المعجم العربي الجامع

هَزاهِزُ

المعنى: الفِتَن التي تَهُزُّ النّاس، قَلاقلُ. يقال: «فلانٌ شَهِد الهَزاهِزَ» أي الحروب والشَّدائد والأهوال.؛ماءٌ -: يَهْتَزُّ من صَفائه.
المعجم: القاموس

قَلْقَلَ

المعنى: في الأرض: ضرب فيها. وـ الشيءَ: حَرَّكه. وـ الحزن دَمْعَه: أساله.؛(تَقَلْقَلَ): تحَرَّك. وـ في البلاد: تقلَّب فيها.؛(القُلاقِل): السريع التَّقلقل. وـ الخفيف في السَّفر. يقال: فرس قُلاقِل: جواد سريع. وـ المِعْوان.؛(القَلْقَلَة): (في علم التجويد): أن ينتهي النطق بالحرف الساكن بحركة خفيفة، ولا يكون إلا في حرف شديد غير مهموس، وهي حروف: (قُطبجد).
المعجم: الوسيط

قعر

المعنى: بئر قعيرة وقد قعرت، وقعرتها: نزلت فيها حتى انتهيت إلى قعرها، وأقعرها حافرها وقعّرها: عمّقها. ومن المجاز: قصعة قعيرة. وقعرت الشجرة: قلعتها من قعرها أي من أصلها فانقعرت "أعجاز نخل منقعر" وقعرت الإناء: شربت ما فيه حتى انتهيت إلى قعره. قال عبيد الله بن أيوب العنبريّ: وأصبحت مثل القدح في قعر جعبة نضـيّاً لقًـى قد طال فيها قلاقله لا ريش عليه من نضاه إذا سلبه. وعن بعض العرب: لا أدخل عليه قعيرة بيتٍ وقعرة بيت. وفلان بعيد القعر. وليس لكلامه قعر. ورجل مقعر: يتكلم بقعر حلقه. وفلان مقعّرٌ: يبلغ قعور الأمور. قال الكميت: البـالغون قعـور الأمـر ترويـةً والباسـطون أكفـاً غيـر أصـفار وإناء قعران إذا كان الشيء في قعره، كما تقول: قربان إذا كان قريباً من الملء.
المعجم: أساس البلاغة

القل

المعنى: ـ القُلُّ، بالضم، ـ والقِلَّةُ، بالكسر: ضِدُّ الكَثْرَةِ (والكُثْرِ) َلَّ يَقِلُّ، فهو قليلٌ، كأَميرٍ وغُرابٍ وسحابٍ. ـ وأقَلَّهُ: جَعَلَهُ قليلاً، ـ كقَلَّلَهُ، وصادَفَه قليلاً، وأتَى بقليلٍ. ـ والقُلُّ، بالضم: القليلُ، ـ وـ من الشيءِ: أقَلُّهُ. وكأَميرٍ: القصيرُ النحيفُ، وهي: بهاءٍ. ـ وقومٌ قَليلونَ وأقِلاَّءُ وقُلُلٌ وقُلُلونَ: يكونُ ذلك في قِلَّةِ العَدَدِ، ودِقَّةِ الجُثَّةِ. ـ والإِقْلالُ: قِلَّةُ الجِدَةِ. ـ ورجُلٌ مُقِلٌّ وأقَلَّ: فَقيرٌ، وفيه بَقِيَّةٌ. ـ وقالَلْتُ له الماءَ: إذا خِفْتَ العَطَشَ، فأَرَدْتَ أن يُسْتَقَلَّ ماؤُكَ. وقُلُّ بنُ قُلٍّ، بضَمِّهِما، لا يُعْرَفُ هو ولا أبوهُ. ـ وقُلُّ رَجُلٍ يقولُ ذلك إلاَّ زيدٌ، بالضم، ـ وأقَلُّ رَجُلٍ مَعْناهُما: ما رجُلٌ يقولُه إلا هو. ـ ورجُلٌ قُلٌّ، بالضم: فَرْدٌ لا أحَدَ له. ـ وقُلُلٌ من الناسِ، بضمتينِ: ناسٌ مُتَفَرِّقونَ من قَبائِلَ شَتَّى أو غيرِ شتَّى فإذا اجتمعوا جَمْعاً، فهم قُلَلٌ، كصُرَدٍ. ـ والقلَّةُ، بالكسرِ: الرِّعْدَةُ، وبالفتحِ: النَّهْضَةُ من عِلَّةٍ أو فَقْرٍ، وبالضم: أعْلَى الرأسِ والسَّنامِ والجَبَلِ أو كلِّ شيءٍ، والجماعةُ منَّا، والحُبُّ العَظيمُ، أو الجَرَّةُ العظيمَةُ، أو عامَّةً، أو منن الفَخَّارِ، والكوزُ الصغيرِ، ضِدٌّ ـ ج: كصُرَدٍ وجبالٍ، ـ وـ من السَّيفِ: قَبيعَتُه. ـ واسْتَقَلَّهُ: حَمَلَه ورَفَعَه، ـ كقَلَّه وأقَلَّه، ـ وـ الطائرُ في طَيَرانِه: ارْتَفَعَ، ـ وـ النَّباتُ: أنافَ، ـ وـ القومُ: ذَهَبوا وارْتَحَلوا، ـ وـ الشيءَ: عَدَّهُ قَليلاً، ـ كتَقالَّهُ، وغَضِبَ. ـ والقِلُّ، بالكسر: النَّواةُ تَنْبُتُ مُنْفَرِدَةً ضَعيفَةً، والرِّعْدَةُ إذا كانت غَضَباً أو طمعاً، ـ كالقِلَّةِ ـ ج: كعِنَبٍ. ـ والقِلالُ، ككِتابٍ: الخُشُبُ المنْصوبَةُ للتَّعْريشِ. وقد أقَلَّتْه الرِّعْدَةُ واسْتَقَلَّتْه. ـ وأخَذَ بِقِلِّيلَتِه وقِلِّيلاهُ، مُشَدَّدَتَيْنِ مَكْسورَتَيْنِ، ـ وإِقْليلاهُ، مَكْسورَةً: بجُمْلَتِه. ـ وارْتَحَلوا بِقِلِّيَّتِهم: بجَماعَتِهم، لم يَدَعوا وراءَهُم شيئاً. ـ وأكَلَ الضَّبَّ بِقِلِّيَّتِه: بِعِظامِه وجِلْدِه. ـ والقَلْقالُ: المِسْفارُ. وكهُدْهُدٍ: الخَفيفُ. وكزِبْرِجٍ: نَبْتٌ له حَبٌّ أسْوَدُ، حَسَنُ الشَّمِّ، محرِّكٌ للباءَةٍ جِدّاً، لاسِيَّما مَدْقوقاً بسِمْسِمٍ مَعْجوناً بِعَسَلٍ، ـ ويقالُ له: القُلْقُلانُ والقُلاقِلُ، بضمِهما، أو هُما نَبْتانِ آخَرانِ، وعِرْقُ هذا الشجرِ المُغاثُ. ومنه المَثَلُ: ـ "دَقَّكَ بالمِنْحازِ حَبَّ القِلْقِلِ " . والعامَّةُ تقوله بالفاءِ غَلَطاً. ـ والقُلْقُلانِيُّ، بالضم: طائرٌ كالفاخِتَةِ. ـ وقَلْقَلَ: صَوَّتَ، ـ وـ الشيءَ قَلْقَلَةً وقِلْقالاً، بالكسر ويُفْتَحُ: حَرَّكَهُ، أو بالفتحِ: الاسمُ، ـ وـ في الأرضِ: ضَرَبَ فيها. ـ والقُلْقُلُ والقُلاقِلُ، بضمهما: المِعْوانُ السَّريعُ التَّقَلْقُلِ، أي: التحرُّكِ. ـ وحُروفُ القَلْقَلَةِ: جطدقب. ـ والقِلِّيَّةُ، بالكسر وشَدِّ اللامِ: شِبْهُ الصَّوْمَعَةِ. ـ والقِلُّ: الحائِطُ القصيرُ، وبهاءٍ: النَّهْضَةُ من عِلَّةٍ أو فَقْرٍ. ـ والقُلَّى، كرُبَّى: الجارِيَةُ القَصيرَةُ. ـ وتَقالَّتِ الشمسُ: تَرَحَّلَتْ. ـ ولَقُلَّ ما جِئْتُكَ، بضم القافِ: لُغَةٌ في الفتح (والقَليلُ: القَصيرُ، وهي: بهاءٍ) ـ وقالَلْتُ له: قَلُلْتُ عَطاءَهُ. ـ وسَيْفٌ مُقَلَّلٌ، كمُعَظَّمٍ: له قَبيعَةٌ.
المعجم: القاموس المحيط

حصد

المعنى: حصد : (حصَد الزَّرْعَ و) غيرَه من (النَّبَاتِ يَحْصِدُه) ، بِالْكَسْرِ، (ويَحْصُدُه) ، بالضّمّ، (حَصْداً) ، بِفَتْح فسكود، (وحَصَاداً) ، بِالْفَتْح، (وحِصَاداً) . بِالْكَسْرِ، عَن اللَّحْيانيّ: (قَطَعَه بالمِنْجَل) . وأَصل الحَصَاد فِي الزَّرع،  (كاحْتَصَده) قَالَ الطِّرِمّاح: إِنّمَا نَحْنُ مِثْلُ خَامَةِ زَرْعٍ فمتَى يأْنِ يأْتِ مُحْتَصِدُهْ (وَهُوَ حاصِدٌ، من) قوم (حَصَدَةٍ) ، محرّكةً، (وحُصَّادٍ) ، بضمّ فتشديد. (والحَصَادُ) ، بِالْفَتْح:) أَوَانُه، ويُكْسَر) . (و) الحَصَاد: (نَبْتٌ) يَنْبُتُ فِي البَرَّاقِ على نِبْتَةِ الخافُورِ (يَخْبِطُ الْغَنَمُ) ، وَفِي بعض النُّسخ: يُخْبَطُ لِلْغَنَمِ. وَقَالَ أَبو حنيفَة: الحَصَادُ يُشْبِه السَّبَطَ. ورُوِيَ عَن الأَصمعيّ: الحَصَادُ: نَبْتٌ لَهُ قَصَبٌ يَنبسط فِي الأَرض، وُرَيْقُه على طَرَفِ قَصَبِهِ. وَفِي الصّحاح: الحَصَاد كالنَّصِيِّ. (و) الحَصَاد: (الزَّرْعُ المحصودُ، كالحَصَدِ) ، محرّكةً، (والحَصيدِ) ، كأَمِيرٍ، (والحَصِيدةِ) ، بِزِيَادَة الهاءِ، وأَنشد: إِلى مُقْعَدَاتٍ تَطْرَحُ الرِّيحُ بالضُّحَى عليهِنَّ رَفْضاً من حِصَادِ القُلَاقِلِ أَراد بحَصادِ القُلَاقِل: مَا تَنَاثَرَ مِنْهُ بعدَ هَيْجِه. (وأَحْصَدَ) البُرُّ والزَّرْعُ: (حَان أَن يُحْصَدَ، كاسْتَحْصَد) ، قَالَه ابْن الأَعرابيّ. وَقيل استَحْصَد: دعَا إِلى ذالك من نَفسه. (و) أَحْصَدَ (الحَبْلَ: فَتَلَهُ) فَتْلاً مُحْكَماً. (والحَصِيدَةُ: أَسَافِلُ الزَّرْعِ الّتي) تَبْقَى (لَا يَتَمَكَّنُ مِنْهَا المِنْجَلُ) . (و) الحصِيدُ: (المَزْرَعةُ (لأَنّهَا تُحْصَدُ. وَقَالَ الأَزهَرِيّ: الحَصِيدةُ المَزْرَعَةُ إِذا حُصِدَت كُلُّهَا. والجمعُ الحَصائِدُ. والحَصِيدُ: الّذي حَصَدَتُه الأَيدِي. قالَه أَبو حنيفَةَ. وَقيل هُوَ  الّذِي انتزعتْه الرِّياحُ فطارَتْ بِهِ. (والمُحْصَد، كمُجْمَل: مَا جَفَّ وَهُوَ قائمٌ) . (والحَصَدُ، مُحَرَّكةً: نَبَاتٌ) ، واحدتُه حَصَدَة، أَو شَجَرٌ، قَالَ الأَخطل: تَظَلُّ فِيهِ بنَاتُ الماءِ أَنْجِيَةً وَفِي جَوَانِبِ اليَنْبُوتُ والحَصَدُ (و) الحَصَد: (مَا جَفَّ من النَّبَات) وأَحْصَدَ، قَالَ النابغةُ: يَمُدُّه كلُّ وادٍ مُترَعٍ لَجِبٍ فيهِ حُطَامٌ من اليَنْبُوتِ والحَصَدِ (و) الحَصَد: (اشتِدَادُ الفَتْلِ، واسْتِحْكَامُ الصِّناعةِ فِي الأَوتارِ والحِبَالِ والدُّرُوعِ) ، يُقَال؛ (حَبْلٌ أَحْصَدُ وحَصِدٌ) . ككَتِف، (ومُحْصَدٌ) ، كمُكرَم، (ومُسْتَحْصِدٌ) على صِيغَة اسْم الْفَاعِل، وَقَالَ اللَّيْث: الحَصَدُ مَصدَرُ الشَّيْءِ الأَحصَدِ، وَهُوَ المُحْكَمُ فَتْلُه وصَنْعَته، وحَبْلٌ مُحْصَدٌ، أَي مُحْكَمٌ مَفْتُولٌ، ووَتَرٌ أَحْصَدُ: شَديدُ الفَتْلِ. (ودِرْعٌ حَصْدَاءُ: ضَيِّقَةُ الحَلَقِ مُحَكَمَةٌ) صُلْبَةٌ شديدةٌ. (وشَجَرَةٌ حَصْدَاءُ: كَثيرَةُ الوَرَقِ) ، نقلهما الصاغانيّ. (وحَصَدَ) الرَّجلُ: (مَاتَ) ، حَكَاهُ اللِّحيانيّ عَن أَبي طَيْبَةَ، وَقَالَ: هِيَ لُغتنا. ولُغَةُ الأَكثرِ: عَصَدَ، بِالْعينِ الْمُهْملَة. (واستَحْصَد) الرّجلُ: (غَضِبَ) ، أَو اشْتدَّ غَضَبُه (و) استحْصَد (القوْمُ: اجتمَعُوا وتَضَافَرُوا) . (و) استَحْصَدَ (الحَبْلُ استَحْكَمَ) ، وكذالك أَمْرُ القَوْمِ، كاستحْصَفَ. (و) المِحْصَد (كمِنْبَرٍ: المِنْجَل) الّذي يُحَزُّ بِهِ الزَّرع. (و) من الْمجَاز: رَجُلٌ (مُحْصَدُ  الرَّأْيِ، كمُجْملٍ: سَديدُه) مُحْكَمُه، على التَّشْبيه بالحَبْل المُحْصَدِ ورأْيٌ مُسْتَحْصَدٌ: مُحْكم. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: حَصَادُ البُقُولِ البَرِّيَّة: مَا تَناثرَ من حِبَّتها عِنْد هَيْجِها. {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} (قلله: 9) مِمّا أخضِيفَ إِلَى نَفْسه، وَقَالَ اللَّيْث: أَراد حَبَّ البُرِّ المَحْصُودِ. وَمن الْمجَاز: حَصَدَهم بالسَّيْفِ يَحْصُدُهُم حَصْداً: قَتَلَهم، أَو بالَغَ فِي قَتْلِهِمْ، واستأْصلَهم، مأْخُوذٌ مِن حَصْدِ الزَّرع. وَفِي التَّهْذِيب: وحَصادُ البَرْوَقِ: حِبَّةٌ سَوْدَاءُ، وَمِنْه قولُ ابنِ فَسْوَةَ: كأَنَّ حصَادَ البَرْوَقِ الجَعْدِ جائِلٌ بذِفْرَى عفَرْناة خِلَافَ المُعَذَّرِ وحصائِدُ الأَلْسنة: أَي مَا قالَتْه الأَلْسِنَة، وَهُوَ مَا يَقتَطِعُونه من الكلامِ الّذي لَا خيرَ فِيهِ، واحِدَتها حَصيدَةٌ، تَشْبِيها بِمَا يُحْصَدُ من الزَّرْع إِذا جُزَّ، وتَشْبِيهاً لِلِّسَانِ وَمَا يَقتطِعُ من القَوْل بِحَدِّ المِنْجلِ الّذي يُحْصَدُ بِهِ. وَحكى ابنُ جِنِّي عَن أَحمدَ بن يحْيى: حاصُودٌ وَحواصِيدُ، وَلم يُفَسِّره. قَالَ ابْن سَيّده: وَلَا أَدري مَا هُوَ. وَمن الْمجَاز: (مَن زَرَع الشَّرَّ حَصَدَ النَّدامةَ) .
المعجم: تاج العروس

قلل

المعنى: القِلَّةُ: خِلاف الكثرة. والقُلُّ: خلاف الكُثْر، وقد قَلَّ يَقِلُّ قِلَّة وقُلاًّ، فهو قَليل وقُلال وقَلال، بالفتح؛ عن ابن جني.وقَلَّله وأقَلَّه: جعله قليلاً، وقيل: قَلَّله جعله قَليلاً. وأَقَلَّ: أَتى بقَلِيل. وأَقَلَّ منه: كقَلَّله؛ عن ابن جني. وقَلَّله في عينه أَي أَراه قَليلاً. وأَقَلَّ الشيء: صادَفه قَليلاً. واستقلَّه: رآه قَليلاً.يقال: تَقَلَّل الشيءَ واستقلَّه وتَقالَّه إذا رآه قَليلاً. وفي حديث أَنس: أَن نَفَراً سأَلوه عن عِبادة النبي، صلى الله عليه وسلم، فلما أُخُبِروا كأَنهم تَقالُّوها أَي استقلُّوها، وهو تَفاعُل من القِلَّة. وفي الحديث: أَنه كان يُقِلُّ اللَّغْوَ أَي لا يَلْغُو أَصلاً؛ قال ابن الأَثير: وهذا اللفظ يستعمَل في نفي أَصل الشيء كقوله تعالى: فَقَلِيلاً ما يؤمنون، قال: ويجوز أَن يريد باللَّغْو الهزْلَ والدُّعاية، وأَن ذلك كان منه قَليلاً.والقُلُّ: القِلَّة مثل الذُّلِّ والذِّلَّة. يقال: الحمدلله على القُلّ والكُثْر، والقِلِّ والكِثْرِ، وما له قُلٌّ ولا كُثْرٌ. وفي حديث ابن مسعود: الرِّبا، وإِن كَثُر، فهو إِلى قُلٍّ؛ معناه إِلى قِلَّة أَي أَنه وإِن كان زيادة في المال عاجلاً فإِنه يَؤُول إِلى النقص، كقوله: يمحَق الله الرِّبا ويُرْبي الصَّدَقات؛ قاله أَبو عبيد وأَنشد قول لبيد: كــــلُّ بَنــــي حُــــرَّةٍ مَصــــِيرُهُمْ قُلٌّـــ، وإِن أَكـــثرتْ مـــن العَــدَدْ وأَنشد الأَصمعي لخالد بن عَلْقمَة الدَّارمي: ويْــلُ آمّ لَــذَّات الشــباب، مَعِيشــه مع الكُثْرِ يُعْطاه الفَتى المُتْلِف النَّدي قد يَقْصُر القُلُّ الفَتى دُونَ هَمِّه، وقد كان، لولا القُلُّ، طَلاَّعَ أَنْجُدِ وأَنشد ابن بري لآخر: فأَرْضـــَوْهُ إِنْ أَعْطَــوْه مِنِّــي ظُلامَــةً ومــا كُنْــتُ قُلاًّ، قبـلَ ذلكـ، أَزْيَبـا وقولهم: لم يترُك قَليلاً ولا كثيراً؛ قال أَبو عبيد: فإِنَّهم يَبْدَؤون بالأَدْوَن كقولهم القَمَران، ورَبِيعة ومُضَر، وسُلَيم وعامر.والقُلال، بالضم: القَلِيل. وشيء قليل، وجمعه قُلُل: مثل سَرِير وسُرُر.وشيء قُلٌّ: قَليل. وقُلُّ الشيء: أَقَلُّه. والقَلِيل من الرجال: القصير الدَّقِيق الجُثَّة، وامرأَة قَلِيلة كذلك. ورجل قُلٌّ: قصير الجُثَّة.والقُلُّ من الرجال: الخسيس الدِّين؛ ومنه قول الأَعشى: ومــا كُنْــتُ قُلاًّ، قبـلَ ذلكـ، أَزْيَبـا ووصفَ أَبو حنيفة العَرْض بالقِلَّة فقال: المِعْوَل نَصْل طويلٌ قَلِيل العَرْض، وقومٌ قَلِيلون وأَقِلاَّءُ وقُلُلٌ وقُلُلون: يكون ذلك في قِلَّة العَدَد ودِقَّة الجُثَّة، وقومٌ قَلِيل أَيضاً. قال الله تعالى: واذكروا إِذ كنتم قَليلاً فكثَّركم.وقالوا: قَلَّما يقوم زيد؛ هَيَّأَتْ ما قَلَّ ليقَعَ بعدها الفعلُ؛ قال بعض النحويين: قَلَّ من قولك قَلَّما فِعْلٌ لا فاعل له، لأَن ما أَزالته عن حُكْمه في تقاضيه الفاعل، وأَصارته إِلى حكم الحرف المتقاضِي للفعل لا الاسم نحو لولا وهلاَّ جميعاً، وذلك في التَّحْضيض، وإِن في الشرط وحرف الاستفهام؛ ولذلك ذهب سيبويه في قول الشاعر: صــَدَدْت فــأَطولت الصــُّدودَ، وقَلَّمــا وِصــالٌ علــى طُــول الصــُّدود يَـدُومُ إِلى أَن وِصالٌ يرتفِع بفعل مضمر يدلُّ عليه يَدُوم، حتى كأَنه قال: وقَلَّما يدوم وِصالٌ، فلما أَضمر يَدُوم فسره بقوله فيما بعدُ يَدومُ، فجرى ذلك في ارتفاعه بالفعل المضمر لا بالابتداء مجرى قولك: أَوِصالٌ يَدومُ أَو هَلاَّ وِصال يَدُوم؟ ونظير ذلك حرف الجر في نحو قول الله عز وجل: رُبَّما يَوَدُّ الذين كفروا؛ فما أَصلحتْ رُبَّ لوقوع الفعل بعدها ومنعتْها وقوعَ الاسم الذي هو لها في الأَصل بعدها، فكما فارقت رُبَّ بتركيبها مع ما حكمَها قبل أَن تركَّب معها، فكذلك فارقتْ طالَ وقَلَّ بالتركيب الحادث فيهما ما كانتا عليه من طلبهما الأَسماء، أَلا ترى أَنْ لو قلتَ طالما زيد عندنا أَو قَلَّما محمد في الدار لم يجز؟ وبعد فإِنَّ التركيب يُحْدِث في المركَّبَين معنىً لم يكن قبل فيهما، وذلك نحو إِنَّ مفردة فإِنها للتحقيق، فإِذا دخلتْها ما كافَّة صارت للتحقير كقولك: إِنَّما أَنا عبدُك، وإِنما أَنا رسول ونحو ذلك، وقالوا: أَقَلُّ امرأَتين تَقُولان ذلك؛ قال ابن جني: لما ضارع المبتدأ حرفَ النفي بَقَّوُا المبتدأ بلا خبر.وأَقَلَّ: افتقَرَ. والإِقْلالُ: قِلَّة الجِدَةِ، وقَلَّ مالُه. ورجل مُقِلٌّ وأَقَلُّ: فقير. يقال: فعل ذلك من بين أَثْرَى وأَقَلَّ أَي من بين الناس كلهم.وقالَلْتُ له الماءَ إذا خفتَ العطش فأَردت أَن تستقِلَّ ماءَك. أَبو زيد: قالَلْت لفلان، وذلك إذا قلَّلْت ما أَعطيتَه. وتَقالَلْت ما أَعطاني أَي استقلَلْته، وتكاثَرْته أَي استكثرته.وهو قُلُّ بنُ قُلٍّ وضُلُّ بنُ ضُلٍّ: لا يُعرف هو ولا أَبوه، قال سيبويه: وقالوا قُلُّ رجل يقول ذلك إِلا زيد. وقدم علينا قُلُلٌ من الناس إذا كانوا من قَبائل شتَّى متفرِّقين، فإِذا اجتمعوا جمعاً فهم قُلَلٌ.والقُلَّة: الحُبُّ العظيم، وقيل: الجَرَّة العظيمة، وقيل: الجَرَّة عامة، وقيل: الكُوز الصغير، والجمع قُلَل وقِلال، وقيل: هو إِناءٌ للعرب كالجَرَّة الكبيرة؛ وقال جميل بن معمر: فظَلِلْنـــــا بنِعمــــة واتَّكَأْنــــا وشـــــَرِبْنا الحَلالَ مــــن قُلَلِــــهْ وقِلال هَجَر: شبيهة بالحِبَاب؛ قالَ حسان: وأَقْفَـــر مـــن حُضــَّارِه وِرْدُ أَهْلِــهِ وقــد كــان يُســقَى فـي قِلالٍ وحَنْتَـم وقال الأَخطل: يَمْشــُون حَــولَ مُكَــدَّمٍ، قــد كَــدَّحَتْ مَتْنَيـــــه حَمْــــلُ حَنــــاتِمٍ وقِلال وفي الحديث: إذا بلَغ الماءُ قُلَّتين لم يحمِل نَجَساً، وفي رواية: لم يحمِل خَبَثاً؛ قال أَبو عبيد في قوله قُلَّتين: يعني هذه الحِبَاب العِظام، واحدتها قُلَّة، وهي معروفة بالحجاز وقد تكون بالشام. وفي الحديث في ذكر الجنة وصفة سِدْرة المُنْتَهَى: ونَبِقُها مثل قِلال هَجَر، وهَجَر: قرية قريبة من المدينة وليست هَجَر البحرين، وكانت تعمل بها القِلال.وروى شمر عن ابن جريج قال: أَخبرني من رأَى قِلال هجر تسع القُلَّة منها الفَرَق؛ قال عبد الرزاق: الفَرَق أَربعة أَصْوُع بصاع سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وروي عن عيسى بن يونس قال: القُلَّة يؤتى بها من ناحية اليمن تسع فيها خمس جِرار أَو سِتّاً؛ قال أَحمد بن حنبل: قدر كل كل قُلَّة قِرْبتان، قال: وأَخشى على القُلَّتين من البَوْل، فأَما غير البَوْل فلا ينجسه شيء، وقال إِسحق: البول وغيره سواء إذا بلغ الماء قُلَّتين لم ينجسه شيء، وهو نحو أَربعين دَلْواً أكثر ما قيل في القُلَّتين، قال الأَزهري. وقِلال هَجر والأَحْساء ونواحيها معروفة تأْخذ القُلَّة منها مَزادة كبيرة من الماء، وتملأُ الرواية قُلَّتين، وكانوا يسمونها الخُرُوس، واحدها خَرْس، ويسمونها القلال، واحدتها قُلَّة، قال: وأَراها سميت قِلالاً لأَنها تُقَلُّ أَي ترفَع إذا ملئت وتحمَل.وفي حديث العباس: فحَثَا في ثوبه ثم ذهب يُقِلُّه فلم يستطِع؛ يقال: أَقَلَّ الشيءَ يُقِلُّه واستقلَّه يستقلُّه إذا رفعه وحمله. وأَقَلَّ الجَرَّة: أَطاق حملها. وأَقَلَّ الشيء واستقبلَّه: حمله ورفعه.وقُلَّة كل شيء: رأْسه. والقُلَّة: أَعلى الجبل. وقُلَّة كل شيء: أَعلاه، والجمع كالجمع، وخص بعضهم به أَعلى الرأْس والسنام والجبل. وقِلالة الجبل: كقُلَّته؛ قال ابن أَحمر: مــا أُمُّ غَفْــرٍ فــي القِلالــة، لــم يَمْســـَسْ حَشـــاها، قبلهـــ، غَفْـــر ورأْس الإِنسان قُلَّة؛ وأَنشد سيبويه: عَجـائب تُبْـدِي الشـَّيْبَ فـي قُلَّة الطِّفْل والجمع قُلَل؛ ومنه قول ذي الرمة يصف فِراخ النعامة ويشبه رؤوسها بالبنادق: أَشــْداقُها كصــُدُوع النَّبْـع فـي قُلَـلٍ مثـل الدَّحارِيـج لـم يَنْبُـت لهـا زَغَبُ وقُلَّة السيف: قَبِيعَتُه. وسيف مُقَلَّل إذا كانت له قَبِيعة؛ قال بعض الهذليين: وكُنَّـا، إذا مـا الحـربُ ضـُرِّس نابُهـا نُقَوِّمُهــــا بالمَشــــْرَفِيِّ المُقَلَّـــل واستقلَّ الطائر في طيرانه: نَهض للطيران وارتفع في الهواء. واستقلَّ النبات: أَنافَ. واستقلَّ القوم: ذهبوا واحتملوا سارِين وارتحلوا؛ قال الله عز وجل: حتى إذا أَقَلَّتْ سحاباً ثِقالاً؛ أَي حَمَلت. واستقلَّت السماء: ارتفعت. وفي الحديث: حتى تَقالَّت الشمس أَي استقلَّت في السماء وارتفعت وتعالَتْ. وفي حديث عمرو بن عَنْبسة: قال له إذا ارتفعت الشمس فالصلاة مَحْظُورة حتى يستقلَّ الرُّمْحُ بالظِّل أَي حتى يبلُغ ظل الرمح المغروس في الأَرض أَدنى غاية القِلَّة والنقص، لأَن ظل كل شخص في أَوَّل النهار يكون طويلاً ثم لا يزال ينقص حتى يبلُغ أَقصره، وذلك عند انتِصاف النهار، فإِذا زالت الشمس عاد الظل يزيد، وحينئذ يدخُل وقت الظهر وتجوز الصلاة ويذهب وقت الكراهة، وهذا الظل المتناهي في القصر هو الذي يسمَّى ظل الزوال أَي الظل الذي تزول الشمس عن وسط السماء وهو موجود قبل الزيادة، فقوله يستقِلُّ الرمحُ بالظل، هو من القِلَّة لا من الإِقْلال والاسْتقلالِ الذي بمعنى الارتفاع والاسْتبداد.والقِلَّة والقِلُّ، بالكسر: الرِّعْدة، وقيل: هي الرِّعْدة من الغضب والطمَع ونحوه يأْخذ الإِنسان، وقد أَقَلَّته الرِّعْدة واستقلَّته؛ قال الشاعر: وأَدْنَيْتِنــي حــتى إذا مــا جَعَلْتِنـي علـى الخَصـْرِ أَو أَدْنَىـ، اسْتَقَلَّك راجِفُ يقال: أَخذه قِلُّ من الغضب إذا أُرْعِد ويقال للرجل إذا غضب: قد استقلَّ.الفراء: القَلَّة النَّهْضة من عِلَّة أَو فقر، بفتح القاف. وفي حديث عمر: قال لأَخيه زيد لمَّا ودَّعه وهو يريد اليمامة: ما هذا القِلُّ الذي أَراه بك؟ القِلُّ، بالكسر: الرِّعْدة.والقِلالُ: الخُشُب المنصوبة للتَّعريش؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد: مــن خَمــر عانَـةَ، سـاقِطاً أَفنانُهـا رفَــــع النَّــــبيطُ كُرُومَهـــا بقِلال أَراد بالقِلال أَعْمِدة ترفَع بها الكُروم من الأَرض، ويروى بظلال.وارتحل القوم بقِلِّيَّتِهم أَي لم يَدَعوا وراءهم شيئاً. وأَكل الضَّبَّ بقِلِّيَّتِه أَي بعظامه وجلده. أَبو زيد: يقال ما كان من ذلك قلِيلةٌ ولا كَثِيرةٌ وما أَخذت منه قليلةً ولا كثيرة بمعنى لم آخُذ منه شيئاً، وإِنما تدخل الهاء في النفي. ابن الأَعرابي: قَلَّ إذا رفَع، وقَلَّ إذا علا.وبنو قُلٍّ: بطن.وقَلْقَل الشيءَ قَلْقَلَةً وقِلْقالاً وقَلْقالاً فَتَقَلْقَل وقُلْقالاً؛ عن كراع وهي نادرة أَي حرَّكه فتحرَّك واضطرب، فإِذا كسرته فهو مصدر، وإِذا فتحته فهو اسم مثل الزِّلْزال والزَّلْزال، والاسم القُلْقال؛ وقال اللحياني: قَلْقَل في الأَرض قَلْقَلةً وقِلْقالاً ضرَب فيها، والاسم القَلْقالُ. وتَقَلْقل: كقَلْقَل. والقُلْقُل والقُلاقِلُ: الخفيف في السفَر المِعْوان السريع التَّقَلْقُل. ورجل قَلْقال: صاحبُ أَسفار.وتَقَلْقَل في البلاد إذا تقلَّب فيها. وفرس قُلْقُل وقُلاقِل: جواد سريع.وقَلْقَل أَي صوَّت،. وهو حكاية. قال أَبو الهيثم: رجل قُلْقُل بُلْبُل إذا كان خفيفاً ظريفاً، والجمع قَلاقِل وبَلابِل. وفي حديث عليّ: قال أَبو عبد الرحمن السلمي خرج علينا عليٌّ وهو يَتَقَلْقَل؛ التَّقَلْقُل: الخفَّة والإِسراع، من الفَرَسِ القُلْقُلِ، بالضم، ويروى بالفاء، وقد تقدم. وفي الحديث: ونَفْسه تَقَلْقَل في صدره أَي تتحرك بصوت شديد وأَصله الحركة والاضطراب. والقَلْقَلة: شدّة الصياح. وذهب أَبو إِسحق في قَلْقَل وصَلْصَل وبابُه أَنه فَعْفَل. الليث: القَلْقَلة والتَّقَلْقُل قِلَّة الثبوت في المكان. والمِسْمارُ السَّلِسُ يَتَقلْقَل في مكانه إذا قَلِق.والقَلْقَلة: شدّة اضطراب الشيء وتحركه، وهو يَتَقَلْقَل ويَتَلقْلَق. أَبو عبيد: قَلْقَلْت الشيء ولَقْلَقْتُه بمعنى واحد.والقِلْقِل: شجر أَو نبت له حبٌّ أَسود؛ قال أَبو النجم: وآضـــَتِ البُهْمَـــى كنَبْــلِ الصــَّيْقَلِ وحـــازَتِ الرِّيـــحُ يَبِيــس القِلْقِــل وفي المثل: دَقَّـــك بالمِنْحـــازِ حَـــبَّ القِلْقِــل والعامة تقول حب الفُلْفُل؛ قال الأَصمعي: وهو تصحيف، إِنما هو بالقاف، وهو أَصلب ما يكون من الحبوب، حكاه أَبو عبيد. قال ابن بري: الذي ذكره سيبويه ورواه حب الفُلْفُل، بالفاء، قال: وكذا رواه عليّ بن حمزة؛ وأَنشد: وقـــد أَرانــي فــي الزمــانِ الأَوَّلِ أَدُقُّ فـــي جـــارِ اســْتِها بمِعْــوَلِ، دَقَّـــك بالمِنْحـــازِ حـــبَّ الفُلْفُــلِ وقيل: القِلْقِل نبت ينبت في الجَلَد وغَلْظ السَّهْل ولا يكاد ينبُت في الجبال، وله سِنْف أُفَيْطِحُ ينبُت في حبات كأَنهنّ العدَس، فإِذا يَبِس فانتفَخ وهبَّت به الريحُ سمعْت تَقلقُلَه كأَنه جَرَس، وله ورَق أَغبر أَطْلس كأَنه ورَق القَصَب. والقُلاقِل والقُلْقُلان: نَبْتان. وقال أَبو حنيفة: القِلْقِل والقُلاقِل والقُلْقُلان كله شيء واحد نَبْت، قال: وذكر الأَعراب القُدُم أَنه شجر أَخضر ينهَض على ساقٍ، ومَنابتُه الآكام دون الرياض وله حب كحبِّ اللُّوبِياء يؤكَل والسائمةُ حريصة عليه؛ وأَنشد: كـــأَنّ صــوتَ حَلْيِهــا، إذا انْجَفَــلْ هَـــزُّ رِيـــاحٍ قُلْقُلانــاً قــد ذَبَــلْ والقُلاقِلُ: بَقْلة بَرِّيَّة يُشْبِه حبُّها حبَّ السِّمْسِم ولها أَكمام كأَكمامها. الليث: القِلْقِل شجر له حبٌّ عِظام ويؤْكل؛ وأَنشد: أَبْعارُهـــا بالصــَّيْفِ حَــبُّ القِلقِــل وحب القِلقِل مُهَيِّج على البِضاع يأْكله الناس لذلك؛ قال الراجز وأَنشده أَبو عمرو لليلى: أَنْعَـــتُ أَعْيـــاراً بـــأَعلى قُنَّـــهْ أَكَلْــــنَ حَــــبَّ قِلْقِلٍــــ، فَهُنَّـــهْ لهـــنّ مـــن حُـــبّ الســِّفادِ رِنَّــهْ وقال الدينَوَري: القِلْقِل والقُلاقِل والقُلْقُلانُ كله واحد له حب كحَب السِّمْسِم وهو مهيّج للباهِ؛ وقال ذو الرمة في القِلقِل ووصف الهَيْف: وســاقَتْ حَصــادَ القُلْقُلانــ، كأَنمــا هـو الخَشـْلُ أَعْـرافُ الرِّيـاحِ الزَّعازِع والقُلْقُلانِيُّ: طائر كالفاخِتة.وحُروف القَلْقلة: الجيمُ والطاءُ والدالُ والقاف والباء؛ حكاها سيبويه، قال: وإِنما سميت بذلك للصوت الذي يحدث عنها عند الوقف لأَنك لا تستطيع أَن تقِف عنده إِلا معه لشدة ضَغْط الحرف.
المعجم: لسان العرب

قلل

المعنى: قلل {القُلُّ، بالضَّمِّ،} والقِلَّةُ، بِالْكَسْرِ: ضِدُّ الكَثْرَةِ والكُثْرِ، وَفِيه لَفُّ ونّشْرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ، قَالَ شيخُنا: وأَجازَ البُرهانُ الحلبيُّ فِي شرحِ الشِّفاءِ الكَسْرَ فِي القُلِّ والكُثْرِ، وَنَقله الشِّهابُ فِي إعجاز الْقُرْآن. قلتُ: وَنَقله ابنُ سِيدَه أَيضاً، وَمِنْه قولُهُم: الحَمدُ للهِ على القُلِّ والكُثْرِ، بالوَجهَيْنِ، وَفِي الحديثِ: الرِّبا وَإِن كَثُرَ فَهُوَ إِلَى {قُلٍّ، أَي إِلَى} قِلَّةٍ، وأَنشدَ أَبو عُبَيدٍ لِلَبيدٍ: (كُلُّ بَني حُرَّةٍ مَصيرُهُمُ  ...  قُلٌّ وإنْ أَكْثَرَتْ مِنَ العَدَدِ) وأَنشدَ الأَصمعيُّ لخالدِ بنِ علْقَمَةَ الدّارِمِيِّ: (قدْ يَقصُرُ القُلُّ الفَتى دونَ هَمِّهِ  ...  وقدْ كانَ لَولا القُلُّ طَلاّعَ أَنْجُدِ) وَقد {قَلَّ} يَقِلُّ قِلَّةً {وقُلاًّ فهُو} قليلٌ، كأَميرٍ وغُرابٍ وسَحابٍ، الأَخيرَةُ عَن ابنِ جِنّيّ. {وأَقَلَّهُ: جعلَهُ} قَلِيلا، {كقَلَّلَه. (و) } قِيلَ: {أَقَلَّ الشيءَ: صادفَهُ} قَلِيلا. أَيضاً: أَتى {بقليلٍ، وكذلكَ} قلَّلَهُ. {والقُلُّ، بالضَّمِّ:} القليلُ، قَالَ شيخُنا: حكى فِيهِ الفتحَ القَاضِي زَكرِيّا فِي حَوَاشِي البَيضاوِيِّ أَثناءَ يُضِلُّ بِهِ كثيرا. وَيُقَال: مَا لَهُ قُلٌّ وَلَا كُثْرٌ. والقُلُّ من الشيءِ: أَقَلُّه. والقليلُ من الرِّجَال، كأَميرٍ: القصيرُ الجُثَّةِ النَّحيفُ الدَّقيقُ، وَهِي بهاءٍ كَذَلِك، ونِسوَةٌ قَلائِلُ وقومٌ {قليلونَ} وأَقِلاّءُ {وقُلُلٌ، بضَمَّتينِ كسَريرٍ وسُرُرٍ،} وقُلُلُونَ جمع السّلامةِ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: لَشِرْذِمَةٌ قَليلونَ وَقَالَ تَعَالَى: واذْكُروا إذْ كُنتُمْ! قَليلاً فكَثَّرَكُمْ، يكونُ  ذلكَ فِي قِلَّةِ العَدَدِ، أَيضاً فِي دِقَّةِ الجُثَّةِ والنَّحافَةِ. {والإقْلالُ: الافْتِقارُ، و} قِلَّةُ الجِدَةِ. وَقد {أَقَلَّ: صارَ} مُقِلاًّ، أَي فَقِيرا بعدَ الإكْثارِ. ورَجُلٌ {مُقِلٌّ،} وأَقَلُّ: فقيرٌ وَفِيه بقِيَّةٌ، وضِدُّه المُثري، وَمِنْه قولُهُم: هَذَا جُهْدُ {المُقِلِّ.} وقالَلْتُ لهُ الماءَ: إِذا خِفْتَ العَطَشَ فأَرَدْتَ أَن يُسْتَقَلَّ ماؤُكَ، وَفِي نُسخَةٍ: أَن تَستَقِلَّ ماءَكَ. يُقال: هُوَ {قُلُّ بنُ قُلٍّ، بضَمِّهما، وَكَذَا ضُلُّ بنُ ضُلٍّ أَيضاً: إِذا كانَ لَا يُعرَفُ هُوَ وَلَا أَبوهُ، قَالَ سيبوَيه: يُقال: قُلُّ رَجُلٍ يَقولُ ذلكَ إلاّ زَيْدٌ، بالضَّمِّ، أَي بضَمِّ القافِ، وأَقَلُّ رَجُلٍ يقولُ ذلكَ إلاّ زَيْدٌ، مَعْنَاهُمَا: مَا رجُلٌ يقولُه إلاّ هُوَ،} فالقُلَّةُ فِيهِ بِمَعْنى النَّفْيِ المَحْضِ، وَقَالَ ابنُ جنّيّ: لَمّا ضارَعَ المُبتدأُ حَرفَ النَّفْيِ بَقَّوا المُبتدأَ بِلا خَبَرٍ.) يُقال: رَجُلٌ قُلٌّ، بالضَّمِّ: أَي فَرْدٌ لَا أَحَدَ لَهُ. وَقَدِمَ علينا {قُلُلٌ من النّاسِ، بضَمَّتينِ: أَي ناسٌ متفَرِّقونَ من قبائلَ شَتّى أَو غير شَتّى، فَإِذا اجْتَمعوا جَمْعاً فهُم قُلَلٌ، كصُرَدٍ، نَقله ابنُ سِيدَه. } والقِلَّةُ، بالكَسرِ: الرِّعْدَةُ، مُطلَقاً، أَو من غَضَبٍ وطَمَعٍ ونَحوِهِ، تأْخُذُ الإنسانَ، {كالقِلِّ، كَمَا سيأْتي، وَهُوَ مَجاز. قَالَ الفَرّاءُ:} القَلَّةُ، بالفتحِ: النَّهْضَةُ من عِلَّةٍ أَو فَقْرٍ. (و) {القُلَّةُ، بالضَّمِّ: أَعلى الرّأْسِ، والسَّنامِ، والجَبَلِ، وعَمَّمَهُ بعضُهُم فَقَالَ:} قُلَّةُ كلِّ شيءٍ: رأْسُهُ وأَعلاهُ، وأَنشدَ سِيبَوَيْهٍ، فِي القُلَّةِ بِمَعْنى رأْسِ الإنسانِ: عَجائبُ تُبدي الشَّيْبَ فِي قُلَّةِ الطِّفْلِ والجمعُ! قُلَلٌ، قَالَ ذُو الرُّمّةِ يصفُ فِراخَ النَّعامَةِ ويُشَبِّهُ رؤوسَها بالبَنادِقِ:  (أَشداقُها كصُدوعِ النَّبْعِ فِي قُلَلٍ  ...  مثلِ الدَّحاريجِ لمْ يَنْبُتْ لَهَا زَغَبُ) القُلَّةُ أَيضاً: الجماعةُ منّا، إِذا اجْتَمعوا جَمْعاً، والجَمْعُ كالجَمْعِ. القُلَّةُ: الحُبُّ العظيمُ، أَو الجَرَّةُ العظيمَةُ، أَو الجَرَّةُ عامَّةً، أَو الجَرَّةُ الكبيرَةُ من الفَخّارِ، وَقيل: هُوَ الكوزُ الصغيرُ، وَهَذَا هُوَ المَعروفُ الآنَ بمِصرَ ونواحيها، فَهُوَ ضِدُّ، ج: {قُلَلٌ} وقِلالٌ، كصُرَدٍ وجِبالٍ، قَالَ جميلُ بنُ مَعْمَرٍ: (فظَلِلْنا بنِعْمَةٍ واتَّكأْنا  ...  وشَرِبْنا الحَلالَ من {قُلَلِهْ) وَقَالَ حَسّانُ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: (وأَقْفَرَ من حُضّارِهِ وِرْدُ أَهْلِهِ  ...  وَقد كانَ يُسْقَى من} قِلالٍ وحَنْتَمِ) وَفِي الحديثِ: إِذا بلغَ الماءُ {قُلَّتينِ لَمْ يَحْمِلْ خَبَثاً قَالَ أَبو عُبيدٍ: يَعْنِي هَذِه الحِبابَ العِظامَ، وَهِي مَعروفَةٌ بالحِجازِ، وَقد تكونُ بالشّامِ. وَفِي صِفَةِ سِدْرَةِ المُنْتَهى: ونَبْقُها} كقِلالِ هَجَر، وهَجَرُ: قريَةٌ قربَ المَدينَةِ وَلَيْسَت هَجَرَ البحرينِ، وَكَانَت تُعمَلُ بهَا! القِلالُ، وروى شَمِرٌ عَن ابنِ جُرَيْجٍ: أَخبرَني مَن رأَى قِلالَ هَجَر: تَسَعُ القُلَّةُ مِنْهَا الفَرَقَ، قَالَ عبد الرَّزّاقِ: الفَرَقُ: أَرْبَعَةُ أَصْوُعٍ بصاعِ النَّبِيِّ صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم، وروى عَن عِيسَى بنِ يونُسَ قَالَ: القُلَّةُ يُؤتَى بهَا من ناحِيَةِ اليَمَنِ تَسَعُ فِيهَا خَمسَ جِرارٍ أَو سِتّاً، قَالَ أَحمدُ بنُ حَنبَلٍ: قدرُ كُلِّ قُلَّةٍ قِرْبَتانِ، وَقَالَ إسحاقُ: القُلَّةُ نَحو أَربعينَ دَلْواً أَكْثَرُ مَا قيلَ فِي القُلَّتينِ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وقِلالُ هَجَرَ والأَحساءِ ونواحيها مَعروفَةٌ، تأْخُذُ القُلَّةُ مِنْهَا مَزادَةً كبيرَةً من الماءِ، وتَملأُ الرّاوِيَةُ  قُلَّتينِ، وَكَانُوا يُسَمُّونَها الخُروسَ، قَالَ: وأُراها سُمِّيَتْ قِلالاً، لأَنَّها تُقَلُّ أَي تُرْفَعُ إِذا مُلِئت وتُحمَلُ. القُلَّةُ) من السَّيْفِ: قَبيعَتُه، وَمِنْه سيفٌ {مُقَلَّلٌ: إِذا كَانَت لَهُ قَبيعَةٌ.} واسْتَقَلَّه: حملَهُ ورفعَهُ، {كقَلَّه،} وأَقلَّه، الثّانية عَن ابنِ الأَعرابِيِّ، وَفِي الصحاحِ: أَقَلَّ الجَرَّةَ: أَطاقَ حَمْلَها، وَفِي العبابِ: قولُه تَعَالَى: {أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً أَي حَمَلَت الرِّيحُ سَحاباً ثِقالاً بالماءِ. منَ المَجاز:} اسْتَقَلَّ الطائرُ فِي طَيَرانِه: أَي نهضَ للطَّيرانِ، وارتفعَ فِي الهواءِ. منَ المَجاز: اسْتَقَلَّ النّباتُ: إِذا أَنافَ. منَ المَجاز: اسْتَقَلَّ القومُ: ذَهَبُوا، واحْتَملوا سائرينَ، وارْتَحَلوا، وَكَذَا: {اسْتَقَلّوا عَن دِيارِهِم،} واسْتَقَلَّت خِيامُهُم، {واسْتَقلّوا فِي مَسيرِهِم. اسْتَقَلَّ الشيءَ: عَدَّهُ قَلِيلا، أَو رَآهُ كَذَلِك،} كتَقالَّهُ، وَمِنْه الحديثُ: فلَمّا أُخْبِروا كأَنَّهُم {تقالُّوها. منَ المَجاز:} اسْتُقِلَّ الرَّجُلُ: أَي غضِبَ، وَفِي الأَساسِ اسْتَقَلَّ فُلانٌ غَضبا: إِذا شَخَصَ من محلِّه لفَرْطِ غضبِه. {والقِلُّ، بالكَسرِ: النَّواةُ الَّتِي تُنبُتُ مُنفرِدَةً ضعيفَةً، نَقله الصَّاغانِيُّ. (و) } القِلُّ: شِبْهُ الرِّعْدَةِ كَمَا فِي الصحاحِ، أَو إِذا كَانَت غَضَباً أَو طَمَعاً، ونَحوُه يأْخَذُ الإنسانَ، {كالقِلَّةِ، وَقد تقدَّمَ ذِكْرُها، ج: كعِنَبٍ.} والقِلالُ، ككِتابٍ: الخُشُبُ المَنصوبَةُ للتَّعريشِ، حَكَاهُ أَبو حنيفَةَ، وأَنشدَ:  (من خَمرِ عانَةَ ساقِطاً أَفنانُها  ...  رَفَعَ النَّبيطُ كُرومَها {بقِلالِ) أَرادَ} بالقِلالِ أَعْمِدَةً تُرفَعُ بهَا الكرومُ من الأَرضِ، ويُروَى بظِلالِ. وقدْ {أَقَلَّتْهُ الرِّعْدَةُ،} واسْتَقَلَّتْهُ، {واسْتَقَلَّ أَيضاً كَمَا فِي الصِّحاحِ، قَالَ الشاعرُ: (وأَدْنَيْتِني حَتّى إِذا مَا جَعَلْتِني  ...  على الخَصْرِ أَو أَدْنى} اسْتَقَلَّكِ راجِفُ) وأَخَذَ {بقِلِّيلَتِهِ} وقِلِّيلاهُ، مَشَدَّدَتينِ مَكسورَتينِ، {وإقْليلاهُ، مكسورَةً: أَي بجُملَتِه. يُقال: ارْتَحلوا} بقِلِّيَّتِهِم: أَي بجماعتِهم لمْ يدَعوا وراءَهُم شَيْئا. يُقَال: أَكَلَ الضَّبَّ {بِقِلِّيَّتِهِ: أَي بعِظامِه وجِلدِه، عَن ابنِ سيدَه.} والقَلْقالُ: المِسْفارُ، عَن أَبي عُبيدٍ: أَي الكثيرُ السَّفَرِ، وَهُوَ مَجازٌ، وَقد {قلْقَلَ فِي الأَرضِ} قَلْقَلَةً {وقِلْقالاً، عَن اللِّحيانِيِّ. (و) } القُلْقُلُ، كهُدْهُدٍ: الخفيفُ فِي السَّفَرِ، وَذكره المصنِّفُ ثَانِيًا فِيمَا بعدُ، وَقَالَ أَبو الهيثَمِ: رَجُلٌ {قُلْقُلٌ بُلْبُلٌ: إِذا كانَ خَفِيفا ظريفاً، والجمعُ} قلاقِلُ وبلابِلُ. (و) ! القِلْقِلُ، كزِبْرِجٍ: نَبْتٌ لَهُ حَبٌّ أَسْوَدُ، وَفِي نسخَةِ شيخِنا حَبٌّ سُودٌ، وخَطّأَ المصنِّفَ، حسَنُ الشَّمِّ، مَحرِّكٌ للباءَةِ جِدّاً، لَا سِيَّما مَدقوقاً بسِمْسِمٍ مَعجوناً بعسلٍ، وَقَالَ داوُد الحَكيمُ: يَقرُبُ شجرُه من الرُّمّانِ، عُودُه أَحمَرُ، وفروعُه تَمْتَدُّ كثيرا، ويَحمِلُ حَبّاً مُستديراً فِي حجم الفُلْفُلِ، وأَكبرَ يَسِيرا، ويُقال:: إنَّهُ حَبُّ السِّمْنَةِ يُسَمِّنُ ويَهيجُ الباءَةَ كيفَ اسْتُعمِلَ، وأَجودُهُ مَا اسْتُعمِلَ مُحَمَّصاً، انْتهى، قَالَ الرّاجِزُ:)  أَنْعَتُ أَعْياراً بأَعْلى قُنَّهْ أَكَلْنَ حَبَّ {قِلْقِلٍ فَهُنَّهْ لَهُنَّ من حُبِّ السِّفادِ رَنَّهْ وَقَالَ أَبو حنيفةَ: هُوَ نبتٌ ينبُتُ فِي الجَلَدِ وغَلْظِ السَّهْلِ، وَلَا يكادُ يَنبُتُ فِي الجِبالِ، ولهُ سِنْفٌ أُفَيْطِحُ يَنبُتُ فِي حَبّاتٍ كأَنَّهُنَّ العَدَسُ، فَإِذا يَبٍ سَ فانْتَفَخَ وهَبَّتْ لَهُ الرِّيحُ سمعْتَ} تَقَلْقُلَه كأَنَّه جرَسٌ، وَله ورقٌ أَغبرُ أَطْلَسُ كأَنَّه ورقُ القصَبِ، ويقالُ لَهُ: {القُلْقُلانُ} والقُلاقِلُ، بضَمِّهما، هَذَا قولُ أَبي حنيفَةَ فإنَّه قَالَ: كلُّ ذلكَ نَبْتٌ واحدٌ، وَذكر عَن الأَعرابِ القُدُمِ أَنَّه شجَرٌ أَخْضَرُ ينهَضُ على ساقٍ، ومَنابِتُهُ الآكامُ دونَ الرِّياضِ، وَله حَبٌّ كحَبِّ اللُّوبياءِ طَيِّبٌ يؤْكَلُ، والسّائمَةٌ حريصَةٌ عَلَيْهِ، وأَنشدَ: كأَنَّ صَوتَ حَلْيِها إِذا انْجَفَلْ هَزُّ رِياحٍ {قُلْقُلاناً قد ذَبَلْ وَقَالَ الليثُ:} القِلْقِلُ: شجَرٌ لَهُ حَبٌّ عِظامٌ ويؤكَلُ، وأَنشدَ: أَبعارُها بالصَّيْفِ حَبُّ القِلْقِلِ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (وساقَتْ حَصادَ القُلْقُلانِ كأَنّما  ...  هُوَ الخَشْلُ أَعرافُ الرِّياحِ الزَّعازِع) أَو هما نَبتانِ آخرانِ، فَقَالَ بعضُهُم:! القُلاقِلُ: بَقْلَةٌ بَرِّيَّةٌ يُشبِهُ حَبُّها حَبَّ السِّمْسِمِ، وَلها أَكمامٌ كأَكمامِها، قَالَ الرّاجِزُ: بالصَّمْدِ ذِي القُلاقِلِ وعِرْقُ هَذَا الشَّجرِ هُوَ المُغاثُ، وَمِنْه المثَلُ: دَقَّكَ بالمِنْحازِ حَبَّ القِلْقِلِ. والعامَّةُ تقولُه بالفاءِ، وَهُوَ غلَطٌ، وَفِي الصحاحِ: قَالَ الأَصمعِيُّ: هُوَ تَصحيفٌ إنَّما هُوَ بالقافِ، وَهُوَ أَصلَبُ مَا يكونُ من الحُبوبِ، حَكَاهُ أَبو عُبيدٍ، قَالَ ابنُ برّيٍّ: الَّذِي رواهُ  سيبَوَيهِ: حَبُّ الفُلْفُلِ، بالفاءِ، قَالَ: وَكَذَا رواهُ عليُّ بنُ حمزَةَ، وأَنشدَ: وَقد أَراني فِي الزَّمانِ الأَوَّلِ أَدُقُّ فِي جارِ اسْتِها بمِعْوَلِ دَقَّكَ بالمِنحازِ حَبَّ الفُلْفُلِ) {والقُلقُلانِيُّ، بالضَّمِّ: طائرٌ كالفاخِتَةِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ.} وقَلْقَلَ {قلْقَلَةً: صَوَّتَ، وَهُوَ حِكاية. (و) } قَلْقَلَ الشيءَ قلْقَلَةً {وقِلْقالاً، بالكَسْرِ، ويُفتَحُ، عَن كُراع، وَهِي نادِرَةٌ، أَي حرَّكَه، أَو بِالْفَتْح الاسمُ، وبالكَسْرِ المَصْدَرُ، كالزَّلْزالِ والزِّلْزالِ. قَالَ اللِّحيانِيُّ: قَلْقَلَ فِي الأَرضِ قَلْقَلَةً وقِلْقالاً: ضَرَبَ فِيهَا، فَهُوَ} قِلْقالٌ، وَقد تقدَّمَ. {والقُلْقُلُ} والقُلاقِلُ، بضَمِّهما: الرجلُ الخفيفُ فِي السَّفَرِ، المِعوانُ السَّريعُ {التَّقَلْقُلِ، أَي التَّحَرُّكِ، والاضْطِرابِ فِي الحاجَةِ. وحروفُ} القَلْقَلَةِ: جطدقب، قَالَ سيبويهِ: وإنَّما سُمِّيَت بذلكَ للصَّوتِ الَّذِي يحُثُ عَنَّا عندَ الوَقْفِ، لأَنَّكَ لَا تستطيعُ أَنْ تقِفُ عندَهُ إلاّ مَعَه، لِشِدَّةِ ضَغْطِ الحَرْفِ، ووجدَ فِي بعضِ النُّسَخِ: قجط دب، وَفِي أُخرى: قطب جد، وكُلُّ ذلكَ صَحِيح. {والقِلِّيَّةُ، بِالْكَسْرِ وشَدِّ اللامِ: شِبْهُ الصَّوْمَعَةِ، وَمِنْه كتابُ عُمرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لِنَصارى الشّامِ لمّا صالَحَهُم: أَن لَا يُحدِثوا كنيسَةً وَلَا} قِلِّيَّةً. {والقِلُّ: الحائطُ القصيرُ. وبِهاءٍ: النَّهضَةُ من عِلَّةٍ أَو فَقْرٍ، وَهَذَا قد تقدَّمَ للمُصَنِّفِ، وَهُوَ قولُ الفرّاءِ.} والقُلَّى، كرُبَّى: الجارِيَةُ القصيرَةُ. {وتَقالَّتِ الشَّمْسُ: تَرَحَّلَتْ، وَفِي الحديثِ: حتّى تقالَّتِ الشَّمْسُ أَي} استقَلَّتْ فِي السَّماءِ وارتفعَت وتَعالَت.! ولَقُلَّ مَا جِئْتُكَ، بضَمِّ القافِ: لُغَةٌ  فِي الفتحِ، نَقله الفَرّاءُ، قَالَ بعضُ النَّحْوِيِّينَ: قَلَّ من قولكَ قلّما فِعْلٌ لَا فاعِلَ لهُ، لأَنَّ مَا أَزالَتْهُ عَن حُكْمِهِ فِي تقاضيهِ الفاعِلَ، وأَصارَتْهُ إِلَى حُكمِ الحَرفِ المُتقاضي للفِعْلِ لَا الاسمِ، نحوَ لَولا وهَلاّ جَميعاً، وذلكَ فِي التَّحضيضِ، وإنْ فِي الشَّرْطِ، وحَرفِ الاستِفهامِ، ولذلكَ سيبويهِ فِي قولِ الشّاعِرِ: (صَدَدْتِ فأَطْوَلْتِ الصُّدودَ {وقَلّما  ...  وِصالٌ على طُولِ الصُّدودِ يَدومُ) إِلَى أَنَّ وِصال يَرتَفِعُ بفِعْلٍ مُضْمَرٍ يَدُلُّ عَلَيْهِ يَدومُ، حتّى كأَنَّه قَالَ: وقلَّما يَدومُ وِصالٌ، فلمّا أَضْمَرَ يَدومُ فَسَّرَهُ فِيمَا بعدُ بقولِهِ: يَدومُ، فَجرى ذلكَ فِي ارتِفاعِه بالفِعْلِ المُضْمَرِ لَا بالابتداءِ مَجرى قولِكَ: أَوِصالٌ يَدومُ، أَو هَلاّ وِصالٌ يَدومُ. قَالَ أَبو زَيدٍ:} قالَلْتُ لهُ: إِذا قَلَّلْتَ عطاءَه. يُقال: سَيْفٌ {مُقَلَّلٌ، كمُعَظَّمٍ: لَهُ قَبيعَةٌ، قَالَ عَمرو بنُ هُمَيْلٍ الهُذَلِيُّ: (وكُنّا إِذا مَا الحَرْبُ ضَرَّسَ نابُها  ...  نُقَوِّمُها بالمَشْرَفِيِّ} المُقَلَّلِ) ومِمّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: {تَقَلَّلَ الشيءَ: رآهُ قَلِيلا. وَفِي الحديثِ: أَنَّهُ كانَ} يُقِلُّ اللَّغْوَ: أَي لَا يَلغو أَصْلاً، {فالقِلَّةُ لِلنَّفي المَحْضِ. وقولُهُم لمْ يَتركْ} قَلِيلا وَلَا كثيرا، قَالَ أَبو عُبيدَةَ: يَبدَؤُونَ بالأَدْوَنِ كقَولِهِم القَمَرانِ، والعُمَرانِ، وربيعَةُ ومُضَرُ، وسُلَيْمٌ وعامِرٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.  {والقُلُّ من الرِّجالِ: الخَسيسُ الدَّنيءُ، وقَوْمٌ} أَقِلَّةٌ: خِساسٌ، وَهُوَ مَجازٌ، وأَنشدَ ابنُ برّيّ للأَعشى:) (فأَرْضَوْهُ أَنْ أَعْطَوْهُ مِنّي ظُلامَةً  ...  وَمَا كنتُ {قُلاًّ قبلَ ذلكَ أَزْيَبا) } وقلَّلَه فِي عينِه: أَراهُ قَلِيلا، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {ويُقَلِّلُكُمْ فِي أَعيُنِهِمْ، ويُقال: فعلَ ذلكَ من بينِ أَثْرى} وأَقَلَّ: أَي من بينِ النّاسِ كلِّهِم. {وقِلالَةُ الجَبَلِ، بالكَسْر:} كقُلَّتِه، قَالَ ابنُ أَحْمَر: (مَا أُمُّ غَفْرٍ فِي {القِلالَةِ لمْ  ...  يَمْسَسْ حَشاها قبلَهُ غُفْرُ) } واسْتَقَلَّت السَّماءُ: ارْتَفَعَتْ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. {والاستِقلالُ: الاسْتِبْدادُ. ويُقال: هُوَ} مُسْتَقِلٌّ بنفسِهِ، أَي ضابِطٌ أَمرَهُ. وَهُوَ لَا {يستَقِلُّ بِهَذَا: أَي لَا يُطيقُهُ. وَقَالَ أَبو زَيدٍ: يُقال: مَا كَانَ من ذلكَ قليلَةٌ وَلَا كَثيرَةٌ، وَمَا أَخَذْتُ مِنْهُ قليلَةً وَلَا كَثيرَةً، بِمَعْنى لمْ آخُذْ مِنْهُ شَيْئا، وإنَّما تَدخُلُ الهاءُ فِي النَّفيِ. } وقَلَّ الشيءُ: إِذا علا، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ. وبَنو {قُلٍّ، بالضَّمِّ: بَطْنٌ.} وتَقَلْقَلَ فِي البلادِ: إِذا تقَلَّبَ فِيهَا. وَفِي الحديثِ: خرَجَ علينا علِيٌّ وَهُوَ {يتقلْقَلُ، أَي يَخِفُّ ويُسْرِعُ، ويُروى بالفاءِ، وَقد تقدَّمَ. وفرَسٌ} قُلْقُلٌ {وقُلاقِلٌ: جَوادٌ سريعٌ. ونفسُهُ} تَقَلْقَلُ فِي صدرِهِ: أَي تتَحَرَّكُ بصَوتٍ شديدٍ. {وتقَلْقَلَ المِسمارُ فِي مَكانِه: إِذا قَلِقَ.} والقُلْقُلَةُ، بالضَّمِّ: ضَرْبٌ من الحَشراتِ، كَمَا فِي العُبابِ. ورَجُلٌ طويلُ {القُلَّةِ: أَي القامَةِ. وَهُوَ} يَقِلُّ عَن كَذا: أَي يَصْغُرُ.  {وقلْقَلَ الحُزْنُ دمعَه: أَسالَه، وَهُوَ مَجاز. } والقُلْقِيلُ، مُصَغّراً: قِطعَةٌ من الطِّينِ. وأَبو سَعْدٍ {قُلْقُلُ بنُ عَلِيٍّ القَزْوينِيُّ، كهُدْهُدٍ: حدَّثَ بهَمَذانَ عَن إسماعيلَ الصَّفّارِ. وكزِبْرِجٍ: إبراهيمُ بنُ عليٍّ بنِ} قِلْقِلٍ الْفَقِيه الزَّبيدِيُّ، كَانَ فِي صدر المائةِ السّابعَةِ، ذكره الجندِيُّ فِي تاريخِ اليَمَنِ. ومَحَلُّ {القِلْقِلِ: غَربِيِّ زَبيدَ.} وقَلِّين، بالفَتح وشَدِّ اللامِ المَكسورَةِ: قريَةٌ بمِصْرَ. ومِمّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ:
المعجم: تاج العروس

حصد

المعنى: الحَصْدُ: جزك البر ونحوه من النبات.حَصَدَ الزرع وغيره من النبات يَحْصِدُه ويَحْصُدُه حَصْداً وحَصاداً وحِصاداً؛ عن اللحياني: قطعه بالمِنْجَلِ؛ وحَصَده واحتصده بمعنى واحد.والزرع محصود وحَصِيدٌ وحَصِيدَةٌ وحَصَدٌ، بالتحريك؛ ورجل حاصد من قوم حَصَدةٍ وحُصَّاد.والحَصَاد والحِصاد: أَوانُ الحَصْد. والحَصَادُ والحَصِيدُ والحَصَد: الزرع والبر المحصود بعد ما يحصد؛ وأَنشد: إِلى مُقْعَدات تَطْرَحُ الريحُ بالضحى، عليهـنَّ رَفْضـاً مـن حَصـَادِ القُلاقل وحَصاد كل شجرة: ثمرتها. وحَصاد البقول البرية: ما تناثر من حبتها عند هَيْجها. والقلاقل: بقلة برية يشبه حبها حب السمسم ولها أَكمام كأَكمامها؛ وأَراد بحصاد القلاقل ما تناثر منه بعد هيجه. وفي حديث ظبيانَ: يأْكلون حَصِيدَها؛ الحصيد المحصود فعيل بمعنى مفعول. وأَحْصَدَ البر والزرع: حان له أَن يُحصد؛ واسْتَحْصَد: دعا إِلى ذلك من نفسه. وقال ابن الأَعرابي: أَحصد الزرع واستحصد سواء.والحَصِيد: أَسافل الزرع التي تبقى لا يتمكن منها المِنْجل. والحَصِيد: المَزْرَعَة لأَنها تُحْصَد؛ الأَزهري: الحصيدة المزرعة إذا حصدت كلها، والجمع الحصائد. والحصيدُ: الذي حَصَدَتْه الأَيدي؛ قاله أَبو حنيفة، وقيل هو الذي انتزعته الرياح فطارت به.والمُحْصدُ: الذي قد جف وهو قائم.والحَصَدُ: ما أَحصَدَ من النبات وجف؛ قال النابغة: يَمُــدُّهُ كــلُّ وادٍ مُتْــرَعٍ لَجِبٍــ، فيـه رُكـام مـن اليَنْبوتِ والحَصَدِ وقوله عز وجل: وآتوا حقه يوم حَصاده؛ يريد، والله أَعلم، يوم حَصْده وجزازه.يقال: حِصاد وحَصاد وجِزاز وجَزاز وجِداد وجَداد وقِطاف وقَطاف، وهذان من الحِصاد والحَصاد.وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، نهى عن حَصاد الليل وعن جداده؛ الحَصاد، بالفتح والكسر: قَطْعُ الزرع؛ قال أَبو عبيد: إِنما نهى عن ذلك ليلاً من أَجل المساكين لأَنهم كانوا يحضرونه فيتصدق عليهم؛ ومنه قوله تعالى: وآتوا حقه يوم حصاده؛ وإِذا فعل ذلك ليلاً فهو فرار من الصدقة؛ ويقال: بل نهى عن ذلك لأَجل الهوام أَن تصيب الناس إذا حَصَدوا ليلاً. قال أَبو عبيد: والقول الأَول أَحبُّ إِليّ.وقول الله تعالى: وحَبَّ الحصيد؛ قال الفراء: هذا مما أُضيف إِلى نفسه وهو مثل قوله تعالى: إِن هذا لهو حق اليقين؛ ومثله قوله تعالى: ونحن أَقرب إِليه من حبل الوريد؛ والحبل: هو الوريد فأُضيف إِلى نفسه لاختلاف لفظ الاسمين. وقال الزجاج: نصب قوله وحبَّ الحصيد أَي وأَنبتنا فيها حب الحصيد فجمع بذلك جميع ما يقتات من حب الحنطة والشعير وكل ما حصد، كأَنه قال: وحب النبت الحصيد؛ وقال الليث: أَراد حب البر المحصود، قال الأَزهري: وقول الزجاج أَصح لأَنه أَعم.والمِحْصَدُ، بالكسر: المنجل. وحَصَدَهم يَحْصِدُهم حَصْداً: قتلهم؛ قال الأَعشى: قالوا البَقِيَّةَ، والهنْدِيُّ يَحْصُدُهم، ولا بَقِيَّـةَ إِلاَّ الثَّـارُ، وانكَشـَفوا وقيل للناس: حَصَدٌ، وقوله تعالى: حتى جعلناهم حصيداً خامدين، مِن هذا؛ هؤلاء قوم قتلوا نبيّاً بعث إِليهم فعاقبهم الله وقتلهم ملك من ملوك الأَعاجم فقال الله تعالى: حتى جعلناهم حصيداً خامدين؛ أَي كالزرع المحصود.وفي حديث الفتح: فإِذا لقيتموهم غداً أَن تحْصُدوهم حَصْداً أَي تقتلوهم وتبالغوا في قتلهم واستئصالهم، مأْخوذ من حَصْدِ الزرع؛ وكذلك قوله: يزرعهـا اللَّـهُ من جَنْبٍ ويَحْصُدُها، فلا تقـوم لمـا يـأْتي بـه الصُّرَمُ كأَنه يخلقها ويميتها، وحَصَدَ الرجلُ حَصْداً؛ حكاه اللحياني عن أَبي طيبة وقال: هي لغتنا، قال: وإِنما قال هذا لأَن لغة الأَكثر إِنما هو عَصَدَ.والحَصَدُ: اشتداد الفتل واستحكام الصناعة في الأَوتار والحبال والدروع؛ حبل أَحْصَدُ وحَصِدٌ ومُحْصَدٌ ومُسْتَحْصِدٌ؛ وقال الليث: الحَصَدُ مصدرُ الشيء الأَحْصَدِ، وهو المحكم فتله وصنعته من الحبال والأَوتار والدروع. وحبل مُحْصَدٌ أَي محكم مفتول. وحَصِد، بكسر الصاد، وأَحصدت الحبل: فتلته. ورجل مُحْصَدُ الرأْي: محكمه سديده، على التشبيه بذلك، ورأْي مُسْتَحْصَدٌ: محكم؛ قال لبيد: وخَصـْمٍ كنادي الجنِّ، أَسقطت شَأْوَهم بمُسْتَحْصـــَدٍ ذي مِـــرَّة وضـــُروع أَي برأْي محكم وثيق. والصُّروع والضُّروع: الضُّروب والقُوَى. واستحصد أَمر القوم واستحصف إذا استحكم. واستَحْصَل الحبل أَي استحكم. ويقال للخَلْقِ الشديد: أَحْصَدُ مُحْصَدٌ حَصِدٌ مُسْتَحْصِد؛ وكذلك وتَرٌ أَحصد: شديد الفتل؛ قال الجعدي: مِنْ نَزِعٍ أَحْصَدَ مُسْتأْرِب أَي شديد محكم؛ وقال آخر: خُلِقْــتَ مشــروراً مُمَــرّاً مُحْصـَدا واسْتَحْصَدَ حَبْله: اشتدّ غضبه. ودرع حَصداء: صلبة شديدة محكمة.واستحصد القوم أَي اجتمعوا وتضافروا.والحَصَادُ: نبات ينبت في البَرَّاق على نِبْتَة الخافورِ يُخْبَطُ للغَنَم. وقال أَبو حنيفة: الحَصادُ يشبه السَّبَطَ؛ قال ذو الرمة في وصف ثور وحشي: قــاظَ الحَصـادَ والنَّصـِيَّ الأَغْيَـدا والحَصَدُ: نبات أَو شجر؛ قال الأَخطل: تَظَـلُّ فيـه بنـاتُ المـاءِ أَنْجِيَةً، وفـي جَـوانبه اليَنْبـوتُ والحَصـَدُ الأَزهري: وحَصاد البَرْوَق حبة سوداء؛ ومنه قول ابن فَسْوَة: كـأَنَّ حَصـادَ البَـرْوَق الجَعْدِ حائلٌ بِــذِفْرَى عِفِرْنــاةٍ، خلافَ المُعَـذَّرِ شبه ما يقطر من ذفراها إذا عرقت بحب البروَق الذي جعله حصاده، لأَن ذلك العرق يتحبب فيقطر أَسود. وروي عن الأَصمعي: الحصاد نبت له قصب ينبسط في الأَرض وُرَيْقُه على طَرَف قَصَبه؛ وأَنشد بيت ذي الرمة في وصف ثور الوحش. وقال شمر: الحَصَدُ شجر؛ وأَنشد: فيـه حُطـام مـن اليَنْبُوت والحَصَد ويروى: والخَضَد وهو ما تثنى وتكسر وخُضِدَ.الجوهري: الحَصادُ والحَصَدُ نبتان، فالحصاد كالنَّصِيِّ والحصد شجر، واحدته حَصَدَةٌ. وحصائد الأَلسنة التي في الحديث: هو ما قيل في الناس باللسان وقطع به عليهم. قال الأَزهري: وفي الحديث: وهل يكبّ الناس على مناخرهم في النار إِلاَّ حصائد أَلسنتهم؟ أَي ما قالته الأَلسنة وهو ما يقتطعونه من الكلام الذي لا خير فيه، واحدتها حَصيدَةٌ تشبيهاً بما يُحْصَدُ من الزرع إذا جذ، وتشبيهاً للسان وما يقتطعه من القول بحد المنجل الذي يحصد به.وحكى ابن جني عن أَحمد بن يحيى: حاصود وحواصيد ولم يفسره، قال ابن سيده: ولا أَدري ما هو.
المعجم: لسان العرب

قعد

المعنى: هذه بئر قعدة: اي طولها طول إنسان قاعد. وهو حسن القعدة، وقعد مثل قعدة الدب. وأتينا بثريدة مثل قعدة الرجل، وهو قعدة ضجعة: للعاجز الذي لا يكتسب ما يعيش به. وفلان قعديٌّ: يحب القعود في بيته. قال: إذا القعــديّ صـافح الأرض جنبـه تملمـل يزجـى المكرمـات سبيلها وقاعدته، وهو قعيدي. وما للافنٍ ارمأة تقعده وتقعّده. ومن المجاز: قعد عن الأمر: تركه. وقعد له: اهتمّ به. وقعد يشتمني: أقبل. وأرهف شفرته حتى قعدت كأنها حربة: صارت. وقال الدّيا الحارثيّ: لأصــبحن ظالمــاً حربـاً رباعيـةً فاقعـد لهـا ودعن عنك الأظانينا وتقاعد عن الأمر وتقعّد، وما قعد به عن نيل المساعي، وما تقعّده وما أقعده إلا لؤم عنصره. وقال: بنو المجد لم تقعد بهم أمهاتهم وآبــاؤهم آبـاء صـدق فـأنجبوا وقعدت الفسيلة: صار لها جذع، وفي أرض بني فلان من القاعد كذا: من الفسيل الذي قعد. ونخلة قاعدةٌ: لم تحمل. وارمأة قاعد: كبيرة قعدت عن الحيض والأزواج. وقعدت الرخمة: جثمت. وأقعده الهرم. ورجلٌ مقعد. وثديٌ مقعد: ملء الكف ناهد لا ينكسر. قال النابغة: والبطــن ذو عكــنٍ لطيــف طيّـه والنحــر تنفجــه بثــديٍ مقعـد ورجل مقعد الأنف: في منخريه سعةٌ وقصر. وأسهرتني المقعدات: الضفادع. قال الشمّاخ: توجّسـن واسـتيقنّ أن ليـس حاضراً على الماء إلا المقعدات القوافز والقطا على المقعدات: على الفراخ. قال: إلـى مقعدات تطرح الريح بالضحى عليهـنّ رفضـاً مـن حصـاد القلاقل وإنّ حسبك لمقعد بالكسر أي يقعدك عن بلوغ الشرف. قال: لقًـى مقعـدُ الأنسـاب منقطـعٌ بـه إذا القـوم راموا خطّةً لا يرومها واقتعد الدابة: ابتذله بالركوب، وهي قعدته وقعوده، وهنّ قعائده وقعداته. قال الأخطل: فــبئس الظــاعنون غـداة شـالت علــى القعـدات أشـباه الزبـاب وقعدك الله، وقعيدك الله لا أفعل. قال جرير: قعيـد كمـا الله الذي أنتما له ألـم تسمعا بالبيضتين المناديا وهي قعيدته: لامرأته، وبنى بيته على قاعدة وقواعد. وقاعدة أمرك واهية. وتركوا مقاعدهم: مراكزهم. وهو أقعد منه نسباً: أقرب منه إلى الأب الأكبر. وهو قعدد، وورثته بالقعدد: صفة للنسب. وقومٌ قعدٌ: لا يغزون ولا ديوان لهم. وهو من القعدة: قوم من الخوارج قعدوا عن نصرة عليّ رضي الله عنه وعن مقاتلته. وفلان قعديٌّ. وأخذه المقيم المقعد. وهذا شيء يقعد به عليك العدوّ ويقوم. قال عمر بن أبي ربيعة: واعلـم بـأن الخـال يـوم ذكرته قعــد العـدوّ بـه عليـك وقامـا
المعجم: أساس البلاغة

قعد

المعنى: القُعُودُ: نقيضُ القيامِ.قَعَدَ يَقْعُدُ قُعوداً ومَقْعَداً أَي جلس، وأَقْعَدْتُه وقَعَدْتُ به. وقال أَبو زيد: قَعَدَ الإِنسانُ أَي قام وقعد جلَس، وهو من الأَضداد.والمَقْعَدَةُ: السافِلَةُ. والمَقْعَدُ والمَقْعَدَةُ: مكان القُعودِ.وحكى اللحياني: ارْزُنْ قي مَقْعَدِكَ ومَقْعَدَتِكَ. قال سيبويه: وقالوا: هو مني مَقْعَدَ القابلةِ أَي في القربِ، وذلك إذا دنا فَلَزِقَ من بين يديك، يريد بتلك المَنَزلة ولكنه حذف وأَوصل كما قالوا: دخلت البيت أَي في البيت، ومن العرب من يرفعه يجعله هو الأَول على قولهم أَنت مني مَرأىً ومَسْمَعٌ.والقِعْدَةِ، بالكسر: الضرب من القُعود كالجِلْسَة، وبالفتح: المرّة الواحدة؛ قال اللحياني: ولها نظائر وسيأْتي ذكرها؛ اليزيدي: قَعَد قَعْدَة واحدة وهو حسن القِعْدة. وفي الحديث: أَنه نهى أَن يُقْعَدَ على القبر؛ قال ابن الأَثير: قيل أَراد القُعودَ لقضاء الحاجة من الحدث، وقيل: أَراد الإِحْدادَ والحُزْن وهو أَن يلازمه ولا يرجع عنه؛ وقيل: أَراد به احترام الميتِ وتهويِلَ الأَمرِ في القُعود عليه تهاوناً بالميتِ والمَوْتِ؛ وروي أَنه رأَى رجلاً متكئاً على قبر فقال: لا تؤْذِ صاحبَ القبر.والمَقاعِدُ: موضِعُ قُعُودِ الناس في الأَسواق وغيرها. ابن بُزُرج: أَقْعَدَ بذلك المكان كما يقال أَقام؛ وأَنشد: أَقْعَـــــدَ حـــــتى لـــــم يَجِـــــدْ مُقْعَنْــــدَدَا؛ ولا غَـــــــداً، ولا الــــــذي يَلــــــي غَــــــدا ابن السكيت: يقال ما تَقَعَّدني عن ذلك الأَمر إِلا شُغُلٌ أَي ما حبسني. وقِعْدَة الرجل: مقدار ما أَخذ من الأَرض قُعُودُه. وعُمْقُ بِئرِنا قِعدَةٌ وقَعْدَة أَي قدر ذلك. ومررت بماءٍ قِعْدَةَ رجل؛ حكاه سيبويه قال: والجر الوجه. وحكى اللحياني: ما حفرت في الأَرض إِلا قِعْدَةً وقَعْدَة.وأَقْعَدَ البئرَ: حفرها قدر قِعْدة، وأَقعدها إذا تركها على وجه الأَرض ولم ينته بها الماء.والمُقْعَدَةُ من الآبار: التي احتُفِرَتْ فلم يَنْبُط ماؤها فتركت وهي المُسْهَبَةُ عندهم. وقال الأَصمعي: بئرٌ قِعْدَة أَي طولها طول إِنسان قاعد.وذو القَعْدة: اسم الشهر الذي يلي شوالاً وهو اسم شهر كانت العرب تَقْعد فيه وتحج في ذي الحِجَّة، وقيل: سمي بذلك لقُعُودهم في رحالهم عن الغزو والميرة وطلب الكلإِ، والجمع ذوات القَعْدَةِ؛ وقال الأَزهري في ترجمة شعب: قال يونس: ذواتُ القَعَداتِ، ثم قال: والقياس أَن تقول ذواتُ القَعْدَة. والعرب تدعو على الرجل فتقول: حَلَبْتَ قاعداً وشَرِبْتَ قائماً؛ تقول: لا ملكت غير الشاء التي تُحْلَبُ من قعود ولا ملكت إِبلاٌ تَحْلُبُها قائماً، معناه: ذهبت إِبلك فصرتَ تحلب الغنم لأَن حالب الغنم لا يكون إِلا قاعداً، والشاء مال الضَّعْفَى والأَذلاَّءِ، والإِبلُ مال الأَشرافِ والأَقوياء ويقال: رجل قاعد عن الغزو، وقوم قُعَّادٌ وقاعدون. والقَعَدُ: الذين لا ديوان لهم، وقيل: القَعَد الذين لا يَمْضُون إِلى القتال، وهو اسم للجمع، وبه سمي قَعَدُ الحَرُورِيَّةِ. ورجل قَعَدِيٌّ منسوب إِلى القَعَد كعربي وعرب، وعجميّ وعجَم. ابن الأَعرابي: القَعَدُ الشُّراةُ الذين يُحَكِّمون ولا يُحارِبون، وهو جمع قاعد كما قالوا حارس وحَرَسٌ.والقَعَدِيُّ من الخوارج: الذي يَرى رأْيَ القَعَد الذين يرون التحكيم حقاً غير أَنهم قعدوا عن الخروج على الناس؛ وقال بعض مُجَّان المُحْدَثِين فيمن يأْبى أَن يشرب الخمر وهو يستحسن شربها لغيره فشبهه بالذي يريد التحكيم وقد قعد عنه فقال: فكـــــــأَنِّي، ومـــــــا أُحَســـــــِّنُ منهــــــا، قَعَــــــــــدِيٌّ يُزَيِّــــــــــنُ التَّحْكيمــــــــــا وتَقَعَّدَ فلان عن الأَمر إذا لم يطلبه. وتقاعَدَ به فلان إذا لم يُخْرِجْ إِليه من حَقِّه. وتَقَعَّدْتُه أَي رَبَّثْتُه عن حاجته وعُقْتُه. ورجل قُعَدَةٌ ضُجَعَة أَي كثير القعود والاضطجاع. وقالوا: ضربه ضَرْبَةَ ابنَةِ اقْعدِي وقُومي أَي ضَرْبَ أَمَةٍ، وذلك لقعودها وقيامها في خدمة مواليها لأَنها تُؤْمَرُ بذلك، وهو نص كلام بان الأَعرابي. وأُقْعِدَ الرجلُ: لم يَقْدِرْ على النهوض، وبه قُعاد أَي داء يُقْعِدُه. ورجل مُقْعَدٌ إذا أَزمنه داء في جسده حتى لا حراكَ به. وفي حديث الحُدُود: أُتيَ بامرأَة قد زنت فقال: ممن؟ قالت: من المُقْعَد الذي في حائِطِ سَعْد؛ المُقْعَد الذي لا يَقْدِر على القيام لزَمانة به كأَنه قد أُلزِمَ القُعُودَ، وقيل: هو من القُعاد الذي هو الداء الذي أْخذ الإِبل في أَوراكها فيميلها إِلى الأَرض.والمُقْعَداتُ: الضَّفادِع؛ قال الشماخ: توَجَّســــــْنَ واســـــْتَيْقَنَّ أَنْ ليْـــــسَ حاضـــــِراً، علـــــى المـــــاءِ، إِلا المُقْعَــــداتِ القَــــوافِزُ والمُقْعَداتُ: فِراخُ القَطا قبل أَن تَنْهَضَ للطيران؛ قال ذو الرمة: إِلــــى مُقْعَــــداتٍ تَطْــــرَحُ الرِّيــــحَ بالضــــُّحَى عَلَيْهِـــــنَّ رَفْضـــــاً مِـــــن حَصــــادِ القُلاقِــــلِ والمُقْعَدُ: فَرْخُ النسْرِ، وقيل: فَرْخُ كلِّ طائر لم يستقلّ مُقْعَدٌ. والمُقَعْدَدُ: فرخ النسر؛ عن كراع؛ وأَما قول عاصم بن ثابت الأَنصاري: أَبـــــــو ســــــليمانَ وَرِيــــــشُ المُقْعَــــــدِ، ومُجْنَــــــأٌ مـــــن مَســـــْكِ ثَـــــوْرٍ أَجْـــــرَدِ، وضـــــــالَةٌ مِثــــــلُ الجَحِيــــــمِ المُوْقَــــــدِ فإِن أَبا العباس قال: قال ابن الأَعرابي: المقعد فرخ النسر وريشه أَجوَد الريش، وقيل: المقعد النسر الذي قُشِبَ له حتى صِيدَ فَأُخِذ رِيشُه، وقيل: المقعد اسم رجل كان يَرِيشُ السِّهام، أَي أَنا أَبو سليمان ومعي سهام راشها المقعد فما عذري أَن لا أُقاتل؟ والضالَةُ: من شجر السِّدْر، يعمل منها السهام، شبه السهام بالجمر لتوقدها.وقَعَدَتِ الرَّخَمَةُ: جَثَمَتْ، وما قَعَّدَك واقْتعدك أَي حَبَسَك.والقَعَدُ: النخل، وقيل النخل الصِّغار، وهو جمع قاعد كما قالوا خادم وخَدَمٌ. وقَعَدَت الفَسِيلَة، وهي قاعد: صار لها جذع تَقْعُد عليه. وفي أَرض فلان من القاعد كذا وكذا أَصلاً ذهبوا إِلى الجِنس. والقاعِدُ من النخل: الذي تناله اليد. ورجل قِعْدِيٌّ وقُعْدِيٌّ: عاجز كأَنه يُؤثِرُ القُعود.والقُعْدَة: السرجُ والرحل تَقْعُد عليهما. والقَعْدَة، مفتوحة: مَرْكَبُ الإِنسان والطِّنْفِسَةُ التي يجلس عليها قَعْدَة، مفتوحة، وما أَشبهها. وقال ابن دريد: القُعْداتُ الرحالُ والسُّرُوجُ. والقُعَيْداتُ: السُّروجُ والرحال. والقُعدة: الحمار، وجمْعه قُعْدات؛ قال عروةُ بن معديكرب: ســـــَيْباً علــــى القُعُــــداتِ تَخْفِــــقُ فَــــوْقَهُم رايـــــــاتُ أَبْيَــــــضَ كــــــالفَنِيقِ هِجــــــانِ الليث: القُعْدَةُ من الدوابِّ الذي يَقْتَعِدُه الرجل للركوب خاصة.والقُعْدَةُ والقُعْدَةُ والقَعُودَةُ والقَعُودُ من الإِبل: ما اتخذه الراعي للركوب وحَمْلِ الزادِ والمتاعِ، وجمعه أَقْعِدَةٌ وقُعُدٌ وقِعْدانٌ وقَعَائِدُ. واقْتَعَدَها: اتخذها قَعُوداً. قال أَبو عبيدة: وقيل القَعُود من الإِبل هو الذي يَقْتَعِدُه الراعي في كل حاجة؛ قال: وهو بالفارسية رَخْتْ وبتصغيره جاء المثل: اتَّخَذُوه قُعَيِّدَ الحاجات إذا امْتَهَنوا الرجلَ في حوائجهم؛ قال الكميت يصف ناقته: مَعْكُوســــــَةٌ كقَعُــــــودِ الشــــــَّوْلِ أَنَطَفَهـــــا عَكْــــــسُ الرِّعــــــاءِ بإِيضــــــاعٍ وتَكْـــــرارِ. ويقال: نعم القُعْدَةُ هذا أَي نعم المُقْتَعَدُ.وذكر الكسائي أَنه سمع من يقول: قَعُودَةٌ للقلوصِ، وللذكر قَعُودٌ. قال الأَزهري: وهذا عند الكسائي من نوادر الكلام الذي سمعته من بعضهم وكلام أَكثر العرب على غيره. وقال ابن الأَعرابي: هي قلوص للبكْرة الأُنثى وللبكْر قَعُود مثل القَلُوصِ إِلى أَن يُثْنِيا ثم هو جَمَل؛ قال الأَزهري: وعلى هذا التفسير قول من شاهدت من الرعب لا يكون القعود إِلا البكْر الذكر، وجمعه قِعْدانٌ ثم القَعَادِينُ جمع الجمع، ولم أَسمع قَعُودَة بالهاء لغير الليث. والقَعُود من الإِبل: هو البكر حين يُرْكَب أَي يُمَكّن ظهره من الركوب، وأَدنى ذلك أَن يأْتي عليه سنتان، ولا تكون البكرة قعوداً وإِنما تكون قَلُوصاً. وقال النضر: القُعْدَةُ أَن يَقْتَعِدَ الراعي قَعوداً من إِبله فيركبه فجعل القُعْدة والقَعُود شيئاً واحداً.والاقْتِعادُ: الركوب. يقول الرجل للراعي: نستأْجرك بكذا وعلينا قُعْدَتُك أَي علينا مَرْكَبُكَ، تركب من الإِبل ما شئت ومتى شئت؛ وأَنشد للكميت: لــــــــــم يَقْتَعِــــــــــدْها المُعْجِلـــــــــون وفي حديث عبد الله: من الناس من يُذِلُّه الشيطانُ كما يُذلُّ الرجل قَعُودَهُ من الدوابّ؛ قال ابن الأَثير: القَعُودُ من الدوابِّ ما يَقْتَعِدُه الرجل للركوب والحمل ولا يكون إِلا ذكراً، وقيل: القَعُودُ ذكر، والأُنثى قعودة؛ والقعود من الإِبل: ما أَمكن أَن يُركب، وأَدناه أَن تكون له سنتان ثم هو قَعود إِلى أن يُثْنِيَ فيدخل في السنة السادسة ثم هو جمل.وفي حديث أَبي رجاء: لا يكون الرجل مُتَّقِياً حتى يكون أَذَلَّ من قَعُودٍ، كلُّ من أَتى عليه أَرْغاه أَي قَهَره وأَذَلَّه لأَن البعير إِنما يَرْغُو عن ذُلٍّ واستكانة. والقَعُود أَيضاً: الفصيل. وقال ابن شميل: القَعُودُ من الذكور والقَلوص من الإِناث. قال البشتي: قال يعقوب بن السكيت: يقال لابن المَخاض حين يبلغ أَن يكون ثنياً قعود وبكر، وهو من الذكور كالقلوص من الإِناث؛ قال البشتي: ليس هذا من القَعُود التي يقتعدها الراعي فيركبها ويحمل عليها زاده وأَداته، إِنما هو صفة للبكر إذا بلغ الأَثْنَاءَ؛ قال أَبو منصور: أَخطأَ البشتي في حكايته عن يعقوب ثم أَخطأَ فيما فسره من كِيسه أَنه غير القعود التي يقتعدها الراعي من وجهين آخرين، فأَما يعقوب فإِنه قال: يقال لابن المخاض حتى يبلغ أَن يكون قنياً قعود وبَكر وهو الذكور كالقَلوص، فجعل البشتي حتى حين وحتى بمعنى إِلى، وأَحد الخطأَين من البشتي أَنه أَنَّث القعود ولا يكون القعود عند العرب إِلا ذكراً، والثاني أَنه لا قعود في الإِبل تعرفه العرب غير ما فسره ابن السكيت، قال: ورأَيت العرب تجعل القعود البكر من الإِبل حين يُركب أَي يمكن ظهره من الركوب، قال: وأَدنى ذلك أَن يأْتي عليه سنتان إِلى أَن يثني فإِذا أَثنى سمي جملاً، والبكر والبَكْرَة بمنزلة الغلام والجارية اللذين لم يدركا، ولا تكون البكرة قعوداً. ابن الأَعرابي: البَكر قَعود مثل القَلوص في النوق إِلى أَن يُثْنِيَ.وقاعَدَ الرجلَ: قعد منه. وقَعِيدُ الرجلِ: مُقاعِدُه. وفي حديث الأَمر بالمعروف: لا يَمْنَعُه ذلك أَن يكون أَكِيلَه وشَرِيبَه وقَعِيدَه؛ القَعِيدُ الذي يصاحبك في قُعودِكَ، فَعِيلٌ بمعى مفاعل؛ وقَعِيدا كلِّ أَمرٍ: حافظاه عن اليمين وعن الشمال. وفي التنزيل: عن اليمين وعن الشمال قَعِيدٌ؛ قال سيبويه: أَفرد كما تقول للجماعة هم فريق، وقيل: القعيد للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤَنث بلفظ واحد وهما قعيدان، وفَعِيلٌ وفعول مما يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع، كقوله: أَنا رسول ربك، وكقوله: والملائِكةُ بعد ذلك ظَهِيرٌ؛ وقال النحويون: معناه عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد فاكتفى بذكر الواحد عن صاحبه؛ ومنه قول الشاعر: نحْـــــنُ بمـــــا عِنْـــــدَنا، وأَنـــــتَ بمـــــا عِنْـــــــدَك راضـــــــٍ، والــــــرَّأْيُ مُخْتَلِــــــفُ ولم يقل راضِيان ولا راضُون، أَراد: نحن بما عندنا راضون وأَنت بما عندك راضٍ؛ ومثله قول الفرزدق: إِنــــي ضــــَمِنْتُ لمــــنْ أَتــــاني مــــا جَنَـــى وأتىـــــ، وكـــــان وكنـــــتُ غيـــــرَ غَــــدُورِ ولم يقل غدُوَرينِ. وقَعِيدَةُ الرجل وقَعِيدَةُ بيِته: امرأَتُه؛ قال الأَشعَرُ الجُعْفِيُّ: لكـــــــن قَعِيـــــــدَةُ بَيْتِنــــــا مَجْفِــــــوَّةٌ، بـــــادٍ جنَـــــاجِنُ صـــــَدْرِها ولهـــــا غِنَــــى والجمع قَعائدُ. وقَعِيدَةُ الرجلِ: امرأَته. وكذلك قِعادُه؛ قال عبد الله بن أَوفى الخزاعي في امرأَته: مُنَجَّـــــــدَةٌ مثـــــــلُ كَلْـــــــبِ الهِراشــــــ، إِذا هَجَـــــــعَ النـــــــاسُ لـــــــم تَهْجَــــــعِ فَلَيْســــــــــَت بتاركــــــــــة محرمـــــــــا، ولــــــــو حـــــــف بالأســـــــل المشـــــــرع فبئســـــــت قعــــــاد الفــــــتى محــــــدها، وبِئْســــــــــَتْ مُوَفِّيَــــــــــةُ الأَرْبَعِــــــــــ، قال ابن بري: مُنَجَّدَةٌ مُحَكَّمَةٌ مُجَرَّبَةٌ وهو مما يُذَمُّ به النساءُ وتُمْدَحُ به الرجال. وتَقَعَّدَتْه: قامت بأَمره؛ حكاه ثعلب وابن الأَعرابي. والأَسَلُ: الرِّماحُ.ويقال: قَعَّدْتُ الرجلَ وأَقْعدْتُه أَي خَدَمْتُه وأَنا مُقْعِدٌ له ومُقَعِّدٌ؛ وأَنشد: تَخِـــــــــــذَها ســـــــــــرِّيَّةً تُقَعِّــــــــــدُه وقال الآخر: وليــــسَ لـــي مُقْعِـــدٌ فـــي الـــبيتِ يُقْعِـــدُني، ولا ســـــــَوامٌ، ولا مِـــــــنْ فِضــــــَّةٍ كِيــــــسُ والقَعِيدُ: ما أَتاك من ورائك من ظَبْيٍ أَو طائر يُتَطَّيرُ منه بخلاف النَّطِيح؛ ومنه قول عبيد بن الأَبرص: ولقـــــد جَـــــرَى لهُمِــــ، فلــــم يَتَعَيَّفُــــوا، تَيْـــــــسٌ قَعِيـــــــدٌ كالوَشــــــِيجَةِ أَعْضــــــَبُ الوَشِيجَةُ: عِرْقُ الشجرةِ، شبَّه التَّيْسَ من ضُمْرِه به، ذكره أَبو عبيدة في باب السَّانِحِ والبارِحِ وهو خلاف النَّطِيح. والقَعِيدُ: الجرادُ الذي لم يَسْتَوِ جناحاه بعد. وثَدْيٌ مُقْعَدٌ: ناتِئ على النحر إذا كان ناهِداً لم يَنْثَنِ بَعْدُ؛ قال النابغة: والبَطـــــــنُ ذو عُكَــــــنٍ لطيــــــفٌ طَيُّهُــــــ، والإِتْـــــــبُ تَنْفُجُـــــــه بِثَـــــــدْيٍ مُقْعَــــــدِ وقَعَدَ بنو فلانٍ لبني فلان يَقْعُدون: أَطاقوهم وجاو وهم بأَعْدادِهم.وقَعَدَ بِقِرْنِهِ: أَطاقَه. وقَعَدَ للحرب: هَيَّأَ لها أَقرانَها؛ قال: لأُصــــــْبِحَنْ ظالمــــــاً حَرْبــــــاً رَباعِيَــــــةً، فاقعُــــدْ لهــــا، ودَعَــــنْ عنْــــكَ الأَظانِينــــا وقوله: ســـــَتَقْعُدُ عبـــــدَ اللـــــهِ عَنَّـــــا بِنَهْشــــَل أَي سَتُطيقها وتَجِيئُها بأَقْرانها فَتَكْفينا نحن الحرب. وقَعَدَتِ المرأَةُ عن الحيض والولدِ تَقْعُدُ قُعوداً، وهي قاعد: انقطع عنها، والجمع قَواعِدُ. وفي التنزيل: والقَواعِدُ من النساء؛ وقال الزجاج في تفسير الآية: هن اللواتي قعدن عن الأَزواج. ابن السكيت: امرأَة قاعِدٌ إذا قعدت عن المحيض، فإِذا أَردت القُعود قلت: قاعدة. قال: ويقولون امرأَة واضِعٌ إذا لم يكن عليها خمار، وأَتانٌ جامِعٌ إذا حملت. قال أَبو الهيثم: القواعد من صفات الإِناث لا يقال رجال قواعِدُ، وفي حديث أَسماءَ الأَشْهَلِيَّة: إِنا مَعاشِرَ النساءِ محصوراتٌ مقصوراتٌ قواعِدُ بيوتِكم وحوامِلُ أَولادِكم؛ القواعد: جمع قاعِدٍ وهي المرأَة الكبيرة المسنة، هكذا يقال بغير هاء أَي أَنها ذات قعود، فأَما قاعدة فهي فاعلة من قَعَدَتْ قعوداً، ويجمع على قواعد فهي فاعلة من قَعَدَتْ قعوداً، ويجمع على قواعد أَيضاً. وقعدت النخلة: حملت سنة ولم تحمل أُخرى.والقاعِدَةِ: أَصلُ الأُسِّ، والقَواعِدُ: الإِساسُ، وقواعِد البيت إِساسُه. وفي التنزيل: وإِذ يَرفَعُ ابراهيمُ القواعِدَ من البيتِ وإِسمعيلُ؛ وفيه: فأَتى اللهُ بُنيانَهم من القواعد؛ قال الزجاج: القَواعِدُ أَساطينُ البناء التي تَعْمِدُه. وقَواعِدُ الهَوْدَج: خشبات أَربع معترضة في أَسفله تُركَّبُ عِيدانُ الهَوْدَج فيها. قال أَبو عبيد: قواعد السحاب أُصولها المعترضة في آفاق السماء شبهت بقواعد البناء؛ قال ذلك في تفسير حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، حين سأَل عن سحابة مَرَّت فقال: كيف تَرَوْنَ قواعِدَها وبواسِقَها؟ وقال ابن الأَثير: أَراد بالقواعد ما اعترض منها وسَفَل تشبيهاً بقواعد البناء. ومن أَمثال العرب: إذا قامَ بكَ الشَّرّْ فاقْعُدْ، يفسَّر على وجهين: أَحدهما أَن الشر إذا غلبك فَذِلَّ له ولا تَضْطَرِبْ فيه، والثاني أَن معناه إذا انتصب لك الشرُّ ولم تجد منه بُدّاً فانتِصبْ له وجاهِدْه؛ وهذا مما ذكره الفراء.والقُعْدُدُ والقُعْدَدُ: الجبانُ اللئيمُ القاعدُ عن الحرب والمكارِمِ.والقُعْدُدُ: الخامل. قال الأَزهري: رجل قُعْددٌ وقَعْدَدٌ إذا كان لئيماً من الحَسَبِ. المُقْعَدُ والقُعْدُدُ: الذي يقعد به أَنسابه؛ وأَنشد: قَرَنْبَــــــــى تَســـــــُوفُ قَفَـــــــا مُقْـــــــرِفٍ لَئِيمٍـــــــــــ، مـــــــــــآثِرُهُ قُعْــــــــــدُد ويقال: اقْتَعَدَ فلاناً عن السخاءِ لؤْمُ جِنْثِه؛ ومنه قول الشاعر: فازَ قدْحُ الكَلْبْيِّ، واقتَعَدَتْ مَغْ_راءَ عن سَعْيِهِ عُرُوقُ لَئِيمِ ورجل قُعْدُدٌ: قريب من الجَدِّ الأَكبر وكذلك قعدَد. والقُعْدُدُ والقُعْدَدُ: أَملك القرابة في النسب.والقُعْدُدُ؛ القُرْبَى. والمِيراث القُعْدُدُ: هو أَقربُ القَرابَةِ إِلى الميت. قال سيبويه: قُعْدُدٌ ملحق بجُعْشُمٍ، ولذلك ظهر فيه المثلان. وفلان أَقْعَد من فلان أَي أَقرب منه إِلى جده الأَكبر، وعبر عنه ابن الأَعرابي بمثل هذا المعنى فقال: فلان أَقْعَدُ من فلان أَي أَقلُّ آباء.والإِقْعادُ: قِلَّةُ الآباء والأَجداد وهو مذموم، والإِطْرافُ كَثَرتُهم وهو محمود، وقيل: كلاهما مدح. وقال اللحياني: رجل ذو قُعْدد إذا كان قريباً من القبيلة والعدد فيه قلة. يقال: هو أَقْعَدُهم أَي أَقربهم إِلى الجد الأَكبر، وأَطْرَفُهم وأَفْسَلُهم أَي أَبعدهم من الجد الأَكبر.ويقال: فلان طَرِيفٌ بَيِّنُ الطَّرافَة إذا كان كثير الآباء إِلى الجد الأَكبر ليس بذي قُعْدُود؛ ويقال: فلان قعيد النسب ذو قُعْدد إذا كان قليل الآباءِ إِلى الجد الأَكبر؛ وكان عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن العباس الهاشمي أَقعَدَ بني العباس نسباً في زمانه، وليس هذا ذمّاً عندهم، وكان يقال له قعدد بني هاشم؛ قال الجوهري: ويمدح به من وجه لأَن الولاء للكُبر ويذم به من وجه لأَنه من أَولادِ الهَرْمَى ويُنسَب إِلى الضَّعْفِ؛ قال دريد بن الصِّمَّة يرثي أَخاه: دَعــــاني أَخــــي والخيــــلُ بيْنــــي وبيْنَهــــ، فلمـــــا دَعـــــاني لـــــم يَجِــــدْني بِقُعْــــدُدِ وقيل: القعدد في هذا البيت الجبانُ القاعِدُ عن الحربِ والمكارِمِ أَيضاً يَتَقَعَّد فلا ينهض؛ قال الأَعشي: طَرِفُـــــــــونَ ولاَّدُونَ كـــــــــلَّ مُبـــــــــارَكٍ، أَمِــــــرُونَ لا يَرِثُــــــونَ ســــــَهمَ القُعْــــــدُدِ وأَنشده ابن بري: أَمِـــــــــرُونَ ولاَّدُونَ كـــــــــلَّ مُبـــــــــارَكٍ، طَرِفُـــــــــــــــــــــــــــــــــــــونَ...... وقال: أَمرون أَي كثيرون. والطرف: نقيض القُعدد. ورأَيت حاشية بخط بعض الفضلاء أَن هذا البيت أَنشده المَرْزُبانيُّ في معجم الشعراء لأَبي وجْزَةَ السعدي في آل الزبير. وأَما القُعدد المذموم فهو اللئيم في حسبه، والقُعْدُد من الأَضداد. يقال للقريب النسب من الجد الأَكبر: قعدد، وللبعيد النسب من الجد الأَكبر: قعدد؛ وقال ابن السكيت في قول البعيث: لَقـــــىً مُقْعَـــــدِ الأَســـــبابِ مُنْقَطَـــــعٌ بــــه قال: معناه أَنه قصير النسب من القعدد. وقوله منقَطَعٌ به مُلْقىً أَي لا سَعْيَ له إِن أَراد أَن يسعى لم يكن به على ذلك قُوَّةُ بُلْقَةٍ أَي شيء يَتَبَلَّغُ به. ويقال: فلان مُقْعَدُ الحَسَبِ إذا لم يكن له شرف؛ وقد أَقْعَدَه آباو ه وتَقَعَّدُوه؛ وقال الطرماح يهجو رجلاً: ولكِنَّــــــــه عَبْـــــــدٌ تَقَعَّـــــــدَ رَأْيَـــــــه لِئامُ الفُحـــــــولِ وارْتخـــــــاضُ المناكِـــــــحِ أَي أَقعد حسبه عن المكارم لؤْم آبائه وأُمهاته.ابن الأَعرابي: يقال ورث فلان بالإِقْعادِ، ولا يقال وَرِثه بالقعود.والقُعادُ والإِقْعادُ: داءٌ يأْخُذُ الإِبل والنجائب في أَوراكها وهو شبه مَيْل العَجُزِ إِلى الأَرض، وقد أُقْعِدَ البعير فهو مُقْعَدٌ.والقَعَدُ: أَن يكون بِوَظِيفِ البعير تَطامُنٌ واسْتِرْخاء. والإِقعادُ في رجل الفرس: أَن تُقْرَشَ جدّاً فلا تَنْتَصِبَ. والمُقْعَدُ: الأَعوج، يقال منه: أُقعِدَ الرجلُ، تقول: متى أَصابك هذا القُعادُ؟ وجملٌ أَقْعَدُ: في وظِيفَيْ رجليه كالاسترخاء.والقَعِيدَةُ: شيء تَنْسُجُه النساء يشبه العَيْبَةَ يُجْلَسُ عليه، وقد اقْتَعَدَها؛ قال امرؤ القيس: رَفَعْــــــنَ حوايــــــا واقْتَعَـــــدْنَ قَعـــــائِداً، وحَفَّفْـــــنَ مِـــــنْ حَــــوْكِ العِــــراقِ المُنَمَّــــقِ والقَعِيدَةُ أَيضاً: مثل الغِرارَةِ يكون فيها القَدِيدُ والكعكُ، وجمعها قَعائِدُ؛ قال أَبو ذؤيب يصف صائداً: لــــــه مِــــــنْ كَســــــْبِهِنَّ مُعَـــــذْ لَجـــــاتٌ قَعــــــائِدُ، قــــــد مُلِئْنَ مِــــــنَ الوَشــــــِيقِ والضمير في كسبهن يعود على سهام ذكرها قبل البيت. ومُعَذْلَجاتٌ: مملوءات. والوشِيقُ: ما جَفَّ من اللحم وهو القَدِيدُ؛ وقال ابن الأَعرابي في قول الراجز: تُعْجِلُ إِضْجاعَ الجَشِير القاعِدِقال: القاعِدُ الجُوالقُ الممتلئ حَبّاً كأَنه من امتلائه قاعد.والجَشِيرُ: الجُوالِقُ. والقَعِيدَةُ من الرمل: التي ليست بمُسْتَطِيلة، وقيل: هي الحبْل اللاطِئ بالأَرض، وقيل: وهو ما ارْتَكَم منه. قال الخليل: إذا كان بيت من الشِّعْر فيه زِحافٌ قيل له مُقْعَدٌ؛ والمُقْعَدُ من الشعر: ما نَقَصَتْ من عَرُوضِه قُوَّة، كقوله: أَفَبَعْـــــدَ مَقْتَـــــلِ مالِـــــكِ بـــــنِ زُهَيـــــر تَرْجُــــــو النســــــاءُ عَــــــوَاقِبَ الأَطْهـــــارِ؟ قال أَبو عبيد: الإِقواء نقصان الحروف من الفاصلة فَيَنْقُص من عَرُوضِ البيت قُوَّةٌ، وكان الخليل يسمى هذا المُقْعَدَ. قال أَبو منصور: هذا صحيح عن الخليل وهذا غير الزحاف وهو عيب في الشعر والزحاف ليس بعيب.الفراء: العرب تقول قَعَدَ فلان يَشْتُمُني بمعنى طَفِقَ وجَعَل؛ وأَنشد لبعض بني عامر: لا يُقْنِـــــــــعُ الجارِيَـــــــــةَ الخِضــــــــابُ، ولا الوِشـــــــــــــاحانِ، ولا الجِلْبــــــــــــابُ مِـــــــــنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقــــــــيَ الأَركــــــــابُ، ويَقْعُــــــــدَ الأَيْــــــــرُ لـــــــه لُعـــــــابُ وحكى ابن الأَعرابي: حَدَّدَ شَفْرَتَه حتى قَعدتْ كأَنها حَربَةٌ أَي صارت. وقال: ثَوْبَكَ لا تَقْعُدُ تَطِيرُ به الريحُ أَي لا تَصِيرُ الريحُ طائرةً به، ونصب ثوبك بفعل مضمر أَي احفظ ثوبك. وقال: قَعَدَ لا يَسْأْلُه أَحَدٌ حاجةً إِلا قضاها ولم يفسره؛ فإِن عنى به صار فقد تقدم لها هذه النظائر واستغنى بتفسير تلك النظائر عن تفسير هذه، وإِن كان عنى القعود فلا معنى له لأَن القعود ليست حال أَولى به من حال، أَلا ترى أَنك تقول قعد لا يمر به أَحد إِلا يسبه، وقد لا يسأَله سائل إِلا حرمه؟ وغير ذلك مما يخبر به من أَحوال القاعد، وإِنما هو كقولك: قام لا يُسأَلُ حاجَةً إِلا قضاها.وقَعِيدَكَ اللهَ لا أَفعلُ ذلك وقَعْدَك؛ قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ: قَعيَــــــــدَكِ أَن لا تُســــــــْمِعيني مَلامَــــــــةً، ولا تَنْكَئِي قَــــــــرْحَ الفـــــــؤَادِ فَيِيجَعَـــــــا وقيل: قَعْدَكَ اللهَ وقَعيدَكَ اللهَ أَي كأَنه قاعدٌ معك يحفظ عليك قولك، وليس بقويّ؛ قال أَبو عبيد: قال الكسائي: يقال قِعْدكَ الله أَي اللهُ معك؛ قال وأَنشد غيره عن قُرَيْبَةَ الأَعرابية: قَعِيــــدَكِ عَمْــــرَ اللهـــ، يـــا بِنْـــتَ مـــالِكٍ، أَلـــــم تَعْلَمِينــــا نِعْــــمَ مَــــأْوى المُعَصــــِّبِ قال: ولم أَسمع بيتاً اجتمع فيه العَمْرُ والقَعِيدُ إِلا هذا. وقال ثعلب: قِعْدَكَ اللهَ وقَعِيدَكَ اللهَ أَي نَشَدْتُكَ اللهَ. وقال: إذا قلت قَعِيدَكُما الله جاءَ معه الاستفهام واليمين، فالاستفهام كقوله: قَعِيدَ كما اللهَ أَلم يكن كذا وكذا؟ قال الفرزدق: قَعِيــــدَ كمــــا اللـــهَ الـــذي أَنْتُمـــا لهـــ، أَلـــــم تَســـــْمَعا بالبَيْضـــــَتَيْنِ المُنادِيــــا؟ والقَسَمُ: قَعِيدَكَ اللهَ لأُكْرِمَنَّكَ. وقال أَبو عبيد: عَلْيا مُضَر تقول قَعِيدَك لتفعلن كذا؛ قال القِعَيدُ الأَب؛ وقال أَبو الهيثم: القَعِيد المُقاعِدُ؛ وأَنشد بيت الفرزدق: قَعيـــــدَكُما اللـــــهَ الــــذي أَنتمــــا لــــه يقول: أَينما قعدت فأَنت مقاعد لله أَي هو معك. قال: ويقال قَعِيدَك الله لا تَفْعل كذا، وقَعْدَكَ الله، بفتح القاف، وأَما قِعْدَكَ فلا أَعْرِفُه. ويقال: قعد قعداً وقعوداً؛ وأَنشد: فَقَعْـــــــــدَكِ أَن لا تُســــــــْمِعِيني مَلامَــــــــةً قال الجوهري: هي يمين للعرب وهي مصادر استعملت منصوبة بفعل مضمر، والمعنى بصاحبك الذي هو صاحب كل نجوى، كما يقال: نشدتك الله، قال ابن بري في ترجمة وجع في بيت متمم بن نويرة: قَعِيـــــــــدَكِ أَن لا تُســــــــْمِعِيني مَلامَــــــــةً قال: قَعِيدَك اللهَ وقِعدك الله استعطاف وليس بقسم؛ كذا قال أَبو عليّ؛ قال: والدليل على أَنه ليس بقسم كونه لم يُجَبْ بجوابِ القَسَم.وقَعِيدَكَ اللهَ بمنزلة عَمْرَكَ اللهَ في كونه ينتصب انتصاب المصادر الواقعة موقع الفعل، فعمرك اللهَ واقع موقع عَمَّرَك اللهُ أَي سأَلْتُ اللهَ تَعْمِيرَك، وكذلك قِعْدَكَ اللهَ تَقْديره قَعَّدْتُك اللهَ أَي سأَلت الله حفظك من قوله: عن اليمين وعن الشمال قَعِيد أَي حفيظ.والمُقْعَدُ: رجلٌ كان يَرِيشُ السهام بالمدينة؛ قال الشاعر: أَبـــــــو ســـــــُلَيْمان ورِيــــــشُ المُقْعَــــــدِ وقال أَبو حنيفة: المُقْعدانُ شجر ينبت نبات المَقِرِ ولا مرارة له يخرج في وسطه قضيب بطول قامة وفي رأْسه مثل ثمرة العَرْعَرَة صُلْبة حمراء يترامى به الصبيان ولا يرعاه شيء.ورجل مُقْعَدُ الأَنف: وهو الذي في مَنْخِرِه سَعة وقِصَر.والمُقْعَدَةُ: الدَّوْخَلَّةُ من الخُوصِ.ورحىً قاعِدَةٌ: يَطْحَنُ الطاحِنُ بها بالرَّائِدِ بيَدِه.وقال النضر: القَعَدُ العَذِرَةُ والطَّوْفُ.
المعجم: لسان العرب

قعد

المعنى: قعد : (القُعُودُ) ، بالضمّ، (والمَقْعَدُ) ، بِالْفَتْح (: الجُلُوسُ) . قَعَد يَقْعُد قُعُوداً ومَقْعَداً، وكَوْنُ الجُلُوس والقُعود مُترادِفَيْنِ اقتصرَ عَلَيْهِ الجوهريُّ وغيرُه، ورَجَّحه العلاَّمة ابنُ ظفَر ونقلَه عَن عُرْوَةَ بنِ الزُّبيرِ، وَلَا شكَّ أَنَّه مِن فُرْسَانِ الكَلاَمِ، كَمَا قالَه شيخُنا. (أَو هُوَ) أَي القُعُود (مِنَ القِيَامِ، والجُلُوسُ مِنَ الضَّجْعَةِ ومِنَ السُّجودِ) ، وَهَذَا قد صَرَّحَ بِهِ ابنُ خَالَوَيْهِ وبعضُ أَئمَّة الِاشْتِقَاق،  وجَزَم بِهِ الحَرِيريُّ فِي الدُّرَّة، ونَسَبَه إِلى الخَليل بن أَحمدَ، قَالَ شيخُنا: وَهُنَاكَ قولٌ آخَرُ، وَهُوَ عَكْسُ قولِ الخَلِيل، حَكَاهُ الشَّنَوانيُّ، ونقلَه عَن بعض المُتَقدِّمِين، وَهُوَ أَن القُعُود يكون من اضْطجَا. وسُجود، والجُلوس يكون مِن قِيامٍ، وَهُوَ أَضْعَفُهَا، ولستُ مِنْهُ عَلى ثِقَةٍ، وَلَا رأَيْتُه لِمَن أَعتمدهُ، وَكَثِيرًا مَا يَنْقُل الشَّنَوَانيُّ غَرَائبَ لَا تَكاد تُوجَدُ فِي النَّقْلِيَّاتِ. فالعُمْدَة على نَحْوِه وآرائِه النَّظَرِيَّة أَكثرُ. وَهُنَاكَ قولٌ آخرُ رابعٌ، وَهُوَ أَن القُعُودَ مَا يكون فِيهِ لُبْثٌ وابقامةٌ مَا، قَالَ صاحِبُه: وَلذَا يُقَال قَوَاعِدُ البَيْتِ، وَلَا يُقَال جَوَالِسُه. وَالله أعلم. تَابع كتاب (وقَعَدَ بِهِ: أَقْعَده. والمَقْعَدُ والمَقْعَدَةُ: مَكَانُه) أَي القُعودِ. قَالَ شيخُنا: واقْتِصارُه على قَوْلِه (مَكَانُه) قُصُورٌ، فإِن المَفْعَل مِن الثلاثيِّ الَّذِي مُضَارِعه غيرُ مكسورٍ بالفَتْحِ فِي المَصْدَرِ، والمكانِ، والزَّمَانِ، على مَا عُرِف فِي الصَّرْفِ. انْتهى. وَفِي اللِّسَان: وحَكى اللِّحيانيُّ: ارْزُنْ فِي مَقْعَدِك ومَقْعَدَتِك، قَالَ سيبويهِ: وَقَالُوا: هُوَ مِنّي مَقْععدَ القَابِلَة، أَي فِي القُرْبِ، وذالك إِذا دَنَا فَلَزِقَ مِن بَيْنه يَديْكَ، يُرِيد: بِتِلْكَ المَنْزِلَة، ولاكنه حذف وأَوْصَلَ، كَمَا قَالُوا: دَخَلْت البيتَ، أَي فِي البيْتِ. (والقِعْدَةُ، بِالْكَسْرِ: نَوْعٌ مِنْهُ) ، أَي القُعُودِ، كالجِلْسَةِ، يُقَال: قَعَدَ قِعْدَةَ الدُّبِّ، وثَرِيدَةٌ كقِعْدَةِ الرَّجُلِ. (و) قِعْدَةُ الرَّجُل (: مِقْدَارُ مَا أَخَذَه القَاعِدَ مِن المَكَانِ) قعوده. (ويُفْتَح) ، وَفِي اللِّسَان: وبالفَتْحِ المَرَّةُ الواحِدَةُ. قَالَ اللِّحيانيُّ: وَلها نَظائرُ. وَقَالَ اليَزيدِيُّ: قَعَدَ قَعْدَةً واحِدَةً وَهُوَ حَسَنُ القِعْدَة. (و) القِعْدَةُ (: آخِرُ وَلَدِكَ) ، يُقَال (للذَّكَرِ والأُنْثَى والجَمْعِ) ، نقلَه الصاغانيّ. (و) يُقَال: (أَقْعَدَ البِئرَ: حَفَرَهَا قَدْرَ قِعْدَةٍ) ، بِالْكَسْرِ، (أَوْ) أَقْعَدَها، إِذا  (تَرَكَها عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ ولَمْ يَنْتَهِ بهَا المَاءَ) . وَقَالَ الأَصمعيُّ: بِئْرٌ قِعْدَةٌ، أَي طُولُها طولُ إِنسانٍ قاعِدٍ؛ وَقَالَ غَيره عُمْقُ بِئْرِنا قِعْدَةٌ وقَعْدَةٌ، أَي قَدْرُ ذالك، ومرَرْتُ بماءٍ قِعْدَةَ رَجُلٍ، حَكَاهُ سِيبويهِ، قَالَ: والجَرُّ الوَجْهُ، وَحكى اللِّحْيَانيُّ: مَا حَفَرْتُ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قِعْدَةً وقَعْدَةً. فَظهر بذالك أَن الفَتْحَ لُغَةٌ فِيهِ. فاقتصارُ المصنِّف على الكَسْرِ: قُصورٌ، وَلم يُنَبّه على ذالك شَيْخُنا. (وَذُو القَعْدَةِ) ، بِالْفَتْح (ويُكْسَر: شَهْرٌ) يَلِي شَوَّالاً، سُمِّيَ بِهِ لأَن العرَبَ (كَانُوا يَقْعُدُونَ فِيه عَنه الأَسْفَارِ) والغَزْوِ والمِيرَةِ وطَلَبِ الكَلإِ ويَحُجُّون فِي ذِي الحِجَّةِ، (ج ذَوَاتُ القَعْدَةِ) يَعْنِي: بجمْع ذِي وإِفراد القَعْدَة، وَهُوَ الأَكثر، وَزَاد فِي المِصْباح: وذَوَات القَعَدَاتِ. قلت: وَفِي التَّهْذِيب فِي تَرْجَمَة شعب، قَالَ يُونُس: ذَوَات القَعَدَاتِ، ثمَّ قَالَ: والقِيَاس أَن يَقُول: ذَوَاتُ القَعْدَة. (والقَعَدُ، مُحَرَّكَةً) ، جمعُ قاعدٍ، كَمَا قَالُوا حَارِسٌ وحَرَسٌ، وخادِمٌ وخَدَمٌ. وَفِي بعض النّسخ: القَعَدةُ. بِزِيَادَة الهاءِ وَمثله فِي الأَساس، وَعبارَته. وَهُوَ من القَعَدَةِ قَوْمٍ من (الخَوَارِج) قَعَدُوا عَن نُصْرَةِ عَلَيَ كَرَّمَ الله وَجْهَه و (عَن) مُقَاتَلَتِه، وَهُوَ مَجاز. (ومَنْ يَرَى رَأَيَهُمْ) أَي الخوارِجِ (قَعَدِيٌّ) ، مُحَرَّكَةً كَعَرَبِيَ وعَرَبٍ، وعَجَمِيَ وعَجَمٍ، وهم يَرَوْنَ التَّحْكِيمَ حَقًّا، غيرَ أَنّهُمْ قَعَدُوا عَن الخُرُوجِ على الناسِ؛ وَقَالَ بعضُ مُجَّان المُحْدَثِينَ فيمَن يَأْبَى أَنْ يَشْربَ الخَمْرَ وَهُوَ يَسْتَحْسِن شُرْبَها لِغَيْرِه، فشَبَّهه بِالَّذِي يَرَى التَّحْكِيمَ وَقد قَعَد عَنهُ فَقَالَ: فَكَأَنِّي وَمَا أُحَسِّن مِنْهَا قَعَدِيُّ يُزَيِّنُ التَّحْكِيمَا (و) القَعَدُ: (الذينَ لَا دِيوانَ لَهُمْ، و) قيل: القَعَدُ (: الَّذين لَا يَمْضُونَ إِلى القِتَالِ) ، وَهُوَ اسمٌ للجَمْع، وَبِه سُمِّيَ قَعَدُ الحَرُورِيَّة، وَيُقَال: رَجُلٌ قاعِدٌ عَن الغَزْوِ وقَوْمٌ قُعَّادٌ وقاعِدُون، وَعَن ابنِ الأَعرابيّ: القَعَدُ: الشُّرَاةُ الَّذين  يُحَكِّمُونَ وَلَا يُحَارِبُون، وَهُوَ جمعُ قاعدٍ، كَمَا قالُوا حَرَسٌ وحارِسٌ. (و) قَالَ النضْرُ: القَعَدُ: (العَذِرةُ) والطَّوْفُ. (و) القَعَدُ: (أَن يَكونَ بِوَظِيفِ البَعِير تَطَامُنٌ واسْتِرْخَاءٌ) ، وجملٌ أَقْعَدُ، من ذالك، (و) القَعَدَة، (بِهَاءٍ: مَرْكَبٌ للنِّساءِ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ الَّتِي عندنَا، وَالصَّوَاب على مَا فِي اللِّسَان والتكملة: مَرْكَب الإِنسان، وأَمّا مَرْكَب النِّساءِ فَهُوَ القَعِيدةُ، وسيأْتي فِي كَلَام المُصَنّف قَرِيبا. (و) القَعَدَةُ أَيضاً (الطِّنْفسَةُ) الَّتِي يُجحلسَ عَلَيْهَا وَمَا أَشبهَها. (و) قَالُوا: ضَرَبَه ضَرْبَة (ابْنَة اقْعُدى وقُومِي) أَي ضَرْبَ (الأَمَة) ، وذالك لقُعودِهَا وقِيامِها فِي اخِدْمَة مَوالِيها، لأَنها تُؤْمَر بذالك، وَهُوَ نَصُّ كلامِ ابنِ الأَعرابيّ. (و) أُقْعِد الرَّجُلُ: لم يَنْهَضْ، وَقَالَ ابنُ القَطَّاع: مُنِعَ القِيَامَ، و (بِهِ قُعَادٌ) ، بالضمّ، (وإِقْعَادٌ) أَي، (دَاءٌ يُقْعِدُه، فَهُوَ مُقْعَدٌ) ، إِذا أَزْمَنَه دارٌ فِي جَسَدِه حَتَّى لَا حَرَاكَ بِهِ، وَهُوَ مَجَازٌ. وَفِي حَدِيث الحُدُودِ: (أُتِيَ بامرأَةٍ قد زَنَتْ، فَقَالَ: مِمَّنْ؟ قَالَت: من المُقْعَد الَّذِي فِي حائِطِ سَعْدٍ) ، قَالَ ابنُ الأَثير: المُقْعَد: الَّذِي لَا يَقْدِر على القِيَامِ لِزَمَانَةٍ بِهِ، كأَنَّه قد أُلْزِم القُعُودَ، وَقيل: هُوَ من القُعَادِ الَّذِي هُوَ الدَّاءُ يأْخُذُ الإِبلَ فِي أَوْرَاكِها فيُمِيلُها إِلى الأَرض. (و) من المَجاز: أَسْهَرَتْنِي (المُقْعَدَاتُ) ، وَهِي (الضَّفَادِعُ) ، قَالَ الشَّمَّاخُ: تَوَجَّسْنَ وَسْتَيْقَنَّ أَنْ لَيْسَ حَاضِراً عَلَى المَاءِ إِلاص المُقْعَدَاتُ القَوَافِزُ (و) جَعل ذُو الرُّمَّةِ (فِرَاخ القَطَا قَبحلَ أَنْ تَنْهَضَ) للطَّيَرانِ مُقْعَدَاتٍ فَقَالَ: إِلى مُقْعَدَاتٍ تَطْرَحُ الرِّيحُ بِالضُّحَى عَلَيْهِنَّ رَفْضاً مِنْ حَصَادِ القَلاَقِلِ  (و) قَالَ أَبو زيدٍ (قَعَدَ) الرجلُ (: قَامَ) ، وروى أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ (عَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنّه قَرَأَ {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ} (سُورَة الْكَهْف، الْآيَة: 77) فهدَمه ثُمَّ قَعَدَ يَبْنِيه، قَالَ أَبو بكرٍ: مَعْنَاهُ ثُمَّ قامَ يَبنيه) وَقَالَ اللَّعِين المِنْقَرِيّ واسمُه مُنَازِلٌ، ويُكنى أَبا الأُكَيْدِر: كَلاَّ وَرَبِّ البَيْتِ يَا كَعَابُ لاَ يُقْنِعُ الجَارِيَةَ الخِضَابُ وَلاَ الوِشَاحَانِ وَلاَ الجِلْبَابُ مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الأَرْكَابُ ويَقْعُدَ الأَيْرُ لَهُ لُعَابُ أَي يَقُوم. وقَعَد: جَلَس، فَهُوَ (ضِدٌّ) . صَرَّح بِهِ ابنُ القَطَّاع فِي كتابِه، والصَّاغانيُّ وغيرُه. (و) من الْمجَاز: قَعَدت (الرَّخَمَةُ) ، إِذا (جَثَمَتْ، و) من المَجَازِ: قَعَدَت (النَّخْلَةُ: حَمَلَتْ سَنَةً ولمْ تَحْمِلْ أُخْرَى) ، فَهِيَ قاعِدَةٌ، كَذَا فِي الأَساس، وَفِي الأَفعال: لم تَحْمِل عَامَهَا. (و) قَعَدَ فُلانٌ (بِقِرْنةِ: أَطَاقَهُ) و (قَعَد) بَنُو فُلانٍ لِبَني فُلانٍ يَقْعُدُون: أَطاقُوهُم وجَاءُوهم بأَعْدَادِهِمِ. (و) من المَجاز: قَعَدَ (للحَرْبِ هَيَّأَ لَهَا أَقْرَانَها) ، قَالَ: لأُصْبِحَنْ ظَالِماً حَرْباً رَبَاعِيَةً فَاقْعُدْ لَهَا وَدَعَنْ عَنْكَ الأَظَانِينَا وَقَوله: سَتَقْعُدُ عَبْدُ الله عَنَّا بِنَهْشَلٍ أَي سَتُطِيقُها بأَقْرَانِهَا فتَكْفِينا نَحن الحَرْبَ. (و) من الْمجَاز: قَعَدَت (الفَسِيلَةُ: صَارَ لَهَا جذْعٌ) تقْعُد عَلَيْه. (والقَاعِدُ هِيَ) ، يُقَال: فِي أَرْض فُلانٍ مِن القاعِدِ كَذَا وَكَذَا أَصْلاً، ذَهَبُوا بِهِ إِلى الجِنْسِ، (أَو) القاعِدُ من النَّخْل (: الَّتِي تَنَالُها اليَدُ، و) قَالَ ابنُ الأَعرابيّ فِي قَول الراجز: تُعْجِلُ إِضْجَاعَ الجَشِيرِ القَاعِدِ قَالَ: القاعِدُ (: الجُوَالِقُ المُمْتَلِىءُ  حَبًّا) كأَنَّه من امتلائه قاعِدٌ. والجَشِير: الجُوَالِق. (و) من الْمجَاز: القَاعِدُ من النساءِ (: الَّتِي قَعَدَتْ عَنِ الوَلَدِ و (عَن) الحَيض و (عَن) الزَّوْجِ) ، والجمْعُ قَوَاعِدُ. وَفِي الأَفعال: قَعَدت المرأَةُ عَن الحَيْضِ: انقَطَعَ عنهَا، وَعَن الأَزواجِ: صَبَرتْ، وَفِي التَّنْزِيل {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النّسَآء} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 60) ، قَالَ الزجَّاجُ: هن اللواتي قَعَدْنَ عَن الأَزواجِ، وَقَالَ ابْن السّكّيت: امرأَةٌ قاعِدٌ. إِذا قَعَدَتْ عَن المَحيضِ، فإِذا أَرَدْتَ القُعُودَ قلت: قاعِدَةٌ. قَالَ: وَيَقُولُونَ: امرأَةٌ واضِعٌ، إِذا لم يكن عَلَيْهَا خِمَارق، وأَتَانٌ جامِعٌ إِذا حَمَلَت، وَقَالَ أَبو الْهَيْثَم: القواعِدُ من (صِفات) : الإِناث، لَا يُقَال: رِجَالٌ قواعدُ. (و) فِي حَدِيث أَسماءَ الأَشْهَلِيَّةِ: (إِنَّا مَعاشِرَ النِّسَاءِ مَحْصوراتٌ قَوَاعِدُ بُيُوتِكم، وحَوَامِلُ أَوْلادِكم) قَالَ ابْن الأَثير: القواعِدُ: جمع قاعِدٍ، وَهِي المرأَةُ الكبيرةُ المُسِنَّةُ، هاكذا يُقَال بِغَيْر هاءٍ، أَي أَنها ذاتُ قُعُودٍ، فأَمَّا قاعِدةٌ فَهِيَ فاعِلَة من قولِك (قَدْ قَعَدَتْ قُعُوداً) ، وَيجمع على قواعِدَ أَيضاً. (وقَوَاعِدُ الهَوْدَجِ: خَشَبَاتٌ أَرْبَعُ) مُعْترِضَة (تَحْتَه رُكِّب فِيهِنَّ) الهَوْدَجُ. (ورَجُلٌ قِعْدِيٌّ، بالضمّ وَالْكَسْر: عاجِزٌ) ، كأَنه يُؤْثِر القُعُودَ، وكذالك ضُجْعِيٌّ وضِجْعِيّ، إِذا كَانَ كثير الاضْطِجَاعِ. (و) يُقَال: فلانٌ (قَعِيدُ النَّسَبِ) ذُو قُعْدُدٍ (و) رجل (قُعْدُدٌ) بِضَم الأَوّل وَالثَّالِث (وقُعْدَدٌ) بضمّ الأَوّل وَفتح الثَّالِث، أَثبتَه الأَخْفَشُ وَلم يُثْبِته سِيبَوَيْهٍ (وأَقْعَدُ، وقُعْدُودٌ) ، بالضمّ، وهاذه طائِيَّةٌ (: قَرِيبُ الآباءه مِنَ الجَدِّ الأَكْبَرِ) ، وَهُوَ أَمْلَكُ القَرَابَةِ فِي النَّسب، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قُعْدُدٌ مُلْحَقِ بِجُعْشُهمٍ، ولذالك ظَهر فِي المِثْلاَن. وَفُلَان أَقْعَدُ من فُلاَنٍ، أَي أَقْرَبخ مِنْهُ إِلى جَدِّه الأَكبر، وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ؛ رجلٌ ذُو قُعْدُدٍ، إِذا كَانَ قَرِيبا مِن القبيلةِ والعَدَدُ فِيهِ قِلِّةٌ. يُقَال: هُوَ  أَقْعَدُهم، أَي أَقرَبُهُم إِلى الجَدِّ الأَكْبَرِ. وأَطْرَفُهُم وأَفْسَلُهم، أَي أَبْعَدُهم من الجَدِّ الأَكبرِ، وَيُقَال: فلانٌ طَريفٌ بَيِّنُ الطَّرَافَةِ إِذَا كَان كثيرَ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكبرِ، لَيْسَ بِذِي قُعْدُدٍ، وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: فلانٌ أَقْعَدُ من فُلانٍ أَي ايقل آبَاء والإِقعادُ: قِلَّةُ الآباءِ والأَجدادِ. (والقُعْدُدُ: البَعِيدُ الآباءِ مِنْه) ، أَي من الجَدِّ الأَكبرِ وَهُوَ مَذمومٌ، والإطْرَافُ كَثْرَتُهم، وَهُوَ محمودٌ، وَقيل: كلاهُمَا مَدْحٌ. قَالَ الجوهريّ: وَكَانَ عبدُ الصَّمدِ بنُ عَلِيّ بن عبد الله الهاشميُّ أَقْعَدَ بني العَبَّاسِ نَسَباً فِي زَمانِه، وَلَيْسَ هاذا ذَمًّا عِنْدهم، وَكَانَ يُقَال لَهُ: قعدُد بني هاشمٍ، (ضِدٌّ) ، قَالَ الجوهريُّ: ويُمْدَح بِهِ مِنْ وَجْهٍ لأَنّ الوَلاَءَ لِلْكُبْرِ، ويُذمُّ بِهِ مِن وَجْهٍ لأَنه من أَولادِ الهَرْمَى، ويُنْسَب إِلى الضَّعْفِ، قَالَ الأَعشى: طَرِفُونَ وَلاَّدُونَ كُلَّ مُبَارَكٍ أَمِرُونَ لاَ يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ أَنْشَدَه المَرحزُبانيُّ فِي مُعْجَم الشعراءِ لأَبِي وَجْزَة السَّعْدِيّ فِي آلِ الزُّبَيْرِ. ورَجُلٌ مُقْعَدُ النَّسبِ: قَصِيرُه، من القُعْدُدِ، وَبِه فَسَّر ابنُ السِّكيتِ قَوْلع البَعِيثِ: لَقًى مُقْعَدُ الأَنْسَابِ مُنْقَطَعٌ بِهِ وَقَوله: مُنْقَطَعٌ بِهِ: مُلْقًى، أَي لَا سَعْيَ لَهُ إِن أَرادَ أَنْ يَسْعَى لم يَكُنْ بِهِ عَلَى ذالك قُوَّةُ بُلْغَةٍ، أَي شَيْءٍ يَتَبَلَّغُ بِهِ، وي ال: فُلانٌ مُقْعَدُ الحَسَبِ، إِذا لمْ يَكن لَهُ شَرَفٌ، وَقد أَقْعَدَه آباؤُه وتَقَعَّدُوه، وَقَالَ الطِّرِمَّاح يَهجو رجُلاً: ولاكِنَّه عَبْدٌ تَقَعَّدَ رَأَيَهُ لِئَامُ الفُحُولِ وارْتِخَاصُ المَنَاكِحِ أَي أَقْعَدَ حَسَبَهَ عَن المكارمِ لُؤْمُ آبائِه وأُمَّهَاتِه، يُقَال: وَرِثَ فلانٌ بالإِقْعَادِ، وَلَا يُقَال: وَرهثَ بالقُعودِ. (و) القُعْدَدُ: (: الجَبَانُ اللّئيمُ) فِي حَسَبهِ (القَاعِدُ عَن) الحَرْبِ و (المَكارِم)  وَهُوَ مَذمومٌ (و) القُعْدَدُ (: الخَامِلُ) قَالَ الأَزهريُّ: رَجلٌ قُعْدُدٌ وقُعْدَدٌ: إِذا كَانَ لئيماً، مِنَ الحَسَبِ المُقْعَد. والقُعْدَد: الَّذِي يَقْعُد بِهِ أَنْسَابُه. وأَنشد: قَرَنْبَي تَسُوفُ قَفَا مُقْرِفٍ لَئِيمٍ مَآثِرُهُ قُعْدُدِ وَيُقَال: اقتَعَدَ فُلاناً عَن السَّخاءِ لُؤْمُ جِنْثِه، وَمِنْه قولُ الشاعرِ: فَازَ قِدْحُ الْكَلْبِيِّ واقْتَعَدَتْ مَعْ زَاءَ عَنْ سَعْيِهِ عُرُوقُ لَئِيمِ (و) رجل (قُعْدِيٌّ وقُعْدِيَّةٌ، بضمِّهما، ويُكْسَرانِ) الأَخيرة عَن الصاغانيّ (و) كذالك رجل (ضُجْعِيٌّ) بالضمّ (ويُكْسَرُ، وَلَا تَدْخُلُه الهاءُ، وقُعَدَةٌ ضُجَعَةٌ، كهُمَزَةٍ) . أَي (كَثِيرُ القُعُودِ والاضْطِجَاعِ) ، وسيأْتي فِي الْعين إِن شاءَ الله تَعَالَى. (والقُعُودُ) ، بالضمّ (: الأَيْمَةُ) ، نقَلَه الصاغانيّ، مصدر آمَتِ المرأَةُ أَيْمَةً، وَهِي أَيِّمٌ، ككَيِّس، من لَا زَوْجَ لَهَا، بِكْراً كَانَت أَو ثَيِّباً، كَمَا سيأْتي. (و) القَعُودُ، (بِالْفَتْح) : مَا اتَّخذه الراعِي للرُّكوب وحَمْلِ الزَّادِ والمَتَاع وَقَالَ أَبو عبيدةَ: وَقيل: القَعُودُ (من الإِبل) هُوَ الَّذِي (يَقْتَعِدُه الرَّاعِي فِي كُلِّ حاجَةٍ) ، قَالَ: وَهُوَ بالفَارِسِيّة رَخْتْ (كالقَعُودَةِ) ، بالهَاءِ، قَالَه الليثُ، قَالَ الأَزهريّ: وَلم أَسْمَعْه لغيرِه. 6 قلت: وَقَالَ الخليلُ: القَعُودَةُ من الإِبل: مَا يَقْتَعِدُه الرَّاعِي لحَمْلِ مَتاعِه. والهاءُ للمبالَغَةِ، (و) يُقَال: نِعْمَ (القُعْدَة) هاذا، وَهُوَ (بالضمّ) المُقْتَعَدُ. (واقْتَعَدَهُ: اتَّخَذَه قُعْدَةً) ، وَقَالَ النضْر: القُعْدَة: أَن يَقْتَعِدَ الراعِي قَعُوداً مِن إِبلِه فيَرْكَبه، فجَعَل القُعْدَةَ والقَعُودَ شَيْئا وَاحِدًا، والاقْتِعَادُ: الرُّكوبُ، وَيَقُول الرجُلُ لِلرَّاعِي: نَسْتَأْجِرْك بِكَذَا، وعلينا قُعْدَتُك. أَي عَلَيْنا مَرْكَبُك، تَرْكَبُ من الإِبل مَا شِئْتَ  ومتَى شِئْت. (ج أَقْعِدَةٌ وقُعُدٌ) ، بِضَمَّتَيْنِ (وقِعْدَانٌ) ، بِالْكَسْرِ، (وقعائِدُ) ، وقَعَادِينُ جَمْعُ الجَمْعِ. (و) القَعُود: (القَلُوصُ) ، وَقَالَ ابْن شُمَيْل: القَعُودُ، من الذُّكور، والقَلُوص، من الإِناث، (و) القَعود أَيضاً (البَكْرُ إِلى أَن يُثْنِيَ) ، أَي يَدخل فِي السَّنَة الثَّانِيَة. (و) القَعُود أَيضاً (: الفَصِيلُ) ، وَقَالَ ابنُ الأَثير: القَعُود من الدَّوَابِّ: مَا يَقْتَعِده الرجُلُ للرُّكُوب والحَمْلِ، وَلَا يَكُونُ إِلاَّ ذَكَراً، وَقيل: القَعُودُ ذَكَرق، والأُنثَى قَعُودَةٌ. والقَعُود من الإِبل: مَا أَمْكَن أَنْ يُرْكَبَ، وأَدْنَاه أَن يَكُون لَهُ سَنَتَانِ، ثمَّ هود قَعُودٌ إِلى أَن يُثْنِيَ فيَدْخُل فِي السَّنَةِ السَّادِسَة، ثمَّ هُوَ جَمَلٌ. وَذكر الكِسَائيُّ أَن سَمِعَ مَن يَقُول قَعُودَةٌ للقَلُوصِ، وللذَّكر قَعُودٌ. قَالَ الأَزهريّ: وهاذا عِنْد الكسائيّ مِن نوادِرِ الكَلاَمِ الَّذِي سَمِعْتُه من بَعضهم. وكلامُ أَكثرِ العَرَبِ عَلَى غَيرِه، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هِيَ قَلُوصٌ للبَكْرَة الأُنْثَى، وللبَكْر قَعُودٌ مِثْل القَلُوصِ إِلى أَن يُثْنهيَا، ثمَّ هُوَ جَمَلٌ، قَالَ الأَزهَرِيّ: وعَلى هاذا التفسيرِ قولُ مَن شاهَدْتُ من العَربِ، لَا يكون القَعُودُ إِلاَّ البَكْر الذَّكَر، وجَمْعُه قِعْدَانٌ، ثمَّ القَعَادِينُ جَمْعُ الجمْعِ. وللبُشْتِيّ اعتراضٌ لَطِيفٌ على كَلَام ابنِ السِّكيتِ وَقد أَجابَ عَنهُ الأَزهرُّ وخَطَّأَه فِيمَا نسَبَه إِليه. راجِعْه فِي اللِّسَان. (والقَعِيدُ: الجَرَادُ) الَّذِي (لَمْ يَسْتَوِ جَنَاحُه) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ بالإِفراد، وَفِي بعض الأُمهات: جَناحَاه (بَعْدُ) .  (و) القَعِيد (: الأَبُ، وَمِنْه) قَوْلهم (قَعِيدَكَ لَتَفْعَلَنَّ) كَذَا، (أَي بِأَبِيكَ) قَالَ شَيخنَا: هُوَ مِن غَرائِبه انفرَدَ بِهَا، كحَمْلِه فِي القَسَم على ذالك، فإِنه لم يَذْكُره أَحدٌ فِي معنى القَسَمِ وَمَا يتعلّق بِهِ، وإِنما قَالُوا إِنَّه مَصْدَر كعَمْرِ الله. قلت: وهاذا الَّذِي قَالَه المصنّف قولُ ايبي عُبَيْدٍ. ونَسَبَه إِلى عَلْيَاءِ مُضَرَ وفسَّره هاكذا. وتَحَامُلُ شيخِنا عَلَيْهِ فِي غيرِ مَحلّه، مَعَ أَنه نقل قَول أَبي عُبَيْدٍ فِيمَا بعْدُ، وَلم يُتَمِّمْه، فإِنه قالَ بعد قَوْله عَلْياء مُضَر. تقولُ قَعِيدَك لتَفْعَلَنَّ. القَعِيدُ: الأَبُ، فَحذف آخرَ كلامِه. وهاذا عجيبٌ. (و) قَوْلهم (قَعِيدَك الله) لَا أَفعل ذالك (وقِعْدَك الله، بالكَسْرِ) ، وَيُقَال بِالْفَتْح أَيضاً، كَمَا ضَبَطَه الرِّضِيُّ وغيرُه، قَالَ مُتَمِّم بنُ نُوَيْرةَ: قَعِيدَكِ أَنْ لَا تُسْمِعِيني مَلاَمَةً وَلَا تَنْكَئِي قَرْحَ الفُؤَادِ فَيَيجَعَا (استعطافٌ لَا قَسَمٌ) ، قَالَه ابنُ بَرِّيَ فِي الحواشِي فِي تَرْجَمَةِ وجع فِي بَيت مُتَمّم السابِق، وَقَالَ: كَذَا قالَه أَبو عليَ، ثمَّ قَالَ (بِدليل أَنّه لم يَجِيىءْ جَوابُ القَسَمِ) . ونصُّ عبارَة أَبي عَلِيَ: والدليلُ على أَنه لي بقَسم كَوْنُه لم يُجَبْ بِجَوابِ القَسَمِ. (وَهُوَ) أَي قَعيدَك الله (مَصْدَرٌ واقِعٌ مَوْقِعَ الفِعْل بمنزلَة عَمْرَك الله) فِي كونِه يَنْتَصِب انتصابَ المَصَادِرِ الواقِعَةِ مَوْقِعَ الفِعْلِ (أَي عَمَرْتُكع الله، وَمَعْنَاهُ: سأَلْتُ الله تَعْمِيرَكَ، وكذالك قِعْدَكَ الله) بِالْكَسْرِ (تَقْديره قِعْدك الله) ، هاكذا فِي سَائِر النّسخ. ونصّ عبارَة أَبي عَليَ: قَعَّدْتُك الله (أَي سأَلتُ الله حِفظَك) ، من قَوْله تَعَالَى: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشّمَالِ قَعِيدٌ} (سُورَة ق، الْآيَة: 17) أَي حفيظ، انْتَهَت عبارَةُ ابْنِ بَرِّيّ نقلا عَن أَبي عَلِيّ. فإِذا عَرَفْتَ ذالك فقولُ شَيخنَا: وقولُه استعطاف لَا قَسَمٌ مُخَالهفٌ لِلْجُمْهُورِ، تَعَصُّبٌ على المصنّف وقُصُور. (و) قَالَ أَبو الهَيْثم: القَعِيدُ: (المُقَاعِدُ) الَّذِي يُصاحِبك فِي  قُعُودِك، فَعِيل بِمَعْنى مُفَاعِل، وقَاعَدَ الرجُلَ: قَعَدَ مَعَه، وأَنشد للفرزدق: قَعِيدَكُما الله الَّذِي أَنْتُمَا لَه أَلَمْ تَسْمَعَا بِالبَيْضَتَيْنه المُنَاديَا (و) القَعِيد: (الحَافِظ، للواحِدِ والجَمْعِ والمُذكّر والمُؤنَّث) بلفظٍ واحِدٍ، وهما قَعِيدَانِ وفَعِيلٌ وفَعُول ممَّا يَستوِي فِيهِ الواحِدُ والاثنانِ والجمعُ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {إِنَّا رَسُولُ رَبّ الْعَالَمِينَ} (سُورَة الشُّعَرَاء، الْآيَة: 16) . وَكَقَوْلِه تَعَالَى: {وَالْمَلَئِكَةُ بَعْدَ ذالِكَ ظَهِيرٌ} (سُورَة التَّحْرِيم، الْآيَة: 4) وَبِه فسِّر قولُه تَعالَى: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشّمَالِ قَعِيدٌ} (سُورَة ق، الْآيَة: 17) وَقَالَ النحويّون: مَعْنَاهُ: عَن اليَمِين قَعِيدٌ وَعَن الشضمالِ قَعِيدٌ، فاكْتُفِي بذِكْرِ الواحدِ عَن صاحِبِه، وَله أَمثِلَةٌ وشواهدُ. رَاجع فِي اللِّسَان وأَنشد الكسائيُّ لِقُرَيْبَةَ الأَعرابيّة. قَعِيدَكِ عَمْرَ الله يَا بِنْتَ مَالِكٍ أَلَمْ تَعْلَمِينَا نِعْمَ مَأْوَى المُعَصِّبِ قَالَ: وَلم أَسْمَعْ بَيْتا اجْتَمَعَ فِيهِ العَمْرُ والقَعِيد إِلاّ هاذا. وَقَالَ ثعلبٌ: إِذا قُلْتَ قَعِيدَكُما الله. جاءَ مَعه الاستفهامُ وَالْيَمِين، فالاستفهامُ كَقَوْلِه: قَعِيدَكُما الله أَلَمْ يَكنْ كَذا وَكَذَا؟ وأَنشد قَوْلَ الفَرزدقِ السابِقَ ذِكْرُه. والقَسمُ قَعِيدَكَ الله لأُكْرِمَنَّكَ، وَيُقَال: قعِيدَكَ الله لَا تَفْعَلْ كَذَا، وقَعْدَكَ الله بِفَتْح القافه، وأَمَّا قِعْدَكَ فَلَا أَعْرفه، وَيُقَال: قَعَدَ قَعْداً وقُعُوداً، وأَنشد: فَقَعْدَكِ أَنْ لاَ تُسْمِعِيني مَلاَمَةً وَقَالَ الجوهريّ: هِيَ يَمِينٌ للعربِ وَهِي مصادرُ استُعْمِلت مَنصوبةً بفعْلٍ مُضمَرٍ. (و) القَعِيدُ (: مَا أَتاكَ منْ وَرَائِكَ مِنْ ظَبْيٍ أَو طائرٍ) يُتَطَيَّرُ مِنْهُ، بخلافِ  النَّطِيح، وَمِنْه قَول عَبِيد بن الأَبْرَصِ: ولَقَدْ جَرَى لَهُمُ ولَمْ يَتَعَيَّفُوا تَيْسٌ قَعِيدٌ كالوَشِيجَةِ أَعْضَبُ ذكره أَبو عُبَيْد فِي بَابه السَّانِح والبَارِح. (و) القَعِيدعة (بهاءٍ: المرأَةُ) ، وَهِي قَعِيدَةُ الرّجلِ وقَعِيدَةُ بَيْتِه، قَالَ الأَسْعَرُ الجُعْفِيُّ: لاكِنْ قَعِيدَةُ بَيْتِنَا مَجْفُوَّةٌ بَادٍ جَنَاجِنُ صَدْرِهَا ولَهَا غِنَى والجمعُ قَعَائدُ، وقَعِيدةُ الرجُلِ: امرأَتُه، قَالَ: أُطَوِّفُ مَا أُطَوِّفُ ثُمَّ آوِى إِلى بَيْتٍ قَعِيدَتُه لَكَاعِ تَابع كتاب وكذالكِ قِعَادُه، قَالَ عبدُ الله بن أَوْفَى الخُزَاعِيّ فِي امرأَتِه: مُنَجَّدَةٌ مِثْلُ كَلْبِ الهِرَاشِ إِذَا هَجَعَ النَّاسُ لَمْ تَهْجَعِ فَلَيْسَتْ بِتَارِكَةٍ مَحْرَماً وَلَوْ حُفَّ بالأَسَلِ المُشْرَع فَبِئْسَتْ قِعَادُ الفَتَى وَحْدَهَا وبِئْسَتْ مُوَفِّيَة الأَرْبَعِ (و) القَعيدَة أَيضاً (شيْءٌ) تَنْسُجُه النساءُ (كالعَيْبَةِ يُجْلَسُ عَلَيْهِ) ، وَقد اقْتَعَدَها، جمْعُها قَعَائدُ، قَالَ امرُؤُ القَيْس: رَفَعْنَ حَوَايَا واقْتَعَدْنَ قَعَائِداً وحَفَّفْنَ مِنْ حَوْكِ العِرَاقِ المُنَمَّقِ (و) القَعِيدة أَيْضا (: الغِرَارَةُ أَو شِبْهُها يكونُ فِيهَا القَدِيدُ والكَعْكُ) وجَمعُها قَعائدُ، قَالَ أَبو ذُؤَيْب يَصف صائداً: لَهُ مِنْ كَسْبِهِنَّ مُعَذْلَجَاتٌ قَعائِدُ قَدْ مُلِئْنَ مِنَ الوَشِيقِ وَالضَّمِير فِي كَسْبِهنّ يَعود عَلَى سِهامٍ ذَكَرها قَبْلَ البيتِ. ومُعَذْلَجَاتٌ: مَمْلُوآت. والوَشِيق: مَا جَفَّ مِن اللْحْمِ وَهُوَ القَدِيدُ.  (سقط: (و) القَعِيدَةُ (من الرَّمْلِ: الَّتِي ليسَتْ بمُسْتطيلةِ، أَو) هِيَ (الحَبْل اللاطِئُ بالأَرْضِ) ، بِفَتْح الحاءِ المُهملة وَسُكُون المُوَحَّدة، وَقيل هُوَ مَا ارْتكمَ مِنْهُ. (وتَقَعَّدَهُ: قَامَ بأَمْرِه) ، حَكَاهُ ثَعْلَب وَابْن الأَعرابيّ. ) (و) تَقَعَّدَه (: رَيَّثَه عَنْ حَاجَتِه) وعَاقَه. (و) تَقَعَّدَ فُلانٌ (عَن الأَمْرِ) إِذا (لم يَطْلُبْهُ، و) قَالَ ثَعْلَب: (قَعْدَك الله) بِالْفَتْح (ويُكْسَر) ، كَمَا تقدّم، وَبِهِمَا ضبطَ الرضيُّ وَغَيره، وَزعم شيخُنا أَن المُصَنّف لم يذكر الْكسر فنسبه إِلى الْقُصُور (وقَعِيدَك الله) لَا آتِيك، كلاهُما بِمَعْنى (نَاشَدْتُك الله، وَقيل) قَعْدَك الله وقَعِيدَك الله أَي (كأَنَّه قاعِدٌ مَعَك بِحفْظِهِ) ، كَذَا فِي النُّسخ، وَفِي بعض الأُمَّهَاتِ يحفظ (عَلَيْكَ) قَوْلَك قَالَ ابْن مَنْظُور: وَلَيْسَ بِقَوِيَ، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: قَالَ الكسَائيُّ: يُقَال قِعْدك الله أَي الله مَعَك (أَو مَعْنَاهُ بِصَاحِبِك الَّذِي هُوَ صاحِبُ كلِّ نَجْوَى) كَمَا يُقَال، نَشَدْتُك الله، وَكَذَا قَوْلهم قَعِيدَك لَا آتيكَ وقِعْدَك لَا آتِيك، وكلّ ذالك فِي الصّحاح. وَقد تقدّم بعضُ عِبارته، قَالَ شيخُنَا: وصَرَّح المازنيُّ وَغَيره بأَنَّه لَا فِعْلَ لقَعيدٍ، بِخِلَاف عَمْرَكَ الله، فإِنهم بَنَوْ مِنْهُ فِعْلاَ، وظاهرُ المُصَنِّف بل صَريحُه كجَماعةٍ أَنه يُبْنَى مِن كُلَ مِنْهُمَا الفِعْلُ. وَفِي شُرُوحِ الشواهِد: وأَمَّا قِعْدَك الله وقَعيدَك الله فَقيل: هما مَصدرانِ بِمَعْنى المُرَاقَبَةِ، وانتصابُهما بِتَقْدِير أُقْسم بمُراقَبتِك الله، وَقيل: قَعْد وقَعِيد بِمَعْنى الرَّقيب والحفيظ، بالمَعْنِيُّ بهما الله تَعَالَى، ونَصبهما بِتَقْدِير أُقْسِم، مُعَدًّى بالباءِ. ثمَّ حُذف الفِعل والباءُ وانتصبا وأُبْدِلَ مِنْهُمَا الله. (و) عَن الْخَلِيل بن أَحمد (المُقْعَدٌ مِن الشِّعْرِ: كُلُّ بيتغ فِيهِ زِحَافٌ) وَلم يَرِد بِهِ إِلاَّ نُقصانُ الحَرْفِ من الفاصلة (أَو مَا نُقِصَتْ مِنْ عَروضه قُوَّةٌ)  كَقَوْل الرَّبيع بن زِيادٍ العَبْسِيّ: أَفَبَعْدَ مَقْتَلِ مَالِكِ بْنِ زُهَيْر تَرْجُو النِّسَاءُ عَوَاقِبَ الأَطْهَارِ وَالْقَوْل الأَخير قَالَه ابنُ القَطَّاع فِي الأَفعال لَهُ، وأَنشد الْبَيْت، قَالَ أَبو عُبَيْدَة: الإِقواءُ نُقْصَانُ الحُرُوفِ من الفاصلة فَتَنْقُص مِن عَرُوض البيتِ قُوَّةٌ، وَكَانَ الخليلُ يُسَمِّي هاذا: المُقْعَدَ، قَالَ أَبو منصورٍ: هاذا صحيحٌ عَن الْخَلِيل، وَهَذَا غيرُ الزِّحافِ، وَهُوَ عَيْبٌ فِي الشِّعْر، والزِّحَافُ لَيْسَ بعَيْب. ونقلَ شيخُنا عَن علماءِ القوافي أَنّ الإِقْعَادَ عِبَارَةٌ عَن اختلافِ العَرُوض مِن بَحْرِ الكامِل، وخَصُّوه بِهِ لكثرةِ حَرَكاتِ أَجزائه، ثمَّ أَقامع النَّكِير على المُصَنِّف بأَن الَّذِي ذَهَبَ إِليه لم يُصَرِّحْ بِهِ أَحدٌ من الأَئمّة، وأَنه أَدْخَل فِي كِتابه مِن الزِّيادَة المُفْسِدة الَّتِي يَنْبَغِي اجتنابُها، إِذ لم يَعْرِفْ مَعناها، وَلَا فَتَحَ لَهُم بابَها، وهاذا مَعَ مَا أَسْبَقْنَا النَّقْلَ عَن أَبي عُبَيْدَة والخَليلِ وهُمَا هُمَا مِمَا يَقْضِي بِهِ العَجَبُ، وَالله تعالَى يُسامِح الجميعَ بفَضْلِه وكَرَمِه آمِين. (و) المُقْعَدُ اسْم (رَجُل كانَ يَرِيشُ السِّهَامَ) بالمَدينة، وَكَانَ مُقْعَداً، قَالَ عاصِم بنُ ثابِتٍ الأَنصاريُّ رَضِيَ الله عَنهُ، حِين لَقِيَه المُشْرِكون ورَمَوْه بالنَّبْل: أَبُو سُلَيْمَانَ وَرِيشُ المُقْعَدِ وَمُجْنَأٌ مِنْ مَسْكِ ثَوْرِ أَجْرَد وَضَالَةٌ مِثْلُ الجَحِيمِ المُوقَدِ وصَارِمٌ ذُو رَوْنَقٍ مُهَنَّدِ وإِنما خُفِض مُهَنَّد على الجِوار أَو الإِقواءِ، أَي أَنا أَبو سُلَيْمَان، وَمَعِي سِهامٌ رَاشَهَا المُقْعَدُ. فَمَا عُذْرِي أَن لَا أُقاتل؟ قَالَ الصاغانيّ: ويُرْوَى المُعْقَد، بِتَقْدِيم الْعين (و) قيل: المُقْعَدُ (: فَرْخُ النَّسْرِ) ، ورِيشُه أَجْوَدُ الرِّيشِ، قَالَه أَبو الْعَبَّاس، نقلا عَن ابنِ  الأَعرابيّ (و) قيل: المُقْعَد (: النَّسْرُ الَّذِي قُشِبَ لَهُ فصِيدَ وأُخذَ رِيشُه) وَقيل: المُقْعَدُ: فَرْخُ كُلِّ طَائِر لَمْ يَسْتَقِلَّ، (كالمُقَعْدِدِ، فيهمَا) أَي فِي النَّسْرِ وفَرْخِه، وَالَّذِي ثَبتَ عَن كُراع: المُقَعْدَدُ: فَرْخ النَّسرِ. (و) من المَجاز: المُقْعَدُ (مِن الثَّدْيِ:) الناتىءُ على النَّحْرِ مِلْءَ الكَفِّ، (النَّاهِد الَّذِي لم يَنْثَنِ) بَعْدُ وَلم يَتَكَسَّرْ، قَالَ النابِغَة: والبَطْنُ ذُو عُكَنٍ لَطِيفٌ طَيُّهُ والإِتْبُ تَنْفُجُه بِثَدْيٍ مُقْعَدِ (و) من الْمجَاز (رَجُلٌ مُقْعَدُ الأَنْفِ) إِذا كَانَ (فِي مَنْخِرَيْهِ سَعَةٌ) وقِصَرٌ. (و) المُقْعَدَة (: بِئْر حُفِرَتْ فَلَمْ يَنْبُطْ ماؤُها وتُرِكَتْ) ، وَهِي المُسْهَبَةُ عِنْدهم. (والمُقْعَدَانُ، بالضمّ: شَجرةٌ) تَنْبُتُ نَبَاتَ المَقِرِ وَلَا مَرارةَ لَهَا، يَخرُجُ فِي وَسَطِها قَضيبٌ يَطولُ قامَةً، وَفِي رأْسِهَا مثْل ثَمَرَة العَرْعَرةِ صُلْبَةٌ حمراءُ يتَرامَى بهَا الصِّبيَانُ و (لَا تُرْعَى) . قَالَه أَبو حنيفَة. (و) عَن ابْن الأَعرابيّ: (حَدَّدَ شَفْرَتَه حَتَّى قَعَدَتْ كأَنَّهَا حَرْبَةٌ، أَي صَارَتْ) وَهُوَ مَجازٌ. وَلما غفلَ عَنهُ شيخُنَا جعَلَه فِي آخرِ المادّة من المُسْتَدْرَكَات. (و) قَالَ ابْن الأَعْرَابيّ أَيضاً (ثَوْبَكَ لَا تَقْعُدْ تَطِيرُ بِهِ الرِّيحُ، أَي لَا تَصِيرُ الرِّيحُ طائرَةً بهِ) ونَصب ثوبَكَ بفعلٍ مُضْمعر، أَي احفظْ ثوبَك وَقَالَ أَيضاً: قعَدَ لَا يسْأَله أَحدٌ حاجَةً إِلاَّ قَضَاهَا. وَلم يُفَسِّره، فإِن عنَى بِهِ صارَ فقد تَقدَّم لَهَا هاذه النَّظَائِر، واسْتَغْنى بتفسير تِلْكَ النظائرِ عَن تفسيرِ هاذه، وإِن كَانَ عنَى القُعُودَ فَلَا معنَى لَهُ، لأَن القُعُود لَيست حالٌ أَوْلَى بِهِ من حالٍ، أَلاَ ترَى أَنك تَقول: قَعَدَ لَا يَمُرُّ بِهِ أَحَدٌ إِلاَّ يَسبُّه، وقَعَدَ  لَا يَسْأَلُه سائلٌ إِلاَّ حَرَمَه، وَغير ذالك مِمَّا يُخْبَر بِهِ من أَحوالِ الْقَاعِد، وإِنما هُوَ كقولِك: قَامَ لَا يُسْأَلُ حاجَةً إِلاَّ قَضاها. قلت. وسيأْتي فِي المستدركات مَا يتعلَّق بِهِ. (والقُعْدَةُ، بالضمّ: الحِمَارُ، ج قُعْدَاتٌ) ، بضمّ فَسُكُون، قَالَ عُرْوَةَ بن مدِيكربَ: سَيْباً عَلَى القُعْدَاتِ تَخْفِقُ فَوْقَهُمْ رَايَاتُ أَبْيَضَ كالفَنِيقِ هِجَانِ (و) القُعْدَةُ (: السَّرْجُ والرَّحْلُ) يُقْعَد عَلَيْهِمَا، وَقَالَ ابنُ دُرَيد: القُعْدَات: الرِّحَالُ والسُّرُوجُ، وَقَالَ غَيره: القُعَيْدَات. (وأَقْعَدَه) ، إِذا (خَدَمَه) ، وَهُوَ مُقْعِدٌ لَهُ ومُقَعِّد، قَالَه ابنُ الأَعرابيّ وأَنشد: ولَيْسَ لِي مُقْعِدٌ فِي البَيْتِ يُقْعِدُنِي وَلاَ سَوَامٌ ولاَ مِنْ فِضِّةِ كِيسُ وأَنشد للآخَر: تَخِذَهَا سُرِّيَّةً تُقَعِّدُهْ وَفِي الأَساس: مَا لفُلَان امرأَةٌ تُقْعِده وتُقَعِّده. (و) من المَجاز: أَقْعَدَ (أَباهُ:) كَفَاهُ الكَسْبَ وأَعانَه، (كَقَعَّدَه تَقْعِيداً، فيهمَا) ، وَقد تقدَّمَ شَاهده. (واقْعَنْدَدَ بالمكانِ: أَقامَ بِهِ) ، وَقَالَ ابنُ بُزْرْج يُقَال: أَقْعَدَ بِذالك المكانِ، كَمَا يُقالُ: أَقَامَ، وأَنشد: أَقْعَدَ حَتَّى لَمْ يَجِدْ مُقْعَنْدَدَا ولاَ غَداً ولاَ الَّذِي يَلِي غَدَا (والأَقْعَادُ، بالفَتْح، والقُعَادُ، بالضمّ: دَارٌ يأْخُذُ فِي أَوْرَاكِ الإِبلِ) والنَّجَائبِ (فَيْميلُها إِلى الأَرْضِ) . وَفِي نصّ عِبارة ابنِ الأَعرابيّ: وَهُوَ شِبْهُ مَيْلِ العَجْزِ إِلى الأَرض، وَقد أُقْعِدَ البَعِيرُ فَهُوَ مُقْعَد. كتاب الأَفعال لِابْنِ القطّاع: وأُقْعِد الجَمَلُ: أَصابَه القُعَاد، وَهُوَ اسْتِرْخاءُ الوَرِكَيْنِ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: المَقْعَدَة: السَّافِلة.  والمَقَاعِدُ: موضِع قُعود النَّاسِ فِي الأَسْوَاقِ وغيرِهَا. وَعَن ابنِ السِّكّيت: يُقَال: مَا تَقَعَّدَنِي عَن ذالك الأَمْرِ إِلاَّ شُغُلٌ، أَي مَا حَبَسَني. وَفِي الأَفعال لِابْنِ القَطَّاع: قَعَد عَن الأَمْرِ: تَأَخَّر. وَبِي عَنْك شُغلٌ حَبَسَني. انْتهى. وَالْعرب تَدْعُو على الرّجل فَتَقول: حَلَبْتَ قاعِداً وشَرِبْتَ قَائِما، تَقول: لَا مَلَكْت غيرَ الشَّاءِ الَّتِي تُحْلَبُ مِن قُعُودٍ وَلَا مَلَكْتَ إِبلاً تَحْلُبُها قَائِما، مَعْنَاهُ ذَهبَتْ إِبلُكَ فصِرْتَ تَحْلُبُ الغَنَم (لأَنَّ حالبَ الغَنم لَا يكون إِلاَّ قَاعِدا) والشَّاءُ مَالُ الضُّعفاءِ. والأَذلاَّءِ. والإِبلُ مالُ الأَشرافِ والأَقوِيَاءِ. وَيُقَال: رجلٌ قاعدٌ عَن الغَزْوِ، وقَوْمٌ قُعَّادٌ وقاعِدُونَ. وتقَاعَدَ بِهِ فُلانٌ، إِذا لم يَخْرُج إِليه منْ حَقَّه. وَمَا قَعَّدَك واقْتَعَدك: مَا حَبَسَك. والقَعَدُ: النَّخْلُ، وَقيل: صِغارُ النَّخْلِ، وَهُوَ جمع قاعِدٍ، كخادمٍ وخَدَمٍ. وَفِي الْمثل: (اتَّخذوه قُعَيِّدَ الْحَاجَات) تَصْغِير القَعُود، إِذا امْتَهنُوا الرَّجُلَ فِي حَوائجهم. وقاعَدَ الرَجُلَ: قَعَدَ مَعَه. والقِعَادَةُ: السَّريرُ، يَمانِيَة. والقاعِدَة أَصْلُ الأُسِّ. والقَوَاعِدُ الإِسَاسُ وقَوَاعِدُ الْبَيْت إِسَاسُه، وَقَالَ الزَّجّاج: القَوَاعِد: أَساطِينُ البِنَاءِ الَّتِي تَعْمِدُه، وقولُهم: بَنَى أَمْرَه على قَاعِدَةٍ، وقَوَاعِدَ، وقاعدَةُ أَمْرِك وَاهِيَةٌ، وتَركوا مقاعِدَهم: مَرَاكِزَهم، وَهُوَ مَجازق، وقواعِدُ السَّحاب: أُصولُها المُعْتَرِضة فِي آفَاق السماءِ، شُبِّهَتْ بقواعِدِ البِنَاءِ، قَالَه أَبو عُبَيْدٍ، وَقَالَ ابنُ الأَثير: المُرَاد بالقواعِدِ مَا اعترَضَ مِنْهَا وسَفَلَ، تَشْبِيهاً بقَوَاعد البِنَاءِ. وَمن الأَمثَال: (إِذا قَامَ بك الشَّرُّ فاقْعُدْ) قَالَ ابنُ القَطَّاع فِي الأَفعال: (إِذا نَزَل بك الشرُّ) بدل (قَامَ) . وَقَوله  فاقْعُدْ. أَي احْلُم. قلت: وَمَعْنَاهُ ذِلَّ لَهُ وَلَا تَضْطَرِبْ، وَله معنى ثَانٍ، أَي إِذا انْتَصَب لَك الشّرُّ وَلم تَجِدْ مِنْهُ بُدًّا فانْتَصِبْ لَهُ وجاهدْه، وهاذا مِمَّا ذَكَرَه الفَرَّاءُ. وَفِي اللِّسَان والأَفْعَالِ: الإِقْعَادُ فِي رِجْلِ الفَرس: أَن تُفْرَشَ جدًّا فَلَا تَنْتَصِب. وأُقْعِدَ الرَّجلُ: عَرَجَ، والمُقْعَد: الأَعْرَجُ. وَفِي الأَساس: من المَجازِ: قَعَدَ عَن الأَمْرِ: تَرَكَه. وقَععد يَشْتُمُني: أَقْبَلَ. انْتهى. وَالَّذِي فِي اللِّسَان: الفَرَّاءُ: العَر
المعجم: تاج العروس