المعجم العربي الجامع
فَنَارٌ
المعنى: 1. "يَتَقَدَّمُ الْجُمُوعَ بِفَنَارِهِ": الْمِشْعَلُ، الْمِصْبَاحُ. 2. "اِبْتَهَجَ رُكَّابُ السَّفِينَةِ بِرُؤْيَةِ الْفَنَارِ": مِصْبَاحٌ فَوْقَ مَنَارَةٍ عَالِيَةٍ يُرْشِدُ السُّفُنَ إِلَى الْمَوَانِئِ، مَنَارٌ.
صيغة الجمع: ات
المعجم: معجم الغني فَنارٌ
المعنى: مَنارة، مِصباح قَويّ الضَّوء يُنصَب على سارِيَة عالية أو شِبْه بُرج مُرتفِع لإرشاد السُّفُن في البحار إلى طُرُق السَّيْر وتَجنُّب مَواطِن الخَطَر.
المعجم: القاموس الفنار
المعنى: مصباح قوي الضوء يُنصَب على سارية عالية، أو شبه برج مرتفع لإرشاد السفن في البحار والمحيطات إلى طرق السير وتجنّب مواطن الخطر. (وهو المنار محرَّفاً).
المعجم: الوسيط الفَنارُ
المعنى: المَنارَةُ، مِصباحٌ قَوِيٌّ فَوقَ مَنارَةٍ أَوْ سارِيَةٍ أَوْ بُرْجٍ يَهْدي الضّالّينَ في الصَّحْراءِ أَوِ البَحْرِ. [فنر]
المعجم: القاموس نسطس
المعنى: نسطس نِسْطَاسٌ، بالكَسْر، أَهَملَه الجوْهريُّ: وَهُوَ عَلَمٌ. ونِسْطَاسٌ بالرُّومِيَّةِ: العالِمُ بالطِّبِّ، نقلَه الصّاغَانِيُّ. وعَبَيْدُ بنُ نِسْطَاس العامِرِيُّ البَكَّائِيّ الكُوفِيُّ: محدِّثٌ. وممّا يُسْتَدْركَ عَلَيْه: النِّسْطاسُ: رِيشُ السَّهْمِ. هَكَذَا فُسَّرَ بهِ حَديثُ قُسٍّ، وَلَا تُعرَفُ حَقيقَتُه، كَذَا فِي اللِّسَانِ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: نَسْطَوِيسُ، بالفَتْح: قَرْيَتَانِ بِمصْرَ، إِحْدَاهُمَا بالقُرْب مِن فُوَّةَ، وتُعْرَف بنَسْطَوِيسِ الرُّمَّانِ، وَمِنْهَا الزَّيْنُ الفَنَارِيُّ بنُ أَبي بَكْرِ بنِ محَمّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ الضَّرِيرُ، سَمِعَ عَليّ الدِّيَمِيِّ والسَّخاوِيِّ وزَكَرِيّا والشّادي والمَشْهَدِيِّ. وَمِنْهَا أَيْضاً عبد الوَهّاب بنُ عليِّ بنِ حَسَنٍ المَالِكِيُّ، نَزِيلُ الظّاهِرِيّةِ، قَرَأَ على الحافِظ ابنِ حَجَرٍ، وسَمِع البُخَارِيَّ عَليّ مَشايخِ الظَّاهرِيّة، مَاتَ سنة وَالثَّانيَِة مِن قُرى الغَربِيَّة، تُعْرَف بِنَسْطَوِيسِ البَصَلِ.
المعجم: تاج العروس رأُفٍّ
المعنى: رأُفٍّ } رَأْفٌ، بِالْفَتْحِ: ع، كَمَا فِي العُبَابِ، أَو رَمْلَةٌ، قَالَ الشَاعرُ: (وتَنْظُرُ من عَيْنَىْ لِيَاحٍ تَصَيَّفَتْ ... مَخَارِمَ مِنْ أَجْوَازِ أَعْفَرَ أَو {رَأْفَا) } والرَّأْفُ أَيْضاً: الْخَمْرُ، عَن ابنِ عَبَّادٍ، وأَنْشَدَ غيرهُ للقُطَامِيِّ: (ورَأْفٍ سلاَفٍ شَعْشَعَ التَّجْرُ مَزْجَهَا ... لنَحْميِ ومَا فِينَا عَنِ الشُّرْبِ صَادِفُ) ويُرْوَى: ورَاحٍ، وَهَذِه الرِّوايةُ أَصَحُّ وأَكْثَرُ، قَالَهُ الصَّاغَانِيُّ. الرَّأْفُ: الرَّجُلُ الرُّحِيمُ، {كالرَّؤُفِ،} والرَّؤُوفِ، وهما لُغَتَانِ، وَقد قُرِيءَ بِهِمَا، وشَاهِدُ الأُولَى، مَا أَنْشَدَهُ ابنُ الأَنْبَارِيِّ: (فَآمِنُوا بِنَبِيٍّ لاَ أَبَا لَكُمُ ... ذِي خَاتَمٍ صَاغَهُ الرَّحْمنُ مَخْتُومَ) ( {رَأْف رَحِيمٍ بِأَهْلِ الْبِرِّ يَرْحَمُهُمْ ... مُقَرَّبٍ عِنْدَ ذِي الْكُرٍ سِيِّ مَرْحُومِ) وشاهِدُ الثَّانِيَةِ، قَوْلُ جَرِيرٍ يَمْدَحُ هِشَامَ بنَ عبدِ المَلِكِ: (تَرَى لِلْمُسْلِمِينَ عَلَيْكَ حَقّاً ... كَفِعْلِ الْوَالِدِ} الرَّؤُفِ الرَّحِيمِ) وشَاهِدُ الثالثةِ، قَوْلُ كَعْبِ بنِ مالكٍ الأَنْصَارِيِّ: (نُطِيعُ نَبِيَّنَا ونُطِيعُ رَبَّاً ... هُوَ الرَّحْمنُ كَانَ بِنَا {رَؤُوفَا) أَو} الرَّأْفَةُ: أَشَدُّ الرَّحْمَةِ أَو أَرَقُّهَا كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَالَّذِي فِي المُجْمَلِ: أَنَّهَا مُطْلَقُ الرَّحْمَةِ وأَخَصُّ، وَلَا تكادُ تَقَعُ فِي الكراهِيَةِ، والرَّحْمَةُ قد تَقَعُ فِي الكَراهِيَةِ لِلْمَصْلحةِ، وَقَالَ الفَخْرُ الرَّازِيُّ: الرأْفَةُ: مُبالَغَةٌ فِي رَحْمَةٍ مَخْصُوصَةٍ، من دَفْعِ المَكْرُوهِ، وإِزالَةِ الضُّرِّ، وإِنّما ذَكَرَ الرَّحْمَةَ بعدَها ليَكوُنَ أَعَمَّ وأَشْمَلَ، نَقلَهُ الفَنَارِيُّ فِي حَوَاشِي المُطَوَّلِ، قَالَ: وَهُوَ الأَنْسَبُ لِنَظْمِ القُرْآنِ، قَالَ شيخُنَا: وَفِيه رَدٌّ على النَّاصِرِ البَيْضاوِيِّ، فِي قَوْلِهِ: إِنَّهُ أُخِّرَ لِمُرَاعَاةِ الفَوَاصلِ، وَهَذَا لَيْسَ مِن شَأْنِ الكلامِ البَلِيغِ، فتَأَمَّلْ. و ( {رَأَفَ اللهُ تَعَالَى بِكَ، مُثَلَّثَةً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن أَبي زَيْدٍ، وَقَالَ: كُلٌّ مِن كلامٍ العربِ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: ومَن لَيَّنَ الهَمْزةَ قَالَ:} رَوُفَ، فجَعلَهَا وَاواً، مِنْهُم من يَقُول: {رَافَ،} يَرَافُ، رَافاً، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي زَيد أَيضاً، يُقَال أَيضاً: {رَاوَفَ اللهُ بك،} رَأْفَةً، ورَأْفَةً، {وَرَأَفاً مُحَرَّكَةً، أَي: فيهمَا، كَمَا هُوَ مُقْتَضَى سِياقِةِ، والصَّوَابُ أَنَّ الثانِي بالمَدِّ، كَمَا هُوَ فِي الصِّحاحِ، واللِّسَانِ، والعُبَابِ، وَبِه قَرَأَ الخَلِيلُ. وَهُوَ رَأْفٌ، بِالْفَتْحِ، وكَنَدُسٍ، وكَتِفٍ، وصَبُورٍ، وصَاحِبٍ، وَقد تقدَّمَ شاهدُ الأُولَى الثانِيَةِ، والرَّابِعَةِ. وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:} الرَّؤُوفُ، مِن) الأَسْمَاءِ الحُسْنَى: هُوَ الرَّحِيمُ لِعِبَادهِ، العَطُوفُ عَلَيْهِم بأَلْطَافِهِ. {وتَراءَفَ الوَالِدُ بوَلَدِهِ، وَيُقَال: مالِبَنِى فُلانٍ لَا} يَتَرَاءَفُون، واسْتَرْأَفَهُ: اسْتَعْطَفَهُ.
المعجم: تاج العروس نكت
المعنى: نكت : (النَّكْتُ: أَنْ تَضْرِبَ فِي الأَرْضِ بقَضِيبٍ فَيُؤَثِّرَ) بطَرَفِ (فِيهَا) وفِي الحَدِيثِ: (فَجَعَلَ يَنْكُتُ بقَضِيبٍ) . وَفِي المُحْكَم: النَّكْتُ: قَرْعُكَ الأَرْضَ بِعُودٍ أَوْ بِإِصْبَعٍ، وَفِي الحَدِيثِ: (بَينا هُوَ يَنْكُتُ إِذا انْتَبَهَ) أَي يُفَكِّرُ ويُحَدِّثُ نَفْسَهُ، وأَصْله من النَّكْتِ بالحَصَى، ونَكَتَ الأَرْضَ بالقضِيب، وَهُوَ أَنْ يُؤثّر فِيهَا بطَرَفِه فِعْلَ المفَكِّرِ الهَمْهُومِ. وَفِي حديثِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ (دَخلْتُ المَسْجهدَ فإِذَا الناسُ نَيْكُتُونَ بالحَصَى) أَي يَضْرِبُون بِهِ الأَرْضَ. (و) مَرَّ الفَرسُ ينْكُتُ، وَهُوَ (أَن يَنْبُوَ الفَرَسُ) عَن الأَرْضِ فِي عَدْوِه. (والنَّاكِت) أَن يُحَزَّ مِرْفَقُ البَعِيرِ فِي جَنْبِه. وَفِي الصّحاح: قَالَ العَدَبَّسُ الكِنَانِيّ النَّاكِت: (أَنْ يَنْحَرِفَ مِرْفَقُ البَعِيرِ حَتّى يَقَعَ عَلَى) وَفِي نُسْخَة: فِي (الجَنْبِ فَيخْرِقَهُ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ وَمثله فِي الصّحاح، وَفِي غَيرهَا: فيَحُزَّ فِيه، وَمثله فِي غيرِ ديوانٍ. وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ قَالَ: إِذا كَانَ أَثَّرَ فِيهِ قِيلَ: بِهِ نَاكِت، فإِذا حَزَّ فِيهِ قِيلَ: بِهِ حَازٌّ. وَعَن اللَّيْث: النَّاكِتُ بالبَعِيرِ الناحزُ، وَهُوَ أَنْ يَنْكُتَ مِرْفَقُه حرْفَ كِرْكِرَتِه، فَتَقول: بهِ نَاكِتٌ. ويَقْرُبه عبارةُ الأَسَاس. (و) فِي العيْنٍ نُكْتَةٌ: بَياضٌ أَو حُمْرَةٌ. (النُّكْتَةُ، بالضَّمِّ) هِيَ (النُّقْطَةُ) . وَنقل شيخُنَا عَن الفنَارِيّ فِي حَاشِيَة التَّلْوِيحِ: النُّكْتَةُ هِيَ اللَّطِيفةُ المُؤَثِّرةُ فِي القَلْب، من النَّكْتِ، كالنُّقْطَةِ من النَّقْطِ، وتُطْلَقُ عَلَى المَسَائل الحَاصلَة بالنَّقْل المُؤَثِّرة فِي القَلْبِ، الَّتِي يُقَارِنُهَا نَكْتُ الأَرْضِ غَالِباً بِنَحْوِ الإِصْبَع. (ج نِكَاتٌ، كبِرَامٍ) فِي بُرْمَة، وَهُوَ قليلٌ شاذٌّ، كَمَا صرّحَ بِهِ ابنُ مالِكٍ، وابنُ هِشَامٍ، وغيرُ وَاحِد، وحَكى بعضٌ فِيهَا الضَّمَّ، قالَ الفَيُّومِيّ: وَهُوَ عامّيٌّ، وقالَ الشِّهَاب فِي شرح الشّفاءِ: وسُمِعَ فِيهِ أَيضاً نُكَاتٌ، بالضَّمّ، قَالَ: وقِيلَ: أَلِفُه للإِشْباعِ، قَالَ شيخُنا: قلت: فيَدْخُل فِي بابِ رِخُالٍ، ويُزاد على أَفْراده، وَقَالُوا فِي جمعِها: نُكَتٌ أَيضاً على الْقيَاس كغُرْفَةٍ وغُرَفٍ، نَقلَها غيرُ واحدٍ وإِنْ أَغْفَلَها المُصَنّف. قلت: وَفِي الأَساس: وَمن المَجازِ: جَاءَ بِنُكْتَةٍ، ونُكَتٍ فِي كَلامِه، و (قد نَكَّتَ) فِي قَولِه. (و) فِي حَدِيث الجُمعة (فإِذَا فِيهَا نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ) ، أَي أَثَرٌ قلِيلٌ، كالنُّقْطَةِ (شِبْه الوَسَخِ فِي المِرْآةِ) والسَّيْفِ ونَحْوِهِما، وكلُّ نَقْطٍ فِي شيْءٍ خالَفَ لَونَه: نَكْتٌ. والنُّكْتَة أَيضاً: شِبْهُ وَقْرَةٍ فِي العَيْنِ. (و) من المَجاز: رَجُلٌ مُنَكِّتٌ ونَكَّاتٌ، وزَيْدٌ نَكَّاتٌ، وزَيْدٌ نَكَّاتٌ فِي الأَعْراضِ. (النَّكّات: الطَّعّان فِي النَّاسِ) مثل النَّكّازِ والنَّزّاكِ. (و) قَالَ الأَصْمِعِيّ: طَعَنَ ف (نَكَتَه) إِذا (أَلْقاهُ على رَأْسِهِ) ، وَقَالَ الجوهريّ: يُقَال: طَعَنه فنَكَته، أَي أَلْقاهُ على رَأْسِهِ (فَانْتَكَتَ) هُوَ، وَفِي حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ (ثمَّ لِأَنْكُتَنَّ بِكَ الأَرْضَ) أَي أَطْرَحُكَ على رَأْسِكَ. وَفِي حديثِ ابْنِ مَسْعُودٍ (أَنَّهُ ذَرَقَ عَلى رَأْسِهِ عُصْفُورٌ فنَكَتَه بِيَدِهِ) ، أَي رَماه عَن رَأْسِه إِلى الأَرْضِ. (وَرُطَبَةٌ مُنَكِّتَةٌ، كمُحَدِّثَةٍ) ، إِذا (بَدَا فِيها الإِرْطابُ) . ومِما يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: النَّكِيتُ: المَطْعُونُ فِيه. ويُقال للعَظْمه المَطْبُوخ فِيهِ المُخّ، فيُضْرَبُ بِطَرَفِه رَغِيفٌ أَو شَيْءٌ لَيَخْرُجَ مُخُّهُ: قَدْ نُكِتَ، فَهُوَ مَنْكُوتٌ. ونَكَتَ فِي العِلْمِ بِمُوافَقَةِ فُلانٍ (أَو مُخَالَفَةِ فُلانٍ) أَشَارَ، وَمِنْه قَوْلُ بَعْضِ العُلَماءِ فِي قولِ أَبي الحَسَنِ الأَخفش: قد نَكَتَ فِيهِ بخِلافِ الخَلِيلِ. والطَّلِفَةُ المُنْتَكتَةُ هِيَ طَرَفُ الحِنْوِ من القَتَبِ والإِكافِ إِذا كانَتْ قَصِيرَةً فنَكَتَتْ جَنْبَ البَعيرِ إِذا عَقَرَتْه. ونَكَتَ العَظْمَ، إِذا أَخْرَجَ مُخَّهُ، رواهُ أَبو تُرابٍ عَن أَبي العَمَيْثَل، وَقد تَقَدّم فِي نَقَتَ. ونَكَتَ كِنَانَتَه: نَثَرَها.
المعجم: تاج العروس سري
المعنى: سري : (ى ( {السُّرَى، كالهُدَى: سَيْرُ عامَّةِ اللّيْلِ) لَا بَعْضه، كَمَا تَوهَّمه الفناري، قالَهُ شيْخُنا. وَفِي المِصْباح: قالَ أَبو زيْدٍ: ويكونُ أَوَّلَ الليْلِ وأَوْسَطه وآخِرَه. وَالَّذِي فِي المُحْكم: سَيْرُ اللّيْل عامَّةً. وبالتَّأَمُّل يَظْهَرُ أَنَّ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الفناري ليسَ بوَهْم. يُؤَنَّثُ (ويُذَكَّرُ) ، وَلم يَعْرفِ اللّحْيانيّ إلاَّ التَّأْنيث، شاهِدُ التَّذْكير قَوْلُ لبيدٍ: قلتُ هَجِّدْنا فقد طالَ السُّرَى وقَدَرْنا إِن خَنَى الدَّهْر غَفَلْقال ابنُ سِيدَه ويجوزُ أَن يُزيدَ طالَتِ السُّرَى فحذَفَ علامَةَ التَّأْنِيثِ لأنَّه ليسَ بمُؤَنَّثٍ حَقِيقيَ. (} سَرَى) فلانٌ ( {يَسْرِي} سُرًى {ومَسْرًى} وسَرْيَةً، ويُضَمُّ) . قالَ الفيومي: والفتْحُ أَخَصّ. وَفِي الصِّحاح: يقالُ: {سَرَيْنا} سَرْيةً واحِدَةً، والاسمُ {السُّرْيَةُ، بالضمِّ،} والسُّرَى. ( {وسِرايَةً) ، وقيلَ: هُوَ اسمٌ أَيْضاً، والمَصْدرُ} سَرْى؛ كَمَا فِي المِصْباحِ. وَفِي الصِّحاحِ: {السِّرايَةُ: سُرَى الليْلِ، وَهُوَ مَصْدرٌ، ويَقلُّ فِي المَصادِرِ أَن تجيءَ على هَذَا البِناءِ لأنَّه مِن أَبْنِيةِ الجَمْعِ، يدلُّ على صحَّةِ ذلكَ أَنَّ بعضَ العَرَبِ يُؤنَّثَ} السُّرَى والهُدَى، وهم بَنُو أَسَدٍ، توهُّماً أنَّهما جَمْعُ. . سُرْيَةٍ وهُدْيَةٍ. ( {وأَسْرَى) } إسْراءً، كِلاهُما بمعْنىً، وبالأَلِفِ لُغَةُ الحِجاز، وجاءَ القُرْآن بهما جَمِيعاً:! فَأسر بأَهْلِكَ بقطعٍ مِن الليْلِ، والليْلُ إِذا {يَسْرِ، سُبْحان الَّذِي} أَسْرَى؛ قالَ حسَّانُ بنُ ثابتٍ: حَيِّ النَّضِيرَةَ رَبَّةَ الخِدْرِ {أَسَرَتْ إليكَ وَلم تكُنْ} تُسْرِي ( {واسْتَرَى) :} كأسْرَى؛ قالَ الهُذَليُّ: وخَفُّوا فأَمَّا الحابِلُ الجَوْنُ {فاسْتَرى بلَيلٍ وأَمَّا الحَيُّ بعدُ فأَصْبَحُواوقالَ كثيِّرٌ: أَرُوحُ وأَغْدُو من هَواكِ} وأَسْتَرِي وَفِي النَّفْسِ مِمَّا قَدْ عَمِلْتِ عَلاقِمُ ( {وسَرَى بِهِ} وأَسْراهُ و) أَسْرى (بِهِ) : أَي يُسْتَعْملان مُتعدِّيَيْن بالباءِ إِلَى مَفْعول. (و) أَمَّا قوْلُه تَعَالَى: {سُبْحان الَّذِي ( {أَسْرَى بعَبْدِه لَيْلاً) } ، وَإِن كانَ} السُّرَى لَا يكونُ إلاَّ لَيْلاً أنَّه (تَأْكِيدٌ) كقَوْلِهم: {سِرْتُ أَمْسِ نَهَارا والبارِحَة لَيْلًا؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ. (أَو مَعْنَاهُ: سَيَّرَه) ؛ كَمَا فِي التَّهْذِيبِ. وقالَ عَلَم الدِّيْن السَّخاوِي فِي تَفْسيرِه: إنَّما قالَ لَيْلًا والإِسْراءُ لَا يكونُ إلاَّ باللَّيْل، لأنَّ المدَّةَ الَّتِي} أَسْرى بِهِ فِيهَا لَا تُقْطَعُ فِي أَقَل مِن أَرْبَعِين يَوْماً فقُطِعَتْ بِهِ فِي لَيْلٍ واحِدٍ؛ فكانَ المَعْنى سُبحان الَّذِي {أَسْرَى بعَبْدِه فِي لَيْلٍ واحِدٍ من كَذَا وَكَذَا، وَهُوَ مَوْضِعُ التَّعجُّبِ، وإنَّما عَدَلَ عَن لَيْلةٍ إِلَى لَيْلٍ لأنَّهم إِذا قَالُوا} سَرَى لَيْلَةً كانَ ذلكَ فِي الغالِبِ لاسْتِيعابِ اللّيْلة {بالسُّرَى، فقيلَ لَيْلاً أَي فِي لَيْلٍ، انتَهى نقلَهُ عبدُ القادِرِ البَغْدادِي فِي حاِشَيَةِ الْكَعْبِيَّة. وجَعَلَهُ الرَّاغبُ مِن السّراةِ وَهِي الأَرْضُ الواسِعَةُ، وأَصْلُه من الواوِ،} أَسْرَى مِثْلُ أَجْبَل وأَتْهَم، أَي ذَهَبَ بِهِ فِي! سَراةٍ مِن الأرْضِ وَهُوَ غَرِيبٌ. ( {والسَّرَّاءُ، كشَدَّادٍ: الكثيرُ} السُّرَى) باللّيْل؛ نقلَهُ الأزْهريُّ. ( {والسَّارِيَةُ: السَّحابُ} يَسْرِي لَيْلاً) ؛ قالَ النابَغَةُ: {سَرَتْ عَلَيْهِ من الجَوْزاءِ} سارِيَةٌ تُزْجِي الشّمالُ عَلَيْهِ جامِدَ البَرَدوقيلَ: هِيَ السَّحابَةُ الَّتِي بينَ الغادِيَةِ والرَّائِحَة. وقالَ اللَّحْيانيُّ: هِيَ المَطْرَة الَّتِي تكونُ باللَّيْل؛ وقالَ كعبٌ: تَنْفي الرَّياحُ القَذَى عَنهُ وأَفْرَطَه من صَوْبِ {ساريةٍ بيضٌ يَعالِيلُ (ج} سَوارٍ. (و) {السَّارِيَةُ: (الأُسطُوانَةُ) ؛ زادَ صاحِبُ البارِع: من حَجَرٍ أَو آجُرَ، والجَمْعُ} السَّوارِي. (و) {السَّارِيَةُ: (د بطَبَرِسْتانَ) ، ويُعْرَفُ} بسارِيَةِ مَازَنْدَرَان، (مِنْهُ: بُنْدَارُ بنُ الخَليلِ) الزاهدُ ( {السَّرَوِيُّ) ، بالتَحْرِيكِ، رَوَى عَن مُسْلم بنِ إبراهيمَ، وَعنهُ أحمدُ بنُ سعيدِ بنِ عُثْمان الثَّقفيِّ. (} وسارِيَةُ بنُ زُنَيمِ) بنِ عَمْروِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ جابِرِ بنِ محميةَ بنِ عبدِ بنِ عدِيِّ بنِ الديلِ الخلجيُّ الكِنانيُّ (الَّذِي نادَاهُ عُمَرُ، رضِي الله عَنهُ على المِنْبَرِ، وسارِيَةُ بنَهاوَنْدَ) فقالَ: يَا! سارِيَة: الجَبَلِ الجَبَل، فسَمِعَ صَوْتَهُ وكانَ يُقاتِلُ العَدُوَّ فانْحازَ بهم إِلَى الجَبَل فسَلِم مِن مَكِيدتِهم، وَهَذِه الكَرامَةُ ذَكَرَها غيرُ واحِدٍ من أَصْحابِ السِّيَرِ، وَقد ذَكَرَه ابنُ سَعْدٍ وأَبو مُوسَى وَلم يَذْكُر مَا يدلُّ لَهُ على صُحْبتِه، لكنَّه أَدْرَك، وذكَرَه ابنُ حبَّانِ فِي ثِقاتِ التابِعين قالَ: رَوَى عَن أَنَسٍ وعنَه أَبو حزَرَةَ يَعْقوبُ بنُ مجاهِدٍ، (وكانَ أَشَدَّ النَّاسِ حَصْراً) ، هَكَذَا فِي النسخِ، أَي مَحْصوراً، أَو هُوَ بالضَّادِ المُعْجمة أَي عَدْواً وَهُوَ الظاهِرُ. وفاتَهُ: سارِيَةُ بنُ أَوْفَى: لَهُ وِفادَةٌ، ويقالُ عَقَدَ لَهُ النَّبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على {سرِّيَةٍ. (و) سارِيَةُ (بنُ عَمْرٍ والحَنَفِيُّ صاحِبُ خالِدِ بنِ الوَليدِ) ، رضِي اللَّهُ عَنهُ، قَالَ لَهُ: إِن كانَتْ لكَ فِي أَهْلِ اليَمامَةِ حاجَةٌ فاسْتَبْق هَذَا، يَعْنِي مَجاعَة بن مرارَةٍ. (و) سارِيَةُ (بنُ مَسْلَمَةَ بنِ عُبَيْدِ) بن ثَعْلَبَةَ بنِ يَرْبُوعِ بن ثَعْلبَةَ بن الدولِ (الحَنَفيُّ أَيْضاً) ، كِلاهُما مِن حنيفَةَ، ومِن ولدِ الأخيرِ خُلَيْدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ زهيرِ بنِ سارِيَةَ وَلِيَ خُرَاسان، قالَهُ ابنُ الكَلْبي. وَفِي التّابِعِين: سارِيَةُ بنُ عبدِ اللَّهِ رَوَى عَن ابنِ مَسْعودٍ، وَعنهُ سالِمُ بنُ أَبي الجَعْد. (} والسَّرِيَّةُ) ، كغَنِيَّةٍ: قِطْعَةٌ مِن الجَيْشِ، فَعِيلَةٌ بمعْنَى فاعِلَةٍ، لأنَّها تَسْري فِي خُفْيَةٍ لَيْلاً لئَلاَّ يَنْذَر بهم العَدُوُّ فيَحْذروا، وَهِي (مِنْ خَمْسةِ أَنْفُسٍ إِلَى ثَلَثمِائَةٍ، أَو) هِيَ مِن الخَيْل نَحْو (أَرْبعمائَةٍ) . وَفِي النِّهايَةِ يَبْلغُ أَقْصاها أَرْبعمائَة، والجَمْعُ {السَّرايا} والسَّرِيات. فِي الصَّحاحِ: يقالُ: خَيْرُ {السَّرايا أَرْبُعمائةِ رجُلٍ. وَفِي فَتْح البارِي:} السَّرِيَّةُ مِن مِائَةٍ إِلَى خَمْسمائةٍ فَمَا زادَ فَمنْسِر، كمَجْلِسٍ، فَإِن زادَ على ثَمانمِائةٍ فجَيْش، فَإِن زادَ على أَرْبعةِ آلافٍ فجيْش جَرَّار. وَفِي النَّهايةِ: قيلَ: سَرِيَّة لأنَّهم يكونونَ خُلاصَة العَسْكرِ وخِيارَهم مِن الشيءِ! السَّرِيّ وَهُوَ النَّفِيس، وقَوْل مَنْ قالَ لأنَّهم يُنَفِّذُونَ سرّاً وخُفْيَة، ليسَ بالوَجْه لأنَّ لامَ السّر راو، وَهَذِه ياءٌ فتأَمَّل. ( {وسَرَّى) قائِدُ الجيْشِ سَريَّةً (} تَسْرِيَةً: جَرَّدَها) إِلَى العَدُوِّ لَيْلاً (و) {السَّرِيَّةُ: (نَصْلٌ صَغيرٌ) قَصِيرٌ (مُدَوَّرٌ) مُدَمْلَك لَا عَرْضَ لَهُ، وَقد يكونُ تَحْتَ الأرضِ. ثمَّ إنَّ سِياقَ المصنِّف ظاهِرٌ أنَّه من مَعَاني} السَّرِيَّةِ، كغَنِيَّة، لِكَوْنِه مَعْطوفاً على مَا قَبْلَه، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ فِيهِ السِّرْية، بالكَسْر، وتَخْفيفِ الياءِ، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكَم، لأنَّه بَعْد مَا ذَكَرَه قالَ: وَقد تكونُ هَذِه الياءُ واواً لأنَّهم قَالُوا السِّرْوة فقَلَبُوها يَاء لقُرْبها مِن الكَسْرةِ. وَفِي التكملة: وقالَ الأصْمعيُّ: السِّرْيةُ، بالكَسْرِ، مِن النِّصالِ، لُغَةٌ فِي السِّرْوةِ، فتأَمَّل فإنَّ فِي عِبارَةِ المصنِّفِ سَقْطاً. ( {وسَرَى عِرْق الشَّجَر) } يَسْرِي {سَرْياً: إِذا (دَبَّ تَحْتَ الأرضِ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه والأزْهريُّ. (و) } سَرَى (متاعَهُ) {يَسْرِيه} سَرْياً: (أَلْقاهُ على ظَهْرِ دابَّتِه) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه. (و) {السَّرِيُّ، (كغَنِيَ: نَهْرٌ) ، قالَهُ ثَعْلَب. وقيلَ: هُوَ الجَدْولُ؛ قالَهُ ابنُ عبَّاس، وَهُوَ قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ وفَسَّرُوه بأنَّه: (نَهْرٌ (صَغيرٌ يَجْرِي إِلَى النَّخْلِ) ؛ قالَ لبيدٌ يَصِف نَخْلاً على نَهْر: سُحُقٌ يُمَتِّعُها الصّفا} وسَرِيُّهُ عُمٌّ نَواعِمُ بَيْنهُنَّ كُرومُوبه فُسِّر قوْلُه تَعَالَى: {قد جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ {سَرِيّاً} . (ج} أَسْرِيَةٌ {وسُرْيانٌ) ، كرَغِيفٍ وأَرْغِفَةٍ ورُغْفان. قالَ الجوهرِيُّ: وَلم يُسْمَع فِيهِ} بأَسْرِياءَ. (والَّزاهِدُ السَّقَطِيُّ) ، محرَّكةً: هُوَ السَّرِيُّ بنُ الْمُغلس (م) مَعْروفٌ صحِبَ أَبا مَحْفوظ مَعْروف بن فَيْرُوز الكَرْخيّ، وَعنهُ ابنُ أُخْتِه الجُنَيْد البَغْدادِيّ؛ (وجماعَةٌ) آخَرُون مِنْهُم: {السَّريُّ بنُ سَهْل عَن ابْن عليَّة؛} والسَّريُّ بنُ عبدِ اللَّهِ السّلَميُّ؛ والسَّريُّ بنُ عبد الحميد وغيرُهم. (وغَنْمُ بنُ {سُرَيَ، كسُمَيَ، فِي) نَسَبِ (الخَزْرَجِ، وَمن ذُرِّيَّتِه: طَلْحَةُ بنُ البَراءِ الصَّحابيُّ) ، وسهيلُ بنُ رافِعٍ صاحِبُ الصَّاع، رضِيَ الله عَنْهُمَا، من ولدِ سُرَيِّ بن سَلَمَة ابنِ أنيفٍ. (وَفِي بَني حنيفَةَ سُرَيٌّ أَيْضاً) ، وَهُوَ سُرَيُّ بنُ سَلمةَ بنِ عبيدٍ، ومِن ذُرِّيَّتِه: البَعِيثُ الشاعِرُ فِي زَمَنِ الفَرَزْدق. وفاتَهُ: } سُرَيُّ بنُ كَعْبٍ الأزْديُّ رَوَى عَنهُ الثَّوْري. (و) {السَّراءُ، (كسَماءٍ: شَجَرٌ) تُتَّخَذُ مِنْهُ القِسِيُّ، (واحِدَتُه بهاءٍ) ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لزهيرٍ يَصِفُ وحْشاً: ثلاثٌ كأَقْواسِ} السَّراءِ وناشِطٌ قد انحَصَّ من لَسِّ الغَمِير جحافِلُهْ ( {والسَّراةُ: أَعْلى كلِّ شيءٍ) ، وَمِنْه} سَراةُ النهارِ أَعْلاهُ؛ وَكَذَا سَراةُ الجَبَلِ. ووَقَعَ فِي نسخِ الصِّحاحِ: سَراةُ النهارِ وَسَطُه، ونَبَّهوا أَنَّ الصَّوابَ فِيهِ أَعْلاهُ. ( {وسَراةُ مُضافَةً إِلَى) عدَّةِ قَبائِل ومَواضِع فَمِنْهَا:} سَراةُ (بَجيلَةَ وزَهْرانَ وعَنْزٍ) ، بفَتْحٍ فسكونٍ، (والحِجْرِ) ، بالكسْرِ؛ (و) سَراةُ (بَني القَرْنِ) ، بالفتْحِ، (و) سَراةُ (بَني شَبانَةَ، و) سَراةُ (المَعافِرِ وفيهَا قُرًى وجِبالٌ) ومِياهٌ؛ (و) سَراةُ (الكُراعِ وفيهَا قُرًى أَيْضاً، و) سَراةُ (بَني سَيْفٍ، و) سَراةُ (خَتْلانَ) ؛ بفتْحِ الخاءِ المعْجمةِ وسكونِ المُثَنَّاةِ الفَوْقِيَّة؛ (و) سَراةُ (أَلْهانَ؛ و) سَراةُ (المَصانِع، و) سَراةُ (قُدُمٍ) ، بضمَّتَيْن؛ (و) سَراةُ (هَتُومٍ) ، كصَبُورٍ؛ (و) سَراةُ (الطَّائِفِ وَهَذِه غَوْرُها مكَّةُ ونَجْدُها دِيارُ هَوازِنَ، مَواضِعُ م) مَعْروفَة. قالَ الفيومي: السَّراةُ جَبَلٌ أَوَّلَهُ قَرِيبٌ مِن عَرَفات ويَمْتدُّ إِلَى حَدِّ نَجْران اليَمَنِ، والنِّسْبَةُ إِلَى السَّراةِ {سَروِيٌّ بالفتْحِ، وَهُوَ جَبَلُ الأزْدِ. وضَبَطَه الرشاطيُّ بالتَّحريكِ فِي النِّسْبَةِ. وقالَ ابنُ السّمعانيُّ: لَا أَدْرِي هَل كانَ فيهم عَالم أم لَا. وذَكَرَ الرشاطيُّ حدِيثَ ابنِ عُمَر المَوْقُوف: اجْتَمَعَ أَرْبَع رَهْط سَرْويَّ ونَجْديّ وشامِيّ وحِجازيّ، فذَكَر الحِكَايَة؛ قالَهُ الحافِظُ. قُلْتُ: وَكَثِيرًا مَا يَذْكُر الدّينورِي فِي كتابِ النَّباتِ عَن} السَّرويِّين، أَي مِن أَهْلِ السَّراةِ. ( {وأَسْرَى: صارَ إِلَى السَّراةِ) ، كأَنْجَدَ وأَتْهَمَ. (} وسِرْيَا، بالكسْرِ: ة بالبَصْرَةِ) . وقالَ نَصْر: صقْعٌ بسَوادِ العِراقِ قُرْبَ بَغْدادَ وقُرىً وأَنهارٌ مِن طسوج دوريا. قالَ الصَّاغانيُّ: يُضْرَبُ ببقِّها المَثَلُ. (وسِرْياقُوسُ) ، بالكْسرِ وضمِّ القافِ: (ة بمِصْرَ) بالشرقيَّةِ على مَقْرُبَةٍ، وَبهَا خانقاه مَشْهورٌ. ثمَّ إنَّ صَنِيعَ المصنِّفِ يَقْتضي أنَّها مُركَّبَةٌ مِن سْرْيا وقُوس، وَالَّذِي فِي كتبِ التَّوارِيخ والخُطَطِ أنَّها مُركَّبة مِن سِرْ أَمْر مِن سارَ يَسِيرُ وقَوس، بالفتْحِ، وعَلى كلِّ حالٍ المُناسِبُ ذِكْرها فِي بابِ السِّيْن وفَصْلها. (والسُّرَيَّةُ، كَسُمَيَّة: ة بالشَّامِ) . قالَ نَصْر: هِيَ مِن أَغْوارِ الشَّامِ. ( {والسَّارِي: ع. (و) أَيْضاً: (الأَسَدُ} كالمُسارِي {والمُسْتَرِي) لسَيْرِه لَيْلاً. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:} السُّراةُ، بالضمِّ: جَمْعُ {السَّارِي، وهُم الَّذين} يَسْرونَ بالليْلِ؛ وَمِنْه قَوْل الشاعِرِ: أَتَوْا نارِي فقُلْتُ مَنُونَ؟ قَالُوا {سَرَاةُ الجِنِّ قلتُ عِمُوا ظَلامَاويُرْوَى بفتْحِ السِّيْن أَيْضاً. وَفِي أَمْثالِهم:} أَسْرى من قُنْفُذٍ، وذَهَبُوا إسْراءَ قُنْفُذٍ، وذلكَ لأنَّ القُنْفُذَ {يَسْرِي ليلَهُ كُلَّه لَا يَنامُ. } وسَرَى {يَسْرِي: إِذا مَضَى؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {والليْلُ إِذا} يَسْرِ} ، حذفَ الْيَاء لأنَّها رأْسُ آيَةٍ؛ وقيلَ: مَعْناه إِذا {سرى فِيهِ كَمَا قَالُوا لَيْلٌ نائِمٌ أَي يُنامُ فِيهِ، فَإِذا عَزَمَ الأَمْرُ أَي عُزِمَ عَلَيْهِ. } والسارِياتُ: حُمُرُ الوَحْشِ لأنَّها تَرْعى لَيْلًا وتَنَفَّش، وَمِنْه قَوْلُ الفَرَزْدَق يَهْجُو جَرِيرًا: رأَيتُكَ تَغْشَى {السارِياتِ وَلم تكنْ لتَرْكَبَ إلاَّ ذَا الوشوم المُوَقَّعاوعَنَى بِغِشْيانِها نِكاحَها، وَكَانَ يعيبُه بذلكَ. } وسَرَى عنِّي الثوبَ سَرْياً: كَشَفَهُ؛ والواوُ أَعْلى، كَمَا فِي المُحْكَم. وَفِي التَّهْذيبِ: {سَرَيْتُ الثوبَ} وسَرَّيتُه: نَضَوْتَه. {والسُّوَيْرِيَّات: بَنُو عبدِ اللَّهِ بنِ أَبي بَكْرِ بنِ كلابٍ، ويقالُ لَهُم} السَّوارِي أَيْضاً، وإيَّاهم عَنَى لبيدٌ بقَوْله: وحَيَّ! السَّوارِي لَنْ أَقُولَ بجَمْعِهم على النَّأْي إلاَّ أَن يُحَيَّى ويُسْلَماقالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْتُ بأنَّ هَذَا مِن الياءِ لأنَّها لامٌ. {وسَرَّى العَرَق عَن بَدَنِه} تَسْريَةً: نَضَحَهُ، قَالَ: يَنْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ {المُسَرَّى وَفِي المِصْباح: قد اسْتَعْملتِ العَرَبُ} سرى فِي المعانِي تَشْبيهاً لَهَا بالأَجْسامِ مجَازًا واتِّساعاً، فَمِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى: {واللَّيلُ إِذا يَسْرِ} ، وَقد تقدَّمَ ذِكْرُه. وقالَ الفارابي: سَرَى فِيهِ السّمُّ والخَمْرُ ونَحْوهما. وقالَ السَّرقسْطِي: سَرى عرق السّوء فِي الإِنْسانِ. وزادَ ابنُ القطَّاع: سرى عَلَيْهِ الهَمُّ أَتاهُ لَيْلاً. {وسَرَى هَمُّه ذَهَبَ؛ وإسْنادُ الفِعْل إِلَى المعانِي كثيرٌ فِي كَلامِهم. وقَوْل الفُقهاءِ:} سَرى الجُرْحُ إِلَى النَّفْسِ: أَي دامَ أَلَمُه حَتَّى حَدَثَ مِنْهُ المَوْتُ. وقطعَ كَفّه {فسرى إِلَى ساعِدِه: أَي تعدَّى أَثَر الجُرْح.} وسرى التَّحْريم وسرى العتْق بمعْنَى التَّعْديَّةِ. وَهَذِه الأَلْفاظُ جارِيَةٌ على أَلْسنةِ الفُقهاءِ، وليسَ لَهَا ذِكْر فِي الكُتُبِ المَشْهورَةِ لكنَّها مُوافِقَة لمَا تقدَّمَ، انتَهى. وَفِي المُحْكَم: واسْتَعارَ بعضُهم السُّرَى {للدَّواهِي والحُرُوبِ والهُمُومِ؛ قالَ الحرِثُ بنُ وعلَةَ فِي صفةِ الحَارْبِ: ولكنَّها} تَسْري إِذا نامَ أَهْلُها فتأْتي على مَا ليسَ يَخْطُر فِي الوَهْمِقُلْتُ: وَفِي هَذَا المَعْنى أَنْشَدَنا صاحِبُنا الفَقِيهُ أَبو محمدٍ عبدُ الغنِيّ بنُ محمدٍ الأنْصارِي: يَا رَاقِد الليْل انْتَبه إنَّ الخُطُوبَ لَهَا {سُرى ثِقَة الفَتى بزَمانِه ثِقَة مُحلَّلةُ العُرَى والغالِبُ على مَصادِرِ مَا ذُكِر} السّرايَة {والسَّرَيان. } والسارِيَةُ: جَبَلٌ بفارِسَ. وأَيْضاً: القَوْمُ! يسرون بالليْلِ؛ نقَلَهُ الرَّاغبُ. {والمُتَسَرِّي: الَّذِي يَخْرُجُ فِي} السّرِيَّةِ، نقلَهُ ابنُ الْأَثِير. وجاءَ صَبيحَةَ {سارِيَةٍ: أَي لَيْلةٍ فِيهَا مَطَر. } وسُرِّي عَنهُ: كُشِفَ وأزِيل، والتّشْديدُ للمُبالَغَة. {والسِّرْيةُ، بالكسْرِ: دُودَةُ الجَرادِ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ. ويقالُ: سارَ} بالسَّرِيَّة، إِذا سارَ بالسِّيَرةِ النَّفِيسَة؛ عَن ابنِ الأَثيرِ وَهُوَ مجازٌ. {وسِرْيا، بالكْسر: قَرْيةٌ من شرقية مِصْر من حُقُوق المورية. وابنُ إسْرائِيل: شاعِرٌ مَعْروفٌ، هُوَ نجْمُ الدَيْن أَبُو المعَالِي محمدُ بنُ سوارِ بنِ إسْرائيل بنِ الخضرِ بنِ إسرائِيل بنِ محمدِ بنِ عليِّ بنِ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ الشَّيْبانيُّ الدِّمَشْقيُّ ولدَ سَنَة 603، سَمِعَ مِنَ الكِنْدي والشَّهاب السَّهْروردِي، وَعنهُ ابنُ مسدى، تُوفي سَنَة 677. } والسَّراةُ: مدينَةٌ بأَذَرْبيجان، بهَا قوْمٌ مِن كِنْدَةَ، عَن نَصْر. {والسّرا، مَقْصوراً: أَحَدُ أَبوابِ هَراةَ، وَمِنْه دَخَلَ يَعْقوبُ ابنُ مالِكِ.
المعجم: تاج العروس خَصص
المعنى: خَصص . {خَصَّهُ بالشّيْءِ،} يَخُصُّه {خَصّاً} وخُصُوصاً، بالفَتْحِ فيهِمَا، ويُضَمُّ الثّانِي،! وخُصُوصِيَّةً، بالضَّمِّ ويُفْتَحُ، والفَتْحُ أَفْصَحُ، كَمَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وبِهِ جَزَم الفَنَارِيّ فِي حاشِيَةِ المُطّوَّلِ، وهُوَ الَّذِي فِي الفَصِيحِ وشُرُوحِه، وكلامُ المُصَنِّف ِ ظاهِرُه أَنَّ الضَّمَّ أَفْصَحُ، والفتْح لُغَةٌ، ولِذا قَالَ بَعْضُهُم: ولوْ قَالَ: ويُضَمُّ، لَوافَقَ كَلامَ الجُمْهُورِ، وسَلِمَ مِنَ المُؤَاخَذَةِ، ثُمَّ قالُوا: الياءُ فِيهَا إِذا فُتِحَتْ للنِّسْبَةِ، فهِيَ ياءُ المَصْدَرِيَّةِ كالفَاعِلِيَّةِ والمَفْعُولِيَّةِ، بِنَاءً على {خُصُوصِ فَعُولٍ للمُبَالغةِ فِي} التَّخْصِيصِ، وإِذا ضُمَّتْ، فَهِي للمُبَالغةِ، كأَلْمعِيّ وأَحْمَرِيّ، قالَ شَيْخُنا: وعِنْدِي فِي ذلِكَ نَظَرٌ، ويَقْدَحُ فِيهِ أَنَّهُم حكوْا فِي الياءِ التّخْفِيفَ، بلْ قِيل: هُو الأَكْثرُ، لِيُوَافِقَ الياءَاتِ الّلاحِقَةَ بالمَصَادِرِ، كالكَرَاهِيَةِ والعَلانِيَةِ، {وخِصِّيصَي، بالكَسْرِ والقَصْرِ، وهُوَ الفَصِيحُ المَشْهُورُ، وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ القَالِي فِي المَقْصُورِ والمَمْدُودِ، ويُمدُّ، عَنْ كُرَاع وابنِ الأَعْرَابِيِّ، وَلَا نظِيرَ لَهَا إِلاَّ المِكَّيثَي، وهذِه مَسْأَلَةٌ وَقَعَ فِيهَا النِّزَاعُ بَيْنَ الحَافِظَيْنِ: الأَسْيُوطِيِّ والسَّخَاوِيِّ، حتّى أَلَّفَ الأَوْلُ فِيها رِسَالَةً مُسْتَقِلّة،} وخَصِّيَّةً، بالفَتْحِ، وضَبَطَه الصّاغَانِيُّ بالضَّمِّ، {وتَخِصَّةً، كتَحِلَّةٍ، عَن ابنِ عَبّادٍ: فَضَّلَهُ دُونَ غَيْرِه، ومَيَّزهُ. ويُقَالُ:} الخُصُوصِيَّةُ {والخَصِّيَّةُ} والخاصَةُ أَسْمَاءُ مَصَادِر. وَفِي البَصَائِر: {الخُصُوصُ: التَّفرُدُ ببَعْضِ الشَّيْءِ مِمَّا لَا تُشَارِكُهُ فِيهِ الجُمْلَةُ.} وخَصّهُ بالوُدِّ كَذلِكَ، إِذا فَضَّلَه دُونَ غَيْرِه، فأَمّا قولُ أَبِي زُبَيْدٍ: (إِنَّ امْرَأً! - خَصَّنِي عَمْداً مَوَدَّتَهُ ... عَلَى التّنَائِي لَعِنْدِي غَيْرُ مَكْفُورِ) فإِنَّهُ أَرادَ خَصَّنِي بِمَوَدَّتِه، فحَذَفَ الحَرْفَ، وأَوْصَلَ الفِعْلَ، وقَدْ يَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ: خَصَّنِي لِمَوَدَّتِه إِيايَ، قالَ ابنُ سِيدَه: وإِنَّمَا وَجَّهْنَاهُ عَلَى هذَيْنِ الوَجْهَيْنِ، لأَنّا لَمْ نَسْمَعْ فِي الكلامِ {خَصَصْتُه مُتَعَدِّيَةً إِلى مَفْعُولَيْن.} والخَاصُّ، {والخَاصَّةُ: ضِدّ العَامِّ والعَامَّةِ، وهُوَ مَنْ} تَخُصُّهُ لِنَفْسِكَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: والخَاصَّةُ: الَّذِي {اخْتَصَصْتَه لِنَفْسِك. وسُمِعَ ثَعْلَبٌ يَقُول: إِذا ذُكِرَ الصّالِحُونَ} فبِخَاصَّةٍ أَبُو بَكْرٍ، وإِذا ذُكِرَ الأَشْرَافُ فبِخَاصَّةٍ عَلِيٌّ. {والخُصّانُ، بالكَسْرِ والضَّمِّ:} الخَوَاصُّ، ومِنْهُ قَوْلُهُم: إِنَّمَا يَفْعَلُ هَذَا {خِصّانُ النّاسِ، أَيْ} خَوَاصُّ مِنْهُم، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لأَبِي قِلاَبَةَ الهُذَلِيّ: (والقَوْمُ أَعْلَمُ هَلْ أَرْمِي وَرَاءَهُمُ ... إِذْ لَا يُقَاتِلُ مِنْهُمْ غَيْرُ {خُصَّانِ) وَفِي الحَدِيثِ عَلَيْكَ} بخُوَيْصَّةِ نَفْسِك: {الخُوَيْصَّةُ: تَصْغِيرُ} الخَاصَّة، وأَصْلُه خُوَيْصِصَة قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ياؤُهَا ساكِنَةٌ، لأَنّ ياءَ التّصْغِيرِ لَا تَتَحَرَّكُ. ومِثْلُهَا أُصَيْمُّ ومُدَيْقُّ فِي تَصْغِيرِ أَصَمّ) ومُدُقّ، والَّذِي جَوّزَ فِيهَا وَفِي نَظَائِرِهَا الْتِقَاءَ الساكِنَيْنِ أَنَّ الأَوَّلَ حَرْفُ اللِّينِ والثّانِي مُدْغَمٌ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، وَفِي حَدِيثٍ آخَر: بادِرُوا بالأَعْمَالِ سِتّاً: الدَّجّالَ وكَذَا وكَذَا {وخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ يَعْنِي حادِثَةَ المَوْتِ الَّتِي} تَخُصُّ كُلَّ إِنسانٍ. وصُغِّرَتْ لاحْتِقَارِهَا فِي جَنْبِ مَا بَعْدَها مِنَ البَعْثِ والعَرْضِ والحِسَابِ، أَيْ بادِرُوا المَوْتَ واجْتَهِدُوا فِي العَمَلِ. وفِي حَدِيثِ أُمِّ سُلَيْمٍ: {وخُوَيْصَّتُكَ أَنَسٌ أَي الَّذِي} يَخْتَصُّ بخِدْمَتِكَ. وصَغَّرَتْه لِصِغَرِه يَوْمَئذٍ. {والخَصَاصُ،} والخَصَاصَةُ، {والخَصَاصَاءُ، بفَتْحِهِنَّ، الأَخِيرَةُ عَن ابْنِ دُرَيْدٍ: الفَقْرُ وسُوءُ الحالِ، والخَلَّةُ والحَاجَةُ، وهُو مَجَازٌ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ للكُمَيْتِ: (إِلَيْهِ مَوَارِدُ أَهْلِ} الخَصَاصِ ... ومِنْ عِنْدِهِ الصَّدَرُ المُبْجِلُ) وَفِي التَّنْزِيلِ العَزِيز: ويُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِم ولَوْ كانَ بِهِمْ {خَصَاصَةٌ. وأَصْلُ ذلِكَ الفُرْجَةُ أَو الخَلَّةُ لأَن الشَّئَ إِذا انْفَرَج وَهَي واخْتَلَّ، وذَوُو} الخَصَاصَةِ: ذَوُو الخَلَّةِ والفَقْرِ، وقَدْ {خَصِصْتَ يَا رَجُلُ، بالكَسْرِ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن الفَرّاءِ. و} الخَصَاصُ {والخَصَاصَةُ: الخَلَلُ فِي الثَّغْرِ، أَوْ كُلُّ خَلَلٍ وخَرْقٍ فِي بابٍ ومُنْخُلٍ وبُرْقُعٍ ونَحْوِه، كسَحَابٍ ومِصفاةٍ وغيْرِهِمِا، والجَمْعُ} خَصَاصَاتٌ، ومِنْه قَوْلُ الشّاعِرِ: مِنْ {خَصَاصاتِ مُنْخُلِ. ويُقَالُ لِلقَمَرِ: بَدَا مِنْ} خَصَاصَةِ الغَيْمِ. أَو {الخَصَاصَةُ: الثَّقْبُ الصَّغِيرُ، وَيُقَال: إِن} الخَصَاصَ شِبْهُ كُوَّةٍ فِي قُبَّةٍ أَو نَحْوِها إِذا كَانَ وَاسِعاً قَدْرَ الوَجْهِ، وبعضُهُمْ يَجْعَلُ الخَصَاصَ للوَاسِعِ والضَّيِّقِ. وَقيل الخَصَاصُ: الفُرَجُ بينَ الأَثافِيِّ والأَصَابِعِ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ للأَسْعَرِ الجُعْفِيّ: (إِلاَّ رَوَاكِدَ بَيْنَهُنَّ {خَصَاصَةٌ ... سُفْعَ المَنَاكِبِ كُلّهُنَّ قد اصْطَلَى) } والخُصَاصَةُ، بالضّمِّ: مَا يَبْقَى فِي الكَرْمِ بَعْدَ قِطَافِه، العُنَيْقِيدُ الصَّغِيرُ هَا هُنَا وآخَر هَا هُنَا، وهُوَ النَّبْذُ اليَسِيرُ، أَي القَلِيلُ، ج {خُصَاصٌ. قَالَ أَبُو مَنْصُورِ: يُقَالُ: لَهُ من عُذُوقِ النَّخْلِ الشَّمْلُ والشَّمَالِيلُ، وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ} الخَصَاصَةُ والجَمْعُ {خَصَاصٌ، كِلاهُمَا بالفَتْحِ.} والخُصُّ، بالضّمِّ: البَيْتُ مِنَ القَصَبِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ للفَزارِيِّ: (! الخُصُّ فيهِ تَقَرُّ أَعْيُنُنَا ... خَيْرٌ من الآجُرِّ والكَمَدِ) وزادَ غيرُه: أَو مِنْ شَجَرٍ. وهُوَ البَيْتُ يُسْقَفُ عَلَيْهِ بِخَشَبَة، كالأَزَجِ، ج: {خِصَاصٌ} وخُصُوصٌ {وأَخْصَاصٌ، سُمِّي بذلك لأَنّه يُرَى مَا فِيهِ من} خَصَاصِه، أَي فُرَجِهِ، وفِي التَّهْذِيبِ: سُمِّيَ {خُصّاً لما فِيه من} الخَصَاصِ، وَهِي التَّفَارِيجُ الضَّيِّقَةُ. و {الخُصُّ: حَانُوتُ الخَمّارِ وإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ) قَصَبٍ، وَمِنْه قَوْلُ امرئِ القَيْسِ: (كأَنَّ التِّجَارَ أَصْعَدُوا بسَبِيئَةٍ ... من} الخُصِّ حَتّى أَنْزَلُوهَا على يُسُرْ) ويُرْوَى: أُسُرْ، وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: الخُصُّ: كُرْبَقٌ مَبنِيٌّ، وهُوَ الحَانُوتُ. وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: {الخُصُّ: بَلَدٌ جَيِّدُ الخَمْرِ، بالشّامِ، وأُسُرٌ: بَلَدٌ من الحَزْنِ، وَكَانَ امرُؤُ القَيْسِ يَكُونُ بالحَزْنِ، والحَزْنُ: مِنْ بِلادِ بَنِي يَرْبُوع. وَفِي عِبارَةِ المُصَنّفِ، رحِمَه اللهُ تَعالَى، مَحَلُّ تَأَمَّل، وكَأَنَّه سَقَط مِنْهَا لَفْظُ بَلَدٍ، فَتَأَمَّلْ. و} الخِصُّ، بالكَسْرِ: النّاقِصُ، يُقَال: شَهْرٌ {خِصٌّ، أَيْ ناقِصٌ.} والإِخْصاصُ: الإِزْراءُ بالشَيْءِ. {وخُصَّى كرُبَّى: ة، كَبِيرَةٌ ببَغْدَادَ فِي طَرَفِ دُجَيْلٍ مِنْهَا مُحَمَّدُ بنُ عَليِّ بنِ مُحَمّدِ بنِ المُهَنَّدِ} - الخُصِّيُّ الحَرِيمِيُّ السّقّاءُ، عَن أَبِي القاسِمِ ابنِ الحُصَيْنِ. وابنُه عليُّ بنُ محمَّدٍ عَن سَعِيدِ بنِ البَنّاءِ. و {خُصَّي: ة أُخْرَى شَرْقِيَّ المَوْصِلِ أَهْلُهَا جَمّالُونَ، والمَشْهُورُ فِيهَا:} خُصَّةُ. {والخُصُوصُ، بالضَّمِّ: ع، بالكُوْفَةِ تُنْسَبُ إِلَيْهِ الدِّنَانُ} الخُصِّيَّةُ، عَلَى غَيْرِ قِياسٍ، وقِيلَ: مَوْضِعٌ بالحَيْرَةِ، وبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ عَدِيِّ بنِ زَيْدٍ العِبَادِيِّ: (أَبْلِغْ خَلِيلِي عَبْدَ هِنْدٍ فَلا ... زِلْتَ قَرِيباً مِنْ سَوَادِ! الخُصُوصْ) والخُصُوصُ: ة، بمِصْرَ بِعَيْنِ شَمْس، مِنَ الشَّرْقِيَّةِ، ومِنْهَا الشَّرِيفُ الخُصُوصِيُّ المُحَدِّثُ، لَهُ ذِكْرٌ فِي كِتَابِ اسْتِجْلابِ ارْتِقَاءِ الغُرَف، لِلسَّخاوِيّ. والخُصُوصُ: ة، من كُورَةِ أَسْيُوطَ. والخُصُوصُ: ة، أُخْرَى بالشَّرْقِيَّةِ، وَهِي خُصُوصُ السَّعَادَةِ بمِصْرَ، ولَهَا عِدَّةُ كُفُورٍ، مِنْهَا الرُّومِيَّةُ، وَمن إِحْداها أَثِيرُ الدِّينِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ مُحَمَّدُ الشّافِعِيُّ الخُصُوصِيُّ، وُلِدَ فِي نَيِّفٍ وسِتِّينَ وسَبْعِمِائَةٍ، وسَمِعَ عَلَى التَنُوخِيِّ وابنِ المُلَقِّنِ والبُلْقَيْنِيِّ والعِرَاقِيِّ والهَيْتَمِيّ وابنِ خلْدُونَ، مَاتَ بالشامِ سنة. والخُصُوصُ: ع بالبَادِيَةِ وهُوَ الَّذِي مَرَّ ذِكْرُه أَنّه بالحِيرَةِ بالقُرْبِ من الكُوْفَةِ، وفُسِّرَ بِهِ قَوْلُ عَدِيِّ بن زَيْدٍ. {والتَّخْصِيصُ: ضِد التَّعْمِيمِ، وهُوَ التَّفَرُّدُ بالشَّيْءِ مِمّا لَا تُشَارِكُه فِيه الجُمْلةُ، وبِهِ كُنِىَ عَبْدُ الوَهّابِ بنُ يُوسُفَ الوَفائِيّ أَبا التَّخْصِيصِ، مِن المُتَأَخِّرِين، وَهُوَ جَدُّ خاتِمَةِ بَنِي الوَفَاءِ مُحَمَّدِ أَبِي هادِي بنِ عَبْدِ الفَتّاحِ، نَفَعَنا اللهُ بهِم. والتَّخْصِيصُ أَيْضاً: أَخْذُ الغُلامِ قَصَبَةً فِيهَا نارٌ يُلَوِّحُ بِها لاعِباً، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.} واخْتَصَّهُ بالشَّيْءِ {اخْتِصاصاً:} خَصَّهُ بهِ {فاخْتَّصَ} وتَخَصَّصَ، لازِمٌ مُتَعْدٍّ، ويُقَالُ: {اخْتَصَّ فُلانٌ بالأَمْرِ،} وتَخَصَّصَ لَهُ، إِذا انْفَرَدَ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: يُقَال: {أَخَصَّهُ فهُوَ} مُخَصُّ بِهِ، أَي {خاصٌّ.} وخَصَّصَهُ {فتَخَصَّصَ.} وخَصَّهُ بِكَذَا: أَعْطَاهُ شَيْئاً كَثِيراً، عَنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ.) ! والخَصَاصَةُ: الغَيْمُ نَفْسُه. {والخَصَاصَةُ أَيْضاً: الفُرَجُ الَّتِي بينَ قُذَذِ السَّهْمِ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ. والخَصَاصَةُ: العَطَشُ والجُوعُ، ويُقَالُ: صَدَرَت الإِبِلُ وبِهَا} خَصَاصَةٌ، إِذا لَمْ تَرْوَ وصَدَرَتْ بعَطَشِهَا، وكَذلِك الرَّجُلُ إِذا لَمْ يَشْبَعْ من الطَّعَامِ، وكُلُّ ذلِكَ من المَجَازِ. {والخَصَاصَةُ مِن الكَرْمِ: الغصُنُْإِذا لَمْ يَرْوَ وخَرَجَ مِنْهُ الحَبُّ مُتَفَرِّقاً ضَعِيفاً. ويُقَالُ: هُوَ} يَسْتَخِصُّ فُلاناً، ويَسْتَخْلِصُهُ. وَمن المَجَازِ: اخْتَصَّ الرّجُلُ: اخْتَلَّ، أَي افْتَقَرَ. وسَدَدْتُ {خُصَاصَةَ فُلانٍ، بالضّمِّ، أَيْ جَبَرْتُ فَقْرَه، كَمَا فِي الأَسَاسِ. وبَشِيرُ بنُ مَعْبَدِ بنِ شَرَاحِيلَ، عُرِفَ بابْنِ} الخَصَاصِيَّةِ، وهِيَ أُمُّه، واسْمُهَا مَارِيَةُ، صَحَابِيّ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ. قُلْتُ: وهِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلَى {خَصَاصٍ، واسْمُه الَّلاتُ بنُ عَمْرِو بنِ كَعْبِ بن الغِطْرِيفِ الأَصْغَر، بَطْن من الأَزْدِ. وقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ: هِنْدُ بِنْتُ} الخُصِّ، وبنتُ الخُسِّ، يُقَالانِ مَعَاً، وَقد تَقَدَّمَ فِي السِّينِ. وقاسِمٌ {الخَصّاصُ: مُحَدِّثٌ رَوَى عَنْ نَصْرِ بنِ عَليٍّ الجَهْضَمِيِّ، وعَنْهُ ابنُ مُجَاهِدٍ. وهَارُونُ} الخَصّاصُ، عَن مُصْعَبِ ابنِ سَعْدٍ. ومُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الخَصّاص الواسِطِيّ حَدَّثَ فِي حُدُودِ العِشْرِينَ والسِّتّمائَةِ. والخَاص وَادٍ من أَوْدِيَةِ خَيْبَرَ. ويَزْد خَاص: مدِينَةٌ بالعَجَمِ. وخَاص، مِن قُرَى خُوَارِزْمَ. ومنْها أَبو الفَضْلِ المُؤَيَّدُ بنُ المُوَفَّقِ. ! - والخَاصِّيُّ: شَارِحُ الكَلِمِ النَّوَابِغ للزَّمَخْشَرِيِّ. {والأَخْصاصُ، بالفَتْحِ: قَرْيَةٌ بمِصْرَ، وقَدْ وَرَدْتُهَا. } والخَاصَّةُ: لَقَبُ الأَمِيرِ أَبِي الحَسَنِ فائِقِ بنِ عبدِ اللهِ الأَنْدَلُسِيِّ، الرُّومِيِّ، لاخْتِصاصِه بالسُّلْطَانِ الأَمِيرِ السَّيِّدِ أَبِي صالِحٍ مَنْصُورِ بنِ نُوحٍ، وَالِي خُرَاسَانَ، سَمِعَ بمَرْوَ، وببُخَارَا، وبالكُوْفَةِ، ورَوَى عَنهُ الحَافِظَانِ: أَبو عَبْدِ اللهِ بنُ البَيِّع، وابنُ غُنْجار، وتُوُفِّيَ ببُخَارَا سنة. وخَاوُص بضّمِّ الواوِ: قَرْيَةٌ فَوْقَ سَمَرْقَنْدَ، مِنْهَا أَبو بَكْرٍ مُحَمّد ابْن أَبِي بكر الخَاوُصِيّ الخَطِيبُ، حَدَّثَ بسَمَرْقَنْدَ عَنْ أَبِي الحَسَن المُطَهَّرِيِّ، وَعنهُ أَبو حَفْصٍ النَّسَفِيُّ.
المعجم: تاج العروس زمع
المعنى: زمع الزَّمَعة، مُحرّكةً: هَنَةٌ زائدةٌ من وراءِ الظِّلْف، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن أبي زَيْدٍ. أَو هَنَةٌ شِبهُ أظفارِ الغنَمِ فِي الرُّسْغ، فِي كلِّ قائمةٍ زَمَعَتان، كأنّما خُلِقَتا من قِطَعِ القُرون، قَالَه اللَّيْث، وَهَكَذَا وَقَعَ فِي نسخِ كتابِه: أَظْفَار الغنَم. وَقَالَ غيرُه: هِيَ الهَنَةُ الزائدةُ الناتِئةُ فوقَ ظِلْفِ الشَّاة. أَو هِيَ الشَّعَراتُ المُدَلاَّةُ فِي مُؤَخَّرِ رِجلِ الشاةِ والظَّبْيِ والأرنبِ. ج: زَمَعُ مُحرّكةً، وجج: زِماعٌ، بالكَسْر، وَفِي الصِّحَاح: الزَّمَع: جمعُ زَمَعَةٍ، والجمعُ زِماعٌ، مثل: ثَمَرَةٍ وَثَمَرٍ وثِمارٍ، وأنشدَ الصَّاغانِيّ للعَجّاجِ يصفُ ثَوْرَاً: (وإنْ تَلَقَّى غَدَرَاً تَخْطَرفا ... شَدَّاً يُجِنُّ الزَّمَعَ المُسْتَرْدَفا) وَأنْشد ابْن دُرَيْدٍ: همُ الزَّمَعُ السُّفلى الَّتِي فِي الأَكارِعِ وَأنْشد الجَوْهَرِيّ لأبي ذُؤَيْبٍ يصفُ ظَبْيَاً نَشِبَت فِيهِ كُفَّةُ الصائدِ: (فَراغَ وَقد نَشِبَتْ فِي الزِّما ... عِ واسْتَحكمَتْ مِثلَ عَقْدِ الوَتَرْ) الزَّمَعة: التَّلْعَة، أَو: هُوَ دون الشُّعْبة، والشُّعبة: دون التَّلْعة، وَفِي جَانب اللِّسان: الزَّمَعة: أصغرُ من الرِّحابِ، بَين كلِّ رَحَبَتَيْن زَمَعَة، تَقْصُرُ عَن الْوَادي، أَو تَلْعَةٌ صغيرةٌ، وَهِي مَا دون مَسايلِ الماءِ من جانبِ الْوَادي، لَيْسَ لَهَا سَيْلٌ قريبٌ، وَمِنْه زَمَعَاتِ قُرَيْش، أَي: لَسْتَ من أَشْرَافِهم. أَو القَرارَةُ من الأرضِ، ج: أَزْمَاع، كَمَا فِي العُباب، وَزَمَعٌ، وزَمَعَاتٌ، كَمَا فِي اللِّسان. قَالَ الليثُ: الزَّمَع، مُحرّكةً: مَسايلُ صغيرةٌ ضَيِّقَةٌ، قَالَ: (يَا سَيْلُ سَيْلَ زَمَعٍ مُسْتَكْرَهٍ ... خَلِّ الطريقَ لأتِيٍّ مُنْدَفِقْ) الزَّمَع: رُذالُ النَّاس، يُقَال: هُوَ من زمَعِهم، أَي مآخيرِهم، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، زادَ فِي اللِّسان: وأتْباعُهم، بمَنزلةِ الزَّمَعِ من الظِّلْفِ، والجميع: أَزْمَاعٌ، وَقَالَ رُؤْبة:) (وَلَا الجَدا من مُتعَبٍ حَبّاضِ ... وَلَا قُماشَ الزَّمَعِ الأَحْراضِ) الزَّمَع: الشَّعَراتُ خَلْفَ الثُّنَّةِ وَكَذَلِكَ الزَّمَعات. الزَّمَع: السَّيْلُ الضَّعِيف. الزَّمَع: شِبهُ الرِّعْدَةِ تأخذُ الإنسانَ إِذا هَمَّ بأمرٍ، كَمَا فِي اللِّسان، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: مِن خوفٍ أَو نَشاطٍ. الزَّمَع: أُبَنٌ تكونُ فِي مَخارجِ عَناقيدِ الكَرْم. يُقَال: بَدَتْ زَمَعَات الكَرْم. وَهُوَ مَجاز، قَالَه ابنُ شُمَيْلٍ. وَقيل: الزَّمَعة: العُقدَةُ فِي مَخْرَجِ العُنقودِ، وَقيل: هِيَ الحَبّةُ إِذا كَانَت مِثلَ رَأْسِ الذَّرَّةِ، والجَمع: زَمَعٌ وزَمَعَاتٌ. قَالَ ابنْ عَبَّادٍ: الزَّمَع: الزيادةُ فِي الْأَصَابِع، وَهُوَ أَزْمَعُ. الزَّمَع الدَّهَش، كَمَا فِي الصِّحَاح، زَاد غيرُه: والخَوف، وَقد زَمِعَ، كفَرِحَ، أَي خَرِقَ من خوفٍ، كَمَا فِي الصِّحَاح، زادَ فِي اللِّسان: وجَزِعَ. والأَزْمَع: الداهِيَة، والأمرُ المُنكَر، ج: أزامِع، يُقَال: جاءَ فلانٌ بالأَزامِع، أَي بالأمورِ المُنكَراتِ وبالدَّواهي، قَالَ عَبْد الله بنُ سَمْعَانَ التَّغْلِبيّ: (وَعَدْتَ فَلَمْ تُنجِزْ وقِدْماً وَعَدْتني ... فَأَخْلَفْتَني وتِلكَ إِحْدَى الأزامِع) الزَّمِع، ككَتِفٍ: مَن إِذا غَضِبَ سَبَقَه بَوْلُه أَو دَمْعُه، نَقله الصَّاغانِيّ. قَالَ ابنْ عَبَّادٍ: الزُّمَّع، كسُكَّرٍ: زُنْبورٌ لَا إبرةَ لَهُ يلعبُ بِهِ الصِّبيانُ، يُزَمِّعُ لَهُم، وتَزْمِيعُه: دَنْدَنَتُه. الزُّمَع أَيْضا: مَن يُزمِعُ لَا يَخِفَّ للْحَاجة. فِي نوادرِ الْأَعْرَاب: فِي الأرضِ زُمعَةٌ من النَّبْتِ، بالضَّمّ، وَكَذَلِكَ زُوعَةٌ من نبتٍ، ولُمعَةٌ من نَبتٍ، ورُقعَةٌ من نَبتٍ، أَي قِطعةٌ مِنْهُ. زَمْعَةٌ بالفَتْح، ويُحرَّك: والِدُ سَوْدَةَ أمِّ المُؤمنين وأخيها عَبْدٍ الصحابيّ الجَليل، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وَهُوَ زَمْعَةُ بنُ قَيْسِ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ وُدِّ بنِ نَصْرٍ، وبِنتُه سَوْدَةُ تزوَّجَها صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم بعدَ خديجةَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، ولمّا أَسَنَّت: وَهَبَتْ يَوْمَها لعائِشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، وأمّا أَخُوهَا عَبْدٌ فكانَ من سادةِ الصحابةِ، وَقد وَهِمَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي نسبِه. والزَّمَّاعَة، مُشَدَّدةً: الَّتِي تَتَحَرَّكُ من رَأْسِ الصبيِّ فِي يافوخِه، قَالَ الليثُ، وَهِي الرَّمَّاعة، بالراء، واللَّمَّاعةُ، بِاللَّامِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: المَعروفُ فِيهَا الرَّمَّاعة، بالراء، قَالَ: وَمَا عَلِمْتُ أَحَدَاً روى الزَّمَّاعةُ بالزاي غير الليثِ. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الزَّمْعِيُّ: الخَسيسُ، والسَّريعُ الغضَب، وَهُوَ الرجلُ الداهِيَة. قَالَ الليثُ: الزَّمِيعُ، كأميرٍ السريعُ، وأنشدَ: (كَانُوا بظِلِّ عَمايَةٍ فَدَعَاهُمُ ... داعٍ بعاجِلَةِ الفِراقِ زَميعُ) قَالَ: الزَّمِيع: الشُّجاعُ الَّذِي يَزْمَعُ بالأمرِ ثمّ لَا يَنْثَني عَنهُ، قَالَ المَرّارُ بنُ سعيدٍ الفَقْعَسيُّ يُخاطِبُ نَفْسَه:) (وكنتُ إِذا هَمَمْتُ بأمرِ شَيْءٍ ... جَليداً عَن لُبانَتِه زَمِيعا) الزَّمِيع: الجَيِّدُ الرَّأْيِ المُقدِمُ على الأمورِ الَّذِي إِذا هَمَّ بأمرٍ مَضَى فِيهِ، قَالَ ابنُ بَرّيّ: وشاهِدُه قَوْلُ الشاعرِ: (لَا يَهْتَدي فِيهِ إلاّ كلُّ مُنْصَلِتٍ ... مِن الرِّجالِ زَميعِ الرأيِ خَوَّاتِ) والاسمُ مِنْهُمَا كسَحابٍ يُقَال: رجلٌ زَميعٌ بَيِّنُ الزَّمَاعِ، قَالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِ يَكْرِبَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: (إِذا لم تَسْتَطِعْ أَمْرَاً فَدَعْهُ ... وجاوِزْهُ إِلَى مَا تَسْتَطيعُ) (وصِلْهُ بالزَّمَاعِ فكلُّ أَمْرٍ ... سَما لكَ أَو سَمَوْتَ لَهُ وَلُوعُ) وَقَالَ رَبيعةُ بنُ مَقْرُوم: (وأَشْعَثَ قد جَفا عَنهُ المَوالي ... لَقىً كالحِلْسِ ليسَ لَهُ زَماعُ) ج: زُمَعاء. الزَّمَاع، والزِّمَاع، والزَّمَع، كسَحابٍ، وكِتابٍ، وجبَلٍ: المَضاءُ فِي الأمرِ، والعُزومُ عَلَيْهِ. وَالَّذِي فِي اللِّسان: المَضاءُ فِي الأمرِ والعَزمُ عَلَيْهِ، وَهَذَا أَوْلَى ممّا ذَهَبَ إِلَيْهِ المُصَنِّف. الزَّمُوع، كصَبُورٍ: السريعُ العَجول، كالزَّميع، ويُروى البيتُ الَّذِي أنشدَه الليثُ شاهِداً للزَّميعِ هَكَذَا: (وَدَعَا ببَيْنِهِمُ غَداةَ تحَمَّلوا ... داعٍ بعاجِلَةِ الفِراقِ زَمُوعُ) والاسمُ، كسَحابٍ، وَلَو قالَ هُنَاكَ: وكأميرٍ: السريعُ، كالزُّمُوع كصَبُورٍ، والاسمُ مِنْهُمَا كسَحاب، كَانَ أَجْمَعَ وأَحْسَنَ. الزَّمُوع: الأرنبُ الَّتِي تُقارِبُ عَدْوَها، كأنَّها تَعْدُو على زَمَعَاتِها، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن الأَصْمَعِيّ هَكَذَا، وَكَذَا الأَزْهَرِيّ فِي التَّهْذِيب عَنهُ أَيْضا، وَقَالَ: زَمَعَاتُها: هِيَ الشَّعَراتُ المُدَلاّةُ فِي مُؤَخَّرِ رِجْلِها. وَقَالَ الليثُ: زعَموا أنَّ للأرنبِ زَمَعَاتٍ خَلْفَ قوائِمها، فَلذَلِك تُنعَتُ فَيُقَال لَهَا: زَموعٌ، أَو لأنّها إِذا قَرُبَتْ من جُحْرِها مَشَتْ على زَمَعَتِها وتَقارَبَ خَطْوُها لئلاّ يُقتَفى أثَرُها، قَالَ الشَّمَّاخ: (فَمَا تَنْفَكُّ بَين عُوَيْرِضاتٍ ... تَمُدُّ برأسِ عِكْرِشَةٍ زَمُوعُ) العِكرِشَة: أُنثى الثعالب. أَو الزَّمُوعُ من الأرانب: السريعةُ النَّشيطةُ، وَقد زَمَعَتْ تَزْمَعُ زَمَعَاناً. والزَّمَعان، مُحرّكةً: خِفَّتُها وسُرعَتُها، عَن اللَّيْث. قَالَ ابْن السِّكِّيت: المشيُ البطيء، وفِعلُه كَمَنَع، نَقله الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ ضِدٌّ. قَالَ الفَرّاء: أَزْمَعْتُ الأمرَ، وأَزْمَعْتُ عَلَيْهِ: مِثلُ أَجْمَعْتُ) الأمرَ، وأَجْمَعْتُ عَلَيْهِ، قَالَ ابنُ فارسِ وَهَذَا لَهُ وَجْهَان، أحَدُهما: أَن يكون مَقْلُوباً من عَزَمَ، والآخَرُ: أَن تكونَ الزايُ بدَلاً من الْجِيم، كأنّه من إجماعِ القومِ، وإجماعِ الرَّأْي. أَو أَزْمَعْتُ على أَمْرِ كَذَا وَكَذَا. إِذا ثَبَتَ عَلَيْهِ عَزْمِي وعَزيمَتي أَن أَمْضِي إِلَيْهِ لَا مَحالَة، قَالَه الليثُ. وَفِي الصِّحَاح. قَالَ الْخَلِيل: أَزْمَعتُ على أَمْرٍ، فَأَنا مُزمِعٌ عَلَيْهِ، إِذا ثَبَّتَّ عَلَيْهِ عَزْمَك، وَقَالَ الكِسائيٌُّ: يُقَال: أَزْمَعْتُ الأمرَ، وَلَا يُقَال: أَزْمَعْتُ عَلَيْهِ. وأنشدَ الصَّاغانِيّ لامرئِ القَيسِ: (أفاطِمُ مَهْمَلاً بعضَ هَذَا التَّدَلُّلِ ... وَإِن كنتِ قد أَزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلي) وَقَالَ الْأَعْشَى: (أَأَزْمَعْتَ من آلِ لَيْلَى ابْتِكارا ... وشَطَّتْ على ذِي هوى أَن تُزارا) وَيُقَال أَيْضا: أَزْمَعْتُ بِهِ، وَالَّذِي نَقَلَه الفَناريُّ فِي حَواشيه على المُطَوَّلِ أنّه لَا يَتَعَدَّى إلاّ بنَفسِه، كزمَّعْتُ على كَذَا تَزْمِيعاً، نَقَلَه ابنْ عَبَّادٍ. أَزْمَعَ النَّبتُ، إِذا لم يَسْتَوِ العُشبُ كلُّه، بل قِطَعٌ مُتَفرِّقَةٌ أوّلَ مَا يَظْهَر، وبَعْضُها أَفْضَلُ من بعضٍ، وَفِي الصِّحَاح: أَزْمَعَ النبتُ، أوّلَ مَا يَظْهَرُ مُتَفَرِّقاً. قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: أَزْمَعَتِ الحُبْلَةُ، إِذا عَظُمَتْ زَمَعَتُها. وَهِي أُبْنَتُها، ودَنا خروجُ الحَجَنةِ مِنْهَا، والحَجَنَةُ والنامِيَة: شُعَبٌ، فَإِذا عَظُمَتْ الزَّمَعة فَهِيَ البَيقَة، وأَكْمَحَتْ البَنِيقَة، إِذا ابْياضَّتْ وخرجَ عَلَيْهَا مثلُ القُطن، وَذَلِكَ الإكْماحُ، والزَّمَعة: أوّلُ شيءٍ يَخْرُجُ مِنْهُ، فَإِذا عَظُمَ فَهُوَ بَنيقَةٌ. وزَمَّعَتِ الناقةُ تَزْمِيعاً مثل رَمَّعَت، بالراء، وَالَّذِي فِي العُباب: زَمَعَتْ، بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ إِذا أَلْقَتْ وَلَدَها، عَن ابنْ عَبّادٍ. قَالَ: والمُزَمِّعَةُ، كمُحَدِّثَةٍ: ضَرْبٌ من النِّكاح، وَهُوَ أَن يقوما على أطرافِ الزَّمَه نَقَلَه الصَّاغانِيّ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: أَزْمَعَتِ الأرنبُ: عَدَتْ وخَفَّتْ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. والزَّمَعُ من النباتِ، مُحرّكةً: شيءٌ هُنَا وشيءٌ هُنَا، مثلُ القَزَعِ فِي السماءِ، والرَّشَمُ مثلُه. والزَّمَع: القلَق، عَن اللِّحْيانيّ. وزَمَعَ زَمَعَاناً: مَشى مُتَقارِباً، وَكَذَلِكَ: قَزَعَ. وسَمَّوا زُمَيْعاً، وزَمَّاعاً، كزُبَيْرٍ وشَدّادٍ. وتَزْمِيعُ الزُّنْبور: دَنْدَنَتُه. وَأَبُو زَمْعَةَ: عُبَيْدٌ البَلَويُّ، ممّن بايَعَ تحتَ الشجرةِ، نَزَلَ مِصر، وزَمَعَةُ بنُ الأَسْوَدِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ أسَدِ بن عَبْدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ، قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أبي الصَّلْت يبكي قَتْلَى بَني أسَدِ: (عَيْنُ بَكِّي بالمُسْبِلاتِ أَبَا العا ... صي وَلَا تَذْخَري على زَمَعَهْ) والزُّمْعَة، بالضَّمّ: مَا صَرَرْتَه فِي أسفلِ الجِرابِ، والقُمْعَة: فِي أعْلاه، نَقله ابنُ عَبّاد.
المعجم: تاج العروس صقع
المعنى: صقع صَقَعَه، كَمَنَعه: ضَرَبَه ببَسْطِ كفِّه. أَو صَقَعَه: ضَرَبَه على صَوْقَعَتِه، أَي رَأْسِه بأيِّ شيءٍ كَانَ، قَالَ الصَّاغانِيّ: هَذَا هُوَ الأَصْل، ثمّ يُستَعارُ لمُطلَقِ الضَّرْبِ، وَمِنْه الحديثُ: ومَن زَنى مِن امْبِكْرٍ فاصْقَعوه مائَة، وضَرِّجوه بالأَضاميم أَي: اضْرِبوه، وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ: (وَعَمْرو بن هَمّامٍ صَقَعْنا جَبينَه ... بشَنْعاءَ تَنْهَى نَخْوَةً المُتَظَلِّمِ) وَفِي الحَدِيث: إنّ مُنْقِذاً صُقِعَ آمَّةً فِي الجاهليّة أَي شُجَّ شَجَّةً بَلَغَتْ أُمَّ رَأْسِه، وَقد يُستَعارُ ذَلِك للظَّهْرِ أَيْضا كَصَوْقَعَه، أَي ضَرَبَ صَوْقَعَتَه، نَقَلَه ابْن عَبَّادٍ. صَقَعَ الديكُ صَقْعَاً، وصَقيعاً وصُقاعاً، بالضَّمّ: صاحَ، عَن ابْن دُرَيْدٍ، وصَقيعاً عَن غيرِه، وبالسينِ أَيْضا. يُقَال: صَقَعَه بِكَيٍّ، أَي: وَسَمَه بِهِ على وَجْهِه، أَو رَأْسِه نَقله الصَّاغانِيّ. صَقَعَ بِهِ الأرضَ: صَرَعَه وضَرَبَ بِهِ الأرضَ، نَقله ابْن عَبَّادٍ. قَالَ: صَقَعَ الحمارُ بضَرطَةٍ: جاءَ بهَا مُنتَشِرةً رَطْبَةً. صَقَعَ فلانٌ فِي كلِّ النواحي يَصْقَعُ: ذَهَبَ، وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ: (وعَلِمْتُ أنِّيَ إنْ أَخَذْتُ بحَبْلِه ... بَهِشَتْ يَدايَ إِلَى وَحىً لم يُصْقَعِ) أَي: لم يذهبْ عَن طريقِ الكلامِ، وَيُقَال: مَا أَدْرِي أَيْن صَقَعَ وبَقَعَ، أَي أَيْن ذَهَبَ، قَلَّما يُتَكلَّمُ بِهِ إلاّ بحرفِ النَّفيِ أَو صَقَعَ: عَدَلَ عَن الطريقِ فَنَزَلَ وَحْدَه، أَو عَدَلَ عَن طريقِ الخَيرِ والكرَمِ،) نَقَلَه ابنُ فارِسٍ، وظاهِرُ سِياقِه أنّهما من حدِّ مَنَعَ أَو ضَرَبَ، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل هما من بَاب فَرِحَ. وصَقَعَتْه الصّاقِعَةُ، لغةٌ فِي صَعَقَتْه الصاعِقةُ، كَمَا فِي الصِّحَاح، أَي أصابَتْه، وَفِي اللِّسان: قَالَ الفرّاء: تَميمٌ تَقول: صاقِعَةٌ فِي صاعِقَة، وأنشدَ لابنِ أَحْمَرَ: (أَلَمْ ترَ أنَّ المُجرِمينَ أصابَهُم ... صَواقِعُ لَا بل هُنَّ فَوْقَ الصَّواقِع) وَأنْشد ابْن دُرَيْدٍ: (يَحْكُونَ بالهِنْدِيَّةِ القَواطِعِ ... تشَقُّقَ البَرقِ عَن الصَّواقِع) فصَقِعَ هُوَ، كفَرِحَ مثل: صَعِقَ، قَالَ يونُسُ فِي قولِهم: صَهْ صاقِعُ: تقولُه العربُ للرجلِ تَسْمَعُه يَكْذِب، أَي اسْكُتْ يَا كَذَّابُ فقد ضَلَلْتَ عَن الحقِّ. والصّاقِع: الكَذّاب. الصَّقيع، كأميرٍ: نوعٌ من الزَّنابير، نَقله أَبُو حاتمٍ عَن الطائِفيِّ سَماعاً. الصَّقيع: الساقِطُ من السماءِ بِاللَّيْلِ، كأنّه ثَلْجٌ، وَهُوَ الجَليدُ، قَالَ بِشْرُ بنُ أبي خازِمٍ: (ترى وَدَكَ السَّديفِ على لِحاهمْ ... كَلَوْنِ الراءِ لَبَّدَهُ الصَّقيعُ) الرَّاءُ: شجَرَةٌ، وَقد صُقِعَتِ الأَرضُ، وأُصْقِعَت، بضَمِّهِما، الأُولى نقلهَا الجَوْهَرِيّ، والثانيةُ عَن ابْن دُريدٍ، فَهِيَ مَصقوعَةٌ، وكذلكَ جُلِدَت، وضُرِبَتْ. وأَصقعَها الصَّقيعُ: أَصابَها، وَكَذَا أَصقعَ الصَّقيعُ الشَّجَرَ، والشَّجَرُ صَقِعٌ، ومُصقَعٌ. والصُّقْعُ، بالضَّمِّ: النّاحيَةُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. يُقال: فلانٌ من أَهل هَذَا الصَّقْعِ، أَي من هَذِه النّاحيَةِ، والغين المُعجَمَةُ لغةٌ فيهِ، عَن ابْن جِنّي، كَمَا سيأْتي، والجَمْعُ: أَصقاعٌ. الصُّقْعَةُ، بهاءٍ: بَياضٌ فِي وسَطِ رُؤُوس الخَيلِ والطَّير وغيرِها، وَقَالَ أَبو الوازعِ: الصُّقعَةُ: بَياضٌ فِي وسطِ رأْسِ الشّاةِ السَّوداءِ، ومَوضِعُها من الرَّأْسِ الصَّوْقَعَةُ، وَهُوَ أَصقَعُ، وَهِي صَقعاءُ، قَالَ: (كأَنَّها حينَ فاضَ الماءُ واحْتَفَلَتْ ... صَقعاءُ لاحَ لَهَا بالقَفْرَةِ الذِّيبُ) يَعني العُقابَ، وعُقابٌ أَصقَعُ: فِي رأْسِه بَياضٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصفُ الجَوارِحَ: (من الزُّرْقِ أَو صُقْعٍ كأَنَّ رُؤوسَها ... من القَهْزِ والقُوهِيّ بِيضُ المَقانِعِ) وظَليمٌ: أَصْقَعُ: قد ابْيَضَّ رأْسُه، ونَعامَةٌ صَقعاءُ: فِي وسط رأْسِها بَياضٌ على أَيَّةِ حالاتِها كَانَت. والأَصْقَعُ: طائرٌ كالعُصفورِ، فِي ريشه ورأْسِه بَياضٌ، يكون بقربِ الماءِ، وَقد ذُكِرَ فِي سقع. وَقَالَ أَبو حاتِمٍ: الصَّقعاءُ: دُخَّلَةٌ كَدراءُ اللَّونِ صغيرَةٌ، ورأْسُها أَصفرُ، قصيرةُ الزِّمِكَّى والرِّجلَينِ والعُنُقِ. والصَّقَعُ، مُحَرَّكَةً: المَصدرُ لذلكَ، وَهِي تتمَّةُ عِبارة أَبي حاتمٍ.) الصَّقَعُ أَيضاً: انْهِيارُ الرَّكِيَّةِ، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن أَبي عُبيدٍ، وَقد صَقِعَتْ صَقْعاً، كصَعِقَتْ، والسِّينُ فِي الْبِئْر أَعلى. وفرَسٌ أَصْقَعُ، أَي أَبيضُ أَعلى الرأسِ. الصَّقَعُ أَيضاً، شِبهُ غَمٍّ يأْخُذُ بالنَّفسِ لِشِدَّةِ الحَرِّ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشدَ لِسُوَيْدِ بن أَبي كاهِلٍ: (فِي حُرورٍ يَنضَجُ اللَّحمُ بهَا ... يأْخُذُ السَّائرَ فِيهَا كالصَّقَع) المِصْقَعُ، كمِنبَرٍ: البَليغُ، مأْخوذٌ من قولِ ابْن الأَعرابيِّ. قَالَ: الصَّقْعُ: البلاغةُ فِي الكلامِ، والوُقوعُ على المَعاني. وَفِي حَدِيث حُذَيفَةَ بنِ أُسَيْدٍ: شَرُّ النّاسِ فِي الفِتنةِ الخَطيبُ المِصقَع، أَي البليغُ الماهِرُ فِي خُطبَتِه، الدَّاعي إِلَى الفتنةِ، الَّذِي يُحَرِّضُ النّاسَ عَلَيْهَا، أَو العالي الصَّوتِ، مِفعَلٌ من الصَّقْعِ، وَهُوَ رفع الصَّوتِ ومُتابعَتُه، وَهُوَ من أَبنِيَةِ المُبالَغَةِ، أَو الخَطيبُ المِصقَعُ: مَن لَا يُرتَجُ عَلَيْهِ فِي كَلَامه، وَلَا يتَتَعْتَعُ، قَالَه قتادَةُ، يُقَال: خطيبٌ مِصقَعٌ، ومِسقَعٌ، ومِسحَلٌ، وشَحْشَحٌ، وَهُوَ الماهرُ فِي الخُطْبَةِ، الْمَاضِي فِيهَا، قَالَ الفرزدَقُ: (وعُطارِدٌ وأَبوهُ منهُمْ حاجِبٌ ... والشَّيخُ ناجِيَةُ الخِضَمِّ المِصْقَعُ) والجَمْعُ مَصاقِعُ. فال قيس بنُ عاصِمٍ المِنقَرِيُّ، رَضِي الله عَنهُ: (خُطَباءُ حينَ يقومُ قائلُنا ... بِيضُ الوُجوهِ مَصاقِعٌ لُسْنُ) ونقلَ شيخُنا عَن حَواشي المُطَوَّلِ وحواشي التَّفسيرَينِ أَنَّ المِصْقَعَ مِن صَقَعَ الدِّيكُ، إِذا صاحَ، أَو من الصُّقْعِ، وَهُوَ جانبُ الشيءِ، لأَخذ الخطيبِ فِي كلِّ جانبٍ من الكلامِ، أَو من صَقَعَه: ضرَبَ صَوْقَعَتَه، قَالَ الفَنارِيُّ وغيرُهُ، وَفِي هَذِه الاشتقاقاتِ نظَرٌ. انْتهى. قلتُ: لَا نَظَرَ فِي الأَوَّلَيْنِ، أَمّا الأَوّلُ فقد صرَّحَ غيرُ واحِدٍ من الأَئمَّة أنَّه من صَقَعَ بصوتِهِ، إِذا رفعَه، وصَقَعَ الدِّيكُ صوتَهُ، من ذَلِك، وسُمِّيَ الخطيبُ مِصقعاً لرَفعِ صوتِه فِي التَّبليغِ، وَهُوَ ظاهِرٌ، وأَمّا الثّاني فقد نقل صَاحب اللِّسَان وغيرُه أَنَّه سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه يذهبُ فِي كلِّ صُقعٍ من الكلامِ، أَي ناحيةٍ. نعَمْ فِي اشتقاقِه من صَقَعَهُ: ضَرَبَ صَوقَعَتَه نَظَرٌ، وَإِن كانَ يُوَجَّهُ بضَرْبٍ من المَجازِ، فَفِيهِ بُعدٌ، فتأَمَّل. والصَّقعاءُ: الشَّمسُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. وَقَالَ: قَالَت ابنَةُ أَبي الأَسوَدِ الدُّؤَلِيِّ فِي يومٍ شديدِ الحَرِّ: يَا أَبَتِ مَا أَشَدُّ الحَرِّ قالَ: إِذا كَانَت الصَّقعاءُ من فوقِكِ، والرَّمضاءُ من تحتِكِ، فقالتْ: أَرَدْتُ أَنَّ الحَرَّ شَديدٌ. قَالَ: فَقولِي إِذن: مَا أَشَدَّ الحَرَّ فحينئذٍ وضَعَ بابَ التَّعَجُّبِ. والأَصْقَعُ: طائرٌ، وَهُوَ الصُّفارِيَّةُ، عَن قُطرُبٍ. وَقَالَ غيرُه: هُوَ كالعُصفورِ، فِي ريشه ورأْسِه بَياضٌ، يكونُ بِقرب الماءِ، إِن شئتَ كسَّرْتَه تكسيرَ الأَسماءِ، لأَنَّه صِفَةٌ غالبةٌ، وَإِن شئتَ كسَّرتَه) على الصِّفَةِ، وَقد ذُكِرَ فِي سقع. الصِّقاعُ، ككِتابٍ: البُرْقُعُ، ورُبَّما قيلَ لَهُ ذلكَ، كَمَا فِي الصِّحاح. الصِّقاعُ: شيءٌ يُشَدُّ بِهِ أَنفُ النّاقة إِذا أَرَادوا أَنْ ترأَمَ ولدَها، أَو ولَدَ غيرِها، قَالَ القُطامِيُّ: (إِذا رأْسٌ رأَيْتُ بِهِ طِماحاً ... شدَدْتُ لَهُ العَمائمَ والصِّقاعا) وَقَالَ أَبو عُبيدٍ: يُقال للخِرْقَةِ الّتي يُشَدُّ بهَا أَنفُ النَّاقةِ إِذا ظُئرَتْ: الغِمامَةُ، وَالَّتِي تُشَدُّ بهَا عَيناهَا: الصِّقاعُ، وَقد ذُكِرَ ذَلِك فِي تركيب درج. الصِّقاعُ أَيضاً: خِرقَةٌ تكونُ على رأْسِ المَرأَةِ تَقي بهَا الخِمارَ من الدُّهْنِ. نَقله الجَوْهَرِيُّ، كالصَّوْقَعَةِ، نَقله ابْن دُريدٍ. وَقيل: الصَّوقَعَةُ: مَا يَقي الرّأْسَ من العِمامَةِ والخِمارِ والرِّداءِ. الصِّقاعُ: حَديدَةٌ تكونُ فِي مَوضِعِ الحَكَمَة من اللِّجامِ، قَالَ ربيعةُ بنُ مَقرومٍ الضَّبِّيُّ: (وخصمٍ يَركَبُ العَوصاءَ طاطٍ ... عَن المُثْلَى غُناماهُ القِذاعُ) (طَموحِ الرأسِ كنتُ لهُ لِجاماً ... يُخَيِّسُه لَهُ مِنْهُ صِقاعُ) قَالَ ابنُ عَبّادٍ: الصِّقاعُ: سِمَةٌ على قَذالِ البَعيرِ. قَالَ أَبو نَصْرٍ: الصَّقَعِيُّ، مُحَرَّكَةً: أَوَّلُ النَّتاجِ حينَ تَصقَعُ فِيهِ الشَّمسُ رؤوسَ البَهْمِ صَقعاً، وَقَالَ غيرُه: هُوَ الَّذِي يُولَدُ فِي الصَّفَرِيَّة. قَالَ أَبو زَيدٍ: الصَّقَعِيُّ: الحُوارُ الَّذِي يُنتَجُ فِي الصَّقيعِ، وَهُوَ من خير النَّتاجِ، قَالَ الرَّاعي: (خَراخِرُ تُحْسِبُ الصَّقَعِيَّ حَتّى ... يَظَلَّ يَقُرُّهُ الرّاعي سِجالا) الخَراخِرُ: الغَريزاتُ، يَعْنِي أَنَّ اللَّبَنَ يَكثُرُ حتّى يأْخُذَه الرَّاعِي، فيَصُبَّه فِي سِقائه سِجالاً سِجالاً، قَالَ: والإحسابُ: الإكْفاءُ، قَالَ أَبو نَصرٍ: وبعضُ العَرَب يُسَمِّيه الشَّمسِيَّ والقَيظِيَّ، ثمَّ الصَّفَرِيَّ بعدَ الصَّقَعِيِّ. والصَّوقَعَةُ، كجَوهَرَةٍ: العِمامَةُ وغيرُ هَا مِمّا يَقي الرأسَ. الصَّوقَعَةُ: وَقْبَةُ الثَّريدِ، وَقيل: أَعلاهُ. الصَّوْقَعَةُ: وسَطُ الرَّأْس. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الصَّوقَعَةُ: مَوضِعُ الحَرْبِ الَّذِي فِيهِ ضَرْبٌ كَثيرٌ. قَالَ غيرُه: ذُو الصَّوْقَعَةِ: وادٍ لِرَبيعةَ، وَهُوَ وَادي حَمْضٍ. يُقَال: صَقَّعَ لِزَيدٍ تَصقيعاً، إِذا حلَفَ لَهُ على شيءٍ، وكذلكَ بَقَّعَ لَهُ تبقيعاً، عَن ابْن عَبّادٍ، وَقد تقدَّمَ. وأَصقَعَ الرَّجُلُ: دخَلَ فِي الصَّقيعِ، نَقله ابْن دُرَيْدٍ. ومِمّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: الصَّقْعُ: ضَرْبُ الشيءِ الْيَابِس المُصْمَتِ بمِثلِه، كالحَجَر ونَحوِه، وَقيل: هُوَ الضَّرْبُ على كلِّ شيءٍ يابسٍ. وصُقِعَ الرَّجُلُ، كعُنِيَ: صُعِقَ، لغَةُ تَميمٍ، نَقله ابنُ القَطّاع. والصَّقْعَةُ، بِالْفَتْح: شِدَّةُ البَردِ من الصَّقيعِ. وأُصْقِعَ النّاسُ، بالضَّمِّ. وأَرضٌ صَقِعَةٌ، وشَجَرٌ مُصْقِعٌ: أَصابَهُما الصَّقيعُ. والصَّقَعُ: الضَّلالُ والهَلاكُ.) وكَكَتِفٍ، هُوَ: الغائبُ البعيدُ الَّذِي لَا يُدْرَى أَيْنَ هوَ. وَقيل: هُوَ الَّذِي ذهبَ فنزّلَ وحدَه، قَالَ أَوسُ بنُ حجَرٍ: (أَأَبا دُلَيْجَةَ مَن لِحَيٍّ مُفرَدٍ ... صَقِعٍ من الأَعداءِ فِي شَوَّالِ) قَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: أَي مُتَنَحٍّ بعيدٍ من الأَعداءِ، وذلكَ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ إِذا اشتَدَّ عَلَيْهِ الشِّتاءُ تَنَحَّى، لئلاّ يَنزِلَ بِهِ ضيفٌ، والأَعداءُ: الضِّيفانُ الغُرَباءُ، وَقَوله فِي شَوّال يَعني أَنَّ البَرْدَ كَانَ فِي شَوّال حينَ تَنَحَّى هَذَا المُتَنَحَّى، وَقد نَقله الجَوْهَرِيّ مُختَصراً، وَقَالَ غيرُ ابْن الأَعرابيّ: هُوَ الَّذِي أَصابَه من الأَعداءِ كالصَّاقِعَةِ، أَي الصَّاعِقَةِ. وصَقَعَ الثَّريدَةَ يَصقَعُها صَقعاً: أَكلَها من صَوقَعَتِها، وصَوْقَعَها، إِذا سَطَحَها، وصَوْمَعَها وصَعْنَبَها: إِذا طَوَّلَها. والصَّوْقَعَةُ: خِرقَةٌ تُعقَدُ فِي رأْسِ الهَودَجِ تُصَفِّقُها الرِّيحُ. والصَّوْقَعَةُ من البُرْقُع: رأْسُهُ. والصِّقاعُ: الَّذِي يَلي رأْسَ الفَرَسِ دونَ البُرقُعِ الأَكبَر. وصِقاعُ الخِباءِ: حَبْلٌ يُمَدُّ على أَعلاهُ، ويُوَتَّرُ، فيُشَدُّ طَرفاهُ إِلَى وَتَدَينِ رُزَّا فِي الأَرضِ، وذلكَ إِذا اشتدَّت الرّشيحُ، فخافوا تَقَوُّضَ الخباءِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وسَمعتُ العَرَبِ تَقول: اصْقَعوا بُيوتَكُم فقد عَصَفَت الرِّيحُ، فيصقعونَه بالحَبلِ، كَمَا وصفتُه. والأَصقَعُ من الفَرَس: ناصيتُه، وَقيل: ناصيتُه البيضاءُ. والصَّقْعُ: رَفعُ الصّوتِ. وجَمْعُ الصُّقْعِ، بالضَّمِّ: الأَصقاعُ، وجَمْعُ الجَمعِ: الأَصاقِعُ. والمَصْقَعُ، كمَقعَدٍ: المُتَوَجَّهُ، قَالَ: (وَللَّه صُعلوكٌ تَشَدَّدَ هَمُّه ... عَلَيْهِ وَفِي الأَرْضِ العريضَةِ مَصْقَعُ) وصَقِعَ فلانٌ نَحْو صُقعِ كَذَا، كفَرِحَ، أَي قصَدَ. وصُقْعُ الرَّكِيَّةِ: مَا حولهَا وتحْتَها من نَواحيها، والجَمْعُ: أَصقاعٌ، والسِّينُ أَعلى. والصَّقَعُ، محركةً: القَزَعُ فِي الرأسِ. وَقيل: هُوَ ذَهابُ الشَّعر. والصَّقْعانُ: البَليدُ، عامِّيَّةٌ.
المعجم: تاج العروس حمد
المعنى: حمد : (الحَمْدُ) : نَقِيض الذَّمِّ، وَقَالَ اللِّحيانيُّ: الحَمْدُ؛ (الشُّكْرُ) ، فَلم يُفرّق بَينهمَا. وَقَالَ ثَعْلَبٌ الحَمْدُ يكون عَن يَد، وَعَن غير يَدٍ، والشُّكْرُ لَا يكون إِلّا عَن يَد. وَقَالَ الأَخفشُ: الحَمْد لله: الثَّنَاءُ. وَقَالَ الأَزهريُّ: الشُّكْر لَا يكون إِلا ثَنَاءً لِيد أَولَيْتَهَا، والحمدُ قد يكون شُكْراً للصنيعةِ، وَيكون ابْتِدَاء للثّناءُ على الرَّجل. فحَمَدُ الله: الثَّنَاءُ عيه، ويكونُ شُكْراً لِنِعَمه الَّتِي شَمِلَت الكُلّ. والحمْدُ أَعمُّ من الشُّكْر. وَبِمَا تقدَّم عَرَفْت أَن المصنِّف لم يُخَالِف الجُمهورُ، كَمَا قَالَه شيخُنَا، فإِنه تَبِع اللِّحْيَانِيَّ فِي عدَمِ الفَرْقِ بَينهمَا. وَقد أَكثَر العلماءُ فِي شرحهما، وبيانهما، وَمَا لَهُما، وَمَا بينَهما من النَّسب، وَمَا فيهمَا من الفَرْق من جِهة المتعلَّق أَو الْمَدْلُول، وَغير ذالك، لَيْسَ هاذا محلَّه. (و) الحَمْدُ: (الرِّضَا، والجَزاءُ، وقَضَاءُ الحَقِّ) وَقد (حَمِدَه كسَمِعَه) : شَكَرَه وجَزَاه وقَضَى حَقَّه، (حَمْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون (ومَحْمِداً) بِكَسْر الْمِيم الثانِية، (ومَحْمداً) ، بِفَتْحِهَا، (ومَحْمِدَة ومَحْمدَةً) ، بالوَجْهين، ومَحْمِدَةٌ، بِكَسْرِهَا نادرٌ. ونقلَ شيخُنا عَن الفناريّ فِي أَوائلِ حَاشِيَة التّلويحِ أَن المَحْمِدةَ بِكَسْر الْمِيم الثَّانِيَة مصدر، وَبِفَتْحِهَا خَصْلَة يُحْمَد عَلَيْهَا. (فَهُوَ حمُودٌ) ، هاكذا فِي نسختنا. وَالَّذِي فِي الأُمَّهات اللُّغَوية: فَهُوَ مَحمود، (وحَمِيدٌ، وَهِي حَمِيدةٌ) ، أَدخلوا فِيهَا الهاءَ، وإِن كَانَت فِي المعنَى مَفْعُولا، تَشبيهاً لَهَا برَشيدة، شَبَّهوا مَا هُوَ فِي معنَى مفعولٍ بِمَا هُوَ فِي معنَى فاعِلٍ، لتقاربِ المَعْنيَيْنِ. والحَمِيدُ، من صفاتِ الله تَعَالَى بِمَعْنى المَحْمُودِ على كلّ حَال، وَهُوَ من الأَسماءِ الحُسْنَى. (وأَحْمَدَ) الرَّجُلُ: (صَار أَمْرُهُ إِلى الحَمْدِ، أَو) أَحْمَدَ: (فَعَلَ مَا يُخْمَدُ عَلَيْهِ. (و) من الْمجَاز يُقَال: أَتَيْتُ موْضِعَ كَذَا فأَحْمَدْتُ، أَي صادَفْتُه مَحموداً موافِقاً، وذالك إهذا رَضِيت سُكْناه أَو مَرْعَاه. وأَحْمَدَ (الأَرْض: صادَفَهَا حَمِيدةً) ، فهاذه اللُّغَةُ الفصيحة (كحَمِدَها) ، ثُلاثيًّا. وَيُقَال: أَتيْنا فُلاناً فأَحْمَدْنَاه وأَذْممناه، أَي وجدْناه مَحْمُودًا أَو مذْموماً. (و) قَالَ بَعضهم: أَحْمَدَ (فُلاناً) إِذا (رَضِيَ فِعْلَهُ ومَذْهَبَه وَلم يَنْشُرْهُ للنّاسِ، و) أَحْمَدَ (أَمْرَهُ: صَار عِنْده مَحْمُوداً. (و) عَن ابْن الأَعرابيّ: (رجُلٌ) حَمْدٌ (ومَنْزِلٌ حَمْدٌ) ، وأَنشد: وكانَتْ من الزَّوجات يُؤْمَنُ غَيْبُهَا وتَرْتَادُ فِيهَا العَيْنُ مُنْتَجَعاً حَمْدَا (وامرَأَةٌ) حَمْدٌ و (حَمْدَةٌ) ومَنزِلةٌ حَمْدٌ، عَن اللِّحْيَانيّ: (مَحْمُودةٌ) مُوافِقةٌ. (والتَّحْمِيدُ حمْدُ) كَ (اللهَ) عزّ وجَلّ (مَرَّةً بَعْدَ مَرَّة) ، وَفِي التَّهْذِيب: التَّحميد: كَثْرَةُ حَمْدِ اللهِ سبحانَه) بالمحامد الحَسَنة، وَهُوَ أَبلغُ من الحَمْدِ، (وإِنَّهُ لحمَّادٌ لِلّهِ عَزَّ وجَلَّ) . (وَمِنْه) أَي من التَّحميد (مُحَمَّد) ، هاذا الاسمُ الشريف الواقعُ عَلَماً عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عليّه وسلّم، وَهُوَ أَعظم أَسمائه وأَشهرُهَا (كأَنْ حُمِدَ مَرَّةً بَعْدَ مَرّة) أُخْرَى. (و) قَول الْعَرَب: (أَحْمَدُ إِليكَ الله) ، أَي (أَشكُرُه) عندكَ. وَفِي التَّهْذِيب أَي أَحمدُ معكَ اللهَ. قلت: وَهُوَ قولُ الْخَلِيل. وَقَالَ غَيره: أَشكُر إِليكَ أَيادِيَه ونعَمَ. وَقَالَ بعضُهم: أَشكُر إِليك نِعَمَ وأُحدِّثُك بهَا. (و) قَوْلهم (حَمَادِ لَهُ، كقَطَامِ، أَي حَمْداً) لَهُ (وشكْراً) . وإِنما بُنِيَ على الكَسر لأَنه مَعْدول عَن الْمصدر، قَالَ المُتَلمِّسُ: جَمَادِ لَهَا جَمَادِ وَلَا تَقُولي طَوَالَ الدَّهْرِ مَا ذُكِرَتْ حَمادِ (و) قَالَ اللِّحيانيّ: (حُمَاداكَ) أَن تفْعَلَ كَذَا، (وحُمَادَيَّ) أَنْ أفعلَ كَذَا (بضمّهما) ، وحَمْدُكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا أَي مَبْلَغ جُهْدِك. وَقيل: (غايَتُكَ وغَايَتِي) . وَعَن ابْن الأَعرابيّ: قُصَاراك أَن تَنْجُوَ مِنْهُ رَأْساً برأْس، أَي قَصْرُك وغَايَتُكَ. وقالَت أُمُّ سَلَمَة (حُمَادَيَاتُ النِّساءِ غَضُّ الطَّرْفِ) مَعْنَاهُ غايةُ مَا يُحْمَدُ منهُنَّ هاذا. وَقيل غُنَامَاك مثل حُمَاداك، وعُنَاناك مِثْلُه. (و) قد (سَمَّت) العَرَبُ (أَحْمَدَ) ، ومُحَمَّداً، وهما، من أَشرف أَسمائه، صلَّى اللهُ عليّه وسلّم، وَلم يُعرَف مَن تَسَمَّى قبلَه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم بأَحْمَدَ، إِلّا مَا حُكيَ أَنَّ الخَضِرَ عَلَيْهِ السلامُ اسمُه كذالك. (وحامِداً، وحَمَّاداً) كَكَتَّان، (وحَمِيداً) ، كأَمِير (وحُمَيْداً) ، مصغَّراً (وحَمْداً) بِفَتْح فَسُكُون، (وحَمْدُونَ، وحَمْدِينَ، وحَمْدَانَ، وحَمْدَى) ، كسَكْرَى (وحَمُّوداً، كتَنُّورٍ، وحَمْدَوَيْهِ) ، بِفَتْح الدَّال وَالْوَاو، وَسُكُون الْيَاء عِنْد النُّحاة والمُحدِّثون يضمُّون الدّالَ ويسكنون الْوَاو ويفتحون الياءَ. والمُحَمَّد، كمُعَظَّم: الّذي كَثُرَتْ خِصالُه المَحمودَةُ، قَالَ الأَعشى: إِليكَ أَبَيْتَ الَّلْنَ كانَ كَلَالُها إِلى المَاجِدِ القَرْمِ الجَوَادِ المُحمَّدِ قَالَ ابنُ بَرِّيَ: وَمن سُمِّيَ بمحمّد فِي الْجَاهِلِيَّة سَبعَةٌ: مُحَمَّد بنُ سُفْيان بن مُجَاشِع التَّمِيميُّ، ومحمّد بنُ عِتْوَارَةَ اللَّيْثيّ الكِنَانِيّ، ومحمّد بن أُحَيْحةَ بن الجُلَاح الأَوْسِيُّ، ومُحمّد بن حُمْرَانَ بنِ مالِكٍ الجُعْفِيّ الْمَعْرُوف بالشوَيْعر، ومحمّد بن مَسْلَمَةَ الأَنصاريّ، ومحمّد بن خُزَاعِيّ بن عَلقمةَ، ومحمّد بن حِرْمَازِ بن مالِكٍ التِميميّ. (ويَحْمَدُ كيَمْنَع، و) يُقَال فِيهِ يُحْمِدُ (كيُعْلِم آتِي) أَي مُضارِعُ (أَعْلَمَ) ، كَذَا ضَبَطَه السِّيرافيّ: (أَبو قَبِيلَة) من الأَزْد (ج اليَحامِدُ) . قَالَ ابْن سيدَه: وَالَّذِي عِنْدِي أَن اليَحَامدَ فِي معنَى اليَحْمَديّين واليُحْمِديّين، فَكَانَ يجب أَن تلْحقهُ الهاءُ عوَضاً عَن ياءِ النّسب كالمَهَالبة، ولاكنه شَذَّ، أَو جُعِلَ كلُّ واحدٍ مِنْهُم يَحْمَدُ أَو يُحْمد. (وحَمَدةُ النَّار، مُحَرَّكَةً: صَوتُ التِهَابِها) كحَدَمَتهَا (و) قَالَ الفرّاءُ: للنّار حَمَدَةٌ. و (يَوْمٌ مُحْتَمِدٌ) ومُحْتَدِم: (شَدِيدُ الحَرِّ) ، واحتَمَدَ الحَرُّ، قَلْبُ: احْتَدَمَ. (و) حَمَادَةُ (كحَمَامَة ناحيَةٌ باليَمَامَة) ، نَقله الصاغانيُّ. (والمُحَمَّدِيَّة) عِدَّةُ مواضِعَ، نُسِبَتْ إِلى اسْم مُحَمَّدٍ بانِيهَا، مِنْهَا: (ة بنَوِاحِي بَغْدَاد) ، من طَرِيق خُرَاسَانَ، أَكثَر زَرْعِهَا الأُرزُ. (و) المُحمَّديّةُ: (بلَدٌ ببَرْقَةَ، من نَاحيَة الإِسكَنْدَرِيّةِ) ، نَقله الصاغَانيّ. (و) المحَّمديةُ: (د بنواحي الزَّابِ) من أَرْضِ المغْرِب، نَقله الصاغانيُّ. (و) المُحمَّديةُ؛ (بَلَدٌ بكِرْمَانَ) ، نَقله الصاغانيُّ. (و) المُحَمَّدِيَّةُ: (ة قُرْبَ تُونُسَ، و) المِحَمَّديّة: (مَحَلَّة بالرَّيِّ) ، وَهِي الَّتِي كتب ابنُ فارِسٍ صاحبُ (المُجملِ) عِدَّةَ كُتُبٍ بهَا. (و) المُحَمَّدِيَّةُ: (اسمُ مَدِينَةِ المَسِيلةِ، بالمَغْرِب أَيضاً) اختَطَّها أَبو القاسِمِ محمَّدُ بن المَهْدِيِّ الملقب بالقائم. (و) المُحَمَّديَّة: (ة باليَمَامَة) . (و) يُقَال: (هُوَ يَتَحَمَّدُ عليَّ) ، أَي (يَمْتَنُّ) ، وَيُقَال فُلان يتَحَّمدُ النّاسَ بجُودِه، أَي يُرِيهِم أَنَّه محمودٌ. وم أَمثالهم: (مَنْ أَنفَق مالَه على نَفْسِه فَلَا يَتَحَمَّدُ بِهِ إِلى النّاسِ) وَالْمعْنَى: أَنه لَا يُحْمَدُ على إِحْسَانِه إِلى نفْسه، إِنما يُحْمَد على إِحْسَانِه إِلى النّاس. (و) رجلٌ حُمَدةٌ، (كهُمَزَةٍ: مُكْثِرُ الحَمْدِ للأَشياءِ) ، ورجلٌ حَمَّادٌ، مثله. (و) فِي النَّوَادِر: حَمِدَ عليَّ فُلانٌ حَمَداً (كفَرِح) إِذا (غَضِبَ) ، كضَمِدَ لَهُ ضَمَداً، وأَرِمَ أَرَماً. (و) مِنَ المَجَازِ: قَوْلهم: (العَوْدُ أَحْمَدُ، أَي أَكْثَرُ حَمْداً) ، قَالَ الشَّاعِر: فَلم تَجْرِ إِلّا جِئتَ فِي الخَيْرِ سَابِقًا وَلَا عُدْتَ إِلّا أَنتَ فِي العَوْدِ أَحمَدُ كَذَا فِي الصِّحَاح: وكُتُب الأَمثال (لأَنَّكَ لَا تَعود إِلى الشَّيْءِ غَالِبا إِلّا بَعْدَ خِبْرَتِه، أَو مَعْنَاهُ: أَنَّه إِذا ابتدَأَ المَعْرُوفَ جَلَبَ الحَمْدَ لنفْسِهِ، فإِذا عادَ كَانَ أَحْمَدَ، أَي أَكْسَبَ للحَمْدِ لَهُ، أَو هُوَ أَفْعَلُ، من الْمَفْعُول، أَي الابتداءُ محمودٌ، والعَوْدُ أَحقُّ بأَن يَحْمَدُوه) وَفِي كُتب الأَمثالِ: بأَنّ يُحْمدَ مَنه. وأَولُ من (قَالَه) ، أَي هاذا المَثَلَ (خِدَاشُ بنُ حَابِسٍ) التَّمِيميُّ (فِي) فَتاةِ من بَنِي ذُهْلٍ ثمَّ من بني سَدُوس، يُقَال لَهَا (الرَّبَاب، لَمَّا) هَام بهَا زَماناً و (خَطبا فَرَدَّهُ أَبواها، فأَضْرَبَ) ، أَي أَعرضَ (عَنْهَا زَماناً، ثمَّ أَقبَلَ) ذاتِ ليلةِ راكِباً (حتْى انْتَهَى إِلى حِلَّتِهِمْ) أَي مَنْزِلِهِمْ (مُتَغَنِّياً بأَبيات، مِنْهُ: ) هاذا البيتُ: (أَلَا لَيْتَ شِعْرِي يَا رَبابُ مَتَى أَرَى لَنَا مِنْكِ نُجْحاً أَو شِفَاءً فأَشْتَفِي) وَبعده: فقد طَالَمَا غَيْبَتِنِي وَرَدَتْنِي وأَنتِ صَفيِّي دُونَ مَن كُنْتُ أَصْطَفِي لَحَى اللهُ مَنْ تَسْمُو إِلى المالِ نَفْسُهُ إِذا كانَ ذَا فَضْلٍ بِهِ لَيْسَ يَكْتَفِي فَيُنْكِحُ ذَا مالٍ ذَمِيماً مُلَوَّماً ويَتْرُكُ حُرًّا مثْلَه لَيْسَ يَصْطَفِي (فسمِعَت) الرَّبابُ وعَرفته (وحَفِظَت) الشِّعْر (و) أَرْسلت إِلى الرَّكْب الّذين فيهم خِداشٌ و (بعثَتْ إِليه: أَنْ قد عَرَفْتُ حاجَتَكَ فاغْدُ) على أَبي (خاطِباً) ، وَرَجَعَتْ إِلى أُمها (ثمَّ قَالَت لأُمِّها) : يَا أُمَّهُ: (هَل أَنْكِحُ إِلَّا مَنْ أَهْوَى، وأَلْتَحِفُ إِلّا مَنْ أَرضَى؟ قالَت: بَلَى) ، فَمَا ذالك؟ (قَالَت: فأَنْكِحيني خِداشاً. قَالَت) : وَمَا يَدْعُوك إِلى ذالك (مَعَ قِلْةِ مالِه؟ قَالَت: إِذا جمَع المالَ السيِّيءُ الفِعالِ، فقُبْحاً لِلْمَالِ) ، فأَخْبرَت الأُمُّ أَباهَا بذالك، فَقَالَ: أَلمْ نَكُنْ صَرَفناه عنّا؟ فَمَا بَدَاله؟ (فَأَصْبَحَ خِداشٌ) ، وَفِي (مجمع الأَمثال) : فَلَمَّا أَصبحوا غَدا عَلَيْهِم خِداشٌ (وسَلَّم عَلَيْهِم، وَقَالَ: العَوْدُ أَحْمَدُ، والمَرْأَة تُرْشَد، والوِرْدُ يُحْمَد) ، فأَرسلها مَثَلاً. قَالَه الميدانيُّ، والزّمَخْشَرِيُّ، وَغَيرهمَا. (ومحمودٌ اسمُ الفِيلِ المذكورِ فِي القرآنِ العزِيزِ) فِي قصّة أَبْرَهةَ الحَبَشِيّ، لَمّا أَتَى لهَدْم الكعبةِ، ذَكرَه أَربابُ السِّيَرِ مُسْتَوفًى فِي مَحَلّه. (و) أَبو بكرٍ (أَحمدُ بنُ محمّدِ) بنِ أَحمدَ (بنِ يعقُوبَ بنِ حُمَّدُويَهْ، بِضَم الحاءِ وشَدَّ الْمِيم وَفتحهَا) ، وَضم الدَّال وفَتْح الياءِ: (محَدِّثٌ) ، آخرُ من حَدَّث عَن ابْن شمعونَ. هاكذا ضبطَه أَبو عليّ البردانيُّ الْحَافِظ. (أَو هُوَ حُمَّدُوهْ، بِلَا ياءِ) ، كَذَا ضَبطَه بعضُ المُحَدِّثين البغداديّ المُقْرِيءُ الرَّزَّازُ، من أهل النَّصرِيّة. وُلِدَ فِي صفر سنة 381 هـ روَى عَنهُ ابنُ السَّمرْقَنْديّ والأَنماطِيُّ وتُوفِّيَ فِي ذِي الحجّة سنة 469 هـ. (وحَمْدُونةُ، كزَيْتُونَة: بِنتُ الرَّشيد) العبّاسيّ. وَكَذَا حَمْدونةُ بنت غَضِيضٍ، كأَمير، أُمُّ ولد الرَّشيد، يُنسب إِليها محمّد بن يوسفَ بنِ الصَّباح الغَضِيضيّ. (و) حَمدُونُ (بنُ أَبي لَيْلى مُحَدِّث رَوَى عَن أَبِيه، وَعنهُ أَبُو جَعْفَر الحبيبيّ (وحَمَديَّةُ، مُحَرَّكَةً، كعَرَبِيَّة: جَدُّ والدِ إِبراهيمَ بنِ مُحَمَّد) بن أَحمدَ بن حَمَدِيَّةَ (رَاوِي المُسْنَد) للإِمام أَحمَدَ بنِ حَنْبَل رَضِي الله عَنهُ، وكذَا أَخوه عبد الله، كِلَاهُمَا وروياه (عَن أَبي لحُصيْنِ) هِبَةِ اللهِ بن محمّدِ بن عبد الْوَاحِد أَبي الْقَاسِم الشَّيبانيّ، وماتَا مَعًا فِي صفر سنة 592 هـ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: أَحمَدَه: استبانَ أَنه مُسْتَحِقٌّ للحَمْد. وتَحمَّدَ فُلانٌ: تكلَّفَ الحَمْدَ، تَقول وَجَدْتُه مُتَحَمِّداً مُتَشَكِّراً. واسْتَحْمَدَ اللهُ إِلى خَلْقِه بإِحْسَانه إِليهم وإِنعامه عَلَيْهِم. و (لِواءُ الحَمْد) : انفِرادُه وشُهْرَتُ بالحَمْد فِي يَوْم الْقِيَامَة. والمَقَامُ المَحْمُودُ. هُوَ: مَقَامُ الشَّفاعةِ. وحَكَى ابنُ الأَعرابيّ: جمْع الحَمْد على أَحْمُد كأَفْلُسٍ، وأَنشد: وأَبيضَ مَحمود الثَّنَاءِ خَصَصْتُهُ بأَفْضلِ أَقوالي وأَفضَلِ أَحْمُدِي نَقَلَه السَّمينُ. وَفِي حديثِ ابنِ عَبَّاس: (أَحْمَدُ إِليكُم غَسْلَ الإِحْلِيل) أَي أَرْضاهُ لكم وأَتقدَّم فِيهِ إِليكم. وَمن الْمجَاز: أَحْمَدْتُ صَنِيعَه. والرِّعاءُ يَتحامَدون الكَلأَ. وجاورتُه فَمَا حَمدْت جِوارَه. وأَفْعَالُه حَميدةٌ. وهاذا طَعامٌ ليستْ عِنْده مَحْمِدَةٌ، أَي لَا يَحْمَدُه آكِلَه، وَهُوَ بِكَسْر الْمِيم الثَّانِيَة، كَمَا فِي المفصَّل. وزيادُ بن الرَّبيع اليُحْمِديّ بِضَم الياءِ وَكسر الْمِيم، مَشْهُور، وَسَعِيد بن حِبّانَ الأَزديّ اليحْمدِيّ عَن ابْن عبّاس، وعُتبة بن عبد الله اليحْمدِيّ، عَن مَالك وَمَالك بن الجَليل اليحْمدِيّ، عَن ابْن أَبي عَدِيَ، مَشْهُور، وحَمَدَى بن بَادى، محرّكَةً: بطْنٌ من غَافق بِمصْر، مِنْهُم مالِك بن عُبَادَة أَبو مُوسَى الغافقيّ الحَمَدِيّ، لَهُ صُحْبَةٌ. وَفِي الأَسماءِ: أَبو البركات سعدُ الله بن محمّد بن حَمَدَى البغداديّ، سمع ابْن طَلْحَة النقاليّ، تُوفِّي سنة 557. وَابْنه إِسماعيل، حدث عَن ابْن ناصرٍ، مَاتَ سنة 614 هـ قَالَه الْحَافِظ. وَعبد الله بن الزُّبَير الحمَيْدِيّ، شيخ البُخَاريّ. وأَبو عبد الله الحُمَيْدِيّ صَاحب (الْجمع بَين الصَّحِيحَيْن) ، وبالفَتْح أَبو بكرٍ عتِيقُ بن عليّ الصِّنهاجِيّ الحميديّ، ولي قضاءَ عَدنَ، وَمَات بهَا، وَآل حَمْدانَ، من رَبِيعةِ الفرَسِ، والحُمَيداتُ من بني أَسدِ بن غري ينسبون إِلى حُمَيْد بن زُهَيْر بن الْحَارِث بن رَاشد، كَمَا فِي (التوشيح) . وَمن أَمثالهم (حَمْدُ قطَاةٍ يَسْتمِي الأَرانبَ) . قَالَ الميدانيّ: زَعَمُوا أَن الحَمْد فَرْخُ القطَاةِ (وَلم أَرَ لَهُ ذِكْراً فِي الكُتُبِ واللهُ أَعلم بِصحَّته) ، والاسْتِمَاءُ: طَلَبُ الصَّيْدِ. أَي فَرْخُ قطاة يطلُب صَيْدَ الأَرانبِ، يضْرب للضّعيف يَرومُ أَن يَكِيدَ قَوِيًّا. وحَمَّادُ، جدُّ أَبي عليَ الحسنِ بنِ عليِّ بن مَكِّيّ بن عبد الله بن إِسرافِيلَ بن حَمَّادٍ النّخشبيّ، تَفَقَّه عَلَيْهِ عامَّةُ فُقَهاءِ نَخْشب، ورَوى وحدَّث. وحمَّادُ بن زَيدِ بن دِرْهَمٍ وحَمَّادُ بن زيد بن دِينار، وهما الحَمَّادانِ.
المعجم: تاج العروس