المعجم العربي الجامع

أبب

المعنى: الأَبُّ: الكَلأُ، وعَبَّر بعضُهم عنه بأَنه المَرْعَى. وقال الزجاج: الأَبُّ جَمِيعُ الكَلإِ الذي تَعْتَلِفُه الماشِية. وفي التنزيل العزيز: وفاكِهةً وأَبّاً. قال أَبو حنيفة: سَمَّى اللّهُ تعالى المرعَى كُلَّه أَبّاً. قال الفرَّاءُ: الأَبُّ ما يأْكُلُه الأَنعامُ. وقال مجاهد: الفاكهةُ ما أَكَله الناس، والأَبُّ ما أَكَلَتِ الأَنْعامُ، فالأَبُّ من المَرْعى للدَّوابِّ كالفاكِهةِ للانسان. وقال الشاعر: جِــذْمُنا قَيْســٌ، ونَجْـدٌ دارُنـا، ولَنـــا الأَبُّ بـــهِ والمَكْـــرَعُ قال ثعلب: الأَبُّ كُلُّ ما أَخْرَجَتِ الأَرضُ من النَّباتِ. وقال عطاء: كُلُّ شيءٍ يَنْبُتُ على وَجْهِ الأَرضِ فهو الأَبُّ. وفي حديث أنس: أَنَّ عُمر بن الخَطاب، رضي اللّه عنهما، فرأً قوله، عز وجل، وفاكِهةً وأَبّاً، وقال: فما الأَبُّ، ثم قال: ما كُلِّفْنا وما أُمِرْنا بهذا.والأَبُّ: المَرْعَى المُتَهَيِّئ للرَّعْيِ والقَطْع. ومنه حديث قُسّ بن ساعِدةَ: فَجعلَ يَرْتَعُ أَبّاً وأَصِيدُ ضَبّاً.وأَبَّ للسير يَئِبُّ ويَؤُبُّ أَبّاً وأَبِيباً وأَبابةً: تَهَيَّأً للذَّهابِ وتَجَهَّز. قال الأَعشى: صـَرَمْتُ، ولـم أَصـْرِمْكُمُ، وكصارِمٍ؛ أَخٌ قـد طَـوى كَشْحاً، وأَبَّ لِيَذْهَبا أَي صَرَمْتُكُم في تَهَيُّئي لمُفارَقَتِكم، ومن تَهَيَّأَ للمُفارقةِ، فهو كمن صَرَمَ. وكذلك ائْتَبَّ.قال أَبو عبيد: أبَبْتُ أَؤُبُّ أَبّاً إذا عَزَمْتَ على المَسِير وتَهَيَّأْتَ. وهو في أَبَابه وإبابَتِه وأَبابَتِه أَي في جَهازِه.التهذيب: والوَبُّ: التَّهَيُّؤ للحَمْلةِ في الحَرْبِ، يقال: هَبَّ ووَبَّ إذا تَهَيَّأَ للحَمْلةِ. قال أَبو منصور: والأَصل فيه أَبَّ فقُلبت الهمزة واواً. ابن الأَعرابي: أَبَّ إذا حَرَّك، وأَبَّ إذا هَزَم بِحَمْلةٍ لا مَكْذُوبةَ فيها.والأَبُّ: النِّزاعُ إلى الوَطَنِ. وأَبَّ إلى وطَنِه يَؤُبُّ أَبَّاً وأَبابةً وإبابةً: نَزَعَ، والمَعْرُوفُ عند ابن دريد الكَسْرُ، وأَنشد لهِشامٍ أَخي ذي الرُّمة: وأَبَّ ذو المَحْضَرِ البادِي إبَابَتَه، وقَوَّضــَتْ نَيَّــةٌ أَطْنــابَ تَخْيِيـمِ وأَبَّ يدَه إلى سَيْفهِ: رَدَّها إليْه ليَسْتَلَّه. وأَبَّتْ أَبابةُ الشيءِ وإِبابَتُه: اسْتَقامَت طَريقَتُه. وقالوا للظِّباءِ: إِن أَصابَتِ الماءَ، فلا عَباب، وإِنْ لم تُصِب الماءَ، فلا أَبابَ. أَي لم تَأْتَبَّ له ولا تَتَهيَّأ لطلَبه، وهو مذكور في موضعه. والأُبابُ: الماءُ والسَّرابُ، عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: قَــوَّمْنَ ســاجاً مُسـْتَخَفَّ الحِمْلِـ، تَشــُقُّ أَعْــرافَ الأُبــابِ الحَفْـلِ أَخبر أَنها سُفُنُ البَرِّ. وأُبابُ الماءِ: عُبابُه. قال: أُبـــابُ بَحْـــرٍ ضــاحكٍ هَــزُوقِ قال ابن جني: ليست الهمزة فيه بدلاً من عين عُباب، وإن كنا قد سمعنا، وإِنما هو فُعالٌ من أَبَّ إذا تَهَيَّأَ.واسْتَئِبَّ أَباً: اتَّخِذْه، نادر، عن ابن الأَعرابي، وإنما قياسه اسْتَأْبِ.
المعجم: لسان العرب

آ، الألف

المعنى: ( آ ) : الألف : تأليفها من همزة ولام وفاء ، وسميت ألفا لأنها تألف الحروف كلها ، وهي أكثر الحروف دخولا في المنطق ، ويقولون : هذه ألف مؤلفة . وقد جاء عن بعضهم في قوله تعالى : ( الم ) أن الألف اسم من أسماء الله تعالى وتقدس ، والله أعلم بما أراد ، والألف اللينة لا صرف لها إنما هي جرس مدة بعد فتحة ، وروى الأزهري عن أبي العباس أحمد بن يحيى ومحمد بن يزيد أنهما قالا : أصول الألفات ثلاثة ويتبعها الباقيات : ألف أصلية وهي في الثلاثي من الأسماء . وألف قطعية وهي في الرباعي . وألف وصلية وهي فيما جاوز الرباعي ، قالا : فالأصلية : مثل ألف ألف وإلف وألف وما أشبهه ، والقطعية : مثل ألف أحمد وأحمر وما أشبهه . والوصلية : مثل ألف استنباط واستخراج ، وهي في الأفعال إذا كانت أصلية مثل ألف أكل ، وفي الرباعي إذا كانت قطعية مثل ألف أحسن ، وفيما زاد عليه مثل ألف استكبر واستدرج إذا كانت وصلية .  قالا : ومعنى ألف الاستفهام ثلاثة : تكون بين الآدميين يقولها بعضهم لبعض استفهاما ، وتكون من الجبار لوليه تقريرا ولعدوه توبيخا ، فالتقرير كقوله عز وجل للمسيح :  أأنت قلت للناس  ؛ قال  أحمد بن يحيى  : وإنما وقع التقرير لعيسى عليه السلام ؛ لأن خصومه كانوا حضورا فأراد الله عز وجل من عيسى أن يكذبهم بما ادعوا عليه ، وأما التوبيخ لعدوه : فكقوله عز وجل :  أصطفى البنات على البنين  وقوله :  أأنتم أعلم أم الله  أأنتم أنشأتم شجرتها  .  وقال أبو منصور : فهذه أصول الألفات ، وللنحويين ألقاب لألفات غيرها تعرف بها ، فمنها : الألف الفاصلة وهي في موضعين ؛ أحدهما : الألف التي تثبتها الكتبة بعد واو الجمع ليفصل بها بين واو الجمع وبين ما بعدها مثل : كفروا وشكروا ، وكذلك الألف التي في مثل : يغزوا ويدعوا ، وإذا استغني عنها لاتصال المكني بالفعل لم تثبت هذه الألف الفاصلة . والأخرى : الألف التي فصلت بين النون التي هي علامة الإناث وبين النون الثقيلة كراهة اجتماع ثلاث نونات في مثل قولك للنساء في الأمر : افعلنان ؛ بكسر النون وزيادة الألف بين النونين . ومنها : ألف العبارة ؛ لأنها تعبر عن المتكلم مثل قولك : أنا أفعل كذا وأنا أستغفر الله وتسمى العاملة . ومنها : الألف المجهولة مثل : ألف فاعل وفاعول وما أشبهها ، وهي ألف تدخل في الأفعال والأسماء مما لا أصل لها ، إنما تأتي لإشباع الفتحة في الفعل والاسم ، وهي إذا لزمتها الحركة كقولك : خاتم وخواتم صارت واوا لما لزمتها الحركة بسكون الألف بعدها ، والألف التي بعدها هي ألف الجمع ، وهي مجهولة أيضا . ومنها : ألف العوض وهي المبدلة من التنوين المنصوب إذا وقفت عليها كقولك : رأيت زيدا وفعلت خيرا وما أشبهها . ومنها : ألف الصلة وهي ألف توصل بها فتحة القافية ، فمثله قوله :    بانت سعاد وأمسى حبلها انقطعا وتسمى ألف الفاصلة ، فوصل ألف العين بألف بعدها . ومنه قوله عز وجل :  وتظنون بالله الظنونا  الألف التي بعد النون الأخيرة هي صلة لفتحة النون ، ولها أخوات في فواصل الآيات كقوله عز وجل : ( قواريرا ) و  سلسبيلا  وأما فتحة " ها " المؤنث فقولك : ضربتها ومررت بها ، والفرق بين ألف الوصل وألف الصلة أن ألف الوصل إنما اجتلبت في أوائل الأسماء والأفعال ، وألف الصلة في أواخر الأسماء كما ترى . [ ص: 30 ] ومنها : ألف النون الخفيفة كقوله عز وجل : ( لنسفعا بالناصية ) وكقوله عز وجل : ( وليكونا من الصاغرين ) الوقوف على ( لنسفعا ) وعلى ( وليكونا ) بالألف ، وهذه الألف خلف من النون ، والنون الخفيفة أصلها الثقيلة إلا أنها خففت ؛ من ذلك قول الأعشى :    ولا تحمد المثرين والله فاحمدا أراد فاحمدن ، بالنون الخفيفة ، فوقف على الألف ، وقال آخر :    وقمير بدا ابن خمس وعشري     ن ، فقالت له الفتاتان : قوما  أراد : قومن فوقف بالألف ؛ ومثله قوله :    يحسبه الجاهل ما لم يعلما     شيخا ، على كرسيه ، معمما  فنصب " يعلم " لأنه أراد ما لم يعلمن بالنون الخفيفة فوقف بالألف ؛ وقال أبو عكرمة الضبي في قول امرئ القيس :    قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل قال : أراد قفن فأبدل الألف من النون الخفيفة كقوله : قوما أراد قومن . قال أبو بكر : وكذلك قوله عز وجل :  ألقيا في جهنم  ؛ أكثر الرواية أن الخطابلمالك خازن جهنم وحده فبناه على ما وصفناه ، وقيل : هو خطاب لمالك وملك معه ، والله أعلم ؛ ومنها : ألف الجمع مثل : مساجد وجبال وفرسان وفواعل ، ومنها : التفضيل والتصغير كقوله : فلان أكرم منك وألأم منك ، وفلان أجهل الناس ، ومنها : ألف النداء كقولك : أزيد ؛ تريد يا زيد ، ومنها : ألف الندبة كقولك : وازيداه ! أعني الألف التي بعد الدال ، ويشاكلها ألف الاستنكار إذا قال رجل : جاء أبو عمرو فيجيب المجيب أبو عمراه ، زيدت الهاء على المدة في الاستنكار كما زيدت في وافلاناه في الندبة ، ومنها : ألف التأنيث نحو مدة حمراء وبيضاء ونفساء ، ومنها : ألف سكرى وحبلى ، ومنها : ألف التعايي وهو أن يقول الرجل : إن عمر ، ثم يرتج عليه كلامه فيقف على عمر ويقول : إن عمرا ، فيمدها مستمدا لما يفتح له من الكلام فيقول : منطلق ، المعنى إن عمر منطلق إذا لم يتعاي ، ويفعلون ذلك في الترخيم كما يقول : يا عما وهو يريد يا عمر ، فيمد فتحة الميم بالألف ليمتد الصوت ؛ ومنها : ألفات المدات كقول العرب للكلكل : الكلكال ، ويقولون للخاتم : خاتام ، وللدانق : داناق . قال أبو بكر : العرب تصل الفتحة بالألف ، والضمة بالواو ، والكسرة بالياء ؛ فمن وصلهم الفتحة بالألف قول الراجز :    قلت وقد خرت على الكلكال :     يا ناقتي ما جلت عن مجالي  أراد : على الكلكل فوصل فتحة الكاف بالألف ؛ وقال آخر :    لها متنتان خظاتا كما أراد : خظتا ؛ ومن وصلهم الضمة بالواو ما أنشده الفراء :    لو أن عمرا هم أن يرقودا     فانهض فشد المئزر المعقودا  أراد : أن يرقد ، فوصل ضمة القاف بالواو ؛ وأنشد أيضا :    الله يعلم أنا في تلفتنا     يوم الفراق ، إلى إخواننا صور  وأنني حيثما يثني الهوى بصري     من حيثما سلكوا ، أدنو فأنظور  أراد : فأنظر ؛ وأنشد في وصل الكسرة بالياء :    لا عهد لي بنيضال     أصبحت كالشن البالي  أراد : بنضال ؛ وقال :    على عجل مني أطأطئ شيمالي أراد : شمالي ، فوصل الكسرة بالياء ؛ وقال عنترة :    ينباع من ذفرى غضوب جسرة أراد : ينبع ؛ قال : وهذا قول أكثر أهل اللغة ، وقال بعضهم : ينباع ينفعل من باع يبوع ، والأول يفعل من نبع ينبع ؛ ومنها : الألف المحولة ، وهي كل ألف أصلها الياء والواو المتحركتان كقولك : قال وباع وقضى وغزا وما أشبهها ؛ ومنها : ألف التثنية كقولك : يجلسان ويذهبان ، ومنها : ألف التثنية في الأسماء كقولك : الزيدان والعمران . وقال أبو زيد : سمعتهم يقولون : أيا أياه أقبل ، وزنه عيا عياه . وقال  أبو بكر بن الأنباري  : ألف القطع في أوائل الأسماء على وجهين ؛ أحدهما : أن تكون في أوائل الأسماء المنفردة ، والوجه الآخر : أن تكون في أوائل الجمع ، فالتي في أوائل الأسماء تعرفها بثباتها في التصغير بأن تمتحن الألف فلا تجدها فاء ولا عينا ولا لاما ، وكذلك  فحيوا بأحسن منها  والفرق بين ألف القطع وألف الوصل أن ألف الوصل فاء من الفعل ، وألف القطع ليست فاء ولا عينا ولا لاما ، وأما ألف القطع في الجمع فمثل ألف ألوان وأزواج ، وكذلك ألف الجمع في الستة ، وأما ألفات الوصل في أوائل الأسماء فهي تسعة : ألف ابن وابنة وابنين وابنتين وامرئ وامرأة واسم واست فهذه ثمانية تكسر الألف في الابتداء وتحذف في الوصل ، والتاسعة الألف التي تدخل مع اللام للتعريف ، وهي مفتوحة في الابتداء ساقطة في الوصل كقولك : الرحمن ، القارعة ، الحاقة ، تسقط هذه الألفات في الوصل وتنفتح في الابتداء . وتقول للرجل إذا ناديته : آفلان وأفلان وآ يا فلان ، بالمد ، والعرب تزيد " آ " إذا أرادوا الوقوف على الحرف المنفرد ؛ أنشد  الكسائي  :    دعا فلان ربه فأسمعا     بالخير خيرات ، وإن شرا فآ  ولا أريد الشر إلا أن تآ قال : يريد إلا أن تشاء ، فجاء بالتاء وحدها وزاد عليها " آ " ، وهي في لغة بني سعد ، إلا أن " تا " بألف لينة ويقولون ألا " تا " ، يقول : ألا تجيء ، فيقول الآخر : بلى فا أي : فاذهب بنا ، وكذلك قوله وإن شرا فآ ، يريد : إن شرا فشر .  الجوهري : " آ " حرف هجاء مقصورة موقوفة ، فإن جعلتها اسما مددتها ، وهي تؤنث ما لم تسم حرفا ، فإذا صغرت آية قلت أيية ، وذلك إذا كانت صغيرة في الخط ، وكذلك القول فيما [ ص: 31 ] أشبهها من الحروف ؛ قال  ابن بري  : صواب هذا القول إذا صغرت " آء " فيمن أنث قلت : أيية ، على قول من يقول زييت زايا ، وذيلت ذالا ، وأما على قول من يقول زويت زايا فإنه يقول في تصغيرها : أوية ، وكذلك تقول في الزاي : زوية . قالالجوهري في آخر ترجمة أوا : آء حرف يمد ويقصر ، فإذا مددت نونت ، وكذلك سائر حروف الهجاء ، والألف ينادى بها القريب دون البعيد ، تقول : أزيد أقبل ، بألف مقصورة والألف من حروف المد واللين ، فاللينة : تسمى الألف ، والمتحركة : تسمى الهمزة ، وقد يتجوز فيها فيقال أيضا : ألف ، وهما جميعا من حروف الزيادات ، وقد تكون الألف ضمير الاثنين في الأفعال نحو فعلا ويفعلان ، وعلامة التثنية في الأسماء ، ودليل الرفع نحو زيدان ورجلان ، وحروف الزيادات عشرة يجمعها قولك : " اليوم تنساه " وإذا تحركت فهي همزة ، وقد تزاد في الكلام للاستفهام ، تقول : أزيد عندك أم عمرو ، فإن اجتمعت همزتان فصلت بينهما بألف ؛ قال  ذو الرمة  :    أيا ظبية الوعساء بين جلاجل     وبين النقا ، آأنت أم أم سالم ؟  قال : والألف على ضربين : ألف وصل وألف قطع ، فكل ما ثبت في الوصل ، فهو ألف القطع ، وما لم يثبت فهو ألف الوصل ، ولا تكون إلا زائدة ، وألف القطع قد تكون زائدة مثل ألف الاستفهام ، وقد تكون أصلية مثل أخذ وأمر ، والله أعلم . 
المعجم: لسان العرب

أَبب

المعنى: أَبب : ( {الأَبُّ: الكَلأُ) ، وَهُوَ العُشْبُ رَطْبُه ويابسُه، وَقد مَرَّ (أَو المرعَى) كَمَا قَالَه ابْن اليَزِيديِّ، وَنَقله الهرَوِيُّ فِي غَرِيبه، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ البَيْضَاوِيُّ والزمخشريُّ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ:} الأَبُّ: جميعُ الكَلإِ الَّذِي تَعْتَلِفُهُ المَاشِيَةُ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {وَفَاكِهَةً {وأَبّاً} (عبس: 31) قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: سَمَّى اللَّهُ تَعَالَى المَرْعَى كُلَّه} أَبًّا، قَالَ الفَرَّاءُ: الأَبُّ مَا تأْكُلُه الأَنْعَامُ، وَقَالَ مُجَاهَدٌ: الفَاكِهَة: مَا أَكلَهُ الناسُ، {والأَبُّ: مَا أَكَلَتِ الأَنْعَامُ،} فالأَبُّ من المَرْعَى للدَّوابِّ كالفاكهة للإِنْسَانِ، قَالَ الشَّاعِر: جِذْمُنَا قَيْسٌ ونَجْدٌ دَارُنَا ولَنَا الأَبُّ بِهِ والمَكْرَعُ (أَو) كُلُّ (مَا أَنْبَتَتِ الأَرْضُ) أَي مَا أَخرجته من النَّبَات، قَالَه ثَعْلَب، وَقَالَ عَطاء: كل شيءٍ ينبتُ على وجهِ الأَرضِ فَهُوَ الأَبُّ (والخَضِرُ) من النَّبَات، وَقيل التِّبْنُ، قَالَه الحَلاَلُ، أَي لأَنه تأَكله الْبَهَائِم، هَكَذَا فِي النّسخ، والخَضِرُ كَكَتِف، وَعَلِيهِ شرح شَيخنَا، وَهُوَ غَلَطٌ، وَالصَّوَاب: الخَصِرُ،  بالصَّاد المُهْمَلَةِ الساكنة، كَمَا قَيَّدهُ الصاغانيّ، وَنسبه لهُذَيْلِ، وَفِي حَدِيث أَنس، أَن عُمَرَ بنَ الخطابِ، رَضِي الله عَنْهُمَا، قرأَ قَوْله عز وَجل: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} وَقَالَ: فَمَا الأَبُّ: ثمَّ قَالَ: مَا كُلِّفْنَا أَو مَا أُمِرْنَا بِهَذَا. والأَبُّ: المَرْعَى المُتَهَيِّىءُ للرَعْي والقَطْعِ، وَمِنْه حَدِيث قُسِّ بنِ ساعدةَ (فَجَعَلَ يَرْتَعُ {أَبًّا وأَصِيدُ ضَبًّا) وَفِي الأَساس: وَتقول: فُلاَنٌ زَاعَ لَهُ الحَبُّ وَطَاعَ لَهُ الأَبُ. أَي زَكَا زَرْعُه واتَّسَع مَرْعَاهُ. } والأَبُّ، بِالتَّشْدِيدِ: لُغَةٌ فِي الأَبِ، بِالتَّخْفِيفِ بِمَعْنى الوَالِد، نَقله شَيخنَا عَن ابْن مَالك فِي (التسهيل) ، وَحَكَاهُ الأَزهريّ فِي (التَّهْذِيب) وَغَيرهمَا، وَقَالُوا: اسْتَأْبَبْتُ فلَانا، ببائَيْنِ، أَي اتَّخَذْتُه أَباً. نَبَّه على ذَلِك شيخُنا مُسْتَدْرِكاً على المُصَنِّفِ. قُلْتُ: إِنَّمَا لم يذكرْه لنُدْرَتِهِ ومخالفتِه للْقِيَاس، قَالَ ابنُ الأَعْرابيّ: {اسْتَئِبَّ أَباً: اتَّخِذْهُ، نَادِرٌ، وإِنما قيَاسُه اسْتَأْبِ. (و) } أَبُّ (: د باليَمنِ قَالَ أَبُو سَعْدٍ: بُلَيْدَةٌ باليَمنِ يُنْسب إِليها أَبُو مُحمَّدِ عبدُ الله بنُ الحَسَن بنِ الفَيَّاضِ الهاشِمِيُّ، وَقَالَ أَبو طَاهِر السِّلفيّ هِيَ: بِكَسْر الْهمزَة، قَالَ: سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ العَزِيز بنَ مُوسَى بنِ مُحَسّن القَلْعِيَّ يَقُول: سَمِعت عُمَرَ بنَ عبدِ الخَالِقِ {الإِبِّيّ يَقُول: بَنَاتِي كُلُّهُنَّ حِضْنَ لتِسْعِ سِنِينَ، كَذَا فِي المُعْجَمِ. قُلْتُ: ونُسِبَ إِليها أَيضاً الفَقِيهُ المُحَدِّث أَبو الْعَبَّاس أَحمد بن سُلَيْمَان بن أَحمد بن صبرَة الحميريّ، مَاتَ سنة 728 ولي قَضَاء مَدِينَة أَبّ، تَرْجَمَه الجنديّ وَغَيره. (و) } إِبُّ (بالكَسْرَة: بِالْيمن) من قُرَى ذِي جَبَلَةَ؛ قَالَ أَبو طَاهِر؛ وَكَذَا يَقُوله أَهل الْيمن بِالْكَسْرِ، وَلَا يعْرفُونَ الْفَتْح، كَذَا فِي (المعجم) ، وَقَالَ الصاغانيّ: هِيَ من مِخْلافِ جعْفَر. ( {وَأَبَّ للسَّيْرِ} يَئِبّ) ، بالكَسْرِ على الْقيَاس فِي المُضَعَّفِ اللَّازِم، (! ويَؤُبّ) ، بالضَّمِّ على خلاف الْقيَاس، وَاقْتصر عَلَيْهِ الجوهريّ وَتَبعهُ على ذَلِك ابنُ  مَالك فِي لامية الأَفعال، واستدركه شَيخنَا فِي حَوَاشِي ابْن النَّاظِم على أَبيه أَنه جَاءَ بِالْوَجْهَيْنِ، فالأَوْلى ذكره فِي قسم مَا وَرَدَ بالوَجْهَين، فالأَوْلى ذكره فِي قسم مَا وَرَدَ بالوَجْهَيْنِ، ( {أَبًّا} وأَبِيباً) على فَعِيلٍ ( {وَأَبَاباً) كَسَحَاب و (} أَبَابَة) كسَحَابَة (: تَهَيَّأَ) للذّهاب وتَجَهَّز، قَالَ الأَعْشى: صَرَمْتُ وَلَمْ أَصْرِمْكُمُ وكَصَارِمٍ أَخٌ قَدْ طَوَى كَشحاً وأَبَّ لِيَذْهَبَا أَي صَرَمْتُكُم فِي تَهَيُّئى لمفارقتكم، ومَنْ تَهَيَّأَ للمُفَارَقَةِ فَهُوَ كَمَنْ صَرَمَ، قَالَ أَبو عبيد: {أَبَبْتُ} أَؤُبُّ {أَبًّا، إِذا عَزَمْتَ على المَسِيرِ وتَهَيَّأْتَ (} كائْتَبَّ) من بَابَ الافْتِعالِ. (و) {أَبَّ (إِلَى وَطَنِه) } يَؤبُّ (أَبًّا {وإِبَابةً) ، ككِتَابَة، (} وأَبَابَةً) ، كسَحابة {وأَبَاباً كسحَابٍ أَيضاً (: اشْتاقَ) . والأَبُّ: النِّزَاعُ إِلى الوَطَنِ، عَن أَبي عَمْرو، قَالَه الجوهريّ، وَالْمَعْرُوف عِنْد ابْن دُرَيْد يَئِبُّ، بِالْكَسْرِ، وأَنشد لهِشَامٍ أَخِي ذِي الرُّمَّةِ: وأَبَّ ذُو المَحْضَرِ البَادِي أَبَابَتهُ وقَوَّضَتْ نِيَّةٌ أَطْنَابَ تَخْيِيمِ (و) أَبَّ (يَدَهُ إِلَى سَيْفِهِ: رَدَّهَا لَيَسُلَّه) ، وَفِي بعض النُّسَخ: لِيَسْتَلَّه، وَذكره الزمخشريّ فِي آبَ بالمَدِّ، وَقَالَ الصاغانيّ، وَلَيْسَ بِثَبتِ. (وهُوَ فِي أَبَابِهِ) بِالفَتْح،} وأَبَابَتِهِ، أَي (فِي جِهَازه) بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا. (وأَبَّ {أَبَّه) أَي (قَصَدَ قَصْدَهُ) ، نَقله الصاغانيُّ (} وأَبَّتْ {أَبَابَتُه) بِالْفَتْح (ويُكسر) أَيِ (اسْتَقَامَتْ طَرِيقَتُه) } فالأَبَابَةُ بمَعْنَى الطَّرِيقَة. ( {والأَبَابُ) بِالْفَتْح: (المَاءُ، والسَّرَابُ) عَن ابْن الأَعرابيّ، وأَنشد: قَوَّمْنَ سَاجاً مُسْتَخَفَّ الحَمْل تَشُقُّ أَعْرافَ الأَبَابِ الحَفْل أَخْبَرَ أَنَّهَا سُفُنُ البَرِّ. (و) } الأُبَابُ (بالضَّمِّ: مُعْظَمُ السَّيْلِ، والمَوْجُ) كالعُبَابِ قَالَ: ! أُبَابُ بَحْرٍ ضاحِكِ هزُوقِ  قَالَ شيخُنا: صَرَّح أَبو حَيَّانَ، وتلميذُه ابنُ أُمِّ قاسِمٍ أَن همزتها بَدَلٌ من العَيْنِ، وأَنها لَيست بلُغَةٍ مستقلّة انْتهى، وأَنكره ابنُ جنّي، فَقَالَ: لَيست الْهمزَة فِيهِ بَدَلاً من عين عُبَاب وإِن كُنَّا قد سَمِعْنَاهُ، وإِنَّمَا هُوَ فُعَالٌ من أَبَّ، إِذا تَهَيَّأَ. قُلْتُ: وَمن الْأَمْثَال: (وقَالُوا للظِّبَاء: (إِنْ أَصابَت المَاءع فَلاَ عَبَاب وإِنْ لَمْ تُصِبْ المَاءَ (فَلَا) {أَبَاب) أَي لم} تَأْتَبَّ لَهُ وَلَا تَتَهَيَّأْ لطلبه، رَاجعه فِي (مجمع الأَمثال) . وَفِي (التَّهْذِيب) : {الوَبُّ: التَّهَيُّؤُ للحَمْلَةِ فِي الحَرْبِ، يُقَال: هَبَّ،} وَوَبَّ، إِذا تَهَيَّأَ للحَمْلَة، قَالَ أَبو مَنْصُور: الأَصل فِيهِ أَبّ، فقلبت الْهمزَة واواً. (و) عَن ابْن الأَعرابيّ (أَبَّ) إِذا (هَزَم بحَمْلَةٍ) ، وَفِي بعض النّسخ: بجُمْلَة، بِالْجِيم، وَهُوَ خطأٌ (لَا مَكْذُوبَةَ) بالنصْبِ، وَهُوَ مصدر كَذَبَ كَمَا يأْتي، (فِيهَا) أَيِ الحَمْلَةِ. ( {وأَبّةُ: اسْمٌ) أَي عَلَمٌ لِرَجِل، كَمَا هُوَ صَنِيعُه فِي الكِتَاب، فإِنه يُرِيد بالاسمِ العَلَمَ (وبِهِ سُمِّيَت} أَبَّةُ العُلْيَا و) أَبَّهُ (السُّفْلَى) وهما (قَرْيَتَان بلَحْجٍ) ، بِفَتْح فَسُكُون، بَلْدَةٌ بعَدَنِ أَبْيَن من اليَمَنِ، أَي كَمَا سُمِّيَت أَبْيَنُ بأَبْيَنَ بنِ زُهَيْرٍ. (و) {أُبَّةُ (بِالضَّمِّ: د بإِفْرِيقِيَّة) بَينهَا وَبَين القَيْرَوَانِ ثلاثةُ أَيام، وَهِي من نَاحيَة الأَرْبُسِ موصوفةٌ بِكَثْرَة الفَوَاكه وإِنباتِ الزعفرانِ، ينْسب إِليها أَبو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن عبد المُعْطِي بن أَحمدَ الأَنْصاريُّ، روى عَن أَبي حَفْص عُمَر بنِ إِسماعيلَ البَرْقيّ، كتب عَنهُ أَبو جَعْفَر أَحمد بن يحيى الجَارُودِيّ بِمصْر، وأَبو الْعَبَّاس أَحمد بن مُحَمَّد} - الأُبِّيُّ، أَديب شَاعِر، سَافر إِلى الْيمن، ولقى الوَزِيرَ العَبْديَّ، وَرجع إِلى مصْرَ فأَقام بهَا إِلى أَن مَاتَ فِي سنة 598، كَذَا فِي (المعجم) . قُلْتُ: أَما عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُعْطى  المذكورُ فَالصَّوَاب فِي نِسْبَتِهِ الأُبَيِّى مَنْسُوب إِلى جَدِّه {- أُبَيّ، نبَّه على ذَلِك الحافظُ ابنُ حَجر. وَمِمَّنْ نسب إِليها من المتأَخرين، الإِمَام أَبو عبد الله محمدُ بن خليفةَ التونسيُّ الأُبِّيُّ شَارِح مُسْلِم تلميذُ الإِمام ابْن عَرَفَةَ، ذكره شَيخنَا. (} وأَبَّبَ) ، إِذا (صاحَ) ، والعَامَّةُ تَقول هَبَّبَ. ( {وتأَبَّبَ بِهِ) أَي تَعَجَّبَ وتَبَجَّحَ) ، نَقله الصاغانيّ. (} وأَبَّى) بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد الْبَاء والقَصْرِ (كَحَتَّى: نَهْرٌ بَين الكُوفَة و) بَين (قَصْرِ) ابنِ هُبَيْرَةَ (بَنِي مُقَاتِل) ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وصوابُه (ابْنِ مُقَاتِل) وَهُوَ ابنُ حسَّانَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ أَوْسِ بنِ إِبراهِيمَ بن أَيّوبَ التَّيْمِيّ، مِنْ زَيْدِ مَنَاةَ، وسيأْتي ذكره (يُنْسَبُ إِلى أَبَّى ابْن الصَّامَغَانِ من مُلُوكِ النَّبَطِ) ذَكَره الهَيْثَمُ بنُ عَدِيَ. (ونَهْرٌ) من أَنهار البَطِيحَةِ (بِوَاسطِ العرَاقِ) وَهُوَ من أَنهارها الْكِبَار، (و) وَرَدَ فِي الحَدِيث عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاقَ، عَن معبد بنِ كعبِ بنِ مالكٍ قَالَ: لَمَّا أَتَى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمبَنِي قُرَيْظَةَ، وَنزل على بِئرٍ من أَبْيَارِهِم فِي نَاحيَة من أَموالهم، يُقَال لَهَا بِئرُ أَبَّى وَهِي (بِئرٌ بالمَدِينَةِ) قَالَ الحَازِمِيُّ: كَذَا وجدتُه مضبوطاً مُجَوَّداً بِخَط أَبِي الحَسَنِ بن فُرَات (أَو هِيَ) وَفِي نُسْخَةٍ هُوَ (أُنَا بالنُّونِ مُخَفَّفَةً كَهُنا) قَالَ الحَازِميّ: كَذَا سمعته من بعض المُحَصِّلِين، كَذَا فِي (المعجم) وسيأْتي ذكرُه فِي مَحَلِّه، إِن شاءَ الله تَعَالَى. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه: أَبَّ إِذَا حَرَّكَ، عَنِ ابْن الأَعْرَابيّ،! وائْتَبَّ إِذا اشْتَاقَ. وأَبَّى بنُ جَعْفَر النَّجِيرَمي مُحَدِّثٌ ضَعِيف. وسَالِمُ بنُ عبدِ الله بنِ أَبَّى أَندلسِيٌّ، روى عَن ابْن مُزَينِ، وسيأْتي فِي آخر الْكتاب.
المعجم: تاج العروس