ والضَّرْبِ والقَهْر.والمُغْرَنْدِي: الّذِي يَغْلِبُك ويَعْلُوك، قَالَ: قَد جَعَلَ النُّعَاسُ يَغْرَنْدِينِي أَدْفَعُه عنّي ويَسْرَنْدِيني قَالَ ابنُ جِنّي: إِن سِئَتَ جعَلْت رَوِيَّهُ النونَ، وَهُوَ الوجهُ. وإِن شِئتَ جعلتَه الياءَ، وَلَيْسَ بالوَجْهِ. وَفِي شرح شيخِنا: قَالَ علماءُ الصَّرفِ: هُوَ من بَاب اسْلَنْقَى، ومذهَبُ سِيبَوَيْهٍ أَنَّه لَا يتَعَدَّى. وخالَفه أَبو عُبَيدٍ وأَبو الفِتْحِ، وأَنشدُوا البيتَ. وَقَالَ الزُّبَيْدِيّ: هُوَ مصنوعٌ وأَثبتَه ابنُ دُرَيْدٍ وغيرُه. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: قَوْلهم: طائِرٌ مُسْتَمْلَحُ الأَغاريدِ. والغَرَّاد، ككَتّانٍ: من يَعْمَل الأَخصاصَ وحَرادِيَّ القَصَبِ. عِرَاقِيَّةٌ. وأَبو بكر أَسَدُ بن عُمَر الغَرَّاد، بغدادِيُّ رَوَى عَنْهُ السّمعانيُّ. والغَرِدُ، ككَتِف: جَبَلٌ بَين ضَرِيةَ والرَّبَذَة بشاطىءِ الجَرِيب الأَقصَى لمُحارب وفَارةَ. كَذَا فِي المعجم. وغَرْدِيانُ: قَرْيَة بِمَا وراءَ النَّهر. وغُصْنٌ غِرْيَدٌ، كحِذْيَمٍ: ناعِمٌ.
المعجم: تاج العروس

لدن

المعنى: لدن : (اللَّدْنُ: اللَّيِّنُ مِن كلِّ شيءٍ) مِن عُودٍ أَو حَبْلٍ أَو خُلُقٍ، (وَهِي بهاءٍ، ج لِدانٌ) ، بالكسْرِ، (ولُدْنٌ، بالضَّمِّ) ، وَقد (لَدُنَ، ككَرُمَ، لَدانَةً ولُدُونَةً) ، فَهُوَ لَدِنٌ. (والتَّلْدِينُ: التَّلْيِينُ) ؛) وَمِنْه خُبْزٌ مُلَدَّنٌ. (ولَدُنْ) ، بضمِّ الَّدال وسكونِ النُّونِ، (ولَدْنٌ) ، بسكونِ الَّدالِ وإلقاءِ الضَّمَّة مِنْهَا كعَضُدٍ وعَضْدٍ، وَقد قُرِىءَ: {بَلَغْتَ من  لَدُنِّي عُذْراً} . (ولَدِنٌ، ككَتِفٍ، ولُدْنٌ، بالضَّمِّ) ، بإلقاءِ ضمَّة الدالِ على اللاَّمِ، (ولَدْنِ كجَيْرِ ولَدْ كَكُمْ ولُدْ كَمُذْ ولدا كقَفاً ولُدُنْ بضمَّتَيْن) وحَكَى ابنُ خالَوَيْه فِي البديعِ: وهبْ لنا مِن لَدُنْك (ولُدُ) ، بضمِّهِما مأْخُوذَةٌ من لدن بحذْفِ النُّونِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لغَيْلانِ بنِ الحارِثِ: يَسْتَوْعِبُ النَّوْعينِ من خَرِيرِهمن لَدُ لَحْيَيْه إِلَى مُنْخُورِه (وَلَدَا) ، هَكَذَا هُوَ فِي النُّسخِ بالألِفِ والصّوابُ بالياءِ، وَهِي مُحَوَّلَةٌ، فَهِيَ إحْدَى عَشَرَةَ لُغَة، وزِيدَ لَدَنْ، محرّكةً، حُذِفَتْ ضمَّةُ الُّدالِ، فلمَّا الْتَقَى سَاكِنان فُتِحَتِ الُّدالُ؛ عَن أَبي عليَ، فَهِيَ ثنْتَا عَشَرَةَ لُغَةً. وقالَ أَبُو عليَ: نَظِير لَدُنْ ولَدَى ولَدُ، فِي اسْتِعْمالِ اللامِ تارَةً نوناً وتارَةً حَرْفَ عِلَّة، وتارَةً مَحْذوفَة، دَدَنْ ودَدَى ودَدُ. قالَ ابنُ بَرِّي: وَلم يَذْكُرْ أَبو عليَ تَحْرِيك النُّونِ بكسْرٍ وَلَا فَتْح فيمَنْ أَسْكَن الدَّال، قالَ: ويَنْبَغي أَنْ تكونَ مَكْسورَةً، قالَ: وَكَذَا حَكَاها الحَوْفيُّ، وَلم يذكرْ لُدْن الَّتِي حَكَاه أَبُو عليَ؛ كلُّ ذلِكَ (ظَرْفٌ زَمانيٌّ ومَكانِيٌّ كعِنْدَ) . (قالَ سِيْبَوَيْه: لَدُنْ جُزِمَتْ وَلم تُجْعَل كعِنْدَ لأنَّها لم تَمَكَّنْ فِي الكَلامِ تَمَكُّن عِنْدَ، واعْتَقَبَ النونُ وحرفُ العِلَّةِ على هَذِه اللَّفظةِ لاماً، كَمَا اعْتَقَبَتِ الْهَاء والواوُ فِي سَنَةٍ لاماً، وكما اعْتَقَبَتْ فِي عِضاهٍ. وقالَ أَبو إسْحاق: لَدُنْ لَا تَمَكَّنُ تَمَكُّنَ عِنْدَ لأنَّك تقولُ هَذَا القولَ عِنْدِي صوابٌ، وَلَا تقولُ هُوَ لَدُني صوابٌ، وتقولُ عنْدِي  مالٌ عَظيمٌ، والمالُ غائِبٌ عنْك، ولَدُنْ لمَا يَلِيكَ لَا غَيْر. وقالَ الزجَّاجُ فِي قوْلِهِ تَعَالَى: {قد بَلَغْتَ من لَدُنِّي عُذْراً} ، وقُرِىءَ بتَخْفيفِ النونِ، ويَجوزُ تَسْكين الدَّال، وأَجْودُها بتَشْديدِ النُّونِ، لأنَّ أَصْلَ لَدُنْ الإسْكانُ، فَإِذا أَضَفْتها إِلَى نَفْسِك زِدْتَ نوناً ليَسْلم سكونُ النونِ الأُولى؛ قَالَ: والدَّليلُ على أنَّ الأسْماءَ يَجوزُ فِيهَا حَذْفُ النونِ قَوْلهم قَدْني فِي معْنَى حَسْبي، ويَجوزُ قَدِي بحذْفِ النّونِ لأنَّ قد اسمٌ غَيْر مُتَمَكِّنٍ. وحَكَى أَبو عَمْرِو عَن أَحْمدَ بن يَحْيَى والمبرِّدِ أنَّهما قَالَا: العَرَبُ تقولُ لَدُنْ غُدْوَةٌ ولَدُنْ غُدْوَةً ولَدُنْ غُدْوَةٍ، فَمن رَفَعَ أَرادَ لَدُنْ كانتْ غُدْوةٌ، وَمن نصَبَ أَرادَ لَدُنْ كانَ الوقتُ غُدْوةً، وَمن خَفَضَ أَرادَ من عِنْد غُدْوةٍ. وقالَ ابنُ كَيْسان: لَدُنْ حرفٌ يَخْفِضُ، ورُبَّما نُصِبَ بهَا؛ قالَ: وحَكَى البَصْريُّون أَنَّها تنصبُ غُدْوةً خاصَّةً من بَين الكَلامِ؛ وأَنْشَدوا: مَا زالَ مُهْري مَزْجَرَ الكلبِ منهملَدُنْ غُدْوَةً حَتَّى دَنَتْ لغُروبِوقالَ ابنُ كَيْسان: مَنْ خَفَضَ بهَا أَجْراها مُجْرَى مِنْ وعَنْ، ومَنْ رَفَعَ أَجْراها مُجْرَى مُذْ، ومَنْ نَصَبَ جَعَلَها وَقْتاً وجَعَلَ مَا بعْدَها تَرْجمةً عَنْهَا. وقالَ الليْثُ: لَدُنْ فِي معْنَى مِن  عِنْد، تقولُ: وقَفَ الناسُ لَهُ من لَدُنْ كَذَا إِلَى المَسْجِدِ ونَحْو ذلِكَ إِذا اتَّصلَ مَا بينَ الشَّيْئَيْن، وكذلِكَ فِي الزَّمانِ مِن لَدُنْ طُلُوعِ الشمسِ إِلَى غُروبِها، أَي مِن حِين. وقالَ أَبو زيْدٍ عَن الكِلابيِّين: هَذَا مِن لَدُنِهِ، ضمُّوا الدالَ وفَتَحُوا اللامَ وكسَرُوا النونَ. وقالَ الجوْهرِيُّ: لَدُنْ الموْضِع الَّذِي هُوَ الغايَةُ، وَهُوَ ظرْفٌ غَيْر مُتَمكِّن بمنْزِلَةِ عِنْد، وَقد أَدْخلُوا عَلَيْهَا مِن وَحْدها مِن حُرُوفِ الجرِّ، قالَ تَعَالَى: {مِن لَدُنَّا} ، وجاءَتْ مُضافَةً تَخْفِضُ مَا بَعْدَها؛ قالَ: وَقد حَمَلَ حذْفُ النونِ بعضَهم إِلَى أَنْ قالَ: لَدُنْ غُدْوَةً، فنَصَبَ غُدْوَةً بالتَّنْوينِ لأنَّه توهَّم أنَّ هَذِه النونَ زائِدَةٌ تقومُ مَقامَ التَّنْوين فنَصَبَ، كَمَا تقولُ: ضارِبٌ زَيْداً، قالَ: وَلم يُعْمِلوا لَدُنْ إلاَّ فِي غُدْوَةٍ خاصَّةً. (وسُمِعَ لَدَا بمَعْنَى هَلْ) ؛) نَقَلَهُ أَبو عليَ فِي التّذْكِرَةِ عَن المُفَضَّلِ، وأَنْشَدَ: لَدَى من شبابٍ يُشْتَرى بمَشِيبِوكيفَ شَبابُ المرْءِ بعدَ دبِيبِ؟ (و) يقالُ: (طَعامٌ لَدُنٌ، بضمِّ الَّدالِ) :) أَي (غيرُ جَيِّدِ الخَبْزِ والطَّبْخِ. (واللُّدُنَّةُ، كدُجُنَّةٍ، وتُفْتَحُ الَّلامُ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ ابنُ بَرِّي، (الحاجَةُ) .) يقالُ: لي إِلَيْهِ لُدُنَّةٌ. (وتَلَدَّنَ: تَمَكَّثَ) فِي الأَمْرِ وتَلَبَّثَ؛ عَن أَبي عَمْرٍ و. (و) تَلَدَّنَ (عَلَيْهِ: تَلَكَّأَ) وَلم يَنْبَعِثْ؛ وَمِنْه حدِيثُ عائِشَةَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا: (فأَرْسَلَ إليَّ نَاقَة مُحَرَّمةً فتَلَدَّنتْ عليَّ فلَعَنْتها) .  (ولَدَّنَ ثَوْبَه تَلْدِيناً: نَدَّاهُ) . (وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: فتاةٌ لَدْنةٌ: لَيِّنَةُ المهَزَّةِ. وامْرأَةٌ لَدْنةٌ: ريَّا الشبابِ ناعِمَةٌ. ولَدَّنَه تَلْدِيناً: لَيَّنَهُ. ومِن المجازِ: لَدُنَتْ أَخْلاقُه، وَهُوَ لَدْنُ الخَلِيقَةِ ليِّنُ العَرِيكَةِ. وَمَا بهَا مُتَلدَّنٌ، بفتْحِ الدالِ المُشدَّدَةِ: أَي مَا يمكثُ فِيهِ. وتَلَدَّنَ بالمَكانِ: أَقامَ. والعِلْمُ اللِّدْني: مَا يَحْصَلُ للعَبْدِ بغيرِ واسطَةٍ بل بإلْهامٍ مِن اللَّهِ تَعَالَى. وعامِرُ بنُ لُدَيْنٍ، كزُبَيْرٍ، الأَشْعرِيُّ ت ابِعِيٌّ مَشْهورٌ.
المعجم: تاج العروس

نخر

المعنى: نخر نَخَرَ الإنسانُ والحمارُ والفرسُ يَنْخِر، بِالْكَسْرِ، ويَنْخُر، بالضمّ، نَخيراً، كأمير: مَدَّ الصوتَ والنَّفَس فِي خَياشيمه، فَهُوَ ناخِرٌ، وَمِنْه حَدِيث ابنِ عبّاس: لمّا خلقَ اللهُ إبليسَ نَخَرَ أَي صَوَّت من خَياشيمه كَأَنَّهُ نَغْمَةٌ جاءَت مُضطَربةً. والمنْخر، بِفَتْح الْمِيم وَالْخَاء، وبكسرِهما، كَسْرَ الْمِيم إتْباعٌ لكسرة الْخَاء كَمَا قَالُوا مِنْتِن، وهما نادِران، لأنّ مِفْعِلاً لَيْسَ من الْأَبْنِيَة. وَفِي التَّهْذِيب: وَيَقُولُونَ مِنْخِراً، وَكَانَ الْقيَاس مَنْخَراً وَلَكِن أَرَادوا مِنْخِيراً، وَذَلِكَ قَالُوا مِنْتِن وَالْأَصْل مِنْتين. وبضمِّهما، وكمَجْلِس ومُلْمُول: الْأنف. قَالَ غَيْلانُ بن حُرَيْث: (يَسْتَوْعِبُ البَوْعَيْنِ من جَريره  ...  مِن لَدُ لَحْيَيْه إِلَى مُنْخُورِه) هَكَذَا أنْشدهُ الجَوْهَرِيّ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ:  وصوابُ إنشادِه كَمَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ: إِلَى مُنْحوره، بِالْحَاء، والمُنْحور هُوَ النَّحْر، وصفَ الشاعرُ فَرَسَاً بِطولِ العُنُقِ فَجَعَله يَسْتَوعِبُ من حَبْلِه مِقدارَ باعَيْنِ من لَحْيَيْه إِلَى نَحْرِه، هَكَذَا فِي اللِّسَان هُنَا، وَأورد الصَّاغانِيّ هَذَا الْبَحْث فِي نحر. فِي الحَدِيث: أنّه أخذَ بنُخْرَةِ الصبيّ نُخْرَة. الْأنف بالضمّ: مُقَدّمَتُه، وَهِي رَأسه أَو خَرْقُه، أَو مَا بينَ المَنْخَرَيْن، أَو أَرْنَبته، يكون للْإنْسَان والشاءِ والناقة والفرَس وَالْحمار. وَيُقَال: النُّخْرَة. الْأنف نَفْسُه. وَمِنْه قَوْلُهم: هَشَمَ نُخْرَتَه. منَ المَجاز: النُّخْرَة من الرِّيح: شِدَّةُ هُبوبِها، وعَصْفُها. ونَخَرَ الحالِبُ النَّاقة، كَمَنَع: أَدْخَلَ يَدَهُ فِي مَنْخَرِها ودَلَكَه، أَو ضربَ أَنْفَها لِتَدِرَّ. وناقةٌ نَخورٌ كصَبور: لَا تَدِرُّ إلاَّ على ذَلِك. وَقَالَ اللَّيْث: النَّخُور: الناقةُ الَّتِي يَهْلِك ولدُها فَلَا تَدِرُّ حَتَّى تُنَخَّر تَنْخِيراً. والتَّنْخير: أَن يَدْلُكَ حالبُها مُنْخُرَيْها بإبْهامَيْه وَهِي مُناخة فتثورَ دارَّةً. وَفِي الصِّحَاح: النَّخور من النُّوق: الَّتِي لَا تَدِرّ حَتَّى تَضْرَب أَنْفَها، وَيُقَال: حَتَّى تُدخِل إصبَعَك فِي أَنْفِها. والنَّخِرُ، ككَتِف، والناخِر: الْبَالِي المُتَفَتِّت، يُقَال: عَظْمٌ نَخِرٌ وناخِرٌ، وَقد نَخِرَ، كفَرِح، وَكَذَلِكَ الخَشَبة، وَقد نَخِرَت، إِذا بَلِيَتْ واسْتَرْخَت، تَتَفَتَّت إِذا مُسَّتْ، أَو النَّخِرَةُ من العِظام: البالِيَة، والناخِرةُ: الَّتِي فِيهَا بَقِيَّة. وَقيل: هِيَ المُجَوَّفة الَّتِي فِيهَا ثُقْبَةٌ يجيءُ مِنْهَا عندَ هُبوب الرِّيح صوتٌ كالنَّخير. وقولُه تَعَالَى: أَئِذا كُنّا عِظاماً نَخِرَة وقُرئ: ناخِرة. قَالَ الفَرَّاء: وناخِرةٌ أَجْوَدُ الوَجْهَيْن، لأنّ الْآيَات بِالْألف، أَلا ترى أنّ ناخِرة مَعَ الحافِرة والسَّاهِرة أشبه بمَجيءِ التَّأْويل. قَالَ:  والنَّاخِرة والنَّخِرَة سَواءٌ فِي الْمَعْنى بمنزلِةِ الطامِعِ والطَّمِع. نَخْيَرٌ ونَخَّار، كزُبَيْر وشَدَّاد: اسْمان. والنِّخْوار، بِالْكَسْرِ: الشَّريف وَقيل: المُتَكَبِّر. قَالَ رؤبة: (وبالدَّواهي نُسكِتُ النَّخاوِرا  ...  فاجْلُبْ إِلَيْنَا مُفْحَماً أَو شَاعِرًا) وَبِه فسَّر أَبُو نصر قولَ عديِّ بن زيد: (بعدَ بَني تُبَّعٍ نَخاوِرَةٌ  ...  قد اطْمَأَنَّت بهمْ مَرازِبُها) قيل: الجَبَان، وَقيل الضَّعيف، وَفِي الأَخيرَين مَجازٌ، وَقد نقلهما الصَّاغانِيّ، ج نَخاوِرَةٌ كجِلْوازٍ وجَلاوِزَةٍ.) والنَّخْوَرِيُّ، بِالْفَتْح: الواسِع الفمِ والجَوْف، نَقله الصَّاغانِيّ. قيل: النَّخْوَرِيُّ: الواسعُ الإحْليل، كَذَا فِي اللِّسَان. والنّاخِر: الخِنْزيرُ الضاري، ج نَخُرٌ، بضمَّتين، قَالَه أَبُو عَمْرو. منَ المَجاز: مَا بِها ناخِر، أَي أحد، حَكَاهُ يَعْقُوب عَن الباهليّ. يُقَال: امرأةٌ مِنْخارٌ، وَهِي الَّتِي تَنْخِرُ عِنْد الجِماع كأنّها مَجْنُونة، وَقد نَخَرَت تَنْخَر، كَمَنَع وَمن الرِّجال: من يَنْخِرُ عِنْد الجِماع حَتَّى يُسمَع نَخِيرُه. والتَّنْخير: التَّكْليم، وَقد جَاءَ فِي حَدِيث النَّجاشيّ: لما دخلَ عَلَيْهِ عَمْرُوٌ والوفدُ مَعَه قَالَ لَهُم: نَخِّروا أَي تكلَّموا. قَالَ ابنُ الْأَثِير: كَذَا فُسّر فِي الحَدِيث. قَالَ: ولعلّه إِن كَانَ عربيّاً مأخوذٌ من النَّخير: الصَّوْت ويروى بِالْجِيم، وَقد تقدّم. والمَنْخَر، كمَقْعَد. هَكَذَا سِياقُ ضَبْطِه، والصوابُ أنّه بِكَسْر الميمِ  والخاءِ كَمَا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ مجوّداً وياقوتٌ فِي مُعجَمِه. وَكَانَ المٌ ناسبُ من المُصنِّف ضَبْطُه، هَضْبَةٌ لبَني رَبيعةَ بنِ عبد الله بن أبي بكر بن كِلاب. والمُنْتَخِر، كمُنْتَظِر، أَي على صِيغةِ اسمِ الْمَفْعُول، وَالَّذِي فِي التَّكْمِلة بِكَسْر الْخَاء، هَكَذَا هُوَ مضبوط مجوّداً: ع قُربَ الْمَدِينَة، على لَيْلَة مِنْهَا، بناحيةِ فَرْشِ مالِك، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وَصَوَابه فَرْش مَلَلٍ، بلامَيْن، كَذَا هُوَ فِي التكملة على الصَّوَاب، وَمثله فِي مُعْجم ياقوت، وَقَالَ: هُوَ من مَكَّة على سبع، وَمن الْمَدِينَة على لَيْلَة، وَهُوَ إِلَى جَانب مَثْغَر. وكشَدَّاد: النَّخَّارُ بنُ أَوْسِ بن أُبَيْرٍ القُضاعيّ، أَنْسَبُ الْعَرَب، وَهُوَ من وَلدِ سعدِ هُذَيْم، وَذكر ابْن مَاكُولَا النَّخَّار بن أُنَيْس وَقَالَ فِيهِ: كَانَ أنسب الْعَرَب وأنّه من ولد سعد هُذَيْم، قَالَ الْحَافِظ وَهُوَ تَصْحِيف، وذكرَ الصَّاغانِيّ والحافظ أنّه دخلَ على معاويةَ فازْدَراه وَكَانَ عَلَيْهِ عَباءَة فَقَالَ: إِن العباءَةَ لَا تُكَلِّمك. والعَدَّاءُ بن النَّخَّار: صاحبُ طلائعِ بني القَيْنِ يومَ بالِغَةَ جاهليّ. وبالِغَة بالعَيْن والغَيْن. وَإِبْرَاهِيم بنُ الحَجَّاج بن نَخْرَة الصَّنْعانيّ، هُوَ بِالْفَتْح ويُضمّ، الْأَخير هُوَ الْمَشْهُور عِنْد المُحدِّثين وَالْفَتْح ذكره الصَّاغانِيّ، مُحدِّث. روى عَنهُ أَبُو عِيسَى الرَّمْليّ. قَالَ الْحَافِظ: كَذَا سمَّى الدَّارَقُطْنيّ وَمَنْ تَبِعَه أَبَاهُ، ووقعَ فِي الضُّعَفاء لِابْنِ حِبَّان: إِبْرَاهِيم بن إِسْحَاق بن نَخْرَة، وَأورد لَهُ من رِوَايَته عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الطَّبريّ، عَن عبد الله بن نَافِع، حَدِيثا مَوْضُوعا. وَكَذَا أوردهُ الدَّارَقُطْنيّ فِي غرائبِ مالِك: ويُستفاد من كلامِ الخطيبِ أنّ نَخْرَة لقب، واسمُه يوسُف. انْتهى.  ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: النُّخَرَة، كهُمَزَة: مُقدَّم أَنْفِ الفرَس وَالْحمار وَالْخِنْزِير، لغةٌ فِي النُّخْرَة، بالضمّ، كَذَا فِي اللِّسَان. والنَّاخِرَة: الخَيْل، يُقَال للْوَاحِد ناخِرٌ، وَبِه فُسِّر الحَدِيث: ركبَ عَمْرُو بن الْعَاصِ على بَغْلَةٍ شَمطَ وَجْهُها هَرَمَاً فَقيل لَهُ: أَتَرْكبُ بَغْلَةً وَأَنت على أَكْرَمِ ناخِرَةٍ بِمصْر وَيُقَال: النَّاخِرَة: الحَمير، للصوت الَّذِي يخرج من أنوفِها. وأهلُ مصرَ يُكثِرون رُكوبَها أكثرَ من ركُوب البِغال. وَقيل: النَّاخِر: الْحمار. قَالَ الفَرَّاء: هُوَ النَّاخِر والشَّاخر، نخيرُه من أَنْفِه، وشَخيرُه من حَلْقِه. وَفِي الحَدِيث أَيْضا: فَتَنَاخَرَتْ بَطارِقَتُه أَي تَكَلَّمت وكأنّه كلامٌ مَعَ غضبٍ ونُفور. والنُّخَر، كزُفَر: اسمُ مَوضِع، ذكره ابْن دُرَيْد فِي الحُسْبان.
المعجم: تاج العروس

نحر

المعنى: نحر نَحْرُ الصَّدْرِ: أعْلاه. وَقيل: النَّحْر: هُوَ الصَّدْر بنَفْسِه، كالمنْحور، بالضمّ، قَالَ غَيْلان: (يَسْتَوْعِبُ البُوعَيْنِ من جَريرِهِ  ...  من لَدُ لَحْيَيْهِ إِلَى مُنْحُورِهِ) قَالَ الصَّاغانِيّ: ويُروى: حُنْجُوره، ويروى مُنْخُوره، بِالْخَاءِ مُعجَمَةً. أَو النَّحْر: مَوْضِعُ القِلادةِ من الصَّدر، وَهُوَ المَنْحَر، مُذَكَّر لَا غير، صَرَّح بِهِ اللَّحْيانيّ، ج نُحور، لَا يُكَسَّر على غيرِ ذَلِك. نَحَرَه، يَنْحَره، كَمَنَعه، نَحْرَاً بِالْفَتْح، وتِنْحاراً بِالْكَسْرِ: أصابَ نَحْرَه. ونَحَرَ البَعيرَ يَنْحَرُه نَحْرَاً: طَعَنَه فِي مَنْحَره حَيْثُ يَبْدُو الحُلْقوم من أَعلَى الصَّدْر. وَجَمَلٌ نحيرٌ، كأمير، من جِمالٍ نَحْرَى، كَسَكْرى، ونُحَراء، بالضمّ مَمْدُوداً، ونَحائر، وناقةٌ نَحيرٌ ونَحيرةٌ من أَنْيُقٍ نَحْرَى ونُحَراء ونَحائر. ويومُ النَّحْر: عاشِرُ ذِي الحِجَّة الحَرام يَوْم الأضْحى، لأنّ البُدْنَ تُنحَر فِيهِ. يُقَال: انْتَحَر الرجلُ، إِذا نَحَرَ، أَي قتلَ نَفْسَه. وَفِي مَثل: سُرِقَ السارقُ فانْتَحَر. وَهُوَ مَجاز. منَ المَجاز: انْتَحَر القومُ على الأمرِ، إِذا تَشاحُّوا عَلَيْهِ وَحَرَصوا فكادَ بَعْضُهم يَنْحَرُ بَعْضَاً، أَي يَقْتُل، كَتَنَاحروا. وَيُقَال: تَناحَروا فِي القِتالِ كَذَلِك، وَلكنه مُستَعمَل فِي حَقِيقَته. والناحِرَتان: عِرْقان فِي اللَّحْيِ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ. وَفِي اللِّسَان، فِي النَّحْر، كالنَّاحِران، وَفِي بعضِ النّسخ: كالنَّاحِرَيْن، وَفِي الصّحاح: عِرْقان فِي صَدْرِ الفَرَس. فِي المُحكَم: النَّاحِرَتان: ضِلْعان من أضْلاعِ الزَّوْر، أَو هما الواهِنَتان. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الناَّحِرَتان: التَّرْقُوَتان من الإبلِ والناسِ وَغَيرهم. وَقَالَ أَبُو زَيْد: الجَوانِحُ: أَدْنَى الضُّلوع من المَنْحَر، وفيهِنّ الناحِرات، وَهِي ثلاثٌ من كلِّ جَانب، ثمَّ الدَّأَيات، وَهِي ثلاثٌ من كلِّ شِقٍّ، ثمَّ يبْقى بعدَ ذَلِك سِتٌّ من كلِّ جَانب مُتَّصِلاتٌ بالشَّراسيف لَا يُسمُّونَها إلاَّ الأَضْلاع، ثمَّ ضِلَعُ الخَلْف وَهِي أواخرُ الضُّلوع. منَ المَجاز: جاءَ فِي نَحْرِ النهارِ ونَحْرِ الشَّهْرِ، أَي أولِه، وَكَذَلِكَ نَحْر الظهيرة، كالناحِرة، وَفِي حَدِيث الْإِفْك: حَتَّى أَتَيْنا الجيشَ فِي نَحْرِ الظَّهيرة، وَهُوَ حينَ تَبْلُغ الشمسُ مُنتهاها من الِارْتفَاع، كَأَنَّهَا وصلتْ إِلَى النَّحْر، ج نُحور. والنَّحيرة كسَفينة: أوّلُ يومٍ من الشَّهْر أَو آخِره، لأنّه يَنْحَر الَّذِي يَدْخُل بَعْدَه. وَقيل: لأنّها تَنْحَر الَّتِي قَبْلَها، أَي تَسْتَقْبِلُها فِي نَحْرِها. وَفِي الحَدِيث: أنّه خرجَ وَقد بَكَّروا بصلاةِ الْأَضْحَى فَقَالَ: نَحَروها نَحَرَهُم الله أَي صَلُّوها فِي أوّل وَقْتِها، من نَحْرِ الشهرِ وَهُوَ أوّلُه. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: وقولُه: نَحَرَهم الله، يحْتَمل أَن يكون دُعاءً لَهُم أَي بَكَّرَهم الله بِالْخَيرِ كَمَا بَكَّروا بِالصَّلَاةِ فِي أوّل وَقْتِها، ويُحتمل أَن يكون دُعَاء عَلَيْهِم بالنَّحْر والذَّبْح لأنّهم غَيَّروا وَقْتَها. أَو النَّحِيرة: آخِرُ ليلةٍ مِنْهُ مَعَ يَوْمِها، لأنّها تَنْحَر ُ الَّذِي يَدْخُل بَعْدَها، أَي تصير فِي نَحْرِه، فَهِيَ ناحِرةٌ، فَعِيلَة بِمَعْنى فاعِلة، قَالَ ابنُ أحمرَ الباهليُّ: (ثمَّ اسْتَمَرَّ عليهِ واكِفٌ هَمِعٌ  ...  فِي ليلةٍ نَحَرَتْ شَعْبَانَ أَو رَجَبَا) قَالَ الأَزْهَرِيّ: مَعْنَاهُ أَنه يَسْتَقبِل أوّل الشَّهْر، وَيُقَال لَهُ ناحِر، كالنَّحير، وَبِه فسِّر مَا أنْشدهُ ثَعْلَب:) (مَرْفُوعةٌ مِثلُ نَوْءِ السِّمَا  ...  كِ وافَقَ غُرَّةَ شَهْرٍ نَحِيرا) وَقَالَ ابنُ سِيدَه: أُرى نَحيراً فَعيلاً بِمَعْنى مَفْعُول، ج ناحِراتٌ ونَواحِر، نادِران. قَالَ الكُمَيْت يَصِف فِعْلَ الأَمْطار بالدِّيار: (والغَيْثُ بالمُتَأَلِّقا  ...  تِ منَ الأَهِلَّةِ فِي النَّواحِرْ) منَ المَجاز: الدَّارانِ تَتَنَاحَران، أَي تَتَقَابَلان، يُقَال: مَنازلُ بني فلانٍ تَتَنَاحَر، أَي تَتَقَابَل. وَقَالَ الفَرَّاءُ: سمعتُ بعضَ العربِ يَقُول: مَنازلُهم تَتَنَاحَرُ، هَذَا بنَحْرِ هَذَا: أَي قُبالَتُه، قَالَ: وأنشدني بعضُ بني أَسد: (أَبَا حَكَمٍ هَل أنتَ عَمُّ مُجالِدٍ  ...  وسَيِّدُ أَهْلِ الأَبْطَحِ المُتَناحِرِ) وَنَحَرَت الدارُ الدارَ، كَمَنَع: استَقْبَلَتْها، فَهِيَ تَنْحَرها، وَكَذَلِكَ ناحَرَتْ، وَهُوَ مَجاز. نَحَرَ الرجلُ فِي الصَّلَاة: انْتَصَبَ ونَهَدَ صَدْرُه، وَبِه فَسَّر بعضٌ قَوْلُهُ تَعالى: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ أَو نَحَرَ الرجلُ فِي الصَّلاةِ، إِذا وضعَ يَمينَه على شِمالِه، وَبِه فُسِّرت الآيَة. قَالَ ابنُ سِيدَه: وأُراها لُغَة شَرْعِيَّة، وَقيل مَعْنَاهَا: وانْحرِ البُدْنَ، وَقَالَ طائفةٌ: أُمِرَ بنَحرِ النُّسُك بعد الصلاةِ. قَالَ فِي البَصائر: فَفِيهِ تحريضٌ على فَضْل هذَيْن الرُّكْنَيْن، وفِعلِهما، فإنّه لَا بدّ من تَعاطيهما فإنّه واجبٌ فِي كلِّ مِلَّة. وَقيل أُمِر بوضعِ اليدِ على النَّحْرِ. قلتُ: وَقَالَ ابنُ القَطَّاع: نَحَرَ الرجلُ: قامَ فِي الصَّلَاة فرفعَ يَدَيْه عِنْد ذَلِك. أَو نَحَرَ: انْتَصَبَ بنَحرِه إزاءَ القِبْلَة وَلم يَلْتَفِت يَميناً وَلَا شِمالاً. وَقَالَ الفَرَّاءُ فِي معنى الْآيَة: أَي استَقْبِلْ القِبْلَةَ بنَحْرِك. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: النَّحْر: انتِصابُ الرجلِ فِي الصَّلَاة بِإِزَاءِ المِحْراب. وَقَالَ فِي البَصائر: وَقيل: فِيهِ حَثٌّ على قَتْلِ النَّفْس بقَمعِ الشَّهوة وكفِّ النَّفسِ عَن هَواهَا. فحاصِلُ مَا ذُكِر من الْأَقْوَال سَبْعَةٌ، وَزَاد الصَّاغانِيّ فَقَالَ عَن قوم: وانْحَر، أَي استقبِلْ نَحْرَ النَّهَار، أَي أوّله. فصارتْ الأقوالُ ثَمَانِيَة. منَ المَجاز: النِّحْرُ والنِّحْرير، بكسرِهما: الحاذِقُ الماهِرُ العاقِلُ المُجرِّب، وَقيل: النِّحْرير: الرجلُ الطَّبِن المُتقِن الفَطِن البَصيرُ بكلّ شيءٍ، مأخوذٌ من قَوْلهم: نَحَرَ الأمورَ عِلماً، أَي لأنّه يَنْحَرُ العلمَ نَحْرَاً، وَالْجمع النَّحارير، وسُئلَ جَريرٌ عَن شُعراءِ الْإِسْلَام قَالَ: نَبْعَةُ الشِّعْرِ للفرَزْدَق. قيل: فَمَا تركتَ لنفْسك قَالَ: أَنا نَحَرْتُ الشِّعرَ نَحْرَاً. قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ. وبَرَقَ نَحْرُه: لقبُ رجلٍ، كتأَبَّطَ شرَّاً، وذَرَّى حَبَّاً، وغيرِهما. منَ المَجاز: مُنْتَحَرُ الطَّرِيق: سَنَنُه الواسِعُ البَيِّن. من كَلَام الْعَرَب: إِنَّه لمِنْحارٌ بَوائِكُها، أَي يَنْحَرُ سِمَانَ الْإِبِل، وَهُوَ للمُبالَغة، يُوصَف بالجُود. والمَنْحَر: المَوْضِع الَّذِي يُنحَر فِيهِ الهَدْيُ وغيرُه، وَالْجمع المَناحِر. ومسجِدُ النَّحْرِ معروفٌ بمِنىً، وَكَذَلِكَ المَنْحَر بهَا. منَ المَجاز: تَناحَروا عَن الطَّرِيق: عدَلوا عَنهُ، كَذَا فِي الأساس. يُقَال: لَقِيتُه صَحْرَةً بَحْرَةً نَحْرَةً، مُنَوَّنات، أَي عِياناً، نَقله الصَّاغانِيّ، وَقد سبق ذِكرُ كلٍّ من صَحْرَة وبَحْرَة فِي محلّهما. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: النَّحيرَةُ: المَنْحُورة. والناحِر: أوّل الشَّهْر. وَنَحَر الصلاةَ: صَلاَّها فِي أوّل وَقْتِها. ونَحائرُ الشهرِ: مُقابِلاتُها. ورجلٌ مِنْحارٌ، بِالْكَسْرِ: جَوَاد. والمَنْحور: المُستَقبَل، وَبِه) فُسِّر قولُ الشَّاعِر: (أَوْرَدْتُهُمْ وصُدورُ العِيسِ مُسْنَفَةٌ  ...  والصُّبْحُ بالكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ مَنْحُورُ) وَقَالَ عديُّ بن زَيْد يَصِف الغَيْث: (مَرِحٌ وَبْلُهُ يَسُحُّ سُيوبَ ال  ...  ماءِ سَحَّاً كأنّه مَنْحُورُ) أَي مَذْبُوح. وَيُقَال للسّحاب إِذا انْعَقَّ بماءٍ كثيرٍ: قد انْتَحَرَ انتِحاراً، قَالَ الرَّاعِي: (فمَرَّ على مَنازِلِها فَأَلْقى  ...  بهَا الأَثْقالَ فانْتَحَرَ انْتِحارا) وَهُوَ مجَاز. ودائِرَةُ الناحِر: تكون فِي الجِرَان إِلَى أسفلَ من ذَلِك. وقعدَ فلانٌ فِي نَحْرِ فلَان: قابَلَه. ونَحَرْتُه نَحْرَاً: قابَلْتُه. وتَناحَروا على الطَّرِيق وغيرِه، إِذا تَتابعوا عَلَيْهِ. وَهُوَ مَجاز. والنَّحَّارية: قَرْيَة بِمصْر من أَعمال الغَرْبِيّة. ونَحيزةُ الرجل. كسَفينة: طَبيعته. والنَّحيزةُ أَيْضا: طُرَّةٌ تُنسَج  ثمَّ تُخاط على الفساطيط شبه الشُّقَّة. والنَّحيزة: العَرْقَة، وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: النّحيزة: طريقةٌ سوداءُ كأنّها خطٌّ مُستَوِيَة مَعَ الأَرْض خَشِنَة لَا يكون عَرْضُها ذِراعَيْن وإنّما هِيَ عَلامَة فِي الأَرْض من حِجَارَة أَو طين أَسْوَد. وَقَالَ الأصمعيّ: النَّحيزة: الطريقُ بعَيْنِه شُبِّه بخطوط الثَّوْب، وَقَالَ أَبُو زَيْد: النَّحيزة من الشَّعر يكون عَرْضُها شِبراً تُعلّق على الهَوْدَج يُزَيّنونه بهَا. وَرُبمَا رقَموها بالعِهْن. وَقَالَ أَبُو عَمْرُو: النَّحيزة: النَّسيجةُ شِبه الحِزام يكون على الفساطيطِ الَّتِي تكون على الْبيُوت تُنسَج وَحْدَها وكأنّ النّحائزَ من الطُّرُق مشَبّهة بهَا. وَقَالَ أَبُو خَيْرَة: النَّحيزة: الجبلُ المُنْقاد فِي الأَرْض، والأصلُ فِي جَمِيع مَا ذُكر واحدٌ، وَهُوَ الطَّرِيقَة المُسْتدقّة. والنَّحيزة: وادٍ فِي ديار غَطَفَان، عَن أبي مُوسَى.
المعجم: تاج العروس