المعجم العربي الجامع

فَتْحٌ

المعنى: جذ.: (فتح) | (مص. فَتَحَ). 1. "حَقَّقَ فَتْحًا كَبِيرًا": نَصْرًا. 2. "الفَتْحُ": سُورَةٌ مِنْ سُوَرِ القُرْآنِ. {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} (الفتح: 1) (قرآن). 3. "الْفَتْحُ الإِسْلَامِيُّ": دُخُولُ الإِسْلَامِ إِلَى الْبُلْدَانِ الَّتِي انْتَشَرَ فِيهَا بَعْدَ حُرُوبٍ وَمَعَارِكَ. 4. "يَوْمُ الْفَتْحِ": يَوْمُ الْقِيَامَةِ. 5. "الْفَتْحُ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ": إِنْهَاءُ الْكَلِمَةِ الْمَبْنِيَّةِ بِفَتْحَةٍ، أَي النُّطْقُ أَوِ التَّحْرِيكُ بِهَا.
صيغة الجمع: فُتُوحٌ، فُتُوحَاتٌ
المعجم: معجم الغني

الحناء

المعنى: ـ الحِنَّاءُ، بالكسر: م، ـ ج: حُنْآنٌ، بالضم، وإلى بَيْعِهِ يُنْسَبُ إبراهيمُ بنُ عَلِيّ، ويَحيى بنُ مُحمدٍ، وهارُون بنُ مُسْلمٍ، وعبْدُ اللهِ بنُ مُحمدٍ القاضي، والحُسيْنُ بنُ مُحمدٍ صاحِبُ الجُزْءِ، وأخوه عَلِيُّ، وجَابِرُ بنُ يَاسينَ، ومحمدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ: الحِنَّائِيُّونَ، المُحَدِّثُونَ. ـ وحَنَأَ المكانُ، كَمَنَعَ: اخْضَرَّ، والْتَفَّ نَبْتُهُ، ـ و ـ المَرْأةَ: جامَعَها. ـ وأخْضَرُ حانِئُ: تأكيدُ. ـ وحَنَّأَهُ تَحْنِيئاً وتَحْنِئةً: خَضَبَهُ بالحِنَّاء فَتَحَنَّأَ. ـ والحِنَّاءَةُ: رَكِيَّةٌ، واسْمٌ. ـ والحِنَّاءَتَان: رَمْلَتَان. ـ ووادي الحِنَّاءِ: م بين زَبِيدَ وتَعِزَّ.
المعجم: القاموس المحيط

جلج

المعنى: جلج : (الجَلَجَةُ مُحَرَّكَةً: الجُمْجُمَةُ والرَّأْسُ، ج: جَلَجٌ) . وَكتب عُمَرُ رَضِي الله عَنهُ إِلَى عامِلِهِ على مصر: (أَنْ خُذْ مِنْ كُلّ جَلَجَةٍ من القِبْطِ كَذَا، وَكَذَا) الجَلَجُ: جَمَاجِمُ النّاس، أَرادَ كُلَّ رَأْسٍ، وَيُقَال: على كلِّ جَلَجَةٍ كَذَا. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: الجَلَجُ: القَلَقُ والاضْطِرابُ، وَفِي الحَدِيث: (أَنّه: قِيلَ للنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلملما أُنْزِلَتْ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً} لّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ (سُورَة الْفَتْح، الْآيَتَانِ: 1 و 2) : هَذَا لرسولِ الله وبَقِينا نَحْنُ فِي جَلَجٍ، لَا نَدْرِي مَا يُصْنَع بِنا. قَالَ أَبو حَاتِم: سأَلْتُ الأَصمعيّ عَنهُ فَلم يَعْرِفْهُ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: روى أَبو العَبّاس عَن ابْن الأَعرابيّ، وَعَن عَمْرٍ وَعَن أَبِيه: الجَلَجُ: رُؤُوسُ النّاسِ، واحدُهَا جَلَجَةٌ، قَالَ الأَزهريّ: فَالْمَعْنى أَنّا بَقِينا فِي عَدَدِ رُؤُوسٍ كثيرَةٍ من المُسْلِمِينَ، وَقَالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: مَعْنَاهُ وبَقِينَا نحْنُ فِي عَددٍ من أَمثالِنا من الْمُسلمين لَا نَدْرِي مَا يُصْنَعُ بِنَا. وَقيل: الجَلَجُ فِي لُغَة أَهلِ اليَمَامَةِ حبَاب الماءِ، كأَنَّه يريدُ تُرِكْنَا فِي أَمْرٍ ضَيِّقِ الحبَاب. وَفِي حَدِيث أَسْلَمَ فِي تَكْنِيَةِ المُغيرَة بن شُعْبَةَ بأَبي عِيسَى (وإِنّا  بَعْدُ فِي جَلَجِنَا) . كَذَا فِي اللّسان والنّهاية وَوجد بخطّ شيخ المشايخِ أَبِي سالِمٍ العَيّاشِيّ رَحمَه الله تَعَالَى: أَنْه الأَمْرُ المُضْطَربُ.
المعجم: تاج العروس

فَتَحَ

المعنى: فَتْحًا البابَ: شَرَعه، ضِدّ أغلَق.؛- البلادَ: اِفْتَتَحها، اِكْتَسَحها.؛- القَناةَ: فجَّرها ليَجري فيها الماء.؛- سِرَّه على صَديقه: باحَ له به.؛- الله عليه: عَلَّمه ما كان يَجهل، هَداه وأرشده. قال تعالى: {أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ} [البَقَرَة:76].؛- الله على فلانٍ: رَزَقه. (دَعَتِ الأمُّ اللهَ أن يَفْتَحَ على وَلَدِها بخَيْرٍ عَميم ومالٍ وفير).؛- الحاكمُ بينهم: قَضَى. قال تعالى: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِين} [الأعرَاف:89].؛- على القارئ: لقّنَه ما نَسِيَه فَقَرَأه.؛- عليهِ: هَيّأ له سُبُل الخَيْر.؛- عَيْنَيه على كذا: نَشأ وتَرعرَعَ منذ الصِّغَر على.؛- أُذُنيه: أصْغى باهْتِمام.؛- بَيْته لفلانٍ: رَحَّبَ به، أحسَنَ اسْتِقْباله.؛- صَفْحةً جديدة: بدأ بدايةً جديدة، تَناسى الماضي وطوَى صَفْحتَه.؛- عليه النّار: أطلَقَ عليه الرَّصاص.؛- عين فلانٍ على كذا: نَبَّهه، حَذَّره.؛- عَيْنَه: تَنَبَّه، كان يَقِظًا/حَذِرًا.؛- له: نَصَرَه. قال تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} [الفَتْح:1].؛- الطَّريقَ: هَيَّأه وأذِنَ بالمُرور فيه.؛- الجَلْسةَ: بَدَأ عَمَلها.؛- اِعْتِمادًا: خَصَّصَ مَبْلغًا من المال للصَّرْف منه على عمل مُعيَّن.؛- الكِتابَ: نَشَرَ طيَّه.؛- لفلانٍ قلبَه/صَدْرَه: اِطْمَأَنَّ إليه وباحَ له بسِرّه.؛- اللهُ قلبَه للأمر: شَرَحه له.؛- المُغلَق: أزال إغلاقه. قال تعالى: {وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ} [يُوسُف:65].
المعجم: القاموس

جلج

المعنى: الجَلَجُ: القَلَقُ والاضطراب. والجَلَجُ: رؤوس الناس، واحدها جَلَجَةٌ بالتحريك، وهي الجُمْجُمَةُ والرأْسُ. وفي الحديث: أَنه قيل للنبي، صلى الله عليه وسلم، لما أُنزلت: إِنَّا فَتَحْنا لك فَتْحاً مُبيناً ليَغْفِرَ لك اللهُ ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ؛ هذا برسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبقينا نحن في جَلَجٍ، لا نَدْري ما يُصْنَعُ بنا؛ قال أَبو حاتم: سأَلت الأَصمعي عنه فلم يعرفه. قال الأَزهري روى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي وعن عمرو عن أَبيه: الجَلَجُ رؤوس الناس، واحدها جَلَجَةٌ. قال الأَزهري: فالمعنى إِنا بقينا في عدد رؤوس كثيرة من المسلمين؛ وقال ابن قتيبة: معناه وبقينا نحن في عدد من أَمثالنا من المسلمين لا ندري ما يُصنع بنا. وقيل: الجَلَجُ، في لغة أَهل اليمامة، حَبابُ الماء، كأَنه يريد تركنا في أَمرٍ ضَيِّقٍ كضيق الحَبَابِ. وفي حديث أَسلم: أَن المغيرة بن شعبة تكنى بأَبي عيسى؛ فقال له عمر: أَما يكفيك أَن تكنى بأَبي عبد الله؟ فقال: إِن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كناني بأَبي عيسى، فقال: إِن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأَخر، وإِنا بعد في جَلَجِنا، فلم يزل يكنى بأَبي عبد الله حتى هلك. وكتب عمر، رضي الله عنه، إِلى عامله على مصر: أَن خُذْ من كلِّ جَلَجَةٍ من القبط كذا وكذا. وقال بعضهم: الجَلَجُ جماجم الناس؛ أَراد مِن كل رأْس. ويقال: على كلِّ جَلَجَةٍ كذا، والجمع جَلَجٌ.
المعجم: لسان العرب

جهض

المعنى: جهض الجَاهِضُ: مَنْ فِيه جَهَاضَةٌ وجُهُوضَةٌ، أَي حِدَّةُ نَفْسٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن الأُمَوِيّ. الجَاهِضُ: الشَّاخِصُ المُرْتَفِعُ من السَّنَامِ وغَيْرِهِ. يُقَال: بَعِيرٌ جاهِضُ الغارِبِ، إِذا كَانَ شاخِصَ السَّنَامِ مُرْتَفِعَهُ. عَن ابْن عَبّادٍ. الجَاهِضَةُ، بهَاءٍ: الجَحْشَةُ الحَوْلِيَّةُ. ج جَوَاهِضُ، عَن ابْن عَبّادٍ: والجَهَّاضَة، مُشَدَّدَةً: الهَرِمَةُ. يُقَال: إِنَّ نَاقَتَك هذِه لَجَهَّاضَةٌ، عَن ابنِ عَبَّادٍ. الجهِيضُ، كأَمِيرٍ، عَن اللَّيْث، زَاد غيْرُهُ: الجَهِض،  مِثْل كَتِفٍ، كَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ الجِهْضُ، بالكَسْرِ، كَمَا هُوَ نَصُّ النَّوَادِر عَن الفَرَّاءِ، قَالَ: خِدْجٌ وخَدِيجٌ، وجِهْضٌ وجَهِيضٌ، هُوَ الوَلَدُ السَّقْطُ، أَو الجَهِيضُ: مَا تَمَّ خَلْقُه ونُفِخَ فِيهِ رُوحُهُ من غَيْرِ أَنْ يَعِيشَ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الإِبِلَ: يَطْرَحْنَ بالمَهَامِهِ الأَغْفَالِ كُلَّ جَهِيضٍ لَثِقِ السِّرْبَالِ قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: الجَهَاضُ: كسَحَابٍ: ثَمَرُ الأَرَاكِ، أَوْ هُوَ جَهَاضٌ مَا دَام أَخْضَرَ، كَمَا فِي العُبَابِ. وجَهَضَهُ عنِ الأَمْرِ، كمَنَع، وأَجْهَضَهُ عَلَيْه، أَي غَلَبَهُ عَلَيْه ونَحَّاهُ عَنهُ. يُقَالُ: صَادَ) الجَارِحُ الصَّيْدَ فأَجْهَضْناهُ عَنهُ، أَي نَحَّيْنَاه وغَلبْنَاه على مَا صَادَهُ. وَمِنْه حَدِيثُ أَبِي بَرْزَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: كَانَت العَرَبُ تَقُول: مَنْ أَكَلَ الخُبْزَ سَمِنَ، فلمّا فَتَحْنَا خَيْبَرَ أَجْهَضْنَاهُم على مَلَّةٍ، فأَكَلْتُ مِنْهَا حَتَّى شَبْعْتُ. قد يَكُونُ أَجْهَضَ بمَعْنَى أَعْجَلَ، يُقَالُ: أَجْهَضَه عَن الأَمْرِ، وأَجْهَشَهُ، وأَنْكَصَهُ، إِذا أَعْجَلَهُ عَنهُ. أَجْهَضَتِ النَّاقَةُ: أَسْقَطَت، كَمَا فِي الصّحاح، أَي أَلْقَتْ وَلَدَهَا لِغَيْرِ تَمَامٍ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: إِذا أَلْقَتِ الناقةُ وَلَدَهَا وَقد نَبَتَ وَبَرُهُ قَبْلَ التَّمام قِيلَ: أَجْهَضَتْ. وَقَالَ أَبُو زيْدٍ: يُقَالُ لِلنَّاقَةِ إِذا أَلْقَتْ وَلَدَهَا قَبْلَ أَنْ يَسْتَبِينَ خَلْقُه: قد أَسْلَبَتْ، وأَجْهَضَتْ، ورَجَعَتْ رِجَاعاً، فَهِيَ مُجْهِضٌ، ج مَجَاهِيضُ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: يُقَالُ ذلِكَ للنَّاقَةِ خاصَّةً. زَادَ الجَوْهَرِيّ: فإِنْ كَانَ ذلِكَ من عَادَتِهَا فَهِيَ مِجْهَاضٌ، والولَدُ مُجْهَضٌ وجَهِيضٌ. وجَاهَضَهُ جِهَاضاً: مَانَعَهُ، وعَاجِلَه. وَمِنْه حَدِيثُ مُحَمَّدِ ابْن مُسْلَمَةَ أَنَّهُ قَصَدَ يَوْمَ أُحُدٍ  رجلا قَالَ، فجاهضني عَنهُ أَبُو سُفْيَان، أَي مَا نعني عَنهُ وأزالني. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: أجهضه عَن مَكَانَهُ: أنهضه والجهض بِالْكَسْرِ: الْوَلَد الَّذِي ألقته النَّاقة قبل أَن تستبين خلقه. والإجهاض: الإزلاق، والإزالة. والمجهاض: الَّتِي من عَادَتهَا إِلْقَاء الْوَلَد لغير تَمام
المعجم: تاج العروس

الفصل

المعنى: ـ الفَصْلُ: الحاجِزُ بين الشَّيْئَيْنِ، وكلُّ مُلْتَقَى عَظْمَيْنِ من الجَسَدِ، ـ كالمَفْصِلِ، والحَقُّ من القَوْلِ، ـ وـ من الجَسَدِ: مَوْضِعُ المَفْصِلِ، وبين كُلِّ مَفْصِلَيْنِ وَصْلٌ، وعند البَصْرِيِّينَ كالعِمادِ عند الكوفيين، والقضاءُ بين الحَقِّ والباطلِ، ـ كالفَيْصَلِ، وفَطْمُ المَوْلودِ، ـ كالافْتِصالِ، والاسمُ ككِتابٍ، والحَجْزُ، والقَطْعُ، يَفْصِلُ في الكلِّ. ـ والفاصِلَةُ: الخَرَزَةُ تَفْصِلُ بين الخَرَزَتَيْنِ في النِّظامِ. وقد فَصَلَ النَّظْمَ. ـ وأواخِرُ آياتِ التَّنْزيلِ فَواصِلُ، بمنْزِلَةِ قَوافي الشِّعْرِ، الواحدةُ فاصِلَةٌ. ـ وحُكْمٌ فاصِلٌ وفَيْصَلٌ: ماضٍ. ـ وحكُومة فَيْصَلٌ: كذلك. ـ وطَعْنَةٌ فَيْصَلٌ: تَفْصِلُ بين القِرْنَيْنِ. ـ والفَصيلُ: حائِطٌ قصيرٌ دون الحِصْنِ، أو دونَ سُورِ البَلَدِ، وولَدُ الناقةِ إذا فُصِلَ عن أُمِّه ـ ج: فُصْلانٌ، بالضم والكسر، وككِتاب. ـ والفَصِيلَةُ: أُنْثاهُ، ـ وـ من الرجُلِ: عَشيرتُه ورَهْطُه الأدْنَوْنَ، أو أقْرَبُ آبائِه إليه، والقِطْعَةُ من لَحْمِ الفَخِذِ، والقِطْعَةُ من أعْضاءِ الجَسَدِ. ـ وفَصَلَ من البَلَدِ فُصولاً: خَرَجَ منه، ـ وـ الكَرْمُ: خَرَجَ حَبُّه صغيراً. ـ والفَصْلَةُ: النَّخْلَةُ المَنْقولَةُ، وقد افْتَصَلَها عن مَوْضِعِها. ـ والمَفاصِلُ: مَفاصِلُ الأعْضاءِ، الواحدُ: كمَنْزِلٍ، والحِجارةُ الصُّلْبَةُ المُتَراكِمَةُ، وما بين الجَبَلَيْنِ من رَمْلٍ ورَضْراضٍ، ويَصْفُو ماؤُه. ـ والمِفْصَلُ كمِنبرٍ: اللِّسانُ. ـ والفَيْصَلُ والفَيْصَلِيُّ: الحاكمُ. وكشَدَّادٍ: مَدَّاحُ الناسِ ليَصِلوهُ، دَخيلٌ. ـ وسَمَّوا فَصْلاً وفَصيلاً. ـ وأبو الفَصْلِ البَهْرانِيُّ: شاعِرٌ. وكزُفَرَ: واحِدٌ، والصوابُ أنه بالقافِ إجماعاً، وبالفاءِ غَلَطٌ صَريحٌ. رَوَيْنا عن إسماعيلَ بنِ أبي خالِدٍ قالَ: ماتَ عُمَيْرُ بنُ جُنْدَبٍ من جُهَيْنَةَ قُبَيْلَ الإِسلامِ، فَجَهَّزوهُ بِجَهازِهِ، إذْ كَشَفَ القِناعَ عن رأسِه، فقالَ: أيْنَ القُصَلُ؟ ـ والقُصَلُ أحَدُ بني عَمِّهِ ـ . قالوا: سبحان اللهِ، مَرَّ آنفاً، فما حاجَتُكَ إليه؟ فقال: أُتيتُ فقيلَ لي لأُمِّكَ الهَبَلْ. ألا تُرَى إلى حُفْرَتِكَ تُنْثَلْ. وقد كادَتْ أُمِّكَ تَثْكَل. أرأيتَ إنْ حَوَّلْناك إلى مُحَوَّلْ. ثم غُيِّبَ في حُفْرَتِكَ القُصَلْ. الذي مَشَى فاحْزَألْ. ثم ملأْناها من الجَنْدَلْ. أتَعْبُدُ رَبَّكَ وتُصَلْ. وتَتْرُكُ سَبيلَ من أشْرَكَ وأضَلْ؟ فقلتُ: نَعَمْ. قال: فأفاقَ، ونَكَحَ النِّساءَ، ووُلِدَ له أولادٌ، ولَبِثَ القُصَلُ ثلاثاً، ثم ماتَ ودُفِنَ في قَبْرِ عُمَيْرٍ. ـ والمُفَصَّلُ، كمُعَظَّمٍ، من القرآنِ: من {الحُجُراتِ} إلى آخِرِه في الأصَحِّ، أو من {الجاثِيَةِ} أو {القِتالِ} أو {قاف} عن النَّواوِيِّ، أو {الصافَّاتِ} أو {الصَّفِّ} أو {تَبارَكَ} عن ابنِ أبي الصَّيْفِ، أو {إنا فَتَحْنا} عنِ الدِّزْمارِيِّ، أو {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ} عن الفِرْكاحِ، أو {الضُّحَى} عن الخَطَّابِيِّ، وسُمِّيَ لكَثْرَةِ الفُصولِ بينَ سُوَرِهِ، أو لِقِلَّةِ المَنْسوخِ فيه. ـ وفَصْل الخِطابِ: كَلِمَةُ أمَّا بَعدُ، أو البَيِّنَةُ على المُدَّعي، واليَمينُ على المُدَّعى عليه، أو هو أن يُفْصَلَ بين الحَقِّ والباطِلِ. ـ والتَّفْصيلُ: التَّبْيينُ. ـ وفاصَلَ شَريكَهُ: بايَنَهُ. ـ والفاصِلَةُ الصُّغْرى في العَروضِ: ثلاثُ مُتَحرِّكاتٍ قَبلَ ساكِنٍ، نحوُ ضَرَبَتْ، والكُبْرَى: أربَعٌ، نَحْوُ ضَرَبَتا. ـ والنَّفَقَةُ الفاصِلةُ التي جاءَ في الحديثِ أنها بِسَبْعِ مئَةِ ضِعْفٍ: هي التي تَفْصِلُ بين إيمانِهِ وكُفْرِهِ. ـ والفَصْلُ في القَوافي: كلُّ تَغْييرٍ اخْتَصَّ بالعَروضِ ولم يَجُزْ مِثْلُهُ في حَشْوِ البَيْتِ، وهذا إنما يكونُ بإِسْقاطِ حَرْفٍ مُتَحَرِّكٍ فَصاعِداً، فإذا كان كذلك، سُمِّيَ فَصْلاً. والحَكَمُ بنُ فَصيلٍ، كأَميرٍ، وعَدِيُّ بنُ الفَصيلِ، وبُحَيْرُ بنُ الفَصيلِ: مُحدِّثونَ.
المعجم: القاموس المحيط

حنأ

المعنى: حنأ : (} الحِنَّاءُ، بِالْكَسْرِ) وَالْمدّ وَالتَّشْدِيد (م) أَي معروفٌ، وَهُوَ الَّذِي أَعدَّه النَّاس للخِضاب، وَقَالَ السَّمعانيُّ: نبْتٌ يَخْضِبونَ بِهِ الأَطرافَ، وَفِي (شَرْح الكِفَاية) : اتَّفقُوا على أَصالَةِ همزته، فوزنه فِعَّال، وَهُوَ مُفردٌ بِلَا شُبْعَةٍ، وَقَالَ ابنُ دُريد وابنُ وَلاَّدٍ: هُوَ جَمعٌ {لِحنَّاءَة بِالْهَاءِ، وَنَقله عِياضٌ وسَلَّمَه، وَفِيه نَظَرٌ، فقد صَرَّح الجُمهورُ بأَن} الحِنَّاءَةَ أَخَصُّ من الحِنَّاءِ، لَا أَنَّه مُفْردٌ لَهَا، كَمَا قَالَه الْجَوْهَرِي والصاغاني (ج {حنْآنٌ، بالضّمّ) مِثَال عُثْمان، قَالَه أَبو الطّيّب اللغويّ، وأَنشد أَبو حَنِيفَةَ فِي كتاب النَّبَات: فَلَقَدْ أَرُوحُ بِلِمَّةِ فَيْنَانَةٍ سَوْدَاءَ لَمْ تُخْضَبْ مِنَ} الحُنْآنِ وَقَالَ السُّهيليّ فِي الرَّوْض: هُوَ حُنَّانٌ، بِضَم فتشديد، جُمع على غير قياسٍ ثمَّ  قَالَ: وَهِي عِنْدِي لُغَةٌ فِي الحِنَّاء، لَا جَمْعٌ، وأَنشد البَيْتَ، وَنقل عَن الفرَّاءِ الحِنَّان، بِالْكَسْرِ مَعَ التَّشْدِيد. (وإِلى بَيْعِهِ) أَي الحِنَّاءِ (يُنْسَبُ) وَفِي بعض النّسخ نُسِب جماعةٌ من المُحَدِّثين، مِنْهُم من القدماء (إِبراهيمُ ابْن عَلِيَ) حدَّث عَن أَبي مُسْلِم الكنجي وَغَيره، وَسمع مِنْهُ عبد الْغَنِيّ بن سعيد (وَيَحْيَى بنُ مُحمّد) بن البحتري، يرْوى عَن هُدْبة بن خَالِد وَعبيد الله بن معَاذ (و) أَبو الْحسن (هَارُون بن مُسْلِم) بن هُزمز الْبَصْرِيّ، قَالَ أَبو حَاتِم هُوَ صَاحب الحِنّاء، يرْوى عَن أَبَان بن يزِيد العَطَّار، وَعنهُ قُتَيبَة بن سَعيد وَغَيره، (و) أَبو بكر (عبدُ الله بن مُحمّد) بن عبد الله بن هِلال الضَّبِّي (القَاضِي) نَزِيل دِمشق، كَانَ ثِقَة، حدَّث عَن الحُسين بن يحيى بن عَيَّاش القَطَّان وَيَعْقُوب بن عبد الرحمان الدعّاء، وَغَيرهمَا، وعه أَبو عليّ المُقْرِي وأَبو الْقَاسِم! الحِنّائي (و) أَبو عبد الله (الحُسَيْن بن مُحَمَّد) بن إِبراهيم بن الْحُسَيْن من أَهل دمشق (صاحِبُ الجُزْءِ) الْمَشْهُور وَقد روينَاهُ عَن الشُّيُوخ، توفّي فِي حُدُود سنة 450 يرْوى عَن عبد الْوَهَّاب بن الْحسن الكلائي، وأَبي بكر بن أَبي الحَدِيد السُّلَمي، قَالَ ابْن مَاكُولَا: كتبت عَنهُ، وَكَانَ ثِقَة (وأَخوه عليّ) بن مُحَمَّد بن إِبراهيم بن الْحسن وَولده مُحَمَّد بن الْحُسَيْن حَدَّثا بِدِمَشْق وَالْعراق (و) أَبو الْحسن (جابِر ابْن ياسين) بن الْحسن بن مَحْمُويَه العَطّار، من أَهل بَغْدَاد، كَانَ يَبِيع الحِنَّاءَ، وَكَانَ عطَّاراً، سمع أَبا طَاهِر المخلص، وَعنهُ أَبو بكر الْخَطِيب وأَبو حفْص الكِنَاني وأَبو الْفضل الأَرْمَوِي. قلت: وقَع لي حديثُه عَالِيا فِي قُرْط الكَواعب، فِي سُبَاعِيّات ابنِ مُلاعب (و) أَبو الْحسن (مُحَمَّد بن عبد الله) وَفِي بعض النّسخ عُبَيد الله، وَهُوَ ابْن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْبَغْدَادِيّ، سمع أَبا عليّ الصفَّار وأَبا عَمْرو بن السَّمَّاك وجعفرا الخُلْدِي  وَغَيرهم، روى عَنهُ الْخَطِيب والنعالي وأَثنيا عَلَيْهِ، مَاتَ فِي سنة 413 ( {الحِنَّائِيُّونَ المُحَدِّثون) . وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ مِمَّن انتسب إِلى بَيْعه: أَبو مُوسَى هَارُون بن زِيَاد بن بَشير الحِنّائي من أَهل المَصِّيصَة، يرْوى عَن الْحَارِث بن عُمَيْر عَن حُميد، وَعنهُ مُحَمَّد بن الْقَاسِم الدقّاق بالمَصِّيصة وَغَيره، وأَبو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أَحمد ابْن الْحسن بن بَابويه الحنّائي، حدّث بِكِتَاب الرُّهبان عَن أَبي بكر بن أَبي الدُّنيا، وأَبو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن سُفيان ابْن عَقْوَيه الحِنّائي يعرف بِحَبْشُون، من أَهل بَغْدَاد، حدَّث عَن حسن بن عَرَفَة وأَبي يحيى بالبزَّاز، وَعنهُ عليّ بن مُحَمَّد بن لُؤلؤ الورَّاق وَغَيره. وَمِمَّنْ تأَخر وَفَاته من المحدّثين أَبو الْعَبَّاس أَحمد بن مُحَمَّد بن إِبراهيم الْمَالِكِي الحِنّائي نزيل الحُسَينية، ولد سنة 763 وَمَات سنة 848. (} وحَنَأَ المكَانُ، كَمَنَعَ: اخضَرَّ والتَفَّ نَبْتُه) عَن ابْن الأَعرابي. (و) {حَنَأَ (المرأَةَ: جامَعَها) . (وأَخْضَرُ) ناصِرٌ وباقلٌ و (} حانيء، تأْكيدٌ) أَي شَدِيد الخُضرة. (و) قَالَ أَبو زيد ( {حَنَّأَه) أَي رأْسه (} تَحْنِيئاً {وتَحْنِئَةً: خَضَبُه بِالحِنَّاءِ،} فَتَحَنَّأَ) وَقَالَ أَبو حنيفَة الدينَوَرِي: {تَحَنَّأَ الرجل من الحِنَّاء، كَمَا يُقَال تَكَتَّم من الكَتَم، وأَنشد لرجل من بني عَامر: تَردَّدَ فِي القُرَّاص حتَّى كأَنما تَكَتَّمَ مِنْ أَلْوَانِهِ وتَحَنَّأَ (والحِنَّاءَة) بِالْكَسْرِ والمدّ: اسْم (رَكِيَّة) فِي ديار بني تَميم، قَالَ الأَزهريّ: وَقد وردتها، وَفِي مَائِهَا صُفْرة. (و) ابنُ} حِنَّاءَة (اسْم) رجل، ذكره جَرِير فِي شِعرِه يَفخر على الفرزدق، يأْتي فِي قعنب. (! والحِنَّاءَتَانِ: رَمْلَتانِ) فِي ديار بني تَمِيم، وَقيل: نَقَوَانِ أَحمران من رمْلِ عَالِج، قَالَه الجوهريّ، وَفِي (المَراصد) : شُبِّهتا بالحِنَّاء لحمرتهما، وَقَالَ أَبُو عبيد الْبكْرِيّ: هما رابيتانِ فِي دِيار طيّيء. (ووادِي الحِنَّاءِ) وَاد (م) مَعْرُوف  ينْبت الحِنّاءَ الْكثير (بَين زَبِيدَ وتَعِزَّ) على مَرْحلتين من زَبيد، قَالَ الصَّاغَانِي: وَقد رأَيتُه عِنْد اجتيازي من تَعِزّ إِلى زبيد.
المعجم: تاج العروس

نسو

المعنى: نسو : (و (} الِنُّسْوَةُ، بِالْكَسْرِ والضَّمِّ، {والنِّساءُ} والنِّسْوانُ {والنِّسَونَ، بكَسْرهنَّ) ، الأرْبَعةُ الأولى ذَكَرهنَّ الجَوْهرِي، والأخيرَةُ عَن ابنِ سِيدَه، وزادَ أيْضاً} النُّسْوانُ بِضَم النونِ: كلُّ ذلكَ (جُموعُ المرْأَةِ من غيرِ لَفْظِها) ؛ كالقَوْمِ فِي جَمْعِ المَرْءِ. وَفِي الصِّحاح: كَمَا يقالُ خَلِفةٌ ومَخاضٌ وذلكَ وأُولئِكَ. وَفِي المُحْكم أَيْضاً: {النِّساءُ جَمْعُ} نِسْوةٍ إِذا كَثرْنَ. وَقَالَ القالِي: النِّساءُ جَمْعُ امرأَةٍ وليسَ لَهَا واحِدٌ مِن لَفْظِها، وكَذلكَ المَرْأَةُ لَا جَمْعَ لَهَا مِن لَفْظِها؛ (و) لذلكَ قالَ سِيْبَوَيْه فِي (النِّسْبَةِ) إِلَى {نِساءٍ: (} نِسْوِيٌّ) ، فردَّه إِلَى واحِدَةٍ. (! والنَّسْوَةُ، بِالْفَتْح: التَّرْكُ للعَمَلِ) ، وَهَذَا أَصْلُه الْيَاء كَمَا يأْتي. (و) أيْضاً: (الجُرْعَةُ من اللَّبَنِ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابي، وكأنَّها لَغَةُ فِي المَهْموزِ. (ونَسَا: د بفارِسَ) ، قالَ ياقوتُ:  هُوَ بالفَتْح مَقْصورٌ بَيْنه وبينَ سرخس يَوْمان، وبَيْنه وَبَين، أبيورد يَوْم، وبَيْنه وبَيْنَ مَرْو خَمْسَة أَيامٍ، وبَيْنه وبَيْنَ نَيْسابُورسِتّ أَو سَبْع؛ قالَ: وَهِي مدينَةٌ وَبِيئةٌ جِدًّا يَكْثرُ بهَا خُرُوجُ العرقِ المَدِيني، والنِّسْبَةُ الصَّحيحةُ إِلَيْهَا {نَسَائِي، ويقالُ} نَسَوِيٌّ أَيْضاً؛ وَقد خَرَجَ مِنْهَا جماعَةٌ مِن أَئِمَّة العُلَماء مِنْهُم: أَبُو عبدِ الرحمنِ أَحمدُ بنُ شُعَيْب بنِ عليِّ بنِ بَحْر بنِ سِنانِ النّسائيُّ القاضِي الحافِظُ صاحِبُ كتابِ السّننِ، وكانَ إمامَ عَصْرِه فِي الحديثِ، وسَكَنَ مِصْرَ، وترْجَمَتهُ واسِعَةٌ. وَأَبُو أَحمدَ حميدُ بنُ زِنجوَيه الأزْدِي {النَّسويُّ، واسْمُ زِنْجَوَيه مخلدُ ابنُ قتيبَةَ وَهُوَ صاحِبُ كتابِ التَّرْغِيبِ، والأَمْوال، رَوَى عَنهُ البارِي ومُسْلم وأبَو داودَ النّسائي وغيرُهُم. (و) } نَسَا: (ة بسَرَخْسَ) ، وكأنَّها هِيَ المَدينَةُ المَذْكورَةُ كَمَا يُفْهَم مِن سِياقِ ياقوت، وَهِي على مَرْحَلَتَيْن مِنْهَا. (و) أَيْضاً: (بكِرْمانَ) مِن رَساتِيقِ. بَمَّ. وقالَ أَبو عبدِ اللهاِ محمدُ بنُ أَحمد الْبناء: هِيَ مدينَةُ بهَا. (و) أَيْضاً (بهَمَدانَ) ؛ وقيلَ: هِيَ مدينَةٌ بهَا. (! والنَّسا: عِرْقٌ من الوَرِكِ إِلَى الكَعْبِ) . قالَ الأصْمعي: هُوَ مَفْتوحٌ مَقْصورٌ، عِرْقٌ يَخْرجُ مِن الوَرِكِ فيَسْتَبْطِنُ الفَخذَيْن ثمَّ يمرُّ بالعُرْقوب حَتَّى يَبْلغَ الحافِرَ فَإِذا  سَمِنَتِ الدابَّةُ انْفَلَقَتْ فخذَاها بلَحْمَتَيْنِ عَظِيمتَيْن وجَرَى {النَّسا بَيْنَهما واسْتَبانَ، وَإِذا هُزِلَتِ الدابَّةُ اضْطَرَبَتِ الفَخذَانِ وماجَتْ الرَّبَلَتانِ وخَفِيَ النَّسا، وإنَّما يقالُ مُنْشَقُّ النَّسا، يريدُ موْضِعَ النَّسا، وَإِذا قَالُوا إنَّه لشَدِيدُ النَّسا فإنَّما يرادُ بِهِ النَّسا نَفْسَه؛ نقلَهُ الجَوْهرِي. (و) قَالَ أَبُو زيْدٍ: (يُثَنَّى} نَسَوانِ {ونَسَيانِ) ، أَي أنَّ أَلفَه مُنْقلِبَةٌ عَن واوٍ، وقيلَ عَن ياءٍ؛ وأَنْشَدَ ثَعْلب: ذِي مَخْرمِ نَهْدٍ وطَرْفٍ شاخِصِ وعَصَبٍ عَنْ} نَسَوَيْهِ قالِصِ قَالَ القالِي:! النَّسَى يُكْتَبُ بالياءِ لأنَّ تَثْنيتَهُ نَسَيان، وَهَذَا الْجيد. وَقد حكَى أَبُو زيْدٍ فِي تَثْنيتِه نَسَوانِ وَهُوَ نادِرٌ، فيجوزُ على هَذَا أَن يُكْتَبَ بالألِفِ. وَقَالَ (الزَّجَّاجُ: لَا تَقُلْ عِرْقُ النَّسا لأنَّ الشَّيءَ لَا يُضافُ إِلَى نَفْسِه) . قَالَ شَيخنَا: قد وافَقَ الزجَّاجَ جماعَةُ وعَلَّلُوه بِمَا ذَكَرَه المصنِّفُ، انتَهَى. قُلْت: وَهُوَ نَصّ أَبي زيْدٍ فِي نوادِرِه؛ وَفِي الصِّحاح: قالَ الأصْمعي: هُوَ النَّسا وَلَا تَقُلْ عِرْقُ النَّسا، كَمَا لَا يقالُ عِرْقُ الأكْحَل، وَلَا عِرْقُ الأبْجَل، وإنَّما هُوَ الأكْحَلُ والأبْجَلُ، انتَهَى. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: هُوَ النَّسا  لهَذَا العِرْقِ؛ وأَنْشَدَ للبيدٍ: مِنْ نَسا النَّاشِطِ إذْ ثَوَّرْتَه أَو رَئِيس الأَخْدَرِيَّاتِ الأُوَلْوأَنْشَدَ الأصْمعِي لامرىءِ القَيْس: وأَنْشَبَ أَظْفَارَهُ فِي النَّسَا فقُلْتُ: هُبلتَ أَلا تَنْتَصِرْوقال أَيْضاً: سليمِ الشَّظَى عَبل الشَّوَى شَنِجِ النَّسا لَهُ حجباتٌ مُشْرِفاتٌ على الفَالِ. قَالَ شيحنا: والصَّوابُ جَوازُه وَحمله على إضَافةِ العامِّ إِلَى الخاصِّ، انتَهَى. قُلْت: وحكَاهُ الكِسائي وغيرُهُ، وحكَاهُ أَبو العبَّاسِ فِي الفَصِيح وَإِن كانَ ابنُ سِيدَه خَطَّأَه. قَالَ ابنُ برِّي: جاءَ فِي التَّفْسِيرِ عَن ابنِ عبَّاس وغيرِهِ: كلُّ الطَّعام كانَ حلاًّ لبَني إسْرائِيل إلاَّ مَا حرَّمَ إسْرائِيل على نَفْسِه، قَالُوا: حَرَّم إسْرائيل لحومَ الإِبِلِ لأنَّه كانَ بِهِ عِرْق النَّسا، فَإِذا ثَبَتَ أنَّه مَسْموعٌ فَلَا وَجْه لإِنْكارِ قولِهم عِرْقُ النَّسا؛ قالَ: ويكونُ من بابِ إضافَةِ المُسَمَّى إِلَى اسْمِه كحبْلِ الوَرِيدِ ونحوِهِ؛ وَمِنْه قولُ الكُمَيْت: إلَيْكم ذَوي آلِ النَّبيِّ تَطَلَّعَتْ نَوازِعُ قَلْبِي ظِماءٌ وأَلْبُبُأَي إلَيْكم يَا أَصْحاب هَذَا الاسْم،  قالَ: وَقد يُضافُ الشيءُ إِلَى نفْسِه إِذا اخْتَلَف اللَّفْظانِ كحبْلِ الوَرِيدِ وحَبِّ الحَصِيد وثَابِتِ قُطْنةَ وسعِيدِ كُرْز، ومثْلُه فقلْتُ انْجُوَا عَنْهَا نَجا الجِلْدِ؛ والنَّجا هُوَ الجِلْدُ المَسْلوخُ. وقولُ الآخر: تُفاوِضُ مَنْ أَطْوي طَوَى الكَشْح دُونه وقالَ فَرْوةُ بنُ مُسَبْك: لمَّا رأَيْتُ مُلُوكَ كِنْدةَ أَعْرَضَتْ كالرَّحلِ خانَ الرّحلَ عِرْقُ نَسائِهاقالَ: وممَّا يقوِّي قولَهم عِرْقُ النَّسا قولُ هِمْيان: كأنَّما يَبْجَع عِرْقا أَنْبَضِه والأَنْبَضُ: هُوَ العِرْقُ، انتَهَى. وَقد مَرَّ بعضُ ذلكَ فِي نجو قرِيباً، وَفِي قطن، وَفِي كرز، وأوْرَدَه ابنُ الجيان فِي شرْحِ الفصيح. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: تَصغيرُ نِسْوةٍ: {نُسَيَّةٌ؛ ويقالُ} نُسَيَّاتٌ، وَهُوَ تَصْغيرُ الجَمْع؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ. وجَمْعُ النَّسا، للعِرْقِ: {أَنْساء؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي لأبي ذُؤَيْب: مُتَفَلِّقُ} أَنْساؤُها عَن قانِىءٍ كالقُرْطِ صاوٍ وغُبْرُه لَا يُرْضَعُأَرادَ: تَنْفَلقُ فَخِذاه عَن مَوْضِع،  النَّسا، لمَّا سَمِنَتْ تفرَّجَت اللحْمَةُ فظَهَرَ النَّسا. وأَبْرق النّسا: فِي دِيارِ فَزارَةَ؛ وَقد ذُكِرَ فِي القافِ. وَقد يُمَدُّ نَسا للمَدينَةِ الَّتِي بفارِسَ؛ قَالَ شاعرٌ فِي الفُتوحِ: فَتَحْنا سَمَرْقَنْد العِرِيضَةَ بالقَنا شِتاءً وَأَرعنا نَؤُوم {نَساءَ ِفلا تَجْعَلنا يَا قُتَيْبَة وَالَّذِي يَنامُ ضُحًى يَوْم الحُرُوبِ سَوَاء ِنقلَهُ ياقوت.
المعجم: تاج العروس

طرف

المعنى: الطَّرْفُ: العين، ولا يجمع لأنه في الأصل مصدر فيكون واحدًا ويكون جماعة، قال الله تعالى: {لا يرتد إليهم طَرْفُهم}. وقال ابن عبّاد: الطَّرْفُ اسم جامع للبصر لا يثنى ولا يجمع، وقيل: أطرافٌ، ويرد ذلك قوله تعالى: {فيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ} ولم يقل الأطْرَاف. وروى القتبي في حديث أم سلمة -رضي الله عنها-: وغَضُّ الأطرافِ. ورد عليه ذلك، والصواب: غضُّ الإطراقِ أي السكوت.؛وقوله تعالى: {أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طَرْفُكَ} قال الفرّاء: معناه قبل أن يأتيك الشيء من مد بصرك، وقيل: بمقدار ما تفتح عينك ثم تطرف، وقيل: بمقدار ما يبلغ البالغ إلى نهاية نظرك.؛والطَّرْفُ؟ أيضًا-: كوكبان يقدمان الجبهة؛ وهما عينا الأسد، ينزلهما القمر.؛والطَّرْفَةُ؟ أيضًا-: نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة وغيرها.؛وقال ابن عبّاد: الطَّرْفَةُ سمة لا أطْرَافَ لها إنما هي خطٌّ.؛والطَّرْفاءُ: شجر، الواحدة: طَرَفَةٌ-بالتحريك-، وبها سُمي طَرَفَةُ بن العبد. وقال سيبويه: الطَّرْفاءُ واحد وجمع. قال الدينوري: واحدة الطَّرْفاءِ طَرَفَةٌ وطَرْفاءةٌ، قال: وذكر بعض الرواة أن جمع الطَّرْفاءِ طَرَافٍ وفي الحلفاء حَلاَفِ، قال أبو النجم يصف سَيْلا؛يُلقي ضِبَاعَ القُفِّ من حِقَائه *** في سَبَخِ العِرقِ وفي طَرْفائه؛ويروى: "يَنْفي"، الحِقَاءُ: جمع حَقْوٍ وهو المرتفع من النَّجَفَةِ.؛وطَرَفَةُ: من الشعراء. أشهرهم طَرَفَةُ بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضُبَيْعَة بن قيس بن ثعلبة -وهو الحصن- بن عُكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دُعْمي بن جَدِيَلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وطَرَفَةُ لقبه، واسمه عمرو، ولُقِّبَ طَرَفَةَ بقوله؛لا تعجلا بالبكاء اليوم مُطَّرِفا *** ولا أميريكما بالدار إذ وقفا؛وطَرَفَةُ بن الآءة بن نَضْلَةَ الفَلَتان بن المنذر بن سلمى بن جندل بن نَهْشَل بن دارم.؛وطَرَفَةُ الخُزَميُّ: أحد بني خزيمة بن رواحة بن قُطَيعة بن عبس بن بغيض.؛وطَرَفَةُ: أحد بني عامر بن ربيعة.؛ويقال: امرأة مَطْروفَةٌ بالرجال: إذا طمحت عينها إليهم، قال الحُطَيْئة؛وما كنت مثل الكاهلي وعِرسِه *** بغى الود من مَطْروفَةِ العين طامحِ؛وقال طَرَفَةُ بن العبد؛إذا نحن قلنا أسمعينا انبرت لنا *** على رِسْلِها مَطْروفَةً لو تشدد؛وقيل: المعنى كأن عينها طُرِفَتْ فهي ساكنة.؛وقال أبو عمرو: فلان مَطْروفُ العين بفلانٍ: إذا كان لا ينظر إلا إليه.؛وأرض مَطْروفَةٌ: كثيرة الطَّرِيْفَةِ أي النَّصِيّ، وسيجيء ذكرها.؛ومَطْرُوْفٌ: من الأعلام.؛وجاء فلان بطارِفَةِ عينٍ: إذا جاء بمالٍ كثير.؛والطَّوَارِفُ من الخِباء: ما رفعت من جوانبه للنظر إلى خارج.؛وطَرَفَه عنه: أي صَرَفَه، قالت جارية من جواري الأنصار؛أنك والله لذو مَلةٍ *** يَطْرِفُكَ الأدنى عن الأبعد؛تقول: يَصْرِفُ بصرك عنه؛ أي تَسْتَطْرِفُ الجديد وتنسى القديم.؛وطَرَفَ بصره يَطْرِفُ طَرْفًا: إذا أطبق أحد جفنيه على الآخر، الواحدة من ذلك طَرْفَةٌ، يقال: أسرع من طَرْفَةِ عينٍ، ويقال: ما بقي منهم عين تَطْرِفُ؛ إذا ماتوا أو قتلوا.؛وطَرَفْتُ عينه: إذا أصبتها بشيءٍ فدمعت، وقد طُرِفَتْ عينه فهي مَطْروفَةٌ. وخطب زياد في خطبته: قد طَرَفَتْ أعينكم الدنيا وسدت مسامعكم الشَّهَوات؛ ألم تكن منكم نُهَاةٌ تمنع الغُوَاةَ عن دَلَجِ الليل وغارةِ النهار، وهذه البَرَازِقُ فلم يزل بهم ما ترون من قيامكم بأمرهم حتى انتهكوا الحريم ثم أطرقوا وراءكم في مكانس الريب. البَرَازِقُ: الجماعات.؛وقولهم: لا تراه الطَّوارِفُ: أي العيون.؛والسباع الطَّوارِفُ: التي تستلب الصيد، قال ذو الرمة يصف غزالًا؛تنفي الطَّوارفَ عنه دعتصا بقرٍ *** ويافع من فرندادين مَلْمُوْمُ؛والطّارِفُ والطَّرِيْفُ من المال: المُسْتَحْدَثُ منه؛ وهما خلاف التالد والتليد، والاسم الطُّرْفَةُ -بالضم-، وقد طَرُفَ-بالضم-طَرَافَةً.؛وطَرِيْفُ بن تميم العنبري: شاعر.؛وأبو تميمة طَرِيْفُ بن مجالد الهجيمي -رضي الله عنه-: معدود في الصحابة -رضي الله عنهم-.؛والطَّرِيْفَةُ: من النصِيِّ إذا أبيض. وقال ابن السكيت: الطَّرِيْفَةُ من النَّصِيِّ والصِّلِّيانِ إذا اعتما ونمّا. وقال أبو زياد: الطَّرِيْفَةُ خير الكلأ إلا ما كان من العشب، قال: ومن الطَّريفةِ النَّصِيُّ والصِّليّانُ والعنكث والهَلْتى والسَّحَمُ والثَّغَامُ؛ فهذه الطَّرِيْفَةُ، قال عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع في فاضل المرعى يصف ناقة؛تأبدت حائلا في الشَّوْلِ وطَّرَدَتْ *** من الطَّرائف في أوطانها لمعا؛وجعل إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرمة نسبة البهمى طَريْفَةً فقال؛بكل مَسِيْلَةٍ منه بساط *** مع البُهْمى الطَّرِيفةِ والجميم؛وطُرَيْفَةُ -مصغرة-: ماءةٌ بأسفل أرمام لبني جذيمة، قال المرار بن سعيد الفقعسي؛وكنت حَسِبْتُ طيب تراب نجد *** وعيشا بالطُّرَيْفَةِ لن يزولا؛وطُرَيْفٌ -بغير هاءٍ-: موضع بالبحرين.؛وطِرْيَفٌ -مثال حذيم-: موضع باليمن.؛والطَّرائفُ: بلاد قريبة من أعلام صُبح وهي جبال متناوحة.؛والطِّرْفُ -بالكسر-: الكريم من النخيل، يقال: فرس طِرْفٌ من خيل طُرُوْفٍ وأطْرَافٍ. وقال أبو زيد: هو نعت للذكور خاصة، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإيادي؛وقد أغدو بِطِرْفٍ هي *** كلٍ ذي ميعةٍ سَكْبِ؛وقال عبيد بن الأبرص؛ولقد أذعر السَّرَابَ بِطِرْفٍ *** مثل شاة الإران غير مُذال؛أي أسير في القفر الذي ليس به غير السَّرابِ وكلما دنوت منه تباعد عني. وقيل: هو الكريم الأطرف من الآباء والأمهات. وقيل: بل هو المُسْتَطْرَفُ إلي ليس من نتاج صاحبه. والأنثى: طِرْفَةٌ، قال العجاج؛وطِرْفَةٍ شُدَّتْ دخالا مُدرجا *** جرداء مسحاج تباري مسحجا؛وقال الليث: وقد يصفون بالطِّرْفِ والطِّرْفَةِ النجيب والنَّجِيْبَةَ على غير استعمال في الكلام، قال كعب بن مالك الأنصاري -رضي الله عنه-؛نُخَبِّرهم بأنا قد جنبنا *** عتاق الخيل والنُّجُبَ الطُّرُوْفا؛والطِّرْفُ -أيضًا-: الكريم من الرجال، وجمعه أطْرَافٌ، قال ساعدة بن جؤية الهذلي؛هو الطِّرْفُ لم يُحْشَشْ مطي بمثله *** ولا أنس مُسْتَوْبِدُ الدار خائف؛ويروى: "لم تُوْحِشْ مَطِيٌّ".؛وقال ابن عبّاد: كل شيء من نبات الأرض في أكمامه فهو طِرْفٌ.؛والطَّرَفُ-بالتحريك-: الناحية من النواحي والطّائفة من الشيء، والجمع: أطْرافٌ.؛وقوله تعالى: {ليَقْطَعَ طَرَفًا من الذين كَفَروا} أي قطعة من جملة الكفرة، شبه من قتل منهم بَطَرفٍ يقطع من بدن الإنسان. وأطْرافُ الجسد: الرأس والبدن والرجلان.؛وقوله تعالى: {طَرَفَيِ النهار} أي الفجر والعصر.؛وقوله تعالى: {أو لم يَروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطْرافِها} أي نواحيها ناحية ناحية، هذا على تفسير من جعل نقصها من أطرافها فتوح الأرضين. ومن جعل نقصها موت علمائها فهو من غير هذا.؛وأطْرافُ الأرض: أشْرَافُها وعلماؤها، الواحد: طَرَفٌ؛ ويقال: طِرْفٌ.؛وقال ابن عرفة: {من أطرافِها} أي نفتح ما حول مكة على النبي؟ صلى الله عليه وسلم، والمعنى: أو لم يروا أنا فتحنا على المسلمين من الأرض ما قد تبين لهم وضوح ما وعدنا النبي -صلى الله عليه وسلم-.؛وفلان كريم الطَّرَفَيْنِ: يراد بذلك نسب أبيه ونسب أمه، وأطْرافُه: أبواه وأخوته وأعمامه وكل قريب له محرم، قال عون بن عبد الله بن عتبة؛وكيف بأطْرافي إذا ما شتمتني *** وما بعد شتم الوالدين صُلُوْحُ؛وقال ابن الأعرابي: قولهم لا يدري أي طَرَفَيْه أطول: طَرَفاه ذكره ولسانه، وقيل: طَرَفُ أبيه أو طَرَفُ أمه في الكرم.؛وحكى ابن السكيت عن أبي عبيدة: يقال لا يملك طَرَفَيْهِ: يعني فمه واسته؛ إذا شرب الدواء أو سكر.؛وأطْرافُ العذارى: ضرب من العنب.؛والطَّرَفُ: الكريم من الرجال؛ كالطِّرْفِ.؛والأسود ذو الطَّرَفَيْنِ: حية لها إبرتان إحداهما في أنفها والأخرى في ذنبها، يقال إنها تضرب بهما فلا تُطْني.؛ويقال لبني عدي بن حاتم: الطَّرَفاتُ، قتلوا بصفين، أسماؤهم: طَريْفٌ وطَرَفَةُ ومُطَرِّفٌ.؛والطَّرَفُ -أيضًا-: مصدر قولك طَرِفَتِ النّاقة -بالكسر-: إذا تَطَرَّفَتْ أي رعت أطراف المراعي ولم تختلط بالنوق. يقال: ناقة طَرِفَةٌ أي لا تثبت على مرعى واحد. ورجل طَرِفٌ: لا يثبت على امرأة ولا صاحبٍ.؛وقال قبيصة بن جابر الأسدي وذكر عمرو بن العاص -رضي الله عنه-: ما رأيت أقطع طَرَفًا منه. أي لسانًا، يريد أنه كان ذرب اللسان.؛وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنه كان إذا اشتكى أحد من أهله لو تزل البُرمة على النار حتى يأتي على أحد طَرَفَيْه. أراد بالطَّرَفَيْنِ البرء أو الموت لأنهما غايتا أمر العليل.؛وقال الواقدي: الطَّرَفُ موضع على ستة وثلاثين ميلا من المدينة على ساكنيها السلام.؛والطَّرِفُ -أيضًا-: نقيض القُعْدُدِ، قال الأعشى؛أمرون ولا دون كل مُبارك *** طَرِفُوْنَ لا يرثون سهم القُعْدُدِ؛وقال أبو وجزة السعدي؛زهر تكنفهم ذوائبُ مالك *** طَرِفُوْنَ لا يرثون سهم القُعْدُدِ؛أمرون ولادُوْنَ كل مباركٍ *** كالبدر ليلته بسعد الأسعد؛وقال ابن الأعرابي: الطَّرِفَةُ من الإبل: التي تَحَات مقدم فيها من الهرم.؛والطِّرَافُ: بيت من أدمٍ: قال طَرَفَةُ بن العبد؛رأيت بني غبراءَ لا يُنْكروني *** ولا أهل ها ذاك الطِّرَافِ الممدد؛وقال ابن عبّاد: يقال توارثوا المجد طِرَافًا: أي عن شرفٍ.؛والطِّرَافُ -أيضًا-: ما يؤخذ من أطرافِ الزرع.؛وقال الأصمعي: المِطْرافُ: الناقة التي لا ترعى مرعى حتى تَسْتَطْرِفَ غيره.؛والمِطْرَفُ والمُطْرَفُ -بكسر الميم وضمها-: واحد المَطارِفِ؛ وهي أردية من خزٍّ مربعة لها أعلام. وقال الفرّاء: أصله الضم؛ لأنه في المعنى مأخوذ من أُطْرِفَ أي جعل في طَرَفَيْه العلمان، ولكنهم استثقلوا الضمة فكسروا الميم.؛وطَرّافٌ -بالفتح والتشديد-: من الأعلام.؛وأطْرَفَ البلد: أي كثرت طَرِيْفَتُه، وقد مرَّ ذكرها.؛وقال ابن عبّاد: أطْرَفَ: أي طابق بين جفنيه.؛وفعلت ذلك في مُطَرَّفِ الأيام -بفتح الراء المشددة-: أي في مُسْتَأْنَفِ الأيام.؛وطَرَّفَ فلان: إذا قاتل حول العسكر، لأنه يحمل على طَرَفٍ منه فيردهم إلى الجمهور، ومنه سمي الرجل مُطَرِّفًا.؛والمًطَرَّفُ من الخيل -بفتح الراء-: هو الأبيض الرأس والذنب وسائر جسده يخالف ذلك، وكذلك إذا كان أسود الرأس والذنب. ويقال للشاة التي أسود طرف ذنبها وسائرها أبيض: مُطَرَّفَةٌ.؛وطَرَّفَ البعير: ذهبت سِنُّه.؛وطَرَّفَ علي الإبل: رد على أطْرافَها.؛وقول ساعدة بن جؤية الهذلي يصف فرسًا.؛مُطَرّفٍ وسط أولى الخيل معتكر *** كالفحل قَرْقَرَ وسط الهجمة القَطِمِ؛يروى بكسر الراء وبفتحها. ومعنى الكسر: الذي يرد أطراف الخيل والقوم، وإذا رددت أوائل الخيل قلت: طَرَّفْتُها. وروى الجمحي بفتحها: أي مردد في الكرم.؛وقال المفضل: التَّطْرِيْفُ أن يرد الرجل الرجل عن أخريات صاحبه، يقال: طَرِّفْ عنا هذا الفارس، قال متمم بن نويرة رضي الله عنه؛وقد علمت أولى العشيرة أننا *** نُطَرِّفُ خلف المُوْفِضَاتِ السَّوَابِقا؛واختضبت المرأة تَطَارِيْفَ: أي أطْرافَ أصابعها، وقد طَرَّفَتْ بنانها.؛واطَّرَفْتُ الشيء -على افتعلت-: إذا اشتريته حديثًا، قال ذو الرمة؛كأنني من هوى خَقاء مُطَّرَفٌ *** دامي الأظل بعيد السأو مهيوم؛واستطرفه: أي عدة طَرِيفًا.؛واسْتَطْرَفْتُ الشيء: أي اسْتَحْدَثْتُه.؛وقولهم فعلت ذلك في مُسْتَطْرَفِ الأيام: أي في مُسْتَأْنَفِها.؛وتَطَرَّفَتِ الناقة: أي رعت أطْرافَ المراعي ولم تختلط بالنوقِ.؛والتركيب يدل على حد الشيء وحرفه؛ وعلى حركة في بعض الأعضاء.
المعجم: العباب الزاخر

فتح

المعنى: الفتح: نقض الإغلاق، فتحه يفتحه فتحا وافتتحه وفتحه فانفتح وتفتح. الجوهري: فتحت الأبواب، شدد لكثرة فتفتحت هي، وقوله تعالى: لا تفتح لهم أبواب السماء، قرئت بالتخفيف والتشديد وبالياء والتاء، أي لا تصعد أرواحهم ولا أعمالهم، لأن أعمال المؤمنين وأرواحهم تصعد إلى السماء، قال الله تعالى: إن كتاب الأبرلر لفي عليين، وقال جل ثناؤه: إليه يصعد الكلم الطيب، وقال بعضهم: أبواب السماء أبواب الجنة لأن الجنة في السماء، والدليل لى ذلك قوله تعالى: ولا يدخلون الجنة، فكأنه قال: لا تفتح لهم أبواب الجنة. وقوله تعالى: مفتحة لهم الأبواب، قال أبو علي مرة: إنما هو مرفوع على البدل من الضمير الذي في مفتحه. وقال: العرب تقول فتحت الجنان، تريد فتحت أبواب الجنان، قال تعالى: وفتحت السماء فكانت أبوابا، والله أعلم. وقوله تعالى: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده، قال الزجاج: معناه ما يأتيهم به الله منن مطر أو رزق فلا يقدر أحد أن يمسكه، وما يمسك من ذلك فلا يقدر أحد أن يرسله.والمفتح، بكسر الميم، والمفتاح: مفتاح الباب وكل ما فتح به الشيء، قال الجوهري: وكل مستغلق، قال سيبويه: هذا الضرب مما يعتمل مكسور الأول، كانت فيه الهاء أو لم تكن، والجمع مفاتيح ومفاتح أيضا، قال الأخفش: هو مثل قولهم أماني وأماني، يخفف ويشدد، وقوله تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعملها إلا هو، قال الزجاج: جاء في التفسير أنه عنى قوله: إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت، قال: فمن ادعى أنه يعلم شيئا من هذه الخمس فقد كفر بالقرآن لأنه قد خالفه، وفي الحديث: أوتيت مفاتيح الكلم، وفي رواية: مفاتح، هما جمع مفتاح ومفتح وهما في الأصل مما يتوصل به إلى استخراج المغلفات التي يتعذر الوصول إليها، فأخبر أنه أوتي مفاتيح الكلام، وهو ما يسر الله له من البلاغة والفصاحة، والوصول إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات، والألفاظ التي أغلقت على غيره وتعذرت عليه، ومن كان في يده مفاتيح شيء مخزون سهل عليه الوصول إليه.وباب فتح أي واسع مفتح، وفي حديث أبي الدرداء: ومن يأت بابا مغلقا يجد إلى جنبه بابا فتحا أي واسعا، ولم يرد المفتوح، وأراد بالباب الفتح: الطلب إلى الله والمسألة. وقارورة فتح: واسعة الرأس بلا صمام ولا غلاف، لأنها تكون حنيئذ مفتوحة، وهو فعل بمعنى مفعول.والفتح: الماء المفتح إلى الأرض ليسقى به.والفتح الماء الجاري على وجه الأرض، عن أبي حنيفة الأزهري: والفتح النهر. وجاء في الحديث: ما سقي فتحا وما سقي بالفتح ففيه العشر، المعنى ما فتح إليه ماء الهر فتحا من الزروع والنخيل ففيه العشر. والفتح: الماء يجري من عين أو غيرها. والمفتح والمفتح قناة الماء.وكل ما انكشف عن شيء فقد انفتح عنه وتفتح. وتفتح الأكمة عن النور: تشققها.والفتح: افتتاح دار الحرب، وجمعه فتوح. والفتح: النصر. وفي حديث الحديبية: أهو فتح؟ أي نصر. واستفتحت الشيء وافتتحته، والاستفاح: الاستنصار. وفي الحديث: أنه كان يستفتح بصعاليك المهاجرين أي يستنصر بهم، ومنه قوله تعالى: إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح. واستفتح الفتح: سأله. وقال الفراء: قال أبو جهل يوم بدر: اللهم انصر أفضل الدينين وأحقه بالنصر، فقال الله عز وجل: إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح، قال أبو إسحق: معناه إن تستنصروا فقد جاءكم النصر، قال: ويجوز أن يكون معناه: إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء، وقد جاء التفسير بالمعنيين جميعا. روي أن أبا جهل قال يومئذ: اللهم أقطعنا للرحم وأفسدنا للجماعة فأحنه اليوم! فسأل الله أن يحكم بحين من كان كذلك، فنصر النبي، صلى الله عليه وسلم، وناله هوالحين وأصحابه، وقال الله عز وجل: إن تستفحوا فقد جاءكم الفتح، أراد إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء، وقيل إنه قال: اللهم انصر أحب الفئتين إليك، فهذا يدل أن معناه إن تستنصروا، وكلا القولين جيد. وقوله تعالى: إنا فتحنا لك فتحا مبينا، قال الزجاج: جاء في التفسير قضينا لك قضاء مبينا أي حكمنا لك بإظهار دين الإسلام وبالنصر على عدوك، قال الأزهري: قال قتاده أي قضينا لك قضاء فيما اختار الله لك من مهادنة أهل مكة وموادعتهم عام الحديبية، ابن سيده قال: وأكثر ما جاء في التفسير أنه فتح الحديبية، وكانت فيه آية عظيمة من آيات النبي، صلى الله عليه وسلم، وكان هذا الفتح عن غير قتال شديد، قيل: إنه كان عن تراض بين القوم، وكانت هذه البئر استقى جميع ما فيها من الماء حتى نزحت ولم يبق فيها ماء، فتمضمض رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم مجه فيها فدرت البئر بالماء حتى شرب جميع من كان معه. وقوله تعالى: إذا جاء نصر الله والفتح، قيل عن فتح مكة، وجاء في التفسير أنه نعيت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، نفسه في هذه السورة، فأعلم أنه إذا جاء فتح مكة ودخل الناس في الإسلام أفواجا فقد قرب أجله، فكان يقول: إنه قد نعيت إلى نفسي في هذه السورة، فأمر الله أن يكثر التسبيح والاستغفار. الأزهري: وقول الله تعالى: ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين؟ قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون، قال مجاهد: يوم الفتح ههنا يوم القيامة، وكذلك قال قتادة والكلبي، وقال قتادة: كان أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقولون: إن لنا يوما أوشك أن نستريح فيه وننعم، فقال الكفار: متى هذا الفتح إن كنتم صادقين؟ وقال الفراء: يوم الفتح عنى به فتح مكة، قال الأزهري: والتفسير جاء بخلاف ما قال، وقد نفع الكفار من أهل مكة إيمانهم يوم الفتح، وقال الزجاج: جاء أيضا في قوله"ويقولون متى هذا الفتح" متى هذا الحكم والقضاء فأعلم الله أن يوم ذلك الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم أي ما داموا في الدنيا فالتوبة معرضة ولا توبة في الآخرة. وقوله تعالى: ففتحنا أبواب السماء، أي فأجبنا الدعاء.واستفتح الله على فلان: سأله النصر عليه ونحو ذلك. والفتاحة: النصرة. الجوهري: الفتاحة، بالضم، الحكم. والفتاحة والفتاحة: أن تحكم بين خصمين، وقيل: الفتاحة الحكومة، قال الأشعر الجعفي: ألا مــن مبلــغ عمــرا رسـولا فــإني عــن فتــاحتكم غنيــ؟ الأزهري: الفتح أن تحكم بين قوم يختصمون إليك، كما قال سبحانه مخبرا عن شعيب: ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين. الأزهري: والفتاح الحكومة.ويقال للقاضي: الفتاح لأنه يفتح مواضع الحق، وقوله تعالى: ربنا افتح بيننا، أي اقض بيننا. وفي حديث الصلاة: لا يفتح على الإمام، إراد إذا أرتج عليه في القراءة وهو في الصلاة لا يفتح له المأموم ما أرتج عليه أي لا يلقنه، ويقال: أراد بالإمام السلطان، وبالفتح الحكم، أي إذا حكم بشيء فلا يحكم بخلافه.والفتاح: الحاكم، الأزهري: الفتاح في صفة الله تعالى الحاكم، قال: وأهل اليمن يقولون للقاضي الفتاح، ويقول أحدهم لصاحبه: تعال حتى أفاتحك إلى الفتاح، ويقول: افتح بيننا أي احكم، وفي التنزيل: وهو الفتاح العليم.وفاتحه مفاتحة وفتاحا: حاكمه. وفي الحديث ابن عباس: ما كنت أدري ما قوله عز وجل: ربنا افتح بيننا وبين قومنا، حتى سمعت بنت ذي يزن تقول لزوجها: تعال أفاتحك أي أحاكمك، ومنه: لا تفاتحوا أهل القدر أي لا تحاكموهم، وقيل: لا تبدأوهم بالمجادلة والمناظرة.وفي أسماء الله تعالى الحسنى: الفتاح، قال ابن الأثير: هو الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده، وقيل: معناه الحاكم بينهم، يقال: فتح الحاكم بين الخصمين إذا فصل بينهما. الفاتح الحاكم. والفتاح من أبنية المبالغة.وتفتح بما عنده من مال أو أدب: تطاول به، وهي الفتحة، تقول: ما هذه الفتحة التي أظهرتها وتفتحت بها علينا؟ قال ابن دريد: ولا أحسبه عربيا.وفاتح الرجل: ساومه ولم يعطه شيئا، فإن أعطاه، قيل: فاتكه، حكاه ابن الأعرابي. الأزهري: عن ابن بزرج: الفتحى الريح، وأنشد: أكلهــم لا بــارك اللـه فيهـم إذا ذكرت فتحى من البيع عاجب؟ فتحى على فعلى.وفاتحة الشيء: أوله.وافتتاح الصلاة: التكبيرة الأولى. وفواتح القرآن: أوائل السور، الواحدة فاتحة. وأم الكتاب يقال لها: فاتحة القرآن. والفتح: أن تفتح على من يستقرئك. والمفتح: الخزانة، الأزهري: وكل خزانة كانت لصنف من الأشياء، فهي مفتح والمفتح: الكنز، وقوله تعالى: ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، قيل: هي الكنوز والخزائن، قال الزجاج: روي أن مفاتخه خزائنه. الأزهري: والمعنى ما إن مفاتحه لتنيء العصبة أي تميلهم من ثقلها. وروي عن أبي صالح: ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة، الأزهري: والأشبه في التفسير أن مفاتحه خزائن ماله، والله أعلم بما أراد. وقال: قال الليث: جمع المفتاح الذي يفتح به المغلاق مفاتيح، وجمع المفتح الخزانة المفاتح، وجاء في التفسير أيضا أن مفاتحه كانت من جلود على مقدار الإصبع، وكانت تحمل على سبعين بغلا أو ستين، قال: وهذا ليس بقوي. وروى الأزهري عن أبي رزين قال: مفاتحه خزائنه إن كان لكافيا مفتاح واحد خزائن الكوفة إنما مفاتحه المال، وفي الحديث: أوتيت مفاتيح خزائن الأرض، أراد ما سهل الله له ولأمته من افتتاح البلاد المتعذرات واستخراج الكنوز الممتنعات.والفتوح من الإبل: الناقة الواسعة الأحاليل، وقد فتحت وأفتحت، بمعنى. والنزور: مثل الفتوح. وفي حديث أبي ذر: قدر حلب شاة فتوح أي واسعة الأحاليل. والفتح: أول مطر الوسمي، وقيل: أول المطر، وجمعه فتوح، بفتح الفاء قال: كــأن تحــتي مخلفــا قروحــا رعــى غيـوث العهـد والفتوحـا ويروى جميم العهد، وهو الفتحة أيضا. والفتح: الماء الجاري في الأنهار. وناقة مفاتيح وأينق مفاتيحات: سمان، حكاها السيرافي. والفتح: مركب النصل في السهم، وجمعه فتوح. والفتح: جنى النبع، وهو كأنه الحبة الخضراء إلا أنه أحمر حلو مدحرج يأكله الناس.الأزهري: فاتح الرجل امرأته إذا جامعها.وتفاتح الرجلان إذا تفاتحا كلاما بينهما وتخافتا دون الناس. والفتحة: الفرجة في الشيء.والفتاحة: طويرة ممشقة بحمرةوالفتاح: طائر أسود يكثر تحريك ذنبه أبيض أصل الذنب من تحته ومنها أحمر، والجمع فتاتيح، ولا يجمع بالألف والتاء.
المعجم: لسان العرب

فصل

المعنى: فصل الْفَصْل: الحاجِزُ بينَ الشيئينِ، كَمَا فِي المُحكَمِ، والمُصَنِّفونَ يُتَرجِمونَ بِهِ أَثناءَ الأَبوابِ، إمّا لأَنَّه نوعٌ من المسائلِ مَفصولٌ عَن غَيرِه، أَو لأَنَّه ترجَمَةٌ فاصلَةٌ بينَه وبينَ غَيره، فَهُوَ بِمَعْنى مَفعولٍ أَو فاعِلٍ، قَالَه شيخُنا. الفَصْلُ: كُلُّ مُلْتَقى عَظْمَيْنِ من الجَسَدِ، كالمَفْصِلِ، كمَجلِس. الفَصْلُ: الحَقُّ من القَولِ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: إنَّه لَقولٌ فَصْلٌ أَي حَقٌّ، وَقيل: فاصِلٌ قاطِعٌ. قَالَ الليثُ: الفَصْلُ، من الجَسَدِ: مَوضِعُ المَفصِلِ، وبينَ كلِّ فصلَينِ وصْلٌ، وأَنشدَ:  (وَصْلاً وفَصْلاً وتَجميعاً ومُفترقاً  ...  فَتقاً ورَتْقاً وتأْلِيفاً لإنسانِ) الفَصْلُ عِنْد البَصرِيّينَ كالعِمادِ عندَ الكُوفِيّينَ، كَقَوْلِه تَعَالَى: إنْ كانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ من عِندِكَ فقولُهُ: هُوَ، فَصْلٌ وعِمادٌ، ونصَبَ الحَقَّ، لأَنَّه خبرُ كانَ، ودخلَت هُوَ للفصْلِ. الفصلُ: القضاءُ بينَ الحَقِّ والباطِلِ، كالفَيْصَلِ، كحَيدَرٍ، هَذَا هُوَ الأَصلُ، وَقيل: الفيصَلُ: اسمُ ذَلِك القضاءِ. الفَصْلُ: فَطْمُ المَولودِ، كالافْتِصالِ، يُقال: فصَلَ المَولودَ عَن الرَّضاعِ، وافْتَصَلَه: إِذا فطَمَه. والاسمُ، الفِصالُ، ككِتابٍ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: وحَمْلُهُ وفِصالُه ثلاثونَ شَهراً المَعنى: ومَدى حَمْلِ المَرأَةِ إِلَى مُنْتَهى الوَقْتِ الَّذِي يُفصَلُ فِيهِ الولَدُ عَن رَضاعِها ثلاثونَ شَهراً. الفَصْلُ: الحَجْزُ بَين الشَّيئينِ إشْعاراً بانتهاءِ مَا قبلَه، قَالَه الراغبُ، وَفِي بعض النُّسخ الحَجْرُ بالرّاءِ.) الفصْلُ: القَطْعُ، وإبانَةُ أَحَدِ الشَّيْئَيْنِ عَن الآخَر، وَقَالَ الحَرالِّي: هُوَ اقتِطاعُ بعضٍ من كُلٍّ. فَصَلَ بَينهمَا يَفصِلُ، بالكَسرِ، فَصلاً، فِي الكُلِّ، ممّا ذُكِر. والفاصِلَةُ: الخَرَزَةُ الَّتِي تفصِلُ بينَ الخَرَزَتينِ فِي النِّظامِ، وَقد فصَلَ النَّظْمَ، ظاهرُه أَنَّه من حَدِّ نَصَرَ، وَالصَّحِيح وَقد فصَّلَ بالتَّشديدِ، فإنَّ الجَوْهَرِيّ قَالَ بعدَه: وعِقدٌ مُفَصَّلٌ، أَي جُعِلَ بينَ كُلِّ لؤلُؤَتينِ خَرَزَةٌ، وَفِي التَّهذيبِ: فَصَّلْتُ الوِشاحَ: إِذا كانَ نَظمُه مُفَصَّلاً، بأَن يُجعَلَ بينَ كلِّ لؤلؤَتَيْنِ مَرجانَةٌ أَو شَذَرَةٌ من لونٍ واحِدٍ. وأواخِرُ آياتِ التَّنزيلِ العزيزِ فواصِلُ، بمَنزِلَةِ قوافي الشِّعْرِ، جَلَّ كِتابُ الله عزَّ وجَلَّ، الواحِدَةُ فاصِلَةٌ.  وحُكْمٌ فاصِلٌ، وفَيْصَلٌ: أَي ماضٍ، وحُكومَةٌ فَيْصَلٌ كَذَلِك. وطَعنَةٌ فَيْصَلٌ: تَفصِلُ بينَ القِرنَينِ، أَي تُفَرِّقُ بينَهُما. والفَصيلُ، كأَميرٍ: حائطٌ قصيرٌ دونَ الحِصْنِ، أَو دونَ سورِ البلَدِ. يُقَال: وَثَّقوا سورَ المدينَةِ بكِباشٍ وفَصيلٍ. الفَصيلُ: ولَدُ النّاقَةِ إِذا فُصِلَ عَن أُمِّه، وَقد يُقال فِي الْبَقر أَيضاً، وَمِنْه حديثُ أَصحابِ الغارِ: فاشترَيْتُ بِهِ فَصيلاً من البقَرِ، ج: فُصْلانٌ، بالضَّمِّ والكَسْرِ، وَهَذِه عَن الفرَّاءِ، شبَّهوهُ بغُرابٍِ وغِرْبانٍ، يَعْنِي أَنَّ حُكمَ فَعيلٍ أَنْ يُكَسَّرَ على فُعلانَ بالضَّمِّ، وحُكمُ فُعالٍ أَن يُكَسَّرَ على فِعْلانٍ، لكنَّهُم قد أَدخَلوا عَلَيْهِ فَعيلاً لمُساواتِه فِي العِدَّةِ وحُروفِ اللِّينِ. مَنْ قَالَ: فِصالٌ، ككِتابٍ، فعلى الصِّفَةِ، كقولِهِم: الحارِثُ والعَبّاسُ. والفَصيلَةُ: أُنثاه. والفَصيلَةٌ، من الرَّجُلِ: عَشيرَتُه ورَهطُه الأَدْنَونَ، وَبِه فُسِّرَ قولُه تَعَالَى: وفَصيلَتِه الّتي تؤْوِيهِ، أَو أَقرَبُ آبَائِهِ إِلَيْهِ، عَن ثعلَبٍ، وَكَانَ يُقال للعَبّاس رَضِي الله عَنهُ فَصيلَةُ النَّبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم وَهِي بمَنزلَةِ المَفصِلِ من القَدَمِ. قَالَ ابنُ الأَثير: الفَصيلَةُ من أَقرَبِ عَشيرَةِ الإنسانِ، وأَصلُها القِطْعَةُ من لَحْمِ الفَخِذِ، حَكَاهُ عَن الهرَوِيّ. قَالَ ثعلَبٌ: الفَصيلَةُ: القِطْعَةُ من أَعضاءِ الجَسَدِ، وَهِي دونَ القبيلةِ. وفَصَلَ من البلَدِ فُصولاً: خرجَ مِنْهُ، قَالَ أَبو ذؤَيبٍ: (وَشِيكَ الفُصولِ بعيدَ الغُفُو  ...  لِ إلاّ مُشاحاً بِهِ أَو مُشيحا) ويُقال: فصَلَ فُلانٌ من عِنْدِي فُصولاً: إِذا خرَجَ.  وفَصَل منّي إِلَيْهِ كِتابٌ: إِذا نَفَذَ، قَالَ الله عزّ وجَلَّ: ولَمّا فَصَلَتِ العِيرُ أَي خرجَت، ففصلَ يكونُ لازِماً ووَاقِعاً، وَإِذا كانَ واقِعاً فمَصدرُهُ الفَصل، وَإِذا كانَ لازِماً فمَصدرُه الفُصول. فَصَلَ، الكَرْمُ: خَرَجَ حَبُّه صَغيراً، أَمثالَ البُلْسُنِ. والفَصْلَةُ: النَّخْلَةُ المَنقولَةُ، المُحوَّلَةُ، وَقد افْتَصَلَها عَن مَوضِعها، وَهَذِه عَن أَبي حنيفةَ. وَقَالَ هَجَرِيٌّ: خَيرُ النَّخْلِ مَا حُوِّلَ فَسيلُه عَن مَنبِتِه، والفَسيلَةُ المُحَوَّلَةُ تُسَمّى الفَصْلَةُ، وَهِي) الفَصَلاتُ. والمَفاصِلُ: مَفاصِلُ الأَعضاءِ، الواحدُ مَفْصِلٌ، كمَنزِلٍ، وَهُوَ كلُّ مُلتَقى عظمَينِ من الجَسَدِ، وَفِي حَدِيث النَّخْعِيِّ: فِي كلِّ مَفصِلٍ من الإنسانِ ثُلُثُ دِيَةِ الإصبَعِ، يُريدُ مَفصِلَ الأَصابِعِ، وَهُوَ مَا بينَ كُلِّ أُنْمُلَتَينِ. والمَفاصِل: الحِجارَةُ الصُّلْبَةُ المُتراكِمَةُ، المُتراصِفَةُ. قيل: المَفاصِلُ: مَا بينَ الجَبَلَينِ، وَقيل: هِيَ مُنْفَصَلُ الجَبَلِ يكونُ بَينهمَا، من رَملٍ ورَضراضٍ، وحَصىً صِغارٍ، فيَرِقّ ويَصفو ماؤُه، وَبِه فَسَّرَ الأَصمعِيُّ قولَ أَبي ذُؤَيْبٍ: (مَطافِيلُ أَبْكارٍ حَديثٍ نِتاجُها  ...  يُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المَفاصِلِ) وأَرادَ صفاءَ المَاء لانحِدارِه من الجِبالِ لَا يَمُرُّ بتَرابٍ وَلَا بطينٍ، وَقَالَ أَبو عُبيدَةَ: مَفاصِلُ الْوَادي: المَسايِلُ، وَقَالَ أَبو عَمروٍ: المَفاصِلُ فِي البيتِ: مَفاصِلُ العظامِ، شبَّهَ ذلكَ الماءَ بماءِ اللَّحمِ، كَذَا فِي العبابِ، ونقلَ السُّكَّريُّ عَن ابْن الأَعرابّيِّ مَا يقرب من ذَلِك، قَالَ: هُوَ ماءُ اللَّحمِ الَّذِي يَقطُرُ مِنْهُ، فشَبَّهَ حُمرَةَ الخَمْرِ بذلك، وَفِي التَّهذيب: المَفصِلُ: كلُّ مكانٍ فِي الجَبلِ لَا تَطلُعُ عَلَيْهِ الشَّمسُ، وأَنشدَ  بيتَ الهُذَلِيِّ، وقالَ أَبو العَمَيْثَل: المفاصِلُ: صُدوعٌ فِي الجِبالِ يَسيلُ مِنْهَا الماءُ، وإنَّما يُقال لما بينَ الجبلَيْنِ الشِّعْبُ. والمِفْصَل، كمِنبَرٍ: اللِّسانُ، قَالَ حسّانُ رَضِي الله عَنهُ: (كِلتاهُما حَلَبُ العَصيرِ فعاطِني  ...  بزُجاجَةٍ أَرْخاهُما للمِفْصَلِ) والفَيْصَلُ، كحَيدرٍ، والفَيْصَلِيُّ، بِزِيَادَة الياءِ، وَهَذِه عَن ابنِ عَبّّادٍ: الحاكِمُ، لِفَصْلِه بينَ الحَقِّ والباطِلِ، قَالَ شيخُنا: وَفِي شرحِ المِفتاحِ للسيِّدِ مَا يَقتضي أَنَّه أُطْلِقَ عَلَيْهِ مَجازاً مُبالَغَةً، وأَصلُه القَضاءُ الفاصِلُ بَين الحقِّ والباطِلِ. رَجُلٌ فَصَّالٌ، كشَدّادٍ: مَدّاحُ النّاسِ لِيَصِلوهُ، وَهُوَ دَخيلٌ كَمَا فِي العُبابِ. وسَمَّوا فَصْلاً، مِنْهُم فَصلُ بنُ القاسِمِ، عَن سفيانَ عَن زُبيدٍ عَن مُرَّةَ، وَعنهُ يَعقوبُ بنُ يَعْقُوب. وفَصيلاً، كأَميرٍ، وسيأْتي فِي آخِرِ الحَرْفِ مَن تَسَمَّى كَذَلِك. وأَبو الفَصْلِ البَهرانِيُّ: شاعِرٌ لَهُ ذِكْرٌ، كَمَا فِي الْعباب والتَّبصيرِ. الفُصَلُ، كزُفَرَ: واحِدٌ، أَي فَرْدٌ فِي الأَسماء، والصَّوابُ أَنَّه بالقافِ إِجْمَاعًا، وبالفاءِ غلَطٌ صريحٌ، وَمَا أَدري مَن ضبطَه بالفاءِ، وَهُوَ رَجُلٌ من جُهَيْنَةَ، ابنُ عَمِّ عُمير بن جُندُبٍ، لَهُ خبرٌ وذِكْرٌ فِي كتابِ من عاشَ بعدَ المَوتِ، كَمَا سيأْتي ذَلِك للمصنِّف فِي قصل، روَينا بالسَّنَدِ المُتَّصِلِ عَن إسماعيلَ بنِ أَبي خالدٍ الكوفِيِّ الحفِظِ الطَّحانِ المُتوَفّى سنة، روى عَن ابنِ أَبي أَوْفَى وأَبي جُحَيْفَةَ وقَيْسٍ، وَعنهُ شُعبَةُ وعُبيدُ الله وخَلْقٌ، كَذَا فِي الكاشِفِ للذَّهَبيِّ، وَقَالَ ابنُ حِبّان: كُنيَتُه أَبو عبد الله، كوفِيٌّ، واسمُ أَبي خالدٍ) سَعدٌ البَجَلِيُّ، وَقيل: هُرمُزُ مَولَى بَجيلَةَ يَروي عَن ابْن أَبي أَوفَى، وعَمرو بنِ حُرَيْثٍ، وأَنَسِ بنِ مالِكٍ، وَكَانَ شَيخا صالِحاً، قالَ: ماتَ عُمَيْرُ بنُ جُندُبٍ، رَجُلٌ من جُهَيْنَةَ، وَهُوَ ابنُ عَمٍّ لَهُ، قُبَيلَ الإسلامِ، فجَهَّزوهُ بجَهازِهِ إِذْ كشَفَ القِناعَ عَن رأْسِهِ فَقَالَ: أَينَ القُصَلُ والقُصَلُ: أَحدُ بني عَمِّه، قَالُوا: سُبحان الله، مَرَّ آنِفاً، فَمَا حاجَتُكَ إِلَيْهِ فَقَالَ: أُتيتُ فَقيل لي: لأُمِّكَ الهَبَلْ، أَلا تَرى إِلَى حُفرَتِكَ تُنْثَلْ، وَقد كادَت أُمُّكَ تَثْكَلْ، أَرأَيتَ إِن حَوَّلناكَ إِلَى مُحَوَّلْ، ثُمَّ غُيِّبَ فِي حُفرتِكَ القُصَلْ، الَّذِي مَشى فاحْزَأَلْ، يُقال: احْزَأَلَّ البعيرُ فِي السَّيرِ: إِذا ارتفَعَ، ثمَّّ ملأناها من الجَندَلْ، أَتَعْبُدُ رَبَّكَ وتُصَلْ، وتَترُكَ سبيلَ مَنْ أَشْرَكَ وأَضَلْ، فقلتُ: نعمْ، قالَ: فأَفاقَ ونكَحَ النِّساءَ، ووُلِدَ لَهُ أَولادٌ، ولَبِثَ القُصَلُ ثَلَاثًا ثمَّ ماتَ ودُفِنَ فِي قبرِ عُمَيْرٍ. وَهَذَا الخبرُ قد رواهُ الشَّعبِيُّ بسندِهِ: أُغْمِيَ على رَجُلٍ من جُهَينَةَ، فلمّا أَفاقَ قَالَ: مَا فعَلَ القُصَلُ وحَكاهُ غيرُه، وَفِي السِّياقِ بعضُ اختلافٍ، وذَكَرَ المصنِّفُ هَذَا لغرابَتِه، وَكَانَ الأَولى ذكره فِي قصل. ومِمّن تكلَّمَ بعدَ المَوتِ زيدُ بنُ خارجةَ الأَنصارِيُّ، كَمَا فِي شروحِ المَواهِبِ والمُوَطّأ، وكذلكَ رِبْعِيُّ بنُ حِراشٍ، وَقد ذُكِرَ فِي ربع. والمُفَصَّلُ، كمُعَظَّمٍ، من القرآنِ: اختُلِفَ فِيهِ، فَقيل: من سورةِ الحَجراتِ إِلَى آخرِهِ فِي الأَصحِّ من الأَقوالِ، أَو من الجاثيَةِ، أَو من القِتالِ، أَو من قَاف، وَهَذَا عَن الإِمَام محيي الدِّين النّواويِّ، أَو من الصّافّاتِ، أَو من الصَّفِّ، أَو من تبارَكَ، وَهَذَا يُروَى عَن محمَّد بن إِسْمَاعِيل بنِ أَبي الصَّيْفِ اليَمانِيِّ، أَو من إنَّا فتَحْنا، عَن أَحْمد بن كُشاشِبٍ الفقيهِ الشَّافعِيِّ الدِّزْمارِيِّ، أَو من سَبِّح اسمَ رَبِّكَ، عَن الفِرْكاحِ فَقِيه الشّامِ، أَو من الضُّحى عَن الإمامِ أَبي سُليمانَ الخطّابيِّ رَحِمهم الله تَعَالَى، وسُمِّيَ مُفَصّلاً لكثرَة الفصولِ بينَ سُوَرِهِ، أَو لكثرةِ الفصْلِ بَين سُوَرِهِ بالبَسْمَلَةِ، وَقيل: لِقِصَرِ أَعدادِ سُوَرِه من الآيِ، أَو لِقِلَّةِ المَنسوخِ فِيهِ، وَقيل غيرُ ذَلِك، وَفِي الأَساسِ: المُفَصَّلُ: مَا يَلِي المَثانيَ من قِصار السُّوَرِ، الطِّوالِ ثمَّ المَثاني، ثمَّ المُفَصَّل، قَالَ شيخُنا: وَقد بسطَه الجَلالُ فِي الإتقانِ فِي الفنِّ الثّامِنَ عشَرَ مِنْهُ. وفَصلُ الخِطابِ فِي كَلَام الله عزّ وجلَّ، قِيلَ: هُوَ كلمةُ أَمّا بعدُ، لأَنَّها تفصِلُ بينَ الكلامَينِ، أَو هُوَ البَيِّنَةُ على المُدَّعي واليمينُ على المُدَّعَى عَلَيْهِ، أَو هُوَ أَنْ يُفصَلَ بينَ الحَقِّ والباطِلِ، أَو هُوَ مَا فِيهِ قطْعُ الحُكْمِ، قَالَه الرَّاغِبُ. والتَّفصيلُ: التَّبيينُ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: آياتٍ مُفَصّلاتٍ وقولُه تَعَالَى: وكُلَّ شيءٍ فَصَّلناهُ تَفصيلاً، وَقَوله تَعَالَى: أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثمَّ فُصِّلَتْ، وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى آياتٍ مفَصَّلاتٍ، أَي بَين كلِّ اثنتينِ فَصْلٌ، تمْضِي هَذِه وتأْتي هَذِه، بينَ كلِّ اثنتينِ مُهْلَةٌ، وقولُه تَعَالَى:) بكِتابٍ فَصَّلْناهُ أَي بيَّنَّاهُ، وَقيل: فصَّلْنا آياتِه بالفواصِل. وفاصَلَ شريكَه مُفاصَلَةً: بايَنَهُ. والفاصِلَةُ الصُّغرى فِي العَروضِ، هِيَ السَّببانِ المقرونانِ، وَهُوَ ثلاثُ مُتَحرِّكاتٍ قبلَ ساكِنٍ نَحْو ضرَبَتْ، ومُتَفا من مُتفاعِلُنْ، وعَلَتُنْ من  مُفاعَلَتُنْ. والفاصلَةُ الكُبرى أَربَعُ حركاتٍ بعدَها ساكنٌ نَحْو ضرَبَتا، وفَعَلَتُنْ، وَقَالَ الخليلُ: الفاصِلَةُ فِي العروضِ: أَن تجتمعَ ثلاثةُ أَحرُفٍ متحَرِّكة والرّابع ساكنٌ، قَالَ: فَإِن اجْتَمَعَتْ أَربعةُ أَحرُفٍ متحرِّكة فَهِيَ الفاضِلَةُ بالضَّادِ مُعجَمَةً، وسيأْتي فِي فضل. والنَّفَقَةُ الفاصِلَةُ: الَّتِي جَاءَ ذِكرُها فِي الحديثِ أَنَّها بسبعِمائةِ ضِعفٍ، وَهُوَ قَوْله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: مَن أَنفَقَ نفقَةً فاصِلَةً فِي سَبِيل الله فبسبعِمائةٍ وَفِي رِوَايَة: فلَهُ من الأَجْرِ كّذا، تفسيرُه فِي الحديثِ: هِيَ الَّتِي تفصلُ بينَ إيمَانه وكُفْرِه، وَقيل: يَقطَعُها من مالِه ويَفْصِلُ بينَها وبينَ مالِ نفسِه. والفصْلُ فِي القوافي: كُلُّ تغييرٍ اخْتَصَّ بالعَروضِ ولمْ يَجُزْ مثلُه فِي حَشْوِ البيتِ، وَهَذَا إنَّما يكونُ بإسقاطِ حَرْفٍ مُتَحَرِّكٍ فصاعِداً، فَإِذا كَانَ كذلكَ سُمِّيَ فَصْلاً، وَإِذا وجَبَ مثلُ هَذَا فِي العَروضِ لَمْ يَجُزْ أَنْ يقَعَ مَعهَا فِي القصيدَةِ عَروضٌ يُخالِفُها، ويَجِبُ أَن يكونَ عَروضُ أَبياتِ القصيدَةِ كلِّها على ذلكَ المِثالِ، وبيانُ هَذَا أَنَّ كُلَّ عَروضٍ تَثْبُتُ أَصْلاً أَو اعْتِلالاً على مَا يكونُ فِي الحَشْوِ، نَحْو مَفاعِلُنْ عَروضِ الطَّويلِ، لأَنَّها تلزَمُ فِي الحَشْوِ، وفاعِلُنْ فِي عَروضِ المَديدِ، وفَعِلُنْ فِي عَروضِ البسيطِ، فكلُّ عَروضٍ جازَ أَنْ يَدْخُلَها هَذَا التَّغييرُ سُمِّيَت باسم ذلكَ التَّغيير، وَهُوَ الفصلُ، وَمَتى لمْ يَدْخُلْها ذلكَ التَّغييرُ سُمِّيَتْ صحيحَةً، كَمَا فِي العُبابِ. والحَكَمُ بنُ فَصيلٍ، كأَميرٍ، عَن خالدٍ الحَذَّاءِ، وابنُه محمَّد بنُ الحَكَمِ يرْوى عَن خالدٍ الطَّحانِ، كَذَا فِي الإكمالِ. وعَدِيُّ بنُ الفصيلِ عَن عُمَرَ بنِ عبد العزيزِ، وَعنهُ الأَصمعِيُّ، ثِقَةٌ. وبُحَيْرُ بنُ الفَصيلِ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ والصّوابُ يَحيى بنُ الفَصيلِ، وهما رَجُلانِ، أَحدُهما: العَنَزِيُّ البَصْرِيُّ الرّاوي عَن أَبي عَمرو بنِ العَلاءِ، وعنهُ أَبو عُبيدَةَ مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى  اللُّغَوِيُّ، والثّاني كُوفِيٌّ روى عَن الحٍ سنّ بنِ صالِحِ بنِ حَيِّ، وَعنهُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ الأَحْمَسِيُّ، ذكرَهُ ابنُ ماكُولا، مُحَدِّثون. وفاتَهُ: هَيّاجُ بنُ عِمرانَ بنِ الفَصيلِ البُرْجُمِيُّ، بَصرِيٌّ حَدَّث. ومِمّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ: الانْفِصالُ: الانْقِطاعُ، وهوَ مُطاوِعُ فصَلَه. وذكَرَ الزّجّاجُ أَنَّ الفاصِلَ صِفَةٌ من صِفاتِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، يَفصِلُ القَضاءَ بينَ الخَلْقِ. ويَوْمُ الفَصْلِ: يَوْمُ القِيامَةِ. وَفِي صفةِ كلامِه صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: فصلٌ لَا نَزْرٌ وَلَا هَذْرٌ، أَي بيِّنٌ ظاهِرٌ يَفصِلُ بينَ الحَقِّ والباطِل. وفَصَّلَ القَصَّابُ الشّاةَ تَفصيلاً: عَضّاها. والفيصَلُ: القطيعَةُ التّامَّةُ، وَمِنْه حديثُ ابنِ عُمَرَ: كَانَت) الفيصلَ بيني وَبَينه. وجاءُوا بفَصيلَتِهِم، أَي بأَجْمَعِهِمْ. وفَصيلٌ من حَجَرٍ: أَي قِطْعَةٌ مِنْهُ، فَعيلٌ بِمَعْنى مَفعولٍ. وفُصَيْلَةُ، كجُهَيْنَةَ: اسْمٌ. والفَصْل: الطّاعونُ العامّ. والفُصولُ: واحِدُ الفَصْلِ: ربيعِيَّة، وخريفِيَّة، وصيفِيَّة، وشتْويَّة.
المعجم: تاج العروس

Pages