المعجم العربي الجامع
طَاغُوتٌ
المعنى: جذ.: (طغو) | 1. "حَاكِمٌ طَاغُوتٌ": طَاغٍ، مُتَجَبِّرٌ، ظَالِمٌ. 2. "اِحْتَرِسْ مِنَ الطَّاغُوتِ": مِنَ الشَّيْطَانِ. {اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} (النحل: 36) (قرآن).
صيغة الجمع: طَوَاغِيتُ
المعجم: معجم الغني الطاغُوتُ
المعنى: الطّاغِيَةُ، الطّاغي المُعتَدي، الكَثيرُ الظُّلْمِ. السّاحِرُ. الشَّيطانُ. كُلُّ ما عُبِدَ من دونِ اللهِ * {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ}. [طغي]
صيغة الجمع: (ج) طَواغيتُ وطَواغٍ
المعجم: القاموس طغا
المعنى: ـ طَغا يَطْغُو طُغْواً وطُغْواناً، بِضَمِّهِما: كَطَغِي يَطَغْى. ـ والطَّغْوَى: الاسْمُ {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بطَغْواها} . ـ والطاغُوتُ: اللاَّتُ، والعُزَّى، والكاهِنُ، والشَّيْطانُ، وكلُّ رأسِ ضلالٍ، والأصْنامُ، وكلُّ ما عُبِدَ من دُونِ اللّهِ، ومَرَدَةُ أهْلِ الكتابِ، للواحِدِ والجمعِ، فَلَعُوتٌ من طَغَوْتُ ـ ج: طَواغِيتُ وطَواغٍ، أو الجِبتُ حُيَيُّ بنُ أخْطَبَ، ـ والطَّاغُوتُ: كَعْبُ بنُ الأشْرَفِ. ـ وأطْغاهُ: جَعَلَه طاغِياً. ـ والطَّغْوَةُ: المكانُ المُرْتَفِعُ.
المعجم: القاموس المحيط طغا
المعنى: (طَغَا) يَطْغَى بِفَتْحِ الْغَيْنِ فِيهِمَا وَيَطْغُو (طُغْيَانًا) وَ (طُغْوَانًا) أَيْ جَاوَزَ الْحَدَّ. وَكُلُّ مُجَاوِزٍ حَدَّهُ فِي الْعِصْيَانِ (طَاغٍ) وَ (طَغِيَ) بِالْكَسْرِ مِثْلُهُ. وَ (أَطْغَاهُ) الْمَالُ جَعَلَهُ (طَاغِيًا) . وَ (طَغَى) الْبَحْرُ هَاجَتْ أَمْوَاجُهُ. وَطَغَى السَّيْلُ جَاءَ بِمَاءٍ كَثِيرٍ وَ (الطَّغْوَى) بِالْفَتْحِ مِثْلُ (الطُّغْيَانِ) . وَ (الطَّاغِيَةُ) الصَّاعِقَةُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} [الحاقة: 5] يَعْنِي صَيْحَةَ الْعَذَابِ. وَ (الطَّاغُوتُ) الْكَاهِنُ، وَالشَّيْطَانُ، وَكُلُّ رَأْسٍ فِي الضَّلَالِ. يَكُونُ وَاحِدًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ} [النساء: 60] . وَيَكُونُ جَمْعًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ} [البقرة: 257] وَالْجَمْعُ (الطَّوَاغِيتُ) ."
المعجم: مختار الصحاح طوغ
المعنى: طوغ {الطّاغُوتُ، ووَزْنُه فِيمَا قيلَ: فَعَلُوت، نَحْو: جَيَرُوت، ومَلَكُوت، وَقيل: أصْلُه كَعُووتٌ، فلعُوتٌ، فقُلِبَ لامُ الفِعْلِ، نَحْوُ صاعِقَةٍ وصاقعَةٍ، ثمَّ قَلِبَتِ الواوُ ألِفاً، لتَحَرُّكها وانْفِتَاحِ مَا قَبْلَها، كَذَا فِي المُفْرَداتِ. وقالَ ابنُ سيدَه: وإنّمَا آثَرْتُ طوَغوتاً فِي التَّقْدِير على طَيغُوتٍ لأنَّ قَلْبَ الواوِ عنْ مَوْضِعَها أكْثَرُ منْ قَلْبِ الياءِ فِي كلامِهِم. واخْتُلِفَ فِي تَفْسيرِه: فقيلَ: هُوَ مَا عُبِدَ منْ دُونِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وكُلُّ رَأْسٍ فِي الضَّلالِ} طاغُوتٌ، وقيلَ: الأصْنامُ وقيلَ: الشَّيْطَانُ، وقيلَ: الكَهَنَةُ، وقيلَ: مَرَدَةُ أهْلِ الكِتَابِ، كَذَا فِي اللِّسانِ، وزادَ الرّاغِبُ: ويُرَادُ بهِ السّاحِرُ والماردُ منَ الجنِّ، والصّارِفُ عنْ طَرِيقِ الخَيْرِ. وقدْ يُجْمَعُ على! الطّواغِيتِ، وطَواغٍ، الأخِيرُ عَن اللِّحْيَانِيِّ وسيَأْتِي ذلكَ فِي المُعْتَلِ أيْضاً إنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى.
المعجم: تاج العروس طوغ
المعنى: الطاغوتُ: ما عُبِدَ من دون الله عز وجل، وكلُّ رأْسٍ في الضلالِ طاغوتٌ، وقيل: الطاغوتُ الأَصْنامُ، وقيل الشيطانُ، وقيل الكَهَنةُ، وقيل مَرَدةُ أَهل الكتاب. وقوله تعالى: يؤمنون بالجِبْتِ والطاغوتِ؛ قال أَبو الحسن: قيل الجِبْتُ والطاغوتُ ههنا حُيَيُّ بن أَخْطَبَ وكَعْبُ بن الأَشْرَف اليهوديّان لأَنهم إذا اتبعوا أَمَرهما فقد أَطاعُوهما من دون الله تعالى. وقوله تعالى: يريدون أَن يَتَحاكمُوا إِلى الطاغوت، أَي إلى الكُهّانِ والشيطانِ، يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، وزنه فَلَعُوت لأَنه من طَغَوْت؛ قال ابن سيده: وإِنما آثَرْتُ طَوَغُوتاً في التقدير على طَيَغُوتٍ لأَن قلب الواو عن موضعها أَكثر من قلب الياء في كلامهم نحو شجر شاكٍ ولاثٍ وهارٍ، وقد يكسَّر على طَواغِيتَ وطَواغٍ؛ الأَخيرة عن اللحياني.
المعجم: لسان العرب طغو
المعنى: طغو : (و (} طَغا! يَطْغُو) : تقدَّمَ مِراراً أنَّ ذكرَ الْآتِي ممَّا يُوهمُ أَنَّه من حدِّ رَمَى وليسَ كذلكَ، فَهُوَ مخالفٌ لاصْطِلاحِهِ السَّابِقِ. ( {طُغْواً) ، كَعُلْوٍ، (} وطُغْواناً، بضمِّهما) . قالَ الجوهريُّ: {الطُّغْوانُ والطّغْيانُ بمعْنًى. وقالَ الأَزْهريُّ:} الطُّغْوانُ لغَةٌ فِي الطّغْيانِ؛ {طَغَوْتُ وطَغَيْتُ. (كطَغِيَ يَطْغَى) ، أَي كرَضِيَ كَمَا هُوَ فِي النسخِ؛ وَلَو كانَ كسَعَى جازَ فإنَّها لُغاتٌ ثلاثٌ صحيحةٌ؛ (} والطَّغْوى الاسمُ) مِنْهُ؛ وَمِنْه قوُله، عزَّ وجلَّ: { (كذَّبَتْ ثَمُودُ {بطَغْواها) } تَنبيهاً أنَّهم لم يَصْدقُوا إِذا خُوِّفُوا بعُقوبَةِ طُغْيانِهم. وَفِي شرْحِ البُخَارِيّ بطَغْواها أَي مَعاصِيها. وَفِي التهْذِيبِ: أَي بطَغْياها، وهُما مَصْدرَانِ إلاَّ أنَّ} الطَّغْوَى أَشْكَلَ برؤُوس الْآي فاخْتِيرَ لذلكَ، أَلا تَراهُ قالَ: {وآخِرُ دَعْواهُم} والمَعْنى آخِرُ دُعائِهِم. وقالَ الزجَّاجُ: أَصْلُها طَغْياهَا، وفَعْلى إِذا كانتْ مِن ذواتِ الياءِ أُبْدِلَتْ فِي الاسْمِ واواً ليُفْصَل بينَ الاسْمِ والصِّفةِ، تقولُ: هِيَ التَّقْوَى، وإنَّما هِيَ مِن تَقَيْتُ، وبَقْوَى مِن بَقيت. (و) الجِبْتُ ( {والطَّاغُوتُ) : اخْتُلِفَ فِي تَفْسيرِهما فقيلَ: هما (اللاَّتُ والعُزَّى، و) قيلَ: الطاغُوتُ: (الكاهِنُ) والساحِرُ؛ عَن عِكْرِمَة وَبِه فُسِّر قوْلُه تَعَالَى: {يُريدُونَ أَن يَتَحاكَمُوا إِلَى} الطاغُوتِ وَقد أُمِرُوا أَن يَكْفُروا بِهِ} ، وكذلكَ الجِبْتُ أَيْضاً: نقلَهُ الزجَّاج. (و) قالَ أَبُو العالِيَة والشَّعْبي وعَطاءُ ومجاهدٌ: الجِبْتُ السِّحْرُ، والطَّاغُوتُ (الشَّيْطانُ) ؛ وَقد جاءَ ذلكَ عَن عُمَر بنِ الخطَّاب أَيْضاً، وَبِه فُسِّرتِ الآيَةُ المتقدِّمَّةُ أَيْضاً. وقالَ الرَّاغبُ: هُوَ المارِدُ مِن الجِنِّ. (و) قيلَ: (كلُّ رأْسٍ ضَلالٍ) {طاغُوتُ، نقلَهُ الجوهريُّ. (و) قالَ الأخْفش: الطاغُوتُ يكونُ مِن (الأصْنامِ) ، ويكونُ مِن الجِنِّ والإنْسِ. (و) قَالَ الزجَّاجُ: (كلَّ مَا عُبِدَ من دُونِ اللَّهِ) جِبْتٌ} وطاغُوتٌ. (و) قيلَ: (مَرَدَةُ أَهْلِ الكِتابِ) ، يكونُ (للواحِدِ والجَمْعِ) ويُذَكَّرُ ويؤنَّثُ؛ وشاهِدُ الجَمْع قولُه تَعَالَى: {وَالَّذين كَفَرُوا أَوْلياؤُهم {الطاغُوتُ يُخْرِجُونَهم} ؛ وشاهِدُ التَّأْنيثِ قوْلُه تَعَالَى: {الَّذين اجْتَنَبُوا} الطاغُوتَ أَن يَعْبُدوها} . قالَ ابنُ سِيدَه وَزْنُه (فَلَعُوتٌ) ، بفتْحِ الَّلامِ، لأنَّه (من {طَغَوتُ) ، قالَ: وإنَّما آثَرْتُ طَوغوتا فِي التَّقْديرِ على طَيَغُوت لأنَّ قَلْبَ الواوِ عَن موْضِعِها أكْثَر من قَلْبِ الياءِ فِي كَلامِهم نَحْو شَجَر شَاكٍ ولاثٍ وهارٍ؛ وقيلَ: وَزْنُه فَعَلُوت لَكِن قُدِّمَتِ اللامُ مَوْضِع العَيْن واللامِ وَاو محرَّكة مَفْتوح مَا قَبْلها فقُلِبَتْ ألفا فبَقِي فِي تَقْديرِ فَلَعُوت وَهُوَ مِن الطّغْيانِ، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيّ. والقَلْبُ للاخْتِصاصِ إِذْ لَا يُطْلَق على غيْرِ الشَّيْطان. وَفِي التَّهْذيب مَا يُوافِقُه فإنَّه قالَ: الطَّاغُوتُ تاؤُها زائِدَةٌ وَهِي مُشْتَقَّة من طَغَا، انتَهَى. وقالَ بعضٌ: إنَّ تاءَها عِوَضٌ عَن واوٍ وَزْنه فاعُول وَقبل على الزِّيادَةِ أنَّه فاعلوت وأَصْله طاغيوت. وَفِي الصِّحاح:} وطاغُوت وَإِن جاءَ على وَزْنِ لاهُوت فَهُوَ مَقْلوبٌ لأنَّه من {طَغا، ولاهُوت غَيْر مَقْلوبٍ لأنَّه مِن لاَهٍ بمنْزلةِ الرَّغَبُوتِ والرَّهَبُوتِ. (ج} طَواغِيتُ) ؛ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجوهريُّ؛ (! وطَواغٍ) ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه. (أَو الجِبْتُ: حُيَيٌّ بنُ أَخْطَبَ؛ {والَّطاغُوتُ: كَعْبُ بنُ الأَشْرَفِ) اليَهُودِيَّان. قالَ الزجَّاج: وَهُوَ غَيْرُ خارِجٍ عَن قوْلِ أهْلِ اللغةِ لأنَّهم إِذا اتَّبَعُوا أَمْرَهما فقد أَطَاعُوهُما من دونِ اللَّهِ. (} وأَطْغاهُ) المالُ: (جَعَلَه طاغِياً) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ. ( {والطَّغْوَةُ: المكانُ المُرْتَفِعُ) ؛ نقلَه الجوهريُّ. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: } الطَّاغُوتُ: الصارِفُ عَن طريقِ الخيْرِ؛ نقلَهُ الراغبُ. {والطَّواغِيتُ: بُيوتُ الأَصْنامِ؛ كَذَا} الطَّواغِي، نقلَهُ الحافِظُ فِي مقدّمَةِ الفَتْح.
المعجم: تاج العروس طَغَى
المعنى: ـَ طَغْياً، وطُغْياناً: جاوز الحدَّ المقبول. وـ الماءُ: فاض وتجاوز الحدَّ في الزيادة. وفي التنزيل العزيز: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ}. وـ البحرُ: هاجت أمواجه. ويقال: طغى الموجُ. وـ فلانٌ: غلا في العصيان. وـ تجبَّرَ وأسرف في الظلم. وفي التنزيل العزيز: {فَأَمَّا مَن طَغَى. وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا. فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى}. وـ به الدم: هاج وثار.؛(أطْغَاه): المالُ والسلطانُ: جعله طاغياً.؛(تَطَاغَى) الموجُ: هاج.؛(الطَّاغُوت): الطَّاغي المعتدي أو كثير الطغيان. وـ كل رأس في الضلال يصرف عن طريق الخير. وـ الشيطان. وـ الكاهن.؛وـ الساحر. وـ كل ما عبد من دون الله، من الجن والإنس والأصنام. وفي التنزيل العزيز: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ؛اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ}.. وـ بيت الصنم، (يستوي فيه الواحد وغيره، والمذكر والمؤنث). (ج) طواغيت، وطَوَاغٍ.؛(الطَّاغِيَة): العظيم الظلم الكثير الطغيان، والتاء للمبالغة. وـ الصاعقة. وفي التنزيل العزيز: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ}. وـ الطغيان، وبذلك تكون من المصادر التي وردت على وزن فاعلة. (ج) طواغٍ.؛(الطَّغْوى): الطغيان. وفي التنزيل العزيز: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا}.؛(الطُّغْيَان): تجاوز الحد في الظلم أو في الماء. وـ (في الجيولوجيا): انغمار الأرض بماء البحر لمسافات شاسعة تتراكب عليها رواسب البحر. (مج).؛(الطَّغْيَة): كل مكان مرتفع صعب المرتقى. وـ الصفاة الملساء.
المعجم: الوسيط طغي
المعنى: الأَزهري: الليث الطُّغْيانُ والطُّغْوانُ لغةٌ فيه، والطَّغْوَى بالفتح مثلُه، والفِعْل طَغَوْت وطَغَيْت، والاسم الطَّغْوَى. ابن سيده: طَغَى يَطْغى طَغْياً ويَطْغُو طُغْياناً جاوَزَ القَدْرَ وارتفع وغَلا في الكُفْرِ. وفي حديث وَهْبٍ: إِنَّ لِلْعِلْم طُغْياناً كطُغْيانِ المَالِ أَي يَحْمِل صاحِبَه على التَّرَخُّص بما اشْتَبَه منه إِلى ما لا يَحِلُّ له، ويَتَرَفَّع به على مَنْ دُونَه، ولا يُعْطي حَقَّه بالعَمَلِ به كما يَفْعَلُ رَبُّ المالِ. وكلُّ مجاوز حدَّه في العِصْيانِ طَاغٍ.ابنَ سيده: طَغَوْتُ أَطْغُو وأَطْغَى طُغُوّاً كَطَغَيْت، وطَغْوَى فَعْلى منهما. وقال الفراء منهما في قوله تعالى: كَذَّبَتْ ثَمودُ بطَغْواها، قال: أَراد بطُغْيانِها، وهما مصدَران إِلاَّ أَنَّ الطَّغْوَى أَشكل برُؤُوس الآيات فاخْتير لذلك أَلا تراه قال: وآخِرُ دَعْواهُم أَنِ الحَمْدُ للهِف معناهُ وآخِرُ دُعائِهِمْ. وقال الزَّجَّاج: أَصل طَغْواها طَغْياهَا، وفَعْلى إذا كانت من ذواتِ الياءِ أُبْدِلَتْ في الاسم واواً ليُفْصَل بين الاسم والصِّفَةِ، تقول هي التَّقْوَى، وإِنما هي من تَقَيْتُ، وهي البَقْوَى من بَقيت. وقالوا: امرأَةٌ خَزْيا لأَنه صِفَة. وفي التنزيل العزيز: ونَذَرُهُمْ في طُغْيانِهِم يَعْمَهُون.وطَغِيَ يَطْغَى مِثْلُه.وأَطّغاهُ المالُ أَي جَعَلَه طاغِياً. وقوله عز وجل: فأَمَّا ثَمُودُ فأُهْلِكُوا بالطَّغيةِ؛ قال الزجاجُ: الطَّاغِيَةُ طُغْيانُهُم اسم كالعاقِبَةِ والعافِيَة. وقال قَتادة: بَعَثَ اللهُ عليهم صيحةً، وقيل: أُهْلِكُوا بالطاغيةِ أَي بصيحة العذابِ، وقيل أُهْلِكوا بالطاغية أَي بطُغْيانهم. وقال أَبو بكر: الطغْيا البغي والكُفْرُ؛ وأَنشد: وإِنْ رَكِبــوا طَغْيـاهُمُ وضـلالَهُم فليـس عـذابُ اللـهِ عنهم بِلابِثِ وقال تعالى: ويَمُدُّهم في طُغْيانِهِم يَعْمَهُونَ.وطَغَى الماءُ والبحر: ارتَفَع وعلا على كلِّ شيءٍ فاخْتَرَقَه. وفي التنزيل العزيز: إِنَّا لَمَّا طَغَى الماءُ حَمَلْناكم في الجاريةِ. وطَغَى البحرُ: هاجَتْ أمواجُه. وطَغَى الدم: تَبَيَّغَ. وطَغَى السَّيْلُ إذا جاءَ بماءٍ كثيرٍ. وكلُّ شيءٍ جاوز القَدْرَ فقد طَغَى كما طَغَى الماءُ على قومِ نوحٍ، وكما طَغَتِ الصيحةُ على ثمودَ.وتقول: سمعتُ طَغْيَ فلانٍ أَي صَوْتَه، هُذَلِيَّة، وفي النوادِرِ: سمعتُ طَغْيَ القومِ وطَهْيَهم ووَغْيَهم أَي صَوْتَهم. وطَغَتِ البقرةُ تَطْغَى: صاحَتْ. ابن الأَعرابي: يقالُ للبقرة الخائرَةُ والطَّغْيَا، وقال المُفَضَّل: طُغْيَا، وفتَحَ الأَصْمَعِيُّ طاء طَغْيَا. وقال ابن الأَنْبارِي: قال أَبو العباس طَغْيَا، مقصورٌ غير مصروفة، وهي بقرةُ الوَحْشِ الصغيرةُ. ويحكى عن الأَصْمعي أَنه قال: طُغْيَا، فَضَمَّ. وطَغْيَا: اسمٌ لبَقَرةِ الوحشِ، وقيل للصَّغيرِ من بقرِ الوحشِ من ذلك جاء شاذّاً؛ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي عائذٍ الهُذَلي: وإِلاَّ النَّعـــــامَ وحَفَّـــــانَهُ وطَغْيَــا مــع اللَّهَـقِ الناشـِطِ قال الأَصمعي: طُغْيا بالضم، وقال ثعلب: طَغْيا بالفتح، وهو الصغيرُ من بقر الوحشِ؛ قال ابن بري: قول الأَصمعي هو الصحيح، وقول ثعلب غلط لأَن فَعْلى إذا كانت اسماً يجبُ قلب يائها واواً نحو شَرْوَى وتَقْوَى، وهما من شَرَيْتُ وتَقَيْت، فكذلك يجب في طَغْيا أَن يكون طَغْوَى، قال: ولا يلزم ذلك في قول الأَصمعي لأَن فُعْلى إذا كانت من الواو وَجَب قلب الواو فيها ياءً نحو الدنيا والعُلْيا، وهُما من دَنَوْتُ وعَلَوْت.والطاغِية: الصاعِقةُ.والطَّغْيةُ: المُسْتَصْعَبُ العالي من الجبل، وقيل: أَعْلى الجبل، قال ساعِدة بن جُؤيَّة: صـَبَّ اللَّهِيفُ لها السُّبُوبَ بطَغْيةٍ تُنبي العُقابَ، كما يُلَطُّ المِجْنَبُ قوله: تُنْبي أَي تَدْفَع لأَنه لا يَثْبُت عليها مَخالِبُها لمَلاسَتِها، وكلُّ مكانٍ مُرتَفع طَغْوةٌ، وقيل: الطَّغْيَةُ الصَّفاةُ المَلْساءُ؛ وقال أَبو زيد: الطَّغْيةُ من كلِّ شيء نُبْذَةٌ منه، وأَنشد بيتَ سَاعدةَ أَيضاً يصف مُشْتارَ العسل؛ قال ابن بري: واللَّهِيفُ المكروبُ، والسُّبُوبُ جمع سِبٍّ الحَبْل، والطَّغْيةُ الناحية من الجبلِ، ويُلَطُّ يُكَبُّ، والمِجْنَبُ التُّرْس أَي هذه الطَّغْية كأَنها تُرْسٌ مَكْبُوبٌ. وقال ابن الأَعرابي: قيل لابْنَةِ الخُسِّ ما مائةٌ من الخَيْل؟ قالت: طَغْيٌ عند مَنْ كانت ولا توجدُ؛ فإِما أَن تكون أَرادت الطُّغْيانَ أَي أَنها تُطْغي صاحبَها، وإِما أَن تكون عَنَتِ الكَثْرَةَ، ولم يُفَسِّره ابنُ الأَعْرابي.والطاغوتُ، يقعُ على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث: وزْنُه فَعَلُوتٌ إنما هو طَغَيُوتٌ، قُدِّمتِ الياءُ قبل الغَيْن، وهي مفتوحة وقبلها فَتْحَةٌ فَقُلِبَتْ أَلِفاً. وطاغُوتٌ، وإِن جاء على وزن لاهُوتٍ فهو مَقْلُوبٌ لأَنه من طَغَى، ولاهُوت غير مَقْلوبٍ لأَنه من لاه بمَنْزِلة الرَّغَبُوت والرَّهَبُوتِ، وأَصل وَزْن طاغُوتٍ طَغَيُوت على فَعَلُوتٍ، ثم قُدِّمَتِ الياءُ قبل الغينِ مُحافَظَة على بَقائِها فَصار طَيَغُوت، ووَزْنُه فَلَعُوت، ثم قُلِبت الياء أَلفاً لتَحَرُّكها وانفتاح ما قبلها فصار طاغُوت. وقوله تعالى: يُؤْمنُون بالجِبْتِ والطَّاغُوت؛ قال الليث: الطاغُوت تاؤها زائدةٌ وهي مُشْتَقَّةٌ من طَغَى، وقال أَبو إِسحق: كلُّ معبودٍ من دون الله عز وجلّ جِبْتٌ وطاغُوتٌ، وقيل: الجِبْتُ والطَّاغُوتُ الكَهَنَةُ والشَّياطينُ، وقيل في بعض التفسير: الجِبْتُ والطَّاغُوت حُيَيُّ بن أَخْطَبَ وكعبُ بنُ الأَشْرفِ اليَهودِيّانِ؛ قال الأَزهري: وهذا غيرُ خارج عَمَّا قال أَهل اللغة لأَنهم إذا اتَّبَعُوا أَمرَهما فقد أَطاعُوهما من دون الله. وقال الشَّعبيُّ وعطاءٌ ومجاهدٌ: الجِبْتُ السِّحرُ، والطاغوتُ: الشيطان: والكاهِنُ وكلُّ رأْسٍ في الضَّلال، قد يكون واحداً؛ قال تعالى: يُريدون أَن يَتحاكَمُوا إِلى الطاغوت وقد أُمِرُوا أَن يَكْفُروا به؛ وقد يكون جَمْعاً؛ قال تعالى: والذين كفَروا أَوْ لِياؤهم الطاغوتُ يُخْرِجُونهم؛ فَجَمَع؛ قال الليث: إِنما أَخبر عن الطاغُوت بجَمْعٍ لأَنه جنسٌ على حدّ قوله تعالى: أَو الطِّفْلِ الذينَ لم يَظْهَرُوا على عَوْراتِ النساء؛ وقال الكسائي: الطاغوتُ واحدٌ وجِماعٌ؛ وقال ابن السكيت: هو مثل الفُلْكِ يُذَكَّرُ ويؤنَّث؛ قال تعالى: والذين اجْتَنَبُوا الطاغوتَ أَن يَعْبُدوها؛ وقال الأَخفش: الطاغوتُ يكونُ للأَصْنامِ، والطاغوتُ يكون من الجِنِّ والإِنس، وقال شمر: الطاغوت يكون من الأَصنام ويكون من الشياطين؛ ابن الأَعرابي: الجِبْتُ رَئيس اليَهود والطاغوتُ رئيس النصارَى؛ وقال ابن عباس: الطاغوتُ كعبُ ابنُ الأَشْرفِ، والجِبْتُ حُيَيُّ بن أَخْطَبَ، وجمعُ الطاغوتِ طَواغِيتُ. وفي الحديث: لا تَحْلِفُوا بآبائكُمْ ولا بالطَّواغِي، وفي الآخر: ولا بالطَّواغِيتِ، فالطَّوَاغِي جمع طاغيَةٍ، وهي ما كانوا يَعْبُدونه من الأَصْنامِ وغَيْرِها؛ ومنه: هذه طَاغِيَةُ دَوْسٍ وخَثْعَمَ أَي صَنَمُهم ومَعْبودُهم، قال: ويجوز أَن يكون أَراد بالطَّواغِي من طَغَى في الكُفرِ وجاوَزَ الحَدَّ، وهم عُظَماؤهم وكُبَراؤهم، قال: وأَما الطَّواغِيتُ فجمع طاغوت وهو الشيطانُ أَو ما يُزَيّن لهم أَن يَعْبُدوا من الأَصْنامِ. ويقال: للصَّنَم: طاغوتٌ.والطاغِيةُ: مَلِكُ الرُّومِ. الليث: الطاغِيةُ الجَبَّارُ العَنيدُ. ابن شميل: الطاغِيةُ الأَحْمَقُ المسْتَكْبِرُ الظالِمُ. وقال شمر: الطَّاغِيَة الذي لا يُبالي ما أَتى يأْكلُ الناسَ ويَقْهَرُهم، لا يَثْنِيه تَحَرُّجٌ ولا فَرَقٌ.
المعجم: لسان العرب صرب
المعنى: الصَّرْبُ والصَّرَبُ: اللبن الحَقينُ الحامِض. وقيل: هو الذي قد حُقِنَ أَياماً في السقاءِ حتى اشتدَّ حَمَضُه، واحدته: صَرْبَةٌ وصَرَبَةٌ. يقال: جاءنا بِصَربة تَزْوي الوجه. وفي حديث ابن الزبير: فيأْتي بالصَّربة من اللبن؛ هو اللبن الحامض.وصَربه يَصْرُبُه صَرْباً، فهو مَصْروب وصَريب. وصَرَبه: حلب بعضَه على بعض وتركه يَحْمَضُ. وقيل: صَرَب اللبنَ والسمنَ في النِّحْي. الأَصمعي: إِذا حُقِن اللبن أَياماً في السقاءِ حتى اشتَدَّ حَمَضُه، فهو الصرْب والصرَب؛ وأَنشد: فالأَطْيَبـانِ بهـا الطُّرْثوثُ والصّرَب قال أَبو حاتم: غلط الأَصمعي في الصّرب أَنه اللبن الحامض؛ قال وقلت له: الصَّرب الصمْغ والصَّرب اللبن، فعرفه، وقال: كذلك. ويقال: صَرَب اللبنَ في السقاءِ.ابن الأَعرابي: الصِّرْبُ البيوت القليلة من ضَعْفَى الأَعراب. قال الأَزهري: والصِّرْم مثل الصِّرْب، قال: وهو بالميم أَعربويقال: كَرَصَ فلان في مِكْرَصه، وصَرَبَ في مِصْرَبه، وقَرَعَ في مِقْرَعه: كُلُّه السقاء يُحْقن فيه اللبن. وقدم أَعرابي على أَعرابية، وقد شَبِقَ لطول الغيبة، فراودها فأَقبلت تُطَيِّبُ وتُمتعه، فقال: فَقَدْتُ طَيِّباً في غير كُنْهه أَي في غير وجهه وموضعه، فقالت المرأَة: فقدْتَ صرْبة مستعجلاً بها؛ عنت بالصربة: الماء المجتمع في الظهر. وإِنما هو على المثل باللبن المجتمع في السقاءِ.والمِصْرَب: الإِناءُ الذي يُصرَب فيه اللبن أَي يُحْقَن، وجمعه المصارب. تقول: صَرَبْتُ اللبن في الوَطْب واصْطَرَبْتُه إذا جمعته فيه شيئاً بعد شيءٍ وتركْتَه ليَحْمَض.والصَّرْب: ما يُزَوَّدُ من اللبن في السقاءِ، حليباً كان أَو حازِراً.وقد اصْطَرَبَ صَرْبة، وصرَبَ بولَه يَصْرُبه ويَصْرِبه صرباً: حقنَه إذا طال حبسه؛ وخص بعضهم به الفحل من الإِبل، ومنه قيل للبَحِيرة: صَرْبى على فَعْلى، لأَنهم لا يَحْلُبونها إِلا للضيف، فيجتمع اللبن في ضرعها.وقال سعيد بن المسيب: البَحِيرة التي يُمْنع دَرُّها للطواغيت، فلا يحلُبها أَحد من الناس. وفي حديث أَبي الأَحوص الجُشَمِيِّ عن أَبيه قال: هل تُنْتَج إِبلُك وافِيةً أَعينها وآذانُها فتَجْدَعُها وتقول صربى؟ قال القتيبي: قوله صَرْبى مثل سكرى، من صَرَبْت اللبن في الضرع إذا جمعته ولم تحلبه، وكانوا إذا جدعوها أَعْفَوْها من الحلْب. وقال بعضهم: تجعلُ الصرّبى من الصَّرْم، وهو القطع، بجعل الباءِ مُبدلَة من الميم، كما يقال ضرْبَةُ لازِم ولازب؛ قال: وكأَنه أَصح التفسيرين لقوله فتجْدع هذه فتقول صَرْبى. ابن الأَعرابي الصرب: جمع صَرْبَى، وهي المشقوقة الأُذن من الإِبل، مثل البحيرة أَو المقطوعة. وفي رواية أُخرى عن أَبي الأَحوص أَيضاً عن أَبيه قال: أَتيت رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وأَنا قَشِف الهيئة، فقال: هل تُنْتَج إِبلك صِحاحاً آذانُها، فتَعْمِدَ إِلى المُوسَى فتقطَعَ آذانَها، فتقول: هذه بَحِيرة، وتشقها فتقول: هذه صَرْم فتحرمها عليك وعلى أَهلك؟ قال: نعم. قال: فما آتاك اللّه لك حِلٌّ، وساعِدُ اللّه أَشدّ، ومُوساه أَحدٌ. قال: فقد بين بقوله صرم ما قال ابن الأَعرابي في الصَّرْب: ان الباء مبدلة من الميم. وصَرَبَ الصبيُّ: مكث أَياماً لا يُحْدِث، وصَرَبَ بَطْنُ الصبيّ صَرْباً إذا عَقَد ليسمن، وهو إذا احْتَبَسَ ذُو بَطْنِه فيمكث يوماً لا يحدث، وذلك إذا أَراد أَن يَسْمَن.والصَّرْب والصَّرَب: الصمغ الأَحمر؛ قال الشاعر يذكر البادية: أَرْضٌ، عن الخيْرِ والسُّلْطانِ، نائِيَةٌ فالأَطْيَبـانِ بهـا الطُّرثُوثُ والصَّرَبُ واحدته صَرْبَةٌ، وقد يجمع على صِراب؛ وقيل: هو صَمْغُ الطَّلْح والعُرْفُط، وهي حمر كأَنها سبائك تكسر بالحجارة. وربما كانت الصربة مثل رأْس السِّنَّوْر، وفي جوفها شيء كالغِراءِ والدِّبْس يُمَصُّ ويؤْكَل؛ قال الشاعر: سـَيَكْفِيكَ صـَرْبُ القَـوْمِ، لحْمٌ مُغَرّضٌ ومـاءُ قُـدورٍ، فـي الجِفانِ، مَشُوب قال: والصَّرْب الصمغ الأَحمر، صمغ الطلْح. والصَّرَبَةُ: ما يُتَخير من العشب والشجر بعد اليابس، والجمع صَرَبٌ وقد صَرِبت الأَرضُ، واصْرَأَبَّ الشيءُ: امْلاسَّ وصفا؛ ومن روى بيت امرئِ القَيس: صَرَابَةَ حَنْظَل، أَراد الصفاء والملوسة؛ ومن روى: صَرايةَ، أَراد نقيع ماء الحنظل، وهو أَحمر صاف.
المعجم: لسان العرب صرب
المعنى: صرب : (الصَّرْبُ ويُحَرَّك) هُوَ (اللَّبَنُ الحَقِينُ الحَامِضُ) . وَقيل: هُوَ الَّذِي قد حُقِن أَيَّاماً فِي السِّقَاءِ حَتَّى اشتَدَّ حَمَضُه، وَاحِدته صَرْبَةٌ وصَرَبَةٌ يُقَال: جَاءَنَا بصَرْبَة تَزْوِي الوَجْهَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْر: (فَيَأْتِي بالصَّرْبَةِ مِن اللَّبَن) هُوَ اللَّبَنُ الحَامِضُ. وصَرَبَه يَصْرُبُه صَرْباً. فَهُوَ مَصْرُوبٌ وصَرِيبٌ. وصَرَبَه: حَلَب بَعْضَه عَلَى بَعْض وَتَرَكَه يَحْمَضُ. وَقيل: صَرَبَ اللَّبَنَ والسَّمْنَ فِي النِّحْي. وقَالَ الأَصْمَعِيّ: إِذَا حُقِن اللَّبَنُ أَياماً فِي السِّقَاءِ حَتَّى اشْتَدَّ حَمَضُه فَهُو الصَّرْبُ والصَّرَبُ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: والصِّرْمُ مِثْلُ الصِّرْبِ، قَالَ: وَهُوَ بالمِيمِ أَعْرفُ. ويُقَالُ: كَرَصَ فُلَانٌ فِي مِكْرَصِهِ، وصَرَبَ فِي مِصْرَبِه، وقَرَعَ فِي مِقْرَعِه، كُلُّه السّقاءُ يُحْقَنُ فِيهِ اللَّبَنُ. ومِنَ المَجَازِ: الصَّرْبَةُ: المَاءُ المُجْتَمعُ فِي الظَّهْرِ، تَشْبِيهاً لَهُ باللَّبَنِ المُجْتَمع فِي السِّقَاءِ. وتَقُولُ: صَرَبْت اللَّبن فِي الوَطْبِ. واصْطَرَبْتُه إِذَا جَمَعْتَه فِيهِ شَيْئاً بَعْدَ شَيْء وتركتَه لِيَحْمَض. (و) الصَّرْبُ والصَّرَبُ: (الصِّبْغُ) كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوَابُ على مَا فِي التَّهْذيب والمُحْكَم ولِسَانِ الْعَرَب الصَّمْغُ (الأَحْمَرُ) . قَالَ الشَّاعِرُ يَذْكُرُ البَادِيَةَ: أَرْضٌ عَنِ الخَيرِ والسُّلْطَانِ نَائِيَةٌ فالإِطْيَبَانِ بهَا الطُّرْثُوثُ والصَّرَبُ واحدته صَرْبَةٌ، وَقد يُجْمَعَ على صِرَاب. وقِيلَ: هُوَ صَمْغُ الطَّلْح والعُرْفُط، وَهِي حُمْرٌ كأَنَّهَا سَبَائك تُكْسَرُ بِالحِجَارَةِ. وَقَالَ الأَزْهَريُّ: الصَّرْبُ: الصَّمْغُ الأَحْمَرُ، صَمْغُ الطَّلْح. والأَصْمَعِيُّ أَنْشَد البَيْتَ المُتَقَدِّم وفَسَّر الصَّرَبَ بِاللَّبَن الحَامضِ فغَلَّطَه أَبُو حَاتِم، قَالَ: وقُلْتُ لَهُ: الصَّرَبُ) الصَّمْغُ، والصَّرَبُ: اللَّبَنُ فَعَرَفَه، وقَالَ كَذَلِكَ. كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب. (و) الصَّرْبُ: (مَا يُزَوَّدُ مِنَ اللَّبَنِ فِي السَّقَاءِ) حَلِيباً كَانَ أَو حَازرا. وَقد اصْطَرَبَ صَرْبَة. (و) الصِّرْبُ (بالكَسْرِ) كالصِّرْم: (البُيُوتُ لقَلِيلَةُ من ضَعْفَى الأَعْرَاب) قَالَه ابنُ الأَعْرَابِيّ. (و) الصُّرْب (بالضَّمِّ: الأَلْبَانُ الحَامِضَةُ: والوَاحِدُ صَرِيبٌ) كأَمِير الضَّرِيب لَا الصَّرِيب أَي الخَائِرُ من عِدَّةِ لِقَاح ضُرِبَ بَعْضُه بِبَعْضِ لَا الحَامض. (وصَرَبَ) بِمَعْنى صَرَمَ بالمِيمِ أَي (قَطَع) ، كَمَا يُقَال: ضَرْبةُ لَازِبٍ ولازِمٍ، وبِهِ أُخِذَ الصَّرْبَى. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وكَأَنَّه أَصَحُّ التَّفْسِيرَيْن كَمَا سَيَأْتي تَفْصِيلُه قَرِيباً. (و) صَرَبَ إِذَا (كَسَب. وعَمِل الصَّرْبَ) أَي اللَّبَن الْحَامِضَ. (و) صَرَبَ يَصْرُب صَرْباً إِذا (حَقَنَ البَوْلَ) وذَلِكَ إِذَا طَالَ حَبْسُه، وخَصَّ بَعْضُهُم بِهِ الفَحْلَ من الإِبِل، ومِنْهُ الصَّرْبَى كَمَا سَيَأْتِي. (و) صَرَبَ الصَّبِيُّ: مَكَثَ أَيَّاماً لَا يُحْدِث. وصَرَبَ (عَقَدَ بَطْنَ الصَّبِيِّ لِيَسْمَنَ) وَهُوَ إِذَا احْتَبَسَ ذُو بَطْنِهِ فيَمْكُثُ يَوماً لَا يُحْدِث، وَذَلِكَ إِذا أَرَادَ أَنْ يَسْمَنَ. (والصَّرَبَةُ مُحَرَّكَةً: مَا يُتَخَيَّر من العُشْبِ) والشَّجَرِ بَعْدَ الْيَابِس، والجَمْع صَرَب. (وقدْ صَرَبَت الأَرْضُ) . (وقدْ صَرَبَتِ الأَرْضُ) . (و) رُبمَا كَانَت الصَّرَبَةُ (شَيءٌ كَرَأْسِ السِّنَّوْرِ فِيه) أَي فِي جَوْفِه (شَيْءٌ كالدِّبْسِ) والغِرَاءِ (يُمَصُّ ويُؤْكَلُ) . (واصْرَأَبَّ الشَّيْءُ امْلَاسَّ) وصَفَا. ومَنْ رَوَى بَيْتَ امْرِىء القَيْسِ: كأَن على الكِتْفَيْن مِنْهُ إِذَا نْتَحَى مَدَاكَ عَرُوسٍ أَو صَرَابَةَ حَنْظَلِ أَرَادَ الصَّفَاءَ والمُلُوسَة، ومَنْ رَوَى صَرَيَة أَرَادَ نَقِيعَ مَاءِ الحَنْظَلِ، وَهُوَ أَحْمَرُ صَافٍ. (والتَّصْرِيبُ: أَكْلُ) الصَّرْبِ، وهُوَ (الصَّمْغ) ، وَقد تَقَدَّمَ بَيَانُه. (و) هُوَ أَيضاً (شُرْبُ) الصَّرْبِ وَهُوَ (اللَّبَنُ الحَامِضُ) وَقد تَقَدَّمَ أَيْضاً، وَهُوَ لُغَةٌ يَمَانِيةٌ. وضَبَطَه الشَّرِيفُ أَبُو القَاسِم الأَهْدَل صاحِب الْمُحِيط فِي شَرْحِ الشَّمَائل بالثَّاءِ المُثَلَّثَة بَدَلَ الصَّادِ عَلَى مَا هُو المَشْهُور عَلَى الأَلْسِنة وَهُو خَطَأٌ. (و) المِصْرَبُ (كمِنْبَرٍ: إِنَاءٌ يُصْرَبُ فِيهِ) اللَّبَنُ أَي يُحْقَنُ. وجَمْعُه المَصَارِبُ. (والصَّرْبَى كَسَكْرَى) قَالَ سَعِيد بْنُ المُسَيَّبِ هِيَ (البَحِيرَةُ) ؛ وَهِي الَّتي يُمْنَع دَرُّها لِلطَّوَاغِيتِ فَلَا يَحْلُبها أَحَدٌ مِن النَّاسِ. وقِيلَ: (لأَنَّهم كَانُوا لَا يَحْلبُونَها إِلَّا للضَّيْف فيجْتَمع لَبَنُها) فِي ضَرْعِهَا. وَفِي حَدِيث أَبي الأَحْوَصِ الجُشَمِيّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: (هَلْ تُنْتَجُ إبِلُك وَافِيَةٌ أَعْيُنُهَا وآذَانُهَا فتَجْدَعُها وتَقُولُ صَرْبَى) . قَالَ القُتَيْبِيُّ: هِيَ مِنْ صَرَبْتُ اللَّبَنَ فِي الضَّرع إِذَا جَمَعْتَ وَلم تَحْلبْه وكَانُوا إِذَا جَدَعُوها أَعْفَوْهَا مِنَ الحَلب. وقَالَ بَعْضُهُمْ: تَجْعَلُ الصَّرْبَى مِن الصَّرْم وَهُوَ القَطْعُ بجَعْله البَاءِ مُبْدَلَةً مِن المِيمِ، كَمَا يُقَالُ: ضَرْبَةُ لَازِمٍ ولَازِبٍ، قَالَ: وكَأَنَّه أَصَحُّ التَّفْسِيرَيْنِ لِقَوْله: فَتَجْدَع هَذِه فَتَقُول صَرْبَى. وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: الصَّرْبُ جَمعُ صَرْبَى؛ وَهِيَ المَشْقُوقَةُ الأُذُن مِن الإِبِل مِثْل البَحِيرَةِ أَو المَقْطُوعَةِ. وَفِي رِوَايَةٍ أُخرَى عَن أَبِي الأَحْوَصِ أَيْضاً عَنْ أَبِيه قَالَ: (أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأَنا قَشِفُ الهَيْئَةِ فقَالَ: هَل تُنْتَجُ إِبِلُك صِحَاحاً آذَانُهَا فتَعْمِدَ إِلَى المُوسى فتَقْطَعَ آذَانَهَا، فتَقُول: هَذِه بحيرة وتَشُقَّها فتَقُول: هَذِه صَرْمٌ فتُحرِّمها عَلَيْك وعَلَى أَهْلِكَ؟ قَالَ: نَعَم. قَالَ: فَمَا آتَاكَ للهُ لَكَ حِلٌّ، وسَاعِدُ اللهِ أَشَدُّ، ومُوسَاه أَحَدُّ) . قَالَ: فَقَد بَيَّن بِقَوْله: صَرْم مَا قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ فِي الصَّرْب أَن البَاءَ مُبْدَلَةٌ من المِيمِ، كَذَا فِي لِسَان العَرَب. (وأَصْرَبَ) الرَّجُلُ) : أَعْطَى. (والصِّرَاب كَكِتَابٍ من الزَّرْع: مَا يُزْرَعُ بَعْدما يُرْفَعُ فِي الخَرِيف) نقلَه الصَّاغَانِيّ. (و) صَرِبَ اللَّبَنُ (كَفرِح) إِذَا (اجْتَمَعَ) فِي الضَّرْعِ. ومِنْهُ أُخِذَ صَرْبَى عَلَى أَحَد قَوْلَي القُتَيْبِيّ، وَقد تَقَدَّم. وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: الصَّرّبَةُ، بالفَتْح: مَوْضِعٌ جَاءَ ذِكْرُه فِي شِعْر.
المعجم: تاج العروس حرب
المعنى: الحَرْبُ: نَقِيضُ السِّلم، أُنثى، وأَصلُها الصِّفةُ كأَنها مُقاتَلَةٌ حَرْبٌ، هذا قول السيرافي، وتصغيرها حُرَيْبٌ بغير هاءٍ، روايةً عن العَرَب، لأَنها في الأَصل مصدر؛ ومثلها ذُرَيْعٌ وقُوَيْسٌ وفُرَيْسٌ، أُنثى، ونُيَيْبٌ وذُوَيْد، تصغير ذَوْدٍ، وقُدَيْرٌ، تصغير قِدْرٍ، وخُلَيْقٌ. يقال: مِلْحَفةٌ خُلَيْقٌ؛ كل ذلك تأْنيث يُصغَّر بغير هاءٍ. قال: وحُرَيْبٌ أَحَدُ ما شَذَّ من هذا الضَرْب. وحكى ابن الأَعرابي فيها التذكير؛ وأَنشد: وهْــــــوَ، إذا الحَــــــرْبُ هَفــــــا عُقـــــابُه، كَـــــــرْهُ اللِّقـــــــاءِ تَلْتَظِــــــي حِرابُــــــه قال: والأَعرَفُ تأْنيثُها؛ وإنما حكاية ابن الأَعرابي نادرة. قال: وعندي أَنه إنما حَمَله على معنى القَتْل، أَو الهَرْج، وجمعها حُرُوبٌ.ويقال: وقَعَتْ بينهم حَرْبٌ. الأَزهري: أَنَّثُوا الحَرْبَ، لأَنهم ذهَبُوا بها إلى المُحارَبةِ، وكذلك السِّلْمُ والسَّلْمُ، يُذْهَبُ بهما إلى المُسالمةِ فتؤَنث.ودار الحَرْب: بلادُ المشركين الذين لا صُلْح بينهم وبين المسلمِين. وقد حاربَه مُحارَبةً وحِراباً، وتحَارَبُوا واحْترَبُوا وحارَبُوا بمعنى.ورجُلٌ حَرْبٌ ومِحْرَبٌ، بكسر الميم، ومِحْرابٌ: شَديدُ الحَرْبِ، شُجاعٌ؛ وقيل: مِحْرَبٌ ومِحْرابٌ: صاحب حَرْبٍ. وقوم مِحْرَبةٌ ورجُل مِحْرَبٌ أَيُ محارِبٌ لعَدُوِّه. وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وجهه: فابعثْ عليهم رجُلاً مِحْرَباً، أَي مَعْرُوفاً بالحَرْب، عارِفاً بها، والميم مكسورة، وهو من أَبْنية المُبالغة، كالمِعْطاءِ، من العَطاءِ. وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما، قال في عليّ، كرم اللّه وجهه: ما رأَيتُ مِحْرَباً مِثلَه.وأَنا حَرْبٌ لمن حارَبَني أَي عَدوّ. وفلانٌ حَرْبُ فلانٍ أَي مُحارِبُه. وفلانٌ حَرْبٌ لي أَي عَدُوٌّ مُحارِبٌ، وإن لم يكن مُحارِباً، مذكَّر، وكذلك الأَنثى. قال نُصَيْبٌ: وقُـــــولا لهــــا: يــــا أُمَّ عُثمــــانَ خُلَّــــتي، أَســــلِمٌ لَنــــا فـــي حُبِّنـــا أَنـــتِ أَم حَرْبُـــ؟ وقوم حَرْبٌ: كذلك. وذهب بعضهم إلى أَنه جمَع حارِبٍ، أَو مُحارِبٍ، على حذف الزائد.وقوله تعالى: فَأْذَنُوا بُحَرْبٍ مِن اللّه ورسولِه، أَي بِقَتْلٍ.وقوله تعالى: الذين يُحارِبونَ اللّهَ ورسولَه، يعني المَعْصِيةَ، أَي يَعْصُونَه. قال الأَزهريّ: أَما قولُ اللّه تعالى: إنما جَزاءُ الذين يُحارِبُونَ اللّهَ ورسولَه، الآية، فإنَّ أَبا إسحق النَّحْوِيَّ زعَم أَنّ قولَ العلماءِ: إنَّ هذه الآيةَ نزلت في الكُفَّارِ خاصَّةً. وروي في التفسير: أَنَّ أَبا بُرْدةَ الأَسْلَمِيَّ كان عاهَدَ النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، أَنْ لا يَعْرِضَ لمن يريدُ النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، بسُوءٍ، وأن لا يَمنَعَ من ذلك، وأَن النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، لا يمنعُ مَن يريد أَبا بُرْدةَ، فمرّ قومٌ بأَبي بُرْدةَ يريدون النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، فَعَرَضَ أَصحابهُ لهم، فقَتَلوا وأَخَذوا المالَ، فأَنزل اللّه على نبِيَّه، وأَتاه جبريلُ فأَعْلَمَه أَنّ اللّهَ يأْمُرُه أَنّ مَن أَدْرَكَه منهم قد قَتَلَ وأَخَذ المالَ قَتَله وصَلَبه، ومَن قَتَل ولم يأْخذِ المالَ قَتَلَه، ومَن أَخَذ المالَ ولم يَقْتُل قَطَعَ يَدَه لأَخْذه المال، ورِجْلَه لإخافةِ السَّبِيلِ.والحَرْبةُ: الأَلَّةُ دون الرُّمْحِ، وجمعها حِرابٌ. قال ابن الأَعرابي: ولا تُعَدُّ الحَرْبةُ في الرِّماح.والحاربُ: المُشَلِّحُ.والحَرَب بالتحريك: أَن يُسْلَبَ الرجل ماله. حَرَبَه يَحْرُبه إذا أَخذ ماله، فهو مَحْرُوبٌ وحَرِيبٌ، مِن قوم حَرْبى وحُرَباءَ، الأَخيرة على التشبيه بالفاعل، كما حكاه سيبويه، مِن قولهم قَتِيلٌ وقُتَلاءُ.وحَرِيبتُه: مالهُ الذي سُلِبَه، لا يُسَمَّى بذلك إلاّ بعدما يُسْلَبُه. وقيل: حَرِيبةُ الرجل: مالهُ الذي يَعِيشُ به. تقول: حَرَبَه يَحْرُبُه حَرَباً، مثل طَلَبَه يَطْلُبه طَلَباً، إذا أَخذَ مالَه وتركه بلا شيءٍ. وفي حديث بَدْرٍ، قال المُشْرِكُونَ: اخْرُجوا إلى حَرائِبكُم؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في الروايات، بالباءِ الموحدة، جمع حَربية، وهو مالُ الرَّجل الذي يَقُوم به أَمْرُه، والمعروف بالثاءِ المثلثة حَرائِثكُم، وسيأْتي ذكره.وقد حُرِبَ مالَه أَي سُلِبَه، فهو مَحْروبٌ وحَرِيبٌ.وأَحْرَبَه: دلَّه على ما يَحْرُبُه. وأَحْرَبْتُه أَي دَلَلْتُه على ما يَغْنَمُه مِن عَدُوٍّ يُغِيرُ عليه؛ وقولُهم: واحَرَبا إنما هو من هذا.وقال ثعلب: لمَّا ماتَ حَرْبُ بن أُمَيَّة بالمدينة، قالوا: واحَرْبا، ثم ثقلوها فقالوا: واحَرَبا. قال ابن سيده: ولا يُعْجِبُني.الأَزهري: يقال حَرِبَ فُلانَ حَرَباً، فالحَرَبُ: أَن يُؤْخَذَ مالُه كلُّه، فهو رَجُل حَرِبٌ أَي نزَلَ به الحَرَبُ، وهو مَحْروبٌ حَرِيبٌ.والحَرِيبُ: الذي سُلِبَ حَريبَته. ابن شميل في قوله: اتَّقُوا الدَّينَ، فإنَّ أَوَّله هَمٌّ وآخِرَه حَرَبٌ، قال: تُباعُ دارهُ وعَقارُه، وهو من الحَريبةِ.مَحْرُوبٌ: حُرِبَ دِينَه أَي سُلِبَ دِينَه، يعني قوله: فإنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِينَه، وقد روي بالتسكين، أَي النزاع. وفي حديث الحُدَيْبِيةِ: وإلاَّ تَرَكْناهم مَحْرُوبِينَ أَي مَسْلُوبِين مَنْهُوبِينَ. والحَرَبُ، بالتحريك: نَهْبُ مالِ الإنسانِ، وترْكُه لا شيءَ له. وفي حديث المُغِيرة، رضي اللّه عنه: طَلاقُها حَرِيبةٌ أَي له منها أَولادٌ، إذا طَلَّقَها حُرِبُوا وفُجِعُوا بها، فكأَنهم قد سُلِبُوا ونُهِبُوا.وفي الحديث: الحارِبُ المُشَلِّح أَي الغاصِبُ الناهِبُ، الذي يُعَرِّي الناسَ ثِيابَهم.وحَرِبَ الرَّجلُ، بالكسر، يَحْرَبُ حَرَباً: اشْتَدَّ غَضَبُه، فهو حَرِبٌ من قَوْمٍ حَرْبى، مثل كَلْبى. الأَزهري: شُيُوخٌ حَرْبى، والواحد حَرِبٌ شَبِيهٌ بالكَلْبى والكَلِبِ. وأَنشد قول الأَعشى: وشـــــــُيوخٍ حَرْبـــــــى بَشـــــــَطَّيْ أَرِيكٍــــــ؛ ونِســــــــــاءٍ كَــــــــــأَنَّهُنَّ الســـــــــَّعالي قال الأَزهري: ولم أَسمع الحَرْبى بمعنى الكَلْبَى إلاَّ ههنا؛ قال: ولعله شَبَّهه بالكَلْبَى، أَنه على مِثاله وبنائِه.وحَرَّبْتُ عليه غيرِي أَي أَغْضَبْتُه. وحَرَبَه أَغْضَبَه. قال أَبو ذؤَيب: كــــــأَنَّ مُحَرَّبــــــاً مِــــــن أُســـــْدِ تَـــــرْجٍ يُنــــــــــازِلُهُم، لِنـــــــــابَيْهِ قَبِيـــــــــبُ وأَسَدٌ حَرِبٌ. وفي حديث علي، عليه السلام، أَنه كتَب إلى ابن عباس، رضي اللّه عنهما: لما رأَيتَ العَدُوَّ قد حَرِبَ أَي غَضِبَ؛ ومنه حديث عُيَيْنَةَ ابن حِصْنٍ: حتى أُدْخِلَ على نِسائه، من الحَرَبِ والحُزْن، ما أُدْخِلَ على نِسائي.وفي حديث الأَعشى الحِرمازِيَّ: فخَلَفْتني بِنزاحٍ وَحَرَبٍ أَي بخُصومة وغَضَبٍ.وفي حديث ابن الزُّبير، رضي اللّه عنهما، عند إحراق أَهلِ الشامِ الكعبةَ: يريد أَن يُحَرِّبَهم أَي يَزِيدَ في غَضَبِهم على ما كان من إحراقها. والتَّحْرِيبُ: التَّحْرِيشُ؛ يقال: حَرَّبْتُ فلاناً تَحْرِيباً إذا حَرَّشْته تَحْرِيشاً بإنْسان، فأُولِعَ بِه وبعَداوَته. وحَرَّبْتُه أَي أَغْضَبْتُه. وحَمَلْتُه على الغَضَب، وعَرَّفْتُه بما يَغْضَب منه؛ ويروى بالجيم والهمزة، وهو مذكور في موضعه.والحَرَبُ كالكَلَبِ. وقَوْمٌ حَرْبى كَلْبى، والفِعْلُ كالفِعْلِ.والعَرَبُ تقول في دُعائها على الإنسانِ: ما لَه حَرِبُ وَجَرِبَ.وسِنانٌ مُحَرَّبٌ مُذَرَّبٌ إذا كان مُحَدَّداً مُؤَلَّلاً.وحَرَّبَ السَّنانَ: أَحَدَّه، مثل ذَرَّبَه؛ قال الشاعر: سَيُصــــْبحُ فــــي ســــَرْحِ الرَّبــــابِ، وَراءَهــــا، إذا فَزِعَتْــــــ، أَلفــــــا ســــــِنانٍ مُحَــــــرَّبِ والحَرَبُ: الطَّلْعُ، يَمانِيةٌ؛ واحدته حَرَبَةٌ، وقد أَحْرَبَ النخلُ. وحَرَّبَهُ إذا أَطْعَمَه الحَرَبَ، وهو الطَّلْع. وأَحْرَبَه: وجده مَحْروباً.الأَزهريّ: الحَرَبةُ: الطَّلْعَةُ إذا كانت بِقِشْرِها؛ ويقال لِقِشْرِها إذا نُزع: القَيْقاءَةُ.والحُرْبةُ: الجُوالِقُ؛ وقيل: هي الوِعاءُ؛ وقيل: هِي الغِرارةُ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي: وصـــــــاحِبٍ صـــــــاحَبْتُ غَيــــــرِ أَبْعَــــــدا، تَراهُــــــ، بَيــــــنَ الحُرْبَتَينِــــــ، مُســـــْنَدا والمِحْرابُ: صَدْرُ البَيْتِ، وأَكْرَمُ مَوْضِعٍ فيه، والجمع المَحارِيبُ، وهو أَيضاً الغُرْفةُ. قال وضَّاحُ اليَمَنِ: رَبَّـــــــــةُ مِحْرابٍـــــــــ، إذا جِئْتُهـــــــــا، لـــــــم أَلْقَهــــــا، أَو أَرْتَقــــــي ســــــُلَّما وأَنشد الأَزهري قول امرئ القيس: كَغِـــــزلانِ رَمْـــــلٍ فـــــي مَحــــارِيبِ أَقْــــوال قال: والمِحْرابُ عند العامة: الذي يُقِيمُه النّاس اليَوْمَ مَقام الإمامِ في المَسْجد، وقال الزجاج في قوله تعالى: وهل أَتاكَ نبَأُ الخَصْمِ إذْ تَسَوَّروا المِحْرابِ؛ قال: المِحْرابُ أَرْفَعُ بَيْتٍ في الدَّارِ، وأَرْفَعُ مَكانٍ في المَسْجِد. قال: والمِحْرابُ ههنا كالغُرْفةِ، وأَنشد بيت وضَّاحِ اليَمَنِ. وفي الحديث: أَنّ النبيّ، صلى اللّه عليه وسلم، بَعَثَ عُروة بن مَسْعودٍ، رضي اللّه عنه، إلى قومِه بالطَّائِف، فأَتاهم ودَخَل مِحْراباً له، فأَشْرَفَ عليهم عندَ الفَجْر، ثم أَذَّن للصَّلاةِ. قال: وهذا يدل على أَنه غُرْفةٌ يُرْتَقَى إليها.والمَحارِيب: صُدُور المَجالِس، ومنه سُمّي مِحْرابُ المَسْجِد، ومنه مَحارِيبُ غُمْدانَ باليَمَنِ.والمِحْرابُ: القِبْلةُ. ومِحْرابُ المَسْجِد أَيضاً: صَدْرُه وأَشْرَفُ موضع فيه. ومَحارِيبُ بني إسرائيلَ: مَسَاجِدُهم التي كانوا يَجلسون فيها؛ وفي التهذيب: التي يَجْتَمِعُون فيها للصلاة. وقولُ الأَعشى: وَتَرَى مَجْلِساً، يَغَصُّ به المِح_رابُ، مِلْقَوْمِ، والثِّيابُ رِقاقُ قال: أُراهُ يعني المَجْلِسَ. وقال الأَزهري: أَراد مِنَ القوم. وفي حديث أَنس، رضي اللّه عنه، أَنه كان يَكْرَه المَحارِيبَ، أَي لم يكن يُحِبُّ أَن يَجْلِسَ في صَدْرِ المَجْلِس، ويَترَفَّعَ على الناسِ.والمَحارِيبُ: جمع مِحْرابٍ. وقول الشاعر في صفة أَسد: وَمـــــا مُغِبٌّـــــ، بِثِنْــــيِ الحِنْــــوِ، مُجْتَعِــــلٌ فـــي الغِيلِـــ، فـــي جـــانِبِ العِرِّيســِ، محْرابــا جعَلَه له كالمجلِسِ. وقوله تعالى: فخرَجَ على قومِهِ مِن المِحْرابِ، قالوا: من المسجِدِ. والمِحْرابُ: أَكْرَمُ مَجالِس المُلوكِ، عن أَبي حنيفة. وقال أَبو عبيدة: المِحْرابُ سَيِّدُ المَجالِس، ومُقَدَّمُها وأَشْرَفُها. قال: وكذلك هو من المساجد. الأَصمعي: العَرَبُ تُسَمِّي القَصْرَ مِحْراباً، لشَرَفِه، وأَنشد: أَو دُمْيــــــــــة صـــــــــُوِّرَ مِحْرابُهـــــــــا، أَو دُرَّة شــــــــــِيفَت إلـــــــــى تـــــــــاجِر أَراد بالمِحْرابِ القَصْر، وبالدُّمْيةِ الصورةَ. وروى الأَصمعي عن أَبي عَمْرو بن العَلاءِ: دخلتُ مِحْراباً من مَحارِيب حِمْيرَ، فَنَفَحَ في وجْهِي رِيحُ المِسْكِ. أَراد قَصْراً أَو ما يُشْبِههُ. وقيل: المِحْرابُ الموضع الذي يَنْفَرِدُ فيه المَلِكُ، فيَتَباعَدُ من الناسِ؛ قال الأَزهري: وسُمِّي المِحْرابُ مِحْراباً، لانْفِراد الإِمام فيه، وبُعْدِه من الناس؛ قال: ومنه يقال فلان حَرْبٌ لفلان إذا كان بينهما تَباعُدٌ؛ واحتج بقوله: وحــــــــــارَبَ مِرْفَقُهــــــــــا دَفَّهــــــــــا، وســــــــامَى بــــــــه عُنُــــــــقٌ مِســـــــْعَرُ أَراد: بَعُدَ مِرْفَقُها من دَفِّها. وقال الفرَّاءُ في قوله عز وجل: من مَحاريبَ وتَماثِيلَ؛ ذُكِرَ أَنها صُوَرُ الأَنبياء والملائكة، كانت تُصَوَّرُ في المساجد، ليراها الناسُ فيَزْدادُوا عِبادةً. وقال الزجاج: هي واحدةُ المِحْراب الذي يُصَلَّى فيه. الليث: المِحْرابُ عُنُقُ الدَّابة؛ قال الراجز: كأَنهـــــــا لَمَّـــــــا ســـــــما مِحْرابُهــــــا وقيل: سُمِّيَ المِحْرابُ مِحْراباً لأَنَّ الإِمام إذا قام فيه، لم يأْمَنْ أَن يَلْحَنَ أَو يُخْطِئ، فهو خائفٌ مكاناً، كأَنه مَأْوى الأَسَدِ، والمِحْرابُ: مَأْوَى الأَسَدِ. يقال: دخَل فلان على الأَسَدِ في مِحْرابِه، وغِيلِه وعَرينِه. ابن الأَعرابي: المِحْرابُ مَجْلِسُ الناسِ ومُجْتَمَعُهم.والحِرْباءُ: مِسْمارُ الدّرْع، وقيل: هو رأْسُ المِسْمارِ في حَلْقةِ الدِّرْع، وفي الصحاح والتهذيب: الحِرْباءُ مَسامِيرُ الدُّروعِ؛ قال لبيد: أَحْكَــــــمَ الجِنْــــــثيُّ، مــــــن عَوْراتِهــــــا، كـــــــلَّ حِربـــــــاءٍ، إذا أُكْـــــــرِهَ صــــــَلّ قال ابن بري: كان الصواب أَن يقول: الحِرْباء مِسمارُ الدِّرْع، والحَرابِيُّ مَسامِيرُ الدُّروعِ، وإنما تَوْجِيهُ قول الجوهري: أَن تُحْمَل الحِرْباءُ على الجنس، وهو جمع، وكذلك قوله تعالى: والذين اجْتَنَبُوا الطاغُوتَ أَن يَعْبُدوها؛ وأَراد بالطاغوت جَمْعَ الطَّواغِيت؛ والطاغُوت: اسم مفرد بدليل قوله تعالى: وقد أُمِرُوا أَن يَكْفُروا به. وحمل الحِرْباء على الجنس وهو جمع في المعنى، كقوله سبحانه: ثم اسْتَوَى إلى السماءِ فَسَوَّاهنَّ، فجَعل السماء جِنساً يدخُل تحته جميعُ السموات. وكما قال سبحانه: أَوِ الطِّفْلِ الذين لم يَظْهَرُوا على عَوْراتِ النِّساء؛ فإنه أَراد بالطفل الجنس الذي يدخل تحته جميع الأَطفال. والحِرْباءُ: الظَّهْرُ، وقيل: حَرابيُّ الظَّهْرِ سَناسِنُه؛ وقيل: الحَرابيُّ: لَحْمُ المَتْنِ، وحَرابِيُّ المَتْنِ: لَحْماتُه، وحَرابِيُّ المَتْنِ: لحْمِ المَتْنِ، واحدها حِرْباء، شُبِّه بِحرْباءِ الفَلاة؛ قال اَوْسُ بن حَجَر: فَفـــارَتْ لَهُـــمْ يَوْمـــاً، إلــى اللَّيلِــ، قِــدْرُنا، تَصـــــــُكُّ حَرابِـــــــيَّ الظُّهُــــــورِ وتَدْســــــَعُ قال كُراع: واحد حَرابِيِّ الظُّهورِ حِرْباءٌ، على القِياس، فدَلَّنا ذلك على أَنه لا يَعْرِفُ له واحداً مِن جِهة السَّماعِ. والحِرْباء: ذَكَرُ أُمِّ حُبَينٍ؛ وقيل: هو دُوَيْبَّةٌ نحو العظاءةِ، أَو أَكبر، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ برَأْسه ويكون معها كيف دارت، يقال: إنه إنما يفعل ذلك ليَقِيَ جَسَدَه برَأْسِه؛ ويَتَلَوَّنُ أَلواناً بحرّ الشمس، والجمع الحَرابِيُّ، والأُنثى الحِرباءةُ. قال: حِرْباء تَنْضُب، كما يقال: ذِئْبُ غَضىً؛ قال أَبو دُوادٍ الإياديُّ: أَنَّـــــى أُتِيـــــحَ لَـــــهُ حِرْبـــــاءُ تَنْضــــُبةٍ، لا يُرْســــــِلُ الســــــاقَ إلاَّ مُمْســـــكاً ســـــاقا قال ابن بري: هكذا أَنشده الجوهري، وصواب إنشاده: أَنَّى أُتِيحَ لها، لأَنه وصف ظُعُناً ساقَها، وأَزْعَجها سائقٌ مُجِدٌّ، فتعجب كيف أُتِيحَ لَها هذا السائقُ المُجِدُّ الحازِمُ، وهذا مَثَل يُضرب للرجل الحازم، لأَن الحرباءَ لا تُفارِق الغُصن الأَوّل، حتى تَثْبُت على الغُصْن الآخر؛ والعَرَبُ تَقُول: انْتَصَبَ العُودُ في الحِرباءِ، على القَلْبِ، وإنما هو انْتَصَب الحِرْباء في العُود؛ وذلك أَنّ الحِرباء يَنْتَصِبُ على الحجارةِ، وعلى أَجْذالِ الشجَر، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ، فإذا زَالَت زَالَ مَعَها مُقابِلاً لَها. الأَزهري: الحِرْباء دويبَّةٌ على شَكْلِ سامِّ أَبْرَصَ، ذاتُ قَوائمَ أَرْبَع، دَقيقَةُ الرأْسِ، مُخطَّطةُ الظهرِ، تَسْتَقْبِلُ الشمسَ نَهارَها. قال: وإِناثُ الحَرابيِّ يقال لها: أُمَّهاتُ حُبَيْنٍ، الواحدة اُم حُبَيْنٍ، وهي قَذِرة لا تأْكلها العَرَب بَتَّةً. وأَرضٍ مُحَرْبِئةٌ: كثيرة الحَرباء. قال: وأُرَى ثَعْلَباً قال: الحِرْباء الأَرضُ الغَلِيظة، وإنما المعروف الحِزباء، بالزاي. والحرِثُ الحرّابُ: ملِكٌ من كِنْدةَ؛ قال: والحـــــــرِثُ الحَـــــــرَّابُ حَــــــلَّ بعاقِــــــلٍ جَـــــدَثاً، أَقـــــامَ بهـــــ، ولـــــمْ يَتَحَــــوَّلِ وقَوْلُ البُرَيْقِ: بـــــــــــأَلْبٍ أَلُــــــــــوبٍ وحرَّابــــــــــةٍ، لَــــــــــدَى مَتْـــــــــنِ وازِعِهـــــــــا الأَوْرَمِ يجوز أَن يكون أَراد جَماعةً ذاتَ حِرابٍ، وأَن يَعْنَي كَتيبةً ذاتَ انْتِهاب واسْتِلابٍ.وحَرْبٌ ومُحارِبٌ: اسْمان. وحارِبٌ: موضع بالشام.وحَرْبةُ: موضع، غير مصروف؛ قال أبو ذؤَيب: فـــــي رَبْرَبٍـــــ، يَلَـــــقٍ حُــــورٍ مَــــدامِعُها، كَــــــأَنَّهُنَّ، بجَنْبَــــــيْ حَرْبــــــةَ، البَــــــرَدُ ومُحاربٌ: قبيلة من فِهْر.الأَزهري: في الرباعي احْرَنْبَى الرَّجلُ: تَهيَّأَ للغَضَبِ والشَّرًّ. وفي الصحاح: واحْرَنْبَى ازْبَأَرَّ، والياء للالحاق بافْعَنْلَلَ، وكذلك الدِّيكُ والكَلْبُ والهِرُّ، وقد يُهْمز؛ وقيل: احْرَنْبَى اسْتَلْقَى على ظَهْرِه، ورَفَعَ رجْلَيْهِ نحوَ السَّماء.والمُحْرَنْبي: الذي يَنامُ على ظَهرهِ ويرفَعُ رجْلَيه إلى السَّماءِ.الأَزهري: المُحْرَنْبِي مثل المُزْبَئِرّ، في المعنى.واحْرَنْبَى المَكانُ إذا اتَّسَعَ. وشيخ مُحْرَنْبٍ. قد اتَّسَع جلْدُه. ورُوِيَ عن الكسائي، أَنه قال: مَرَّ أَعرابي بآخَر، وقد خالَط كَلْبةً صارِفاً فَعَقدت على ذكَره، وَتَعَذَر عليه نَزْعُ ذكَره من عُقْدَتها، فقال له المارُّ: جأْ جَنْبَيْها تَحْرَنْبِ لَكَ أَي تَتَجافَ عن ذَكَرك، فَفَعَلَ وخَلَّتْ عنه.والمُحْرَنْبِي: الذي إذا صُرِعَ، وَقعَ على أَحد شِقَّيْه؛ أَنَشد جابر الأَسدي: إنِّيــــــــ، إذا صــــــــُرِعْتُ، لا أَحْرَنْــــــــبي، ولا تَمَـــــــــــسُّ رِئَتــــــــــايَ جَنْــــــــــبي وَصفَ نفْسَه بأَنَّه قَوِيّ، لأَنَّ الضَّعِيفَ هو الذي يَحْرَنْبِي. وقال أَبو الهيثم في قول الجعدي: إذا أَتَــــــى مَعْرَكــــــاً منهــــــا تعرّفُهـــــ، مُحْرَنْبِيـــــاً، عَلَّمَتْـــــه المَـــــوْتَ، فــــانْقَفَلا قال: المُحْرَنْبِي المُضْمِر على داهيةٍ في ذاتِ نَفْسِه. ومثل للعرب: ترَكْته مُحْرَنْبِياً لِيَنْباق. وقوله: عَلَّمَتْه، عني الكِلابَ علَّمتِ الثَّورَ كيف يَقْتُلُ، ومعنى عَلَّمَتْه: جَرَّأَتْه على المَثَلِ، لَمَّا قَتَلَ واحداً بعد واحد، اجْتَرَأَ على قَتْلِها. انْقَفَلَ أَي مَضَى لَما هُوَ فيه. وانْقَفَل الغُزاةُ إذا رَجَعُوا.
المعجم: لسان العرب