المعجم العربي الجامع

قاصِبٌ

المعنى: (صيغة الجمع) قَصَبة وقُصّاب النّافِخ في القَصَب (جـ. قُصّابٌ).؛-: الرَّعْد المُصوِّت كثيرًا (جـ. قُصَّب).؛-: الجَزّار.
المعجم: القاموس

القصب

المعنى: ـ القَصَبُ، محرَّكةً: كُلُّ نباتٍ ذي أنابيبَ، الواحدةُ: قَصَبَةٌ، وقَصْباةٌ. ـ والقَصْباءُ: جَماعَتُها، ومَنْبِتُها. وقد أقْصَبَ المَكانُ، وأرْضٌ قَصِبَةٌ ومَقْصَبَةٌ. ـ وقَصَبَه يَقْصِبُه: قَطَعَه، ـ كاقْتَصَبَه، ـ وـ الشَّاةَ: فَصَّلَ قَصَبَها، ـ وـ البعيرُ قَصْباً وقُصوباً: امْتَنَعَ من شُرْبِ الماءِ، فَرَفَعَ رَأْسه عنه، بَعِيرٌ وناقةٌ قَصيبٌ وقاصِبٌ، ـ وـ فلاناً: مَنَعَه من الشُّرْبِ قبلَ أن يَرْوَى، وعابَه، وشَتَمَه، ـ كقَصَّبَهُ. ـ والقَصَبُ، محرَّكةً أيضاً: عِظامُ الأَصابعِ، وشُعَبُ الحَلْقِ، ومَخارِجُ الأنْفاسِ، وما كان مُسْتَطيلاً من الجَوْهَرِ، وثِيابٌ ناعِمَةٌ من كَتَّانٍ، الواحدُ: قَصَبِيُّ، والدُّرُّ الرَّطْبُ المُرَصَّعُ بالياقوتِ، ومنه:"بَشِّرْ خَديجَةَ ببيتٍ في الجَنَّةِ من ـ قَصَبٍ"، ومَجاري الماءِ من العُيونِ. ـ والقُصْبُ، بالضم: الظَّهْرُ، والمِعَى، ـ ج: أقْصابٌ. ـ والقَصَّابُ: الزَّمَّارُ، والنافِخُ في القَصَبِ، والجَزَّارُ، ـ كالقاصِبِ فيهما. ـ والقَصْبَةُ: البِئْرُ الحَدِيثَةُ الحَفْرِ، والقَصْرُ، أو جَوْفُه، والمدينةُ، أو مُعظَمُ المُدُنِ، والقَرْيَةُ، ـ وة بالعِراقِ، والخُصْلَةُ المُلْتَوِيةُ من الشَّعَرِ، ـ كالقُصَّابَةِ، كرُمَّانَةٍ، ـ والقَصِيبَةِ، والتَّقْصِيبةِ، والتَّقْصِبَةُ، وقد قَصَّبَه تَقْصيباً، وكُلُّ عَظْمٍ ذي مُخٍّ. ـ والقَصَّابَةُ، مُشَدَّدةً: الأُنْبوبَةُ، ـ كالقَصِيبَةِ، والمِزْمارُ، والوَقَّاعُ في الناسِ. وككِتابٍ: مُسَنَّاةٌ تُبْنَى في اللِّحْفِ لِئَلاَّ يَسْتَجْمِعَ السَّيْلُ فَيَنْهَدِمَ عِراقُ الحائطِ بسببهِ، والدِّيارُ، الواحدةُ: قَصَبَةٌ. ـ وذُو قِصابٍ: فَرَسٌ لمالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ. ـ والقاصِبُ: الرَّعْدُ المُصَوِّتُ. ـ والقَصَباتُ: د بالمَغْرِبِ، ـ وة باليَمامَةِ. ـ والقُصَيْبَةُ، كجُهَيْنَةَ: ع بأرضِ اليَمامَةِ (لِتَيْمٍ وعَدِيٍّ وثَوْرٍ بَنِي عبد مَناةَ) ـ وع بينَ يَنْبُعَ وخَيْبَرَ، ـ وع بالبَحْرَيْنِ. ـ وأقْصَبَ الرَّاعِي: عافَتْ إبِلُه الماءَ. ـ والتَّقْصِيبُ: تجعيدُ الشَّعَر، وشدُّ اليدينِ إلى العُنُق. ـ والمُقَصِّبُ، (بكسر الصادِ المُشَدَّدةِ) الذي يُحْرِزُ قَصَبَ السِّباقِ، واللَّبَنُ كَثُفَتْ عليه الرَّغْوَةُ. ـ و "رعى فأقْصَبَ " : يُضْرَبُ للرَّاعي، لأنَّهُ إذا أساءَ رَعْيَها لم تَشْرَبْ. ـ والقَصوبُ من الغَنَم: التي تَجُزُّها. ـ وتُدْعى النَّعْجَةُ فيقالُ: قَصَبْ قَصَبْ.
المعجم: القاموس المحيط

قصب

المعنى: القَصَبُ: كلُّ نَباتٍ ذي أَنابيبَ، واحدتُها قَصَبةٌ؛ وكلُّ نباتٍ كان ساقُه أَنابيبَ وكُعوباً، فهو قَصَبٌ. والقَصَبُ: الأَباء.والقَصْباءُ: جماعةُ القَصَب، واحدتُها قَصَبة وقَصباءةٌ. قال سيبويه: الطَّرْفاءُ، والحَلْفاءُ، والقَصْباءُ، ونحوها اسم واحدٌ يقع على جميع، وفيه علامةُ التأْنيث، وواحدُه على بنائه ولفظه، وفيه علامة التأْنيث التي فيه، وذلك قولك للجميع حَلْفاء، وللواحدة حَلْفاء، لَمَّا كانت تقع للجميع، ولم تكن اسماً مُكَسَّراً عليه الواحدُ؛ أَرادوا أَن يكون الواحدُ من بناءٍ فيه علامةُ التأْنيث، كما كان ذلك في الأَكثر الذي ليس فيه علامة التأْنيث، ويقع مذكراً نحو التمر والبُسْر والبُرّ والشَّعيرِ، وأَشباه ذلك؛ ولم يُجاوِزوا البناء الذي يقع للجميع حيثُ أَرادوا واحداً، فيه علامة تأْنيث لأَنه فيه علامة التأْنيث، فاكتفوا بذلك، وبَيَّنُوا الواحدة بِأَن وصفوها بواحدة، ولم يَجِيئُوا بعَلامة سوى العلامة التي في الجمع، ليُفْرَقَ بين هذا وبين الاسم، الذي يقع للجميع، وليس فيه علامة التأْنيث نحو التمر والبُسْر.وتقول: أَرْطى وأَرْطاةٌ، وعَلْقَى وعَلْقاة، لأَن الأَلِفات لم تُلْحَقْ للتأْنيث، فَمِن ثم دخلت الهاء؛ وسنذكر ذلك في ترجمة حلف، إِن شاء اللّه تعالى.والقَصْباءُ: هو القَصَبُ النابت، الكثير في مَقْصَبته. ابن سيده: القَصْباءُ مَنْبِتُ القَصَب. وقد أَقصَبَ المكانُ، وأَرض مُقْصِبة وقَصِبةٌ: ذاتُ قَصَبٍ. وقَصَّبَ الزرعُ تَقْصيباً، وأَقْصَبَ: صار له قَصَبٌ، وذلك بعد التَّفْريخ.والقَصَبة: كلُّ عظمٍ ذي مُخٍّ، على التشبيه بالقَصَبة، والجمع قَصَبٌ.والقَصَبُ: كل عظمٍ مستدير أَجْوَفَ، وكلُّ ما اتُّخِذَ من فضة أَو غيرها، الواحدة قَصَبةٌ. والقَصَبُ: عظام الأَصابع من اليدين والرجلين؛ وقيل: هي ما بين كل مَفْصِلَيْن من الأَصابع، وفي صفته، صلى اللّه عليه وسلم: سَبْطُ القَصَب. القَصَبُ من العظام: كلُّ عظم أَجوفَ فيه مُخٌّ، واحدتُه قَصَبة، وكلُّ عظمٍ عَريضٍ لَوْحٌ. والقَصْبُ: القَطْع.وقَصَبَ الجزارُ الشاةَ يَقْصِبُها قَصْباً: فَصَل قَصَبَها، وقطعها عُضْواً عُضْواً.ودِرَّة قاصبة إذا خرجت سَهْلة كأَنها قضِيبُ فِضَّةٍ. وقَصَبَ الشيءَ يَقْصِبُه قَصْباً، واقْتَصَبَه: قطَعه. والقاصِبُ والقَصَّابُ: الجَزَّارُ وحِرْفَته القِصَابةُ. فإِما أَن يكون من القَطْع، وإِما أَن يكون من أَنه يأْخذ الشاةَ بقَصَبَتِها أَي بساقِها؛ وسُمِّي القَصَّابُ قَصَّاباً لتَنْقيته أَقْصابَ البَطْن. وفي حديث علي، كرّم اللّه وجهه: لئن وَلِيتُ بني أُمَيَّةَ، لأَنْفُضَنَّهم نَفْضَ القَصَّابِ التِّرابَ الوَذِمةَ؛ يريدُ اللُّحومَ التي تَعَفَّرَتْ بسقوطها في التُّراب؛ وقيل: أَراد بالقصَّاب السَّبُعَ. والتِّراب: أَصلُ ذراع الشاةِ، وقد تقدم ذلك في فصل التاءِ مبسوطاً.ابن شميل: أَخَذ الرجُل الرجلَ فقَصَّبه؛ والتَّقْصِيبُ أَن يَشُدَّ يديه إِلى عُنُقه، ومنه سُمي القَصَّابُ قَصَّاباً. والقاصِبُ: الزامِرُ.والقُصَّابة: المزمار والجمع قُصَّابٌ؛ قال الأَعشى: وشاهِدُنا الجُلُّ والياسَمِي_نُ والمُسْمِعاتُ بقُصَّابِها وقال الأَصمعي: أَراد الأَعشى بالقُصَّاب الأَوْتارَ التي سُوِّيَتْ مِنَ الأَمْعاءِ؛ وقال أَبو عمرو: هي المزامير، والقاصِبُ والقَصَّاب النافخُ في القَصَب؛ قال: وقاصـــــِبُونَ لنـــــا فيهـــــا وســــُمَّارُ والقَصَّابُ، بالفتح: الزَّمَّارُ؛ وقال رؤبة يصف الحمار: فــــي جَــــوْفِه وَحْــــيٌ كـــوَحْيِ القَصـــَّاب يعني عَيراً يَنْهَقُ.والصنعة القِصابةُ والقُصَّابة والقَصْبة والقَصِيبة والتَّقْصِيبة والتَّقْصِبةُ: الخُصْلة المُلْتَوِيةُ من الشَّعَر؛ وقد قَصَّبه؛ قال بشر بن أَبي خازم: رَأَى دُرَّةً بَيْضــــــاءَ يَحْفِــــــلُ لَوْنَهـــــا ســــُخامٌ، كغِرْبــــانِ الــــبريرِ، مُقَصــــَّبُ والقَصائبُ: الذَّوائبُ المُقَصَّبةُ، تُلْوى لَيّاً حتى تَتَرَجَّلَ، ولا تُضْفَرُ ضَفْراً؛ وهي الأُنْبوبة أَيضاً. وشَعْر مُقَصَّبٌ أَي مُجَعَّدٌ. وقَصَّبَ شَعره أَي جَعَّدَه. ولها قُصَّابَتانِ أَي غَديرتانِ؛ وقال الليث: القَصْبة خُصْلة من الشعر تَلْتَوي، فإِنْ أَنتَ قَصَّبْتَها كانت تَقْصِيبة، والجمع التَّقاصِيبُ؛ وتَقْصِيبُك إِيّاها لَيُّك الخُصلة إِلى أَسْفلها، تَضُمُّها وتَشُدُّها، فتُصْبِحُ وقد صارت تَقاصِيبَ، كأَنها بلابِلُ جاريةٍ. أَبو زيد: القَصائبُ الشَّعَر المُقَصَّبُ، واحدتُها قَصِيبة. والقَصَبُ: مَجاري الماءِ من العيون، واحدتُها قَصَبة؛ قال أَبو ذؤيب: أَقـــــامتْ بهـــــ، فـــــابْتَنَتْ خَيْمـــــةً علــــــى قَصــــــَبٍ وفُــــــراتٍ نَهَــــــرْ وقال الأَصمعي: قَصَبُ البَطْحاءِ مِياهٌ تجري إِلى عُيونِ الرَّكايا؛ يقول: أَقامتْ بين قَصَبٍ أَي رَكايا وماءٍ عَذْبٍ. وكل ماءٍ عذبٍ: فراتٌ؛ وكلُّ كثيرٍ جَرى فقد نَهَرَ واسْتَنْهَرَ.والقَصَبةُ: البئر الحديثةُ الحَفْرِ.التهذيب، الأَصمعي: القَصَبُ مَجاري ماءِ البئر من العيون. والقَصَبُ: شُعَبُ الحَلْق. والقَصَبُ: عُروق الرِّئَة، وهي مَخارِجُ الأَنْفاس ومجاريها.وقَصَبةُ الأَنْفِ: عَظْمُه.والقُصْبُ: المِعَى، والجمع أَقْصابٌ. الجوهري: القُصْبُ، بالضم: المِعَى. وفي الحديث: أَنَّ عَمْرو ابنَ لُحَيٍّ أَوَّلُ من بَدَّل دينَ إِسمعيل، عليه السلام؛ قال النبي، صلى اللّه عليه وسلم: فرأَيتُه يَجُرُّ قُصْبَه في النار؛ قيل: القُصْبُ اسم للأَمْعاءِ كُلِّها؛ وقيل: هو ما كان أَسْفَلَ البَطْن من الأَمْعاءِ؛ ومنه الحديثُ: الذي يَتَخَطَّى رِقابَ الناسِ يومَ الجمعة، كالجارِّ قُصْبَهُ في النار؛ وقال الراعي: تَكْســــُو المَفـــارِقَ واللَّبَّـــاتِ ذَا أَرَجٍـــ، مــــن قُصــــْبِ مُعْتَلِــــفِ الكــــافورِ دَرَّاجِ قال: وأَما قول امرئِ القيس: والقُصــــْبُ مُضــــْطَمِرٌ والمَتْــــنُ مَلْحــــوبُ فيريد به الخَصْرَ، وهو على الاستعارة، والجمع أَقْصابٌ؛ وأَنشد بيتَ الأَعشى: والمُســــــــــــْمِعاتُ بأَقْصـــــــــــابِها وقال: أَي بأَوتارها، وهي تُتَّخَذُ من الأَمْعاءِ؛ قال ابن بري: زعم الجوهري أَنَّ قول الشاعر: والقُصــــْبُ مُضــــْطَمِرٌ والمتــــنُ مَلْحــــوبُ لامرئِ القيس؛ قال: والبيت لإِبراهيم بن عمران الأَنصاري؛ وهو بكماله: والمــــاءُ مُنْهَمِــــرٌ، والشــــَّدُّ مُنْحَـــدِرٌ، والقُصــــْبُ مُضــــْطَمِرٌ، والمَتْــــنُ مَلْحـــوبُ وقبله: قـــد أَشــْهَدُ الغــارةَ الشــَّعواءَ، تَحْمِلُنــي جَــــرْداءُ مَعْروفَــــةُ اللَّحْيَيْنـــ، ســـُرْحُوبُ إِذا تَبَصــــــَّرَها الـــــرَّاؤُونَ مُقْبِلـــــةً، لاحَـــتْ لَهُمْـــ، غُـــرَّةٌ، منْهـــا، وتَجْبِيـــبُ رَقاقُهـــــا ضـــــَرِمٌ، وجَرْيُهــــا خَــــذِمٌ، ولَحْمهـــــا زِيَمٌــــ، والبَطْــــنُ مَقْبُــــوبُ والعَيــــنُ قادِحَــــةٌ، واليَــــدُّ ســـابِحَةٌ، والرِّجْــــلُ ضــــارِحةٌ، واللَّــــوْنُ غِرْبيـــبُ والقَصَبُ من الجَوْهر: ما كان مُسْتَطِيلاً أَجْوَفَ؛ وقيل: القَصَبُ أَنابِيبُ من جَوْهَرٍ. وفي الحديث: أَنَّ جبريلَ، عليه السلام، قال للنبي، صلى اللّه عليه وسلم: بَشِّرْ خديجةَ ببيتٍ في الجنة من قَصَبٍ، لا صَخَب فيه ولا نَصَب؛ ابن الأَثير: القَصَبُ في هذا الحديث لُؤْلُؤٌ مُجَوَّف واسعٌ، كالقَصْرِ المُنيف. والقَصَبُ من الجوهر: ما اسْتطالَ منه في تَجْويف. وسأَل أَبو العباس ابنَ الأَعرابي عن تفسيره؛ فقال: القَصَبُ، ههنا: الدُّرُّ الرَّطْبُ، والزَّبَرْجَدُ الرَّطْبُ المُرَصَّعُ بالياقوت؛ قال: والبَيتُ ههنا بمعنى القَصْر والدار، كقولك بيت المَلِك أَي قَصْرُه. والقَصَبةُ: جَوْفُ القَصْرِ؛ وقيل: القَصْرُ. وقَصَبةُ البَلد: مَدينَتُه؛ وقيل: مُعْظَمُه. وقَصَبة السَّوادِ: مَدينتُها. والقَصَبَةُ: جَوْفُ الحِصْن، يُبْنى فيه بناءٌ، هو أَوسَطُه. وقَصَبةُ البلاد: مَدينَتُها. والقَصَبة: القَرية. وقَصَبةُ القَرية: وسَطُها.والقَصَبُ: ثيابٌ، تُتَّخَذ من كَتَّان، رِقاقٌ ناعمةٌ، واحدُها قَصَبيٌّ، مثل عَربيٍّ وعَرَبٍ.وقَصَبَ البعيرُ الماءَ يَقْصِبُه قَصْباً: مَصَّه.وبعير قَصِيبٌ، يَقصِبُ الماءَ، وقاصِبٌ: ممتنع من شُرْب الماءِ، رافعٌ رأْسه عنه؛ وكذلك الأُنثى، بغير هاء. وقد قَصَبَ يَقْصِبُ قَصْباً وقُصُوباً، وقَصَبَ شُرْبَه إذا امتنع منه قبل أَن يَرْوَى. الأَصمعي: قَصَبَ البعيرُ، فهو قاصِبٌ إذا أَبى أَن يَشْرَب. والقومُ مُقْصِبُونَ إذا لم تَشْرَب إِبِلُهم.وأَقْصَبَ الراعي: عافَتْ إِبلُه الماءَ. وفي المثل: رَعَى فأَقْصَبَ، يُضْرَب للراعي، لأَنه إذا أَساءَ رَعْيَها لم تَشْرَبِ الماءَ، لأَنها إِنما تَشْرَبُ إذا شَبِعَتْ من الكَلإِ. ودَخَلَ رُؤْبة على سليمان بن علي، وهو والي البصرة؛ فقال: أَين أَنْتَ من النساءِ؟ فقال: أُطِيلُ الظِّمْءَ، ثم أَرِدُ فأُقْصِبُ.وقيل: القُصُوبُ الرِّيُّ من وُرود الماءِ وغيره. وقَصَبَ الإِنسانَ والدَّابةَ والبعيرَ يَقْصِبُهُ قَصْباً: منعه شُرْبَه، وقَطَعه عليه، قبل أَن يَرْوَى. وبعيرٌ قاصِبٌ، وناقة قاصِبٌ أَيضاً؛ عن ابن السكيت.وأَقْصَبَ الرجلُ إذا فَعَلَت إِبلُه ذلك.وقَصَبَه يَقْصِبُه قَصْباً، وقَصَّبه: شَتَمَه وعابه، ووَقعَ فيه.وأَقْصَبَهُ عِرْضَه: أَلْحَمَه إِياه؛ قال الكميت: وكنــــتُ لهمــــ، مــــن هـــؤلاكَ وهـــؤُلا، مُحِبّـــــاً، علـــــى أَنــــي أُذَمُّ وأُقْصــــَبُ ورجلٌ قَصّابَةٌ للناس إذا كان يَقَعُ فيهم. وفي حديث عبد الملك، قال لعروة بن الزبير: هل سمعتَ أَخاكَ يَقْصِبُ نساءَنا؟ قال: لا.والقِصابةُ: مُسَنَّاة تُبْنى في اللَّهْجكراهيةَ أَن يَسْتَجْمِعَ السيلُ فيُوبَلَ الحائطُ أَي يَذْهَبَ به الوَبْلُ، ويَنْهَدِمَ عِراقُه.والقِصابُ: الدِّيارُ، واحِدَتُها قَصَبَة.والقاصِبُ: المُصَوِّتُ من الرعد. الأَصمعي في باب السَّحاب الذي فيه رَعْدٌ وبَرْقٌ: منه المُجَلْجِلُ، والقاصِبُ، والمُدَوِّي، والمُرْتَجِسُ؛ الأَزهري: شَبَّه السَّحابَ ذا الرعد بالقاصبِ أَي الزامر. ويقال للمُراهِنِ إذا سَبَقَ: أَحْرَزَ قَصَبَة السَّبْق. وفرس مُقَصِّبٌ: سابقٌ؛ ومنه قوله: ذِمــــارَ العَتِيــــك بــــالجَوادِ المُقَصـــِّبِ وقيل للسابق: أَحْرَزَ القَصَبَ، لأَنَّ الغاية التي يسبق إِليها، تُذْرَعُ بالقَصَبِ، وتُرْكَزُ تلكَ القَصَبَةُ عند مُنْتَهى الغاية، فَمَنْ سَبَقَ إِليها زها واسْتَحَقَّ الخَطَر. ويقال: حازَ قَصَبَ السَّبْق أَي اسْتَولى على الأَمَد. وفي حديث سعيد بن العاص: أَنه سَبَقَ بين الخَيْل في الكوفة، فَجَعلها مائة قَصَبةٍ وجَعَل لأَخيرها قَصَبَةً أَلفَ درهم؛ أَراد: أَنه ذَرَع الغاية بالقَصَبِ، فجَعَلَها مائة قَصَبةٍ.والقُصَيْبَة: اسم موضع؛ قال الشاعر: وهَــــلْ لِيَــــ، إِنْ أَحْبَبْـــتُ أَرضَ عَشـــِيرتي وأَحْبَبْـــتُ طَرْفـــاءَ القُصــَيْبة، مــن ذنْبــ؟
المعجم: لسان العرب

قَصَبَ

المعنى: الشيءَ ـِ قَصْباً: قطعه. وـ الجزَّار الشاة: فصل قصبها وقطعها عُضواً عُضْواً. فهو قاصب، وقصَّاب. وـ فلاناً: شتمه وعابه.؛(أقْصَبَ) الزَّرعُ: صار ذا ساق وقصب. وـ المكان: صار ذا شجر مُقْصِب. وـ فلاناً عِرْضَه: أمكنه منه يشتمه.؛(قَصَّبَ): أقصب. وـ شَعْره: لواه وجعَّدَه. وـ الثوب: طواه. وـ حلاَّه بالقَصَب. وـ فلاناً: شدّ يديه إلى عنقه. يقال: أخذ الرَّجل الرجل فقصَّبَه.؛(اقْتَصَبَ) الزَّرْع: صار له ساق وقصب. وـ الشيءَ: قطعه.؛(التَّقْصِيبَة): الخُصْلة الملتوية من الشعر. (ج) تقاصيب.؛(القَاصِب): النَّافخ في القصب. (ج) قُصَّاب. وـ الرَّعْد المصوِّت.؛(القِصَابَة): حرفة القَصَّاب. وـ ساقية تبنى وسط الوادي في مجتمع السَّيل ليفرّق بها الماء إذا خيف أثر بقائه.؛(القُصْب): الظَّهْر. وـ المِعَى. وـ الخَصْر. وـ الوَتَر يُتَّخذ من الأمعاء. (ج) أقصاب.؛(القُصُب): المِعَى.؛(القَصَب): كلّ نبات كانت ساقه أنابيب وكعوباً. ومنه: قصب السّكّر. وـ نبات مائي من الفصيلة النجيليّة، له سوق طوال، ينمو حول الأنهار. وقد يزرَع، ويسمى في مصر: الغاب البلديّ، وقصب النيل. وـ مجاري الماء من العيون. ويقال للسابق: (أحرز قصب السَّبْق): أصله أنهم كانوا ينصبون في حلبة السِّباق قصبة فمن سبق اقتلعها وأخذها ليعلم أنَّه السَّابق. وـ عظام اليدين والرجلين والأصابع. وـ الدّرّ الرَّطْب المُرَصّع بالياقوت. وـ ما كان مستطيلاً أجوف من الفضة والذهب ونحوهما. وـ شُعَب الرّئة (الواحد في كل هذا: قَصَبَة). وـ ثياب من كتان رقاق ناعمة (واحدها: قَصَبِيّ). وـ شرائط مذهبة أو مفضّضة تحلّى بها الثياب ونحوها. (مو).؛(القَصْبَاء): جماعة القصب النابت الكثير في مقصبته. وـ منبت القصب.؛(القَصْبَة): الخُصْلة الملتوية من الشَّعْر. (ج) قَصَبَات.؛(القَصَبَة): كلّ أنبوبة في ساق الشجرة تنتهي بعُقدتين. وـ كلّ عظم مستدير أجوف ذي مُخّ. وـ من الإصبع: عظامها. وـ من الأنف: عظمه. وـ حلية من ذهب ونحوه تجعل على قصبة وتضعها المرأة فوق أنفها. (مو). وـ من البلاد: مدينتها. وـ القَصْر. وـ جَوف الحصن. وـ مقياس من القصب طوله في مصر ثلاثة أمتار وخمسة وخمسون من المائة من المتر؛ وتمسح به الأرض. (ج) قَصَب، وقَصَبَات.؛(القَصَّاب): الجزَّار. وـ الزَّمَّار يَتَّخذ المزمار من القصب.؛(القَصَّابة): أداة تجرّها الدواب أو قوة آلية، وتستعمل لقطع الأرض وتسويتها. (مو).؛(القُصَّابَة): الخُصْلة الملتوية من الشَّعْر. وـ الأنبوبة. وـ المِزْمار. وـ الوتَر المُسَوّى من الأمعاء. (ج) قُصَّاب.؛(القَصِيبَة): الخصلة الملتوية من الشَّعْر. وـ الأنبوبة. (ج) قَصَائِب.؛(المَقْصَبَة): منبت القَصَب. ويقال: أرض مَقصبة: كثيرة القصب.؛(المُقَصَّب): الذي يُحرز قصبات السِّباق. وـ اللَّبَن كثُفت عليه الرَّغْوة.
المعجم: الوسيط

قصب

المعنى: أرض مقصبة: كثيرة القصباء وهي القصب النابت. وتقول: قصب الخط، أنفذ من قصب الخطّ. وقصّب الزرع: صار له قصب. وعن بعض العرب: قلت أبياتاً فغنّى بها حكم الوادي فوالله ما حرذك بها قصّابةً إلا خفت النار فتركت قول الشّعر وهي الوتر. ونفخ في القصّابة: في المزمار، ورأيت القصّاب، ينفخون في القصّاب؛ أي الزمّارين ينفخون في المزامير جمع: قاصبٍ. وقال رؤبة: فــي جــوفه وحـيٌ كـوحي القصـّاب أراد الزمّار. ورأيت القصّاب، ينقّي الأقصاب: الأمعاء، الواحد: قصبٌ. وفي الحديث "رأيت عمرو بن لحيّ يجرّ قصبه في النار" وقال الراعي: تكسـو المفـارق واللّبّـات ذا أرجٍ مــن قصـب معتلـف الكـافور درّاج ومن المجاز: خرج الماء من القصب وهي منابع العين. قال: فصــبحت والمــاء يجــري حببــه هزاهـــز البحـــر يعــجّ قصــبه وامرأة تامّة القصب وهي عظام اليدين والرجلين، وفي كلّ إصبع ثلاث قصبات وفي الإبهام قصبتان. وانسدّت قصب رئته وهي عروقها التي هي مخارج النفس، وقصب كبده. ومع فلانٍ قصب صنعاء وقصب مصر أي قصب العقيق. وقصب الكتان. ولا تسكن إلاّ قصب الأمصار. وكنت في قصبة البلد والقصر والحصن أي في جوفه. قال أبو دؤاد: دخلنا على البيض الكواعب كالدّمى لنـا قصـب الحصـن الذي كان يمنع وضربه على قصبة أنفه وهي عظمه. وبئرٌ مستقيمة القصبة وهي جرابها أي جوفها من أعلاها إلى أسفلها. وأحرز فلان القصبة والقصب. وجوادٌ مقصّبٌ: سابق. قال الحجّاج فيمن وهب له فرساً: حمـى سـبرة بـن النّحف يوم لقيته ذمـار العتيـك بـالجواد المقصـّب وقصّبت المرأة شعرها: فتلت خصلة حتى تصير كالقصب. وقيل الشعر المقصّب: السّبط الذي يجعّدونه بالقصب والخيوط. وما أحسن تقاصيبها! الواحدة: تقصيبةٌ وهي الخصلة المقصّبة فإن كانت خلقةً قيل: القصيبة والقصائب. وقال مسكين الدارميّ يصف فراخ القطاة: إذا خرّقـت قصـباءة الرّيـش خلتها نصـــالاً ولكــنّ النّصــال حديــد أي إذا خرّقت قصب الرّيش الجلد وطلعت. وقصّبه: عابه ومعناه قطعه باللوم. وفلان لم يقصب: لم يختن من القصب بمعنى القطع. وتقول: يفعل بلحم أخيه القصّاب، ما لا يفعل بلحم شاته القصّاب. وسحابٌ قاصب: مرتجس.
المعجم: أساس البلاغة

قصب

المعنى: قصب : (القَصَبُ، محرّكةً: كلُّ نباتٍ ذِي أَنابِيبَ، الواحدةُ قَصَبَةٌ) ، أَي بالهاءِ، وَهَذَا مِمّا خالفَ فِيهِ قاعِدتَهُ. (و) كلّ نَبَاتٍ كَانَ ساقُه أَنَابِيبَ وكُعُوباً، فَهُوَ قَصَبٌ. والقَصَبُ: الأَبَاءُ، الواحدةُ (قَصْبَاةٌ) ، بِالْفَتْح، مَقْصُورا بأَلفِ الإِلحاقِ، وآخِرُهُ هاءُ تأْنيثٍ (و) قَالَ سِيبَوَيْهِ: الطَّرْفاءُ، والحَلْفَاءُ (والقَصْباءُ) ، ونحوُها: اسمٌ واحدٌ، يَقع على جميعٍ، وَفِيه علامةُ التَّأْنيث، وواحدُهُ على بِنائِهِ ولَفْظِهِ، وَفِيه عَلامَة التّأْنيث الَّتي فِيهِ، وذالك قولُك للْجَمِيع حلْفَاءُ، والواحدة حَلفاءُ، وسيأْتي تَحْقِيق ذالك فِي حلف، (جَماعتُهَا) ، أَي: القَصبِ النّابتِ الْكثير فِي مَقْصَبةٍ. (و) عَن ابْنِ سِيدهْ: القَصْبَاءُ: (مَنْبِتُهَا، وَقد أَقْصبَ المكانُ) . (وأَرْضٌ) قَصِبَةٌ كفَرِحَةٍ (ومَقْصَبَةٌ) بِالْفَتْح، أَيْ: ذاتُ قَصبٍ. وقَصَّبَ الزَّرْعُ، تَقْصِيباً، واقْتَصَبَ صَار لَهُ قَصَبٌ، وذالك بعدَ التَّفريخ. (و) القَصْبُ: القَطْعُ، يُقَال: (قَصَبَهُ) ، أَي الشَّيْءَ، (يَقْصِبُهُ) ، من بَاب ضَرَبَ، قَصْباً، إِذا (قَطَعَهُ، كاقْتَصَبَه) . (و) قَصَبَ الجَزَّارُ (الشَّاةَ) يَقْصِبُهَا  قَصْباً: (فَصَلَ قَصَبَها) ، وقَطَّعَها عُضْواً عُضْواً. (و) قَصَبَ (البَعِيرُ) الماءَ، يَقصِبه، (قَصْباً) : مَصَّهُ. (و) قد قَصَب يَقْصِب (قُصُوباً: امْتَنَع مِنْ شُرْبِ الماءِ) قَبْلَ أَنْ يَرْوَى، (فرَفَعَ رَأْسَهُ عَنهُ) ، وَقيل: القُصُوبُ: الرِّيُّ من وُرُودِ الماءِ وغيرِهِ و (بَعِيرٌ) قَصِيبٌ: يَقْصِبُ المَاءَ، (و) كذالك (ناقَةٌ قَصِيبٌ) ، أَي: يَمُصُّهُ (وقاصِبٌ) : مُمْتَنِعٌ من شُرْبِ الماءِ رافِعٌ رأْسَهُ. وبَعِيرٌ قاصِبٌ، وناقةٌ قاصِبٌ أَيضاً، عَن ابْنِ السِّكِّيت. وَقَالَ قَيْسُ بْنُ عاصِم: سَتحْطِمُ سَعْدٌ والرِّبابُ أُنُوفَكُمْ كَمَا حَزّ فِي أَنْفِ القَصِيبِ جَرِيرُها وَوجدت فِي حَاشِيَة كتاب البَلاذُرِيِّ: ويُقَال: ناقَةٌ مُقْتَصَبَةٌ. (و) قَصَبَ (فُلاناً) ، أَو دَابَّةً، أَو بَعِيراً، يَقْصِبُهِ، قَصْباً: (مَنَعَه من الشُّرْبِ) وقَطَعَهُ عليهِ (قَبْلَ أَنْ يَرْوَى) . وَعَن الأَصْمَعِيِّ: قَصَبَ البَعِيرُ، فَهُوَ قاصِبٌ: إِذا أَبَى أَنْ يَشرَبَ، والقومُ مُقْصِبُون: إِذَا لم تَشْرَبْ إِبلُهُمْ. ودخَلَ رُؤْبَةُ على سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيَ، وَهُوَ والِي البَصْرَةِ، فقَالَ: أَيْنَ أَنْتَ من النِّسَاءِ؟ فَقَالَ: أُطِيلُ الظِّمْءَ، ثُمَّ أَرِدُ فأُقْصِبُ. (و) قَصَبَه، يَقْصِبُهُ، قَصْباً: (عابَهُ، وشتَمَهُ) ، ووَقَعَ فِيهِ. وأَقْصَبَه عِرْضَهُ: أَلْحَمَهُ إِيَّاه، وقالَ الكُميت: وكُنْتُ لَهُمْ من هاؤُلاكَ وهاؤُلاَ مِجَنّاً على أَنِّي أُذَمُّ وأُقْصَبُ ورَجُلٌ قَصَّابَةٌ لِلنَّاسِ: إِذا كانَ يَقَعُ فيهم، وسيأْتي. وَفِي حَدِيث عبد المَلِكِ قَالَ لِعُرْوَةِ بْنِ الزُّبَيْرِ: (هَلْ سَمِعتَ أَخاكَ يَقْصِبُ نِساءَنَا؟ قَالَ: لَا) ، (كقَصَّبَه) تَقصيباً. (والقَصَبُ، محرَّكَةً أَيضاً: عِظامُ الأَصابِعِ) من اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْنِ. وامْرَأَةٌ تامَّةٌ القَصَبِ، وَهُوَ مَجازٌ.  وَقيل: هِيَ مَا بَين كُلِّ مَفْصِلَيْنِ من الأَصَابِع، وَفِي صفته، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (سَبْطُ القَصَبِ) . وَفِي المِصْبَاح: القَصَبُ: عِظامُ اليَدَيْنِ والرِّجْلَيْنِ ونَحْوِهِما. وقَصَبَةُ الإِصبَعِ: أُنْمُلَتُها. وَفِي الأَساس: فِي كُلِّ إِصْبَعٍ ثلاثُ قَصَباتٍ، وَفِي الإِبْهامِ قَصَبتانِ، انْتهى. (و) فِي التّهذيب: عَن الأَصْمعيّ: (شُعَبُ الحلْقِ) . (و) القَصَبُ: عُرُوقُ الرِّئَةِ، وَهِي (مخارِجُ الأَنْفَاسِ) ومَجَارِيها، وَهُوَ مَجازٌ. (و) القَصبُ: (مَا كَانَ مُسْتَطِيلاً) أجْوَفَ (من الجوْهِرِ) ، وَفِي بَعضِ الأُمَّهاتِ: من الجَواهِرِ، قَالَه ابنُ الأَثيرِ وَقيل: القصبُ: أَنابِيبُ من جَوْهَرٍ. (و) القَصبُ: (ثِيابٌ ناعِمَةٌ) رِقاقٌ، تُتَّخَذُ (من كَتَّانٍ، الوَاحِدَةُ قَصَبِيٌّ) ، مِثْلُ عَرَبيَ وعَرَبٍ. وَفِي الأَسَاسِ، فِي المجازِ: وَمَعَ فلانٍ قَصَبُ صنْعاءَ، وقَصبُ مِصْرَ، أَيْ: قَصبُ العقِيقِ، وقَصبُ الكتَّانِ. (و) القَصَب: (الدُّرُّ الرَّطْبُ) ، والزَّبَرْجدُ الرَّطْبُ (المُرَصَّعُ بالياقُوتِ) ، قَالَه أَبُو العبَّاسِ عَن ابْنِ الأَعْرابيِّ حِينَ سُئِلَ عَن تفْسِيرِ الحديثِ الْآتِي، (ومِنْهُ) الحَدِيث: (أَنَّ جِبْرِيلَ قالَ لِلنَّبيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (بَشِّرْ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ فِي الجنَّةِ مِنْ قَصَبٍ) ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ) . هاكذا فِي أُصُولنا، وَفِي نسخةِ الطّبْلاوِيّ وغيرِه، وَهُوَ الصَّواب، ويُوجَدُ فِي بعض النّسخ: وَمِنْه: (بُشِّرَتْ) ، بتاء التَّأْنيث الساكنة، كأَنّهُ حكايةٌ لِلَّفْظ الْوَارِد فِي الحَدِيث. قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: القَصَبُ هُنا: لُؤْلُؤٌ مُجَوَّفٌ واسعٌ، كالقَصْرِ المُنِيف؛ وَمثله فِي التَّوشِيح، وَعَن ابْنِ الأَعرابيّ: البيْتُ، هُنا، بِمَعْنى: القَصْر والدّارِ، كقولكِ: بَيْتُ المَلِكِ، أَي:  قصرُهُ، وسيأْتي. قَالَ شيخُنا: وأَخرجَ الطَّبرانِيُّ عَن فاطمةَ، رضيَ اللَّهُ عَنْهَا، قالتْ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيْنَ أُمِّي؟ قَالَ: فِي بَيْتٍ من قَصَبٍ. قلتُ: أَمِنْ هَذَا القَصَبِ؟ قَالَ: لَا، من القَصَبِ المنظومِ بالدُّرِّ والياقُوتِ واللُّؤْلُؤِ) . ثمّ قَالَ: قلتُ: وَقد قَالَ بعضُ حُذّاقِ المُحَدِّثينَ: إِنَّهُ إِشارةٌ إِلى أَنّها حازَتْ قَصَبَ السَّبْقِ، لاِءَنَّهَا أَوَّلُ مَنْ أَسلَمَ مُطْلَقاً، أَو من النِّساءِ، انْتهى. (و) من المَجَاز: خَرَجَ الماءُ من القَصَبِ، وَهِي (مَجارِي الماءِ من العُيُونِ) ، ومَنَابِعها. وَفِي التَّهْذِيب عَن الأَصْمَعِيّ: القَصَبُ: مَجارِي ماءِ البِئْرِ من العُيُونِ، واحِدَتُهَا قَصَبَةٌ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْب: أَقامَتْ بِهِ فَابْتَنَتْ خَيْمَةً على قَصَبِ وفُرَاتٍ نَهِرْ قَالَ الأَصْمَعِيُّ: قَصَبُ البَطْحاءِ: مياهٌ تَجرِي إِلى عُيُونِ الرَّكَايا، يَقُول: أَقامتْ بَين قَصَبٍ، أَيْ: رَكَايا، وماءٍ عَذْبٍ. وكُلُّ ماءٍ عَذْبٍ: فُراتٌ؛ وكُلُّ كثيرٍ جَرَى فقَدْ نَهَرَ واسْتَنْهَرَ. (والقُصْبُ، بالضَّمِّ: الظَّهْرُ) هاكذا فِي نسختنا، وَقد تصفَّحْتُ أُمَّهاتِ اللُّغَة، فَلم أَجِدْ مَنْ ذَكَرَهُ، وإِنّمَا فِي لِسَان الْعَرَب قَالَ: وأَما قَوْلُ امْرِىءِ القَيْسِ: والقُصْبُ مُضْطَمِرٌ والمَتْنُ مَلْحُوبُ فيُرِيدُ بِهِ الخَصْرَ، وَهُوَ على الاستِعارة، وَالْجمع أَقْصابٌ. قلتُ: فلَعَلَّهُ (الخَصْرُ) بدل: (الظَّهْرِ) ، وَلم يتعرَّضْ شيخُنا لَهُ، وَلم يَحُمْ حِماهُ، فليُحَقَّقْ. (و) القُصْبُ أَيضاً: المِعَى، بِالْكَسْرِ، (ج: أَقْصَابٌ) ، وَفِي الحَدِيث: (أَنّ عَمْرَو بْنَ لُحَيَ أَوَّلُ  من بَدَّلَ دِينَ إِسماعيلَ، عَلَيْهِ السَّلامُ) ، قَالَ النَّبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فرَأَيْتُهُ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النّارِ) وَقيل: القُصْب: اسْمٌ لِلأَمْعاءِ كُلِّهَا، وَقيل: هُوَ مَا كَانَ أَسفلَ الْبَطن من الأَمعاءِ، وَمِنْه الحَدِيث: (الَّذِي يَتخطَّى رِقَابَ النَّاسِ يومَ الجُمُعةِ كالجارِّ قُصْبَهُ فِي النّارِ) . وَقَالَ الرّاعي: تَكْسُو المَفَارِقَ واللَّبَّاتِ ذَا أَرَجٍ مِنْ قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ دَرَّاجِ (والقَصّابُ) ، كشَدّادٍ: (الزَّمّارُ، والنَّافِخُ فِي القَصَبِ) ، قالَ: وقاصِبُونَ لنا فِيهَا وسُمّارُ وَقَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ الحِمَارَ: فِي جَوْفِهِ وَحْيٌ كوَحْيِ القَصَّابْ يَعْنِي عَيْراً يَنْهَقُ. (و) القَصَّابُ: (الجَزّارُ، كالقاصِب فيهِمَا) ، والمسموعُ فِي الأَولِ كثيرٌ، وحِرْفَهُ الأَخِيرِ القِصَابَةُ، كَذَا فِي الْمِصْبَاح. وكلامُ الجَوْهَرِيّ يَقتضِي أَنّ هاذا التَّصريفَ فِي الزَّمْرِ أَيضاً، قَالَه شيخُنا؛ فإِمَّا أَنْ يكونَ من القَطْعِ، وإِمّا أَنْ يكونَ من أَنَّهُ يأْخُذُ الشَّاةَ بقَصَبَتِها، أَي: بسَاقِها. وَقيل: سُمِّيَ القَصّابُ قَصّاباً، لِتَنْقِيَتِهِ أَقْصَابَ البَطْنِ. وَفِي حديثِ عليّ، كرَّمَ اللَّهُ وَجهَهُ: (لَئنْ وَلِيتُ بنِي أُمَيَّةَ لأَنْفُضَنَّهُمْ نَفْضَ القَصّابِ التِّرَابَ الوذِمَة) ، يُرِيدُ اللحُومَ الّتي تَتَرَّبُ بسُقُوطِها فِي التُّرَاب؛ وَقيل: أَرادَ بالقَصَّابِ السَّبُعَ. والتِّرابُ: أَصْلُ ذِرَاعِ الشَّاةِ، وَقد تقدم فِي ترب. وَعَن ابْنِ شُمَيْلٍ: أَخَذَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فقَصَّبَه. والتَّقْصِيبُ: أَنْ يَشُدَّ يَدَيْهِ إِلى عُنُقِهِ، وَمِنْه سُمِّيَ القَصّابُ قَصّاباً. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب. (و) من المَجَاز: (القَصْبَة) ، بِفَتْح فسُكُون، كَذَا هُوَ مضبوطاً فِي  نسختنا: (البِئرُ الحَدِيثَةُ الحَفْرِ) ، وَيُقَال: بِئْرٌ مستقيمةُ القَصبةِ. (و) القَصبَة: (القَصْرُ، أَوْ جَوْفه) . يُقَال: كنت فِي قَصبَةِ البلدِ، والقَصر، والحِصْن، أَي: فِي جَوْفه. (و) القَصبَةُ من البَلَدِ: (المَدِينة، أَوْ) لَا تُسَكَّنُ، قَصَبُ الأَمصار: (مُعْظَمُ المُدُنِ) ، وقَصبةُ السَّوَادِ: مَدِينَتُها. والقَصبَةُ: جَوْفُ الحِصْنِ، يُبْنَى فِيهِ بناءٌ، هُوَ أَوْسَطُه. وقَصبةُ البِلاد: مدينَتُها. (و) القَصبَة: (القَرْيَةُ) . وقَصبَةُ القَرْيةِ: وَسَطُهَا، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب. (و) القَصبَةُ: (ة بالعِرَاقِ) ، وَهِي واسِطُ القَصَب، لأَنَّها كَانَت قبلَ بنائِهَا قَصَباً، وإِليها نُسِبَ أَبو حنيفةَ محمَّدُ بْنُ حَنِيفَةَ بْنِ ماهانَ. سكن بغْدَادَ، ويقالُ لَهُ أَيضاً: الواسِطِيّ. (و) القَصبَةُ: (الخُصْلَةُ المُلْتَوِيَةُ مِنَ الشَّعَرِ، كالقُصَّابَةِ، كَرُمّانَةٍ والقَصِيبَةُ) ، ككَرِيمَةٍ، (والتّقصِيبَةُ والتَّقْصِبَةُ) على تَفْعِلَةٍ. (وقَدْ قَصَّبَهُ تَقْصِيباً) ، ومثلُهُ فِي الْفرق، لاِبْنِ السِّيدِ. قَالَ بِشْر بْنُ أَبي خازمٍ: رَأَى دُرَّةً بَيْضاءَ يَحْفِلُ لَوْنَهَا سُخامٌ كغُربانِ البَرِيرِ مُقَصَّبُ والقَصَائبُ: الذَّوَائِبُ المُقَصَّبَةُ، تُلْوَى لَيَّاً حتّى تَتَرَجَّلَ، وَلَا تُضْفَرُ ضَفْراً. وشَعَرٌ مُقَصَّبٌ: أَي مُجَعَّد. وقَصَّبَ شَعْرَه: جَعَّدَه، وَلها قُصّابَتانِ: أَيْ غَدِيرَتَانِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: القَصْبَةُ: خُصْلَةٌ من الشَّعَر تلتوِي، فإِنْ أَنت قَصَّبْتَها، كَانَت تَقْصِيبَةً، والجمعُ التَّقاصِيبُ. وتقصيبُكَ إِياها: لَيُّكَ الخُصْلَةَ إِلى أَسفلِها، تَضُمُّها وتَشُدُّها، فتُصْبِحُ وَقد صارَت تقاصِيبَ، كأَنَّها بَلابِلُ جاريةٍ. وَعَن أَبِي زيد: القَصائبُ: الشَّعَرُ المُقَصَّبُ، وَاحِدَتُها قَصِيبَةٌ.  (و) القَصَبَة (كُلُّ عَظْمِ ذِي مُخَ) ، على التَّشْبيه بالقَصَبة، وَالْجمع قَصَبٌ. والقَصَب: كلُّ عَظمٍ مستديرٍ أَجوَفَ، وكذالك مَا اتُّخِذَ من فِضَّةٍ، وغيْره الواحدةُ قَصَبة. (والقُصّابَة، مشَدَّدةً) : هِيَ (الأُنْبُوبَةُ، كالقَصِيبَةِ) ، وَجمعه القَصائبُ. (و) القُصّابَةُ: (المِزْمارُ) ، والجمعُ قُصّابٌ، قَالَ الأَعْشَى: وشاهِدُنا الجُلُّ والياسَمِي نُ والمُسْمِعاتُ بقُصَّابِها وَقَالَ الأَصمَعِيُّ: أَراد الأَعْشى بالقُصّابِ الأَوتارَ الّتي سُوِّيَتْ من الأَمعاءِ، وَقَالَ أَبو عمرٍ و: هِيَ المزامِيرُ. (و) القَصّابَة: الرَّجُلُ (الوقّاعُ فِي النّاسِ) ، وَفِي حَدِيث عبد المَلكِ، قَالَ لعُرْوةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، هلْ سمِعْتَ أَخَاكَ يَقْصِبُ نِساءَنا؟ قَالَ: لَا) . (و) القِصَابُ، (كَكِتَابٍ) ، وَفِي نسخَةٍ ككِتَابَةٍ: (مُسَنَّاةٌ، تُبْنَى فِي اللِّحْفِ) بالكَسْرِ، هَكَذَا فِي النُّسَخ وَفِي بعض الأُمَّهات: فِي اللهجِ (لَئلاّ يَسْتَجْمِعَ السَّيْلُ) ، ويُوبَلَ (فَيَنْهدِمَ عِرَاقُ الحائِطِ) ، أَي أَصْلُهُ، (بسَبَبِه) . (و) القِصَابُ: (الدِّبَارُ) ، الواحِدةُ (قَصَبَة) . (وذُو قِصَابٍ) : اسمُ (فَرسٍ  لمالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ) اليرْبُوعِيّ، رَضِي الله عنهُ. (و) من المجازِ (القاصِبُ: الرَّعْدُ المُصَوِّتُ) ، قالَ الأَصمعيّ، فِي بَاب السَّحابِ الَّذي فِيهِ رَعْدٌ وبَرْقٌ: مِنْهُ المُجَلْجِلُ، والقاصِبُ، والمُدَوِّي، والمُرْتَجِسُ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: شُبِّهَ السَّحَابُ ذُو الرَّعْدِ بالزَّامِر. (والقَصَبَات) ، مُحَركَة: (د، بالمغرِبِ) نُسِب إِليه جماعةٌ. (و: ة، باليَمامةِ) ، نَقله الصّاغانيّ. (والقُصَيْبَة، كجُهيْنةَ: ع، بِأَرْضِ اليَمامَةِ لِتَيْمٍ وعَدِيّ وثَوْرٍ بني عبدِ مَنَاةَ) قَالَت وجِيهةُ بِنتُ أَوْسٍ الضَّبِّيَّة: فمَالِيَ إِن أَحْببْتُ أَرْضَ عَشِيرتِي وأَبْغَضْتُ طَرْفَاءَ القُصَيْبةِ مِن ذَنْبِ كَذَا قرأْتُ فِي ديوَان الحَمَاسة، لأِبِي تَمّامٍ. (و) قُصَيْبة: (ع) آخَرُ (بيْن يَنْبُعَ وخَيْبَرَ) ، لَهُ ذِكرٌ فِي كُتُب السِّيَرِ، قِيل: هُو لِبَنِي مالكِ بْنِ سعْدٍ، بالقُرْب من أُوَارةَ، كَانَ بِهِ منزِلُ العَجَّاجِ وَولده (و: ع) آخر (بالبَحْرَينِ) . والقُصَيْبات: موضِعٌ بنواحِي الشَّام. (وأَقصَب الرَّاعِي: عَافَتْ إِبلُهُ الماءَ) ، عَن ابْن السِّكيت. وَعَن الأَصمَعِيّ: قَصَبَ البعِيرُ، فَهُوَ قاصِبٌ: إِذا أَبَى أَنْ يَشْربَ، والقَوْمُ مُقْصِبُون: إِذا لم تَشْرَبْ إِبِلُهُم. (والتَّقْصِيبُ: تَجْعِيدُ الشَّعَرِ) يُقال: شَعَرٌ مُقَصَّبٌ: أَيْ مُجَعَّدٌ، وقَصَّبَ شَعَرَهُ: أَي جَعَّدَهُ، وَلها قُصَّابَتانِ: أَي غَدِيرَتَانِ. (و) التَّقْصِيبُ أَيضاً: (شَدُّ اليَدَيْنِ إِلى العُنُق) وَعَن ابْن شُمَيْلٍ: يُقَال: أَخَذَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَقصَّبَه: أَي شَدَّ يَدَيْهِ إِلى عُنُقِه، وَمِنْه سُمِّيَ القَصَّابُ قَصَّاباً.  (والمُقَصِّبُ، بِكَسْر الصّادِ المشَدَّدةِ) ، أَي على صِيغَة اسمِ الْفَاعِل: الفَرسُ الجَوادُ السّابقُ. قَالَ شيخُنَا: وهاذا الضَّبْطُ جَرى على خِلافِ اصطلاحِه، والأَوفقُ لَهُ قولُه: والمُقَصِّبُ كمُحَدِّثٍ، أَو هُوَ (الَّذي يُحْرِزُ قَصَبَ السِّباقِ) ، أَي: يأْخُذُهَا ويَحُوزُهَا. وَهُوَ فِي معْنَيَيْهِ من الْمجَاز كَذَا فِي الأَساس. وَيُقَال للمُرَاهِن إِذا سبَقَ: أَحْرَزَ قَصبةَ السَّبْقِ، وَقيل للسّابق: أَحْرَزَ القَصبَ، لاِءَنَّ الغايةَ الَّتِي يَسبق إِليها تُذرعُ بالقَصَب، وتُرْكَزُ تِلْكَ القَصَبةُ عِنْد مُنْتَهَى الغايَةِ، فَمن سَبقَها، حازَها واسْتَحَقَّ الخَطَر، وَيُقَال: حازَ قَصَبَ السَّبْقِ: أَي استولى على الأَمَدِ؛ وَقَالَ شيخُنا: وأَصلُه أَنهم كانُوا ينْصِبُونَ فِي حَلْبَةِ السِّبَاق قَصَبَةً، فمَنْ سبقَ، اقتَلَعَها وأَخَذَها، ليُعْلَمَ أَنَّهُ السّابقُ من غيرِ نِزَاعٍ، ثمّ كَثُر حَتَّى أُطْلِقَ على المُبَرِّزِ الّذِي يسْبِق الخَيْلَ فِي الحَلْيَة، والمُشمِّرِ المُسْرِعِ الْخَفِيف، وَهُوَ كثير فِي الِاسْتِعْمَال، انْتهى. وَفِي حَدِيث سعِيد بْنِ العاصِ: (أَنَّهُ سَبَقَ بينَ الخَيْل، فجَعَلَها مائَةَ قَصَبَةٍ) أَرادَ أَنه ذَرَعَ الغايةَ بالقَصَبِ، فَجَعلهَا مِائَةَ قَصَبَةٍ. (و) المُقَصِّبُ، أَيضاً: هُوَ (اللَّبَنُ) قَدْ (كَثُفَتْ عَلَيْهِ الرَّغْوَةُ. و) فِي المَثَل: (رَعَى فأَقْصَبَ) ، مثلُه للجَوْهَرِيّ والمَيْدَانِيّ (يُضْرَبُ للرَّاعِي، لأَنَّه إِذا أَساءَ رَعْيَها، لم تَشْرَبِ) الماءَ، لأَنّها إِنَّما تَشْرَبُ إِذا شَبِعَتْ من الكَلإِ؛ زادَ المَيْدانِيُّ: يُضْرَبُ لِمَنْ لَا يَنْصَحُ، وَلَا يُبالغُ فِيمَا تَوَلَّى حتّى يَفْسُدَ الأَمْرُ. (والقَصُوبُ، من الغَنَمِ: الَّتي تَجُزُّها) ، من بَاب ضَرَبَ.  (وتُدْعَى النَّعْجَةُ، فيُقَالُ: قَصَبْ قَصَبْ) ، بالتسْكِين فيهمَا. وَفِي الأَساس: تَقول: قَصَبُ الحَظِّ. أَنْفَذُ من قَصَبِ الخَطِّ. وَفِيه فِي المَجَاز: وضَرَبَهُ على قَصَبَةِ أَنْفِه: عَظْمِه. وفُلانٌ لم يُقْصَبْ: أَي لم يُخْتَنْ. وَزَاد شيخُنا نَقْلاً عَن بعضِ الدَّواوين: القَصَبُ عُرُوقُ الجَنَاحِ، وعِظامُها. والحَسَنُ بْنُ عبدِ اللَّهِ القَصَّابُ، وأَبو عبدِ اللَّهِ حَبِيبُ بْنُ أَبي عمْرَة القَصَّابُ، وأَبو نَصْرٍ مذكورُ بْنُ سُلَيْمَانَ المُخَرِّميّ القَصَبانيُّ، بالنُّون، وأَبو حَمْزَةَ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي عَطَاءٍ القَصَّابُ القَصَبِيُّ، مُحَدِّثُونَ. ومَحَلَّةُ القَصَبِ: قَرْيتانِ بِمِصْرَ من الغَرْبِيَّة، وَقد دخَلْتُ إِحداهما. ووَاسِطُ القَصَبِ: مدينةٌ مَشْهُورَة بالعِرَاق، وَقد يأْتي فِي وسط. سُمِّيَت بِهِ، لاِءَنَّها كَانَت قبل بِنائها قَصَباً.
المعجم: تاج العروس

نهـم

المعنى: نهـم (النَّهُمُ، مُحَرَّكَةً)) وَعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، زَادَ ابْنُ سِيدهْ: (والنَّهَامَةُ، كَسَحَابَةٍ: إِفْرَاطُ الشَّهْوَةِ فِي الطَّعَامِ) ، زَادَ ابُنُ سِيدَهْ: (وأَنْ لاَ تَمْتَلِئَ عَيْنُ الآكِلِ، وَلاَ تَشْبَعَ) ، وَقَدْ (نَهِمَ) فِيهِ، (كَفَرِحَ) يَنْهَمُ نَهَماً، وَعَلَيْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، زَادَ غَيْرُهُ: (و) مِثْلُ (عُنِيَ، فَهُوَ نَهِمٌ) ، كَكَتِفٍ، (ونَهِيمٌ، ومَنْهُومٌ) وَفيهِ لَفٌّ وَنَشْرٌ مَرَتَّبٌ، وَقِيلَ: المَنْهُومُ: الرَّغِيبُ الَّذِي يَمْتَلِئُ بَطْنُهُ، وَلاَ تَنْتَهي نَفْسُهُ. (وَالنَّهْمَةُ: الحَاجَةُ، و) قِيلَ (بُلُوغُ الهِمَّةِ، والشَّهْوَةِ فِي الشَّيءِْ) ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: ((إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ نُهْمَتُهُ، مِنْ سَفَرِه، فَلْيُعَجٍّ لْ إِلَى أَهْلِهِ)) ، (وَهُوَ مَنْهُومٌ بِكّذَا: مُولعٌ بِهِ) ، وَمِنْهُ الحَدِيثُ: ((مَنْهُومَانِ لاَ يِشْبَعَان، طَالِبُ عِلْمٍ، وَطَالِبُ دُنُيَا)) ، (وقَدْ نَهِمُ، كَفَرِحَ) ، وفِي الصِّحاح: وقَدْ نَهِمَ لِكَذَا، فَهُوَ مَنْهُومٌ، أَيْ: مُولَعٌ بِهِ، وَفِي المُحُكْمِ: وَأَنْكَرَهَاَ بَعْضُهُم. (ونَهَمَ، كَضَرَبَ) : لَغَةٌ فِي (نَحَمَ) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، أَيْ: زَحَرَ. (والنَّهْمُ، والنَّهِيمُ: صَوْتٌ) كَأَنَّهُ زَحِيرٌ، وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: هَوَ شِبْهُ الأَنِينِ، وأَنْشَدَ: (مَالَكَ لَا تَنْهِمُ يَا فَلاَحُ  ...  ) (إِنَّ النَّهِيم لِلسُّقَاةِ رَاحُ  ...  ) (و) أَيْضاً (تَوَعُّدٌ، وَزَجْرٌ، وَقَدْ نَهَمَ يَنْهِمُ) مِنْ حَدِّ ضَرَبَ. (وَنَهْمَةُ الأَسَدِ وَالرَّجُلِ: نَأْمَتُهُ) ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: نَهْمَةُ الأَسَدِ: بَدَلٌ مِنْ نَأْمَتِهِ. (ونَهَمَ إِبَلَهُ، كَمَنَعَ، وَضَرَبَ) ، وَاقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ عَلَى الأُولَى، (نَهْماً، ونَهِيماً، وَنَهْمَةً) ، الأَخِيرَةٌ عَن سِيبَوَيْهِ: (زَجَرَهَا بَصَوْتٍ) لِتَمْضِيَ فِي سَيْرِهَا. (ونَاقَةٌ مِنْهَامٌ: تُطِيعُ عَلَى) النَّهْمِ،  أَي (الزَّجْرِ، ج مَناهيم) ، وَأنْشد الْجَوْهَرِي: (أَلا انْهِماها، إنَّها مَناهيمْ  ...  ) (وإنَّها مَناجِدٌ مَتاهيمْ  ...  ) (وإنَّما يَنْهِمُها الْقَوْم الهيمْ  ...  ) (والنَّهامُ، والنَّهامِيُّ، مَنْسُوبا، مُثَلَّثَيْنِ) ، الْفَتْح عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَقد اقْتصر الْجَوْهَرِي على الْأَخِيرَة، وَقَالَ: هُوَ (الحَدَّادُ) ، وَمِنْه قَوْله: (نَفْخُ النُّهامِيِّ بالكِيرَيْنِ فِي اللَّهَبِ  ...  ) وَأنْشد ابْن بَرِّيٍّ للأعشى: (سَأَدْفَعُ عَن أعْراضِكُمْ وأُعيرُكُمْ  ...  لِسانًا كمِقْراضِ النُّهامِيُّ مِلْحَبا) (و) قيل: النُّهامِيُّ: (النَّجَّارُ، والمَنْهَمَةُ: مَوضِع النَّجْرِ، أَو النِّهامِيُّ، بِالْكَسْرِ: صَاحب الدَّيْرِ) ، وَهُوَ الرَّاهِبُ، لِأَنَّهُ يَنْهِمُ، أَي: يَدْعُو، (ويُضَمُّ) . (و) النِّهامِيُّ: (الطَّرِيق السَّهْل) . وَقَالَ ابْن شُميل: الطَّريقُ المَهْيَعُ الجَدَدُ. (ونِهْمٌ، بِالْكَسْرِ) ، ابْن عَمْرو (بن ربيعةَ) بن مَالك بن مُعَاوِيَة بن صَعْبِ ابْن دومانَ بن بَكيلٍ: (أَبُو بَطْنٍ) مِنْ هَمْدانَ، مِنْهُم: عَمْرو بن بَرَّاقَةَ النِّهْمِيِّ، بَرَّاقَةُ: أمه، وَأَبوهُ مُنَبِّه بن زيد بن شهر بن نِهْمٍ، وَكَانَ مُنَبِّهٌ فَارِسًا شَاعِرًا، وحفيده: عَمْرو بن الْحَارِث بن عَمْرو كَانَ مُعَمَّرًا، وروى عَن الحُسين ابْن عَليّ، ذكره الهمْدانِيُّ. قلت: وَمِنْهُم بقِيَّةٌ الْيَوْم بِصَنْعَاء الْيمن. (و) نُهْمٌ (بِالضَّمِّ: شَيْطانٌ) ، يُقَال: وَفَدَ على النَّبِي ، حيٌّ من العَرَب، فَقَالَ: ((بَنو من أَنْتُم؟ فَقَالُوا بَنو نُهْمٍ، فَقَالَ: نُهْمٌ: شيطانٌ، أَنْتُم بَنو عبد الله)) . (أَو صنم لمُزَيْنَةَ، وَبِه سمَّوْا: عبْدَ نُهْمٍ) ، وَهُوَ عبدُ نُهْمِ بن شَجْبِ بن مُرَّة فِي قُضاعَةَ، من ولد قَيْسِ بن رِفاعة بن عَبْدِ نُهْمٍ، الشَّاعِر. وَفِي بَجيلَةَ: عبدُ نُهْمِ بن مالكٍ، قَبيلَة  أُخْرَى. (وكَزُفَرَ نُهَمُ (بنُ عُبْدِ الله بن كَعْبِ ابْنِ رَبِيعَةَ بنِ عَامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ) ، بَطْنٌ مِنْ بَنِي عَامرٍ، عَن ابْنِ حَبِيبَ. (و) النُّهَامُ، (كَغُرَابٍ: طَائِرٌ) شِبْهُ الهَامِ، وَفِي الصِّحاحِ: النُّهَامُ، فِي شِعْرِ الطِّرِمَّاحِ: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيْرِ، قُلْتُ: وَهُوَ قَوْلُهُ: (تَبِيتُ إِذَا مَا دَعَاهَا النُّهَامُ  ...  تَجِدُّ وَتَحْسَبُهَا مَازِحَه) وَفِي شِعْره أَيضْاً: (فَتَلاَفَتْهُ فَلاَثَتْ بِهِ  ...  لَعْوَةٌ تضْبَحُ ضَبْحَ النُّهَامْ) (أَوِ البُومُ) الذَّكَرُ، عَنْ أَبِي سِعيدٍ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّىٍّ لِعَدِيِّ بنِ زَيْدٍ: وَيُؤْنس فِيهَا صَوت النهام إِذا (جَاوَبَها بالعَشِيِّ قَاصِبُها) والجَمُعُ: نُهُمٌ. (و) النُّهَامُ: (الرَّاهِبُ فِي الدَّبْرِ) . (و) النَّهَّامُ، (كَشَدَّادٍ: الأَسَدُ) ، لِنَهِيمِهِ، (كَالنَّهَّامَةِ، كَعَلاَّمَةٍ. (و) النَّهَّامُ: (اللَّقَمُ الوَاضِحُ) ، أَيْ: الطَّريِقُ البَيِّنُ، عِنِ ابْنِ شُمَيْلٍ. (والنَّهْمُ: الحَذْفُ بِالحَصَى، وَغَيْرِهِ) ، وفِي الصِّحاح: ونَحْوِه، وَقَدْ نَهَمَ الحَصَى يَنْهُمُه نَهْماً: قَذَفَهُ، قَالَ رُؤْبَةُ: (وَالُهوجُ يَذْرِينَ الحَصَى المَهْجُومَا) (يَنْهَمْنَ بِالدَّارِ الحَصَى المَنْهُومَا) لأَنَّ السَّائِقَ قَدْ يَفْعَلُ ذلِكَ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ. (ونَاهَمَهُ) مُنَاهَمَةً: (أَخَذَ مَعَهُ فِي النَّهِيمِ) أَيْ: الصَّوتِ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: النَّاهِمُ: الصَّارِخُ. والنَّهيمُ: صَوْتُ الفِيلِ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ. وانْتَهَمَ: انْزَجَرَ.  والمَنْهَمَةُ: مَوضِع الرُّهْبانِ، عَن السُّهيليِّ. ونُهَمُ بن حاري بن عبيد، كزُفَرَ: بطنٌ من هَمْدانَ، ضَبطه الْحَافِظ، عَن ابْن حبيب. وبَنوا النُّهَيْمِ، كزُبَيْر، بطنٌ مِنَ الْعَرَب، أوردهُ المصنِّف استِطْرادًا فِي ((ل ج م)) ، وَأَهْمَلَهُ هُنَا. وللقِدْرِ نَهِيمٌ، كأميرٍ، وَهُوَ صَوت الغَلَيانِ.
المعجم: تاج العروس

نهم

المعنى: النَّهْمةُ: بلوغُ الهِمَّة في الشيء. ابن سيده: النَّهَمُ، بالتحريك، والنَّهامةُ: إفراطُ الشهوةِ في الطعام وأَن لا تَمْتَلِئ عينُ الآكل ولا تَشْبَعَ، وقد نَهِمَ في الطعام، بالكسر، يَنْهَمُ نَهَماً إذا كان لا يَشْبَعُ. ورجل نَهِمٌ ونَهِيمٌ ومَنْهومٌ، وقيل: المَنْهومُ الرَّغيب الذي يَمْتَلِئ بطنُه ولا تنتهي نفْسُه، وقد نُهِمَ بكذا فهو مَنْهوم أي مُولَع به، وأَنكرها بعضهم. والنَّهْمة: الحاجة، وقيل: بلوغُ الهِمَّةِ والشهوةِ في الشيء. وفي الحديث: إذا قَضى أَحدُكم نَهْمتَه من سَفَرِه فلْيُعَجِّل إلى أَهله. ورجل مَنْهومٌ بكذا أي مُولَعٌ به. وفي الحديث: مَنْهومانِ لا يَشْبعانِ: مَنْهومٌ بالمالِ، ومَنْهومٌ بالعِلمِ، وفي رواية: طالبُ عِلمٍ وطالبُ دنيا. الأَزهري: النَّهِيمُ شِبْهُ الأَنِينِ والطَّحيرِ والنَّحيمِ؛ وأَنشد: مــا لَــكَ لا تَنْهِــمُ يــا فَلاَّحُـ؟ إنَّ النَّهِيـــــمَ للســــُّقاةِ راحُ ونَهَمَني فلانٌ أي زَجَرني. ونَهَمَ يَنْهِم، بالكسر، نَهِيماً: وهو صوتٌ كأَنه زحيرٌ، وقيل: هو صوتٌ فوق الزَّئيرِ، وقيل: نَهَمَ يَنْهِم لغة في نَحمَ يَنْحِم أي زحَرَ. والنَّهْمُ والنَّهيم: صوتٌ وتَوَعُّدٌ وزَجْرٌ، وقد نَهَمَ يَنْهِمُ. ونَهْمةُ الرجلِ والأَسدِ: نأْمَتُهما، وقال بعضهم: نَهْمةُ الأَسد بدل من نأْمَتِه. والنَّهّامُ: الأَسدُ لصوته. يقال: نَهَمَ يَنْهِمُ نَهِيماً. والناهمُ: الصارخُ. والنَّهيمُ، مثلُ النَّحيمِ ومثلُ النَّئيمِ: وهو صوتُ الأَسد والفيلِ. يقال: نَهَمَ الفيلُ يَنْهِمُ نَهْماً ونَهيماً؛ وأَنشد ابن بري: إذا ســَمِعْتَ الــزَّأْرَ والنَّهِيمـا، أَبـــأْت منهــا هَرَبــاً عَزِيمــا الإباءُ: الفِرارُ. والنَّهْم، بالتسكين: مصدر قولك نَهَمْتُ الإبلَ أَنْهَمُها، بالفتح فيهما، نَهْماً ونَهِيماً إذا زَجَرْتَها لِتَجِدَّ في سيرها؛ ومنه قول زياد المِلقطي: يـا مَـنْ لِقَلْـبٍ قـد عَصاني أَنْهَمُهْ أي أَزْجرهُ. وفي حديث إسلام عمر، رضي الله عنه: قال تَبِعْتُه فلما سَمِع حِسِّي ظنَّ أَني إنما تَبِعْتُه لأُوذِيَه، فنَهَمَني وقال: ما جاء بكَ هذه الساعةَ؟ أي زَجَرَني وصاحَ بي. وفي حديث عمر أَيضاً، رضي الله عنه: قيل له إن خالدَ بن الوليد نَهَمَ ابْنَكَ فانْتَهَمَ أي زجَرَه فانْزَجَرَ. ونَهَم الإبل يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً ونَهِيماً ونَهْمةً؛ الأَخيرة عن سيبويه: زجرَها بصوتٍ لتَمْضيَ. والمِنْهامُ من الإبل: التي تُطيع على النَّهْم، وهو الزجرُ، وإبلٌ مَناهيمُ: تُطيع على النَّهْمِ أي الزجرِ؛ قال: أَلا انْهِماهــا، إنهــا مَنـاهِيمْ، وإنمـا يَنْهِمُهـا القـومُ الهيمْـ، وإننــــا مَناجِــــدٌ مَتـــاهيمْ والنَّهْمُ: زجرُك الإبلَ تَصِيحُ بها لتَمْضيَ. نَهَمَ الإبلَ يَنْهِمُها ويَنْهَمُها نَهْماً إذا زجرَها لتَجِدَّ في سيرها. قال أَبو عبيد: الوَئيدُ الصوتُ، والنَّهِيمُ مثلُه.والنِّهاميُّ، بكسر النون: الراهبُ لأَنه يَنْهَمُأي يدعو. والنِّهاميُّ: الحدَّادُ؛ وأَنشد: نَفْخَ النِّهاميِّ بالكِيرَيْن في اللَّهَب وأَنشد ابن بري للأعشى: ســأَدْفعُ عـن أَعراضـِكم وأُعِيرُكـم لِسـاناً، كمِقْراضِ النِّهاميِّ، مِلْحَبا وقال الأسود بن يعفر: وفاقِــد مَــوْلاه أَعـارَتْ رِماحُنـا سـِناناً، كنِبراسِ النِّهاميِّ، مِنْجَلا مِنْجَلاً: واسعَ الجرح، وأَراد أَعارَتْه فحذف الهاء، وقيل: النِّهاميُّ النَّجّارُ، والفتح في كل ذلكلغة؛ عن ابن الأَعرابي. النضر: النِّهاميُّ الطريقُ المَهْيَعُ الجَدَدُ، وهو النَّهّامُ أَيضاً. والمَنْهَمةُ: موضع النَّجْر. وطريقٌ نِهاميٌّ ونَهّامٌ: بيِّنٌ واضحٌ. والنَّهْمُ: الخَذْفُ بالحصى ونحوه.ونَهَمَ الحَصى ونحوَه يَنْهَمُه نَهْماً: قذفه؛ قال رؤبة: والهُـوجُ يُـدْرينَ الحَىً المَهْجوما، يَنْهَمْنَ في الدار الحَصى المَنْهوما لأن السائق قد يَخْذِفُ بالحصى ونحوه، وهو النَّهْم. والنُّهامُ: طائرٌ شِبْهُ الهامِ، وقيل: هو البُومُ، وقيل: البومُ الذكَرُ؛ قال الطرماح في بُومة تَصِيح: تَبِيــتُ إذا مـا دَعاهـا النُّهـام تُجِــــدُّ، وتَحْســــِبها مـــازِحهْ يعني أَنها تُجِدّ في صوتِها فكأَنها تُمازِحُ. وقال أَبو سعيد: جمع النُّهامِ نُهُمٌ، قال: وهو ذكَرُ البُومِ؛ قال: وأَنشد ابن بري في النُّهام ذكرِ البوم لعديّ بن زيد: يُـؤْنِسُ فيهـا صـَوْتُ النُّهـامِ، إذا جاوَبَهـــا بالعَشـــِيِّ قاصـــِبُها ابن سيده: وقيل سُمِّيَ البومُ بذلك لأَنه يَنْهِمُ بالليل وليس هذا الاشتقاق بقَويٍّ؛ قال الطرماح: فتَلاقَتْـــــه فلاثَـــــتْ بـــــه لَعْـــوةٌ تَضــْبَحُ ضــَبْحَ النُّهــامْ والجمع نُهُمٌ. ونُهْمٌ: صنمٌ، وبه سمي الرجل عَبدَ نُهْمٍ. ونِهْمٌ: اسمُ رجلٍ، وهو أَبو بطنٍ منهم. ونُهْمٌ: اسمُ شيطانٍ، ووفد على النبي، صلى الله عليه وسلم، حيٌّ من العرب فقال: بَنُو مَنْ أَنتم؟ فقالوا: بنو نُهْمٍ، فقال: نُهْمٌ شيطان، أنتم بنو عبدالله. ونِهْمٌ: بَطْنٌ من هَمْدانَ، منهم عَمْرو بن بَرَّاقة الهَمْداني ثم النِّهْمِيّ.
المعجم: لسان العرب

جلل

المعنى: اللهُ الجَليلُ سبحانه ذو الجَلال والإِكرام، جَلَّ جَلال الله، وجَلالُ الله: عظمتُه، ولا يقال الجَلال إِلا لله. والجَلِيل: من صفات الله تقدس وتعالى، وقد يوصف به الأَمر العظيم، والرجل ذو القدر الخَطِير. وفي الحديث: أَلِظُّوا بيا ذا الجَلال والإِكرام؛ قيل: أَراد عَظِّمُوه، وجاء تفسيره في بعض اللغات: أَسْلِمُو؛ قال ابن الأَثير: ويروى بالحاء المهملة وهو من كلام أَبي الدرداء في الأَكثر؛ وهو سبحانه وتعالى الجَلِيلُ الموصوف بنعوت الجَلال، والحاوي جميعَها، هو الجَلِيلُ المُطْلَق وهو راجع إِلى كمال الصفات، كما أَن الكبير راجع إِلى كمال الذات، والعظيم راجع إِلى كمال الذات والصفات. وجَلَّ الشيءُ يَجِلُّ جَلالاً وجَلالةً وهو جَلٌّ وجَلِيلٌ وجُلال: عَظُم، والأُنثى جَلِيلة وجُلالة. وأَجَلَّه: عَظَّمه، يقال جَلَّ فلان في عَيني أَي عَظُم، وأَجْلَلته رأَيته جَلِيلاً نَبيلاً، وأَجْلَلته في المرتبة، وأَجْللته أَي عَظَّمته. وجَلَّ فلان يَجِلُّ، بالكسرِ، جَلالة أَي عَظُم قَدْرُه فهو جَلِيل؛ وقول لبيد: غَيْــــرَ أَن لا تَكْــــذِبَنْها فــــي التقَــــى واجْزِهـــــا بـــــالبِرِّ للـــــه الأَجَـــــلّ يعني الأَعظم؛ وقول أَبي النجم: الحمـــــدُ اللـــــه العَلِـــــيِّ الأَجْلــــل أَعْطــــى فلــــم يَبْخَــــل ولــــم يُبَخَّـــل يريد الأَجَلَّ فأَظهر التضعيف ضرورة. والتَّجِلَّة: الجَلالة، اسم كالتَّدْوِرَة والتَّنِهيَة؛ قال بعض الأَغْفال: ومَعْشــــــــَرٍ غِيــــــــدٍ ذَوي تَجِلَّـــــــه تَــــــرى عليهـــــم للنـــــدى أَدِلَّـــــه وأَنشد ابن بري لليلى الأَخْيَلية: يُشـــــَبَّهون مُلوكـــــاً فـــــي تَجِلَّتِهــــم وطُـــــولِ أَنْضــــِيَةِ الأَعْنــــاقِ واللِّمَــــم وجُلُّ الشيءِ وجُلاله: معظمه. وتَجَلَّل الشيءَ: أَخَذ جُلَّه وجُلاله.ويقال: تَجَلَّلِ الدراهمَ أَي خُذْ جُلالها. وتَجَالَلْت الشيء تَجَالاً وتَجَلَّلت إذا أَخذت جُلاله وتداققته إذا أَخذت دُقاقه؛ وقول ابن أَحمر: يـــا جَـــلَّ مـــا بَعُـــدَتْ عليـــك بِلادُنــا وطِلابُنــــا، فــــابْرُقْ بأَرضــــك وارْعُـــدِ، يعني ما أَجَلَّ ما بَعُدت. والتَّجالُّ: التعاظم. يقال: فلان يَتَجالُّ عن ذلك أَي يترفع عنه. وفي حديث جابر: تزوّجت امرأَة قد تَجالَّتْ؛ تجالَّت أَي أَسَنَّت وكَبِرَتْ. وفي حديث أُم صِبْيَة: كنا نكون في المسجد نِسْوةً قد تَجالَلن أَي كَبِرْنَ. يقال: جَلَّتْ فهي جَلِيلة، وتَجالَّتْ فهي مُتَجالَّة، وتَجالَّ عن ذلك تَعاظم. والجُلَّى: الأَمر العظيم؛ قال طَرَفة: وإِنْ أُدْعَ للجُلَّــــى أَكُــــنْ مـــن حُماتِهـــا وإِن تَأْتِــــك الأَعــــداء بالجَهْـــد أَجْهَـــد ومنه قول بَشامة بن حَزْن النَّهْشَلي: وإِنْ دَعَـــــوْتُ إِلـــــى جُلَّــــى ومَكْرُمَــــة يومـــاً، كِرامــاً مــن الأَقْــوامِ، فادْعِينــا قال ابن الأَنباري: من ضَمَّ الجُلَّى قَصَرَه، ومن فتح الجيم مدّه، فقال الجَلاَّء الخصلة العظيمة؛ وأَنشد: كَمِيـــــش الإِزارِ خــــارج نِصــــْفُ ســــاقِه صــــــَبُور علــــــى الجَلاّءِ طَلاَّع أَنْجُـــــد، وقوم جِلَّة: ذوو أَخطار؛ عن ابن دريد. ومِشْيَخة جِلَّة أَي مَسانٌّ، والواحد منهم جَلِيل. وجَلَّ الرجل جَلالاً، فهو جَلِيل: أَسَنَّ واحْتُنِك؛ وأنشد ابن بري: يـــا مَـــنْ لِقَلْـــبٍ عنـــد جُمْـــلٍ مُخْتَبَــلْ عُلِّـــــق جُمْلاً، بعـــــدما جَلَّــــت وجَلٌّــــ، وفي الحديث: فجاء إِبليس في صورة شيخ جَلِيل أَي مُسنٍّ، والجمع جِلَّة، والأُنثى جَلِيلة. وجِلَّة الإِبل: مَسَانُّها، وهو جمع جَلِيل مثل صَبيٍّ وصِبْية؛ قال النمر: أَزْمــــانَ لــــم تأْخــــذ إِلـــيَّ ســـِلاحَها إِبِلــــــي بجِلَّتِهــــــا، ولا أَبْكارِهــــــا وجَلَّت الناقةُ إذا أَسَنَّت. وجَلَّتِ الهاجِنُ عن الولد أَي صغرت.وفي حديث الضحاك بن سفيان: أَخذت جِلَّة أَموالهم أَي العِظام الكِبار من الإِبل، وقيل المَسانُّ منها، وقيل هو ما بين الثَّنِيِّ إِلى البازل؛ وجُلُّ كل شيء، بالضم: مُعْظَمه، فيجوز أَن يكون أَراد أَخذت معظم أَموالهم. قال ابن الأَعرابي: الجِلَّة المَسانُّ من الإِبل، يكون واحداً وجمعاً ويقع على الذكر والأُنثى؛ بعيرٌ جِلَّةٌ وناقة جِلَّة، وقيل الجِلَّة الناقة الثَّنِيَّة إِلى أَن تَبْزُل، وقيل الجِلَّة الجَمل إذا أَثْنى.وهذه ناقة قد جَلَّت أَي أَسَنَّت. وناقة جُلالة: ضَخْمة. وبَعِير جُلال: مخرج من جليل. وما له دقيقة ولا جَلِيلة أَي ما له شاة ولا ناقة. وجُلُّ كل شيء: عُظْمه. ويقال: ما له دِقٌّ ولا جِلٌّ أَي لا دقيق ولا جَلِيل.وأَتيته فما أَجَلَّني ولا أَحْشاني أَي لم يعطني جَلِيلة ولا حاشية وهي الصغيرة من الإِبل. وفي المثل: غَلَبَتْ جِلَّتَها حواشيها؛ قال الجوهري: الجَلِيلة التي نُتِجَتْ بطناً واحداً، والحَواشي صغار الإِبل. ويقال: ما أَجَلَّني ولا أَدَقَّني أَي ما أَعطاني كثيراً ولا قليلاً؛ وقول الشاعر: بَكَــــتْ فــــأَدَقَّتْ فـــي البُكـــا وأَجَلَّـــت أي أَتت بقليل البكاء وكثيره. وفي حديث الدعاء: اللهم اغفر لي ذنبي كُلَّه دِقَّه وجِلَّه أَي صغيره وكبيره.والجَلَل: الشيء العظيم والصغير الهَيِّن، وهو من الأَضداد في كلام العرب، ويقال للكبير والصغير جَلَل؛ وقال امرؤ القيس لما قُتل أَبوه: بِقَتْــــــلِ بَنِــــــي أَســــــَدٍ رَبَّهُمـــــ، أَلا كُــــــلُّ شــــــيء ســـــواه جَلَلـــــ، أَي يسيرٌ هين؛ ومثله للبيد: كُــــلُّ شــــيءٍ، مـــا خلا افيفيَـــ، جَلَـــل والفـــــتى يَســـــْعى ويُلْهِيــــه الأَمَــــل وقال المثقب العبدي: كُــــــلُّ يــــــومٍ كـــــان عَنَّـــــا جَلَلاً غيـــرَ يـــومِ الحِنْـــو مـــن يقطــع قَطَــر وأَنشد ابن دريد: إِن يُســـــْرِ عَنْـــــكَ افيفــــي رُونَتَهــــا فعَظِيــــــمُ كــــــلِّ مُصــــــِيبةٍ جَلَـــــلُ والرُّونة: الشدّة؛ قال: وقال زويهر بن الحرث الضبي: وكـــــان عَمِيَـــــدنا وبَيْضــــَةَ بَيتِنــــا فكـــلُّ الـــذي لاقَيْـــت مــن بعــدِه جَلَلــ، وفي حديث العباس: قال يوم بدر القَتْلى جَلَلٌ ما عدا محمداً أَي هَيِّنٌ يسير. والجَلَل: من الأَضداد يكون للحقير وللعظيم؛ وأَنشد أَبو زيد لأَبي الأَخوض الرياحي: لـــو أَدْرَكَتْـــه الخَيْلُـــ، والخَيْــلُ تَــدَّعي بِــــذِي نَجَبٍــــ، ومـــا أَقْرَبَـــتْ وأَجَلَّـــتِ أَي دَخَلت في الجَلَل وهو الأَمر الصغير. قال الأَصمعي: يقال هذا الأَمر جَلَل في جَنْب هذا الأَمر أَي صغير يسير. والجَلَل: الأَمر العظيم؛ قال الحرث ابن وعلة بن المجالد بن يثربي بن الرباب بن الحرث بن مالك بن سنان بن ذهل بن ثعلبة: قَــــوْمي هُــــمُ قَتَلــــوا أُمَيْــــمَ أَخِـــي فـــــإِذا رَمَيْـــــتُ يُصـــــِيبُني ســـــَهْمي فلئن عَفَـــــــــــوْتُ لأَعْفُــــــــــوَنْ جَلَلاً ولئن ســـــــَطَوْتُ لأُوهِنَـــــــنْ عَظْمـــــــي وأَما الجَليل فلا يكون إِلا للعظيم. والجُلَّى: الأَمر العظيم، وجمعها جُلَل مثل كُبْرى وكُبَر. وفي الحديث: يَسْتُر المصلّيَ مِثْلُ مُؤَخِرة الرَّحْل في مِثْلِ جُلَّة السَّوْط أَي في مثل غِلْظِه. وفي حديث أُبيّ بن خَلَف: إِن عندي فرساً أُجِلُّها كل يوم فَرَقاً من ذرة أَقْتُلك عليها، فقال: عليه السلام: بل أَنا أَقْتُلك عليها، إِن شاء افيفي؛ قال ابن الأَثير: أَي أَعلفها إِياه فوضع الإِجْلال موضع الإِعطاء وأَصله من الشيء الجَلِيل؛ وقول أَوس يَرْثي فضالة: وعَـــــــــزَّ الجَــــــــلُّ والغــــــــالي فسره ابن الأَعرابي بأَن الجلَّ الأَمر الجَلِيل، وقوله والغالي أَي أَن موته غالٍ علينا من قولك غَلا الأَمر زاد وعَظُم؛ قال ابن سيده: ولم نسمع الجَلَّ في معنى الجَلِيل إِلاَّ في هذا البيت.والجُلْجُل: الأَمر العظيم كالجَلَل. والجِلُّ: نقيض الدِّقِّ.والجُلال: نقيض الدُّقاق. والجُلال، بالضم: العظيم. والجُلالة: الناقة العظيمة.وكل شيء يَدِقُّ فجُلاله خلاف دُقاقه. ويقال: جِلَّة جَريمة للعِظام الأَجْرام.وجَلَّل الشيءُ تجليلاً أَي عَمَّ. والمُجَلِّل: السحاب الذي يُجَلِّل الأَرض بالمطر أَي يعم. وفي حديث الاستسقاء: وابِلاً مُجَلِّلاً أَي يُجَلِّل الأَرض بمائه أَو بنباته، ويروى بفتح اللام على المفعول.والجِلُّ من المتاع: القُطُف والأَكسية والبُسُط ونحوه؛ عن أَبي علي.والجَلُّ والجِلُّ، بالكسر: قَصَب الزرع وسُوقه إذا حُصِد عنه السُّنبل.والجُلَّة: وعاء يتخذ من الخوص يوضع فيه التمر يكنز فيها، عربية معروفة؛ قال الراجز: إِذا ضـــــَرَبْتَ مُـــــوقَراً فــــابطُنْ لــــه فـــــوق قُصـــــَيراه وتَحْـــــتَ الجُلَّـــــه يعني جَمَلاً عليه جُلَّة فهو بها مُوقَر، والجمع جِلال وجُلَل؛ قال: بــــاتوا يُعَشــــُّون القُطَيْعــــاء جـــارهم وعنــــدهُمُ البَرْنــــيُّ فـــي جُلَـــل دُســـْم وقال: يَنْضـــــَح بــــالبول، والغُبــــار علــــى فَخْــــــذَيه، نَضـــــْحَ العِيديَّـــــة الجُلَلا وجُلُّ الدابة وجَلُّها: الذي تُلْبَسه لتُصان به؛ الفتح عن ابن دريد، قال: وهي لغة تميمية معروفة، والجمع جِلال وأَجلال؛ قال كثيِّر: وتـــــرى الــــبرق عارضــــاً مُســــْتَطِيراً مَـــــرَحَ البُلْـــــق جُلْـــــنَ فــــي الأَجْلال وجمع الجِلال أَجِلَّة. وجِلال كل شيء: غِطاؤه نحو الحَجَلة وما أَشبهها. وتجليل الفرس: أَن تُلْبِسه الجُلَّ، وتَجَلَّله أَي عَلاه. وفي الحديث: أَنه جَلَّل فرساً له سَبَق بُرْداً عَدَنِيّاً أَي جعل البُرْد له جُلاًّ. وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يُجَلِّل بُدْنه القَباطِيَّ. وفي حديث علي: اللهم جَلِّل قَتلة عثمان خِزْياً أَي غَطِّهم به وأَلْبِسْهم إِياه كما يتجلل الرجل بالثوب. وتجَلَّل الفحل الناقة والفرس الحِجْر: علاها.وتجَلَّل فلان بعيره إذا علا ظهره.والجَلَّة والجِلَّة: البَعَر، وقيل: هو البعر الذي لم ينكسر، وقال ابن دريد: الجِلَّة البَعَرة فأَوقع الجِلة على الواحدة.وإِبِل جلاَّلة: تأْكل العَذِرة، وقد نهي عن لحومها وأَلبانها.والجَلاَّلة: البقرة التي تتبع النجاسات، ونهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن أَكل الجلاَّلة وركوبها؛ وفي حديث آخر: نهي عن لبن الجلاَّلة؛ والجلاَّلة من الحيوان: التي تأْكل الجِلَّة والعَذِرة. والجِلَّة: البعر فاستعير ووضع موضع العَذِرة، يقال: إِن بني فلان وَقودهم الجِلَّة ووقودهم الوَأْلة وهم يَجْتَلُّون الجِلَّة أَي يلقطون البعر. ويقال: جَلَّت الدابة الجِلَّة واجْتَلَّتها فهي جالَّة وجَلاَّلة إذا التقطتها. وفي الحديث: فإِنما قَذِرَتْ عليكم جالَّة القُرى. وفي الحديث الآخر: فإِنما حَرَّمتها من أَجل جَوَالِّ القَرْية؛ الجَوَالُّ، بتشديد اللام: جمع جالَّة كسامَّة وسَوامّ. وفي حديث ابن عمر: قال له رجل إِني أُريد أَن أَصحبك، قال: لا تصحبني على جَلاَّل، وقد تكرر ذكرها في الحديث، فأَما أَكل الجلاَّلة فحلال إِن لم يظهر النتن في لحمها، وأَما ركوبها فلعله لما يكثر من أَكلها العَذِرة والبعر، وتكثر النجاسة على أَجسامها وأَفواهها وتلمس راكبها بفمها وثوبه بِعَرَقها وفيه أَثر العَذِرة أَو البعر فيتنجس.وجَلَّ البَعَر يَجُلُّه جَلاًّ: جَمعه والتقطعه بيده. واجتلَّ اجتلالاً: التقط الجِلَّة للوقود، ومنه سميت الدابة التي تأْكل العذرة الجَلاَّلة، واجتللت البعر. الأَصمعي: جَلَّ يَجُلُّ جَلاًّ إذا التقط البعر واجْتَلَّه مثله؛ قال ابن لجَإٍ يصف إِبلاً يَكْفي بعرُها من وَقود يُسْتَوقد به من أَغصان الضَّمْران: يحســـــب مُجْتَـــــلّ الإِمـــــاءِ الحـــــرم مــــن هَــــدَب الضــــَّمْران، لـــم يُحَطَّـــم ويقال: خرجت الإِماء يَجْتَلِلْن أي يلتقطن البعر. ويقال: جَلَّ الرجلُ عن وطنه يَجُلُّ ويجِلُّ جُلُولاً وجلا يَجْلو جَلاء وأَجْلى يُجْلي إِجلاء إذا أَخْلى موطنِه. وجَلَّ القومُ من البلد يَجُلُّون، بالضم، جُلولاً أَي جَلَوا وخرجوا إِلى بلد آخر، فهم جالَّة. ابن سيده: وجَلَّ القومُ عن منازلهم يَجُلُّون جُلولاً جَلَوا؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للعجاج: كأَنَّمـــــــا نجومهـــــــا، إِذ وَلَّـــــــتِ عُفْـــــرٌ، وصـــــِيرانُ الصـــــَّريم جَلَّــــتِ ومنه يقال: اسْتُعْمِل فلان على الجالِيَة والجالَّة، وهم أَهل الذمة، وإِنما لزمهم هذا الاسم لأَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَجْلى بعض اليهود من المدينة وأَمر بإِجلاء من بقي منهم بجزيرة العرب، فأَجْلاهم عمر بن الخطاب فسُمُّوا جالِية للزوم الاسم لهم، وإِن كانوا مقيمين بالبلاد التي أَوْطَنوها. وهذه ناقة تَجِلُّ عن الكلال: معناه هي أَجَلُّ من أَن تَكِلّ لصلابتها. وفعلت ذلك من جَرَّاك ومن جُلِّك؛ ابن سيده: فعله من جُلّك وجَلَلك وجلالك وتَجِلَّتك وإِجلالك ومن أَجْل إِجْلالك أَي من أَجلك؛ قال جميل: رَســــــمِ دارٍ وَقَفْـــــتُ فـــــي طَلَلـــــه كِــــدْتُ أَقْضــــي الغَــــداة مـــن جَلَلـــه أَي من أَجله؛ ويقال: من عِظَمه في عيني؛ قال ابن بري وأَنشده ابن السكيت: كــــدت أَقضــــي الحيــــاة مـــن جَلَلـــه قال ابن سيده: أَراد ربَّ رسم دار فأَضمر رب وأَعملها فيما بعدها مضمرة، وقيل: من جَلَلك أَي من عَظَمتك. التهذيب: يقال فعلت ذلك من جَلل كذا وكذا أَي من عِظَمه في صدري؛ وأَنشد الكسائي على قولهم فعلته من جَلالك أَي من أَجلك قول الشاعر: حَيـــائيَ مـــن أَســـْماءَ، والخَــرْقُ بيننــا وإِكْرامِـــيَ القـــومَ العِـــدى مــن جَلالهــا وأَنت جَلَلْت هذا على نفسك تجُلُّه أَي جَرَرْته يعني جَنَيته؛ هذه عن اللحياني.والمَجَلَّة: صحيفة يكتب فيها. ابن سيده: والمَجَلَّة. الصحيفة فيها الحكمة؛ كذلك روي بيت النابغة بالجيم: مَجَلَّتُهــــــم ذاتُ الإِلهــــــ، ودِيُنهــــــم قَـــوِيم فمـــا يَرْجُـــون غيـــر العـــواقب يريد الصحيفة لأَنهم كانوا نصارى فَعَنى الإِنْجيل، ومن روى مَحَلَّتهم أَراد الأَرض المقدّسة وناحية الشام والبيت المقدَّس، وهناك كان بنو جَفْنة؛ وقال الجوهري: معناه أَنهم يحُجُّون فَيَحِلُّون مواضع مقدسة؛ قال أَبو عبيد: كل كتاب عند العرب مَجَلَّة. وفي حديث سويد بن الصامت: قال لرسول الله، صلى الله عليه وسلم: لعل الذي معك مثل الذي معي، فقال: وما الذي معك؟ قال: مَجَلَّة لقمان؛ كل كتاب عند العرب مَجَلَّة، يريد كتاباً فيه حكمة لقمان. ومنه حديث أَنس: أُلقي إِلينا مَجالٌ؛ هي جمع مَجَلَّة يعني صُحُفاً قيل إِنها معرَّبة من العبرانية، وقيل: هي عربية، وقيل: مَفْعَلة من الجلال كالمذلة من الذل.والجَلِيل: الثُّمام، حِجازيَّة، وهو نبت ضعيف يحشى به خَصاص البيوت، واحدته جَلِيلة؛ أَنشد أَبو حنيفة لبلال: أَلا ليـــت شـــعري، هـــل أَبيتَـــنَّ ليلـــة بفَجٍّـــــ، وحَـــــوْلي إِذْخِـــــر وجَلِيلــــ؟ وهـــــل أَرِدَنْ يومـــــاً مِيــــاه مَجَنَّــــةٍ وهــــل يَبْــــدُوَنْ لـــي شـــامَةٌ وطَفِيلـــ؟ وقيل: هو الثُّمام إذا عظم وجَلَّ، والجمع جَلائل؛ قال الشاعر: يلـــــــوذ بجَنْبَـــــــيْ مَرْخَــــــة وجَلائل وذو الجَلِيل: واد لبني تميم يُنبت الجَلِيل وهو الثمام. والجَلُّ، بالفتح: شراع السفينة، وجمعه جُلول، قال القطامي: فـــي ذي جُلـــول يُقَضـــِّي المـــوتَ صــاحبُه إِذا الصــــَّرارِيُّ مـــن أَهـــواله ارتَســـما قال ابن بري: وقد جمع على أَجْلال؛ قال جرير: رَفَــــعَ المَطِـــيّ بهـــا وشـــِمْت مجاشـــعاً والزَّنْبَــــــــــرِيّ يَعُـــــــــوم ذو الأَجْلال وقال شمر في قول العجاج: ومَــــــــدَّه، إِذ عَــــــــدَل الجَلـــــــيُّ جَـــــــــلٌّ وأَشــــــــْطانٌ وصــــــــَرَّاريُّ يعني مَدَّ هذا القُرْقورَ أَي زاد في جَرْيه جَلٌّ، وهو الشِّراع، يقول: مَدَّ في جريه، والصُّرَّاء: جمع صارٍ وهو مَلاَّح مثل غازٍ وغُزَّاء.وقال شمر: رواه أَبو عدنان الملاح جُلُّ وهو الكساء يُلْبَس السفينة، قال: ورواه الأَصمعي جَلُّ، وهو لغة بني سعد بفتح الجيم. والجُلُّ: الياسمين، وقيل: هو الورد أَبيضه وأَحمره وأَصفره، فمنه جَبَليّ ومنه قَرَويّ، واحدته جُلَّة؛ حكاه أَبو حنيفة قال: وهو كلام فارسي، وقد دخل في العربية؛ والجُلُّ الذي في شعر الأَعشى في قوله: وشاهِدُنا الجُلُّ والياسمي_ن والمُسْمِعاتُ بقُصَّابها هو الورد، فارسي معرّب؛ وقُصَّابها: جمع قاصب وهو الزامر، ويروى بأَقصابها جمع قُصْب. وجَلُولاء، بالمد: قرية بناحية فارس والنسبة إِليها جَلُوليٌّ، على غير قياس مثل حَرُورِي في السنة إِلى حَرُوراء.وجَلٌّ وجَلاَّن: حَيَّان من العرب؛ وأَنشد ابن بري: إِنـــــا وجـــــدنا بنـــــي جَلاَّن كُلَّهــــمُ كســـــاعد الضـــــب لا طُــــول ولا قِصــــَر أَي لا كذي طول ولا قِصَر، على البدل من ساعد؛ قال: كذلك أَنشده أَبو علي بالخفض. وجَلٌّ: اسم؛ قال: لقــــد أَهْــــدَت حُبابَــــة بنــــتُ جَــــلٍّ لأَهـــــــل حُبـــــــاحبٍ، حَبْلاً طـــــــويلا وجَلُّ بن عَدِيّ: رجل من العرب رَهْط ذي الرمة العَدَوي. وقوله في الحديث: قال له رجل التقطت شبكة على ظَهْر جَلاَّل؛ قال: هو اسم لطريق نجد إِلى مكة، شرفها الله تعالى.والتَّجَلْجُل: السُّؤُوخ في الأَرض أَو الحركة والجوَلان. وتَجَلْجَل في الأَرض أَي ساخ فيها ودخل. يقال: تَجَلْجَلَت قواعدُ البيت أَي تضعضعت.وفي الحديث: أَن قارون خرج على قومه يتبختر في حُلَّة له فأَمر الله الأَرض فأَخذته فهو يتجلجل فيها إِلى يوم القيامة. وفي حديث آخر: بينا رجل يَجُرُّ إزاره من الخُيَلاء خُسِفَ به فهو يتَجَلْجل إلى يوم القيامة؛ قال ابن شميل: يتجلجل يتحرك فيها أَي يغوص في الأَرض حين يُخسف به.والجَلْجَلة: الحركة مع الصوت أَي يَسُوخ فيها حين يُخْسف به. وقد تَجَلْجَل الريحُ تَجَلْجُلاً، والجَلجلة: شدة الصوت وحِدَّته، وقد جَلْجَله؛ قال: يَجُـــــرُّ ويَســـــْتأْبي نَشَاصـــــاً كــــأَنه بغَيْفَـــة لَمّـــا جَلْجَـــل الصـــوتَ، جـــالب والجَلْجَلة: صوت الرعد وما أَشبهه. والمُجَلْجِل من السحاب: الذي فيه صوت الرعد. وسحابٌ مُجَلْجِل: لرعده صوت. وغيث جِلْجال: شديد الصوت، وقد جَلْجَلَ وجَلْجَلَه: حرّكه. ابن شميل: جَلْجَلْت الشيء جَلْجَلَة إذا حركته بيدك حتى يكون لحركته صوت، وكل شيء تحرَّك فقد تَجَلْجَلَ. وسمعنا جَلْجَلة السَّبُع: وهي حركته. وتَجَلْجَل القومُ للسفر إذا تحرَّكوا له.وخَمِيسٌ جَلْجال: شديد. شمر: المُجَلْجَل المنخول المغربل؛ قال أَبو النجم: حـــــــتى أَجـــــــالته حَصــــــىً مُجَلْجَلا أَي لم تترك فيه إِلا الحصى المُجَلْجَل. وجَلْجَل الفرسُ: صفا صَهِيله ولم يَرِقَّ وهو أَحسن ما يكون، وقيل: صفا صوته ورَقَّ، وهو أَحسن له.وحمار جُلاجِل، بالضم: صافي النَّهيق. ورجل مُجَلْجَل: لا يَعْدِله أَحد في الظَّرْف. التهذيب: المُجَلْجِل السيد القوي وإِن لم يكن له حسب ولا شرف وهو الجريء الشديد الدافع واللسان، وقال شمز: هو السيد البعيد الصوت؛ وأَنشد ابن شميل: جلجــــــل ســــــِنَّك خيـــــر الأَســـــنان لا ضـــــَرَع الســـــنّ ولا قَحْـــــمٌ فـــــان قال أَبو الهيثم: ومن أَمثالهم في الرجل الجريء إِنه ليُعَلِّق الجُلْجُل؛ قال أَبو النجم: إِلا امْـــــرأً يَعْقِـــــد خَيْــــط الجُلْجُــــل يريد الجريء يخاطر بنفسه؛ التهذيب: وقوله: يُرْعـــــد إِن يُرْعـــــد فــــؤادُ الأَعــــزل إِلاَّ امـــــرأً يَعْقِـــــدُ خيــــط الجُلْجُــــل يعني راعيه الذي قام عليه ورباه وهو صغير يعرفه فلا يؤذيه؛ قال الأَصمعي: هذا مثل، يقول: فلا يتقدم عليه إِلاَّ شجاع لا يباليه، وهو صعب مشهور، كما يقال من يُعَلِّق الجُلْجُل في عنقه. ابن الأَعرابي: جَلْجَل الرجلُ إذا ذهب وجاء. وغلام جُلْجُل وجُلاجِل: خفيف الروح نَشِيط في عمله.والمُجَلجَل: الخالص النسب. والجُلْجُل: الجَرَس الصغير، وصوته الجَلْجَلة.وفي حديث السفر: لا تصحب الملائكةُ رفقة فيها جُلْجُل؛ هو الجرس الصغير الذي يعلق في أَعناق الدواب وغيرها. والجَلْجَلة: تحريك الجُلْجُل. وإِبل مُجَلْجَلة: تعلق عليها الأَجراس؛ قال خالد بن قيس التميمي: أَيـــــا ضــــَيَاع المــــائة المُجَلْجَلــــه والجُلْجُل: الأَمر الصغير والعظيم مثل الجَلَل؛ قال: وكنتــ، إذا مــا جُلْجُــل القــوم لــم يَقُـم بــــه أَحــــد، أَســــْمو لــــه وأَســــُور والجُلْجُلان: ثمرة الكُزْبُرة، وقيل حَبُّ السِّمسم. وقال أَبو الغوث: الجُلْجُلان هو السمسم في قشره قبل أَن يحصد. وفي حديث ابن جريج: وذكر الصدقة في الجُلْجُلان هو السمسم، وقيل: حب كالكُزْبُرة، وفي حديث ابن عمر: أَنه كان يَدَّهِن عند إِحرامه بدُهْن جُلْجُلان. ابن الأَعرابي: يقال لما في جوف التين من الحب الجُلْجُلان؛ وأَنشد غيره لوَضّاح: ضـــــــــحِك النــــــــاس وقــــــــالوا شــــــــِعْر وضــــــــّاح الكبــــــــاني، إِنمــــــــــا شـــــــــِعْرِيَ مِلْـــــــــح قــــــــــــــد خُلِــــــــــــــطْ بجُلْجُلانِ وجُلْجُلان القلب: حَبَّته ومُنَّته. وعَلِمَ ذلك جُلْجُلان قلبه أَي عِلْمَ ذلك قلبه. ويقال: أَصبت حبَّة قلبه وجُلْجُلان قلبه وحَمَاطة قلبه.وجَلْجَل الشيءَ: خلطه.وجَلاجِل وجُلاجِل ودارة جُلْجُل، كلها: مواضع، وجَلاجل، بالفتح: موضع، وقيل جبل من جبال الدَّهناء؛ ومنه قول ذي الرمة: أَيـــا ظبيـــة الوَعْســـاء، بيـــن جَلاجِـــل وبيــــن النَّقَـــا، آأَنـــتِ أَمْ أُمُّ ســـالم؟ ويروى بالحاء المضمومة؛ قال ابن بري: روت الرواة هذا البيت في كتاب سيبويه جُلاجل، بضم الجيم لا غير، والله أَعلم.
المعجم: لسان العرب