المعجم العربي الجامع
صَفْراوِيٌّ
المعنى: خاصّ بالصَّفْراء أي المِرّة.؛- المِزاج: مَمرور، سَوداويّ، حادُّ الطَّبْع، فَيّور، سَريع الغَضَب.
المعجم: القاموس فَارَ
المعنى: الماءُ ـُ فَوْراً، وفَوَراناً: خرج من الأرض وجرى متدفّقاً. فهو فوَّار. وـ القِدْرُ: اشتدّ غليانها وارتفع ما فيها. وـ النّارُ: اشتدّ اشتعالها. ويقال: فار الغضب والعِرق: ظهر فيه انتفاخ. وـ المسكُ فَوَاراً، وفَوَرَاناً: انتشرت رائحته.؛(أفَارَ) القِدرَ وغيرها: جعلها تفور.؛(فَوَّرَ): أفار.؛(الفُوَارَة): ما يفور.؛(الفَارُ): عضل الإنسان.؛(الفَارَة): فارة المسك: رائحته. وـ وعاؤه.؛(الفَوْر): أوّل الوقت. ويقال: أتبت من فوري، وفعلت ذلك من فوري، وفَوْراً، فور وصولي، أي في غليان الحال، قبل سكون الأمر. وـ من الحرّ: شدّته. وـ من الشّفق: بقيّة حمرة الشّمس في الأفق الغربيّ.؛(الفُورُ): الظِّباء (لا واحد له من لفظه). وفي أمثالهم: (لا أفعل ذلك ما لألأت الفور): أي حرّكت أذنابها: أي لا أفعله أبداً.؛(الفَوْرَة) من الحرّ: شدّته. وـ من الناس مجتمعهم، وحيث يفورون في أسواقهم. وـ من النهار: أوّله. يقال: أتيتهم في فورة النهار. وـ من الجبل: أعلاه وظهره.؛(الفَوَّار): الكثير الفوران.؛(الفَوَّارَة) من الماء: منبعه. وـ ما تقذف به القِدْر من فَوَرَانها. وـ من الورك: ثقبها.؛(الفِيَار): إحدى حديدتين تكتنفان لسان الميزان.؛(الفِيرَة): حُلبَة وتمر تطبخ للنفساء.؛(الفَيُّور) من الرّجال: الحاد السريع الغضب.
المعجم: الوسيط الطيران
المعنى: ـ الطيَرَانُ، محرَّكةً: حركةُ ذي الجَناحِ في الهَواءِ بِجَناحَيهِ، ـ كالطَّيْرِ والطَّيْرُورَةِ. وأطارَهُ وطَيَّرهُ وطَيَّرَ به وطايَرَه. ـ والطَّيْرُ: جمعُ طائرٍ، وقد يَقَعُ على الواحدِ ـ ج: طُيورٌ وأطْيارٌ. ـ وتَطايَرَ: تَفَرَّقَ، ـ كاسْتَطارَ، وطالَ، ـ كطارَ، ـ وـ السحابُ في السماءِ: عَمَّها. ـ وهو ساكنُ الطائِرِ، أي: وَقُورٌ. ـ والطائِرُ: الدِّماغُ، وما تَيَمَّنْتَ به أو تَشاءَمْتَ، والحَظُّ، وعَمَلُ الإِنسانِ الذي قُلِّدَهُ، ورِزْقُهُ. ـ والطِّيَرَةُ والطِّيْرَةُ والطُّوْرَةُ: ما يُتَشاءَمُ به من الفأْلِ الرَّدِيءِ، وتَطَيَّرَ به وـ منه. ـ وأرضٌ مَطارَةٌ: كثيرَةُ الطَّيْرِ، ـ وبِئْرٌ ـ: واسعةُ الفَمِ. ـ وهو طَيُّورٌ فَيُّورٌ: حديدٌ سريعُ الفَيْئَةِ. ـ وفرسٌ مُطارٌ وطَيَّارٌ: حديدُ الفُؤادِ ماضٍ. ـ والمُسْتَطِيرُ: الساطِعُ المُنْتَشِرُ، والهائِجُ من الكلابِ ومن الإِبِلِ. ـ واسْتَطَارَ الفَجْرُ: انْتَشَرَ، ـ وـ السُّوقُ: ارْتَفَعَ، ـ وـ الحائِطُ: انْصَدَعَ، ـ وـ السَّيْفَ: سَلَّه مُسْرِعاً، ـ وـ الكَلْبَةُ: أرادتِ الفَحْلَ. ـ واسْتُطيرَ: طُيِّرَ، ـ وـ فلان: ذُعِرَ، ـ وـ الفرسُ: أسْرَعَ في الجَرْيِ، فهو مُسْتَطارٌ. ـ والمُطَيَّرُ، كمُعَظَّمٍ: العُودُ، أو المُطَرَّى منه، والمَشْقوقُ المكسورُ، وضَرْبٌ من البُرُودِ. ـ والانْطِيارُ: الانْشِقاقُ. ـ وطارَ طائرهُ: غَضِبَ. ـ والمَطِيرَةُ، كمدينةٍ: د قُرْبَ سُرَّ مَنْ رَأى. ـ وطِيْرَةُ، بالكسر: ة بِدِمَشْقَ، ـ وبِلا هاءٍ: ع. ـ وطِيْرَى، كضِيزى: ة بأصْفَهانَ، وهو طِيْرانِيٌّ. ـ وأطارَ المالَ وطَيَّرَهُ: قَسَمَهُ. ـ والطائرُ: فرسُ قَتادَةَ بنِ جَريرٍ السَّدُوسِيِّ. ـ والطَّيَّارُ: فَرَسُ رَيْسانَ الخَوْلانِيِّ. ـ وطَيَّرَ الفَحْلُ الإِبِلَ: ألقَحَها كلَّها. ـ وفيه طَيْرَةٌ وطَيرورَةٌ: خِفَّةٌ وطَيْشٌ. وكأن على رُؤُوسِهِم الطَّيْرَ، أي: ساكنونَ هَيْبَةً، وأصلهُ أن الغُرابَ يَقَعُ على رأسِ البَعيرِ، فَيَلْقُطُ منه القُرادَ، فلا يَتَحَرَّكُ البَعيرُ لئلاَّ يَنْفِرَ عنه الغُرابُ.
المعجم: القاموس المحيط طَارَ
المعنى: الطائرُ ونحوه ـِ طَيْراً، وطَيَرَاناً: تحرك وارتفع في الهواء بجناحيه. ويقال: طار طائرُه: غضب. وطار غرابُه: شاب. وطار قلبُه مطارَه: مال إلى جهة يهواها وتعلق بها. وطارت نفسُه شَعاعاً: اضطرب. والشيءُ: طال وانتشر. ويقال: طار له صيتٌ أو ذِكْرٌ في الناس أو الآفاق. وـ السِّمَنُ في الدوابّ ونحوها: علاها وعمها. وـ فلانٌ إلى كذا: أسرع وخفّ. وـ إلى بلد كذا: سافر بالطائرة إليه. وـ الشيءُ عن الشيء، ومنه: سقط.؛(أطَارَ) المكانُ: كثر طيره. وـ الطائرَ وغيره: جعله يطير. ويقال: أطار نومَه: نفره. وـ المالَ ونحوه بينهم: قسمه ووزعه.؛(طايَرَه): سابقه في الطَّيران.؛(طَيَّرَه) وبه: أطاره.؛(انْطارَ): انشقَّ وانصدع.؛(تَطَايَرَ): طال. وـ تفرق وتناثر. ويقال: تطاير القومُ: أسرعوا أو تفرَّقوا.؛(تَطَيَّرَ): تفاءل. وـ به، ومنه: تشاءم. وأصله التفاؤل بالطير، ثم استعمل في كل ما يتفاءل به ويتشاءم. ويقال: اطَّيَر (بالقلب والإدغام). وأصله تَطَيَّرَ. وفي التنزيل العزيز: {وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ}.؛(استَطارَ) الشيءُ: تطاير. وـ فشا وانتشر. يقال: استطار البرقُ: انتشر في أفق السماء. واستطار الفجرُ أو الصبحُ أو غيره: انتشر ضوءه. واستطار البِلَى في الثوب وغيره: فشا. واستطار الشَّقُّ أو الصَّدْعُ في الحائط أو الزجاجة: ظهر وامتدّ. وـ الشيءَ: جعله يطير. وـ السيفَ: سلَّه مسرعاً.؛(اسْتطِيرَ): طُيِّر. وـ ذهب به بسرعة كأن الطير حملته. وـ ذعر وأفزع. ويقال: استطير فؤاده. وـ الفرسُ وغيره: أسرع في الجري. ويقال: فحل مستطار: هائج.؛(الطائر) من الحيوان: كل ما يطير في الهواء بجناحين. وـ ما تطيَّرت به، أي تيمَّنت أو تشاءمت. وـ الحظ من الخير والشر، وبه فُسِّر قوله تعالى في التنزيل العزيز: {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ}. ويقال: طار طائرُه: غضب وأسرع. وهو ساكن الطائر: حليم هادئ وقور. وهو ميمون الطائر: مبارك. ويقال في الدعاء للمسافر: على الطائر الميمون. وطائرُ الله لا طائرك: لينفذ حكم الله وأمره. لا ما تتخوَّفه وتحذره. ويقال: طائرَ الله لا طائرك (بالنصب) أُحِبُّ حكمَ الله لا حكمك. (ج) طَيْر، وأطيار، وطيور: وفي التنزيل العزيز: {وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ}.. ويقال: كأنَّ على رؤوسهم الطير: هادئون ساكنون، ليس فيهم طيش ولا خفَّة.؛(الطَّائِرَة): مركب آليّ على هيئة الطائر يسبح في الجو، ويستعمل في النقل والحرب. (محدثة).؛(الطَّيْرَة): الخِفَّة والطيش. وطيرة الغضب أو الشَّباب ونحوه: آفته.؛(الطِّيَرَة، والطِّيرَة) بتسكين الياء: التطيُّر. وـ ما يتفاءل به أو يتشاءم منه.؛(الطَّيْريّة): مرض فيروسيّ مُعْدٍ ينتقل للإنسان من الطيور وبخاصة الببغاء، تصحبه حمَّى وأعراض مَعَديَّة ومِعَويَّة ورئوية. (مج).؛(الطَّيَّار): قائد الطائرة.؛(الطَّيُّور): يقال: هو طَيُّور فَيُّور: حديد سريع الفيئة والرجوع والتحول من أمر إلى آخر.؛(المَطار): اسم مكان من: طار. وهو مكان معدّ بالوسائل الفنِّيَّة لصعود الطائرات وهبوطها. (محدثة).؛(المَطَارَة): المكان يكثر فيه الطير. وـ البئر الواسعة الفم.
المعجم: الوسيط أبر
المعنى: أَبَرَ النخلَ والزرعَ يَأْبُره، ويأْبِرُه أَبْراً وإِباراً وإِبارَة وأَبّره: أَصلحه. وأْتَبَرتَ فلاناً: سأَلتَه أَن يأْبُر نخلك؛ وكذلك في الزرع إذا سأَلته أَن يصلحه لك؛ قال طرفة: وَلِـــيَ الأَصـــلُ الـــذي، فــي مثلِــه يُصـــــلِحُ الآبِـــــرُ زَرْعَ المــــؤتَبِرْ والآبر: العامل. والمُؤْتَبرُ: ربّ الزرع. والمأْبور: الزرع والنخل المُصْلَح. وفي حديث عليّ بن أَبي طالب في دعائه على الخوارج: أَصابَكم حاصِبٌ ولا بقِيَ منكم آبرِ أَي رجل يقوم بتأْبير النخل وإصلاحها، فهو اسم فاعل من أَبَر المخففة، ويروى بالثاء المثلثة، وسنذكره في موضعه؛ وقوله: أَنْ يـــــأْبُروا زَرعـــــاً لغيرِهِــــم والأَمــــرُ تَحقِــــرُهُ وقــــد يَنْمـــي قال ثعلب: المعنى أَنهم قد حالفوا أَعداءَهم ليستعينوا بهم على قوم آخرين، وزمن الإِبار زَمَن تلقيح النخل وإِصلاحِه، وقال أَبو حنيفة: كل إِصلاحٍ إِبارة؛ وأَنشد قول حميد: إِنَّ الحِبالَــــةَ أَلْهَتْنـــي إِبارَتُهـــا حــتى أَصــيدَكُما فــي بعضــِها قَنَصــا فجعل إِصلاحَ الحِبالة إِبارَة. وفي الخبر: خَيْر المال مُهْرة مَأْمُورة وسِكّة مَأْبُورة؛ السِّكَّة الطريقة المُصْطَفَّة من النخل، والمأْبُورة: المُلَقَّحة؛ يقال: أَبَرْتُ النخلة وأَبّرْتها، فهي مأْبُورة ومُؤَبَّرة، وقيل: السكة سكة الحرث، والمأْبُورة المُصْلَحَة له؛ أَرادَ خَيرُ المال نتاج أَو زرع. وفي الحديث: من باع نخلاً قد أُبِّرت فَثَمَرتُها للبائع إِلاَّ أَن يشترط المُبْتاع. قال أَبو منصور: وذلك أَنها لا تؤبر إِلا بعد ظهور ثمرتها وانشقاق طلعها وكَوافِرِها من غَضِيضِها، وشبه الشافعي ذلك بالولادة في الإِماء إذا أُبِيعَت حاملاً تَبِعها ولدها، وإِن ولدته قبل ذلك كان الولد للبائع إِلا أَن يشترطه المبتاع مع الأُم؛ وكذلك النخل إذا أُبر أَو أُبيع على التأْبير في المعنيين. وتأْبير النخل: تلقيحه؛ يقال: نخلة مُؤَبَّرة مثل مأْبُورة، والاسم منه الإِبار على وزن الإِزار. ويقال: تأَبَّر الفَسِيلُ إذا قَبِل الإِبار؛ وقال الراجز: تَــــأَبّري يــــا خَيْــــرَةَ الفَســـِيلِ إِذْ ضـــَنَّ أَهـــلُ النَّخْـــلِ بـــالفُحول يقول: تَلَقَّحي من غير تأْبير؛ وفي قول مالك بن أَنس: يَشترِطُ صاحب الأَرض على المساقي كذا وكذا، وإِبارَ النخل. وروى أَبو عمرو بن العلاء قال: يقال نخل قد أُبِّرَت، ووُبِرَتْ وأُبِرَتْ ثلاث لغات، فمن قال أُبِّرت، فهي مُؤَبَّرة، ومن قال وُبِرَت، فهي مَوْبُورَة، ومن قال أُبِرَت، فهي مَأْبُورة أَي مُلقّحة، وقال أَبو عبد الرحمن: يقال لكل مصلح صنعة: هو آبِرُها، وإِنما قيل للملقِّح آبر لأَنه مصلح له؛ وأَنشد: فَــإِنْ أَنْـتِ لَـم تَرْضـَيْ بِسـَعْييَ فَـاتْرُكي لــي الــبيتَ آبرْهُــ، وكُـوني مَكانِيـا أَي أُصلحه، ابن الأَعرابي: أَبَرَ إذا آذى وأَبَرَ إذا اغتاب وأَبَرَ إذا لَقَّحَ النخل وأَبَرَ أَصْلَح، وقال: المَأْبَر والمِئْبر الحشُّ تُلقّح به النخلة.وإِبرة الذراع: مُسْتَدَقُّها. ابن سيده: والإِبْرة عُظَيْم مستوٍ مع طَرَف الزند من الذراع إِلى طرف الإِصبع؛ وقيل: الإِبرة من الإِنسان طرف الذراع الذي يَذْرَعُ منه الذراع؛ وفي التهذيب: إِبرَةُ الذارع طرف العظم الذي منه يَذْرَع الذارع، وطرف عظم العضد الذي يلي المرفق يقال له القبيح، وزُجّ المِرْفق بين القَبِيح وبين إِبرة الذراع، وأَنشد: حــــتى تُلاقـــي الإِبـــرةُ القبيحـــا وإِبرة الفرس: شظِيّة لاصقة بالذراع ليست منها. والإِبرة: عظم وَتَرة العُرْقوب، وهو عُظَيْم لاصق بالكعب. وإِبرة الفرس: ما انْحَدّ من عرقوبيه، وفي عرقوبي الفرس إبرتان وهما حَدّ كل عرقوب من ظاهر. والإِبْرة:مِسَلّة الحديد، والجمع إِبَرٌ وإِبارٌ، قال القطامي: وقـــوْلُ المـــرء يَنْفُــذُ بعــد حيــن أَمـــــاكِنَ، لا تُجاوِزُهــــا الإِبــــارُ وصانعها أَبّار. والإِبْرة: واحدة الإِبَر. التهذيب: ويقال للمِخْيط إبرة، وجمعها إِبَر، والذي يُسوّي الإِبر يقال له الأَبّار، وأَنشد شمر في صفة الرياح لابن أَحمر: أَرَبَّـــتْ عليهــا كُــلُّ هَوْجــاء ســَهْوَةٍ زَفُـــوفِ التــوالي، رَحْبَــةِ المُتَنَســِّم إِبارِيّـــةٍ هَوْجَـــاء مَوْعِــدُهَا الضــُّحَى إذا أَرْزَمَـــــتْ بِـــــورْدٍ غَشَمْشـــــَم رَفُــــوفِ نِيــــافٍ هَيْـــرَعٍ عَجْرَفيّـــة تَـرى البِيدَ، من إِعْصافِها الجَرْي، ترتمي تَحِــنُّ ولــم تَــرْأَمْ فَصــِيلاً، وإِن تَجِـدْ فَيَــــافِيَ غِيطـــان تَهَـــدَّجْ وتَـــرْأَمِ إذا عَصـــَّبَتْ رَســـْماً، فليْــسَ بــدائم بــــه وَتِــــدٌ، إِلاَّ تَحِلَّــــةَ مُقْســـِمِ وفي الحديث: المؤمِنُ كالكلبِ المأْبور، وفي حديث مالك بن دينار: ومثَلُ المؤمن مثَلُ الشاة المأْبورة أَي التي أَكلت الإِبرة في عَلَفها فَنَشِبَت في جوفها، فهي لا تأْكل شيئاً، وإِن أَكلت لم يَنْجَعْ فيها. وفي حديث علي، عليه السلام: والذي فَلَقَ الحية وبَرَأَ النَّسمَة لَتُخْضَبَنَّ هذه من هذه، وأَشار إِلى لحيته ورأْسه، فقال الناس: لو عرفناه أَبَرْنا عِتْرته أَي أَهلكناهم؛ وهو من أَبَرْت الكلب إذا أَطعمته الإِبرة في الخبز. قال ابن الأَثير: هكذا أَخرجه الحافظ أَبو موسى الأَصفهاني في حرف الهمزة وعاد فأَخرجه في حرف الباء وجعله من البَوار الهلاك، والهمزة في الأَوّل أَصلية، وفي الثاني زائدة، وسنذكره هناك أَيضاً. ويقال للسان: مِئْبر ومِذْرَبٌ ومِفْصَل ومِقْول. وإِبرة العقرب: التي تلدَغُ بها، وفي المحكم: طرف ذنبها. وأَبَرتْه تَأْبُرُه وتَأْبِرُه أَبْراً: لسعته أَي ضربته بإِبرتها. وفي حديث أَسماء بنت عُمَيْس: قيل لعلي: أَلا تتزوّج ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: مالي صَفْراء ولا بيضاءُ، ولست بِمأْبُور في ديني فيُوَرِّي بها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، عني، إني لأَوّلُ من أَسلم،؛ المأْبور: من أَبرته العقربُ أَي لَسَعَتْه بإِبرتها، يعني لست غير الصحيح الدين ولا المُتّهَمَ في الإِسلام فَيَتَأَلّفني عليه بتزويجها إياي، ويروى بالثاء المثلثة وسنذكره. قال ابن الأَثير: ولو روي: لست بمأْبون، بالنون، لكان وجهاً.والإِبْرَة والمِئْبَرَة، الأَخيرة عن اللحياني: النميمة. والمآبِرُ: النمائم وإفساد ذاتِ البين؛ قال النابغة: وذلـــك مِـــنْ قَـــوْلٍ أَتــاكَ أَقُــولُه ومِـــنْ دَسِّ أَعــدائي إِليــك المــآبرا والإِبْرَةُ: فَسِيلُ المُقْل يعني صغارها، وجمعها إِبَرٌ وإِبَرات؛ الأَخيرة عن كراع. قال ابن سيده: وعندي أَنه جَمْع جَمْعٍ كحُمُرات وطُرُقات. والمِئْبَر: ما رَقّ من الرمل؛ قال كثير عزة: إِلى المِئْبَر الرّابي من الرّملِ ذي الغَضا تَراهــا؛ وقـد أَقْـوَتْ، حـديثاً قـديمُها وأَبَّرَ الأَثَر: عَفّى عليه من التراب. وفي حديث الشُّورى: أَنَّ الستة لما اجتمعوا تكلموا فقال قائل منهم في خطبته: لا تُؤبِّروا آثارَكم فَتُولِتُوا دينكم؛ قال الأَزهري: هكذا رواه الرياشي بإسناد له في حديث طويل، وقال الرياشي: التّأْبِيرُ التعْفية ومَحْو الأَثر، قال: وليس شيء من الدواب يُؤَبِّر أَثره حتى لا يُعْرف طريقه إِلا التُّفَّة، وهي عَناق الأَرض؛ حكاه الهروي في الغريبين.وفي ترجمة بأَر وابْتَأَرَ الحَرُّ قدميه قال أَبو عبيد: في الابتئار لغتان يقال ابتأَرْتُ وأْتَبَرْت ابتئاراً وأْتِباراً؛ قال القطامي: فـــإِن لـــم تـــأْتَبِرْ رَشــَداً قريــشٌ فليـــس لســـائِرِ النـــاسِ ائتِبَـــارُ يعني اصطناع الخير والمعروف وتقديمه.
المعجم: لسان العرب أَبر
المعنى: أَبر : ( {أَبَرَ النَّخْلَ والزَّرْعَ} يَأْبُره) بالضَّمِّ، ( {ويَأبِره) ، بِالْكَسْرِ.} أَبْراً) ، بفَتْحٍ فسكُونٍ، ( {وإِبَاراً} وإِبارةً) ، بكسرِهما: (أَصْلَحه، {كأَبَّره) تَأَبِيراً. } والآبِر: العامِل. ! والمَأُبور: الزَّرْعُ والنَّخْلُ المصْلَحُ وَفِي حَدِيث عليَ رَضِيَ اللهَ عَنْه: (ولَا بِقيَ مِنْكُم {آبِرٌ) أَي رجلٌ يقومُ} بتَأْبِيرِ النَّخلِ وإِصلاحِهَا؛ اسمُ فاعلٍ مِن {أَبَرَ. وَقَالَ أَبو حنيفَة: كل إِصلاحٍ} إِبَارةٌ، وأَنشد قَولَ حُمَيْدٍ: نَّ الحِبَالَةَ أَلْهَتْنِي {إِبَارتُهَا حَتَّى أَصِيدَكُمَا فِي بَعْضهَا قَنَصَا فجَعل إِصلاحَ الحِبَالَةِ إِبارةً. وَفِي الْخَبَر: (خيرُ الالِ مُهْرَةٌ مَأْمورةٌ وسِكَّةٌ} مَأْبورةٌ) ؛ السِّكَّة: الطرِيقَة المُصْطَفَّة من النَّخلِ، {والمَأْبُورة: الملَقَّحة، قَالَ:} أَبَرْتُ النَّخلةَ {وأَبَّرْتها، فَهِيَ مَأْبورة} ومؤَبَّرَةٌ. وَقيل: السِّكَّةُ: سكَّةُ الحَرْثِ، والمَأْبورةُ: المُصْلَحَةُ لَهُ؛ أَراد: خيرُ المالِ نِتَاجٌ أَو زَرْعٌ. وَفِي حديثٍ آخَرَ: (من بَاعه نَخْلاً قد {أُبِّرتْ فَثَمَرَتُها للبائعِ إلَّا أَن يَشْترِطَ امُبْتَاعُ) . قَالَ أَبو مَنْصُور: وذالك أَنه لَا} تُؤبَّر إِلَّا بعد ظُهور ثَمرتِها وانْشِقَاقِ طَلْعِهَا. وَيُقَال: نَخْلةٌ {مُؤَبَّرَةٌ مثل مَأْبورةٍ، والاسمُ مِنْهُ} الإِبار، على وَزنِ الإِزارِ، وروَى أَبو عَمرِو بنُ العَلاءِ قَالَ: يُقَال: نَخْلٌ قد {أُبِّرَت ووُبِرَتْ} وأُبِرَتْ، ثَلاثُ لغاتٍ: فمَن قَالَ: {أُبِّرتْ، فَهِيَ} مُؤَبَّرةٌ، ومَن قَالَ: وُبِرَتْ فَهِيَ مَوْبُورَةٌ، ومَن قَالَ: {أُبِرَتْ فَهِيَ} مَأْبُورة، أَي مُلَقَّحَةٌ. وَقَالَ أَبو عبد الرَّحمان: يُقَال لكلِّ مُصلِحِ صَنْعةٍ: هُوَ {آبِرُهَا. وإِنما قيل للملقِّح:} آبِرٌ؛ لأَنَّه مُصلِحٌ لَهُ، وأَنشد: فإِنْ أَنتِ لمْ تَرْضَيْ بِسَعْيِيَ فاتْرُكِي لِيَ البَيْتَ {آبِرْهُ وكُونِي مَكَانِيَا أَي أُصلِحْه. (و) } أَبَرَ (الكَلْبَ) {أَبْراً (أَطْعَمَه} الإِبْرَةَ فِي الخُبْز) . وَفِي الحَدِيث: (المؤمِن كالكَلْبِ! المَأْبُورِ) . وَفِي حَدِيث مالكِ بن دِينار: (مَثَلُ المؤمنِ مَثَلُ الشّاةِ {المَأْبُورَةِ) ، أَي الَّتِي أَكَلت الإِبرةَ فِي عَلَفها فنَشِبَتْ فِي جَوْفِها؛ فَهِيَ لَا تأْكُلُ شَيْئا، وإِن أَكَلتْ لم يَنْجَع فِيهَا. (و) من المَجاز:} أَبَرَتْه (العَقْرَبُ) {تَأْبُره} وتَأْبِرُه {أَبْراً: لَسَعتْه، أَي ضَرَبَتْه} بإِبرتها. وَفِي المُحكَم: (لَدَغَتْ {بِإبْرَتِها، أَي طَرَفِ ذَنَبِها) . وَفِي الأَساس:} وأَبَرَتْه العقربُ {بِمِئْبَرِها، والجَمْع} مآبِرُ. (و) مِنَ المَجَازِ: {أَبَرَ (فلَانا) ، إِذا (اغتابَه) وآذاه. قَالَ ابنُ الأَعرابيِّ:} أَبَر، إِذا آذَى، {وأَبَرَ، إِذا اغتابَ. } وأَبَر، إِذا لَقَّحَ النَّخْلَ. وأَبَرَ: أصْلَحَ. (و) أَبَرَ (القَوْمَ: أَهْلَكَهم) ، وَمِنْه فِي حديثِ عليَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: (وَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ لَتُخْضَبَنَّ هاذه من هاذه، وأَشار إِلى لِحْيَتِه ورأْسهِ، فَقَالَ الناسُ: لَو عَرَفناه {أَبَرْنَا عِتْرَتَه) أَي أَهلكناهم، وَهُوَ من أَبَرْتُ الكلبَ، إِذا أَطعمتَه الإِبرةَ فِي الخُبْز. قَالَ ابْن الأَثير: هاكذا أَخرجَه الْحَافِظ أَبو مُوسَى الأَصْفَهانيُّ فِي حرفِ الهمزةِ. وَقيل أَبَرْتُه، من البَوارِ، فالهمزةُ زائدةٌ، وسيأْتي. (} والإِبْرَةُ) ، بِالْكَسْرِ: (مِسَلَّةُ الحَدِيدِ. ج {إِبَرٌ) ، بكسرٍ ففتحٍ، (} وإِبارٌ) ، قَالَ القُطَامِيُّ: وقَوْلُ المَرْءِ يَنْفُذُ بعْدَ حِينٍ أَماكِنَ لَا تُجَاوِزُها {الإِبَارُ (وصانَعُه وبائِعُه) هاكذا فِي النُّسَخِ بتذكيرِ الضَّمِيرِ، وَفِي الأُصول كلِّهَا: وصانِعُها: (} الأَبّارُ) . وَفِي التَّهْذِيب: ويُقال للمِخْيَطِ إِبْرَةٌ، وجمعُها إِبَرٌ. وَالَّذِي يُسَوِّي الإِبَرَ يُقَال لَهُ: الأَبّار، (أَو البائعُ {- إِبْرِيُّ) ، بكسرٍ فَسُكُون، (وفَتْحُ الباءِ لَحْنٌ) . وَقد نُسِبَ إِلَى بَيْعِهَا أَبو الْقَاسِم عُمَرُ بنُ منصورِ بنِ يَزِيدَ} - الإِبْرِيُّ، ومحمّدُ بنُ عليِّ بنِ نَصْرٍ الإِبْرِيُّ الحَنَفيُّ، صَدُوقٌ. (و) مِنَ المَجَازِ: {الإِبْرةُ (عَظْمُ وَتَرَةِ العُرْقُوبِ) ، وَهُوَ عُظَيْمٌ لاصِقٌ بالكَعْب. (و) قيل: الإِبْرةُ من الإِنسان: (طَرَفُ الذِّراعِ من اليدِ) الَّذِي يَذْرَعُ مِنْهُ الذَّارِعُ (أَو عَظْمٌ) ، وَفِي بعض النُّسخ: عُظَيْمٌ بِالتَّصْغِيرِ وَهِي الصَّواب (مُسْتَوٍ مَعَ طَرَفِ الزَّنْدِ مِن الذِّراعِ إِلى طَرَفِ الإِصْبَعِ) ، كَذَا فِي المُحْكَمِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: إِبرةُ الذِّراع: طَرَفُ العَظْمِ الَّذِي مِنْهُ يَذْرَعُ الذَّارِعُ. وطَرَفُ عَظْم العَضُدِ الَّذِي يَلِي المِرْفَقَ يُقَال لَهُ: القَبِيحُ، وزُجُّ المِرْفَقِ بَين القَبِيح وَبَين إِبْرةِ الذِّراع، وأَنشد: حتّى تُلاقِي الإِبرةُ القَبِيحَا وَفِي المُحْكَم والأَساسِ: إِبْرَةُ الذِّراعِ: مُسْتَدَقُّهَا. (و) الإِبرةُ أَيضاً: (مَا انْحَدَّ) ، أَي استدَقَّ، (من عُرْقُوبِ الفَرَسِ) ، وَفِي عُرْقُوبَيِ الفَرَسِ إِبْرَتَانِ، وهما حَدُّ كلِّ عُرْقُوبٍ مِن ظاهِرٍ. (و) مِنَ المَجَازِ: الإِبرةُ (فَسِيلُ المُقْلِ) ، يَعْنِي صِغَارَها. (ج إِبَراتٌ) ، بِكَسرٍ فتَحْرِيكٍ، وَضَبطه القفّالُ محرَّكةً، (وإِبَرٌ) كعِنَب. الأَول عَن كُراع. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنه جَمْعُ الجَمْعِ، كحُمُرات وطُرُقات. (و) من الْمجَاز: الإِبرْةُ: (النَّمِيمَةُ) ، وإِفْسَادُ ذاتِ البَيْنِ. (و) الإِبْرة: (شجَرٌ كالتِّينِ) . } والأَبّارُ، (ككَتّانٍ: البُرْغُوثُ) ، عَن الصاغانيّ. (وأَشْيَافُ الأَبّارِ) ، ككَتّانٍ: (دَوَاءٌ للعَيْن) مَعْرُوف، نَقَله الصاغانيّ، وضَبَطَ الأَشْيَافَ بكَسْرِ الْهَمْزةِ والأَبَّارَ بِالتَّشْدِيدِ. ( {والْمِئْبرُ، كمِنْبَرٍ: مَوْضِعُ الإِبْرَةِ. (و) } الْمِئْبَرُ أَيضاً: (النَّميمَةُ، وإِفسادُ ذاتِ البَيْنِ، {كالمئْبَرَةِ) ، عَن اللِّحْيَانيّ. جَمْعُه} مآبِرُ. قَالَ النّابغةُ: وذالك مِنْ قَوْلٍ أَتَاكَ أَقُولُه ومِن دَسِّ أَعدائِي إِلَيْكَ {المآبِرَا ومِن سَجَعات الأَسَاسِ: خَبُثَتْ مِنْهُم المَخَابرُ، فَمَشَتْ بَينهم المآبِرُ. (و) عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ: الْمِئْبَر} والمَأْبَر: (مَا يُلَقَّحُ بِهِ النخْلُ) كالكُشّ. (و) {الْمِئْبَرُ: (مارَقَّ مِن الرَّمْلِ) ، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ: إِلى الْمِئْبَرِ الرّابِي من الرَّمْلِ تَرَاهَا وَقد أَقْوَتْ حَدِيثاً قَدِيمُها وأَبِرَ) الرجلُ، (كفَرِحَ) : صَلَحَ. (} وآبُرُ، كآمُلَ: ة) بسِجِسْتَانَ (مِنْهَا) : أَبو الْحسن (محمّدُ بن الحُسَينِ) بنِ إِبراهيمَ بنِ عاصمٍ (الحافظُ) السَّجْزِيُّ {- الآبُرِيُّ، صَنَّفَ فِي مَنَاقِب الإِمام الشافعيّ كتابا حافلاً رَتَّبه فِي أَربعةٍ وسبعينَ بَابا. } وائتَبَرَه: سَأَلَه أَبْرَ نَخْلِه أَو زَرْعِه) أَن يُصلِحَه لَهُ، قَالَ طَرَفةُ: ولِيَ الأَصْلُ الَّذِي فِي مثلِه يُصْلِحُ الآبِرُ زَرْعَ {المُؤْتَبِرْ الآبِرُ: العامِلُ.} والمُؤْتَبِرُ: رَبُّ الزَّرْعِ. (و) {ائْتَبَر (البِئْرَ: حَفَرها، قيل: إِنه مقلوبٌ من البَأْر. (و) } أُبَيْرٌ (كزُبَيْر: ماءٌ) دُونَ الأَحْسَاءِ، من هَجَرَ، وَقيل: ماءٌ لبني القَيْن، وَقيل: موضعٌ ببلادِ غَطَفَانَ. (و) أُبَيْرُ (بنُ العَلاءِ، مُحَدِّث) ، عَن عِيسَى بنِ عَبْلَةَ، وَعنهُ الواقِدِيُّ. (وعِصْمَةُ بنُ أُبَيْرٍ) التَّيْمِيُّ تَيم الرِّبابِ لَهُ وِفَادةٌ، وقَاتَلَ فِي الرِّدَّةِ مُؤْمِناً، قَالَه الذَّهَبِيُّ فِي التَّجْرِيد. (وعُوَيْفُ بنُ الأَضْبَطِ بنِ أُبَيْرٍ) الدِّيلِيّ، أَسْلَمَ عامَ الحُدَيْبِيَةِ، واسْتُخْلِف على المدينةِ فِي عُمْرَةِ القَضاءِ، صَحَابِيّانِ) . (وبَنُو أُبَيْرٍ: قبيلةٌ) من الْعَرَب. ( {وأَبْرِينُ) ، بالفَتْحِ، (لغةٌ فِي يَبْرِينَ) ، بالياءِ، وسيأْتِي. (} والآبَارُ: مِن كُوَرِ واسِطَ) . نَقَلَه. الصغانيّ. ( {وآبارُ الأَعْرَابِ: ع بَين الأَجْفُرِ وَفَيْدَ) . وَلَا يَخُفَى أَنَّ ذِكْرَهما فِي (بأْر) كَانَ الأَنسبَ، وسيأْتي. (} والمِئْبَرَةُ مِن الدَّوْمِ: أَوَّلُ مَا يَنْبُتُ) ، وَهُوَ بعَيْنهِ فَسِيلُ المُقْلِ الَّذِي تقدَّمَ ذكرُه، لغةٌ {كالإِبْرة، فَكَانَ يَنبغِي أَن يقولَ هُنَاكَ:} كالْمِئْبَرَةِ، ليكونَ أَوفقَ لقاعدتهِ، كَمَا هُوَ ظاهرٌ. (وقولُ عليَ عَلَيْهِ السْلامُ) والرِّضوانُ وَقد أَخرجه الأَئِمَّةُ من حَدِيث أَسماءَ بنتِ عُمَيْسٍ (قيل لعليِّ: أَلَا تَتَزوَّج ابنةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم، فَقَالَ: مَا لي صفراءُ وَلَا بيضاءُ، (ولسْتُ {بمَأْبُورٍ فِي دِينِي) ، فيُوَرِّيَ بهَا رسولُ الله صلّى الله عليْه وسلّم عنِّي، إِني لأَوَّلُ مَن أَسلم) قَالَ ابنُ الأَثِير: والمَأْبُورُ: مَن أَبَرَتُه العقربُ، أَي لَسَعَتْه} بإِبْرَتِها (أَي) لسُ غيرَ الصحيحِ الدِّينِ، وَلَا (بمُتَّهَمٍ فِي دِينِي فيتَأَلَّفَنِي النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم بتَزْوِيجِي فاطمةَ) رَضِي اللهُ عَنْهَا. وَفِي التهذيبِ والنِّهايةِ: (بتزويجِهَا إِيّايَ) . قَالَ: (ويُرْوَى) أَيضاً (المثلَّثَةِ، أَي) لستُ (مِمَّنْ يُؤْثَرُ عنِّي الشَّرُّ) ، وسيأْتِي. قَالَ ابنُ الأَثيرِ: وَلَو رُوِيَ (ولستُ بمَأْبُونٍ) بالنونِ لَكَانَ وَجْهاً. وممّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: {تَأَبَّر الفَسِيلُ، إِذا قَبِلَ} الإِبارَ. قَالَ الراجز: {- تَأَبَّرِي يَا خَيْرةَ الفَسِيلِ إِذْ ضَنَّ أَهْلُ النَّخْلِ بالفُحُولِ يَقُول: تَلَقَّحِي مِن غيرِ} تَأْبِير. وأَبَرَ الرَّجلُ: آذَى، عَن ابنِ الأَعرابيِّ. ويُقَال للِّسَانِ: {مِئْبَرٌ ومِذْرَبٌ ومِفْصَلٌ ومِقْوَلٌ. وأَبَّرَ الأَثَرَ: عَفَّى عَلَيْهِ من التُّرَاب. وَفِي حديثِ الشُّورَى: (لَا} تُؤَبِّرُوا آثارَكم فتُولِتُوا دِينَكم) قَالَ الأَزهريُّ: هاكذا رَواه الرِّياشِيُّ بإِسناده، وَقَالَ: التَّوْبِيرُ: التَّعْفِيَةُ ومَحْوُ الأَثَرِ، قَالَ: وَلَيْسَ شيءٌ من الدَّوابّ {يُؤَبِّر أَثَرَه حَتَّى لَا يُعرَف طَرِيقُه إِلّا عَناق الأَرضِ. حَكَاهُ الهَرَوِيُّ فِي الغَرِيبَيْن، وسيأْتي فِي وبر، وَفِي تَرْجَمَة بأْر. } وابْتَأَرَ الحَرُّ قَدَمَيْه. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِي الابتِئارِ لُغَتَان، يُقَال: {ابتأَرْتُ،} وائْتَبرْتُ {ابْتئاراً} وائْتباراً، قَالَ القُطَاميُّ: فإِنْ لم تَأْتَبِرْ رُشْداً قُرَيْشٌ فَلَيْسَ لسائرِ الناسِ {ائْتِبَارُ يَعْنِي اصطناعَ الخَيرِ والمعروفِ وتَقْدِيمَه، كَذَا فِي اللِّسَان. } وأُبائِرُ، بالضَّمِّ: مَنْهَلٌ بالشَّام فِي جِهَة الشَّمَالِ من حَوْرانَ. ! وأُبَارٌ د كغُرَاب: موضعٌ من نَاحيَة اليمنِ، وَقيل: أَرضٌ من وراءِ بلادِ بني سَعْدٍ. واستدرك شيخُنا: {مَأْبُور: مَوْلَى رسولِ اللهِ صلَّى الله عليْه وسلّم. قلتُ: وَهُوَ الَّذِي أَهداه المُقَوْقِسُ مَعَ ماريةَ وسِيرِينَ. قالَه ابنُ مُصْعَبٍ. وَفِي شُروح الفَصِيح. قولُهم: مَا بِها آبِرٌ، أَي أَحَدٌ. وَفِي الأَساس: وَمن المَجَازِ:} إِبْرَةُ القَرْنِ طَرَفُه. وإِبْرةُ النَّحْلَةِ شَوْكَتُهَا. وَتقول: لَا بُدَّ مَعَ الرُّطَبِ من سُلَّاءِ النَّخْلِ، وَمَعَ العَسَلِ مِن إِبَرِ النَّحْلِ. قلتُ: {والإِبرةُ أَيضاً: كنَايةٌ عَن عُضْو الإِنسان. } وإِبِرّ، بكَسْرتين وتشديدِ الموحَّدةِ: قَريةٌ مِن قُرَى تُونسَ، وَبهَا دُفِنَ أَبو عبد الله محمّدٌ الصِّقِلِّيُّ المعمَّرُ ثَلَاثمِائَة سنةٍ، فِيمَا قِيل.
المعجم: تاج العروس قدح
المعنى: القَدَحُ من الآنية، بالتحريك: واد الأَقداحِ التي للشرب، معروف؛ قال أَبو عبيد: يُرْوِي الرجلين وليس لذلك وقت؛ وقيل: هو اسم يَجْمَعُ صغارها وكبارها، والجمع أَقْداح، ومُتَّخِذُها: قَدَّاحٌ، وصِناعَتُه:القِداحةُ.وقَدَحَ بالزَّنْدِ يَقْدَحُ قَدْحاً واقْتَدَح: رام الإِيراءَ به.والمِقْدَحُ والمِقْداحُ والمِقْدَحَةُ والقَدَّاحُ، كله: الحديدة التي يُقْدَحُ بها؛ وقيل: القَدَّاحُ والقَدَّاحة الحجر الذي يُقْدَحُ به النار؛ وقَدَحْتُ النارَ. الأَزهري: القَدَّاحُ الحجر الذي يُورى منه النار؛ قال رؤبة: والمَـرْوَ ذا القَـدَّاحِ مَضـْبُوحَ الفِلَـقْ والقَدْحُ: قَدْحُك بالزَّنْد وبالقَدَّاح لتُورِيَ؛ الأَصمعي: يقال للذي يُضْرَبُ فتخرج منه النار قَدَّاحة. وقَدَحْتُ في نسبه إذا طعنت؛ ومنه قول الجُلَيْح يهجو الشَّمَّاخَ: أَشــَمَّاخُ، لا تَمْــدَحْ بِعِرْضـِكَ واقْتَصـِدْ فــأَنتَ امْــرُؤٌ زَنْــداكَ للمُتَقــادِحِ أَي لا حَسَبَ لك ولا نَسَب يصح؛ معناه: فأَنت مثل زَنْدٍ من شجر مُتَقادِح أَي رِخْوِ العيدان ضعيفها، إذا حركته الريح حك بعضه بعضاً فالتهب ناراً، فإِذا قُدِحَ به لمنفعة لم يُورِ شيئاً.قال أَبو زيد: ومن أَمثالهم: اقْدَحْ بِدِفْلى في مَرْخٍ؛ مَثَلٌ يضرب للرجل الأَريبِ الأَديب؛ قال الأَزهري: وزِنادُ الدِّفْلى والمَرْخِ كثيرة النار لا تَصْلِدُ.وقَدَحَ الشيءُ في صدري: أَثَّر، من ذلك؛ وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: يَقْدَحُ الشكُّ في قلبه بأَوَّلِ عارِضةٍ من شُبْهةٍ؛ وهو من ذلك.واقْتَدَحَ الأَمرَ: دَبَّره ونظر فيه، والاسم القِدْحة؛ قال عمرو بن العاص: يــا قاتَـلَ اللـهُ وَرْدانـاً وقِـدْحَتَه أَبْــدى، لَعَمْرُكَــ، مـا فـي النَّفْسـِ، وَرْدانُ وَرْدانُ: غلام كان لعمرو بن العاص وكان حَصِيفاً، فاستشاره عمرو في أَمر علي، رضي الله عنه، وأَمر معاوية إِلى أَيهما يذهب، فأَجابه وَرْدانُ بما كان في نفسه، وقال له: الآخرة مع علي والدنيا مع معاوية وما أُراك تختار على الدنيا، فقال عمرو هذا البيت؛ ومَن رواه: وقَدْحَتَه؛ أَراد به مرة واحدة؛ وكذلك جاء في حديث عمرو بن العاص، وقال ابن الأَثير في شرحه ما قلناه، وقال: القِدْحةُ اسم الضرب بالمِقْدَحَةِ، والقَدْحةُ المَرَّة، ضربها مثلاً لاستخراجه بالنظر حقيقةَ الأَمرِ. وفي حديث حذيفة: يكون عليكم أَمير لو قَدَحْتُموه بشعرةٍ أَوْرَيْتُموه أَي لو استخرجتم ما عنده لظهر لضعفه كما يَستخرِجُ القادحُ النار من الزَّند فيُوري؛ فأَما قوله في الحديث: لو شاء الله لجعل للناسِ قِدْحةَ ظُلْمة كما جعل لهم قِدْحةَ نُورٍ، فمشتقٌّ من اقتداح النار؛ وقال الليث في تفسيره: القِدْحةُ اسم مشتق من اقتداح النار بالزَّنْد؛ قال الأَزهري وأَما قول الشاعر: ولأَنْــتَ أَطْيَشــُ، حيـن تَغْـدُو سـادِراً رَعِـشَ الجَنـانِ، مـن القَـدُوحِ الأَقْـدَحِ فإِنه أَراد قول العرب: هو أَطيش من ذُباب؛ وكل ذُباب أَقْدَحُ، ولا تراه إِلا وكأَنه يَقْدَحُ بيديه؛ كما قال عنترة: هَزِجـــاً يَحُـــكُّ ذِراعَـــه بِــذراعِه قَــدْحَ المُكِـبِّ علـى الزِّنـادِ الأَجْـذَمِ والقَدْحُ والقادحُ: أَكالٌ يَقَعُ في الشجر والأَسنان. والقادحُ: العَفَنُ، وكلاهما صفة غالبة. والقادحةُ: الدودة التي تأْكل السِّنّ والشجر؛ تقول: قد أَسرعت في أَسنانه القَوادحُ؛ الأَصمعي: يقال وقع القادحُ في خشبة بيته، يعني الآكِلَ؛ وقد قُدِحَ في السنّ والشجرة، وقُدِحتا قَدْحاً، وقَدَح الدودُ في الأَسنان والشجر قَدْحاً، وهو تَأَكُّل يقع فيه.والقادحُ: الصَّدْعُ في العُود، والسَّوادُ الذي يظهر في الأَسنان؛ قال جَمِيلٌ: رَمَـى اللـهُ فـي عَيْنَيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى وفـي الغُـرِّ مـن أَنيابهـا بالقَوادِحِ ويقال: عُود قد قُدِحَ فيه إذا وَقَعَ فيه القادحُ؛ ويقال في مَثَل: صَدَقَني وَسْمُ قِدْحِه أَي قال الحَقَّ؛ قاله أَبو زيد. ويقولون: أَبْصِرْ وَسْمَ قِدْحِك أَي اعرِف نَفْسَك؛ وأَنشد: ولكـــنْ رَهْـــطُ أُمِّــكَ مــن شــُيَيْمٍ فأَبْصــِرْ وَســْم قِــدْحِكَ فـي القِـداحِ وقَدَحَ في عِرْض أَخيه يَقْدَحُ قَدْحاً: عابه. وقَدَحَ في ساقِ أَخيه: غَشَّه وعَمِلَ في شيء يكرهه. الأَزهري عن ابن الأَعرابي: تقول فلان يَفُتُّ في عَضُدِ فلان ويَقْدَحُ في ساقِه؛ قال: والعَضُدُ أَهل بيته، وساقُه: نفسه.والقَديحُ: ما يبقَى في أَسفل القِدْرِ فيُغْرَفُ بجَهْد؛ وفي حديث أُم زرع: تَقْدَحُ قِدْراً وتَنْصِبُ أُخرى أَي تَغْرِفُ؛ يقال: قَدَحَ القِدْرَ إذا غرف ما فيها؛ وفي حديث جابر: ثم قال ادْعِي خابِزَةً فلْتَخْبِزْ معك واقْدَحِي في بُرْمَتِكِ أَي اغْرِفي. وقَدَحَ ما في أَسفل القِدْرِ يَقْدَحُه قَدْحاً، فهو مَقْدُوحٌ وقَديحٌ، إذا غَرَفَه بجَهْدٍ؛ قال النابغة الذُّبْيانيّ: يَظَـــلُّ الإِمــاءُ يَبْتَــدِرْنَ قَــديحَها كمــا ابْتَــدَرَتْ كلـبٌ مِيـاهَ قَراقِـرِ وهذا البيت أَورده الجوهري: فظَلَّ الإِماءُ، قال ابن بري: وصوابه يظل، بالياء كما أَوردناه؛ وقبله: بَقِيَّــة قِــدْرٍ مــن قُــدُورٍ تُـوُورِثَتْ لآلِ الجُلاحِــ، كــابِراً بعــدَ كــابِرِ أَي يَبْتَدِرُ الإِماءُ إِلى قَديح هذه القِدْر كأَنها ملكهم، كما يبتدر كلبٌ إِلى مياه قَراقِر لأَنه ماؤهم؛ ورواه أَبو عبيدة: كما ابْتَدَرَتْ سَعْدٌ، قال: وقَراقِرُ هو لسعدِ هُذَيْمٍ وليس لكلب. واقتِداحُ المَرَقِ: غَرْفُه. وفي الإِناء قَدْحةٌ وقُدْحة أَي غُرْفةٌ؛ وقيل: القَدْحة المرّة الواحدة من الفعل. والقُدْحَةُ: ما اقْتُدِحَ. يقال: أَعطني قُدْحَةً من مَرَقَتِكَ أَي غُرْفةً. ويقال: يَبْذُلُ قَديحَ قِدْرِه يعني ما غَرَفَ منها؛ والقَديحُ: المَرَقُ.والمِقْدَحُ والمِقْدَحة: المِغْرَفَة؛ وقال جرير: إِذا قِـدْرُنا يومـاً عـن النارِ أُنْزِلَتْ لنــا مِقْـدَحٌ منهـا، وللجـارِ مِقْـدَحُ ورَكِيٌّ قَدُوحٌ: تُغْتَرَفُ باليد.والقِدْحُ، بالكسر: السهمُ قبل أَن يُنَصَّلَ ويُراشَ؛ وقال أَبو حنيفة: القِدْحُ العُودُ إذا بلغ فَشُذِّبَ عنه الغُصْنُ وقُطِعَ على مقدار النَّبْل الذي يراد من الطُّول والقِصَر؛ قال الأَزهري: القِدْحُ قِدْحُ السهم، وجمعه قِداح، وصانعه قَدَّاحٌ أَيضاً. ويقال: قَدَحَ في القِدْحِ يَقْدَحُ وذلك إذا خَرَق في السهم بسِنْخِ النَّصْل. وفي الحديث: أَن عمر كان يُقَوِّمُهم في الصف كما يُقَوِّمُ القَدَّاحُ القِدْحَ؛ قال: وأَوّل ما يُقْطَع ويُقْضَبُ يسمى قِطْعاً، والجمع القُطُوعُ، ثم يُبْرَى فيُسَمَّى بَرِيّاً وذلك قبل أَن يُقَوَّمَ، فإِذا قُوِّمَ وأَنَى له أَن يُراشَ ويُنْصَلَ، فهو القِدْحُ، فإِذا رِيشَ ورُكِّبَ نَصْلُه فيه صار نَصْلاً؛ وقِدْحُ المَيْسِر، والجمع أَقْدُحٌ وقِداحٌ وأَقاديحُ، الأَخيرة جمع الجمع؛ قال أَبو ذؤيب يصف إِبلاً: أَمَّــا أُولاتُ الــذُّرَى منهـا فعاصـِبَةٌ تَجُــولُ، بيــن مَناقِيهـا، الأَقادِيـحُ والكثير قِداحٌ. وقوله فعاصبة أَي مجتمعة. والذُّرى: الأَسْنِمة.وقُدُوحُ الرحْلِ: عِيدانُه، لا واحد لها؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازم: لهــا قَــرَدٌ، كجَثْــوِ النَّمْلـ، جَعْـدٌ تَعَـــضُّ بهــا العَراقِــي والقُــدُوحُ وحديث أَبي رافع: كنت أَعْمَلُ الأَقْداحَ، هو جمع قَدَحٍ، وهو الذي يؤْكل فيه، وقيل: جمع قِدْحٍ، وهو السهم الذي كانوا يَسْتَقْسِمون أَو الذي يُرْمى به عن القوس. وفي الحديث: إِنه كان يُسَوِّي الصفوف حتى يَدَعها مثل القِدْحِ أَو الرَّقِيمِ أَي مثل السهم أَو سَطْرِ الكتابة. وحديث أَبي هريرة: فَشَرِبْتُ حتى استوى بطني فصار كالقِدْح أَي انتصبَ بما حصل فيه من اللبن وصار كالسهم، بعد أَن كان لَصِقَ بظهره من الخُلُوِّ. وحديث عمر: أَنه كان يُطْعِمُ الناس عام الرَّمادة، فاتخذ قِدْحاً فيه فَرْضٌ، أَي أَخذ سهماً وحَزَّ فيه حَزّاً عَلَّمَهُ به، فكان يَغْمِزُ القِدْحَ في الثريد، فإِن لم يَبْلُغْ موضعَ الحَزِّ لامَ صاحبَ الطعام وعَنَّفَه.وفي الحديث: لا تَجْعَلوني كَقَدَح الراكب أَي لا تُؤَخِّرُوني في الذِّكْرِ، لأَن الراكب يُعَلِّقُ قَدَحَه في آخر رَحْلِه عند فراغه من تَرْحاله ويجعله خلفه؛ قال حَسَّان: كما نِيطَ، خَلْفَ الراكبِ، القَدَحُ الفَرْدُ وقَدَحْتُ العينَ إذا أَخرجتَ منها الماءَ الفاسِدَ. وقَدَحَتْ عينُه وقَدَّحتْ: غارت، فهي مُقَدِّحةٌ، وخيل مُقَدِّحةٌ: غائرة العيون، ومُقَدَّحةٌ، على صيغة المفعول: ضامرة كأَنها ضُمِّرَتْ، فُعِلَ ذلك بها.وقَدَّحَ فرسَه تَقْدِيحاً: ضَمَّره، فهو مُقَدَّحٌ. وقَدَحَ خِتامَ الخابية قَدْحاً: فَضَّه؛ قال لبيد: أَغْلِـــي الســـِّباءَ أَدْكَـــنَ عــاتِقٍ أَو جَوْنــةٍ قُــدِحَتْ، وفُــضَّ خِتامُهــا والقَدَّاحُ: نَوْرُ النبات قبل أَن يَتَفَتَّح، اسم كالقَذَّاف.والقَدَّاحُ: الفِصْفِصَةُ الرَّطْبةُ، عِراقِيَّةٌ، الواحدة قَدَّاحة؛ وقيل: هي أَطراف النبات من الورق الغَضِّ؛ الأَزهري: القَدَّاحُ أَرْآدٌ رَخْصَةٌ من الفِصْفِصة. ودارَةُ القَدَّاح: موضع؛ عن كراع.
المعجم: لسان العرب طير
المعنى: طير : (! الطَّيَرَانُ، محرَّكَةً: حَرَكَةُ ذِي الجَنَاح فِي الهَوَاءِ بجَنَاحَيْهِ) ، وَفِي بعضِ الأُمّهاتِ: (بجَناحِهِ) ، ( {كالطَّيْرِ) مثل البَيْع، من بَاعَ يَبِيع (} والطَّيْرُورَةِ) ، مثل الصَّيْرُورَة مِن صارَ يَصِيرُ، وهاذِه عَن اللِّحْيَانِيّ وكُرَاع وابنِ قُتَيْبَة، {طَارَ} يَطِيرُ {طَيْراً} وطَيَراناً {وطَيْرُورَةً. (} وأَطَارَه، {وطَيَّرَه،} وطَيَّرَ بِهِ) {وطَارَ بِهِ، يُعَدَّى بالهَمزةِ وبالتّضْعِيفِ، وبحرفِ الجرّ. (و) فِي الصّحاح:} وأَطارَهُ غيرُه {وطَيَّرَهُ و (} طايَرَهُ) بِمَعْنى. ( {والطَّيْرُ) مَعْرُوف: اسمٌ لجماعَةِ مَا} يَطِير، مُؤنّث (جمعُ {طائِرٍ) ، كصَاحِب وصَحْب والأُنْثى طائِرَةٌ، وَهِي قليلةٌ، قالَه الأَزهريّ. وَقيل: إِنّ} الطَّيْرَ أَصلُه مصدر {طَار، أَو صِفَةٌ، فخُفِّف من طَيِّرٍ، كسَيِّد، أَو هُوَ جَمْعٌ حَقِيقة، وَفِيه نَظرٌ، أَو اسمُ جمْع، وَهُوَ الأَصحُّ الأَقربُ إِلى كَلَامهم، قَالَه شَيخنَا. قلْت: وَيجوز أَن يكون} الطّائرُ أَيضاً اسْما للجَمْع كالجَامِلِ والبَاقِرِ. (وقَدْ يَقَعُ على الواحِدِ) ، كَذَا زَعَمه قُطْرُب، قَالَ ابْن سِيدَه: وَلَا أَدرِي كيفَ ذالك إِلاّ أَنْ يَعْنِيَ بِهِ المصدرَ وقُرِىءَ: {فَيَكُونُ {طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ} (آل عمرَان: 49) . وَقَالَ ثَعْلَب: النّاسُ كلُّهم يَقُولُونَ للواحدِ:} طائرٌ، وأَبو عُبَيْدَةَ مَعَهم، ثمَّ انفَرَدَ فأَجَازَ أَن يُقَال {طَيْر للْوَاحِد، و (ج) أَي جمعه على (} طُيُور) قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهُوَ ثِقَةٌ، (و) جمع الطّائِر ( {أَطْيَارٌ) ، وَهُوَ أَحدُ مَا كُسِّرَ على مَا يُكَسَّرُ عَلَيْهِ مثلُه، ويَجُوز أَن يَكُون الطُّيُورُ جمعَ} طائِرٍ كسَاجِدٍ وسُجُودٍ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: الطّائِرُ: جمْعه طَيْرٌ، مثل صَاحِبٍ وصَحْبٍ، وَجمع الطَّيْرِ طُيُورٌ! وأَطْيَارٌ، مثل فَرْخ وأَفْرَاخ، ثمَّ قَوْله: (بجَناحَيْهِ) إِمّا للتّأْكِيدِ؛ لأَنّه قد عُلِم أَن {الطَّيَرَانَ لَا يكون إِلاّ بالجَنَاحَيْنِ، وإِمّا أَنْ يكونَ للتَّقْيِيدِ، وذالك لأَنّهم قد يَستعملونَ الطَّيَرانَ فِي غَيْر ذِي الجَنَاحِ، كَقَوْل العَنْبَرِيّ: } طَارُوا إِليه زَرَافاتٍ ووُحْدَانَا وَمن أَبيات الكِتَاب: {وطِرْتُ بمُنْصُلِي فِي يَعْمَلاَت (} وتَطَايَرَ) الشَّيْءُ: (تَفَرَّقَ) وذَهَبَ {وطَارَ، وَمِنْه حَدِيث عُرْوَةَ: (حَتَّى} تَطايَرَتْ شُؤُونُ رَأْسِه) أَي تَفرَّقت فَصَارَت قِطَعاً، ( {كاسْتَطَارَ) } وطَارَ، شَاهد الأَوّلِ حديثُ ابنِ مَسْعُودٍ: (فقَدْنَا رسولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفقُلْنَا: اغْتِيلَ أَو {اسْتُطيرَ) أَي ذُهِبَ بِهِ بسُرْعَة، كأَنَّ} الطَّيْر حَمَلَتْه أَو اغْتَالَه أَحدٌ، وشاهِدُ الثَّانِي حديثُ عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا: (سَمِعَتْ من يقولُ: إِنَّ الشُّؤْمَ فِي الدّارِ والمَرْأَةِ، {فطارَتْ شِقَّةٌ مِنْهَا فِي السّمَاءِ وشِقَّةٌ فِي الأَرْضِ) أَي كأَنَّهَا تَفرّقَت وتَقَطَّعَتْ قِطَعاً من شِدَّة الغَضَبِ. (و) } تَطَايَرَ الشيْءُ: (طالَ) ، وَمِنْه الحَدِيث: (خُذْ مَا {تَطَايَرَ من شَعرِكَ) ، وَفِي رِوَايَة: (من شَعْرِ رأْسِك) أَي طالَ وتَفرّق، (} كطَارَ) ، يُقَال: {طارَ الشَّعْرُ، إِذَا طَالَ، وكذَا السَّنَامُ، وَهُوَ مَجَاز، وأَنشد الصاغانيّ لأَبي النَّجْم: وَقد حَمَلْنَ الشَّحْمَ كُلَّ مَحْمِلِ } وطَارَ جِنِّيُّ السَّنَامِ الأَمْيَلِ ويروى: (وَقَامَ) . (و) {تَطَايَرَ (السَّحَابُ فِي السَّمَاءِ) ، إِذا (عَمَّهَا) وتَفَرَّقَ فِي نَوَاحِيها وانْتَشَرَ. (و) من المَجَاز: (هُوَ ساكِنُ} الطّائِرِ، أَي وَقُورٌ) لَا حَرَكةَ لَهُ حتَّى كأَنَّه لَو وَقَعَ عَلَيْهِ طائِرٌ لسَكَنَ ذالك {الطّائِرُ؛ وذالِك لأَنّ الإِنْسَانَ لَو وَقَعَ عَلَيْهِ} طائِرٌ فتحرَّكَ أَدْنَى حَرَكةٍ لفَرّ ذالِك {الطائرُ وَلم يَسْكُنْ، وَمِنْه قولُ بعض الصَّحابةِ: (إِن كُنَّا مَعَ النّبِيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وكَأَنَّ} الطَّيْرَ فَوْقَ رُؤُوسِنَا) ، أَي كأَنّ {الطَّيْرَ وَقعَتْ فوقَ رُؤُوسِنا، فنحنُ نَسْكُن وَلَا نَتَحَرَّك خَشْيةً من نِفَارِ ذالك الطَّيْرِ. كَذَا فِي اللِّسَان. قلْت: وَكَذَا قولُهم: رُزِق فُلانٌ سُكُونَ الطّائِرِ، وخَفْضَ الجَنَاحِ. } وطُيُورُهُم سَواكِنُ، إِذا كانُوا قَارِّينَ، وعَكْسُه: شَالَتْ نَعامَتُهم، كَذَا فِي الأَساس. ( {والطّائِرُ: الدِّمَاغُ) ، أَنشد الفارسيّ: هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنَا فِي نُحورِهِمْ وبِيضاً تَقِيضُ البَيْضَ مِن حَيْثُ} طائِرُ عَنَى {بالطّائِرِ الدِّمَاغَ، وذالك من حيثُ قيلَ لَهُ فَرْخٌ، قَالَ: ونَحْنُ كَشَفْنا عَن مُعَاوِيَةَ الَّتِي هِيَ الأُمُّ تَغْشَى كلَّ فَرْخٍ مُنَقْنِقِ عَنَى بالفَرْخِ الدِّمَاغِ، وَقد تقدّم. (و) من المَجَاز:} الطَّائِرُ: (مَا تَيَمَّنْتَ بِهِ، أَو تَشَاءَمْتَ) ، وأَصلُه فِي ذِي الجَنَاحِ، وقالُوا للشَّيْءِ {يُتَطَيَّرُ بِهِ من الإِنسانِ وغيرِه: طائِر اللَّهِ لَا} طائِركَ. قَالَ ابنُ الأَنْبَارِيّ: مَعْنَاهُ فِعْلُ اللَّهِ وحُكْمُه لَا فِعْلُك وَمَا تَتَخَوَّفُه. بالرَّفْع والنَّصْب. وجَرَى لَهُ الطّائِرُ بأَمْرِ كَذَا. وجاءَ فِي الشَّرّ، قَالَ اللَّهُ عزّ وجلّ: {أَلآ إِنَّمَا! طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ} (الْأَعْرَاف: 131) ، أَي الشّؤْمُ الَّذِي يَلحَقُهم هُوَ الَّذِي وُعِدُوا بِهِ فِي الآخرةِ لَا مَا يَنالُهم فِي الدُّنْيَا. (و) قَالَ أَبو عبيدٍ: الطّائِرُ عندَ العَرَبِ: (الحَظُّ) ، وَهُوَ الَّذِي تُسمِّيه العَرَبُ البَخْت، إِنما قيل للحَظّ من الخَيْرِ والشَّرِّ طائِرٌ، لقَوْل العَرَبِ: جَرَى لَهُ الطَّائِرُ بكَذَا من الْخَيْر أَو الشَّرِّ، على طَرِيق الفَأْلِ {والطِّيَرَةِ، على مَذْهَبِهم فِي تسميةِ الشيْءِ بِمَا كَانَ لَهُ سَبَباً. (و) قيل: الطَّائِرُ: (عمل الإِنْسَانِ الَّذِي قُلِّدَهخ) خَيْره وشَرّه. (و) قيل: (رِزْقُه) ، وَقيل: شَقَاوَتُه وسَعادَتُه، وبكُلَ مِنْهَا فُسِّر قولُه تَعَالَى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ} طاَئِرَهُ فِى عُنُقِهِ} (الْإِسْرَاء: 13) . قَالَ أَبو مَنْصُور: والأَصْل فِي هاذا كلِّه أَن اللَّهَ تَعَالَى لمّا خَلَقَ آدَمَ عَلِمَ قَبْلَ خَلْقِه ذُرِّيَّتَه أَنّه يأْمُرُهُم بتوحِيدِه وطاعَتِه، ويَنْهَاهُمْ عَن مَعْصيَتِه وعَلِمَ المُطِيعَ مِنْهُم والعاصِيَ الظالِمَ لنفسِه، فكَتَبَ مَا عَلِمَه مِنْهُم أَجمعينَ وقَضَى بسَعَادَةِ مَن عَلِمَه مُطِيعاً، وشَقَاوَةِ مَنْ عَلِمَه عاصِياً، فصارَ لكُلِّ مَن عَلِمَه مَا هُوَ صائِرٌ إِليه عندَ حِسابِه، فذالك قَوْله عزّ وجلّ: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَئِرَهُ فِى عُنُقِهِ} . ( {والطِّيَرَةُ) ، بِكَسْر فَفتح، (والطِّيرَةُ) بِسُكُون الياءِ، لُغَة فِي الَّذِي قَبْلَه (} والطُّورَةُ) ، مثل الأَوّل، عَن ابْن دُرَيْد، وَهُوَ فِي بعض اللُّغَات، كَذَا نقلَه الصاغانيّ: (مَا يُتَشَاءَمُ بهِ من الفَأْلِ الرَّدِيءِ) ، وَفِي الحَدِيث: (أَنّه كانَ يُحِبُّ الفَأْلَ ويَكْرَهُ {الطِّيَرَةَ) ، وَفِي آخَرَ: (ثَلاثَةٌ لَا يَسْلَمُ مِنْهَا أَحَدٌ:} الطِّيَرَةُ والحَسَدُ والظَّنُّ، قيل: فَمَا نَصْنَعُ؟ قَالَ: إِذا {تَطَيَّرْتَ فامْضِ، وإِذا حَسَدْتَ فَلَا تَبْغِ، وإِذَا ظَنَنْتَ فَلَا تُصَحِّحْ) . (و) قد (} تَطَيَّرَ بهِ ومِنْهُ) ، وَفِي الصّحاح: {تَطَيَّرْتُ من الشّيْءِ وبالشّيْءِ، والاسمُ مِنْهُ الطِّيَرَةُ، مِثَال العِنَبَةِ، وَقد تُسَكَّنُ الياءُ، انْتهى. وَقيل:} اطَّيَّرَ، مَعْنَاهُ: تَشاءَمَ، وأَصْلُه تَطَيَّرَ. وَقيل للشُّؤْمِ: {طائِرٌ،} وطَيْرٌ،! وطِيَرَةٌ؛ لأَنّ العَرَبَ كَانَ من شَأْنِها عِيَافَةُ {الطّيْرِ وزَجْرُها، والتَّطَيُّرُ ببَارِحِها، ونَعِيقِ غُرَابِها، وأَخْذِها ذَاتَ اليَسَارِ إِذا أَثارُوهَا، فَسَمَّوُا الشُّؤْمَ} طَيْراً {وطائِراً} وطِيَرَةً، لتَشَاؤُمِهِم بهَا، ثمَّ أَعْلَم اللَّهُ عزّ وجَلّ عَلى لِسَانِ رسولِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّ {طِيَرَتَهُم بهَا باطِلَةٌ، وَقَالَ: (لَا عَدْوَى وَلَا} طِيرَةَ وَلَا هَامَةَ) ، وَكَانَ النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلميَتفَاءَلُ وَلَا {يَتَطَيَّرُ، وأَصلُ الفأْلِ الكلمةُ الحَسَنَةُ يَسمَعُها عَلِيلٌ، فيتَأَوَّلُ مِنْهَا مَا يَدُلُّ على بُرْئِهِ، كأَنْ سَمِعَ منادِياً نَادَى رَجُلاً اسمُه سالِمٌ وَهُوَ عَليلٌ، فأَوْهَمَه سَلامَتَه مِن عِلَّتِه، وكذالِك المُضِلُّ يَسْمَعُ رَجُلاً يَقُول: يَا واجِدُ، فيَجِدُ ضالَّتَه،} والطِّيَرَةُ مُضَادَّةٌ للفَأْلِ، وكانَت العَرَبُ مَذْهَبُهَا فِي الفَأْلِ {والطِّيَرَةِ واحِدٌ، فأَثْبَتَ النّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الفَأْلَ واسْتَحْسَنه، وأَبْطَلَ الطِّيَرَةَ ونَهَى عَنْهَا. وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ مصدر} تَطَيَّرَ {طِيَرَةً، وتَخيَّرَ خِيَرَةً، لم يَجِيء من المصادِرِ هاكذا غَيرُهما، قَالَ: وأَصلُه فِيمَا يُقَال} التَّطَيُّرُ بالسَّوانِحِ والبَوَارِحِ من الظِّباءِ {والطَّيْرِ وغيرِهما، وَكَانَ ذالك يَصُدُّهم عَن مَقاصِدِهم، فنفَاه الشَّرْعُ وأَبطَلَه، ونَهَى عَنهُ، وأَخبَرَ أَنّه لَيْسَ لَهُ تَأْثيرٌ فِي جَلْبِ نَفْعً، وَلَا دَفْعِ ضَرَرٍ. (وأَرْضٌ} مَطَارَةٌ) ، بالفَتْح: (كَثيرةُ الطَّيْرِ) ، {وأَطارَت أَرْضُنا. (وبِئْرٌ) } مَطَارَةٌ: (واسِعَةُ الفَمِ) ، قَالَ الشَّاعِر: كَأَن حَفِيفَها إِذْ بَرَّكُوهَا هُوِيُّ الرِّيحِ فِي حَفَرٍ مَطَارِ (و) يُقَال: (هُوَ {طَيُّورٌ فَيُّورٌ) ، أَي (حَدِيدٌ سرِيعُ الفَيْئَةِ) . (و) من المَجاز: يُقَال: (فَرَسٌ} مُطَارٌ) ، (! وطَيّارٌ) ، أَي (حَدِيدُ الفُؤادِ مَاض) ، كَاد أَن يُسْتَطارَ من شِدَّةِ عَدْوِه. ( {والمُسْتَطِيرُ: السّاطِعُ المُنْتَشِرُ) يُقَال: صُبْحٌ} مُسْتَطِيرٌ، أَي ساطِعٌ مُنْتَشِرٌ. {واسْتَطَارَ الغُبَارُ، إِذا انْتَشَرَ فِي الهَوَاءِ، وغُبَارٌ} مُسْتَطِيرٌ: مُنْتَشِرٌ، وَفِي حَدِيث بني قُرَيْظَة: وَهَانَ على سَرَاةِ بني لُؤَيَ حَرِيقٌ بالبُوَيْرَةِ {مُسْتَطِيرُ أَي مُنْتَشِرٌ مُتَفَرِّق، كأَنَّه طارَ فِي نَوَاحِيهَا. (و) } المُسْتَطِيرُ: (الهَائِجُ من الكِلاَبِ ومِنَ الإِبِلِ) ، يُقَال: أَجْعَلَت الكَلْبَةُ. {واسْتَطارَتْ، إِذا أَرادَت الفَحْلَ، وخالَفه اللَّيْثُ، فَقَالَ؛ يخقَال للفَحْلِ من الإِبِلِ: هائج، وللكلبِ} مُسْتَطِيرٌ. (و) من المَجَاز: ( {اسْتَطَارَ الفَجْرُ) وغيرُه، إِذَا (انْتَشَرَ) فِي الأُفُقِ ضَوْءُه فَهُوَ مُسْتَطِيرٌ، وَهُوَ الصُّبْحُ الصادِقُ البَيِّنُ الَّذِي يُحَرِّمُ على الصَّائِمِ الأَكْلَ والشُّرْبَ والجِمَاعَ، وَبِه تَحِلُّ صلاةُ الفَجْرِ، وَهُوَ الخَيْطُ الأَبْيَضُ، وأَمّا المُسْتَطِيلُ، بلام، فَهُوَ المُسْتَدِقُّ الَّذِي يُشَبَّهُ بذَنَبِ السِّرْحانِ، وَهُوَ الخَيْطُ الأَسودُ، وَلَا يُحرِّمُ على الصائمِ شَيْئا. (و) من المَجَاز: اسْتَطارَ (السُّوقُ) ، هاكذا فِي النُّسخ، والصَّوابُ الشَّقّ، أَي} واسْتَطارَ الشَّقُّ، وعبّر فِي الأَساس بالصَّدْعِ، أَي فِي الحائِطِ: (ارْتَفَعَ) وظَهَرَ. (و) اسْتَطارَ (الحائِطُ: انْصَدَعَ) مِن أَوّله إِلى آخِرِه، وَهُوَ مَجَاز. (و) استَطَارَ (السَّيْفَ: سَلَّهُ) وانتَزَعَه من غِمْدِه (مُسْرَعاً) ، قَالَ رُؤْبَةُ: إِذَا {اسْتُطِيرَتْ من جُفُونِ الأَغْمَادْ فَقَأْنَ بالصَّقْعِ يَرَابِيعِ الصَّادْ ويروَى: (إِذَا اسْتُعِيرَتْ) . (و) } اسْتَطَارَت (الكَلْبَةُ) وأَجْعَلَتْ: (أَرادَت الفَحْلَ) ، وَقد تَقَدَّم قَرِيبا. ( {واسْتُطِيرَ) الشيْءُ: (} طُيَّرُ) ، قَالَ الراجز: إِذَا الغُبَارُ المُسْتَطَارُ انْعَقَّا (و) اسْتُطِيرَ (فُلانٌ) {يُسْتَطار} اسْتِطَارَةً، إِذا (ذُعِرَ) ، قَالَ عَنْتَرَةُ يُخَاطب عُمَارَة بن زِيَاد: مَتَى مَا تَلْقَنِي فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ رَوَانِفُ أَلْيَتَيْكَ {وتُسْتَطَارَا (و) } اسْتُطِيرَ (الفَرَسُ) {استِطَارَةً، إِذَا (أَسْرَعَ فِي الجَرْيِ) ، هاكذا فِي النُّسخ، وَالَّذِي فِي اللِّسَانِ والتَّكْمِلَة: أَسْرَعَ الجَرْيَ، (فَهُوَ} مُسْتَطارٌ) ، وَقَول عَدِيّ: كأَنَّ رَيِّقَهُ شُؤْبُوبُ غَادِيَةٍ لمّا تَقَفَّى رَقِيبَ النَّقْعِ {مُسْطارَا أَراد} مُسْتَطاراً، فحَذَفَ التَّاءَ، كَمَا قَالُوا اسْطَعْتَ واسْتَطَعْتَ، ورُوِيَ: (مُصْطاراً) بالصَّاد. ( {والمُطَيَّرُ، كمُعَظَّمٍ: العُودُ) ، قَالَه ابنُ جِنِّي، وأَنشدَ ثَعْلَبٌ للعُجَيْرِ السَّلُولِيّ، أَو للعُدَيْلِ بنِ الفَرْخِ: إِذَا مَا مَشَتْ نَادَى بِمَا فِي ثِيَابِهَا ذَكِيُّ الشَّذَى والمَنْدَلِيُّ} المُطَيَّرُ فإِذا كانَ كذالك كَانَ المُطَيَّرُ بَدَلاً من المَنْدَلِيّ؛ لأَنّ المَنْدَلِيَّ العُودُ الهِنْدِيّ أَيضاً، وَقيل: المُطَيَّرُ ضَرْبٌ من صَنْعَتِه، قَالَه أَبو حَنِيفَةَ. (أَو) المُطَيَّرُ: هُوَ ( {المُطَرَّى مِنْهُ) ، مقلوبٌ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا يُعْجِبُني (و) قَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ (المَشْقُوقُ المَكْسُورُ) مِنْهُ، وَبِه فُسِّرَ البيتُ السابقُ. (و) } المُطَيَّرُ وَفِي التكملة: {المُطَيَّرَةُ: (ضَرْبٌ من البُرُودِ) . (} والانْطِيارُ: الانْشِقاق) والانْصداعُ. (و) فِي المثَل: يُقَالُ للرَّجُلِ ( {طارَ} طائِرُهُ) ، وثارَ ثائِرُه، وفارَ فائِرُه، إِذَا (غَضِبَ) . ( {والمَطِيرَةُ، كمَدِينَةٍ: د، قُرْبَ سُرَّ مَنْ رَأَى) . (} وطِيرَةُ بالكَسْرِ: ة، بِدِمَشْقَ) ، مِنْهَا الحَسَنُ بنُ عَلِيَ {- الطِّيريّ، رَوَى عَنْ أَبِي الجَهْمِ أَحْمَدَ بنِ طَلاّب المَشغَرَانيّ، كَذَا فِي التَّبْصِيرِ، وَعنهُ محمّدُ بنُ حَمْزَةَ التَّمِيمِيّ الثَّقَفِيّ. (و) } طِيرٌ، (بِلَا هاءٍ: ع) كانتْ فِيهِ وَقْعَةٌ. ( {وطِيرَى، كضِيزَى: ة، بأَصْفَهَانَ، وَهُوَ} - طِيرَانِيّ) ، على غيرِ قياسٍ، مِنْهَا: أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الأَنْصارِيّ، والخَطِيبُ أَبو محمّدٍ عبدُ اللَّهِ بنُ محمّد الماسِحُ الأَصْبَهَانِيّ، تَلاَ عَلَيْهِ الهُذَلِيّ ومُحَمّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ شيخٌ لإِسْمَاعِيلَ التَّمِيمِيّ، وعبدُ العزيزِ بنُ أَحمدَ، وأَبو محمَّد أَحْمَدُ بنُ محمّدِ بنِ عليَ، {الطِّيرانِيُّونَ المُحَدِّثُونَ. (} وأَطَارَ المالَ {وطَيَّرَهُ) بينَ القَوْمِ: (قَسَمَه) ، فَطَارَ لكُلَ مِنْهُم سَهْمُه، أَي صارَ لَهُ، وخَرَجَ لَهُ بِهِ سَهْمُه، وَمِنْه قولُ لَبِيد يَذْكُرُ ميرَاثَ أَخِيهِ بينَ وَرَثَتِه، وحِيَازَةَ كلِّ ذِي سَهْمٍ مِنْهُ سَهْمَه: } تَطِيرُ عَدائِدُ الأَشْرَاكِ شَفْعاً ووِتْراً والزَّعامَةُ للغُلامِ والأَشْرَاكُ: الأَنْصِبَاءُ. وَفِي حديثِ عليَ رَضِي الله عَنْه: (فَأَطَرْتُ الحُلَّةَ بينَ نِسَائِي) ، أَي فَرَّقْتُها بينهُنْ وقَسَمْتُهَا فيهِنّ، قا ابنُ الأَثِيرِ: وَقيل: الهَمْزَةُ أَصليّة، وَقد تَقَدّم. ( {والطّائِرُ: فَرَسُ قَتَادَةَ بنِ جَرِير) بنِ إِساف (السَّدُوسِيّ) . (} والطَّيّارُ: فَرَسُ) أَبِي (رَيْسَانَ الخَوْلانِيّ) ، ثمَّ الشِّهابِيّ، وَله يقولُ: لقَدْ فَضَّلَ {الطَّيَّارَ فِي الخَيْلِ أَنَّه يَكِرّ إِذا خَاسَتْ خُيُولٌ ويَحْمِلُ ويَمْضِي على المُرّانِ والعَضْبِ مُقْدِماً ويَحْمِي ويَحْمِيهِ الشِّهَابِيُّ مِنْ عَلُ كَذَا قرأْتُ فِي كتابِ ابنِ الكَلْبِيّ. (} وطَيَّرَ الفَحْلُ الإِبِلَ: أَلْقَحَها كلَّهَا) ، وَقيل: إِنّمَا ذالِك إِذا أَعْجَلَت اللَّقَحَ، وَقد {طَيَّرَت هِيَ لَقَحاً ولَقَاحاً كذالك، إِذا عَجِلَتْ باللّقَاحِ وأَنشد: } طَيَّرَهَا تَعَلُّقُ الإِلْقَاحِ فِي الهَيْجِ قَبْلَ كَلَبِ الرِّيَاحِ (و) من المَجَازِ: (فِيهِ {طَيْرَةٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (} وطَيْرُورَةٌ) ، مثل صَيْرُورَة، أَي (خِفَّةٌ وطَيْشٌ) ، قَالَ الكُمَيْتُ: وحِلْمُكَ عِزٌّ إِذَا مَا حَلُمْ تَ {وطَيْرَتُكَ الصَّابُ والحَنْظَلُ وَمِنْه قولُهُم: ازْجُرِ أَحْنَاءَ} طَيْرِكَ، أَي جَوانِبَ خِفَّتِكَ وطَيْشِك، (و) فِي صِفَةِ الصَّحابَةِ، رضوَان الله عَلَيْهِم: (كَأَنَّ عَلَى رخؤُوسِهِمُ الطَّيْرُ أَي ساكِنُونَ هَيْبَةً) ، وَصَفهم بالسُّكُونِ والوَقَارِ، وأَنَّهُم لم يَكُنْ فيهِم خِفَّةٌ وطَيْشٌ، ويُقَالُ للقَوْمِ إِذا كَانُوا هادِئِينَ ساكِنِينَ: كَأَنَّمَا على رُؤُوسِهِمُ الطَّيْرُ، (وأَصْلُه) أَنّ {الطَّيْرَ لَا يَقَعُ إِلاّ على شيْءٍ ساكِنٍ من المَوَاتِ، فضُرِبَ مثلا للإِنْسَانِ ووَقَارِه وسُكُونِه. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: أَصلُه (أَنَّ الغُرَابَ يَقَعُ عَلَى رأْسِ البَعِيرِ، فيَلْقُطُ مِنْهُ) الحَلَمَةَ والحَمْنانَةَ، أَي (القُرادَ، فَلَا يَتَحَرَّكُ البَعِيرُ) ، أَي لَا يُحَرِّكُ رأْسه (لِئَلاّ يَنْفِرَ عَنهُ الغُرَابُ) . وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: (الرّؤْيَا على رِجْلِ} طائِرٍ مَا لم تُعْبَرْ) كَمَا فِي الحدِيث، أَي لَا يَسْتَقِرّ تأْوِيلُها حتّى تُعْبَر، يريدُ أَنَّها سَرِيعَةُ السُّقُوطِ إِذَا عُبِرَت. ومُطْعِمُ! طَيْرِ السّماءِ: لَقَبُ شَيْبَةِ الحَمْدِ؛ نَحَرَ مائَةَ بَعِير فَرَّقَهَا علَى رُؤُوسِ الجِبَالِ، فأَكَلَتْهَا {الطَّيْرُ. ومِنْ أَمثالِهِمْ فِي الخِصْبِ وكَثْرةِ الخَيْرِ، قَوْلهم: (هُمْ فِي شَيْءٍ لَا} يَطِيرُ غُرَابُه) . وَيُقَال أطير الغعراب، فَهُوَ {مُطَارٌ، قَالَ النَّابِغَة: ولرهط حراب وَقد سُورَة فِي الْمجد لَيْسَ غرابها} بمُطَارِ وَالطير: الِاسْم من {التَّطَيُّرِ، وَمِنْه قَوْلهم: لَا} طَيْرَ إِلَّا {طَيْرُ الله، كَمَا يُقَال: لَا امْر إِلَّا أَمر الله، وَأنْشد الْأَصْمَعِي، قَالَ: أنشدناه الْأَحْمَر: تعلم أَنه لَا} طَيْرَ إِلَّا على {مُتَطَيَّر وَهُوَ الثبور بلَى شئ يُوَافق بعض شئ أحايينا وباطلة كثير} والطَّيْرُ: الْحَظ، وطار لنا: حصل نصيبنا مِنْهُ. {والطَّيْرُ: الشؤم. وَفِي الحَدِيث: " إياك} وطِيَرَاتِ الشَّبَاب، أى زلاتهم، جمع {طِيَرَة. وغبار طيار: منتشر. } واسْتَطارَ البلى فِي الثَّوْب، والصدع فِي الزجاجة: تبين فِي أجزائهما. {واسْتَطَارَت الزجاجة: تبين فِيهَا الانصداع من أَولهَا إِلَى آخرهَا.} واسْتَطَارَ الشَّرّ: انْتَشَر ت. واستطار الْبَرْق: انْتَشَر نفي أفق السَّمَاء. {وطَارَت الْإِبِل بآذانها، وَفِي التكملة: بأذنابها؛ إِذا لقحت. } وطَارُوا سرَاعًا: ذَهَبُوا. {ومَطَارِ، ومطار بِالضَّمِّ وَالْفَتْح موضعان، وَاخْتَارَ ابْن حَمْزَة ضم الْمِيم، وَهَكَذَا أنْشد: حتّى إِذّا كانَ على} مُطَارِ والرّوايَتان صحيحَتانِ، وَسَيذكر فِي " مَطَر ". وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: {مُطَارٌ: وَادٍ مَا بَيْن السَّراةِ والطائِف. } والمُسْطَارُ من الْخمر: أَصله {مُسْتَطَارٌ، فِي قَول بَعضهم، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:} - طِيرِي بمخراق أَشمّ كَأَنَّهُ سليم رماح لم تنله الزعانف فسره فَقَالَ: طيرى، اى اعلقي بِهِ. وَذُو {المَطَارَة، جبل. وَفِي الحَدِيث " رجل مُمْسك بعنان فرسة فِي سَبِيل الله} يَطِيرُ على مَتنه " أى يجريه فِي الْجِهَاد، فاستعار لَهُ {الطَّيَرَانَ. وَفِي حَدِيث وابصة: " فَلَمَّا قتل عُثْمَان} طَارَ قلبى مطارة " أى مَال إِلَى جِهَة يهواها، وَتعلق بهَا. {والمَطَارُ: مَوضِع الطيران. وَإِذا دعيت الشَّاة قيل:} طَيْرْ طير، وَهَذِه عَن الصَّاغَانِي. {والطّيّارُ: لقب جَعْفَر بن أبي طَالب والطيار بن الذَّيَّال: فِي نسب نُبَيْشَة الْهُذلِيّ الصَّحَابِيّ. وَأَبُو الْفرج مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن حمد بن} الطَّيْرِيّ القصيري الضَّرِير، سمع ابْن البطر، وَتُوفِّي فِي الْأَرْبَعين وَخَمْسمِائة. وَإِسْمَاعِيل بن {الطَّيْرِ المقرى بحلب، قَرَأَ علية الْهُذلِيّ. } والطّائِرُ: مَاء لكعب بن كلاب
المعجم: تاج العروس طير
المعنى: الطَّيَرانُ: حركةُ ذي الجَناج في الهواء بِجَنَاحِهِ، طارَ الطائرُ يَطِيرُ طَيْراً وطَيراناً وطَيْرورة؛ عن اللحياني وكراع وابن قتيبة، وأَطارَه وطيَّره وطارَ بِه، يُعَدى بالهمزة وبالتضعيف وبحرف الجر. الصحاح: وأَطارَه غيرُه وطيَّره وطايَرَه بمعنى.والطَّيرُ: معروف اسم لِجَماعةِ ما يَطِيرُ، مؤنث، والواحد طائِرٌ والأُنثى طائرةٌ، وهي قليلة؛ التهذيب: وقَلَّما يقولون طائرة للأُنثى؛ فاَّما قوله أَنشده الفارسي: هُـمُ أَنْشـَبُوا صُمَّ القَنا في نُحورِهمْ، وبِيضـاً تقِيـضُ البَيْـضَ من حيثُ طائرُ فإِنه عَنى بالطائرِ الدِّماغَ وذلك من حيثُ قيل له فرخٌ؛ قال: ونحـنُ كَشـَفْنا، عـن مُعاوِيـةَ، التي هــي الأُمُّ تَغْشــَى كُـلَّ فَـرْخٍ مُنَقْنِـق عَنى بالفرْخ الدماغَ كما قلنا. وقوله مُنَقْنِق إِقراطاً من القول:ومثله قولُ ابن مقبل: كـأَنَّ نَـزْوَ فِـراخِ الهَـامِ، بَيْنهُمُـ، نَـزْوُ القُلاتِـ، زَهاهـا قـالُ قالِينا وأَرضٌ مَطَارةٌ: كَثيرةُ الطَّيْرِ. فأَما قوله تعالى: إِنِّي أَخْلُقُ لكم من الطِّينِ كهَيْئَةِ الطَّيْرِ فأَنْفُخُ فيه فيكون طائراً بإِذن الله؛ فإِن معناه أَخلُق خَلْقاً أَو جِرْماً؛ وقوله: فأَنفخ فيه، الهاء عائدة إِلى الطَّيْرِ، ولا يكون منصرفاً إِلى الهيئة لوجهين: أَحدهما أَن الهَيْةَ أُنثى والضمير مذكر، والآخر أَنَّ النَّفْخَ لا يقع في الهَيْئَةَ لأَنها نوْعٌ من أَنواع العَرَضِ، والعَرَضُ لا يُنْفَخُ فيه، وإِنما يقع النَّفْخُ في الجَوْهَر؛ قال: وجميع هذا قول الفارسي، قال: وقد يجوز أَن يكون الطائرُ اسماً للجَمْع كالجامل والباقر، وجمعُ الطائر أَطْيارٌ، وهو أَحدُ ما كُسِّرَ على ما يُكَسَّرُ عليه مثلُه؛ فأَما الطُّيُورُ فقد تكون جمعَ طائر كساجِدِ وسُجُودٍ، وقد تكون جَمْعَ طَيْرٍ الذي هو اسمٌ للجَمع، وزعم قطرب أَن الطَّيْرَ يقَعُ للواحد؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف ذلك إِلا أَن يَعْني به المصدرَ، وقرئ: فيكون طَيْراً بإِذْنِ الله، وقال ثعلب: الناسُ كلُّهم يقولون للواحد طائرٌ وأَبو عبيدة معَهم، ثم انْفَرد فأَجازَ أَن يقال طَيْر للواحد وجمعه على طُيُور، قال الأَزهري:وهو ثِقَةٌ. الجوهري: الطائرُ جمعُه طَيرٌ مثل صاحبٍ وصَحْبٍ وجمع الطَّيْر طُيُورٌ وأَطْيارٌ مثل فَرْخ وأَفْراخ. وفي الحديث: الرُّؤْيا لأَوَّلِ عابِرٍ وهي على رِجْلِ طائرٍ؛ قال: كلُّ حَرَكَةٍ من كلمة أَو جارٍ يَجْرِي، فهو طائرٌ مَجازاً، أَرادَ: على رِجْل قَدَرٍ جار، وقضاءٍ ماضٍ، من خيرٍ أَو شرٍّ، وهي لأَوَّلِ عابِرٍ يُعَبّرُها، أَي أَنها إذا احْتَمَلَتْ تأْوِيلَين أَو أَكثر فعبّرها مَنْ يَعْرِفُ عَباراتها، وقَعَتْ على ما أَوّلَها وانْتَفَى عنها غيرُه من التأْويل؛ وفي رواية أُخرى:الرُّؤْيا على رِجْل طائرٍ ما لم تُعَبَّرْ أَي لا يستقِرُّ تأْوِيلُها حتى تُعَبِّر؛ يُرِيد أَنها سَرِيعةُ السقُوط إذا عُبِّرت كما أَن الطيرَ لا يستَقِرُّ في أَكثر أَحوالِه، فكيف ما يكون على رِجْلِه؟ وفي حديث أَبي بكر والنسّابة: فمنكم شَيْبةُ الحمدِ مُطْعِم طَيْر السماءِ لأَنه لَمَّا نَحَرَ فِدَاءَ ابنهِ عبدِاللهِ أَبي سيِّدِنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم مائةَ بعير فَرّقَها على رُؤُوس الجِبالِ فأَكَلَتْها الطيرُ. وفي حديث أَبي ذَرٍّ: تَرَكَنَا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وما طائر يَطِيرُ بِجَناحَيْه إِلاَّ عِنْدَنا منه عِلْمٌ، يعني أَنه استوفى بَيانَ الشَّرِيعةِ وما يُحتاج إِليه في الدِّين حتى لم يَبْقَ مُشْكِلٌ، فضَرَبَ ذلك مَثَلاً، وقيل: أَراد أَنه لم يَتْرك شيئاً إِلا بَيَّنه حتى بَيَّن لهم أَحكامَ الطَّيْرِ وما يَحِلّ منه وما يَحْرُم وكيف يُذْبَحُ، وما الذي يفْدِي منه المُحْرِمُ إذا أَصابه، وأَشْباه ذلك، ولم يُرِدْ أَن في الطيرِ عِلْماً سِوى ذلك عَلَّمهم إِيّاه ورَخّصَ لهم أَن يَتَعاطَوا زَجْرَ الطَّيْرِ كما كان يفعله أَهلُ الجاهلية. وقوله عز وجل: ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْه؛ قال ابن جني: هو من التطوع المُشَامِ للتوكيد لأَنه قد عُلِم أَن الطَّيَرانَ لا يكون إِلا بالجَناحَيْنِ، وقد يجوز أَن يكون قوله بِجناحَيْه مُفِيداً، وذلك أَنه قد قالوا: طـــارُوا عَلاهُـــنَّ فَشـــُكْ عَلاهـــا وقال العنبري: طــارُوا إِليــه زَرَافـاتٍ ووُحْـدانا ومن أَبيات الكتاب: وطِــــرْتُ بمُنْصــــُلي فـــي يَعْمَلاتٍ فاستعملوا الطَّيَرانَ في غير ذي الجناح. فقوله تعالى: ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْه؛ على هذا مُفِيدٌ، أَي ليس الغرَضُ تَشْبِيهَه بالطائر ذي الجناحَيْنِ بل هو الطائرُ بِجَناحَيْه البَتَّةَ.والتَّطايُرُ: التَّفَرُّقُ والذهابُ، ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها:سَمِعَتْ مَنْ يَقُول إِن الشؤْم في الدار والمرأَةِ فطارَتْ شِقَّةٌ منها في السماء وشِقَّةٌ في الأَرض أَي كأَنها تفَرَّقَتْ وتقَطَّعَتْ قِطَعاً من شِدّة الغَضَبِ. وفي حديث عُرْوة: حتى تَطَايرتْ شُؤُون رَأْسه أَي تَفَرَّقَتْ فصارت قِطَعاً. وفي حديث ابن مسعود: فَقَدْنا رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، فقُلْنا اغْتِيلَ أَو اسْتُطِيرَ أَي ذُهِبَ به بسُرْعَةٍ كأَنَّ الطيرَ حَمَلَتْه أَو اغْتالَهُ أَحَدٌ. والاسْتِطارَةُ والتَّطايُرُ: التفرُّقُ والذهابُ. وفي حديث علي، كرّم الله تعالى وجهه:فأَطَرْتُ الحُلَّةَ بَيْنَ نِسَائي أَي فَرَّقْتُها بَيْنهن وقَسّمتها فيهن.قال ابن الأَثير: وقيل الهمزة أَصلية، وقد تقدم. وتطايَرَ الشيءُ: طارَ وتفرَّقَ.ويقال للقوم إذا كانوا هادئينَ ساكِنينَ: كأَنما على رؤوسهم الطَّيْرُ؛ وأَصله أَن الطَّيرَ لا يَقَع إِلا على شيء ساكن من المَوَاتِ فضُرِبَ مثَلاً للإِنسان ووَقارِه وسكُونِه. وقال الجوهري: كأَنَّ على رؤوسِهم الطَّيرَ، إذا سَكَنُوا من هَيْبةٍ، وأَصله أَن الغُراب يقَعُ على رأْسِ البَعيرِ فيلتقط منه الحَلَمَةَ والحَمْنانة، فلا يُحَرِّكُ البعيرُ رأْسَه لئلاَّ يَنْفِر عنه الغُرابُ. ومن أَمثالهم في الخصْب وكثرةِ الخير قولهم: هو في شيء لا يَطِيرُ غُرَابُه. ويقال: أُطِيرَ الغُرابُ، فهو مُطارٌ؛ قال النابغة: ولِرَهْـــطِ حَـــرَّابٍ وقِـــدٍّ ســـَوْرةٌ فـي المَجْـدِ، ليـس غرابُهـا بمُطـارِ وفلان ساكنُ الطائِر أَي أَنه وَقُورٌ لا حركة له من وَقارِه، حتى كأَنه لو وَقَعَ عليه طائرٌ لَسَكَنَ ذلك الطائرُ، وذلك أَن الإِنسان لو وقع عليه طائرٌ فتحرك أَدْنى حركةٍ لفَرَّ ذلك الطائرُ ولم يسْكُن؛ ومنه قول بعض أَصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم: إِنّا كنا مع النبي، صلى الله عليه وسلم، وكأَنَّ الطير فوقَ رؤوسِنا أَي كأَنَّ الطيرَ وقَعَتْ فوق رؤوسِنا فنحْن نَسْكُن ولا نتحرّك خَشْيةً من نِفارِ ذلك الطَّيْرِ.والطَّيْرُ: الاسمُ من التَّطَيّر، ومنه قولهم: لا طَيْرَ إِلاَّ طَيْرُ اللهِ، كما يقال: لا أَمْرَ إِلاَّ أَمْرُ الله؛ وأَنشد الأَصمعي، قال: أَنشدناه الأَحْمر: تَعَلَّـــــمْ أَنــــه لا طَيــــرَ إِلاَّ علـــى مُتَطيِّـــرٍ، وهــو الثُّبــورُ بلىــ، شــَيءٌ يُوافِــقُ بَعْـضَ شـيءٍ، أَحايِينــــاً، وبــــاطلُه كَثِيـــرُ وفي صفة الصحابة، رضوان الله عليهم: كأَن على رؤوسهم الطَّيْرَ؛ وصَفَهم بالسُّكون والوقار وأَنهم لم يكن فيهم طَيْشٌ ولا خِفَّةٌ. وفي فلان طِيْرةٌ وطَيْرُورةٌ أَي خِفَّةٌ وطَيْشٌ؛ قال الكميت: وحِلْمُـــك عِــزٌّ، إذا مــا حَلُمْتــ، وطَيْرتُــــك الصــــابُ والحَنْظَـــلُ ومنه قولهم: ازجُرْ أَحْناءَ طَيْرِك أَي جوانبَ خِفّتِك وطَيْشِك.والطائرُ: ما تيمَّنْتَ به أَو تَشاءَمْت، وأَصله في ذي الجناح. وقالوا للشيء يُتَطَيَّرُ به من الإِنسان وغيرِه. طائرُ اللهِ لا طائرُك، فرَفَعُوه على إِرادة: هذا طائرُ الله، وفيه معنى الدعاء، وإِن شئت نَصَبْتَ أَيضاً؛ وقال ابن الأَنباري: معناه فِعْلُ اللهِ وحُكْمُه لا فِعْلُك وما تَتخوّفُه؛ وقال اللحياني: يقال طَيْرُ اللهِ لا طَيْرُك وطَيْرَ الله لا طَيرَك وطائرَ الله لا طائرَك وصباحَ اللهِ لا صَباحَك، قال: يقولون هذا كلَّه إذا تَطَيَّرُوا من الإِنسانِ، النصبُ على معنى نُحِبّ طائرَ الله، وقيل بنصبهما على معنى أَسْأَلُ اللهَ طائرَ اللهِ لا طائِرَك؛ قال:والمصدرُ منه الطِّيَرَة؛ وجَرَى له الطائرُ بأَمرِ كذا؛ وجاء في الشر؛ قال الله عز وجل: أَلا إِنَّما طائرُهم عند الله؛ المعنى أَلا إِنَّما الشُّؤْم الذي يَلْحَقُهم هو الذي وُعِدُوا به في الآخرة لا ما يَنالُهم في الدُّنْيا، وقال بعضهم: طائرُهم حَظُّهم قال الأَعشى: جَــرَتْ لَهُــمْ طَيـرُ النُّحـوسِ بأَشـْأَم وقال أَبو ذؤيب: زَجَـرْت لهـم طَيْـرَ الشمالِ، فإِن تَكُن هَـواكَ الـذي تَهْوى، يُصِبْك اجْتِنابُها وقد تَطَيَّر به، والاسم الطيَرَةُ والطِّيْرَةُ والطُّورةُ. وقال أَبو عبيد: الطائرُ عند العرب الحَظُّ، وهو الذي تسميه العرب البَخْتَ. وقال الفراء: الطائرُ معناه عندهم العمَلُ، وطائرُ الإِنسانِ عَمَلُه الذي قُلِّدَه، وقيل رِزْقُه، والطائرُ الحَظُّ من الخير والشر. وفي حديث أُمّ العَلاء الأَنصارية: اقْتَسَمْنا المهاجرين فطارَ لنا عثمانُ بن مَظْعُون أَي حَصَل نَصِيبنا منهم عثمانُ؛ ومنه حديث رُوَيْفِعٍ: إِنْ كان أَحَدُنا في زمان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لَيَطِير له النَّصْلُ وللآخَر القِدْح؛ معناه أَن الرجُلين كانا يَقْتَسِمانِ السَّهْمَ فيقع لأَحدهما نَصْلُه وللآخر قِدْحُه. وطائرُ الإِنسانِ: ما حصَلَ له في علْمِ الله مما قُدّرَ له. ومنه الحديث: بالمَيْمونِ طائِرُه؛ أَي بالمُبارَكِ حَظُّه؛ ويجوز أَن يكون أَصله من الطَّيْرِ السانحِ والبارِحِ. وقوله عز وجل:وكلَّ إِنْسانٍ أَلْزَمْناه طائرَه في عُنُقِه؛ قيل حَظُّه، وقيل عَمَلُه، وقال المفسرون: ما عَمِل من خير أَو شرّ أَلْزَمْناه عُنُقَه إِنْ خيراً فخيراً وإِن شرّاً فشرّاً، والمعنى فيما يَرَى أَهلُ النّظر: أَن لكل امرئ الخيرَ والشرَّ قد قَضاه الله فهو لازمٌ عُنُقَه، وإِنما قيل للحظِّ من الخير والشرّ طائرٌ لقول العرب: جَرَى له الطائرُ بكذا من الشر، على طريق الفَأْلِ والطِّيَرَةِ على مذهبهم في تسمية الشيء بما كان له سبباً، فخاطَبَهُم اللهُ بما يستعملون وأَعْلَمَهم أَن ذلك الأَمرَ الذي يُسَمّونه بالطائر يَلْزَمُه؛ وقرئ طائرَه وطَيْرَه، والمعنى فيهما قيل: عملُه خيرُه وشرُّه، وقيل: شَقاؤه وسَعادتُه؛ قال أَبو منصور: والأَصل في هذا كله أَن الله تبارك وتعالى لما خَلَقَ آدمَ عَلِم قبْل خَلْقِه ذُرِّيَّتَه أَنه يأْمرهم بتوحيده وطاعتِه وينهاهم عن معْصيته، وعَلِم المُطِيعَ منهم والعاصيَ الظالمَ لِنفْسه، فكتَبَ ما علِمَه منهم أَجمعين وقضى بسعادة من عَلِمَه مُطِيعاً، وشَقاوةِ من عَلِمَه عاصياً، فصار لكلِّ مَنْ عَلِمه ما هو صائرٌ إِليه عند حِسَابِه، فذلك قولُه عز وجل: وكلَّ إِنسان أَلْزَمْناه طائرَه؛ أَي ما طار له بَدْأً في عِلْم الله من الخير والشر وعِلْمُ الشَّهادةِ عند كَوْنِهم يُوافقُ علْمَ الغيب، والحجةُ تَلْزَمهُم بالذي يعملون، وهو غيرُ مُخالف لما عَلِمَه اللهُ منهم قبل كَوْنِهم. والعرب تقول: أَطَرْتُ المال وطَيَّرْتُه بينَ القومِ فطارَ لكلٍّ منهم سَهْمُه أَي صارَ له وخرج لَدَيْه سَهْمُه؛ ومنه قول لبيد يذكرُ ميراثَ أَخيه بين ورَثَتِه وحِيازةَ كل ذي سهمٍ منه سَهْمَه: تَطيـــرُ عَــدائِد الأَشــْراكِ شــَفْعاً ووَتْـــــراً، والزَّعامـــــةُ لِلْغُلام والأَشْرَاكُ: الأَنْصباءُ، واحدُها شِرْكٌ. وقوله شفعاً ووتراً أَي قُسِم لهم للذكر مثلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ، وخَلَصَت الرِّياسةُ والسِّلاحُ للذكور من أَولاده.وقوله عز وجل في قصة ثمود وتَشاؤُمهم بِنَبِيّهم المبعوث إِليهم صالحٍ، عليه السلام: قالوا اطَّيَّرنا بك وبِمَنْ معك، قال طائركم عند الله؛ معناه ما أَصابَكم من خير وشر فمن الله، وقيل: معنى قولهم اطَّيَّرْنا تَشَاءَمْنا، وهو في الأَصل تَطَيَّرنا، فأَجابَهم الله تعالى فقال: طائرُكُم مَعَكم؛ أَي شُؤْمُكم معَكم، وهو كُفْرُهم، وقيل للشُؤْم طائرٌ وطَيْرٌ وطِيَرَة لأَن العرب كان من شأْنها عِيافةُ الطَّيْرِ وزَجْرُها، والتَّطَيُّرُ بِبَارِحها ونَعِيقِ غُرابِها وأَخْذِها ذَاتَ اليَسارِ إذا أَثارُوها، فسمّوا الشُّؤْمَ طَيْراً وطائراً وطِيرَةً لتشَاؤُمهم بها، ثم أَعْلَم الله جل ثناؤه على لسان رسوله، صلى الله عليه وسلم أَن طِيَرَتَهم بها باطِلَةٌ. وقال: لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ ولا هامةَ؛ وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يَتفاءَلُ ولا يَتَطَيَّرُ، وأَصْلُ الفَأْلِ الكلمةُ الحسَنةُ يَسْمعُها عَلِيلٌ فَيَتأَوَّلُ منها ما يَدُلّ على بُرْئِه كأَن سَمِع منادياً نادى رجلاً اسمه سالم، وهو عَليل، فأَوْهَمَه سلامَتَه من عِلّته، وكذلك المُضِلّ يَسْمع رجلاً يقول يا واجدُ فيَجِدُ ضالّته؛ والطِّيَرَةُ مُضادّةٌ للفَأْلِ، وكانت العربُ مَذهبُها في الفَأْلِ والطِّيَرَةِ واحدٌ فأَثبت النبي، صلى الله عليه وسلم، الفَأْلَ واسْتَحْسَنه وأَبْطَلَ الطِّيَرَةَ ونَهَى عنها. والطِّيَرَةُ من اطَّيَّرْت وتطَيَّرت، ومثل الطِّيَرة الخِيَرَةُ. الجوهري تطَيَّرْت من الشيء وبالشيء، والاسم منه الطِّيَرَةُ، بكسر الطاء وفتح الياء، مثال العِنَبةِ، وقد تُسَكَّنُ الياءُ، وهو ما يُتَشاءمُ به من الفَأْل الردِيء. وفي الحديث: أَنه كان يُحِبُّ الفأَلَ ويَكْرَهُ الطِّيَرَةَ؛ قال ابن الأَثير: وهو مصدرُ تطَيَّر طِيَرَةً وتخَيَّر خِيَرَةً، قال: ولم يجئ من المصادر هكذا غيرهما، قال: وأَصله فيما يقال التطَيُّرُ بالسوانح والبوارِح من الظبَاءِ والطَّيْرِ وغيرهما، وكان ذلك يَصُدُّهم عن مقاصِدِهم فنَفاه الشْرعُ وأَبْطَلَه ونهى عنه وأَخْبَر أَنه ليس له تأْثيرٌ في جَلْب نَفْع ولا دَفْع ضَرَرٍ؛ ومنه الحديث: ثلاثة لا يَسْلَم منها أَحَدٌ: الطِّيَرَةُ والحَسَدُ:والظنُّ، قيل: فما نصْنعُ؟ قال: إذا تَطَيَّرْتَ فامْضِ، وإِذا حَسَدْتَ فلا تَبْغِ، وإِذا ظَنَنْتَ فلا تُصَحِّحْ. وقوله تعالى: قالوا اطَّيّرْنا بِك وبِمَنْ معَك؛ أَصله تَطَيّرنا فأُدْغمَتِ التاء في الطاء واجْتُلِبَت الأَلفُ لِيصحَّ الابتداءُ بها. وفي الحديث: الطِّيَرَةُ شِرْكٌ وما مِنّا إِلاَّ... ولكن اللهَ يُذْهِبُه بالتَّوَكُّل؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء الحديث مقطوعاً ولم يذكر المستثنى أَي إِلا قد يَعْتَرِيه التَّطيُّرُ ويَسْبِقُ إِلى قَلْبه الكراهةُ، فحذف اختصاراً واعتماداً على فهم السامع؛ وهذا كحديثه الآخر: ما فينا إِلا مَنْ هَمَّ أَوْ لَمَّ إِلا يحيى بن زكَرِيّا، فأَظْهَر المستثنى، وقيل: إِن قولَه وما منّا إِلا من قول ابن مسعود أَدْرَجَه في الحديث، وإِنما جَعَل الطِّيَرَة من الشِّرك لأَنهم كانوا يعتقدون أَن الطَّيْرَ تجْلُب لهم نفعاً أَو تدفع عنهم ضرَراً إذا عَمِلُوا بِمُوجَبه، فكأَنهم أَشركوه مع الله في ذلك، وقولُه: ولكن الله يُذْهبُه بالتوكل معناه أَنه إذا خَطَرَ له عارضُ التَّطيُّرِ فتوكل على الله وسلم إِليه ولم يعمل بذلك الخاطرِ غفَره الله له ولم يُؤاخِذْه به. وفي الحديث: أَباكَ وطِيراتِ الشَّباب؛ أَي زلاَّتهم وعَثَراتهِم؛ جمع طِيرَة. ويقال للرجل الحَدِيد السريع الفَيْئَةِ: إِنه لَطَيُّورٌ فَيُّورٌ. وفرس مُطارٌ: حديدُ الفُؤاد ماضٍ.والتَّطايُر والاسْتِطارةُ: التفرُّق. واسْتَطارَ الغُبارُ إذا انْتَشر في الهواء. وغُبار طيّار ومُسْتَطِير: مُنْتَشر. وصُبْحٌ مُسْتَطِير.ساطِعٌ منتشر، وكذلك البَرْق والشَّيْب والشرُّ. وفي التنزيل العزيز:ويَخافُون يوماً كان شَرُّه مُسْتَطِيراً. واسْتَطارَ الفجرُ وغيره إذا انتشر في الأُفُق ضَوءَهُ، فهو مُسْتَطِير، وهو الصُّبْح الصادق البيّنُ الذي يُحَرِّم على الصائم الأَكلَ والشربَ والجماعَ، وبه تحلّ صلاة الفجر، وهو الخيط الأَبيض الذي ذكره الله عز وجل في كتابه العزيز، وأَما الفجر المستطيل، باللام، فهو المُسْتَدقّ الذي يُشَبَّه بذَنب السِّرْحان، وهو الخيط الأَسود ولا يُحَرِّم على الصائم شيئاً، وهو الصبح الكاذب عند العرب.وفي حديث السجود والصلاة ذكرُ الفجر المُسْتَطِير، هو الذي انتشر ضوءه واعْتَرض في الأُفُقِ خلاف المستطيل؛ وفي حديث بني قريظة: وهــانَ علــى ســَراةِ بنــي لُــؤَيٍّ حَرِيقٌـــ، بـــالبُوَيْرةِ، مُســـْتَطِيرُ أَي منتشر متفرّق كأَنه طارَ في نواحيها. ويقال للرجل إذا ثارَ غضبُه: ثارَ ثائِرُه وطارَ طائِرُه وفارَ فائِرُه. وقد اسْتطارَ البِلى في الثوب والصَّدْعُ في الزُّجاجة: تَبَيّن في أَجزائهما. واسْتَطارَت الزُّجاجةُ: تبيّن فيها الانصداعُ من أَوّلها إِلى آخرها. واسْتطارَ الحائطُ: انْصدَع من أَوله إِلى آخره؛ واسْتطارَ فيه الشَّقّ: ارتفع. ويقال: اسْتطارَ فلانٌ سَيْفَه إذا انْتَزَعه من غِمْدِه مُسْرعاً؛ وأَنشد: إِذا اسـْتُطِيرَتْ مـن جُفـون الأَغْمـادْ، فَقَــأْنَ بالصــَّقْع يَرابِيــعَ الصـادْ واسْتطارَ الصَّدْعُ في الحائط إذا انتشر فيه. واسْتطارَ البَرْقُ إذا انتشر في أُفُقِ السماء. يقال: اسْتُطِيرَ فلانٌ يُسْتَطارُ اسْتِطارةً، فهو مُسْتَطار إذا ذُغِرَ؛ وقال عنترة: مــتى مـا تَلْقَنيـ، فَرْدَينِـ، تَرْجُـفْ رَوانِــــفُ أَلْيَتَيـــكَ وتُســـْتطارا واسْتُطِير الفرسُ، فهو مُسْتَطارٌ إذا أَسْرَع الجَرْيَ؛ وقول عدي: كـــأَنَّ رَيِّقَـــه شــُؤْبُوبُ غادِيــةٍ، لمـا تَقَفَّـى رَقِيـبَ النَّقْـعِ مُسـْطارا قيل: أَراد مُسْتَطاراً فحذف التاء، كما قالوا اسْطَعْت واسْتَطَعْت. وتَطايَرَ الشيءُ: طال. وفي الحديث: خُذْ ما تَطايَرَ من شَعرِك؛ وفي رواية: من شَعرِ رأْسِك؛ أَي طال وتفرق. واسْتُطِير الشيءُ أَي طُيِّر؛ قال الراجز: إِذا الغُبــارُ المُســْتطارُ انْعَقّــا وكلبٌ مُسْتَطِير كما يقال فَحْلٌ هائِجٌ. ويقال أَجْعَلَت الكلبةُ واسْتطارت إذا أَرادت الفحلَ. وبئر مَطارةٌ: واسعةُ الغَمِ؛ قال الشاعر: كـــأَنّ حَفِيفَهـــا، إِذ بَرّكوهـــا، هُــوِيّ الرِّيــحِ فــي جَفْــرٍ مَطــارِ وطَيّر الفحلُ الإِبلَ: أَلْقَحها كلَّها، وقيل: إِنما ذلك إذا أَعْجَلت اللَّقَحَ؛ وقد طَيَّرَت هي لَقَحاً ولَقاحاً كذلك أَي عَجِلت باللِّقاح، وقد طارَتْ بآذانها إذا لَقِحَتْ، وإِذا كان في بطن الناقة حَمْل، فهي ضامِنٌ ومِضْمان وضَوامِنُ ومَضامِينُ، والذي في بطنها ملقوحةٌ وملقوح؛ وأَنشد: طَيّرهـــــا تعَلُّــــقُ الإِلْقــــاح، فــي الهَيْجِــ، قبـل كلَـبِ الرِّيـاحِ وطارُوا سِراعاً أَي ذهبوا. ومَطارِ ومُطارٌ، كلاهما: موضع؛ واختار ابن حمزة مُطاراً، بضم الميم، وهكذا أَنشد، هذا البيت: حـــتى إذا كـــان علـــى مُطــار والروايتان جائزتان مَطارِ ومُطار، وسنذكر ذلك في مطر. وقال أَبو حنيفة: مُطار واد فيما بين السَّراة وبين الطائف. والمُسْطارُ من الخمر: أَصله مُسْتَطار في قول بعضهم. وتَطايَرَ السحابُ في السماء إذا عَمّها. والمُطَيَّرُ: ضَرْبٌ من البُرود؛ وقول العُجَير السلولي: إِذا ما مَشَتْ، نادى بما في ثِيابها، ذَكِــيٌّ الشـَّذا، والمَنْـدَليُّ المُطيَّـرُ قال أَبو حنيفة: المُطَيَّر هنا ضربٌ من صنعته، وذهب ابن جني إِلى أَن المُطَيَّر العود، فإِذا كان كذلك كان بدلاً من المَنْدليِّ لأَن المندلي العُود الهندي أَيضاً، وقيل: هو مقلوب عن المُطَرَّى؛ قال ابن سيده: ولا يُعْجِبني؛ وقيل: المُطَيَّر المشقَّق المكسَّر، قال ابن بري: المَنْدَليّ منسوب إِلى مَنْدَل بلد بالهند يجلب منه العود؛ قال ابن هَرْمَة: أُحِــبُّ الليــلَ أَنّ خَيــالَ ســَلْمى، إِذا نِمْنــا، أَلــمَّ بنــا فَــزارا كــأَنّ الرَّكْبَـ، إِذ طَرَقَتْكَـ، بـاتوا بمَنْـــدَلَ أَو بِقـــارِعَتَيْ قِمَـــارا وقِمار أَيضاً: موضع بالهند يجلب منه العُود. وطارَ الشعر: طالَ؛ وقول الشاعر أَنشده ابن الأَعرابي: طِيـــرِي بِمِخْـــراقٍ أَشـــَمَّ كــأَنه سـَلِيمُ رِمـاحٍ، لـم تَنَلْـه الزَّعـانِفُ طِيرِي أَي اعْلَقي به. ومِخْراق: كريم لم تنله الزعانف أَي النساء الزعانف، أَي لم يَتزوّج لئيمةً قط. سَلِيم رِماح أَي قد أَصابته رماحٌ مثل سَلِيم الحيّة. والطائرُ: فرس قتادة بن جرير. وذو المَطارة: جبل. وقوله في الحديث: رجل مُمْسِكٌ بَعِنانِ فَرسه في سبيل الله يَطِير على مَتْنِه؛ أَي يُجْرِيه في الجهاد فاستعار له الطَيرانَ.وفي حديث وابِصَة: فلما قُتل عثمان طارَ قَلْبي مَطارَه أَي مال إِلى جهة يَهواها وتعلّق بها. والمَطارُ: موضع الطيَرانِ.
المعجم: لسان العرب