المعجم العربي الجامع

مِسْلَعٌ

المعنى: الدَّليل الهادي إذ يَشُقُّ الفَلَوات.
المعجم: القاموس

مُسَلَّعٌ

المعنى: ما عُلِّق عليه أغصان من شَجَر السَّلَع والعُشَر، وبيان ذ?لك أنّ العرب في الجاهليّة كانوا، إذا أجدَبت أرْضَهم من قِلّة المَطَر، يأخذون أغصانًا من السَّلَع ومن العُشَر وهو شَجَر يُقتدَح به ويُعلّقونها بثيران الوحش ويَهبطون بها في الجبال يَعتقِدون أنّ ذ?لك يَستنزِل المَطَر.؛سُمٌّ -: قويٌّ جدًّا.
المعجم: القاموس

سلع

المعنى: السَّلَعُ: البَرَصُ، والأَسْلَعُ: الأَبْرَصُ؛ قال: هـل تَـذْكُرون علـى ثَنِيّـةِ أَقْـرُنٍ أَنَسَ الفَوارِسِ، يومَ يَهْوي الأَسْلَعُ؟ وكان عمْرو بن عُدَسَ أَسلعَ قتله أَنَسُ الفَوارِس بن زياد العبسي يوم ثَنِيّةِ أَقْرُنٍ. والسَّلَعُ: آثار النار بالجسَد. ورجل أَسْلَعُ: تصيبه النار فيحترق فيرى أَثرها فيه. وسَلِعَ جِلْدُه بالنار سَلَعاً، وتَسَلَّعَ: تَشَقَّقَ. والسَّلْعُ: الشَّقُّ يكون في الجلد، وجمعه سُلُوعٌ.والسَّلْعُ أَيضاً: شَقّ في العَقب، والجمع كالجمع، والسَّلْعُ: شَقّ في الجبل كهيئة الصَّدْعِ، وجمعه أَسْلاعٌ وسُلُوعٌ، ورواه ابن الأَعرابي واللحياني سِلْعٌ، بالكسر؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: بِسـِلْع صـَفاً لم يَبْدُ للشمسِ بَدْوةً إذا مــا رآهُ راكِب... أُرْعِــدَا وقولهم سُلُوعٌ يدل على أَنه سَلْع.وسَلَعَ رأْسَه يَسْلَعُه سَلْعاً فانْسَلَع: شقَّه. وسَلِعَتْ يده ورجله وتَسَلَّعَتْ تَسْلَعُ سَلَعاً مثل زَلِعَتْ وتَزَلَّعَتْ، وانْسَلَعَتا: تَشَقّقتا؛ قال حكِيمُ بن مُعَيّةَ الرَّبَعي: تَـرَى بِرِجْلَيْـه شـُقُوقاً فـي كَلَـعْ مِــنْ بـارِئ حِيصـَ، ودامٍ مُنْسـَلِعْ ودَلِيلٌ مِسْلَعٌ: يَشُقُّ الفلاة؛ قالت سُعْدَى الجُهَنِيّة تَرْثي أَخاها أَسعد: ســـَبَّاقُ عادِيــةٍ، ورأْسُ ســَرِيَّةٍ ومُقاتِــلٌ بَطَلٌــ، وهــادٍ مِسـْلَعُ والمَسْلُوعَةُ: الطريق لأَنها مشقوقة؛ قال مليح: وهُـنَّ علـى مَسـْلُوعةٍ زِيَـم الحَصَى تُنِيـرُ، وتَغْشـاها هَمالِيـجُ طُلَّـحُ والسَّلْعة، بالفتح: الشَّجّةُ في الرأْس كائنة ما كانت. يقال: في رأْسه سَلْعتانِ، والجمع سَلْعاتٌ وسِلاعٌ، والسَّلَعُ اسم للجمع كحَلْقَةٍ وحَلَق، ورجل مَسْلُوعٌ ومُنْسَلِعٌ. وسَلَعَ رأْسَه بالعصا: ضربه فشقه.والسِّلْعةُ: ما تُجِرَ به، وأَيضاً العَلَقُ، وأَيضاً المَتاعُ، وجمعها السِّلَعُ. والمُسْلِعُ: صاحبُ السِّلْعة. والسِّلْعةُ، بكسر السين: الضَّواةُ، وهي زيادة تحدث في الجسد مثل الغُدّة؛ وقال الأَزهري: هي الجَدَرةُ تخرج بالرأْس وسائر الجسد تَمُور بين الجلد واللحم إذا حركتها، وقد تكون لسائِرِ البدن في العنق وغيره، وقد تكون من حِمَّصةٍ إِلى بِطِّيخةٍ.وفي حديث خاتَمِ النُّبُوّة: فرأَيتُه مثل السِّلْعة؛ قال: هي غدة تظهر بين الجلد واللحم إذا غُمِزَتْ باليد تحركت.ورجل أَسْلَعُ: أَحْدَبُ. وإِنه لكريم السَّلِيعةِ أَي الخليقة. وهما سِلْعانِ وسَلْعانِ أَي مِثلان. وأَعطاه أَسلاع إِبله أَي أَشباهَها، واحدُها سِلْع وسَلْع. قال رجل من العرب: ذهبت إِبلي فقال رجل: لك عندي أَسلاعُها أَي أَمثالُها في أَسنانِها وهيئاتِها. وهذا سِلْع هذا أَي مثله وشَرْواهُ. والأَسْلاعُ: الأَشْباه؛ عن ابن الأَعرابي لم يخص به شيئاً دون شيء. والسَّلَعُ: سَمّ؛ فأَما قول ابن...: يَظَـلُّ يَسـْقِيها السـِّمامَ الأَسـْلَعا فإِنه تَوهَّم منه فِعْلاً ثم اشْتَقَّ منه صفة ثم أَفْرَدَ لأَن لفظ السِّمام واحد، وإِن كان جمعاً أَو حمله على السم.والسَّلَعُ: نبات، وقيل شجر مُرّ؛ قال بشر: يَســـُومُونَ العِلاجَ بــذاتِ كَهْــفٍ ومــا فيهــا لَهُـمْ سـَلَعٌ وَقـارُ ومنه المُسَلَّعةُ، كانت العرب في جاهليتها تأْخُذُ حطَبَ السَّلَع والعُشَر في المَجاعاتِ وقُحُوط القَطْر فَتُوقِرُ ظهور البقر منها، وقيل: يُعَلِّقون ذلك في أَذنابها ثم تُلْعج النار فيها يَسْتَمْطِرون بلهب النار المشبه بِسَنى البرق، وقيل: يُضْرِمُون فيها النار وهم يُصَعِّدُونها في الجبل فيُمْطَرون زعموا؛ قال الوَرَكُ الطائي: لا دَرَّ دَرُّ رِجــالٍ خــابَ ســَعْيُهُمُ يَسـْتَمْطِرُون لَدى الأَزْماتِ بالعُشَر! أَجاعِــلٌ أَنْــتَ بَيْقُـوراً مُسـَلَّعةً ذَرِيعـةً لَـكَ بَيْـنَ اللهِ والمَطَرِ؟ وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد السَّلَعُ سمّ كله، وهو لفْظ قليل في الأَرض وله ورقة صُفَيْراءُ شاكة كأَنَّ شوكها زغَب، وهو بقلة تنفرش كأَنها راحة الكلب، قال: وأَخبرني أَعرابي من أَهل الشَّراة أَن السَّلَعَ شجر مثل السَّنَعْبُق إِلا أَنه يرتقي حِبالاً خضراً لا ورق لها، ولكن لها قُضْبان تلتف على الغصون وتَتَشَبَّكُ، وله ثمر مثل عناقيد العنب صغار، فإِذا أَينع اسوَدَّ فتأْكله القُرود فقط؛ أَنشد غيره لأُمية ابن أَبي الصلت: ســَلَعٌ مــا، ومِثْلُــه عُشـَرٌ مـا عــائِلٌ مـا، وعـالَتِ البَيْقُـورا وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على ما يفعله العرب من استمطارهم بإِضرام النار في أَذناب البقر.وسَلْع: موضع بقرب المدينة، وقيل: جبل بالمدينة؛ قال تأَبط شرّاً: إِنَّــ، بالشـِّعْبِ الـذي دُون سـَلْعٍ لَقَتِيلاً، دَمُــــه مــــا يُطَـــلُّ قال ابن بري: البيت للشَّنْفَرى ابن أُخت تأَبط شرّاً يرثيه؛ ولذلك قال في آخر القصيدة: فاسـْقِنِيها يـا سـَوادُ بـنَ عَمْروٍ إِنَّ جِســْمِي بَعْــدَ خــالي لَخَــلُّ يعني بخاله تأَبط شرّاً فثبت أَنه لابن أُخته الشنفرى.والسَّوْلعُ: الصَّبِرُ المُرّ.
المعجم: لسان العرب

سَلَعَ

المعنى: رأْسَه ـَ سَلْعاً: شجَّهُ. وـ الطريق: شَقَّهُ.؛(سَلِعَ) جلدُه ـَ سَلَعاً: تشقَّق. وـ بَرِصَ. وـ الرجل: احدَوْدَب. فهو أسلع، وهي سلعاء. (ج) سُلْع.؛(أَسْلَعَ) فلانٌ: صار ذا سَلْعة، أو سِلْعَة.؛(سَلَّعَ) الجلد: شقَّهُ.؛(انْسَلَعَ) جِلده: تَشَقَّق.؛(تَسَلَّعَ): انْسَلع.؛(الأسْلَعُ): المتشقق الجلد. وـ الأبرص. وـ الأحدب. (ج) سُلْع.؛(السَّلْعُ): الشَّقُّ في الجلد. وـ الشَّق في الجبل ونحوه كهيئة الصَّدْع. (ج) سُلُوع، وأسلاع.؛(السِّلْعُ): الشقُّ في الجبل ونحوه. وـ المِثْل والشبيه. (ج) سُلُوع، وأسلاع.؛(السَّلَعُ): شجرٌ مُرٌّ ينبت في اليمن، وهو من الفصيلة العِنَبيَّة.؛(السَّلْعَةُ): الشَّجَّة في الرأس كائنةً ما كانت. (ج) سِلاع.؛(السِّلْعَةُ): كلُّ ما يُتَّجَرُ به من البضاعة. وـ المتاعُ. وـ وَرَمٌ غليظٌ غير ملتزقٍ باللحم يتحرك عند تحريكه. وله غلاف، ويقبل الزيادة لأنه خارج عن اللحم. وـ زيادة تحدث في الجسد في العنق وغيره، تكون قدر الحِمَّصَة أو أكبر. وـ دود العَلَق. (ج) سِلَع.؛(السَّوْلَعُ): الصَّبِر المُرُّ.؛(المِسْلَعُ): الدَّليل الهادي. (ج) مَسالِعُ.
المعجم: الوسيط

سلع

المعنى: سلع السَّلْعُ: الشَّقُّ فِي القدَمِ، ج: سُلوعٌ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. وسَلْعٌ: جبلٌ، وَفِي العبابِ: جُبَيْلٌ فِي المَدينة، الأَوْلَى بالمدينةِ، على ساكنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام، قَالَ ابنُ أُخْتِ تأَبَّطَ شَرّا يرثيه وَيُقَال: هِيَ لتأبَّطَ شرّاً، وَقَالَ أَبو العَبّاس المُبَرِّدُ: هِيَ لِخَلَفٍ الأَحْمَر، إلاّ أَنَّها تُنسَبُ إِلَى تأَبَّطَ شَرّاً، وَهُوَ نَمَطٌ صَعْبٌ جِدّا: (إنَّ بالشِّعْبِ الّذي دونَ سَلْعٍ  ...  لَقتيلاً دَمُهُ مَا يُطَلُّ) وَهِي خَمسةٌ وعِشرونَ بَيْتا مَذْكُورَة فِي ديوَان الحَماسَةِ. قلتُ: والصَّواب القَولُ الأَوّل، وَدَلِيل ذلكَ البيتُ الَّذِي فِي آخر القصيدة: (فاسْقِنِيها يَا سَوادُ بنَ عَمروٍ  ...  إنَّ جِسمي بعدَ خَالِي لَخَلُّ) يَعْنِي بخالِه تأَبَّطَ شَرّاً، فثَبَتَ أَنَّه لابنِ أُخْتِه الشَّنْفَرى، كَمَا حقَّقَه ابنُ بَرّيّ. وقولُ الجَوْهَرِيِّ: السَّلْعُ: جبلٌ  بالمَدينة، هَكَذَا بالأَلِفِ واللامِ فِي سَائِر نُسَخ الصِّحاح الَّتِي ظَفِرنا بهَا، فَلَا يُعْبَأُ بقول شيخِنا: إنَّ الأُصولَ الصَّحيحةَ من الصِّحاح فِيهَا: سَلْع، كَمَا للمصنِّفِ، خطَأٌ، لأَنَّه عَلَمٌ، والأَعلامُ لَا تَدخلُها اللامُ، هَذَا هُوَ المَشهور عِنْد النَّحَويّينَ. وَقد حصلَ من الجَوْهَرِيّ سَبْقَ قلَمٍ، والكمالُ لله سُبْحَانَهُ وحدَه جَلَّ جَلالُه، وليسَ المُصنِّفُ بأَوَّلِ مُخْطئٍ لَهُ فِي هَذَا الحَرفِ، فقد وُجِدَ بخَطِّ أَبي زَكَرِيّا مَا نصّه: قَالَ أَبو سَهْلٍ الهَرَوِيُّ: الصَّوابُ: وسَلْعُ: جبَلٌ بالمَدينة، بِغَيْر أَلِفٍ) ولامٍ، لأنَّه معرِفَةٌ لجَبَلٍ بعينِه، فَلَا يَجوزُ إدخالُ الأَلِفِ وَاللَّام عَلَيْهِ. ورامَ شيخُنا الرَّدَّ على المُصنِّف، وتأييدَ الجَوْهَرِيِّ بوُجوه: الأَوَّل: أَنَّه وُجِدَ فِي الأُصول الصَّحيحة من الصِّحاحِ: سَلْعٌ بِلَا لامٍ، وَهَذِه دَعوى، وَقد أَشَرْنا إِلَيْهِ قَرِيبا. وثانِياً: أنَّ عدَمَ تعريفِ المَعرِفَةِ ليسَ بمُتَّفَقٍ عَلَيْهِ، كَمَا صرَّحَ بِهِ الرَّضِيُّ فِي شرحِ الحاجِبِيَّة. وجَوَّزَ إضافَةَ الأَعلام، وتعريفَها بنَوعٍ آخر من التَّعريفِ، وَفِيه تَكَلُّفٌ لَا يَخفى. وثالثاً: فإنَّ الأَلِفَ واللامَ مَعهودَةُ الزِّيادَةِ، وَمن مَواضِع زِيادَتِها المَشهورةِ دُخولُها على الأَعلام المَنقولَةِ مُراعاةً للَمْحِ الأَصْلِ، كالنُّعمانِ والحارِثِ والفَضْلِ، والسَّلْعُ لعلَّه مَصْدَرُ سَلَعَهُ، إِذا شقَّه، فنُقِلَ وصارَ علَماً، فتدخُلُ عَلَيْهِ اللامُ، للَمْحِ الأَصْلِ. ورابعاً: فإنَّ المُصَنِّفَ قد ارتكَبَ ذلكَ فِي مَواضِعَ كثيرةٍ من كِتَابه هَذَا، كَمَا نبَّهْنا على بعضِه، وأَغْفَلْنا بعضَه، لكَثرَتِه فِي كلامِه ممّا لَا يَخفى على مَن مارَسَ كلامَه، وعرَفَ القواعِدَ، فَكيف يُعتَرَضُ على هَذَا الفَردِ فِي كَلَام الجَوْهَرِيِّ مَعَ أَنَّهُ لهُ وَجْهٌ فِي الجُمْلَةِ ثمَّ إنَّ قولَه: وسَلْع، بِالْفَتْح، هُوَ المَشهور عندَ أَئِمَّة اللُّغةِ، ومَنْ صَنَّفَ فِي الأَماكِن، ونقلَ شيخُنا عَن الحافِظِ بن حَجَرٍ فِي الْفَتْح، أَثناءَ الاسْتِسقاءِ، أَنَّه يُحَرَّكُ أَيضاً. قلتُ: وَهُوَ غَريبٌ. سَلْعٌ أَيضاً: جَبَلٌ لهُذَيْلٍ، قَالَ البُرَيْقُ بن عِياض الهُذَلِيُّ، يصف مَطَراً: (يَحُطُّ العُصْمَ من أَكنافِ شِعرٍ  ...  ولمْ يَترُكْ بِذِي سَلْعٍ حِمارا)  ورَوَى أَبو عَمْروٍ: فِي أَفنانِ شَقْر. وشَعْرٌ، وشَقْرٌ: جبلان، هَكَذَا فِي الْعباب، والصَّوابُ أَنَّ الجبلَ هَذَا يُعرَفُ بِذِي سَلَع مُحَرَّكَةً، كَمَا ضبطَه أَبو عُبيدٍ البَكْرِيُّ وغيرُه، وَهَكَذَا أَنشدوا قولَ البُرَيْقِ، وَهُوَ بَين نَجدٍ والحِجازِ، فتأَمَّلْ. سَلْعٌ أَيضاً: حِصْنٌ بوادي مُوسَى عَلَيْهِ السّلام من عمَلِ الشَّوْبَكِ بقربِ بَيت المَقدِس. سُلَيْع، كزُبَيْرٍ: ماءٌ بقَطَنٍ بنَجْدٍ، لبني أَسَد. سُلَيْعٌ أَيضاً: جُبَيْلٌ بالمَدينة، على ساكِنِها أَفضل الصّلاة والسّلام، يُقال لَهُ غَبْغَبٌ، هَكَذَا بغَينينِ مُعْجَمَتينِ ومُوَحَّدتين فِي سَائِر النُّسَخ، وَهُوَ غلَطٌ، والصَّوابُ: يُقال لَهُ: عَثْعَثٌ بعينين مُهملَتينِ ومُثَلَّثَتينِ، وغيرُ سُلَيْعٍ، عَلَيْهِ بيوتُ أَسْلَمَ بن أَفْصى، وَإِلَيْهِ تُضافُ ثَنِيَّةُ عَثْعَثٍ. السُّلَيْع: وادٍ باليَمامَة، بِهِ قُرىً. سُلَيْعٌ: ة، بنواحي زَبيدَ، من أَعمال الكَدراءِ. وسَلَعانُ، مُحَرَّكَةً: حِصْنٌ باليَمَنِ من أَعمال صَنعاءَ. السَّلَعُ، مُحَرَّكَةً: شجَرٌ مُرٌّ، قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ: (سَلَعٌ مَا، ومثلُه عُشَرٌ مَا  ...  عائلٌ مَا، وعالَت البَيْقُورا) وأَنشدَ الأَزْهَرِيُّ هَذَا البيتَ شاهِداً على مَا يَفْعَله العرَبُ فِي الجاهليَّة من  اسْتِمطارِهِم بإضْرامِ) النّارِ فِي أَذنابِ البَقَرِ. قَالَ أَبو حنيفةَ: أَخبرَني أَعرابِيٌّ من أَهلِ السَّراةِ أَنَّ السَّلَعَ شَجَرٌ مثلُ السَّنَعْبَقِ، إلاّ أَنَّه يَنبُتُ بقُربِ الشَّجَرَةِ، ثمَّ يتعلَّق بهَا، فيرتقي فِيهَا حِبالاً خُضراً لَا وَرَقَ لَهَا، وَلَكِن قُضبانٌ تلْتَفُّ على الغُصونِ وتَتَشَبَّكُ، وَله ثَمَرٌ مثلُ عناقيدِ العِنَبِ صِغارٌ، فَإِذا أَيْنَعَ اسْوَدَّ، فتأْكُلُه القرودُ فَقَط، وَلَا يأْكلُه النّاسُ وَلَا السّائمةُ. قَالَ: وَلم أَذُقْه، وأَحْسَبَهُ مُرّاً. قَالَ: وَإِذا قُصِفَ سالَ منهُ ماءٌ لَزِجٌ صافٍ، لَهُ سَعابيبُ، ولِمَرارَةِ السَّلَعِ قَالَ بِشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ: (يَرومونَ الصَّلاحَ بذاتِ كَهْفٍ  ...  وَمَا فِيهَا لهُمْ سَلَعٌ وقَارُ) هَذَا قولُ السَّرَوِيِّ، وَقد قَالَ أَبو النَّجم فِي وصفِ الظَّليمِ: (ثُمَّ غَدا يَجمَعُ من غِذائه  ...  مِنْ سَلَعِ الغَيْثِ ومِنْ خُوَّائه) وَهَذَا بعينِه من وصف السَّرَوِيِّ. السَّلَع: نَبْتٌ يَخرُجُ فِي أَوَّل البَقلِ لَا يُذاقُ، إنَّما هُوَ سَمٌّ، وَهُوَ مثلُ الزَّرعِ أَوَّلَ مَا يَخرُجُ، وَهُوَ لَقَطٌ قليلٌ فِي الأَرضِ، وَله وُرَيْقَةٌ صَفراءُ شاكَة، كأَنَّ شَوكَها زَغَبٌ، وَهُوَ بَقلَةٌ تتَفرَّشُ كأَنَّها راحةُ الكَلبِ لَا أَرومَةَ لَهَا، قَالَه أَبو زِيَاد. قَالَ: وَلَيْسَ بمُستَنكَرٍ أَنْ تَرعاهُ النَّعامُ مَعَ مَرارَتِه، فقد تَرعى النَّعامُ الحَنْظَلَ الخُطْبانَ. أَو هُوَ ضَرْبٌ من الصَّبْرِ، أَو بَقْلَةٌ من الذُكور خبيثَةُ الطَّعم، قَالَه أَبو حنيفَةَ. قلتُ: وبمثلِ مَا وَصَفَ السَّرَوِيّ آنِفا شاهدته بعيني فِي أَرضِ اليَمَنِ. السَّلَعُ: البَرَصُ، عَن ابْن دُرَيْدٍ، قَالَ جريرٌ: (هَل تَذْكُرونَ على ثَنِيَّةِ أَقْرُنِ  ...  أَنَسَ الفوارس يومَ يَهوي الأَسْلَعُ)  الأَسلَع فِي الْبَيْت: هُوَ عَبْد الله بن ناشِبٍ العَبْسِيُّ، قتلَ عَمْرَو بنَ عَمْرِو بنِ عُدَسَ يسومَ ثنيَّة أَقرنٍ، وَقَالَ ابْن دُرَيْدٍ: كَانَ عَمْرو بن عُدَسَ أَسْلَعَ، أَي أَبرَص، قتلَه أَنسُ الفوارِسِ بنُ زيادٍ العَبسِيُّ يومَ ثنيَّة أَقْرُنٍ. قَالَ الصَّاغانِيّ: وَالَّذِي ذكرتُ بعدَ الْبَيْت هُوَ فِي النَّقائضِ، وروايَةُ أَبي عُبيدَةَ: هَل تَعرِفونَ  ...  و. . يَومَ شَدَّ الأَسلَعُ. السَّلَع: تَشَقُّقُ القَدَمِ، وَقد سَلِعَ، كفَرِحَ، فيهمَا، فَهُوَ أَسْلَعُ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: سَلِعَتْ قَدَمُه تَسْلَعُ سَلَعاً: مثلُ زَلِعَتْ، ج: سُلْعٌ، بالضَّمِّ. والسَّوْلَعُ، كجَوْهَرٍ: الصَّبِرُ المُرُّ، نَقله الصَّاغانِيّ عَن ابْن الأَعْرابِيّ قَالَ: والصَّوْلَعُ، بالصَّادِ: السِّنانُ المَجْلُوُّ. والسِّلْعُ، بِالْكَسْرِ: المِثْلُ، عَن أَبي عَمْروٍ، يُقَال: هَذَا سِلْعُ هَذَا، أَي مثلُه. السِّلْعُ فِي الْجَبَل: الشَّقُّ كَهَيئَةِ الصَّدْعِ، عَن يعقوبَ، وابْن الأَعْرابِيّ، واللِّحيانِيِّ، ويُفتَحُ، عَن بعضِهم، ج: أَسْلاعٌ، عَن يعقوبَ، زادَ غيرُه: سُلوعٌ، وَهَذَا يدلُّ على أنَّ واحِدَ سَلْعٌ، بِالْفَتْح. سِلْع: أَرْبَعَةُ مَواضِعَ، ثلاثةٌ مِنْهَا ببلادِ بَني باهِلَةَ، وهنَّ سِلْعُ مَوشومٍ، وسِلْعُ الكَلَدِيَّة، وسِلْعُ السُّتَرِ، الأَوَّلَ:) وادٍ، وَالثَّانِي: جبَلٌ أَو وادٍ، الرَّابعُ: مَوضِعٌ ببلادِ بَني أَسَدِ بنَجْد. قَالَ ابنُ عَبّاد: تَقول: غُلامانِ سِلْعانِ، بالكَسرِ، أَي تِرْبانِ، وغِلمانٌ أَسْلاعٌ: أَترابٌ. وَفِي اللِّسَان: أَعطاهُ أَسلاعَ إبلِهِ، أَي أَشباهَها، واحِدُها سِلْعٌ، وسَلْعٌ. قَالَ رجُلٌ من الأَعرابِ: ذَهَبَتْ إبِلي، فَقَالَ رَجُلٌ: لكَ عِنْدِي أَسلاعُها، أَي أَمثالُها فِي أَسنانِها وهيآتِها. وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: الأَسلاعُ: الأَشباهُ، فَلم يَخُصَّ بِهِ شَيْئا دونَ شيءٍ. وأَسْلاعُ الفَرَسِ: مَا تعلَّقَ من اللَّحم على نَسَيَيْها إِذا سَمِنَتْ، نَقله الصَّاغانِيّ. والسِّلْعَةُ، بِالْكَسْرِ، المَتاعُ، كَمَا فِي الصِّحاح، قيل: مَا تُجِرَ بِهِ، ج: سِلَعٌ، كعِنَبٍ. السِّلْعَةُ: كالغُدَّةِ تَخرُجُ فِي الجَسَدِ، ويفتَحُ، وَهُوَ المَشهورُ الآنَ، ويُحَرَّكُ، وبفتح اللَّام كعِنَبَةٍ، وَهَذِه عَن ابْن عَبّادٍ. أَو هِيَ خُراجٌ فِي العُنُقِ، أَو غُدَّةٌ فِيهَا، نَقله ابنُ عبّاد. أَو هِيَ زِيادَةٌ تَحدُثُ فِي البَدَنِ، كالغُدَّةِ تتحَرَّكُ إِذا حُرِّكَتْ، وَقد تكونُ من حِمَّصَةٍ إِلَى بِطِّيخَةٍ، كَمَا نَقله الجَوْهَرِيُّ، وَقد أَطالَ المُصَنِّفُ، هُنَا والمَدارُ كُلُّه على عبارَة الجَوْهَرِيّ، مَعَ ذِكرِه فِي محلَّينِ، فتأَمَّلْ. وَهُوَ مَسْلوعٌ، أَي بِهِ سِلْعَةٌ. السِّلْعَةُ أَيضاً: العَلَقُ، لأَنَّه يتعلَّقُ بالجَسَدِ كَهَيئَةِ الغُدَّة، ج: سِلَعٌ، كعِنَبٍ. السَّلْعَةُ، بِالْفَتْح: الشَّجَّةُ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، زَاد فِي اللسانِ: فِي الرَّأْسِ كائنةً مَا كَانَت، ويُحَرَّكُ، أَو هِيَ الَّتِي تَشُقُّ الجلدَ، ج: سَلَعاتٌ، مُحرَّكَةً، وسِلاعٌ، بالكَسر. والسَّلَعُ، مُحرَّكَةً: اسمُ جَمعٍ، كحلْقَةٍ وحَلَقٍ. وأَسْلَعَ الرَّجُلُ: صارَ ذَا سَلْعَةٍ، أَي شَجَّةٍ أَو دُبَيْلَةٍ. المِسْلَعُ: كمِنْبَرٍ: الدَّليلُ الْهَادِي، قَالَه الليثُ، وأَنشدَ للخَنساءِ وَهُوَ للَيلى الجُهَنِيَّةِ تَرْثَى أَخاها أَسْعَدَ:  (سَبّاقُ عادِيَةٍ وهادي سُرْبَةٍ  ...  ومُقاتِلٌ بَطَلٌ وهادٍ مِسْلَعُ) ويُروَى: ورأْسُ سَرِيَّةٍ، وإنَّما سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه يَشُقُّ الفلاةَ شَقّاً. والمَسلوعَةُ: المَحَجَّة، عَن ابْن عَبَّادٍ، قَالَ فِي اللِّسَان: لأَنَّها مَشقوقَةٌ، قَالَ مُلَيْحٌ: (وهُنَّ على مَسلوعَةٍ زِيَمِ الحَصى  ...  تُنيرُ وتَغشاها هَماليجُ طُلَّحُ) والتَّسليع فِي الجاهليَّة: كَانُوا إِذا أَسْنَتوا، أَي أَجدَبوا علَّقوا السَّلَعَ مَعَ العُشَرِ بثيرانِ الوَحْشِ، وحدَروها من الجِبال وأَشعلوا فِي ذَلِك السَّلَعِ والعُشَرِ النّارَ، يستمطِرونَ بذلك، قَالَ وَدّاك الطَّائِيّ: (لَا دَرَّ دَرُّ رِجالٍ خابَ سَعيُهُمُ  ...  يستمطِرونَ لَدَى الأَزْمَاتِ بالعُشَرِ) (أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقوراً مُسَلَّعَةً  ...  ذَريعةً لكَ بينَ الله والمَطَر) وقيلَ: كَانُوا يُوقِرونَ ظُهورَها من حَطَبِهِما، ثمَّ يُلقِحونَ النّارَ فِيهَا، يستمطِرونَ بلَهَبِ النّار) المُشَبَّه بسَنا البَرْقِ. وَقَول الجَوْهَرِيّ: علّقوه، قلتُ: لَيْسَ نَصُّ الجَوْهَرِيِّ كذلكَ، بل قَالَ: والسّلَع، بالتَّحريكِ: شَجَرٌ مُرٌّ، وَمِنْه المُسَلَّعَةُ، لأَنهم كَانُوا فِي الجَدْبِ يعلِّقونَ شَيْئا من هَذَا الشَّجر وَمن العُشَرِ بذُنابَى البَقَر، ثمَّ يُضْرِمونَ فِيهَا النّارَ وهم يُصَعِّدونَها فِي الجبَل، فيُمْطَرونَ، زَعَموا، وأَنشدَ قولَ الطَّائِيِّ، وَقَوله: بذُنابَى البَقَرَ غلَطٌ، والصَّوابُ: بأَذْنابِ البَقَرِ، وَقد سبقَ المُصنِّفَ إِلَى هَذِه التَّخْطِئَةِ غيرُه، فقد قرأْتُ بخَطِّ ياقوت المَوْصِلِيّ فِي هامِشِ نُسخَة الصِّحاح الَّتِي هِيَ بخَطِّه مَا نَصُّهُ: قَالَ أَبو سَهْلٍ الهَرَوِيُّ: قولُه: بذُنابَى البَقَر خَطَأٌ، والصَّوابُ بأَذنابِ البَقَرِ، لأَنَّ الذُنابَى واحِدٌ مِثْلُ الذَّنَبِ، وَفِي هامِشٍ آخَرَ، بخَطِّه أَيضاً: كَانَ فِي الأَصلِ بذُنابَى البَقَرَ، وَقد أُصلِحَ من خَطِّ أَبي زَكرِيّا بأَذنابِ البَقَرِ، وَهُوَ الصَّوابُ، لأَنَّ الذُنابَى واحِدٌ، ثمَّ رأَيْتُ العَلاّمَةَ الشَّيْخَ عبد القادرِ بنَ عُمَرَ البغدادِيَّ قد تكلَّمَ على البيتِ الَّذِي أَنشدَه الجَوْهَرِيّ فِي شرح شواهِدِ المُغني، وتعرَّضَ لكَلَام المُصَنِّفِ، وَنقل عَن خطّ ياقوت المَوْصِلِيِّ مَا نقلْتُه برُمَّتِه، ثمَّ قالَ: وَقد تبعَهما صاحِبُ الْقَامُوس، والغَلَطُ مِنْهُم لَا من الجَوْهَرِيِّ، فإنَّ غايَةَ مَا فيهِ التَّعبيرُ عَن الجَمعِ بالواحِدِ، وَهُوَ سائغٌ، قَالَ الله تَعَالَى: سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ أَي الأَدبارَ، وأَمّا غلَطُهُم فجهلُهُم بصِحَّةِ ذلكَ، وزَعمُهم أَنَّه خَطَأٌ. على أَنَّ غالِبَ النُّسَخِ كَمَا نقلْنا، وَقد نقلَ شيخُنا أَيضاً هَذَا الكلامَ، وفَوَّقَ بِهِ إِلَى المُصنِّف سِهامَ المَلامِ، ونسأَلُ الله حُسْنَ الخِتام. وَفِي الْبَيْت الَّذِي استشهَدَ بِهِ، وَهُوَ قولُ ودّاكٍ الطّائيِّ، تِسعةُ أَغلاطٍ، قَالَ شيخُنا: هُوَ بيتٌ مَشهورٌ، استدَلَّ بِهِ أَعلامُ اللُّغَةِ والنَّحوِ وغيرُهم، ونبَّهوا على أَغلاطِه، كَمَا فِي شُروحِ المُغني وشُروحِ شواهِدِه، فَلَيْسَتْ من مُخترعاتِه حتّى يتبَجَّحَ بهَا، بل هِيَ مَعروفَةٌ مَشهورَةٌ، وَقد أَورَدَها عبدُ الْقَادِر البَغدادِيُّ مَبسوطَةً، وساقَها أَحْسَنَ مَساقٍ، رحِمَه الله. وتَسَلَّعَ عَقِبُه، أَي تَشَقَّقَ، نَقله الصَّاغانِيُّ. وانْسَلَعَ: انْشَقَّ، نَقله الجَوْهَرِيّ وأَنشدَ للرَّاجِزِ، وَهُوَ أَبو محمّد الفَقْعَسِيُّ: من بارِئِ حِيصَ ودَامٍ مُنْسَلِعْ وَفِي اللِّسَان: هُوَ لِحُكَيْمِ بنِ مُعَيَّةَ الرَّبَعِيِّ، وأَوَّلَه: تَرى برِجْلَيْهِ شُقوقاً فِي كَلَعْ ومِمّا يُستَدرَكُ عَلَيْهِ: المُسْلِعُ، كمُحْسِنٍ: مَنْ بِهِ الدُّبَيْلَةُ. والسَّلَعُ، مُحَرَّكَةً: آثارُ النّار فِي الجِلدِ، ورَجُلٌ أَسْلَعُ: تُصيبُه النّارُ، فيحتَرِقُ، فيُرَى أَثَرُها فِيهِ. وسَلِعَ جِلْدُهُ بالنّار سَلَعاً. وسَلَعَ رأْسَه بالعَصا سَلْعاً: ضربَه فشَقَّه. ورَجُلٌ مَسلوعٌ، ومُنسَلِعٌ: مَشْجوجٌ. والأَسْلَعُ: الأَحدَبُ. وإنَّه لكَريمُ) السَّليعَةِ: أَي الخَليقَةِ. وهُما سَلْعانِ، أَي مِثلانِ، لغةٌ فِي الكَسْرِ. والمُسَلَّعَةُ: جماعةُ البَقَرِ الَّتِي يُعَلَّقُ فِي أَذنابِها من حَطَب السَّلَعِ، أَو يُوقَرُ على ظُهورِها، وَقد تقدَّم شاهِدُه. ويوسُفُ بنُ يعقوبَ بنِ أَبي القاسمِ السَّدوسِيُّ البَصْرِيُّ السَّلْعِيُّ، بِالْفَتْح، لسَلْعَةٍ فِي قفاهُ، قَالَ ابنُ رَسلان: وأَكثرُهم يُخطِئونَ وَيَقُولُونَ بكسْر السِّينِ المُهملَةِ.
المعجم: تاج العروس

لسع

المعنى: لسع لَسَعَتِ الحَيَّةُ والعَقْرَبُ، كمَنَعَ، تَلْسَعُ لَسْعاً، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أيْ: لَدَغَتْ وقالَ اللَّيْثُ: اللَّسْعُ للْعَقْرَبِ تَلْسَعُ بالحُمَةِ، ويُقَالُ: إنَّ  الحَيَّةَ أيْضاً تَلْسَعُ، وزَعَمَ أعْرابِيٌّ أنَّ مِنَ الحَيّاتِ مَا يَلْسَعُ بِلِسَانِه، كَلَسْعِ العَقْرَبِ بالحُمَةِ، ولَيْسَتْ لَهُ أسْنَانٌ، وَهُوَ مَلْسُوعٌ، ولَسِيعٌ، وكذلكَ الأُنْثَى، والجَمْعُ لَسْعَى ولُسَعاءُ، كقَتِيلٍ وقَتْلَى وقُتَلاءَ. ولَسَعَ فِي الأرْضِ: ذَهَبَ فِيها، عَن ابنِ عَبّادٍ. أَو اللَّسْعُ لِذَواتِ الإبَرِ مِنَ العَقَارِبِ والزَّنَابِيرِ، وأمّا الحَيّاتُ فإنَّها تَنْهَشُ وتَعَضُّ وتَجْذِبُ وتَنْشِطُ ويُقَالُ للعَقْرَبِ: قَدْ لَسَعَتْهُ، ولَسَبَتْهُ، وأبَرَتْهُ، ووكَعَتْهُ، وكَوَتْهُ، قالَ الأزْهَرِيُّ: هَذَا هُوَ المَسْمُوعُ من العَرَبِ وقالَ اللَّيْثُ: ويُقَالُ اللَّسْعُ لكُلِّ مَا ضَرَبَ بمُؤَخَّرِهِ، واللَّدْغُ بالفَمِ. وَمن المَجَازِ إنَّهُ للُسَعَةٌ، كهُمَزَةٍ، أَي قَرّاصَةٌ للنّاسِ بلِسَانِه، وقَدْ لَسَعَهُ بلِسانِه: إِذا آذاهُ وعابَهُ. ولَسْعَى، كسَكْرَى: ع: عَن ابْنِ دُرَيدٍ، قالَ: يُقْصَرُ ويُمَدُّ وَفِي التَّكْمِلَةِ: بَلدٌ على ساحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ. وهَادٍ مِلْسَعٌ، كمِنْبَرٍ: حاذِقٌ ماهِرٌ بالدَّلالَةِ، عَن ابْنِ عَبّادٍ، وكذلكَ مِسْلَعٌ. قالَ: واللَّسُوعُ، كصَبُورٍ: المَرْأَةُ الفارِكُ، زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ: تَلْسَعُ زَوْجَها بسَلاطَتِهَا، وهُوَ مَجازٌ. واللُّسُوعُ، بالضَّمِّ الشُّقُوقُ، كالسُّلُوعِ، عَن ابنِ عَبّادٍ. وَمن المَجَازِ ألْسَعَ بَيْنَهُم وآكَلَ: إِذا أغْرَى، كَمَا فِي المُحِيطِ والأسَاسِ. والمُلَسِّعَةُ، كمُحَدِّثةٍ: الجَمَاعَةُ المُقِيمُونَ، قَالَ أَبُو دُوَادٍ يَصِفُ الحَادِيَ: (مُفرِّقاً بَيْن أُلاَّفٍ مُلَسِّعَةٍ  ...  قد جانَبَ النّاسَ تَرْقيحاً وإشْفاقا)  والمُلَسَّعَةُ، كمُعَظَّمَةٍ: المُقِيمُ الّذِي لَا يَبْرَحُ، زادُوا الهاءَ للمُبَالغَةِ، قالَهُ اللَّيْثُ، وَبِه فَسَّرَ قَوْلَ امْرئ القَيسِ: (مُلَسَّعَةٌ بَينَ أرْباقِه  ...  بهِ عَسَمٌ يَبْتَغِي أرْنَبا) أَي: تَلْسَعُهُ الحَيّاتُ والعَقارِبُ، فَلَا يُبَالِي بهَا، بَلْ يُقِيمُ بَين غنمِه، وَهَذَا غرِيبٌ، لأنَّ الهاءَ إنّما تلْحَقُ للمُبَالغة أسماءَ الفاعِلين، لَا أسْماءَ المَفْعُولِين، ويُرْوَى: مُرَسَّعَةٌ، وَقد فسَّرنا معنى الْبَيْت هُنَاكَ فراجِعْه. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:) رَجُلٌ لسّاعٌ، كشّدادٍ: عَيّابَةٌ مُؤْذٍ، وَهُوَ مجازٌ. ولُسِّعَ الرَّجُلُ: أَقَامَ فِي مَنْزلِهِ فلمْ يَبْرَحْ. واللَّيْسَعُ، كصَقْيلٍ: اسمٌ أعْجَمِيٌّ، وتوَهَّم بعضُهُم أنَّها لُغةٌ فِي الْيَسَعِ. وألْسَعْتُه: أرْسَلْتُ إليهِ عَقرَبا تَلسَعُه. وأتَتْنِي مِنْه اللَّوَاسِعُ، أَي: النَّوافِرُ مِن الكَلِمِ، وَهُوَ مَجازٌ. ويَقُولونَ: النَّفْسُ حَيَّةٌ لسّاعَة، مَا دامَتْ حَيَّةً للسّاعَة. وَفِي الحَديثِ: لَا يُلْسَعُ المُؤْمن منْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ ويُرْوَى: لَا يُلْدَغُ واللَّسْعُ واللَّدْغُ سَواءٌ، وهُوَ على المَثَلِ، قالَ الخطّابِيُّ: رُوِيَ بضَمِّ العَيْنِ وكَسْرِها، فالضَّمُّ على وجْهِ الخَبَرِ، ومُعْناه: أنَّ المُؤْمِنَ هُو الكَيِّسُ الحازِمُ، الّذِي لَا يُؤْتَى من جِهَةِ الغَفْلَةِ، فيُخْدَعُ مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ، وهُوَ لَا يَفْطِنُ لذلكَ، وَلَا يَشْعُرُ بهِ، والمُرَادُ بهِ الخِدَاع فِي أمْرِ الدِّينِ لَا أمْرِ الدُّنْيَا وأمّا بالكَسْرِ فعَلى وجْهِ النَّهْي، أَي: لَا يُخْدَعَنَّ المُؤْمِنُ، وَلَا يُؤْتَيَنَّ مِنْ  ناحِيَةِ الغَفْلَةِ، فيقَعَ فِي مَكْرُوهٍ أَو شَرٍّ وهُوَ لَا يَشْعُرُ بهِ، ولكِنْ يَكُونُ فَطِناً حَذِراً، وَهَذَا التأوِيلُ أصْلَحُ لأنْ يكُونَ لأمْرِ الدِّينِ والدُّنْيا مَعًا.
المعجم: تاج العروس

حضر

المعنى: الحُضورُ: نقيض المَغيب والغَيْبةِ؛ حَضَرَ يَحْضُرُ حُضُوراً وحِضَارَةً؛ ويُعَدَّى فيقال: حَضَرَه وحَضِرَه يَحْضُرُه، وهو شاذ، والمصدر كالمصدر. وأَحْضَرَ الشيءَ وأَحْضَرَه إِياه، وكان ذلك بِحَضْرةِ فلان وحِضْرَتِه وحُضْرَتِه وحَضَرِه ومَحْضَرِه، وكلَّمتُه بِحَضْرَةِ فلان وبمَحَضْرٍ منه أَي بِمَشْهَدٍ منه، وكلمته أَيضاً بِحَضَرِ فلان، بالتحريك، وكلهم يقول: بِحَضَرِ فلان، بالتحريك. الجوهري: حَضْرَةُ الرجل قُرْبهُ وفِناؤّ. وفي حديث عمرو ابن سَلِمَة الجَرْمِيِّ: كنا بِحَضْرَةِ ماءٍ أَي عنده؛ ورجل خاصِرٌ وقوم حُضَّرٌ وحُضُورٌ. وإِنه لحَسنُ الحُضْرَةِ والحِضْرَةِ إذا حَضَرَ بخير. وفلان حَسَنُ المَحْضَرِ إذا كان ممن يذكر الغئبَ بخير. وأَبو زيد: هو رجل حَضِرٌ إذا حَضَرَ بخير. ويقال: إِنه لَيَعْرِفُ مَنْ بِحَضْرَتِهِ ومَنْ بِعَقْوَتِه.الأَزهري: الحَضْرَةُ قُرْبُ الشيء، تقول: كنتُ بِحَضْرَةِ الدار؛ وأَنشد الليث: فَشــَلَّتْ يــداه يــومَ يَحْمِـلُ رايَـةً إِلـى نَهْشـَلٍ، والقـومُ حَضـْرَة نَهْشـَلِ ويقال: ضربت فلاناً بِحَضُرَةِ فلان وبمَحْضَرِه. الليث: يقال حَضَرَتِ الصلاة، وأَهل المدينة يقولون: حَضِرَتْ، وكلهم يقول تَحْضَرُ؛ وقال شمر:يقال حَضِرَ القاضِيَ امرأَةٌ تَحْضَرُ؛ قال: وإِنما أُنْدِرَتِ التاء لوقوع القاضي بين الفعل والمرأَة؛ قال الأَزهري: واللغة الجيدة حَضَرَتْ تَحْضُرُ، وكلهم يقول تَحْضُرُ، بالضم؛ قال الجوهري: وأَنشدنا أَبو ثَرْوانَ العُكْلِيُّ لجرير على لغة حَضِرَتْ: مـا مَـنْ جَفانا إذا حاجاتُنا حَضِرَتْ، كَمَـنْ لنـا عنـدَه التَّكْريـمُ واللَّطَفُ والحَضَرُ: خلافُ البَدْوِ. والحاضِرُ: خلاف البادي. وفي الحديث: لا يَبِعْ حاضِرٌ لِبادٍ؛ الحاضر: المقيم في المُدُنِ والقُرَى، والبادي:المقيم بالبادية، والمنهي عنه أَن يأْتي البَدَوِيُّ البلدة ومعه قوت يبغي التَّسارُعَ إِلى بيعه رخيصاً، فيقول له الحَضَرِيُّ: اتركه عندي لأُغالِيَ في بيعه، فهذا الصنيع محرّم لما فيه من الإِضرار بالغير، والبيع إذا جرى مع المغالاة منعقد، وهذا إذا كانت السِّلْعَةُ مما تعم الحاجة إِليها كالأَقوات، فإِن كانت لا تعم أَو كَثُرَتِ الأَقواتُ واستغني عنها ففي التحريم تردُّد يعوّل في أَحدهما على عموم ظاهر النهي وحَسْمِ بابِ الضِّرارِ، وفي الثاني على معنى الضرورة. وقد جاء عن ابن عباس أَنه سئل لا يبع حاضر لباد قال: لا يكون له سِمْساراً؛ ويقال: فلان من أَهل الحاضرة وفلان من أَهل البادية، وفلان حَضَرِيٌّ وفلان بَدَوِيٌّ.والحِضارَةُ: الإِقامة في الحَضَرِ؛ عن أَبي زيد. وكان الأَصمعي يقول:الحَضارَةُ، بالفتح؛ قال القطامي: فَمَــنْ تَكُــنِ الحَضــَارَةُ أَعْجَبَتْهــ، فـــأَيَّ رجـــالِ بادِيَـــةٍ تَرانَــا ورجل حَضِرٌ: لا يصلح للسفر. وهم حُضُورٌ أَي حاضِرُونَ، وهو في الأَصل مصدر.والحَضَرُ والحَضْرَةُ والحاضِرَةُ: خلاف البادية، وهي المُدُنُ والقُرَى والرِّيفُ، سميت بذلك لأَن أَهلها حَضَرُوا الأَمصارَ ومَساكِنَ الديار التي يكون لهم بها قَرارٌ، والبادية يمكن أَن يكون اشتقاقُ اسمِها من بَدا يَبْدُو أَي بَرَزَ وظهر ولكنه اسم لزم ذلك الموضعَ خاصةً دونَ ما سواه؛ وأَهل الحَضَرِ وأَهل البَدْوِ. والحاضِرَةُ والحاضِرُ: الحَيُّ العظيم أَو القومُ؛ وقال ابن سيده: الحَيُّ إذا حَضَرُوا الدارَ التي بها مُجْتَمَعُهُمْ؛ قال: فــي حاضـِرٍ لَجِـبٍ بالليـلِ سـامِرُهُ، فيـهِ الصـَّواهِلُ والرَّايـاتُ والعَكَـرُ فصار الحاضر اسماً جامعاً كالحاجِّ والسَّامِرِ والجامِل ونحو ذلك. قال الجوهري: هو كما يقال حاضِرُ طَيِّءٍ، وهو جمع، كما يقال سامِرٌ للسُّمَّار وحاجٌّ للحُجَّاج؛ قال حسان: لنــا حاضــِرٌ فَعْــمٌ وبـادٍ، كَـأَنَّهُ قطِيـــنُ الإِلـــهِ عِـــزَّةً وتَكَرُّمــا وفي حديث أُسامة: وقد، أَحاطوا بحاضر فَعْمٍ. الأَزهري: العرب تقول حَيٌّ حاضِرٌ، بغير هاء، إذا كانوا نازلين على ماءٍ عِدٍّ، يقال: حاضِرُ بني فلانٍ على ماءِ كذا وكذا، ويقال للمقيم على الماء: حاضرٌ، وجمعه حُضُورٌ، وهو ضدّ المسافر، وكذلك يقال للمقيم: شاهدٌ وخافِضٌ. وفلان حاضِرٌ بموضع كذا أَي مقيم به. ويقال: على الماء حاضِرٌ وهؤلاء قوم حُضَّارٌ إذا حَضَرُوا المياه، ومَحاضِرُ؛ قال لبيد: فالوادِيــانِ وكــلُّ مَغْنــىً مِنْهُمُـ، وعلــى الميــاهِ مَحاضــِرٌ وخِيــامُ قال ابن بري: هو مرفوع بالعطف على بيت قبله وهو: أَقْـــوَى وعُـــرِّيَ واســِطٌ فَبِرامُــ، مـن أَهلِهِـ، فَصـُوائِقٌ فَخُزامُ وبعده: عَهْـدِي بهـا الحَـيَّ الجميعَ، وفيهمُ، قبـــلَ التَّفَرُّقِــ، مَيْســِرٌ ونِــدامُ وهذه كلها أَسماء مواضع. وقوله: عهدي رفع بالابتداء، والحيّ مفعول بعهدي والجميع نعته، وفيهم قبل التفرّق ميسر: جملة ابتدائية في موضع نصب على الحال وقد سدّت مسدّ خبر المبتدإِ الذي هو عهدي على حد قولهم: عهدي بزيد قائماً؛ وندام: يجوز أَن يكون جمع نديم كظريف وظراف ويجوز أَن يكون جمع ندمان كغرثان وغراث.قال: وحَضَرَةٌ مثل كافر وكَفَرَةٍ. وفي حديث آكل الضب: أَنَّى تَححضُرُنِي منَ اللهِ حاضِرَةٌ؛ أَراد الملائكة الذين يحضرونه. وحاضِرَةٌ: صفة طائفة أَو جماعة. وفي حديث الصبح: فإِنها مَشْهُودَة مَحْضُورَةٌ؛ أَي يحضرها ملائكة الليل والنهار. وحاضِرُو المِياهِ وحُضَّارُها: الكائنون عليها قريباً منها لأَنهم يَحْضُرُونها أَبداً. والمَحْضَرُ: المَرْجِعُ إِلى المياه. الأَزهري: المحضَر عند العرب المرجع إِلى أَعداد المياه، والمُنْتَجَعُ: المذهبُ في طلب الكَلإِ، وكل مُنْتَجَعٍ مَبْدىً، وجمع المَبْدَى مَبادٍ، وهو البَدْوُ؛ والبادِيَةُ أَيضاً: الذين يتباعدون عن أَعداد المياه ذاهبين في النُّجَعِ إِلى مَساقِط الغيث ومنابت الكلإِ.والحاضِرُون: الذين يرجعون إِلى المَحاضِرِ في القيظ وينزلون على الماء العِدِّ ولا يفارقونه إِلى أَن يقع ربيع بالأَرض يملأُ الغُدْرانَ فينتجعونه، وقوم ناجِعَةٌ ونواجِعُ وبادِيَةٌ وبوادٍ بمعنى واحد.وكل من نزل على ماءٍ عِدٍّ ولم يتحوّل عنه شتاء ولا صيفاً، فهو حاضر، سواء نزلوا في القُرَى والأَرْياف والدُّورِ المَدَرِيَّة أَو بَنَوُا الأَخْبِيَةَ على المياه فَقَرُّوا بها ورَعَوْا ما حواليها من الكلإِ. وأَما الأَعراب الذين هم بادية فإِنما يحضرون الماء العِدَّ شهور القيظ لحاجة النَّعَمِ إِلى الوِرْدِ غِبّاً ورَفْهاً وافْتَلَوُا الفَلَوَاِ المُكْلِئَةَ، فإِن وقع لهم ربيع بالأَرض شربوا منه في مَبْدَاهُمْ الذي انْتَوَوْهُ، فإِن استأْخر القَطْرُ ارْتَوَوْا على ظهور الإِبل بِشِفاهِهِمْ وخيلهم من أَقرب ماءٍ عِدٍّ يليهم، ورفعوا أَظْماءَهُمْ إِلى السَّبْعِ والثِّمْنِ والعِشْرِ، فإِن كثرت فيه الأَمطار والْتَفَّ العُشْبُ وأَخْصَبَتِ الرياضُ وأَمْرَعَتِ البلادُ جَزَأَ النَّعَمُ بالرَّطْبِ واستغنى عن الماء، وإِذا عَطِشَ المالُ في هذه الحال وَرَدَتِ الغُدْرانَ والتَّناهِيَ فشربتْ كَرْعاً وربما سَقَوْها من الدُّحْلانِ. وفي حديث عَمْرِو بن سَلِمَةَ الجَرْمِيّ: كنا بحاضِرٍ يَمُرُّ بنا الناسُ؛ الحاضِرُ: القومُ النُّزُولُ على ماء يقيمون به ولا يَرْحَلُونَ عنه. ويقال للمَناهِل:المَحاضِر للاجتماع والحضور عليها. قال الخطابي: ربما جعلوا الحاضِرَ اسماً للمكان المحضور. يقال: نزلنا حاضِرَ بني فلان، فهو فاعل بمعنى مفعول. وفي الحديث: هِجْرَةُ الحاضِرِ؛ أَي المكان المحضور.ورجل حَضِرٌ وحَضَرٌ: يَتَحَيَّنُ طعام الناس حتى يَحْضُرَهُ. الأَزهري عن الأَصمعي: العرب تقول: اللَّبَنُ مُحْتَضَرٌ ومَحْضُورٌ فَغَطِّهِ أَي كثير الآفة يعني يَحْتَضِرُه الجنّ والدواب وغيرها من أَهل الأَرض، والكُنُفُ مَحْضُورَةٌ. وفي الحديث: إِن هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ؛ أَي يحضُرها الجنّ والشياطين. وقوله تعالى: وأَعوذ بك رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ؛ أَي أَن تصيبني الشياطين بسوء.وحُضِرَ المريض واحْتُضِرَ إذا نزل به الموتُ؛ وحَضَرَنِي الهَمُّ واحْتَضَرَ بيِ وتَحَضَّرَنِي. وفي الحديث: أَنه، عليه الصلاة والسلام، ذَكَرَ الأَيامَ وما في كل منها من الخير والشر ثم قال: والسَّبْتُ أَحْضَرُ إِلا أَن له أَشْطُراً؛ أَي هو أَكثر شرّاً، وهو أَفْعَلُ من الحُضُورِ؛ ومنه قولهم: حُضِرَ فلان واحْتُضِرَ إذا دنا موته؛ قال ابن الأَثير: وروي بالخاءِ المعجمة، وقيل: هو تصحيف، وقوله: إِلا أَن له أَشْطُراً أَي خيراً مع شره؛ ومنه: حَلَبَ الدهرَ الأَشْطُرَهُ أَي نال خَيْرَهُ وشَرَّه.وفي الحديث: قُولُوا ما يَحْضُرُكُمْ؛ أَي ما هو حاضر عندكم موجود ولا تتكلفوا غيره.والحَضِيرَةُ: موضع التمر، وأَهل الفَلْحِ يُسَمُّونها الصُّوبَةَ، وتسمى أَيضاً الجُرْنَ والجَرِينَ. والحَضِيرَةُ: جماعة القوم، وقيل: الحَضِيرَةُ من الرجال السبعةُ أَو الثمانيةُ؛ قال أَبو ذؤيب أَو شهاب ابنه: رِجــالُ حُــرُوبٍ يَســْعَرُونَ، وحَلْقَــةٌ مـن الدار، لا يأْتي عليها الحضائِرُ وقيل: الحَضِيرَةُ الأَربعة والخمسة يَغْزُونَ، وقيل: هم النَّفَرُ يُغْزَى بهم، وقيل: هم العشرة فمن دونهم؛ الأَزهري: قال أَبو عبيد في قول سَلْمَى الجُهَنِيَّةِ تمدح رجلاً وقيل ترثيه: يَــرِدُ المِيــاهَ حَضــِيرَةً ونَفِيضـَةً، وِرْدَ القَطــاةِ إذا اســْمَأَلَّ التُّبَّـعُ اختلف في اسم الجهنية هذه فقيل: هي سلمى بنت مَخْدَعَةَ الجهنية؛ قال ابن بري: وهو الصحيح، وقال الجاحظ: هي سُعْدَى بنت الشَّمَرْدَل الجهنية.قال أَبو عبيد: الحَضِيرَةُ ما بين سبعة رجال إِلى ثمانية، والنَّفِيضَةُ:الجماعة وهم الذين يَنْفُضُونَ. وروى سلمة عن الفراء قال: حَضِيرَةُ الناس ونَفِيضَتُهم الجماعَةُ. قال شمر في قوله حضيرةً ونفيضةً، قال: حضيرة يحضرها الناس يعني المياه ونفيضة ليس عليها أَحد؛ حكي ذلك عن ابن الأَعرابي ونصب حضيرة ونفيضة على الحال أَي خارجة من المياه؛ وروي عن الأَصمعي: الحضيرة الذين يحضرون المياه، والنفيضة الذين يتقدمون الخيل وهم الطلائع؛ قال الأَزهري: وقول ابن الأَعرابي أَحسن. قال ابن بري: النفيضة جماعة يبعثون ليكشفوا هل ثَمَّ عدوّ أَو خوف. والتُّبَّعُ: الظل. واسْمَأَلَّ:قَصُرَ، وذلك عند نصف النهار؛ وقبله: ســــَبَّاقُ عادِيـــةٍ ورأْسُ ســـَرِيَّةٍ، ومُقاتِـــلٌ بَطَـــلٌ وَهـــادٍ مِســْلَعُ المِسْلَعُ: الذي يشق الفلاة شقّاً، واسم المَرْثِيِّ أَسْعَدُ وهو أَخو سلمى؛ ولهذا تقول بعد البيت: أَجَعَلْـــتَ أَســْعَدَ لِلرِّمــاحِ دَرِيئَةً، هَبَلَتْــكَ أُمُّكَــ، أَيَّ جَــرْدٍ تَرْقَعُــ؟ الدَّرِيئَةُ: الحَلْقَةُ التي يتعلم عليها الطعن؛ والجمع الحضائر؛ قال أَبو شهاب الهذلي: رِجــالُ حُــرُوبٍ يَســْعَرُونَ، وحَلْقَــةٌ مـن الدار، لا تَمْضِي عليها الحضائِرُ وقوله رجال بدل من معقل في بيت قبله وهو: فلو أَنهمْ لم يُنْكِرُوا الحَقَّ، لم يَزَلْ لهــم مَعْقِــلٌ مِنَّــا عَزيـزٌ وناصـِرُ يقول: لو أَنهم عرفوا لنا محافظتنا لهم وذبَّنا عنهم لكان لهم منا مَعْقِلٌ يلجؤُون إِليه وعز ينتهضون به. والحَلْقَةُ: الجماعة. وقوله: لا تمضي عليها الحضائر أَي لا تجوز الحضائر على هذه الحلقة لخوفهم منها. ابن سيده: قال الفارسي حَضيرَة العسكر مقدّمتهم. والحَضِيرَةُ: ما تلقيه المرأَة من وِلادِها. وحَضِيرةُ الناقة: ما أَلقته بعد الولادة. والحَضِيرَةُ:انقطاع دمها. والحَضِيرُ: دمٌ غليظ يجتمع في السَّلَى. والحَضِيرُ: ما اجتمع في الجُرْحِ من جاسِئَةِ المادَّةِ، وفي السَّلَى من السُّخْدِ ونحو ذلك. يقال: أَلقت الشاةُ حَضِيرتَها، وهي ما تلقيه بعد الوَلَدِ من السُّخْدِ والقَذَى. وقال أَبو عبيدة: الحَضِيرَةُ الصَّاءَةُ تَتْبَعُ السَّلَى وهي لفافة الولد.ويقال للرجل يصيبه اللَّمَمُ والجُنُونُ: فلان مُحْتَضَرٌ؛ ومنه قول الراجز: وانْهَــمْ بِـدَلْوَيْكَ نَهِيـمَ المُحْتَضـَرْ، فقــد أَتتــكَ زُمَــراً بعــد زُمَــرْ والمُحْتَضِرُ: الذي يأْتي الحَضَرَ. ابن الأَعرابي: يقال لأُذُنِ الفيل: الحاضِرَةُ ولعينه الحفاصة وقال: الحَضْرُ التطفيل وهو الشَّوْلَقِيُّ وهو القِرْواشُ والواغِلُ، والحَضْرُ: الرجل الواغِلُ الرَّاشِنُ.والحَضْرَةُ: الشِّدَّةُ. والمَحْضَرُ: السِّجِلُّ. والمُحاضَرَةُ: المجالدة، وهو أَن يغالبك على حقك فيغلبك عليه ويذهب به. قال الليث: المُحاضَرَةُ أَن يُحاضِرَك إِنسان بحقك فيذهب به مغالبةً أَو مكابرة. وحاضَرْتُه: جاثيته عند السلطان، وهو كالمغالبة والمكاثرة. ورجل حَضْرٌ: ذو بيان. وتقول: حَضَارِ بمعنى احْضُرْ، وحَضَارِ، مبنية مؤنثة مجرورة أَبداً: اسم كوكب؛ قال ابن سيده: هو نجم يطلع قبل سُهَيْلٍ فتظن الناس به أَنه سهيل وهو أَحد المُحْلِفَيْنِ. الأَزهري: قال أَبو عمرو بن العلاء يقال طلعت حَضَارِ والوَزْنُ، وهما كوكبان يَطْلُعانِ قبل سهيل، فإِذا طلع أَحدهما ظن أَنه سهيل للشبه، وكذلك الوزن إذا طلع، وهما مُحْلِفانِ عند العرب، سميا مُحْلِفَيْنِ لاخْتِلافِ الناظرين لهما إذا طلعا، فيحلف أَحدهما أَنه سهيل ويحلف الآخر أَنه ليس بسهيل؛ وقال ثعلب: حَضَارِ نجم خَفِيٌّ في بُعْدٍ؛ وأَنشد: أَرَى نــارَ لَيْلَـى بـالعَقِيقِ كأَنَّهـا حَضـَارِ، إذا مـا أَعْرَضـَتْ، وفُرُودُهـا الفُرُودُ: نجوم تخفى حول حَضَارِ؛ يريد أَن النار تخفى لبعدها كهذا النجم الذي يخفى في بعد. قال سيبويه: أَما ما كان آخره راء فإن أَهل الحجاز وبني تميم متفقون فيه، ويختار فيه بنو تميم لغة أَهل الحجاز، كما اتفقوا في تراك الحجازية لأَنها هي اللغة الأُولى القُدْمَى، وزعم الخليل أَن إِجْناحَ الأَلف أَخفُّ عليهم يعني الإِمالةَ ليكون العمل من وجه واحد، فكرهوا تركَ الخِفَّةِ وعلموا أَنهم إِن كسروا الراء وصلوا إِلى ذلك وأَنهم إِن رفعوا لم يصلوا؛ قال: وقد يجوز أَن ترفع وتنصب ما كان في آخره الراء، قال: فمن ذلك حَضَارِ لهذا الكوكب، وسَفَارِ اسم ماء، ولكنهما مؤنثان كماوِيَّةَ؛ وقال: فكأَنَّ تلك اسم الماءة وهذه اسم الكوكبة.والحِضارُ من الإِبل: البيضاء، الواحد والجمع في ذلك سواء. وفي الصحاح:الحِضارُ من الإِبل الهِجانُ؛ قال أَبو ذؤيب يصف الخمر: فمــا تُشــْتَرَى إِلاَّ بِرِبْحٍـ، سـِباؤُها بَنــاتُ المَخاضـِ: شـُؤمُها وحِضـارُها شومها: سودها؛ يقول: هذه الخمر لا تشترى أَلا بالإِبل السود منها والبيض؛ قال ابن بري: والشوم بلا همز جمع أَشيم وكان قياسه أَن يقال شِيمٌ كأَبيض وبِيضٍ، وأَما أَبو عمرو الشَّيْباني فرواه شيمها على القياس وهما بمعنىً، الواحدُ أَشْيَمُ؛ وأَما الأَصمعي فقال: لا واحد له، وقال عثمان بن جني: يجوز أَن يجمع أَشْيَمُ على شُومٍ وقياسه شِيمٌ، كما قالوا ناقة عائط للتي لم تَحْمِلْ ونوق عُوط وعِيط، قال: وأَما قوله إِن الواحد من الحِضَارِ والجمعَ سواء ففيه عند النحويين شرح، وذلك أَنه قد يتفق الواحد والجمع على وزن واحد إِلا أَنك تقدّر البناء الذي يكون للجمع غير البناء الذي يكون للواحد، وعلى ذلك قالوا ناقة هِجانٌ ونوق هِجانٌ، فهجان الذي هو جمع يقدّر على فِعَالٍ الذي هو جمعٌ مثل ظِرافٍ، والذي يكون من صفة المفرد تقدره مفرداً مثل كتاب، والكسرة في أَول مفرده غير الكسرة التي في أَوَّل جمعه، وكذلك ناقة حِضار ونوق حِضار، وكذلك الضمة في الفُلْكِ إذا كان المفردَ غَيْرُ الضمة التي تكون في الفلك إذا كان جمعاً، كقوله تعالى:في الفُلْكِ المشحون؛ هذه الضمة بإِزاء ضمة القاف في قولك القُفْل لأَنه واحد، وأَما ضمة الفاء في قوله تعالى: والفُلْكِ التي تجري في البحر: فهي بإِزاء ضمة الهمزة في أُسْدٍ، فهذه تقدّرها بأَنها فُعْلٌ التي تكون جمعاً، وفي الأَوَّل تقدرها فَعْلاً التي هي للمفرد. الأَزهري: والحِضارُ من الإِبل البيض اسم جامع كالهِجانِ؛ وقال الأُمَوِيُّ: ناقة حِضارٌ إذا جمعت قوّة ورِحْلَةً يعني جَوْدَةَ المشي؛ وقال شمر: لم أَسمع الحِضارَ بهذا المعنى إِنما الحِضارُ بيض الإِبل، وأَنشد بيت أَبي ذؤيب شُومُها وحِضارُها أَي سودها وبيضها.والحَضْراءُ من النوق وغيرها: المُبادِرَةُ في الأَكل والشرب. وحَضارٌ:اسم للثور الأَبيض.والحَضْرُ: شَحْمَةٌ في العانة وفوقها. والحُضْرُ والإِحْضارُ: ارتفاع الفرس في عَدْوِه؛ عن الثعلبية، فالحُضْرُ الاسم والإِحْضارُ المصدر.الأَزهري: الحُضْرُ والحِضارُ من عدو الدواب والفعل الإِحْضارُ؛ ومنه حديث وُرُودِ النار: ثم يَصْدُرُونَ عنها بأَعمالهم كلمح البرق ثم كالريح ثم كحُضْرِ الفرس؛ ومنه الحديث أَنه أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فرسه بأَرض المدينة؛ ومنه حديث كعبِ بن عُجْرَةَ: فانطلقتُ مُسْرِعاً أَو مُحْضِراً فأَخذتُ بِضَبُعِهِ. وقال كراع: أَحْضَرَ الفرسُ إِحْضَاراً وحُضْراً، وكذلك الرجل، وعندي أَن الحُضْرَ الاسم والإِحْضارَ المصدرُ. واحْتَضَرَ الفرسُ إذا عدا، واسْتَحْضَرْتُه: أَعْدَيْتُه؛ وفرس مِحْضِيرٌ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء. وفرس مِحْضِيرٌ ومِحْضارٌ، بغير هاء للأُنثى، إذا كان شديد الحُضْرِ، وهو العَدْوُ. قال الجوهري: ولا يقال مِحْضار، وهو من النوادر، وهذا فرس مِحْضير وهذه فرس مِحْضِيرٌ. وحاضَرْتُهُ حِضاراً:عَدَوْتُ معه.وحُضَيْرُ الكتائِب: رجلٌ من سادات العرب، وقد سَمَّتْ حاضِراً ومُحاضِراً وحُضَيْراً. والحَضْرُ: موضع. الأَزهري: الحَضْرُ مدينة بنيت قديماً بين دِجْلَةَ والفُراتِ. والحَضْرُ: بلد بإِزاء مَسْكِنٍ. وحَضْرَمَوْتُ:اسم بلد؛ قال الجوهري: وقبيلة أَيضاً، وهما اسمان جعلا واحداً، إِن شئت بنيت الاسم الأَول على الفتح وأَعربت الثاني إِعراب ما لا ينصرف فقلت:هذا حَضْرَمَوْتُ، وإِن شئت أَضفت الأَول إِلى الثاني فقلت: هذا حَضْرُمَوْتٍ، أَعربت حضراً وخفضت موتاً، وكذلك القول في سامّ أَبْرَض ورَامَهُرْمُز، والنسبة إِليه حَضْرَمِيُّ، والتصغير حُضَيْرُمَوْتٍ، تصغر الصدر منهما؛ وكذلك الجمع تقول: فلان من الحَضارِمَةِ. وفي حديث مصعب بن عمير: أَنه كان يمشي في الحَضْرَمِيِّ؛ هو النعل المنسوبة إِلى حَضْرَمَوْت المتخذة بها.وحَضُورٌ: جبل باليمن أَو بلد باليمن، بفتح الحاء؛ وقال غامد: تَغَمَّــدْتُ شـَرّاً كـان بيـن عَشـِيرَتِي، فَأَسـْمَانِيَ القَيْـلُ الحَضـُورِيُّ غامِـدَا وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كُفِّنَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، في ثوبين حَضُورِيَّيْن؛ هما منسوبان إِلى حَضُورٍ قرية باليمن. وفي الحديث ذكر حَضِيرٍ، وهو بفتح الحاء وكسر الضاد، قاع يسيل عليه فَيْضُ النَّقِيع، بالنون.
المعجم: لسان العرب

بقر

المعنى: البَقَرُ: اسم جنس. ابن سيده: البَقَرَةُ من الأَهلي والوحشي يكون للمذكر والمؤنث، ويقع على الذكر والأُنثى؛ قال غيره: وإِنما دخلته الهاء على أَنه واحد من جنس، والجمع البَقَراتُ. قال ابن سيده: والجمع بَقَرٌ وجمع البَقَرِ أَبْقَرُ كزَمَنٍ وأَزْمُنٍ؛ عن الهجري، وأَنشد لمقبل بن خويلد الهذلي: كـــأَنَّ عَرُوضــَيْهِ مَحَجَّــةُ أَبْقُــرٍ لَهُنَّـ، إذا مـا رُحْنَ فيها، مَذاعِقُ فأَما بَقَرٌ وباقِرٌ وبَقِيرٌ وبَيْقُورٌ وباقُورٌ وباقُورةٌ فأَسماء للجمع؛ زاد الأَزهري: وبَواقِر؛ عن الأَصمعي، قال: وأَنشدني ابن أَبي طرفة: وسـَكَّنْتُهُمْ بـالقَوْلِ، حَتَّـى كَـأَنَّهُمْ بَـواقِرُ جُلْـحٌ أَسـْكَنَتْها المَراتِـعُ وأَنشد غير الأَصمعي في بيقور: ســَلَعٌ مَّــا، ومِثلُــه عُشــَرٌ مَّـا عــائلٌ مَّــا، وعـالَتِ البَيْقُـورا وأَنشد الجوهري للورل الطائي: لا دَرَّ دَرُّ رِجَـــالٍ خَــابَ ســَعْيُهُمُ يَسـْتَمْطِرُونَ لَـدَى الأَزمَـات بالعُشَرِ أَجاعِــلٌ أَنْــتَ بَيْقُــوراً مُسـَلَّعَةً ذَرِيعَـةً لـك بَيْـنَ اللـهِ والْمَطَرِ؟ وإِنما قال ذلك لأَن العرب كانت في الجاهلية إذا استسقوا جعلوا السَّلَعَةَ والعُشَرَ في أَذناب البقر وأَشعلوا فيه النار فتضج البقر من ذلك ويمطرون.وأَهل اليمن يسمون البَقَرَ: باقُورَةً. وكتب النبي، صلى الله عليه وسلم، في كتاب الصدقة لأَهل اليمن: في ثلاثين باقورةً بَقَرَةٌ.الليث: الباقر جماعة البقر مع رعاتها، والجامل جماعة الجمال مع راعيها.ورجلٌ بَقَّارٌ: صاحب بقر.وعُيونُ البَقَرِ: ضَرْبٌ من العنب.وبَقِرَ: رَأَى بَقَرَ الوحش فذهب عقله فرحاً بهن.وبَقِرَ بَقَراً وبَقَرَاً، فهو مَبْقُور وبَقِيرٌ: شُقه. وناقة بَقِيرٌ: شُقَّ بطنها عن ولدها أَيَّ شَقٍّ؛ وقد تَبَقَّر وابْتَقَر وانْبَقَر؛ قال العجاج: تُنْتَــجُ يَــرْمَ تُلْقِــحُ انْبِقَــارا وقال ابن الأَعرابي في حديث له: فجاءت المرأَة فإِذا البيت مِبْقُورٌ أَي منتثر عَتَبَتُهُ وعِكْمُه الذي فيه طعامه وكل ما فيه.والبِقِيرُ والبَقِيرةُ: بُرْدٌ يُشَقُّ فَيُلْبَسُ بلا كُمَّيْنِ ولا جَيْب، وقيل: هو الإِتْبُ. الأَصمعي: البَقِيرةُ أَن يؤْخذ بُرد فيشق ثم تلقيه المرأَة في عنقها من غير كمين ولا جيب، والإِتْبُ قميص لا كمين له تلبسه النساء. التهذيب: روى الأَعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في حديث هدهد سليمان قال: بينما سليمان في فلاة احتاج إِلى الماء فدعا الهدهد فَبَقَر الأَرضَ فأَصاب الماء، فدعا الشياطين فسلخوا مواضع الماء كما يسلخ الإِهاب فخرج الماء؛ قال الأَزهري: قال شمر فيما قرأْت بخطه معنى بَقَرَ نظر موضع الماء فرأَى الماء تحت الأَرض فأَعلم سليمان حتى أَمر بحفره؛ وقوله فسلخوا أَي حفروا حتى وجدوا الماء.وقال أَبو عدنان عن ابن نباتة: المُبَقِّرُ الذي يخط في الأَرض دَارَةً قدر حافر الفرس، وتدعى تلك الدارة البَقْرَةَ؛ وأَنشد غيره: بِهـا مِثْـلُ آثَـارِ المُبَقِّـر مَلْعـب وقال الأَصمعي: بَقَّرَ القومُ ما حولهم أي حفروا واتخذوا الركايا.والتبقر: التوسع في العلم والمال. وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين بن علي الباقر، رضوان الله عليهم، لأَنه بقر العلم وعرف أَصله واستنبط فرعه وتَبقَّر في العلم. وأَصل البقر: الشق والفتح والتوسعة. بَقَرْتُ الشيءَ بَقْراً: فتحته ووسعته. وفي حديث حذيفة: فما بال هؤلاء الذين يَبْقُرونَ بيوتنا أَي يفتحونها ويوسعونها؛ ومنه حديث الإِفك: فَبَقَرْتُ لها الحديث أَي فتحته وكشفته. وفي الحديث: فأَمر ببقرة من نحاس فأُحميت؛ قال ابن الأَثير: قال الحافظ أَبو موسى: الذي يقع لي في معناه أَنه لا يريد شيئاً مصوغاً على صورة البقرة، ولكنه ربما كانت قِدْراً كبيرةً واسعةً فسماها بَقَرَةً مأْخوذاً من التَّبَقُّرِ التَّوَسُّع، أَو كان شيئاً يسع بقرة تامّة بِتَوابلها فسميت بذلك. وقولهم: ابْقُرْها عن جَنينها أَي شُقَّ بطنها عن ولدها، وبَقِرَ الرجل يَبْقَرُ بَقَراً وبَقْراً، وهو أَن يَحْسِرَ فلا يكاد يُبصر؛ قال الأَزهري: وقد أَنكر أَبو الهيثم فما أَخبرني عنه المنذري بَقْراً، بسكون القاف؛ وقال: القياس بَقَراً على فَعَلاً لأَنه لازم غير واقع.الأَصمعي: بَيْقَرَ الفرسُ إذا خَامَ بيده كما يَصْفِنُ برجله.والبَقِير: المُهْرُ يولد في ماسكَةٍ أَو سَلىً لأَنه يشق عليه. والبَقَرُ: العيال. وعليه بَقَرَةٌ من عيالٍ ومالٍ أَي جماعةٌ. ويقال: جاء فلان يَجُرُّ بَقَرَةً أَي عيالاً. وتَبَقَّرَ فيها وتَبَيْقَرَ: توسع. وروي عن النبي،صلى الله عليه وسلم، أَنه نهى عن التَّبَقُّر في الأَهل والمال؛ قال أَبو عبيد: قال الأَصمعي يريد الكثرة والسَّعة، قال: وأَصل التَّبَقُّرِ التوسعُ والتَّفَتُّح؛ ومنه قيل: بَقَرْتُ بطنه إنما هو شْققته وفتحته. ومنه حديث أُم سليم: إن دنا مني أَحد من المشركين بَقَرْتُ بَطْنَهُ. قال أَبو عبيد: ومن هذا حديث أَبي موسى حين أَقبلت الفتنة بعد مقتل عثمان، رضي الله عنه، فقال إِن هذه الفتنة باقرة كداء البطن لا يُدْرَى أَنَّى يُؤْتى لَهُ؛ إِنما أَراد أَنها مفسدة للدين ومفرقة بين الناس ومُشَتِّتَةٌ أُمورهم، وشبهها بوجع البطن لأَنه لا يُدْرَى ما هاجه وكيف يُدَاوَى ويتأَتى له. وبَيْقَرَ الرجلُ: هاجر من أَرض إِلى أَرض. وبَيْقَرَ: خرج إلى حيث لا يَدْرِي. وبَيْقَرَ: نزل الحَضَرَ وأَقام هناك وترك قومه بالبادية، وخص بعضهم به العراق، وقول امرئ القيس: أَلا هَـلْ أَتَاهَـا، والحـوادثُ جَمَّـةٌ بأَنَّ امْرَأَ القَيْسِ بِنَ تَمْلِكَ بَيْقَرا؟ يحتمل جميع ذلك. وبَيْقَرَ: أَعْيَا. وبَيْقَر: هلَك. وبيقر: مشَى مِشْيَةَ المُنَكِّسِ. وبَيْقَرَ: أَفسد؛ عن ابن الأَعرابي، وبه فسر قوله: وقـد كـانَ زَيْـدٌ، والقُعُودُ بأَرْضِهِ كَرَاعِــي أُنَـاسٍ أَرْسـَلُوه فَـبيْقرَا والبيقرة: الفساد. وقوله: كراعي أُناس أَي ضيع غنمه للذئب؛ وكذلك فسر بالفساد قوله: يـا مَـنْ رَأَى النُّعْمـانَ كانَ حِيَرَا فَســُلَّ مِــنْ ذلــك يَــوْمَ بَيْقَـرَا أَي يوم فساد. قال ابن سيده: هذا قول ابن الأَعرابي جعله اسماً؛ قال: ولا أَدري لترك صرفه وجهاً إِلاَّ أَن يضمنه لضمير ويجعله حكاية، كما قال: نُبِّئْتُ أَخْـــوالي بَنـــي يَزِيـــدُ بَغيْـــاً علينـــا لَهُــمْ فَدِيــدُ ضمن يزيد الضمير فصار جملة فسمي بها فحكي؛ ويروى: يوماً بيقرا أَي يوماً هلك أَو فسد فيه ملكه. وبَقِرَ الرجل، بالكسر، إذا أَعيا وحَسَرَ، وبَيْقَرَ مثله. ابن الأَعرابي: بيقر إذا تحير. يقال: بَقِرَ الكلب وبَيْقَر إذا رأَى البَقَرَ فتحير، كما يقال غَزِلَ إذا رأَى الغزال فَلَهِيَ.وبَيْقَرَ: خرج من بلد إلى بلد. وبَيْقَر إذا شك، وبَيْقَرَ إذا حَرَصَ على جمع المال ومنعه. وبَيْقَر إذا مات، وأَصْلُ البَيْقَرَة الفساد.وبَيْقَرَ الرجل في ماله إذا أَسرع فيه وأَفسده. ورورى عمرو عن أَبيه: البَيْقَرَة كثرة المتاع والمال. أَبو عبيدة: بَيْقَرَ الرجل في العَدْو إذا اعتمد فيه. وبَيْقَر الدار إذا نزلها واتخذها منزلاً.ويقال: فتنة باقرة كداء البطن، وهو الماء الأَصفر. وفي حديث أَبي موسى: سمعت رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: سيأْتي على الناس فتْنَةٌ باقِرَةٌ تَدَعُ الحليمَ حَيْرانَ؛ أَي واسعَةٌ عظيمةٌ. كفانا الله شرها. والبُقَّيْرَى، مثال السُّمَّيْهى: لعبة الصبيان، وهي كومة من تراب وحولها خطوط. وبَقَّرَ الصبيانُ: لعبوا البُقَّيْرَى، يأْتون إِلى موضع قد خبئ لهم فيه شيء فيضربون بأَيديهم بلا حفر يطلبونه؛ قال طفيل الغَنَوِيُّ يصف فرساً: أَبَنَّــتْ فمـا تَنْفَـكُّ حَـوْلَ مُتَـالِعٍ لهـا مِثـلُ آثـارِ المُبَقِّـرِ مَلْعَـبُ قال ابن بري: قال الجوهري: في هذا البيت يصف فرساً، وقوله ذلك سهو وإِنما هو يصف خيلاً تلعب في هذا الموضع، وهو ما حول متالع، ومتالع: اسم جبل. والبُقَّارُ: تراب يجمع بالأَيدي فيجعل قُمَزاً قَمزاً ويلعب به، جعلوه اسماً كالقِذَافِ؛ والقُمَزُ كأَنها صوامع، وهو البُقَّيْرَى؛ وأَنشد: نِيــطَ بِحَقْويَهــا خَمِيــسٌ أَقْمَــرُ جَهْمٌــ، كبُقَّــارِ الوليـدِ، أَشـْعَرُ والبقار: اسم واد؛ قال لبيد: فَبَــاتَ الســَّيلُ يَرْكــبُ جـانِبَيْهِ مــن البَقَّـارِ، كالعَمِـدِ الثَّقَـال والبَقَّارُ: موضع.والبَيْقرَةُ: اسراع يطأْطئ الرجل فيه رأْسه؛ قال المثَقِّبُ العَبْدِيّ، ويروى لِعَدِيِّ بن ودَاع: فَبــاتَ يَجْتَــابُ شــُقارَى، كمــا بَيْقَــرَ مـنْ يَمْشـِي إِلـى الجَلْسـَدِ وشُقارَى، مخفف من شُقَّارَى: نبت، خففه للضرورة، ورواه أَبو حنيفة في كتابه النبات: من يمشي إلى الخَلَصَة، قال: والخَلَصَةُ الوَثَنُ، وقد تقدم في فصل جسد.والبَيْقَرانُ: نَبْتٌ. قال ابن دريد: ولا أَدري ما صحته.وبَيْقُور: موضع، وذو بَقَرٍ: موضع.وجاد بالشُّقَّارَى والبُقَّارَى أَي الداهية.
المعجم: لسان العرب

بقر

المعنى: بقر : (البَقَرَةُ) مِن الأَهْلِيِّ والوَحْشِيِّ يكونُ (للمذكَّر والمؤنَّث) ، ويَقَعُ على الذَّكَر والأُنثى، كَذَا فِي المُحكَم، وإِنّما دَخَلَتْه الهاءِ على أَنه واحِدٌ من جنْسٍ، (م) ، أَي معروفٌ. (ج بَقَرٌ) بِحَذْف الهاءِ (وَبَقَراتٌ، وبُقُرٌ، بضمَّتَين، وبُقّارٌ) ، كرُمّان، (وأُبْقُورٌ) وِزان أُفْعُول، (وبَواقِرُ) ، وهاذا الأَخيرُ نقلَه الأَزهريُّ عَن الأَصمعيّ، قَالَ: وأَنشدَنِي ابنُ أَبي طَرفةَ: وَسَكَّتّهُمْ بالقَوْلِ حتَّى كأَنَّهُمْ بَوَاقِرُ جُلْحٌ أَسْكَنَتْهَا المَرَاتَعُ  (وأَمّا باقِرٌ وَبَقِيرٌ وبَيْقُورٌ وباقُورٌ وباقُورَةٌ فأَسمَاءُ للجَمْع) ، وهاذا نصّ عبارَةِ المُحْكَم، وَقَالَ: وجمعُ البَقَرِ أَبْقُرٌ. كزَمَنٍ وأَزْمُنٍ. وأَنْشَدَ لمَعْقِلِ بن خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيِّ: كأَنَّ عَرُوضَيْه مَحَجَّةُ أَبْقُرٍ لَهُنَّ إِذا مَا رُحْنَ فِيهَا مذَاعِقُ وأَنشدَ فِي بَيْقُورٍ: سَلَعٌ مَّا ومثلُه عُشَرٌ مَّا عائِلٌ مَّا وعالَتِ البَيْقُورَا وأَنشد الجوهريُّ للوَرلِ الطائيِّ: لَا دَرَّ دَرُّ رِجَالٍ خابَ سَعْيُهُمُ يَسْتَمْطِرُونَ لَدَى الأَزْمَات بالعُشَرِ أَجاعِلٌ أَنتَ بَيْقُوراً مُسَلَّعَةً ذَرِيعَةً لَك بَيْنَ الله والمَطَرِ وإِنَّمَا قَالَ ذالك؛ لأَن العربَ كَانَت فِي الجاهليَّةِ إِذا اسْتَسْقَوا جَعَلُوا السَّلَعَةَ والعُشَرَ فِي أَذنابِ البَقَرِ، وأَشْعَلُوا فِيهِ، (النَّار) فتَضِجُّ البَقَرُ مِن ذالك، ويُمْطَرُون، وأَهلُ اليمنِ يُسَمون البَقَرَةَ باقُورَةَ. وكَتَبَ النبيُّ صلَّى الله عليْه وسلّم فِي كتاب الصَّدَقةِ لِأَهْلِ اليمنِ: (فِي ثلاثينَ باقُورَةً بَقَرَةٌ) . وَقَالَ اللَّيث: الباقِرُ: جماعةُ البَقَرِ مَعَ رُعَاتِهَا، والجامِلُ: جماعةُ الجِمَال مَعَ راعِيها، وَفِي جَمْهَرة ابنِ دُرَيد: وباقِرٌ وبَقِيرٌ جمعُ البَقَرِ. (والبَقّارُ) كشَدّادٍ: (صاحِبُه) ، أَي البَقَرِ. (و) البَقْارُ: (وادٍ) قَالَ لَبِيد: فباتَ السَّيْلُ يَرْكَبُ جانِبَيْه مِن البَقارِ كالعَمِدِ الثَّقَالِ (و: ع، بَرملِ عالِجٍ، كثيرُ الجِنِّ) قيل: هُوَ بنَجْدٍ، وَقيل: بِنَاحِيَة اليَمامةِ. (و) البَقّارُ: (لُعْبَة) لَهُم وَهُوَ  تُرَابٌ يُجمَعُ فِي الأَيدِي، فيُجْعَلُ قُمَزاً قُمَزاً، كأَنَّهَا صَوام 2 عُ، يُلْعَبُ بِهِ، جعلُوه إسْماً كالقِذَافِ، وَهُوَ البُقَّيْرَى، وأَنشدَ: نِيطَ بِحَقْوَيْهَا خَمِيسٌ أَقْمَرُ جَهُمٌ كبَقّارِ الوعِيدِ أَشْعَرُ (و) البَقّارُ: (الحَدّادُ) ، والحَفّارُ. (وقُنّةُ البَقّارِ: وادٍ آخَرُ لبَنِي أَسَدٍ) . وعَصاً بَقّارِيّة: شَدِيدة) ، وَفِي التَّكْملة: لِبَعْضِ العِصِيِّ. (وبَقِرَ الكَلْبُ، كفَرِحَ: رَأَى البَقَرَ) ، أَي بَقَرَ الوَحْشِ، (فتَحَيَّرَ) وذَهَبَ عَقلُه (فَرَحاً) بهنّ) : بَقِرَ (الرجلُ بَقْراً) ، بفتحٍ فسكونٍ، (وبَقَراً) ، محرَّكَةً: (حَسَرَ فَلَا يَكَادُ يُبْصِرُ، وأَعْيَا) ، قَالَ الأَزهريُّ: وَقد أَنْكَرَ أَبو الهَيْثَمِ فِيمَا أَخبَرَنِي عَنهُ المُنْذِرِيُّ (بَقْراً) ، بسكونِ القافِ، وَقَالَ: الْقيَاس (بَقَراً) ، على (فَعَلاً) ؛ لأَنه عَيْرُ واقِعٍ. (وبَقَرَه، كمَنَعَه) ، يَبْقُره: (شَقَّه، و) فَتَحَه، و (وَسَّعَه) ، وَفِي حَدِيث حُذَيْفَةَ (فَمَا بالُ هاؤلاء الَّذين يَبْقُرُونَ بُيُوتَنَا) ؛ أَي يَفْتَحُونَها ويُوَسِّعُونها، وَمِنْه حديثُ الإِفك: (فبَقَرْتُ لَهَا الحَديثَ) ؛ أَي فَتَحْتُه وكَشَفْتُه. (و) بَقَرَ (الهُدْهُدُ الأَرضَ: نَظَرَ مَوْضِعَ الماءِ فرَآه) . فِي التَّهْذِيب: رَوَى الأَعْمَشُ عَن المِنْهَالِ بن عَمرو عَن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ عَن ابنِ عَبّاسٍ فِي حَدِيث هُدْهُد سليمانَ، قَالَ: (بَيْنَا سُلَيْمَانُ فِي فَلاةٍ احتاجَ إِلى الماءِ، فدَعَا الهُدْهُدَ، فبَقَرَ الأَرضَ، فأَصاب الماءِ، فدَعَا الشَّيَاطِينَ فسَلَخُوا مواضِعَ المءاِ، فرأَى الماءَ تَحت الأَرضِ، فأَعْلَمَ سليمانَ حَتَّى أَمَرَ بحَفْرِه) . (و) بَقَرَ (فِي بَنِي فُلانٍ) ، إِذا (عَرَفَ أَمْرَهم) ، وَفِي التَّكْمِلَة: إِذا عَلِمَ أَمْرَهِم (وفَتَّشَهم) .  (والبَقِيرُ: المَشْقُوقُ، كالمَقْبُورِ) . وناقة بَقِيرٌ: شُقَّ بَطنُها عَن وَلَدِهَا. وَقَالَ ابْن الأَعرابيِّ فِي حديثِ لَهُ: فجاءَتِ المرأَةُ فإِذا البيتُ مَبْقُورٌ؛ أَي مُنتَثِرٌ عَيْبَتُه وعِكْمُه الَّذِي فِيهِ طَعامُه، وكلُّ مَا فِيهِ. (و) البَقِيرُ: (بُرْدٌ يُشَقُّ فيُلْبَسُ بِلَا كُمَّيْنِ (وَلَا جَيْبٍ، (كالبَقِيرةِ) ، وقِيل: هُوَ الإِتْبُ، وَقَالَ الأَصمعيُّ: البَقيرَةُ أَن يُؤْخَذَ بُرْدٌ فيُشَقَّ ثمَّ تُلْقِيَه المرأَةُ فِي عُنُقِهَا من غيرِ كُميَّنْ وَلَا جَيْبٍ، والإِتْبُ: قَمِيصٌ لَا كُمَّيْنِ لَهُ تَلبَسُه النِّسَاءُ، وَقَالَ الأَعْشَى: كَتَمَيُّلِ النَّشْوَانِ يَرْ فُلُ فِي البَقِيرِ وَفِي الإِزارِ وَقد تقدَّم. (و) البَقِيرُ: (المُهْرُ يُولَدُ فِي ماسِكَةٍ أَو سَلًى) ؛ لأَنَّه يُشَقُّ عَلَيْهِ. (والباقِرُ) ، لَقَبُ الإِمامِ أَبي عبدِ اللهِ وأَبِي جَعْفَر (محمّد بنِ) الإِمام (عليَ) زَيْنِ العابِدِينَ (ابنِ الحُسَيْنِ) بنِ عليِّ (رضيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم) ، وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ سنةَ 57 من الْهِجْرَة، وأُمّه فاطمةُ بنتُ الحَسَنِ بنِ عليَ، فَهُوَ أوَّلُ هاشمَ، وُلِدَ مِن هاشِمِيَّيْنِ، عَلَوِيٌّ مِن عَلَويَّيْنِ، عَاشَ سَبْعاً وخمسينَ سنة، وتُوُفِّيَ بِالْمَدِينَةِ سنةَ 114 هـ، ودُفِنَ بالبَقِيعِ عِنْد أَبِيه وعَمِّه، وأَعْقبَ مِن سَبْعَة جعفرٍ الصّادِقِ، وإِبراهيمَ، وعُبَيدِ الله، وعليَ، وزَينبَ، وأُمِّ سَلَمَةَ، وعبدِ الله وإِنما لُقِّبَ بِهِ (لِتَبَحُّرِه فِي العِلْم) وعَرَفَ أَصله، واستنبطَ فَرْعَه. قلْت: وَقد وَرَدَ فِي بعض الآثارِ عَن جابرِ بنِ عبد اللهِ الأَنصاريِّ: أَنّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم قَالَ لَهُ: (يُوشِك أَن تَبْقَى حَتَّى تَلْقَى وَلداً لي من الحُسين يُقَال لَهُ: محمّد، يَبقُر العِلْمَ بقْراً، فإِذا لقيتَه فأَقرِئْه منيِّ السلامَ) خَرَّجَه أَئِمَّة النَّسَبِ. (و) الباقِرُ: (عِرْقٌ فِي المَآقِي)  نَقلَه الصغانيُّ؛ لأَنه يَشُقُّها. (و) الباقِرُ: (الأَسَدُ) ؛ لأَنّه إِذا اصطادَ الفَرِيسةَ بَقَرَ بَطْنَها. (وتَبَيْقَرَ تَوَسَّعَ، كتَبَقَّرَ) ، ورُوِيَ عَن النبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم: أَنّه (نَهَى عَن التَّبَقُّرِ فِي الأَهْل والمالِ، قَالَ أَبو عُبَيْد قَالَ الأَصمعيّ: يُرِيدُ الكَثْرَةَ والسَّعةَ، قَالَ: وأَصلُ التَّبَقُّرِ التَّوَسُّعُ والتَّفَتُّحُ، وَمِنْه قيل: بَقَرْتُ بَطْنَه، إِنَّمَا هُوَ شَقَقْتُ وَفَتَحْتُه، وَمِنْه حديثُ أُمِّ سُلَيْمٍ: (إِنْ دَنَا منِّي أَحدٌ من المُشْرِكين بَقَرْتُ بَطنَه) . (وَبَيْقَرَ) الرجلُ: (هَلَكَ) . (و) بَيْقَرَ: (فَسَدَ) ، وَفِي بعض النُّسَخ: أَفْسَدَ، وكلتاهما صَحِيحتان، وعَلى الأُولى فَسَّرُوا قولَه: يَا مَنْ رَأَى النّعْمَانَ كَانَ حِيَرَا فَسُلَّ مِنْ ذالك يَوْمَ بَيَقُرَا أَي يومَ فَسَادٍ، قَالَ ابْن سِيدَه: هاذا قولُ ابنِ الأَعرابِيِّ، جَعَلَه إسماً، قَالَ وَلَا أَدرِي لتَرْكِ صَرْفِه وَجْهاً إِلّا أَن يُضَمِّنَه الضَّمِيرَ، ويَجعَلَه حِكايَةً، ويُروَى: (يَوماً بَيْقَرَا) ، أَي يَوْمًا هَلَكَ أَو فَسَدَ فِيهِ مُلْكُه، وعَلى النُّسْخَة الثانِيةِ فَسَّرَ ابنُ الأَعرابيِّ قولَه: وَقد كَانَ زَيْدٌ والقُعُودُ بأَرْضِه كرَاعِي أُناسٍ أَرْسَلُوه فَبَيْقَرَا وَقَوله: (كرَاعِي أُناسٍ أَرْسَلُوه فَبَيْقَرَا وَقَوله: (كرَاعِي أُناسٍ) ، أَي ضَيَّعَ غَنَمَه للذِّئْب. (و) بَيْقَرَ: (مَشَى كالمُتَكَبِّرِ) ، هاكذا فِي النُّسَخ، وَفِي اللِّسَان وغيرِه من الأُمَّهات: مَشَى مِشْيَةَ المُنَكِّسِ، ولعلَّ مَا فِي نُسَخ الْقَامُوس تَصْحِيف عَن هاذا، فلْيُنْظَرْ. (و) بَيْقَرَ الرجلُ: (أَعْيَا) وحَسَرَ، وَقَالَ ابْن الأَعرابيِّ: بَيْقَرَ؛ إِذا تَحَيَّرَ، يُقَال: بَقِرَ الكَلْبُ وَبَيْقَرَ، إِذا رَأَى البَقَرَ فتَحَيَّرَ، كَمَا يُقَال؛ غَزِلَ، إِذا رَأَى الغَزالَ فَلَهَا.  (و) بَيْقَرَ، إِذا (شَكَّ فِي الشَّيْءِ) . (و) بَيْقَرَ، إِذا (مَاتَ) . وأَصلُ البَيْقَرَةِ الفَسَادُ. (و) بَيْقَرَ (الدّارَ) ، إِذا (نَزَلَهَا) واتَّخَذها مَنْزِلاً، عَن أَبي عُبَيْدَةَ. (و) بَيْقَرَ: (نَزَلَ إِلى الحَضَر وأَقامَ) هُنَالك، (وتَرَكَ قَومَه بالبادِيَةِ) ، وخَصَّ بعضُهم بِهِ العِراقَ، كَمَا سيأْتي. (و) بَيْقَرَ: (خَرَجَ إِلى حيثُ لَا يُدْرَى) . (و) بَيْقَرَ: (أَسْرَعَ مُطَأْطِئاً رَأْسَه) ، وهاذا يُؤَيِّدُ مَا فِي الأُصُول: مَشَى مِشْيَةَ المُنَكِّسِ، كَمَا تقدَّم، قَالَ المُثَقِّبُ العَبْدِي، ويُروَى لعَدِيِّ بنِ وَدَاعٍ: فبَاتَ يَجْتَابُ شُقَارَى كمَا بَيْقَرَ مَنْ يَمْشِي إِلى الجَلْسَدِ (و) بَيْقَرَ: (حَرَصَ بِجَمْعِ) وَفِي بعض الأُصول (على جَمْعِ) (المالِ ومَنَعَه) . (و) بَيْقَرَ (الفَرَسُ) إِذا (خَمَ بِيَدَهِ) كَمَا يَصْفِنُ بِرِجْلهِ، نُقِلَ ذالك عَن الأَصمعيّ، والخَوْمُ هُوَ الصُّفُون، كَمَا سيأْتي. (و) بَيْقَرَ: (خَرَجَ من الشّام إِلى العِراقِ) ، قَالَ امرُؤُ القَيْس: أَلَا هلْ أَتَاها والحَوَادِثُ جَمَّةٌ بأَنَّ امْرَأَ القَيْسِ بنَ تَمْلِكَ بَيْقَرَا (و) بَيْقَرَ: (هَاجَرَ من أَرضٍ إِلى أَرضٍ) ، وَيُقَال: خَرَجَ من بلدٍ إِلَى بلدٍ، فَهُوَ مُبَيْقِرٌ، وَهُوَ ممّا أَلْحَقُوه بالمُصَغَّرَاتِ، وَلَيْسَ بمُصَغَّر، فِي أَلفاظ  سَبَقَ ذِكرُهَا ي ب ط ر. وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوض: المُهَيْنِمُ والمُبَيْطِرُ والمُبَيْقِرُ لَو صَغَّرْتَ وَاحِدًا من هَذِه الأَسمَاءِ لَحَذَفْتَ الياءَ الزائدةَ، كَمَا تَحْذِفُ الأَلِفَ من مَفَاعِلَ، ويَلحَقُ ياءُ التَّصْغِيرِ فِي مَوْضِعِها، فيعودُ اللَّفْظُ إِلى مَا كَانَ، فَيُقَال فِي تَصْغير: مُهَيْنِمٍ ومُبَيْطِرٍ: مُهنم ومُبطر، وَله فِي هاذا المَقَام بحثٌ نَفِسٌ فراجِعْه. كتاب م كتاب (والبُقَّيْرَى، كسُمَّيْهَى: لُعْبَة) الصِّبْيَانِ، وَهِي كَوْمَةٌ مِن تُرَابٍ وحَولَهَا خُطُوطٌ، ذَكَرَه ابْن دُرَيْدٍ. (وبَقَّرَ) الصَّبِيُّ (تَبْقِيراً: لَعِبَهَا) يَأْتُون إِلى مَوضعٍ قد خُبِّيءَ لَهُم فِيهِ شيْءٌ، فيَضْرِبُون بأَيْدِيهم بِلَا حَفْرٍ، يَطْلُبُونه، وَالَّذِي فِي الجَمْهَرة لابنِ دُرَيْد: بَيْقَرَ الصَّبِيُّ بَيْقَرَةً: لَعِبَ البُقَّيْرَى، فَهُوَ مُبَيْقِرٌ. فانْظُرْ وتَأَمَّلْ. (والبَيْقَرَانُ: نَبْتٌ) ، عَن أَبي مالِكٍ، قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: وَلَا أَدْرِي مَا صحَّتُه. (والبُقّارَى بالضَّمِّ والشَّدِّ وَفتح الرّاءِ: الكَذِبُ، والدّاهِيَةُ، كالبُقَرِ، كصُرَدٍ) ، يُقَال: جاءَ بالشُّقّارَى والبُقَّارَى، وجاءَ بالشُّقَرِ والبُقَرِ، أَي الكَذِبِ، نقلَه ابْن دُرَيْدٍ فِي الجَمْهَرة عَن أَبي مالِكٍ، وَقَالَ: الصُّقّارَى: والبُقَّارَى والصُّقَر والبُقَر، وأَوردَه المَيْدَانِيُّ أَيضاً فِي مَجْمَع الأَمثال. (والبَيْقَرُ) ، كحَيْدَرٍ: (الحائِكُ) . (والأُبَيْقِرُ) ، كأَنْه تصغيرُ أَبْقَرَ: هُوَ الرجلُ (الَّذِي لَا خَيرَ فِيهِ) وَلَا شَرَّ كَمَا فِي التَّكْمِلَة. (والمَبْقَرَةُ) ، بِالْفَتْح: (الطَّرِيقُ) : لسَعَتِهَا، أَو لِكَوْنِهَا مَشْقُوقَةً مَفْتُوحَة. (وعَيْنُ البَقَرِ بعَكّا) مِن سواحِلِ الشامِ. (وعُيُونُ البَقَرِ: ضَرْبٌ مِن الع 2 نَبِ أَسودُ، كبيرٌ مُدَحْرَجٌ غيرُ صادِقِ الحَلَاوَةِ) ، وَهُوَ مجازٌ. (و) عُيُونُ البَقَرِ (بفِلَسْطِينَ يُطلَقُ  على ضَرْبٍ من الإِجّاص) ، على التَّشْبِيه. (والبَقَرَةُ) ، محرَّكةً: (طائرٌ يكونُ أَبْرَقَ أَو أَطْحَلَ أَو أَبيضَ، ج بَقَرٌ) ، بفتْحٍ فسكونٍ. (وَبَقَرٌ) ، محرَّكةً: (ع قُرْبَ خَفّانَ) بالقُرْب من الكُوفة. (وقُرُونُ بَقَرٍ) : موضعٌ (فِي دِيار بني عَامر) بنِ صَعْصَعَةَ بنِ كِلابٍ، المُجَاوِرَة لِبَلْحَارِثِ بنِ كَعْبٍ، بهَا وَقْعَةٌ. (ودِعْصَتَا بَقَرٍ: دِعْصَتَانِ فِي شِقِّ الدَّهْنَا) بالحِجاز بأَرضِ بني تَمِيم. (وَذُو بَقَرٍ: وادٍ بَين أَخْيِلَةِ) الحِمَى، (حِمَى الرَّبَذَةِ) ، وَقد تقدَّم ذِكْرُ الأَخْيِلَةِ عِنْد ذِكْرِ الرَّبَذَةِ. (و) يُقَال: (فِتْنَةٌ باقِرَةٌ) كَدَاءِ البَطْنِ، وَفِي حَدِيث أَبي مُوسَى: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم يَقُول: (سَيَأْتِي على النّاس فِتْنَةٌ باقِرَةٌ تَدَعُ الحَلِيمَ حَيْرَانَ) ، أَي واسِعَةٌ عظيمةٌ، وَقيل: (صادِعَةٌ للأُلْفَةِ شاقَّةٌ للعَصَا) ، مُفْسِدَةٌ للدِّين، ومُفَرِّقَةٌ بَين النَّاس، وشَبَّهها بوَجَع البَطْنِ؛ لأَنه لَا يُدْرَى مَا هاجَه، وَكَيف يُداوَى ويُتَأَتَّى لَهُ. (وبَقِيرَةُ، كسَفِينَةٍ: حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ) من أَعمال رَيَّةَ. (و: د) آخَرُ (شَرْقِيَّهَا) أَي بالأَندلس، مِنْهُ: أَبو عبدِ اللهِ محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ حَكِيمِ بنِ البَقَرِيّ، حدَّث عَنهُ الفَقِيهُ أَبو عُمَرَ بنُ عبدِ البَرِّ القُرْطُبِيُّ. (و) البُقَيْرَةُ، (كجُهَيْنَةَ: فَرَسُ عَمْرِو بنِ صَخْرِ بنِ أَشْنَعَ) ، نقلَه الصَّغانيّ. (و) بُقَيْرٌ، (كزُبَيْرٍ، ابنُ عبدِ اللهِ بنِ شِهَاب) بنِ مالكٍ. (مُحَدِّثٌ) عَن جَدِّه فِي يَوْم اليَمَامَةِ، نَقَلَه الحافظُ. (و) مِن أَمثالِهم: ((جَاءَ) فلانٌ (بالصُّقَرِ والبُقَرِ، والصُّقّارَى والبُقَّارَى)) ، وَقد تقدَّم ضَبْطُها، أَي (بالكَذِبِ) ، وبالدّاهِيَةِ، كَمَا  صَرَّح بِهِ المَيْدَانِيُّ وغيرُه من أَهل الأَمثَال. (و) رَوَى عَمْرٌ وَعَن أَبِيه: (البَيْقَرَةُ: كَثْرَةُ المالِ والمَتَاعِ) . وممّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: ناقَةٌ بَقِيرٌ: شُقَّ بَطْنُها عَن وَلَدِها. وَقد تَبَقَّرَ وانْبَقَرَ، قَالَ العَجّاج: تُنْتَجُ يومَ تُلْقِحُ انْبِقَارَا وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ عَن ابْنه نُبَاتَةَ: المُبَقِّرُ: الَّذِي يَخُطُّ فِي الأَرض دارَةً قَدْرَ حافِرِ الفَرَسِ، وتُدْعَى تِلْكَ الدّارةُ: البَقَرَةَ، قَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ يصف خَيْلاً، وَقَالَ الصَّغانيّ: يصفُ كَتِيبَةً: أَبَنَّتْ فمَا تَنْفَكُّ حَوْلَ مُتَالِعٍ لهَا مِثْلُ آثارِ المُبَقِّرِ مَلْعَبُ وَقَالَ الأَصمعيُّ: بَقَّرَ القَومُ مَا حَولَهم، أَي حَفَرُوا واتَّخَذُوا الرَّكايَا. ورجلٌ باقِرَةٌ: فَتَّشَ عَن العُلُوم. والبَقَرَةُ: قِدْرٌ واسِعَةٌ كبيرةٌ، نقَله ابنُ الأَثِير عَن الحافظِ أَبي مُوسَى. وَمن المَجاز: البَقَرُ: العِيَالُ، يُقَال: جاءَ فلانٌ يَجُرُّ بَقَرَةً، أَي عِيَالاً، وَعَلِيهِ بَقَرَةٌ من عِيَالٍ ومالٍ، أَي جماعَةٌ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: المُرَادُ الكثرةُ والاجتماعُ كَقَوْلِهِم: لَهُ قِنطارٌ من ذَهَبٍ، وَهُوَ مِلْءُ مَسْكِ البَقَرَةِ؛ لمَّا استُكْثِرَ مَا يَسَعُ جِلْدُهَا، ضَرَبُوه مَثَلاً فِي الكَثْرَة. وَبَيْقَرَ الرَّجلُ فِي مالهِ، إِذا أَسْرَعَ فِيهِ وأَفْسَدَه. وَعَن أَبي عُبَيْدَةَ: بَيْقَر الرجلُ فِي العَدْوِ، إِذا اعْتَمَدَ فِيهِ. وبَيْقُورٌ: موضعٌ. ونَزْلَةُ أَبِي بَقَر: قريةٌ بالبَهْنساوِيّة.  وبُوقِير، بالضمّ: جزيرةٌ قربَ رَشِيد. وبُقَيْرٌ، (هُذَيْلٍ، ابنُ سَعِيدِ بنِ سَعْدٍ: بَطْنٌ مِن خَوْلانَ، والنِّسبةُ إِليه بُقَريٌّ، كهُذَلِيَ، مِنْهُم أَخْنَسُ بنُ عبدِ اللهِ الخَوْلانِيُّ، شَهِدَ فَتْحَ مِصرَ، هاكذا ضَبَطَه عبد الغَنيِّ بنُ سعيدٍ، وَقَالَ: حَدَّثَنِي بذالك أَبو الفَتْحِ عَن أبي سَعِيدٍ. والبَاقِرَةُ: مِن قُرَى اليَمَامَةِ، وهما باقِرَتَانِ، كَذَا فِي المُعْجَم. وبَقِيرَةُ، كسَفِينَة: امرأَةُ القَعْقَاعِ بنِ أَبِي حَدْرَد، لَهَا صُحْبَةٌ، حَدِيثُها فِي مُسْنَدِ أَحمدَ. وبقيرُ بنُ عَمْرٍ ووالخُزاعِيُّ، لَهُ صُحْبَةٌ. والباقُورُ: لَقَبٌ. وَمن أَمثالهم: (الظِّباءَ على البَقَر) ، و (الكِرَابَ على البَقر) وَقد تَقَدَّم. ومحمّدُ بنُ أَبي بكرِ بنِ أَحمدَ بنِ محمّد البَقَرِيُّ مُحَرَّكةً روَى عَن أَبيه، وَعنهُ أَبو جَعْفَرٍ المَنَادِيلِيُّ. ومحمّدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ حَكِيمٍ القُرْطُبِيُّ البَقَرِيُّ، سَمِعَ محمّدَ بنَ معاويةَ بنِ أَحمرَ. ودارُ البَقَرِ قَرْيَتَانِ بِمصر: القِبْلَيّةُ والبَحْرِيَّةِ، كلتاهما فِي الغَرْبِيَّة. وبَنُو بَقَرٍ: مِن جُذَام، إِليهم نُسِبَتْ تِلْكَ القريةُ. وكَوم البَقَرِ بالكُفُور الشّاسعة. والبَقّار، كشَدّادٍ، بالشَّرْقيَّة. والبَقَّارةُ تُذكَرُ مَعَ فَرَمَا من مُدن الجِفار، خرابٌ الْآن. والبَقَرَةُ، محرَّكَةٌ؛ ماءَةٌ بالحَوْأَبِ، عَن يَمِينِه، لبنِي كَعْبِ بنِ عَبْدٍ من بني كِلابٍ، وَعِنْدهَا الهَرْوَةُ، وَبهَا مَعْدِنُ ذَهَبٍ. وَبَقَرَانُ، محرَّكةً، وَقيل بِكَسْر الْقَاف، وَادٍ، أَو جَبلٌ فِي مِخْلَافِ بَنِي نَجِيدٍ من الْيمن، تُجْلَبُ مِنْهُ الفُصُوصُ البَقَرانِيَّةُ. 
المعجم: تاج العروس

حضر

المعنى: حضر (حَضَرَ، كَنَصَر وعَلِمَ، حُضخلأراً وحِضَارَةً) ، أطلق فِي المصدرين وقَضِيَّة اصْطِلاحهِ أَن يكونَا بالفَتْحه، وَلَيْسَ كذالك، بَلِ الأَوَّلُ مَضْمُومٌ وَالثَّانِي مَفْتُوحٌ، (ضِدّ غَابَ) . والحُضُورُ: ضِدُّ المَغِيب والغَيْبَةِ. قَالَ شَيخُنا: واللُّغَةُ الأُولَى هِيَ الفَصِيحَةُ المشْهُورَةُ، ذَكَرَها ثَعْلَبٌ فِي الفَصِيحِ وَغَيره، وأَوردَهَا أَئمّة اللُّغَةِ قَاطِبةً. وأَمّا الثانيةُ فأَنكَرَهَا جَمَاعَةٌ وأَثبتَها آخرنَ، وَلَا نِزاعَ فِي ذالك. إِنَّما الكلامُ فِي ظاهِر كلامِ المُصَنِّف أَو صَريحِه فإِنَّه يَقتَضِي أَنَّ حَضِرَ كعَلمَ، مضارعه على قياسِ ماضيه فيكونُ مَفْتُوحاً كيَعْلَم، وَلَا قائِلَ بِهِ، بل كُلُّ مَنْ حَكى الكَسْرَ صرَّحَ بأَنّ الْمُضَارع لَا يَكُونَ على قياسِه، انْتهى. وَفِي اللِّسَان: قَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: حَضَرَت الصّلاةُ، وأَهْلُ المَدِينَة  يَقُولُونَ: حَضِرَتْ، وكلّهم يَقُولُونَ: تَحْضَر. وَقَالَ شَمِرٌ: حَضِرَ القاضِيَ امرأَةٌ، (تَحْضَر) قَالَ: وإِنما أُندِرَت التَّاءُ لوُقُوعِ القاضِي بَين الفِعْل والمَرْأَة. قَالَ الأَزهَرِيّ: واللّغَة الجَيّدة حَضَرَت تَحْضُر، بالضَّمّ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: قَالَ الفَرّاءُ: وأَنشَدَنا أَبو ثَرْوَانَ العُكْلِيُّ لجرِيرٍ على لُغَةَ حَضِرَتْ. مَا مَنْ جَفَانا إِذَا حاجاتُنا حَضِرَتْ كَمَنْ لَهُ عندنَا التَّكْرِيمُ واللَّطَفُ قَالَ الفَرّاءُ: وكُلُّهُم يَقُولُونَ تَحْضُر بالضَّمِّ. وَفِي الْمِصْبَاح: وحَضِرَ فلانٌ، بالكَسْر، لُغَة، واتّفَقُوا على ضَمِّ المُضَارع مُطْلَقاً، وَكَانَ قِيَاس كَسْرِ المَاضي أَن يُفْتَح المُضَارع، لَكِن استُعْمِل المَضْمُوم مَعَ كَسْر الْمَاضِي شُذُوذاً، ويُسَمَّى تَداخُلَ اللُّغَتَيْن، انتهَى. وَقَالَ اللَّبْليّ فِي شَرْح الفَصيح حَضَرَنِي قَومٌ، وحَضِرَنِي، بِكَسْر الضّاد حَكاه ابنُ خالَوَيه عَن أَبي عَمْرٍ و، وَحَكَاهُ أَيضاً القَزَّاز عَن أَبي الحَسَن، وحَكَاه يَعْقُوب عَن الفَرّاءِ، وَحَكَاهُ أَيضاً الجَوْهَرِيُّ عَنهُ. وَقَالَ الزّمخشَرِيّ عَن الخَليل: حَضِرَ، بِالْكَسْرِ، فإِذا انتهَوْا إِلَى الْمُسْتَقْبل قَالُوا يَحضُر، بالضّمّ، رُجُوعاً إِلى الأَصل، وَمثله فَضِل يَفْضُلُ. قَالَ شَيخنَا: وَقد أَوضحْتُه فِي شَرْح نَظْم الفَصيح، وأَوضَحَتُ أَن هاذا من النَّظَائِر، فيزاد على نَعِمَ وفَضِلَ. ويُسْتَدرك بِهِ قولُ ابنِ القُوطِيَّة أَنَّه لَا ثالثَ لهُمَا، والكَسْرُ الَّذِي ذكره الجماهيرُ حَكَاهُ ابْن القَطُّاع أَيضاً فِي أَفعاله، (كاحْتَضَر وَتَحَضَّرَ، ويُعَدَّى) . و (يُقَالُ: حَضَرَه) وحَضَرَه، والمصدَر  كالمَصْدَر، وَهُوَ شاذٌّ (وتَحضَّرَه) واحْتَضَره. (و) يُقَال: (أَحْضَرَ الشَّيْءَ وأَحْضَرَه إِيَّاهُ، وَكَان) ذالك (بِحضْرَتِهِ، مُثَلَّثَة) الأَوَّلِ. الأُولَى نَقَلَها الجوهرِيّ، والكَسْرُ والضَّمُّ لُغَتَانِ عَن الصَّغانِيّ. (وحَضَرِهِ وحَضَرَتِه، مُحَرَّكَتَيْنِ ومَحْضَرِه) ، كلّ ذالك (بِمَعْنًى) وَاحِد. قَالَ الجَوْهَرِيّ: حَضْرَةُ الرَّجلِ: قُرْبُه وفِنَاؤه. وَفِي حَدِيث عَمْرِو بنِ سَلِمَةَ الجَرْمِيّ: (كُنّا بحَضْرةِ ماءٍ) أَي عِنْده. وكلَّمْتُه بحَضْرَةِ فُلان، وبمَحْضَرٍ مِنْهُ، أَي بمَشْهَد مِنْهُ. قَالَ شيخُنا: وأَصْل الحَضْرَة مَصْدرٌ بِمَعْنى الحُضُور، كَمَا صَرَّحوا بِهِ، ثمّ تَجَوَّزوا بِهِ تجَوُّزاً مَشْهُوراً عَن مَكانِ الحُضُور نَفْسِه، ويُطْلَق على كُلِّ كَبِير يَحْضُر عِنْده النَّاسُ، كقَولِ الكُتَّابِ أَهْلِ التَّرسُّل والإِنشاءِ: الحَضْرةُ العَالِيَةُ تأْمآ بكَذَا، والمَقَامُ ونَحْوِ. وَهُوَ اصطلاحُ أَهل التَّرسُّل، كَمَا أَشار إِليه الشِّهَاب فِي مَواضِعَ من شَرْحِ الشِّفَاءِ. (هُوَ حاضِرٌ، مِنْ) قَوْمٍ (حُضَّرٍ وحُضُورٍ) . وَيُقَال: إِنه ليَعْرِفُ مَنْ بحَضْرتهِ ومَنْ بَعَقْوَتِه. وَفِي التّهْذِيب: الحَضْرَة: قُرْبُ الشَّيْءِ. تَقول: كُنْتُ بحَضْرَةِ الدّارِ. وأَنْشَدَ اللَّيْثُ. فَشَلَّتْ يَدَاه يوْمَ يَحْمِلُ رَايَةً إِلى نَهْشَلٍ والقَوْمُ حَضْرةَ نَهْشَلِ (و) يُقَال: رَجُلٌ (حَسَنُ الحُضْرَة بالكسْرِ) وبالضَّمِّ أَيضاً، كَمَا فِي المُحْكَم (إِذَا حَضَرَ بِخَيْرٍ) . وفُلانٌ حَسَنُ المَحْضَرِ إِذَا كَانَ مِمّن يَذْكُر الغائِبَ بخَيْرٍ. (والحَضَرُ، مُحَرَّكَةً، والحَضْرَةُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (والحَاضرةُ والحَضَارَة) ، بِالْكَسْرِ عَن أبي زَيْد (ويُفْتَح) ، عَن الأَصمَعِيّ: (خِلافُ البَادِيَة) والبَدَاوَة والبَدْوِ.  (والحِضَارَةُ) ، بِالْكَسْرِ، (الإِقامَةُ فِي الحَضَرِ) ، قالَه أَبو زيد. وَكَانَ الأَصمعِيُّ يَقُول: الحَضَارة بالفَتْح. قَالَ القُطَامِيُّ: فَمَنْ تَكُنِ الحَضَارَةُ أَعْجَبَتْه فَأَيَّ رِجَالِ بَادِيَةٍ تَرَانَا والحاضِرَة والحَضْرَةُ والحَضَرُ، هِيَ المُدُنُ والقُرَى والرِّيفُ، سُمِّيَتْ بذالك لأَنَّ أَهلَها حَضَروا الأَمْصَارَ ومَسَاكِنَ الدِّيَارِ الّتي يَكُونُ لَهُم بِا قَرَارٌ. والبادِيةُ يُمكن أَن يَكُونَ اشتقاقُها من بَدَا يَبْدُو، أَي بَرَزَ وظَهَرَ، ولاكنَّه اسمٌ لَزِمَ ذالكَ الموْضِعَ خاصَّةً دون مَا سوَاه. (والحَضْرُ) ، بفَتْح فَسُكُون: (د) قديمٌ مذكورٌ فِي شِعْر القدماءِ، (بإِزاءِ مسْكِنٍ) . قَالَ محمّدُ بنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ: بحِيال ككْرِيتَ بَين دِجْلَةَ والفُرات. قلْت: وَلم يذْكر الْمُؤلف (مَسْكِنَ) فِي س ك ن وَهُوَ فِي مُعْجَم أَبِي عُبيد، كمَسْجِد: صُقَع بالعِرَاق، قُتِل فِيهِ مُصعَبُ بنُ الزُّبيْر، فليُنْظَر. (بَناهُ السّاطِرُونَ المَلِكُ) من مُلْوك العَجَم الّذي قَتلَه سابُور ذُو الأَكْتَافِ. وَفِيه يَقُول أَبو دُواد الإِياديّ: ورَأَى المَوْتَ قد تَدَلَّى مِن الحَضْ ر على رَبِّ أَهلِه السَّاطِرُونِ وَقيل: هُوَ الحَضآ، محرَّكةً، بالجزءَرة، وَقيل بناحِيَةِ الثَّرْثَارِ بنَاه السَّاطِرُونُ. (و) الحَضْرُ: (رَكَبُ الرَّجُل والمَرْأَةِ) ، أَي فَرْجُهُما. (و) الحَضْرُ: (التَّطْفِيلُ) ، عَن ابْن الأَعرابِيّ، (و) الحَضْرُ: (شَحْمَةٌ فِي المَأْنَةِ) ، هاكذا فِي النُّسخ بالمِيم، وَفِي اللِّسَان: فِي العَانة (وفَوْقَها) . (و) الحُضر، (بالضَّمّ: ارتِفاعُ  الفَرَسِ فِي عَدْوِه، كالإِحْضَارِ) . وَقَالَ الأَزْهرِيُّ: الحُضْرُ والحِضَارُ: من عَدْوِ الدّوَابّ. والفِعْل الإِحضارُ. وَفِي الحَدِيث (أَنّه أَقطعَ الزُّبيْر حُضْرَ فَرَسِه بأَرضِ المَدِينة) . وَفِي حَدِيث كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ (فانْطلقْتُ مُسْرِعاً أَو مُحضِراً فأَخَذتُ بِضَبْعِه) . وَقَالَ كُرَاع: أَحْضَر الفَرَسُ إِحْضَاراً وحُضْراً، وكذالك الرَّجُل. وَعِنْدِي أَنَّ الحُضْرَ الاسمُ. والإِحضار المَصْدَر. (والفَرَسُ مِحْضِيرٌ) كمِنْطِيقٍ، (لامِحْضَارٌ) كمِحْرَاب، وَهُوَ من النّوادِر، كَذَا فِي الصّحاح وجامع القَزَّاز وشُرُوحُ الفَصِيح، (أَو لُغَيَّةٌ) . والَّذِي فِي المُحكَم جَوازُ مُحْضِير ومِحْضَار على حَدَ سَواءٍ، ونَصُّه: وفَرسٌ مِحْضِيرٌ، الذَّكَرُ والأَنْثَى سَواءٌ، وفَرسٌ مِحْضِيرٌ ومِحْضَارٌ، بِغَيْر هاءٍ للأُنثَى، إِذا كَانَ شَدِيدَ الحُضْرِ، وَهُوَ العَدُوْ. وَفِي الجَمْهَرة لابنِ دُرَيْد: فَرَسٌ مِحْضَارٌ: شَدِيدُ العَدْوِ. (و) الحَضُِرُ، (ككَتِفٍ ونَدُسٍ: الَّذِي يَتَحَيَّنُ طَعَامَ النَّاسِ حَتَّى يَحْضُرَه) ، وَهُوَ الطُّفَيْلِي، وفِعْلُه الحَضْر، وَقد تقدَّم. (و) من المَجَاز: الحَضُرُ، (كنَدُسٍ: الرَّجُلُ ذُو البَيَانِ والفِقْهِ) ، لاسْتِحْضَاره مَسَائِلَه، ويُقَال: إِنّه لَحَضُرٌ بالنُّوادر وبالجَواب، وحاضِرٌ. (و) الحَضِرُ (ككَتِفٍ) : الّذِي (لَا يُرِيدُ السَّفَرِ) . وَالَّذِي فِي التَّهْذِيب وغَيْرِه: ورَجلٌ حَضِرٌ: لَا يَصْلُحُ للسَّفَرِ. (أَو) رَجلٌ حَضِرٌ. (حَضَرِي) نقلَه الصّغانِيّ عَن الفَرَّاءِ، أَي من أَهْلِ الحاضِرَةِ. (و) فِي التَّهْذِيب: (المَحْضَرُ) عندا لعرب: (المَرْجِعُ إِلَى) أَعْدادِ (المِيَاه) . والمُنْتَجَعُ: المَذْهَبُ فِي طَلِبِ الكَلَإِ. وكُلُّ مُنْتَجَعٍ مَبْدًى وجَمْعه مَبَاد. وَيُقَال للمَنَاهِلِ: المَحَاضِرُ للاجتماعِ والحُضُورِ عَلَيْهَا. (و) المَحْضَرُ: (خَطٌّ يُكْتَبُ فِي واقِعَة خُطُوط الشُّهُودِ فِي آخِرِه بِصِحَّةِ مَا تَضَمَّنَه صَدْرُهُ) . قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ  اصْطِلَاح حادثٌ المشُّهُود الَّذِين أَحْدَثَهُم القُضَاةُ فِي الزَّمَن الأَخِيرِ، فعَدُّه من اللُّغَة ممَّا لَا مَعْنَى لَهُ، والظَّاهِرُ أَنَّ عَطْفَ السِّجِلِّ بعدَه عَلَيْهِ، وعَدَّه من معانِي المَحْضَر، من هاذا القَبيلِ، فتأَمَّل. قُلتُ: أَما تَفْسيره بِمَا يُكتَب فِي واقِعَة حالٍ فَكَمَا قَالَ: لَا يَكاد يُوجدُ فِي لُغَة العَرَب الفُصْحَى. وأَما تَفْسِيرُه بِمَا بَعْدَه وَهُوَ السِّجِلّ فقد سُمِعَ عَن العَرَب، وَذكره ابنُ سِيدَه وغيرُه، فَلَا يُنكَر عَلَيْهِ. (و) المَحْضَرُ: (القَوْمُ الحُضُورُ) ، أَي الحَاضِرين النَّازلين على المِيَاه تَجَوُّزاً، (و) المَحْضَرُ: (السِّجِلُّ) الَّذي يُكْتب. (و) المَحْضَرُ: (المَشْهَدُ) للقَوْم. (و) المَحْضَرُ: (ة بأَجأَ) ، لبَنى طَيّىء. (ومَحْضَرَةُ: مَاءٌ لِبَنِي عجْل) بنِ لُجَيْمٍ (بَيْنَ طَرِيقَي الكُوفَة والبَصْرَةِ إِلَى مَكَّةَ) ، زِيدَتْ شَرَفاً. (وحَاضُوراءُ: مَاٌ) قَالَ شيخُنَا: هُوَ من الأَوْزَانِ الغَرِيبَة، حَتَّى يل لَا ثنِيَ لَهُ غيرَ عَاشُورَاءَ. وأَنكَرِ جماعةٌ وقالو: عاشُورَاءُ لَا ثَانِيَ لَهُ. وأَما تَاسُوعَاءُ فَيَأْتي أَنَّهُ مُوَلَّد، واللَّهُ أَعلمُ. وَقيل: إِنَّ حَاضُورَاءَ بَلدٌ بنَاه صالِحٌ، عَلَيْهِ السّلامُ، وَالَّذين آمنُوا بِهِ، ونَجّاها الله من الْعَذَاب ببرَكتِه. وَفِي المَرَاصِد أَنَّه بالصَّاد المُهْمَلَة، وَيُقَال: بالضَّاد المُعْجَمَة بِغَيْر أَلِف، فتَأَمَّلْ. (والحَضِيرةُ، كسَفِينَة: مَوْضِعُ التَّمْرِ) ، وأَهلُ الفَلْحِ يُسَمُّونها الصُّوبَةَ، وتُسَمَّى أَيضاً الجُرْنَ والجَرِينَ. وذَكره المُصَنِّف أَيضاً فِي الصّاد المُهْمَلة، وَقد تَقَدَّمَتْ الإِشارةُ إِلَيْهِ. (و) الحَضِيرَةُ: (جَمَاعَةُ القَوْمِ) وَبِه فَسَّر بعضٌ قولَ سَلْمَى بنْتَ  مَجْدَعَةَ الجُهَنيَّة تمدَحُ رَجُلاً، وَقيل تَرْثِيه: يَرِدُ المِيَاهَ حَضِيرَةً وَنَفِيضَةً وِرْدَ القَطَاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ (أَوِ) الحَضِيرَةُ مِنَ الرِّجَال: (الأَربعَةُ أَو الخَمْسَةُ أَو الثَّمَانِيَة أَو التِّسْعَةُ) ، وَفِي بعض النُّسخ: السَّبْعَة، بتَقْدِيم السِّين على المُوحَّدة، والصّوابُ الأُولَى. (أَو الْعَشَرَةُ) فمَن دُونَهم، وَقيل: السَّبْعَة أَو الثّمانية، وَقيل: الأَربعَة والخمسة يَغْزُونَ. (أَو) هُم (النَّفَرُ يُغْزَى بِهِم) . وَقَالَ أَبو عُبَيْد فِي بَيْت الجُهَنِيَّة: الحَضِيرةُ: مَا بَين سَبْعِ رجالٍ إِلَى ثَمَانِيَة، والنَّفِيضَة الواحِدُ وهم الّذي يَنْفُضُون، وروى سَلَمَة عَن الفَرَّاءِ قَالَ: حَضِيرةُ النّاس وَهِي الجَمَاعَة، ونَفِيضَتُهم وَهِي الجَمَاعَة. وَقَالَ شَمِرٌ فِي قَوْله: حَضيرةً ونَفِيضَةً قَالَ: حَضِيرة يَحضُرها النّاسُ، يَعين المياهَ، ونَفِيضَة: لَيْسَ عَلَيْهَا أَحَد، حَكَى ذالك عَن ابْن الأَعْرَابيّ. ورُوِيَ عَن الأَصْمَعِيّ: الحَضيرَةُ: الَّذِينَ يَحْضُرُون المِيَاهَ، والنَّفِيضَة الّذينَ يَتقدَّمون الخَيلَ؛ وهم الطَّلائع: قَالَ الأَزهريّ: وقولُ ابنِ الأَعرابِيِّ أَحسنُ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: النفِيضَةُ: جماعةٌ يُبْعَثُونَ ليَكْشِفُوا هَل ثَمَّ عدوٌّ أَو خَوْفٌ، والتُّبَّع: الظِّلُّ. واسمَأَلَّ: قَصُرَ، وذالك عِنْد نصْفِ النَّهَار وقبلَه. سَبّاقُ عَادِيَة ورأْسُ سَرِيَّةٍ ومُقَاتِلٌ بطَلٌ وهَاد مِسْلَعُ واسخ المَرْثِيِّ أَسْعَدُ، وَهُوَ أَخُو سَلْمَى، ولاهذا تَقولُ بعد البَيْت: أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ للرِّماحِ دَرِيئةً هَبَلَتْكَ أُمُّك أَيَّ جَرْد تَرْقَعُ وجمْعُ الحَضيرَةِ الحَضَائِرُ. قَالَ  أَبو ذُؤَيب الهُذَلِيّ: رِجَالُ حُرُوبٍ يَسْعَرُونَ وحَلْقَةٌ من الدّارِ لَا تَمْضِي عَلَيْهَا الحَضائِرُ (و) فِي المُحْكَم: قَالَ الفارِسِيُّ: والحَضِيرَةُ: (مُقَدَّمَةُ الجَيْشِ) . (و) الحَضِيرَة: (مَا تُلْقِيهِ المَرْأَةُ مِنْ وِلاَدِهَا) ، وحَضِيرةُ النَّاقَةِ: مَا أَلْقَتْه بعْدَ الوِلادَة. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: الحَضِيرَة لِفَافةُ الوَلدِ. (و) الحَضِيرةُ: (انْقِطَاع دَمِهَا. والحَضِيرُ جَمْعُهَا) ، أَي الحَضِيرةِ، بإِسقاط الهاءِ، (أَو) الحَضِيرُ: (دَمٌ غَلِيظٌ) يَجْتَمِع (فِي السَّلَى. و) الحَضِيرُ: (مَا اجْتَمَعَ فِي الجُرْح) من (جاسِئَةِ) المَادّةِ، وَفِي السَّلَى من السُّخذِ، ونَحْو ذالِك. (والمُحَاضَرَةُ: المُجَالَدَةُ، و) المُحَاضَرَة (المُجَاثَاةُ) . وحاضَرْتُه: جاثَيْتُه (عِنْدَ السُّلْطَانِ) ، وَهُوَ كالمُغالَبة والمُكَاثَرة. (و) المُحَاضَرَةُ: (أَنْ يَعْدُوَ مَعَك) ، وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ أَن يُحَاضِرك إِنسانٌ بحَقِّك فيذهَبَ بِهِ مُغالَبَةً أَو مُكابَرَةً. (و) قَالَ غيرُه: المُحَاضَرَةُ والمُجَالَدَةُ (أَنْ يُغَالِبَكَ عَلَى حَقِّك فَيَغْلِبَك) عَلَيْهِ (ويَذْهَبَ بِهِ) . (و) حَضَارِ، (كقَطَامِ) ، أَي مَبْنِيَّة مُؤَنَّثَة مَجْرُورَة: (نَجْمٌ) يَطلُع قبْلَ سُهَيْل فيَظُنّ النّاسُ بِهِ أَنَّه سُهَيْلٌ، وَهُوَ أحد المُحْلِفَيْنِ، قَالَه ابنُ سِيده. وَفِي التَّهذيب، قَالَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: يُقَال: طَلَعَت حَضَارِ والوَزْنُ، وهما كَوْكَبَانِ يَطْلُعانِ قبل سُهَيْلٍ فإِذا طَلَعَ أَحدُهما ظُنَّ أَنّه سُهَيْلٌ، للشَّبَه وكَذالِك الوَزْنُ إِذا طَلَعَ، وهما مُحْلِفَانِ عندا لعرب، سُمِّيَا مُحْلِفَيْن لاخْتِلافِ النّاظِرِين لَهُمَا إِذَا طَلَعَا، فيَحْلف أَحدُهما أَنّه سُهَيْل، ويَحْلِف  الآخَرُ أَنّه لَيْسَ بسُهَيْل. وَقَالَ ثَعْلب: حَضَارِ نَجمٌ خَفِيُّ فِي بُعْد، وأَنشد: أَرَى نَارَ لَيْلَى بالعَقِيقِ كَأَنَّهَا حَضَارِ إِذَا مَا أَعرَضَت وفُرُودُها الفُرُودُ: نُجومٌ تَخْفَى حَولَ حَضَارِ، يُرِيد أَنّ النَّارَ تَخْفَى لبُعْدِها كهاذا النَّجْمِ الّذي يَخْفَى فِي بُعْدٍ. (وحَضْرَمَوتُ) بفَتْح فَسُكُون (و) قد (تُضَمُّ المِيمُ) ، مِثَال عَنْكَبُوت، عَن الصّغانِيّ: (د) ، بل إِقليم واسعٌ مُشْتَمِلٌ على بِلادِ وقُرًى ومِيَاهٍ وجِبالٍ وأَودِيَةٍ باليَمَن، حرسهُ الله تَعَالَى، طُولُها مَرْحَلتانِ أَو ثَلاثٌ إِلى قَبْرِ هُودٍ عَلَيْهِ السَّلام. كَذَا فِي تارِيخ العَلاَّمَة مُحَدِّثِ الدِّيارِ اليَمَنِيَّة عبدُ الرَّحْمان بن الدَّيْبَع. وَقَالَ القَزْوِينيّ فِي عَجائِبِ المَخْلُوقَاتِ: حَضْرَمُوْتُ: ناحِيَةٌ باليَمَن، مُشْتَمِلَةٌ على مَدِينَتَينِ، يُقَال لَهما شِبَامُ وتِرْيَمُ، وَهِي بِلَاد قديمَة، وَبهَا القَصْر المَشِيد. وأَطالَ فِي وَصْفها. وَنقل شَيخُنا عَن تَفْسِير أَبِي الحَسَن البَكريّ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَإِن مّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} (مَرْيَم: 71) قَالَ: يُسْتَثْنَى من ذالك أَهْلُ حَضْرمَوْت، لأَنَّهُم أَهلُ ضَنْك وشِدَّة، وَهِي تُنْبِتُ الأَولياءَ كَمَا تُنْبِت البَقْلَ، وأَهلُها أَهلُ رِيَاضة، وَبهَا نَخْلٌ كثير، وأَغلَبُ قُوتِهم التَّمْر. وَفِي مَراصِد الإطِّلاع: حَضْرَمُوتُ، اسْمَانِ مُرَّكبان، ناحِيَةٌ واسِعَةٌ فِي شَرْقِيّ عَدَنَ بقُربِ البَحْر، وحَوْلَها رِمَالٌ كثيرَةٌ تُعْرَفُ بالأَحْقَافِ، وَقيل: هِيَ مِخْلافٌ باليَمَن، وَقَالَ جَماعَة: سُمِّيَتْ حَضْرَمَوْت لأَنَّ صالِحاً عَلَيْهِ السَّلَام لَمَّا حَضَرَهَا مَاتَ. قَالَ شيخُنَا: والمعرُوف أَنَّهَا باليَمَن، كَمَا مَرَّ عَن جَماعَة، وبذالك صَرَّحَ فِي الرَّوْضِ المِعْطار وَقَالَ: بِهَا قَبْرُ هُودٍ عَلَيْه السَّلامُ، وجَزَمَ بذالك الشِّهَاب فِي العِنَايَة أَثْناءَ سُورَةِ الحَجِّ، وَلَا يُعرف غيرُه. وأَغْرَبَ صَاحِبُ  البَحْر فَقَالَ: إِنَّهَا بالشَّام وَبهَا قَبْرُ صالِحٍ عَلَيْهِ السلامُ. قلتُ: وعِنْدِي أَنَّه تَصحّف عَلَيْهِ شِبَامُ الَّتِي هِيَ إِحْدَى مَدِينَتَيْهَا، كَمَا مَرَّ عَن الشَّيْبانِيّ، بالشَّامِ القُطرِ المعروفِ لأَنَّه لَا يُعْرَفُ بالشَّام مَوْضِعٌ يُقَال لَهُ حَضْرمَوْت قدِيماً وَلَا حَدِيثا. (و) فِي الصّحاح: حَضْرمَوتُ: اسمُ (قَبِيلَة) أَيضاً، من وَلَد حِمْيَرَ بْنِ سَبَأَ، كَذَا فِي الرَّوْض، وَقيل: هُوَ عامِرُ بنُ قَحْطَانَ، وَقيل: هُوَ ابْن قَحْطَانَ بْنِ عَامِرٍ. قَالَ شيخُنَا: وهَل الأَرْضُ سُمِّيَت باسْمِ القَبِيلَة أَو بالعَكْسِ أَو غَيْر ذالِك؟ فِيهِ خِلافٌ. (وَ) فِي الصّحاح: وَمَا اسْمَانِ جُعِلاَ وَاحِدًا، إِنَّ شِئتَ بنَيْتَ الِاسْم الأَوَّل على الفَتْحِ وأَعْرَبْتَ الثَّانيَ إِعرابَ مَا لاَ يَنْصَرِف. (يُقَالُ: هاذَا حَضْرَمَوْتُ، ويُضَافُ) الأَوَّلُ إِلى الثَّانِي (فَيُقَالُ: حَضْرُمَوْتِ، بضَمِّ الرَّاءِ) ، أَعْربْت حَضْراً وخَفضْتَ مَوتاً، وكذالك القَوْلُ فِي سَامّ أَبْرَصَ ورامَهُرْمُز، (وإِنْ شِئتَ لَا تُنَوِّنُ الثَّانِي) قَالَ شيخُنَا: واقتصَر فِي اللُّبَابِ على وَجْهَيْن، فَقَالَ: هُمَا اسمانِ جُعلاَ واحِداً، فإِن شِئْتَ بنَيْتَ الأَوّل على الفَتْح وأَعربْتَ الثانِي إِعرابَ مَا لَا يَنْصرِف، وإِن شِئتَ بَنَيْتَهُمَا لتَضَمُّنِها مَعنَى حَرْفِ العَطْف، كخَمْسَةَ عَشَرَ. (والتَّصْغِيرُ حُضَيْرُمَوْت) ، تُصَغِّر الصَّدْرَ مِنْهُمَا. وكذالك الجَمْع تَقُولُ: فُلانٌ من الحَضَارِمَة، والنِّسْبَةُ إِليه حَضْرَمِيٌّ، وسيأْتي لمُصَنِّف فِي المِيمِ. (ونَعْلٌ حَضْرَمِيَّةٌ: مُلَسَّنَةٌ) . وَفِي حَدِيثِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٌ (أَنّه كَانَ يَمْشِي فِي الحَضْرَمِيِّ) هُوَ النَّعْلُ المَنْسُوبَةُ إِلى حَضْرَمَوْت المُتَّخَذَة بهَا. (وحُكِيَ) عَن الكِسَائيّ: (نَعْلاَنِ حَض 2 مُوتِيَّتَانِ) ، أَي على الأَصل من غير حَذْفِ، وَالَّذِي فِي نَوادِرِ الكِسَائِيّ يُقَال: أَتانَا بنَعْلَين حَضْرَمَوْتِيَّتَيْن، فتأَمَّلْ.  (وحَضُورٌ، كصَبُورٍ: جَبَلٌ) فِيهِ بَلَدٌ عَامِرٌ أَ (وْ: د، باليَمَنِ) فِي لِحْفِ ذالك الجَب، وَقَالَ غامِدٌ. تَغَمَّدْتُ شَرًّا كانَ بَيْنَ عشيرَتِي فَأَسْمَانِيَ القَيْلُ الحَضُوريُّ غامِداً وَفِي حَدِيث عائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا: (كُفِّنَ رسولُ ااِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي ثَوْبَيْنِ حَضُورِيَّينِ) هما منسوبان إِلَى حَضُورَ قريَة باليَمَن، قَالَه ابنُ الأَثيرِ. وَفِي الرَّوْض أَنَّ أَهلَ حَضُور قَتَلوا شُعَيْبَ بنَ ذِي مَهْدَم، نَبيٌّ أُرسِلَ إِلَيْهم وقَبْرُه بِضِينٍ، جَبَل بِالْيمن قَالَ وليْسَ هُوَ شُعَيباً الأَوَّلَ صَاحب مَدْيَن وَهُوَ ابْنُ صَيْفِي ويُقَالُ فِيهِ ابنُ صَيْفُون. قلتُ: وشَذَّ صاحِبُ المَرَاصد حَيْثُ قَالَ: إِنَّه من أَعمَال زَبِيد وأَنه يُرْوَى بالأَلِف المَمْدُودَة. وَفِي حِمْيَر حَضُورُ بنُ عَدِيِّ بن مالِكِ بن زَيْد بن سَلام بن زُرْعَة وَهُوَ حِمْيَر الأَصْغَر. (والحَاضرُ: خِلاَفُ البَادِي) ، وَقد تَقَدَّم فِي أَوَّل التَّرجَمَةِ، فَهُوَ تَكرَارٌ، (و) الحَاضِر أَيْضاً: (الحَيُّ العَظِيمُ) ، أَو القَوْم، وقا ابنُ سِيدَه: الحَيُّ إِذا حَضَرُوا الدَّارَ الَّتي بهَا مُجْتَمَعُهُم. قَالَ: فِي حاضِرٍ لَجِبٍ باللَّيْلِ سامِرُه فِيهِ الصَّواهِلُ والرّايَاتُ والعَكَرُ فَصَارَ الحاضرُ اسْما جامِعاً كالحاجِّ والسَّامِرِ والجامِلِ ونَحْوِ ذالِك. قَالَ الجوهريّ: هُوَ كَمَا يُقَالُ حاضرُ طَيّىءِ وَهُوَ جَمْعٌ، كَمَا يُقَال: سامِرٌ للسُّمَّار، وحاجٌّ للحُجَّاج. قَالَ حَسّان: لنا حاضرٌ فَعْمٌ وباد كَأَنَّهُ قَطِينُ الإِلاهِ عِزَّةً وتَكَرُّمَا  وَفِي حَدِيث أُسامَةَ: (وَقد أَحَاطُوا بحاضِرٍ فَعْمٍ) . وَفِي التَّهْذِيبِ، العربُ تَقول: حيٌّ حاضِرٌ، بِغَيْر هَاءٍ، إِذا كَانُوا نازِلين على ماءٍ عِدَ. يُقَال: حاضِرُ بَنِي فُلانٍ على ماءِ كَذَا وكَذَا، وَيُقَال للمُقيم على المَاءِ: حاضِرٌ، وَجمعه حُضُورٌ، وَهُوَ ضِدّ المُسَافِ، ر وكذالك يُقَال للمُقيم: شاهِدٌ وخافِضٌ، وفُلانٌ حاضرٌ بموضِع كَذَا، أَي مُقِيمٌ بِهِ، وهاؤلاءُ قَومٌ حُضَّارٌ، إِذا حَضَرُوا المياهَ، ومَحاضِرُ. قَالَ لَبِيد: فالوَادِيَانِ وكُلُّ مَغْنًى مِنْهُمُ وعَلَى المِيَاهِ مَحَاضرٌ وخِيَامُ قَالَ: وحَضَرَةٌ، مثل كافِر وكَفَرةٍ، وكُلُّ مَنْ نَزَلَ على ماءٍ عِدَ وَلم يَتَحَوَّل عَنهُ شِتاءً وَلَا صيفاً فَهُوَ حاضرٌ، سواءٌ نَزَلوا فِي القُرَى والأَرْيَاف، والدُّور المَدَرِيَّة، أَو بَنَوُا الأَخْبِيَةَ على المِيَاه فَقَرُّوا بهَا ورَعَوْا مَا حواليها مِنَ الماءِ والْكَلإِ. وَقَالَ الخَطَّابِيّ: إِنّما جَعَلوا الحاضِرَ اسْما للمَكَان المَحْضُور، يُقَال: نَزلْنَا حاضِرَ بَنِي فُلانٍ، فَهُوَ فاعِلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ. وَفِي الحَدِيث (هِجْرَة الحاضِرِ) أَي الْمَكَان المَحْضُور. (و) الحَاضِرُ: (حَبْلٌ مِنْ حِبَال الدَّهْنَاءِ) السَّبْعَةِ، يُقَال لَهُ: حَبْلُ الحاضِرِ، وعِنْدَه حَفَر سَعْدُ بنُ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمٍ بحِذَاءٍ العَرَمَة. (و) الحَاضِرُ: (ة، بقِنَّسْرينَ) ، وَهُوَ مَوضِع الإِقامَةِ على الماءِ من قِنَّسْرِينَ. قَالَ عِكْرِشَةُ الضَّبِّيُّ يَرثِي بَنيه: سَقَى اللهاُ أَجْداثاً وَرَائِي تَرَكْتُها بحاضِرِ قِنَّسْرِيَن من سَبَلِ القَطْرِ وسيأْتي فِي (ق ن س ر) . (و) الحَاضِرُ (مَحَلَّةٌ عَظِيمَةٌ بظَاهِر  حَلَبَ) ، مِنْهَا الإمامُ وَلِيُّ الدّينِ محمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن خَلِيلِ بْنِ هِلاَلٍ الحاضِريُّ الحَنَفِيُّ، وُلِدَ سنة 775 بحَلَب، ووالِدُه العَلاَّمةُ عِزُّ الدِّين أَبُو البَقَاءِ مُحَمَّدُ بنُ خَلِيلٍ، رَوَى عَنهُ ابْن الشّحْنَة. (والحَاضِرَةُ: خِلاَفُ البَادِيَة) ، وَقد تقَدَّم فِي أوّل التَّرْجَمَة، فَهُوَ تكْرَار (و) الحَاضِرَةُ: (أُذُنُ الفِيلِ) ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ. (وأَبُو حَاضِرٍ صَحَابِيٌّ لَا يُعْرَفُ اسْمُهُ) ، رَوَى عَنهُ أَبو هُنَيْدَةَ، أَخرجه ابنُ مَنْدَه. (و) أَبُو حاضِرٍ (أُسَيْدِيٌّ موصُوفٌ بالجَمَالِ الفَائِقِ. و) أَبو حاضِرٍ: كُنيَة (بِشْر بن أَبِي خَازِم) (و) منَ المَجَاز: يُقَال: (عُسٌّ ذُو حَوَاضِرَ) ، جمْع حاضِرَة، مَعْنَاه (ذُو آذانٍ) . (و) مِنَ المَجَازِ قَوْلُ العَرَب: (اللَّبَنُ مَحْضُور) ، ومُحْتَضَر فغَطِّه، (أَي كَثِيرُ الآفَةِ) ، يَعنِي (تَحْضُرُه) ، كَذَا فِي النّسخ. وَنَصّ التَّهْذِيب: تحتضره (الجِنُّ) والدَّوابُّ وغيرُها من أَهْلِ الأَرض، رَوَاهُ الأَزهريّ عَن الأَصمَعِيّ، (والكُنُفُ مَحْضُورَة كَذالك) ، أَي تَحْضُرها الجِنُّ والشَّياطِينُ وَفِي الحَدِيث (أَنَّ هاذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرة) . وقَولُه تَعالَى {وَأَعُوذُ بِكَ رَبّ أَن يَحْضُرُونِ} (الْمُؤْمِنُونَ: 98) أَي أَن يُصِيبَنِي الشّياطِيُ بِسُوءٍ. (و) يُقَالُ: (حَضَرْنَا عَنْ مَاءِ كَذَا) أَي (تَحَوَّلْنَا عَنْه) ، وَهُوَ مَجَاز. وأَنْشد ابنُ دُرَيْد لقَيْسِ بْنِ العَيْزارَة: إِذَا حَضَرَتْ عَنهُ تَمَشَّتْ مَخَاضُها إِلَى السِّرِّ يَدْعوها إِليها الشَّفَائِعُ (و) حَضَار (كَسَحَابٍ: جَبَلَ بَيْنَ اليَمَامَةِ والبَصْرَةِ) وإِلَى اليَمَامَة أَقربُ. (و) الحَضَارُ: (الهِجَانُ أَو الْحُمْرُ مِنَ الإِبِلِ) . وَفِي الصّحاح: الحِضَارُ من الإِبِل:  الهِجَانُ: قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يَصِفُ الخَمْر: فَمَا تُشْتَرَى إِلاَّ بِرِبْحٍ سِبَاؤُهَا بَنَاتُ المَخَاضِ شُومُها وحِضَارُهَا شُومُها: سُودُهَا. يَقُول: هاذه الخَمْر لَا تُشْتَرَى إِلاّ بالإِبِل السُّودِ مِنْهَا والبِيضِ. وَفِي التَّهْذِيب: الحِضَارُ مِنَ الإِبِل: البِيضُ اسْم جامِع كالهِجَانِ ومِثْلُه قَوْلُ شَمِرٍ، كَمَا سيأْتِي، فقولُ المُصَنِّف: أَو الحُمرُ مِنَ الإِلل مَحَلّ تَأَمُّلٍ، (ويُكْسَرُ) ، الفَتْح نَقَلَه الصّغانِي. (لَا واحِدَ لَهَا، أَو الواحِدُ والجَمْعُ سَوَاءٌ) . قَالَ ابنُ مَنْظُور: وَفِيه عِنْد النَّحْوِيِّين والجَمْع على وَزْنٍ واحدٍ، إِلاَّ أَنَّك تُقَدِّر البِنَاءَ الّذِي يكون للجَمْعِ غَيْرَ البِنَاءِ الّذِي يَكُونُ للواحدِ، وعَلى ذالك قَالُوا: ناقةٌ هِجَانٌ ونُوق هِجَانٌ، فهِجَانٌ الَّذِي هُوَ جَمْع يُقدَّر على فِعال الَّذِي هُوَ جَمعٌ مثل ظِرَافٍ، والَّذِي يكونُ من صِفَة المُفرد تُقَدِّره مُفرَداً مثل كِتَاب، فالكَسْرَة فِي أَوَّل مُفْرَدِه غيرُ الكَسرةِ الّتي فِي أول جَمْعِه، وكذالك ناقَةٌ حِضَارٌ ونُوقٌ حِضَارٌ، وكذالك الفُلْك، فإِنَّ ضَمَّتَه إِذا كَانَ مُفرَداً غَيْرُ الضَّمَّة التِي تَكُونُ فِيهِ إِذا كَانَ جَمْعاً، كقولِه تَعَالَى: {فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ} (الشُّعَرَاء: 119) فَهُوَ بإِزاءِ ضَمَّة القُفْل فإِنّه واحِدٌ. وقولُه تَعالَى: {وَالْفُلْكِ الَّتِى تَجْرِى فِى الْبَحْرِ} (الْبَقَرَة: 164) فضَمَّتُه بإِزاءِ ضَمَّة الهَمْزة فِي أُسْد، فهاذه تُقدِّرها بأَنَّهَا فُعْلٌ الَّتِي تكونُ جَمْعاً، وَفِي الأَول تُقَدِّرها فُعْلاً الَّتي هِيَ للمُفْردِ. (و) الحِضَارُ، (بالكَسْرِ: الخَلُوقُ بلأَجْهِ الجَارِيَةِ، و) قَالَ الأُمَوِي: (نَاقَةٌ حِضَارٌ: جَمَعَت قُوَّةً و) رُحْلَةً، يَعنِي: (جَوْدَةَ سَيْرِ) . ونَصّ الأَزهَرِيّ: المَشْي، بدل  السَّيْر. وَقَالَ شَمِرٌ: لم أَسمَع الحِضَارَ بهاذا المَعْنَى، إِنّمَا الحِضَار بِيضُ الإِبِل، وأَنْشد بَيْت أَبي ذُؤَيْب: (شُومُها وحِضَارُها) . أَي سُودُهَا وبِيضُها. (و) حَضَّارَة، (كجَبَّانَة، د، باليَمَنِ) ، نَقَلَه الصَّغانِيّ. (و) الحُضَارُ، (كغُرَابٍ: دَاءٌ للإِبلِ) ، نَقله الصَّغانِيّ. (وَمَحْضُورَاءُ) ، بالمَدّ، عَن الفَرّاءِ، (ويُقْصَر) ، عَنِ ابْنِ السِّكِّيتِ: (مَاءٌ لبَنِي أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلاَبٍ) . (والحَضْرَاءُ مِن النُّوقِ وغَيْرِهَا: المُبَادِرةُ فِي الأَكْلِ والشُّرْبِ) ، نَقَلَه الصَّغانِيّ. (و) عَن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ: الحُضُر، (كعُنُقٍ: الرَّجُلُ الوَاغِلُ) الرّاشِن، وَهُوَ الشَّوْلَقِيُّ، قلت: وَهُوَ الطُّفَيْلِيّ. (وأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْر) بْنِ سِمَاكٍ الأَوْسِيُّ، (كزُبَيْر: صَحَابِيٌّ) ، كُنْيَتُه أَبو يَحْيَى، لَهُ ذِكْر فِي تارِيخ دِمَشْق، وبِنْتُه هِنْد لَهَا صُحْبةٌ، وابنُه يَحْيَى لَهُ رُؤيةٌ، (ويُقَال لِأَبِيهِ حُضَيْرُ الكَتَائِبِ) . والّذي فِي التّهذيب وغيرِه: وحُضَيْرُ الكَتائِبِ: رَجُلٌ من سَادَاتِ العَرَبِ. (و) من المَجَازِ: (احْتُضِرَ) المَرِيضُ وحُضِرَ، (بالضَّمّ، أَي) مَبْنِيًّا للمَفْعُولِ، إِذا (حَضَرَهُ المَوْتُ) وَنَزَلَ بِهِ، وَهُوَ مُحْتَضَر ومَحْضُورٌ. (و) فِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ ( {كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ} (الْقَمَر: 28) ، أَي يَحْضُرُونَ حُظُوظَهَم مِنَ المَاءِ وتَحْضُرُ النَّاقَةُ حَظَّهَا مِنْه) ، والقِصَّةُ مَشْهُورَةٌ فِي التَّفَاسِيرِ. (ومَحَاضِرُ) ، بِالْفَتْح على صِيغَةِ الجَمْع، هاكذا هُوَ مَضْبُوطٌ فِي نُسْخَتِنَا (ابنُ المُوَرِّع) بالتَّشْدِيد على صيغَةِ اسمِ الفاعِلِ: (مُحَدِّثٌ) مُسْتَقِيمُ الحَدِيثِ لَا مُنْكَرَ لَهُ، كَذَا قَالَه الذَّهَبِيّ.  (وشَمْسُ الدِّين) أَبو عَبْدِ اللهاِ (الحَضَائرِيُّ فَقِيهٌ بَغْدَادِيٌّ) ، قَالَ الذَّهَبِيُّ: قَدِم علينا مِن بَغْدَادَ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: فِي الحَدِيث (أَنَّى تَحْضُرُني مِنَ الله حاضِرَةٌ) أَرادَ الملائِكَةَ الَّذِين يَحْضُرُونَه. وحاضرَةٌ: صِفَةُ طائِفَةٍ أَو جَماعَةٍ. وَفِي حَدِيثِ الصُّبْح (فإِنَّها مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ) ، أَي تَحْضُرها ملائِكَةُ اللَّيْلِ والنَّهَارِ. واسْتَحْضَرْتُه فأَحضرنِيهِ. وَهُوَ من حاضِرِي المَلِك. وحَضَارِ بمعنَى احْضُرْ. والمُحَاضَرَةْ: المُشَاهَدَةُ. وبَدَوِيٌّ يَتَحَضَّرُ وحَضَرِيٌّ يَتَبَدَّى. وحَضَرَه الهَمُّ واحْتَضَرَه وتَحَضَّرَه، وَهُوَ مَجاز. وَفِي الحَديث (والسَّبْتُ أَحْضَرُ إِلا أَنّ لَهُ أَشْطُراً) ، أَي هُوَ أَكثَرُ شَرًّا إِلاَّ أَنَّ لَهُ خَيْراً مَعَ شَرِّه، وَهُوَ أَفْعَلُ من الحُضُور. قَالَ ابنُ الأَثِير: ورُوءَ بالخاءِ المُعْجَمة، وَقيل: هُو تَصْحِيف. وَفِي الحَدِيث: (قُولُوا مَا يَحْضُرُكم) أَي مَا هُوَ حاضِرٌ عِنْدَكُم موجودٌ وَلَا تَتَكَلَّفُوا غَيْرَه. وَمن الْمجَاز: حَضَرَت الصَّلاةُ. وأَحْضِرْ ذِهْنَك. وكُنْتُ حَضْرَةَ الأَمْرِ، وَكَذَا حَضَرْت الأَمْرَ بخَيْر، إِذا رَأَيْتَ فِيهِ رَأْياً صَوَاباً (وكفيتَهَ) . وإِنه لحَضِيرٌ: لَا يزَال يحْضُرُ الأُمورَ بخَيْرٍ. وَيُقَال: جَمَعَ الحَضْرَةَ يُرِيدُ بناءَ دَار، وَهِي عُدَّة البنَاءِ من نحْو آجُرَ وجصَ. وَهُوَ حاضِرٌ بالجَوَاب  وبالنّوادِر. وَغَطِّ إِناءَك بحَضْرة الذُّبَاب. وكُلُّ ذالِك مَجَاز. ويُقَال للرَّجُلُ يُصيبُه اللَّمَمُ والجُنُونُ: فُلانٌ مُحْتَضَرٌ. وَمِنْه قَولُ الرّاجِز: وإنْهَمْ بدَلْوَيْكَ نَهِيمَ المُحْتَضَرْ فقد أَتَتْكَ زُمَراً بَعْدَ زُمَرْ والمُحْتَضِر: الّذي يَأْتِي الحَضَر. وحَضَارٌ: اسْم للثَّورِ الأَبيضِ. واحْتَضَرَ الفَرَسُ، إِذا عَدَا، واسْتَحْضَرْتُه: أَعْدَيْتُه. وَفِي الحَدِيث ذِكْر حَضِيرٍ، كأَمِيرٍ، وَهُو قَاعٌ فِيهِ مَزَارِعُ يَسِيل عَلَيْهِ فَيْضُ النَّقِيعِ ثمّ يَنْتَهي إِلَى مُزْجٍ، وبَيْن النَّقِيع والمَدِينةِ عشْرُون فَرْسَخاً. والحَضَار، كسَحَابٍ، الأَبيَضُ. ومِثلُ قَطَامِ اسمٌ لِلأَمْر، أَي احْضُر. والحَضْرُ، بالفَتْح: الّذِي يتَعَرَّض لطَعَامِ القَوْم وَهُوَ غَنِيٌّ عَنْه. وَفِي الأَساس: وحَضْرَمَ فِي كَلاَمِه: لم يُعْرِبْه. وَفِي أَهْل الحَضَرِ الحَضْرَمَةُ كأَنَّ كلامَه يُشْبه كلامَ أَهلِ حَضْرَمَوْت؛ لأَنَّ كَلَامهم لَيْسَ بِذَاك، أَو يُشْبِه كَلامَ أَهلِ الحَضَر، والمِيمُ زائِدَة. انْتهى. وَقد سَمَّت حاضِراً ومُحَاضِراً وحُضَيْراً. والحَضِيرِيَّةُ: مَحَلَّة ببَغْدَادَ من الجَانِب الشَّرْقيّ، مِنْهَا أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الطَّيِّب بن سَعِيدٍ الصَّبَّاغ الحَضِيرِيُّ، كَانَ صَدُوقاً، كتَب عَنهُ أَبو بَكْر الخَطِيب وغَيرُه. وأَبُو الطَّيِّب عَبْدُ الغَفّار بنُ عبدِ الله بنِ السَّرِيّ الواسطيُّ الحَضِيريُّ أَدِيبٌ عَن أَبي جَعْفَرٍ الطَّبَرِيِّ، وَعنهُ أَبو العَلاءِ الواسِطِيُّ وغَيْرُه.  والحَضَر، مُحَرَّكةً فِي شِعْرِ القُدَمَاءِ، قَالَ أَبو عُبَيْد: وأُراهُ أَرادوا بِهِ حَضُوراً أَو حَضْرَمَوْت، وكِلاَهُمَا يَمَان. قلت: والصَّوابُ أَنَّه البَلَد الّذي بَنَاه الساطِرُونُ، وَقد تقدّم ذِكْره، وهاكذا ذَكره السّمعانيّ وَغَيره. ومُنْيَةُ الحَضَر، مُحَرَّكَةً: قريةٌ قُرْبَ المَنْصُورَة بالدَّقَهْلِيّة، وَقد دخَلْتُها. وأَبو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحمَدَ بْنِ حاضرٍ الحاضِريُّ الطُّوسِيُّ، تَرجَمَه الحاكمُ فِي تَارِيخِه، وحَضَارُ بن حَرْب ابْن عَامر جَدُّ أبي مُوسى الأَشعريّ رَضِي الله عَنهُ. وبَيْتُ حَاضِرٍ: قعرْيَةٌ قُرْبَ صَنْعَاءِ اليَمَن، وَمِنْهَا الشَّرِيفُ سِرَاجُ الدّين الحاضِرِيُّ، واسمُه عبدُ الله بْنُ الحَسَن، ذَكَرَه المَلِكُ الأَشْرَفُ الغَسَّانِيّ فِي الأَنْسَاب. والشَّمْس محمّد الحضاوريّ: فَقِيهٌ يَمَنِيّ. وحَاضرُ بْنُ أَسَدِ بْنِ عَدِيّ بْنِ عَمْرٍ وَفِي الأَزْدِ.
المعجم: تاج العروس