المعجم العربي الجامع

فسط

المعنى: فسط الفَسِيطُ، كأَميرٍ: عِلاقَةُ مَا بَيْنَ القِمَعِ إِلى النَّواةِ، وَهُوَ الثُّفْرُوقُ، قَالَه اللَّيْثُ. الواحِدَةُ فَسِيطَةٌ، نَقَلَهُ أَبُو حَنيفَةَ. وَهَذَا يدُلُّ على أَنَّ الفَسِيطَ جَمْعٌ، ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والصاغاني هَكَذَا. والفَسِيطُ: قُلامَةُ الظُّفُرِ، كَمَا فِي العَيْنِ، ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَفِي التَّهْذيبِ: مَا يُقَلَّمُ من الظُّفُرِ إِذا طالَ، واحِدَتُه فَسِيطَةٌ. وقيلَ: الفَسِيطُ واحِدٌ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للشَّاعرِ يَصِفُ الهِلالَ: (كأَنَّ ابنَ مُزْنَتِها جانِحاً  ...  فَسِيطٌ لَدَى الأُفْقِ من خِنْصِرِ) وروَى ابنُ دُرَيْدٍ: كأَنَّ ابنَ لَيْلَتِها. وَقَالَ: يَعْني بذلِك هِلالاً بَدَا فِي الجَدْبِ، والسَّماءُ  مُغْبَرَّةٌ، فكأَنَّه من وَراءِ الغُبارِ قُلامَةُ ظُفُرِ خِنْصِرٍ. وفسَّرَهُ فِي التَّهذيبِ، فَقَالَ: أرادَ بابنِ مُزْنَتِها هِلالاً أَهلَّ بَيْنَ السَّحابِ فِي الأُفقِ الغَرْبِيِّ. قلت: ويُروى قَصِيصَ بدل فَسِيط، وَهُوَ مَا قُصَّ من الظُّفُرِ وَهُوَ فِي اللِّسَان لعَمْرِو بنِ قَمِيئَةَ. وَفِي العُبَاب: لخَيْرِ بنِ رِباطٍ الأَسَدِيِّ. قلت: وَهَكَذَا أَوْرَدَهُ ابنُ المُفَجّع فِي كتاب التَّرْجُمَان عَن أَبي العبَّاسِ، لخَيْرِ بنِ رِباطٍ الْمَذْكُور. وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيّ لأَبي حِزامٍ العُكْلِيِّ: (ووَذِّحْ ضِئْنَ مَنْ رُطِئَتْ شِغَاراً  ...  وَمَا شُكِدَت عَلَيْهِ من فَسِيطِ) وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: والفَسْطُ: فِعْلٌ مُماتٌ، وَمِنْه اشْتِقاقُ الفَسِيطِ. والفُسْطاطُ بالضَّمِّ: مُجْتَمَعُ أَهْلِ الكُورَةِ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ، زادَ الأَزْهَرِيّ حوالَيْ مَسْجِدِ جَمَاعَتِهِم، يُقال: هؤُلاءِ أَهلُ الفُسْطَاطِ. وَفِي الحَديثِ: عليكُمْ بالجَماعَةِ فإِنَّ يدَ الله على الفُسْطَاطِ يريدُ المَدينَةَ الَّتِي فِيهَا مُجْتَمَعُ النَّاسِ. وكلُّ مَدينَةٍ فُسْطاطٌ، وَقَالَ رُؤْبَة: لوْ أَحْلَبَتْ حَلائِبُ الفُسْطَاطِ عَلَيْه أَلْقاهُنَّ بالبَلاطِ أَي حلائبُ المِصْرِ. قَالَ الصَّاغَانِيّ: وَالْمعْنَى أَنَّ الجَماعَةَ من أَهلِ الإِسْلامِ فِي كَنَفِ الله، وواقِيَتُه فَوْقَهم، فأَقيموا بَيْنَ ظَهْرَانِيهِم وَلَا تُفارِقوهُمْ. وَهَذَا كحَديثِه الآخَرِ: إِنَّ الله لم يَرْضَ) بالوَحْدَانِيَّةِ، وَمَا كانَ ليَجْمَعَ أُمَّتي على ضَلالَةٍ، بل يَدُ الله عَلَيْهم، فَمن تَخَلَّفَ عَن صَلاتِنَا، وطَعَنَ على أَئِمَّتِنا فقد خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلامِ من عُنُقِه، شِرارُ أُمَّتي الوَحْدانِيُّ المُعْجَبُ بدِينِه، المُرائي بعَمَلِه، المُخَاصِمُ بحُجَّتِه. والفُسْطاطُ: عَلَمُ مَدينَةِ مِصْرَ العَتيقَةِ الَّتِي بَنَاها سيِّدُنا عَمْرو بنُ العاصِ، رَضِيَ الله عَنهُ حِين افْتَتَحَها، وَكَانَ نائِبُ المُقَوْقَسِ إِذْ ذاكَ مُتَحَصِّناً فِي المَوْضِعِ المعروفِ الآنَ بقَصْرِ الشَّمْعِ. وتَفْصليُه فِي كتاب الخِطَط للمقْريزِيِّ. والفُسْطَاطُ: السُّرادِقُ من الأَبْنِيَةِ. وَفِي الصّحاح: بَيْتٌ من شَعرٍ. وَقَالَ العَجّاج يَصِفُ ثَوْراً: حتَّى جَلاَ أَعْجازَ لَيْلٍ غَاطِ عَنْهُ لِيَاحُ اللَّوْنِ كالفُسْطَاطِ من البَيَاضِ مُدَّ بالمِقَاطِ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: الفُسْطَاطُ: ضَرْبٌ من الأَبْنِيَةِ فِي السَّفَر دونَ السُّرادِقِ، وَبِه سُمِّيَتْ المَدِينَة، كالفُسْتاطِ، التَّاءُ بَدَلٌ من الطَّاءِ، لقولِهِمْ فِي الجَمْعِ فَسَاطِيطُ، يُقالُ: أَمَرَ الأَميرُ بفَساطِيطِه فضُرِبَتْ وَلم يَقولوا: فَساتِيطُ، فالطَّاءُ إِذَن أَعَمُّ تَصَرُّفاً، وَهَذَا يُؤَيِّدُ أَنَّ التَّاءَ فِي فُسْتاط إِنَّما هِيَ بَدَلٌ من طاءِ فُسْطَاط، أَو من سِينِ الفُسَّاط كرُمَّانٍ، هَذَا قولُ ابنُ سِيدَه، وكذلِكَ الفُسْتاتُ، بالتَّاءَيْنِ، ويُكْسَرْنَ، فَهِيَ إِذَنْ لُغاتٌ ثَمانيةٌ ذكَرَهُنَّ الجَوْهَرِيّ مَا عدا الفُسْتَات. قالَ شَيْخُنَا: وأَوْرَدَ الشِّهابُ القَسْطَلانِيُّ فِيهِ، فِي إِرْشادِ السَّارِي، اثْنَتَيْ عشرَةَ لُغَةً، وَبِه تَعْلَمُ مَا فِي كلامِ المُصَنِّف من القُصُورِ البالِغ. انْتهى. وَفِي المُحْكَمِ: فإنْ قلتَ: فهَلاّ اعْتَزَمْتَ أَنْ يَكونَ التاءُ فِي فُسْتاطٍ بَدَلاً من طاءِ فُسْطَاطٍ لأَنَّ التَّاءَ أَشْبَهُ بالطَّاءِ مِنْهَا بالسِّينِ، قِيل: بإِزاءِ ذلِكَ إِنَّك إِذا حَكَمْتَ بأَنَّها بَدَلٌ من سِين فُسَّاطٍ، فَفِيهِ شَيْئَانِ جيِّدانِ: أَحَدُهما تَغْييرُ الثَّانِي من المِثْلَيْنِ، وَهُوَ أَقْيَسُ من تَغْييرِ الأَوَّلِ من المِثْلَيْن، لأَنَّ الاسْتِكْراهَ فِي الثَّانِي يكونُ لَا فِي الأَوَّل والآخَرُ أَنَّ السِّينَيْنِ فِي فُسَّاط مُلْتَقِيَتانِ، والطَّاءان فِي فُسْطاطٍ مُفْتَرِقَتانِ مُنْفَصِلَتانِ بالأَلِفِ بينَهُما، واسْتِثْقالُ المِثْلَيْنِ مُلْتَقِيَيْن أَحْرى من اسْتِثْقالِهما مُنْفَصِلَيْن. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الفُسْطَاطُ: البَصْرَةُ، ونقَلَ الصَّاغَانِيّ عَن بعضِ بَني تَميمٍ قالَ: قَرَأْتُ فِي كِتابِ رَجُلٍ من قُرَيْشٍ: هَذَا مَا اشْتَرَى فُلانٌ بنُ فلانٍ من عَجْلانَ مَوْلَى زِيادٍ، اشْتَرَى مِنْهُ خَمْسَمائَةِ جَرِيبٍ حِيَالَ الفُسْطَاطِ، يُريدُ البَصْرَةَ. ورَجُلٌ فَسِيطُ النَّفْسِ، بَيِّنُ الفَسَاطَةِ: طَيِّبُها، كسَفِيطِها، كَمَا فِي اللِّسَان. وَفِي الأَسَاسِ: مَا أَرَى لَهُ بَاعاً فَسِيطاً. وفَسَطْتُ الشَّيءَ: إِذا أَلْقَيْتَه وأَلْغَيْتَه، كَمَا فِي التَّرْجُمان لابنِ المُفَجّع.)
المعجم: تاج العروس

عقل

المعنى: عقل العَقْل: العِلم، وَعَلِيهِ اقتصرَ كَثِيرُونَ، وَفِي العُباب: العَقْل: الحِجْرُ والنُّهْيَة، ومثلُه فِي الصِّحاح، وَفِي المُحكَم: العَقْل: ضِدُّ الحُمق، أَو هُوَ العِلمُ بصفاتِ الأشياءِ من حُسنِها وقُبحِها، وكمالِها ونُقصانِها، أَو هُوَ العِلمُ بخيرِ الخَيرَيْن وشَرُّ الشَّرَّيْن، أَو مُطلَقٌ لأمورٍ أَو لقُوَّةٍ بهَا يكون التَّمييزُ بَين القُبحِ والحُسنِ، ولمَعانٍ مُجتمِعةٍ فِي الذِّهْنِ يكون بمُقَدِّماتٍ يسْتَتِبُّ بهَا الأغْراضُ والمَصالِح، ولهَيئَةٍ مَحْمُودةٍ للإنسانِ فِي حَرَكَاتِه وكَلامِه. هَذِه الأقوالُ الَّتِي ذَكَرَها المُصَنِّف كلُّها فِي مُصَنِّفاتِ المَعْقولاتِ لم يُعرِّجْ عَلَيْهَا أئمّةُ اللُّغَة، وَهُنَاكَ أقوالٌ غيرُها لم يذكرْها المُصَنِّف، قَالَ الرَّاغِب: العَقْلُ يُقَال للقُوّةِ المُتَهَيِّئَةِ لقَبولِ العِلم، وَيُقَال للَّذي يَسْتَنبِطُه الإنسانُ بتلكَ القوّةِ عَقْلٌ، وَلِهَذَا قَالَ عليٌّ رَضِي الله تَعالى عَنهُ: العَقْلُ عَقْلان: مَطْبُوعٌ ومَسْمُوعٌ، فَلَا يَنْفَعُ مَطْبُوعٌ إِذا لم يكن مَسْمُوعاً، كَمَا لَا ينفعُ ضَوْءُ الشمسِ وضَوْءُ العَينِ مَمْنُوعٌ. وَإِلَى الأوّل أشارَ النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: مَا خَلَقَ اللهُ خَلْقَاً أَكْرَمَ من العَقْل، وَإِلَى الثَّانِي أشارَ بقولِه: مَا كَسَبَ أحدٌ شَيْئا أَفْضَلَ منْ  عَقْلٍ يَهْدِيه إِلَى هُدىً أَو يَرُدُّه عَن رَدىً. وَهَذَا العقلُ هُوَ المَعنِيُّ بقولِه عزَّ وجلَّ: وَمَا يَعْقِلُها إلاّ العالِمون وكلُّ مَوْضِعٍ ذَمَّ اللهُ الكُفّارَ بعدَمِ العَقلِ فإشارةٌ إِلَى الثَّانِي دونَ الأوّل، كقَوْله تَعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فهمْ لَا يَعْقِلون ونحوَ ذَلِك من الْآيَات، وكلُّ مَوْضِعٍ رَفَعَ التكليفَ عَن العَبدِ لعدَمِ العَقلِ فإشارةٌ إِلَى الأوّل. انْتهى. وَفِي شرحِ شيخِنا قَالَ ابنُ مَرْزُوقٍ: قَالَ أَبُو المَعالي فِي الْإِرْشَاد: العَقْل: هُوَ علومٌ ضَرورِيّةٌ بهَا يَتَمَيَّزُ العاقِلُ من غيرِه إِذا اتَّصف، وَهِي العِلمُ بوجوبِ الواجِبات، واسْتِحالَةِ المُستَحيلات، وجوازِ الجائِزات، قَالَ: وَهُوَ تفسيرُ العَقْلِ الَّذِي) هُوَ شَرْطٌ فِي التَّكْلِيف، ولسنا نذكرُ تفسيرَه بغيرِ هَذَا، وَهُوَ عِنْد غيرِه: من الهيئاتِ والكَيفِيّات الراسِخَةِ من مَقولَةِ الكَيْف، فَهُوَ صِفةٌ راسِخةٌ توجِبُ لمن قامَتْ بِهِ إدراكَ المُدْرَكاتِ على مَا هِيَ عَلَيْهِ مَا لم تتَّصِفْ بضِدِّها، وَفِي حَوَاشِي المَطالِع: العَقْل: جَوْهَرٌ مُجَرّدٌ عَن المادّةِ لَا يَتَعَلَّقُ بالبَدَنِ تعلُّقَ التَّدْبِير بل تعلُّقَ التَّأْثِير، وَفِي العَقائِدِ النَّسَفِيَّة: أما العَقلُ وَهُوَ قُوّةٌ للنَّفْسِ بهَا تَسْتَعِدُّ للعلومِ والإدراكات، وَهُوَ المَعنِيُّ بقولِهم: غَريزَةٌ يَتْبَعُها العِلمُ بالضَّرورِيّاتِ عندَ سَلامةِ الْآلَات، وَقيل: جَوْهَرٌ يُدرَكُ بِهِ الغائِباتُ بالوَسائِط، والمُشاهَداتُ بالمُشاهَدة. وَفِي المَواقِف: قَالَ الحُكماء: الجَوْهَرُ إنْ كَانَ حَالا فِي آخَرَ فصُورَةٌ، وإنْ كَانَ مَحَلاًّ لَهَا فهيولى، وَإِن كَانَ مُرَكَّباً مِنْهُمَا فجِسْمٌ، وإلاّ فإنْ كَانَ مُتعَلِّقاً بالجِسمِ تعلُّقَ التدبيرِ والتَّصَرُّفِ فَنَفْسٌ، وإلاّ فَعَقْلٌ. انْتهى. وَقَالَ قومٌ: العَقْلُ: قُوّةٌ وغَريزَةٌ أَوْدَعها اللهُ سُبحانَه فِي الإنسانِ ليَتمَيَّزَ بهَا عَن الحيَوانِ بإدراكِ الأمورِ النَّظَرِيَّة، والحقُّ أنّه نُورٌ رُوحانِيٌّ يُقذَفُ بِهِ فِي القلبِ أَو الدِّماغِ بِهِ تُدرِكُ النَّفسُ العلومَ الضروريّةَ والنظَرِيّةَ، واشْتِقاقُه من العَقْل، وَهُوَ المَنْع لمَنعِه صاحِبَه ممّا لَا يَلِيق، أَو  من المَعْقِل، وَهُوَ المَلْجَأ لالْتِجاءِ صاحبِه إِلَيْهِ، كَذَا فِي التَّحْرِير لابنِ الهُمام، وَقَالَ بعضُ أهلِ الاشتِقاق: العَقلُ أصلُ مَعْنَاه المَنْعُ، وَمِنْه العِقالُ للبَعير سُمِّي بِهِ لأنّه يَمْنَعُ عمّا لَا يَلِيق، قَالَ: (قد عَقَلْنا والعَقْلُ أيُّ وَثاقِ  ...  وَصَبَرْنا والصَّبْرُ مُرُّ المَذاقِ) وَفِي الإرشادِ لإمامِ الحرمَيْن: العَقْلُ من العلومِ الضروريّة، والدليلُ على أنّه من العلومِ اسْتِحالةُ الاتِّصافِ بِهِ مَعَ تقديرِ الخُلُوِّ من جميعِ العلومِ، وَلَيْسَ العَقلُ من العلومِ النَّظريَّة إِذْ شَرْطُ النَّظَرِ تعَذُّرُ العَقْل، وَلَيْسَ العَقلُ جميعَ العلومِ الضروريّة فإنّ الضَّريرَ، وَمن لَا يُدرِكُ يتَّصِفُ بالعَقْلِ مَعَ انْتِفاءِ علومٍ ضَروريّةٍ عَنهُ، فبانَ بِهَذَا أَن العَقلَ من العلومِ الضروريّةِ وليسَ كلَّها. انْتهى. وَقَالَ بعضُهم: اختلفَ الناسُ فِي العَقلِ من جِهاتٍ: هَل لَهُ حقيقةٌ تُدرَكُ أَو لَا قَوْلان، وعَلى أنّ لَهُ حَقِيقَة هَل هُوَ جَوْهَرٌ أَو عَرَض قَولَانِ، وَهل محَلُّه الرأسُ أَو القَلبُ قَولان، وَهل العقولُ مُتفاوِتَةٌ أَو مُتساوِيَة قَولان، وَهل هُوَ اسمُ جِنسٍ، أَو جِنسٌ، أَو نَوْعٌ ثلاثةُ أقوالٍ، فَهِيَ أَحَدَ عَشَرَ قَولاً، ثمّ القائِلونَ بالجَوْهَرِيَّةِ أَو العرَضِيَّةِ اختلَفوا فِي اسمِه على أَقْوَالٍ، أَعْدَلُها قولانِ، فعلى أنّه عَرَضٌ هُوَ مَلَكَةٌ فِي النَّفسِ تَسْتَعِدُّ بهَا للعلومِ والإدراكاتِ، وعَلى أنّه جَوْهَرٌ هُوَ جَوْهَرٌ لَطيفٌ تُدرَكُ بِهِ الغائِباتُ بالوَسائِط، والمَحْسوساتُ بالمُشاهَدات، خَلَقَه الله تَعالى فِي الدِّماغ، وجعلَ نورَه فِي القَلْبِ، نَقَلَه الأَبْشِيطِيُّ، وَقَالَ ابنُ فَرْحُون: العَقلُ نُورٌ يُقذَفُ فِي القَلبِ فيسْتَعِدُّ) لإدراكِ الأشياءِ، وَهُوَ من العلومِ الضروريّة. وَلَهُم كلامٌ فِي العَقلِ غيرُ مَا ذَكَرْنا لم نورِدْه هُنَا قَصْدَاً للاختِصار، قَالُوا: وابتداءُ وجودِه عِنْد اجْتِنانِ الولَدِ، ثمّ لَا يزالُ يَنْمُو ويزيدُ إِلَى أَن يَكْمُلَ عِنْد البُلوغ، وَقيل: إِلَى أَن يَبْلُغَ أربعينَ سَنَةً فحينَئِذٍ يَسْتَكمِلُ عَقْلَه، كَمَا صَرَّحَ بِهِ غيرُ واحدٍ، وَفِي الحَدِيث: مَا من نَبِيٍّ إلاّ نُبِّئَ بعدَ الأرْبَعين وَهُوَ يُشيرُ إِلَى  ذَلِك، وقولُ ابنِ الجَوْزِيِّ إنّه مَوْضُوعٌ لأنّ عِيسَى نُبِّئَ ورُفِعَ وَهُوَ ابنُ ثلاثٍ وَثَلَاثِينَ سنة، كَمَا فِي حديثٍ، فاشْتِراطُه الأرْبَعين ليسَ بشَرطٍ مَرْدُودٌ لكونِه مُستَنِداً إِلَى زَعْمِ النَّصارى، والصحيحُ أنّه رُفِعَ وَهُوَ ابنُ مائةٍ وعِشرين، وَمَا وردَ فِيهِ غير ذَلِك فَلَا يصِحُّ، وَأَيْضًا كلُّ نبيٍّ عاشَ نِصفَ عُمْرِ الَّذِي قبلَه، وأنّ عِيسَى عاشَ مائَة وعِشرينَ ونَبِيُّنا عاشَ نِصفَها، كَذَا فِي تَذْكِرَةِ المَجْدولِيِّ، ج: عُقولٌ. وَقد عَقَلَ الرجلُ يَعْقِلُ عَقْلاً ومَعْقُولاً وَهُوَ مصدرٌ، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ صِفةٌ، وَكَانَ يَقُول: إنّ المًصدرَ لَا يَأْتِي على وزنِ مَفْعُولٍ البَتَّةَ، وَيَتَأوَّلُ المَعْقولَ فَيَقُول: كأنّه عُقِلَ لَهُ شيءٌ، أَي حُبِسَ عَلَيْهِ عَقْلُه وأُيِّدَ وشُدِّدَ، قَالَ: ويُستَغنى بِهَذَا عَن المَفْعَلِ الَّذِي يكونُ مَصْدَراً، كَذَا فِي الصِّحاح والعُباب، وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ: (فقد أفادَتْ لهُم حِلْماً ومَوْعِظَةً  ...  لِمَن يكونُ لَهُ إرْبٌ وَمَعْقُولُ) وَمن سَجَعَاتِ الأساس: ذَهَبَ طُولاً، وعَدِمَ مَعْقُولاً. وَمَا لفُلانٍ مَقُولٌ، وَلَا مَعْقُولٌ، وَمَا فَعَلْتُه منذُ عَقَلْتُ، وَقيل: المَعْقول: مَا تَعْقِلُه بقَلْبِك. وعَقَّلَ تَعْقِيلاً، شُدِّدَ للكَثرَةِ فَهُوَ عاقِلٌ من قومٍ عُقَلاءَ وعُقَّالٍ كرُمَّانٍ، قَالَ ابنُ الأَنْبارِيّ: رجلٌ عاقِلٌ، وَهُوَ الجامِعُ لأمرِه ورأيِه، مأخوذٌ من عَقَلْتُ البَعيرَ: إِذا جَمَعْتَ قَوائِمَه، وَقيل: هُوَ الَّذِي يَحْبِسُ نفسَه ويَرُدُّها عَن هَواها. عَقَلَ الدَّواءُ بَطْنَه يَعْقِلُه ويَعْقُلُه، من حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ، عَقْلاً: أَمْسَكه، وخَصَّ بعضُهم بعدَ اسْتِطلاقِه، قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: إِذا اسْتَطلقَ بطنُ الإنسانِ ثمّ اسْتَمسكَ فقد عَقَلَ بَطْنُه. عَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً: فَهِمَه، فَهُوَ عَقُولٌ، يُقَال: لفُلانٍ قَلْبٌ عَقُولٌ ولِسانٌ سَؤولٌ، أَي فَهْمٌ، وَقَالَ الزِّبْرَقانُ: أحَبُّ صِبْيانِنا إِلَيْنَا الأَبْلَهُ العَقُول، قَالَ ابنُ الْأَثِير: هُوَ الَّذِي يُظَنُّ بِهِ الحُمْقَ فَإِذا فُتِّشَ وُجِدَ عاقِلاً، والعَقُول: فَعُولٌ مِنْهُ للمُبالَغة.  عَقَلَ البَعيرَ يَعْقِلُه عَقْلاً: شَدَّ وَظيفَه إِلَى ذِراعِه، وَفِي الصِّحاح: قَالَ الأَصْمَعِيّ: عَقَلْتُ البعيرَ أَعْقِلُه عَقْلاً، وَهُوَ أَن تَثْنِي وظيفَه مَعَ ذِراعِه فتَشُدَّهما جَمِيعًا فِي وسَطِ الذِّراعِ، كعَقَّلَه تَعْقِيلاً، شُدِّدَ للكَثرَةِ، كَمَا فِي الصِّحاح. وَفِي حديثِ عمرَ رَضِي الله عَنهُ أنّه قَدِمَ رجلٌ من بعضِ الفُرُوجِ عَلَيْهِ فَنَثَرَ كِنانَتَه فَسَقَطتْ صحيفَةٌ فَإِذا فِيهَا أبياتٌ مِنْهَا وَهِي من أبياتِ أبي) المِنهالِ بُقَيْلةَ الأكبَر: (فلمّا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ  ...  قَفا سَلْعٍ بمُختَلَفِ التِّجارِ) (يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدٌ شَيْظَمِيٌّ  ...  وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤارِ) يَعْنِي نسَاء مُعَقَّلاتٍ لأزواجِهِنَّ كَمَا تُعَقَّلُ النُّوقُ عِنْد الضِّراب. ويُروى: (  ...  . جَعْدَةُ مِن سُلَيْمٍ  ...  مُعيداً يَبْتَغي سَقَطَ العَذارى) أرادَ أنّه يتعرَّضُ لهنَّ، فَكَنَى بالعَقْلِ عَن الجِماعِ، أَي أنّ أزواجَهُنَّ يُعَقِّلونَهُنَّ، وَهُوَ يُعَقِّلُهُنَّ أَيْضا، كأنّ البَدءَ للأزواجِ، والإعادَةَ لَهُ. قلتُ: وَهَذَا الرجلُ صاحبُ الأبياتِ كَانَ وَجَّهَه عمرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ إِلَى إِحْدَى الغَزَواتِ بنَواحي فارِس، وَكَانَ تَرَكَ عِيالَه بِالْمَدِينَةِ، فَبَلَغه أنّ رجُلاً من بَني سُلَيْمٍ اسمُه جَعْدَةُ يَخْتَلفُ إِلَى النِّساءِ الغائِباتِ أزواجُهُنَّ، فكتبَ إِلَى سَيِّدِنا عمرَ يشكو مِنْهُ. وَفِي الحَدِيث: القُرآنُ كالإبلِ المُعَقَّلَةِ أَي المَشدودَةِ بالعِقال، والتشديدُ للتكثير. واعْتَقلَه اعْتِقالاً: مثلُ عَقَلَه. عَقَلَ القَتيلَ يَعْقِلُه عَقْلاً: وَدَاهُ أَي أعطاهُ العَقلَ، وَهُوَ الدِّيَةُ.  عَقَلَ عَنهُ عَقْلاً: أدّى جِنايَتَه وَذَلِكَ إِذا لَزِمَتْه دِيَةٌ فَأَعْطَاهَا عَنهُ، قَالَ الشَّاعِر: (فإنْ كَانَ عَقْلٌ فاعْقِلا عَن أَخيكُما  ...  بناتِ المَخاضِ والفِصالِ المَقاحِما) عَدّاه بعن لأنّ فِي قولِه: اعْقِلوا معنى أدُّوا وأَعْطُوا، حَتَّى كأنّه قَالَ: فأَعْطِيا عَن أَخيكُما. عَقَلَ لَهُ دَمَ فلانٍ عَقْلاً: تَرَكَ القَوَدَ للدِّيَةِ، قَالَت كَبْشَةُ أختُ عَمْرِو بنِ مَعْدِ يَكْرِبَ: (وَأَرْسلَ عَبْد الله إِذْ حانَ يَوْمُهُ  ...  إِلَى قَوْمِه لَا تَعْقِلوا لهمُ دَمي) فَهَذَا هُوَ الفرقُ بَين عَقَلْتُه، وعَقَلْتُ عَنهُ، وعَقَلْتُ لَهُ، كَذَا فِي المُحكَم والتهذيبِ لابنِ القَطّاع، وَسَيَأْتِي قَرِيبا. عَقَلَ الظَّبْيُ عَقْلاً وعُقولاً، بالضَّمّ: صَعِدَ، وَفِي الصِّحاح عَقَلَ الوَعِلُ، أَي امْتنعَ فِي الجبَلِ العالي يَعْقِلُ عُقولاً، وَبِه سُمِّي الوَعِلُ عاقِلاً، أَي على حَدِّ التسميَةِ بالصِّفةِ، وَيُقَال: وَعِلٌ عاقِلٌ: إِذا تحَصَّنَ بوَزَرِه عَن الصَّيَّاد. عَقَلَ الظِّلُّ عَقْلاً: قامَ قائِمُ الظَّهيرَة، وَذَلِكَ عِنْد انتِصافِ النَّهَار، قَالَ لَبيدٌ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ: (تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُورأْ بهَا  ...  شُعْبَةَ الساقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْ) عَقَلَ إِلَيْهِ عَقلاً وعُقولاً: إِذا لَجَأَ. عَقَلَ فُلاناً: إِذا صَرَعَه الشَّغْزِبيَّةَ وَهُوَ أَن يَلْوِي رِجلَهُ على رِجْلِه  كاعتقله وَالِاسْم العُقْلَةُ بالضَّمّ، قَالَ: عَلَّمَنا إخوانُنا بَنو عِجِلْ) شُرْبَ النَّبيذِ واعْتِقالاً بالرِّجِلْ عَقَلَ البَعيرُ: أَكَلَ العاقولَ، اسمُ نبتٍ يَأْتِي ذِكرُه يَعْقِلُ بالكَسْر، من حدِّ ضَرَبَ، عَقلاً فِي الكُلِّ. والعَقْل: الدِّيَةُ، وَقد عَقَلَه: إِذا وَدَاه، كَمَا تقدّم، وَمِنْه الحَدِيث: العَقلُ على المُسلِمينَ عامَّةً، وَلَا يُترَكُ فِي الإسلامِ مُفْرَجٌ، قَالَ الأَصْمَعِيّ: وإنّما سُمِّيَتْ بذلك لأنّ الإبلَ كَانَت تُعْقَلُ بفناءِ ولِيِّ المَقْتول، ثمّ كَثُرَ استعمالُهم هَذَا اللفظُ حَتَّى قَالُوا: عَقَلْتُ المَقْتولَ: إِذا أَعْطَيتَ دِيَتَه دَراهِمَ أَو دَنانير، قَالَ أنسُ بنُ مُدْرِكَةَ: (إنّي وقَتْلِي سُلَيْكاً ثمّ أَعْقِلَهُ  ...  كالثَّوْرِ يُضْرَبُ لما عافِتِ البَقَرُ) العَقْل: الحِصْنُ، وَأَيْضًا: المَلجأ والجمعُ عُقولٌ، قَالَ أُحَيْحةُ: (وَقد أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ حِصْناً  ...  لوَ انَّ المَرْءَ تُحْرِزُهُ العُقولُ) قَالَ الليثُ: وَهُوَ المَعْقِلُ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: أُراه أرادَ بالعُقولِ التحَصُّنَ فِي الجبَلِ، وَلم أسمعْ العَقْلَ بِمَعْنى المَعقِل لغيرِ اللَّيْث. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: العَقْل: القَلبُ، والقَلبُ: العَقْل. قلت: وَبِه فسَّر بعضٌ قَوْله تَعالى: لمن كَانَ لَهُ قَلْبٌ. العَقْل: ثَوْبٌ أَحْمَرُ يُجَلَّلُ بِهِ الهَوْدَجُ، قَالَ عَلْقَمةُ: (عَقْلاً ورَقْماً تكادُ الطَّيْرُ تَخْطَفُه  ...  كأنَّه من دَمِ الأَجْوافِ مَدْمُومُ)  أَو ضربٌ من الوَشْيِ، وَفِي المُحكَمِ من الوَشيِ الأحمرِ، وَقيل: ضَرْبٌ من البُرُودِ. أَيْضا: إسقاطُ اللامِ من مُفاعَلَتُنْ، هَكَذَا فِي سائرِ النّسخ، وَفِي نسخةٍ إِسْقَاط الْيَاء، قَالَ شَيْخُنا: وَهُوَ غلَطٌ ظَاهر، فإسقاطُ الياءِ وكلّ خامِسٍ ساكِنٍ من الجُزءِ إنّما يُقَال لَهُ القَبْضُ، والعَقْلُ إنّما هُوَ حَذْفُ الخامِسِ المُتحرِّك، انْتهى. قلت: وَفِي المُحكَم: العَقلُ فِي العَرُوض: إسقاطُ الياءِ من مَفاعِيلُنْ بعدَ إسكانِها فِي مُفاعَلَتُنْ، فيصيرُ مَفاعِلُنْ، وبَيتُه: (مَنازِلٌ لفَرْتَنَى قِفارٌ  ...  كأنّما رُسومُها سُطورُ) العَقْلُ، بِالتَّحْرِيكِ: اصْطِكاكُ الرُّكبتَيْن، أَو التِواءٌ فِي الرِّجل، وَقيل: هُوَ أَن يُفرِطَ الرّوح فِي الرجلَيْن حَتَّى يصطك العُرْقوبانِ، وَهُوَ مَذْمُومٌ، قَالَ الجَعدِيُّ يصفُ نَاقَة: (مَطْوِيَّةِ الزَّوْرِ طَيَّ البِئْرِ دَوْسَرَةً  ...  مَفْرُوشَةِ الرِّجلِ فَرْشَاً لم يكُنْ عَقَلا) يُقَال: بَعيرٌ أَعْقَلُ، وناقةٌ عَقْلاءُ: بَيِّنَةُ العَقَل، وَقد عَقِلَ، كفَرِحَ عَقَلاً، وَهُوَ التِواءٌ فِي رِجلِ البعيرِ، واتِّساع. وتعاقَلوا دمَ فلانٍ: عقَلوه بَينهم، وَفِي حديثِ عمرَ رَضِي اللهُ عَنهُ: إنّا لَا نَتَعَاقَلُ المُضَغَ بَيْننَا. أَي أنَّ أهلَ القُرى لَا يَعْقِلونَ عَن أهلِ البادِيَةِ، وَلَا أهلَ الباديةِ عَن أهلِ القُرى فِي) مِثلِ المُوضِحَةِ، أَي لَا نَعْقِلُ بَيْننَا مَا سَهُلَ من الشِّجاجِ، بل نُلزِمُه الجانِيَ. يُقَال: دَمُه مَعْقُلَةٌ، بضمِّ القافِ، على قَوْمِه أَي: غُرْمٌ عَلَيْهِم يُؤَدُّونَه من أموالِهم. والمَعْقُلَةُ أَيْضا: الدِّيَةُ نفسُها، يُقَال: لنا عِنْد فلانٍ ضَمَدٌ من مَعْقُلَةٍ، أَي بَقِيَّةٌ من دِيَةٍ كَانَت عَلَيْهِ. مَعْقُلَة: خَبْرَاءُ بالدَّهْناءِ تُمسِكُ الماءَ، حَكَاهَا الفارسيُّ عَن أبي زَيْدٍ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَقد رَأَيْتُها، وفيهَا  حَوايا كثيرةٌ تُمسِكُ ماءَ السماءِ دَهْرَاً طَويلا، وإنّما سُمِّيتْ مَعْقُلَةً لأنّها تُمسِكُ الماءَ كَمَا يَعْقِلُ الدواءُ البَطنَ، قَالَ ذُو الرُّمَّة: (حُزاوِيَّةٌ أَو عَوْهَجٌ مَعْقُلِيَّةٌ  ...  تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَرائرِ) يُقَال: هم على معاقلِهم الأُولى: أَي على حَال الدِّياتِ الَّتِي كَانَت فِي الجاهليَّة، يؤدُّونَها كَمَا كَانُوا يؤدُّونَها فِي الجاهليَّة، واحِدَتُه مَعْقُلَةٌ. على مَعاقِلِهِم: على مَراتبِ آبَائِهِم، وأَصلُه من ذَلِك، وَفِي الحَدِيث: كتَبَ بينَ قريشٍ والأَنصارِ كِتاباً فِيهِ المُهاجِرونَ من قُرَيشٍ على رَباعَتِهِم، يتَعاقَلونَ بينَهُم مَعاقِلَهُم الأُولى، أَي يكونونَ على مَا كَانُوا عَلَيْهِ من أَخْذِ الدِّياتِ وإعطائها. وَهُوَ عِقالُ المِئينَ، ككِتابٍ: أَي الشريف الَّذِي إِذا أُسِرَ فُدِيَ بمِئينَ من الإبلِ. ويُقال: فلانٌ قَيدُ مائةٍ، وعِقالُ مائةٍ، إِذا كَانَ فِداؤُهُ إِذا أُسِرَ مائَة من الإبلِ، قَالَ يزِيد بنُ الصَّعِقِ: (أُساوِرُ بِيضَ الدَّارِعينَ وأَبتَغي  ...  عِقالَ المِئينَ فِي الصَّباحِ وَفِي الدَّهْرِ) واعْتَقَلَ رُمْحَهُ: جعلَه بينَ رِكابِه وساقِه، وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ: واعتقَلَ خَطِيَّاً. قَالَ ابنُ الأَثير: اعْتِقالُ الرُّمْحِ: أَنْ يجعلَهُ الرَّاكِبُ تحتَ فخِذِهِ ويَجُرَّ آخرَهُ على الأَرضِ وراءَه. اعْتَقَلَ الشَّاةَ: وضعَ رِجلَيها بينَ ساقِهِ وفَخِذِهِ فحلبَها، وَمِنْه حَدِيث عُمرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: مَن اعتقَلَ الشّاةَ وحلبَها وأَكلَ مَعَ أَهلِهِ فقد بَرِئَ من الكِبْرِ. يُقال: اعْتَقَلَ الرِّجْلَ: إِذا ثَناها فوَضَعها على الوَرِكِ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصّوابُ على المَوْرِكِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:  (أَطَلْتُ اعتِقالَ الرِّجْلِ فِي مُدْلَهِمَّةٍ  ...  إِذا شَرَكُ المَوْماةِ أَودى نِظامُها) أَي خَفِيَتْ آثارُ طُرُقِها، كتَعَقَّلَها. يُقال: تَعَقَّلَ فلانٌ قادِمَةَ رَحلِهِ، بِمَعْنى اعْتَقَلَهُ، وَمِنْه قولُ النّابِغَة: مُتَعَقِّلينَ قَوادِمَ الأَكْوارِ اعْتَقَلَ من دَمِ فُلانٍ، وَمن دَمِ طائلَتِه: إِذا أَخَذَ العَقلَ، أَي الدِّيَةَ. والعِقال، ككِتابٍ: زَكاةُ عامٍ من الإِبلِ والغَنَمِ، ومه قولُ عَمرو بنِ العَدّاءِ الكَلْبِيِّ: (سَعى عِقالاً فَلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً  ...  فكيفَ لَو قد سَعى عَمْروٌ عِقالَيْنِ) (لأَصْبَحَ الحَيُّ أَوباداً وَلم يَجِدوا  ...  عندَ التَّفَرُّقِ فِي الهَيجا جِمالَيْنِ) قَالَ ابنَ الأَثيرِ: نَصَبَ عِقالاً على الظَّرْفِ، أَرادَ مُدَّةَ عِقالٍ، وَمِنْه قولُ أَبي بكر الصدِّيقِ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ حِين امتنعَت العربُ عَن أَداءِ الزَكاةِ إِلَيْهِ: لَو مَنَعوني عِقالاً كَانُوا يؤَدُّونَه إِلَى رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم لَقاتَلْتُهُم عَلَيْهِ. قَالَ الكِسائيُّ: العِقالُ: صَدَقَةُ عامٍ، وَقَالَ بعضُهُم: أَرادَ أَبو بَكرٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بالعِقالِ الحَبْلَ الَّذِي كَانَ يُعقَلُ بِهِ الفريضَةُ الَّتِي كَانَت تؤخَذُ فِي الصَّدَقَةِ إِذا قبضَها المَصَدِّقُ، وَذَلِكَ أَنَّه كَانَ على صَاحب الإبلِ أَنْ يؤَدِّيَ مَعَ كلِّ فريضَةٍ عِقالاً تُعقَلُ بِهِ ورِواءً، أَي حَبلاً، وَقيل: مَا يُسَاوِي عِقالاً من حُقوقِ الصَّدَقَةِ، وَقيل: إِذا أَخَذَ المُصَدِّقُ أَعيانَ الإبلِ قِيل: أَخَذَ  عِقالاً، وَإِذا أخذَ أَثمانَها قِيل: أَخذَ نَقداً، وَقيل أَرادَ بالعِقال صدَقَةَ العامِ، واختارَهُ أَبو عُبيدٍ، وَعَلِيهِ اقْتصر المُصَنِّفُ، وَقَالَ أَبو عُبَيدٍ: وَهُوَ أَشبَهُ عِنْدِي، قَالَ الخَطّابِيُّ: إنَّما يُضرَبُ المَثَلُ فِي مثلِ هَذَا بالأَقَلِّ لَا بالأَكثَرِ، وَلَيْسَ بسائرٍ فِي لسانِهِم أَنَّ العِقالَ صدقَةُ عامٍ، وَفِي أَكثَر الرِّوايات: لَو مَنعوني عَناقاً، وَفِي أُخرى: جَدْياً، وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث مَا يدُلُّ على القَولينِ. قلتُ: ووَرَدَ فِي بعضِ طُرُقِ الحَدِيث: لَو مَنعوني عِقال بعيرٍ، وَهُوَ بعيدٌ عَن التَّأْويلِ. عَقالٌ: اسْمُ رَجُلٍ. العِقالُ: القَلوصُ الفَتِيَّةُ. ذُو العُقَّالِ، كرُمّانٍ: فَرَس، وسِياقُ المصنِّفِ يَقتضي أَنَّ اسمَ الفرسِ عُقّالٌ، وَهُوَ غلَطٌ، ووقعَ فِي الصحاحِ: وَذُو عُقَّالٍ: اسمُ فرَسٍ، قَالَ ابنُ برّيّ: والصَّحيح ذُو العُقّالِ، بلام التَّعريفِ، وَهُوَ فَحْلٌ من خُيولِ العَرَبِ يُنسَبُ إِلَيْهِ، قَالَ حَمزَةُ سَيِّدُ الشُّهداءِ رَضِي الله تَعالى عَنهُ: (لَيْسَ عِنْدِي إلاّ سِلاحٌ ووَرْدٌ  ...  قارِحٌ من بَنَات ذِي العُقّالِ) (أَتَّقي دونَهُ المَنايا بنَفسي  ...  وَهُوَ دوني يَغشَى صُدورَ العَوالي) وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيِّ: هُوَ فرَسُ حَوْطِ بنِ أَبي جابِرٍ الرِّياحِيِّ من بني ثعلبَةَ بنِ يَربوعٍ، وَهُوَ أَبو داحِسٍ، وابنُ أَعوَجَ لصُلْبِه ابنِ الدِّينارِيِّ بنِ الهُجَيْسِيِّ بنِ زادِ الرَّكْبِ، قَالَ جَريرٌ: (إنَّ الجِيادَ يَبِتْنَ حولَ قِبابِنا  ...  من نسلِ أَعوَجَ أَو لِذي العُقّالِ) ومَرَّ للمُصنِّفِ اسْتطرادُهُ فِي دحس فراجِعه، وَفِي الحَدِيث أَنَّه كَانَ للنبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فرَسٌ يُسَمَّى ذَا العُقّالِ. العُقّالُ: داءٌ فِي رِجلِ الدَّابَّةِ إِذا مَشى ظَلَعَ ساعَةً ثمَّ انْبَسَطَ، وأَكثَرُ مَا يَعتري فِي الشّاءِ، ويَخُصُّ أَبو عُبيدٍ بالعُقّالِ الفرَسَ. وَفِي الصحاحِ: العُقّالُ: ظَلَعٌ يأْخُذُ فِي قَوَائِم الدَّابَّةِ، وَقَالَ أُحَيْحَةُ:) (يَا بَنِيَّ التُّخومَ لَا تَظلِموها  ...  إنَّ ظُلمَ التُّخومِ ذُو عُقّالِ) عَقّالٌ، كشَدّادٍ: اسمُ أَبي شَيْظَمِ بنِ شَبَّةَ المُحَدِّث عَن الزهرِيّ. العَقيلَةُ من النِّساءِ، كسَفينَةٍ: الكريمَةُ المُخَدَّرَةُ النَّفيسَةُ، هَذَا هُوَ الأَصلُ، ثمَّ استُعمِلَ فِي الكريمِ من كلِّ شيءٍ من الذّواتِ والمَعاني، وَمِنْه عَقائلُ الكلامِ. العَقيلَة، من القَومِ: سَيِّدُهُم. العقيلةُ، من كلِّ شيءٍ: أَكرَمُهُ، قَالَ طَرَفَةُ: (أَرى المَوتَ يَعتامُ الكِرامَ ويَصطَفي  ...  عَقيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ) وَمِنْه قَول عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: المُختَصُّ بعَقائلِ كَراماتِهِ. عَقيلَةُ البَحرِ: الدُّرُّ، وَقيل: هِيَ الدُّرَّةُ الكبيرَةُ الصّافِيَةُ، وَقَالَ ابنُ برّيّ: هِيَ الدُّرَّةُ فِي صَدَفَتِها. قَالَ الأَزْهَرِيّ: العَقيلَةُ: كريمَةُ النِّساءِ، والإِبلِ، وغيرِهما، والجَمْعُ العَقائلُ، وأَنشدَ الصَّاغانِيّ لطرَفَةَ أَيضاً: (فَمَرَّت كَهاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالَةٌ  ...  عَقيلَةُ شَيخٍ كالوَبيلِ يَلَنْدَدِ) والعاقولُ: مُعظَمُ البَحرِ، أَو موجُهُ. أَيضاً: مَعطِفُ الْوَادي والنَّهْرِ، وَقيل: عاقولُ النَّهْرِ والوادي والرَّمْلِ: مَا اعوَجَّ مِنْهُ، وكُلُّ مَعطِفِ وادٍ: عاقولٌ، والجمعُ عَواقِيلُ، وَقيل: عَواقيلُ الأَودِيَةِ: دَراقيعُها فِي مَعاطِفِها، واحدُها عاقولٌ. العاقولُ جَمعُهُ عَواقِيلُ: مَا التبَسَ من الأُمور. أَيضاً: الأَرضُ لَا يُهتَدَى لَهَا لِكَثرَةِ مَعاطِفِها. العاقولُ: نَبْتٌ، م، معروفٌ لَهُ شَوكٌ تَرعاهُ الإِبِلُ، ويُقال لَهُ: شَوكُ الجِمالِ، يَطلعُ على الجُسورِ والتُّرَعِ، وَله زهرَةٌ بنفسجِيَّةٌ، وأَغفلَه أَبو حنيفَةَ فِي كتاب النَّباتِ. ودَيرُ عاقولٍ: د، بالنَّهرَوانِ، بينَها وبينَ المدائنِ مَرْحَلَةٌ، مِنْهُ عبد الْكَرِيم بن الهيثَمِ أَبو يَحيى العاقُولِيُّ، عَن أَبي اليَمانِ الحَكَم بنِ نافِعٍ، وَعنهُ أَبو العبّاسِ محمَّدُ بنُ إسحاقَ الثَّقَفِيُّ، قَالَه الْحَاكِم. أَيضاً: د، بالمَغرِبِ، مِنْهُ أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ إبراهيمَ. عاقولُ: ة، بالمَوصِلِ، كَمَا فِي العُبابِ. وعاقُولَى، مَقصورَةً: اسمُ الكوفَةِ فِي التَّوراةِ، كَمَا فِي العبابِ. وعاقِلَةُ الرَّجُلِ: عَصَبَتُه، وَهِي القرابَةُ من قِبَلِ الأَبِ الذينَ يعطُونَ دِيَةَ قتلِ الخَطأِ، وَهِي صفةُ جماعةٍ عاقِلَة، وأَصلُها اسمُ فاعِلَةٍ من العَقْلِ، وَهِي من الصِّفاتِ الغَالبَةِ، وَفِي الحديثِ: وقَضى رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم بدِيَةِ شِبْهِ العَمْدِ والخَطأِ المَحْضِ على العاقلَةِ، يؤَدُّونَها فِي ثلاثِ سِنينَ إِلَى وَرَثَةِ المَقتولِ. قَالَ ابنُ الأَثيرِ: ومعرِفَةُ العاقِلَةِ أَنْ يُنظَرَ إِلَى إخوَةِ الْجَانِي من قِبَلِ الأَبِ فيُحَمَّلونَ مَا تُحَمَّلُ العاقِلَةُ، فَإِن احتَملوها أَدَّوْها فِي ثَلَاث سنينَ، وَإِن لم يَحتملوها رُفِعَتْ إِلَى بَني جَدِّهِ، فَإِن لم يَحتَملوها رُفِعَت إِلَى بني جَدِّ أَبيه، فَإِن لم يحتَملوها رُفِعَتْ إِلَى بَني جَدِّ أَبي جَدِّه، ثُمَّ هَكَذَا لَا) تُرفَعُ عَن بني أَبٍ حتّى يَعجَزوا، قَالَ: وَمن فِي الدِّيوانِ ومَنْ لَا دِيوانَ لهُ فِي العَقلِ سَواءٌ. وَقَالَ أَهلُ العراقِ: هم أَصحابُ الدَّواوينِ، قَالَ إِسْحَاق بن منصورٍ: قلتُ لأَحمدَ بنِ حنبَلَ: مَنِ العاقِلَةُ فَقَالَ: القَبيلَةُ، إلاّ أَنَّهُم يُحَمَّلونَ بقَدَر مَا يُطيقونَ، قَالَ: فَإِن لمْ تَكُنْ عاقِلَةٌ لمْ تُجْعَلْ فِي مَال الْجَانِي، وَلَكِن تُهدَر عَنهُ، وَقَالَ إسحاقُ: إِذا لم تكن العاقِلَةُ أَصلاً فإنَّه يكونُ فِي بيتِ المالِ، وَلَا تُهدَرُ الدِّيَةُ. وعاقَلَهُ مُعاقَلَةً: غالبَهُ فِي العَقْلِ، فعَقَلَه، كنصَرَهُ، عَقلاً، أَي غلبَهُ، وكانَ أَعقَلَ مِنْهُ، كَمَا فِي العُبابِ. والعُقَّيْلَى، كسُمَّيْهَى: الحِصْرِمُ. وعَقَّلَهُ تَعقيلاً: جعلَه عاقِلاً. عَقَّلَ، الكَرْمُ، تَعقيلاً: أَخرَجَ عُقَّيْلاه، أَي الحِصرِمَ، وَمِنْه حديثُ الدَّجّالِ: ثُمَّ يأْتي الخِصْبُ فيُعَقِّلُ الكَرْمُ ثمَّ يُمَجِّجُ، أَي يُخرِجُ العُقَّيْلَى، ثمَّ يَطيبُ طَعمُه. وأَعقلَهُ: وجدَه عاقِلاً، كأَحمدَهُ وأَبخلَه. واعْتُقِلَ لِسانُهُ مَجهولاً، أَي حُبِسَ ومُنِعَ، وَقيل: امْتُسِكَ، وَقَالَ الأَصمعيُّ: مَرِضَ فلانٌ فاعْتُقِلَ لسانُه: أَي لم يَقدِرْ على الكلامِ، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (ومُعتَقَلِ اللسانِ بغيرِ خَبْلٍ  ...  يَميدُ كأَنَّه رَجُلٌ أَميمُ) وَمِنْه أُخِذَ العاقِلُ الَّذِي يَحبِسُ نفسَهُ ويَرُدُّها عَن هَواهَا. وعاقِلٌ: جَبَلٌ، بعينِه، نَجدِيٌّ، فِي شِعرِ زُهَيرٍ: (لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُهْ  ...  عَفا الرَّسُّ مِنْهُ فالرُّسَيْسُ فعاقِلُه) وثَنّاهُ الشاعرُ ضَرورَةً، فَقَالَ: (يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِلَيْنِ أَيامِناً  ...  وجَعَلْنَ أَمْعَزَ رامَتينِ شِمالا) عاقِلٌ: سبعَةُ مَواضِعَ مِنْهَا:  رَمْلٌ بينَ مكَّةَ والمَدينَة، وماءٌ لِبَني أَبانِ بنِ دارِمٍ، إمَّرَةُ فِي أَعاليه، والرُّمَّةُ فِي أَسافِلِه. وبَطْنُ عاقِلٍ: على طريقِ حاجِّ البَصرَةِ بَين رامَتينِ وإمَّرة. عاقِلُ بنُ البُكَيرِ بنِ عبدِ يالِيلَ بن ناشِبٍ الكِنانِيُّ اللَّيْثِيُّ، حليفُ بني عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ، الصَّحابِيُّ: بَدرِيٌّ، رَضِي الله عَنهُ، وَكَانَ اسمُه غافِلاً، كَمَا فِي العُبابِ، وقِيل: نُشْبَة، كَمَا فِي معجَم ابنِ فَهدٍ، فغيَّرَه النَّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم وسمّاهُ عاقِلاً تَفاؤُلاً. والمَرأَةُ تُعاقِلُ الرَّجُلَ إِلَى ثُلُثِ دِيَتِها، أَي تُوازيهِ، مَعناهُ أَنَّ مُوضِحَته ومُوضِحتها سَواءٌ، فَإِذا بلغَ العقلُ ثلثَ الدِّيَةِ صَارَت دِيَةُ المرأَةِ على النِّصفِ من دِيَةِ الرَّجُلِ. وَفِي حَدِيث ابْن المُسيَّبِ: فإنْ جاوَزَت الثُّلُثَ رُدَّت إِلَى نصفِ دِيَةِ الرَّجُلِ. وَمَعْنَاهُ أَنَّ دِيَةَ المرأَةِ فِي الأَصلِ على النِّصفِ من دِيَةِ الرَّجُلِ، كَمَا أَنَّها تَرِثُ نصفَ مَا يَرِثُ الابْنُ، فجعلَها سَعيدٌ تُساوي الرَّجُلَ فِيمَا يكون دونَ ثُلُثِ الدِّيَةِ، تأْخُذُ كَمَا يأْخُذُ الرجلُ، إِذا جُنِيَ) عَلَيْهَا، ولَها فِي إصبَعِ من أَصابِعِها عَشْرٌ من الإبلِ كإصبَعِ الرَّجُلِ، وَفِي إِصْبَعَيْنِ من أَصابِعِها عشرونَ من الإبلِ، وَفِي ثلاثٍ من أَصابِعِها ثَلاثُونَ كالرَّجُلِ، فَإِن أُصيبَ أَربَعٌ من أَصابِعها رُدَّتْ إِلَى عِشرينَ، لأَنَّها جاوَزَت الثُّلُثَ فرُدَّتْ إِلَى النِّصفِ مِمّا للرَّجُلِ، وأمّا الشَّافِعِيُّ وأَهلُ الكوفَةِ فإنَّهم جعلُوا فِي إصبَع المرأَةِ خَمساً من الإبلِ، وَفِي إصبَعينِ لَهَا عَشْراً، وَلم يَعتبروا الثُّلُثَ كَمَا فعلَه ابنُ المسيَّبِ. وَقَول الجوهريِّ، نقلا عَنْهُم: مَا أَعقِلُهُ عنكَ شَيْئا، أَي دَعْ عنكَ الشَّكَّ، هَذَا حرفٌ رواهُ سيبويهِ فِي بَاب الابتداءِ يُضْمَرُ فِيهِ مَا بُنيَ على الابتداءِ، كأَنَّه قَالَ: مَا أَعلَمُ شَيْئا ممّا تقولُ، فدَعْ عنكَ الشَّكَّ، ويُستَدَلُّ بِهَذَا على صِحَّةِ الإضمارِ فِي كَلَامهم للاختصارِ، وكذلكَ قولُهم: خُذْ  عَنْكَ، وسِرْ عنكَ، وَقَالَ بَكْرٌ المازِنِيُّ: سألتُ أَبا زَيدٍ والأَصمعِيَّ والأَخفشَ وأَبا مالِكٍ عَن هَذَا الحرفِ فَقَالُوا جَميعاً: مَا نَدْرِي مَا هُوَ، وَقَالَ الأَخفَشُ: أَنا منذُ خُلِقْتُ أَسأَلُ عَن هَذَا، قَالَ ابنُ برّيّ: هَذَا تصحيفٌ، والصّوابُ مَا أَغفلَه عنكَ بالفاءِ والغَينِ، وَهَكَذَا رَوَاهُ سِيبَوَيْهٍ، وَهَكَذَا صرَّحَ بِهِ أَيضاً أَبو محمَّدٍ إسماعيلُ بنُ محمَّد بن عَبدوس النَّيسابورِيُّ أَنَّه تصحيفٌ، والمسموع بالغين والفاءِ، كَذَا بخَطِّ أَبي سَهلٍ الهَرَوِيِّ وأَبي زَكَرِّيّا. وقولُ الشَّعبِيِّ: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ، العَمْدَ وَلَا العَبْدَ، ورواهُ غيرُه: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ، عَمْداً، وَلَا صُلْحاً، وَلَا اعتِرافاً، وَلَا عَبداً، أَي أَنَّ كلَّ جِنايةٍ عَمْدٍ فإنَّها فِي مَال الْجَانِي خاصَّةً وَلَا يلزَمُ العاقلَةَ مِنْهَا شيءٌ، وكذلكَ مَا اصطَلحوا عَلَيْهِ من الجناياتِ فِي الخَطَأِ، وكذلكَ إِذا اعترَفَ الْجَانِي بالجِنايَةِ من غيرِ بيِّنَةٍ تقومُ عَلَيْهِ، وَإِن ادَّعى أَنَّها خطأٌ لَا يُقبَلُ مِنْهُ، وَلَا يُلزَمُ بهَا العاقِلَةُ. وَلَيْسَ بحديثٍ كَمَا توهَّمَه الجَوْهَرِيُّ. قلتُ: هَذَا الحديثُ أَخرجَهُ الإمامُ محمَّدٍ فِي مُوَطَّئهِ بإسنادِه عَن ابنِ عبّاسٍ، ومَتْنُهُ: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ عَمداً وَلَا صُلحاً وَلَا اعتِرافاً وَلَا مَا جَنى المَمْلوكُ. وكذلكَ ابنُ الأَثيرِ فِي النِّهايةِ فإنَّه سمَّاهُ حَديثاً، وَإِذا ثبتَ الحديثُ عَن ابنِ عبّاسٍ، وَلَو مَوقوفاً، سيَما إِذا كانَ فِي حُكمِ المَرفوعِ، فقولُه: ليسَ بحَديثٍ إِلَخ، مَردودٌ عَلَيْهِ، وكأَنَّه نظَرَ إِلَى الصَّاغانِيّ، قَالَ فِي العُبابِ: وَفِي حديثِ الشَّعبِيِّ: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ عَمداً وَلَا عَبداً وَلَا صُلحاً وَلَا اعتِرافاً. فقلَّدَه فِي قَوْله ذلكَ، وذَهَلَ عَن أَنَّهُ مَروِيٌّ من طَرِيق ابنِ عبّاسٍ، وَقد أَشارَ إِلَى ذلكَ المُنلا عليّ فِي رسالةٍ ألَّفَها فِي ذَلِك، سمّاها: تشييعَ فقهاءِ الحَنفِيَّةِ لِتَشنيعِ فقهاءِ الشَّافِعِيَّةِ. ونقلَهُ شيخُنا، معناهُ: أَنْ  يَجنيَ الحُرُّ، الأَولَى حُرٌّ، على عَبدٍ، خطأ، فَلَيْسَ على عاقلَةِ الْجَانِي شيءٌ إنَّما جِنايَتُهُ فِي مَاله خاصَّةً، وَهُوَ قولُ ابنُ أَبي لَيلَى، وصَوَّبَهُ الأَصمعيُّ، وَإِلَيْهِ ذهبَ الإمامُ) الشافعيُّ، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: وَهُوَ مُوافقٌ لكَلَام العربِ، لَا أَن يَجنِيَ العَبْدُ على حُرٍّ، كَمَا توَهَّمَ أَبو حنيفَةَ، أَي فِي تَفْسِير قَول الشَّعبِيِّ السَّابِقِ: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ العَمْدَ وَلَا العَبْدَ. قَالَ ابنُ الأَثيرِ: وأَمّا العَبْدُ فَهُوَ أَن يَجنيَ على حُرٍّ فَلَيْسَ على عاقِلَةِ مَولاهُ شيءٌ من جِنايَةِ عبدِهِ، وإنَّما جِنايَتُه على رَقَبَتِه، قَالَ: وَهُوَ مَذهبُ أَبي حنيفةَ رحِمه الله تَعَالَى، هَذَا نَصُّ ابنِ الأَثيرِ، وَقد قدَّمَه على القَول الثّاني، وَفِيه تأَدُّبٌ مَعَ الإِمَام صَاحب القَولِ، وأمّا قولُ المُصنِّفِ: كَمَا توَهَّمَ إِلَى آخِره، فَفِيهِ إساءَةُ أَدَبٍ معَ الإمامِ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لَا تَخفى، كَمَا نبَّه أَكمَلُ الدِّينِ فِي شرحِ الهِدايَةِ، وغيرُه ممَّن اعتَنى من فُقَهاءِ الحنفيَّةِ، ثمَّ قَالَ: لأَنَّه لَو كَانَ الْمَعْنى على مَا توهَّمَ، ونَصُّ النِّهايَة: إذْ لَو كانَ المَعنى على الأَوَّلِ، أَي على القَوْل الأَوَّلِ، وَهُوَ قولُ أَبي حنيفَةَ، وَلم يَقُلْ: على مَا توَهَّمَ، لأَنَّ فِيهِ إساءَةَ أَدَبٍ، ونَصُّ الأَصمَعِيِّ: لَو كَانَ المَعنِيُّ مَا قَالَ أَبو حنيفَةَ لَكَانَ الكَلامُ: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ عَن عَبدٍ، وَلم يكن وَلَا تعقِلُ العاقِلَةُ عبدا، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَلَا تعقِلُ بزِيادَةِ الْوَاو، وَهِي مُستَدْرَكَةٌ، وَقَالَ الأَصمعِيُّ: كلَّمْتُ فِي ذلكَ أَبا يوسُفَ القاضِيَ بحضرةِ الرَّشيدِ الخليفةِ فَلم يَفرُقْ بينَ عقلْتُه وعَقَلْتُ عنهُ حتّى فهَّمْتُه، هَكَذَا نَقله ابنُ الأَثير فِي النِّهاية، والصَّاغانِيّ فِي الْعباب، وابنُ القطّاعِ فِي تهذيبه، وقلَّدَهم المُصَنِّفُ فِيمَا أَوردَه هَكَذَا خَلَفاً عَن سَلَفٍ، وَقد أَجابَ عَنهُ أَكملُ الدِّينِ فِي شرحِ الهِدايَةِ، فَقَالَ: يُسْتَعْمَلُ عقَلْتُهُ بِمَعْنى عَقَلْتُ عنهُ، وسياقُ الحديثِ، وَهُوَ قولُه: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ، وسياقه، وَهُوَ قولُه: وَلَا صُلحاً وَلَا اعتِرافاً، يَدُلاّنِ على ذلكَ، لأَنَّ المَعنى عَمَّن تَعَمَّدَ وعَمَّن صالحَ وعَمَّن اعْتَرَفَ، انْتهى. قَالَ شيخُنا:  وَلَو صَحَّ عَن أَبي يوسُفَ أَنَّه فهِمَ عَن الأَصمعيِّ خِلافَ مَا قالَه أَبو حنيفَةَ لرَجَعَ إِلَيْهِ، وعَوَّلَ عَلَيْهِ، لأَنَّه وَإِن كانَ مُفَصِّلاً لِما أُجْمِلَ من قواعِدِ أَبي حنيفَةَ فإنَّه فِي حَيِّزِ أَربابِ الاجتهادِ، وَهُوَ أَتقى لله من ارتكابِ خِلافِ مَا ثبَتَ عندهُ أَنَّه صَوابٌ، وكونُ هَذِه اللغةِ ممَّا خَفِيَ عَن الأَصمَعِيِّ والشَّافِعِيِّ لِغرابَتِها، لَا يُنافي أَنَّها وارِدَةٌ فِي بعضِ اللُّغاتِ الفَصيحَةِ الوارِدَةِ عَن بعضِ العرَبِ، وكلامُ النَّبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم جامِعٌ لكَلَام الكلِّ، كَمَا عُرفَ فِي الأُصولِ العَربيَّةِ وغيرِها، فتأَمَّلْ. فِي التَّهذيبِ: يُقال: تَعَقَّلَ لَهُ بكَفَّيْهِ: أَي شبَّكَ بينَ أَصابعِهما لِيَرْكَبَ الجَمَلَ واقِفاً، وَذَلِكَ أَنَّ الْبَعِير يكونُ قَائِما مُثْقَلاً، وَلَو أَناخَهُ لم يَنْهَضْ بِهِ وبحِمْلِهِ، فيَجْمَعُ لَهُ يَدَيْهِ، ويُشَبِّكُ بينَ أَصابِعِه، حتّى يضعَ فِيهَا رِجلَهُ ويَرْكَبَ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: هَكَذَا سمعتُ أَعرابِيّاً يَقُول. والعُقْلَةُ، بالضَّمِّ فِي اصْطِلاحِ حِسابِ الرَّمْلِ: فَرْدٌ وزَوجانِ وفَرْدٌ، هَكَذَا صورَتُهُ هَكَذَا نَقله الصَّاغانِيُّ قَالَ: وَهِي الَّتِي تُسَمَّى) الثِّقاف، قَالَ شيخُنا: هُوَ لَيْسَ من اللُّغَةِ فِي شيءٍ. عُقَيْلٌ، كزُبَيْرٍ: ة، بِحَورانَ، كَمَا فِي العبابِ. عُقَيْلُ: اسْمٌ، وأَبو قبيلَةٍ، وَفِي شرحِ مُسلِمٍ للنَّوَوِيِّ أَنَّ عَقيلاً كلُّه بالفتحِ، إلاّ ابنَ خالِدٍ عَن الزُّهْرِيِّ، ويَحيى بنَ عَقيلٍ، وأَب القبيلَةِ فبالضَّمِّ، قلتُ: ابنُ خالدٍ أَيْلِيٌّ، وابنُ عقيلٍ مِصرِيٌّ، روَى عَنهُ واصِلٌ مَولى ابنِ عُيَيْنَةَ، وَمن ذَلِك أَيضاً عُقَيْلُ بنُ صَالح: كُوفِيٌّ عَن الحَسَنِ، ومحمَّدُ بنُ عُقَيْلٍ الفِرْيابِيّ بمِصر، عَن قتيبَةَ بنِ سعيدٍ، وحُسَيْنُ بنُ عُقَيْل، روى التَّفسيرَ عَن الضَّحّاكِ، وعُقَيْلُ بنُ إبراهيمَ بنِ خالدٍ بنِ عُقَيْلٍ، عَن أَبيه عَن جَدِّه، وَقَوله: وأَبو قبيلَةٍ، هُوَ عُقَيْلُ بنُ كَعْبِ بنِ ربيعَةَ بنِ عامِرٍ. وفاتَه: عُقَيْلُ بنُ هِلالٍ فِي فَزارَةَ،  وَفِي أَشْجَعَ أَيضاً عُقَيْلُ بنُ هِلالٍ، والضَّحّاكُ بنُ عُقَيْلٍ: زَوْجُ الخَنساءِ الشّاعِرَةِ، وعُقَيْلُ بنُ طُفَيْلٍ الكِلابِيُّ: لَهُ ذِكْرٌ، واختُلِفَ فِي إِسْحَاق بنِ عُقَيْل شيخِ الباغَندِيّ، فضبطَه الأَميرُ وغيرُه بِالْفَتْح، وَحكى ابنُ عساكِرٍ عَن طاهِرٍ أَنَّه ضبطَهُ بالضَّمِّ. المُعَقِّلُ، كمُحَدِّثٍ، وضبطَه الحافظُ على وزن محمَّدٍ: لقَبُ ربيعَةَ بنِ كَعْبٍ المَذْحِجِيُّ، وَابْنه عَبْد الله ب
المعجم: تاج العروس

شهد

المعنى: من أَسماء الله عز وجل: الشهيد. قال أَبو إِسحق: الشهيد من أَسماء الله الأَمين في شهادته. قال: وقيل الشهيدُ الذي لا يَغيب عن عِلْمه شيء.والشهيد: الحاضر. وفَعِيلٌ من أَبنية المبالغة في فاعل فإِذا اعتبر العِلم مطلقاً، فهو العليم، وإِذا أُضيف في الأُمور الباطنة، فهو الخبير، وإِذا أُضيف إِلى الأُمور الظاهرة، فهو الشهيد، وقد يعتبر مع هذا أَن يَشْهَدَ على الخلق يوم القيامة. ابن سيده: الشاهد العالم الذي يُبَيِّنُ ما عَلِمَهُ، شَهِدَ شهادة؛ ومنه قوله تعالى: شهادَةُ بينِكم إذا حضر أَحدَكم الموتُ حين الوصية اثنان؛ أَي الشهادةُ بينكم شهادَةُ اثنين فحذف المضاف وأَقام المضاف إِليه مقامه. وقال الفراء: إِن شئت رفعت اثنين بحين الوصية أَي ليشهد منكم اثنان ذوا عدل أَو آخران من غير دينكم من اليهود والنصارى، هذا للسفر والضرورة إِذ لا تجوز شهادة كافر على مسلم إِلا في هذا.ورجل شاهِدٌ، وكذلك الأُنثى لأَنَّ أَعْرَفَ ذلك إِنما هو في المذكر، والجمع أَشْهاد وشُهود، وشَهيدٌ والجمع شُهَداء. والشَّهْدُ: اسم للجمع عند سيبويه، وقال الأَخفش: هو جمع. وأَشْهَدْتُهُم عليه. واسْتَشْهَدَه: سأَله الشهادة. وفي التنزيل: واستشهدوا شَهِيدين.والشَّهادَة خَبرٌ قاطعٌ تقولُ منه: شَهِدَ الرجلُ على كذا، وربما قالوا شَهْدَ الرجلُ، بسكون الهاء للتخفيف؛ عن الأخفش. وقولهم: اشْهَدْ بكذا أَي احْلِف. والتَّشَهُّد في الصلاة: معروف؛ ابن سيده: والتَّشَهُّد قراءَة التحياتُ للهِ واشتقاقه من أَشهد أَن لا إِله إِلا الله وأَشهد أَن محمداً عبده ورسوله وهو تَفَعُّلٌ من الشهادة. وفي حديث ابن مسعود: كان يُعَلِّمُنا التَّشَهُّدَ كما يعلمنا السورة من القرآن؛ يريد تشهد الصلاة التحياتُ. وقال أَبو بكر بن الأَنباري في قول المؤذن أَشهد أَن لا إِله إِلا الله: أَعْلَمُ أَن لا إِله إِلا الله وأُبَيِّنُ أَن لا إِله إِلا الله. قال: وقوله أَشهد أَن محمداً رسول الله أَعلم وأُبيِّن أَنَّ محمداً رسول الله. وقوله عز وجل: شهد الله أَنه لا إِله إِلا هو؛ قال أَبو عبيدة: معنى شَهِدَ الله قضى الله أَنه لا إِله إِلا هو، وحقيقته عَلِمَ اللهُ وبَيَّنَ اللهُ لأَن الشاهد هو العالم الذي يبين ما علمه، فالله قد دل على توحيده بجميع ما خَلَق، فبيَّن أَنه لا يقدر أَحد أَن يُنْشِئ شيئاً واحداً مما أَنشأَ، وشَهِدَتِ الملائكةُ لِما عاينت من عظيم قدرته، وشَهِدَ أُولو العلم بما ثبت عندهم وتَبَيَّنَ من خلقه الذي لا يقدر عليه غيره. وقال أَبو العباس: شهد الله، بيَّن الله وأَظهر. وشَهِدَ الشاهِدُ عند الحاكم أَي بين ما يعلمه وأَظهره، يدل على ذلك قوله: شاهدين على أَنفسهم بالكفر؛ وذلك أَنهم يؤمنون بأَنبياءٍ شعَروا بمحمد وحَثُّوا على اتباعه، ثم خالَفوهم فَكَذَّبُوه، فبينوا بذلك الكفر على أَنفسهم وإِن لم يقولوا نحن كفار؛ وقيل: معنى قوله شاهدين على أَنفسهم بالكفر معناه: أَن كل فِرْقة تُنسب إِلى دين اليهود والنصارى والمجوس سوى مشركي العرب فإِنهم كانوا لا يمتنعون من هذا الاسم، فَقَبُولهم إِياه شَهادَتهم على أَنفسهم بالشرك، وكانوا يقولون في تلبيتهم: لبَّيْكَ لا شَريكَ لك إِلاَّ شريكٌ هو لكَ تَمْلِكُه وما ملك. وسأَل المنذريّ أَحمدَ بن يحيى عن قول الله عز وجل: شهد الله أَنه لا إِله إِلا هو، فقال: كُلُّ ما كان شهد الله فإِنه بمعنى علم الله. قال وقال ابن الأَعرابي: معناه قال الله، ويكون معناه علم الله، ويكون معناه كتب الله؛ وقال ابن الأَنباري: معناه بيَّن الله أَن لا إِله إِلا هو.وشَهِدَ فلان على فلان بحق، فهو شاهد وشهيد. واسْتُشِهْدَ فلان، فهو شَهِيدٌ. والمُشاهَدَةُ: المعاينة. وشَهِدَه شُهوداً أَي حَضَره، فهو شاهدٌ.وقَوْم شُهُود أَي حُضور، وهو في الأَصل مصدر، وشُهَّدٌ أَيضاً مثل راكِع ورُكّع. وشَهِدَ له بكذا شَهادةً أَي أَدّى ما عنده من الشَّهادة، فهو شاهِد، والجمع شَهْدٌ مثل صاحِب وصَحْب وسافر وسَفْرٍ، وبعضهم يُنْكره، وجمع الشَّهْدِ شُهود وأَشْهاد. والشَّهِيدُ: الشَّاهِدُ، والجمع الشُّهَداء. وأَشْهَدْتُه على كذا فَشَهِدَ عليه أَي صار شاهداً عليه.وأَشْهَدْتُ الرجل على إِقرار الغريم واسْتَشْهَدتُه بمعنىً؛ ومنه قوله تعالى: واسْتَشْهِدُوا شَهيدَيْن من رجالكم؛ أَي أَشْهِدُوا شاهِدَيْن. يقال للشاهد: شَهيد ويُجمع شُهَداءَ. وأَشْهَدَني إِمْلاكَه: أَحْضَرني.واسْتَشْهَدْتُ فلاناً على فلان إذا سأَلته اقامة شهادة احتملها. وفي الحديث: خَيْرُ الشُّهَداءِ الذي يأْتي بِشهَادَتِه قبل إنْ يُسْأَلَها؛ قال ابن الأَثير: هو الذي لا يعلم صاحبُ الحق أَنَّ له معه شَهادةً؛ وقيل: هي في الأَمانة والوَديعَة وما لا يَعْلَمُه غيره؛ وقيل: هو مثَلٌ في سُرْعَةِ إِجابة الشاهد إذا اسْتُشْهِدَ أَن لا يُؤَخِّرَها ويَمْنَعَها؛ وأَصل الشهادة: الإِخْبار بما شاهَدَه. ومنه: يأْتي قوم يَشْهَدون ولا يُسْتَشْهَدون، هذا عامّ في الذي يُؤدّي الشهادَةَ قبل أَن يَطْلُبها صاحبُ االحق منه ولا تُقبل شهادَتُه ولا يُعْمَلُ بها، والذي قبله خاص؛ وقيل: معناه هم الذين يَشْهَدون بالباطل الذي لم يَحْمِلُوا الشهادَةَ عليه ولا كانت عندهم.وفي الحديث: اللّعَّانون لا يكونون شهداء أَي لا تُسْمَعُ شهادتهم؛ وقيل: لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأُمم الخالية. وفي حديث اللقطة: فَلْيُشْهِدْ ذا عَدْل؛ الأَمْرُ بالشهادة أَمْرُ تأْديب وإِرْشادٍ لما يُخافُ من تسويلِ النفس وانْبِعاثِ الرَّغْبة فيها، فيدعوه إِلى الخِيانة بعد الأَمانة، وربما نزله به حادِثُ الموت فادّعاها ورثَتُه وجعلوها قي جمل تَرِكَتِه. وفي الحديث: شاهداك أَو يَمِينُه؛ ارتفع شاهداك بفعل مضمر معناه ما قال شاهِداكَ؛ وحكى اللّحياني: إِنَّ الشَّهادةَ ليَشْهَدونَ بكذا أَي أَهلَ الشَّهادَة، كما يقال: إِن المجلس لَيَشْهَدُ بكذا أَي أَهلَ المجلس. ابن بُزرُج: شَهِدْتُ على شَهادَة سَوْءٍ؛ يريد شُهَداءَ سوء.وكُلاَّ تكون الشَّهادَة كَلاماً يُؤَذَّى وقوماً يَشْهَدُون. والشاهِدُ والشَّهيد: الحاضر، والجمع شُهَداء وشُهَّدٌ وأَشْهادٌ وشُهودٌ؛ وأَنشد ثعلب: كـأَني، وإِن كانَتْ شُهوداً عَشِيرَتي، إِذا غِبْـتَ عَنّـى يـا عُثَيْمُـ، غَريبُ أَي إذا غِبْتَ عني فإِني لا أُكلِّم عشيرتي ولا آنَسُ بهم حجتى كأَني غريب. الليث: لغة تميمِ شهيد، بكسر الشين، يكسرون فِعِيلاً في كل شيء كان ثانيه أَحد حروف الحلق، وكذلك سُفْلى مُصغر يقولون فِعِيلاً، قال: ولغة شَنْعاءُ يكسرون كل فِعِيل، والنصب اللغة العالية.وشَهدَ الأَمَر والمِصْرَ شَهادَةً، فهو شاهدٌ، من قوْم شُهَّد، حكاه سيبويه. وقوله تعالى: وذلك يومٌ مَشْهودٌ، أَي محضور يَحضُره أَهل السماءِ والأَرض. ومثله: إِنَّ قرآن الفجر كان مشهوداً؛ يعني صلاة الفجر يَحْضُرها ملائكة الليل وملائكة النهار. وقوله تعالى: أَو أَلقى السمع وهو شهيد؛ أَي أَحْضَرَ سمعه وقلبُهُ شاهدٌ لذلك غَيْرُ غائب عنه. وفي حديث عليّ، عليه السلام: وشَهِيدُكَ على أُمَّتِك يوم القيامة أَي شاهِدُك. وفي الحديث: سيدُ الأَيام يوم الجمعة هو شاهد أَي يَشْهَدُ لمن حضر صلاتَه. وقوله: فشهادَةُ أَحدِهم أَربع شهادات بالله؛ الشهادة معناها اليمين ههنا.وقوله عز وجلّ: إِنا أَرسلناك شاهداً؛ أَي على أُمتك بالإِبْلاغ والرسالة، وقيل: مُبَيِّناً. وقوله: ونزعنا من كل أُمة شهيداً؛ أَي اخْتَرْنا منها نبيّاً، وكلُّ نبي شَهِيدُ أُمَّتِه. وقوله، عز وجل: تبغونها عِوَجاً وأَنْتم شُهَداء؛ أي أَنتم تشهدون وتعلمون أَن نبوة محمد، صلى الله عليه وسلم، حق لأَن الله، عز وجل، قد بينه في كتابكم. وقوله عز وجل: يوم يقوم الأَشْهادُ؛ يعني الملائكة، والأَشهادُ: جمع شاهد مثل ناصر وأَنصار وصاحب وأَصحاب، وقيل: إِن الأَشْهاد هم الأَنبياءُ والمؤمنون يَشْهدُون على المكذبين بمحمد، صلى الله عليه وسلم، قال مجاهد ويَتْلُوه شاهد منه أَي حافظٌ مَلَكٌ. وروى شمِر في حديث أَبي أَيوب الأَنصاري: أَنه ذكَرَ صلاة العصر ثم قال: قلنا لأَبي أَيوب: ما الشَّاهِدُ؟ قال: النَّجمُ كأَنه يَشْهَدُ في الليل أَي يحْضُرُ ويَظْهَر. وصلاةُ الشاهِدِ: صلاةُ المغرب، وهو اسمها؛ قال شمر: هو راجع إِلى ما فسره أَبو أَيوب أَنه النجم؛ قال غيره: وتسمى هذه الصلاةُ صلاةَ البَصَرِ لأَنه تُبْصَرُ في وقته نجوم السماء فالبَصَرُ يُدْرِكُ رؤْيةَ النجم؛ ولذلك قيل له صلاةُ البصر، وقيل في صلاةِ الشاهد: إِنها صلاةُ الفجر لأَنَّ المسافر يصليها كالشاهد لا يَقْصُرُ منها؛ قال: فَصـــــَبَّحَتْ قبـــــلَ أَذانِ الأَوَّل تَيْمـاء، والصـُّبْحُ كَسـَيْفِ الصَّيْقَل، قَبْــلَ صــلاةِ الشـاهِدِ المُسـْتَعْجل وروي عن أَبي سعيد الضرير أَنه قال: صلاة المغرب تسمى شاهداً لاستواءِ المقيم والمسافر فيها وأَنها لا تُقْصَر؛ قال أَبو منصور: والقَوْلُ الأَوَّل، لأَن صلاة الفجر لا تُقْصَر أَيضاً ويستوي فيها الحاضر والمسافر ولم تُسَمَّ شاهداً. وقوله عز وجل: فمن شَهِدَ منكم الشهر قليصمه؛ معناه من شَهْدِ منكم المِصْرَ في الشهر لا يكون إِلا ذلك لأَن الشهر يَشْهَدُهُ كلُّ حَيٍّ فيه؛ قال الفراء: نَصَبَ الشهر بنزع الصفة ولم ينصبه بوقوع الفعل عليه؛ المعنى: فمن شَهِدَ منكم في الشهر أَي كان حاضراً غير غائب في سفره. وشاهَدَ الأَمرَ والمِصر: كَشهِدَه.وامرأَة مُشْهِدٌ: حاضرة البعل، بغير هاءٍ. وامرأَة مُغِيبَة: غاب عنها زوجها. وهذه بالهاءِ، هكذا حفظ عن العرب لا على مذهب القياس. وفي حديث عائشة: قالت لامرأَة عثمان بن مَظْعُون وقد تَرَكَت الخضاب والطِّيبَ: أَمُشْهِدٌ أَم مُغِيبٌ؟ قالت: مُشْهِدٌ كَمُغِيبٍ؛ يقال: امرأَة مُشْهِدٌ إذا كان زوجها حاضراً عندها، ومُغِيبٌ إذا كان زوجها غائباً عنها. ويقال فيه: مُغِيبَة ولا يقال مُشْهِدَةٌ؛ أَرادت أَن زوجها حاضر لكنه لا يَقْرَبُها فهو كالغائب عنها.والشهادة والمَشْهَدُ: المَجْمَعُ من الناس. والمَشْهَد: مَحْضَرُ الناس. ومَشاهِدُ مكة: المَواطِنُ التي يجتمعون بها، من هذا. وقوله تعالى: وشاهدٍ ومشهودٍ؛ الشاهِدُ: النبي، صلى الله عليه وسلم، والمَشْهودُ: يومُ القيامة. وقال الفراءُ: الشاهِدُ يومُ الجمعة، والمشهود يوم عرفةَ لأَن الناس يَشْهَدونه ويَحْضُرونه ويجتمعون فيه. قال: ويقال أَيضاً: الشاهد يومُ القيامة فكأَنه قال: واليَوْمِ الموعودِ والشاهد، فجعل الشاهد من صلة الموعود يتبعه في خفضه. وفي حديث الصلاة: فإِنها مَشْهودة مكتوبة أَي تَشْهَدُها الملائكة وتَكتُبُ أَجرها للمصلي. وفي حديث صلاة الفجر: فإِنها مَشْهودة مَحْضورة يَحْضُرها ملائكة الليل والنهار، هذه صاعِدةٌ وهذه نازِلَةٌ. قال ابن سيده: والشاهِدُ من الشهادة عند السلطان؛ لم يفسره كراع بأَكثر من هذا.والشَّهِيدُ: المقْتول في سبيل الله، والجمع شُهَداء. وفي الحديث: أَرواحُ الشهَداءِ قي حَواصِل طَيْرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ من وَرَق الجنة، والإسم الشهادة. واسْتُشْهِدَ: قُتِلَ شهِيداً.وتَشَهَّدَ: طلب الشهادة. والشَّهِيدُ: الحيُّ؛ عن النصر بن شميل في تفسير الشهيد الذي يُسْتَشْهَدُ: الحيّ أَي هو عند ربه حيّ. ذكره أَبو داود أَنه سأَل النضر عن الشهيد فلان شَهِيد يُقال: فلان حيّ أَي هو عند ربه حيّ؛ قال أَبو منصور: أُراه تأَول قول الله عز وجل: ولا تحسبن الذين قُتِلوا في سبيل الله أَمواتاً بل أَحياءٌ عند ربهم؛ كأَنَّ أَرواحهم أُحْضِرَتْ دارَ السلام أَحياءً، وأَرواح غَيْرِهِم أُخِّرَتْ إِلى البعث؛ قال: وهذا قول حسن. وقال ابن الأَنباري: سمي الشهيد شهيداً لأَن اللهَ وملائكته شُهودٌ له بالجنة؛ وقيل: سُمُّوا شهداء لأَنهم ممن يُسْتَشْهَدُ يوم القيامة مع النبي، صلى الله عليه وسلم، على الأُمم الخالية. قال الله عز وجل: لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً؛ وقال أَبو إِسحق الزجاج: جاءَ في التفسير أَن أُمم الأَنبياء تكَذِّبُ في الآخرة من أُرْسِلَ إِليهم فيجحدون أَنبياءَهم، هذا فيمن جَحَدَ في الدنيا منهم أَمْرَ الرسل، فتشهَدُ أُمة محمد، صلى الله عليه وسلم، بصدق الأَنبياء وتشهد عليهم بتكذيبهم، ويَشْهَدُ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، لهذه بصدقهم.قال أَبو منصور: والشهادة تكون للأَفضل فالأَفضل من الأُمة، فأَفضلهم من قُتِلَ في سبيل الله، مُيِّزوا عن الخَلْقِ بالفَضْلِ وبيَّن الله أَنهم أَحياءٌ عند ربهم يُرْزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله؛ ثم يتلوهم في الفضل من عدّه النبي، صلى الله عليه وسلم، شهيداً فإِنه قال: المَبْطُونُ شَهيد، والمَطْعُون شَهِيد. قال: ومنهم أَن تَمُوتَ المرأَةُ بِجُمَع. ودل خبر عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: أَنَّ مَنْ أَنْكَرَ مُنْكَراً وأَقام حَقّاً ولم يَخَفْ في الله لَومَة لائم أَنه في جملة الشهداء، لقوله، رضي الله عنه: ما لكم إذا رأَيتم الرجل يَخْرِقُ أَعْراضَ الناس أَن لا تَعْزِمُوا عليه؟ قالوا: نَخافُ لسانه، فقال: ذلك أَحْرَى أَن لا تكونوا شهداء. قال الأَزهري: معناه، والله أَعلم، أَنَّكم إذا لم تَعْزِموا وتُقَبِّحوا على من يَقْرِضُ أَعْراضَ المسلمين مخافة لسانه، لم تكونوا في جملة الشهداء الذين يُسْتَشهَدُون يوم القيامة على الأُمم التي كذبت أَنبياءَها في الدنيا.الكسائي: أُشْهِدَ الرجلُ إذا استُشهد في سبيل الله، فهو مُشْهَدٌ، بفتح الهاءِ؛ وأَنشد: أَنـــا أَقــولُ ســَأَموتُ مُشــْهَداً وفي الحديث: المبْطُونُ شَهِيدٌ والغَريقُ شَهيدٌ؛ قال: الشهيدُ في الأَصل من قُتِلَ مجاهداً في سبيل الله، ثم اتُّسِعَ فيه فأُطلق على من سماه النبي، صلى الله عليه وسلم، من المَبْطُون والغَرِق والحَرِق وصاحب الهَدْمِ وذات الجَنْب وغيرِهم، وسُمِّيَ شَهيداً لأَن ملائكته شُهُودٌ له بالجنة؛ وقيل: لأَن ملائكة الرحمة تَشْهَدُه، وقيل: لقيامه بشهادَة الحق في أَمْرِ الله حتى قُتِلَ، وقيل: لأَنه يَشْهَدُ ما أَعدّ الله له من الكرامة بالقتل، وقيل غير ذلك، فهو فَعيل بمعنى فاعل وبمعنى مفعول على اختلاف التأْويل.والشَّهْدُ والشُّهْد: العَسَل ما دام لم يُعْصَرْ من شمَعِه، واحدته شَهْدَة وشُهْدَة ويُكَسَّر على الشِّهادِ؛ قال أُمية: إِلــى رُدُحٍــ، مـن الشـِّيزى، مِلاءٍ لُبــابَ البُــرِّ، يُلْبَـكُ بالشـِّهادِ أَي من لباب البر يعني الفالوذَق. وقيل: الشَّهْدُ والشُّهْدُ والشَّهْدَة العَسَلُ ما كان.وأَشْهَدَ الرجُل: بَلَغَ؛ عن ثعلب. وأَشْهَدَ: اشْقَرَّ واخْضَرَّ مِئْزَرُه. وأَشْهَدَ: أَمْذَى، والمَذْيُ: عُسَيْلَةٌ. أَبو عمرو: أَشْهَدَ الغلام إذا أَمْذَى وأَدرَك. وأَشْهَدت الجاريةُ إذا حاضت وأَدْركتْ؛ وأَنشد: قــامَتْ تُنـاجِي عـامِراً فأَشـْهَدا، فَداســَها لَيْلَتَــه حــتى اغْتَـدَى والشَّاهِدُ: الذي يَخْرُجُ مع الولد كأَنه مُخاط؛ قال ابن سيده: والشُّهودُ ما يخرجُ على رأْس الولد، واحِدُها شاهد؛ قال حميد بن ثور الهلالي: فجـاءَتْ بِمثْـلِ السـَّابِرِيِّ، تَعَجَّبوا لهـ، والصـَّرى ما جَفَّ عنه شُهودُها ونسبه أَبو عبيد إِلى الهُذَلي وهو تصحيف. وقيل: الشُّهودُ الأَغراس التي تكون على رأْس الحُوار. وشُهودُ الناقة: آثار موضع مَنْتَجِها من سَلىً أَو دَمٍ.والشَّاهِدُ: اللسان من قولهم: لفلان شاهد حسن أَي عبارة جميلة.والشاهد: المَلَك؛ قال الأَعشى: فلا تَحْســَبَنِّي كــافِراً لـك نَعْمَـة على شاهِدي، يا شاهِدَ اللهِ فاشْهَدِ وقال أَبو بكر في قولهم ما لفلان رُواءٌ ولا شاهِدٌ: معناه ما له مَنْظَرٌ ولا لسان، والرُّواءُ المَنظَر، وكذلك الرِّئْيِ. قال الله تعالى: أَحسنُ أَثاثاً ورِئْياً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: للـــه دَرُّ أَبيـــكَ رَبّ عَمَيْــدَرٍ، حَســَن الــرُّواءِ، وقلْبُـه مَـدْكُوكُ قال ابن الأَعرابي: أَنشدني أَعرابي في صفة فرس: لــه غـائِبٌ لـم يَبْتَـذِلْه وشـاهِدُ قال: الشاهِدُ مِن جَرْيِهِ ما يشهد له على سَبْقِه وجَوْدَتِهِ، وقال غيره: شاهِدُه بذله جَرْيَه وغائبه مصونُ جَرْيه.شود: أَشاد بالضالَّة: عَرَّفَ. وأَشَدْتُ بها: عَرَّفْتُها. وأَشَدْتُ بالشيءِ: عَرَّفْتُه. وأَشادَ ذِكْرَه وبذِكْرِه: أَشاعَه. والإِشادَةُ: التَّنْديدُ بالمكروه؛ وقال الليث: الإِشادَة شِبْه التنديد وهو رَفْعُك الصَّوْتَ بما يَكره صاحبُكَ. ويقال: أَشادَ فلان بذكْر فلان في الخير والشر والمدح والذم إذا شَهَّرَه ورفعه، وأَفْرَدَ به الجوهري الخيرَ فقال: أَشاد بذكره أَي رفع من قَدْره. وفي الحديث: من أَشادَ على مسلم عَوْرَةً يَشِينُه بها بغير حق شانه الله يومَ القيامة. ويقال: أَشادَه وأَشادَ به إذا أَشاعَه ورفَعَ ذِكره من أَشَدْتُ البنيان، فهو مُشادٌ.وشَيَّدْتُه إذا طَوَّلْتَه فاستعير لرفع صوتك بما يكرهه صاحبك. وفي حديث أَبي الدرداء: أَيُّما رجُلٍ أَشاد على مسلم كلمة هو منها بَرِيء، وسنذكر شَيَّدَ. وقال الأَصمعي: كلُّ شيء رفَعْتَ به صَوْتَك، فقد أَشدتَ به، ضالة كانت أَو غير ذلك. وقال الليث: التَّشْويدُ طلوع الشمس وارتفاعُها.الصحاح: الإِشادة رَفْعُ الصوت بالشيءِ. وشَوَّدَتِ الشمسُ: ارتفعت. قال أَبو منصور: وهذا تصحيف، والصواب بالذال المعجمة، من المِشْوَذ وهو العمامة، وعليه بيت أُمية وسنذكره في حرف الذال المعجمة.
المعجم: لسان العرب

عرر

المعنى: العَرُّ والعُرُّ والعُرَّةُ: الجربُ، وقيل: العَرُّ، بالفتح، الجرب، وبالضم، قُروحٌ بأَعناق الفُصلان. يقال: عُرَّت، فهي مَعْرُورة؛ قال الشاعر: ولانَ جِلْــــــدُ الأَرضِ بعــــــد عَـــــرِّه أَي جَرَبِه، ويروى غَرّه، وسيأْتي ذكره؛ وقيل: العُرُّ داءٌ يأْخذ البعير فيتمعّط عنه وَبَرُه حتى يَبْدُوَ الجلدُ ويَبْرُقَ؛ وقد عَرَّت الإِبلُ تَعُرُّ وتَعِرُّ عَرّاً، فهي عارّة، وعُرَّتْ. واستعَرَّهم الجربُ: فَشَا فيهم. وجمل أَعَرُّ وعارٌ أَي جَرِبٌ. والعُرُّ، بالضم: قروح مثل القُوَباء تخرج بالإِبل متفرقة في مشافرها وقوائمها يسيل منها مثلُ الماء الأَصفر، فتُكْوَى الصِّحاحُ لئلا تُعْدِيها المِراضُ؛ تقول منه: عُرَّت الإِبلُ، فهي مَعْرُورة؛ فهي مَعْرُورة؛ قال النابغة: فحَمَّلْتَنِــــي ذَنْـــبَ امْـــرِئ وتَرَكْتَهـــ، كــذِي العُــرِّ يُكْــوَى غيرُهـ، وهـو راتِـعْ قال ابن دريد: من رواه بالفتح فقد غلط لأَن الجرَب لا يُكْوى منه؛ ويقال: به عُرَّةٌ، وهو ما اعْتَراه من الجنون؛ قال امرؤ القيس: ويَخْضــــِدُ فــــي الآرِيّ حـــتى كأَنمـــا بـــه عُـــرَّةٌ، أَو طـــائِفٌ غيــرُ مُعْقِــب ورجل أَعَرُّ بيّنُ العَرَرِ والعُرُورِ: أَجْرَبُ، وقيل: العَرَرُ والعُرُورُ الجرَبُ نفسه كالعَرِّ؛ وقول أَبي ذؤيب: خَلِيلـــي الـــذي دَلَّــى لِغَــيٍّ خَلِيلَــتي جِهـــاراً، فكـــلٌّ قــد أَصــابَ عُرُورَهــا والمِعْرارُ من النخل: التي يصيبها مثل العَرّ وهو الجرب؛ حكاه أَبو حنيفة عن التَّوَّزِيّ؛ واستعار العَرّ والجرب جميعاً للنخل وإِنما هما في الإِبل. قال: وحكى التَّوَّزِيُّ إذا ابتاع الرجل نخلاً اشترط على البائع فقال: ليس لي مِقْمارٌ ولا مِئْخارٌ ولا مِبْسارٌ ولا مِعْرارٌ ولا مِغْبارٌ؛ فالمِقْمارُ: البيضاءُ البُسْر التي يبقى بُسْرُها لا يُرْطِبُ، والمِئْخارُ: التي تُؤَخِّرُ إِلى الشتاء، والمِغْبارُ: التي يَعْلُوها غُبارٌ، والمِعْرار: ما تقدم ذكره.وفي الحديث: أَن رجلاً سأَل آخر عن منزله فأَخْبَره أَنه ينزل بين حَيّين من العرب فقال: نَزَلْتَ بين المَعَرّة والمَجَرّة؛ المَجرّةُ التي في السماء البياضُ المعروف، والمَعَرَّة ما وراءَها من ناحية القطب الشمالي؛ سميت مَعَرّة لكثرة النجوم فيها، أَراد بين حيين عظيمين لكثرة النجوم.وأَصل المَعَرَّة: موضع العَرّ وهو الجرَبُ ولهذا سَمَّوا السماءَ الجَرْباءَ لكثرة النجوم فيها، تشبيهاً بالجَرَبِ في بدن الإِنسان.وعارَّه مُعارّة وعِراراً: قاتَلَه وآذاه. أَبو عمرو: العِرارُ القِتالُ، يقال: عارَرْتُه إذا قاتلته. والعَرَّةُ والمَعُرَّةُ: الشدة، وقيل:الشدة في الحرب. والمَعَرَّةُ: الإِثم. وفي التنزيل: فتُصِيبَكم منهم مَعَرَّة بغير عِلْم؛ قال ثعلب: هو من الجرب، أَي يصيبكم منهم أَمر تَكْرَهُونه في الدِّيات، وقيل: المَعَرَّة الجنايةُ أَي جِنايَتُه كجناية العَرِّ وهو الجرب؛ وأَنشد: قُـــلْ لِلْفـــوارِس مـــن غُزَيّــة إِنهمــ، عنــــد القتــــال، مَعَـــرّةُ الأَبْطـــالِ وقال محمد بن إِسحق بن يسار: المَعَرَّةُ الغُرْم؛ يقول: لولا أَن تصيبوا منهم مؤمناً بغير عِلْم فتَغْرموا دِيَته فأَما إِثمه فإِنه لم يخْشَه عليهم. وقال شمر: المَعَرّةُ الأَذَى. ومَعَرَّةُ الجيشِ: أَن ينزلوا بقوم فيأْكلوا من زُروعِهم شيئاً بغير عمل؛ وهذا الذي أَراده عمر، رضي الله عنه، بقوله: اللهم إِني أَبْرَأُ إِليك من مَعَرّةِ الجَيْش، وقيل: هو قتال الجيش دون إِذْن الأَمير. وأَما قوله تعالى: لولا رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمنات لم تَعْلَمُوهم أَن تَطَأُهم فتصيبَكم منهم مَعَرَّةٌ بغير علم؛ فالمَعَرَّةُ التي كانت تُصِيب المؤمنين أَنهم لو كَبَسُوا أَهلَ مكة وبين ظَهْرانَيْهم قومٌ مؤمنون لم يتميزوا من الكُفّار، لم يأْمنوا أَن يَطَأُوا المؤمنين بغير عِلْمٍ فيقتلوهم، فتلزمهم دياتهم وتلحقهم سُبّةٌ بأَنهم قتلوا مَنْ هو على دينهم إِذ كانوا مختلطين بهم. يقول الله تعالى: لو تميزَ المؤمنون من الكُفّار لسَلّطْناكم عليهم وعذّبناهم عذاباً أَلِيماً؛ فهذه المَعَرّةُ التي صانَ الله المؤمنين عنها هي غُرْم الديات ومَسَبّة الكُفار إِياهم، وأَما مَعَرّةُ الجيشِ التي تبرّأَ منها عُمر، رضي الله عنه، فهي وطْأَتُهم مَنْ مَرُّوا به من مسلم أَو معاهَدٍ، وإِصابتُهم إِياهم في حَرِيمِهم وأَمْوالِهم وزُروعِهم بما لم يؤذن لهم فيه.والمَعَرّة: كوكبٌ دون المَجَرَّة. والمَعَرّةُ: تلوُّنُ الوجه مِن الغضب؛ قال أَبو منصور: جاء أَبو العباس بهذا الحرف مشدد الراء، فإِن كان من تَمَعّرَ وجهُه فلا تشديد فيه، وإِن كان مَفْعَلة من العَرّ فالله أَعلم.وحِمارٌ أَعَرُّ: سَمينُ الصدر والعُنُقِ، وقيل: إذا كان السِّمَنُ في صدره وعُنُقِه أَكثرَ منه في سائر خلقه. وعَرَّ الظليمُ يَعِرُّ عِراراً، وعارَّ يُعارُّ مُعارَّةً وعِراراً، وهو صوته: صاحَ؛ قال لبيد: تحَمَّــــــلَ أَهُلهــــــا إِلاَّ عِــــــرَاراً وعَزْفــــــاً بعــــــد أَحْيــــــاء حِلال وزمَرَت النعامةُ زِماراً، وفي الصحاح: زَمَرَ النعامُ يَزْمِرُ زِماراً. والتَّعارُّ: السَّهَرُ والتقلُّبُ على الفراش لَيْلاً مع كلام، وهو من ذلك. وفي حديث سلمان الفارسي: أَنه كان إذا تعارَّ من الليل، قال:سبحان رَبِّ النبيِّين، ولا يكون إِلا يَقَظَةً مع كلامٍ وصوتٍ، وقيل:تَمَطَّى وأَنَّ. قال أَبو عبيد: وكان بعض أَهل اللغة يجعله مأْخُوذاً من عِرارِ الظليم، وهو صوت، قال: ولا أَدري أَهو من ذلك أَم لا. والعَرُّ:الغلامُ. والعَرّةُ: الجارية. والعَرارُ والعَرارة: المُعجَّلانِ عن وقت الفطام. والمُعْتَرُّ: الفقير، وقيل: المتعَرِّضُ للمعروف من غير أَن يَسأَل.ومنه حديث علي، رضوان الله عليه: فإِن فيهم قانِعاً ومُعْتَرّاً. عَراه واعْتَراه وعرّه يعُرُّه عَرّاً واعْتَرَّه واعْتَرَّ به إذا أَتاه فطلب معروفه؛ قال ابن أَحمر: تَرْعَـــى القَطـــاةُ الخِمْـــسَ قَفُّورَهـــا، ثــــم تَعُـــرُّ المـــاءَ فِيمَـــنْ يَعُـــرُّ أَي تأْتي الماء وترده. القَفُّور: ما يوجد في القَفْر، ولم يُسْمَع القَفّورُ في كلام العرب إِلا في شعر ابن أَحمر. وفي التنزيل: وأَطْعِمُوا القانِعَ والمُعْتَرَّ. وفي الحديث: فأَكَلَ وأَطْعَمَ القانعَ والمُعْتَرَّ. قال جماعة من أَهل اللغة: القانعُ الذي يسأْل، والمُعْتَرُّ الذي يُطِيف بك يَطْلُب ما عندك، سأَلَك أَو سَكَتَ عن السؤال.وفي حديث حاطب بن أَبي بَلْتَعة: أَنه لما كَتَب إِلى أَهل مكة كتاباً يُنْذِرُهم فيه بِسَيْرِ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إِليهم أَطْلَع اللهُ رسولَه على الكتاب، فلما عُوتِبَ فيه قال: كنت رجلاً عَريراً في أَهل مكة فأَحْبَبْت أَن أَتقربَ إِليهم ليحُفَظُوني في عَيْلاتي عندهم؛ أَراد بقوله عَريراً أَي غَريباً مُجاوِراً لهم دَخيلاً ولم أَكن من صَميمهم ولا لي فيهم شُبْكَةُ رَحِمٍ. والعَرِيرُ، فَعِيل بمعنى فاعل، وأَصله من قولك عَرَرْته عَرّاً، فأَنا عارٌّ، إذا أَتيته تطلب معروفه، واعْتَرَرْته بمعناه. وفي حديث عمر، رضي الله تعالى عنه: أَن أَبا بكر، رضي الله عنه، أَعطاه سَيْفاً مُحَلّىً فنزَعَ عُمَرُ الحِلْيةَ وأَتاه بها وقال: أَتيتك بهذا لِمَا يَعْزُرُك من أُمور الناس؛ قال ابن الأَثير: الأَصل فيه يَعُرُّك، ففَكّ الإِدغامَ، ولا يجيء مثل هذا الاتساعِ إِلا في الشعر، وقال أَبو عبيد: لا أَحسبه محفوظاً ولكنه عندي: لما يَعْرُوك، بالواو، أَي لما يَنُوبُك من أَمر الناس ويلزمك من حوائجهم؛ قال أَبو منصور: لو كان من العَرّ لقال لما يعُرُّك. وفي حديث أَبي موسى: قال له عليّ، رضي الله عنه، وقد جاء يعود ابنَه الحَسَنَ: ما عَرَّنا بك أَيّها الشَّيْخُ؟ أَي ما جاءنا بك. ويقال في المثل: عُرَّ فَقْرَه بفِيه لعلّه يُلْهِيه؛ يقول: دَعْه ونَفْسَه لا تُعِنْه لعل ذلك يَشْغَلُه عما يصنع. وقال ابن الأَعرابي: معناه خَلِّه وغَيِّه إذا لم يُطِعْكَ في الإِرشاد فلعله يقع في هَلَكة تُلْهيه وتشغله عنك. والمَعْرورُ أَيضاً: المقرور، وهو أَيضاً الذي لا يستقرّ.ورجل مَعْرورٌ: أَتاه ما لا قِوَام له معه. وعُرّاً الوادي: شاطِئاه.والعُرُّ والعُرّةُ: ذَرْقُ الطير. والعُرّةُ أَيضاً: عَذِرةُ الناس والبعرُ والسِّرْجِينُ؛ تقول منه: أَعَرَّت الدارُ. وعَرَّ الطيرُ يَعُرُّ عَرَّةٍ: سَلَحَ. وفي الحديث إِيَّاكم ومُشارّةَ الناس فإِنها تُظْهِرُ العُرّةَ، وهي القذَر وعَذِرة الناس، فاستعِير للمَساوِئ والمَثالب. وفي حديث سعد: أَنه كان يُدْمِلْ أَرْضَه بالعُرّة فيقول: مِكْتَلُ عُرّةٍ مكُتَلُ بُرٍّ. قال الأَصمعي: العُرّةُ عَذِرةُ الناس، ويُدْمِلُها:يُصْلِحها، وفي رواية: أَنه كان يَحْمِل مكيالَ عُرّةٍ إِلى أَرض له بمكة.وعَرَّ أَرْضه يَعُرُّها أَي سَمَّدَها، والتَّعْرِيرُ مثله. ومنه حديث ابن عمر: كان لا يَعُرُّ أَرْضَه أَي لا يُزَبِّلُها بالعُرَّة. وفي حديث جعفر بن محمد، رضي الله عنهما: كُلْ سَبْعَ تَمَراتٍ من نَخْلةٍ غيرِ مَعْرورةٍ أَي غير مُزَبَّلة بالعُرّة، ومنه قيل: عَرَّ فلانٌ قومَه بشرٍّ إذا لطّخهم؛ قال أَبو عبيد: وقد يكون عرّهم بشرٍّ من العَرّ وهو الجَربُ أَي أَعْداهم شرُّه؛ وقال الأَخطل: ونَعْــــرُرْ بقـــوم عُـــرَّةً يكرهونهـــا، ونَحْيـــا جميعـــاً أَو نَمُـــوت فنُقْتَـــل وفلانٌ عُرّةٌ وعارُورٌ وعارُورةٌ أَي قَذِرٌ. والعُرّةُ: الأُبْنةُ في العَصا وجمعها عُرَرٌ.وجَزورٌ عُراعِرٌ، بالضم، أَي سَمِينة. وعُرَّةُ السنام: الشحمةُ العُليا، والعَرَرُ: صِغَرُ السنام، وقيل: قصرُه، وقيل: ذهابُه وهو من عيوب الإِبل، جمل أَعرُّ وناقة عرّاء وعرّة؛ قال: تَمَعُّـــــكَ الأَعَــــرّ لاقَــــى العَــــرّاء أَي تَمَعَّك كما يتمعك الأَعَرُّ، والأَعَرُّ يُحِبُّ التمعُّكَ لذهاب سنامه يلتذّ بذلك؛ وقال أَبو ذؤيب: وكــانوا الســَّنامَ اجتُـثَّ أَمْسـِ، فقـومُهم كعـــرّاءَ، بَعْـــدَ النَّيّــ، راثَ رَبِيعُهــا وعَرَّ إذا نقص. وقد عَرَّ يَعَرُّ: نقص سنامُه. وكَبْشٌ أَعَرُّ. لا أَلْية له، ونعجة عَرّاء. قال ابن السكيت:الأَجَبُّ الذي لا سنام له من حادِثٍ، والأَعَرُّ الذي لا سنام له من خلْقة. وفي كتاب التأْنيث والتذكير لابن السكيت: رجل عارُورةٌ إذا كان مشؤوماً، وجمل عارُورةٌ إذا لم يكن له سنام، وفي هذا الباب رجل صارُورةٌ.ويقال: لقيت منه شرّاً وعَرّاً وأَنت شرٌّ منه وأَعَرُّ، والمَعَرَّةُ: الأَمر القبيح المكروه والأَذى، وهي مَفْعلة من العَرّ. وعَرَّه بشرٍّ أَي ظلَمه وسبّه وأَخذ مالَه، فهو مَعْرُورٌ. وعَرَّه بمكروه يعُرُّه عَرّاً: أَصابَه به، والاسم العُرَّة. وعَرَّه أَي ساءه؛ قال العجاج: مـــــا آيـــــبٌ ســـــَرَّكَ إِلا ســــرَّني نُصــــــحاً، ولا عَــــــرَّك إِلا عَرَّنـــــي قال ابن بري: الرجز لرؤبة بن العجاج وليس للعجاج كما أَورده الجوهري؛ قاله يخاطب بلال بن أَبي بردة بدليل قوله: أَمْســـــى بِلالٌ كـــــالرَّبِيعِ المُــــدْجِنِ أَمْطَـــرَ فـــي أَكْنـــافِ غَيْـــمٍ مُغْيِنِــ، ورُبَّ وَجْـــــهٍ مــــن حــــراء مُنْحَــــنِ وقال قيس بن زهير: يـــا قَوْمَنـــا لا تَعُرُّونـــا بداهيَـــةٍ، يــا قومَنـا، واذكُـروا الآبـاءَ والقُـدمَا قال ابن الأَعرابي: عُرَّ فلانٌ إذا لُقِّبَ بلقب يعُرُّه؛ وعَرَّه يعُرُّهُ إذا لَقَّبه بما يَشِينُه؛ وعَرَّهم يعُرُّهم: شانَهُم. وفلان عُرّةُ أَهله أَي يَشِينُهم. وعَرَّ يعُرُّ إذا صادَفَ نوبته في الماء وغيره، والعُرَّى: المَعِيبةُ من النساء. ابن الأَعرابي: العَرَّةُ الخَلّةُ القبيحة. وعُرّةُ الجربِ وعُرّةُ النساء: فَضيحَتُهنّ وسُوءُ عشْرتهنّ.وعُرّةُ الرجال: شرُّهم. قال إِسحق: قلت لأَحمد سمعت سفيان ذكَر العُرّةَ فقال: أَكْرَهُ بيعَه وشراءَه، فقال أَحمد: أَحْسَنَ؛ وقال ابن راهويه كما قال، وإِن احتاج فاشتراه فهو أَهْون لأَنه يُمْنَحُ. وكلُّ شيءٍ باءَ بشيءٍ، فهو له عَرَار؛ وأَنشدَ للأَعشى: فقــــــد كـــــان لهـــــم عَـــــرار وقيل: العَرارُ القَوَدُ. وعَرارِ، مثل قطام: اسم بقرة. وفي المثل:باءَتْ عَرَارِ بِكَحْلَ، وهما بقرتان انتطحتا فماتتا جميعاً؛ باءت هذه بهذه؛ يُضْرَب هذا لكل مستويين؛ قال ابن عنقاء الفزاري فيمن أَجراهما: بــاءَتْ عَــرارٌ بكَحْــلٍ والرِّفــاق معــاً، فلا تَمَنَّـــــوا أَمـــــانيَّ الأَباطِيـــــل وفي التهذيب: وقال الآخر فيما لم يُجْرِهما: بـــاءَتْ عَــرارِ بكَحْــلَ فيمــا بيننــا، والحـــــقُّ يَعْرفُـــــه ذَوُو الأَلْبـــــاب قال: وكَحْل وعَرارِ ثورٌ وبقرة كانا في سِبْطَينِ من بني إِسرائيل، فعُقِر كَحْل وعُقِرت به عَرارِ فوقعت حرب بينهما حتى تَفانَوْا، فضُربا مثلاً في التساوي.وتزوّجَ في عَرارة نِساءٍ أَي في نساءٍ يَلِدْن الذكور، وفي شَرِيَّةِ نساء يلدن الإِناث.والعَرَارةُ: الشدة؛ قال الأَخطل: إِن العَــــرارةَ والنُّبُــــوحَ لِــــدارِمٍ، والمُســـــْتَخِفُّ أَخُـــــوهمُ الأَثْقـــــالا وهذا البيت أَورده الجوهري للأَخطل وذكر عجزه: والعِــــزُّ عنــــد تكامُــــلِ الأَحْســـاب قال ابن بري: صدر البيت للأَخطل وعجزه للطرماح، فابن بيت الأَخطل كما أَوردناه أَولاً؛ وبيت الطرماح: إِن العـــــــرارة والنبــــــوح لِطَيِّءٍ، والعــــز عنــــد تكامــــل الأَحســـاب وقبله: يـــا أَيهـــا الرجــل المفــاخر طيئاً، أَعْزَبْـــــت لُبَّــــك أَيَّمــــا إِعْــــزاب وفي حديث طاووس: إذا اسْتَعَرَّ عليكم شيءٌ من الغَنم أَي نَدَّ واسْتَعْصَى، من العَرارة وهي الشدة وسوء الخلق، والعَرَارةُ: الرِّفْعة والسُودَدُ. ورجل عُراعِرٌ: شريف؛ قال مهلهل: خَلَـــعَ المُلــوكَ، وســارَ تحــت لِــوائِه شــــجرُ العُـــرا، وعُراعِـــرُ الأَقْـــوامِ شجر العرا: الذي يبقى على الجدب، وقيل: هم سُوقة الناس. والعُراعِرُ هنا: اسم للجمع، وقيل: هو للجنس، ويروى عَراعِر، بالفتح، جمع عُراعِر، وعَراعِرُ القوم: ساداتُهم، مأْخوذ من عُرْعُرة الجبل، والعُراعِرُ: السيد، والجمع عَراعِرُ، بالفتح؛ قال الكميت: مــــا أَنْــــتَ مِـــنْ شـــَجَر العُـــرا، عنــــــد الأُمـــــورِ، ولا العَراعِـــــرْ وعُرْعُرة الجبل: غلظه ومعظمه وأَعلاه. وفي الحديث: كتب يحيى بن يعمر إِلى الحجاج: إِنا نزلنا بعُرْعُرةِ الجبل والعدوُّ بحَضِيضِه؛ فعُرْعَرتُه رأْسه، وحَضِيضُه أَسفلُه. وفي حديث عمر بن عبد العزيز أَنه قال:أَجْمِلوا في الطَلب فلو أَن رِزْقَ أَحدِكم في عُرْعُرةِ جبلٍ أَو حَضِيض أَرض لأَتاه قبل أَن يموت. وعُرْعُرةُ كل شيءٍ، بالضم: رأْسُه وأَعلاه.وعَرْعَرةُ الإِنسان: جلدةُ رأْسِه. وعُرْعرةُ السنامِ: رأْسُه وأَعلاه وغارِبُه، وكذلك عُرْعُرةُ الأَنف وعُرْعُرةُ الثورِ كذلك؛ والعراعِرُ: أَطراف الأَسْمِنة في قول الكميت: سَلَفي نِزار، إِذْ تحوّ_لت المَناسمُ كالعَراعرْ وعَرْعَرَ عينَه: فقأَها، وقيل: اقتلعها؛ عن اللحياني. وعَرْعَرَ صِمامَ القارورة عَرْعرةً: استخرجه وحرّكه وفرّقه. قال ابن الأَعرابي:عَرْعَرْت القارورةَ إذا نزعت منها سِدادَها، ويقال إذا سَدَدْتها، وسِدادُها عُرعُرُها، وعَرَعَرَتُها وِكاؤها. وفي التهذيب: غَرْغَرَ رأْسَ القارورة، بالغين المعجمة، والعَرْعَرةُ التحريك والزَّعْزعةُ، وقال يعني قارروةً صفْراء من الطيب: وصــَفْراء فــي وَكْرَيْــن عَرْعَــرْتُ رأْسـَها، لأُبْلِــي إذا فــارَقْتُ فــي صــاحبِي عُـذْرا ويقال للجارية العَذْراء: عَرَّاء. والعَرْعَر: شجرٌ يقال له الساسَم، ويقال له الشِّيزَى، ويقال: هو شجر يُعْمل به القَطِران، ويقال: هو شجر عظيم جَبَليّ لا يزال أَخضرَ تسميه الفُرْسُ السَّرْوُ. وقال أَبو حنيفة:للعَرْعَر ثمرٌ أَمثال النبق يبدو أَخضر ثم يَبْيَضُّ ثم يَسْوَدُّ حتى يكون كالحُمَم ويحلُو فيؤكل، واحدته عَرْعَرةٌ، وبه سمي الرجل. والعَرَارُ:بَهارُ البَرِّ، وهو نبت طيب الريح؛ قال ابن بري: وهو النرجس البَرِّي؛ قال الصمّة بن عبدالله القشيري: أَقــــولُ لصــــاحِبي والعِيـــسُ تَخْـــدِي بنــــا بَيْــــنَ المُنِيفـــة فالضـــِّمَارِ تمَتَّـــعْ مِـــن شـــَمِيمِ عَـــرَارِ نَجْـــدٍ، فمـــا بَعْـــدَ العَشـــِيَّة مِـــن عَـــرارِ أَلا يــــا حَبّــــذا نَفَحــــاتُ نَجْــــدٍ، ورَيّــــا رَوْضــــه بعــــد القِطَــــار، شــــهورٌ يَنْقَضــــِينَ، ومــــا شـــَعَرْنا بأَنْصــــــافٍ لَهُنَّــــــ، ولا ســــــَرَار واحدته عَرارة؛ قال الأَعشى: بَيْضاء غُدْوَتها، وصَفْ_راء العَشِيّة كالعَراره معناه أَن المرأَة الناصعةَ البياض الرقيقةَ البشرة تَبْيَضّ بالغداة ببياض الشمس، وتَصْفَرّ بالعشيّ باصفرارها. والعَرَارةُ: الحَنْوةُ التي يَتَيَمّن بها الفُرْسُ؛ قال أَبو منصور: وأَرى أَن فرَس كَلْحَبةَ اليَرْبوعي سميت عَرَارة بها، واسم كلحبة هُبَيرة بن عبد مناف؛ وهو القائل في فرسه عرارة هذه: تُســـائِلُني بنـــو جُشـــَمَ بـــنِ بكْــرٍ: أَغَـــــرّاءُ العَـــــرارةُ أَمْ يَهِيمُـــــ؟ كُمَيـــــتٌ غيــــرُ مُحْلفــــةٍ، ولكــــن كلَـــوْنِ الصـــِّرْفِ، عُـــلَّ بـــه الأَدِيــمُ ومعنى قوله: تسائلني بنو جشم بن بكر أَي على جهة الاستخبار وعندهم منها أَخبار، وذلك أَن بني جشم أَغارت على بَلِيٍّ وأَخذوا أَموالهم، وكان الكَلْحَبةُ نازلاً عندهم فقاتَلَ هو وابنُه حتى رَدُّوا أَموال بَلِيٍّ عليهم وقُتِلَ ابنُه، وقوله: كميت غير محلفة، الكميت المحلف هو الأَحَمُّ والأَحْوى وهما يتشابهان في اللون حتى يَشُكّ فيهما البَصِيران، فيحلف أَحدُهما أَنه كُمَيْتٌ أَحَمُّ، ويحلف الآخرُ أَنه كُمَيت أَحْوَى، فيقول الكلحبة: فرسِي ليست من هذين اللونين ولكنها كلون الصِّرْف، وهو صبغ أَحمر تصبغ به الجلود؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاده أَغَرّاءُ العَرادةُ، بالدال، وهو اسم فرسه، وقد ذكرت في فصل عرد، وأَنشد البيت أَيضاً، وهذا هو الصحيح؛ وقيل: العَرَارةُ الجَرادةُ، وبها سميت الفرس؛ قال بشر: عَــــرارةُ هَبْــــوة فيهــــا اصـــْفِرارُ ويقال: هو في عَرارة خيرٍ أَي في أَصل خير. والعَرَارةُ: سوءُ الخلق.ويقال: رَكِبَ عُرْعُرَه إذا ساءَ خُلُقه، كما يقال: رَكِبَ رَأْسَه؛ وقال أَبو عمرو في قول الشاعر يذكر امرأَة: ورَكِبَــــــتْ صــــــَوْمَها وعُرْعُرَهــــــا أَي ساء خُلُقها، وقال غيره: معناه ركبت القَذِرَ من أَفْعالها. وأَراد بعُرْعُرها عُرَّتَها، وكذلك الصوم عُرَّةُ النعام. ونخلة مِعْرارٌ أَي محْشافٌ. الفراء: عَرَرْت بك حاجتي أَي أَنْزَلْتها. والعَرِيرُ في الحديث: الغَرِيبُ؛ وقول الكميت: وبَلْـــدة لا يَنـــالُ الـــذئْبُ أَفْرُخَهــا، ولا وَحَـــى الوِلْـــدةِ الــدَّاعِين عَرْعــارِ أَي ليس بها ذئب لبُعْدِها عن الناس. وعِرَار: اسم رجل، وهو عِرَار بن عمرو بن شاس الأَسدي؛ قال فيه أَبوه: وإِنَّ عِـــرَاراً إِن يكـــن غيـــرَ واضــحٍ، فــإِني أُحِــبُّ الجَـوْنَ ذا المَنكِـب العَمَـمْ وعُرَاعِر وعَرْعَرٌ والعَرَارةُ، كلها: مواضع؛ قال امرؤ القيس: ســَمَا لَــكَ شــَوْقٌ بعــدما كـان أَقْصـرَا، وحَلَّـــت ســـُلَيْمى بَطْــنَ ظَبْــيٍ فعَرْعَــرَا ويروى: بطن قَوٍّ؛ يخاطب نفسه يقول: سما شوقُك أَي ارتفع وذهب بك كلَّ مذهب لِبُعْدِ مَن تُحِبُّه بعدما كان أَقصر عنك الشوق لقُرْب المُحِبّ ودُنوِّه؛ وقال النابغة: زيـــدُ بـــن زيـــد حاضـــِرٌ بعُراعِــرٍ، وعلـــى كُنَيْـــب مالِـــكُ بـــن حِمَـــار ومنه مِلْحٌ عُراعِرِيّ. وعَرْعارِ: لُعْبة للصبيان، صِبْيانِ الأَعراب، بني على الكسرة وهو معدول من عَرْعَرَة مثل قَرْقارٍ من قَرْقَرة. والعَرْعَرة أَيضاً: لُعْبةٌ للصبيان؛ قال النابعة: يَــــدْعُو ولِيــــدُهُم بهــــا عَرْعــــارِ لأَن الصبي إذا لم يجد أَحداً رفَع صوتَه فقال: عَرْعارِ، فإِذا سَمِعُوه خرجوا إِليه فلَعِبوا تلك اللُّعْبَةَ. قال ابن سيده: وهذا عند سيبويه من بنات الأَربع، وهو عندي نادر، لأَن فَعالِ إِنما عدلت عن افْعل في الثلاثي ومَكّنَ غيرُه عَرْعار في الاسمية. قالوا: سمعت عَرْعارَ الصبيان أَي اختلاطَ أَصواتهم، وأَدخل أَبو عبيدة عليه الأَلف واللام فقال: العَرْعارُ لُعْبةٌ للصبيان؛ وقال كراع: عَرْعارُ لعبة للصبيان فأَعْرَبه، أَجراه مُجْرَى زينب وسُعاد.
المعجم: لسان العرب

ثلث

المعنى: الثَّلاثة: مِن العدد، في عدد المذكر، معروف، والمؤَنث ثلاث.وثَلَثَ الاثنينِ يَثْلِثُهما ثَلْثاً: صار لهما ثالثاً. وفي التهذيب: ثَلَثْتُ القومَ أَثْلِثُهم إذا كنتَ ثالِثَهم. وكَمَّلْتَهم ثلاثةً بنفسك، وكذلك إِلى العشرة، إِلاَّ أَنك تفتح أَرْبَعُهم وأَسْبَعُهم وأَتْسَعُهم فيها جميعاً، لمكان العين، وتقول: كانوا تسعة وعشرين فثَلَثْتُهم أَي صِرْتُ بهم تمامَ ثلاثين، وكانوا تسعة وثلاثين فربَعْتُهم، مثل لفظ الثلاثة والأَربعة، كذلك إِلى المائة. وأَثْلَثَ القومُ: صاروا ثلاثة؛ وكانوا ثلاثة فأَرْبَعُوا؛ كذلك إِلى العشرة. ابن السكيت: يقال هو ثالث ثلاثة، مضاف إِلى العشرة، ولا ينوّن، فإِن اختلفا، فإِن شئت نوَّنت، وإِن شئت أَضفت، قلت: هو رابعُ ثلاثةٍ، ورابعٌ ثلاثةً، كما تقول: ضاربُ زيدٍ، وضاربٌ زيداً، لأَن معناه الوقوع أَي كَمَّلَهم بنفسه أَربعة؛ وإِذا اتفقا فالإِضافة لا غير لأَنه في مذهب الأَسماء، لأَنك لم ترِد معنى الفعل، وإِنما أَردت: هو أَحد الثلاثة وبعضُ الثلاثة، وهذا ما لا يكون إِلا مضافاً، وتقول: هذا ثالثُ اثنين، وثالثٌ اثنين، بمعنى هذا ثَلَّثَ اثنين أَي صَيَّرهما ثلاثة بنفسه؛ وكذلك هو ثالثُ عَشَر، وثالثَ عَشَرَ، بالرفع والنصب إِلى تسعة عشر، فمن رفع، قال: أَردتُ ثالثٌ ثلاثة عَشر؛ فحذفتُ الثلاثة، وتركتُ ثالثاً على إِعرابه؛ ومن نصب قال: أَردت ثالثٌ ثلاثةَ عَشَر، فلما أَسقطتُ منها الثلاثة أَلزمت إِعرابها الأَوّل ليُعْلَم أَن ههنا شيئاً محذوفاً. وتقول: هذا الحادي عَشَرَ، والثاني عَشَرَ، إِلى العشرين مفتوح كله، لِما ذكرناه. وفي المؤَنث: هذه الحاديةَ عَشْرَة، وكذلك إِلى العشرين، تدخل الهاء فيهما جميعاً، وأَهل الحجاز يقولون: أَتَوْني ثلاثَتَهم وأَرْبَعَتَهم إِلى العشرة، فينصبون على كل حال، وكذلك المؤنث أَتَيْنَني ثلاثَهنَّ وأَرْبَعَهنَّ؛ وغيرُهم يُعْربه بالحركات الثلاث، يجعله مثلَ كُلّهم، فإِذا جاوزتَ العشرةَ لم يكن إِلا النصبَ، تقول: أَتوني أَحَدَ عَشرَهُم، وتسعةَ عشرَهُم، وللنساء أَتَيْنَني إِحدى عَشْرَتَهنَّ، وثمانيَ عَشْرَتَهنَّ. قال ابن بري، رحمه الله: قول الجوهري آنفاً: هذا ثالثُ اثْنين، وثالثٌ اثنين، ويالمعنى هذا ثَلَّثَ اثنين أَي صَيَّرهما ثلاثةً بنفسه؛ وقوله أَيضاً: هذا ثالثُ عَشَر وثالثَ عَشَر، بضم الثاء وفتحها، إِلى تسعة عشر وَهَمٌ، والصواب: ثالثُ اثنينِ، بالرفع، وكذلك قوله: ثَلَّثَ اثْنين وَهَمٌ، وصوابه: ثَلَثَ، بتخفيف اللام، وكذلك قوله: هو ثالثُ عَشَر، بضم الثاء، وَهَمٌ لا يُجيزه البصريون إِلاَّ بالفتح، لأَنه مركب؛ وأَهل الكوفة يُجيزونه، وهو عند البصريين غلط، قال ابن سيده وأَما قول الشاعر: يَفْـــــديكِ يـــــا زُرْعَـــــ، أَبـــــي وخــــالي، قـــــد مَـــــرَّ يومـــــانِ، وهـــــذا الثــــالي وأَنـــــــــتِ بـــــــــالهِجْرانِ لا تُبـــــــــالي فإِنه أَراد الثالث، فأَبدل الياء من الثاء. وأَثْلَثَ القومُ: صاروا ثلاثة، عن ثعلب. وفي الحديث: دِيةُ شِبْهِ العَمْد أَثلاثاً؛ أَي ثلاثٌ وثلاثون حقةً، وثلاثٌ وثلاثون جذعةً، وأربعٌ وثلاثون ثَنِيَّةً.وفي الحديث: قل هو ا لله أَحد، والذي نفسي بيده، إِنها لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن؛ جعلها تَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن، لأَن القرآن العزيز لا يَتَجاوز ثلاثةَ أَقسام، وهي: الإِرْشاد إِلى معرفة ذات ا لله، عز وجل، وتقديسه أَو معرفة صفاته وأَسمائه، أَو معرفة أَفعاله، وسُنَّته في عباده، ولما اشتملت سورة الإِخلاص على أَحد هذه الأَقسام الثلاثة، وهو التقديس، وازَنَها سيدُنا رسولُ ا لله، صلى ا لله عليه وسلم، بثُلُثِ القرآن، لأَن مُنْتَهى التقديس أَن يكون واحداً في ثلاثة أُمور، لا يكون حاصلاً منه من هو من نوعه وشِبْهه، ودَلَّ عليه قولُه: لم يلد؛ ولا يكون هو حاصلاً ممن هو نظيره وشبهه، ودلَّ عليه قوله: ولم يولد؛ ولا يكون في درجته وإِن لم يكن أَصلاً له ولا فرعاً مَن هو مثله، ودل عليه قوله: ولم يكن له كفواً أَحد.ويجمع جميع ذلك قوله: قل هو ا لله أَحد؛ وجُمْلَتُه تفصيلُ قولك: لا إِله إِلا الله؛ فهذه أَسرار القرآن، ولا تَتناهَى أَمثالُها فيه، فلا رَطْب ولا يابس إِلا في كتاب مبين.وقولهم: فلان لا يَثْني ولا يَثْلِثُ أَي هو رجل كبير، فإِذا أَراد النُّهوضَ لم يقدر في مرَّة، ولا مرتين، ولا في ثلاث.والثلاثون من العدد: ليس على تضعيف الثلاثة، ولكن على تضعيف العشرة، ولذلك إذا سميت رجلاً ثلاثين، لم تقل ثُلَيِّثُون، ثُلَيْثُونَ؛ عَلَّل ذلك سيبويه. وقالوا: كانوا تسعة وعشرين فثَلَثْتُهم أَثْلِثُهم أَي صِرْتُ لهم مَقام الثلاثين. وأَثْلَثوا: صاروا ثلاثين، كل ذلك على لفظ الثلاثة، وكذلك جميعُ العُقود إِلى المائة، تصريفُ فعلها كتصريف الآحاد.والثَّلاثاء: من الأَيام؛ كان حَقُّه الثالث، ولكنَّه صيغ له هذا البناء ليَتَفَرَّد به، كما فُعِلَ ذلك بالدَّبَرانِ. وحكي عن ثعلب: مَضَت الثَّلاثاءُ بما فيها فأَنَّث. وكان أَبو الجرّاح يقول: مَضَت الثلاثاءُ بما فيهن، يُخْرِجُها مُخْرَج العدد، والجمع ثَلاثاواتُ وأَثالِثُ؛ حكى الأَخيرَة المُطَرِّزِيُّ، عن ثعلب. وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: لا تكن ثَلاثاوِيّاً أَي ممن يصوم الثَّلاثاءَ وحده. التهذيب: والثَّلاثاء لمَّا جُعِلَ اسماً، جُعلت الهاء التي كانت في العدد مَدَّة فرقاً بين الحالين، وكذلك الأَرْبِعاء من الأَرْبعة؛ فهذه الأَسماء جُعلت بالمدّ توكيداً للاسم، كما قالوا: حَسَنةٌ وحَسْناء، وقَصَبة وقَصْباء، حيث أَلْزَمُوا النعتَ إِلزام الاسم، وكذلك الشَّجْراء والطَّرْفاء، والواحدُ من كل ذلك بوزن فعلة.وقول الشاعر، أَنشده ابن الأَعرابي؛ قال ابن بري: وهو لعبد ا لله بن الزبير يهجو طَيِّئاً: فــــإِنْ تَثْلِثُــــوا نَرْبَعْــــ، وإِن يَــــكُ خامِســـٌ، يكـــــنْ سادِســـــٌ، حــــتى يُبِيرَكــــم القَتْــــلُ أَراد بقوله: تَثْلِثُوا أَي تَقْتُلوا ثالثاً؛ وبعده: وإِن تَســـــْبَعُوا نَثْمِنْـــــ، وإِن يَـــــكُ تاســــِعٌ، يكــــنْ عاشــــرٌ، حـــتى يكـــونَ لنـــا الفَضـــْلُ يقول: إِن صرْتم ثلاثة صِرْنا أَربعة، وإِن صِرْتم أَربعةً صِرْنا خمسة، فلا نَبْرَحُ نَزيد عليكم أَبداً. ويقال: فلانٌ ثالثُ ثلاثةٍ، مضاف.وفي التنزيل العزيز: لقد كفر الذين قالوا إِن ا لله ثالثُ ثلاثةٍ. قال الفراء: لا يكون إِلا مضافاً، ولا يجوز ثلاثةٍ. قال الفراء: لا يكون إِلا مضافاً، ولا يجوز التنوين في ثالث، فتنصب الثلاثةَ؛ وكذلك قوله: ثانيَ اثْنَين، لا يكون إِلا مضافاً، لأَنه في مذهب الاسم، كأَنك قلت واحد من اثنين، وواحد من ثلاثة، أَلا ترى أَنه لا يكون ثانياً لنفسه، ولا ثالثاً لنفسه؟ ولو قلت: أَنت ثالثُ اثنين، جاز أَن يقال ثالثٌ اثنين، بالإِضافة والتنوين ونَصْب الاثنين؛ وكذلك لو قلت: أَنت رابعُ ثلاثةٍ، ورابعٌ ثلاثةً، جاز ذلك لأَنه فِعْلٌ واقع. وقال الفراء. كانوا اثنين فثَلَثْتُهما، قال: وهذا مما كان النحويون يَخْتارونه. وكانوا أَحد عشر فثَنَيْتُهم، ومعي عشرةٌ فأَحِّدْهُنَّ لِيَهْ، واثْنِيهِنَّ، واثْلِثْهُنَّ؛ هذا فيما بين اثني عشر إِلى العشرين. ابن السكيت: تقول هو ثالثُ ثلاثةٍ، وهي ثالثةُ ثلاثٍ، فإِذا كان فيه مذكر، قلت: هي ثالثُ ثلاثةٍ، فيَغْلِبُ المذكرُ المؤَنثَ. وتقول: هو ثالثُ ثلاثةَ عَشَرَ؛ يعني هو أَحدهم، وقي المؤَنث: هو ثالثُ ثلاثَ عَشْرَة لا غير، الرفع في الأَوّل. وأَرضٌ مُثَلَّثة: لها ثلاثةُ أَطرافٍ؛ فمنها المُثَلَّثُ الحادُّ، ومنها المُثَلَّثُ القائم. وشيء مُثَلَّثٌ: موضوع على ثلاثِ طاقاتٍ. ومَثْلُوثٌ: مَفْتُولٌ على ثلاثِ قُوىً؛ وكذلك في جميع ما بين الثلاثة إِلى العشرة، إِلا الثمانية والعشرة.الجوهري: شيء مُثَلَّث أَي ذو أَركان ثلاثة. الليث: المُثَلَّثُ ما كان من الأَشياء على ثلاثةِ أَثْناءِ.والمَثْلُوثُ من الحبال: ما فُتِلَ على ثلاثِ قُوىً، وكذلك ما يُنْسَجُ أَو يُضْفَر.وإِذا أَرْسَلْتَ الخيلَ في الرِّهان، فالأَوّل: السابقُ، والثاني: المُصَلِّي، ثم بعد ذلك: ثِلْثٌ، ورِبْعٌ، وخِمْسٌ. ابن سيده: وثَلَّثَ الفرسُ: جاء بعد المُصَّلِّي، ثم رَبَّعَ، ثم خَمَّسَ. وقال علي بن أَبي طالب، عليه السلام: سَبَقَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، وثَنَّى أَبو بكر، وثَلَّثَ عمرُ، وخَبَطَتْنا فتنةٌ مما شاء الله. قال أَبو عبيد: ولم أَسمع في سوابق الخيل ممن يُوثَقُ بعلمه اسماً لشيء منها، إِلاَّ الثانيَ والعاشِرَ، فإِن الثانيَ اسمه المُصَلِّي، والعاشرَ السُّكَيْتُ، وما سوى ذَيْنِكَ إِنما يقال: الثالثُ والرابعُ وكذلك إِلى التاسع. وقال ابن الأَنباري: أَسماءُ السُّبَّقِ من الخيل: المُجَلِّي، والمُصَلِّي، والمُسَلِّي، والتالي، والحَظِيُّ، والمُؤمِّلُ، والمُرْتاحُ، والعاطِفُ، واللَّطِيمُ، والسُّكَيْتُ؛ قال أَبو منصور: ولم أَحفظها عن ثقة، وقد ذكرها ابن الأَنباري، ولم ينسبها إِلى أَحد؛ قال: فلا أَدري أَحَفِظَها لِثِقةٍ أَم لا؟ والتَّثْلِيثُ: أَنْ تَسْقِيَ الزَّرْعَ سَقْيةً أُخْرى، بعد الثُّنْيا.والثِّلاثيُّ: منسوب إِلى الثَّلاثة على غير قياس. التهذيب: الثُّلاثيُّ يُنْسَبُ إِلى ثلاثة أَشياء، أَو كان طُولُه ثلاثةَ أَذْرُع: ثوبٌ ثُلاثيٌّ ورُباعِيٌّ، وكذلك الغلام، يقال: غلام خُماسِيٌّ، ولا يقال سُداسِيٌّ، لأَنه إذا تَمَّتْ له خَمْسٌ، صار رجلاً. والحروفُ الثُّلاثيَّة: التي اجتمع فيها ثلاثة أَحرف.وناقة ثَلُوثٌ: يَبِسَتْ ثلاثةٌ من أَخْلافها، وذلك أَن تُكْوَى بنار حتى ينقطع خِلْفُها ويكون وَسْماً لها، هذه عن ابن الأَعرابي.ويقال: رماه اللهُ بثالِثةِ الأَثافي، وهي الداهيةُ العظيمة، والأَمْرُ العظيم، وأَصلُها أَن الرجل إذا وَجَدَ أُثْفِيَّتَيْن لقِدْرهِ، ولم يجد الثالثةَ، جعل رُكْنَ الجبل ثالثةَ الأُثْفِيَّتَيْن. وثالثةُ الأَثافي: الحَيْدُ النادِرُ من الجبل، يُجْمَعُ إِليه صَخْرتان، ثم يُنْصَبُ عليها القِدْرُ.والثَّلُوثُ من النُّوق: التي تَمْلأُ ثلاثةَ أَقداح إذا حُلِبَتْ، ولا يكون أَكثر من ذلك، عن ابن الأَعرابي؛ يعني لا يكون المَلْءُ أَكثَر من ثلاثة. ويقال للناقة التي صُرِمَ خِلْفٌ من أَخْلافها، وتَحْلُب من ثلاثة أَخْلافٍ: ثَلُوثٌ أَيضاً؛ وأَنشد الهُذَلي: أَلا قُـولا لعَبدِ الجَهْل: إِنَّ ال_صَّحِيحةَ لا تُحالِبها الثَّلُوثُ وقال ابن الأَعرابي: الصحيحة التي لها أَربعة أَخْلاف؛ والثَّلُوث: التي لها ثَلاثةُ أَخْلاف. وقال ابن السكيت: ناقة ثَلُوثُ إذا أَصاب أَحد أَخْلافها شيءٌ فيَبِسَ، وأَنشد بيت الهذلي أَيضاً.والمُثَلَّثُ من الشراب: الذي طُبِخَ حتى ذهب ثُلُثاه؛ وكذلك أَيضاً ثَلَّثَ بناقته إذا صَرَّ منها ثلاثةَ أَخْلاف؛ فإِن صَرَّ خِلْفين، قيل: شَطَّرَ بها؛ فإِن صَرَّ خِلْفاً واحداً، قيل: خَلَّفَ بها؛ فإِن صَرَّ أَخلافَها جَمَعَ، قيل: أَجْمَعَ بناقته وأَكْمَش. التهذيب: الناقة إذا يَبِسَ ثلاثةُ أَخلافٍ منها، فهي ثَلُوثٌ. وناقةٌ مُثَلَّثَة: لها ثلاثة أَخْلافٍ؛ قال الشاعر: فتَقْنَــــــعُ بــــــالقليل، تَــــــراه غُنْمـــــاً، وتَكْفيـــــــــكَ المُثَلَّثَـــــــــةُ الرَّغُـــــــــوثُ ومَزادة مَثْلُوثة: من ثلاثة آدِمةٍ؛ الجوهري: المَثْلُوثة مَزادة تكون من ثلاثة جلود. ابن الأَعرابي: إذا مَلأَتِ الناقةُ ثلاثةً آنيةٍ، فهي ثَلُوثٌ.وجاؤُوا ثُلاثَ ثُلاثَ، ومَثْلَثَ مَثْلَثَ أَي ثَلاثةً ثلاثةً.والثُّلاثةُ، بالضم: الثَّلاثة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: فمــــــا حَلَبَــــــتْ إِلاّ الثُّلاثـــــةَ والثُّنَىـــــ، ولا قُيِّلَـــــــــتْ إِلاَّ قَريبــــــــاً مَقالُهــــــــا هكذا أَنشده بضم الثاء: الثُّلاثة، وفسره بأَنه ثَلاثةُ آنيةٍ، وكذلك رواه قُيِّلَتْ، بضم القاف، ولم يفسره؛ وقال ثعلب: إِنما هو قَيَّلَتْ، بفتحها، وفسره بأَنها التي تُقَيِّلُ الناسَ أَي تَسْقيهم لبنَ القَيل، وهو شُرْبُ النهار فالمفعول، على هذا محذوف.وقال الزجاج في قوله تعالى: فانْكِحُوا ما طابَ لكم من النساء مَثْنى وثُلاثَ ورُباعَ؛ معناه: اثنين اثنين، وثَلاثاً ثَلاثاً، إِلا أَنه لم ينصرف لجهتين، وذلك أَنه اجتمع علتان: إِحداهما أَنه معدول عن اثنين اثنين، وثَلاثٍ ثَلاثٍ، والثانية أَنه عُدِلَ عن تأْنيثٍ.الجوهري: وثُلاثُ ومَثْلَثُ غير مصروف للعدل والصفة، لأَنه عُدِلَ من ثلاثةٍ إِلى ثُلاثَ ومَثْلَث، وهو صفة، لأَنك تقول: مررت بقوم مَثْنَى وثُلاثَ. قال تعالى: أُولي أَجْنِحةٍ مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ؛ فوُصِفَ به؛ وهذا قول سيبويه. وقال غيره: إِنما لم يَنْصرِفْ لتَكَرُّر العَدْل فيه في اللفظ والمعنى، لأَنه عُدِلَ عن لفظ اثنين إِلى لفظ مَثْنى وثُناء، عن معنى اثنين إِلى معنى اثنين اثنين، إذا قلت جاءت الخيلُ مَثْنَى؛ فالمعنى اثنين اثنين أَي جاؤُوا مُزدَوجِين؛ وكذلك جميعُ معدولِ العددِ، فإِن صَغَّرته صَرَفْته فقلت: أَحَيِّدٌ وثُنَيٌّ وثُلَيِّثٌ ورُبَيِّعٌ، لأَنه مثلُ حَمَيِّرٍ، فخرج إِلى مثال ما ينصرف، وليس كذلك أَحمد وأَحْسَن، لأَنه لا يخرج بالتصغير عن وزن الفعل، لأَنهم قد قالوا في التعجب: ما أُمَيْلِحَ زيداً، وما أُحَيْسِنَهُ وفي الحديث: لكن اشْرَبُوا مَثْنَى وثُلاثَ، وسَمُّوا الله تعالى. يقال: فَعَلْتُ الشيء مَثْنَى وثُلاثَ ورُباعَ، غير مصروفات، إذا فعلته مرتين مرتين، وثلاثاً ثلاثاً، وأَربعاً أَربعاً. والمُثَلِّثُ: الساعي بأَخيه. وفي حديث كعب أَنه قال لعمر: أَنْبِئْني ما المُثَلِّثُ؟ فقال: وما المُثَلِّثُ؟ لا أَبا لكَ، فقال: شَرُّ الناسِ المُثَلِّثُ؛ يعني الساعي بأَخيه إِلى السلطان يُهْلِك ثلاثةً: نفسَه، وأَخاه، وإِمامه بالسعي فيه إِليه. وفي حديث أَبي هريرة؛ دعاه عمرُ إِلى العمل بعد أَن كان عَزَلَه، فقال: إِني أَخاف ثلاثاً واثنتين. قال: أَفلا تقول خمساً؟ قال: أَخاف أَن أَقولَ بغير حُكم، وأَقْضِيَ بغير عِلْم، وأَخافُ أَن يُضْربَ ظَهْري، وأَن يُشْتَمِ عِرْضي، وأَن يُؤْخَذَ مالي، الثَّلاثُ والاثنتان؛ هذه الخلال التي ذكرها، إِنما لم يقل خمساً، لأَن الخَلَّتين الأَوَّلَتَين من الحقِّ عليه، فخاف أَن يُضِيعَه، والخِلالُ الثلاثُ من الحَقِّ له، فَخاف أَن يُظْلَم، فلذلك فَرَّقَها.وثِلْثُ الناقةِ: وَلدُها الثالثُ، وأَطْرَده ثعلب في وَلَد كل أُنثى.وقد أَثْلَثَتْ، فهي مُثْلِثٌ، ولا يقال: ناقةٌ ثِلْث.والثُّلُثُ والثَّلِيثُ من الأَجزاء: معروف، يَطَّرِدُ ذلك، عند بعضهم، في هذه الكسور، وجمعُهما أَثلاثٌ. الأَصمعي: الثَّلِيثُ بمعنى الثُّلُثِ، ولم يَعْرِفْه أَبو زيد؛ وأَنشد شمر: تُــــوفي الثَّلِيثَــــ، إذا ماكــــانَ فـــي رَجَبٍـــ، والحَـــــيُّ فـــــي خــــائِرٍ منهــــا، وإِيقَــــاعِ قال: ومَثْلَثَ مَثْلَثَ، ومَوْحَدَ مَوْحَدَ، ومَثْنَى مَثْنى، مِثْلُ ثُلاثَ ثُلاثَ. الجوهري: الثُّلُثُ سهم من ثَلاثةٍ، فإِذا فتحت الثاء زادت ياء، فقلت: ثَلِيث مثلُ ثَمِين وسَبيع وسَدِيسٍ وخَمِيسٍ ونَصِيفٍ؛ وأَنكر أَبو زيد منها خَمِيساً وثَلِيثاً. وثَلَثَهم يَثْلُثهم ثَلْثاً: أَخَذَ ثُلُثَ أَموالِهم، وكذلك جميعٌ الكسور إِلى العَشْرِ.والمَثْلُوثُ: ما أُخِذَ ثُلُثه؛ وكلُّ مَثْلُوثٍ مَنْهُوك؛ وقيل: المَثْلُوثُ ما أُخِذَ ثُلُثه، والمَنْهوكُ ما أُخِذَ ثُلُثاه، وهو رَأْيُ العَروضِيِّين في الرجز والمنسرح. والمَثْلُوثُ من الشعر: الذي ذهب جُزْآنِ من ستة أَجزائه.والمِثْلاثُ من الثُّلُثِ: كالمِرْباع من الرُّبُع.وأَثْلَثَ الكَرْمُ: فَضَلَ ثُلُثُه، وأُكِلَ ثُلُثاه. وثَلَّثَ البُسْرُ: أَرْطَبَ ثُلُثه. وإِناءٌ ثَلْثانُ: بَلَغ الكيلُ ثُلُثَه، وكذلك هو في الشراب وغيره. والثَّلِثانُ: شجرة عِنبِ الثَّعْلب.الفراء: كِساءٌ مَثْلُوثُ مَنْسُوجٌ من صُوف وَوَبَرٍ وشَعَرٍ؛ وأَنشد: مَدْرَعَــــــــــةٌ كِســــــــــاؤُها مَثْلُــــــــــوثُ ويقال لوَضِين البَعير: ذو ثُلاثٍ؛ قال: وقــــد ضــــُمِّرَتْ، حــــتى انْطَــــوَى ذو ثَلاثِهـــا، إِلـــــى أَبْهَــــرَيْ دَرْمــــاءِ شــــَعْبِ السَّناســــِنِ ويقال ذو ثُلاثها: بَطْنُها والجِلدتانِ العُلْيا والجِلدة التي تُقْشَر بعد السَّلْخ.الجوهري: والثِّلْثُ، بالكسر، من قولهم: هو يَسْقِي نَخْله الثِّلْثَ؛ ولا يُستعمل الثِّلْثُ إِلاَّ في هذا الموضع؛ وليس في الوِرْدِ ثِلْثٌ لأَن أَقصَرَ الوِرْدِ الرِّفْهُ، وهو أَن تَشْربَ الإِبلُ كلَّ يوم؛ ثم الغِبُّ، وهو أَن تَرِدَ يوماً وتَدعَ يوماً؛ فإِذا ارْتَفَعَ من الغِبّ فالظِّمْءُ الرِّبْعُ ثم الخِمْسُ، وكذلك إِلى العِشْر؛ قاله الأَصمعي.وتَثْلِيثُ: اسم موضع؛ وقيل: تَثْلِيثُ وادٍ عظيمٌ مشهور؛ قال الأَعشى: كخَذُولٍ تَرْعَى التَّواصِفَ، مِن تَثْ_لِيثَ، قَفْراً خَلا لَها الأَسْلاقُ
المعجم: لسان العرب

ولي

المعنى: في أسماء الله تعالى: الولي هوالناصر، وقيل: المتولي لأمور العالم والخلائق القائم بها، ومن أسمائه عز وجل: الوالي: وهو المالك الأشياء جميعها المتصرف فيها. قال ابن الأثير: وكأن الولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل، وما لم يجتمع ذلك فيها لم ينطق عليه اسم الوالي. ابن سيده: ولي الشيء وولي عليه ولاية وولاية، وقيل: الولاية الخطة كالإمارة، والولاية المصدر. ابن السكيت: الولاية، بالكسر، السلطان، والولاية والولاية النصرة. يقال: هم علي ولاية أي مجتمعون في النصرة. وقال سيبويه: الولاية، بالفتح، المصدر والولاية، بالكسر، الاسم مثل الإمارة والنقابة، لأنه اسم لما توليته وقمت به فإذا أرادوا المصدر فتحوا. قال ابن بري: وقرئ مالكم من ولايتهم من شيء بالفتح والكسر، وهي يمعنى النصرة، قال ابن الحسن: الكسر لغة وليست بذلك. التهذيب: قوله تعالى: والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء، قال الفراء: يريد ما لكم من مواريثهم من شيء، قال: فكسر الواو ههنا من ولايتهم أعجب إلي من فتحها لأنها إنما تفتح أكثر ذلك إذا أريد بها النصرة، قال: وكان الكسائي يفتحها ويذهب إلى النصرة، قال الأزهري: ولا أظنه علم التفسير، قال الفراء: ويختارون في وليته ولاية الكسر، قال: وسمعناها بالفتح وبالكسر في الولاية في معنييهما جميعا، وأنشد: دعيهــــم فهــــم ألـــب علـــي ولايـــة وحفرهمــــــو إن يعلمــــــوا ذاك دائب. وقال أبو العباس نحوا مما قال الفراء. وقال الزجاج: يقرأ ولايتهم وولايتهم، بفتح الواو وكسرها، فمن فتح جعلها من النصرة والنسب، قال: والولاية التي بمنزلة الإمارة مكسورة ليفصل بين المعنيين، وقد يجوز كسر الولاية لأن في تولي بعض القوم بعضا جنسا من الصناعة والعمل، ولك ما كان من جنس الصناعة نحو القصارة والخياطة فهي مكسورة. قال: والولاية على الإيمان واجبة، المؤمنون بعضهم أولياء بعض ولي بين الولاية ووال بين الولاية. والولي: ولي اليتيم الذي أمره ويقوم بكفايته. وولي المرأة: الذي يلي عقد النكاح عليها ولا يدعها تستبد بعقد النكاح دونه. وفي الحديث: أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها فتكاحها باطل، وفي رواية: وليها أي متولي أمرها. وفي الحديث: أسألك غناي وغنى مولاي. وفي الحديث: من أسلم على يده رجل فهو مولاه أي يرثه كما يرث من أعتقه. وفي الحديث: أنه سئل عن رجل مشرك يسلم على يد رجل من المسلمين، فقال: هو أولى الناس بمحياه ومماته أي أحق به من غيره، قال ابن الأثير: ذهب قوم إلى العمل بهذا الحديث، واشترط آخرون أن يضيف إلى الإسلام على يده المعاقدة والموالاة، وذهب أكثر الفقهاء إلى خلاف ذلك وجعلوا هذا الحديث بمعنى البر والصلة ورعي الذمام، ومنهم من ضعف الحديث.وفي الحديث: ألحقوا المال بالقرائض فما أبقت السهام فلأولى ذكر أي أدنى واقرب في النسب إلى الموروث. ويقال: فلان أولى بهذا الأمر من فلان أي أحق به. وهما الأوليان الأحقان. قال الله تعالى: من الذين استحق عليهم الأوليان، قرأ بها علي، عليه السلام، وبها قرأ أبو عمرو ونافع وكثير، وقال الفراء: من قرأ الأوليان أراد وليي الموروث، وقال الزجاج: الأوليان، في قول أكثر البصريين، يرتفعان على البدل مما في يقومان، المعنى: فليقم الأوليان بالميت مقام هذين الجائيين، ومن قرأ الأولين، رده على الذين، وكأن المعنى من الذين استحق عليهم أيضا الأولين، قال:وهي القراءة ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما، وبها قرأ الكوفيون واحتجوا بأن قال ابن عباس أرأيت إن كان الأوليان صغيرين. وفلان أولى بكذا أي أحرى به وأجدر. يقال: هو الأولى وهم الأوالي والأولون على مثال الأعلى والأعالي والأعلون. وتقول في المرأة: هي الوليا وهما الولييان وهن الولى، وإن شئت الولييات، مثل الكبرى والكبريان والكبر والكبريات، وقوله عز وجل: وإني خفت الموالي من ورائي، قال الفراء: الموالي ورثة الرجل وبنو عمه، قال: والولي والمولى واحد في كلام العرب. قال أبو منصور: ومن هذا قول سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها، ورواه بعضهم: بغير إذن وليها، لأنهما بمعنى واحد. وروى ابن سلام عن يونس قال: المولى له مواضع في كلام العرب: منها المولى في الدين وهو الولي وذلك قوله تعالى: ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم، أي لا ولي لهم، ومنه قول سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه أي من كنت وليه، وغفار موالي الله ورسوله أي أولياء الله، قال: والمولى العصبة، ومن ذلك قوله تعالى: وإني خفت الموالي من ورائي، وقال اللهبي يخاطب بني أمية: مهلا بنــــي عمنــــا مهـــال موالينـــا إمشـــوا رويــدا كمــا كنتــم تكونونــا قال: والمولى الحليف، وهومن انضم إليك فعز بعزك وامتنع بمنعتك، قال عامر الخصيفي من بني خصفة: هــــم المــــولى وإن جنفــــوا عليـــن وإنـــــا مـــــن لقـــــائهم لـــــزور قال أبو عبيدة: يعني الموالي أي بني العم، وهو كقوله تعالى: ثم يخرجكم طفلاز والمولى: المعتق انتسب بنسبك،ولهذا قيل للمعتقين الموالي، قال: وقال أبوالهيثم المولى على ستة اوجه: المولى ابن العم والعم والأخ والابن والعصبات كلهم، والمولى الناصر، والمولى الوالي الذي يلي عليك أمرك، قال: ورجل ولاء وقوم ولاء في معنى ولي وأولياء لأن الولاء مصدر، والمولى مولى الموالاة وهو النعمة وهو المعتق أنعم على عبده بعتقه، والمولى المعتق لأنه ينزل منزلة ابن العم يجب عليك أن تنصره وترثه إن مات ولا وارث له، فهذه ستة أوجه. وقال الفراء في قوله تعالى: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين، قال: هؤلاء خزاعة كانوا عاقدوا النبي، صلى الله عليه وسلم، أن لا يقاتلوه ولا يخرجوه، فأمر النبي، صلى الله عليه وسلم، بالبر والوفاء إلى مدة أجلهم، ثم قال: إنما ينهاكم الله عن الدين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم أن تولوهم، أي تنصروهم، يعني اهل مكة، قال أبو منصور: جعل التوليههنا بمعنى النصر من الولي، والمولى وهوالناصر.وروي أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: من تولاني فليتول عليا، معناه من نصرني فيلنصره. وقال الفراء في قوله تعالى: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض، أي توليتم أمور الناس، والخطاب لقريش، قال الزجاج: وقرئ إن توليتم، أي وليكم بنو هاشم. ويقال: تولاك الله أي وليك الله، ويكون بمعنى نصرك الله. وقوله، صلى الله عليه وسلم: اللهم وال من والاه أي أحبب من أحبه وانصر من نصره. والموالاة على وجوه، قال ابن الأعرابي: الموالاة أن يتشاجر اثنان فيدخل ثالث بينهما للصلح ويكون له في أحدهما هوى فيواليه أو يحابيه، ووالى فلان فلانا إذا أحبه، قال الأزهري: وللمولاة معنى ثالث، سمعت العرب تقول والوا حواشي نعمكم عن جلتها أي اعزلوا صغارها عن كبارها، وقد واليناها فتوالت إذا تميزت، وأنشد بعضهم: وكنـــا خليطـــى فــي الجمــال فأصــبحت جمـــالي تـــوالى ولهـــا مــن جمالكــا توالى أي تميز منها، ومن هذا قول الأعشى: ولكنهـــــا كــــانت نــــوى أجنبيــــة تــــوالي ربعــــي الســــقاب فأصـــبحا وربعي السقاب: الذي نتج في أول الربيع، وتواليه، أن يفصل عن أمه فيشتد ولهه إليها إذا فقدها، ثم يستمر على الموالاة ويصحب أي ينقاد ويصبر بعدما كان اشتد عليه من مفارقته إياها. وفي نوادر الأعراب: تواليت مالي وامتزت مالي وازدلت مالي بمعنى واحد، جعلت هذه الأحرف واقعة. قال: والظاهر منها اللزوم. ابن الأعرابي قال: ابن العم مولى وابن الأخت مولى والجار والشريك والحليف، وقال الجعدي: مــــوالي حلــــف لا مــــوالي قرابــــة ولكــــن قطينــــا يســـألون الأتاويـــا يقول: هم حلفاء لا أبناء عم، وقول الفرزدق: فلــو كــان عبــد اللــه مــولى هجــوته ولكـــن عبـــد اللـــه مـــولى مواليــا لأن عبد الله بن أبي إسحق مولى الحضرميين، وهم حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف، والحليف عند العرب مولى، وإنما قال مواليا فنصب لأنه رده إلى أصله للضرورة، وإنما لم ينون لأنه جعله بمنزلة غير المعتل الذي لا ينصرف، قال ابن بري: وعطف قوله ولكن قطينا على المعنى، كأنه قال ليسوا موالي قرابة ولكن قطينا، وقبله: فلا تنتهــــي أضــــغان قـــومي بينهـــم وســــوآتهم حــــتى يصـــيروا مواليـــا وفي حديث الزكاة: مولى القوم منهم. قال ابن الأثير: الظاهر من المذاهب والمشهور أن موالي بني هاشم والمطلب لا يحرم عليهم أخذ الزكاة لانتفاء السبب الذي به حرم على بني هاشم والمطلب، وفي مذهب الشافعية على وجه أنه يحرم على الموالي أخذها لهذا الحديث ونفي التحرين أنه إنما قال هذا القول تنزيها لهم، وبعثا على التشبه بسادتهم والاستنان بسنتهم في اجتناب مال الصدقة التي هي أوساخ الناس، وقد تكرر ذكر المولى في الحديث، قال: وهو اسم يقع على جماعة كثيرة فهو: الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والناصر والمحب والتابع والجار وابن العم والحليف والعقيد والصهر والعبد والمعتق والمنعم عليه، قال: وأكثرها قد جاءت في الحديث فيضاف كل واحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيها، وكل من ولي أمرا أو قام به فهو مولاه ووليه، قال: وقد تختلف مصادر هذه الأسماء، فالولاية بالفتح في النسب والنصرة والعتق، والولاية بالكسر في الإمارة، والولاء في المعتق، والموالاة من والى القوم، قال ابن الأثير: وقوله، صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، يحمل على أكثر الأسماء المذكورة. وقال الشافعي: يعني بذلك ولاء الإسلام كقوله تعالى: ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم، قال: وقول عمر لعلي، رضي الله تعالى عنهما: أصبحت مولى كل مؤمن أي ولي كل مؤمن، وقيل: سبب ذلك أن أسامة قال لعلي، رضي الله عنه: لست مولاي، إنما مولاي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال، صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، وكل من ولي أمر واحد فهو وليه، والنسبة إلى المولى مولوي، وإلى الولي من المطر ولوي، كما قالوا علوي لأنهم كرهوا الجمع بين أربع ياءات، فحذفوا الياء الأولى وقلبوا الثانية واوا. ويقال: بينهما ولاء، بالفتح، أي قرابة. والولاء: ولاء المعتق. وفي الحديث: نهى عن بيع الولاء وعن هبته، يعني ولاء العتق، وهو إذا مات المعتق ورثه معتقه أو ورثة معتقه، كانت العرب تبيعه وتهبه، فنهى عنه لأن الولاء كالنسب فلا يزول بالإزالة، ومنه الحديث: الولاء للكبر أي للأعلى فالأعلى من ورثة المعتق. والولاء: الموالون، يقال: هم ولاء فلان. وفي الحديث: من تولى قوما بغير إذن مواليه أي اتخذهم أولياء له، قال: ظاهره يوهم أنه شرط وليس شرطا لأنه لا يجوز له إذا أذنوا أن يوابي غيرهم. وإنما هو بمعنى التوكيد لتحريمه والتنبيه على بطلانه والإرشاد إلى السبب فيه، لأنه إذا استأذن أولياءه في موالاة غيرهم منعوه فيمتنع، والمعنى إن سولت له نفسه ذلك فليستأذنهم فإنهم يمنعونه، وأما قول لب: فغــــدت كلا الفرجيــــن تحســــب أنـــه مــــولى المخافـــة خلفهـــا وأمامهـــا فيريد أنه أولى موضع أن تكون فيه الحرب، وقوله: فغدت تم الكلام، كأنه قال: فغدت هذه البقرة، وقطع الكلام ثم ابتدأ كأنه قال تحسب أن كلا الفرجين مولى المخافة. وقد أوليته الأمر ووليته إياه. وولته الخمسون ذنبها، عن ابن الأعرابي، أي جعلت ذنبها يليه، وولاها ذنبا كذلك. وتولى الشيء: لزمه.والولية: البرذعة، والجمع الولايا، وإنما تسمى بذلك إذا كانت على ظهر البعير لأنها حينئذ تليه، وقيل: الولية التي تحت البرذعة، وقيل: كل ما ولي الظهر من كساء أو غيره فهو ولية، وقال ابن الأعرابي في قول النمر بن تولب: عــــن ذات أوليــــة أســــاود ريهــــا وكـــأنه لـــون الملـــح فــوق شــفارها قال: الأوليه جمع الولية وهي البرذعة، شبه ما عليها من الشحم وتراكمه بالولاي، وهي البراذع،وقال الأزهري: قال الأصمعي نحوه، قال ابن السكيت: وقد قال بعضهم في قولهم عن ذات اولية يريد أنها أكلت وليا بعد ولي من المطر أي رعت ما نبت عنها فسمنت. قال أبو منصور: والولايا إذا جعلتها جمع الولية، وهي البرذعة التي تكون تحت الرحل، فهي أعرف وأكثر، ومنه قوله: كالبلايــــا رؤوســــها فــــي الولايـــا مانحــــات الســــموم حــــر الخــــدود قال الجوهري: وقوله: كالبلايــــا رؤوســــها فــــي الولايـــا يعني الناقة التي كانت تعكس على قبر صاحبها، ثم تطرح الولية على رأسها إلى أن تموت، وجمعها ولي أيضا، قال كثير: بعيســــاء فــــي دأياتهـــا ودفوفهـــا وحاركهـــــا تحــــت الــــولي نهــــود وفي الحديث: أنه نهى أن يجلس الرجل على الولايا، هي البراذع، قيل: نهى عنها لأنها إذا بسطت وافترشت تعلق بها الشوق والتراب وغير ذلك مما يضر الدواب، ولأن الجالس عليها ربما أصابه من وسخها ونتنها ودم عقرها. وفي حديث ابن الزبير: رضي الله عنهما: أنه بات بقفر فلما قام ليرحل وجد رجلا طوله شبران عظيم اللحية على الولية فنفضها فوقع.والولي: الصديق والنصير. ابن الأعرابي: الولي التابع المحب، وقال ابن العباس في قوله، صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه أي من أحبني وتولاني فليتوله.والموالاة: ضد المعاداة، والولي: ضد العدو، ويقال منه تولاهز وقوله عز وجل: فتكون للشيطان وليا، قال ثعلب: كل من عبد شيئا من دون الله فقد اتخذه وليا. وقوله عز وجل: الله ولي الذين آمنوا، قال أبو إسحق: الله وليهم في حجاجهم وهدايتهم وإقامة البرهان لهم لأنه يزيدهم بإيمانهم هداية، كما قال عز وجل: والذين اهتدوا زادهم هدى، ووليهم أيضا في نصرهم على عدوهم وإظهار دينهم على دين مخالفيهم، وقيل: وليهم أي يتولى ثوابهم ومجازاتهم بحسن اعمالهم. والولاء: الملك. والمولى: المالك والعبد، والأنثى بالهاء. وفيه مولوية إذا شبيها بالموالي. وهو يتمولى علينا أي يتشبه بالموالي، وما كنت بمولى وقد تموليت، والاسم الولاء. والمولى: الصاحب والقريب كابن العم وشبهه. وقال ابن الأعرابي: المولى الجار والحليف والشريك وابن الأخت. والولي، المولى. وتولاه: اتخذه وليا، وإنه لبين الولاةوالولية والتولي والولاء والولاية والولاية. والولي: القريب والدنو، وأنشد أبو عبيد: وشـــط ولـــي النـــوى إن النــوى قــذف تياحــــة غربــــة بالــــدار أحيانـــا ويقال: تباعدنا بعد ولي، ويقال منه: وليه يليه، بالكسر فيهما، وهو شاذ، وأوليته الشيء فوليه، وكذلك ولي الوالي البلد، وولي الرجل البيع ولاية فيهما، وأوليته معروفا. ويقال في التعجب: ما أولاه للمعروف! وهو شاذ، قال ابن بري: شذوذه كونه رباعيا، والتعجب إنما يكون من الأفعال الثلاثية. وتقول: فلان ولي وولي عليه، كما تقول ساس وسيس عليه. وولاءه الأمير عمل كذا وولاه بيع الشيء وتولى العمل أي تقلد.وكل مما يليك أي مما يقاربتك، وقال ساعدة: هجــــرت غضــــوب وحـــب مـــن يتجنـــب وعــــدت عــــواد دون وليــــك تشــــعب ودار ولية: قريبة. وقوله عز وجل: أولى لك فأولى، معناه التوعد والتهدد أي الشر أقرب إليك، وقال ثعلب: معناه دنوت من الهلكة، وكذلك قوله تعالى: فأولى لهم، أي وليهم المكروه وهو اسم لدنوت أو قاربت، وقال الأصمعي: أولى لك قاربك ما تكره أي نزل بك يا أبا جهل ما تكره، وأنشد الأصمعي: فعـــــادى بيــــن هــــاديتين منهــــا وأولــــــى أن يزيـــــد علـــــى الثلاث أي قارب أن يزبد، قال ثعلب: ولم يقل أحد في أولى لك أحسن مما قال الأصمعي: وقال غيرهما: أولى يقولها الرجل لآخر يحسره على ما فاته، ويقول له: يا محروم أي شيء فاتك؟ وقال الجوهري: فــــأولى ثــــم أولــــى ثـــم أولـــى وهــــل للــــدر يحلــــب مـــن مـــرد؟ قال الأصمعي: معناه قاربه ما يهلكه أي نزل به، قال ابن بري: ومنه قول مقاس العائذي: أولـــى فــأولى بــامرئ القيــس بعــدما خصــــفن بآثــــار المطـــي الحـــوافرا وقال تبع: أولــــى لهـــم بعقـــاب يـــوم ســـرمد وقالت الخنساء: هممـــــت بنفســـــي كـــــل الهمــــوم فـــــأولى لنفســـــي أولـــــى لهــــا قال أبوالعباس قوله: فـــــأولى لنفســـــي أولـــــى لهــــا يقول الرجل إذا حاول شيئا فأفلته من بعد ما كاد يصيبه: أولى له، فإذا أفلت من عظيم قال: أولى لي، ويروى عن ابن الحنيفة أنه كان يقول: إذا مات ميت في جواره أو في داره أولى لي كدت والله أن أكون السواد المخترم، شبه كاد بعسى فأدخل في خبرها أن، قال: وأنشدت برجل يقتنص فإذا أفلته الصيد قال أولى لك، فكثرت تيك منه فقال: فلــو كــان أولــى يطعــم القــوم صــدق ولكـــــن أولـــــة يـــــترك القــــوم أولى في البيت حكاية، وذلك أنه كان لا يحس يرمي، وأحب أن يمتدح عند أصحابه فقال أولى وضرب بيده على الأخرى وقال أولى، فحكى ذلك. وفي حديث أنس، رضي الله عنه: قام عبد الله بن حذافة، رضي الله عنه، فقال: من أبي؟ فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أبوك حذافة، سكت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أولى لكم والذي نفسي بيده أي قرب منكم ما تكرهون، وهي كلمة تلهف يقولها الرجل إذا أفلت من عظيمة،وقيل: هي كلمة تهدد ووعيد، معناه قاربه ما يهلكه. ابن سيده: قال: وهذا يدل على أنه اسم لا فعل، وقول أبي صخر الهذلي: أذم لـــك الأيـــام فيمـــا ولـــت لنــا ومــا لليــالي فــي الــذي بيننــا عـذر قال: أراه أراد فيما قربت إلينا من بين وتعذر قرب. والقوم علي ولاية واحدة وولاية إذا كانوا عليك بخير أو شر. وداره ولي داري أي قريبة منها. وأولى على اليتيم: اوصى. ووالى بين الأمر موالاة وولاء: تابع. وتوالى الشيء: تتابع. والموالاة: المتابعة. وافعل هذه الأشياء على الولاء أي متابعة. وتوالى عليه شهران أي تتابع. يقال والى فلان برمحه بين صدرين وعادى بينهما، وذلك إذا طعن واحدا ثم آخر من فوره، وكذلك الفارس يوالي بطعنتين متواليتين فارسين أي تتابع بينهما قتلا. ويقال: أصبته بثلاثة أسهم ولاء أي تباعا. وتوالت إلي كتب فلان أي تتابعت. وقد والاها الكاتب أي تابعها.واستولى على الأمرأي بلغ الغاية. ويقال: استبق الفارسان على فرسيهما إلى غاية تسابقا إليها فاستولى أحدهما على الغاية إذا سبق الآخر، ومنه قول الذبياني: ســبق الجــواد إذا اســتولى علـى الأمـد. واستيلاؤه على الأمد أن يغلب عليه بسبقه إليه، ومن هذا يقال: استولى فلان على مالي أي غلبني عليه، وكذلك استومى بمعنى استولى، وهما من الحروف التي عاقبت العرب فيها بين اللام والميم، ومنها قولهم لولا ولوما بمعنى هلا، قال الفراء: ومنه قوله تعالى: لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين: وقال عبيد: لوما على حجر ابن أم_م قطام تبكي لا علينا وقال الأصمعي: خالمته وخاللته إذا صادقته، وهو خلي وخلمي. ويقال: أوليت فلانا خيرا وأوليته شرا كقولك سمته خيرا وشرا. وأوليته معروفا إذا أسديت إليه معروفا. الأزهري في آخر باب اللام قال: وبقي حرف من كتاب الله عز وجل ملم يقع في موضعه فذكرته في آخر اللام، وهو قوله عز وجل: فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا أو إن تلووا، قرأها عاصم وأبو عمرو بن العلاء وإن تلووا، بواواين من لوى الحاكم بقضيته إذا دافع بها، واما قراءة من قرأ وإن تلوا، بواو واحدة، ففيه وجهان: أحدهما أن أصله تلووا، بواوين كما قرأ عاصم وأبو عمرو، فأبدل من الواو المضمومة همزة فصارت تلؤوا بإسكان اللام، ثم طرحت الهمزة وطرحت حركتها على اللام فصارت تلوا، كما قيل في أدور أدؤر ثم طرحت الهمزة فقيل أدر، قال: والوجه الثاني أن يكون تلوا من الولاية لا من اللي، والمعنى إن يكون تلوا الشهادة فتقيموها، قال: وهذا كله صحيح من كلام حذاق النحويين.والولي: المطر يأتي بعد الوسمي، وحكى الكراع فيه التخفيف، وجمع الولي أوليه. وفي حديث مطرف الباهلي: تسقيه الأوليه، هي جمع ولي المطر. ووليت الأرض وليا: سقيت الولي، وسمي وليا لأنه يلي الوسمي أي يقرب منه ويجيء بعده، وكذلك الولي، بالتسكين، على فعل وفعيل، قال الأصمعي: الولي على مثال الرمي المطر الذي يأتي بعد المطر، وإذا أردت الاسم فو الولي، وهو مثل النعي والنعي المصدر، قال ذو الرمة: لنـــي وليـــة تمـــرع جنـــابي فــإنني لمـــا نلــت مــن وســمي نعمــاك شــاكر لني أمر من الولي أي أمطرني ولية منك أي معروفا بعد معروف. قال ابن بري: ذكر الفراء الولى المطر بالقصر، واتبعه ابن ولاد، ورد عليهما علي بن حمزة وقال: هو الولي، بالتشديد لا غير وقولهم: قد أولاني معروفا، قال أبو بكر: معناه قد ألصق بي معروفا يليني، من قولهم: جلست مما يلي زيدا أي يلاصقه ويدانيه. ويقال: أولاني ملكني المعروف وجعله منسوبا إلي وليا علي، من قولك هو ولي المرأة أي صاحب أمرها والحاكم عليها، قال: ويجوز أن يكون معناه عضدني بالمعروف ونصرني وقواني، من قولك بنو فلان ولاء على بني فلان أي هم يعينونهم. ويقال: أولاني أي أنعم علي من الآلاء، وهي النعم، والواحد ألى وإلى، قال: والأصل في إلى ولى، فأبدلوا من الواو المكسورة همزة، كما قالوا امرأة وناة وأناة، قال الأعشى.....ولا يخون إلى.....وكذلك أحد ووحد. المحكم: فأما ما أنشده ابن الأعرابي من قول الشاعر: .........الركيكـــــــــــــــــــــــا فإنه عداه إلى مفعولين لأنه في معنى سقي، وسقي متعدية إلى مفعولين، فكذلك هذا الذي في معناها، وقد يكون الركيك مصدرا لأنه ضرب من الولي فكأنه ولي وليا، كقولك: قعد القرفصاء، وأحسن من ذلك أن ولي في معنى أرك عليه أو رك، فيكون قوله ركيكا مصدرا لهذا الفعل المقدر، أو اسما موضوعا موضع المصدر. واستولى على الشيء إذا صار في يده.وولى الشيء وتولى: أدبر. وولى عنه: أعرض عنه أو نأى، وقوله: إذا مـــا امـــرؤ ولـــى علـــي بـــوده وأدبــــر لــــم يصـــدر بإدبـــاره ودي فإنه أراد ولى عني، ووجه تعديته ولى بعلى أنه لما كان إذا ولى عنه بوده تغير عليه، جعل ولى بمعنى تغير فعداه بعلى، وجاز أن يستعمل هنا على لأنه أمر عليه لا له، وقول الأعشى: إذا حاجـــــة ولتـــــك لا تســـــتطيعها فخـــذ طرفــا مــن غيرهــا حيــن تســبق فإنه أراد ولت عنك، فحذف وأوصل، وقد يكون وليت الشيء ووليت عنه بمعنى، التهذيب: تكون التولية إقبالا، ومنه قوله تعالى: فول وجهك شطر المسجد الحرام، أي وجه وجهك نحوه وتلقاءه، وكذلك قوله تعالى: ولكل وجهة هو موليها، قال الفراء: هو مستقبلها، والتولية في هذا الموضع إقبال، قال: والتولية تكون انصرافا، قال الله تعالى: يولوكم الأدبار، هي ههنا انصراف، وقال أبو معاذ النحوي: قد تكون التولية بمعنى التولي. يقال: وليت وتوليت بمعنى واحد، قال: وسمعت العرب تنشد بيت ذي الرمة: إذا حــــول الظــــل العشــــي رأيتـــه حنيفـــا وفـــي قـــرن الضـــحى يتنصــر أراد إذا تحول الظل بالعشي، قال: وقوله هو موليها أي متوليها أي متبعها وراضيها. وتوليت فلانا أي اتبعته ورضيت به. وقوله تعالى: سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها، يعني قول اليهود ما عدلهم عنها، يعني قبلة بيت المقدس. وقوله عز وجل: ولكل وجهة هو موليها، أي يستقبلها بوجهه، وقيل فيه قولان: قال بعض أهل اللغة وهو أكثرهم: هو لكل، والمعنى هو موليها وجهه أي كل أهل وجهة هم الذين ولوا وجوههم إلى تلك الجهة، وقد قرئ: هو مولاها، قال: وهو حسن، وقال قوم: هو موليها أي الله تعالى يولي أهل كل ملة القبلة التي تريد، قال: وكلا القولين جائز. ويقال للرطب إذا أخذ في الهيج: قد ولى وتولى، وتوليه شهبته. والتولية في البيع: أن تشتري سلعة بثمن معلوم ثم توليها رجلا آخر بذلك الثمن، وتكون التولية مصدرا، كقولك: وليت فلانا أمر كذا وكذا إذا قلدته ولايته. وتولى عنه: أعرض وولى هاربا أي أدبر. وفي الحديث: أنه سئل عن الإبل فقال أعنان الشياطين لا تقبل إلا مولية، ولا تدبر إلا مولية، ولا يأتي نفعها إلا من جانبها الأشأم أي أن من شأنها إذا أقبلت على صاحبها أن يتعقب إقبالها الإدبار، وإذا أدبرت أن يكون إدبارها ذهابا وفناء مستأصلا.وقد ولى الشيء وتولى إذا ذهب هاربا ومدبرا، وتولى عنه إذا أعرض، والتولي يكون بمعنى الإعراض ويكون بمعنى الاتباع، قال الله تعالى: وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم، أي إن تعرضوا عن الإسلام. وقوله تعالى: ومن يتولاهم منكم فإنه منهم، معناه من يتبعهم وينصرهم. وتوليت الأمر توليا إذا وليته، قال الله تعالى: والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم، أي ولي وزر الإفك وإشاعته. وقالوا: لو طلبت ولاء ضبة من تميم لشق عليك أي تميز هؤلاء من هؤلاء، وحكاه اللحياني فروى الطوسي ولاء، بالفتح، وروى ثابت، ولاء، بالكسر. ووالى غنمه: عزل بعضها من بعض وميزها، قال ذو الرمة: يـــوالي إذا اصـــطك الخصـــوم أمـــامه وجـــوه القضــايا مــن وجــوه المظــالم والولية: ما تخبؤه المرأة من زاد لضيف يحل، عن كراع، قال: والأصل لوية فقلب، والجمع ولايا، ثبت القلب في الجمع. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا يعطى من المغانم شيء حتى تقسم إلا لراع أو دليل غير موليه، قلت: ما موليه؟ قال محابيه أي غير معطيه شيئا لا يستحقه. وكل من أعطيته ابتداء من غير مكأفاة فقد أوليته. وفي حديث عمار: قال له عمر في شأن اليتيم كلا والله لنولينك ماتوليت أي نكل إليك ما قلت ونرد إليك ما وليته نفسم ورضيت لها به، والله أعلم.
المعجم: لسان العرب