المعجم العربي الجامع
مُفَسَّرٌ
المعنى: جذ.: (فسر) | (مفع. من فَسَّرَ). "نَصٌّ مُفَسَّرٌ": مَشْرُوحٌ، مُؤَوَّلٌ.
المعجم: معجم الغني مَالَ
المعنى: جذ.: (مول) | (ف: ثلا. لازمتع). مُلْتُ، أَمُولُ، مُلْ، (مص. مَوْلٌ، مُؤُولٌ). 1. "مَالَ الرَّجُلُ": كَثُرَ مَالُهُ. 2. "مَالَ شَرِيكَهُ": مَوَّلَهُ، أَعْطَاهُ الْمَالَ.
المعجم: معجم الغني المأل
المعنى: ـ المَأْلُ، وككَتِفٍ: الرجُلُ السَّمينُ الضَّخْمُ، وهي: بهاءٍ. وقد مَأَلَ، كَمَنَعَ وعَلِمَ، مُؤُولَةً ومآلَةً. ـ وجاءَ أمرٌ ما مألَ له مَأْلاً وما مأَلَ مَأْلَه: لم يَسْتَعِدَّ له ولم يَشْعُرْ به. ـ والمَألَة: الرَّوْضَةُ، والرَّحَى، ـ ج: مِئالٌ.
المعجم: القاموس المحيط نائب [مفرد]
المعنى: ج نائبون ونُوَّاب، مؤ نائبة، ج مؤ نائبات ونوائبُ (لغير العاقل): 1- اسم فاعل من نابَ عن ونابَ1/ نابَ إلى ونابَ2 النَّائب العامّ: مُمثِّل النِّيابة العامّة. 2- مَن يمثِّل الشّعبَ في السُّلطة التَّشريعيّة أو البرلمان "نائب في البرلمان - فلانة نائب/ نائبة في مجلس الشّعب" مجلس النُّوَّاب: مجلس الشّعب، البرلمان - مَجْلِس النوّاب الأدنى: واقع ما دون الآخرين. • نائب الفاعل: (نح) اسم صريح أو مُؤوَّل تقدَّمه فعل مبنيٌّ للمجهول وناب عن الفاعل بعد حذفه.
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة مأق
المعنى: (أَمْأَقَ) الرَّجُلُ دَخَلَ فِي (الْمَأَقَةِ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَهِيَ شِبْهُ الْفَوَاقِ يَأْخُذُ الْإِنْسَانَ عِنْدَ الْبُكَاءِ وَالنَّشِيجِ كَأَنَّهُ نَفَسٌ يَقْلَعُهُ مِنْ صَدْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا لَمْ تُضْمِرُوا الْإِمْآقَ» يَعْنِي الْغَيْظَ وَالْبُكَاءَ مِمَّا يَلْزَمُكُمْ مِنَ الصَّدَقَةِ. وَقِيلَ: أَرَادَ بِهِ الْغَدْرَ وَالنَّكْثَ. وَ (مُؤْقُ) الْعَيْنِ طَرَفُهَا مِمَّا يَلِي الْأَنْفَ وَالْجَمْعُ (آمَاقٌ) وَ (أَمْآقٌ) مِثْلُ آبَارٍ وَأَبْآرٍ. وَ (مَأْقِي) الْعَيْنِ لُغَةٌ فِيهِ وَهُوَ فَعْلِي وَلَيْسَ بِمَفْعِلٍ لِأَنَّ الْمِيمَ مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ. وَقَوْلُ ابْنِ السِّكِّيتِ: إِنَّهُ مَفْعِلٌ مُؤَوَّلٌ. وَبَيَانُهُ مَذْكُورٌ فِي الْأَصْلِ.
المعجم: مختار الصحاح إن
المعنى: ـ إنْ المَكْسورَةُ الخَفِيفَةُ: تكونُ شَرْطيَّةً: {إن يَنْتَهوا، يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ} ، {وإنْ تَعودُوا، نَعُدْ} ، وقد تَقْتَرِنُ بِلا، فَيَظُنَّ الغِرُّ أَنها إلاَّ الاسْتِثْنائِيَّةُ، نحوُ: {إلاَّ تَنْصُروه، فقد نَصَرَه الله} ، {إِلاَّ تَنْفِروا يُعَذِّبْكُم} . وتكونُ نافِيَةً، وتَدْخُلُ على الجُمْلةِ الاسْمِيَّة: {إنِ الكافرونَ إلاَّ في غُرورٍ} ، والفِعْليَّةِ: {إن أرَدْنا إلاَّ الحُسْنَى} . وقولُ من قال: لا تأتي نافِيةً إلا وبعدَها إلا أو لَمَّا، كـ {إن كلُّ نَفْسٍ لَمَّا عليها حافِظٌ} مَرْدودٌ بقَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ {إن عِنْدَكُم من سُلْطانٍ بهذا} ، {قُلْ إن أدْري أقَريبٌ ما توعَدونَ} . وتَكُونُ مُخَفَّفَةً عن الثَّقيلَةِ، فتَدْخُلُ على الجُمْلَتَيْنِ، ففي الاسْمِيَّةِ تَعْمَلُ وتُهْمَلُ، وفي الفِعْليَّةِ يَجِبُ إهْمالُها. وحَيْثُ وَجَدْتَ إنْ وبَعْدَها لامٌ مَفْتُوحَةٌ، فاحْكُم بِأَنَّ أصْلَها التَّشْديدُ. وتكونُ زائدَةً، كقَوْله: ما إنْ أَتَيْتُ بِشَيْءٍ أنْتَ تَكْرَهُهُ وتَكونُ بمَعْنَى: قد، قيلَ: ومنه: ـ {إن نَفَعَتِ الذِّكْرَى} ، {واتَقوا الله إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنين} ، {لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ إنْ شاءَ الله آمِنينَ} ، وقوله: اتَغْضَبُ إنْ أُذْنا قُتَيْبَةَ حُزَّتا وغيرُ ذلِكَ مِمَّا الفِعْلُ فيه مُحَقّقٌ، أو كُلُّ ذلك مُؤَوَّلٌ.
المعجم: القاموس المحيط الوَاوُ
المعنى: الحرف السابع والعشرون من حروف الهجاء، وهو مجهور وأشبه بالحروف المتوسطة، ومخرجه من بين أوّل اللسان ووسط الحنك الأعلى وأصلها وَيَوٌ فألفها مبدلة من ياء على الأرجح، تقول: ويَّيْت واواً حسنة: كتبتها. وتكون في الكلام أصلاً كما في وَعَد، وزائدة كما في منصور، وبدلاً كما في واو يوذّن، المبدلة من همزة يؤذّن.؛والواو المفردة تأتي على أوجه؛(1) العاطفة، ومعناها: مطلق الجمع، فتعطف الشيء على مصاحبه. نحو: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ}، وعلى سَابِقه، نحو: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ}، وعلى لاحِقِه، نحو: {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ}. ويجوز أن يكون بين متعاطفيها تقاربٌ أو تراخٍ، مثل: {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}.؛(2) واو الاستئناف: نحو: {لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ}.؛(3) واو الحال، الدّاخلة على الجملة الاسمية، نحو: جاء فلان والشمس طالعة، أو الداخلة على الجملة الفعلية، نحو: جاء فلان وقد طلعت الشمس.؛(4) واو المفعول معه، وينصب الاسم بعدها، نحو: سرت والنِّيلَ.؛(5) الواو الداخلة على المضارع المنصوب لعطفه على اسم صريح، نحو؛ولُبْسُ عباءَة وتَقَرَّ عيني؛أو مؤوَّل، نحو؛لا تنهَ عن خُلقٍ وتأْتيَ مثلَه؛ولا بدّ في هذا أن يتقدّم الواو نفيٌ أو طلب.؛(6) واو القَسَم ولا تدخل إلاَّ على مُظهر، ولا تتعلّق إلاَّ بمحذوف، نحو: {وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ}.؛(7) واوٌ دخولها كخروجها، وهي (الزائدة) نحو: {حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}؛ أثبتها جماعة من النحويين. وتزاد أيضاً بعد إلاَّ لتأكيد الحكم المطلوب إثباته، نحو: ما من أَحَدٍ إلاَّ وله طمعٌ أو حَسَدٌ.؛(8) واو الثمانِية، ذكرها جماعة من الأدباء، ومن النحويِّين، ومن المفسِّرين. زعموا أن العرب إذا عَدُّوا، قالوا: ستة، سبعة، وثمانية؛ إيذاناً بأنّ السبعة عدد تامّ، وأن ما بعدها عدد مستأنف. واستدلُّوا على ذلك بقوله تعالى في التنزيل العزيز: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ}، إلى قوله تعالى: {سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ}.؛(9) الواو الداخلة على الجملة الموصوف بها، لتأكيد لصوقها بموصوفها نحو: {عَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}. وقيل: هي واو الحال.؛(10) واو ضمير الذكور، نحو: الرجال قاموا.؛(11) واو الفصل، وهي واو كتابيّة فحسب، كواو عمرو في الرّفع والجرّ، لتفرق بينه وبين عُمَر. والواو الفارقة، كواو: أولئك، وأولي.؛وتنفرد الواو العاطفة عن سائر أحرف العطف بخمسة عشر حكماً، هي؛(1) احتمال معطوفها معانيَ ثلاثة، هي عطف الشيء على مصاحبه، وعلى سابقه، وعلى لاحقه.؛(2) اقترانها بإمَّا، نحو: {إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}.؛(3) اقترانها بلا، إن سبقت بنفي ولم يقصد المعية، نحو: ما قام زيد ولا عَمْرٌو.؛(4) اقترانها بلكن، نحو: قام زيد ولكن عمرو جالس.؛(5) عطف المفرد السَّببيّ على الأجنبيّ، عند الاحتياج إلى الربط، نحو: مررت برجل قائمٍ زيدٌ وأخوه.؛(6) عطف العَقْد على النَّيِّف، نحو: أحدٌ وعشرون.؛(7) عطف الصفات المفرَّقة، مع اجتماع منعوتها، كقول الشاعر؛بكيت وما بُكَى رجل حزينٍ؛على رَبعينِ مسلوبٍ وبالِ.؛(8) عطف ما حقُّه التثنية والجمع، كقول الفرزدق؛إن الرزيَّة لا رزيةَ مثلُها؛فِقدانُ مثل محمّدٍ ومحمّدِ.؛(9) عطف ما لا يُستغنى عنه، نحو: جلست بين زيدٍ وعمرو.؛(10) عطف العامّ على الخاصّ، نحو: {اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا}.؛(11) عطف الخاصّ على العامّ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ}.؛(12) عطف عامل حُذف وبقي معموله، على عامل آخر، يجمعهما معنًى واحد، نحو؛وزجَّجْن الحواجبَ والعيونا؛أي: وكَحَّلن العيونَ.؛(13) عطف الشّيء على مرادفه، نحو: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}، و: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}.؛(14) عطف المقدَّم على متبوعه للضَّرورة، مثل؛ألا يا نخلةً من ذاتِ عِرق؛عليكِ ورحمةُ الله السلامُ.؛(15) عطف المخفوض على الجوار، نحو: {وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}، فيمن خفض الأرجل.
المعجم: الوسيط و
المعنى: (صيغة الجمع) واوات الحرف السّابع والعِشرون من حُروف الهِجاء، مؤنَّثة وهي قَمريّة وبمَثابة 6 في حِساب الجُمَّل والنِّسبة إليها: واوِيّ. تكون في الكلام أصلًا كما في وَجَب ووَخَز ووَرِث، وزائدة كما في خَجول وودود وكَنود، وبدلًا كما في واو يوذِّن المُبدَّلة من همزة يؤذِّن. والواو تأتي على أوجه؛1- حرف عَطْف ومَعناها مُطلَق الجمع فتَعطِف الشَّيْء على مُصاحبه {فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ} [العَنكبوت:15]، وعلى سابقه {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ} [الحَديد:26]، وعلى لاحقه {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ} [الشّورى:3]، ويجوز أن يكون بين مُتعاطفيها تَقارُبٌ أو تَراخٍ {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِين} [القَصَص:7]. وتَنفِرد الواو عن سائر أحرُف العَطْف بأحكامٍ أهمُّها: (أ) احْتِمال معطوفها للمَعاني الثَّلاثة السّابقة. (ب) اقترانها بإمّا {إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسَان:3]. (ج) اِقْتِرانها بلا إن سُبِقت بنَفْي ولم تُقصَد المَعيّة «ما قام زيدٌ ولا عَمرو» وإذا فُقِدَ أحدُ الشَّرْطين امتَنَعَ دُخولُها فلا يقال: «قام زيدٌ ولا عمرو». (د) اِقْتِرانها بل?كن «قام زيدٌ ول?كن عَمرو جالس». (هـ) عَطْف العَقْد على النَّيِّف «أحد وعِشرون». (و) عَطْف ما لا يُستغنى عنه «جلست بين خلـيل وموسى». (ز) عَطْفُ العامّ على الخاصّ {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [نُوح:28]. (ح). عَطْف الخاصّ على العامّ {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ} [الأحزَاب:7]. (ط) عَطْف عامل حُذِف وبَقِيَ مَعموله على عامِل آخر مَذكور يَجمعهما معنى واحد «عَلَفْتها تِبنًا وماءً باردًا» أي وسقيتها ماءً باردًا. (ي) عطف الشَّيْء على مُرادفه {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ} [يُوسُف:86].؛2- تكون حرف اسْتِئناف {لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء} [الحَجّ:5].؛3- واو الحال فتدخُل على الجملة الاسميّة «جاء والشَّمْسُ مُشرِقةٌ» وتُسمّى واو الاِبْتداء وتدخل على الجُملة الفِعْليّة «جاء وقد أشْرَقَتِ الشَّمْسُ».؛4- واو الجَزاء وتَدخُل على المُضارِع المَنصوب لعَطْفه على اسم صَريح «ولُبْسُ عَباءةٍ وتَقَرَّ عيني» أو مُؤول به «لا تَنْهَ عن خُلُقٍ وتأتيَ مِثلَه»، وشَرْطه أن يَتقدَّم الواو نَفيٌ أو طلبٌ وسمَّى الكوفيّون ه?ذه الواو واو الصَّرْف لأنّها تَصرِف عن معنى العَطْف إلى الجَزاء.؛5- واو المَعيّة وهي واو المَفعول معه «سِرتُ والنَّهرَ».؛6- واو القَسَم ولا تدخل إلّا على مُظهَر ولا تَتَعلَّق إلّا بمحذوف نحو {وَالْقُرْآنِ الْحَكِيم} [يس:2]، فإن تَلَتْها واو أُخرى نحو: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُون} [التِّين:1] - فالتالية واو العطف وإلا لاحتاج كل من الاسمين إلى جواب.؛7- واو رُبَّ ولا تَدخُل إلّا على مُنكَر ولا تَتَعلَّق إلّا بمؤخَّر «وليلٍ كمَوْجِ البَحْرِ أرْخَى سُدولَهُ» (امرؤ القيس).؛8- الواو الدّاخِلَة على الجُملة الموصوف بها لتأكيد لُصوقها بموصوفها وإفادة أنَّ اتِّصافه بها أمرٌ ثابت نحو: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [البَقَرَة:216].؛10- واو ضمير الذُّكور نحو: {وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُون} [يُوسُف:16].؛11- واو الفَصْل، كواو عَمرو في الرَّفْع والجَرّ لتُفرِّق بينه وبين عُمَر، والواو الفارِقَة، كواو أُولئك وأُولى لِئلّا تُشبِّهها بإليك وإلى، وكالواو السّابقة للدُّعاء بعد النَّفْي كقولك لمن سألك هل أصابك مَكروه: «لا وحَفِظَكَ اللهُ» وإلّا تُصبح: «لا حَفِظَكَ اللهُ»، وهو دعاءٌ عليك.؛12- عَطْف المُقدَّم على مَتبوعه للضَّرورة «عليكَ ورَحْمَةُ اللهِ السَّلام».؛13- عَطْف المَخفوض على الجِوار {وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ} [المَائدة:6].؛14- زائدة، نحو: {حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ} [الزُّمَر:71].؛15- حرف إعراب: (أ): في جمع المذكر السالم: {إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون} [البَقَرَة:11]. (ب) وفي الأسماء الستـة: {اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي} [ط?ه:42].
المعجم: القاموس بعض
المعنى: بعض بَعْضُ كُلِّ شَيْءٍ: طائِفَةٌ مِنْه، سَوَاءٌ قَلَّتْ أَوْ كَثُرَتْ، يُقَالُ: بَعْضُ الشَّرِّ أَهْوَنُ مِنْ بَعْضِ. ج أَبْعَاضُ، قَالَ ابنُ سِيدَهْ: حَكَاهُ ابنُ جِنِّي، فَلَا أَدْرِي، أَهو تَسَمُّحٌ أَم هُو شَيْءٌ رَوَاه. وَلَا تَدْخُلُهُ الَّلامُ، أَي لامُ التَّعْرِيف لأَنَّهَا فِي الأَصْلِ مُضَافَةٌ، فَهِيَ مَعرفةٌ بالإِضَافَةِ لَفْظاً أَو تَقْدِيراً، فَلَا تَقْبَل تَعْرِيفاً آخَرَ خِلافاً لابْنِ دَرَسْتَوَيْه والزَّجَاجِيِّ فإِنَّهما قَالا: البَعْضُ والكُلُّ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَفِيه مُسَامَحَة، وهُو فِي الحَقِيقَة غيْرُ جَائِزٍ، يَعْنِي أَنَّ هَذَا الاسْمَ لَا يَنْفَصِلُ عَن الإِضَافَةِ. وَفِي العُبَابِ: وَقد خَالَفَ ابنُ دَرَسْتَوَيْهِ النَّاسَ قاطِبَةً فِي عَصْرِه، وَقَالَ النَّاقِدِيّ: (فَتَى دَرَسْتَوِيّ إِلى خَفْضِ ... أَخْطَأَ فِي كُلِّ وَفِي بَعْضِ) (دِمَاغُه عَفَّنَه نَوْمُه ... فصارَ مُحْتاجاً إِلى نَفْضِ) قَالَ أَبُو حَاتم: قلت للأَصْمَعِيّ: رَأَيْت فِي كِتَابِ ابنِ المُقَفَّع: العِلْم كَثِير، ولكِنَّ أَخْذَ البَعْضِ خيْرٌ من تَرْكِ الكُلَّ، فأَنْكَرَهُ أَشَدَّ الإِنْكَار وَقَالَ: الأَلفُ والَّلامُ لَا يَدْخُلاَن فِي بَعْضٍ وكُلِّ لأَنَّهُمَا مَعْرِفَةٌ بغيْرِ أَلِفٍ ولاَمٍ. وَفِي القُرْآنِ العَزيز: وكُلّ أَتُوْهُ دَاخِرِينَ. قَالَ أَبو حاتِمٍ: لَا تَقُولُ العَرَبُ الكُلّ وَلَا البَعْض، وَقد اسْتَعْمَلَها النَّاسُ حَتَّى سِيبَويْه والأَخْفَشُ فِي كِتَابَيْهِما لِقِلَّة عِلْمِهِما بِهذَا النَّحْوِ، فاجْتَنِبْ ذلِكَ، فإِنَّهُ ليْسَ من كَلامِ العَرَب. انْتَهَى. قَالَ شيْخُنَا: وهذَا من العَجَائِب، فَلَا يَحْتَاج إِلى كَلاَمٍ. قُلتُ: وقالَ الأَزْهَرِيُّ: النَّحْوِيُّون أَجَازُوا الأَلِفَ والَّلامَ فِي بَعْضِ وكُلٍّ، وإِنْ أَبَاهُ الأَصمَعِيُّ. قَالَ شيْخُنا أَيْ بِناءً على أَنَّها عِوَضٌ عَن المُضَافِ إِليْه، أَو غيْر ذلِكَ، وجَوَّزَهُ بَعْضٌ. على أَنَّهُ مُؤَوَّلٌ بالجُزْءِ، وَهُوَ يَدْخُلُ عَليْه ال فَكَذَا مَا قَامَ مَقَامَه، وعُورِضَ بأَنَّه ليْسَ مَحَلَّ النِّزَاعِ. والبَعُوضَةُ: البَقَّة، ج بَعُوضٌ، قَالَه الجَوْهَرِيّ، وَقد وَرَدَ فِي الحَدِيث، وَهَكَذَا فُسِّرَ، وَقَالَ الشَّاعِرُ: (يَطِنُّ بَعُوضُ المَاءِ فَوْقَ قَذَالِهَا ... كمَا اصْطَخبَت بَعْدَ النَّجِيِّ خُصُومُ) وأَنْشَدَ مُحَمَّدُ بنُ زِيَادٍ الأَعْرَابِيُّ: ولَيْلَةٍ لَمْ أَدْرِ مَا كَرَاهَا أُسَامِرُ البَعُوضَ فِي دُجَاهَا كُلّ زَجُولٍ يُتَّقَى شَذَاهَا لَا يَطْرَبُ السَّامِعُ مِنْ غِنَاهَا) وَقَالَ المُصَنِّف فِي البَصَائِر: إِنّما أُخِذَ لَفْظُه من بَعْضٍ، لصِغَرِ جِسْمه بالإِضَافَةِ إِلى سَائر الحَيَوانات. البَعُوضَةُ: مَاءٌ لبَنِي أَسَدٍ، قَرِيبُ القَعْرِ، كانَ لِلْعَرَب فِيهِ يَوْمٌ مَذْكُورٌ. قَالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ يَذْكُرُ قَتْلَى ذلِكَ اليَوْمِ: (على مِثْلِ أَصْحَابِ البَعُوضَةِ فاخْمِشِي ... لَكِ الوَيْلُ حُرَّ الوَجْهِ أَوْ يَبْكِ مَن بَكَى) ورَمْلُ البَعُوضَةِ: مَوْضِعٌ فِي البَادِية، قالَهُ الكِسَائِيّ. وبُعِضُوا، بالضَّمِّ: آذَاهُم، وَفِي الأَساسِ: أَكَلَهُمُ البَعُوضُ. ولَيْلَةٌ بَعِضَةٌ، كفَرِحَة ومَبْعُوضَةٌ، وأَرْضٌ بَعِضَةٌ، أَي كَثِيرَتُه. وأَبْعَضُوا فهم مُبْعِضُونَ: صَارَ فِي أَرْضِهِمْ البَعُوضُ، أَو كَثُرَ، كَمَا فِي الأَسَاس. من المَجَاز: كَلَّفَنِي فُلانٌ مُخَّ البَعُوضِ، أَي مَالا يَكُون، كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ. وَفِي الأَساسِ: أَي الأَمْرَ الشَّدِيدَ. قَالَ اللَّيْثُ: البُعْضُوضَةُ، بالضَّمِّ: دُوَيْبَّة كالخُنْفَساءِ، تَقْرِضُ الوِطَابَ، وَهِي غيْرُ البُعْصَوصَةِ، بالصادِ، الّتي تَقَدَّم ذِكْرُها. والغِرْبانُ تَتبَعْضَضُ، أَي يَتَنَاوَلُ بَعْضُهَا بَعْضاً، نَقله الصّاغَانِيّ. وبَعَّضْتُهُ تَبْعِيضاً: جَزَّأْتُهُ، فتَبَعَّضَ، أَيْ تَجَزَّأَ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وَمِنْه: أَخَذُوا مالَه فبَعَّضُوه، أَي فَرَّقُوهُ أَجْزاءً. وبَعَضَ الشَّاةَ وبَعَّضَهَا. قَالَ الصَّاغَانِيُّ: والتَّرْكِيب يَدُلُّ على تَجْزِئَةِ الشَّيْءِ، وَقد شَذَّ عَنْهُ البَعُوض. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: البَعْضُ: مَصْدَرُ بَعَضَهُ البَعُوض يَبْعَضُه بَعْضاً: عَضَّهُ، وآذَاهُ، وَلَا يَقَال فِي غيْرِ البَعُوضِ. قَالَ يَمْدَحُ رَجُلاً باتَ فِي كِلَّةٍ: (لَنِعْمَ البَيْتُ بَيْنُ أَبِي دِثَارٍ ... إِذا مَا خَافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضَا) قَوْله بَعْضاً، أَي عَضّاً. وأَبو دِثَارٍ: الكِلَّةُ. وقَوْمٌ مَبْعُوضُونَ، وأَرْضٌ مَبْعَضَةٌ، كَمَا يُقَال: مَبَقَّة، أَيْ كَثِيرَتُهُمَا. تَذْنِيبٌ: نُقِلَ عَن أَبي عُبَيْدَةَ أَنَّهُ جَعَلَ البَعْضَ من الأَضْدادِ، وأَنَّهُ يَكُون بمَعْنَى الكُلِّ واسْتَدَلَّ لَهُ بقَوْلِه تَعالى: يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكم أَي كُلّه. واستَدَلَّ بِقَوْلِ لبِيد: أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُها فإِنَّهُم حَمَلُوه على الكُلِّ. قُلتُ: وَهَكَذَا فَسَّرَ أَبُو الهيْثَمِ الآيَةَ أَيضاً. قَالَ ابنُ سِيدَه: وليْسَ هذَا عِنْدي على مَا ذَهَب إِليْه أَهْلُ اللُّغَةِ مِنْ أَنَّ البَعْضَ فِي مَعْنَى الكُلّ. هَذَا نَقْضٌ وَلَا دَلِيلَ فِي هَذَا البَيْتِ، لأَنَّهُ إِنَّمَا عَنَى ببَعْضِ النُّفُوسِ نَفْسَهُ. قَالَ أَبُو العَبّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى: أَجْمَع أَهْلُ النَّحْوِ على أَنَّ البَعْضَ شَيْءٌ من أَشيَاءَ أَو شَيْءٌ من شَيْءٍ، إِلاّ هِشَاماً فإِنَّه زَعَم أَنَّ قَوْلَ لِبيدٍ: أَوْ يَعْتَلِقْ إِلخ فادَّعَى وأَخْطَأَ أَنَّ البَعْض َ هُنَا جَمْعٌ، وَلم يَكُنْ هذَا مِنْ عَمَلِهِ وإِنّمَا أَرادَ لبِيدٌ ببَعْضِ النُّفُوسِ نَفْسَهُ. قَالَ: وقَوْلُه تَعَالَى: يُصِبْكم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُم أَنَّه كَانَ وَعَدَهُم بشَيئين عَذَاب الدُّنِيَا) وعَذَاب الآخِرَة، فقَال: يُصِبْكُمْ هذَا العَذَابُ فِي الدُّنيَا، وَهُوَ بَعْضُ الوَعْدَين من غيْرِ أَنْ نَفَى عَذَابَ الآخِرَة. وَقَالَ أَبو إِسْحاقَ فِي قَوْله: بَعْضُ الَّذِي يَعِدكم من لَطِيفِ المَسَائِل أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم إِذا وَعَدَ وَعْداً وَقَعَ الوَعْدُ بأَسْرِه وَلم يَقَعْ بَعْضُه، فمِنْ أَيْنَ جازَ أَنْ يَقُولَ بَعْض الَّذِي يَعِدُكُم، وحَقُّ اللَّفْظِ: كُلُّ الَّذِي يَعِدُكُم، وَهَذَا بَابٌ من النَّظَرِ يَذْهَبُ فِيهِ المُنَاظِرُ إِلى إِلْزَام حُجَّتِه بأَيْسَرِ مَا فِي الأَمْرِ، وليْس هَذَا فِي مَعْنَى الكُلِّ، وإِنَّمَا ذَكَرَ البَعْضَ لِيُوجِبَ لَهُ الكُلَّ، لأَنَّ البَعْضَ هُوَ الكُلُّ. ونَقَل المصَنِّف فِي البَصَائر عَن أَبِي عُبَيْدَةَ كَلاَمَهُ السَّابِقَ، إِلاّ أَنَّه ذَكَر فِي اسْتِدْلاَلِهِ قَوْلَهُ تَعَالَى: ولأُبَيِّنَ لكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ أَي كُلَّ، وذَكَر قَوْلَ لبِيدٍ أَيْضاً. قَال: هَذَا قُصُورُ نَظَرٍ مِنْهُ، وذلِكَ أَنَّ الأَشيَاءَ على أَرْبَعَةِ أَضْرُبٍ: ضَرْب فِي بَيانِهِ مَفْسَدَةٌ، فَلَا يَجُوزُ لِصَاحِبِ الشَّرِيعَةِ بَيَانُه، كوَقْتِ القِيَامَة، ووَقْتِ المَوْتِ. وضَرْب مَعْقُول يُمْكِن لِلْنَّاسِ إِدراكُه من غيْر نَبيّ، كمَعْرِفة اللهِ، ومَعْرِفَةِ خَلْقِ السَّموَاتِ والأَرْضِ، فَلَا يَلْزَمُ صَاحِبَ الشَّرْعِ أَنْ يُبَيِّنَه، أَلاَ تَرَى أَنَّه أَحالَ مَعْرِفَتُه على العُقُول فِي نَحْوِ قَولِه قُل انْظُروا مَاذَا فِي السَّموَاتِ والأَرْضِ وَقَوله: أَوْلَم يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمواتِ. وضَرْب يَجِبُ عَلَيْهِ بَيَانُه، كأَصُولِ الشَّرْعِيّات المُخْتَصَّةِ بشَرِعِهِ. وضَرْب يُمْكِنُ الوُقُوفُ عَلَيْهِ بِمَا يُبَيِّنُه صاحِبُ الشَّرْع، كفُرُوعِ الأَحْكَام. فإِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي أَمْرٍ غيْرِ الَّذِي يَخْتَصُّ بالنَّبِيِّ بَيَانُه، فَهُوَ مُخَيَّر بَيْنَ أَنْ يُبَيِّنَ وبَيْنَ أَنْ لَا يُبَيِّنَ، حَسْبَ مَا يَقْتَضِيه اجْتِهَادُه وحِكْمَتُه. وأَمّا الشَّاعِرُ فإِنّهُ عَنَى نَفْسَهُ. والمَعْنَى إِلاّ أَنْ يَتَدَارَكَنِي المَوْتُ، لكِنْ عَرَّضَ ولَمْ يُصَرِّح تَفَادِياً من ذِكْرِ مَوْتِ نَفْسِه، فتَأَمَّلْ.
المعجم: تاج العروس حتت
المعنى: حتت : ( {حَتَّهُ) ، أَي الشَّيْءَ، عَن الثَّوْب وغيرِه،} يَحُتُّهُ، {حَتّاً: (فَرَكَهُ، وقَشَرَهُ،} فانْحَتَّ، {وتَحَاتَّ) ، واسْمُ مَا تَحاتَّ مِنْهُ:} الحُتاتُ كالدُّقاق. وهاذا البِناءُ من الْغَالِب على مثل هاذا، وعامَّتُه بالهَاءِ. وكُلُّ مَا قُشرَ، فقد حُتَّ. وَفِي الحَدِيث أَنَّه قَالَ لاِمْرَأَةِ سأَلْته عَن الدَّمِ يُصيبُ ثَوْبَها، فَقَالَ لَهَا: ( {حُتِّيه وَلَو بِضِلَعٍ) مَعْنَاهُ: حُكِّيه وأَزِيليه. والضِّلَعُ: العُودُ.} والحَتُّ والحَكُّ، والقَشْرُ، سواءٌ. وَقَالَ الشّاعر: وَمَا أَخَذا الدِّيوانَ حَتَّى تَصَعْلَكا زَمَانا وحَتَّ الأَشْهَبَانِ غناهُمَا {حَتَّ: قَشَرَ وحَكَّ. وَفِي حَدِيث كَعحب: يُبْعَثُ من بَقيع الغَرْقَد سبعونَ أَلفاً، هم خيارُ مَنْ} يَنْحَتُّ عَن خَطْمه المَدَرُ) أَي: يَنْقَشرُ ويسقُطُ عَن أُنُوفهم التُّرابُ. (و) الحَتُّ، {والانْحتاتُ،} والتَّحاتُّ، {والتَّحَتْحُتُ: سُقُوطُ (الوَرَقِ) عَن الغُصْنِ وغيرِه. وَفِي الحَدِيث: (} تَحَاتَّتْ عَنهُ ذُنُوبُه) أَي: (سَقَطَتْ) . وشَجَرَةٌ {مِحْتَاتٌ: أَي مِنْثارٌ. } والحَتَتُ: داءٌ يُصيبُ الشَّجَر، تَحاتُّ أَوراقُهَا مِنْهُ. ( {كانْحَتَّتْ،} وتَحَاتَّتْ،! وتَحَتْحَتَتْ) ، قَالَ شَيخنَا: أَنَّث باعتبارِ الْمَعْنى، وَهُوَ الأَفصحُ فِي اسْم الجِنس الجمعيّ، والتّذكيرُ فصيحٌ. {وتَحَاتَّ الشَّيْءُ: أَي تَنَاثَرَ، وَفِي الحَدِيث: (ذاكِرُ اللَّهِ فِي الغافلينَ مثلُ الشَّجَرَةِ الخَضْراءِ وَسَطَ الشَجَّرِ الّذِي} تَحَاتَّ وَرَقُهُ من الضَّريبِ) ، أَي: تساقَطَ. والضَّرِيبُ: الجَلِيدُ. (و) حَتَّ (الشَّيْءَ: حَطَّهُ) . (و) من المَجَاز: ( {الحَتُّ: الجَوَادُ من الفَرَسِ) الكثيرُ العَرَقِ، (و) قيل: (السَّرِيعُ) العرقِ مِنْهُ. وفَرَسٌ حَتٌّ: سَريعٌ، كأَنّه يَحُتُّ الأَرْضَ. والحَتُّ: سريعُ السَّيْرِ (مِنَ الإِبِلِ) ، والخَفِيفَةُ،} كالحَتْحَتِ (و) كذالك (الظَّلِيمُ) ، وَقَالَ الأَعْلَمُ بنُ عبدِ اللَّهِ الهُذَلِيّ: على {حَتِّ البُرَايَةِ زَمْخَرِيِّ السَّ وَاعِدِ ظَلَّ فِي شَرْيٍ طِوَالِ وإِنَّمَا أَرادَ} حَتّاً عندَ البُرَايَة، أَي: مَريعٌ عندَ مَا يَبْريه من السَّفَرِ وَقيل: أَراد حَتَّ البَرْيِ، فوضعَ الاسْم موضِعَ المصدرِ. وخالَف قومٌ من البصريّين تفسيرَ هاذا الْبَيْت فَقَالُوا: يَعنِي بَعِيرًا، فَقَالَ الأَصمعيّ: كَيفَ يكونُ ذالك، وَهُوَ يقولُ قبلَهُ: كَأَنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفَ يَعِنُّ مَعَ العَشِيَّةِ لِلرِّئالِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه إِنّما هُوَ ظَلِيم، شَبَّهَ بِهِ فَرسَه أَو بَعيرَه، أَلا ترَاهُ قَالَ: هِجَفّ. وهاذا من صفة الظَّلِيم. وَقَالَ: ظَلَّ فِي شَرْي طِوَالِ، والفَرسُ والبعيرُ لَا يأْكُلانِ الشَّرْيَ، إِنَّما يَهْتَبِدُه النَّعامُ. والشَّرْيُ: شَجرُ الحَنْظَل. وَقَالَ ابنُ جِنّي: الشَّرْيُ: شجرٌ تُتَّخذُ مِنْهُ القِسِيُّ. قَالَ: وَقَوله: ظَلَّ فِي شَرْيٍ طِوالِ، يُرِيد: أَنهنَّ إِذا كُنَّ طِوالاً سَتَرْنَهُ، فزادَ استيحاشُه، وَلَو كُنَّ قِصَاراً لسَرّحَ بَصَرَهُ، وطابتْ نَفسُه، فخَفَّضَ عَدْوَه. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب. (و) الحَتُّ، أَيضاً: (الكريمُ العتيقُ) ، هَكَذَا فسّرَه غيرُ وَاحِد. (و) الحَتُّ: (المَيِّتُ من الجَرادِ) ، و (ج {أَحْتاتٌ) ، لَا تُجاوزُ بِهِ هاذا البناءَ، حُمِلَ على المُعْتَلِّ، لأَنّه تَقرّرَ أَن فَعْلاً بِالْفَتْح، لَا يُجْمَعُ على أَفْعالٍ، إِلاّ فِي أَلفاظ ثَلَاثَة: أَحْمَال، وأَزْنَاد، وأَفْرَاخ، وجاءَت أَلفاظٌ معتلَّةٌ أَو مضاعَفَةٌ تُوجَد مَعَ الاستقراءِ، قَالَه شيخُنا. (و) الحَتُّ: (مَا لَا يَلْتَزِقُ من التَّمْرِ) ، يُقَال: جاءَ بتَمْرٍ حَتَ: لَا يَلْتَزِقُ بعضُهُ بِبَعْض. (و) الحَتُّ: (سَيْفُ أَبِي دُجَانَةَ) سِماكِ بنِ خَرَشَةَ الأَنْصارِيّ، رَضِي الله عَنهُ (وسَيْفُ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ) الكِنْدِيّ. (و) } الحُتُّ، (بالضَّمِّ: المَلْتُوتُ من السَّوِيقِ) ، كَذَا فِي النُّسَخ. والّذي فِي التَّكْملة، سوِيقٌ حِتٌّ: أَي غير مَلْتُوت. (و) الحُتُّ: (قَبِيلَةٌ من كِنْدَةَ، تُنْسَبُ إِلى بَلَد، لَا) إِلى (أَبٍ، أَوْ أُمَ) . وَعبارَة ابْن مَنْظُور: لَيْسَ بأُمَ، وأَبٍ. (و) الحُتُّ: (جَبَلٌ من القَبَلِيَّةِ) محرَّكَةً، كَذَا هُوَ مضبوط. ( {وحَتِّ) ، مَبْنيّاً على الْكسر: (زَجْرٌ للطَّيْرِ) . قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: (} وحَتَّى: حَرْفٌ) من حُرُوف الجرِّ، كإِلَى، وَمَعْنَاهُ (لِلغَايَةِ) ، كَقَوْلِك: سِرْتُ اليومَ حتَّى اللَّيْلِ، أَي: إِلى اللَّيْل، ومثَّلُوا لَهَا أَيضاً بقوله تَعَالى: {لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى} (طه: 91) ، و: {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (الْقدر: 5) ، وغيرِهما. (و) تأْتي (لِلتَّعْلِيلِ) ، نَحْو: أَسْلِمْ حتَّى تَدْخُلَ الجَنَّةَ: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ} (الْبَقَرَة: 217) ، أَي: كي يَرُدُّوكُمْ، أَقرّه ابْنُ هِشَام وابنُ مالِك وأَبو حَيّان، وأَنكره الأَنْدَلُسِيُّ فِي شرح المفصَّل، وَنَقله الرَّضِيّ وسلّمه، وَزَعَمُوا أَنّها إِنّما تكون دَائِما بِمَعْنى (إِلى) الغائِيَّة. (و) تأْتي (بِمَعْنَى إِلاَّ فِي الاسْتِثْناءِ) ، أَي: لَا فِي الوَصْف وَلَا فِي الزِّيادة. هَكَذَا قَيَّدُوا، صرَّحَ بِهِ ابْنُ هِشَامٍ الخَضْرَاوِيُّ وابْنُ مَالك، ونقلهُ أَبو البَقَاءِ عَن بَعضهم، وأَدَلُّ الأَمثلة على المُرَاد مَا أَنشده ابنُ مَالك من قَول الشّاعر: لَيْسَ العَطَاءُ من الفُضُولِ سَماحَةً حَتَّى تَجُودَ ومَا لَدَيْكَ قَلِيلُ (و) هُوَ حَرْفٌ (يَخْفِضُ) ، عدَّهَا الجماهيرُ من حُروف الجرّ، وإِنما تَجُرُّ الظّاهرَ الواقِعَ غايَةً لذِي أَجزاءٍ، أَو مَا يقوم مَقَامهُ، على مَا أَوضحَه ابنُ هِشَامٍ فِي المُغْنِي والتَّوْضِيح وغيرِهما (ويَرْفَعُ) إِذا وَقَعَ فِي ابتداءِ الْكَلَام. وَفِي الصَّحاح: وَقد تكون حرف ابتداءِ، يُستأْنَفُ بهَا الكلامُ بعدَهَا، كَمَا قَالَ: فَمَا زَالتِ القَتْلَى تَمُجُّ دِماءَها بِدجْلَةَ حَتَّى ماءُ دِجْلَةَ أَشْكَلُ وَهُوَ قولُ جريرٍ يهجو الأَخطلَ، وَيذكر إِيقاعَ الجَحّافِ بقَوْمه، وبعدَهُ: لنَا الفَضْلُ فِي الدُّنْيا وأَنْفُك راغِمٌ ونحنُ لكم يومَ القِيامَةِ أَفْضَلُ وَفِي المُغْنِي: الثّالثُ من وُجُوه حَتَّى: أَنْ تكونَ حرفَ ابتداءٍ، أَي حرفا تُبْدَأُ بعدَهُ الجُمَلُ، أَي: تُستأْنَفُ، فَتدخل على الْجُمْلَة الإسميّة؛ وأَنشد قولَ جرير السّابقَ، وقولَ الفَرَزْدَقِ: فوَاعَجباً حَتَّى كُلَيْبٌ تَسُبُّنِي كأَنَّ أَبَاهَا نَهْشَلٌ ومُجاشِعُ وَلَا بُدَّ من تَقْدِير محذوفٍ قبلَ حتَّى فِي هاذا الْبَيْت، أَي: فواعَجَباً: يَسُبُّنِي النّاسُ حتَّى كُلَيْبٌ. وتدخُل على الفعليّة الّتي فعلُها مضارعٌ كقراءَة نَافِع: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} (الْبَقَرَة: 214) ، وكقول حَسّانَ: يُغْشَوْنَ حَتَّى مَا تَهِرُّ كِلابُهُمْ لَا يَسْأَلُونَ عَن السَّوَاد المُقْبِلِ وعَلى الفعليّة الماضَوِيَّة، نَحْو: {حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ} (الْأَعْرَاف: 95) ، (ويَنْصِبُ) ، أَي: يَقَعُ الفعلُ المضارِعُ بعدَها مَنْصُوبًا بِشُرُوطِهِ الّتي مِنْهَا: أَن يكونَ مستقبَلاً، باعْتبار التكلُّم، أَو بِاعْتِبَار مَا قبلَها. وَفِي الصَّحاح، ولسان الْعَرَب: وإِن أَدخلتَها على الْفِعْل المستقْبَل، نصبتَه بإِضمار أَنْ، تَقول: سِرْت إِلى الْكُوفَة حتّى أَدخُلَهَا، بمعنَى إِلى أَنْ أَدخُلَهَا؛ فإِن كنتَ فِي حالِ دخولٍ، رَفَعْتَ، وقُرِىءَ: {وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} (الْبَقَرَة: 220) ، ويقولُ: فَمن نصَبَ، جعله غَايَة؛ وَمن رَفَعَ، جعله حَالا بِمَعْنى حَتَّى الرَّسُولُ هاذه حالُهُ. قَالَ شيخُنا: وظاهرُ كَلَامه أَنّ لَهَا دَخْلاً فِي رفع مَا بعدَهَا، وَلَيْسَ كذالك كَمَا عَرَفْت: وأَنّها هِيَ النّاصبة وَهُوَ مَرْجُوح عِنْد البصريِّين، وإِنّما النّاصِبُ عندَ الجُمْهُور (أَنْ) مقدَّرَة بعدَ (حتَّى) ، كَمَا هُوَ مَشْهُور فِي المبادىء. (ولِهاذا) ، أَي لأَجل أَنّها عاملة أَنواعَ العَمَل فِي أَنواع المُعْرَبَات، وَهِي الأَسماءُ وَالْفِعْل الْمُضَارع، (قالَ الفَرَّاءُ: أَمُوتُ، وَفِي نَفْسِي مِنْ حتّى شَيْءٌ) ؛ لاِءَنَّ القواعدَ المقرَّرَةَ بَين أَئمّة العربيّة أَنّ العواملَ الّتي تعملُ فِي الأَسماءِ، لَا يُمكن أَن تكون عاملةً فِي الأَفعال ذالك العملَ وَلَا غيرَهُ، وَلذَلِك حَكَموا على الْحُرُوف العاملة فِي نوعٍ بأَنّها خاصّةٌ بِهِ، فالنّواصبُ خاصَّة بالأَفعال، كالجوازم لَا يُتَصَوَّرُ وِجْدانُها فِي الأَسماءِ، كَمَا أَنّ الْحُرُوف العاملة فِي الأَسماءِ كحروف الجَرّ، وإِنّ وأَخواتِها خَاصَّة بالأَسماءِ، لَا يُمْكِن أَن يُوجد لَهَا عملٌ فِي غيرِهَا، وحَتَّى كأَنَّهَا جاءَت على خلاف ذَلِك، فعَمِلتِ الرّفعَ والنَّصْبَ والجَرَّ فِي الأَسماءِ والأَفعال، وَهُوَ على قَوَاعِد أَهل العربيّة مُشْكِلٌ. والصّواب أَنّه لَا إِشكالَ وَلَا عَمَل، وحَتَّى عندَ المُحَقِّقِينَ إِنّما تعْمل الجرَّ أَوضحنا أَنَّها يقالُ لَهَا الابتدائيّة، وَمَا بعدَها مَرْفُوع بِمَا كَانَ مَرْفُوعا بِهِ قبلَ دُخُولهَا، وَلَا أَثَرَ لَهَا فِيهِ أَصلاً، وإِنّما نَصْبُ الفعلِ بعدَهَا لَهُ شُرُوط، إِن وُجِدَت، نُصِبَ، وإِلاّ بَقِي الفعلُ على رَفعه، لتجرُّدِه من النّاصب والجازم. وأَمّا النّاصبة، فَهِيَ الجارَّةُ فِي الْحَقِيقَة، لأَنّ نَصْبَ الفعلِ بعدَها إِنّمَا هُوَ بأَنْ مقدّرة على مَا عُرِف، ولذالك يُؤَوَّلُ الفعلُ الواقِع بعدَهَا بمصدر يكون هُوَ المجرورَ بهَا، فَقَوله تَعَالَى: {4. 043 حت يرجع} (طه: 91) ، تقديرُه: حَتَّى أَنْ يَرْجِعَ، وأَنْ والفِعْلُ مُؤَوَّلانِ بِالمصدر، وَهِي، فِي الْمَعْنى، كإِلَى الدّالَّة على الْغَايَة. والتّقدير: إِلى رُجُوع مُوسَى إِلينا، وَبِه تعلم مَا فِي كَلَام المصنِّف من التَّقْصِير والقُصُور، والتّخليط الّذي لَا يُمَيَّز بِهِ المشهورُ من غير الْمَشْهُور، وَلَا يُعْرَفُ مِنْهُ الشّاذُّ من كَلَام الْجُمْهُور، قَالَ شيخُنا، وَهُوَ تحقيقٌ حسَنٌ. وَفِي لِسَان الْعَرَب: وتدخُل على الأَفعال الْآتِيَة، فتَنْصِبُها بإِضمارِ (أَنْ) ، وتكونُ عاطفةً بِمَعْنى الْوَاو. وَقَالَ الأَزهريُّ: وَقَالَ النَّحْوِيُّونَ: (حتَّى) تجيءُ لوقتٍ مُنْتَظَر، وتجيءُ بِمَعْنى إِلى، وأَجمعوا أَنَّ الإِمالَةَ فِيهَا غير مُسْتَقِيم، وكذالك فِي عَلَى. ولِحَتَّى فِي الأَسماءِ والأَفعال، أَعمالٌ مُخْتَلفَة. وَقَالَ بَعضهم: حَتَّى، فَعْلَى، من الحَتِّ، وَهُوَ الفَرَاغُ من الشَّيْءِ، مثل: شَتَّى من الشَّتِّ. قَالَ الأَزهَرِيُّ: وَلَيْسَ هَذَا القولُ ممّا يُعَرَّجُ عَلَيْهِ؛ لأَنّها لَو كَانَت فَعْلَى من الحَتِّ، كَانَت الإِمالةُ جَائِزَة، ولاكِنَّها حرفُ أَداة، وَلَيْسَت باسْمٍ وَلَا فِعل. وَفِي الصَّحاح، وَغَيره: وقولُهُم: {حَتّامَ، أَصلُه: حَتّى مَا، فحذفت أَلف مَا للاستفهام، وَكَذَلِكَ كلُّ حرف من حُرُوف الجَرِّ يُضَاف فِي الِاسْتِفْهَام إِلى مَا، فإِنّ أَلف مَا يُحْذَفُ فِيهِ، كَقَوْلِه تعَالَى: {فَبِمَ تُبَشّرُونَ} (الْحجر: 54) ، و: {فِيمَ كُنتُمْ} (النِّسَاء: 97) ، و: {عَمَّ يَتَسَآءلُونَ} (النبأ: 1) . وهُذَيْلٌ تَقول: عتَّى، فِي: حَتَّى، كَذَا فِي اللّسان. (و) حَتَّى: (جَبَلٌ بِعُمَانَ) . } وحَتّاوَةُ: ة بعَسْقَلانَ، مِنْهَا أَبو صَالح عَمْرُو بنُ خَلَفٍ عَن رَوّاد بن الجَرّاحِ، وَعنهُ محمّد بن الحُسَيْن بن قُتَيْبَةَ، روى لَهُ المالِينِيُّ، وَذكره ابنُ عَدِيَ فِي الضُّعَفاء. (و) تَقول: (مَا فِي يدِي مِنْهُ حَتٌّ) كَمَا تقُولُ: مَا فِي يَدِي مِنْهُ (شَيْءٌ) . وَفِي الأَساس: مَا فِي يَدِي مِنْهُ {حُتاتَةٌ. (و) الحَتُّ: سُقُوطُ الوَرَقِ عَن الغُصْن وغيرِه. و (الحَتُوتُ) ، كصَبُورٍ (من النَّخْلِ: المُتَنَاثِرُ البُسْرِ، كالمِحْتَاتِ) . يقالُ: شَجَرةٌ مِحْتَاتٌ، أَي: مِنْثَارٌ. } وتَحاتَّ الشَّيْءُ: تَنَاثَرَ. {وتحاتَّتْ أَسنانُهُ: تَنَاثَرَتْ. (} والحَتَات، كسَحَابٍ: الجَلَبَة) ، محرَّكَةً، نَقله الصّاغانيُّ عَن الفَرّاءِ. (وكغُرَاب: قَطِيعَةٌ بالبَصْرَةِ) ، نَقله الصّاغانيُّ. {والحِتَاتُ، بِالْكَسْرِ: من أَعراضِ الْمَدِينَة. (و) } الحُتَاتُ (بْنُ عَمْرٍ و) الأَنصاريُّ أَخُو أَبي اليُسْرِ كَعْبِ بن عَمْرٍ و، مَاتَ فِي حَيَاة رسولِ الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أَسلم. (أَو) هُوَ الحُبَاب (بياءَيْنِ مُوَحَّدَتَيْنِ) ، وَهُوَ الَّذي صحَّحه جماعةٌ، وصرَّح ابنُ المَدِينيّ بأَنه الْمَشْهُور. (و) أَما قولُ الفَرَزْدَقِ: فإِنَّكَ واجِدٌ دُونِي صَعُوداً جَرَاثِيمَ الأَقارِعِ {والحُتَاتِ فيعني بِهِ الحُتَاتَ (بْنَ يزيدَ، لَا) ابْنَ (زَيْدِ المُجَاشِعِيّ) ،} وحُتَاتٌ: لَقَبٌ، واسمُه بِشْرٌ، ذكر ابْنُ إِسحاقَ، وابْنُ الكَلْبِيّ، وابْنُ هِشام: أَنّ النَّبيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاخَى بينَ الحُتَاتِ ومُعاوِيَةَ، فَمَاتَ الحُتات عندَ مُعَاوِيَةَ فِي خِلَافَته، فوَرِثَهُ بالأُخُوَّة، فَخرج إِليه الفَرَزْدَقُ، وَهُوَ غلامٌ، فأَنشدَه: أَبُوكَ وعمِّي يَا مُعَاوِيَا أُورِثَا تُراثاً فيَحْتَازُ التُّراثَ أَقارِبُهْ فَمَا بالُ مِيرَاث الحُتَات أَكَلْتَهُ ومِيراثُ حَرْبٍ جامدٌ لَك ذائِبُه؟ الأَبيات. فدفَعَ إِليه مِيراثَهُ. (ووَهمَ الجَوْهَرِيُّ) ، وهما (صَحابِيّان) . وَفِي الإِصابة: الحُتَاتُ، بالضَّمّ، هُوَ ابْنُ زَيْد بن علقمةَ بن جري بن سُفْيَانَ بن مُجَاشع بن دارِم التَّميميّ الدّارِمِيّ المُجَاشِعِيّ، ذكره ابنُ إِسحاقَ وابْنُ الكَلبيّ وابنُ هِشَام فِيمَن وَفَد من بني تَمِيمٍ على النّبيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَوجدت فِي هَامِش لِسَان الْعَرَب، مَا نَصُّه: وأَورد هَذَا البيتَ، يَعْنِي: الجوهريُّ، بيتَ الفَرَزْدَق، فِي تَرْجَمَة قَرَعَ، وَقَالَ: الحُتاتُ بِشْرُ بنُ عَامِرِ بْنِ عَلْقَمَةَ، فليُراجَعْ. (و) الحُتَاتُ (بنُ يَحْيَى) بْنِ جُبيرْ اللَّخْميُّ: (مُحَدِّثٌ) . (وَرِمْدةُ {حَتّانَ) : سيأْتي (فِي رمد) . (} والحَتْحَتَةُ: السُّرْعَةُ) ، والعَجَلَةُ فِي كلّ شيْءٍ. وَهُوَ مَجاز، وَمِنْه: {حَتَّهُ مائَةَ سَوْطٍ: ضربَه، وعَجّلَ ضَرْبَه.} وحَتَّهُ دَراهمَه: عَجَّلَ لَهُ النَّقْدَ. وَمِنْه المثَل: (شَرُّ السَّيْرِ {الحَتْحَتَةُ) . (} والحَتْحَاتُ) : بِمَعْنى (الحَثْحاثِ) بالمُثَلَّثة، وسيأْتي ذكرُه. ( {وأَحَتَّ الأَرْطَى) ، وَهُوَ شَجَرٌ: أَي (يَبِسَ) . وَمِمَّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: } انْحَتَّ شَعَرُه عَن رأْسه، وانْحَصَّ: إِذا تَساقطَ. {والحَتَّةُ: القَشْرَةُ. } وحَتَّ اللَّهُ مالهُ حَتَّاً: أَذهبَه فأَفقرَه، على المَثَل. وتَرَكُوهُمْ {حَتَّاً بَتَّاً،} وحَتَّاً فَتَّاً: أَي أَهْلَكُوهم. وَمن المَجَاز أَيضاً: {حَتّهُ عَن الشَّيْءِ،} يَحُتُّه، حَتّاً: رَدَّه. وَفِي الحَدِيث: أَنّه قَالَ لسعد، يومَ أُحُد: (! احْتُتْهُم، يَا سَعْدُ، فِداك أَبِي وأُمِّي) ، يَعْنِي: ارْدُدْهم. قَالَ الأَزهَرِيّ: إِنْ صحَّت هاذه اللَّفْظَةُ، فَهِيَ مأْخوذَة من حَتّ الشَّيْءِ، وَهُوَ قَشْرُه شَيْئا بعدَ شَيْءٍ؛ وحَكُّهُ. والحَتُّ: القَشْرُ. والحُتَاتُ من أَمراض الإِبِلِ: أَنْ يَأْخُذَ البعيرَ هَلْسٌ، فيتغيَّر لَحْمُه وطَرْقُهُ ولَوْنُهُ، ويتَمَعَّط شَعَرُه، عَن الهَجَرِيّ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: حَتَّاهُ، أَي: حَتَّى هُوَ.
المعجم: تاج العروس خَلف
المعنى: خَلف ) خَلْفُ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، والصِّحاحِ، والعُبَابِ، أَو الْخَلْفُ بالَّلامِ، كَمَا هُوَ نَصُّ اللَّيْثِ: نَقِيضُ قُدّامَ، مُؤَنَّثَةً، تكونُ اسْماً وظَرْفاً. الخَلْفُ: الْقَرْنُ بَعْدَ الْقَرْنِ، وَمِنْه قولُهُمْ: هؤلاءِ خَلْفُ سُوْءٍ. لِنَاسٍ لاَحِقِينَ بنَاسٍ أكْثَرَ منهمِ، قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لِلَبيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ ... وبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ) وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: بَقِينَا فِي خَلْفِ سَوْءٍ: أَي بَقِيَّةِ سَوْءٍ، وَبِذَلِك فُسِّرَ قَوْلُه تعالَى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ، أَي: بَقِيَّةٌ. قَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: الخَلْفُ: الرَّدِئُ مِن الْقَوْلِ، ويُقَالُ فِي مَثَلٍ: سَكَتَ أَلْفاً، ونَطَقَ خَلْفاً أَي: سَكَتَ عَن أَلْفِ كَلِمَةٍ، ثمَّ تكلَّم بخَطَإٍ، قَالَ: وحَدَّثَنِي ابنُ الأَعْرَابِيِّ، قَالَ: كَانَ أَعْرَابِيٌّ مَعَ قَوْمٍ فَحَبَقَ حَبْقَةً، فتَشَوَّرَ، فأَشَارَ بِإِبْهَامِهِ نَحْوَ اسْتِهِ، وَقَالَ: إِنًّهَا خَلْفٌ نَطَقَتْ خَلْفاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والصَّاغَانِيُّ. الخَلْفُ: الاٍ سْتِقَاءُ، قَالَ الحُطَيْئَةُ: (لِزُغْبِ كَأوْلادِ الْقَطَا راثَ خَلْفُهَا ... علَى عَاجِزاتِ النَّهْضِ حُمْرٍ حَوَاصِلُهْ) قَالَ الجَوْهَرِيُّ: يَعْنِي رَاثَ مُخْلِفُها، فوضَع المَصْدَرَ مَوْضِعَهُ. الخَلْفُ: حَدُّ الْفَأْسِ، أَو رَأْسَهُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وصَوَابُه: أَو رَأْسُهَا، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكَمِ، لأَنَّ الفَأْسِ مُؤَنَّثَةٌ. مِن المَجَازِ: الخَلْفُ مِن الناسِ: مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ، يُقَال: جَاءَ خَلْفٌ مِن الناسِ، ومَضَى خَلْفٌ مِن الناسِ، وجاءَ خَلْفٌ لَا خَيْرَ فِيهِ، قَالَهُ أَبو الدُّقَيْشِ، ونَصُّ ابنُ بَرِّيّ: ويُسْتَعَارُ الخَلْفُ لِما خَيْرَ فِيهِ. الخَلْفُ: الَّذِينَ ذَهَبُوا مِن الْحَيِّ يَسْتَقُونَ، وخَلَّفُوا أَثْقَالَهُم، كَذَا فِي التَّهْذِيبِ، ومَن حَضَرَ مِنْهُمْ، ضِدٌّ، وهُمْ خُلُوفٌ، أَي: حُضُورٌ وغُيَّبٌ، وَمِنْه الحديثُ: أَنَّ اليَهُودَ قالتْ: لقد عَلِمْنَا أَنّ َ مُحَمَّدًا لم يَتْرُكْ أَهْلَهُ خُلُوفاً أَي: لم يَتْرُكْهم سُدَىً، لاَ رَاعِيَ لَهُنَّ، وَلَا حَامِيَ، يُقَال: حَيٌّ خُلُوفٌ: إِذا غابَ الرِّجَالُ، وأَقَامَ النِّسَاءُ، ويُطْلَقُ على المُقِيمِينَ والظَّاعِنِينُ، قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ، وابنُ الأَثِيرِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ، لأَبِي زُبَيْدٍ: (أًصْبَحَ الْبَيْتُ بَيْتُ آلِ بَيَانٍ ... مُقْشَعِرّاً والْحَيُّ حيٌّ خُلُوفُ) أَي: لم يَبْقَ مِنْهُم أَحَدٌ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ، والصَّاغَانِيُّ: صَوَابُه آلِ إِيَاسٍ وَهُوَ الرِّوايَةُ لأَنَّه يَرْثِي فَرْوَةَ بنَ إِياسِ بنِ قَبِيصَةَ. الخَلْفُ: الْفَأْسُ الْعَظِيمَةُ، أَو هِيَ الَّتِي بِرَأْسٍ وَاحِدٍ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، وَفِي الصِّحاح: فأْسٌ ذاتُ خَلْفَيْنِ، أَي: لَهَا رَأْسَانِ. الخَلْفُ أَيضاً: رَأْسُ الْمُوسَي، والمِنْقَارُ الَّذِي يُقْطَعُ بِهِ الخَشَبُ. الخَلْفُ: النَّسْلُ. الخَلْفُ أَقْصَرُ أَضْلاعِ الْجَنْبِ ويُقَال لَهُ: ضِلَعُ الخَلْفِ، وَهُوَ) أَقْصَى الأَضْلاعِ وأَرَقُّهَا، وتَكْسَرُ الخاءُ. أَي: جَمْعُ الكُلِّ: خُلُوفٌ بالضَّمِّ. الخَلْفُ: الْمِرْبَدُ، أَو الَّذِي وَرَاءَ الْبَيْتِ، وَهُوَ مَحْبِسُ الإِبِلِ، يُقال: وَرَاءَ بَيْتِكَ خَلْفٌ جَيِّدٌ، قَالَ الشاعِرُ: (وجِيئآ مِنَ الْبَابِ الْمُجَافِ تَوَاتُراً د ... وَلَا تَقْعُدُا بِالْخَلْفِ فَالْخَلْفُ وَاسِعُ) الخَلْفُ: الظَّهْرُ بِعَيْنِه، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وَمِنْه الحديثُ: لَوْلاَ حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ بَنَيْتُهَا علَى أًسَاسِ إِبْرَاهِيمَ، وجَعَلْتُ لَهَا خَلْفَيْنِ، فإِنَّ قُرَيْشَاً اسْتَقْصَرَتْ مِن بِنَائِها كأَنَّه أَرادَ أَن يَجْعَلَ لَهَا بَابَيْنِ، والجِهَةُ الَّتِي تُقَابِلُ البابَ مِن البَيْتِ ظَهْرُه، وإِذا كانَ لَهَا بَابَانِ صارَ لَهَا ظَهْرَانِ الخَلْفُ: الْخَلَقُ مِن الْوِطَابِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. ولَبِثَ خَلْفَهُ أَي: بَعْدَهُ، وَبِه قُرِئَ قَوْلَهُ تعالَى: وَإِذاً لاَ يَلْبَثُونَ خَلْفَكَ إِلاَّ قَلِيلاً، أَي: بَعْدَكَ، وَهِي قراءَةُ أَبي جَعْفَرٍ، ونَافِعٍ، وابنِ كَثِيرٍ، وأَبي عمرٍ و، وأَبي بكرٍ، والبَاقُونَ: خِلاَفَكَ، وقَرَأَ وَرْشٌ بالوَجْهَيْنِ. الخِلْفُ بِالْكَسْرِ: الْمُخْتَلِفُ، كالْخِلْفَةِ، قَالَ الكِسَائِيُّ: يُقَالُ لِكُلِّ شَيْئَيْنِ اخْتَلَفَا: هما خِلْفَانِ، وخِلْفَتَانِ، قَالَ: دَلْوَايَ خِلْفَانِ وسَاقِيَاهمَا أَي إِحْدَاهُمَا مُصْعِدَةٌ، والأُخْرَى فَارِغَةٌ مُنْحَدِرَةٌ، أَو إِحْدَاهُمَا جَدِيدٌ، والأُخْرَى خَلَقٌ. الخِلْفُ أَيضاً: اللَّجُوجُ مِن الرِّجَالِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخِلْفُ: الاسْمُ مِن الإِخْلافِ، وَهُوَ الاسْتِقَاء، كالْخِلْفَةِ. والخَالِفُ: المُسْتَقِي. الخِلْفُ: مَاأَنْبَتَ الصَّيْفُ مِن الْعُشْبِ، كالخِلْفَةِ، كَمَا سيأْتِي. الخِلْفُ: مَا وَلِيَ الْبَطْنُ مِن صِغَارِ الأَضْلاَعَ، وَهِي قُصَيْراهَا وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الخِلْفُ: أَقْصَرُ أَضْلاعِ الجَنْبِ، والجَمْعُ: خُلُوفٌ وَمِنْه قوْلُ طَرَفَةَ: (وطَيُّ مَحَالٍ كَالْحَنِيِّ خُلُوفُهُ ... وأَجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدٍ) الخِلْفُ: حَلَمَةُ ضَرْعِ النّاقَةِ القَادِمَان والآخِران، كَمَا فِي الصِّحاحِ الخِلْفُ: طَرَفُهُ، أَي الضَّرْع، هُوَ الْمُؤَخَّرُ مِن الأَطْبَاءِ، وَقيل: هُوَ الضَّرْعُ نَفْسُهُ، كَمَا نَقَلَهُ اللَّيْثُ، أَو هُوَ لِلنَّاقَةِ كالضَّرْعِ لِلشَّاةِ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخِلْفُ فِي الخُفِّ، والظِّلْفِ، والطُّبْيُّ فِي الحافِرِ، والظُّفُرِ، وجَمْعُ الخِلْفِ: أَخْلافٌ، وخُلُوفٌ، قَالَ: (وأَحْتَمِلُ الأَوْقَ الثَّقِيلَ وأَمْتَرِي ... خُلُوفَ المَنَايَا حِينَ فَرَّ المُغَامِسُ) وَوَلَدَتِ الشَّاةُ، وَفِي اللِّسَانِ: النَّاقَةُ خِلْفَيْنِ، أَي: وَلَدَتْ سَنَةً ذَكَراً، وسَنَةً أُنْثَى، وَمِنْه قَوْلُهُم: نِتَاجُ فُلانٍ خِلْفَةٌ، بِهَذَا المَعْنَى. وذَاتُ خِلْفَيْنِ، بكَسْرِ الخاءِ، ويُفْتَحُ: اسْمُ الْفَأْسِ إِذا كانتْ لَهَا رَأْسَانِ، وَقد تقدَّمَ، ج: ذَوَاتُ الْخِلْفَيْنِ. الخَلِفُ، كَكَتِفٍ: الْمَخَاضُ، وَهِي الْحَوَامِلُ مِن النُّوقِ، الْوَاحِدَةُ) بِهَاءٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقِيل: جَمْعُها مَخَاضٌ، على غَيْرِ قِياسٍ، كَمَا قالُوا لِوَاحِدَةِ النِّسَاءِ: امْرَأَةٌ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: شَاهِدُه قَوْلُ الرّاجِزِ: مَالَكِ تَرْغِينَ وَلَا تَرْغُو الخَلِفْ وَقيل: هِيَ الَّتِي اسْتَكْمَلَتْ سَنَةً بعدَ النِّتَاجِ، ثمَّ حُمِلَ عَلَيْهَا، فلَقِحَتْ، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: إِذا اسْتَبانَ حَمْلُها فَهِيَ خَلِفَةٌ، حَتَّى تُعْشِرَ، ويَجْمَعُ خَلِفَةٌ أَيضاً علَى خَلِفَاتِ، وخَلاَئِف، وَقد خَلِفَتْ: إِذَا حَمَلَتْ وَفِي الحديثِ: ثَلاَثُ آيَاتٍ يَقْرَأُهُنَّ أَحَدُكُمْ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثِ خَلِفَاتٍ سِمَانٍ عِظامٍ. الخَلَفُ، بِالتَّحْرِيكِ: الْوَلَدُ الصَّالِحُ يَبْقَى بعدَ أَبِيهِ، فَإِذَا كَانَ الوَلَدُ فَاسِداً أُسْكِنَتْ الَّلامُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرَّاجِزِ: إِنَّا وَجَدْنَا خَلَفاً بِئْسَ الْخَلَفْ عَبْداً إِذَا مَا نَاءَ بِالْحِمْلِ خَضَفْ وَقد تقدَّم إِنْشَادُه فِي خَ ض ف قَرِيبا، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: أَنْشَدَهُ الرِّيَاشِيُّ لأَعْرَابِيٍّ يَذُمُّ رَجُلاً اتَّخَذَ وَلِيمَةً. ورُبَّمَا اسْتُعْمِلَ كُلٌّ مِنْهُمَا مَكَانَ الآخَرِ، يُقَالُ: هُوَ خَلَفُ صِدْقٍ مِن أَبِيهِ، إِذَا قَامَ مَقَامَهُ وَكَذَا خَلَفُ سَوْءٍ مِن أَبِيهِ، بالتَّحْرِيكِ فيهمَا، ويُقَال: فِي هؤلاءِ القَوْمِ خَلَفٌ مِمَّن مَضَى، أَي: يَقُومُونَ مَقَامَهْم، وَفِي فُلانٍ خَلْفٌ مِنْ فُلانٍ، أَو الْخَلْفُ، بالسكونِ، وبِالتَّحْرِيكِ: سَوَاءٌ، قَالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ، وَقَالَ الأخْفَشُ: الخَلْفُ والخَلَفُ سَواءٌ، مِنْهُم مَن يُحَرَّك فيهمَا جَمِيعاً إِذا أَضَافَ، وَقَالَ اللَّيْثُ: خَلْفٌ بالسُّكُونِ لِلأَشْرَارِ خَاصَّةً، وبِالتَّحْرِيكِ ضِدُّهُ، قَرْناً كَانَ أَو وَلَداً. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: والصَّحِيحُ فِي هَذَا، وَهُوَ المُخْتَارُ، أَنَّ الخَلَفَ، بالتَّحرِيك، خَلَفُ الإِنْسَانِ الَّذِي يَخْلُفُه مِن بَعْدِه، يَأْتِي بِمَعْنَى البَدَلِ، فيكونُ خَلَفاً مِنْهُ، أَي: بَدَلاً، وَمِنْه قَوْلُهُم: هَذَا خَلَفٌ مِمَّا أُخِذَ لَك، أَي: بَدَلٌ مِنْهُ، وَلِهَذَا جاءَ مَفْتُوحَ الأَوْسَطِ، ليَكُونَ عَلَى مِثَالِ البَدَلِ، وعَلى مِثَالِ ضِدَّهِ أَيضا، وَهُوَ العَدَمُ، والتَّلَفُ، وَمِنْه الحديثُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ لِمُنْفِقٍ خَلَفاً، ولِمُمْسِكٍ تَلَفاً، أَي: عِوَضاً، يُقَال فِي الفِعْلِ مِنْهُ: خَلَفَه فِي قَوْمِهِ، وَفِي أَهْلِهِ، يَخْلُفُهُ خَلَفاً، وخِلاَفَةً، وخَلَفَنِي فكانَ نِعْمَ الْخَلَفُ، وبِئْسَ الخَلَفُ، والخَلَفُ فِي قَوْلِهم: نِعْمَ الخَلَفُ، وبِئْسَ الخَلَفُ، وخَلَفُ صِدْقٍ، وخَلَفُ سَوْءٍ، وخَلَفٌ صَالِحٌ، هوفي الأَصْلِ مَصْدَرٌ سُمِّيَ بِهِ مَن يكونُ خَلِيفَةً، والجَمْعُ أَخْلاَفٌ، كَمَا تقولُ: بَدَلٌ وأَبْدَالٌ، لأَنَّهُ بمَعْنَاه. قَالَ: وحكَى أَبو زَيْدٍ: هُم أَخْلاَفُ سَوْءٍ، جَمْعُ خَلَفٍ. قَالَ: وأَمَّا الخَلْفُ، سَاكِنُ الوَسَطِ، فَهُوَ الَّذِي يجِئُ بعدَ الأَوَّلِ بمَنْزِلَةِ القَرْنِ بعدَ القَرْنِ، والخَلْفُ: المُتَخَلِّفُ عَن الأَوَّلِ، هَالِكاً كَانَ أَو) حَيَّا، والخَلْفُ: الْبَاقِي بعدَ الهالكِ، والتَّابِعُ لَهُ، هُوَ فِي الأَصْلِ أَيضاً مِن خَلَفَ، يَخْلُفُ، خَلْفاً، سُمِّيَ بِهِ المُتَخَلِّفُ والْخَالِفُ، لَا عَلَى جِهَةِ الْبَدَلِِ، وجَمْعُهُ خُلُوفٌ، كقَرْنٍ وقُرُونٍ. قَالَ: وَيكون مَحْمُوداً ومَذْمُوماً، فشَاهِدُ المَحْمُودِ قَوْلُ حَسّانَ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: (لَنَا الْقَدَمُ الأُولَى إِلَيْكَ وخَلْفُنَا ... لأِوَّلِنَا فِي طَاعَةِ اللهِ تَابِعُ) فالخَلْفُ هُنَا: هُوَ التَّابِعُ لِمَنْ مَضَى، وَلَيْسَ مِن مَعْنَى الخَلْفُ هُنَا المُتَخَلِّفُونَ عَن الأَوَّلِينَ، أَي: البَاقُونَ، وَعَلِيهِ قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: فخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ، فسُمِّيَ بالمَصْدَرِ، فَهَذَا قَوْلُ ثَعْلَبٍ، قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيحُ، وحكَى أَبوالحَسَنِ الأَخْفَشُ، فِي خَلْفَفِ صِدْقٍ، وخَلْفَفِ سَوْءٍ، التَّحْرِيكَ والإِسْكَانَ، فقالَ: والصَّحِيحُ قَوْلُ ثَعْلَبٍ أَنَّ الخَلَفَ يَجِيءُ بمَعْنَى البَدَلِ، والخِلاَفَةِ، والخَلْفُ يَجِيءُ بمعْنَى التَّخَلُّفِ عمَّن تقدَّم. قَالَ: وشَاهِدُ المَذْمُومِ قَوْلُ لَبِيدٍ: وبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ قَالَ: ويُسْتَعَارُ الخَلْفُ لِمَا لاخَيْرَ فِيهِ، وكِلاَهَمَا سُمِّيَ بالمَصْدَرِ، أَعْنِي المَحْمُودَ والمَذْمُومَ، فقد صارَ علَى هَذَا لِلفِعْلِ مَعْنَيَانِ، خَلَفْتُهُ، خَلَفاً: كنتُ بَعْدَه خَلَفاً مِنْهُ وبَدَلاً، وخَلَفْتُه، خَلْفاً جِئْتُ بَعْدَه، واسْمُ الفاعِلِ مِن الأَوَّلِ خَلِيفَةٌ، وخَلِيفٌ، ومِنَ الثَّانِ خَالِفَهٌ، وخَالِفٌ، قَالَ: وَقد صَحَّ الفَرْقُ بَيْنَهُمَا علَى مَا بَيَّنَّاه. الخَلَفُ، بالتَّحْرِيكِ: مَا اسْتَخَلَفْتَ مِن شَيءٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، أَي اسْتَعْوَضْتَهُ واسْتَبْدَلْتَهُ، تَقول: أَعْطَاكَ اللهُ خَلَفاً مِمَّا ذَهَبَ لَك، وَلَا يُقَالُ: خَلْفاً، يُقَال: هُوَ مِن أَبِيهِ خَلَفٌ، أَي: بَدَلٌ، والبَدَلُ مِن كُلِّ شَئٍ خَلَفٌ مِنْهُ. وَفِي حديثٍ مَرْفُوعٍ: يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ، يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الغَالِينَ، وانْتِحَالَ المُبْطِلِينَ، وتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ، قَالَ القَعْنَبِيُّ: سمعتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ مالكَ بنَ أَنَسٍ بِهَذَا الحديثِ. قلتُ: وَقد رُوِيَ هَذَا الحديثُ مِن طَرِيقِ خَمْسَةٍ مِنَ الصَّحابةِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، وَقد خَرَّجْتُه فِي جُزْءٍ لَطِيفٍ، وبَيَّنَتُ طُرُقَهُ ورِوَاياتِهِ، فرَاجِعْهُ. قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: الخَلَفُ، بالتَحْرِيكِ، والسُّكُون: كُلُّ مَن يَجِيءُ بعدَ مَنْ مَضَى، إِلاّ أَنَّه بالتَّحْرِيكِ فِي الخَيرِ، وبِالتَّسْكِينِ فِي الشَّرِّ، يُقَال: خَلَفُ صِدْقٍ، وخَلْفُ سَوْءٍ، ومَعْنَاهما جَمِيعاً: القَرْنُ مِن النَّاسِ، قَالَ: والمُرَادُ فِي هَذَا الحديثِ المَفْتُوحُ، وَمن بالسَّكُونِ الحديثُ: سَيَكُونُ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ، وَفِي حديثِ ابنِ مَسْعُودٍ: ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ هِيَ جَمْعُ خَلْفٍ. الخَلَفُ: مَصْدَرُ الأَخْلَفِ، لِلأَعْسَرِ، قَالَ أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ: (زَقَبٌ يَظَلُّ الذِّئْبُ يَتْبَعُ ظِلَّهُ ... مِنْ ضِيق مَوْرِدِهِ اسْتِنَانَ الأَخْلَفِ) الزَّقَبُ: الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ، والاسْتِنَانُ: الجَرْيُ علَى جِهَةٍ واحِدَةٍ. قيل: الأَخْلَفُ: اسْمُ الأَحْوَلِ، وَقيل: اسْمٌ لِلْمُخَالِفِ الْعِسِرِ، الَّذِي كَأَنَّهُ يَمْشِي علَى شِقٍّ، وَفِي الصِّحاحِ، بَعِيرٌ أَخْلَفُ بَيِّنُ الخَلَفِ، إِذا كَانَ مَائِلاً علَى شِقٍّ، حَكاه أَبو عُبَيْدٍ. قلت: وَهَكَذَا قَالَهُ الأَصْمَعِيُّ أَيضاً، وَفِي شَرْحِ الدِّيوانِ: الأَخْلَفُ: الَّذِي كأَنَّهُ يَمِيلُ علَى أَحَدِ شِقَّيْهِ مِنْ ضِيقِ المَوْرِدِ، وَقَالَ بعضُهُمْ: أَيْ هُوَ يَمْشِي مَشْىَ الأَعْسَرِ، هَكَذَا فِي شِقٍّ. وخَلَفُ بنُ أَيُّوبَ العَامِرِيُّ، مُفْتِي بَلْخَ، ضَعَّفَهُ ابنُ مَعِينٍ. خَلَفُ بنُ تَمِيمٍ الكُوفِيُّ، بالمِصَّيصَةِ: نَاسِكٌ مُجَاهِدٌ، صَحِبَ إِبراهيمَ بنَ أَدْهَمَ. خَلَفُ بنُ خَالِدٍ المِصْرِيُّ، اتَّهَمَهُ الدَّارَ قُطْنِيُّ بوَضْعِ الحديثِ. خَلَفُ بنُ خَلِيفَةَ أَبو أَحْمدَ، مَوْلَى أَشْجَعَ، وَقد قيل: مَوْلَى النَّخَعِ، يَرْوِي عَن العِرَاقِيِّين، وحُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، وذُؤَيْبَةَ، رَوَى عَنهُ قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ، ونَاسٌ، مَوْلِدُه بالكُوفةِ، ثمَّ تَحَوَّلَ إِلى وَاسِط، ثمَّ انْتَقَلَ إِلى بَغْدَادَ، وَمَات سنة عَن مائةِ سَنَةٍ، وَقد رأَى عَمْرَو بنَ حُرَيْثٍ. رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، وَهُوَ صَبِيٌّ صَغِيرٌ، وَلم يَحْفَظْ عَنهُ شَيْئاً، وَلذَا لم يُعَدَّ تَابِعِيّاً، قالَهُ ابنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ. خَلَفُ بنُ سَالِم الحافِظُ، أَبو محمدٍ المُخَرَّمِيُّ، عَن هُشَيْمٍ، وَعنهُ أَبو الْقَاسِم البَغَوِيُّ. خَلَفُ بنُ مَهْدَانَ هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَلم أَجِدْهُ فِي مَوْضِعٍ، ولعلَّه خَلَفُ بنُ مَهْرَانَ الْآتِي ذِكْرُه. خَلَفُ بنُ مُوسَى العَمِّيُّ، عَن أَبيهِ، وحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ، وَعنهُ تَمْتَامٌ، والرَّمادِيُّ، صَدُوقٌ، تُوُفِّيَ سنة. خَلَفُ بنُ هِشَامٍ البَزَّار أَبو محمدٍ البَغْدَادِيُّ المُقْرِئُ، عَن مالكٍ، وشَرِيكٍ، وَعنهُ مُسْلِمٌ، وأَبو دَاوُدَ، مَاتَ سنة. خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ أَبو عيسَى الوَاسِطِيُّ كُرْدُوس، عَن يَزِيدَ، ورَوْحٍ، وَعنهُ ابنُ مَاجَة. وأَما خَلَفُ بنُ محمّد الخَيّامُ البُخَارِيُّ، فإِنَّهُ مَشْهُورٌ، كَانَ فِي المائِةِ الرَّابِعَةِ، قَالَ أَبو يَعْلَى الخَلِيلِيُّ: خَلَطَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ جِدَّا، رَوَى مُتَوناً لم تُعْرَفْ. خَلَفُ بنُ مَهْرَانَ العَدَوِيُّ البَصْرِيُّ، عَن عامرٍ الأَحْوَلِ، وَعنهُ حَرَمِيُّ بن عُمارَةَ: مُحَدِّثُونَ. وفَاتَهُ: خَلَفُ بنُ حَوْشَبٍ الكُوفِيُّ العابدُ. وأَبُو المُنْذِرِ خَلَفُ بنُ المُنْذِرِ البَصْرِيُّ. وخَلَفُ بنُ عُثْمَانَ الخُزَاعِيُّ هؤلاءِ الثلاثةُ ذَكَرَهم ابنُ حِبَّانَ فِي الثِّقاتِ. وخَلَفُ بنُ رَاشِدٍ، وخَلَفُ بنُ عبدِ اللهِ السَّعْدِيُّ، وخَلَفُ بنُ عَمْرو مَجَاهِيلُ. وخَلَفُ بنُ عامرٍ البَغْدَادِيُّ الضَّرِيرُ، وخَلَفُ بن المُبَارَكِ، وخَلَفُ بن يَحْيى الخُرَاسَانِيُّ، قَاضِي الرَّيِّ، قَبْلَ الْمِائَتَيْنِ، وخَلَفُ بنُ ياسِين هؤلاءِ تُكُلِّمَ فيهم واخْتُلِفَ. ومحمدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبَانِ، أَخْبَارِيٌّ لَيِّنٌ. وأَبُو خَلَفٍ: تَابِعِيَّانِ، أَحدُهما اسْمُه حَازِمُ بنُ عَطاءٍ الأَعْمَى البَصْرِيُّ، نَزِيلُ المَوْصِلِ، رَوَى عَن أنَسٍ، وَعنهُ مُعَانُ بنُ رِفَاعَةَ السّلامِيّ، قَالَهُ المِزِّيُّ، ونَقَلَ الذَّهَبِيُّ عَن يحيى أَنَّه كَذَّابٌ. وأَبُو خَلَفٍ: رجلٌ آخَرُ، رَوَى عَن) الشَّعْبِيِّ، وآخَرُ رَوَى عَنهُ عِيسَى ابنُ يُونُسَ. وأَبو خَلَفٍ: مُوسَى بنُ خَلَفٍ العَمِّيُّ البَصْرِيُّ، رَوَى عَن قَتَادَةَ، وَعنهُ ابنُه خَلَفٌ. وخُلُفٌ، بِضَمَّتَيْنِ: ة، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: الأَخْلَفُ: الأَحْمَقُ. قيل: السَّيْلُ وَقَالَ السُّكَّرِيُّ فِي شرح الدِّيوَان: والأَخْلَفُ: بعضُهُم يَقُول: إِنَّه نَهْرٌ، أَي: فِي قَوْلِ أَبي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ الَّذِي سبَق ذِكْرُه. الأخْلَفُ: الْحَيَّةُ الذَّكَرُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. قَالَ: الأخْلَفُ: الْقَلِيلُ الْعَقْلِ كالخُلْفُفِ، بِالضَّمِّ، كَمَا سيأْتي، وَهُوَ خُلْفُفٌ، وخُلْفُفَةٌ. والْخُلْفُ، بِالضَّمِّ: الاسْمُ مِن الإِخْلاَفِ، وَهُوَ فِي المُسْتَقْبَلِ كالْكَذِبِ فِي الْمَاضِي نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، والجَوْهَرِيُّ، يُقَال: أَخْلَفَهُ وَعْدَهُ، وَهُوَ أَن يقولَ شَيْئاً وَلَا يَفْعَلَهُ علَى الاسْتِقْبَالِ. قَالَ شَيْخُنا: وَهُوَ أَغْلَبِيٌّ، وإِلاّ فَفِي التَّنْزِيل: ذلكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ، وَقيل أعَمّ، لأَنَّه فِيمَا عُبِّرَ عَنهُ بجُمْلَةٍ إِنْشَائِيَّةٍ، وَقيل: الخُلْفُ، بالضَّمِّ: القَوْلُ الباطلُ، ومَرَّ أَنَّه بالفَتْحِ، ولعلَّه ممَّا فِيهِ لُغَتَانِ. انْتهى. والخَلْفُ الَّذِي مَرَّ أَنَّه بمَعْنَى القَوْلِ الرَّدِىءِ لم يَنْقُلُوا فِيهِ إِلاَّ الفتحَ فَقَط، وأَمّا الَّذِي بالضَّمِّ فَلَيْسَ إِلاَّ الاسْمَ مِن الإِخْلافِ، أَو المُخَالَفَةِ، واللَّغَةُ لَا يَدْخُلُها القِيَاسُ والتَّخْمِينُ. أَو هُوَ أَي: الإخْلافُ أَن لَا تَفِيَ بالعَهْدِ، وأَنْ تَعِدَ عِدَةً وَلَا تُنْجِزَهَا، قالَهُ اللِّحْيَانِيُّ، يُقَال: رَجُلٌ مُخْلِفٌ، أَي: كثيرُ الإِخْلافِ لِوَعْدِهِ، وَقيل: الإِخْلافُ: أَن يَطْلُبَ الرجلُ الحاجةَ أَو الماءَ، فَلَا يَجِدُ مَا طَلَبَ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: والخُلْفُ: اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الإخْلافِ، قَالَ غيرُه: أَصْلُ الخُلْفِ: الخُلُفُ، بضَمَّتَيْنِ، ثمَّ خُفِّفَ، وَفِي الحديثِ: إِذا وَعَدَ أَخْلَفَ، أَي: لم يَفِ بعَهْدِهِ، وَلم يَصْدُقْ. الخُلْفُ أَيضاً: جَمْعُ الْخَلِيفِ، كأَمِيرٍ، فِي مَعَانِيهِ الَّتِي تُذْكَرُ بَعْدُ. وكَزُبَيْرٍ، خُلَيْفُ بنُ عُقْبَةَ، مِن تَبَعِ التَّابِعِينَ، يَرْوِي عَن ابنِ سِيرِين، وَعنهُ سُلَيْمَانُ الجَرْمِيُّ، وحَمَّادُ بن زَيْدٍ، قَالَهُ ابنُ حِبّضانَ. والْخِلْفَةُ، بِالْكَسْرِ: الاسْمُ مِن الاخْتِلاَفِ، أَي خِلافُ الاتِّفَاقِ، أَو مَصْدَرُ الاخْتِلافِ أَي: التَّرَدُّدِ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: وهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، أَيْ: هَذَا خَلَفٌ مِن هَذَا، أَي عِوَضٌ مِنْهُ وبَدَلٌ، أَو هَذَا يَأْتِي خَلْفَ هَذَا أَي فِي أَثَرِهِ، أَو مَعْنَاهُ، أَي معنَ قَوْلِهِ تَعَالى: خِلْفَةً: مَنْ فَاتَهُ أَمْرٌ، وَفِي اللِّسَانِ: عَمَلٌ بِاللَّيْلِ أَدْرَكَهُ بِالنَّهَارِ، وبِالْعِكْسِ، فَجَعَلَ هَذَا خَلَفاً مِن هَذَا، قَالَهُ الفَرَّاءُ. والْخِلْفَةُ أَيضاً: الرُّقْعَةُ يُرْقَعُ بِهَا الثُّوْبُ إِذا بَلِيَ. الخِلْفَةُ: مَا يُنْبِتُهُ الصَّيْفُ مِن الْعُشْبِ بَعْدَمَا يَبِسَ العُشْبُ الرِّبْعِي، وَفِي الصِّحاحِ: قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: الخِلفَةُ: مَا نَبَتَ فِي الصَّيْفِ، قَالَ ذُوالرُّمَّةِ يصِفُ ثَوْراً: (تَقَيَّظَ الرَّمْلَ حَتَّى هَزَّ خِلْفَتَهُ ... تَرَوُّحُ الْبَرْدِ مَافِي عَيْشِهِ رَتَبُ) وزَرْعُ الْحُبُوبِ خِلْفَةً، وَذَلِكَ بعدَ إِدْرَاكِ الأَوَّلِ، لأَنَّهُ يُسْتَخْلَفُ مِنَ الْبُرِّ والشَّعِيرِ، والخِلْفَةُ: اخْتِلاَفُ الْوُحُوِش مُقْبِلَةً مُدْبِرَةً، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ زُهَيْرِ بنِ أَبي سُلْمَى، أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ: (بِهَا الْعَيْنُ والآرَامُ يَمْشِينَ خِلْفَةً ... وأَطْلاَؤُهَا يَنْهَضْنَ فِي كُلِّ مَجْثَمِ) أَي: تَذْهَبُ هَذِه، وتَجِيءُ هَذِه. الخِلْفَةُ: مَاعُلِّقَ خَلْفَ الرَّاكِبِ، قَالَ: كماعُلِّقَتْ خِلْفَةُ الْمَحْمِلِ الخِلْفَةُ: الرَّيِّحَةُ، وَهُوَ مَايَتَفَطَّرُ عَنْهُ الشَّجَرُ فِي أَوَّلِ الْبَرْدِ، وَهُوَ من الصُّفْرِيَّةِ. أَو الخِلْفَةُ: ثَمَرٌ يَخْرُجُ بَعْدَ ثَمَرٍ كَثِيرٍ، وَقد أَخْلَفَ الثَّمَرُ: إِذا خَرَجَ مِنْهُ شَيْءٌ بعدَ شَيْءٍ. أَو الخِلْفَةُ: نَبَاتُ وَرَقٍ دُونَ وَرَقٍ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: بعدَ وَرَقٍ قد تَنَاثَرَ، وَقد أَخْلَفَ الشَّجَرُ إِخْلافاً، وَفِي النِّهَايَةِ: هوالوَرَقُ الأَوَّلِ فِي الصَّيْفِ. وشَئٌ يَحْمِلُهُ الكَرْمُ بَعْدَمَا يَسْوَدُّ العِنَبُ، فَيُقْطَفُ العِنَبُ وَهُوَ غَضٌّ أَخْضَرُ، ثُمَّ يُدْرِكُ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِن سَائِرِ التَّمَرِ أَو أَنْ يَأْتِيَ الكَرْمُ بِحِصْرِمٍ جَدِيدٍ. الخِلْفَةُ: أَنْ يُنَاظِرُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي بَعْضِها: يُنَاصِرُ، من النَّصْرِ، وَهَكَذَا وُجِدَ بخَطِّ المُصَنِّفِ، والصَّوَابُ: أَن يُبَاصِرُ، مِن البَصَر، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبَابِ، والجَمْهَرَةِ، فَإِذاغَابَ عَن أَهْلِهِ خَالَفَهُ إِلَيْهِمْ، يُقَال: يَخَالِفُ إِلَى امْرَأَةِ فُلانٍ، أَي: يَأْتِيها إِذا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَال: اخْتَلَفَ فُلانٌ صَاحِبَهُ، والاسْمُ الخِلْفَةُ، بالكَسْرِ، وَذَلِكَ أَنْ يُبَاصِرَه، حَتّى إِذا غَابَ جَاءَ فدَخَلَ عَلَيْهِ، فَتلك الخِلْفَةُ. الخِلْفَةُ: الدَّوَابُّ الَّتِي تَخْتَلِفُ فِي أَلْوَانِهَا، وهَيْئَتِهَا، وَبِه فُسِّرَ أَيَضاً قَوْلُ زُهَيْرٍ السَّابِقُ، أَو تخَتَلِفُ فِي مِشْيَتِها، وَهَذَا قد تقدَّم. الخِلْفَةُ: مَايَبْقى بَيْنَ الأَسْنَانِ مِن الطَّعَامِ، يُقَال: أَكَلَ طَعَاماً فَبَقِيَتْ فِي فِيهِ خِلْفَةٌ، فتَغَيَّرَ فُوهُ، نَقَلَهُ اللِّحْيَانِيُّ. الخِلْفَةُ: الْهَيْضَةُ، وَهُوَ فَسَادُ المَعِدَةِ مِن الطَّعَامِ، يُقَالُ: أَخَذَتْهُ خِلْفَةٌ: إِذا اخْتَلَفَ إِلى المُتُوَضَّإِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. الخِلْفَةُ: وَقْتٌ بَعْدَ وَقْتٍ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. الخِلْفَةُ: نَبْتٌ يَنْبُتُ بَعْدَ نَبْتٍ قد تَهَشَّمَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، أَويَنْبُتُ مِن غَيْرِ مَطَرٍ، بَلْ بِبَرْدِ آخِرِ اللَّيْلِ، قَالَهُ أَبو زِيَادٍ الكِلاَبِيُّ. الخِلْفَةُ: الْقَوْمُ الْمُخْتَلِفُونَ، يُقَال: القَوْمُ خِلْفَةٌ، حَكَاهُ أَبو زَيْدٍ، ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. الخِلْفَةُ: الْمُخَالَفَةُ، والمُضَادَّةُ، ويُضَمُّ فِي هَذَا، فكأَنَّهُ اسْمٌ مِنْهُ، ووُجِدَ هُنَا فِي بعضِ النُّسَخِ: المُخْتلِفون المُخَالفة بحَذْفِ واوِ العَطْفِ، وَفِي بَعْضِهَا: المُخَالف، بغيرِ هَاءٍ، وكلُّ ذَلِك غَلَطٌ. يُقَال: لَهُ، وَفِي اللِّسَان: لَهَا وَلَدَانِ، أَو عَبْدَانِ، أَو أَمَتَانِ، خِلْفَتَانِ، هذِه عَن الكِسَائِيِّ، وخِلْفَانِ: إِذَا كَانَ أَحَدُهُمَا طَوِيلاً والآخَرُ أَسْوَدَ، وَقَالَ غيرُ الكِسَائِيِّ: هما خِلْفَانِ، فِي المُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ، وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ:) دَلْوَايَ خِلْفَانِ وسَاقِيَاهُمَا أَي: إِحْداهُما مُصْعِدَةٌ مَلأَى، والأخْرَى مُنْحَدِرَةٌ فَارِغَةٌ، وَقد تقدَّم قَرِيبا. الْكُلِّ: أَخْلافٌ، وخِلْفَةٌ، لم يُضْبَطُ الأَخِيرُ، فاقْتَضَى أَن يكونَ بالكَسْرِ فالسُّكُونِ، والصَّوابُ: خِلَفَةٌ، بكَسْرٍ فَفَتْحٍ، كقِرْدَةٍ، وقِرَدَةٍ. وكُلُّ لَوْنَيْنِ اجْتَمَعَا فَهُمَا خِلْفَةٌ، ونَصُّ الكِسَائِيِّ: خِلْفَتَانِ، ونَصُّ اللِّحْيَانِيِّ: يُقَال لكُلِّ شَيْئَيْنِ اخْتَلَفا: هما خِلْفَانِ. وخِلْفَةُ وِرْدِ الإِبِلِ، هُوَ: أَنْ يُورِدَهَا بِالْعَشِيِّ، بَعْدَمَا يَذْهَبُ النَّاسُ، كَمَا فِي اللِّسَانِ. يُقال: مِنْ أَيْنَ خِلْفَتُكُمْ أَي: مِن أَيْنَ تَسْتَقُونَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. يُقَال: أَخَذَتْهُ خِلْفَةٌ: إِذا كَثُرَ تَرُدُّدُهُ إِلَى الْمُتَوَضَّإِ، لَذَرَبِ مَعِدَتِهِ مِن الهَيْضَةِ. الخُلْفَةُ، بِالضَّمِّ: الْعَيْبُ، والفَسَادُ، والْحُمْقُ، كَالْخَلاَفَةِ، كَسَحَابَةٍ، يُقَال: مَا أَبْيَنَ الخَلاَفَةَ فِيهِ، أَي: الحُمْقُ. الخُلْفَةُ أَيضاً: الْعَتَهُ، والْخِلاَفُ، أَي: المُخَالَفَةُ، وبكُلِّ ذَلِك فُسِّرَ قَوْلُهم: أَبِيعُك هَذَا العَبْدَ، وأَبْرَأُ إِليكَ مِنْ خُلْفَتِهِ. يُقَال: رجلٌ ذُو خُلْفَةٍ، وَقَالَ ابنُ بُزُرْجَ: خُلْفَةُ العَبْدِ: أَن يكونَ أَحْمَقَ مَعْتوهاً، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: أَي أَبْرَأُ إِليْكَ مِن خِلافِهِ، وَقَالَ غيرُه: أَي مِنْ فَسادِهِ، وَقد خَلَفَ، يَخْلُفُ، خَلاَفَةً وخُلُوفاً. الخُلْفَةُ مِن الطَّعَامِ: آخِرُ طَعْمِهِ، يُقَالُ: إِنَّهُ لَطَيِّبُ الخُلْفَةِ. الخَلْفَةُ، بِالْفَتْحِ، وكَصَرَدٍ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي بعضِها: وبِالفَتْحِ: ج كصُرَدٍ: ذَهَابُ شَهْوَةِ الطَّعَامِ مِن الْمَرَضِ، وكُلٌّ مِن النُّسْخَتَيْنِ مَحَلُّ تَأَمُّلٍ، وَالَّذِي فِي أُمَّهَاتِ اللُّغَةِ: ويُقَال: خَلَفَتْ نَفْسُه عَن الطَّعَامِ، فَهُوَ يَخْلُفُ، خُلُوفاً: إِذا أَضْرَبَت عَن الطَّعَامِ، مِن مَرَضٍ. الخَلْفَةُ أَيضاً: مَصْدَرُ خَلَفَ الْقَمِيصَ، يَخْلُفُه خَلْفَةً، وَقَالَ كُرَاعٌ: خَلْفاً: إِذَا أَخْرَجَ بَالِيَهُ، ولَفَقَهُ لَفْقاً. والْمِخْلاَفُ: الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الإِخْلاَفِ، وَفِي الصِّحاحِ: رَجُلٌ مِخْلافٌ: كَثِيرُ الخِلاَفِ لِوَعْدِهِ. المِخْلاَفُ: الْكُورَةُ يُقْدِمُ عَلَيْهَا الإنْسَانُ، كَذَا فِي المُحْكَم، ومِنْهُ مَخَالِيفُ الْيَمَنِ أَي: كُوَرُهَا، وَفِي حديثِ مُعَاذٍ: مَنْ تَخلَّفَ مِنْ مِخْلاَفٍ إِلَى مِخْلاَفٍ فَعُشْرُهُ وصَدَقَتُهُ إِلَى مِخلافِه الأَوَّلِ، إِذا حَالَ عَلَيْه الْحَوْلُ. وقالأَبو عمرٍ و: ويُقالُ: اسْتُعْمِلَ فُلانٌ علَى مَخَالِيفِ الطَّائِفِ، وَهِي الأَطْرَافُ، والنَّوَاحِي، وَقَالَ خالدُ بنُ جَنْبَةً: فِي كُلِّ بَلَدٍ مِخْلاَفٌ، بمَكَّةَ، والمَدِينةِ، والبَصْرَةِ، والكُوفَةِ، وكَنَّا نَلْقَى بنِ نُمَيْرٍ وَنحن فِي مِخْلافِ المَدِينَةِ، وهم فِي مِخْلافِ اليَمَامَةِ، وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ: المِخْلاَفُ: البَنْكَرْدُ. وَقَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: فُلانٌ مِن مِخْلافِ كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ عِنْدَ اليَمَنِ كَالرُّسْتَاقِ، والجَمْعُ: مَخَالِيفُ، وَقَالَ ابنُ بَرِّي: المَخَالِيفُ لأَهْلِ الْيَمْنِ كالأَجْنَادِ لأَهْلِ الشَّامِ، والكُوَرِ لأَهْلِ العِرَاقِ، والرَّسَاتِيق لأَهْلِ الْجِبَالِ، والطَّسَاسِيجِ لأَهْلِ الأَهْوَازِ. هَذَا مانَقَلَهُ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ، قَالَ ياقُوتُ: تحتَ قَوْلِ خالِدِ بنِ جَنْبَةَ المُتَقَدِّمِ، قلتُ: وَهَذَا كَمَا ذكرْنا بالْعَادَةِ والإِلْفِ، إِذا) انْتَقَلَ اليَمَانيُّ إِلَى هَذِه النَّوَاحِي سَمَّى الكُورَةَ بِمَا أَلِفَهُ مِنْ لُغَةِ قَوْمِهِ، وَفِي الْحَقِيقَةِ إِنَّمَا هِيَ لُغَةُ أَهْلِ اليَمَنِ خَاصَّةً، وَقَالَ أَيضاً بعدَما نَقَلَ كلامَ اللَّيْثِ: ومَا عَدَاهُ كَمَا تقدَّم ذِكْرُه، قلتُ: هَذَا الَّذِي بَلَغْنِي فِيهِ، وَلم أَسْمَعْ فِي اشْتِقَاقِهِ شَيْئَاً، وَعِنْدِي فِيهِ مَا أَذْكُرُهُ، وَهُوَ أَنَّ وَلَدَ قَحْطَانَ لمَّا اتَّخَذُوا أَرْضَ اليَمَنِ مَسْكَناً، وكَثُرُوا فِيهِ، وَلم يَسَعْهُمْ المُقَامُ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ، أَجْمَعُوا رَأْيَهُمٍ عَلَى أَنْ يَسِيرُوا فِي نَوَاحِي الْيَمَنِ، فيَخْتَارُ كُلُّ بَنِي أَبٍ مَوْضِعاً يَعْمُرُونَهُ ويَسْكُنُونَه، فكانُوا إِذا صَارُوا فِي نَاحِيَةٍ واخْتَارَهَا بَعْضُهُمْ، تَخَلَّفَ بهَا عَن سائرِ القَبَائِلِ، وسَمَّاها باسْمِ أَبي تلكَ القَبِيلَةِ المُتَخَلِّفَةِ فِيهِ، فسَمَّوْهَا مَخَالِفَ، لِتَخَلُّفِ بَعْضِهِم عَن بَعْضٍ فِيهَا، أَلا تَرَاهُم سَمَّوْها مِخْلافَ زَبِيدٍ، ومِخْلافَ سِنْحَانَ، ومِخْلاَفَ هَمَدَان، لَا بُدَّ مِن إِضَافَتِهِ إِلَى قَبِيلَةٍ. انْتَهَى كلامُه. وَقد عَدَّ الصَّاغَانِيُّ مَخَالِيفَ الْيَمَنِ، فَقَالَ: ولِكُلِّ مِخْلاف اسْمٌ يُعْرَفُ بِهِ، كمِخْلاف أَبْيَنَ، ومِخْلاَفِ أَقْيَانَ، ومِخْلاَفِ أَلْهَانَ، ومِخْلاَفِ الْبَوْنِ، ومِخْلاَفِ بَيْحَانَ، ومِخْلاَفِ بَنِي شِهَابٍ، ومِخْلافِ ثاتٍ ن ومِخْلاَفِ جَيْشَانَ، ومِخْلاَفِ جُبْلان ومِخْلاَفِ جَنْبٍ، ومِخْلاَفِ جَهْرَانَ، ومِخْلاَفِ جُعْفِيً، ومِخْلاَفِ جَعْفَرٍ، ومِخْلاَفِ حَرَازٍ، ومِخْلاَفِ حَضُورٍ، ومِخْلاَفِ خَوْلاَنَ، ومِخْلاَفِ خَارِف، ومِخْلاَفِ ذَمَار، ومِخْلاَفِ ذِي جُرَّةَ، ومِخْلاَفِ رُعَيْنٍ، ومِخْلافِ رُدَاعٍ، ومِخْلاَفِ زَبِيدٍ، ومِخْلاَفِ السَّحُولِ، ومِخْلاَفِ سِنْحانَ، ومِخْلاَفِ شَبْوَةِ، ومِخْلاَفِ عُنَّةَ ومِخْلاَفِ لَحْجٍ، ومِخْلاَفِ مَأْرِب، ومِخْلاَفِ مُقْرَى، ومِخْلافِ مادِن، ومِخْلاَفِ المَعَافَرِ، ومِخْلافِ نَهْدٍ، ومِخْلاَفِ المَعَافَرِ، ومِخْلاَفِ هَوْزَن، ومِخْلاَفِ هَمْدَانَ، ومِخْلاَفَ اليَحْصِبِيْنِ ومِخْلاَفِ يَام، فهؤلاءِ أَربعونَ مِخْلافاً ذَكَرَهُنَّ الصَّاغَانِيُّ، ورَتَّبْتُه أَنا على حُرُوفِ المُعْجَمِ كَمَا تَرَى. وفَاتَهُ: ذِكْرُ جُمْلَةٍ مِن المَخَالِيفِ، كمِخْلافِ أَصابَ، ومخلاف رَيْمَةَ، ومِخْلاَفِ عَبْسٍ، ومِخْلاَفِ الحَيَّةِ، ومِخْلاَفِ السلفية، ومِخْلاَفِ كبورة، ومِخْلافِ يَعْفَرُ، وغَيْرِها ممَّا يَحْتَاجُ إِلَى مُرَاجَعَةٍ واسْتِقْصَاءٍ، واللهُ المُوَفِّقُ لَا رَبَّ غَيْرُه، وَلَا خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُه. ورَجُلٌ خَالِفَةٌ: أَي كَثِيرُ الْخِلاَفِ، والشِّقَاقِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلٍ لَمَّا أَسْلَم ابنُه سَيِّدُنا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ إِنِّي لأَحْسَبُك خَالِفَةَ بَنِي عَدِىٍّ، هَل تَرَى أَحَداً يَصْنَعُ مِنْ قَوْمِكَ مَا تَصْنَعُ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: إِنَّ الخَطَّابَ أَبا عُمَرَ قَالَهُ لزَيْدِ بن عَمْرٍ وأَبي سَعِيدِ بنِ زَيْدٍ، لمَّا خَالَفَ دِينَ قَوْمِهِ. يُقَال: مَا أَدْرِي أَيُّ خَالِفَةٍ هُوَ، وأَيُّ خَالِفَةَ هُوَ، مَصْرُوفَةً ومَمْنُوعَةً، أَي: أَيُّ النَّاسِ هُوَ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: هُوَ غيرُ مَصْرُوفٍ للتَّأْنِيثِ والتَّعْرِيفِ، أَلاَ تَرَى أَنَّكَ فَسَّرْتَهُ بالنَّاسِ. انْتَهَى، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الْخَالِفَةُ: النَّاسُ، فأَدْخَلَ عَلَيْهِ الأَلِفَ والَّلامَ.) وَقَالَ غيرُه: يُقَال: مَا أَدْرِي أَيُّ الْخَوَالِفِ هُوَ. يُقَال أَيضاً: مَا أَدْرِي أَي خَالِفَةَ هُوَ، وأَيّ خَافِيَةٍ هُوَ، فَلم يُجْرِهما أَيْ: أَيُّ النَّاسِ هُوَ، وإِنَّمَا تُرِكَ صَرْفُهُ لأَنَّهُ أُرِيدَ بِهِ المَعْرِفَةُ، لأَنَّه وإِنْ كَانَ وَاحِداً فَهُوَ فِي مَوْضِعِ جَماعةٍ، يُرِيد: أَيُّ الناسِ هُوَ، كَمَا يُقَال: أَي تَمِيمٍ هُوَ وأَيُّ أَسَدٍ هُوَ، وَبِهَذَا سَقَطَ مَا أَوْرَدَه شَيْخُنا أَنَّ هَذَا غَيْرُ جَارٍ علَى قَوَاعِدِ النَّحْوِ، فإِنَّ التَّعْرِيفَ عندَهم المُوجِبَ لِلْمَنْعِ مِنَ الصَّرْفِ مَعَ عِلَّةٍ أُخْرَى هُوَ تَعْرِيفُ العَلَمِيَّةِ خَاصَّةً، فَكيف يُمْنَعُ هَذَا التَّعْرِيفُ المُؤَوَّلُ الرَّاجِعُ إِلى التَّنْكِيرِ، لأَنَّ أَلْ الَّتِي عُرِّفَ بهَا النَّاسُ فِي التَّأْوِيلِ تَرْجِعُ إِلَى الجِنْسِيَّةِ، والمَانِعُ مِن الصَّرْفِ إِنَّمَا هُوَ تَعْرِيفُ العَلَمِيَّةِ خَاصَّةً، فَتأَمَّلْ. يُقَال: هُوَ خَالِفَةُ أَهْلِ بَيْتِهِ، وخَالِفُهُمْ أَيضاً: إِذا كَانَ غَيْرَ نَجِيبٍ، وَلَا خَيْرَ فِيهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، والصَّاغَانِيُّ، ويُقَال: خَالِفُهم، وخَالِفَتُهم: أَي أَحْمَقُهُم، وَقيل: فَاسِدُهم، وشَرُّهُم، وَهُوَ مَجَازٌ. والْخَوَالِفُ: النِّسَاءُ المُتَخلِّفَاتُ فِي البُيوتِ، جَمْعُ خالِفَةٍ، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الخَالِفَةُ: القَاعِدَةُ مِنَ النِّسَاءِ فِي الدَّارِ، وَقَالَ غيرُه: الخَوَالِفُ: الذِينَ يَغْزُونَ، وَاحِدُهم خَالِفَةٌ، كأَنَّهُم يَخْلُفُونَ مَن غَزَا، وَقيل: الخَوَالِفُ: الصِّبْيَانُ المُتَخَلِّفونَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ أَي مَعَ النِّسَاءِ، هَكَذَا فَسَّرَهُ ابنُ عَرَفَةَ، ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً هَكَذَا، وَقيل: مَعَ الفَاسِدِ مِنَ النَّاسِ، وجُمِعَ علَى فَوَاعِل، كفَوَارِس، هَذَا عَن الزَّجَّاجِ. وَقَالَ: عَبْدٌ خَالِفٌ، وصَاحِبٌ خَالِفٌ: إِذا كَانَ مُخَالِفاً، ورَجُلٌ خَالِفٌ، وامْرَأَةٌ خَالِفَةٌ: إِذا كانتْ فَاسِدَةً، ومُتَخَلِّفَةً فِي مَنْزِلِها، وَقَالَ بعضَ النَّحْوِيِّينَ: لم يَجِيءْ فَاعِلٌ مَجْمُوعاً مِنَ الخَوَالِفِ، وهَالِكٌ مِن الهَوَالِكِ، وفَارِسٌ مِن الفَوَارِسِ، وَقد تقدَّم البحثُ فِيهِ فِي ف ر س، وأَنَّه وأَمْثَالَه شَاذٌّ. يُقَال: إِنَّمَا أَنْتُم فِي خَوَالِفَ مِنَ الأَرْضِ، قَالَ اليَزِيدِيُّ: الخَوَالِفُ: الأَرَاضِي التيَتُنْبِتُ إِلاَّ فِي آخِرِ الأَرَضِينَ نَبَاتاَ. والْخَالِفَةُ: الأَحْمَقُ، القَلِيلُ العَقْلِ، والهاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، كَالْخَالِفِ وَقيل: هُوَ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ، ويُقَال أَيضاً: امْرَأَة خَالِفَةٌ، وَهِي الحَمْقَاءُ. الخَالِفَةُ: الأُمَّةُ الْبَاقِيَةُ بَعْدَ الأُمَّةِ السَّالِفَةِ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. الخَالِفَةُ: عَمُودٌ مِن أَعْمِدَةِ الْبَيْتِ، كَذَا فِي الصِّحاح، قيل: فِي مُؤَخِّرِهِ، والجَمْعُ: الخَوَالِفُ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: الخَالِفَةُ: آخِرُ البَيْتِ، يُقَال: بيتٌ ذُو خَالِفَتَيْنِ، والخَوَالِفُ: زَوَايَا البَيْتِ، وَهُوَ مِن ذَلِك، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: خَالِفَهُ البيتِ: تحتَ الأطْنَابِ فِي الكِسْرِ، وَهِي الخَصَاصَةُ أَيضاً، وَهِي الفَرْجَةُ وأَنْشَدَ: مَا خِفْتُ حتَّى هَتَّكُوا الْخَوَالِفَا والْخَالِفُ: السِّقَاءُ، هَكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، وصَوَابُه: المُسْتَقِي، كَمَا هُوَ بَعَيْنِهِ نَصُّ الصِّحاحِ،) ونَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ، والعُبَابُ أَيضاً هَكَذَا، كَالْمُسْتَخْلِفِ، وَمِنْه قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ الْقَطَا: (ومُسْتَخْلِفَاتٍ مِنْ بِلاَدِ تَنُوفَةٍ ... لِمُصْفَرَّةِ الأَشْدَاقِ حُمْرِ الْحَوَاصِلِ) (صَدَرْنَ بِمَا أَسْأَرْنَ مِنْ مَاءِ آجِنٍ ... صَرًى لَيْسَ مِنْ أَعْطَانِهِ غَيْرَ حَائِلِ) والنَّبِيذُ الفَاسِدُ. الخَالِفُ: الَّذِي يَقْعُدُ بَعْدَكَ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: مَعَ الْخَالِفِينَ هَكَذَا فَسَّرَهُ اليَزِيدِيُّ. والْخِلِّيفَي، بِكَسْرِ الْخَاءِ والَّلامِ الْمُشَدَّدَةِ، وَهُوَ أَحَدُ الأَوْزَانِ الَّتِي يَزِنُ بهَا مَا يَأْتِي علَى لَفْظِهَا، وَلذَا احْتَاجَ إِلَى ضَبْطِهِ تَصْرِيحاً: الْخِلاَفَةُ، قَالَ شَيْخُنَا نَقْلاً عَن حَوَاشِي دِيبَاجَةِ المُطَوَّلِ للفَنَارِيِّ: إِن الخِلِّيفَي مُبَالَغَةٌ فِي الخِلاَفَةِ، لَا نَفْسُها، كَمَا يُتَوَهَّم مِن كَلامِ الصِّحاحِ. انْتهى. قلتُ: وَقد وَرَدَ ذَلِك فِي حديثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَو أُطِيقُ الأَذَانَ مَعَ الخِلِّيفَي لأَذَّنْتُ قَالَ الصَّاغَانِيُّ: كأَنَّهُ أَرادَ بالخِلِّيفَ كَثْرَةَ جَهْدِهِ فِي ضَبْطِ أُمُورِ الخِلاَفَةِ، وتَصْرِيفِ أَعِنَّتِها، فإِنَّ هَذَا النَّوْعَ مِن المَصَادِرِ يَدُلُّ عَلَى معنَى الْكَثْرَةِ. الخَلِيفُ، كَأَمِيرٍ: الطَّرِيقُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للشاعرِ وَهُوَ صَخْرُ الغَيِّ الهُذَلِيِّ: (فَلَمَّا جَزَمْتُ بِهِ قِرْبَتِي ... تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفا) جَزَمْتُ: مَلأْتُ، وأَطْرِقَةً: جَمْعُ طَرِيقٍ. الخَلِيفُ: الْوَادِي بَيْنَهُمَا، وَهُوَ فَرْجٌ بَين قُنَّتَيْنِ، مُتَدَانٍ قَلِيلُ العَرْضِ والطُّولِ، قَالَ: خَلِيف بَيْنَ قُنَّةِ أَبْرَقِ ومِنْهُ قَوْلُهُم: ذِيخُ الْخَلِيفِ، كَمَا يُقَال: ذِئْبُ غَضًى، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للشاعِرِ، وَهُوَ كُثَيِّرٌ، يَصِف نَاقَتَهُ: (وذِفْرَى كَكَاهِلِ ذِيخِ الْخَلِيفِ ... أَصَابَ فَرِيقَةَ لَيْلٍ فَعَاثَا) قَالَ ابنُ بَرِّيّ، والصّاغَانِ
المعجم: تاج العروس 