المعجم العربي الجامع

قَاصِمٌ

المعنى: جذ.: (قصم) | (فا. من قَصَمَ). 1. "حَدَثٌ قَاصِمٌ": مُهْلِكٌ، مُدَمِّرٌ. 2. "نَزَلَتْ بِهِمْ قَاصِمَةُ الظَّهْرِ": مُصِيبَةٌ مُهْلِكَةٌ. "الْمَثَلُ كَمَا تَرَى بَارِعٌ رَائِعٌ قَاصِمٌ" (طه حسين).
صيغة الجمع: قَوَاصِمُ
المعجم: معجم الغني

قاصِمَةٌ

المعنى: المُصيبة الشّديدة.؛- الظَّهْر: النّازِلة الشَّديدة، المُصيبة المُهلِكة.
المعجم: القاموس

قصم

المعنى: ما به وصم، وما فيه قصم، ولا فصم، وبه قصم، وهو أقصم. وانقصمت ثنيّته. ولو سألتني قصمة سواك ما أعطيتك أي نفاثته وهي الشظيّة منه تبقى في المستاك فينفثها. وفي الحديث "استغنوا عن الناس ولو عن قصمة السواك" وبين أيديهم قصيمةٌ من غضاً وقصيمةٌ من أرطى، كما يقال: حرجة من طلح وقصيم وقصائم، وذهبوا يخبطون في القصيم. وهذه الدرجة فيها ثلاثون قصمة أي مرقاة. ومن المجاز: نزلت بهم قاصمة الظّهر. قال: كأن لم يلاق المرء عيشاً بنعمة إذا نزلت بالمرء قاصمة الظهر وقصم الله ظهر الظالم: أنزل به البليّة. ورجل قصم: ضعيف سريع الانكسار. وفلان يمضغ الشيح والقيصوم: لمن خلصت بدويته.
المعجم: أساس البلاغة

قَصَمَ

المعنى: فلان ـِ قَصْماً: رجع من حيث أتى ولم يتمم مقصده. وـ الشيءَ: كسره كسراً فيه انفصال. وـ أهلكه. وفي التنزيل العزيز: {وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة}. ويقال: قصم الله عُمر الظالم. وقصم الله ظهر الظالم: أنزل به البليّة.؛(قَصِمَت) ثَنِيّته ـَ قَصَماً: انكسرت من النِّصْف. فهو أقصم، وهي قصماء. وـ الرّجلُ: كان سريع الانكسار هيَّاباً ضعيفاً. وـ الرُّمْحُ: انكسر. فهو قَصِم.؛(انْقَصَمَ): انكسر.؛(تَقَصَّمَ): تكسّر.؛(القَاصِمَة): يقال: نزلت بهم قاصمة الظهر: المصيبة الشديدة.؛(القُصَم): الذي يحَطِّم كلّ ما يلقاه.؛(القَصْماء) من المَعَز: التي انكسر قرناها من طرفيهما إلى المُشاشَة. (ج) قُصْم.؛(القَصْمَة): المَرْقَاة. يقال: هذه الدَّرَجَة فيها ثلاثون قصمة: مَرْقَاة. وـ الكِسْرَة من السِّواك تبقى في فم المستاك فينفثها.؛(القَيْصوم): نوع من نبات الأرطُماسيا، من الفصيلة المركَّبة، قريب من نوع الشِّيح، كثير في البادية. ويقال: (فلان يمضغ الشِّيح والقَيصوم). لمن خلصت بدويّته.
المعجم: الوسيط

صلب

المعنى: شيء صلب وصليب وصلب، وقد صلب صلابة. وهذا مما آلم قلبي، وقصم صلبي. وهو قاصم الأصلاب. وصلب اللص، وهو مصلوب وصليب، وصلبت اللصوص، وجزاؤهم أن يصلبوا. وأخذته الصالب، وأخذته الحمى بصالب، وصلبت عليه. وسنان مصلب: مسنون على الصلب وهو حجر المسن. وثوب مصلب: عليه نقش الصليب. ونعم مصلب: موسوم به. وحبشي مصلب: في وجهه سمته. وجاءت الروم معهم الصلبان. وعظم فيه صليب: ودك. ومن المجاز: فلان صلب في دينه وصلب. وهو صلب المعاجم. وصليب العود. وقد تصلب لذلك وتشدد له: ومشى في صلابة من الأرض. ويقال للأراضي التي لم تزرع زماناً: إنها لأصلاب منذ أعوام، وقد صلبت منذ أعوام. وعربيٌّ صليب: خالص النسب. قال أميّة: ويعرفنـــــــــا ذو رأيهـــــــــا وصــــــــليبها وامرأة صليبة: كريمة المنصب عريقة. وقال الشماخ: حنت على سكة الساري فجاوبها صليبة من حمام ذات أطواق وماء صليب: يسمن عليه وتقوى عليه الماشية وتصلب. وتقول: صلب الله لا يغالب. قال عبد الله الغامدي: ومـــــن تعـــــاجيب خلـــــق اللـــــه غاطيـــــة يعصــــــــر منهـــــــا ملاحـــــــيّ وغربيـــــــب تعبـــــــدوا وأقيمــــــوا وفــــــق دينكمــــــو إن المغـــــــالب صــــــلب اللــــــه مغلــــــوب
المعجم: أساس البلاغة

قصم

المعنى: قصم (قَصَمَهُ يَقْصِمهُ) قَصْمًا: (كَسَرَهُ وأَبَانَهُ) ، وَفِي الصِّحاح حتَّى يَبِينَ (أَوْ كَسَرَهُ وإِنْ لَمْ يَبِنْ) ، وَفِي حَدِيثِ أَهْلِ الجَنَّة: " فِي دُرَّةٍ بَيْضَاءَ لَيْسَ فِيهَا قَصْمٌ وَلَا فَصْمٌ "، فبِالقَافِ كَسْرٌ مَعَ بَيْنُونَةٍ وبِالفَاءِ من غَيْرِ بَيْنُونَةٍ، كَذَا نَقَلهُ الزَّمخشَرِيُّ فِي الكَشَّافِ، ومَرَّ فِي " ف ص م "، وقِيلَ - بِالْقَافِ -: كَسْرُ الشَّيْءِ مِنْ طُولِهِ، وبالفَاءِ: قَطعُ الشَّيءِ المُسْتَدِيرِ، كَذَا قَالَه المُناوِيُّ فِي مُهِمَّاتِ التَّعرِيفِ (فانْقَصَمَ وتَقَصَّمَ) كِلاهُمَا مُطاوِعُ قَصَمَهُ. (و) قَصَمَ فُلانٌ رَاجعا: (رَجَعَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ) وَلَمْ يُتِمَّ إِلَى حَيْثُ قَصَدَ، رَوَاهُ أَبُو تُرابٍ عَن أَبِي سَعِيدٍ. (وَهُوَ أَقْصَمُ الثَّنِيَّةِ: مُنْكَسِرُهَا من النِّصْفِ فَهُوَ بَيِّنُ القَصَمِ، مُحَرَّكَةً) كَمَا فِي الصِّحَاح، وَفِي التَّهذِيب: الأَقْصَمُ أَعَمُّ وأَعْرَفُ من الأَقْصَفُ، وَهُوَ الَّذِي انْفَصَمَتْ ثَنِيَّتُهُ مِنَ النَّصْفِ. (والقَصْمَاءُ) من (المَعِز: المَكْسُورَةُ القَرْنِ الخَارِجِ) ، والعَضْبَاءُ: المَكْسُورَةُ القَرْنِ الدَّاخِلِ، وَهُوَ المُشاشُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن  ابنِ دُرَيْدٍ (ج: قُصْمٌ) ، بالضَّمِّ. وَفِي المُحْكَم: القَصْمَاءُ مِنَ المَعِزِ: الَّتِي انْكَسَرَ قَرْنَاهَا مِنْ طَرَفَيْهِمَا إِلَى المُشَاشَةِ. (والقَصْمُ والقَصْمَةُ، مُثَلَّثةً: الكَسْرُ) ، فالكَسْرُ عَن الجَوْهَرِيِّ فِي القَصْمة، (والضَّمُّ عَن الصَّنْعَانِيِّ) فِي تَكْمِلَتِه على الصِّحاح، (والفَتْحُ عَن) ابْن عُدَيْسٍ فِي (البَاهِرِ، و) المُرَادُ (بالكَسْرِ: الكَسْرَةُ) يُقَال: قَصْمُ السِّوَاكِ، وقِصْمَتُه: الكسرَةُ مِنْهُ، (وَفِي الحَدِيثِ: " اسْتَغْنُوا وَلَوْ عَنْ قِصْمَةِ سِوَاكٍ ") يَعْنِي: مَا انْكَسَرَ مِنْهُ إِذَا اسْتِيكَ بِهِ، وَيُقَال: لَو سأَلْتَنِي قِصْمَةَ سِوَاكٍ مَا أَعْطَيْتُكَ، أَي: نُفَاثَتَهُ وَهُوَ الشَّظِيَّةُ مِنْهُ تَبقَى فِي فِي المُسْتَاكِ فَيَنْفِثُها، كَمَا فِي الأَساسِ. (و) القَصْمَةُ، (بالفَتْحِ: المَرْقَاةُ) لِلدَّرَجَةِ، مِثْلُ القَصْفَةِ كَمَا فِي الصّحاح، وَمِنْه الحَدِيث: " وَمَا تَرْتَفِعُ فِي السَّماءِ من قَصْمَةٍ - يَعْنِي الشَّمسَ - إِلَّا فُتِحَ لَهَا بابٌ من النَّارِ ". (و) القَصِمُ، (كَكَتِفٍ: السَّرِيعُ الانْكِسَارِ) ، يُقَال: رجلٌ قَصِمٌ كَمَا فِي الصّحاح، وَفِي المُحْكَم: رجل قَصِمٌ: أَي: ضاوٍ ضَعِيفٌ سَرِيعُ الانْكِسَارِ. ورُمحٌ قَصِمٌ أَي: مُنْكسِرٌ، وَقد قَصِمَ، كفَرِحَ. (و) قُصَمٌ: (كَزُفَرَ: مَنْ يَحْطِمُ مَا لَقِيَ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. (والقَصِيمَةُ) ، كسَفِينَةٍ: (رمْلَةٌ تُنْبِتُ الغَضَى) كَمَا فِي الصِّحاح، زَاد غَيرُه: والأَرْطَى والسَّلَمَ (أَو) أَجَمَةُ الغَضَى، أَوْ (جَمَاعةُ الغَضَى المُتَقَارِبِ) ، يُقَال: قَصِيمَةٌ مِنْ غَضًى، وأَيْكَةً مِنْ أَثْلٍ، وغَالٌّ مِنْ سَلَمٍ، وسَلِيلٌ مِنْ سَمُرٍ، وفَرْشٌ مِنْ عُرْفُطٍ (ج: قَصِيمٌ) ، وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ: (حَيْثُ استَفَاضَ دَكَادِكٌ وقَصِيمُ  ...  ) (جج) جمع الجَمْع: (قُصُمٌ) ، بالضَّمِّ (وقَصَائِمُ) . وَفِي التَّهْذِيبِ: القَصِيمَةُ من  الرَّمْل: مَا أَنْبَتَتْ الغَضَى وَهِي القَصَائِمُ وَقيل: قَصَائِمُ الرَّمَالِ: مَا أَنْبَتَتِ العِضَاهَ، قَالَ: والصَّوابُ الأوَّل. (و) القَصِيمَةُ (ع) بِعَيْنِه سُمِّي بِذَلِك. (و) القَصِيمُ، (كأَمِيرٍ: ع بَيْنَ اليَمَامَةِ والبَصْرَةِ) لِبَنِي ضَبَّةَ، وقِيلَ: بَيْنَ رَامَةَ ومَطْلَعِ الشَّمْسِ، هُمَا من بِلادِ تَمِيم، ورامَةُ ورَاءَ القريتَيْن فِي حَقِّ أبانِ بنِ دَارِم، قَالَه نَصْرٌ. (و) قِيلَ: (ع بِشِقِّهِ طَرِيقُ بَطْنِ فَلْج) ، كَمَا فِي التَّهذِيب. (و) القَصِيمُ: (عَتِيقُ القُطْن) ، وَالَّذِي فِي المُحْكَم: (القَصْمُ: العَتِيقُ من القُطْن، (أَو عَتِيقُ شَجَرِهِ.) (و) القَصْمُ، (بِالكَسْرِ) وَعَلِيهِ اقْتَصَر ابنُ سِيدَه، (أَو الفَتْحِ: أصلُ المَراتِعِ، ج: أَقْصَامٌ) . وَفِي الْمُحكم: أَقصَامُ المَرْعَى: أُصًولُه، وَلَا يَكُونُ إِلَّا مِنَ الطَّرِيفةِ، الواحِدُ: قِصْمٌ. (و) القَصَمُ، (بِالتَّحْرِيكِ: بَيْضُ الجَرَادِ.) (والقَيْصُومُ: نَبْتٌ وَهُوَ صِنْفانِ: أُنْثَى وذَكَرٌ، النَّافِعُ مِنْهُ أَطْرَافُهُ، وزَهْرُهُ مُرٌّ جِدًّا ويُدْلَكُ البَدَنُ بِهِ للنَّافِضِ) والحُمَّيَاتِ مُطْلَقًا (فَلا يَقْشَعِرُّ إِلَّا يَسِيرًا، ودُخَانُه يَطْرُدُ الهَوَامَّ) مُطْلَقًا، (وشُرْبُ سَحِيقِهِ نيِئًا نافِعٌ لعُسْرِ النَّفَسِ والبَوْلِ والطَّمْثِ ولِعِرْقِ النَّسَا، ويُنْبِتُ الشَّعْرَ ويَقْتُلُ الدُّودَ) ، ويُزِيلُ أوْجَاعَ الصَّدْرِ وضِيقَ النَّفَسِ، ويُحَلِّلُ الأوْرَامَ الغَلِيظَةَ طِلاءً. وَفِي المُحْكَمِ: القَيْصُومُ: مَا طَالَ من العُشْبِ، والقَيْصُومُ: من نَباتِ السَّهْلِ، وَمن الذُّكورِ والأمْرارِ، وَهُوَ طَيِّبُ الرَّائِحَةِ من رَيَاحِينِ البَرِّ، وورقُه هَدَبٌ لهَ نَوْرةٌ صَفْراءُ، وَهِي تَنْهَضُ على  سَاقٍ وتَطُولُ، وأنشَد الجوهَرِيّ: (بِلادٌ بِها القَيْصُومُ والشِّيحُ والغَضَى  ...  ) [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: يُقالُ لِلظَّالِم: قَصَمَ الله ظَهْرَه أَيْ: أَنْزَلَ بِهِ بَلِيَّةً. ونَزَلَتْ بِهِ قَاصِمَةُ الظَّهْرِ. وقَصِمَتْ سِنُّه قَصَمًا، وَهِي قَصْمَاءُ: انْشَقَّتْ عَرْضًا. والقَصْمُ فِي عَرُوضِ الوَافِرِ: حَذْفُ الأَوَّلِ وإسْكَانُ الخَامِسِ، فَيَبْقَى الجُزءُ فاعلْتُن، فَيُنْقَلُ فِي التَّقْطِيعِ إِلَى مَفْعُولُنْ، وَهُوَ على التَّشْبِيهِ بِقَصْمِ القَرْنِ أَو السِّنِّ. والقَاصِمَةُ: اسْمُ مَدِينَةِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَليه وسَلَّم؛ أُرَاهُ لأَنَّها قَصَمَتِ الكُفْرَ وأَذْهَبَتْه. والقَصِيمَةُ: مَا سَهُلَ من الأَرضِ وكَثُر شَجَرُه. وقَناةٌ قَصِمَةٌ، أَيْ: مُنْكَسِرةٌ. وفُلانٌ يَمْضِغُ الشِّيحَ والقَيْصُومَ؛ لِمَنْ خَلَصَتْ بَدَوِيَّتُه، كَمَا فِي الأسَاسِ. وسَيْفٌ قَصِمٌ، كَكَتِفٍ، وَفِيه قَصَمٌ، مُحَرَّكَةً: تكَسُّرٌ فِي حَدِّه، عَن ابنِ قُتَيْبَةَ.
المعجم: تاج العروس

حظو

المعنى: حظو : (و (} الحُظْوَةُ، بالضمِّ والكسْرِ) كَمَا فِي الصِّحاحِ والمُحْكَم والتهْذِيبِ. قالَ شيْخُنا: ونقلَ عَن ثَعْلب تَثْلِيثَه، وَكَذَا عَن غيرِهِ، بل جَعَلَه التَّقيُّ الشمني فِي شرْحِ الشِّفَاء قاعِدَةً فِي كلِّ فعلةٍ واوِي اللامِ كخُطْوَةٍ وقُدْوَةٍ وأُسْوَةٍ وربْوَةٍ ونحوِها فَفِيهِ قُصُورٌ. ( {والحِظَةُ، كعِدَةٍ: المَكانَةُ) والقُرْبُ المَعْنويَّ. وقيلَ: الوَجاهَةُ والتَّقدُّمُ المَعْنويُّ من ذِي سلطانٍ ونَحْوه. (و) رجلٌ لَهُ} الحِظْوَةُ {والحُظْوَةُ} والحِظَةُ: أَي (الحَظُّ من الرِّزق، ج {حِظاً) ، بالكسْرِ مَقْصوراً، (} وحِظاءٌ) ، بالكسْرِ مَمْدوداً. ( {وحَظِيَ كلُّ واحِدٍ من الزَّوْجَيْنِ عِنْد صاحِبِهِ، كرَضِيَ،} واحْتَظَى) . يقالُ:! حَظِيَتِ المرأَةُ عنْدَ زوْجِها {حُظْوَةً} وحِظْوَةً {وحِظَةً سَعدَتْ ودَنَتْ من قَلْبِه وأَحَبَّها. وَحَظِيَ هُوَ عنْدَها أَيْضاً. } واحْتَظَتْ هِيَ عنْدَه، {واحْتَظَى. وشاهِدُ} الحِظَةِ مَا أَنْشَدَه ابنُ السِّكِّيت لابْنَة الحمارس: هَلْ هِيَ إلاَّ {حِظَة أَو تَطْلِيقْأَو صَلَفٌ مِنْ دون ذَاك تَعْلِيقْقَدْ وَجَبَ المَهْرُ إِذا غابَ الحُوقْ (وَهِي} حَظِيَّةٌ، كغَنِيَّةٍ) . قالَ المنلا عَليّ فِي نامُوسِه: الظاهِرُ أنَّ الحظْوَةَ مَخْصوصٌ بالمرْأَةِ كَمَا هُوَ المُتعارَفُ خِلاف عُمُوم مَا فِي القامُوسِ. قالَ شيْخُنا: لَا يظهرُ مَا اسْتَظْهَره بل هُوَ عامٌّ كَمَا فِي الدَّواوِين اللُّغَويَّة قاطِبَةً، وصرَّحَ بِهِ شرَّاحُ الشفاءِ عَن ثَعْلَب وغيرِهِ. قُلْتُ: ويُؤيِّد مَا اسْتَظْهره المنلا على مَا قالَ أَبو زَيْدٍ: يقالُ إنَّه لذُو حَظْوَةٍ فيهنَّ وعنْدهنَّ، وَلَا يقالُ ذلِكَ إلاَّ فيمَا بينَ الرِّجالِ والنِّساءِ؛ وظاهِرُ سِياقِ الجَوهريِّ يدلُّ لَهُ أَيْضاً، فتأَمَّل. (و) فِي المَثَلِ: (إلاَّ حَظِيَّهْ فَلَا أليَّهْ) ؛ يقولُ: إنْ أَحْظأَتْك الحُظْوَةُ فيمَا تَطْلُب فَلَا تَأْلُ أَنْ تَتَوَدَّدَ إِلَى النَّاسِ لعلَّك تُدْرِكُ بعضَ مَا تُريدُ، وأَصْلُه فِي المرْأَةِ تَصْلَف عنْدَ زَوْجِها. وَفِي التهْذِيبِ: هَذَا المَثَلُ مِن أَمْثالِ النِّساءِ، تقولُ: إِن لم {أَحْظَ عنْدَ زَوْجي فَلَا آلُو فيمَا} يُحْظِينِي عنْدَه بانْتهائِي إِلَى مَا يَهْواه؛ هُنَا ذَكَرَه الجَوهرِيُّ والأَزهريُّ وتقدَّمَ للمصنِّفِ (فِي (إِ ل ى) . (! والحَظْوَةُ) ، بالفتْحِ (ويُضَمُّ) ؛ ونَقَلَ شيْخُنا فِيهِ التَّثْلِيثَ أَيْضاً: (سَهْمٌ صَغيرٌ) قَدْرُ ذراعٍ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوهرِيُّ. زادَ غيرُهُ: (يَلْعَبُ بِهِ الصِّبيانُ) . وزادَ بعضُهُم: لتَعَلّم  الرَّمْي، وَإِذا لم يَكُنْ فِيهِ نَصْل فَهُوَ {حُظَيَّةٌ بالتَّصغيرِ. (و) } الحَظْوَةُ: (كلُّ قَضِيبٍ نابِتٍ فِي أصْلِ شَجَرةٍ لم يَشْتَدَّ بعدُ، ج) كلّ مِنْهُمَا ( {حِظاءٌ) ، ككِتابٍ، (} وحَظَواتٌ) ، محرَّكةً، وأَنْشَدَ ابنُ برِّي: إِلَى ضُمَّرٍ زُرْقٍ كأَنَّ عُيونَها حِظَاءُ غُلامٍ لَيْسَ يُخْطِئن مُهْرَاءوشاهِدُ {الحَظَوات قَوْلُ الكُمَيْت: أَرَهْطَ امْرِىءِ القَيْس اعْبَأُوا} حَظَواتِكُمْ لحَيَ سِوانا قَبْلَ قاصِمَة الصُّلْبِ (و) فِي المَثَلِ: (إحْدَى {حُظَيَّاتِ لُقْمانَ، مُصَغَّرَةً، وَهُوَ لُقْمانُ بنُ عادٍ،} وحُظَيَّاتُه سِهامُه) ومَرامِيَه؛ (يُضْرَبُ لمَنْ عُرِفَ بالشَّرارَةِ ثمَّ جاءَتْ مِنْهُ) هَنَةٌ (صالِحَةٌ) ، أَي أنَّها من فَعَلاتِهِ، وأَصْلُ {الحُظَيَّاتِ المَرامِي، واحِدَتُها حُظَيَّة تَصْغيرُ} حَظْوَة، وَهِي الَّتِي لَا نَصْل لَهَا مِن المَرامِي. ( {وحَظا} يَحْظُو) {حَظْواً: (مَشَى} الحُظَيَّا، مُصَغَّرَةً، وَهُوَ مَشْيٌ رُوَيْدٌ) . وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ. رجُلٌ {حَظِيٌّ، كغَنِيَ: إِذا كانَ ذَا حظْوَةٍ ومَنْزلَةٍ. وَقد} حَظِيَ عنْدَ الْأَمِير، كرَضِيَ {واحْتَظَى بِهِ بمعْنىً؛ نَقَلَه الجَوهريُّ. وجَمْعُ} الحَظِيَّةِ من النِّساءِ {حَظايا؛ تقولُ: هِيَ إحْدَى} حَظايَاي. وَهُوَ {أَحْظَى مِنْهُ: أَي أَقْرَب إِلَيْهِ وأَسْعَد. وقالَ أَبو زَيْدٍ:} أَحْظَيْتُ فلَانا على فلانٍ، من الحُظْوةِ والتَّفْضِيل، أَي فضَّلْته عَلَيْهِ؛ نَقَلَه الجَوهريُّ. وقولُ العَوام {للحَظِيَّةِ} مَحْظيَّة خَطَأٌ، وَكَذَا جَمْعها! مَحاظِي.  وَفِي حديثِ موسَى بنِ طَلْحة: (دخَلَ عليَّ طَلْحة وأَنا مُتَصَبِّحٌ فأَخَذَ النَّعْلَ {فَحَظَانِي بهَا حَظَياتٍ ذَواتِ عَدَدٍ) ، أَي ضَرَبَني؛ هَكَذَا رُوِي بالظاءِ. وقالَ شمِرٌ: إنَّما أَعْرِفُه بالطاءِ، فأَمَّا الظَّاء فَلَا وَجْه لَهُ. وقالَ غيرُهُ: إِن كانتِ اللَّفْظَةُ مَحْفوظةً فيكونُ قد اسْتَعارَ القَضِيبَ أَو السَّهْم للنَّعْل. يقالُ:} حَظاهُ {بالحَظْوةِ إِذا ضَرَبَه بهَا، كَمَا يقالُ: عصَاهُ بالعَصاَة.
المعجم: تاج العروس

حظا

المعنى: الحُظْوَة والحِظْوَة والحِظَة: المَكانة والمَنزِلة للرجل من ذِي سُلْطان ونحوه، وجمعه حُظاً وحِظاءٌ، وفي حَظِيَ عنده يَحْظَى حِظْوَة.ورجُل حَظِيٌّ إذا كان ذا حُظْوة ومَنْزِلة، وقد حَظِيَ عند الأَمير واحْتَظى به بمعنى. وحَظِيَت المرأَة عند زوجها حُظْوة وحِظْوة، بالضم والكسر، وحِظَةً أَيضاً وحَظِيَ هو عندَها، وامرأَة حَظِيَّة وهي حَظِيّتي وإحْدَى حَظَايايَ. وفي المثل: إلاَّ حَظِيَّةً فلا أَلِيَّةً أَي إلاَّ تكُنْ مِمَّن يَحْظَى عنده فإنِّي غيرُ أَلِيَّةٍ؛ قال سيبويه:ولو عَنَت بالحَظِيَّةِ نفسَها لم يكن إلاَّ نَصْباً إذا جعلت الحَظِيَّة على التفسير الأَول، وقيل في المثل: إلاَّ حَظِيَّةً فلا أَلِيَّةً؛ تقول: إنْ أَخْطَأَتْكَ الحُظْوة فيما تَطْلُب فلا تَأْلُ أَنْ تَتَوَدَّد إلى الناس لعلك تُدْرِكُ بعض ما تريد، وأَصله في المرأَة تَصْلَف عند زوجها؛ وفي التهذيب: هذا المثل من أَمثال النساء، تقول: إن لم أَحْظَ عند زوجي فلا آلُوا فيما يُحْظِيني عندَه بانتهائي إلى ما يَهْواه. ويقال: هي الحِظْوَة والحُظْوَة والحِظَة؛ قال: هَـــلْ هِــيَ إلاَّ حِظَــة أو تَطْلِيقْــ، أَو صـــَلَفٌ مِــنْ دون ذاك تَعْلِيقْــ، قَـدْ وجَـبَ المَهْـرُ إذا غـابَ الحُـوقْ وفي المثل: حَظِيِّينَ بَنَاتٍ صَلِفِينَ كَنَّاتٍ؛ يضرب للرجل عند الحاجة يطلبها يصيب بعضها ويَعْسُر عليه بعض. أَبو زيد: يقال إنه لَذُو حُظْوة فيهن وعندهن، ولا يقال ذلك إلا فيما بين الرجال والنساء. وفي حديث عائشة، رضوان الله عليها: تَزَوَّجَنِي رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وفي شَوَّال وبَنَى بِي في شَوَّال فأَيُّ نِسائهِ أَحْظَى مِنِّي أَي أَقرب إليه مني وأَسعد به. يقال: حَظِيت المرأَة عند زوجها تحظَى حِظْوة وحُظْوة، بالكسر والضم، أَي سَعِدت ودنَت من قلبه وأَحَبَّها. ويقال: إنه لَذو حَظٍّ في العلم. أَبو زيد: وأَحْظَيْتُ فلاناً على فلان، من الحُظْوة والتفضيل، أَي فضَّلته عليه.ابن بُزُرْج: واحد الأَحاظِي أَحْظاءٌ وواحد الأَحْظاءِ حِظىً، منقوص، قال: وأَصلُ الحِظَى الحَظُّ. وقال ابن الأَنباري: الحِظَى الحُظْوة، وجمع الحِظَى أَحْظٍ ثم أَحاظٍ. ورجل له حُظْوة وحِظْوة وحِظَة أَي حَظٌّ من الرزق.والحَظْوة والحُظْوة: سهم صغير قدرُ ذراع، وقيل: الحَظْوة سهم صغير يلعب به الصبيان، وإذا لم يكن فيه نَصْل فهو حُظَيَّة، بالتصغير. وفي المثل: إحدَى حُظَيَّاتِ لُقْمَان، وهو لُقْمانُ بن عادٍ وحُظَيَّاتُه سهامه ومَرَاميه؛ يضرب لمن عُرِفَ بالشَّرارة ثم جاءت منه هَنَةٌ؛ وقال الأَزهري: حُظَيَّات تصغير حَظَوات، واحدتها حَظْوة، ومعنى المثل إحْدى دواهيه ومَرَاميه.وقال أَبو عبيد: إذا عُرِف الرجل بالشَّرارة ثم جاءت منه هَنَةٌ قيل إحدى حُظَيَّاتِ لُقْمَانَ أَي أَنَّها من فَعَلاته، وأَصْل الحُظَيَّاتِ المَرامي، واحدتها حُظَيَّة ومُكَبَّرها حَظْوة، وهي التي لا نَصْل لها من المرامي؛ وقال الكميت: أَرَهْطَ امْرِئ القَيْس، اعْبَؤُوا حَظَواتِكُمْ لِحَـيٍّ سـِوانا، قَبْـلَ قاصـمةَ الصـُّلْبِ والحَظْوة من المَرامي: الذي لا قُذَذَ له، وجمع الحَظْوة حَظَوات وحِظاءٌ، بالمد؛ أَنشد ابن بري: إلـــى ضــُمَّرٍ زُرْقٍ كــأَنَّ عُيونَهــا حظَــاءُ غُلامٍ لَيْــس يُخْطِيــن مُهْــرَأَ ابن سيده: الحَظْوة كل قضيب نابت في أَصل شجرة لم يَشْتَدَّ بعدُ، والجمع من كل ذلك حِظَاءٌ، ممدود، ويقال للسَّرْوة حَظْوة وثَلاثُ حِظاءٍ؛ وقال غيره: هي السِّروة، بكسر السين. ابن الأَثير: وفي حديث موسى ابن طلحة قال: دخل عليّ طلحة وأَنا مُتَصَبِّحٌ فأَخَذَ النعلَ فَحَظَانِي بها حَظَياتٍ ذَواتِ عَدَدٍ أَي ضربني، قال: هكذا رُوِيَ بالظاء المعجمة، وقال الحربي: إنما أَعْرِفُها بالطاء المهملة، فأَما المعجمة فلا وجه له؛ وقال غيره: يجوز أَن يكون من الحَظْوة بالفتح، وهو السهم الصغير الذي لا نصل له، وقيل: كل قضيب نابت في أَصل فهو حَظْوة، فإن كانت اللفظة محفوظة فيكون قد استعار القضيب أَو السهم للنعل. يقال: حَظَاه بالحَظْوة إذا ضربه بها كما يقال عَصاه بالعَصَا.وحُظَيٌّ: اسمُ رجل إن جَعَلته من الِحُظْوة، وإن كان مرتجلاً غير مشتق فحكمه الياء. ويقال: حَنْظَى بِهِ، لغة في عَنْظَى بِهِ إذا نَدَّد به وأَسْمَعه المكروه. والحَظَى: القَمْلُ، واحدتُها حَظَاةٌ.ابن سيده: وحُظَيٌّ اسم رَجُل؛ عن ابن دريد، وقد يجوز أَن تكون هذه الياء واواً على أَنه ترخيم مُحْظٍ أَي مفَضِّل لأَن ذلك من الحُظْوَة.
المعجم: لسان العرب

فقر

المعنى: الفَقْر والفُقْر: ضد الغِنى،مثل الضَّعْفِ والضُّعْف. الليث: والفُقْر لغة رديئة؛ ابن سيده: وقَدْرُ ذلك أَن يكون له ما يَكْفي عيالَه، ورجل فَقِيرٌ من المال، وقد فَقُرَ، فهو فَقير، والجمع فُقَراءُ، والأُنثى فَقِيرةٌ من نسوة فَقَائِر؛ وحكى اللحياني: نسوة فُقَراءُ؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا، قال: وعندي أَن قائل هذا من العرب لم يَعْتدّ بهاء التأْنيث فكأَنه إِنما جمع فقيراً، قال: ونظيره نسوة فُقَهاءُ. ابن السكيت: الفَقِيرُ الذي له بُلْغَةٌ من العيش؛ قال الراعي يمدح عبد الملك بن مَرْوان ويشكو إِليه سُعاته: أَمـا الفَقِيـرُ الـذي كـانت حَلُـوبَتُهُ وَفْـقَ العِيـال، فلـم يُتْـرَكْ لـه سَبَدُ قال: والمسكين الذي لا شيء له. وقال يونس: الفَقِيرُ أَحسن حالاً من المسكين. قال: وقلت لأَعرابي مرةً: أَفَقِيرٌ أَنت؟ فقال: لا والله بل مسكين؛ فالمسكين أَسوأُ حالاً من الفقير. وقال ابن الأَعرابي: الفَقِيرُ الذي لا شيء له، قال: والمسكين مثله. والفَقْر: الحاجة، وفعله الافْتِقارُ، والنعت فَقِيرٌ. وفي التنزيل العزيز: إِنما الصدقات للفُقَراءِ والمساكين؛ سئل أَبو العباس عن تفسير الفَقِير والمسكين فقال: قال أَبو عمرو بن العلاء فيما يَروي عنه يونُس: الفَقِيرُ الذي له ما يَأْكل، والمسكين الذي لا شيء له؛ وروى ابن سلام عن يونس قال: الفَقِيرُ يكون له بعض ما يُقيمه، والمسكين الذي لا شيء له؛ ويُرْوى عن خالد بن يزيد أَنه قال: كأَن الفَقِيرَ إِنما سُمِّي فَقِيراً لِزَمانةٍ تصيبه مع حاجة شديدة تمنعه الزَّمانةُ من التَّقَلُّب في الكسب على نفسه فهذا هو الفَقِيرُ. الأَصمعي: المسكين أَحسن حالاً من الفَقِيرِ، قال: وكذلك قال أَحمد بن عبيد، قال أَبو بكر: وهو الصحيح عندنا لأَن الله تعالى سَمَّى من له الفُلْك مسكيناً، فقال: أَما السفينة فكانت لمساكين يَعْملون في البحر؛ وهي تساوي جُمْلة؛ قال: والذي احتج به يونس من أَنه قال لأَعرابي أَفَقيرٌ أَنت؟ فقال: لا والله بل مسكين، يجوز أَن يكون أَراد لا والله بل انا أَحسن حالاً من الفقير، والبيت الذي احتج به ليس فيه حجة، لأَن المعنى كانت لهذا الفَقِيرِ حَلوبةٌ فيما تقدم، وليست له في هذه الحالة حَلوبَةٌ؛ وقيل الفَقِيرُ الذي لا شيء له، والمسكين الذي له بعض ما يَكْفِيه؛ وإِليه ذهب الشافعي رضي الله عنه، وقيل فيهما بالعكس، وإِليه ذهب أَبو حنيفة، رحمه الله، قال: والفَقِيرُ مبنيّ على فَقُرَ قياساً ولم يُقَلْ فيه إِلا افْتَقَر يَفْتَقِرُ، فهو فَقِيرٌ. وفي الحديث: عاد البراءَ بنَ مالكٍ، رضي الله عنه، في فَقَارة من أَصحابه أَي في فَقْرٍ. وقال الفراء في قوله عز وجل: إِنما الصدقات للفُقراءِ والمساكين، قال الفراء: هم أَهل صُفَّةِ النبي، صلى الله عليه وسلم، كانوا لا عشائر لهم، فكانوا يلتمسون الفضل في النهار ويأْوون إِلى المسجد، قال: والمساكين الطَوَّافون على الأَبواب. وروي عن الشافعي، رضي الله عنه، أَنه قال: الفُقَراءُ الزَّمْنَى الضعاف الذين لا حرفة لهم، وأَهل الحِرْفةِ الضعيفة التي لا تقع حرْفتُهم من حاجتهم موقعاً، والمساكين: السُّؤَّالُ ممن له حرفةٌ تقع مَوْقِعاً ولا تغنيه وعيالَهُ، قال الأَزهري: الفَقِيرُ أَشد حالاً عند الشافعي، رحمه الله تعالى. قال ابن عرفة: الفَقِيرُ، عند العرب، المحتاج. قال الله تعالى: أَنتم الفُقَراء إِلى الله؛ أَي المحتاجون إِليه، فأَما المسكين فالذي قد أَذلَّه الفَقْرُ، فإِذا كان هذا إِنما مَسْكَنَتُه من جهة الفَقْر حلَّتْ له الصدقة وكان فَقيراً مسكيناً، وإِذا كان مسكيناً قد أَذلَّهُ سوى الفَقْرِ فالصدقة لا تحل له، إِذ كان شائعاً في اللغة أَن يقال: ضُرِبَ فلانٌ المسكينُ وظُلِمَ المسكينُ، وهو من أَهل الثَّرْوَةِ واليَسار، وإِنما لحقه اسم المسكين من جهة الذِّلَّةِ، فمن لم تكن مسكنتُه من جهة الفَقْر فالصدقةُ عليه حرام.قال عبد الله محمد بن المكرم، عفا الله عنه: عَدْلُ هذه الملةِ الشريفة وإِنْصافُها وكَرَمُها وإِلطافها إذا حَرَّمَت صدقةَ المال على مسكين الذِّلَّةِ أَباحَتْ له صدقةَ القُدْرةِ، فانتقلت الصدقةُ عليه من مال ذي الغِنَى إِلى نُصْرة ذي الجَاهِ، فالدِّينُ يَفْرِضُ للمسكين الفَقِيرِ مالاً على ذوي الغِنَى، وهو زكاة المال، والمُرُوءةُ تَفْرِضُ للمسكين الذليلِ على ذوي القدرة نُصْرَةً، وهو زكاة الجاه، ليتساوى مَنْ جَمَعَتْهُ أُخُوَّةُ الإِيمانِ فيما جعله الله تعالى للأَغنياء من تَمْكينٍ وإِمكان، والله سبحانه هو ذو الغِنَى والقدرةِ والمُجازِي على الصدقة على مسكين الفَقْرِ والنُّصْرَةِ لمسكين الذِّلَّةِ، وإِليه الرغبة في الصدقة على مِسْكِينَيْنَا بالنُّصرةِ والغِنَى ونَيْلِ المُنَى، إِنه غنيٌّ حميد. وقال سيبويه: وقالوا افْتَقَر كما قالوا اشتَدَّ، ولم يقولوا فَقُر كما لم يقولوا شَدُدَ، ولا يستعمل بغير زيادة. وأَفْقَرَهُ الله من الفَقْرِ فافْتَقَرَ. والمَفَاقِرُ: وجوه الفَقْرِ لا واحد لها. وشَكَا إِليه فُقُورَه أَي حاجتَه. وأَخبره فُقُورَه أَي أَحْوالَه. وأَغنى الله مَفَاقِرَه أَي وُجُوه فَقْره. ويقال: سَدّ الله مَفاقِره أَي أَغناه وسَدَّ وُجوه فَقْره؛ وفي حديث معاوية أَنه أَنشد: لَمَـــالُ المَــرْءِ يُصــْلِحه، فيُغْنــي مَفـــاقِرَه، أَعـــفّ مـــن القُنُــوعِ المَفاقِر: جمع فَقْر على غير قياس كالمَشابه والمَلامحِ، ويجوز أَن يكون جمع مَفْقَر مصدر أَفْقَره أَو جمع مُفْقِرٍ. وقولهم: فلان ما أَفْقَره وما أَغْناه، شاذ لأَنه يقال في فِعْلَيْهما افتقر واستغنى، فلا يصح التعَجُّب منه.والفِقْرة والفَقْرة والفَقَارة، بالفتح: واحدة فَقَار الظهر، وهو ما انتضد من عِظام الصلب من لَدُن الكاهِل إِلى العَجْب، والجمع فِقَر وفَقَارٌ، وقيل في الجمع: فِقْرات وفِقَرات وفِقِرات. قال ابن الأَعرابي: أَقَلُّ فِقَر البَعِير ثماني عشرة وأَكثرها إِحدى وعشرون إِلى ثلاث وعشرين، وفَقَار الإِنسان سبع. ورجل مَفقُور وفَقِير: مكسور الفَقَار؛ قال لبيد يصف لُبَداً وهو السابع من نُسُور لُقْمان ابن عاد: لَمَّــا رأَى لُبَــدُ النُّســورَ تطـايَرَتْ رَفَعَ القَوادِم كالفَقِيرِ الأَعْزَلِ والأَعْزَلُ من الخيل: المائل الذَّنَب. وقال: الفَقِير المكسور الفَقَار؛ يضرب مثلاً لكل ضعيفٍ لا ينفُذ في الأُمور. التهذيب: الفقير معناه المَفْقُور الذي نُزِعت فِقَره من ظهره فانقطع صُلْبه من شدة الفَقْر، فلا حال هي أَوكد من هذه. أَبو الهثيم: للإِنسان أَربع وعشرون فَقَارةً وأَربع وعشرون ضِلَعاً، ست فَقَاراتٍ في العنق وست فَقَاراتٍ في الكاهل، والكاهل بين الكتفين، بين كل ضِلَعَينِ من أَضلاع الصدر فَقَارةٌ من فَقَاراتِ الكاهل الست ثم ستُّ فَقَاراتٍ أَسفلُ من فَقَاراتِ الكاهل، وهي فَقَاراتُ الظهرِ التي بِحِذاء البطن، بين كلِ ضِلَعَيْنِ من أَضلاع الجنبين فَقَارةٌ منها، ثم يقال لِفَقَارةٍ واحدة تفرق بين فَقَارِ الظهر والعَجُزِ: القَطاةُ، ويلي القَطاةَ رأْسا الوَرِكَيْنِ، ويقال لهما: الغُرابانِ أَبعدُها تمامُ فَقارِ العَجُز، وهي ست فَقَاراتٍ آخرها القُحْقُحُ والذَّنَبُ متصل بها، وعن يمينها ويسارها الجَاعِرتانِ، وهما رأْسا الوركين اللذان يليان آخر فَقَارةٍ من فَقَاراتِ العَجُز، قال: والفَهْقَةُ فَقارةٌ في أَصل العنق داخلة في كُوَّةِ الدماغ التي إذا فُصِلَتْ أَدخل الرجل يده في مَغْرزِها فيخرج الدماغ. وفي حديث زيد بن ثابت: ما بين عَجْبِ الذَّنَب إِلى فِقْرةِ القفا ثنتان وثلاثون فِقْرَة في كل فِقْرَةٍ أَحد وثلاثون ديناراً، يعني خَرَز الظهر. ورجل فَقِرٌ: يشتكي فَقارَهُ؛ قال طرفة: وإِذا تَلْســـــــُنُني أَلْســـــــُنُها إِنَّنــــي لســـْتُ بمَوْهـــونٍ فَقِـــرْ وأَجود ببيت في القصيدة يسمى فِقْرَةً، تشبيهاً بفِقْرةِ الظهر.والفاقِرةُ: الداهية الكاسرة للفَقَارِ. يقال: عمل به الفاقِرةَ أَي الداهية. قال أَبو إِسحق في قوله تعالى: تَظُنّ أَن يُفْعَلَ بها فاقِرَةٌ؛ المعنى توقن أَن يُفْعَلَ بها داهية من العذاب، ونحو ذلك؛ قال الفراء: قال وقد جاءت أَسماء القيامة والعذاب بمعنى الدواهي وأَسمائها؛ وقال الليث: الفاقِرةُ داهية تكسر الظهر.والفاقِرةُ: الداهية وهو الوسم الذي يَفْقِرُ الأَنف. ويقال: فَقَرَتْه الفاقِرةُ أَي كسرت فَقَارَ ظهره. ويقال أَصابته فاقِرةٌ وهي التي فَقَرَتْ فَقَارَه أَي خَرَز ظهره.وأَفْقَرَك الصيدُ: أَمْكَنَك من فَقارِه أَي فارْمِه، وقيل: معناه قد قَرُبَ منك. وفي حديث الوليد بن يزيد بن عبد الملك: أَفْقَر بعد مَسْلَمَةَ الصيدُ لمن رَمى أَي أَمكن الصيدُ من فَقارِه لراميه؛ أَراد أَن عمه مسلمة كان كثير الغزو يَحْمي بيضةَ الإِسلام ويتولى سِدادَ الثغور، فلما مات اختل ذلك وأَمكن الإِسلامُ لمن يتعرّض إِليه. يقال: أَفقرك الصيدُ فارْمِه أَي أَمكنك من نفسه.وذكر أَبو عبيدة وجوهَ العَوارِيّ وقال: أَما الإِفقارُ فأَن يعطي الرجلُ الرجلَ دابته فيركبها ما أَحب في سفر ثم يردّها عليه. ابن السكيت: أَفْقَرْتُ فلاناً بعيراً إذا أَعرته بعيراً يركب ظهره في سفر ثم يرده.وأَفْقَرَني ناقتَه أَو بعيره: أَعارني ظهره للحمل أَو للركوب، وهي الفُقْرَى على مثال العُمْرَى؛ قال الشاعر: له رَبَّةٌ قد أَحْرَمَتْ حِلَّ ظَهْرِه، فما فيه لِلفُقْرَى ولا الحَجِّ مَزْعَمُ وأَفقرتُ فلاناً ناقتي أَي أَعرته فَقَارَها. وفي الحديث: ما يَمْنَعُ أَحدَكم أَن يُفْقِرَ البعيرَ من إِبله أَي يُعيره للركوب. يقال: أَفقر البعيرَ يُفْقِرُه إِفقاراً إذا أَعاره، مأْخوذ من ركوب فَقارِ الظهر، وهو خَرَزَاتُه، الواحدة فَقارَة وفي حديث الزكاة: ومن حَقِّها إِفْقارُ ظهرِها. وفي حديث جابر: أَنه اشترى منه بعيراً وأَفْقَره ظهرَه إِلى المدينة. وفي حديث عبد الله: سئل عن رجل استقرض من رجل دراهم ثم إِنه أَفْقَر المُقْرِضَ دابتَه، فقال: ما أَصاب من ظهر دابته فهو رباً. وفي حديث المزارعة: أَفْقِرْها أَخاك أَي أَعِرْه أَرضك للزراعة، استعاره للأَرض من الظهر. وأَفْقَرَ ظهرُ المُهْرِ: حان أَن يُرْكَبَ. ومُهْر مُفْقِر: قويّ الظهر، وكذلك الرجل. ابن شميل: إِنه لَمُفْقِرٌ لذلك الأَمر أَي مُقْرنٌ له ضابط؛ مُفْقِرٌ لهذا العَزْم وهذا القِرْنِ ومُؤْدٍ سواء. والمُفَقَّر من السيوف: الذي فيه حُزُوز مطمئنة عن متنه؛ يقال منه: سيف مُفَقَّر. وكلُّ شيء حُزَّ أَو أُثِّرَ فيه، فقد فُقِّرَ. وفي الحديث: كان اسم سيف النبي، صلى الله عليه وسلم، ذا الفَقَارِ؛ شبهوا تلك الحزوز بالفَقارِ. قال أَبو العباس: سمي سيف النبي، صلى الله عليه وسلم، ذا الفَقار لأَنه كانت فيه حُفَرٌ صِغار حِسانٌ، ويقال للحُفْرة فُقْرة، وجمعها فُقَر؛ واستعاره بعض الشعراء للرُّمْح، فقال: فمــا ذُو فَقــارٍ لا ضــُلُوعَ لجـوفِه، لـــه آخِــرٌ مــن غيــره ومُقَــدَّمُ؟ عنى بالآخر والمُقَدَّم الزُّجَّ والسِّنانَ، وقال: من غيره لأَنهما من حديد، والعصا ليست بحديد. والفُقْر: الجانب، والجمع فُقَر، نادر؛ عن كراع، وقد قيل: إِن قولهم أَفْقَرَكَ الصيدُ أَمكنكَ من جانبه.وفَقَرَ الأَرضَ وفَقَّرَها: حفرها. والفُقْرةُ: الحُفرة؛ ورَكِيَّة فَقِيرةٌ مَفْقُورةٌ.والفَقِيرُ: البئر التي تغرس فيها الفَسِيلةُ ثم يكبس حولَها بتُرْنُوقِ المَسِيل، وهو الطين، وبالدِّمْنِ وهو البعر، والجمع فُقُر، وقد فَقَّرَ لها تَفْقِيراً.الأَصمعي: الوَدِيَّة إذا غرست حفر لها بئر فغرست ثم كبس حولها بتُرْنُوق المَسِيلِ والدِّمْنِ، فتلك البئر هي الفَقِيرُ. الجوهري: الفَقِيرُ حفير يحفر حول الفَسِيلة إذا غرست. وفَقِيرُ النخلة: حفيرة تحفر للفسيلة إذا حوّلت لتغرس فيها. وفي الحديث: قال لسلمان: اذهب ففَقّر الفسيل أَي احْفِرْ لها موضعاً تُغْرَسُ فيه، واسم تلك الحفرة فُقْرَةٌ وفَقِيرٌ.والفَقِير: الآبار المجتمعة الثلاث فما زادت، وقيل: هي آبار تُحْفَرُ وينفذ بعضها إِلى بعض، وجمعه فُقُرٌ. والبئر العتيقة: فَقِير، وجمعها فُقُر.وفي حديث عبد الله بن أنيس، رضي الله عنه: ثم جمعنا المفاتيح فتركناها في فَقِيرٍ من فُقُر خيبر أَي بئر من آبارها. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: أَنه كان يشرب وهو محصور من فَقِيرٍ في داره أَي بئر، وهي القليلة الماء. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: وذكر امرأَ القيس فقال: افْتَقَر عن مَعانٍ عُورٍ أَصَحَّ بصَرٍ، أَي فتح عن معان غامضة. وفي حديث القَدَر: قِبَلَنَا ناسٌ يتَفَقَّرون العلم؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، بتقديم الفاء على القاف، قال والمشهور بالعكس؛ قال: وقال بعض المتأَخرين هي عندي أَصح الروايات وأَليَقها بالمعنى، يعني أَنهم يستخرجون غامضه ويفتحون مُغْلَقَه، وأَصله من فَقَرْتُ البئر إذا حفرتها لاستخراج مائها، فلما كان القَدَرِيَّةُ بهذه الصفة من البحث والتَتَبُّع لاستخراج المعاني الغامضة بدقائق التأْويلات وصفهم بذلك. والفَقِيرُ: رَكِيَّة بعينها معروفة؛ قال: مـــا لَيْلَــةُ الفَقِيــرِ إِلا شــَيْطان مجنونـــةٌ تُــودِي بِــرُوح الإِنســانْ لأَن السير إِليها متعب، والعرب تقول للشيء إذا استصعبوه: شيطان.والفَقِيرُ: فم القَناةِ التي تجري تحت الأَرض، والجمع كالجمع، وقيل: الفَقِيرُ مَخْرَجُ الماء من القَناة. وفي حديث مَحَيِّصَةَ: أَن عبد الله بن سَهْل قُتِلَ وطُرِحَ في عين أَو فَقِيرٍ؛ الفَقِيرُ: فم القَناة.والفَقْر: أَن يُحَزَّ أَنفُ البعير. وفَقَر أَنفَ البعير يَفْقِرُه ويَفْقُره فَقْراً، فهو مَفْقُورٌ وفَقِيرٌ إذا حَزَّه بحديدة حتى يَخْلُصَ إِلى العظم أَو قريب منه ثم لوى عليه جَريراً ليُذلِّلَ الصعبَ بذلك ويَرُوضَه. وفي حديث سعد، رضي الله عنه: فأَشار إِلى فَقْرٍ في أَنفه أَي شق وحَزٍّ كان في أَنفه؛ ومنه قولهم: قد عمل بهم الفاقرة. أَبو زيد: الفَقْرُ إِنما يكون للبعير الضعيف، قال: وهي ثلاث فِقَرٍ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: ثلاثٌ من الفَواقِرِ أَي الدواهي، واحدتها فاقِرَةٌ، كأَنها تَحْطِمُ فَقارَ الظَّهْرِ كما يقال قاصمة الظهر. والفَقارُ: ما وقع على أَنفِ البعير الفَقِير من الحرِيرِ؛ قال: يَتُــوقُ إِلــى النَّجــاءِ بفَضـْلِ غَـرْبٍ وتَفْــــذَعُه الخِشَاشـــَةُ والفَقـــارُ ابن الأَعرابي: قال أَبو زياد تكون الحُرْقة في اللِّهْزِمَة. أَبو زياد: وقد يُفْقَرُ الصعْب من الإِبل ثلاثةَ أَفْقُرٍ في خَطْمِه، فإِذا أَراد صاحبه أَن يُذِله ويمنعه من مَرَحِه جعل الجَرِيرَ على فَقْرِه الذي يلي مِشْفَره فَمَلَكه كيف شاء، وإِن كان بين الصعب والذلول جعل الجرير على فَقْره الأَوسط فَتَرَيَّد في مشيته واتسع، فإِذا أَراد أَن ينبسط ويذهب بلا مؤونة على صاحبه جعل الجرير على فَقْره الأَعلى فذهب كيف شاء، قال: فإِذا خُزَّ الأَنف حَزّاً فذلك الفَقْرُ، وبعير مَفْقُور.ورَوَى مُجالِدٌ عن عامر في قوله تعالى: وسلامٌ عليّ يوم وُلِدْتُ ويومَ أَموت ويوم أُبعث حيّاِ؛ قال الشعبي: فُقرات ابن آدم ثلاثٌ: يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً، هي التي ذكر عيسى عليه السلام؛ قال: وقال أَبو الهيثم الفُقرات هي الأُمور العظام جمع فُقْرة، بالضم، كما قيل في قتل عثمان، رضي الله عنه: استَحَلُّوا الفُقَر الثلاثَ: حُرْمة الشهر الحرام وحرمة البلد الحرام وحرمة الخلافة؛ قال الأَزهري: وروى القتيبي قول عائشة، رضي الله عنها، في عثمان: المركوبُ منه الفِقَرُ الأَربع، بكسر الفاء، وقال: الفِقَر خَرَزَات الظهر، الواحدة فِقْرَة؛ قال: وضَربتْ فِقَرَ الظهر مثلاً لما ارْتُكِبَ منه لأَنها موضع الركوب، وأَرادت أَنه رُكِبَ منه أَربعُ حُرَمٍ عِظَامٍ تجب له بها الحقوقُ فلم يَرْعَوْها وانتهكوها، وهي حرمته بصحبة النبي، صلى الله عليه وسلم، وصهره وحرمة البلد وحرمة الخلافة وحرمة الشهر الحرام. قال الأَزهري: والروايات الصحيحة الفُقَر الثلاثُ، بضم الفاء، على ما فسره ابن الأَعرابي وأَبو الهيثم، وهو الأَمر الشنيع العظيم، ويؤيد قولهما ما قاله الشعبي في تفسير الآية وقوله: فُقراتُ ابن آدم ثلاث. وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي أَنه قال: البعير يُقْرَمُ أَنفه، وتلك القُرْمَة يقال لها الفُقْرَة، فإِن لم يَسْكُنْ قُرِمَ أُخرى ثم ثالثةً؛ قال: ومنه قول عائشة في عثمان، رضي الله عنهما: بَلَغْتُم منه الفُقَرَ الثلاث، وفي رواية: استعتبتموه ثم عَدَوْتُمْ عليه الفُقَرَ الثلاثَ. قال أَبو زيد: وهذا مَثَلٌ، تقول: فعلتم به كفعلكم هذا البعير الذي لم تُبْقُوا فيه غاية؛ أَبو عبيد: الفَقِير له ثلاثة مواضع يقال: نزلنا ناحيةَ فَقِير بني فلان، يكون الماء فيه ههنا رَكِيَّتان لقوم فهم عليه، وههنا ثلاث وههنا أَكثر فيقال: فَقِيرُ بني فلان أَي حصتهم منها كقوله: تَوَزَّعْنـــا فَقِيـــرَ مِيـــاهِ أُقْـــرٍ لكـــلِّ بنـــي أَبٍ فيهـــا فَقِيـــر فَحِصــــَّةُ بعضــــِنا خَمْـــسٌ وســـِتٌّ وحِصــــَّةُ بعضـــِنا منهـــنّ بِيـــرُ والثاني أَفواه سَقْفِ القُنِيّ؛ وأَنشد: فَـــوَرَدَتْ، والليـــلُ لمــا يَنْجَــلِ فَقِيـــرَ أَفْـــواهِ رَكِيَّــاتِ القُنــي وقال الليث: يقولون في النِّضال أُراميك من أَدنى فِقْرةٍ ومن أَبعد فِقْرة أَي من أَبعد مَعْلَمٍ يتعلمونه من حفِيرة أَو هَدَف أَو نحوه. قال: والفُقْرة حُفْرة في الأَرض. وأَرض مُتَفَقِّرة: فيها فُقَرٌ كثيرة. ابن سيده: والفِقْرَةُ العَلم من جبل أَو هَدَفٍ أَو نحوه.ابن المُظَفَّر في هذا الباب: التَّفْقِير في رِجْل الدواب بياضٌ مخالط للأَسْواقِ إِلى الرُّكَبِ، شاة مُفَقَّرة وفرس مُفَقَّر؛ قال الأَزهري: هذا عندي تصحيف والصواب بهذا المعنى التفقيز، بالزاي والقاف قبل الفاء، وسيأْتي ذكره.وفَقَرَ الخَرَزَ: ثَقَبه للنَّظْم؛ قال: غَــرائِرُ فــي كِــنٍّ وصــَوْنٍ ونَعْمــةٍ يُحَلَّيْــنَ ياقُوتــاً وشــَذْراً مُفَقَّــرا قال الأَزهري: وهو مأْخوذ من الفَقارِ. وفُقْرَةُ القميص: مَدْخَلُ الرأْس منه. وأَفْقَرَكَ الرَّمْيُ: أَكْثَبَك. وهو منك فُقْرَةً أَي قريبٌ؛ قال ابن مقبل: راميــتُ شـَيْبي، كِلانـا مُوضـِعٌ حِجَجـاً سـِتِّينَ، ثـم ارْتَمَيْنـا أَقـربَ الفُقَـرِ والفَقُرَة: نبت، وجمعها فَقُرٌ؛ حكاها سيبويه، قال: ولا يكسر لقلة فَعُلَةٍ في كلامهم والتفسير لثعلب، ولم يحكِ الفَقُرَة إِلا سيبويه ثم ثعلب.ابن الأَعرابي: فُقُورُ النَّفْس وشُقُورُها هَمُّها، وواحد الفُقُورِ فَقْر. وفي حديث الإِيلاء على فَقِيرٍ من خَشَب، فسره في الحديث بأَنه جِذْعٌ يُرْقى عليه إِلى غُرْفة أَي جعل فيه كالدَّرَج يُصْعَدُ عليها وينزل، قال ابن الأَثير: والمعروف نَفِير، بالنون، أَي منقور.
المعجم: لسان العرب