المعجم العربي الجامع
نَهَمَ
المعنى: الأسَدُ والفيلُ ـِ نَهِيماً: صوّت. ويقال: نهمت القِدْرُ: غَلَى ماؤها فصوّتت. وـ فلانٌ: زَحَر. وـ الدّابّةَ ـَِ نَهْماً، ونهيماً: زجرها بصوت لتجِدّ في سيرها.؛(نَهِمَ) في الشيء ـَ نَهَماً، ونَهَامَة: أفرط الشَّهْوَة أو الرَّغبة فيه. يقال: نهِم في الطَّعام، ونهِمَ في العِلْم. فهو نهِم، ونَهِيم.؛(نُهِم) بالشيء: أولع به. فهو منهوم.؛(المِنْهَام): الدّابّة تطيع على الزّجر. (ج) مَنَاهِيم.؛(المَنْهَمَة): الدَّيْر، أو مجتمع الرهبان.؛(المَنْهُوم): المُولَع بالشيء. وـ الرّغيب الذي يمتلئ بطنه ولا تنتهي نفسه.؛(النُّهَام): الحدّاد. وـ النّجّار. وـ البوم. وـ الرّاهب في الدّير. (ج) نُهُم.؛(النُّهَامِيّ): صاحب الدّير.؛(النَّهْمَة): الحاجة. وـ الشَّهوة في الشيء. يقال: له في الأمر نهمة، وقضى منه نهمته.؛(النَّهّام): الطريق السهل.
المعجم: الوسيط النهم
المعنى: ـ النَّهَمُ، محرَّكةً، ـ والنَّهامَةُ، كسَحابَةٍ: إفْراطُ الشَّهْوَةِ في الطعامِ، وأن لا تَمْتَلِئ عَيْنُ الآكِلِ ولا يَشْبَعَ، نَهِمَ، كفَرِحَ، وعُنِيَ، فَهو نَهِمٌ ونَهِيمٌ ومَنْهُومٌ. ـ والنَّهْمَةُ: الحاجةُ، وبُلوغُ الهِمَّةِ والشهوةِ في الشيء. ـ وهو منْهومٌ، بكذا: مُولَعٌ به، ـ وقد نَهِمَ، كفَرِحَ. ـ ونَهَمَ، كضَرَبَ: نَحَمَ. ـ والنَّهْمُ والنَّهِيمُ: صَوْتٌ، وتَوَعُّدٌ، وزَجْرٌ، وقد نَهَمَ يَنْهِمُ. ـ ونَهْمَةُ الأَسَدِ والرجلِ: نَأْمَتُهُ. ـ ونَهَمَ إبلَهُ، كَمَنَعَ وضَرَبَ، نَهْماً ونَهِيماً ونَهْمَةً: زَجَرَها بصَوْتٍ. ـ وناقَةٌ مِنْهامٌ: تُطيعُ على الزَّجْرِ ـ ج: مَناهيمُ. ـ والنَّهامُ والنَّهامِيُّ، منْسوباً مُثَلَّثَيْنِ: الحَدَّادُ، والنَّجَّارُ. ـ والمَنْهَمَةُ: موضِعُ النَّجْرِ. ـ أو النِّهامِيُّ، بالكسر: صاحِبُ الدَّيْرِ، ويُضَمُّ، والطريقُ السَّهْلُ. ـ ونِهْمٌ، بالكسر: ابنُ ربيعةَ، أبو بَطْنٍ، وبالضم: شَيْطَانٌ، أو صَنَمٌ لمُزَيْنَةَ، ـ وبه سَمَّوْا عَبدَ نُهْمٍ. وكزُفَرَ: ابنُ عبدِ اللهِ بنِ كعبِ بنِ رَبيعَةَ بنِ عامِرِ بن صَعْصَعَةَ. وكغُرابٍ: طائِرٌ، أو البومُ، والراهِبُ في الدَّيْرِ. وكشدَّادٍ: الأَسَدُ، ـ كالنَّهَّامَةِ، واللَّقَمُ الواضِحُ. ـ والنَّهْمُ: الحَذْفُ بالحَصا وغيره. ـ وناهَمَه: أخذَ معه في النَّهيمِ.
المعجم: القاموس المحيط نهـم
المعنى: نهـم (النَّهُمُ، مُحَرَّكَةً)) وَعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، زَادَ ابْنُ سِيدهْ: (والنَّهَامَةُ، كَسَحَابَةٍ: إِفْرَاطُ الشَّهْوَةِ فِي الطَّعَامِ) ، زَادَ ابُنُ سِيدَهْ: (وأَنْ لاَ تَمْتَلِئَ عَيْنُ الآكِلِ، وَلاَ تَشْبَعَ) ، وَقَدْ (نَهِمَ) فِيهِ، (كَفَرِحَ) يَنْهَمُ نَهَماً، وَعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، زَادَ غَيْرُهُ: (و) مِثْلُ (عُنِيَ، فَهُوَ نَهِمٌ) ، كَكَتِفٍ، (ونَهِيمٌ، ومَنْهُومٌ) وَفيهِ لَفٌّ وَنَشْرٌ مَرَتَّبٌ، وَقِيلَ: المَنْهُومُ: الرَّغِيبُ الَّذِي يَمْتَلِئُ بَطْنُهُ، وَلاَ تَنْتَهي نَفْسُهُ. (وَالنَّهْمَةُ: الحَاجَةُ، و) قِيلَ (بُلُوغُ الهِمَّةِ، والشَّهْوَةِ فِي الشَّيءِْ) ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: ((إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نُهْمَتُهُ، مِنْ سَفَرِه، فَلْيُعَجٍّ لْ إِلَى أَهْلِهِ)) ، (وَهُوَ مَنْهُومٌ بِكّذَا: مُولعٌ بِهِ) ، وَمِنْهُ الحَدِيثُ: ((مَنْهُومَانِ لاَ يِشْبَعَان، طَالِبُ عِلْمٍ، وَطَالِبُ دُنُيَا)) ، (وقَدْ نَهِمُ، كَفَرِحَ) ، وفِي الصِّحاح: وقَدْ نَهِمَ لِكَذَا، فَهُوَ مَنْهُومٌ، أَيْ: مُولَعٌ بِهِ، وَفِي المُحُكْمِ: وَأَنْكَرَهَاَ بَعْضُهُم. (ونَهَمَ، كَضَرَبَ) : لَغَةٌ فِي (نَحَمَ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، أَيْ: زَحَرَ. (والنَّهْمُ، والنَّهِيمُ: صَوْتٌ) كَأَنَّهُ زَحِيرٌ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: هَوَ شِبْهُ الأَنِينِ، وأَنْشَدَ: (مَالَكَ لَا تَنْهِمُ يَا فَلاَحُ ... ) (إِنَّ النَّهِيم لِلسُّقَاةِ رَاحُ ... ) (و) أَيْضاً (تَوَعُّدٌ، وَزَجْرٌ، وَقَدْ نَهَمَ يَنْهِمُ) مِنْ حَدِّ ضَرَبَ. (وَنَهْمَةُ الأَسَدِ وَالرَّجُلِ: نَأْمَتُهُ) ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَهْمَةُ الأَسَدِ: بَدَلٌ مِنْ نَأْمَتِهِ. (ونَهَمَ إِبَلَهُ، كَمَنَعَ، وَضَرَبَ) ، وَاقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ عَلَى الأُولَى، (نَهْماً، ونَهِيماً، وَنَهْمَةً) ، الأَخِيرَةٌ عَن سِيبَوَيْهِ: (زَجَرَهَا بَصَوْتٍ) لِتَمْضِيَ فِي سَيْرِهَا. (ونَاقَةٌ مِنْهَامٌ: تُطِيعُ عَلَى) النَّهْمِ، أَي (الزَّجْرِ، ج مَناهيم) ، وَأنْشد الْجَوْهَرِي: (أَلا انْهِماها، إنَّها مَناهيمْ ... ) (وإنَّها مَناجِدٌ مَتاهيمْ ... ) (وإنَّما يَنْهِمُها الْقَوْم الهيمْ ... ) (والنَّهامُ، والنَّهامِيُّ، مَنْسُوبا، مُثَلَّثَيْنِ) ، الْفَتْح عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَقد اقْتصر الْجَوْهَرِي على الْأَخِيرَة، وَقَالَ: هُوَ (الحَدَّادُ) ، وَمِنْه قَوْله: (نَفْخُ النُّهامِيِّ بالكِيرَيْنِ فِي اللَّهَبِ ... ) وَأنْشد ابْن بَرِّيٍّ للأعشى: (سَأَدْفَعُ عَن أعْراضِكُمْ وأُعيرُكُمْ ... لِسانًا كمِقْراضِ النُّهامِيُّ مِلْحَبا) (و) قيل: النُّهامِيُّ: (النَّجَّارُ، والمَنْهَمَةُ: مَوضِع النَّجْرِ، أَو النِّهامِيُّ، بِالْكَسْرِ: صَاحب الدَّيْرِ) ، وَهُوَ الرَّاهِبُ، لِأَنَّهُ يَنْهِمُ، أَي: يَدْعُو، (ويُضَمُّ) . (و) النِّهامِيُّ: (الطَّرِيق السَّهْل) . وَقَالَ ابْن شُميل: الطَّريقُ المَهْيَعُ الجَدَدُ. (ونِهْمٌ، بِالْكَسْرِ) ، ابْن عَمْرو (بن ربيعةَ) بن مَالك بن مُعَاوِيَة بن صَعْبِ ابْن دومانَ بن بَكيلٍ: (أَبُو بَطْنٍ) مِنْ هَمْدانَ، مِنْهُم: عَمْرو بن بَرَّاقَةَ النِّهْمِيِّ، بَرَّاقَةُ: أمه، وَأَبوهُ مُنَبِّه بن زيد بن شهر بن نِهْمٍ، وَكَانَ مُنَبِّهٌ فَارِسًا شَاعِرًا، وحفيده: عَمْرو بن الْحَارِث بن عَمْرو كَانَ مُعَمَّرًا، وروى عَن الحُسين ابْن عَليّ، ذكره الهمْدانِيُّ. قلت: وَمِنْهُم بقِيَّةٌ الْيَوْم بِصَنْعَاء الْيمن. (و) نُهْمٌ (بِالضَّمِّ: شَيْطانٌ) ، يُقَال: وَفَدَ على النَّبِي ، حيٌّ من العَرَب، فَقَالَ: ((بَنو من أَنْتُم؟ فَقَالُوا بَنو نُهْمٍ، فَقَالَ: نُهْمٌ: شيطانٌ، أَنْتُم بَنو عبد الله)) . (أَو صنم لمُزَيْنَةَ، وَبِه سمَّوْا: عبْدَ نُهْمٍ) ، وَهُوَ عبدُ نُهْمِ بن شَجْبِ بن مُرَّة فِي قُضاعَةَ، من ولد قَيْسِ بن رِفاعة بن عَبْدِ نُهْمٍ، الشَّاعِر. وَفِي بَجيلَةَ: عبدُ نُهْمِ بن مالكٍ، قَبيلَة أُخْرَى. (وكَزُفَرَ نُهَمُ (بنُ عُبْدِ الله بن كَعْبِ ابْنِ رَبِيعَةَ بنِ عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ) ، بَطْنٌ مِنْ بَنِي عَامرٍ، عَن ابْنِ حَبِيبَ. (و) النُّهَامُ، (كَغُرَابٍ: طَائِرٌ) شِبْهُ الهَامِ، وَفِي الصِّحاحِ: النُّهَامُ، فِي شِعْرِ الطِّرِمَّاحِ: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيْرِ، قُلْتُ: وَهُوَ قَوْلُهُ: (تَبِيتُ إِذَا مَا دَعَاهَا النُّهَامُ ... تَجِدُّ وَتَحْسَبُهَا مَازِحَه) وَفِي شِعْره أَيضْاً: (فَتَلاَفَتْهُ فَلاَثَتْ بِهِ ... لَعْوَةٌ تضْبَحُ ضَبْحَ النُّهَامْ) (أَوِ البُومُ) الذَّكَرُ، عَنْ أَبِي سِعيدٍ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّىٍّ لِعَدِيِّ بنِ زَيْدٍ: وَيُؤْنس فِيهَا صَوت النهام إِذا (جَاوَبَها بالعَشِيِّ قَاصِبُها) والجَمُعُ: نُهُمٌ. (و) النُّهَامُ: (الرَّاهِبُ فِي الدَّبْرِ) . (و) النَّهَّامُ، (كَشَدَّادٍ: الأَسَدُ) ، لِنَهِيمِهِ، (كَالنَّهَّامَةِ، كَعَلاَّمَةٍ. (و) النَّهَّامُ: (اللَّقَمُ الوَاضِحُ) ، أَيْ: الطَّريِقُ البَيِّنُ، عِنِ ابْنِ شُمَيْلٍ. (والنَّهْمُ: الحَذْفُ بِالحَصَى، وَغَيْرِهِ) ، وفِي الصِّحاح: ونَحْوِه، وَقَدْ نَهَمَ الحَصَى يَنْهُمُه نَهْماً: قَذَفَهُ، قَالَ رُؤْبَةُ: (وَالُهوجُ يَذْرِينَ الحَصَى المَهْجُومَا) (يَنْهَمْنَ بِالدَّارِ الحَصَى المَنْهُومَا) لأَنَّ السَّائِقَ قَدْ يَفْعَلُ ذلِكَ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ. (ونَاهَمَهُ) مُنَاهَمَةً: (أَخَذَ مَعَهُ فِي النَّهِيمِ) أَيْ: الصَّوتِ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: النَّاهِمُ: الصَّارِخُ. والنَّهيمُ: صَوْتُ الفِيلِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ. وانْتَهَمَ: انْزَجَرَ. والمَنْهَمَةُ: مَوضِع الرُّهْبانِ، عَن السُّهيليِّ. ونُهَمُ بن حاري بن عبيد، كزُفَرَ: بطنٌ من هَمْدانَ، ضَبطه الْحَافِظ، عَن ابْن حبيب. وبَنوا النُّهَيْمِ، كزُبَيْر، بطنٌ مِنَ الْعَرَب، أوردهُ المصنِّف استِطْرادًا فِي ((ل ج م)) ، وَأَهْمَلَهُ هُنَا. وللقِدْرِ نَهِيمٌ، كأميرٍ، وَهُوَ صَوت الغَلَيانِ.
المعجم: تاج العروس نهم
المعنى: النَّهْمةُ: بلوغُ الهِمَّة في الشيء. ابن سيده: النَّهَمُ، بالتحريك، والنَّهامةُ: إفراطُ الشهوةِ في الطعام وأَن لا تَمْتَلِئ عينُ الآكل ولا تَشْبَعَ، وقد نَهِمَ في الطعام، بالكسر، يَنْهَمُ نَهَماً إذا كان لا يَشْبَعُ. ورجل نَهِمٌ ونَهِيمٌ ومَنْهومٌ، وقيل: المَنْهومُ الرَّغيب الذي يَمْتَلِئ بطنُه ولا تنتهي نفْسُه، وقد نُهِمَ بكذا فهو مَنْهوم أي مُولَع به، وأَنكرها بعضهم. والنَّهْمة: الحاجة، وقيل: بلوغُ الهِمَّةِ والشهوةِ في الشيء. وفي الحديث: إذا قَضى أَحدُكم نَهْمتَه من سَفَرِه فلْيُعَجِّل إلى أَهله. ورجل مَنْهومٌ بكذا أي مُولَعٌ به. وفي الحديث: مَنْهومانِ لا يَشْبعانِ: مَنْهومٌ بالمالِ، ومَنْهومٌ بالعِلمِ، وفي رواية: طالبُ عِلمٍ وطالبُ دنيا. الأَزهري: النَّهِيمُ شِبْهُ الأَنِينِ والطَّحيرِ والنَّحيمِ؛ وأَنشد: مــا لَــكَ لا تَنْهِــمُ يــا فَلاَّحُـ؟ إنَّ النَّهِيـــــمَ للســــُّقاةِ راحُ ونَهَمَني فلانٌ أي زَجَرني. ونَهَمَ يَنْهِم، بالكسر، نَهِيماً: وهو صوتٌ كأَنه زحيرٌ، وقيل: هو صوتٌ فوق الزَّئيرِ، وقيل: نَهَمَ يَنْهِم لغة في نَحمَ يَنْحِم أي زحَرَ. والنَّهْمُ والنَّهيم: صوتٌ وتَوَعُّدٌ وزَجْرٌ، وقد نَهَمَ يَنْهِمُ. ونَهْمةُ الرجلِ والأَسدِ: نأْمَتُهما، وقال بعضهم: نَهْمةُ الأَسد بدل من نأْمَتِه. والنَّهّامُ: الأَسدُ لصوته. يقال: نَهَمَ يَنْهِمُ نَهِيماً. والناهمُ: الصارخُ. والنَّهيمُ، مثلُ النَّحيمِ ومثلُ النَّئيمِ: وهو صوتُ الأَسد والفيلِ. يقال: نَهَمَ الفيلُ يَنْهِمُ نَهْماً ونَهيماً؛ وأَنشد ابن بري: إذا ســَمِعْتَ الــزَّأْرَ والنَّهِيمـا، أَبـــأْت منهــا هَرَبــاً عَزِيمــا الإباءُ: الفِرارُ. والنَّهْم، بالتسكين: مصدر قولك نَهَمْتُ الإبلَ أَنْهَمُها، بالفتح فيهما، نَهْماً ونَهِيماً إذا زَجَرْتَها لِتَجِدَّ في سيرها؛ ومنه قول زياد المِلقطي: يـا مَـنْ لِقَلْـبٍ قـد عَصاني أَنْهَمُهْ أي أَزْجرهُ. وفي حديث إسلام عمر، رضي الله عنه: قال تَبِعْتُه فلما سَمِع حِسِّي ظنَّ أَني إنما تَبِعْتُه لأُوذِيَه، فنَهَمَني وقال: ما جاء بكَ هذه الساعةَ؟ أي زَجَرَني وصاحَ بي. وفي حديث عمر أَيضاً، رضي الله عنه: قيل له إن خالدَ بن الوليد نَهَمَ ابْنَكَ فانْتَهَمَ أي زجَرَه فانْزَجَرَ. ونَهَم الإبل يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً ونَهِيماً ونَهْمةً؛ الأَخيرة عن سيبويه: زجرَها بصوتٍ لتَمْضيَ. والمِنْهامُ من الإبل: التي تُطيع على النَّهْم، وهو الزجرُ، وإبلٌ مَناهيمُ: تُطيع على النَّهْمِ أي الزجرِ؛ قال: أَلا انْهِماهــا، إنهــا مَنـاهِيمْ، وإنمـا يَنْهِمُهـا القـومُ الهيمْـ، وإننــــا مَناجِــــدٌ مَتـــاهيمْ والنَّهْمُ: زجرُك الإبلَ تَصِيحُ بها لتَمْضيَ. نَهَمَ الإبلَ يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً إذا زجرَها لتَجِدَّ في سيرها. قال أَبو عبيد: الوَئيدُ الصوتُ، والنَّهِيمُ مثلُه.والنِّهاميُّ، بكسر النون: الراهبُ لأَنه يَنْهَمُأي يدعو. والنِّهاميُّ: الحدَّادُ؛ وأَنشد: نَفْخَ النِّهاميِّ بالكِيرَيْن في اللَّهَب وأَنشد ابن بري للأعشى: ســأَدْفعُ عـن أَعراضـِكم وأُعِيرُكـم لِسـاناً، كمِقْراضِ النِّهاميِّ، مِلْحَبا وقال الأسود بن يعفر: وفاقِــد مَــوْلاه أَعـارَتْ رِماحُنـا سـِناناً، كنِبراسِ النِّهاميِّ، مِنْجَلا مِنْجَلاً: واسعَ الجرح، وأَراد أَعارَتْه فحذف الهاء، وقيل: النِّهاميُّ النَّجّارُ، والفتح في كل ذلكلغة؛ عن ابن الأَعرابي. النضر: النِّهاميُّ الطريقُ المَهْيَعُ الجَدَدُ، وهو النَّهّامُ أَيضاً. والمَنْهَمةُ: موضع النَّجْر. وطريقٌ نِهاميٌّ ونَهّامٌ: بيِّنٌ واضحٌ. والنَّهْمُ: الخَذْفُ بالحصى ونحوه.ونَهَمَ الحَصى ونحوَه يَنْهَمُه نَهْماً: قذفه؛ قال رؤبة: والهُـوجُ يُـدْرينَ الحَىً المَهْجوما، يَنْهَمْنَ في الدار الحَصى المَنْهوما لأن السائق قد يَخْذِفُ بالحصى ونحوه، وهو النَّهْم. والنُّهامُ: طائرٌ شِبْهُ الهامِ، وقيل: هو البُومُ، وقيل: البومُ الذكَرُ؛ قال الطرماح في بُومة تَصِيح: تَبِيــتُ إذا مـا دَعاهـا النُّهـام تُجِــــدُّ، وتَحْســــِبها مـــازِحهْ يعني أَنها تُجِدّ في صوتِها فكأَنها تُمازِحُ. وقال أَبو سعيد: جمع النُّهامِ نُهُمٌ، قال: وهو ذكَرُ البُومِ؛ قال: وأَنشد ابن بري في النُّهام ذكرِ البوم لعديّ بن زيد: يُـؤْنِسُ فيهـا صـَوْتُ النُّهـامِ، إذا جاوَبَهـــا بالعَشـــِيِّ قاصـــِبُها ابن سيده: وقيل سُمِّيَ البومُ بذلك لأَنه يَنْهِمُ بالليل وليس هذا الاشتقاق بقَويٍّ؛ قال الطرماح: فتَلاقَتْـــــه فلاثَـــــتْ بـــــه لَعْـــوةٌ تَضــْبَحُ ضــَبْحَ النُّهــامْ والجمع نُهُمٌ. ونُهْمٌ: صنمٌ، وبه سمي الرجل عَبدَ نُهْمٍ. ونِهْمٌ: اسمُ رجلٍ، وهو أَبو بطنٍ منهم. ونُهْمٌ: اسمُ شيطانٍ، ووفد على النبي، صلى الله عليه وسلم، حيٌّ من العرب فقال: بَنُو مَنْ أَنتم؟ فقالوا: بنو نُهْمٍ، فقال: نُهْمٌ شيطان، أنتم بنو عبدالله. ونِهْمٌ: بَطْنٌ من هَمْدانَ، منهم عَمْرو بن بَرَّاقة الهَمْداني ثم النِّهْمِيّ.
المعجم: لسان العرب تهـم
المعنى: تهـم (تَهِمَ الدُّهْنُ واللَّحْمُ، كَفَرِحَ) ، تَهَمًا، فَهُوَ تَهِمٌ: (تَغَيَّرَ، و) يُقال: (فِيه تَهَمَةٌ، بالتَّحْرِيك) أَي: (خُبْثُ رِيحٍ وزُهُومَةٌ) ، وَقد (تَهِمَ، كَفَرِح، فَهُوَ تَهِمٌ) . (و) تَهِمَ (فلانٌ) أَي: (ظَهَرَ عَجْزُه وَتَحَيَّرَ) ، وَأنْشد ابنُ الأعرابيِّ: (مَنْ مُبْلغ الحَسْنا انَّ بَعْلَها تَهِمْ ... وأنَّ مَا يُكْتَمُ مِنْهُ قَدْ عُلِمْ) أَرَادَ الحسناءَ فَقَصَرَ للضَّرُورَة، وَأَرَادَ أنّ فَحذف الهَمْزَةَ للضَّرُورة أَيْضا. (و) تَهِمَ (البَعِيرُ) تَهَمًا: إِذا (اسْتَنْكَرَ المَرْعَى فَلَمْ يَسْتَمْرِئْه) وساءَ حالهُ. (وتِهامَةُ، بالكَسْرِ) ، قَالَ شيخُنا: وَهُوَ المَعْرُوف وَلَا يُفْتَحُ إِلاّ مَعَ النَّسَب، كَمَا فِي الفَصِيح وشُرُوحِهِ، وَبَسَطَه الفَيُّوميُّ فِي المِصْباح. فَقَوْل السَّيِّد الحَمَوِيّ فِي شرح الكَنْزِ فِي بَاب العُشْر والخَراج من الجِهاد: أنّه يَجُوز فِي تِهامَة الفَتْح أَي: بِغَيْر نَسَبٍ، لَا يُعرف فِي شيءٍ من الدَّواوِين: (مَكَّةُ شَرَّفَها اللَّه تَعالَى) ، يجوز أَن يكون اشْتِقاقُها من الأوّل؛ لأَنَّها سَفُلَتْ عَن نَجْدٍ فَخَبُثَ رِيحُها، أَو من التَّهَمِ؛ وَهُوَ شدّةُ الحَرِّ وسُكُونُ الرِّيح. (و) تِهامَةُ أَيْضا: اسْم (أَرْض، م) أَي: مَعْرُوفَة، وَهِي مَا بَيْنَ ذاتِ عِرْقٍ إِلَى مَرْحَلَتَيْن مِنْ وَراء مَكَّةَ وَمَا وَرَاء ذَلِك من الغرب، فَهُوَ غَوْرٌ. وَنَجْدٌ مَا بَيْنَ العُذَيْبِ إِلَى ذاتِ عِرْقٍ وَإِلَى اليَمامَةِ، وَإِلَى جَبَلَيْ طَيِّءٍ، وَإِلَى وَجْرَةَ، وَإِلَى اليَمَنِ. وذاتُ عِرْقٍ أَوَّلُ تِهامَةَ إِلَى البَحْرِ وجُدَّة. والمَدينَةُ لَا تِهامِيَّة وَلَا نَجْدِيَّة ويُقال: إِنّ الصَّحِيح أنَّ مَكَّةَ من تِهامَةَ، كَمَا أَنَّ المَدِينَةَ مِنْ نَجْدٍ، (لَا، ((د)) ) أَي: لَيْسَ تِهامَةُ اسمَ بَلَدٍ، (وَوَهِمَ الجَوهَرِيُّ) فِي ذَلِك. (وهُوَ تِهامِيٌّ) ، بالكَسْر (وتَهامٍ، بالفَتْح) قَالَ الجوهريُّ: إِذا فَتَحْتَ التَّاء لم تُشَدِّدْ كَمَا قَالُوا: رَجُلٌ يَمانٍ وَشَآمٍ إِلاّ أَنَّ الألِفَ فِي تَهامٍ مِنْ لَفْظِها، والألِفَ فِي شَآمٍ ويَمَانٍ عِوَضٌ من يَاء النِّسْبَة. ووجدتُ بخطِّ أبي زَكَرِيّا مَا نَصُّه: الصَّوابُ من إِحْدَى ياءَي النَّسَبِ؛ وَأنْشد الجوهريّ لِابْنِ أَحْمَرَ: (وَكُنّا وَهُمْ كابْنَيْ سُباتٍ تَفَرَّقَا ... سِوًى ثمَّ كَانَا مُنْجِدًا وتهَامِيَا) (وَأَلْقَى التَّهامِي مِنْهُما بِلَطاتِهِ ... وَأَحْلَطَ هَذَا لَا أَرِيمُ مَكانِيَا) وَأنْشد ابنُ بَرِّي لأبِي بَكْر بن الأَسْوَد اللَّيْثِيّ، ويُعْرَف بِابْن شَعُوب وَهِي أُمُّه: (ذَرِينِي أَصْطَبِحْ يَا بَكْرُ إِنِّي ... رَأَيْتُ المَوْتَ نَقَّبَ عَن هِشامِ) (تَخَيَّرَهُ وَلم يَعْدِلْ سِواهُ ... فَنِعْمَ المَرْءُ من رَجُلٍ تَهامِ) وَفِي المُحْكَم: النَّسَبُ إِلَى تِهامَةَ تِهامِيٌّ وَتَهامٍ على غَيْرِ قِياسٍ، كَأَنَّهُم بَنَوا الاسْمَ على تَهْمِيّ أَو تَهَمِيّ ثمَّ عَوَّضوا الأَلِفَ قبل الطَّرفِ من إحْدَى الياءَيْن اللاحِقَتَيْن بعدَها وَهَذَا قولُ الخَلِيلِ. (وقَوْمٌ تَهامُونَ، كَيمانُونَ) . وَقَالَ سِيْبَوَيْهِ: مِنْهُم من يقولُ تَهامِيٌّ وَيَمانِيٌّ وَشَآمِيٌّ، بالفَتْح مَعَ التَّشْدِيد، نَقله الجوهريُّ. (والمِتْهامُ) ، بالكَسْرِ: الرجلُ (الكَثِيرُ الإِتْيانِ إِلَيْها) . وإِبِلٌ مَتاهِيم وَمَتاهِمُ: تَأْتِي تِهامَةَ، وَأنْشد الجوهَرِيُّ: (أَلاَ انْهَماهَا إِنَّها مَناهِيمْ ... وَإِنَّنا مَناجِدٌ مَتاهِيمْ) يقولُ: نَحن نَأْتِي نَجْدًا ثمَّ كثيرا مَا نَأْخُذ مِنْهَا إِلَى تِهامَة. (وَأَتْهَمَ) الرجلُ: (أَتاها أَو نَزَلَ فِيها) وَكَذَلِكَ النازلُ بِمَكَّةَ يُقال لَهُ مُتْهِمٌ، وَقَالَ المُمَزَّق العَبْدِيُّ: (فَإِنْ يُتْهِمُوا أُنْجِدْ خِلافًا عَلَيْهِم ... وإِنْ يُعْمِنُوا مُسْتَحْقِبي الحَرْب أُعْرِقِ) وَقَالَ الرِّياشِيّ: سمعتُ الأعرابَ يَقُولُونَ: إِذا انْحَدَرْتَ من ثَنايا ذاتِ عِرْقٍ فقد أَتْهَمْتَ، (كَتَاهَمَ وَتَتَهَّمَ) : أَتَى تِهامَة، قَالَ أُمَيَّةُ الهُذَلِيُّ: (شَآمٍ يَمانٍ مُنْجِدٍ مُتَتَهِّمٍ ... حِجازِيَّةٍ أعراضُه وَهُوَ مُسْهِلُ) (و) أَتْهَمَ (البَلَدَ: اسْتَوْخَمَه) واسْتَخْبَثَ رِيْحَهُ. (والتَّهَمُ، مُحَرّكة: شِدّةُ الحَرِّ ورُكُودُ الرِّيحِ) ، قيل: بِهِ سُمِّيت تِهامَة. (والتَّهْمَةُ، بالفَتْح: البَلْدَةُ، و) أَيْضا (لُغَةٌ) تُسْتَعْمل (فِي) موضِعِ (تِهامَةَ) كَأَنّها المرّة فِي قِيَاس قَوْلِ الأصمعيّ. (و) التَّهَمَةُ، (بالتَّحْرِيك: الأَرْضُ المُتَصَوِّبَةُ إِلَى البَحْرِ) حَكَاهُ ابنُ قُتَيْبَةَ عَن الزِّيادِيّ عَن الأصمعيّ، (كالتَّهَمِ) مُحَرّكة أَيْضا، (كَأَنّهما مَصْدرانِ من تِهامَةَ) ، قَالَ ابنُ بَرِّي: وَهَذَا يُقَوِّي قَوْلَ الخَلِيل فِي تَهامٍ كَأَنّه مَنْسُوب إِلَى تَهَمَة أَو تَهْمَة. وَقَالَ ابْن جِنّي: وَهَذَا التَّرْخِيم الَّذِي أشرف عَلَيْهِ الخَلِيلُ ظَنًّا قد جَاءَ بِهِ السَّماع أَيْضا، أنْشد أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى: (أَرَّقَنِي اللَّيْلَةَ لَيْلٌ بالتَّهَمْ ... يَا لَكَ بَرْقًا مَنْ يَشِمْهُ لَا يَنَمْ) وَأنْشد الجوهريُّ لشَيْطان بن مُدْلِجٍ: (نَظَرْتُ والعَيْنُ مُبِينةُ التَّهَمْ ... إِلَى سَنا نارٍ وَقُودُها الرَّتَمْ) (شَبَّتْ بأَعْلَى عانِدَيْنِ من إِضَمْ ... ) (لأَنَّ التَّهائمَ مُتَصَوِّبَةٌ إِلَى البَحْرِ) هَذَا بَقِيّة سِياق عِبارة الأَصْمَعِيّ، ونَصّه: التَّهَمَةُ: الأرضُ المُتَصَوِّبَةُ إِلَى البَحْرِ وكأَنَّها مَصْدَرٌ من تِهامَةَ، والتّهائِمُ: المُتَصَوِّبَةُ إِلَى البَحْر. (و) تُهَمُ (كَزُفَرَ: من أَسْماءِ الجَوارِي) . (وتِهامٌ، كَكِتابٍ: وادٍ باليَمامَة) . (والتُّهْمَةُ) ، بالضَّمّ يَأْتِي ذِكْرُه (فِي ((وهـ م)) ) إِنْ شاءَ الله تعالَى. [] وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: وادٍ مُتْهِمٌ كَمُحْسِنٍ يَنْصَبُّ مَاؤُهُ إِلَى تِهامَةَ، نَقله الأزهريّ. وأَتْهَمَ الرجلُ: إِذا أَتَى بِمَا يُتْهَمُ عَلَيْه، قَالَ الشَّاعِر: (هُما سَقَيانِي السُّمَّ مِنْ غَيْرِ بِغْضَةٍ ... عَلَى غَيْرِ جُرْمٍ فِي أَقاوِيلَ مُتْهِمِ) وأَرْضٌ تِهِمَةٌ، كَفَرِحَةٍ: شِدِيدَةُ الحَرّ، قَالَه الرِّياشيُّ. وَتَهِمَ البَعِيرُ، كَفَرِحَ: أصابَهُ حَرُورٌ فَهُزِلَ. وَمن أَسْمَائِهِ - التِّهامِيُّ، لِكَوْنِهِ وُلِدَ بِمَكَّةَ. وَأَبُو الحَسَن عليُّ بن محمّد التِّهاميّ شاعِرٌ مُجِيدٌ جَزْلُ المَعانِي، كَانَ معاصِرًا للرُّشاطِيِّ، قُتِلَ بِالْقَاهِرَةِ سنة أَرْبَعمِائةٍ وسِتَّ عَشَرَة. وَسُئِلَ عَن حالِهِ فَقِيلَ: غُفِرَ لي بَقَوْلي فِي مَرْثِيَةِ ابنٍ لي صَغِير: (جَاوَرْتُ أَعْدائِي وجاوَرَ رَبَّه ... شَتّانَ بَيْن جِوارِه وجِوارِي) وَأَوَّلها: (حُكْمُ المَنِيَّةِ فِي البَرِيَّةِ جارِي ... مَا هذِه الدُّنْيا بدارِ قَرارِ) وَهِي مشهورةٌ بَين أَيْدِي الناسِ.
المعجم: تاج العروس تهم
المعنى: تَهِمَ الدُّهْنُ واللحمُ تَهَماً، فهو تَهِمٌ: تغيّر. وفيه تَهَمةٌ أَي خُبْث رِيح نحو الزُّهومة. والتَّهَمُ: شدَّة الحرِّ وسكونُ الريح.وتِهامةُ: اسم مكة والنازل فيها مُتْهِمٌ، يجوز أَن يكون اشتِقاقُها من هذا، ويجوز أَن يكون من الأَوَّل لأَنها سَفُلتْ عن نجد فَخُبث ريحُها، وقيل: تِهامةُ بلد، والنسب إِليه تِهامِيٌّ وتَهامٍ على غير قياس، كأَنهم بَنَوا الاسم على تَهْمِيّ أَو تَهَمِيٍّ، ثم عوَّضوا الأَلف قبل الطَّرف من إِحْدى الياءَين اللاَّحِقَتين بعدها؛ قال ابن جني: وهذا يدُلُّك على أَن الشيئين إذا اكتَنَفا الشيء من ناحيته تقاربَتْ حالاهما وحالاهُ بهما، ولأَجله وبسبَبه ما ذهَب قوم إِلى أَن حركة الحرف تَحْدُث قبله، وآخرون إِلى أَنها تَحْدُث بعده، وآخرون إِلى أَنها تحدُث معه؛ قال أَبو عليّ: وذلك لغُمُوضِ الأَمر وشدّة القُرْب، وكذلك القول في شَآمٍ ويَمانٍ. قال ابن سيده: فإِن قلت فإِنَّ في تِهامةَ أَلِفاً فلِمَ ذهَبْتَ في تَهام إِلى أَن الأَلف عِوَض من إِحْدَى ياءَي الإِضافة؟ قيل: قال الخليل في هذا إِنهم كأَنهم نسَبوا إِلى فَعْل أَو فَعَل، فكأَنهم فَكُّوا صِيغة تِهامةَ فأَصاروها إِلى تَهْمٍ أَو تَهَم، ثم أَضافوا إِليه فقالوا تَهامٍ، وإِنما مثَّل الخليل بين فَعْل وفَعَل ولم يقطع بأَحدهما لأَنه قد جاء هذا العمل في هذين جميعاً، وهما الشام واليمن؛ قال ابن جني: وهذا التَّرْخيم الذي أَشرف عليه الخليل ظنّاً قد جاء به السماع نصّاً؛ أنشد أَحمد بن يحيى: أَرَّقَنِــي الليلـةَ ليـلٌ بـالتَّهَمْ، يـا لـك بَرْقـاً، مَـن يَشِمْه لا يَنَمْ قال: فانظر إِلى قوَّة تصوُّر الخليل إِلى أَن هَجَم به الظنُّ على اليقين، ومَن كسر التاء قال تِهامِيّ؛ هذا قول سيبويه. الجوهري: النسبة إِلى تِهامةَ تِهامِيّ وتَهامٍ، إذا فتحت التاء لم تشدّد كما قالوا يَمانٍ وشآمٍ، إِلاَّ أَنَّ الأَلف في تَهامٍ من لفظها، والأَلف في يَمانٍ وشآمٍ عوض من ياءَي النسبة؛ قال ابن أَحمر: وكنَّـا وهْـم كـابْنَيْ سـُباتٍ تَفَرَّقا سـِوىً، ثـم كانـا مُنْجِداً وتَهامِيَا وأَلْقـى التَّهـامِي منهما بِلَطاتِه، وأَحْلَــط هـذا: لا أَرِيـمُ مَكانِيَـا قال ابن بري: قول الجوهري إِلا أَنَّ الأَلف في تَهام من لفظها ليس بصحيح، بل الأَلف غير التي في تِهامة، بدليل انفتاح التاء في تَهام، وأَعاد ما ذكرناه عن الخليل أَنه منسوب إِلى تَهْم أَو تَهَم، أَراد بذلك أَن الأَلف عِوَض من إِحدى ياءَي النسب، قال: وحكى ابن قتيبة في غريب الحديث عن الزيادي عن الأَصمعي أَن التَّهَمةَ الأَرض المُتَصَوِّبة إِلى البحر، قال: وكأَنها مصدر من تِهامةَ. قال ابن بري: وهذا يقوِّي قول الخليل في تَهامٍ كأَنه منسوب إِلى تَهَمَة أَو تَهْمة؛ قال: وشاهدُ تَهامٍ قول أَبي بكر بن الأَسود المعروف بابن شعوب الليثي وشعوب أُمُّه: ذَرِينــي أَصـْطَبِحْ يـا بَكْـرُ، إِنـي رأَيــتُ المــوت نقَّـب عـن هِشـامِ تَخَيَّـــره ولــم يَعْــدِلَ ســِواهُ، فَنِعْــمَ المَــرْءُ مـن رجُـل تَهـامِ وأَتْهَم الرجلُ وتَتَهَّمَ: أَتَى تِهامَةَ؛ قال الممزَّق العَبْدِيّ: فـإِنْ تُتْهِمُـوا أُنْجِدْ خِلافاً عليكُم، وإِنْ تُعْمِنوا مُستَحْقبي الحَرب أُعْرِق قال ابن بري: صواب إِنْشاد البيت: فـإِنْ يُتْهِمـوا أُنْجِـدْ خلافاً عليهمُ على الغَيبة لا على الخطاب، يُخاطب بذلك بعض الملوك ويَعْتَذِرُ إِليه لسُوءٍ بلَغه عنه؛ وقيل البيت: أَكَلَّفْتَنــي أَدْواءَ قَـومٍ تَرَكْتُهْمـ، فـإِلاَّ تَـداركْني مـن البَحْـر أَغْرَق أَي كلَّفْتَنِي جنايات قوم أَنا منهم بريء ومُخالِف لهم ومُتباعد عنهم، إِن أَتْهَموا أَنْجَدْت مخالِفاً لهم، وإِن أَنْجَدوا أَعْرَقْت، فكيف تأْخُذني بذَنْب مَن هذه حاله؟ وقال أُمية بن أَبي عائذ الهُذليّ: شـــَآم يَمــان مُنْجِــد مُتَتَهِّمــ، حِجازِيَّــة أَعْجــازُه وهــو مُسـْهِلُ قال الرِّياشيّ: سمعت الأَعراب يقولون: إذا انْحَدرْت من ثَنايا ذاتِ عِرْق فقد أَتْهَمْت. قال الرِّياشيّ: والغُوْرُ تهِامةُ، قال: وأَرض تَهِمةٌ شديدة الحرّ، قال: وتَبالةُ من تِهامةَ. وفي الحديث: أَنِّ رجلاً أَتى النبي، صلى الله عليه وسلم، وبه وَضَحٌ، فقال: انظُرْ بَطْن وادٍ مُنْجِدٍ ولا مُتْهِمٍ فَتَمَعَّكْ فيه، ففعل فلم يَزِدِ الوَضَحُ حتى مات؛ فالمُتْهِمُ: الذي يَنْصبُّ ماؤه إِلى تِهامةَ؛ قال الأَزهري: لم يُرد سيدُنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، أَنَّ الوادي ليس من نَجْد ولا تِهامةَ، ولكنه أَراد حداًّ منهما فليس ذلك الموضع من نَجْد كله ولا من تِهامةَ كله، ولكنه منهما، فهو مُنْجِد مُتْهِم، ونَجْد ما بين العُذَيب إِلى ذاتِ عِرْق وإِلى اليمامة وإِلى جَبَلَيْ طَيِّءٍ وإِلى وَجْوة وإِلى اليمن، وذات عِرْق: أَوّل تِهامة إِلى البحر وجُدَّةَ، وقيل: تِهامةُ ما بين ذات عِرْق إِلى مَرْحَلَتين من وراء مكة، وما وراء ذلك من المَغْرب فهو غَوْر، والمدينة لا تِهاميَّة ولا نَجْديَّة فإِنها فوق الغَوْر ودون نَجْد. وقومٌ تَهامون: كما يقال يَمانون. وقال سيبويه: منهم مَن يقول تَهامِيّ ويَمانيّ وشآمِيّ، بالفتح مع التشديد.والتَّهْمة: تُسْتَعمل في موضع تِهامةَ كأَنها المرّة في قياس قول الأَصمعي.والتَّهَم، بالتحريك: مصدر من تِهامة؛ وقال: نَظَرْتـ، والعيـنُ مُبينـةُ التَّهَمْـ، إِلـى سـَنا نـارٍ وَقُودُهـا الرَّتَمْ، شــُبَّتْ بـأَعْلى عانِـدَيْن مـن إِضـَمْ والمِتْهامُ: الكثير الإِتْيان إِلى تِهامةَ. وإِبل مَتاهِيم ومَتاهِم: تأْتي تِهامةَ؛ قال: أَلا انْهَماهــا إِنَّهــا مَنــاهِيمْ، وإِنَّنــــا مَناجِــــدٌ مَتـــاهِيمْ يقول: نحن نأْتي نَجْداً ثم كثيراً ما نأْخُذ منها إِلى تِهامةَ.وأَتْهَمَ الرجلُ إذا أَتى بما يُتْهَم عليه؛ قال الشاعر: هُمـا سَقَياني السُّمَّ من غير بَغْضةٍ، علـى غيـر جُـرْم في أَقاوِيل مُتْهِم ورجل تِهامٌ وامرأَة تِهاميَّة إذا نسبا إِلى تِهامةَ. الأَصمعي: التَّهَمةُ الأَرض المُتَصَوِّبة إِلى البحر كأَنها مصدر من تِهامة. والتَّهائم: المُتصوِّبة إِلى البحر. قال المبرّد: إِنما قالوا رجل تَهام في النسبة إِلى التَّهْمة لأَن الأَصل تَهمة، فلما زادوا أَلفاً خفَّفوا ياء النسبة كما قالوا رجل يَمان إذا نسبوا إِلى اليمن، خفَّفوا لما زادوا أَلفاً، وشآمٍ إذا نسبتَ إِلى الشام زادوا أَلفاً في تَهام وخفَّفوا ياء النسبة.وتَهِمَ البعيرُ تَهَماً: وهو أَن يستنكِر المَرْعَى ولا يَسْتَمْرِئه وتَسُوء حالُه، وقد تَهِم أَيضاً، وهو تَهِمٌ أَصابه حَرُورٌ فهُزِل، وتَهِم الرجل، فهو تَهِمٌ: خَبُثت ريحُه. وتَمَ الرجل، فهو تَهِيمٌ: ظهر عجزه وتحيَّر؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: مَـنْ مُبْلِغ الحَسْنَا انَّ بَعْلَها تَهِمْ، وأَنَّ مــا يُكْتَـم منـه قـد عُلِمْـ؟ أَراد الحَسْناء فقصَر للضرورة، وأَراد أَنَّ فحذف الهمزة للضرورة أَيضاً كقراءة من قرأَ: أَنِ ارْضِعيه. والتُّهْمةُ: أَصلها الواو فتذكر هناك.
المعجم: لسان العرب