المعجم العربي الجامع
مني
المعنى: المَنى، بالياءِ: القَدَر؛ قال الشاعر: دَرَيْـــتُ ولا أَدْري مَنــى الحَــدَثانِ مَناهُ الله يَمْنِيه: قدَّره. ويقال: مَنى اللهُ لك ما يسُرُّك أَي قَدَّر الله لك ما يَسُرُّك؛ وقول صخر الغيّ: لعَمـرُ أَبـي عمـرو لقَدْ ساقَه المَنى إِلــى جَــدَثٍ يُــوزَى لـهُ بالأَهاضـِبِ أَي ساقَه القَدَرُ. والمَنى والمَنِيَّةُ: الموت لأَنه قُدِّر علينا.وقد مَنى الله له الموت يَمْني، ومُنِي له أَي قُدِّر؛ قال أَبو قِلابة الهذلي: ولا تَقُــولَنْ لشــيءٍ: ســَوْفَ أَفْعَلُـه حـتى تُلاقِـيَ مـا يَمْنـي لـك المَاني وفي التهذيب: حـتى تبَيّـنَ مـا يَمْنـي لـك الماني أَي ما يُقَدِّر لك القادر؛ وأَورد الجوهري عجز بيت: حـتى تُلاقَـي مـا يَمْنـي لـك الماني وقال ابن بري فيه: الشعر لسُوَيْد بن عامرٍ المُصْطلِقي وهو: لا تَــأْمَنِ المَـوتَ فـي حَـلٍّ ولا حَـرَمٍ إِنَّ المَنايــا تُــوافي كـلَّ إِنْسـانِ واسـْلُكْ طَريقَـكَ فِيهـا غَيْـرَ مُحْتَشـِمٍ حتَّـى تُلاقَـي مـا يَمْنـي لـك الماني وفي الحديث: أَن منشداً أَنشد النبي،صلى الله عليه وسلم: لا تَــأْمَنَنَّ، وإِنْ أَمْســَيْتَ فـي حَـرَمٍ حـتى تلاقَـي مـا يمنـي لـك الماني فـالخَيْرُ والشـَّرُّ مَقْرونـانِ فـي قَرَنٍ بكُـــلِّ ذلِــكَ يأْتِيــكَ الجَدِيــدانِ فقال النبي،صلى الله عليه وسلم: لو أَدرك هذا الإِسلام؛ معناه حتى تُلاقَي ما يُقدِّر لكَ المُقَدِّرُ وهو الله عز وجل. يقال: مَنى الله عليك خيراً يَمْني مَنْياً، وبه سميت المَنِيَّةُ، وهي الموت، وجمعها المَنايا لأَنها مُقدَّرة بوقت مخصوص؛ وقال آخر: مَنَــتْ لَــكَ أَن تُلاقِيَنــي المَنايـا أُحــادَ أُحــادَ فــي الشـَّهْر الحَلالِ أَي قدَّرت لك الأَقْدارُ. وقال الشَّرفي بن القطامي: المَنايا الأَحْداث، والحِمامُ الأَجَلُ، والحَتْفُ القَدَرُ، والمَنُونُ الزَّمانُ؛ قال ابن بري: المَنيَّة قدَرُ الموت، أَلا ترى إِلى قول أَبي ذؤيب: مَنايــا يُقَرِّبْــنَ الحُتُــوفَ لأَهْلِهـا جِهـاراً، ويَسـْتَمْتِعْنَ بـالأَنَسِ الجُبْـلِ فجعل المنايا تُقرِّب الموت ولم يجعلها الموت.وامْتَنَيْت الشيء: اخْتَلقْته.ومُنِيتُ بكذا وكذا: ابْتُلِيت به. ومَناه اللهُ بحُبها يَمنِيه ويَمْنُوه أَي ابْتلاه بحُبِّها مَنْياً ومَنْواً. ويقال: مُنِيَ ببَلِيَّة أَي ابْتُلي بها كأَنما قُدِّرت له وقُدِّر لها. الجوهري: منَوْتُه ومَنَيْته إذا ابتليته، ومُنِينا له وُفِّقْنا. ودارِي مَنى دارِك أَي إِزاءَها وقُبالَتها. وداري بمَنى دارِه أَي بحذائها؛ قال ابن بري: وأَنشد ابن خالويه: تَنَصــــَّيْتُ القِلاصَ إِلــــى حَكِيـــمٍ خَــوارِجَ مــن تَبالَــةَ أَو مَناهــا فمـــا رَجَعَـــتْ بخائبـــةٍ رِكــابٌ حَكِيـــمُ بــنُ المُســَيَّبِ مُنتَهاهــا وفي الحديث: البيتُ المَعْمُور مَنى مكة أَي بِحذائها في السماء. وفي حديث مجاهد: إِن الحرم حَرَمٌ مَناه مِن السمواتِ السبع والأَرَضِين السبع أَي حِذاءه وقَصْدَه. والمَنى: القَصْدُ؛ وقول الأَخطل: أَمْســَتْ مَناهـا بـأَرْضٍ مـا يُبَلِّغُهـا بصــاحِبِ الهَمِّـ، إِلاَّ الجَسـْرةُ الأُجُـدُ قيل: أَراد قَصْدَها وأَنَّث على قولك ذهَبت بعضُ أَصابعه، وإِن شئت أَضمرت في أَمَسَتْ كما أَنشده سيبويه: إِذا مــا المَـرْءُ كـان أَبُـوه عَبْـسٌ فحَســْبُكَ مــا تُريــدُ إِلــى الكَلامِ وقد قيل: إِنَّ الأَخطل أَرادَ مَنازِلها فحذف، وهو مذكور في موضعه؛ التهذيب: وأَما قول لبيد: دَرَسَ المَنـــا بمُتـــالِعٍ فأَبـــانِ قيل: إِنه أَراد بالمَنا المَنازِل فرخمها كما قال العجاج: قَواطِنــاً مكــةَ مــنْ وُرْقِ الحَمــا أَراد الحَمام. قال الجوهري: قوله دَرَس المنا أَراد المنازل، ولكنه حذف الكلمة اكْتِفاء بالصَّدْر، وهو ضرورة قبيحة.والمَنِيُّ، مشَدّد: ماء الرجل، والمَذْي والوَدْي مخففان؛ وأَنشد ابن بري للأَخطل يهجو جريراً: مَنِــيُّ العَبْــدِ، عَبْــدِ أَبـي سـُواجٍ أَحَــقُّ مِــنَ المُدامــةِ أَنْ تَعيبــا قال: وقد جاء أَيضاً مخففاً في الشعر؛ قال رُشَيْدُ ابن رُمَيْضٍ: أَتَحْلِـــفُ لا تَــذُوقُ لَنــا طَعامــاً وتَشــْرَبُ مَنْــيَ عَبْــدِ أَبـي سـُواجِ؟ وجمعهُ مُنْيٌ؛ حكاه ابن جِني؛ وأَنشد: أَســْلَمْتُموها فبــاتَتْ غيـرَ طـاهِرةٍ مُنّـيُ الرِّجـالِ على الفَخذَيْنِ كالمُومِ وقد مَنَيْتُ مَنْياً وأَمْنَيْتُ. وفي التنزيل العزيز: مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى؛ وقرئ بالتاء على النطفة وبالياء على المَنيِّ، يقال: مَنَى الرَّجلُ وأَمْنى من المَنِيِّ بمعنىً، واسْتَمْنَى أَي اسْتَدْعَى خروج المنيّ.ومَنَى اللهُ الشيء: قَدَّرَه، وبه سميت مِنىً، ومِنىً بمكة، يصرف ولا يصرف، سميت بذلك لما يُمْنَى فيها من الدماء أَي يُراق، وقال ثعلب: هو مِن قولهم مَنَى الله عليه الموت أَي قدَّره لأَن الهَدْيَ يُنحر هنالك.وامْتَنَى القوم وأَمْنَوْا أَتوا مِنى؛ قال ابن شميل: سمي مِنىً لأَن الكبش مُنِيَ به أَي ذُبح، وقال ابن عيينة: أُخذ من المَنايا. يونس: امْتَنَى القوم إذا نزلوا مِنىً. ابن الأَعرابي: أَمْنَى القوم إذا نزلوا مِنىً.الجوهري: مِنىً، مقصور، موضع بمكة، قال: وهو مذكر، يصرف. ومِنىً: موضع آخر بنجد؛ قيل إِياه عنى لبيد بقوله: عَفَــتِ الــدِّيارُ محَلُّهــا فَمُقامُهـا بمِنىًــ، تأَبَّــدَ غَوْلُهــا فرِجامُهـا والمُنَى، بضم الميم: جمع المُنية، وهو ما يَتَمَنَّى الرجل.والمَنْوَةُ: الأُمْنِيَّةُ في بعض اللغات. قال ابن سيده: وأُراهم غيروا الآخِر بالإِبدال كما غيروا الأَوَّل بالفتح. وكتب عبد الملك إِلى الحجاج: يا ابنَ المُتَمَنِّيةِ، أَراد أُمَّه وهي الفُرَيْعَةُ بنت هَمَّام؛ وهي القائلة: هَـلْ مِـنْ سـَبِيلٍ إِلـى خَمْـرٍ فأَشْرَبَها أَمْ هَـلْ سـَبِيلٌ إِلـى نَصـْرِ بْنِ حَجَّاجِ؟ وكان نصر رجلاً جميلاً من بني سُلَيم يفتتن به النساء فحلق عمر رأْسه ونفاه إِلى البصرة، فهذا كان تمنيها الذي سماها به عبد الملك، ومنه قول عروة بن الزُّبير للحجاج: إِن شئت أَخبرتك من لا أُمَّ له يا ابنَ المُتَمنِّية. والأُمْنِيّة: أُفْعولةٌ وجمعها الأَماني، وقال الليث: ربما طرحت الأَلف فقيل منية على فعلة قوله فقيل منية على فعلة كذا بالاصل وشرح القاموس، ولعله على فعولة حتى يتأتى ردّ أَبي منصور عليه؛ قال أَبو منصور.: وهذا لحن عند الفصحاء، إِنما يقال مُنْية على فُعْلة وجمعها مُنىً، ويقال أُمْنِيّةٌ على أُفْعولة والجمع أَمانيُّ، مشدَّدة الياء، وأَمانٍ مخففة، كما يقال أَثافٍ وأَثافيُّ وأَضاحٍ وأَضاحِيُّ لجمع الأُثْفِيّةِ والأُضْحيَّة. أَبو العباس: أَحمد بن يحيى التَّمَنِّي حديث النفس بما يكون وبما لا يكون، قال: والتمني السؤال للرب في الحوائج. وفي الحديث: إذا تَمَنَّى أَحدُكم فَلْيَسْتَكثِرْ فإِنَّما يسْأَل رَبَّه، وفي رواية: فلْيُكْثِرْ؛ قال ابن الأَثير: التَّمَنِّي تَشَهِّي حُصُولِ الأَمر المَرْغوب فيه وحديثُ النَّفْس بما يكون وما لا يكون، والمعنى إذا سأَل اللهَ حَوائجَه وفَضْله فلْيُكْثِرْ فإِن فضل الله كثير وخزائنه واسعة. أَبو بكر: تَمَنَّيت الشيء أَي قَدَّرته وأَحْبَبْتُ أَن يصير إِليَّ مِن المَنى وهو القدر. الجوهري: تقول تَمَنَّيْت الشيء ومَنَّيت غيري تَمْنِيةً.وتَمَنَّى الشيءَ: أَراده، ومَنَّاه إِياه وبه، وهي المِنْيةُ والمُنْيةُ والأُمْنِيَّةُ. وتَمَنَّى الكتابَ: قرأَه وكَتَبَه. وفي التنزيل العزيز:إِلا إذا تَمَنَّى أَلْقى الشيطانُ في أُمْنِيَّتِه؛ أَي قَرَأَ وتَلا فأَلْقَى في تِلاوته ما ليس فيه؛ قال في مَرْثِيَّةِ عثمان، رضي الله عنه تَمَنَّــى كتــابَ اللــهِ أَوَّلَ لَيْلِــه وآخِـــرَه لاقَــى حِمــامَ المَقــادِرِ والتَّمَنِّي: التِّلاوةُ. وتَمَنَّى إذا تَلا القرآن؛ وقال آخر: تَمَنَّــى كِتــابَ اللــهِ آخِـرَ لَيْلِـه مَنِّــيَ داودَ الزَّبُــورَ علــى رِســْلِ أَي تلا كتاب الله مُتَرَسِّلاً فيه كما تلا داودُ الزبور مترَسِّلاً فيه. قال أَبو منصور: والتِّلاوةُ سميت أُمْنيّة لأَنَّ تالي القرآنِ إذا مَرَّ بآية رحمة تَمَنَّاها، وإِذا مرَّ بآية عذاب تَمَنَّى أَن يُوقَّاه. وفي التنزيل العزيز: ومنهم أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُون الكتاب إِلا أَمانيَّ؛ قال أَبو إِسحق: معناه الكتاب إِلا تِلاوة، وقيل: إَلاَّ أَمانِيَّ إِلا أَكاذيبَ، والعربُ تقول: أَنت إِنما تَمْتَني هذا القولَ أَي تَخْتَلِقُه، قال: ويجوز أَن يكون أَمانيَّ نُسِب إِلى أَنْ القائل إذا قال ما لا يعلمه فكأَنه إِنما يَتَمَنَّاه، وهذا مستَعمل في كلام الناس، يقولون للذي يقول ما لا حقيقة له وهو يُحبه: هذا مُنىً وهذه أُمْنِيَّة. وفي حديث الحسن: ليس الإِيمانُ بالتَّحَلِّي ولا بالتَّمَنِّي ولكن ما وَقَر في القلب وصَدَّقَتْه الأَعْمال أَي ليس هو بالقول الذي تُظهره بلسانك فقط، ولكن يجب أَن تَتْبَعَه معرِفةُ القلب، وقيل: هو من التَّمَنِّي القراءة والتِّلاوة. يقال: تَمَنَّى إذا قرأَ. والتَّمَنِّي: الكَذِب. وفلان يَتَمَنَّى الأَحاديث أَي يَفْتَعِلها، وهو مقلوب من المَيْنِ، وهو الكذب. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: ما تَغَنَّيْتُ ولا تَمَنَّيْتُ ولا شَرِبت خَمراً في جاهلية ولا إِسلام، وفي رواية: ما تَمَنَّيْتُ منذ أَسلمت أَي ما كَذَبْت. والتَّمنِّي: الكَذِب، تَفَعُّل مِن مَنَى يَمْني إذا قَدَّر لأَن الكاذب يُقدِّر في نفسه الحديث ثم يقوله، ويقال للأَحاديث التي تُتَمَنَّى الأَمانيُّ، واحدتها أُمْنِيّةٌ؛ وفي قصيد كعب: فلا يغُرَّنْــكَ مــا مَنَّـتْ ومـا وعَـدَتْ إِنَّ الأَمـــــانِيَّ والأَحْلامَ تَضــــلِيلُ وتَمَنَّى: كَذَبَ ووضَعَ حديثاً لا أَصل له. وتَمَنَّى الحَديث: اخترعه. وقال رجل لابن دَأْبٍ وهو يُحدِّث: أَهذا شيء رَوَيْتَه أَم شيء تَمَنَّيْته؟ معناه افْتَعَلْتَه واخْتَلَقْته ولا أَصل له. ويقول الرجل: والله ما تَمَنَّيْت هذا الكلام ولا اخْتَلَقْته. وقال الجوهري: مُنْيةُ الناقة الأَيام التي يُتعَرَّف فيها أَلاقِحٌ هي أَم لا، وهي ما بين ضِرابِ الفَحْل إِياها وبين خمس عشرة ليلة، وهي الأَيام التي يُسْتَبْرَأُ فيها لَقاحُها من حِيالها. ابن سيده: المُنْيةُ والمِنية أَيّام الناقة التي لم يَسْتَبِنْ فيها لَقاحُها من حِيالها، ويقال للناقة في أَوَّل ما تُضرب: هي في مُنْيَتها، وذلك ما لم يعلموا أَبها حمل أَم لا، ومُنْيَةُ البِكْر التي لم تحمل قبل ذلك عشرُ ليال، ومنية الثِّنْي وهو البطن الثاني خمس عشرة ليلة، قيل: وهي منتهى الأَيام، فإِذا مضت عُرف أَلاقِح هي أَم غير لاقح، وقد استَمْنَيْتُها. قال ابن الأَعرابي: البِكْرُ من الإِبل تُسْتَمْنى بعد أَربع عشرة وإحدى وعشرين، والمُسِنَّةُ بعد سبعة أَيام، قال: والاسْتِمْناء أَن يأْتي صاحبها فيضرب بيده على صَلاها ويَنْقُرَ بها، فإِن اكْتارَتْ بذنبها أَو عَقَدت رأْسها وجمعت بين قُطْرَيها عُلِم أَنها لاقح؛ وقال في قول الشاعر: قــامَتْ تُريـكَ لَقاحـاً بعـدَ سـابِعةٍ والعَيْــنُ شـاحِبةٌ، والقَلْـبُ مَسـْتُورُ قال: مستور إذا لَقِحَت ذهَب نَشاطُها. كأَنَّهـــا بصــَلاها، وهْــي عاقِــدةٌ كَــوْرُ خِمــارٍ علـى عَـذْراءَ مَعْجُـورُ قال شمر: وقال ابن شميل مُنْيةُ القِلاصِ والجِلَّةِ سَواء عَشْرُ ليال: وروي عن بعضهم أَنه قال: تُمْتَنى القِلاصُ لسبع ليال إِلا أَن تكون قَلُوص عَسْراء الشَّوَلانِ طَويلة المُنية فتُمْتَنى عشراً وخمس عشرة، والمُنية التي هي المُنْية سبع، وثلاث للقِلاص وللجِلَّةِ عَشْر لَيالٍ. وقال أَبو الهيثم يردّ على من قال تُمْتَنى القِلاصُ لسبع: إنه خطأٌ، إِنما هو تَمْتَني القِلاصُ، لا يجوز أَن يقال امْتَنَيْتُ الناقةَ أَمْتَنِيها، فهي مُمْتَناةٌ، قال: وقرئ على نُصَير وأَنا حاضر. يقال: أَمْنَتِ الناقةُ فهي تُمْني إِمْناء، فهي مُمْنِيةٌ ومُمْنٍ، وامْتَنَتْ، فهي مُمْتَنِية إذا كانت في مُنْيَتِها على أَن الفِعل لها دون راعِيها، وقد امْتُنيَ للفحل؛ قال: وأَنشد في ذلك لذي الرمة يصف بيضة: وبَيْضــاء لا تَنْحــاشُ مِنَّـا، وأُمُّهـا إِذا مـا رأَتْنـا زيِـلَ مِنَّـا زَويلُها نَتُـوجٍ، ولـم تُقْـرَفْ لِمـا يُمْتَنى له إِذا نُتِجَــتْ مــاتَتْ وحَــيَّ سـَلِيلُها ورواه هو وغيره من الرواة: لما يُمْتَنى، بالياء، ولو كان كما روى شمر لكانت الرواية لما تَمْتَني له، وقوله: لم تُقْرَفْ لم تُدانَ لِما يُمْتَنى له أَي ينظر إذا ضُربت أَلاقح أَم لا أَي لم تحمل الحمل الذي يمتنى له؛ وأَنشد نصير لذي الرمة أَيضاً: وحـتى اسْتَبانَ الفَحْلُ بَعْدَ امْتِنائِها مِـنَ الصَّيْف، ما اللاَّتي لَقِحْنَ وحُولها فلم يقل بعد امْتِنائه فيكون الفعل له إِنما قال بعد امْتِنائها هي.وقال ابن السكيت: قال الفراء مُنْية الناقة ومِنْية الناقة الأَيام التي يُستبرأُ فيها لَقاحها من حِيالها، ويقال: الناقة في مُنْيتها. قال أَبو عبيدة: المُنيةُ اضْطِراب الماء وامِّخاضه في الرَّحِم قبل أَن يتغير فيصير مَشِيجاً، وقوله: لم تُقْرَف لما يُمْتَنى له يصف البيضة أَنها لم تُقْرَف أَي لم تُجامَع لما يُمْتنى له فيُحتاج إِلى معرفة مُنْيتها؛ وقال الجوهري: يقول هي حامل بالفرخ من غير أَن يقارفها فحل؛ قال ابن بري: الذي في شعره: نَتُــوجٍ ولــم تُقْــرِف لمـا يُمْتَنـى له بكسر الراء، يقال: أَقْرَفَ الأَمرَ إذا داناه أَي لم تُقْرِف هذه البيضةُ لما له مُنيةٌ أَي هذه البيضةُ حَمَلت بالفَرْخ من جهة غير جهة حمل الناقة، قال: والذي رواه الجوهري أَيضاً صحيح أَي لم تُقْرَف بفحل يُمْتَنَى له أَي لم يُقارِفْها فحل.والمُنُوَّةُ: كالمُنْية، قلبت الياء واواً للضمة؛ وأَنشد أَبو حنيفة لثعلبة بن عبيد يصف النخل: تَنــادَوْا بِجِـدٍّ، واشـْمَعَلَّتْ رِعاؤهـا لِعِشـْرينَ يَومـاً مـن مُنُوَّتِهـا تَمْضـِي فجعل المُنوَّة للنخل ذهاباً إِلى التشبيه لها بالإِبل، وأَراد لعشرين يوماً من مُنوَّتها مَضَتْ فوضع تَفعل موضع فَعلت، وهو واسع؛ حكاه سيبويه فقال: اعلم أَن أَفْعَلُ قد يقع موضع فَعَلْت؛ وأَنشد: ولَقَــدْ أَمُـرُّ علـى اللئيـم يَسـُبُّني فَمَضـــَيْتُ ثُمَّــت قلــتُ لا يَعْنِينــي أَراد: ولقد مَرَرْتُ. قال ابن بري: مُنْية الحِجْر عشرون يوماً تعتبر بالفعل، فإِن مَنَعت فقد وسَقَتْ. ومَنَيْت الرجل مَنْياً ومَنَوْتُه مَنْواً أَي اختبرته، ومُنِيتُ به مَنْياً بُلِيت، ومُنِيتُ به مَنْواً بُلِيت، ومانَيْتُه جازَيْتُه. ويقال: لأَمْنِينَّك مِناوَتَك أَي لأَجْزِيَنَّك جزاءك. ومانَيْته مُماناة: كافأْته، غير مهموز. ومانَيْتُك: كافأْتك؛ وأَنشد ابن بري لسَبْرة بن عمرو: نُمــاني بهــا أَكْفاءَنـا ونُهينُهـا ونَشــْرَبُ فــي أَثْمانِهــا ونُقــامِرُ وقال آخر: أُمـاني بـه الأَكْفـاء فـي كـلِّ مَوْطِنٍ وأَقْضــِي فُـروضَ الصـَّالِحينَ وأَقْتَـري ومانَيْتُه: لَزِمْته. ومانَيْتُه: انْتَظَرْتُه وطاوَلْتُه.والمُماناة: المُطاولةُ. والمُماناةُ: الانْتِظار؛ وأَنشد يعقوب: عُلِّقْتُهـــا قَبْــلَ انْضــِباحِ لَــوْني وجُبْـــتُ لَمَّاعـــاً بَعِيــدَ البَــوْنِ مِـــنْ أَجْلِهـــا بفِتْيــةٍ مــانَوْني أَي انتَظَرُوني حتى أُدْرِك بُغْيَتي. وقال ابن بري: هذا الرجز بمعنى المُطاولة أَيضاً لا بمعنى الانتظار كما ذكر الجوهري؛ وأَنشد لغَيْلان بن حُريث: فـإِنْ لا يَكُـنْ فيهـا هُـرارٌ، فـإِنَّني بسـِلٍّ يُمانِيهـا إِلـى الحَـوْلِ خـائفُ والهُرار: داءٌ يأْخذ الإِبل تَسْلَح عنه؛ وأَنشد ابن بري لأَبي صُخَيْرة: إِيَّـــاكَ فــي أَمْــركَ والمُهــاواةْ وكَثْـــرةَ التَّســـْويفِ والمُمانــاهْ والمُهاواةُ: المُلاجَّةُ؛ قال ابن السكيت: أَنشدني أَبو عمرو: صـــُلْبٍ عَصـــاه للمَطِـــيِّ مِنْهَـــمِ ليـــسَ يُمـــاني عُقَـــبَ التَّجَســُّمِ قال: يقال مانَيْتُك مُذُ اليومِ أَي انتظرتك. وقال سعيد: المُناوة المُجازاة. يقال: لأَمْنُوَنَّكَ مِناوَتَك ولأَقْنُوَنَّك قِناوَتَكَ.وتَمَنٍّ: بلد بين مكة والمدينة؛ قال كثير عزة: كــأَنَّ دُمـوعَ العَيْنِـ، لمـا تَحَلَّلَـت مَخــارِمَ بِيضــاً مِـنْ تَمَـنٍّ جِمالُهـا قَبَلْــنَ غُروبـاً مِـنْ سـُمَيْحَةَ أَتْرَعَـت بِهِـنَّ السـَّواني، فاسـْتدارَ مَحالُهـا والمُماناةُ: قِلَّة الغَيرةِ على الحُرَمِ. والمُماناةُ: المُداراةُ.والمُماناةُ: المُعاقَبةُ في الرُّكوب. والمُماناةُ: المكافأَةُ. ويقال للدَّيُّوث: المُماذِلُ والمُماني والمُماذِي.والمَنا: الكَيْلُ أَو المِيزانُ الذي يُوزَنُ به، بفتح الميم مقصور يكتب بالأَلف، والمِكيال الذي يَكِيلون به السَّمْن وغيره، وقد يكون من الحديد أَوزاناً، وتثنيته مَنَوانِ ومَنَيانِ، والأَوَّل أَعلى؛ قال ابن سيده: وأُرى الياء معاقبة لطلب الخفة، وهو أَفصح من المَنِّ، والجمع أَمْناء، وبنو تميم يقولون هو مَنٌّ ومَنَّانِ وأَمْنانٌ، وهو مِنِّي بِمَنَى مِيلٍ أَي بقَدْرِ مِيلٍ.قال: ومَناةُ صخرة، وفي الصحاح: صنم كان لهُذَيْل وخُزاعَة بين مكة والمدينة، يَعْبُدونها من دون الله، من قولك مَنَوتُ الشيء، وقيل: مَناةُ اسم صَنَم كان لأَهل الجاهلية. وفي التنزيل العزيز: ومَناةَ الثَّالِثَةَ الأُخرى؛ والهاء للتأْنيث ويُسكت عليها بالتاءِ، وهو لغة، والنسبة إِليها مَنَوِيٌّ. وفي الحديث: أَنهم كانوا يُهِلُّون لمَناة؛ هو هذا الصنم المذكور. وعبدُ مناةَ: ابن أُدِّ بن طابِخَة. وزيدُ مَناةَ: ابن تَميم بن مُرٍّ، يمد ويقصر؛ قال هَوْبَر الحارِثي: أَلا هـل أَتَـى التَّيْـمَ بنَ عَبْدِ مَناءَةٍ على الشِّنْءِ، فيما بَيْنَنا، ابنُ تَمِيمِ قال ابن بري: قال الوزير من قال زيدُ مَناه بالهاء فقد أَخطأَ؛ قال: وقد غلط الطائي في قوله: إِحْــدَى بَنـي بَكْـرِ بـنِ عَبْـدِ مَنـاه بَيــنَ الكئيــبِ الفَــرْدِ فـالأَمْواه ومن احتجّ له قال: إِنما قال مَناةٍ ولم يرد التصريع.
المعجم: لسان العرب قبل
المعنى: الجوهري: قبل نقيض بعد. ابن سيده: قبل عقيب بعد، يقال: افعله قبل وبعد، وهو مبني على الضم إلا أن يضاف أو ينكر، وسمع الكسائي: لله الأمر من قبل ومن بعد، فحذف ولم يبن، وقد تقدم القوم عليه في بعد، وحكى سيبويه: افعله قبلا وبعدا وجئتك من قبل ومن بعد، قال اللحياني: وقال بعضهم ما هو بالذي لا قبل له وما هو بالذي لا بعد له. وقوله تعالى: وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبسلين، مذهب الأخفش وغيره من البصريين في تكرير قبل أنه على التوكيد، والمعنى وإن كانوا من قبل تنزيل المطر لمبلسين، وقال قطرب: إن قبل الأولى للتنزيل وقبل الثانية للمطر، وقال الزجاج: القول قول الأخفش لأن تنزيل المطر بمعنى المطر إذ لا يكون إلا به، كما قال: مشـين كمـا اهـتزت رحاح تسفهت أعاليهـا مـر الرياح النواسم. فالرياح لا تعرف إلا بمرورها فكأنه قال: تسفهت الرياح النواسم أعاليها. الأزهري عن الليث: قبل عقيب بعد، وإذا أفردوا قالوا هو من قبل وهو من بعد، قال: وقال الخليل قبل وبعد رفعا بلا تنوين لأنهما غائيان، وهما مثل قولك ما رأيت مثله قط، فإذا أضفته إلى شيء نصبت إذا وقع موقع الصفة كقولك حاءنا قبل عبد الله، وهو قبل زيد قادم، فإذا أوقعت عليه من صار في حد الأسماء كقولك من قبل زيد، فصارت من صفة، وخفض قبل لأن من من حروف الخفض، وإنما صار قبل منقادا لمن وتحول من وصفيته إلى الاسمية لأنه لا يجتمع صفتان، وغلبه من لأن من صار في صدر الكلام فغلب. وفي الحديث: نسألك من خير هذا اليوم وخير ما قبله وخير ما بعده ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما قبله وشر ما بعده، سؤاله خير زمان مضى هو قبول الحسنة التي قدمها فيه، والاستعاذة منه هو طلب العفو عن ذنب قارفه فيه، والوقت وإن مضى فتبعته باقية. والقبل والقبل من كل شيء: نقيض الدبر والدبر، وجمعه أقبال، عن أبي زيد. وقبل المرأة: فرجها، وفي المحكم: والقبل فرج المرأة. وفي حديث ابن جريج: قلت لعطاء محرم قبض على قبل امرأته فقال إذا وغل إلى ما هنالك فعليه دم، القبل، بضمتين: خلاف الدبر وهو الفرج من الذكر والأنثى، وقيل: هو للأنثى خاصة، ووغل إذا دخل. ولقيته من قبل ومن دبر ومن قبل ومن دبر ومن قبل ومن دبر ومن قبل ومن دبر، وقد قرئ: إن كان قميصه قد من قبل ومن دبربالتثقيل، ومن قبل ومن دبر. ووقع السهم بقبل الهدف وبدبره أي من مقدمه ومن مؤخره. الفراء قال: لقيته من ذي قبل وقبل ومن ذي عوض وعوض ومن ذي أنف أي فيما يستقبل. والعرب تقول: ما أنت لهم في قبال ولا دبار أي لا يكترثون لك، قال الشاعر: ومــا أنــت إن غضــبت عــامر لهــا فـي قبـال ولا فـي دبـار الجوهري: ويقال ما له قبلة ولا دبرة إذا لم يهتد لجهو أمره. وما لكلامه قبلة أي جهة. ويقال: فلان جلس قبالته أي تجاهه، وهو اسم يكون ظرفا.والقابلة: الليلة المقبلة، وقد قبل وأقبل بمعنى. يقال: عام قابل أي مقبل. وقبل الشيء وأقبل: ضد دبر وأدبر قبلا قبلا. وقبلت بفلام وقبلت به قبالة فأنا به قبيل أي كفيل. وقبلت الريح قبولا وقبلنا: أصابنا ريح القبول، وأقبلنا: صرنا فيها. وقبلت المكان: استقبلته. وقبلت النعل وأقبلتها: جعلت لها قبالا. وقبلت الهدية قبولا، وكذلك قبلت الخبر: صدقته. وقبلت القابلة الولد قبالة، وقبل الدلو من المستقي، وقبلت العين وقبلت قبلا، وعام قبل خلاف دابر، وعام قابل: مقبل، وكذلك لبلة قابلة، ولا فعل لهماوما له في هذا الأمر قبلة ولا دبرة أي جهة، عن اللحياني. والقبل: الوجه. يقال: كيف أنت إذا أقبل قبلك؟ وهو يكون اسما وظرفا، فإذا جعلته اسما رفعته، وإن جعلته ظرفا نصبته. التهذيب: والقبل إقبالك على الإنسان كأنك لا تريد غيره، تقول: كيف أنت لو أقبلت قبلك؟ وجاء رجل إلى الخليل فسأله عن قول العرب: كيف أنت لو أقبل قبلك؟ فقال: أراه مرفوعا لنه اسم وليس بمصدر كالقصد والنحو، إنما هو كيف لو أنت استقبل وجهك بما تكره. الجوهري: وقولهم إذا أقبل قبلك أي أقصد قصدك وأتوجه نحوك.وكان ذلك في قبل الشتاء وفي قبل الصيف أي في أوله. وفي الحديث: طلقوا النساء لقبل عدتهن، وفي رواية: في قبل طهرهن أي في إقباله وأوله، وحين يمكنها الدخول في العدة والشروع فيها فتكون لها محسوبة، وذلك في حالة الطهر.وأقبل عليه بوجهه، والاستقبال: ضد الاستدبار. واستقبل الشيء وقابله: حاذاه بوجهه. وأفعل ذلك من ذي قبل أي فيما أستقبل. وافعل ذلك من ذي قبل أي فما تستقبل. ويقال فلان قبالتي أي مستقبلي. وقوله، صلى الله عليه وسلم، لا تستقبلوا الشهر استقبالا، يقول: لا تقدموا رمضان بصيام قبله، وهو قوله: ولا تصلوا رمضان بيوم من شعبان.ورأيته قبلا وقبلا قبلا وقبلا قبليا وقبيلا أي مقابلة وعيانا. وفي حديث آدم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: أن الله خلقه بيده ثم سواه قبلا، وفي رواية: أن الله كلمه قبلا أي عيانا ومقابلة لا من وراء حجاب، ومن غير أن يولي أمره أو كلامه أحدا من ملائكته، ورأيت الهلال قبلا كذلك، وقال اللحياني: القبل، بالفتح، أن ترى الهلال أول ما يرى فهو قبل. الأصمعي: الأقبال ما استقبلك من مشرف، الواحد قبل، قال: والقبل أن يرى الهلال أول ما يرى ولم ير قبل ذلك. ابن الأعرابي: قال رجل من بني ربيعة بن مالك: إن الحق بقبل، فمن تعداه ظلم، ومن قصر عنه عجز، ومن انتهى إليه اكتفى، قال: بقبل أي يتضح لك حيث تراه، وهو مثل قولهم: إن الحق عاري. وفي حديث أشراط الساعة: وأن يرى الهلال قبلا أي يرى ساعة ما يطلع لعظمه ووضوحه من غير أن يتطلب، وهو بفتح القاف والباء. الزجاج: كل ما عاينته قلت فيه أتاني قبلا أي معاينة، وكل ما استقبلك فهو قبل، وتقول: لا أكلمك إلى عشر من ذي قبل وقبل، فمعنى قيل إلى عشر مما تشاهده من الأيام، ومعنى قبل إلى عشر يستقبلنا، وقال الجوهري: أي فيما أستأنف. وقبح الله منه ما قبل وما دبر، وبعضهم لا يقول منه فعل.والإقبال: نقيض الإدبار، قالت الخنساء: ترتـع مـا غفلت حتى إذا ادكرت فإنمــا هــي إقبــال وإدبـار قال سيبويه: جعلها الإقبال والإدبار على سعة الكلام، قال ابن جني: الأحسن في هذا أن يقول كأنها خلقت من الإقبال و الإدبار لا على أن يكون من باب حذف المضاف أي هي ذات إقبال وإدبار، وقد ذكر تعليله في قوله عز وجل: خلق الإنسان من عجل. وقد أقبل إقبالا وقبلا، عن كراع واللحياني، والصحيح أن القبل الاسم، والإقبال المصدر. وقبل على الشيء وأقبل: لزمه وأخذ فيه. وأقبلت الأرض بالنبات: جاءت به. ورجل مقابل مدابر: محض من أبويه، وقيل: رجل مقابل ومدابر إذا كان كريم الطرفين من قبل أبيه وأمه. وقال اللحياني: المقابل الكريم من كلا طرفيه، وقيل: مقابل كريم النسب من قبل أبويه وقد قوبل، وقال: إن كنـت فـي بكـر تمـت خؤولـة فأنـا المقابـل في ذوي الأعمام ويقال: هذا جاري مقابلي ومدابري، وأنشد: حمتـــك نفســي مــع جــاراتي مقــــــابلاتي ومـــــدابراتي وناقة مقابلة مدابرة وذات إقبالة وإدبارة وإقبال وإدبار، عن اللحياني، إذا شق مقدم أذنها ومؤخرها وفتلت كأنها زنمة، وكذلك الشاة، وقيل: الإقبالة والإدبارة أن تشق الأذن ثم تفتل، فإذا أقبل به فهو الإقبالة وإذا أدبر به فهو الإدبارة، والجلدة المعلقة أيضا هي الإقبالة والإدبارة، ويقال لها القبال والدبار، وقيل: المقابلة الناقة التي تقرض قرضة من مقدم أذنها مما يلي وجهها، حكاه ابن الأعرابي. وقال اللحياني: شاة مقابلة التي تقرض أذنها من قبل وجهها، والمدابرة التي تقرض أذنها من قبل قفاها. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أنه نهى أن يضحى بشرفاء أو خرقاء أو مقابلة أو مدابرة، قال الأصمعي: المقابلة أن يقطع من طرف أذنها شيء ثم يترك معلقا لا يبين كأنه زنمة، والمدابرة أن يفعل ذلك بمؤخر الأذن من الشاة، قال الأصمعي:وكذلك إن كان ذلك من الأذن أيضا فهي مقابلة ومدابرة بعد أن يكون قد قطع. الجوهري: شاة مقابلة قطعت من أذنها قطعة لم تبن فتركت معلقة من قدم، فإن كانت من أخر فهي مدابرة،، واسم تلك السمة القبلة والإقبالة.أبو الهيثم: قبلت الشيء ودبرته إذا استقبلته أو استدبرته، وقبل عام ودبر عام، فالدابر المولي الذي لا يرجع، والقابل المستقبل. والدابر من السهام: الذي خرج من الرمية. وعام قابل أي مقبل. والقابلة: الليلة المقبلة، وكذلك العام القابل، ولا يقولون فعل يفعل، وقول العجاج يصف قطاة قطعت فلاة: ومهمــه تمســي قطــاه نسســا روابعــا وبعــد ربــع خمســا وإن تـــونى ركضــة أو عرســا أمســى مــن القـابلتين سدسـا قوله من القابلتين يعني الليلة التي لم تأت بعد، وقال روابعا وبعد ربع خمسا، فإن بني على الخمس فالقابلتان السادسة والسابعة، وإن بني على الربع فالقابلتان الخامسة والسادسة، وإنما القابلة واحدة، فلما كانت الليلة التي هو فيها والتي لم تأت بعد غلب الاسم الأسنعوقال القابلتين كما قال: لنـا قمراهـا والنجوم الطوالع فغلب القمر على الشمس.وما يعرف قبيلا من دبير: يريد القبل والدبر، وقيل: القبيل طاعة الرب تعالى، والدبير معصيته، وقيل: معناه لا يعرف الأمر مقبلا ولا مدبرا، وقيل: هو ما أقبلت به المرأة من غزلها حين تفتله وأدبرت، وقيل: القبيل من الفتل ما أقبل به على الصدر والدبير ما أدبره به عنه، وقيل: القبيل باطن الفتل والدبير ظاهره، وقيل: القبيل والدبير في فتل الحبل، فالقبيل الفتل الأول الذي عليه العامة، والدبير الفتل الآخر، وبعضهم يقول: القبيل في قوى الحبل كل قوة على قوة، وجهها الداخل قبيل والخارج دبير، وقيل: القبيل: ما أقبل به الفاتل إلى حقوه، والدبير ما أدبر به الفاتل إلى ركبته، وقال المفضل: القبيل فوز القدح في القمار، والدبير خيبة القدح، وقال جماعة من الأعراب: القبيل أن يكون رأس ضمن النعل إلى الإبهام، والدبير أن يكون رأس الضمن إلى الخنصر، المحكم: وقيل القبيل أسفل الأذن والدبير أعلاها، وقيل: القبيل القطن والدبير الكتان، وقيل: ما يعرف من يقبل عليهوقيل: ما يعرف نسب أمه من نسب أبيه، والجمع هذا الأمر من دبيره وما قباله من دباره، وقال ابن الأعرابي في قول الأعشى: أخــو الحــرب لا ضــرع واهــن ولـــم ينتعــل بقبــال خــدم قال: القبال الزمام، قال وهذا كما تقول هو ثابت الغدر عند الجدل والحجج والكلام والقتال أي ليس بضعيف.وأقبل: نقيض أدبر. ويقال: أقبل مقبلا مثل أدخلني مدخل صدق. وفي حديث الحسن: أنه سئل عن مقبله من العراق، المقبل، بضم الميم وفتح الباء: مصدر أقبل يقبل إذا قدم. وقد أقبل الرجل وأدبره. وأقبل به وأدبر فما وجد عنده خيرا.وقبل الشيء قبولا وقبولا، الأخيرة عن ابن الأعرابي، وتقبله، كلاهما: أخذه. والله عز وجل يقبل الأعمال من عبادة وعنهم ويتقبلها. وفي التنزيل العزيز: أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا، قال الزجاج: ويروى أنها نزلت في أبي بكر، رضي الله عنه. وقال اللحياني: قبلت الهدية أقبلها قبولا وقبولا. ويقال: عليه قبول إذا كانت العين تقبله، وعلى قبول أي تقبله العين. ابن الأعرابي: يقال قبلته قبولا وقبولا، وعلى وجهه قبول لا غير، وقبله بقبول حسن، وكذلك تقبله بقبول أيضا. وفي التنزيل العزيز: فتقبلها ربها بقبول حسن، ولم يقل بتقبل، قال الزجاج: الأصل في العربية تقبلها ربها بقبول حسن أي بتقبل حسن، ولكن قبولا محمول على قوله قبلها قبولا حسنا، يقال: قبلت الشيء قبولا إذا رضيته، وتقبلت الشيء وقبلته قبولا، بفتح القاف، وهو مصدر شاذ، وحكى اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء: القبول، بالفتح، مصدر، قال: ولم أسمع غيره. قال ابن بري: وقد جاء الوضوء والطهور والولوع والوقود وعدتها مع القبول خمسة، يقال: على فلان قبول إذا قبلته النفس، وفي الحديث: ثم يوضع له القبول في الأرض، وهو بفتح القاف المحبة والرضا بالشيء وميل النفس إليه. وتقبله النعيم: بدا عليه واستبان فيه، قال الأخطل: لــدن تقبلــه النعيـم كأنمـا مســحت ترائبــه بمــاء مـذهب وأقبله وأقبل به إذا رواده على الأمر فلم يقبله. وقابل الشيء بالشيء مقابلة وقبالا: عارضة. الليث: إذا ضممت شيئا إلى شيء قلت قابلته به، ومقابلة الكتاب بالكتاب وقباله به: معارضته. وتقابل القوم: استقبل بعضهم بعضا. وقوله تعالى في وصف أهل الجنة: إخوانا على سرر متقابلين، جاء في التفسير: أنه لا ينظر بعضهم في أقفاء بعض. وأقبله الشيء: قابله به. وأقبلناهم الرماح، وأقبل إبله أفواه الوادي واستقبلها إياه وقد قبلته تقبله قبولا، وكذلك أقبلنا الرماح نحو القوم. وأقبل الإبل الطريق: أسلكها إياه. أبو زيد: قبلت الماشية الوادي تقبله وأقبلتها أنا إياه، قال: وسمعت العرب تقول انزل بقابل هذا الجبل أي بما استقبلك من أقباله وقوابله. وأقبلته الشيء أي جعلته يلي قبالته. يقال: أقبلنا الرماح نحوالقوم. وقبلت الماشية الوادي: استقبلته، وأقبلتها إياه، فيتعدى إلى مفعول، ومنه قول عامر بن الطفيل: فلأبغينكـــم قنـــا وعوارضــا ولأقبلنــا الخيــل لابـة ضـرغد والمقابلة: المواجهة، والتقابل مثله. وهو قبالك وقبالتك أي تجاهك، ومنه الكلمة: قبال كلامك، عن ابن الأعرابي، ينصبه على الظرف، ولو رفعه على المبتدأ والخبر لجاز، ولكن كذا رواه عن العرب، وقال اللحياني: هذه كلمة قبال كلمتك كقولك حيال كلمتك. وقبالة الطريق: ما استقبلك منه. وحكي اللحياني: اذهب به فأقبله الطريق أي دله عليه واجعله قبالة. وأقبل المكواة الداء: جعلها قبالته، قال ابن أحمر: شـربت الشـكاعى والتـددت ألدة وأقبلت أفواه العروق المكاريا وكنا في سفر فأقبلت زيدا وأدبرته أي جعلته مرة أمامي ومرة خلفي، وفي التهذيب: أقبلت زيدا مرة وأدبرته أخرى أي جعلته مرة أمامي ومرة خلفي في المشي. وقبلت الجبل مرة ودبرته أخرى.وقبائل الرأس: أطباقه، وقيل: هي أربع قطع مشعوب بعضها إلى بعض، واحدتها قبيلة، وكذلك قبائل القدح والجفنة إذا كانت على قطعتين أو ثلاث قطع، الليث: قبيلة الرأس كل فلقة قد قوبلت بالأخرى، وكذلك قبائل بعض الغروب والكثرة لها قبائل، الجوهري: القبيلة واحدة قبائل الرأس وهي القطع المشعوب بعضها إلى بعض تصل بها الشؤون، وبها سميت قبائل العرب، الواحدة قبيلة. وقبائل الرحل: أحناؤه المشعوب بعضها إلى بعض. وقبائل الشجرة: أغصانها. وكل قطعة من الجلد قبيلة. والقبيلة: صخرة تكون على رأس البئر، والعقابان دعامتا القبيلة من جنبتيها يعضدانها، عن ابن الأعرابي، وهي القبيلة والمنزعة وعقاب البئر حيث يقوم الساقي. والقبيلة من الناس: بنو أب واحد. التهذيب: أما القبيلة فمن قبائل العرب وسائرهم من الناس. ابن الكلبي: الشعب أكبر من القبيلة ثم القبيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ. قال الزجاج: القبيلة من ولد إسمعيل، عليه السلام، كالسبط من ولد إسحق، عليه السلام، سموا بذلك ليفرق بينهما، ومعنى القبيلة من ولد إسمعيل معنى الجماعة، يقال لكل جماعة من واحد قبيلة، ويقال لكل جمع من شيء واحد قبيل، قال الله تعالى: إنه يراكم هو وقبيلة من حيث لا ترونهم، أي هو ومن كان من نسله، واشتق الزجاج القبائل من قبائل الشجرة وهي أغصانها. أبو العباس: أخذت قبائل العرب من قبائل الرأس لاجتماعها وجماعتها الشعب والقبائل دونها. ويقال: رأيت قبائل من الطير أي أصنافا، وكل صنف منها قبيلة: فالغربان قبيلة والحمام قبيلة، قال الراعي: رأيـت ردافـى فوقهـا من قبيلة مـن الطيـر يـدعوها أحـم شحوج يعني الغربان فوق الناقة. وكل جيل من الجن والناس قبيل. والقبيلة: اسم فرس سميت بذلك على التفاؤل كأنها إنما تحمل قبيلة، أو كأن الفارس الذي عليها يقوم مقام قبيلة، قال مرداس بن حصن جاهلي: قصـرت لـه القبيلـة إذ تجهنـا ومــا ضــاقت بشــدته ذراعــي قصرت: حبست وأراد اتجهناوالقبيل: الجماعة من الناس يكونون من الثلاثة فصاعدا من قوم شتى، كالزنج والروم والعرب، وقد يكونون من نحو واحد، وربما كان القبيل من أب واحد كالقبيلة، وجمع القبيل قبل، واستعمل سيبويه القبيل في الجمع والتصغير وغيرهما من الأبواب المتشابهة.والقبل في العين: إقبال إحدى الحدقتين على الأخرى، وقيل إقبالها على الموق، وقيل: إقبالها على عرض الأنف، وقيل: إقبالها على المحجر، وقال اللحياني: هي التي أقبلت على الحاجب، وقيل: القبل مثل الحول، قبلت عينه، وقبلت قبلا واقبلت وهي عين قبلاء، ورجل أقبل العين وامرأة قبلاء، وقد أقبل عينه: صيرها قبلاء. ويقال: قبلت العين قبلا إذا كان فيها إقبال النظر على الأنف، وقال أبو نصر: إذا كان فيها ميل كالحول، وقال أبو زيد: الأقبل الذي أقبلت حدقتاه على أنفه، والأحول الذي حولت عيناه جميعا، وقال الليث: القبل في العين إقبال سواده على الأنف فهو أقبل، وإذا أقبل على الصدغين فهو أخرز، وقد قبلت عينه وأقبلتها أنا. ورجل أقبل بين القبل: وهو الذي كأنه ينظر إلى طرف أنفه، قالت الخنساء: ولمــا أن رأيــت الخيـل قبلا تبـاري بالخـدود شـبا العوالي قال ابن بري: البيت لليلى الأخيلية، قالته في فائض ابن أبي عقيل، وكان قد فر عن توبة يوم قتل، والصواب في إنشاده: ولما أن رأيت، بفتح التاء، لأن بعد البيت: نســيت وصــاله وصــددت عنــه كمـــا صـــد الأزب عــن الظلال وفي الحديث في صفة هرون: في عينه قبل، هو من ذلك. وفي حديث أبي ريحانة: إني لأجد في بعض ما انزل من الكتب: الأقبل القصير القصرة صاحب العراقين مبدل السنة يلعنه أهل السماء والأرض، ويل له ثم ويل له! الأقبل من القبل الذي كأنه ينظر إلى طرف أنفه، وقيل: هو الأفحج. وشاة قبلاء بينة القبل: وهي التي أقبل قرناها على وجهها. وعضد قبلاء: فيها ميل. والقابل والدابر: الساقيان. والقابل: الذي يقبل الدلو، قال زهير: وقابــل يتغنــى كلمــا قـدرت علـى العراقي يداه قائما دفقا والجمع قبلة، وقد قبلها قبولا، عن اللحياني، وقيل: القبلة الرشاء والدلو وأداتها ما دامت على البئر يعمل بها، فإذا لم تكن على البئر فليست بقبلة.والمقبلتان: الفأس والموسى.والقبل: صدد الجبل. والقبل: المحجة الواضحة. والقبل: ما ارتفع من جبل أو رمل أو علو من الأرض. والقبل: المرتفع في أصل الجبل كالسند. ويقال: انزل بقبل هذا الجبل أي بسفحه، وتقول: قد قبلني هذا الجبل ثم دبرني، ولذلك قيل عام قابل. والقبل أيضا، بالتحريك: النشز من الأرض او الجبل يستقبلك. يقال: رأيت شخصا بذلك القبل، وأنشد للجعدي: خشـــية اللـــه وإنــي رجــل إنمـــا ذكــري كنــار بقبــل وقبل البيت: منــع الغــدر فلـم أهمـم بـه وأخــو الغــدر إذا هــم فعـل قال ابن بري ومثله: يـا أيهـذا النابحي نبح القبل يــدعو علــي كلمـا قـام يصـل أي كمن ينبح الجبل، قال: والقبل والكبل والحنبل والنيم الفرو.والقبل: الطاقة، وما لي به قبل أي طاقة. وفي التنزيل العزيز: فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها، أي لا طاقة لهم بها ولا قدرة لهم على مقاومتها، وقبل يكون لما ولي الشيء، تقول: ذهب قبل السوق، وقالوا: لي قبلك مال أو فيما يليك، اتسع فيه فأجري مجرى على إذا قلت لي عليك مال، ولي قبل فلان حق أي عنده. ويقال: أصابني هذا الأمر من قبله أي من تلقائه من لدنه، ليس من تلقاء الملاقاة، لكن على معنى من عنده، قاله الليث. وأخذت المر بقوابله أي بأوائله وحدثانه، ولقيته قبلا أي عيانا. وفي التنزيل العزيز: وحشرنا عليهم كل شيء قبلا، ويقرأ قبلا فقبلا عيانا، وقبلا قبيلا قبيلا، وقيل: قبلا مستقبلا، وقرئ أيضا: وحشرنا عليهم كل شيء قبيلا، فهذا يقوي قراءة من قرأ قبلا، التهذيب: ويجوز أن يكون أقبل جمع قبيل ومعناه الكفيل، ويكون المعنى: لو حشر عليهم كل شيء فكلف لهم بصحة ما يقول ما كانوا ليؤمنوا، ويجوز أن يكون قبلا في معنى ما يقابلهم أي لو حشرنا عليهم كل شيء فقابلهم، ويجوز قبلا، على تخفيف قبلا. وقوله عز وجل: أو يأتيهم العذاب قبلا وقبلا وقبلا، فمن قال قبلا فهو جمع قبيل، المعنى أو يأتيهم العذاب ضروبا، ومن قال قبلا فالمعنى أو يأتيهم العذاب معاينة، ومن قال قبلا فالمعنى أو يأتيهم العذاب مقابلة. ابن الأعرابي: قد قدميه قبل ثم حنف ثم فحج. وفي المحكم: القبل كالفحج بين الرجلين.الليث: القبال شبه فحج وتباعد بين الرجلين، وأنشد: حنكلــة فيهــا قبــال وفجــا الجوهري: القبل فحج، وهو أن يتدانى صدر القدمين ويتباعد عقباهما. وقبال: النعل، بالكسر: زمامها، وقيل: هو مثل الزمام بين الإصبع الوسطى والتي تليها وقيل: هو الزمام الذي يكون في الإصبع الوسطى والتي تليها. ويقال: ما رزأته قبالا ولا زبالا، القبال: ما كان قدام عقد الشراك، والزبال الكتبة التي يخزم بها النعل قبل أن يحذى، ويقال: الزبال ما تحمله النملة بفيها، أنشد ابن الأعرابي: إذا انقطعـت نعلـي فلا أم مالك قريـب ولا نعلـي شـديد قبالهـا يقول: لست بقريب منها فأستمع بها ولا أنا بصبور فاسلى عنها.وأقبل النعل وقبلها وقابلها: جعل لها قبالين، وقيل: أقبلها جعل لها قبالا، وقبلها محففة شد قبالها، وقيل: مقابلتها أن يثني ذؤابة الشراك إلى العقدة. ويقال: قالبل نعلك أي اجعل لها قبالين. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أنه كان لنعله قبالان أي زمامان، القبال: زمام النعل وهو السير الذي يكون بين الإصبعين. وفي الحديث: قابلوا النعال أي اعملوا لها قبالا. ونعل مقبلة إذا جعلت لها قبالا، ومقبولة إذا شددت قبالها. ورجل منقطع القبال: سيء الرأي، عن ابن الأعرابي.والقابلة من النساء: معروفة. والقبل: لطف القابلة لإخراج الولد، وقبلت القابلة المرأة تقبلها قبالة، وكذلك قبل الرجل الغرب من المستقي مثله، وهو القابل. التهذيب: قبلت القابلة المرأة إذا قبلت الولد أي تلقته عند الولادة، وكذلك قبل الرجل الدلو من المستقي قبولا، فهو قابل. وفي الحديث: رأيت عقيلا يقبل غرب زمزم أي يتلقاها فيأخذها عند الاستقاء. والقبيل والقبول: القابلة. المحكم: قبلت القابلة الولد قبالا أخذته من الوالدة، وهي قابلة المرأة وقبولها وقبيلها، قال الأعشى: أصـالحكم حـتى تبـوؤوا بمثلها كصـرخة حبلـى أسـلمتها قبيلها ويروى قبولها أي يئست منها. وفي الحديث: قبلت القابلةالولد تقبله إذا تلقته عند ولادته من بطن أمه.والقبيل: الكفيل والعريف، وقد قبلبه يقبل ويقبل ويقبل قبالة: كفله. ونحن في قبالته أي في عرافته، وأنشد: إن كفــي لــك رهــن بالرضــا فـاقبلي يـا هنـد قالت قد وجب قال أبو نصر: اقبلي معناه كوني أنت قبيلا، قال اللحياني: ومن ذلك قيل كتبت عليهم القبالة. ويقال: قبلت العامل تقبيلا، والاسم القبالة، وتقبله العامل تقبلا. وفي حديث ابن عباس: إياكم والقبالات فإنها صغار وفضلها ربا، هو أن يتقبل بخراج أو جباية أكثر مما أعطى، فذلك الفضل ربا، فإن تقبل وزرع فلا بأس. والقبالة، بالفتح: الكفالة وهي في الأصل مصدر قبل إذا كفل. وقبل، بالضم، إذا صار قبيلا أي كفيلا. وتقبل به: تكفل كقبل. وقال: قبلت العامل العمل تقبلا، وهذا نادر، والاسم القبالة، وتقبله العامل تقبيلا، نادر أيضا. وقد روي قبلت به وقبلت: في معنى كفلت على مثال فعلت وفعلت.ويقال: تكلم فلان قبلا فأجاد، والقبل: أن يتكلم بكلام لم يكن استعده، عن اللحياني. وتكلم قبلا أي بكلام لم يكن أعده، ورجزه قبلا أنشده رجزا لم يكن أعده. واقتبل الكلام والخطبة اقتبالا: ارتجلهما وتكلم بهما من غير أن يعدهما. واقتبل من قبله كلاما فأجاد، عن اللحياني أيضا ولم يفسره إلا أن يريد من قبله نفسه. وسقى على إبله قبلا: صب الماء على أفواهها.وأقبل على الإبل: وذلك إذا شربت ما في الحوض فاستقى على رؤوسها وهي تشرب، وقال اللحياني مثل ذلك وزاد فيه: ولم يكن أعده قبل ذلك وهو أشد السقي. الجوهري وغيره: والقبل أن تشرب الإبل شيء، ومنه قول الراجز: بـالريث مـا أرويتها لا بالعجل وبالحيــا أرويتهـا لا بالقبـل التهذيب: يقال سقى إبله قبلا إذا صب الماء في الحوض وهي تشر منه فأصابها، الأصمعي: القبل أن يورد الرجل إبله فيستقي على أفواهها ولم يكن هيأ لها قبل ذلك شيئا.والقبلة: اللثمة معروفة، والجمع القبل وفعله التقبيل، وقد قبل المرأة والصبي.والقبلة: ناحية الصلاة. وقال اللحياني: القبلة وجهة المسجد. وليس لفلان قبلة أي جهة. ويقال: أين قبلتك أي أين جهتك، ومن أين قبلتك أي من أين جهتك. والقبلة: التي يصلى نحوها. وفي حديث ابن عمر: ما بين المشرق والمغرب قبلة، أراد به المسافر إذا التبست عليه قبلته، فأما الحاضر فيجب عليه التحري والاجتهاد، وهذا إنما يصح لمن كانت القبلة في جنوبه أو شماله، ويجوز أن يكون أراد به قبلة أهل المدينة ونواحيها فإن الكعبة جنوبها. والقبلة في الأصل: الجهة. والقبول من الرياح: الصبا لأنها تستدبر الدبور وتستقبل باب الكعبة. التهذيب: القبول من الرياح الصبا لأنها تستقبل الدبور. الأصمعي: الرياح معظمها الأربع الجنوب والشمال والدبور والصبا، فالدبور التي تهب من دبر الكعبة، والقبول من تلقائها وفي الصبا، قال الأخطل: فــإن تبخــل سـدوس بـدرهيمها فـــإن الريــح طيبــة قبــول قال ثعلب: القبول ما استقبلك بين يديك إذا وقفت في القبلة، قال: وإنما سميت قبولا لأن النفس تقبلها، وهي تكون اسما وصفة عند سيبويه، والجمع قبائل، عن اللحياني: وقد قبلت الريح، بالفتح، تقبل قبلا وقبولا، الأول عن اللحياني، وهي ريح قبول، والاسم من هذا مفتوح والمصدر مضموم. وأقبل القوم: دخلوا في القبول، وقبلوا: أصابتهم القبول. ابن بزرج: قالوا قبلوها الريح أي أقبلوها الريح، قال الأزهري: وقابلوها الريح بمعناه، فإذا قالوا استقبلوها الريح فإن أكثر كلامهم استقبلوا بها الريح. والقبول: الحسن والشارة، وهوالقبول، بضم القاف أيضا، لم يحكها إلا ابن الأعرابي وإنما المعروف القبول، بالفتح، وقول أيوب بن عيابة: ولا مـــن عليــه قبــول يــرى وآخـــر ليـــس عليــه قبــول معناه لا يستوي من له رواء وحياء ومروءة ومن ليس له شيء من ذلك. والقبول: أن تقبل العفو والعافية وغير ذلك، وهو اسم للمصدر وأميت الفعل منه.ويقال: اقتبل أمره إذا استأنفه. وفي حديث الحج: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي أي لو عن لي هذا الرأي الذي رأيته أخيرا وأمرتكم به في أول أمري لما سقت الهدي معي وقلدته وأشعرته، فإنه إذا فعل ذلك لا يحل حتى ينحره ولا ينحر إلا يوم النحر فلا يصح له فسخ الحج بعمرة، ومن لم يكن معه هدي لا يلتزم هذا ويجوز له فسخ الحج، وإنما أراد بهذا القول تطيب قلوب أصحابه لأنه كان يشق عليهم أن يحلوا وهو محرم، فقال لهم ذلك لئلا يجدوا في أنفسهم وليعلموا أن الأفضل لهم قبول ما دعاهم إليه، وأنه لولا الهدي لفعله. ورجل مقتبل الشباب أي مستقبل الشباب إذا لم ير عليه أثر كبر، وقال أبو كبير: ولــرب مــن طأطــأته بحفيـرة كالرمـح مقتبـل الشـباب محـبر الفراء: اقتبل الرجل إذا كاس بعد حماقة.ويقال: انزل بقبل هذا الجبل أي بسفحه. ووقع السهم بقبل هذا وبدبره، وكان ذلك في قبل من شبابه، وكان ذلك في قبل الشتاء وفي قبل الصيف أي في أوله ووجهه.والقبلة: حجر أبيض يجعل في عنق الفرس، يقال: قلدها بقبلة. والقبلة والقبيل: خرزة شبيهة بالفلكة تعلق في أعناق الخيل. والقبل والقبلة: من أسماء خرز الأعراب. غيره: والقبلة خرزة من خرز نساء الأعراب اللواتي يؤخذن بها الرجال، يقلن في كلامهن: يا قبلة اقبليه ويا كرار كريه، وهكذا جاء الكلام، وإن كان ملحونا، لأن العرب تجري الأمثال على ماجاءت به، وقد يجوز أن يكون عنى بكرار الكرة فأنث لذلك، وقال اللحياني: هي القبل، وأنشد جمعــن مــن قبـل لهـن وفطسـة والـدردبيس مقـابلا فـي المنظم والقبلة: ما تتخذه الساحرة ليقبل بوجه الإنسان على صاحبه. وقال اللحياني: القبلة والقبل من أسماء خرز الأعراب. الجوهري: والقبل جمع قبلة وهي الفلكة، وهي أيضا ضرب من الخرز يؤخذ بها، وربما علقت في عنق الدابة تدفع بها العين. والقبلة: حجر أبيض عريض يعلق في عنق الفرس. وثوب قبائل أي أخلاق، عن اللحياني. يقال: أتانا في ثوب له قبائل وهي الرقاع. ابن الأعرابي: إذا رقع الثوب فهو المقبل والمقبول والمردم والملبد والملبود. أبو عمرو: يقال للخرقة التي يرقع بها قب القميص القبيلة، والتي يرقع بها صدر القميص اللبدة. وقبائل اللجام: سيوره، الواحدة قبيلة، قال ابن مقبل: يرخـي العذار وإن طالت قبائله عـن حزة مثل سنف المرخة الصفر شمر: قصيرى قبال حية سماها أبو خيرة قصيرى وسماها أبو الدقيش قصيرى قبال، وهي من الأفاعي غير أنها أصغر جسما تقتل على المكان، قال: وأمزمت بفرس بعير فمات مكانه.التهذيب في الرباعي: حيا الله فهبله أي حيا الله وجهه، وحكي عن ابن الأعرابي: حيا الله فهبله ومحياه وسمامته وطلله وآله. وقال: قال أبو العباس الهاء زائدة فيبقى حيا الله قبله أي ما أقبل منه.وتقبل الرجل أباه إذا أشبهه، قال الشاعر: تقبلتهــا مــن أمـة ولطالمـا تنـوزع في الأسواق منها خمارها والأمة هنا: الأم. وفي الحديث في صفة الغيث: أرض مقبلة وأرض مدبرة أي وقع المطر فيها خططا ولم يكن عاما.وفي حديث الدجال: ورأى دابة يواريها شعرها أهدب القبال، يريد كثرة الشعر في قبالها، القبال: الناصية والعرف لأنهما اللذان يستقبلان الناظر، وقبال كل شيء وقبله: أوله وما استقبلك منه. وفي حديث المزارعة: نستثني ما على الماذيانات وأقبال الجداول، الأقبال: الأوائل والرؤوس، جمع قبل. والقبل أيضا: رأس الجبل والأكمة، وقد يكون جمع قبل بالتحريك، وهو الكلأ في مواضع من الأرض. والقبل أيضا: ما استقبلك من الشيء. والقبلة: الخباز، حكاها أبو حنيفة. وقبل: موضع، عن كراع. وفي الحديث: أنه أقطع بلال ابن الحرث معادن القبيلة: جلسيها وغوريها، القبلية: منسوبة إلى قبل، بفتح القاف والباء، وهي ناحية من ساحل البحر بينها وبين المدينة خمسة أيام، وقيل: هي من ناحية الفرع وهو موضع بين نخلة والمدينة، قال ابن الأثير، هذا هو المحفوظ في الحديث، قال: وفي كتاب الأمكنة معادن القلبة، بكسر القاف وبعدها لام مفتوحة ثم باء، والله أعلم.
المعجم: لسان العرب