المعجم العربي الجامع
زلق
المعنى: مكان زلق ومزلقة، "صعيداً زلقاً" وزلق المكان: ملسه حتى صار مزلقة. ومن المجاز: أزلقت الرمكة: أسقطت، وهي مزلاق وولدها زليق. وزلق رأسه وزلقه: حلقه وملّسه، ورأسه محلوق مزلوق. وتزلق الرجل: صنع نفسه بالأدهان. ونظر إليه نظراً يزلق الأقدام.
المعجم: أساس البلاغة زَلَقَتِ
المعنى: القدمُ ـُ زَلْقاً: زلّت ولم تثبت. ويُقال: زلَق فلان بمكانه: ملّ منه فتنحّى عنه وتباعد. وـ الشيء ـِ زَلْقاً: أبعَدَه ونحّاه. وـ فلاناً ببصره. نظر إِِليه نظر المتسخِّط حتى كاد يزيله من موضعه. وـ رأسه: حلقه وملَّسَه.؛(زَلِقَتِ) القدمُ ـَ زَلَقاً: زلَقَت. ويُقال: زلِق بمكانه.؛(أزْلَقَتِ) الحامل: أسقطت الجنين. فهي مُزلقة، ومُزلق. وـ فلاناً ببصره: زلَقه. وفي التنزيل العزيز: (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ). وـ رأسه: زلقه.؛(زَلَّقَ) المكانَ: ملَّسَه. ويُقال: زلَّق الحديدة: بالغ في تحديدها حتى جعلها ملساء. وـ فلاناً ببصره: زلقه.؛(انْزَلَقَ): زلق.؛(تَزَلَّقَ): تزيَّن وتنعَّم حتى يكون للونه لمعان. ولبشرته بريق. وـ صبغ نفسه بالأدهان ونحوها.؛(الزَّلَِقُ): الموضع الذي لا تثبت عليه قدم لملاسته.؛(الزَّلِقُ): السريع الغضب.؛(الزَّلَقَةُ): الصخرة الملساء. وـ المرآة، (ج) زَلَق.؛(الزَّلاَّقَةُ): الموضع لا تثبت عليه القدم. وـ جِهازٌ ثابتٌ يجلس عليه الصبيّ فينزلق من أعلى إِِلى أَسفل.؛(الزُّلَّيقُ): الخَوْخُ الأملس.؛(الزَّلِيقُ) من الأَجِنَّة: السِّقْط. (ج) زُلَقاء.؛(الزَّيْلَقُ): يُقال: ريح زَيْلَق: سريعة المرور.؛(المِزْلاقُ): المِزْلاج. وـ الحامل الكثيرة الإِجهاض والإِزلاق. (ج) مَزاليق.؛(المَزْلَقُ): الزَّلاَّقة. (ج) مَزالق.؛(المَزْلَقَةُ): الزَّلاَّقة. يُقال: مكان مزلقة وأرض مزلقة. (ج) مزالق.؛(المَزْلَقَان): طريق منحدر الجانبين ويقطع السكة الحديد. (محدثة).
المعجم: الوسيط زلق
المعنى: ـ زَلَقَ، كفرِحَ ونَصَرَ: ذَلَّ، ـ وـ بمكانِه: مَلَّ منه فَتَنَحَّى عنه. ـ والزَّلَقُ، محرَّكةً، وككتِفٍ ونَجْمٍ، ـ والزَّلاَّقَةُ والمَزْلَقُ: المَزْلَقَةُ. ـ والزَّلَقُ أيضاً: عَجُزُ الدابةِ، وبهاءٍ: الصَّخْرَةُ المَلْساءُ، والمِرْآةُ. ـ وناقةٌ زَلُوقٌ: سريعةٌ. ـ وعَقَبَةٌ زَلُوقٌ: بعيدةٌ. ـ والزَّلاَّقَةُ: أرضٌ بقُرْطُبَةَ، ونَهْرٌ بواسِطَ. وكصاحِبٍ: رُسْتاقٌ بِسِجِسْتانَ. ـ وزَلَقَه عن مكانِهِ يَزْلِقُه: بَعَّدَه ونَحَّاهُ، ـ وـ فلاناً: أزَلَّه، ـ كأَزْلَقَه. ـ والمِزْلاقُ: المِزْلاجُ، يُغْلَقُ به البابُ ويُفْتَحُ بِلا مِفْتاحٍ، والفرسُ الكثيرُ إسْقاطِ الوَلَدِ. وكأَميرٍ: السِقْطُ. وككتِفٍ: مَن يُنْزِلُ قَبْلَ أن يُولِجَ، والسريعُ الغَضَبِ. وكقُبَّيْطٍ: الخَوْخُ الأمْلَسُ. ـ وأزْلَقَتِ الناقةُ: أجْهَضَتْ، ـ وـ فلاناً ببَصَرِهِ: نَظَرَ إليه نَظَرَ مُتَسَخِّطٍ، ـ وـ رأسَه: حَلَقَه، ـ كزَلَقَه وزَلَّقَه. ـ ومُزْلَقٌ، كمُكْرمٍ: فرسُ المُغِيرةِ بنِ خَليفَةَ. ـ والتَّزْليقُ: صِبْغَةُ البَدَنِ بالأدْهانِ ونحوها، ـ حتى يصيرَ كالمَزْلَقَةِ. ـ وزَلَّقَ الحديدةَ: أدْمَنَ تَحْديدَها، ـ وـ المَوْضِعَ: جَعَلَهُ زَلَقاً. ـ وتَزَلَّقَ: تَزَيَّنَ وتَنَعَّمَ، حتى يكونَ للَوْنِهِ وبيصٌ، ولِبَشَرَتِهِ بَريقٌ.
المعجم: القاموس المحيط زلق
المعنى: الزَّلَقُ: الزَّللُ، زَلِقَ زَلَقاً وأَزْلَقَه هو. والزَّلَقُ:المكان المَزْلَقة. وأَرض مَزْلقة ومُزْلقة وزَلَقٌ وزَلِقٌ ومَزْلَق: لا يثبت عليها قدم، وكذلك الزَّلاَّقة؛ ومنه قوله تعالى: فتُصْبِحَ صَعيداً زَلَقاً؛ أَي أَرْضاً مَلْساء لا نبات فيها أَو ملساء ليس بها شيء؛ قال الأَخفش: لا يثبت عليها القدمان. والزَّلَقُ: صَلا الدابة؛ قال رؤبة: كأَنَّهــا حَقْبـاءُ بَلْقـاءُ الزَّلَقْـ، أَو حـادِرُ الليِّتَيـنِ مَطـويّ الحـق والزَّلَقُ: العَجُز من كل دابة. وفي الحديث: هَدَرَ الحَمامُ فزَلِقَت الحمامة؛ الزَّلَقُ العَجُز، أَي لمَّا هدر الذكر ودار حول الأُنثى أَدارت إِليه مؤخرَها. ومكان زَلَقٌ، بالتحريك، أَي دَحْضٌ، وهو في الأَصل مصدر قولك زَلِقَت رجلُه تَزْلَقُ زَلَقاً وأَزْلَقها غيرُه.وفي الحديث: كان اسْمُ تُرْسِ النبي، صلى الله عليه وسلم، الزَّلوقَ أَي يَزْلَق عنه السلاح فلا يَخْرقه. وزَلَّقَ المكانَ: مَلَّسه. وزَلَق رأْسَه يَزْلِقُه زَلْقاً: حلَقه وهو من ذلك، وكذلك أَزْلَقَه وزَلَّقَه تزليقاً ثلاث لغات. قال ابن بري: وقال علي بن حمزة إِنما هو زَبَقَه، بالباء، والزَّبْقُ النَّتْفُ لا الحَلْق. والتَّزْلِيقُ: تمْلِيسُك الموضِعَ حتى يصير كالمَزْلَقةِ، وإِن لم يكن فيه ماء. الفراء: يقول للذي يحلِقُ الرأْس قد زَلَّقَه وأَزْلَقه. أَبو تراب: تَزَلَّقَ فلان وتَزَيَّقَ إذا تزَيَّن. وفي الحديث: أَن عليّاً رأَى رجُلين خرجا من الحمّام مُتزلِّقَين فقال: مَنْ أَنتما؟ قالا: من المهاجرين، قال: كذبتما ولكنكما من المُفاخِرين، تَزَلَّق الرجل إذا تنعم حتى يكون للونه بَرِيقٌ وبَصِيص.والتزلُّق: صِبْغةُ البدن بالأَدهان ونحوها.وأَزْلَقت الفرسُ والناقةُ: أَسْقَطت، وهي مُزْلِق، أَلْقَتْ لغير تمام، فإِن كان ذلك عادة لها فهي مِزلاق، والولد السقط زَلِيق؛ وفرس مِزْلاقٌ:كثير الإِزْلاق. الليث: أَزْلَقَت الفرسُ إذا أَلقَتْ ولدَها تامّاً.الأَصمعي: إذا أَلقت الناقة ولدها قبل أَن يَسْتَبين خَلْقُه وقبل الوقت قيل أَزْلَقَت وأَجهَضَت، وهي مُزْلِق ومُجْهِض، قال أَبو منصور: والصواب في الإِزْلاق ما قاله الأَصمعي لا ماقاله الليث.وناقة زَلوق وزَلوجٌ: سريعة. وريحٌ زَيْلَقٌ: سريعة المرّ؛ عن كراع.والمِزْلاقُ: مِزْلاجُ الباب أَو لغة فيه، وهو الذي يُغْلق به الباب ويفتح بلا مفتاح. وأَزْلَقَه ببصره: أَحدَّ النظر إِليه، وكذلك زَلَقه زَلَقاً وزَلَّقه؛ عن الزجاجي. ويقال: زَلَقَه وأَزْلَقَه إذا نحّاه عن مكانه. وقوله تعالى: وإِن يكادُ الذين كفروا لَيُزْلِقُونك بأَبصارهم؛ أَي ليُصِيبُونك بأَعينهم فيزِيلونك عن مقامك الذي جعله الله لك، قرأَ أَهل المدينة ليَزْلِقونك، بفتح الياء، من زَلَقْت وسائرُ القراء قرؤوها بضم الياء؛ الفراء: لَيُزْلِقونك أَي لَيَرْمون بك ويُزيلونك عن موضعك بأَبصارهم، كما تقول كاد يَصْرَعُني شدَّةُ نظرهه وهو بيِّن من كلام العرب كثير؛ قال أَبو إِسحق: مذهب أَهل اللغة في مثل هذا أَن الكفار من شدةِ إِبْغاضِهم لك وعداوتهم يكادون بنظرهم إِليك نظر البُغَضاء أَن يصرعوك؛ يقال: نظر فلان إِليَّ نظراً كاد يأْكلني وكاد يَصْرَعُني، وقال القتيبي: أَراد أَنهم ينظرون إِليك إذا قرأْت القرآن نظراً شديداً بالبغضاء يكاد يُسْقِطك؛ وأَنشد: يَتقارَضونَ، إذا الْتَقَوْا في مَوْطِنٍ، نظــراً يُزِيــلُ مَــواطِئ الأَقْـدامِ وبعض المفسرين يذهب إِلى أَنهم يصيبونك بأَعينهم كما يُصِيب الغائنُ المَعِينَ؛ قال الفراء: وكانت العرب إذا أَراد أَحدهم أَن يَعْتانَ المالَ يجُوع ثلاثاً ثم يعرِض لذلك المال، فقال: تالله ما رأَيت مالاً أكثرَ ولا أَحسنَ فيتساقط، فأَرادوا برسول الله، صلى الله عليه وسلم، مثل ذلك فقالوا: ما رأَينا مثل حُجَجه، ونظروا إِليه ليَعِينوه.ورجل زَلِقٌ وزُمَلِقٌ مثال هُدَبِد وزُمالِقٌ وزُمَّلِقٌ، بتشديد الميم: وهو الذي يُنْزِل قبل أَن يجامِعَ؛ قال القُلاخ بن حَزْن المِنْقَري: إِن الحُصـــَيْنَ زَلِـــقٌ وزُمَّلِقْـــ، كــذنبِ العَقْــربِ شــَوّال غَلِقْــ، جـاءَت بـه عنْـسٌ مـن الشـَّأْم تَلِقْ وقوله إِن الحصين، صوابه إِن الجُلَيد وهو الجُلَيد الكلابي؛ وفي رجزه: يُـدْعَى الجُلَيْدَ وهو فينا الزُّمَّلِقْ، لا آمِــــنٌ جلِيســـهُ ولا أَنِقْـــ، مُجَــوَّعُ البَطْــنِ كِلابــيُّ الخُلُــقْ التهذيب: والعرب تقول رجل زَلِقٌ وزُمَّلِق، وهو الشَّكَّاز الذي يُنْزِل إذا حدّث المرأَة من غير جماع، وأَنشد الفراء هذا الرجز أَيضاً، والفعل منه زَمْلَقَ زَمْلَقة، وأَنشد أَبو عبيد هذا الرجز في باب فُعَّلِل.ويقال للخفيف الطيّاش: زُمَّلِق وزُمْلوق وزُمالِقٌ.والزُّلَّيْقُ، بالضم والتشديد: ضَرْبٌ من الخَوخ أَمْلَس، يقال له بالفارسية شَبْتَهْ رَنْك.
المعجم: لسان العرب زلق
المعنى: زلق زَلِقَ، كفَرِح، ونَصَرَ زَلَقاً وزَلْقاً: ذَلَّ كَذَا فِي النسَخ، والصوابُ زل، بالزاي، وَهُوَ مُطاوِع زَلَقْتُه فزَلَقَ، أَي: أَزْلَلْتُه فزَلَّ. وزَلِقَ بمكانِه: إِذا مَلَّ مِنْهُ فَتَنَحَّى عَنْهُ وتَباعَدَ. والزَّلَقُ مُحَرَّكَةً، ككَتِفٍ، ونَجم، والزَّلاّقَةُ بِالْفَتْح مَعَ التَّشْدِيد والمَزْلَقُ كمَقْعَدٍ: كل ذَلِك: المَزْلَقَة، وَهِي المَدْحَضةُ لَا يَثْبُتُ عَلَيْهَا قَدَمٌ، وَمِنْه قولُه تَعالى: فتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقاً أَي: أرْضاً مَلْساء ليسَ بهَا شيءٌ، أَو لَا نَباتَ فِيها، وقالَ الأخْفَشُ: لَا يَثْبُتُ عَلَيْهَا القَدَمان، وَقَالَ الشّاعِر: (قَدِّرْ لرِجْلِكَ قبلَ الخَطْوِ مَوْقِعَها ... فمَنْ عَلا زَلَقاً عَن غِرَّةٍ زَلِجَا) وَفِي الصِّحاحَ: والزلق فِي الأصْل: مصدرُ قولِكَ: زَلِقَتْ رِجْلُه تَزْلَقُ زَلَقاً. والزلق أيْضاً: عَجُزَ الدّابةِ نَقله الجَوْهَري، وقالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ نَاقَة شَبَّهها بأتانٍ: (كَأَنَّهَا حَقْباءُ بَلْقاءُ الزَّلَق ... أَو جادِرُ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ) والزلقَةُ بهاءً: الصخْرَة المَلْساءُ. وَقَالَ أَبُو زَيْد: الزلقَةُ، والزَّلَفَة: المِرآة. قَالَ: وناقَةٌ زَلُوقٌ وزَلُوج، أَي: سَرِيعَةٌ وَقد زَلَقَتْ. وعَقَبَة زَلوقٌ: بَعِيدَة. والزَّلاّقةُ بالفتحِِ مَعَ التشديدِ: أَرْضٌ بقُرْطُبَةَ كانتْ بهَا وَقْعَة كبيرةٌ بَين الإِفْرِنْج والسُّلْطان يُوسُفَ ابنِ تاشِفِينَ، ذَكَرَها المُؤَرِّخُونَ واستَوْفَوها، كابنِ خِلِّكانَ والذهَبِي فِي تَارِيخ الإِسْلام، وغيرِهما. ونَهْر الزلاقَةِ بواسِط العِراقِ. وزالِق كصاحِب: رُستاق بسِجِستانَ. ويُقال: زَلَقَهُ عَن مَكانِه يَزْلِقُه زَلْقاً بَعَّدَه ونَحّاه، وَمِنْه قِراءَةُ أَبِي جعفرٍ ونافعِ لَيَزْلقونَكَ بأبْصارِهم بفتْح الياءِ، أَي: ليَعْتانُونَك بعُيونِهم، فيُزِيلُونَك عَن مُقامِك الَّذِي أقامَكَ اللهُ فِيهِ عَداوةً لَكَ. ويُقال: زَلقَ فُلاناً: إِذا أَزَلهُ، كأَزْلَقَه فزَلَقَ، أَي: زَلَّ، وَبِه قَرَأَ سائِرُ القُرّاء غير المدَنِيَينَ لَيُزْلِقُونَكَ بأبْصارهِمْ كَمَا تَقُول: كادَ يَصْرَعُنِي شِدةُ نَظَرِه، وَقَالَ أَبُو إسحاقَ: مَذْهَبُ أَهل اللُّغَة فِي مثلِ هَذَا أَنَّ الكُفّارَ من شِدة إبْغاضِهم لَكَ، وعَداوَتِهم، يكادُونَ بنَظَرِهم إِليكَ نَظَرَ البغضاءَ أَن يَصْرَعُوك، يُقال: نَظَر فلَان إِلَيّ نَظَراً كادَ يَأكُلُنِي وكادَ يَصْرَعُنِي، وقالَ القُتَيْبِيُّ: أَرادَ أَنَّهُم يَنْظُرُونَ إليكَ إِذا قَرَأتَ القُرآنَ نَظَراً شَدِيدًا بالبغضاءَ، يَكاد يسْقِطُكَ، وأنْشَدَ:) (يَتَقارَضُونَ إِذا التقَوْا فِي مَوْطِنٍ ... نَظَرًا يُزِيلُ مَواطِىءَ الأقْدام) وَبَعض المُفَسرِّينَ يَذْهَبُ إِلى أَنهُم يصيبُونَك بأعْيُنِهم، كَمَا يُصِيبُ العائِنُ المَعِينَ، قالَ الفَرّاءُ: وكانَت العَربُ إِذا أَرادَ أحَدُهمِ أَنْ يَعْتانَ المالَ يَجُوعُ ثَلاثاً، ثمّ تَعَرض لذَلِك المَال: فَقَالَ، تالله مَا رَأَيْتُ مَالا أَكْثَرَ وَلَا أَحْسَنَ، فيَتساقَطُ، فأرادوا برَسولِ اللهِ صَلّى اللُهُ عليهِ وسَلمَ مثلَ ذَلِك، فقالُوا: مَا رَأينا مثلَ حُجَجِه، ونَظَرُوا إِلَيْهِ ليَعِينُوه. والمِزْلاقُ: المِزْلاجُ أَو لُغَة فِيهِ وَهُوَ الّذِي يُغْلَقُ بِهِ البابُ ويُفْتَحُ بِلَا مِفْتاح. والمِزْلاقُ: الفَرَسُ الكَثِيرُ الإزْلاقِ، كَمَا فِي الصِّحاح، أَي إسْقاطِ الوَلَدِ أَي: إِذا كانَ ذلِك عادَتَها، وكذلِكَ النّاقَةُ، وَقد أزْلَقَتْ. والزليقُ، كأمِيرٍ: السقْطُ نَقَله الجَوْهَرِي. والزَّلِقُ ككَتِفٍ: من يُنْزِلُ قبلَ أنْ يُولِجَ وَفِي التَّهْذِيب: والعَرَبُ تَقولُ: رَجُلٌ زَلِق وزُمَّلِقٌ، وَهُوَ الَّذِي يُنْزِل إِذا حَدَّثَ المَرأَةَ من غيرِ جِماع، وأَنْشَد الجَوْهَرِي للقُلاخ بنِ حَزْنٍ المِنْقَرِيِّ: إِنّ الحُصَيْن زَلِق وزُملِق جاءتْ بِهِ عَنسٌ من الشّام تَلِق وأنْشَدَه الليْثُ هكَذا: (إِنَّ الزُّبَيْرَ زَلِق وزُمَّلِق ... لَا آمِن جَلِيسُه وَلَا أَنِقْ) وقالَ ابنُ بَرّي: وصَوابُه: إِنَّ الجُلَيدَ زَلِقٌ وزُملِق والزلِقُ أَيضاً: السَّرِيعُ الغَضَبِ فِيمَا يُقال، كَمَا فِي العُبابِ. والزليقُ كقُبَّيْطٍ: الخَوخُ الأمْلَسُ قَالَ الجَوْهرِيُّ: يُقالُ لَهُ بالفارِسِية: شِيفْتَهْ رَنْك، قلت: ويُعْرَفُ الآنَ بالزّهْرِيِّ. وأزْلَقَتِ النّاقَةُ: مثل أَجْهَضَتْ: إِذا أَلْقَت وَلَدَها تامُّاً، قَالَه الليثُ وَقَالَ الأَصْمُعِيّ: إِذا أَلْقت الناقَةُ ولدهاَ قبل أَن يستبين خلقه وَقبل الْوَقْت قيل أزلقت وأجهضت قالَ الْأَزْهَرِي: والصوابُ فِي الإزلاقِ مَا قالَهُ الْأَصْمَعِي لَا مَا قالَهُ اللَّيْث. وأَزْلَقَ فلَانا ببَصَرِه، وَنَصّ الجمهرةِ: نَظَر فلَان إِلى فُلانٍ فأزلقه ببَصَرِه: إِذا نَظَر إِليه نَظَرَ مُتَسخّط، وَهُوَ مَجازٌ، وَبِه فُسرَت كَمَا تَقَدَّم. وأزلَقَ رَأسَه: حَلَقَه، كزلقه وزَلقَه تَزْلِيقاً، فَهِيَ ثلاثُ لُغات قَالَ ابنُ بَري: قالَ عَليّ بنُ حَمْزَة:) إِنَّمَا هُوَ زَبَقَه بِالْبَاء، والزبق: النتف لَا الحلقُ، وَقَالَ الفَرّاءُ: تَقُولُ للَّذي يَحْلِقُ الرَّأسَ: قدْ زَلقه وأزْلَقَه. ومُزلْقِ، كمُكرِم: فَرَسُ الْمُغيرَة ابنِ خَلِيفَة الجُعْفيّ، والصّواب فِي ضَبْطِه كمُعَظَّم، كَمَا هُوَ نَصُّ التكملة والتزْلِيقُ: صَبْغَةُ البدَنِ بالأدهان ونَحْوِها حَتّى يَصِيرَ كالمَزْلَقَةِ يَكنْ فِيهِ ماءٌ، هَكَذَا هُوَ نَصُّ الْعباب، وقلَّدَه المُصَنِّفُ، وَفِي العِبارَةِ تدَاخل، والصّوابُ: والتَّزْلِيقُ: صَنْعَة البَدَن بالأدْهان ونَحْوِها. والتزْلِيقُ: تَمْلِيسكُ المَوْضِعَ حَتَّى يَصِيرَ كالمِزْلَقةِ، وإنْ لم يَكُنُ فِيهِ ماءٌ، كَمَا فِي اللِّسان والتَّكْمِلَة، فتأمَّل ذلِكَ. وزَلقَ الحَدِيدَةَ: أدْمَنَ تحْدِيدَها. وزَلَّقَ المَوْضِعَ: جَعَلَه زَلَقاٌ أَي: ملسَه حَتّى يَصِيرَ كالمَزْلَقَةِ. وتَزَلَّق الرَّجلُ: إِذا تَزَيَّنَ وكذلِكَ تَزَيقَ، قَالَه أَبُو تُرابٍ، وزادَ غيرُه: وتَنَعَّمَ، حَتّى يَكُونَ لِلَوْنِه وَبيص، ولبَشَرَتهِ بَرِيق، وَمِنْه الحدِيثُ: أَن عَلياً رَضِى اللهُ عَنهُ رَأى رَجلَيْنِ خَرَجا من الحَمّام مُتَزَلَقَيْنِ، فَقَالَ: من أنْتما قَالَا من المُهاجِرِينَ، قالَ كذَبْتُما: ولكنكُما من المُفاخِرِينَ. وَمِمَّا يُسْتَدرَكُ عَلَيْهِ: الزَّلُوق: اسْم تُرْسٍ للنَّبِيِّ صَلّى الله عَلَيْهِ وسَلّمَ، أَي: يَزلقُ عَنهُ السِّلاحُ فَلَا يَخْرقُه، وَقد جاءَ فِي الحَدِيث. ورِيحٌ زَيْلَقٌ، كحَيدر: سَرِيعَة المَر، عَن كُراعٍ. وزَلَّقَهُ ببَصَرِه تَزْلِيقاً: أحَدَّ النَّظَر إِليه، عَن الزجاجي. والحَسَنُ بنُ عَلِىِّ بنِ زُولاق المِصْرِيُّ، كطُوفان، عَن يَحْيَى بنِ سليم الجُعْفِيِّ، وَعنهُ أَبُو القاسِمِ الطَّبَرانيُّ، وتارِيخُ مِصْر من تأْلِيفِه، مَشْهُور وزُليقَةُ بنُ صُبْحٍ، كجُهَيْنَةَ: بَطْنٌ من هُذيلٍ، هَكَذَا ضَبَطَهُ ابنُ الأثيرِ، ويُقال: هُوَ بِالْفَاءِ، وَقد تَقَدَّم
المعجم: تاج العروس عصب
المعنى: العَصَبُ: عَصَبُ الإِنسانِ والدابةِ. والأَعْصابُ: أَطنابُ المَفاصل التي تُلائمُ بينَها وتَشُدُّها، وليس بالعَقَب. يكون ذلك للإِنسان، وغيره كالإِبل، والبقر، والغنم، والنعَم، والظِّباءِ، والشاءِ؛ حكاه أَبو حنيفة، الواحدة عَصَبة. وسيأْتي ذكر الفرق بين العَصَب والعَقَب.وفي الحديث أَنه قال لثَوْبانَ: اشْتَرِ لفاطمةَ قِلادةً من عَصْبٍ، وسِوارَيْنِ من عاج؛ قال الخَطَّابيُّ في المَعالم: إِن لم تكن الثيابَ اليمانية، فلا أَدري ما هو، وما أَدري أَن القلادة تكون منها؛ وقال أَبو موسى: يُحتَمَل عندي أَن الرواية إِنما هي العَصَب، بفتح الصاد، وهي أَطنابُ مفاصل الحيوانات، وهو شيء مُدَوَّر، فيُحتَمَلُ أَنهم كانوا يأْخذون عَصَبَ بعضِ الحيواناتِ الطاهرة، فيقطعونه، ويجعلونه شِبْه الخرز، فإِذا يَبِسَ يتخذون منه القلائدَ؛ فإِذا جاز، وأَمْكَنَ أَن يُتَّخَذَ من عِظام السُّلَحْفاة وغيرها الأَسْوِرةُ، جاز وأَمكن أَن يُتَّخَذ من عَصَبِ أَشْباهِها خَرَزٌ يُنْظَمُ منها القلائدُ.قال: ثم ذكر لي بعضُ أَهل اليمن أَن العَصْب سِنُّ دابةٍ بحرية تُسَمَّى فَرَسَ فِرْعَوْنَ، يُتَّخَذُ منها الخَرزُ وغيرُ الخَرز، مِن نِصابِ سكِّين وغيره، ويكون أَبيضَ.ولحم عَصِبٌ: صُلْبٌ شديد، كثير العَصَبِ. وعَصِبَ اللحمُ، بالكسر، أَي كَثُرَ عَصَبُه.وانْعَصَبَ: اشْتَدَّ.والعَصْبُ: الطيُّ الشديدُ. وعَصَبَ الشيءَ يَعْصِبُه عَصْباً: طَواه ولَواه؛ وقيل: شَدَّهوالعصاب: والعصابة: ما عصب به. وعصب رأسه، وعصبه تعصيبا: شده، واسم ما شد به: العصابة. وتعصب أي شد العصابة. والعصابة: العمامة، منه. والعمائم يقال لها العصائب، قال الفرزدق: وركــب كــأن الريــح تطلـب منهـم لهــا سـلبا مـن جـذبها بالعصـائب أي تنفض لي عمائمهم من شدتها، فكأتنها تسلبهم إياها، وقد اعتصب بها.والعصابة: العمامة، وكل ما يعصب به الرأس، وقد اعتصب بالتاج والعمامة. والعصبة: هيئة الاعتصاب، ولكل ما عصب به كسر أو قرح، من خرقة أو خبيبة، فهو عصاب له. وفي الحديث: أنه رخص في المسح على العصائب، والتشاخين، وهي كل ما عصبت به رأسك من عمامة أو منديل أو خرقة. والذي ورد في حديث بدر، قال عتبة ابن ربيعة: ارجعوا ولا تقاتلوا، واعصبوها برأسي، قال ابن الأثير: يريد السبة التي تلحقهم بترك الحرب، والجنوح إلى السلم، فأضمرها اعتمادا على معرفة المخاطبين، أي قرنوا هذه الحال بي وانسبوها إلي، وإن كانت ذميمة.وعصب الشجر يعصبها عصبا: ضم ما تفرق منها بحبل، ثم خبطها ليسقط ورقها. وروي عن الحجاج،أنها خطب الناس بالكوفة، فقال: لأعصبكم عصب السلمة، السلمة: شجرة من العضاه، ذات شوك، وورقها القرظ الذي يدبغ به الأدم، ويعسر خرط ورقها، لكثرة شوكها، فتعصب أغصانها، بأن تجمع، ويشد بعضها إلى بعض بحبل شدا شديدا، ثم يهصرها الخابط إليه، ويخبطها بعصاه، فيتناثر ورقها للماشية، ولمن أراد جمعه، وقيل: إنما يفعل بها ذلك إذا أرادوا قطعها، حتى يمكنهم الوصول إلى أصلها. وأصل العصب: اللي، ومنه عصب التيس والكبش، وغيرهما من البهائم، وهو أن تشد خصياه شدا شديدا، حتى تندرا من غير أن تنزعا نزعا، أو تسلا سلا، يقال: عصبت التيس أعصبه، فهو معصوب.ومن أمثال العرب: فلان لا تعصب سلماته. يضرب مثلا للرجل الشديد العزيز الذي لا يقهر ولا يستذل، ومنه قول الشاعر: ولا ســلماتي فــي بجيلــة تعصــب. وعصب الناقة يعصبها عصبا وعصابا: شد فخذيها، أو أدنى منخريها بحبل لتدر. وناقة عصوب: لا تدر إلا على ذلك، قال الشاعر: فـــإن صــعبت عليكــم فاعصــبوها عصـــابا تســـتدر بـــه شـــديدا وقال أبو زيد: العصوب الناقة التي لا تدر حتى تعصب أداني مخريها بخيط، ثم تثور، ولا تحل حتى تحلب. وفي حديث عمرو ومعاوية: أن العصوب يرفق بها حالبها، فتحلب العلبة. قال: العصوب الناقة التي لا تدر حتى يعصب فخذاها أي يشدا بالعصابة. والعصاب: ما عصبها به.وأعطى على العصب أي على القهر، مثل بذلك، قال الحطيئة: تــدرون إن شــد العصــاب عليكــم ونــأبى إذا شــد العصــاب فلانـدر ويقال للرجل إذا كان شديد أسر الخلق، غير مسترخي اللحم: إنه لمعصوب ما حفضج. ورجل معصوب الخلق: شديد اكتناز اللحم، عصب عصبا، قال حسان: دعـوا التخـاجؤ وامشـوا مشية سجحا إن الرجـــال ذوو عصـــب وتــذكير وجارية معصوبة: حسنة العصب أي اللي، مجدولة الخلق، ورجل معصوب: شديد. والعصوب من النساء: الزلاء الرسحاء، عن الكراع. قال أبو عبيدة: والعصوب، والرسحاء، والمسحاء، والرصعاء، والمصواء، والمزلاق، والمزلاج، والمنداص.وتعصب بالشيء، واعتصب: تقنع به ورضي. والمعصوب: الجائع الذي كادت أمعاؤه تيبس جوعا. وخص الجوهري هذيلا بهذه اللغة. وقد عصب يعصب عصوبا. وقيل: سمي معصوبا، لأنه عصب بطنه بحجر من الجوع.وعصب القوم: جوعهم. ويقال للرجل الجائع، يشتد عليه سخفة الجوع فيعصب بطنه بحجر: معصب، ومنه قوله: ففـــي هــذا فنحــن ليــوث حــرب وفـــي هـــذا غيـــوث معصـــبينا وفي حديث المغيرة: فإذا هو معصوب الصدر، قيل: كان من عادتهم إذا جاع أحدهم، أن يشد جوفه بعصابة، وربما جعل تحتها حجرا.والمعصب: الذي عصبته السنون أي أكلت ماله. وعصبتهم السنون: أجاعتهم. والمعصب: الذي يتعصب بالخرق من الجوع.وعصب الدهر ماله: أهلكه.ورجل معصوب: فقير. وعصبهم الجهد، وهو من قوله: يوم عصيب. وعصب الرجل: دعاه معصبا، عن ابن الأعرابي، وأنشد: يــدعى المعصــب مـن قلـت حلـوبته وهــل يعصــب ماضـي الهـم مقـدام؟ ويقال: عصب الرجل بيته أي أقام في بيته لا يبرحه، لازما له.ويقال: عصب القين صدع الزجاجة بضبة من فضة إذا لأمها محيطة به. والضبة: عصاب الصدع.ويقال لأمعاء الشاة إذا طويت وجمعت، ثم جعلت في حوية من حوايا بطنها: عصب، واحدها عصيب. والعصيب من أمعاء الشاء: ما لوي منها، والجمع أعصبة وعصب.والعصيب: الرثة تعصب بالأمعاء فتشوى، قال حميد بن ثور، وقيل هو للصمة بن عبد الله القشري: أولئك لــم يـدري مـا سـمك القـرى ولا عصـــب فيهـــا وئات العمــارس والعصب: ضرب من برود اليمن، سمي عصبا لأن غزله يعصب، أي يدرج، ثم يصبغ، ثم يحاك، وليس م برود الرقم، ولا يجمع، إنما يقال: برد عصب، وبرود عصب، لأنه مضاف إلى الفعل. وربما اكتفوا بأن يقولوا: عليه العصب، لأن البرد عرف بذلك الاسم، قال: يبتذلن العصب والخزز معا والحبرات ومه قيل للسحاب كاللطخ: عصب. وفي الحديث: المعتدة لا تلبس المصبغة، إلا ثوب عصب. العصب: برود يمينة يعصب غزلها أي يجمع ويشد، ثم يصبغ وينسج، فيأتي موشيا لبقاء ما عصب منه أبيض، لم يأخذه صبغ، وقيل: هي برود مخططة. والعصب: الفتل. والعصاب: الغزال. فيكون النهي للمعتدة عما صبغ بعد النسج. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أنه أراد أن ينهى عن عصب اليمن، وقال: نبئت أنه يصبغ بالبول، ثم قال: نهيا عن التعمق. والعصب: غيم أحمر تراه في الأفق الغربي، يظهر في سني الجدب، قال الفرزدق: إذا العصـب أمسـى في السماء، كأنه ســدى أرجــوان واســتقلت عبورهـا وهو العصابة أيضا، قال أبو ذؤيب: أعيني! لا يبقـى علـى الـدهر فـادر بــتيهورة تحــت الطخـاف العصـائب وقد عصب الأفق يعصب أي أحمر.وعصبة الرجل: بنوه وقرابته لأبيه. والعصبة: الذين يرثون الرجل عن كلالة، من غير والد ولا ولد. فأما في الفرائض، فكل من لم تكن له فريضة مسماة، فهو عصبة، إن بقي شيء بعد الفرائض أخذ. قال الأزهري: عصبة الرجل أولياؤه الذكور من ورثته، سموا عصبة لأنهم عصبوا بنسبه أي استكفوا به، فالأب طرف، والابن طرف، والعم جانب، والأخ جانب، والجمع العصبات. والعرب تسمي قرابات الرجل: أطرافه، ولما أحاطت به هذه القرابات، وعصبت بنسبه، سموا عصبة. وكل شيء استدار بشيء، فقد عصب به. والعمائم يقال لها: العصائب، واحدتها عصابة، من هذا قال: ولم أسمع للعصبة بواحد، والقياس أن يكون عاصبا، مثل طالب وطلبة، وظالم وظلمة.ويقال: عصب القوم بفلان أي استكفوا حوله. وعصبت الإبل بعطنها إذا استكفت به، قال أبو النجم: إذ عصــــبت بـــالعطن المغربـــل يعنني المدقق ترابه.والعصبة والعصبابة: جماعة ما بين العشرة إلى الأربعين. وفي التنزيل العزيز: ونحن عصبة. قال الأخفش: والعصبة والعصابة جماعة ليس لها واحد. قال الأزهري: وذكر ابن المظفر في كتابه حديثا: أنه يكون في آخر الزمان رجل، يقال له أمير العصب، قال ابن الأثير: هو جمع عصبة.قال الأزهري: وجدت تصديق هذا الحديث، في حديث مروي عن عقبة بن أوس، عن عبد الله ابن عمرو بن العاص، أنه قال: وجدت في بعض الكتب، يوم اليرموك: أبو بكر الصديق أصبتم اسمه، عمر الفاروق قرنا من حديد أصبتم اسمه، عثمان ذو النورين كفلين من الرحمة، لأنه يقتل مظلوما أصبتم اسمه. قال: ثم يكون ملك الأرض المقدسة وابنه. قال عقبة: قلت لعبد الله: سمهما. قال: معاوية وابنه، ثم يكون سفاح، ثم يكون الأمين، ثم يكون سين ولام، يعني صلاحا وعاقبة، ثم يكون أمراء العصب: ستة منهم من ولد كعب بن لؤي، ورجل من قحطان، كلهم صالح لا يرى مثله. قال أيوب: فكان ابن سيرين إذا حدث بهذا الحديث قال: يكون على الناس ملوك بأعمالهم. قال الأزهري: هذا حديث عجيب، وإسناده صحيح، والله علام الغيوب.وفي حديث الفتن، قال: فإذا رأى الناس ذلك، أتته أبدال الشام، وعصائب العراق فيتبعوه. العصائب: جمع عصبة، وهي ما بين العشرة إلى الأربعين. وفي حديث علي: الأبدال بالشام، والنجباء بمصر، والعصائب بالعراق. أراد أن التجمع للحروب، يكون بالعراق. وقيل: أراد جماعة من الزهاد، سماهم بالعصائب، لأنه قرنهم بالأبدال والنجباء. وكل جماعة رجال وخيل بفرسانها، أو جماعة طير أو غيرها: عصبة وعصابة، ومنه قول النابغة: عصـــابة طيـــر تهتــدي بعصــائب واعتصبوا: صاروا عصبة، قال أبو ذؤيب: هبطــن بطــن رهـاط واعتصـبن كمـا يســقي الجــدوع خلال الـدور نضـاح والتعصب: من العصبية. والعصبية: أن يدعو الرجل إلى نصرة عصبته، والتألب معهم، على من يناويهم، ظالمين كانوا أو مظلومين.وقد تعصبوا عليهم إذا تجمعوا، فإذا تجمعوا على فريق آخر، قل: تعصبوا.وفي الحديث: العصبي من يعين قومه على الظلم. العصبي هو الذي يغضب لعصبته، ويحامي عنهم. والعصبة: الأقارب من جهة الأب، لأنهم يعصبونه، ويعتصب بهم أي يحيطون به، ويشتد بهم. وفي الحديث: ليس منا من دعا إلى عصبية أو قاتل عصبية. العصبية والتعصب: المحامة والمدافعة. وتعصبنا له ومعه: نصرناه. وعصبة الرجل: قومه الذين يتعصبون له، كأنه على حذف الزائد. وعصب القوم: خيارهم. وعصبوا به: اجتمعوا حوله، قال ساعدة: ولكـن رأيـت القـوم قـد عصـبوا به فلا شــك أن قــد كــان ثــم لحيـم واعصوصبوا: استجمعوا، فإذا تجمعوا على فريق آخر، قيل: تعصبوا. واعصوصبوا: استجمعوا وصاروا عصابة وعصائب. وكذلك إذا وجدوا في السير. واعصوصبت الإبل وأعصبت: جدت في السير. واعصوصبت وعصبت وعصبت: اجتمعت. وفي الحديث: أنه كان في مسير، فرفع صوته، فلما سمعوا صوته، اعصوصبوا أي اجتمعوا، وصاروا عصابة واحدة، وجدوا في السير. واعصوصب السير: اشتد كأنه من الأمر العصيب، وهوالشديد. ويقال للرجل الذي سوده قومه: قد عصبوه، فهو معصب وقد تعصب، ومنه قول المخبل في الزبرقان: رأيتــك هريــت العمامــة بعــدما أراك زمانــا حاســرا لــم تعصــب وهو مأخوذ من العصابة، وهي العمامة. وكانت التيجان للملوك، والعمائم الحمر للسادة من العرب، قال الأزهري: وكان يحمل إلى البادية من هراة عمائم حمر يلبسها أشرفهم.ورجل معصب ومعمم أي مسود، قال عمرو ابن كلثوم: وســــيد معشــــر قـــد عصـــبوه بتــاج الملــك يحمــي المحجرينـا فجعل الملك معصبا أيضا، لأن التاج أحاط برأسه كالعصابة التي عصبت برأس لابسها.ويقال: اعتصب التاج على رأسه إذا استكف به، ومنه قول قيس الرقيات: يعتصـــب التـــاج فـــوق مفرقــه علـــى جـــبين كـــأنه الـــذهب. وفي الحديث: أنه شكا إلى سعد بن عبادة، عبد الله بن أبي، فقال: اعف عنه، يا رسول الله، فقد كان اصطلح أهل هذه البحيرة، على أن يعصبوه بالعصابة، فلما جاء الله بالإسلام شرق لذلك. يعصبوه أي يسودوه ويملكوه، وكانوا يسمون السيد المطاع: معصبا، لأنه يعصب بالتاج، أو تعصب به أمور الناس أي ترد إليه، وتدار به. والعمائم تيجان العرب، وتسمى العصائب، واحدتها عصابة.واعصوصب اليوم والشر: اشتد وتجمع. وفي التنزيل: هذا يوم عصيب. قال الفراء: يوم عصيب، وعصبصب: شديد، وقيل: هو الشديد الحر، وليلة عصيب، كذلك. ولم يقولوا: عصبصبة. قال كراع: هو مشتق من قولك: عصبصبة. قال الكراع: هو مشتق من قولك: عصبت الشيء إذا شددته، وليس ذلك بمعروف، أنشد ثعلب في صفة إبل سقيت: يــا رب يــوم لــك مــن أيامهــا عصبصـــب الشـــمس إلـــى ظلامهــا وقال الأزهري: هو مأخوذ من قولك: عصب القوم أمر يعصبهم عصبا إذا ضمهم، واشتد عليهم، قال ابن أحمر: يــا قــوم مـا قـومي علـى نـأيهم إذ عصـــب النـــاس شـــمال وقــر وقوله: ما قومي على نأيهم، تعجب من كرمهم. وقال: نعم القوم هم في المجاعة إذ عصب الناس شمال وقر أي أطاف بهم، وشملهم بردها.وقال أبو العلاء: يوم عصبصب بارد ذو سحاب كثير، لا يظهر فيه من السماء شيء.وعصب الفم يعصب عصبا وعصوبا: اتسخت أسنانه من غبار، أو شدة عطش، أو خوف، وقيل: يبس ريقه. وفوه عاصب، وعصب الريق، بالفتح، يعصب عصبا، وعصب: جف ويبس عليه، قال ابن أحمر: يصـلي علـى مـن مـات منـا عريفنـا ويقـرأ حـتى يعصـب الريـق بـالفم. ورجل عاصب: عصب الريق بفيه، قال أشرس ابن بشامة الحنظلي: وإن لقحــت أيـدي الخصـوم وجـدتني نصـورا إذا ما استيبس الريق عاصبه لقحت: ارتفعت، شبه الأيدي بأذناب اللواقح من الإبل.وعصب الريق فاه يعصبه عصبا: أيبسه، قال أبو محمد الفقعسي: يعصـــب فـــاه الريـــق أي عصــب عصـــب الجبــاب بشــفاه الــوطب. الجباب: شبه الزبد في ألبان الإبل.وفي حديث بدر: لما فرغ منها، أتاه جبريل، وقد عصب رأسه الغبار أي ركبه وعلق به، من عصب الريق فاه إذا لصق به. وروى بعض المحدثين: أن جبريل جاء يوم بدر على فرس أنثى، وقد عصم بثنيتيه، الغبار. فإن لم يكن غلطا من المحدث، فهي لغة في عصب، والباء والميم يتعاقبان في حروف كثيرة، لقرب مخرجيهما. يقال: ضربة لازب ولازم، وسبد رأسه وسمده. وعصب الماء: لزمه، عن ابن الأعرابي: وأنشد: وعصــــب المـــاء طـــوال كبـــد وعصبت الإبل بالماء إذا دارت به، قال الفراء: عصبت الإبل وعصبت، بالكسر، إذا جمعت. والعصبة والعصبة والعصبة، الأخيرة عن أبي حنيفة: كل ذلك شجرة تلتوي على الشجر، وتكون بينها، ولها ورق ضعيف، والجمع عصب وعصب، قال: إن ســـــليمى علقــــت فــــؤادي تنشـــب العصـــب فــروع الــوادي وقال مرة: العصبة ما تعلق بالشجر، فرقي فيه، وعصب به. قال: وسمعت بعض العرب يقول: العصبة هي البلاب. وفي حديث الزبير ابن العوام، لما أقبل نحو البصرة وسئل عن وجهه، فقال: علقتهـــم إنـــي خلقـــت عصـــبة قتـــــادة تعلقـــــت بنشـــــبه قال شمر: وبلغني أن بعض العرب قال: غلبتهـــم إنـــي خلقـــت عصـــبه قتـــــادة ملويـــــة بنشـــــبه قال: والعصبة نبات يلتوي على الشجر، وهو اللبلاب. والنشبة من الرجال: الذي إذا علق بشيءلم يكد يفارقه. ويقال للرجل الشديد المراس: قتادة لويت بعصبة. والمعنى: خلقت علقة لخصومي، فوضع العصبة موضع العلقة، ثم شبه نفسه في فرط تعلقه وتشبثه بهم، بالقتادة إذا استظهرت في تعلقها، واستمسكت بنشبة أي شيء شديد النشوب، والباء التي في قوله بشبة للاستعانة، كالتي في كتبت بالقلم، وأما قول كثير: بــادي الربــع والمعــارف منهــا غيـــر رســـم كعصـــبة الأغيـــال فقد روي عن ابن الجراح أنه قال: العصبة هنة تلتف على القتادة، لا تنزع عنها إلا بعد جهد، وأنشد: تلبـــس حبهـــا بـــدمي ولحمـــي تلبــــس عصـــبة بفـــروع ضـــال وعصب الغبار بالجبل وغيره: أطاف. والعصاب: الغزال، قال رؤبة: طـــي القســـامي بــرود العصــاب القسامي: الذي يطوي الثياب في أول طيها، حتى يكسرها على طيها. وعصب الشيء: قبض عليه. والعصاب: القبض، أنشد ابن الأعرابي: وكنـــا يـــا قريــش إذا عصــبنا تجيـــء عصـــابنا بـــدم عـــبيط عصابنا: قبضنا على من يغادي بالسيوف. والعصب في عروض الوافر: إسكان لام مفاعلتن، ورد الجزء بذلك إلى مفاعلين. وإنما سمي عصبا لأه عصب أن يتحرك أي قبض. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: فروا إلى الله، وقوموا بما عصبه بكم أي بما افترضه عليكم، وقرنه بكم من أوامره ونواهيه. وفي حديث المهاجرينن إلى المدينة: فنزلوا العصبة، موضع بالمدينة عند قباء، وضبطه بعضهم بفتح العين والصاد.
المعجم: لسان العرب عصب
المعنى: عصب : (العَصَبُ مُحَرَّكَةً) عَصَبُ الإِنْسَان والدّابّة. والأَعْصَابُ: (أَطْنَابُ المَفَاصِل) الَّتِي تُلَائِمُ بَينها وتَشُدُّها، وَلَيْسَ بالعَقَب، يَكُونُ ذلكَ للإِنْسَان وغَيْره، كالبَقَر والغَنَم والنَّعَم والظِّباء والشَّاء، حَكَاهُ أَبو حنيفَة، الْوَاحِدَة عَصَبة، وسيأْتي ذكرُ الفَرْق بَين العَصَبِ والعَقَب. (و) العَصَبُ: (شَجَرٌ) يلْتَوِي على الشَّجَر، وَله وَرَقٌ ضَعيف، وقالَ شَمر: هُوَ نَبَاتٌ يَتَلَوَّى على الشَّجَر، وَهُوَ (اللَّبْلَاب، كالعَصْب) بفَتْح فَسُكُون، عَن أَبي عَمْرو، (ويُضَمّ) ، والوَاحِدَة العَصْبَة والعَصَبَة محرّكة والعُصْبَة، بالضَّمِّ، الأَخِرة عَن أَبي حَنِيفَا، حَكاها عَن الأَزْدِيّ قَالَ: إِنْ سُلَيْمى عَلِقَت فُؤَادِي تَشَبُّثَ العَصْبِ فُروعَ الوَادِي (و) العَصَب مُحَرَّكَة: (خِيَارُ القَوْم، وعَصِبَ اللَّحْمُ كفَرِح) أَي (كَثُرَ عَصَبُه) ، وَلحم عَصِبٌ: صُلْبٌ شَدِيدٌ كَثيرُ العَصَب. (والعَصْبُ: الطَّيُّ) الشَّديدُ (واللَّيُّ) . عَصَبَه يَعْصبُه عَصْباً: طَوَاه ولَوَاه. (و) قِيلَ: هُوَ (الشَّدُّ. و) العَصْبُ: (ضَمُّ مَا تَفَرَّقَ مِنَ الشَّجَر) بحَبْل (وخَبْطُه) ليَسْقُطَ وَرقُه، ورُوِيَ عَن الحَجَّاج أَنَّه خَطَب الناسَ بالكُوفَة فَقَالَ: (لأَعْصِبنَّكُم عَصْبَ السَّلَمَة) . السَّلَمَة: شَجَرَة من العِضاه ذاتُ شَوْك وورَقُها القَرَظُ الَّذِي يُدبَغُ بِهِ الأَدَمُ ويَعْسُر خَرْطُ وَرَقِها لكَثْرَةِ شَوْكِها فتُعْصبُ أَغصانُها بأَن تُجْمَع ويُشَدّ بَعْضُها إِلَى بَعْض بِحَبْلٍ شَدًّا شَدِيداً ثمَّ يَهْصُرُها الخَابِط إِلَيْه ويَخبِطُها بعَصاه فَيَتَنَاثَر ورَقُها للمَاشيَة (و) لمَنْ أَرادَ جَمْعَه. وَقيل: إِنَّمَا يُفْعَل بِهَا ذلِكَ إِذا أَرَادُوا قَطْعَها حَتَّى يُمْكنَهم الوُصُولُ إِلَى أَصْلِها (و) أَصْلُ العَصْب: اللَّيُّ. وَمِنْه (شَدّ خُصْيَي) ، مُثَنَّى، (التَّيْسِ والكَبْش (وغَيْرها من البَهَائم شَدًّا شَديداً (حَتَّى يَسْقُطا) ، وَفِي بعض الأُمَّهات يَنْدُرَا بدل يَسْقُطَا (من غَيْر نَزْع) أَوسَلّ. يُقَال: عَصَبْتُ التيسَ أَعْصبُه فَهُوَ مَعْصُوبٌ. وَمن أَمْثَال العَرَب: (فلانٌ لَا تُعْصَبُ سَلَماتُه) يضْرب مَثَلاً للرِّجُلِ الشَّدِيد العَزِيز الَّذِي لَا يُقْهَر وَلَا يُسْتَذَلُّ. وَمِنْه قولُ الشَّاعر: وَلَا سَلَمَاتِي فِي بَجِيلَة تُعْصَبُ كَذَا فِي الأَسَاس والمُسْتَقْصَى ولِسَان الْعَرَب. (و) فِي الأَسَاس: عَلَيْهِم أَردِيَةُ العَصْب؛ وَهُوَ (ضَرْبٌ من البُرُودِ) اليَمَنيَّة يُعْصَب غَزْلُه، أَي يُدْرَج ثمَّ يُحَاك، وَلَيْسَ من بُرُودِ الرَّقْم، وَلَا يُجْمَع، إِنَّمَا يُقَال: بُرْدُ عَصْبٍ وبُرُودُ عَصْبٍ، أَي بالتَنوين والإِضافة كَمَا فِي النِّهَايَةِ؛ لأَنَّه مُضَافٌ إِلى الْفِعْل، وربَّما اكتَفَوْا بأَنْ يَقُولُوا: عَلَيْهِ العَصْب لأَن البُرْدَ عُرِفَ بِذَلِك الاسْم قَالَ: يَبْتَذِلْنَ العَصْبَ والخَزَّ مَعًا والحَبِرَات وَمِنْه قِيلَ للسَّحَاب كاللَّطْخِ: عَصْبٌ. وَفِي الحَدِيث: (المُعْتَدَّة لَا تَلْبَسُ المُصَبَّغَةَ إلّا ثوبَ عَصْبٍ) . العَصْبُ: برودٌ يَمَنِيَّة يُعصَب غَزلُهَا أَي يُجْمَعُ ويُشَدُّ ثمَّ يُصْبَغُ ويُنسَجُ فيَأْتِي مَوْشِيًّا لِبَقَاء مَا عُصِب فِيهِ أَبيضَ لم يأْخُذْه صِبْغٌ. وَقيل: هِيَ بُرُودٌ مُخَطَّطَةٌ، فيكونُ النَّهْيُ للمُعْتَدَّة عمَّا صُبِغ بَعْد النَّسْج، وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنْه (أَنَّه أَراد أَن يَنْهَى عَن عَصْبِ اليَمَن، وقَالَ: (نُبِّئْتُ أَنَّه يُصبَغُ بالبَوْل، ثمَّ قَالَ: (نُهِينَا عَن التَّعَمُّق) كَذَا فِي لِسَان العَرَب، وبَعْضُها فِي الأَسَاسِ والفَائِقِ وفَتْح البارِي والمَشَارِقِ والمَطَالِع والمِصْبَاح والمُجْمَلِ. وَنقل شيخُنَا عَن الرَّوْضِ للسُّهَيْليّ أَن العَصْبَ بُرودُ اليَمَن؛ لأَنَّهَا تُصْبَغ بالعَصْب وَلَا يَنْبُتُ العَصْبُ والوَرْسُ واللُّبَانُ إِلّا فِي اليَمَن، قَالَه أَبو حَنيفَة الدِّينَورِيّ فِي كتاب النَّبات، وَقد قَلَّدَه السُّهَيْليّ فِي ذلِك، وَخَالف الجُمْهُورَ حَيْثُ إِنَّهم أَجمَعُوا على أَنه من العَصْب، وَهُوَ الشَّدّ، لِئَلَّا يَعُمّ الصِّبغ للبُردِ كلّه، كَمَا تَقَدَّم. وَفِي لِسَان الْعَرَب مَا نَصُّه: وَفِي الحَدِيث أَنَّه قَالَ لثَوْبَانَ: (اشتَرِ لِفَاطِمَةَ قِلادَةً من عَصْبٍ وسِوَارَيْنِ من عَاج) . قَالَ الخَطَّابيّ فِي الَعَالم: إِن لَم تَكُن الثِّيَابَ اليَمَنِية فَلَا أَدري مَا هُو، وَمَا أَدْرِي أَن القلادة تَكُون مِنْها. وَقَالَ أَبو مُوسَى: يَحْتَمِل عِنْدِي أَنَّهَا هِيَ العَصَب بِفَتْح الصَّادِ، وَهِي أَطْنَاب المَفَاصِل وَهُوَ شيءٌ مُدوَّر فيُحتَمَل أَنَّهم كانُوا يَأْخذُون عَصَب بَعْضِ الحَيَوَانَات الطَّاهِرَة فيَقْطَعُونَ ويَجْعَلُونَه شِبْهَ الخَرَز، فإِذا يَبِسَ يَتَّخذُون مِنْهُ القَلَائِد، فإِذا جَازَ وأَمْكَنَ أَن يُتّخَذَ من عِظَامِ السُّلَحْفَاةِ وَغَيْرِها الأَسْوِرَةُ جَازَ وأَمْكَنَ أَن يُتَّخَذَ من عَصَب أَشْبَاهِها خَرَزٌ يُنظَم مِنْهَا القَلَائِدُ. قَال: ثمَّ ذَكَر لي بعضُ أَهْلِ اليَمَن أَنَّ العَصْب سِنُّ دابَّة بحرِيَّةِ تُسَمَّى فرسَ فِرْعونَ، يُتَّخَذُ مِنْهَا الخَرَزُ وغيرُ الخَرَز من نصابِ سِكِّينٍ وغَيْرِه، وَيكون أَبيضَ، انْتهى. (و) العَصْبُ: (غَيْمٌ أَحْمَر) ترَاهُ فِي الأُفُق الغَربِيّ (يَكُونُ) أَي يَظْهر (فِي سِنِي (الجَدْبِ) أَي القَحْط، قَالَ الفَرَزْدَقُ: إِذَا العَصْبُ أَمْسَى فِي السَّمَاءِ كأَنَّه سَدَى أُرجُوَانٍ واستَقعَّت عَبُورُهَا (كالعِصَابة، بِالكَسْر) قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: أَعَيْنَيَّ لَا يَبْقَى على الدَّهْرِ فَادِرٌ بتَيْهُورَةِ تَحْتَ الطِّخَافِ العَصَائِبِ وَقد عَصَبَ الأُفُقُ يَعْصِب أَي احْمَرَّ. (و) العَصْبُ: (شَدُّ فَخِذَيِ النَّاقَة) أَو أَدْنَى مُنْخُرَيْها بحَبْل (لِتَدِرَّ) اللبنَ كالعِصَابِ. وَقد عَصَبَها يَعْصِبُها، وسَيَأْتي. وَفِي الأَسَاسِ: ومِثْلِي لَا يَدِرُّ بالعِصَابِ أَي لَا يُعْطِي بالقَهْرِ والغَلَبَةَ. قلت: وَيَأْتِي المَزِيدُ على ذَلِكَ قَرِيباً. (و) العَصْبُ: (اتِّسَاخُ الأَسْنَان من غُبَار ونَحْوِه) كشِدَّة عَطَشٍ أَو خَوْفٍ (كالعُصُوبٍ) بِالضَّمِّ، وَقد عَصَبَ الفَمُ يَعْصَبُ عَصْباً وعُصُوباً. (و) العَصْبُ: (الغَزْل) والفَتْلُ. والعَصَّاب: الغَزَّال. قَالَ رُؤْبَةُ: طَيَّ القَسَامِيّ بُرودَ العَصَّابْ القَسَامِيُّ: الذِي يَطْوِي الثِّيابَ فِي أَوّل طَيِّهَا حَتَّى يَكسِرها على طيِّها. (و) العَصْبُ: (القَبْضُ) وعَصَب الشيءَ وعَصَب (عَلَى الشَّيْءِ) : قَبَضَ عَلَيْهِ (كالعِصَابِ) بالكَسْرِ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ: وكُنَّا يَا قُرَيشُ إِذَا عَصَبْنَا يَجيء عِصَابُنَا بِدَمٍ عَبِيطِ عِصَابُنَا أَي قَبْضُنَا على مَنْ يُغادي بالسُّيُوف. (و) العَصْب: (جَفَافُ الرِّيق) أَي يُبْسُه (فِي الفَمِ) . وفوه عَصاِبٌ. وعَصَبَ الرِّيقُ بِفِيه بالفَتْحِ يَعْصِب عَصْباً، وعَصِبَ كَفَرِح: جَفَّ ويَبِسيَ عَلَيْهِ. قَالَ ابنُ أَحْمَرَ: يُصَلِّي علَى مَنْ مَاتَ مِنِّا عَرِيفُنَا ويَقرأُ حَتَّى يَعْصِبَ الريقُ بالفَمِ وَرجل عَاصِبٌ: عصَب الرِّيقُ بِفِيه. قَالَ أَشْرَسُ بْنُ بَشَّامَة الحَنْظَلِيُّ: وإِنْ لَقِحَت أَيْدِي الخُصُومِ وَجَدْتَني نَصُوراً إِذَا مَا اسْتَيْبَسَ الريقَ عَاصِبُهْ لَقِحَت: ارتَفَعَت. شبَّه الأَيْدِيَ بأَذْنَاب اللَّوَاقِح مِنَ الإِبِل. وعَصَبَ الريقُ فَاهُ يَعْصِبُه عَصْباً: أَي 2 سَه. قَالَ أَبُو مُحَمّد الفَقْعَسِيّ: يَعْصِبُ فَاهُ الرِّيقُ أَيَّ عَصْبِ عَصْبَ الجُبَاب بشفَاهِ الوَطْبِ الجُباب: شِبْه الزُّبْدِ فِي أَلبَانِ الإِبِلِ. وَفِي حَدِيث بَدْر (لَمَّا فَرَغَ مِنْهَا أَتَاهُ جِبْرِيل وَقد عَصَب رأْسَه الغُبَارُ) أَي رَكِبَه وَعَلِقَ بِهِ، مِن عَصَب الرِّيقُ فَاه إِذَا لَصِق بِهِ، ورَوَى بعضُ المُحَدِّثِين (أَنَّ جِبْرِيل جَاءَ يومَ بَدر على فَرَسٍ أُنْثَى وَقد عَصَم ثَنِيَّتيه الغُبَار) . فَإِن لم يكن غَلَطاً من المُحَدِّث فِي لُغَةٌ فِي عَصَبَ والبَاءِ وَالْمِيم يتعقبان فِي حُرُوف كَثِيرَة لقُرْب مَخْرَجَيْهما. قَالَ: ضَرْبةُ لازِبٍ ولازِمٍ، وسَبَّدَ رَأْسَه وسَمَّده. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب. (و) العَصْبُ: (لُزُومُ الشيءِ) يُقَال عَصَبَ الماءَ: لزِمَه. وَهَذَا عَنِ ابْن الأَعْرَابِيّ وأَنْشَد: وعَصَبَ المَاءَ طِوَالٌ كُبْدُ ويقَال: عَصَبَ الرجُلُ بيتَه أَي أَقَام فِي بَيْته لَا يَبْرَحُه لَازماً لَه. (و) العَصْب: (الإِطَافَةُ بالشَّيْءِ) قَالَ ابنُ أَحْمَرَ: يَا قومٍ مَا قَوْمِي على نَأْيِهِمْ إِذْ عَصَبَ النَّاسَ شَمَالٌ وقُرّ يَعْجَب مِن كَرَمهِم وَقَالَ: نِعْمَ القومُ (هم) فِي المَجَاعَة إِذْ عَصَبَ الناسَ شَمالٌ وقُرٌّ، أَي أَطَاف بِهِم وشَمِلَهم بَرْدُهَا. وَيُقَال: عَصَبَ الغُبَارُ بالجَبَل وغَيْرِه: أَطَافَ، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب. وَفِي الأَسَاسِ: وعَصَبوا بِهِ، أَي أَحَاطُوا. وَوجَدْتُهم عَصِبِين بِهِ. وَمِنْه العَصَبَة. (و) العَصْبُ: (إِسْكَانُ لَامِ مُفَاعلَتُنْ فِي عرُوضِ الوَافِر ورَدُّ الجُزْءِ بِذلِك إِلَى مَفاعِيلُنْ (وإِنَّمَا سُمِّي عَصْباً لأَنَّه عُصِب أَن يَتَحرَّك أَي قُبِضَ، (وفِعْلُ الكُلِّ) مِمَّا تَقَدَّم (كضَرَب) إِلا العَصْب بمَعْنَى جَفَافِ الرِّيق، فإِنَّ مَاضِيَه رُوِي بالوَجْهَيْن الْفَتْح والكَسْر، كَمَا أَشَرْنَا إِلَيْه. (والعصَابَةُ بالكَسْرِ:) مَا عُصِب بِه، كالعِصابِ، بالكَسْر أَيْضاً، والعصب قالَه ابنُ مَنْظُور. وعَصَّبَهُ تَعْصِيباً: شَدَّه، واسمُ مَا شُدَّ بِهِ العِصَابَةُ. وَفِي الأَسَاس، وَيُقَال: شَدَّ رأْسَه بعِصَابة، وغَيْره: بِعِصابٍ (و) العِصَابَةُ أَيضاً: التَّاجُ و (العِمَامَةُ) . والعَمَائِمُ يُقَال لَهَا العَصَائِب. قَالَ الفَرَزْدَق: وركْبٍ كأَنَّ الريحَ تَطْلُبُ مِنْهُمُ لَهَا سَلَباً من جَذْبِها بالعَصَائِبِ أَي تَنفُض لَيَّ عَمائِمهُ مِنْ شِدَّتها فكأَنَّها تَسْلُبهم إِيَّاها. وَنقل شيخُنَا عَن عِنَايَة الشِّهَاب فِي البَقَرَة أَنَّ العِصَابَةَ مَا يُسْتَرُ بِه الرأْسُ ويُدارُ عَلَيْه قَلِيلاً، فإِن زَادَ فعِمَامة. فَفَرَّقَ بَين العِصَابَة والعِمامَة، وظَاهِر المُصَنِّف أَنّها تُطْلَق على مَا ذَكَره وعَلى العِمَامة أَيْضاً، كأَنَّه مُشْتَرَك، وَهو الَّذِي صَرَّح بِهِ فِي النِّهَايَةِ، انْتَهَى. وَفِي لِسَان الْعَرَب: العِصْبَةُ: هَيْئة الاعْتِصَابِ، وكل مَا عُصِبَ بِكَسْرٌ أَو قَرْحٌ من خِرْقَةٍ أَو خَبِيبَةٍ فَهُوَ عِصَابٌ (لَهُ) وَفِي الحَديث (أَنَّهَ رَخَّص فِي المَسْحِ على العَصَائِب والتَّسَاخِينِ) . وَهِي كُلُّ مَا عَصَبْتَ بِهِ رَأْسَك من عِمَامَة أَو مِنْدِيل أَو خِرْقَة، والذِي وَرَدَ فِي حَدِيث بَدْر قَال عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَة (ارْجِعُوا وَلَا تُقَاتِلُوا واعْصِبُوهَا بِرَأْسِي) قَالَ ابنُ الأَثِير: يُرِيد السُّبَّة الَّتِي تَلْحَقُهُم بِتَرْكِ الحَرْب والجُنُوح إِلى السِّلْم، فأَضْمَرَها اعْتِمَاداً على مَعْرِفَة 2 المُخَاطَبِين، أَي اقْرُنُوا هَذه الحَالَ بِي وانْسُبُوه إِليَّ وإِن كانَتْ ذَمِيمَةً. (والمَعْصُوبُ: الجَائِعُ جِدًّا) وَهُوَ الَّذِي كادَتْ أَمعاؤُه تَيْبَسُ جُوعاً، وخَصَّ الجَوْهَرِيُّ هُذَيْلاً بِهَذِهِ اللُّغَة، وَقد عَصَبَ كَضَرَب يَعْصِب عُصُوباً، وَقيل: سُمِّيَ مَعْصُوباً لأَنه عَصَب بطْنَه بحَجَرٍ من الجُوع. وَفِي حَدِيثه المُغِيرَة: (فإِذا هُوَ مَعْصُوبُ الصَّدْرِ) قيل: كَان مِنْ عَادَتِهِم إِذا جَاعَ أَحدُهم أَن يَشُدَّ جوفَه بعِصَابة، ورُبّمَا جَعَل تَحْتَها حجَراً. (و) المَعْصُوبُ: (السَّيْفُ اللَّطِيفُ) وَقَالَ البَدْرُ القَرَافيّ: هُوَ من أَسْيَاف رَسُولِ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَهُوَ مُسْتَدْرَك لِأَنَّه لم يُذْكَر مَعَ أَسْيَافِ رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيْه وسلّم فِي كُتُب السِّيَر، وَقد بَسَط ذَلِك شيخُنَا فِي هَذِه الْمَادَّة وَفِي (ر س ب) . (وتَعَصَّبَ) أَي (شَدَّ العِصَابَةَ. و) تَعَصَّب: (أَتَى بالعَصَبِيَّة) ، مُحَرَّكَة، وَهُوَ أَنْ يَدْعُوَ الرّجلُ إِلى نُصْرَةِ عَصَبَته والتَّألُّبِ مَعَهم على من يُنَاوِئهم ظَالمِين كَانُوا أَوْ مَظْلُومِين، وَقد تَعَصَّبُوا عَلَيْهم إِذا تَجَمَّعُوا، وَفِي الحَدِيثِ: (العَصَبِيُّ مَنْ يُعِني قومَه على الظُّلْم) وَقيل: العَصَبِيُّ هُو الَّذِي يَغْضَب لعَصَبَته ويُحَامِي عَنْهم. والتَّعَصُّبُ: المُحَامَاةُ والمُدَافَعَة. وتَعَصَّبْنَاه لَهُ ومَعَه: نَصْرُنَاه. (و) تَعَصَّبَ: (تَقَنَّعَ بالشَّيْءِ ورَضِيَ بِهِ، كاعْتَصَبَ بِهِ) . (و) يُقَال: (عَصَّبَةُ تَعْصِيباً) إِذَا (جَوَّعَه) وعَصَّبَتْهُم السِّنونَ تَعْصِيباً: أَجَاعَتْهُم، فَهُوَ مُعَصَّب، أَي أَكلت مالَه السِّنُونَ (و) عَصَّبَ الدهرُ مالَه: (أَهْلَكُه) . (والعَصَبَةُ مُحَرَّكَةً) : هم (الَّذِينَ يَرِثُونَ الرَّجُلَ عَن كَلَالَةٍ من غَيْرِ وَالِدٍ وَلَا وَلَدٍ) . وعَصَبَةُ الرَّجُل: بَنُوه وقَرَابَتُه لأَبِيه. وَفِي التهذِيبِ: وَلم أَسْمَعْ للعَصَبَةِ بِوَاحِد، والقِيَاسُ أَن يكُون عَاصِباً، مثلَ طَالِبٍ وطَلَبَة، وظَالِم وظَلَمَةَ (فَأَمَّا فِي الفَرَائِضِ فكُلُّ مَنْ لَمْ يَكُن لَه فَرِيضَةٌ مُسَمَّاةٌ فَهُوَ عَصَبَةٌ إِنْ بَقِيَ شَيْءٌ بَعْدَ الفَرَائِض أَخَذَ) ، هذَا رَأْيُ أَهْلِ الفَرَائِض والفُقَهَاء (وَ) عِنْد أَئمة اللُّغَة: العَصَبَة: (قَوْمُ الرَّجُلِ الَّذِين يَتَعَصَّبُون لَه) ، كأَنّه على حَذْفِ الزَّائد، وقِيل: العَصَبَة: الأَقَارِبُ مِن جِهَة الأَب؛ لأَنهم يَعْصِبُونَه ويَعْتَصِب بِهِم أَي يُحِيطون بِهِ ويَشْتَدُّ بهم. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: عَصَبَةُ الرَّجُلِ: أَولياؤُه الذُّكُور من وَرَثَتِهِ، سُمُّوا عَصَبةً لأَنَّهُم عَصَبُوا بِنَسَبِه أَي استَكَفُّوا بِهِ؛ فالأَبُ طَرَفٌ، والابْنُ طَرَفٌ، والعَمُّ جَانِبٌ، والأَخُ جَانبٌ، والجَمْعُ العَصَبَاتُ. والعَرَبُ تُسَمِّي قَرَبَاتِ الرَّجُلِ أَطرافَه، ولمّا أَحاطَتْ بِه هَذه القراباتُ وعَصَبت بنَسَبه سُمُّوا عَصَبَةً، وكُلُّ شَيْء استدَارَ بِشيْء فَقَد عَصَبَ (بِه) ، والعمائمُ يُقَال لَهَا العَصَائِب مِنْ هَذَا. ثمَّ قَالَ: وَيُقَال: عَصَبَ القومُ بِفُلان أَي استَكفُّوا حَوْلَه وعَصَبَت الإِبِلُ بعَطَنِهَا إِذا استَكَفَّت بِهِ، قَال أَبو النَّجْمِ: إِذْ عَصَبَت بالعَطَنِ المُغَرْبَلِ يَعْنِي المُدقَّقَ تُرَابُه. (والعُصْبَة بالضَّمِّ مِنَ الرِّجَالِ والخَيْلِ) بفُرْسَانِهَا (وَ) جَمَاعَةِ (الطَّيْرِ) وغيرِها: (مَا بَيْنَ) الثَّلَاثَة إِلَى العَشَرَة، وَقيل: مَا بَيْنَ (العَشَرَةِ إِلى الأَرْبَعِين) ، وَقيل: العُصْبَة: أَرْبَعُون، وقِيل: سَبْعُون. وَقد يُقَالُ: أَصْلُ مَعْنَاهَا الجَمَاعَة مُطْلَقاً، ثمَّ خُصَّتْ فِي العُرْفِ، ثمَّ اختُلفَ فِيه، أَو الاخْتلافُ بحَسَبِ الوَراِد، حَقَّقَه شيخُنَا (كالعِصَابَة، بالكَسْر) ، فِي كُلَ مِمَّا ذُكِر. قَالَ النَّابِغَة: عِصَابَة طَيْرٍ تَهْتدِي بعَصَائِب وَفِي حَدِيث عَلِيَ رَضي اللهُ عَنْه: (الأَبْدَالُ بالشَّامِ، والنُّجَبَاءُ بمِصْر، والعَصَائِبُ بالعِرَاق) . أَرادَ أَن التَّجَمُّعَ للحُرُوبِ يكونُ بالعِرَاق، وَقيل: أَرادَ جَمَاعَةً من الزُّهَّادِ، سَمَّاهم بالعَصَائِبِ؛ لأَنَّه قرنَهم بالأَبْدالِ والنُّجَبَاءِ. وَفِي لِسَان العَرَبِ: فِي التَّنْزِيل: {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} (يُوسُف: 8) قَالَ الأَخْفَشُ: العُصْبَة والعِصَابَةُ: جَمَاعَةٌ ليسَ لَهَا وَاحِدٌ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وذَكَر ابْنُ المُظَفَّر فِي كِتَابه حَديثاً: (أَنَّه يَكُون فِي آخِرِ الزَّمان رَجُلٌ يُقَال لَهُ أَمِيرُ العُصَب) قَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ جمع عُصْبَة، أَي كغُرْفَة وغُرَف، فيكُونُ مَقِيساً، كالعَصَائِب. (و) فِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّام لَمَّا أَقبلَ نَحْوَ البَصْرَة وسُئل عَن وَجْهِه، فَقَالَ:: عَلِقْتُهمْ إِنْي خُلِقْتُ عُصْبَهْ قَتَادَةً تَعَلَّقَت بِنُشْبَهْ قَالَ شَمِرٌ: وبَلَغَني أَنْ بعضَ العَرَب قَالَ: غَلَبْتُهم إِنّي خُلِقْتُ عُصْبَهْ قَتَادَةً مَلْوِيَّةً بنْشْبَهْ قَالَ: والعُصْبَةُ: نباتٌ يَلْتَوِي على الشَّجَر، وهُوَ اللَّبْلَاب. والنُشبَةُ من الرِّجَال: الَّذِي إِذَا عَبِثَ بِشَيْء لم يَكَد يُفارِقُه. وَيُقَال للرَّجُلِ الشَّدِيدِ المِرَاس: (قَتادَةٌ لُوِيَتْ بَعُصْبَة) ، والمَعْنَى: خُلِقْتُ عُلْقَة لخُصُومِي، فوَضَعَ العُصْبَة مَوْضع العُلْقَة، ثمَّ شَبَّه نفسَه فِي فَرْطِ تَعَلُّقه وتَشَبُّثه بِهِم بالقَتَادَة إِذَ استَظْهَرَت فِي تَعَلُّقِها واسْتَمْسَكَت بنُشْبَة، أَي بِشَيْء شَدِيدِ النُّشوب، والباءُ الَّتِي فِي قَوْله بُنْشَبةٍ للاستِعَانَة كالَّتي فِي: كتبتُ بالقَلَم. وأَما قولُ كُثَيِّر: بادِيَ الرَّبْعِ والمَعَارِفِ منهَا غيرَ رَسْمٍ كعُصْبَةٍ الأَغْيَالِ فقد رُوِيَ عَن ابْن الجَرَّاحِ أَنه قَالَ: العُصْبة: (هَنَةٌ تَلْتَفُّ على القَتَادَةِ) ، هكَذَا فِي النُّسخ الكَثِيرَة، وَهُوَ الصَّوَابُ، وَفِي بَعْضِها على الفَتَاةِ، بالفَاءِ والفَوْقِيَّة، مُؤَنَّث الفَتَى، وَفِي أُخْرَى بالقَافِ والنُّون، وكلاهُما تَحْرِيف، وإِن صَحَّحَ بعضُّهم الثَّانية، على مَا قَالَه شيخُنَا (لَا تُنْزَعُ عَنْهَا إِلَّا بِجَهْد) . وَفِي بعضِ أُمَّهَاتِ اللُّغَة بَعْدَ جَهْد، وأَنْشَد ابنُ الجَرَّاح: تَلبَّسَ حُبُّهَا بدَمِي ولَحْمِي تَلَبُّسَ عُصْبَةٍ بِفُرُوع ضَالِ (واعْتَصَبُوا: صَارُوا عُصْبَةً عْصْبَةً) هَكَذَا بالتَّكْرَار فِي نُسْخَتِنا، وَعَلَيْهَا عَلَامة الصِّحَّة، والَّذي فِي لِسَان الْعَرَب والمُحْكَم الاقْتِصارُ عَلى وَاحِد. قَالَ أَبو ذُؤَيْب: هَبَطْن بَطْنَ رُعَاطٍ واعْتَصبْنَ كَمَا يَسْقِي الجُذُوعَ خِلَالَ الدُّورِ نَضَّاحُ (و) عَصَب (النَّاقةَ: شدَّ فَخِذَيْهَا لِتَدِرَّ) أَي تُرْسِل الدَّرَّ وَهُوَ اللَّبَنُ (ونَاقَةٌ عَصُوبٌ: لَا تَدِرُّ إِلَّا كَذلِك) وَفِي بَعْضه الأُمَّهَات: إِلا عَلى ذَلِك، قَالَ الشَّاعر: وإِن صَعُبَت عَلَيْكم فاعْصِبُوهَا عِصَاباً تُسْتَدَرُّ بِهِ شَدِيدَا وَقَالَ أَبو زيد: العَصُبُ: النَّاقة الَّتي لَا تَدِرّ حَتَّى تُعْصَبَ أَدانِي مُنْخُرَيْهَا بخَيْط ثمَّ تُثَوَّر وَلَا تُحَلُّ حَتَّى تُحْلب. وَفِي حَدِيث عمر ومُعَاوِيَة: (أَن العَصُوبَ يَرْفُقُ بهَا حَالِبُهَا فتَحْلُبُ العُلْبةَ) قَالَ: العَصُوبُ: النَّاقَة الَّتِي لَا تَدِرُّ حَتَّى يُعْصَب فَخِذَاها أَي يُشَدَّانِ بالعِصَابة. والعِصابُ: مَا عَصَبها بِهِ. وأَعْطَى على العصْبِ أَي على القَهْر مَثَلٌ بِذلِك. قَالَ الحُطَيْئَةُ: تَدِرُّونَ إِن شسُدَّ العِصَابُ عَلَيْكُمُ ونَأْبَى إِذَا شُدَّ العِصَابُ فَلَا نَدِرّ قَالَ: شيخُنَا: وهِي من الصِّفَات المَذْمُومَة فِي النُّوق. (وعَصِبُوا بِهِ كسَمِعَ وضَرَبَ: اجتَمَعُوا) حَوْله. قَالَ سَاعِدَةُ: ولكِنْ رأَيْتُ القَوْمَ قد عَصَبُوا بِهِ فَلَا شَكَّ أَنْ قَدْ كَانَ ثَمَّ لَحِيمُ وَفِي الأَسَاس: عَصَبُوا بِهِ: أَحَاطُوا. ووجَدْتُهُم عَاصِبِينَ بِهِ وقَدْ تَقَدَّم. (والعَصُوبُ) من النساءِ: (المَرْأَةُ الرَّسْحَاءُ أَوِ الزَّلَّاءُ) ، وَكِلَاهُمَا عَن كُرَاع. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: العَصُوبُ: الرَّسْحَاءُ والمَسْحَاءُ والرَّصْعَاءُ والمَصْوَاءُ والمِزْلَاقُ والمِزْلَاجُ والمِنْدَاصُ. (واعْصَوْصَبَتِ الإِبلُ: جَدَّت فِي السَّيْرِ كأَعْصَبَت) ، واعْصَوْصَبَ القومُ إِذَا اجتَمَعُوا، فإِذا تَجَمَّعُوا على فَرِيقٍ آخَرينَ قيل: تَعَصَّبُوا. واعْصَوْصَبُوا: استجْمَعُوا وصَارُوا عِصَابَة وعَصَائِبَ، وكَذَلِكَ إِذَا جَدُّوا فِي السَّيْر (و) اعْصَوْصبَتِ الإِبِلُ وعَصبَت وعَصِبَت: (اجْتَمَعَتْ) . وَفِي الحَدِيث (أَنَّه كَانَ فِي مَسِيرٍ فرَفَع صوتَه، فَلَمَّا سَمعوا صَوْتَه اعْصَوْصِبُوا) أَي اجْتَمَعُوا وصَارُوا عِصَابَةً واحِدَةً وجَدُّوا فِي السَّيْر (و) اعْصَوْصَبَ الْيَوْم و (الشَّرُّ: اشْتَدَّ) وتجَمَّع، كأَنَّه من الأَمْرِ العَصِيبِ أَي الشَّدِيد (و) فِي التَّنْزِيلِ: {هَاذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} (هود: 77) ، قَالَ الفرَّاءُ يومٌ (عَصَبْصَبٌ وعَصِيبٌ: شَديدُ الحَرِّ أَو شَدِيدٌ) . وليلةٌ عَصِيبٌ، كَذَلك، وَلم يَقُولُوا عصيبة قَالَ كُرَاع: هُو مُشْتَقٌّ من قَوْلك: عَصَبْتُ الشيءَ إِذَا شَدَدْتَه، وليسَ ذَلِك بمَعْرُوف. أَنشد ثَعْلَب فِي صفة إِبِلٍ سُقِيَت: يَا رُبَّ يَوْم لَكَ مِنْ أَيَّامِهَا عَصَبْصَبِ الشَّمْسِ إِلَى ظَلامِها وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هُوَ مأْخُوذٌ من قَوْلِك عَصَبَ القومَ أَمرٌ يَعْصِبُهُم عَصْباً إِذَا ضَمَّهُم واشْتَدَّ عَلَيْهِم. وقَال أَبُو العَلاء: يَوْم عَصَبْصَبٌ: بَارِدٌ ذُو سَحَابٍ كَثِير، لَا يَظْهَرُ فِيه مِن السَّمَاء شَيءٌ، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب. (والعَصِيبُ) من أَمْعَاءِ الشَّاءِ: مَا لُوِي مِنْهَا. والعَصيبُ: (الرِّئَةُ تُعَصَّبُ بالأَمْعَاءِ فتُشْوَى) و (الجَمْعُ أَعْصِبَةٌ وعُصُبٌ) . قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْر وقِيلَ هُوَ للصِّمَّةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ القُشَيْرِيّ: أُولئك لم يَدْرِينَ مَا سَمَكُ القُرَى وَلَا عُصُبٌ فِيهَا رِئَاتُ العَمَارِسِ وَفِي لِسَان الْعَرَب: ويُقَالُ لأَمْعَاءِ الشَّاةِ إِذَا طُوِيَت وجُمِعَت ثمَّ جُعِلَت فِي حَوِيَّة من حَوَايَا بَطْنِها: عُصُبٌ، واحِدُها عَصِيبٌ. (والتَّعْصِيبُ: التَّسْوِيدُ) ، من سَوَّدَه قَوْمُه إِذَا صَيَّروهُ سَيِّداً. وَفِي الأَسَاس: وكَانُوا إِذَا سَوَّدُوه عَصَّبُوه، فَجرى التَّعْثيبُ مَجْرَى التَّسْوِيد. (والمُعَصِّبُ، كمُحَدِّث: السَّيِّدُ) المُطَاع. وَالَّذِي فِي التَّوْشِيح وَظَاهر عِبَارَة لِسَان العَرَب ضَبْطُه كمُعَظَّم، كَمَا سنَذْكُره. قَالَ ابْن مَنْظُور: وَيُقَال للرَّجُل الَّذِي سَوَّدَه قومُه: قد عَصَّبُوه فَهُوَ مُعَصَّب، وَقد تَعَصَّبَ. وَمِنْه قَول المُخَبَّل فِي الزِّبْرِقَان: رأَتُكَ هَرَّيتَ العِمَامَةَ بَعْدَ مَا أَراكَ زَمَانا حاسِراً لم تَعَصَّبِ وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِن العصَابَة، وَهِي العِمَامَة وكانَت التِّيجَانُ للمُلُوك، والعَمَائِمُ الحُمْرُ للسَّادَة من الْعَرَب، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَكَانَ يُحْمَلُ إِلى الباديَة من هَرَاةَ عَمَائِمُ حُمْرٌ يَلْبَسُهَا أَشْرَافُهُم. ورجُلٌ مُعَصَّبٌ ومُعَمَّم أَي مُسَوَّد. قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُوم: وَسيِّدِ مَعْشَرٍ قد عَصَّبُوه بتَاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِينَا فَجعل المَلِكَ مُعَصَّباً أَيضاً لأَنَّ التَاجَ أَحَاطَ برَأْسه كالعِصَابَة الَّتِي عَصَبَت برأَس لابِسِهَا. وَيُقَال: اعْتَصَبَ التَاجُ على رَأْسه إِذا استكَف بِه. ومِنْهُ قولُ ابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّات: يَعْتَصِبُ التاجُ فوقَ مَفْرِقِه على جَبِينٍ كأَنَّه الذَّهَب وكانُوا يُسَمُّون السَّيِّدِ المُطَاعَ مُعَصَّبا؛ لأَنه يُعَصَّب بالتَّاج أَو تُعَصَّب بِهِ أُمُورُ النَّاس، أَي تُرَدُّ إِليه وتُدَارُ بِهِ، والعَمَائِمُ تِيجَانُ العَرَب. وَفِي الأَسَاس: المَلِكُ المُعْتصِبُ والمُعَصَّب أَي المُتَوَّج. وعَصَّبَه بالسَّيْف تَعْصِيباً: عَمَّمه بِه. (و) المُعَصِّب بضَبْطِ المُؤلف كمُحَدِّث وبِضَبْطِ غَيْرِه كمُعَظَّم: (الَّذي يَتَعَصَّبُ بالخِرَقِ جُوعاً) . والذِي عَصَبَتْه السِّنُونَ أَي أَكَلَت مَالَه. والجَائِع الَّذِي يَشْتَدُّ عَلَيْهِ سَخْفَةُ الجُزعِ فيُعَصِّبُ بطنَهُ بحَجَرٍ. وَمِنْه قَوْله: فَفِي هَذَا فنَحْنُ لُيُوثُ حَرْبٍ وَفِي هَذَا غُيُوثُ مُعَصِّبِينا (و) المُعَصَّبُ: (الرَّجُلُ الفَقيرُ) . وعَصَبَهُم الجَهْدُ وَهُوَ من قَوْلهم يَوْم عَصِيبٌ (وانْعَصَبَ: اشْتَدَّ) . (و) عُصَيْبٌ (كزُبَيْر: ع بِبِلَادِ مُزَيْنَةَ) . (والحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ العَصَّابُ كشَدَّادٍ: مُحَدَّثٌ) عَن شَافِع. وَفَاته مُحمّدُ بنُ إِسحاقَ العَصَّابُ عَن سَلَمَ بْنِ العَوَّام بْنِ حَوْشَب، عَنهُ الحَسنُ بنُ الحُسَيْن العَطَّار. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: يُقَال للرَّجل إِذَا كَانَ شَدِيدَ أَسْرِ الخَلْق غيرَ مُسْتَرْخِي اللَّحْمِ: إِنَّه لمَعْصُوبٌ مَا حُفْضِج. وَرجل مَعْصُوبُ الخَلْق: شَدِيدُ اكْتِنَازِ اللَّحْم عُصِب عَصْباً. قَالَ حَسَّان: دَعُوا التَّخَاجُؤَ وامْشُوا مِشْيَةً سُجُحاً إِنَّ الرجَالَ ذَوُو عَصْبٍ وتَذْكِيرِ وجارِيةٌ مَعْصُوبَةٌ؛ حَسَنَةُ العَصْب أَي اللَّلِّي مجدولةُ الخَلْق. وَرجل مَعْصوب: شَدِيدٌ. وعَصَّب الرجلَ تَعْصِيباً: دَعَاه مُعَصَّباً، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ: يُدْعَى المُعَصَّبَ مَنْ قَلَّت حَلوبَتُه وَهل يُعَصَّبُ مَاضِي الهَمَّ مِقْدَامُ وَيُقَال: عَصَب القَيْنُ صَدْعَ الزُّجاجَةِ بِضَبَّ من فِضّة إِذا لأَمَهَا بِه. والضَّبِّةُ: عِصَابُ الصَّدْعِ، نَقله الصَّاغَانِيّ. وَفِي حَدِيث عَلِيَ كَرَّم الله وَجْهَه (فِرُّوا إِلَى اللهِ وقُومُوا بِمَا عَصَبَهُ بكم) أَي بِمَا افْتَرَضَه عَلَيْكُم وقَرنَبكم من أَوامِرِه ونَوَاهيه. وَفِي حَديث المهاجِرِين من المَدِينَة (فنزلُوا العُصْبَة) هُوَ مَوْضِعٌ بالمَدِينة عِنْد قُبَاءَ، وَضَبطه بَعضهم بفَتْح العَيْنِ والصَّادِ، هَذَا من لِسَانِ العَرَب. وَفِي الأَسَاسِ: ومِثْلِي لَا يَدِرُّ بالعِصَاب، أَي لَا يُعْطِي بالقَهْرِ والغَلَبَة، من النَّاقَةِ العَصوب. وَفُلَان خِوَانُه مَنْصُوبٌ وجَارُهُ مَعْصُوبٌ، وَيُقَال فِيهِ: عاصب. وَورد عليَّ مَعْصُوبٌ أَي كِتَابٌ، لأَنَّه يُعْصَب بخَيْطٍ. والأُمُور تَعْصِبُ بِرَأْسه انْتهى. وعليُّ بنُ الفَتْح بْنِ العَصَب الملحيّ، محركة، عَن البَاغَنْديّ، وملكةُ بنتُ عَصْب بْنِ عَمْرو، بالفَتْح فالسكون، والِدَةُ زَائِدَةَ بنِ الحَارثِ بْنِ سَامَة بن لُؤَيّ وإِخْوَتِه. وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ: غُلامٌ عَصْبٌ وعَضْبٌ وعَكْبٌ إِذا كَانَ خَفِيفاً نَشِيطاً فِي عَمَلِه. عصلب: (العُصْلُبُ بالضَّم بالفَتْحِ والعُصْلُبيُّ منْسُوبةً) معضْمُومَةً (والعُصْلُوبُ) بالضَّم أَيضاً، وإِنما أَطلَقَه هُنَا اعْتماداً على مَا هُو مَعْرُوف عِنْدَهم، وَهُوَ نُدْرَة مَجِيء فَعْلُول بِالْفَتْح، كل ذَلِكَ بِمَعْنى (القَوِيّ) ، والذِي فِي الصِّحاحِ ولِسانِ العَرَب: (الشَّدِيدُ الخَلْق العَظِيمُ) ، زَاد الجَوْهَرِيّ: من الرِّجَالِ، قَال: قد حَشَّهَا اللَّيْلُ بعُصْلُبِيِّ أَروعَ خَرَّاجٍ من الدَّادِيِّ مُهاجرٍ لَيْسَ بأَعْرَابِيِّ قَالَ ابنُ مَنْظُور: والَّذِي فِي خُطْبة الحَجُّاج: قد لَفَّها الليلُ بعَصْلَبيّ وَالضَّمِير فِي لَفَّها للإِبِل، أَي جِمَعهَا الليلُ بسائِقٍ شَدِيد، فَضَربَه مَثَلاً لِنَفْسه ورَعِيَّته. وَعَن الليثِ: العُصْلُبِيّ: الشَّدِيدُ البَاقِي على المَشْيِ والعَمَل. (وكقُنْفُذٍ) فَقَط هُوَ: (الطَّوِيلُ. 9 وَقَالَ اللَّيْثُ: هُوَ (المُضْطَرِبُ) من الرِّجَالِ، واقْتَصَر علَيْه. (والعَصْلَبةُ: شِدَّةُ الغَضَبِ) ، قَالَه اللَّيْثُ أَيْضاً، وَهُوَ هكَذَا بالغَيْنِ والضَّادِ المُعْجَمَتَيْنِ فِي سائِر النُّسخ. والذِي فِي التَّكْمِلَة: شِدَّة العَصْب، بالعَيْن والصَّادِ المُهْملَتَين، وَهُوَ الصَّوَاب. ثمَّ إِنّ هَذِه التَّرْجَمَة ذكرهَا الجَوْهَرِيّ فِي آخر مَادَّة عَصَب، مُشِيراً إِلى زِيَادَةِ اللَّام: وظَاهِرُ صَنِيع المُؤَلِّف أَنَّه من زِيَادَاتِه، فَفِيه تَأَمُّل. وَقد أَشَارَ لذَلِك شيخُنا، وَذكر أَيضاً أَنَّ الأَبْيَاتَ المذكورةَ ذَكَرها المُبَرِّد فِي الكَامِل.
المعجم: تاج العروس