المعجم العربي الجامع

تلع

المعنى: التَّلَعُ: ارتفاع الضّحى. وتَلَعَ النّهار ارتفع. قال: وكــــــأنّهم فــــــي الآل إذ تَلَــــــع الضـــــّحى وتَلَع فلان إذا أخرج رأسه من كلّ شيء كان فيه وهو شبهُ طَلَعَ، غير أنّ طَلَعَ أعمُّ.وتَلَعَ الشاةُ يعني الثورَ، أي أخرج رأسَه من الكناس. وأَتْلَعَ رأسَهُ، فنظر إتلاعاً، لأنّ فعلَه يجاوز، كما تقول: أطْلَعَ رأسه إطلاعاً. قال ذو الرّمة: كمــــا أَتْلَعَــــتْ مــــن تحــــتِ أَرْطَـــى صـــريمةٍ ألــــى نبــــأةِ الصــــوتِ الظِّبــــاءُ الكــــوانِسُ والأتلع من كلّ شيء: الطويلُ العُنُقِ. والأنثَى: تلعاء.والتّلِعُ والتَّرِعُ هو الأتلع، لأن الفَعِلَ يدخُلُ على الأَفْعَل. قال: وعَلَّقــــــوا فـــــي تِلَـــــعِ الـــــرأسِ خَـــــدِبْ يعني بعيراً طويل العنق.وسيد تَلِعٌ، ورجلٌ تَلِعٌ، أي كثيرُ التلفّت حوله.ولزم فلانٌ مكانه فما يتتلّع، أي ما يرفع رأسه للنّهوض ولا يريد البراح. قال أبو ذؤيب: فَوَردنَ والعَيُّوقُ مَعْقَدَ رابئ الضُّرَباءِ فوقَ النَّظْمِ لا يتتلَّعُ ويقال: إنّه لَيتتالَعُ في مشيِهِ إذا مدَّ عُنُقه ورفَع رأسَه. ومُتالع: اسم جبل بالحمى. ومُتالع اسم موضع بالبادية. قال لبيد: دَرَسَ المَنَـــــــــا بمُتـــــــــالعٍ فَأَبـــــــــانِ فتقـــــــــادَمَتْ بـــــــــالحُبْسِ فالســــــــُّوبانِ والتّلعةُ: أرضٌ مرتفعة غليظة، وربما كانت مع غِلَظِها عريضة يتردّد فيها السّيلُ ثم يدفع منها إلى تلعةٍ أسفلَ منها. قال النابغة: فــــــــــــــــــالتِّلاعُ الـــــــــــــــــدَّوافِعُ ويقال: التَّلعَةُ مقدار قفيزٍ من الأرض، والذي يكون طويلاً ولا يكون عريضاً. والقرارة أصغرُ من التّلعة، والدّمعة أصغر من ذلك. ورجلٌ تليع، وجيدٌ تليع، أي طويل. قال: جيـــــــدٍ تليـــــــعٍ تَزينُـــــــهُ الأَطْـــــــواقُ
المعجم: العين

نظم

المعنى: النَّظْمُ: التأْليفُ، نَظَمَه يَنْظِمُه نَظْماً ونِظاماً ونَظَّمه فانْتَظَم وتَنَظَّم. ونظَمْتُ اللؤْلؤَ أي جمعته في السِّلْك، والتنظيمُ مثله، ومنه نَظَمْتُ الشِّعر ونَظَّمْته، ونَظَمَ الأَمرَ على المثَل.وكلُّ شيء قَرَنْتَه بآخر أو ضَمَمْتَ بعضَه إلى بعض، فقد نَظَمَتْه.والنَّظْمُ: المَنْظومُ، وصف بالمصدر. والنَّظْمُ: ما نظَمْته من لؤلؤٍ وخرزٍ وغيرهما، واحدته نَظْمه. ونَظْم الحَنْظل: حبُّه في صِيصائه.والنِّظامُ: ما نَظَمْتَ فيه الشيء من خيط وغيره، وكلُّ شعبةٍ منه وأَصْلٍ نِظامٌ. ونِظامُ كل أَمر: مِلاكُه، والجمع أَنْظِمة وأَناظيمُ ونُظُمٌ. الليث: النَّظْمُ نَظمُك الخرزَ بعضَه إلى بعض في نِظامٍ واحد، كذلك هو في كل شيء حتى يقال: ليس لأمره نِظامٌ أي لا تستقيم طريقتُه.والنِّظامُ: الخيطُ الذي يُنْظمُ به اللؤلؤُ، وكلُّ خيطٍ يُنْظَم به لؤلؤ أو غيرهُ فهو نِظامٌ، وجمعه نُظُمٌ؛ وقال: مِثْــــل الفَرِيــــدِ الــــذي يَجــــري مـــتى النُّظُـــم وفعلُك النَّظْمُ والتَّنْظِيمُ. ونَظْمٌ من لؤلؤٍ، قال: وهو في الأصل مصدر، والانْتِظام: الاتِّساق. وفي حديث أَشراط الساعة: وآيات تَتابعُ كنِظامٍ بالٍ قُطِعَ سِلْكُه؛ النِّظام: العِقْدُ من الجوهر والخرز ونحوهما، وسِلْكُه خَيْطُه. والنِّظامُ: الهَديَةُ والسِّيرة. وليس لأمرهم نِظامٌ أي ليس له هَدْيٌ ولا مُتَعَلَّق ولا استقامة. وما زالَ على نِظامٍ واحد أي عادةٍ.وتَناظَمتِ الصُّخورُ: تلاصَقَت.والنِّظامان من الضبِّ: كُشْيَتان مَنْظومتانِ من جانبي كُلْيَتَيْه طويلتان. ونظاما الضبَّةِ وإنظاماها: كُشْيَتاها، وهما خيْطانِ مُنْتَظِمانِ بَيْضاً، يَبْتَدَّان جانبيها من ذَنَبها إلى أُذُنها. ويقال: في بطنها إنْظامان من بَيْضٍ، وكذلك إنظاما السمكة. وحكي عن أَبي زيد: أُنْظومتا الضبِّ والسمكةِ، وقد نَظَمَت ونَظَّمَت وأَنْظَمَت، وهي ناظمٌ ومُنَظِّمٌ ومُنْظِم، وذلك حين تمتلئ من أَصل ذنبها إلى أُذنِها بَيْضاً. ويقال: نَظَّمَت الضبَّةُ بيضها تَنْظِيماً في بطنها، ونَظَمَها نظْماً، وكذلك الدجاجة أَنْظَمَت إذا صار في بطنها بَيْضٌ. والأَنْظامُ: نفس البيض المُنَظَّم كأَنه منظوم في سلك. والإنْظامُ من الخرز:خيطٌ قد نُظِمَ خَرزاً، وكذلك أَناظِيمُ مَكْنِ الضبَّة. ويقال: جاءنا نَظْمٌ من جرادٍ، وهو الكثير. ونِظامُ الرمل وأَنْظامتُه: ضَفِرتُه، وهي ما تعقَّد منه.ونَظَمَ الحبْلَ: شَكّه وعَقَدَه. ونظَمَ الخَوّاصُ المُقْلَ يَنْظِمُه: شَكّه وضَفَرَه. والنَّظائِمُ: شَكائِكُ الحَبْلِ وخَلَلُه. وطعَنَه بالرُّمح فانْتَظمه أَي اخْتَلَّه. وانْتَظَم ساقيه وجانبيه كما قالوا اخْتَلَّ فؤادَه أي ضمها بالسِّنان؛ وقد روي: لمـــــــا انْتَظَمْـــــــتُ فُـــــــؤادَه بـــــــالمِطْرِد والرواية المشهورة: اخْتَلَلْتُ فُؤادَه؛ قال أَبو زيد: الانْتِظامُ للجانِبَين والاخْتلالُ للفؤاد والكبد. وقال الحسن في بعض مواعظه: يا اينَ آدم عليكَ بنَصيبك من الآخرة، فإنه يأْتي بك على نصيبك من الدنيا فيَنْتَظِمُهُ لك انْتِظاماً ثم يزولُ معك حيثما زُلْتَ. وانتَظَمَ الصيدَ إذا طعنه أو رماه حتى يُنْفِذَه، وقيل: لا يقال انْتَظَمَه حتى يَجْمَعَ رَمْيَتَين بسهم أو رمح. والنَّظْمُ: الثُّريّا، على التشبيه بالنظْمِ من اللؤلؤ؛ قال أَبو ذؤيب: فوَرَدْن، والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابئ ال_ضُّرَباء فوق النظْمِ، لا يَتَتَلَّع ورواه بعضهم: فوق النجم، وهما الثريا معاً. والنَّظْمُ أَيضاً: الدّبَرانُ الذي يلي الثُّريا. ابن الأَعرابي: النَّظْمةُ كواكبُ الثُّريا.الجوهري: يقال لثلاثة كواكبَ من الجَوْزاء نَظْمٌ.ونَظْم: موضعٌ. والنظْمُ: ماءٌ بنجد. والنَّظيمُ: موضعٌ؛ قال ابن هَرْمة: فــــــــإنَّ الغَيْــــــــثَ قــــــــد وَهِيَـــــــتْ كُلاهُ ببَطْحــــــــــاء الســــــــــَّيالة، فـــــــــالنَّظيمِ ابن شميل: النَّظيمُ شِعْبٌ فيه غُدُرٌ أو قِلاتٌ مُتواصلة بعضها قريب من بعض، فالشِّعْبُ حينئذ نَظيمٌ لأَنه نَظَم ذلك الماء، والجماعةُ النُّظُمُ. وقال غيره: النَّظيمُ من الرُّكِيِّ ما تناسق فُقُرُهُ على نسق واحد.
المعجم: لسان العرب

نظم

المعنى: نظم (النَّظْمُ: التَّأْلِيفُ وَضَمُّ شَيْءٍ إِلَى شَيْءٍ آخَرَ) ، وكُلُّ شَيْء قَرنْتَه بِآخَرَ فقد نَظَمْتَه. (و) النَّظْمُ: (المَنْظُومُ) بِاللُّؤْلُؤِ والخَرَزِ وَصْفٌ بِالمَصْدَرِ، يُقالُ: نَظْمٌ مِنْ لُؤْلُؤْ. (و) النَّظْمُ: (الجَمَاعَةُ مِنَ الجَرَادِ) . يُقالُ: جَاءَنَا نَظْمٌ مِنَ الجَرَادِ، وَهُوَ الكَثِيرُ كَمَا فِي الصِّحاح، وَهُوَ مَجَازٌ. (و) أَيْضا: (ثَلاثَةُ كَوَاكِبَ مِنَ الجَوْزَاءِ) ، كَمَا فِي الصِّحاحِ. (و) نَظْمٌ، (ع) ، وقيلَ: مَاءٌ بِنَجْد. (و) النَّظْمُ: (الثُّرَيَّا) على التَّشْبِيهِ بِالنَّظْمِ من اللُّؤْلُؤِ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: (فوَردْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رَابِئِ  ...  ضُربَاءِ فَوْقَ النَّظْمِ لَا يَتَتَلَّعُ) ورَوَاهُ بَعْضُهم: فَوْق النَّجْم، وهُمَا الثُّرَيَّا مَعًا. (و) النَّظْمُ أَيْضا: (الدَّبَرَانُ) الّذِي يَلِي الثُّرَيَّا. (ونَظَمَ اللُّؤْلُؤَ يَنْظِمُه نَظْمًا ونِظَامًا) ، بِالكَسْرِ (ونَظَّمَه) تَنْظِيمًا: (أَلَّفَه وجَمَعَه فِي سِلْكٍ فانْتَظَمَ وتَنَظَّمَ) ، وَمِنْه: نَظَمْتُ الشِّعْرَ ونَظَّمْتُه، ونَظَمَ الأَمْرَ على المَثَلِ، وَله نَظْمٌ حَسَنٌ، ودُرٌّ مَنْظُومٌ ومُنَظَّمٌ. (وانْتَظَمَه بِالرُّمْح: اخْتَلَّهُ) ، وانْتَظَمَ سَاقَيْهِ، وجَانِبَيْهِ، كَمَا قَالُوا: اخْتَلَّ فُؤَادَهُ أَيْ: ضَمَّهُما بِالسِّنَانِ ويُرْوَى قَولُه: (لَمَّا انْتَظَمْتُ فُؤَادَهُ بِالمِطْرَدِ  ...  )  والرِّوَايَةُ المَشْهُورَةُ: لَمَّا اخْتَلَلْتُ، وَقَالَ أَبُو زَيْد: الانْتِظَامُ لِلجَانِبَيْنِ، والاخْتِلاَلُ لِلفُؤَادِ والكَبِدِ، ونَقَلَ شَيْخُنا عَن بَعْضِ المُحَقِّقِينَ أَنه لَا يَتَعَدَّى انْتَظَمَ إلاَّ إِذَا استُعِيرَ لِجَمَعَ كَمَا فِي شَرْح الشِّفاء. (والنَّظَامُ) ، بِالكَسْرِ: (كُلُّ خَيْطٍ يُنْظَمُ بِهِ لُؤْلُؤٌ ونَحْوُه ج:) نُظُمٌ: (كَكُتُبٍ) ، قَالَ: (مِثْل الفَرِيدِ الَّذِي يَجْرِي من النُّظُمِ  ...  ) (و) من المَجازِ: النِّظامُ: (مِلاَكُ الأَمْرِ) ، تَقُولُ: لَيْسَ لِهَذَا الأَمْرِ مِنْ نِظَامٍ إِذَا لَمْ تَسْتَقِمْ طَرِيقَتُه (ج: أَنْظِمَةٌ، وأَنَاظِيمُ، ونُظُمٌ) ، بِضَمَّتَيْنِ. (و) أَيْضا: (السِّيرَةُ والهَدْيُ والعَادَةُ) ، يُقالُ: مَازَالَ على نِظامٍ واحدٍ أَي: عَادةٍ وَلَيْسَ لأَمْرِهِمْ نِظامٌ أَي: لَيْسَ لَهُ هَدْيٌ وَلَا مُتَعَلَّقٌ وَلَا اسْتِقَامةٌ. (ونِظَاما السَّمَكَةِ والضَّبِّ، وإِنْظَامَاهُمَا، بِكَسْرِهِمَا) ، (و) حَكَى عَن أَبِي زَيْد (أُنْظُومَتَاهُمَا، بِالضَّمِّ) ، وهُما (خَيْطانِ مَنْظُومَانِ بَيْضًا من الذَّنَبِ إِلَى الأُذُنِ) . وَفِي الصِّحاح: والنِّظَامَانِ مِنَ الضَّبِّ: كُشْيَتَانِ مَنْظُومَتَانِ من جَانِبَي كُلْيَتَيْه طَوِيلَتَانِ، وَيُقَال: فِي بَطْنِها إِنْظَامَانِ من البَيْضِ. (وقَدْ نَظَمَتِ) الضَّبَّةُ بَيْضَهَا فِي بَطْنِها، (ونَظَّمَتْ) ، بِالتَّشْدِيدِ (وأَنْظَمَتْ) ، نَظْمًا، وتَنْظِيمًا، وإِنْظَامًا، (وهِيَ: نَاظِمٌ، ومُنْظِمٌ، ومُنَظِّمٌ) ، كَمُحْسِنٍ، ومُحَدِّثٍ، وذَلِكَ حِينَ تَمْتَلِئُ من أَصْلِ ذَنَبِهَا إِلَى أُذُنِها بَيضًا، وَكَذَلِكَ الدَّجَاجَةُ أَنْظَمَتْ، إِذَا صَارَ فِي بَطْنِها بَيضٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ، وكُلُّ ذَلِك مَجازٌ. (والأَنْظَامُ) ، بِالفَتْحِ (نَفْسُ البَيْضِ المُنْتَظِمِ) كَأَنَّه مَنْظُومٌ فِي سِلْكٍ. (و) الإِنْظَامُ (مِنَ الرَّمْلِ) : ضَفِرَتُه، وهِيَ (مَا تَعَقَّدَ مِنْه، كَنِظَامِهِ) ، وإِنْظَامَتِه،  بِكَسْرِهِما. (و) الأَنْظَامُ: (كُلُّ خَيْطٍ نُظِمَ خَرَزًا) ، والجَمْعُ أَنَاظِيم، وَكَذَلِكَ مَكْنُ الضَّبَّةِ. (و) قَالَ ابنُ شُمَيْل: (النَّظِيمُ) ، كَأَمِيرٍ (الشِّعْبُ فِيهِ غُدُرٌ) وقِلاَتٌ (مُتَوَاصِلَةٌ قَرِيبٌ بَعْضُها من بَعْضٍ) ، سُمِّي بِهِ لأنّه نَظَم ذَلِك المَاء، والجمعُ: نُظُمٌ، بِالضَّمِّ. (و) قَالَ غَيرُه: النَّظِيم (مِنَ الرُّكيِّ: مَا تَنَاسَقَ فِقَرُهُ) على نَسَقٍ وَاحِدٍ. (و) النَّظِّيمُ: (ع) من عَارِضِ اليَمَامَةِ، قَالَ ابنُ هَرْمةَ: (عَفَتْ دَارُها بِالرَّقْمَتَيْن فأصْبَحَتْ  ...  سُوَيْقَةُ مِنْهَا أَقْفَرَتْ فَنَظِيمُها) وَقَالَ مروانُ: (إِذَا مَا تَذَكَّرتُ النَّظِيمَ ومُطْرِقًا  ...  حَنَنْتُ وأَبْكَانِي النَّظِيمُ ومُطْرِقُ) (كالنَّظِيمَةِ) ، وَهُوَ مَوْضِع فِي شِعْرِ عَدِيِّ بنِ الرِّقَاعِ، قَالَه يَاقُوت. (و) النَّظَّامُ، (كَشَدَّادٍ: لَقَبُ إِبْرَاهِيمَ ابنِ سَيَّارٍ) اَبِي إِبراهيمَ المُعْتَزِلِيّ (المُتَكَلِّم) فِي دَوْلَةِ المُعْتَصِمِ، كانَ يَقُولُ: إنَّ الأَلوانَ والطُّعُومَ والرَّوَائِحَ والأَصْوَاتَ اَجسامٌ، وأَنَّ العَادِلَ لَا يَقدِرُ على الظُّلْم، وَكَانَ يُدْمِنُ الْخَيْر، وتَبعَه طَائِفَةٌ من المُعْتَزِلَة. (و) أَيضًا: لَقَبُ (مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ الشَّاعرِ الأنْدَلُسِيِ) ذَكَرَه الأَمِيرُ. (و) نِظَامٌ، (كَكِتابٍ: جَدُّجَدِّ الأَعْشَى الهَمَدَانِيِّ عَبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ) ، ويُقال: اسمُه عَبدُ الرَّحْمَنِ بنِ الحَارِثِ كَمَا فِي أَنْسَابِ ابنِ الكَلْبِيِّ،  وَهُوَ من بَنِي مَالِكِ بنِ جُشَمِ بنِ حَاشِدٍ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: نَظْمُ الحَنْظَلِ: حَبُّه فِي صِيصَائِه. والانْتِظَامُ: الاتِّسَاقُ. وتَنَاظَمَتِ الصُّخُورُ: تَلاَصَقَتْ. ونَظَمَ الحَبْلَ: شَلَّه. ونَظَمَ الخَوَّاصُ المُقْلَ: ضَفَرَهُ. والنَّظائِمُ: شَكَائِكُ الحَبْلِ. وانْتَظَمَ الصَّيْدَ: طَعَنَه أَوْ رَمَاهُ حَتَّى يُنْفِذَه، وقِيلَ: لاَ يُقالُ انْتَظَمَه حَتَّى يَجْمَعَ رَمْيَتَيْنِ بِسَهْمٍ أَوْ رُمحٍ. والنَّظْمَةُ: كَوَاكِبُ الثُّرَيَّا، عَن ابنِ الأَعرابِيّ. وتَنَظَّمَ الكَلاَمَ وانْتَظَمَه: نَظَمَه. وهَذَانِ البَيْتَانِ يَنْتَظِمُهما مَعْنًى وَاحِدٌ. وجَاءَ نِظَامٌ من جَرَادٍ، أَي: صَفٌّ. ونَظَمَتِ النَّحْلَةُ: قبلَتِ اللِّقَاحَ، وخَرْدَلَتْ لم تَقْبَلْه. ورجلٌ نَظَّامٌ، ونِظِّيمٌ، كَشَدَّادٍ، وسِكِّيتٍ: كَثِيرُ نَظْمِ الشِّعْرِ. ونَظْمُ القُرآنِ: لَفْظُه، وهِيَ العِبَارةُ الَّتِي تَشْتَمِلُ عَلَيْهَا المَصَاحِفُ صِيغَةً ولُغَة.
المعجم: تاج العروس

رقب

المعنى: في أَسماءِ اللّه تعالى: الرَّقِيبُ: وهو الحافظُ الذي لا يَغيبُ عنه شيءٌ؛ فَعِيلٌ بمعنى فاعل.وفي الحديث: ارْقُبُوا مُحَمَّداً في أَهل بيته أَي احفَظُوه فيهم. وفي الحديث: ما مِن نَبيٍّ إِلاّ أُعْطِيَ سبعةَ نُجَباءَ رُقَباءَ أَي حَفَظَة يكونون معه. والرَّقيبُ: الحَفِيظُ.ورَقَبَه يَرْقُبُه رِقْبةً ورِقْباناً، بالكسر فيهما، ورُقُوباً، وترَقَّبَه، وارْتَقَبَه: انْتَظَرَه ورَصَدَه.والتَّرَقُّبُ: الانتظار، وكذلك الارْتِقابُ. وقوله تعالى: ولم تَرْقُبْ قَوْلي؛ معناه لم تَنتَظِرْ قولي. والتَّرَقُّبُ: تَنَظُّرُ وتَوَقُّعُ شيءٍ.ورَقِيبُ الجَيْشِ: طَلِيعَتُهم. ورَقِيبُ الرجُلِ: خَلَفُه من ولدِه أَو عشِيرتِه. والرَّقِيبُ: المُنْتَظِرُ. وارْتَقَبَ: أَشْرَفَ وعَلا.والمَرْقَبُ والمَرْقَبةُ: الموضعُ المُشْرِفُ، يَرْتَفِعُ عليه الرَّقِيبُ، وما أَوْفَيْتَ عليه من عَلَمٍ أَو رابِيةٍ لتَنْظُر من بُعْدٍ. وارْتَقَبَ المكانُ: عَلا وأَشْرَف؛ قال: بالجِــــــــدِّ حيــــــــثُ ارْتَقَبَـــــــتْ مَعْـــــــزاؤُه أَي أَشْرَفَتْ؛ الجِدُّ هنا: الجَدَدُ من الأَرض.شمر: المَرْقَبة هي المَنْظَرةُ في رأْسِ جبلٍ أَو حِصْنٍ، وجَمْعه مَراقِبُ. وقال أَبو عمرو: المَراقِبُ: ما ارتَفَعَ من الأَرض؛ وأَنشد: ومَرْقَبـــــــةٍ كـــــــالزُّجِّ، أَشـــــــْرَفْتُ رأْســــــَها، أُقَلِّـــــــبُ طَرْفــــــي فــــــي فَضــــــاءٍ عَريــــــضِ ورَقَبَ الشيءَ يَرْقُبُه، وراقَبَه مُراقَبةً ورِقاباً: حَرَسَه، حكاه ابن الأَعرابي، وأَنشد: يُراقِــــــــبُ النَّجْــــــــمَ رِقــــــــابَ الحُـــــــوتِ يَصِفُ رَفِيقاً له، يقول: يَرْتَقِبُ النَّجْمَ حِرْصاً على الرَّحِيلِ كحِرْصِ الحُوتِ على الماءِ؛ ينظر النَّجْمَ حِرْصاً على طُلوعِه، حتى يَطْلُع فيَرْتَحِلَ.والرِّقْبةُ: التَّحَفُّظُ والفَرَقُ.ورَقِيبُ القومِ: حارِسُهم، وهو الذي يُشْرِفُ على مَرْقَبةٍ ليَحْرُسَهم. والرَّقِيبُ: الحارِسُ الحافِظُ. والرَّقَّابةُ: الرجُل الوَغْدُ، الذي يَرْقُب للقوم رَحْلَهم، إذا غابُوا. والرَّقِيبُ: المُوَكَّل بالضَّريبِ. ورَقِيبُ القِداحِ: الأَمِينُ على الضَّريبِ؛ وقيل: هو أَمِينُ أَصحابِ المَيْسِرِ؛ قال كعب بن زهير: لهــــــــا خَلْــــــــفَ أَذْنابِهــــــــا أَزْمَلٌــــــــ، مكــــــــانَ الرَّقِيـــــــبِ مـــــــن الياســـــــِرِينا وقيل: هو الرجُلُ الذي يَقُومُ خَلْفَ الحُرْضَة في المَيْسِرِ، ومعناه كلِّه سواءٌ، والجمعُ رُقَباءُ. التهذيب، ويقال: الرَّقِيبُ اسمُ السَّهْمِ الثالِثِ من قِدَاحِ المَيْسِرِ؛ وأَنشد: كَمَقَاعِــــدِ الرُّقَبـــاءِ للضـــُّ_رَباءِ، أَيْـــديهِمْ نَواهِـــدْ قال اللحياني: وفيه ثلاثةُ فُروضٍ، وله غُنْمُ ثلاثةِ أَنْصِباء إِن فَازَ، وعليه غُرْمُ ثلاثةِ أَنْصِباءَ إِن لم يَفُزْ. وفي حديث حَفْرِ زَمْزَم: فغارَ سَهُمُ اللّهِ ذي الرَّقِيبِ؛ الرَّقِيبُ: الثالِثُ من سِهام الميسر. والرَّقِيبُ: النَّجْمُ الذي في المَشْرِق، يُراقِبُ الغارِبَ. ومنازِلُ القمرِ، كل واحدٍ منها رَقِيبٌ لِصاحِبِه، كُلَّما طَلَع منها واحِدٌ سقَطَ آخر، مثل الثُّرَيَّا، رَقِيبُها الإِكلِيلُ إذا طَلَعَتِ الثُّرَيَّا عِشاءً غابَ الإِكليلُ وإِذا طَلَع الإِكليلُ عِشاءً غابَت الثُّرَيَّا. ورَقِيبُ النَّجْمِ: الذي يَغِيبُ بِطُلُوعِه، مثل الثُّرَيَّا رَقِيبُها الإِكليلُ؛ وأَنشد الفراء: أَحَقّـــــاً، عبـــــادَ اللّهـــــ، أَنْ لَســـــْتُ لاقِيـــــاً بُثَيْنَــــــةَ، أَو يَلْقَــــــى الثُّرَيَّــــــا رَقِيبُهــــــا؟ وقال المنذري: سمعت أَبا الهيثم يقول: الإِكليلُ رَأْسُ العَقْرَبِ.ويقال: إِنَّ رَقِيبَ الثُرَيَّا من الأَنْواءِ الإِكليلُ، لأَنه لا يَطْلُع أَبداً حتى تَغِيبَ؛ كما أَنَّ الغَفْرَ رَقِيبُ الشَّرَطَيْنِ، لا يَطْلُع الغَفْرُ حتى يَغِيبَ الشَّرَطانِ؛ وكما أَن الزُّبانيَيْن رَقِيبُ البُطَيْنِ، لا يَطْلُع أَحدُهما إلا بِسُقُوطِ صاحِبِه وغَيْبُوبَتِه، فلا يَلْقَى أَحدُهما صاحبَه؛ وكذلك الشَّوْلَةُ رَقِيبُ الهَقْعَةِ، والنَّعائِمُ رَقِيبُ الهَنْعَةِ، والبَلْدَة رَقِيبُ الذِّرَاعِ. وإِنما قيلَ للعَيُّوق: رَقِيبُ الثُّرَيَّا، تَشْبِيهاً برَقِيبِ المَيْسِرِ؛ ولذلك قال أَبو ذؤيب: فوَرَدْنَ، والعَيُّوقُ مَقْعَد رابئِ الضُّ_رَباءِ، خَلْفَ النَّجْمِ، لا يَتَتَلَّع النَّجْمُ ههنا: الثُّرَيَّا، اسمٌ عَلَم غالِبٌ. والرَّقِيب: نَجْمٌ من نُجومِ المَطَرِ، يُراقبُ نجْماً آخَر.وراقبَ اللّهَ تعالى في أَمرِهِ أَي خافَه.وابنُ الرَّقِيبِ: فَرَسُ الزِّبْرقان بن بَدْرٍ، كأَنه كان يُراقِبُ الخَيْلَ أَن تَسْبِقَه.والرُّقْبى: أَن يُعْطِيَ الإِنسانُ لإِنسانٍ داراً أَو أَرْضاً، فأَيهما ماتَ، رَجَعَ ذلك المالُ إِلى وَرَثَتِهِ؛ وهي من المُراقَبَة، سُمِّيَتْ بذلك لأَن كلَّ واحدٍ منهما يُراقِبُ مَوْتَ صاحبِه. وقيل: الرُّقْبَى: أَن تَجْعَلَ المَنْزِلَ لفُلانٍ يَسْكُنُه، فإِن ماتَ، سكَنه فلانٌ، فكلُّ واحدٍ منهما يَرْقُب مَوْتَ صاحبِه.وقد أَرْقَبه الرُّقْبَى، وقال اللحياني: أَرْقَبَه الدارَ: جَعَلَها لَه رُقْبَى، ولِعَقبِه بعده بمنزلةِ الوقفِ. وفي الصحاح: أَرْقَبْتُه داراً أَو أَرضاً إذا أَعطيتَه إِياها فكانت للباقي مِنْكُما؛ وقُلْت: إِن مُتُّ قَبْلَك، فهي لك، وإِن مُتَّ قَبْلِي، فهي لِي؛ والاسمُ الرُّقْبى: وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم، في العُمْرَى والرُّقْبَى: انها لمن أُعْمِرَها، ولمن أُرْقِبَها، ولوَرَثَتِهِما من بعدِهِما. قال أَبو عبيد: حدثني ابنُ عُلَيَّة، عن حجَّاج، أَنه سأَل أَبا الزُّبَيْرِ عن الرُّقْبَى، فقال: هو أَن يقول الرجل للرجل، وقد وَهَبَ له داراً: إِنْ مُتَّ قَبْلِي رَجَعَتْ إِليَّ، وإِن مُتُّ قَبْلَك فهي لك. قال أَبو عبيد: وأَصلُ الرُّقْبَى من المُراقَبَة، كأَنَّ كلَّ واحدٍ منهما، إِنما يَرْقُبُ موت صاحِبِه؛ أَلا ترى أَنه يقول: إِنْ مُتَّ قَبْلي رَجَعَتْ إِليَّ، وإِنْ مُتُّ قَبْلَك فهي لك؟ فهذا يُنْبِئك عن المُراقَبة. قال: والذي كانوا يُريدون من هذا أَن يكون الرَّجُلُ يُريدُ أَنْ يَتَفَضَّل على صاحِبِه بالشيءِ، فَيَسْتَمْتِعَ به ما دامَ حَيّاً، فإِذا ماتَ الموهوبُ له، لم يَصِلْ إِلى وَرَثَتِهِ منه شيءٌ، فجاءَتْ سُنَّةُ النَّبِيِّ، صلى اللّه عليه وسلّم، بنَقْضِ ذلك، أَنه مَنْ مَلَك شيئاً حَيَاتَه، فهُو لوَرَثَتِهِ من بَعْدِه. قال ابن الأَثير: وهي فُعْلى من المُراقَبَةِ. والفُقهاءُ فيها مُختَلِفون: منهم مَنْ يَجْعَلُها تَمْلِيكاً، ومنهم مَنْ يَجْعَلُها كالعارِيَّة؛ قال: وجاء في هذا الباب آثارٌ كثيرةٌ، وهي أَصْلٌ لكُلِّ مَنْ وَهَبَ هِبَةً، واشترط فيها شرطاً أَنَّ الهِبَة جائزةٌ، وأَنَّ الشرط باطِلٌ.ويقال: أَرْقَبْتُ فلاناً داراً، وأَعْمَرْتُه داراً إذا أَعْطَيْته إِيَّاها بهذا الشرط، فهو مُرْقَب، وأَنا مُرْقِبٌ.ويقال: وَرِثَ فلانٌ مالاً عن رِقْبَةٍ أَي عن كلالةٍ، لم يَرِثْهُ عن آبائِه؛ وَوَرِثَ مَجْداً عن رِقْبَةٍ إذا لم يكن آباؤُهُ أَمْجاداً؛ قال الكميت: كـــــان الســـــَّدَى والنَّـــــدى مَجْـــــداً ومَكْرُمَــــةً، تلـــــك المَكـــــارِمُ لــــم يُــــورَثْنَ عــــن رِقَــــبِ أَي وَرِثَها عن دُنىً فدُنىً من آبائِهِ، ولم يَرِثْهَا من وراءُ وراءُ. والمُراقَبَة، في عَرُوضِ المُضارِعِ والمُقْتَضَبِ، أَن يكون الجُزْءُ مَرَّةً مَفاعِيلُ ومرَّة مفاعِلُنْ؛ سمي بذلك لأَن آخرَ السَّببِ الذي في آخِرِ الجزءِ، وهو النُّونُ من مَفاعِيلُن، لا يثبت مع آخِر السَّببِ الذي قَبْلَه، وهو الياءُ في مَفاعِيلُن، وليست بمعاقَبَةٍ، لأَنَّ المُراقَبَة لا يَثْبُت فيها الجزآن المُتراقِبانِ، وإِنما هو من المُراقَبَة المُتَقَدّمة الذِّكْر، والمُعاقَبة يَجْتمعُ فيها المُتعاقِبانِ.التهذيب، الليث: المُراقَبَة في آخِرِ الشِّعْرِ عند التَّجْزِئَة بين حَرْفَيْنِ، وهو أَن يَسْقُط أَحدهما، ويَثْبُتَ الآخَرُ، ولا يَسْقُطانِ مَعاً، ولا يَثْبُتان جَمِيعاً، وهو في مَفاعِيلُن التي للمُضارع لا يجوز أَن يتمَّ، إِنما هو مَفاعِيلُ أَو مَفاعِلُنْ.والرَّقِيبُ: ضَرْبٌ من الحَيَّاتِ، كأَنه يَرْقُب مَن يَعَضُّ؛ وفي التهذيب: ضَرْبٌ من الحَيَّاتِ خَبيث، والجمعُ رُقُبٌ ورقِيباتٌ.والرَّقِيب والرَّقُوبُ مِن النِّساءِ: التي تُراقِبُ بَعْلَها لِيَمُوت، فَتَرِثَه.والرَّقُوبُ مِنَ الإِبِل: التي لا تَدْنُو إِلى الحوضِ من الزِّحامِ، وذلك لكَرَمِها، سُميت بذلك، لأَنها تَرقبُ الإِبِلَ، فإِذا فَرَغْنَ مِنْ شُرْبِهنّ، شَربَت هي. والرَّقُوبُ من الإِبل والنِّساءِ: التي لا يَبْقَى لها وَلَدٌ؛ قال عبيد: لأَنهـــــــــــــا شـــــــــــــَيْخَةٌ رَقُـــــــــــــوبُ وقيل: هي التي ماتَ وَلَدُها، وكذلك الرجُل؛ قال الشاعر: فلـــــم يَـــــرَ خَلْـــــقٌ قَبْلَنــــا مثــــلَ أُمنــــا، ولا كأَبِينــــــــا عاشــــــــَ، وهـــــــو رَقُـــــــوبُ وفي الحديث أَنه قال: ما تَعُدُّون الرَّقُوبَ فيكم؟ قالوا: الذي لا يَبْقى لَه ولَد؛ قال: بل الرَّقُوبُ الذي لم يُقَدِّم من وَلَدِهِ شيئاً.قال أَبو عبيد: وكذلك معناه في كلامِهِم، إِنما هو عَلى فَقْدِ الأَوْلادِ؛ قال صخر الغيّ: فَمَــــــــا إِنْ وَجْــــــــدُ مِقْلاتٍــــــــ، رَقُــــــــوبٍ بوَاحِــــــــــدِها، إذا يَغْــــــــــزُو، تُضــــــــــِيفُ قال أَبو عبيد: فكان مَذْهَبُه عندهم على مَصائِب الدنيا، فجَعَلَها رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، على فَقْدِهِم في الآخرة؛ وليس هذا بخلافِ ذلك في المعنى، ولكنه تحويلُ الموضع إِلى غيرِه، نحو حديثه الآخر: إِنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دينَه؛ وليس هذا أَن يكونَ من سُلِبَ مالَه، ليس بمحْروبٍ. قال ابن الأَثير: الرَّقُوبُ في اللغة: الرجل والمرأَة إذا لم يَعِشْ لهما ولد، لأَنه يَرْقُب مَوْتَه ويَرْصُدُه خَوفاً عليه، فنَقَلَه النبيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى الذي لم يُقَدِّم من الولد شيئاً أَي يموتُ قبله تعريفاً، لأَن الأَجرَ والثوابَ لمن قَدَّم شيئاً من الولد، وأَن الاعتِدادَ به أَعظم، والنَّفْعَ به أَكثر، وأَنَّ فقدَهم، وإِن كان في الدنيا عظيماً، فإِنَّ فَقْدَ الأَجرِ والثوابِ على الصبرِ، والتسليم للقضاءِ في الآخرة، أَعظم، وأَنَّ المسلم وَلَدُه في الحقيقة من قَدَّمه واحْتَسَبَه، ومن لم يُرزَق ذلك، فهو كالذي لا وَلدَ له؛ ولم يقله، صلى اللّه عليه وسلم، إِبطالاً لتفسيره اللغوي، إِنما هو كقولِه: إِنما المَحْروبُ مَن حُرِبَ دينَه، ليس على أَن من أُخِذَ مالُه غيرُ مَحْروبٍ.والرَّقَبَةُ: العُنُقُ؛ وقيل: أَعلاها؛ وقيل: مُؤَخَّر أَصْلِ العُنُقِ، والجمعُ رَقَبٌ ورَقَباتٌ، ورِقابٌ وأَرْقُبٌ، الأَخيرة على طَرْح الزائِدِ؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: تَـــــرِدْ بنـــــا، فـــــي ســـــَمَلٍ لـــــم يَنْضـــــُبِ منهــــــــا، عِرَضـــــــناتٌ، عِظـــــــامُ الأَرْقُـــــــبِ وجعلَه أَبو ذُؤَيْب للنحلِ، فقال: تَظَلُّـــــ، علـــــى الثَّمْـــــراءِ، منهـــــا جَوارِســــٌ، مَراضـــــيعُ، صـــــُهْبُ الريشـــــِ، زُغْـــــبٌ رِقابُهــــا والرَّقَب: غِلَظُ الرَّقَبة، رَقِبَ رَقَباً.وهو أَرْقَب: بَيْنَ الرَّقَب أَي غليظُ الرَّقَبة، ورَقَبانيٌّ أَيضاً على غير قياسٍ. والأَرْقَبُ والرَّقَبانيُّ: الغليظُ الرَّقَبَة؛ قال سيبويه: هو من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَب، والعَربُ تُلَقِّبُ العَجَمَ بِرِقابِ المَزاوِد لأَنهم حُمْرٌ.ويقال للأَمَةِ الرَّقَبانِيَّةِ: رَقْباءُ لا تُنْعَتُ به الحُرَّة.وقال ابن دريد: يقال رجلٌ رَقَبانٌ ورَقَبانيٌّ أَيضاً، ولا يقال للمرأَة رَقَبانِيَّة.والمُرَقَّبُ: الجلدُ الذي سُلِخَ من قِبَلِ رَأْسِه ورَقَبتِه؛ قال سيبويه: وإِنْ سَمَّيْتَ بِرَقَبة، لم تُضِفْ إِليه إِلاّ على القياسِ.ورَقَبَه: طَرَحَ الحَبْلَ في رَقَبَتِه.والرَّقَبةُ: المملوك. وأَعْتَقَ رَقَبةً أَي نَسَمَةً. وفَكَّ رقَبةً: أَطْلَق أَسيراً، سُمِّيت الجملة باسمِ العُضْوِ لشرفِها. التهذيب: وقوله تعالى في آية الصدقات: والمُؤَلَّفةِ قلوبُهم وفي الرقابِ؛ قال أَهل التفسير في الرقابِ إِنهم المُكاتَبون، ولا يُبْتَدَأُ منه مملوك فيُعْتَقَ. وفي حديث قَسْم الصَّدَقاتِ: وفي الرِّقابِ، يريدُ المُكاتَبين من العبيد، يُعْطَوْنَ نَصِيباً من الزكاةِ، يَفُكون بهِ رِقابَهم، ويَدفعونه إِلى مَوالِيهم.الليث يقال: أَعتق اللّهُ رَقَبَتَه، ولا يقال: أَعْتَقَ اللّه عُنُقَه. وفي الحديث: كأَنما أَعْتَقَ رَقَبةً. قال ابن الأَثير: وقد تكَرَّرَتِ الأَحاديث في ذكر الرَّقَبة، وعِتْقِها وتحريرِها وفَكِّها، وهي في الأَصل العُنُق، فجُعِلَتْ كِنايةً عن جميع ذاتِ الإِنسانِ، تَسْمية للشيءِ ببعضِه، فإِذا قال: أَعْتِقْ رَقَبةً، فكأَنه قال: أَعْتِقْ عبداً أَو أَمَة؛ ومنه قولُهم: دَيْنُه في رَقَبَتِه. وفي حديث ابنِ سِيرين: لَنا رِقابُ الأَرضِ، أَي نَفْس الأَرضِ، يعني ما كان من أَرضِ الخَراجِ فهو للمسلمين، ليس لأَصحابهِ الذين كانوا فيه قَبْلَ الإِسلامِ شيءٌ، لأَنها فُتِحَتْ عَنْوَةً. وفي حديث بِلالٍ: والرَّكائِب المُناخَة، لكَ رِقابُهُنَّ وما عليهِنَّ أَي ذَواتُهنَّ وأَحمالُهنّ. وفي حديث الخَيْلِ: ثم لمْ يَنْسَ حَقَّ اللّه في رِقابِها وظُهورِها؛ أَراد بحَقِّ رِقابِها الإِحْسانَ إِليها، وبحَقِّ ظُهورِها الحَمْلَ عليها.وذُو الرُّقَيْبة: أَحدُ شُعراءِ العرب، وهو لَقَب مالِكٍ القُشَيْرِيِّ، لأَنه كان أَوْقَصَ، وهو الذي أَسَرَ حاجبَ بن زُرارة يَوْمَ جَبَلَة. والأَشْعَرُ الرَّقَبانيُّ: لَقَبُ رجلٍ من فُرْسانِ العَرَب. وفي حديث عُيَينة بنِ حِصْنٍ ذِكْرُ ذي الرَّقِيبة وهو، بفتح الراءِ وكسرِ القافِ، جَبَل بخَيْبَر.
المعجم: لسان العرب

ضَرَبَ

المعنى: الشيءُ ـِ ضَرْباً، وضَرَباناً: تَحرَّكَ. وـ القلبُ: نَبَضَ. وـ العِرْقُ: هاجَ دَمُه واختلَجَ. وـ الضِّرْسُ أو نحوه: اشتدّ وجعُه وأَلَمه. وـ الرجلُ في الأرض: ذهب وأبعد. وفي التنزيل العزيز: {وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}. وـ نهض وأسرع في السير. وـ في الماء: سبَح. وـ في الأمر بسهمٍ ونحوه: شارك فيه. وـ عن الأمر: كفَّ وأعْرَضَ. وـ اللونُ إلى اللون: مالَ. وـ بيده إلى كذا: أَهْوَى. وـ إليه: أَشَارَ. وـ على المكتوب وغيره: خَتَمَ. وـ النومُ على أذُنه: غَلَبه. وـ فلانٌ على يدِ فلانٍ: أَمْسَكَ وقَبَضَ. وـ على فلانٍ: أفسد عليه أَمْرَه. ويقال: ضَرَب القاضي على يَدِ فلانٍ: حَجَر عليه ومنعه التصرف. وـ بالسيف وغيره: أَوْقَع. وـ الدهر بين القوم: فرَّق وباعد. وـ أفسد. وـ الشيء ضَرْباً، وتَضْراباً: أصابَه وصَدَمَه. يقال: ضربَ به الأرض. ويقال: ضرَب به عُرض الحائط: أهْمَلَه وأَعْرَض عنه احتقاراً. وـ فلاناً وغيره بكذا: أَوْقَعَه عليه. وـ جَلَدَه. وفي التنزيل العزيز: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ}. وـ العقربُ فلاناً وغيْرَه بإبرتها: لَدَغَتْهُ. وـ الخاتَمَ ونحوَهُ من الحلي والمعادن: صاغَه. وـ الدرهم ونحوه: سكَّه وطَبَعَه. وـ له مثلاً: ذَكَرَهُ له ومثَّلَ له به. وفي التنزيل العزيز: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ}. وـ الحاسبُ عدداً في آخر: كرَّره بقدر آحاد الآخَر. وـ له أجلاً أو موعِداً: حدَّدَه وعَيَّنَه. وـ له في مالِهِ أو غيره سهماً أو نصيباً: جعَلَهُ لهُ وَعيَّنَهُ. وـ فَرَضَهُ. وـ الخيمة ونحوها: نَصَبَها. ويقال: ضَرَبَ الليلُ بظلامه: أقْبَل وخيَّم. وـ عليه الحِصار أو النِّطاق: حاطه به وضَيَّق عليه. ويقال: ضرَبَ عليه الذِّلَّة ونحوها. وفي التنزيل العزيز: {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ}. وـ الشيءَ عليه: أَلْزَمَهُ إياه. يقال: ضرَب عليه خَرَاجاً ونحوه: فرضه وقدَّره. وـ الشيء بالشيء: خلطه ومزجه. وـ الرزّ: قشره. (محدثة). وـ بذقنه الأرض: أطْرَق جُبناً أو استحياء. وـ له الأرض كلها: طلبه في كل مكان. وـ الرقْم القياسي في الرَّبع أو العَدْو مثلاً: تعدَّاه إلى رقْم جديد لم يبْلغه أحد. (محدثة). و(انظر: رقم).؛(ضَرِبَ) ـَ ضَرَباً: أصابه البردُ أو غيرهُ فضرَّه. وـ الأرضُ وغيرها: أصابها الضَّريب. وـ الحيوانُ: اتسَعَ جوفُه وعَظُمَ بطنُه.؛(ضَرُبَتْ) يدُه ـُ ضَرَابَةً: جَادَ ضرْبُها.؛(أَضْرَبَ) في المكان: أقامَ ولم يَبْرَحْ. وـ سكنَ لا يتحرَّكُ. وـ أطرقَ. وـ العمَّال ونحوهم: كفُّوا عن العمل حتَّى تُجاب مطالبهم. (محدثة). وـ عنه: أعرض. وـ الخُبْزُ: نَضِجَ وآنَ له أن يُنْفَضَ عنه رَمادُه وترابُه. وـ القومُ وغيرهم: وَقَعَ عليهم الضَّرِيبُ: الصَّقِيعُ. وـ البردُ أو الريحُ النباتَ وغيرَه: اشتدَّ عليه.؛(ضَارَبَهُ) مُضارَبَةً، وضِرَاباً: ضرَب كل منهما الآخر. وـ غالَبَه وباراهُ في الضرب. وـ لفلان: في ماله: اتَّجَرَ له فيه، أو اتَّجَرَ فيه على أنَّ له حِصَّةً معيَّنةً من ربحِهِ. وـ في السوق: اشترى في الرُّخْص وتربَّص حتى يرتفع السعر ليبيع، وقد يهبط فتحدث الخسارة. (محدثة).؛(ضَرَّبَ): مبالغة في ضرب. وـ فُلانٌ: شَرِبَ الضَّريب من اللبن ونحوه. وـ تعرَّضَ للصَّقيع. وـ عينه: غارت. وـ الشيءَ بالشيء: خَلَطَه ومَزَجَه. وـ بينَ القوم: أغرى بعضَهم ببعض. وـ المُضَرَّبَةَ: خاطَها.؛(اضْطَرَبَ): تحرَّك على غير انتظام وضَرَبَ بعضُه بعضاً. وـ البحرُ ونحوه: تَمَوَّجَ. وـ الأمرُ: اختَلَّ. وـ الشيءُ: طالَ مع رَخَاوَةٍ فاهتزَّ. ويقال: اضطرَبَ الحبْلُ بينهم: اختلفت كلمتُهم وتبايَنَتْ آراؤُهُمْ. وـ القومُ: تضاربوا.؛(تَضَارَبَا): ضربَ كلٌّ منهما الآخر. ويقال: تضاربا بكذا. وـ الآراءُ ونحوها: تبايَنَت واختلَفَتْ.؛(تَضَرَّبَ): تحَرَّكَ وتموَّجَ.؛(اسْتَضْرَبَ) العَسَلُ: غَلُظ.؛(الإضْرَابُ): مصدرُ أَضرَبَ. وـ في العُرف: الكفُّ عن عَمَل ما.؛(الضَّرْبُ): المِثْلُ والشكلُ. وـ الصِّنْفُ والنوع. وـ (في اصطلاح الحساب): تكرار عددٍ ما مرَّاتٍ بقدر ما في عدد آخر من الوحدات. (مج). وـ (في الأحياء): وحدة من وحدات التصنيف الصُّغْرى كالسلالة. (مج). وـ (في اصطلاح العروض): آخِرُ تفعيلة من المصراع الثاني منَ البيت. (ج) أضراب، وأَضْرُب، وضُرُوب. ورجلٌ ضَرْبٌ: خفيفُ اللحمِ ممشوقُ القَدّ، وماضٍ في الأمورِ خفيفٌ في قضاءِ الحاجة. ومطر ضَرْبٌ: خفيف. ودِرْهَمٌ ضَرْبٌ: مضروب.؛(الضَّرَبُ): العسل الأبيض الغليظ. القطعة منه: ضَرَبَةٌ.؛(الضَّرِبُ): الماهرُ في الضَّرْبِ.؛(الضَّرْبَةُ): الدَّفْعَةُ. وضَرْبَةُ الشَّمسِ: حالَةٌ مرضيةٌ حادةٌ تنشأُ من تأثير أشعة الشمس الحارَّة يصحبها هبوطٌ شديدٌ قد يكونُ قاتلاً إذا لم يُسعَف المريض. (مج).؛(الضَّرُوبُ): الكثيرُ الضَّرْبِ الشَّديدُه.؛(الضَّرِيبُ): الضَّروب. وـ المُضَارِبُ. وـ الموكَّلُ بقداح الميسر يضربُ بها. وـ الشبيه والنظيرُ. (ج) ضُرَباء، وأضْرَاب. وـ اللَّبَن الذي يُحلَب من عِدّة نوق أو نحوها في إناء واحد، أو الذي يُحْلَبُ بعضُه على بعض. وـ الصقيع.؛(الضَّرِيبَةُ): مؤنَّث الضَّرِيب. وـ المضروب بالسيف. وـ القطعة من الصُّوف أو الشعر أو القطن، تُنْقَشُ ثم تُدْرَجُ وتُشَدّ بخيطٍ ثم تُغْزَلُ. وـ الطبيعةُ والسَّجيَّة. وـ ما يُفرَض على المِلْكِ والعمل والدَّخل للدولة، وتختلفُ باختلافِ القوانين والأحوالِ. وـ مِنَ الأُرز: سبعة أَرادبّ. (مو). (ج) ضرائِبُ.؛(المُضَارَبَةُ): (في الشرع): عقدُ شركة في الرِّبح بمالٍ من رَجُلٍ وعَمَلٍ من آخرَ. وـ (في الاقتصاد): عملية من بيع أو شراء يقوم بها أشخاص خبيرون بالسوق للانتفاع من فروق الأسعار. (مج).؛(المِضْرَابُ): ما ضُرِبَ به. وـ الكثيرُ أو الشديدُ الضَّرْبِ. (ج) مَضاريبُ.؛(المِضْرَبُ): المِضْرَابُ. وـ الفُسْطاطُ العظيم. (ج) مَضَارِبُ.؛(المَضْرِبُ): مكان الضرْبِ أو زمانه. ومضرِبُ السَّيف: حَدُّه. ومَضْرِب الرُّزّ: مكانُ قَشرِه. (ج) مضارِبُ.؛(المُضَرَّبَةُ): كلُّ ما أُكْثِرَ تَضْرِيبُهُ بالخياطة. وـ كساءٌ أو غطاءٌ كاللحافِ ذو طاقيْن مخيطيْن خياطة كثيرة بينهما قطنٌ ونحوه.
المعجم: الوسيط

تلع

المعنى: تَلعَ النهارُ يَتْلَعُ تَلْعاً وتُلُوعاً وأَتْلَع: ارْتَفَعَ.وتَلَعَتِ الضُّحَى تُلُوعاً وأَتْلَعَت: انْبَسَطَت. وتَلَعُ الضُّحى: وقتُ تُلُوعِها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: أَأَنْ غَـــــــرَّدَتْ فـــــــي بَطـــــــنِ وادٍ حَمامـــــــةٌ بَكَيْتَــــــ، ولـــــم يَعْـــــذِرْكَ بالجَهْـــــلِ عـــــاذِرُ تَعــــــالَيْن فــــــي عُبْرِيّهـــــ، تَلَـــــعَ الضـــــُّحَى علــــــى فَنَنٍــــــ، قــــــد نَعَّمَتْـــــه الســـــَّرائر وتَلَع الظبْيُ والثَّوْرُ من كِناسه: أَخرج رأْسه وسَمَا بِجِيدِه.وأَتْلَع رأْسَه: أَطْلَعه فنظر؛ قال ذو الرُّمة: كمـــــا أَتْلَعَتْــــ، مــــن تَحْــــتِ أَرْطَــــى صــــَرِيمةٍ إِلـــــى نَبْـــــأَةِ الصـــــوْتِ، الظِّبــــاءُ الكَــــوانِسُ وتَلَع الرجلُ رأْسَه: أَخرجه من شيء كان فيه، وهو شِبْه طَلَع إِلا أَن طلَع أَعمّ. قال الأَزهري: في كلام العرب: أَتْلَع رأْسَه إذا أَطلَع وتَلَع الرأْسُ نفْسُه، وأَنشد بيت ذي الرمة.والأَتْلَعُ والتَّلِعُ والتَّلِيعُ: الطويلُ، وقيل: الطويلُ العُنُقِ، وقال الأَزهري في ترجمة بتع: والبَتِعُ الطويل العُنق، والتَّلِعُ الطويل الظهر. قال أَبو عبيد: أَكثر ما يراد بالأَتلع طويل العنق، وقد تَلِعَ تَلَعاً، فهو تَلِعٌ بيّن التَّلَعِ؛ وقول غَيلانَ الرَّبَعِي: يَسْتَمْســــــــِكُونَ، مـــــــن حِـــــــذارِ الإِلْقـــــــاء بتَلِعـــــــــــاتٍ كجُـــــــــــذُوعِ الصِّيصـــــــــــاء يعني بالتّلِعات هنا سُكّانات السُّفُن؛ وقوله من حِذار الإِلقاء أَراد من خَشْية أَن يقَعُوا في البحر فيَهْلِكوا؛ وقوله كجُذُوعِ الصِّيصاء أَي أَن قُلُوعَ هذه السفينة طويلة حتى كأَنها جُذُوع الصّيصاء وهو ضرب من التمر نَخْلُه طِوالٌ. وامرأَة تَلْعاء بيِّنة التلَعِ، وعُنق أَتْلَع وتَلِيعٌ، فيمن ذكَّر: طويلٌ، وتَلْعاء فيمن أَنَّث؛ قال الأَعشى: يـومَ تُبْـدِي لنـا قُتَيْلـةُ عـن جِي_دٍ تَلِيعٍـ، تَزِينُـه الأَطْـواقُ وقيل: التَّلَعُ طُوله وانْتِصابه وغِلَظُ أَصلِه وجَدْلُ أَعْلاه.والأَتْلَع أَيضاً والتَّلِعُ: الطويل من الادبَ ؛ قال: وعَلَّقُــــــوا فــــــي تَلِــــــعِ الــــــرأْسِ خَــــــدِبْ والأُنثى تَلِعةٌ وتَلْعاء. والتَّلِعُ: الكثير التَّلَفُّت حوْله، وقيل: تَلِيعٌ وسيِّد تَلِيعٌ وتَلِعٌ: رفِيعٌ. وتَتَلَّع في مَشْيِه وتَتالَع: مَدَّ عُنقَه ورفَع رأْسَه.وتتلَّع: مَدَّ عُنقَه للقيام. يقال: لزم فلان مكانه قعَد فما يَتتلَّع أَي فما يرفع رأْسه للنُّهوض ولا يريد البَراح. والتَّتلُّع: التقدُّم؛ قال أَبو ذؤيب: فوَرَدْنَ، والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابئ الضْ_ضُرَباء فوقَ النجْمِ، لا يَتتلَّعُ قال ابن بري: صوابه خلفَ النجم، وكذلك رواية سيبويه. وفي حديث عليّ: لقد أَتْلَعُوا أَعناقَهم إِلى أَمْرٍ لم يكونوا أَهلَه فوُقِصُوا دونه أَي رَفَعُوها. والتَّلْعةُ: أَرض مُرتفعة غَلِيظة يَتردَّدُ فيها السيْلُ ثم يَدْفع منها إِلى تَلْعةٍ أَسفل منها، وهي مَكْرَمةٌ من المَنابِت.والتَّلْعةُ: مَجْرَى الماء من أَعلى الوادي إِلى بُطون الأَرض، والجمع التِّلاعُ. ومن أَمثال العرب: فلان لايَمْنَع ذَنَبَ تَلْعة؛ يضرب للرجل الذليل الحقير. وفي الحديث: فيجيء مطر لا يُمْنَعُ منه ذَنَبُ تَلْعة؛ يريد كثرته وأَنه لا يخلو منه موضع. وفي الحديث: ليَضْرِبَنَّهم المؤمنون حتى لا يَمنَعُوا ذنَبَ تَلْعة. ابن الأَعرابي: ويقال في مثل: ما أَخاف إِلا من سيْل تَلْعَتي أَي من بني عمي وذوي قرابَتي، قال: والتَّلْعَةُ مَسيلُ الماء لأَن من نزل التلْعة فهو على خَطَر إِن جاء السيلُ جرَفَ به، قال: وقال هذا وهو نازل بالتلعة فقال: لا أَخاف إِلاَّ من مَأْمَني. وقال شمر: التِّلاعُ مَسايِلُ الماء يسيل من الأَسْناد والنِّجاف والجبال حتى يَنْصَبَّ في الوادي، قال: وتَلْعة الجبل أَن الماء يجيء فيخُدُّ فيه ويحْفِرُه حتى يَخْلُصَ منه، قال: ولا تكون التِّلاع إِلا في الصحارى، قال: والتلْعة ربما جاءت من أَبْعَد من خمسة فراسخ إِلى الوادي، فإِذا جرت من الجبال فوقعت في الصَّحارى حفرت فيها كهيئة الخَنادق، قال: وإِذا عظُمت التلْعة حتى تكون مثل نصف الوادي أَو ثُلُثَيْه فهي مَيْثاء. وفي حديث الحجاج في صفة المطر: وأَدْحَضت التِّلاعَ أَي جعلَتْها زَلَقاً تَزْلَق فيها الأَرجُل.والتلْعةُ: ما انهَبط من الأرض، وقيل: ما ارْتَفَع، وهو من الأَضْداد، وقيل: التَّلْعةُ مثل الرَّحَبةِ، والجمع من كل ذلك تَلْعٌ وتِلاعٌ؛ قال عارِق الطائي: وكُنَّــــــــا أُناســــــــاً دائِنيـــــــنَ بغِبْطـــــــةٍ يَســـــــِيلُ بِنـــــــا تَلْـــــــعُ المَلا وأَبـــــــارِقُهْ وقال النابغة: عَفـــــا ذو حُســـــاً مـــــن فَرْتَنـــــى فـــــالفَوارِعُ فَجَنْبـــــــا أَرِيكٍـــــــ، فـــــــالتِّلاعُ الــــــدَّوافِعُ حكى ابن بري عن ثعلب قال: دخلت على محمد بن عبد الله بن طاهر وعنده أَبو مُضَر أَخو أَبي العَمَيْثَلِ الأَعرابي فقال لي: ما التَّلْعةُ؟ فقلت: أَهل الرواية يقولون هو من الأَضداد يكون لما عَلا ولما سَفَل؛ قال الراعي في العلو: كــــــــدُخانِ مُرْتَجِــــــــلٍ بــــــــأَعْلى تَلْعـــــــةٍ غَرْثــــــــانَ ضــــــــَرَّمَ عَرْفَجــــــــاً مَبلُـــــــولا وقال زهير في الانهباط: وإِنــــــي مَــــــتى أَهْبِـــــطُ مـــــن الأَرضِ تَلْعـــــةً أَجِــــــدْ أَثَــــــراً قَبْلـــــي جَدِيـــــداً وعافِيـــــا قال: وليس كذلك إِنما هي مَسِيل ماء من أَعلى الوادي إِلى أَسفله، فمرة يُوصَفُ أَعلاها ومرة يوصف أَسفلها. وفي الحديث: أَنه كان يَبْدُو إِلى هذه التِّلاع؛ قيل في تفسيره: هو من الأَضداد يقع على ما انحدر من الأَرض وأَشْرَفَ منها. وفلان لا يُوثَقُ بسَيْل تَلْعَته: يوصف بالكذب أَي لا يوثقُ بما يقول وما يجيء به. فهذه ثلاثة أَمثال جاءت في التلْعةِ؛ وقول كثيِّر عَزَّةَ: بكـــــــــلِّ تِلاعـــــــــةٍ كالبَــــــــدْرِ لَمّــــــــا تَنَــــــــوَّرَ، واســــــــْتَقَلَّ علـــــــى الحِبـــــــالِ قيل في تفسيره: التِّلاعةُ ما ارتفع من الأَرض شبَّه الناقة به، وقيل: التلاعةُ الطويلةُ العُنُقِ المرتفِعَتُه والباب واحد. وتَلْعَةُ: موضع؛ قال جرير: أَلا رُبَّمـــــــا هـــــــاجَ التـــــــذَكُّرُ والهَـــــــوَى بتَلْعـــــــةَ، إِرْشـــــــاشَ الــــــدُّموعِ الســــــَّواجِم وقال أَيضاً: وقــــــد كــــــان فـــــي بَقْعـــــاء رِيٌّ لِشـــــائكُمْ وتَلْعـــــــةَ والجَوْفـــــــاء يَجْـــــــرِي غَــــــدِيرُها ويروى: وتَلْعـــــــةُ والجوفـــــــاءُ يجـــــــري غــــــديرها أَي يَطَّرِدُ عند هُبوب الرِّيح.ومُتالِعٌ، بضم الميم: جبل؛ قال لبيد: دَرَسَ المَنـــــــــــا بمُتــــــــــالِعٍ فأبــــــــــانِ بالحِبْســـــــِ، بيـــــــن البيـــــــدِ والســــــُّوبانِ وقال ابن بري عجزه: فتَقــــــــــادَمَت بــــــــــالحبْس فالســــــــــوبانِ أَراد المَنازِل فحذف وهو قبيح. قال الأَزهري: مُتالع جبل بناحية البحرين بين السَّوْدةِ والأَحْساء، وفي سَفْح هذا الجبل عين يَسيح ماؤه يقال له عين مُتالع.والتَّلَعُ شبيه بالتَّرَع: لُغَيّةٌ أَو لُثْغة أَو بدل. ورجل تَلِعٌ: بمعنى التَّرِعِ.
المعجم: لسان العرب

عوق

المعنى: رجل عَوْق: لا خير عنده، والجمع أَعْواق. ورجل عُوَق: جبان، هذَليَّة وعاقَهُ عن الشيء يَعُوقه عَوْقاً: صرفه وحبسه، ومنه التَّعْويقُ والاعْتِياق، وذلك إذا أَراد أَمراً فصرفه عنه صارفٌ، وأَصل عاقَ عَوَق ثم نُقل من فَعَل إِلى فَعُلٍ، ثم قلبت الواو في فَعُلْتُ أَلِفاً فصارَ عاقْتُ، فالتقى ساكنان: العين المعتلة المقلوبة أَلِفاً ولام الفعل، فحذفت العين لالتقائهما، فصار التقدير عَقْتُ، ثم نقلت الضمة إِلى الفاء لأَن أَصله قبل القلب فَعُلت فصار عُقْت، فهذه مراجعة أَصل إِلاَّ أَن ذلك الأَصل الأَقرب لا الأَبعد، أَلا ترى أَن أَول أَحوال هذه العين في صِيَغِه إِنما هو فتحة العين التي أُبدلت منها الضمة؟ وهذا كله تعليل ابن جني. وتقول: عاقَني عن الوجه الذي أَردتُ عائِقٌ وعاقَتْني العَوائِقُ، الواحدة عائقةٌ، قال: ويجوز عاقَني وعَقانِي بمعنى واحد. والتَّعْويقُ: تَرْبيث الناس عن الخير. وعَوَّقَه وتَعَوَّقه؛ الأَخيرة عن ابن جني، واعْتاقَه، كله:صرفه وحبسه.ورجل عُوَقَة وعُوَق وعَوِق أَي ذو تَعْوِيقٍ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، قال أَي ذو تَعْويقٍ للناس عن الخير وتربيث لأَصحابه لأَن علل الأُمور تحبسه عن حاجته؛ أَنشد ابن بري للأَخطل: مُوطَّــــــــأُ الـــــــبيتِ مَحْمـــــــودٌ شـــــــَمائلُه، عنــــــــد الحَمَالـــــــةِ، لا كَـــــــزُّ ولا عُـــــــوَقُ كذلك عَيّق، وقيل: عيِّق إتباع لضَيّق. يقال: عَوِقٌ لَوِقٌ وضَيّق لَيّق عَيّق. ورجل عُوَّق: تَعْتاقُه الأُمور عن حاجته؛ قال الهذلي: فِــــــدىً لِبَنــــــي لِحْيــــــان أُميـــــ، فـــــإِنهم أَطــــــاعوا رئيســــــاً منهــــــمُ غيـــــر عُـــــوَّقِ والعَوْق: الرجل الذي لا خير عنده؛ قال رؤبة: فَـــــــداك منهـــــــم كــــــلُّ عَــــــوْقٍ أَصــــــْلَدِ والعَوْق: الأَمر الشاغل. وعَوائِقُ الدهر: الشواغل من أَحداثه.والتَّعَوُّق: التَّثَبُّط. والتَّعْوِيقُ: التَّثْبيط. وفي التنزيل: قد يعلم الله المُعَوِّقين منكم؛ المُعَوِّقون: قوم من المنافقين كانوا يُثَبِّطون أَنصار النبي، صلى الله عليه وسلم، وذلك أَنهم قالوا لهم: ما محمدٌ وأَصحابه إِلاَّ أُكْلَةُ رأْسٍ، ولو كانوا لَحْماً لالتقمهم أَبو سفيان وحِزْبُه، فخلُّوهم وتعالوا إِلينا، فهذا تَعْويقُهم إِياهم عن نُصْرة النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو تَفْعِيل من عَاقَ يَعُوق؛ وأَما قول الشاعر: فلـــــــو أَنِّــــــي رَمَيْتُــــــكَ مــــــن قريبٍــــــ، لَعــــــاقَك، عــــــن دُعــــــاء الـــــذِّئبِ، عَـــــاقِ إِنما أَراد عائق فقلب، وقيل: هو على توهُّم عَقَوْته، وهو مذكور في موضعه.والعَيُّوقُ: كوكب أَحمر مضيء بِحِيالِ الثُّرَيّا في ناحية الشَّمال ويطلع قبل الجوزاء، سمي بذلك لأَنه يَعُوق الدَّبَران عن لقاء الثُّرَيّا، قال أَبو ذؤَيب: فَوَرَدْنَ، والعَيوقُ مَقْعَدَ رابئ ال_ضُرَباءِ، خَلْفَ النجمِ، لا يَتَتَلَّعُ قال سيبويه: لزمته اللام لأَنه عندهم الشيء بعينه، وكأَنه جعل من أُمَّةٍ كل واحد منها عَيُّوقٌ، قال: فإِن قلت هل هذا البناء لكل ما عَاقَ شيئاً؟ قيل: هذا بناءٌ خُصَّ به هذا النجمُ كالدَّبَران والسِّمَاكِ. وقال ابن الأَعرابي: هذا عَيُّوق طالعاً، فحذف الأَلف واللام وهو ينويهما فلذلك يبقى على تعريفه الذي كان عليه، وكذلك كل ما فيه الأَلف واللام من أَسماء النجوم والدَّراري، فلك أَن تحذفهما منه وأَنت تنويهما، فيبقى فيه تعريفه الذي كان مع الأَلف واللام، وقيل: الدَّبَرانُ نجم يلي الثرَيّا إذا طلع علم أَن الثُّرَيّا قد طلعت. قال الأَزهري: عَيُّوق فَيْعُول يحتمل أَن يكون بناؤه من عَوْق ومن عَيْق لأَنَّ الواو والياء في ذلك سواء؛ وأَنشد: وعانــــــــدَت الثُّرَيّــــــــا، بعـــــــد هَـــــــدْءٍ، مُعانــــــــدةً لهــــــــا العَيُّــــــــوقُ جَـــــــارَا قال الجوهري: العَيُّوق نجم أَحمر مضيء في طرف المَجَرَّة الأَيمن يتلو الثُّرَيّا لا يتقدمه، وأَصله فَيْعُول، فلما التقى الياء والواو والأُولى ساكنة صارتا ياءً مشددة.وتقول: ما عَاقتِ المرأَةُ عند زوجها ولا لاقَتْ أَي ما حَظِيَتْ عنده.قال الأَزهري: يقال ما لاقَتْ ولا عاقَتْ أَي لم تَلْصَق بقلبه، ومنه يقال: لاقَتِ الدَّواةُ أَي لَصِقَتْ، وأَنا أَلَقْتُها، كأَن عَاقَتْ إِتباع للاقَتْ؛ قال ابن سيده: وإِنما حملناه على الواو وإِن لم نعرف أَصله لأَن انقلاب الأَلف عن الواو عيناً أَكثر من انقلابها عن الياء، وروى شمر عن الأُموي: ما في سقائه عَيْقةٌ من الرُّبِّ؛ قال الأَزهري: كأَنه ذهب به إِلى قوله ما لاقَتْ ولا عاقَتْ، قال: وغيره يقول ما في نِحْيه عَيقةٌ ولا عَمَقَة.والعُوَاق والعَوِيقُ: صوت قُنْبِ الفرس، وقيل: هو الصوت من كل شيء، قال: هو العَوِيقُ والوَعيقُ؛ وأَنشد: إِذا مــــــا الرَّكْــــــبُ حــــــلَّ بـــــدارِ قـــــومٍ، ســـــــمعتَ لهـــــــا، إذا هَـــــــدَرَتْ، عُوَاقَـــــــا قال الأَزهري: قال اللحياني سمعت عَاقْ عَاقْ وعاقِ عاقِ وغَاقْ غَاقْ وغاقِ غاقِ لصوت الغراب، قال: وهو نُعَاقُه ونُغاقُه بمعنى واحد.وعُوق: اسم. قال الأَزهري: العُوقُ أَبو عُوج بنِ عُوق. وعُوق: موضع بالحجاز؛ قال الشاعر: فَعُــــوقٌ فَرُمَــــاحٌ فــــال_لِوَى مــــن أَهلــــه قَفْـــرُ قال ابن سيده: وعُوق موضع لم يُعَيَّن. والعَوَقَةُ: حي من اليمن؛ وأَنشد: إِنِّــــــي امْــــــرُؤٌ حَنْظَلِـــــيٌّ فـــــي أَرُومَتِهـــــا، لا مـــــــن عَتِيكٍـــــــ، ولا أَخــــــواليَ العَــــــوَقَهْ ويَعُوقُ: اسم ضم كان لِكنانَةَ عن الزجاج، وقيل: كان لقوم نوح، عليه السلام، وقيل: كان يُعْبد على زمن نوح، عليه السلام؛ قال الأَزهري: يقال إِنه كان رجلاً من صالحي زمانه قبل نوح، فلما مات جَزِعَ عليه قومُه فأَتاهم الشيطان في صورة إِنسان فقال: أُمَثِّله لكم في مِحْرابكم حتى تروه كلما صليتم، ففعلوا ذلك فتَمادَى ذلك بهم إِلى أَن اتخذوا على مثاله صنماً فعبدوه من دون الله تعالى، وقد ذكره الله في كتابه العزيز، وكذلك يُغُوث؛ بالغين المعجمة والثاء المثلثة، اسم صنم أَيضاً كان لقوم نوح، والياء فيهما زائدة، والله أَعلم.
المعجم: لسان العرب

زوج

المعنى: زوج : ( {الزَّوْجُ) للمرأَةِ: (البَعْلُ. و) للرَّجل: (} الزَّوْجَةُ) ، بالهاءِ، وَفِي (الْمُحكم) الرَّجُلُ {زَوْجُ المرأَةِ، وَهِي زَوْجُه} وزَوْجَتُه. وأَبَاها الأَصْمَعِيُّ بالهاءِ. وَزعم الكِسائيُّ عَن الْقَاسِم بن مَعْنٍ أَنه سَمِعَ من أَزْدِشَنُوءَةَ بغيرِ هَاءٍ (والكلامُ بالهاءِ) أَلاَ ترى أَنّ الْقُرْآن جاءَ بالتذكير: {6. 001 اسكن اءَنت {وزوجك الْجنَّة} (الْبَقَرَة: 35) هَذَا كلّه قولُ اللِّحْيَانيّ. قَالَ بعض النّحويّين: أَمّا الزَّوْجُ فأَهْلُ الحِجَازِ يَضَعونه للمذكّر والمؤنّث وَضْعاً وَاحِدًا، تَقول المرأَةُ هاذا} - زَوْجي، وَيَقُول الرجل: هاذه! زَوْجي. قَالَ تَعَالَى: {وَإِن أردتم  اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ} (النِّسَاء: 20) أَي امرأَةٍ مَكَان امرأَةٍ، وَفِي (المِصْباح) : الرَّجل: زَوْجُ المرأَةِ، وَهِي زَوْجُه أَيضاً. هاذه هِيَ اللُّغَةُ الْعَالِيَة، وَجَاء بهَا الْقُرْآن ...  وَالْجمع مِنْهُمَا {أَزواج. قَالَ أَبو حَاتِم: وأَهل نَجْد يَقُولُونَ فِي المرأَة:} زَوْجةٌ، بالهاءِ، وأَهلُ الحَرَمِ يتكلّمون بهَا. وعَكَسَ ابنُ السِّكِّيت فَقَالَ: وأَهلُ الْحجاز يَقُولُونَ للمرأَة: زَوْجٌ، بِغَيْر هاءٍ، وسائرُ الْعَرَب زوجةٌ بالهاءِ، وَجَمعهَا زَوْجَاتٌ. والفقهاءُ يقتصرون فِي الِاسْتِعْمَال عَلَيْهَا للإِيضاح وخَوْف لَبْسِ الذَّكَرِ بالأُنثى، إِذ لَو قيل: فَرِيضة فِيهَا زَوْجٌ وابنٌ، لم يُعْلَم أَذكرٌ أَم أُنْثى، اته. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: وَيُقَال أَيضاً: هِيَ {زَوجَتُه، واحْتَجَّ بقول الفَرَزْدَقِ: وإِنّ الْذي يَسْعَى يُحَرِّشُ} - زَوْجَتي كَسَاعٍ إِلى أُسْدِ الشَّرَى يَسْتَبِيلُهَا (و) الزَّوْج: (خلاف الفَرْدِ) . يُقَال زَوْجٌ أَو فَرْدٌ، كَمَا يُقَال: شَفْعٌ أَو وِتْر. (و) الزَّوْجُ: النَّمَطُ. وَقيل: الدِّيباجُ. قَالَ لَبيد: مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عِصِيَّهُ زَوْجٌ عليهِ كِلَّةٌ وقِرَامُها وَقَالَ بعضُهم: الزَّوْجُ هُنَا: (النَّمَطُ يُطْرَحُ على الهَوْدَجِ) . وَمثله فِي (الصّحاح) ، وأَنشد قَول لبيد. ويُشبِه أَن يكون سُمِّيَ بذالك لاشْتمال على مَا تَحتَه اشتمالَ الرَّجُلِ على المَرأَة. وهاذا لَيْسَ بقَوهيَ. (و) الزَّوْجُ (: اللَّوْنُ من الدِّيبَاج ونَحْوِه) . وَالَّذِي فِي (التَّهْذِيب) والزَّوج: اللَّوْنُ. قَالَ الأَعْشَى: وكُلُّ زَوْجٍ منَ الدِّيباجِ يَلْبَسُهُ أَبو قُدَامَه مَحْبُوًّا بِذاك مَعَا فتقييدُ المصنِّف بالدِّيباج وَنَحْوه غيرُ سديدٍ. وَقَوله تَعَالَى: {6. 001 وَآخر من  شكله {أَزواج} (ص: 58) قَالَ: مَعناه أَلْوانٌ وأَنواعٌ من العَذَاب. (وَيُقَال للاثنينِ: هما} زَوْجانِ، وهما زَوْجٌ) كَمَا يُقَال: هما سِيَّانِ، وهما سَوَاءٌ. وَفِي (الْمُحكم) : الزَّوْجُ: الاثنانِ. وَعِنْده {زَوْجَا نِعَالٍ،} وَزَوْجَا حَمامٍ يَعْنِي ذَكَرَيْنِ أَو أُنْثَيَينِ، وَقيل: يَعني ذَكَراً وأُنثى. وَلَا يُقَال: زَوْجُ حَمامٍ، لأَنّ الزَّوجَ هُنَا هُوَ الفَرْدُ وَقد أُولعت بِهِ العَامَّة. وَقَالَ أَبو بكر: العَامَّة تُخطِيءُ، فَتَظنُّ أَن الزَّوجَ اثنانِ، وَلَيْسَ ذالك من مَذَاهبِ العربِ، إِذ كَانُوا لَا يَتَكلَّمون {بالزَّوْجِ، مُوَحَّداً فِي مثل قَوْلهم: زَوْجُ حَمامٍ، ولاكنهم يُثَنُّونه فَيَقُولُونَ: عِنْدِي زَوْجَانِ من الحَمام، يَعنونَ ذَكراً وأُنثى؛ وَعِنْدِي} زَوْجَانِ من الخِفَافِ، يَعنونَ اليَمِينَ والشِّمَالَ، ويُوقِعونَ {الزَّوْجَينِ على الجِنْسَيْنِ المُختَلِفِيْنِ، نَحْو الأَسود والأَبيِض، والحُلْوِ والحَامِض، وَقَالَ ابْن شُمَيلٍ: الزَّوْج: اثنانِ، كُلُّ اثنينِ: زَوْجٌ. قَالَ: واشتريْت زَوْجينِ من خِفافٍ: أَي أَربعةً. قَالَ الأَزهريّ: وأَنكرَ النّحويّون مَا قَالَ. والزَّوْجُ: الفَرْدُ، عِنْدهم. وَيُقَال للرجلِ والمرأَةِ: الزَّوْجَانِ. قَالَ الله تَعَالَى: {6. 001 ثَمَانِيَة اءَزواج} (الأَنعام: 143) يُرِيد ثمانيةَ أَفرادٍ وَقَالَ هاذا هُوَ الصَّواب. والأَصلُ فِي الزَّوْج الصِّنْفُ والنَّوْعُ من كُلّ شيْءٍ، وكلُّ شَيْئينِ مُقْتَرِنَيْنِ: شَكْلَيْنِ كَانَا أَو نَقيضَيْنِ: فهما زَوجانِ، وكلّ واحدٍ مِنْهُمَا: زَوْجٌ. (} وَزَوَّجْتُه امرأَةً) ، يَتعَدَّى بِنَفسِهِ إِلى اثنينِ، فَتَزَوَّجَها: بِمَعْنى أَنْكَحْتُه امرأَةً فَنَكَحها. ( {وتَزَوَّجْتُ امرأَةً. و) } زَوَّجْتُه بامرأَةٍ. وتَزَوَّجْتُ (بهَا، أَو هاذه) تَعْدِيَتُها بالباءِ (قليلةٌ) ، نَقَله الجوهريّ عَن يُونُس. وَفِي (التَّهْذِيب) وَتقول الْعَرَب: {زَوَّجْتُه امرأَةً،} وتَزَوَّجْتُ امرأَةً، وَلَيْسَ من كَلَامهم: {تَزَوَّجْتُ بامْرَأَةً، وَلَا} زَوَّجْتُ مِنْهُ امرأَةً،  وَقَالَ الفَرّاءُ: {تَزَوَّجْتُ بامرأَة: لغةٌ فِي أَزْدِشَنُوءَةَ،} وتَزَوَّج فِي بني فُلان نَكَحَ فيهم. وَعَن الأَخفش: وتَجُوز زِيَادَةُ الباءِ فيُقال: {زَوَّجْتُه بامرأَةٍ، فَتَزَوَّج بهَا. (وامرأَةٌ} مِزْوَاجٌ: كثيرَةُ {التَّزَوُّجِ) } والتَّزَاوُجِ. و (كثيرَةُ {الزِّوَجَةِ) كعِنَبَة، (أَي الأَزْوَاجِ) ، إِشارة إِلى أَن جَمْعٌ للزَّوْج، فَقَوْل شيخِنَا: إِنّ الأَقْدَمينَ ذَكَرُوا فِي جمع الزَّوْج} زِوَجَةً كعِمَبَةٍ، وَقد أَغفله المصنِّفُ كالأَكْثَرِين، فِيهِ تأَمُّلٌ. (و) زَوَّجَ الشيءَ بالشيءِ وزَوَّجَه إِليه: قَرَنه. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَ { {زَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} (الدُّخان: 54) أَي (قَرَنّاهُم) وأَنشد ثَعْلَب: وَلَا يَلْبَثُ الفِتْيَانُ أَنْ يَتَفَرَّقُوا إِذا لَم} يُزَوَّجْ رُوحُ شَكْلٍ إِلى شَكْلٍ قَالَ شَيخنَا: وَفِيه إِيماءٌ إِلى أَنّ الْآيَة تكون شَاهدا لِمَا حَكَاهُ الفَرّاءُ، لأَن المرادَ مِنْهَا القِرَانُ لَا التَّزويجُ المعروفُ، لأَنه لَا تَزْويجَ فِي الجَنَّة. وَفِي (واعي اللُّغَة) لأَبي مُحَمَّد عبد الحقّ الأَزْديّ: كلُّ شَكْل قُرِنَ بِصَاحِبِهِ: فَهُوَ زَوجٌ لَهُ، يُقَال: {زَوَّجْت بَين الإِبلِ أَي قَرَنْت كلَّ واحدٍ بواحِدٍ. وَقَوله تَعَالَى: {6. 002 واذا النُّفُوس زوجت} (التكوير: 7) أَي قُرِنَتْ كلُّ شِيعةٍ بمَن شايَعتْ. وَقيل: قُرِنتْ بأَعمالها. وَلَيْسَ فِي الجَنَّةِ تَزْوِيجٌ. ولذالك أَدخَلَ الباءَ فِي قَوْله تَعَالَى: {} وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ} (و) قَالَ الزَّجّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {6. 002 احشروا الَّذين ظلمُوا واءَزواجهم} (الصافات: 22) (الأَزْوَاجُ: القُرَناءُ) والضُّرَبَاءُ والنُّضَرَاءُ. وَتقول: عِنْدِي من هاذا أَزْوَاجٌ: أَي أَمثالٌ. وكذالك {زَوْجَانِ من الخِفَافِ، أَي كلُّ واحدٍ نَظِيرُ صاحبِهِ. وكذالك الزَّوْجُ المَرْأَةُ، والزَّوْجُ المَرْءُ، قد تَنَاسَبا بعَقْدِ النِّكَاحِ. وَقَوله تَعَالَى: {6. 002 اءَو} يزوجهم ذكرانا واناثا} (الشورى: 50) أَي يقرنهم، وكل شَيْئَيْنِ اقْترن أَحدهمَا بالآخَر فهما زَوْجَانِ. قَالَ أَبو منصورٍ: أَراد {بالتَّزْوِيجِ التَّصْنِيفَ، والزَّوْج: الصِّنْف. والذَّكَرُ صِنْف، والأُنثى صِنْف. (} وتَزوَّجَه النَّومُ: خالَطَه) . ( {والزّاجُ: مِلْحٌ م) أَي مَعْرُوف. وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لَهُ الشَّبُّ اليَمَاني وَهُوَ من الأَدوية، وَهُوَ من أَخْلاط الحِبْر. (} والزِّيجُ، بِالْكَسْرِ: خَيْطُ البَنَّاءِ) كشَدّاد، وَهُوَ المِطْمَر، وهما (مُعَرَّبانِ، الأَول عَن زَاك، وَالثَّانِي عَن زِه، وَهُوَ الوَتَر؛ كَذَا فِي (شِفاءِ الغَليل) وَفِي (مَفَاتِيح الْعُلُوم) : ( {الزّيِج) : كتابٌ يُحسَب فِيهِ سَيْرُ الكواكبِ، وتُسْتَخْرَجُ التَّقْوِيماتُ، أَعنِي حِسابَ الكواكبِ سَنَةً سَنَةً، وَهُوَ بالفارسيّة زِه، أَي الوَتَر، ثمَّ عُرِّبَ فَقيل: زِيجٌ، وجمعوه على} زِيَجَةٍ كقِرَدَة) . بقيَ أَن المصنّف أَورد {الزِّيج فِي الْوَاو إِشارة إِلى أَنه واويٌّ. وَلَيْسَ كذالك بل الأَوْلَى ذِكُرهَا فِي آخِرِ الموادّ، لكَونهَا مُعرّبةً. فإِبقاؤها على ظاهرِ حُرُوفِها أَنْسبُ. قالِ شيخُنا. وَقَالَ الأَصمعيّ فِي الأَخير: لَيست أَدري أَعربيُّ هُوَ أَم مُعرّب. (} وزَاج بَينهم) وزَمَجَ: إِذا (حَرَّشَ) وأَغرَى. وَقد تقدّم. وَقيل: إِن زاج مَهْمُوز الْعين، فَلَيْسَ هَذَا محلّ ذِكْره. (و) من (الْمجَاز) : {تَزاوَجَ الكَلامانِ} وازْدَوَجَا. وَقَالُوا على سَبِيلِ ( {المُزَاوَجَة) هُوَ و (} الازْدِوَاجُ) بِمَعْنى واحدٍ. {وازْدَوَجَ الكلامُ} وتَزاوَجَ: أَشْبَهَ بَعضُه بَعْضًا فِي السَّجْعِ أَو الوَزْن، أَو كَانَ لإِحْدَى القَضِيَّتينِ تَعَلُّقٌ بالأُخرَى. وَمن (الْمجَاز) أَيضاً: أَزْوَجَ بَينهمَا {وزَاوَجَ، كَذَا فِي (الأَساس) . وَفِي (اللِّسَان) : والافتعالُ من هاذا البابُ} ازْدَوَجَت الطَّيرُ {ازْدِوَاجاً فَهِيَ} مُزْدَوِجَةٌ. {وتَزَاوَجَ القَوْمُ} وازْدَوَجُوا: تَزَوَّجَ بعضُهم بَعْضًا. صَحَّت فِي! ازْدَوَجُوا لكَوُنِهَا فِي معنى تَزَاوَجُوا.  وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: {الزَّوَاج، بِالْفَتْح، من} التَّزويجِ: كالسَّلامِ من التَّسليم. والكسرُ فِيهِ لُغَة، كالنِّكاح وَزْناً وَمعنى، وحَمَلُوه على المُفَاعَلَة، أَشار إِليه الفَيّوميّ. {والزِّيج: عِلْمُ الهَيْئةِ. } وزايجة: صُورَةٌ مُرَبَّعَة أَو مُدَوَّرَةٌ تُعْمَل لموضِعِ الكواكبِ فِي الفَلَك، (ليُنْظَر) فِي حكم المَوْلِد، فِي عبارَة المُنجِّمين؛ وَنَقله عَن (مفاتِيح الْعُلُوم) للرازيّ. (! وزاجٌ: لقبُ أَحمدَ بنِ منصورٍ الحَنْظَلِيّ) المحدِّث.
المعجم: تاج العروس

تلع

المعنى: تلع التَّلْعَةُ: مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرْضِ وأَشْرَفَ، وأَيْضاً: مَا انْهَبَطَ مِنْهَا وانْحَدَرَ، نَقَلَهُما أَبو عُبَيْدَة، وَهُوَ مِن الأَضدادِ عِنْدَه، كَمَا فِي  الصّحاحِ. وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عَنْ ثَعْلَبٍ قالَ: دَخَلْتُ علَى مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ طاهِرٍ، وعِنْدَهُ أَبو مُضَرَ أَخُو أَبِي العَمَيْثَلِ الأَعْرَابِيّ، فقالَ لِي: مَا التَّلْعَة فَقُلْتُ: أَهْلُ الرِّوَايَةِ يَقُولُونَ: هَو مِنَ الأَضْدادِ، لِما عَلاَ ولِمَا سَفَلَ، قالَ الرّاعِي فِي العُلُوِّ: (كدُخَانِ مُرْتَجِلٍ بأَعْلَى تَلْعَةٍ  ...  غَرْثَانَ ضَرَّمَ عَرْفَجاً مَبْلُولاَ) وقالَ زُهَيْرٌ فِي الانْهِبَاطِ: (وإِنِّي مَتَى أَهْبِطْ مِنَ الأَرْضِ تَلْعَةً  ...  أَجِدْ أَثَراً قَبْلِي جَدِيداً وعافِيَاً) قالَ: ولَيْسَ كَذلِكَ إِنَّمَا هِيَ مَسِيلُ المَاءِ مِن أَعْلَى الوَادِي إلَى أَسْفَلِه، فمَرَّةً يُوصَفُ أَعْلاَها، ومَرَّةً يُوصَفُ أَسْفَلُهَا. قُلْتُ: وَهُوَ قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِيّ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: التَّلْعَةُ مَا اتَّسَعَ من فُوَّهِةَ الوَادِي، قالَ: ورُبمَا سُمِّيَت القِطْعَةُ المُرْتَفِعَةُ مِنَ الأَرْضِ تَلْعَةً، والأَوّلُ هُوَ الأَصْلُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: التَّلْعَةُ: أَرْضٌ مُرْتَفِعَةٌ غَلِيظَةٌ يَتَرَدَّدُ فِيهَا السَّيْلُ، ثُمَّ يَدْفَعُ منْهَا إِلَى تَلْعَةٍ أَسْفَلَ منْهَا، وَهِي مَكْرَمَةٌ للنَّبَاتِ. ج: تَلَعاتٌ، مُحَرَّكَةً، وتَلْعٌ، كتَمَراتٍ وتَمْرٍ، وتِلاَعٌ، كقَلْعَةٍ وقِلاَعٍ. قالَ رَبِيعَةُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيّ: (كَأَنَّهَا ظَبْيَةٌ بِكْرٌ أَطَاعَ لَها  ...  مِنْ حَوْمَلٍ تَلَعَاتُ الجَوِّ أَوْ أُودَا) وقَال أَبُو كَبِيرٍ الهَذَلِيّ: (هَلْ أُسْوَةٌ لَكَ فِي رِجَالٍ قُتِّلُوا  ...  بتِلاَعِ تِرْيَمَ هُامُهُمْ لَمْ تُقْبَرِ) أَو التِّلاعُ: مَجَارِي أَعْلَى الأَرْضِ إِلَى بُطُونِ الأَوْدِيَةِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عَن أَبِي عَمْروٍ، وَقَالَ شَمِرٌ: التِّلاع: مَسَايِلُ الماءِ تَسِيلُ من الأَسْنَادِ والنِّجَافِ والجِبَالِ  حَتَّى يَنْصَبَّ فِي الوَادِي قالَ: وتَلْعَةُ الجَبَلُ أَنَّ الماءَ يَجِيءُ فيَخُدُّ فِيهِ ويَحْفِرُه حَتَّى يَخْلُصَ منْه، قالَ: ولاَ تَكُونُ التَّلاعُ إِلاَّ فِي الصّحَارَى، قالَ: ورُبما جاءَتِ التَّلْعَةُ مِن أَبْعَدَ مِن خَمْسَةِ فَرَاسِخَ إِلَى الوَادِي، فإِذا جَرَتْ مِن) الجِبَالِ فوَقَعَتْ فِي الصَّحَارى حَفَرَتْ فِيهَا كَهَيْئَةِ الخَنْدَقِ، قَالَ: وإِذَا عَظُمَتِ التَّلْعَةُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ نِصْفِ الوَادِي أَوْ ثُلُثَيْهِ، فَهِيَ مَيْثاءُ. وَفِي حَدِيثِ الحَجّاجِ فِي وَصْفِهِ المَطَر: وأَدْحَضَتِ التِّلاعَ أَي جَعَلَتْهَا زَلَقاً تَزْلَقُ فِيها الأَرْجُلُ. وَفِي المَثَلِ: فُلانٌ لاَ يَمْنَعُ ذنَبَ تَلْعَةٍ يُضْرَبُ للذَّلِيلِ الحَقِيرِ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: من أَمْثَالِهِم: لَا أَثِقُ بِسَيْلِ تَلْعَتِكَ يُضْرَبُ لِمَنْ لَا يُوثقُ بِهِ، أَي لَا أَثِقُ بِمَا تَقُولُ، وبِمَا تَجِيءُ بِهِ. يُوصَفُ بالكَذِب. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: مِنْ أَمْثالِهم: مَا أَخافُ إِلاّ مِنْ سَيْل تَلْعَتِي، قالَ: أَيْ مِن بَنِي عَمِّي وأَقَارِبِي، لأَنَّ مَنْ نَزَلَ التَّلْعَةَ وَهِي مَسِيلُ الماءِ فَهُوَ على خَطَرٍ، إِنْ جاءَ السَّيْلُ جَرَفَ بِهِ، قالَ: وقالَ هَذَا وهُوَ نازِلٌ بالتَّلْعَةِ، فقالَ: لَا أَخافُ إِلاَّ مِن مَأْمَنِي، فهذِه ثَلاثَةُ أَمْثَالٍ جاءَت فِي التَّلْعَة. والتَّلاَعَةُ، بالفَتْحِ: ماءَةٌ لِكِنَانَةَ، قالَ بُدَيْلُ بنُ عَبْدِ مَنَاةَ الخُزَاعِيّ: (ونَحْنُ صَبَحْنَا بِالتَّلاَعَةِ دارَكُمْ  ...  بِأَسْيَافِنَا يَسْبِقْنَ لَوْمَ العَوَاذِلِ) وقالَ اللَّيْثُ: التَّلَعُ، مُحَرَّكَةً: شَبِيهُ التَّرَع، فِي بَعْضِ المَعَانِي. وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: أَكْثَرُ مَا يُرَادُ بالتَّلَعِ طُولُ العُنُقِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ انْتِصابُهُ، وغِلَظُ أَصْلِهِ، وجَدْلُ أَعْلاهُ. وَقد تَلعَ، ككَرُمَ وفَرِحَ، تَلَعاً، فَهُوَ أَتْلَعُ وتَلِيعٌ، يُقَالُ:  عَنُقٌ أَتْلَعُ وتَلِيعٌ فِيمَنْ ذَكَّرَ، أَيْ طَوِيلٌ، وتَلْعَاءُ، فِيمَن أَنَّثَ. وجِيدٌ تَلِيعٌ: طَوِيلٌ. قَالَ الأَعْشَى: (يَوْمَ تُبْدِي لَنَا قُتَيْلَةُ عَنْ جِي  ...  دٍ تَلِيعٍ تَزِينُهُ الأَطْواقُ) ومِنَ المَجَازِ: تَلَعَ النَّهَارُ، كمَنَعَ، يَتْلَعُ تَلْعاً وتُلوعاً: ارْتَفَعَ كَمَا فِي المُحْكَمِ والعُبَابِ والأَسَاسِ. وَفِي الصّحاحِ: طَلَعَ. وقالَ ابْن دُرَيْدٍ: تَلَعَتِ الضُّحَى تُلُوعاً، إِذا انِبَسَطَتْ. وأَنْشَدَ اللَّيْثُ: (وكَأَنَّهُمْ فِي الآلِ إِذْ تَلَعَ الضُّحَى  ...  سُفُنٌ تَعُومُ قَدُ ألْبِسَتْ أَجْلالاَ) قالَ: وتَقُولُ: تَلَعَ الرَّجُلُ: إِذا أَخْرَجَ رَأْسَهُ كُلِّ شَيْءٍ كانَ فِيهِ، وَهُوَ شِبْهُ طَلَعَ، إِلاَّ أَنَّ طَلَعَ أَعَمُّ. وتَلَعَ الظَّبْىُ والثَّورُ مِن الكِنَاسِ، إِذا أَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنْهُ وسَمَا بجِيدِه، عَن ابْن دُرَيْدٍ، كَأَتْلَعَ. يُقَالُ: أَتْلَعَ رَأْسَهُ، أَيْ أَطْلَعَ لِيَنْظُرَ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (كَمَا أَتْلَعَتْ مِنْ تَحْتِ أَرْطَى صَرِيمَةٍ  ...  إِلَى نَبْأَةِ الصَّوْتِ الظَّباءُ الكَوَانِسُ) ونَقَلَهُ اللَّيْثُ أَيْضاً هكَذَا. وإِنَاءٌ تَلِعٌ، ككَتِفٍ: مَلآنُ، لُغَةٌ فِي تِرَعٍ، أَو لُثْغَةٌ، كَمَا فِي الصّحاح، زادَ فِي اللَّسَانِ: أَوْ بَدَلٌ. وتَوْلَعٌ كجَوْهَرٍ، ويُقَالُ: مِثْلُ فُوفَلٍ: ع، قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلَمَةَ: (لِمَنِ الدِّيَارُ بتَوْلَعٍ فيَبُوسِ  ...  فبَيَاضُ رَيْطَةَ غَيْرُ ذاتِ أَنِيسِ) وَقد تَقَدَّم إِنْشَادُه فِي ي ب س. ويُقَالُ: أَتْلَعَ الرَّجُلُ، إِذا مَدَّ عُنُقَهُ مُتطَاوِلاً ومنهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: لَقَدْ أَتْلَعُوا أَعْنَاقَهُمْ  إِلَى أَمْرٍ لَمْ يَكُونُوا أَهْلَهُ، فوَقَعُوا دُونَهُ أَيْ رَفَعُوها. وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: المُتْلِعُ، كمُحْسِنٍ: المَرْأَةُ الحَسْناءُ، لأَنَّهَا تُتْلِعُ، أَيْ تَمُدُّ رَأْسَهَا، تَتَعَرَّض للنّاظِرِين إِلَيْهَا. والمُتَتَلِّعُ: الشَّاخِصُ لِلأَمْرِ. والَّذِي فِي العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ: يُقَالُ: رَأَيْتُهُ مُسْتَتْلِعاً لِلْخَبَرِ، أَي شاخَصاً لَهُ. والمُتَتَلِّعُ: الرَّافِعُ رَأْسَهُ، يُقَالُ لِمَنْ لَزِمَ مَكَانَهُ: قَعَدَ فَما يَتَتَلَّعُ، أَيْ فَما يَرْفَعُ رَأْسَه للنُّهُوضِ وَلَا يُرِيدُ البَراحَ. كَما فِي الصّحاح. ويُقَالُ: المُتَتَلِّعُ: المُتَقَدِّمُ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الحَمِيرَ: (وَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابِئِ ال  ...  ضُّرَباءِ فَوْقَ النَّجْمِ لَا يَتَتَلَّعُ) قَالَ ابنُ بَرِّيّ: صَوَابُه خَلْفَ النَّجْمِ، وكَذلِكَ رَوَاهُ سِيبَوَيه. قُلْتُ: ورَوَى أَبُو سَعِيدٍ دُونَ النَّجْمِ وَفِي رِوَايَة: فَوْق النَّظْم. والمُتَتَلِّع: فَرسُ مَزْيَدَة الحَارِثيّ، كَمَا فِي العُبَاب، وَوَقع فِي التَّكْمِلَة: المُحَارِبيّ، ورَوَاهُ ابنُ بَرّيّ فِي ب ل ع، بالمُوَحَّدَةِ، وَقد أَشَرْنَا إِلَى ذلِك هُنَاكَ. وتَتَالَعَ فِي مَشْيِهِ، إِذا مَدَّ عُنُقَهُ ورَفَعَ رَأْسَه، وكَذلِكَ تَتَلَّع. ومُتَالِعٌ، بالضَّمِّ: جَبَلٌ بالبَادِيَةِ، فِي بِلادِ طَيِّئٍّ مُلاصِقٌ لأَجِأَ، بَيْنَهُمَا طَرِيقٌ لبَنِي جُوَيْنِ بنِ جَرْمِ طَيِّئٍ، ويُقَالُ لَه: مُتَالِعٌ الأَبْيَضُ، وجَبَلٌ أَيْضاً فِي بِلادِهِمْ لِبَنِي صَخْرِ بنِ جَرْمٍ، بَيْنَهُ وبَيْنَ أَجَأَ لَيْلَةٌ، يقالُ لَهُ: مُتَالِعٌ الأَسْوَدُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للَبِيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه: دَرَسَ المَنَا بمُتَالِعٍ فأَبَانِ  قالَ: أَرادَ المَنَازِلَ فحَذَفَ، وَهُوَ قَبِيحٌ. قُلْتُ: وعَجْزُه فِيما رَواه الصّاغانِيّ وابنُ بَرِّيّ: فتَقَادَمَتْ بالحُبْسِ فالسُّوبانِ ويُرْوَى: بالحُبْسِ بَيْنَ البِيدِ والسُّوبانِ أَوْ جَبَلٌ لغَنِىّ بالحِمَى، أَو جَبَلٌ لِبَنِي عُمَيْلَةَ: قالَ صَدَقَةُ بنُ نَافِعٍ العُمَيْلِيّ: (وهَلْ تَرْجِعَنْ أَيّامُنَا بمُتَالِعٍ  ...  وشَرْبٌ بأَوْشَالٍ لُهُنَّ طَلاَلُ) أَو جَبَلٌ بِنَاحِيَة البَحْرَيْنِ بَيْنَ السَّوْدَةِ والأَحْسَاءِ، كَذا فِي التَّهْذِيبِ وَفِي المُعْجَمِ وَرَاءَ طَخْفَةَ، وَفِي سَفْحِهِ عَيْنٌ تَسِيحُ مَاء، يُقَال لَهُ: عَيْنُ مُتَالِع. وَفِي المُعْجَمِ: يُقَالُ لَهَا: الخَرّارَةُ، وقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ حمارا وأَتَانَهُ:) (نَحَاهَا لِثَأْجٍ نَحْوَةً، ثُمَّ إِنَّهُ  ...  تَوَخَّى بِهَا العَيْنَيْنِ عَيْنَيْ مُتَالِعِ) وقَالَ كُثَيِّر يَذْكُرُ رَوِايَتَه السّائِبَ رَجُلاً مِنْ سَدُوسَ: (بَكَى سائِبٌ لَمَّا رَأَى رَمْلَ عالِجٍ  ...  أَتَى دُونَهُ والهَضْبُ هَضْبُ مُتالِعِ) وزَادَ فِي المُعْجَمِ: ومُتَالِعُ أَيْضاً: جَبَلٌ فِي أَرْضِ كِلاَبٍ بَيْنَ الرُّمَّة وضَرِيَّةَ، وشِعْبٌ فِيهِ نَخْلٌ لِبَنِي مُرَّةَ بنِ عَوْفٍ، وقِيلَ: جَبَلٌ فِي دِيَارِ أَسَدٍ، وقِيلَ: مَوْضِعٌ بَين فَزارَةَ وَطَيِّئَ، حَيْثُ يَلْتَقِي رَعِىُ الحَيَّيْنِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: أَتْلَعَ النَّهَارُ: ارْتَفَعَ. ذَكَرَهُ ابْن سِيَده والزَّمَخْشَرِيّ، وَهُوَ مَجَاز.  وأَتْلَعَت الضُّحَى: انْبَسَطَتْ، ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ. وتَلَعُ الضُّحَى: وَقْتُ تُلُوعِهَا، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ: (أَأَن غَرَّدَت فِي بَطْنِ وَادٍ حَمَامَةٌ  ...  بَكَيْتَ، وَلم يَعْذِرْك بالجَهْلِ عاذِرُ) (تَعَالَيْنَ فِي عُبْرِيِّه تَلَعَ الضُّحَى  ...  عَلَى فَنَنٍ قَد نعَّمَتْه السَّرِائرُ) وتَلَعَ الرَّأْسُ نَفسُه، إِذا خَرَجَ. نَقَلَه الأَزْهَرِيّ. والأَتْلَعُ والتَّلِعُ والتَّلِيعُ: الطَّوِيلُ. وقِيلَ: الطَّوِيلُ العُنُقِ. وقالَ اللَّيْثُ: والتَّلِعُ أَيْضاً: الأَتْلَع، لأَنَّ فَعِلاً قَدْ يَدْخُلُ عَلَى أَفْعَلَ. وقَالَ الأَزْهَرِيُّ فِي تَرْجَمة بتع البَتِعُ: الطَّوِيلُ العُنُقِ. والتَّلِعُ: الطَّوِيلُ الظَّهْرِ. ويُقَالُ: رَجُلٌ تَلِعٌ بَيِّنُ التَّلَعِ، وامْرَأَةٌ تَلْعَاءُ بَيِّنَةُ التَّلَعِ. وَيُقَال: تَلِعَةٌ وتَليعة، الأَخِيرَةُ عَن ابنِ عَبّادٍ. والتَّلِعَاتُ: جَمْعُ تَلِعَةٍ، بكَسْرِ الّلامِ، وَهِي قُلُوعُ السُّفُنِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ غَيْلانَ الرَّبَعِيّ: يَسْتَمْسِكُونَ مِنْ حِذَارِ الإِلْقَاءْ بتَلِعَاتٍ كجُذُوعِ الصَّيصاءْ أَرادَ مِنْ خَشْيَةِ أَنْ يَقَعُوا فِي البَحْرِ فيَهْلِكُوا، فيَتعَلَّقُونَ بقُلُوعِ هذِه السَّفِينَةِ الطَّوِيلَةِ حَتَّى كأَنَّهَا جُذُوعُ النَّخْلَةِ. ورَجُلٌ تَلِعٌ: كَثِيرُ التَّلَفُّتِ حَوْلَهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وكذلِكَ رَجُلٌ تَلِيعٌ. وسَيِّدٌ تَلِيعٌ وتَلِعٌ: رَفِيعٌ، نَقله اللَّيْثُ. وَفِي الحَدِيث: فيَجِيءُ مَطَرٌ لَا يَمْتَنِعُ مِنْهُ ذَنَبُ تَلْعَةٍ، يُرِيدُ كَثْرَتَهُ، وأَنَّه لَا يَخْلُو مِنْهُ مَوْضِعٌ. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ لَيَضْرِبَنَّهُمُ المُؤْمِنُونَ حَتَّى لَا يَمْنَعُوا ذَنَبَ تَلْعَةٍ. وقِيلَ: التَّلْعَةُ مِثْلُ الرَّحَبَة، والجَمْعُ تَلْعُ. قَالَ عارِقٌ الطّائِيّ:  (وكُنَّا أُناساً دائِنِينَ بغِبْطَةٍ  ...  يَسِيلُ بِنَا تَلْعُ المَلاَ وأَبَارِقُهُ) والتِّلاعَةُ، بالكَسْرِ: مَا ارْتَفَعَ مِن الأَرْضِ، ويُشَبَّهُ بِهِ الناقَةُ، وَمِنْه قَوْلُ كُثَيِّرِ عَزَّةَ: (بِكُلِّ تِلاَعَةٍ كالبَدْرِ لَمَّا  ...  تَنَوَّرَ واسْتَقَلَّ عَلَى الجِبَالِ) وقِيلَ: التِّلاعَةُ هُنَا: الطَّوِيلَةُ العُنُقِ المُرْتَفِعَتُه. وتَلْعَةُ، بالفَتْح: مَوْضِعٌ قُرْبَ اليَمَامَةِ، قالَ جَرِيرٌ: (أَلا رُبَّمَا هاجَ التَّذَكُّرُ والهَوَى  ...  بِتَلْعَةَ إِرْشاشَ الدُّمُوعِ السَّوَاجِمِ) وقَالَ أَيْضاً: (وقَدْ كانَ فِي بَقْعَاءَ رِيٌّ لشَائكُمْ  ...  وتَلْعَةُ والجَوْفاءُ يَجْرِي غَدِيرُها) وهكَذَا فَسَّرَه أَبو عُبَيْدَة، كَمَا سَيَأْتِي فِي ج وف.
المعجم: تاج العروس

ضرب

المعنى: الضرب معروف، والضَّرْبُ مصدر ضَرَبْتُه؛ وضَرَبَه يَضْرِبُه ضَرْباً وضَرَّبَه.ورجل ضارِبٌ وضَرُوبٌ وضَريبٌ وضَرِبٌ ومِضْرَبٌ، بكسر الميم: شديدُ الضَّرْب، أَو كثير الضَّرْب.والضَّريبُ: المَضْروبُ.والمِضْرَبُ والمِضْرابُ جميعاً: ما ضُرِبَ به.وضَارَبَهُ أَي جالَدَه. وتَضاربا واضْطَرَبا بمَعنىً. وضَرَبَ الوَتِدَ يَضْرِبُه ضَرْباً: دَقَّه حتى رَسَب في الأَرض. ووَتِدٌ ضَرِيبٌ: مَضْرُوبٌ؛ هذه عن اللحياني.وضَرُبَتْ يَدُه: جاد ضَرْبُها. وضَرَبَ الدِّرْهمَ يَضْرِبُه ضَرْباً: طَبَعَه. وهذا دِرْهَمٌ ضَرْبُ الأَمير، ودِرْهَمٌ ضَرْبٌ؛ وَصَفُوه بالمَصْدَر، ووَضَعُوه موضعَ الصفة، كقولهم ماءٌ سَكْبٌ وغَوْرٌ. وإِن شئت نَصَبْتَ على نيَّة المصدر، وهو الأَكثر، لأَنه ليس من اسم ما قَبْلَه ولا هو هو. واضْطَرَبَ خاتَماً: سأَل أَن يُضْرَبَ له. وفي الحديث: أَنه، صلى اللّه عليه وسلم، اضْطَرَبَ خاتماً من ذَهَب أَي أَمَرَ أَن يُضْرَبَ له ويُصاغَ؛ وهو افْتَعَل من الضَّرْبِ: الصِّياغةِ، والطاءُ بدل من التاءِ. وفي الحديث: يَضْطَرِبُ بناءً في المسجد أَي يَنْصِبه ويُقِيمه على أَوتادٍ مَضْروبة في الأَرض.ورجلٌ ضَرِبٌ: جَيِّدُ الضَّرْب.وضَرَبَت العَقْربُ تَضْرِبُ ضَرْباً: لَدَغَتْ.وضَرَبَ العِرْقُ والقَلْبُ يَضْرِبُ ضَرْباً وضَرَباناً: نَبَضَ وخَفَقَ. وضَرَبَ الجُرْحُ ضَرَباناً وضَرَبه العِرْق ضَرَباناً إذا آلَمَهُ.والضَّارِبُ: المُتَحَرِّك. والمَوْجُ يَضْطَرِبُ أَي يَضْرِبُ بعضُه بعضاً.وتَضَرَّبَ الشيءُ واضْطَرَبَ: تَحَرَّكَ وماجَ. والاضطِرابُ: تَضَرُّبُ الولد في البَطْنِ.ويقال: اضْطَرَبَ الحَبْل بين القوم إذا اخْتَلَفَت كَلِمَتُهم.واضْطَرَب أَمْره: اخْتَلَّ، وحديثٌ مُضْطَرِبُ السَّنَدِ، وأَمْرٌ مُضْطَرِبٌ.والاضْطِرابُ: الحركةُ. والاضطِرابُ: طُولٌ مع رَخاوة. ورجلٌ مُضْطَرِبُ الخَلْقِ: طَويلٌ غير شديد الأَسْرِ. واضْطَرَبَ البرقُ في السحاب: تَحَرَّكَ.والضَّريبُ: الرأْسُ؛ سمي بذلك لكثرة اضْطِرابه. وضَريبةُ السَّيْفِ ومَضْرَبُه ومَضْرِبُه ومَضْرَبَتُه ومَضْرِبَتُه: حَدُّه؛ حكى الأَخيرتين سيبويه، وقال: جعلوه اسماً كالحَديدةِ، يعني أَنهما ليستا على الفعل.وقيل: هو دُون الظُّبَّةِ، وقيل: هو نحوٌ من شِبْرٍ في طَرَفِه.والضَّريبةُ: ما ضَرَبْتَه بالسيفِ. والضَّريبة: المَضْروبُ بالسيف، وإِنما دخلته الهاءُ، وإِن كان بمعنى مفعول، لأَنه صار في عِدادِ الأَسماءِ، كالنَّطِيحةِ والأَكِيلَة. التهذيب: والضَّريبَة كلُّ شيءٍ ضربْتَه بسَيفِك من حيٍّ أَو مَيْتٍ. وأَنشد لجرير: وإِذا هَــــــــــزَزْتَ ضــــــــــَريبةً قَطَّعْتَهـــــــــا، فمَضــــــــــَيْتَ لا كَزِمــــــــــاً، ولا مَبْهُـــــــــورا ابن سيده: وربما سُمِّي السيفُ نفسُه ضَريبةً.وضُرِبَ بِبَلِيَّةٍ: رُمِيَ بها، لأَن ذلك ضَرْبٌ.وضُرِبَتِ الشاةُ بلَوْنِ كذا أَي خولِطَتْ. ولذلك قال اللغَويون: الجَوْزاءُ من الغنم التي ضُرِبَ وَسَطُها ببَياضٍ، من أَعلاها إِلى أَسفلها. وضَرَبَ في الأَرضِ يَضرِبُ ضَرْباً وضَرَباناً ومَضْرَباً، بالفتح، خَرَجَ فيها تاجِراً أَو غازِياً، وقيل: أَسْرَعَ، وقيل: ذَهَب فيها، وقيل: سارَ في ابْتِغاءِ الرزق.يقال: إِن لي في أَلف درهم لمَضْرَباً أَي ضَرْباً.والطيرُ الضَّوارِبُ: التي تَطْلُبُ الرِّزْقَ.وضَرَبْتُ في الأَرض أَبْتَغِي الخَيْرَ من الرزق؛ قال اللّه، عز وجل: وإِذا ضَرَبْتُم في الأَرض؛ أَي سافرتم، وقوله تعالى: لا يسْتَطِيعُونَ ضَرْباً في الأَرض. يقال: ضَرَبَ في الأَرض إذا سار فيها مسافراً فهو ضارِبٌ. والضَّرْبُ يقع على جميع الأَعمال، إِلا قليلاً.ضَرَبَ في التجارة وفي الأَرض وفي سبيل اللّه وضارَبه في المال، من المُضارَبة: وهي القِراضُ.والمُضارَبةُ: أَن تعطي إِنساناً من مالك ما يَتَّجِرُ فيه على أَن يكون الربحُ بينكما، أَو يكونَ له سهمٌ معلومٌ من الرّبْح. وكأَنه مأْخوذ من الضَّرْب في الأَرض لطلب الرزق. قال اللّه تعالى: وآخَرُونَ يَضْرِبون في الأَرضِ يَبْتَغونَ من فَضْلِ اللّهِ؛ قال: وعلى قياس هذا المعنى، يقال للعامل: ضارِبٌ، لأَنه هو الذي يَضْرِبُ في الأَرضِ. قال: وجائز أَن يكون كل واحد من رب المال ومن العامل يسمى مُضارباً، لأَنَّ كل واحد منهما يُضارِبُ صاحِبَه، وكذلك المُقارِضُ. وقال النَّضْرُ: المُضارِبُ صاحبُ المال والذي يأْخذ المالَ؛ كلاهما مُضارِبٌ: هذا يُضارِبُه وذاك يُضارِبُه.ويقال: فلان يَضْرِبُ المَجْدَ أَي يَكْسِبُه ويَطْلُبُه؛ وقال الكميت: رَحْـــــبُ الفِنــــاءِ، اضــــْطِرابُ المَجْــــدِ رَغْبَتُهــــ، والمَجْـــــــدُ أَنْفَـــــــعُ مَضـــــــْرُوبٍ لمُضـــــــْطَرِبِ وفي حديث الزهري: لا تَصْلُح مُضارَبةُ مَن طُعْمَتُه حرام. قال: المُضارَبة أَن تُعْطِيَ مالاً لغيرك يَتَّجِرُ فيه فيكون له سهم معلومٌ من الربح؛ وهي مُفاعَلة من الضَّرْب في الأَرض والسَّيرِ فيها للتجارة.وضَرَبَت الطيرُ: ذَهَبَتْ.والضَّرْب: الإِسراع في السَّير. وفي الحديث: لا تُضْرَبُ أَكباد الإِبل إِلاَّ إِلى ثلاثة مساجدَ أَي لا تُرْكَبُ ولا يُسارُ عليها. يقال: ضَرَبْتُ في الأَرض إذا سافَرْتَ تَبْتَغِي الرزقَ. والطَّيْرُ الضَّوارِبُ: المُخْتَرِقاتُ في الأَرضِ، الطالِباتُ أَرزاقَها.وضَرَبَ في سبيل اللّه يَضْرِبُ ضَرْباً: نَهَضَ. وضَرَبَ بنَفْسه الأَرضَ ضَرْباً: أَقام، فهو ضِدٌّ. وضَرَبَ البعيرُ في جَهازِه أَي نَفَرَ، فلم يَزَلْ يَلْتَبِطُ ويَنْزُو حتى طَوَّحَ عنه كلَّ ما عليه من أَداتِه وحِمْلِه.وضَرَبَتْ فيهم فلانةُ بعِرْقٍ ذي أَشَبٍ أَي التِباسٍ أَي أَفْسَدَتْ نَسَبَهُم بولادَتِها فيهم، وقيل: عَرَّفَتْ فيهم عِرقَ سَوْءٍ.وفي حديث عليّ قال: إذا كان كذا، وذكَرَ فِتْنةً، ضَرَبَ يَعْسُوبُ الدِّين بذَنَبه؛ قال أَبو منصور: أَي أَسْرَع الذهابَ في الأَرض فراراَ من الفتن؛ وقيل: أَسرع الذهابَ في الأَرض بأَتْباعه، ويُقالُ للأَتْباع: أَذْنابٌ.قال أَبو زيد: جاءَ فلانٌ يَضْرِبُ ويُذَبِّبُ أَي يُسْرِع؛ وقال المُسَيَّب: فــــــــإِنَّ الــــــــذي كُنْتُــــــــمُ تَحْـــــــذَرُونْ، أَتَتْنـــــــــا عُيـــــــــونٌ بــــــــه تَضــــــــْرِبُ قال وأَنشدني بعضهم: ولكـــــــنْ يُجـــــــابُ المُســــــْتَغيثُ وخَيْلُهمــــــ، عليهـــــــا كُمـــــــاةٌ، بالمَنِيَّـــــــة، تَضــــــْرِبُ أَي تُسْرِعُ.وضَرَبَ بيدِه إِلى كذا: أَهْوَى. وضَرَبَ على يَدِه: أَمْسَكَ. وضَرَبَ على يَدِه: كَفَّهُ عن الشيءِ. وضَرَبَ على يَدِ فُلانٍ إذا حَجر عليه.الليث: ضَرَبَ يَدَه إِلى عَمَلِ كذا، وضَرَبَ على يَدِ فُلانٍ إذا منعه من أَمرٍ أَخَذَ فيه، كقولك حَجَرَ عليه.وفي حديث ابن عمر: فأَرَدْتُ أَن أَضْرِبَ على يَدِه أَي أَعْقِدَ معه البيع، لأَن من عادة المتبايعين أَن يَضَعَ أَحدُهما يَدَه في يد الآخر، عند عَقْدِ التَّبايُع.وفي الحديث: حتى ضَرَبَ الناسُ بعَطَنٍ أَي رَوِيَتْ إِبلُهم حتى بَرَكَتْ، وأَقامت مكانَها.وضارَبْتُ الرجلَ مُضارَبةً وضِراباً وتضارَبَ القومُ واضْطَرَبُوا: ضَرَبَ بعضُهم بعضاً. وضارَبَني فَضَرَبْتُه أَضْرُبُه: كنتُ أَشَدَّ ضَرْباً منه.وضَرَبَتِ المَخاضُ إذا شالتْ بأَذْنابها، ثم ضَرَبَتْ بها فُروجَها ومَشَت، فهي ضَوارِبُ.وناقة ضاربٌ وضاربة: فضارِبٌ، على النَّسَب؛ وضاربةٌ، على الفِعْل.وقيل: الضَّوارِبُ من الإِبل التي تمتنع بعد اللِّقاح، فتُعِزُّ أَنْفُسَها، فلا يُقْدَرُ على حَلْبها. أَبو زيد: ناقة ضاربٌ، وهي التي تكون ذَلُولاً، فإِذا لَقِحَتْ ضَرَبَتْ حالبَها من قُدَّامها؛ وأَنشد: بـــــــــــأَبوال المَخــــــــــاضِ الضــــــــــَّوارِبِ وقال أَبو عبيدة: أَراد جمع ناقةٍ ضارِب، رواه ابنُ هانئ.وضَرَبَ الفحلُ الناقةَ يضْرِبُها ضِراباً: نكحها؛ قال سيبويه: ضَرَبها الفحْلُ ضِراباً كالنكاح، قال: والقياس ضَرْباً، ولا يقولونه كما لا يقولون: نَكْحاً، وهو القياس.وناقةٌ ضارِبٌ: ضَرَبها الفحلُ، على النَّسب. وناقةٌ تَضْرابٌ: كضارِبٍ؛ وقال اللحياني: هي التي ضُرِبَتْ، فلم يُدْرَ أَلاقِحٌ هي أَم غير لاقح. وفي الحديث: أَنه نَهى عن ضِرابِ الجَمَل، هو نَزْوُه على الأُنثى، والمراد بالنهي: ما يؤْخذ عليه من الأُجرة، لا عن نفس الضِّرابِ، وتقديرُه: نَهى عن ثمن ضِرابِ الجمَل، كنهيه عن عَسِيبِ الفَحْل أَي عن ثمنه.يقال: ضَرَبَ الجَملُ الناقة يَضْرِبُها إذا نَزا عليها؛ وأَضْرَبَ فلانٌ ناقتَه أَي أَنْزَى الفَحْلَ عليها.ومنه الحديثُ الآخَر: ضِرابُ الفَحْلِ من السُّحْتِ أَي إِنه حرام، وهذا عامٌّ في كل فحل.والضَّارِبُ: الناقة التي تَضْرِبُ حالبَها. وأَتَتِ الناقةُ على مَضْرِبها، بالكسر، أَي على زَمَنِ ضِرابها، والوقت الذي ضَرَبَها الفحلُ فيه.جعلوا الزمان كالمكان.وقد أَضْرَبْتُ الفَحْلَ الناقةَ فضَرَبها، وأَضْرَبْتُها إِياه؛ الأَخيرةُ على السَّعة. وقد أَضْرَبَ الرجلُ الفحلَ الناقةَ، فضَرَبها ضِراباً.وضَريبُ الحَمْضِ: رَدِيئُه وما أُكِلَ خَيْرُه وبَقِيَ شَرُّه وأُصولُه، ويقال: هو ما تَكَسَّر منه. والضَّريبُ: الصَّقِيعُ والجَليدُ. وضُرِبَتِ الأَرضُ ضَرْباً وجُلِدَتْ وصُقِعَتْ: أَصابها الضَّريبُ، كما تقول طُلَّتْ من الطَّلِّ.قال أَبو حنيفة: ضَرِبَ النباتُ ضَرَباً فهو ضَرِبٌ: ضَرَبَه البَرْدُ، فأَضَرَّ به.وأَضْرَبَتِ السَّمائمُ الماءَ إذا أَنْشَفَتْه حتى تُسْقِيَهُ الأَرضَ.وأَضْرَبَ البَرْدُ والريحُ النَّباتَ، حتى ضَرِبَ ضَرَباً فهو ضَرِبٌ إذا اشتَدَّ عليه القُرُّ، وضَرَبَهُ البَرْدُ حتى يَبِسَ.وضُرِبَتِ الأَرضُ، وأَضْرَبَها الضَّريبُ، وضُرِبَ البقلُ وجُلِدَ وصُقِعَ، وأَصْبَحَتِ الأَرضُ جَلِدَة وصَقِعَةً وضَرِبَةً. ويقال للنبات: ضَرِبٌ ومَضْرب؛ وضَرِبَ البقلُ وجَلِدَ وصَقِعَ، وأَضْرَبَ الناسُ وأَجْلَدُوا وأَصْقَعُوا: كل هذا من الضَّريبِ والجَلِيدِ والصَّقِيعِ الذي يَقَعُ بالأَرض. وفي الحديث: ذاكرُ اللّه في الغافلين مثلُ الشَّجَرة الخَضْراءِ، وَسَطَ الشَّجَر الذي تَحاتَّ من الضَّريبِ، وهو الأَزيزُ أَي البَرْدُ والجَلِيدُ.أَبو زيد: الأَرضُ ضَرِبةٌ إذا أَصابها الجَلِيدُ فأَحْرَقَ نَباتَها، وقد ضَرِبَت الأَرضُ ضَرَباً، وأَضْرَبَها الضَّريب إِضْراباً.والضَّرَبُ، بالتحريك: العَسل الأَبيض الغليظ، يذكر ويؤَنث؛ قال أَبو ذُؤَيْب الهُذَلي في تأْنيثه: ومــــــا ضــــــَرَبٌ بَيْضـــــاءُ يَـــــأْوِي مَلِيكُهـــــا إِلــــــى طُنُفٍــــــ؛ أَعْيـــــا، بِـــــراقٍ ونـــــازِلِ وخَبَرُ ما في قوله: بــــــأَطْيَبَ مِــــــن فيهــــــا، إذا جِئْتَ طارِقـــــاً، وأَشـــــــــْهَى، إذا نـــــــــامَتْ كلابُ الأَســــــــافِل يَأْوي مَلِيكُها أَي يَعْسُوبُها؛ ويَعْسوب النحل: أَميره؛ والطُّنُفُ: حَيَدٌ يَنْدُر من الجَبَل، قد أَعْيا بمن يَرْقَى ومن يَنْزِلُ.وقوله: كلابُ الأَسافل: يريد أَسافلَ الحَيِّ، لأَن مَواشيَهم لا تَبِيتُ معهم فرُعاتُها، وأَصحابُها لا ينامون إِلا آخِرَ من يَنامُ، لاشتغالهم بحَلْبها.وقيل: الضَّرَبُ عَسَلُ البَرِّ؛ قال الشَّمَّاخُ: كـــــــأَنَّ عُيـــــــونَ النَّـــــــاظِرينَ يَشــــــُوقُها، بهـــــا ضـــــَرَبٌ طــــابَتْ يَــــدا مَــــنْ يَشــــُورُها والضَّرْبُ، بتسكين الراء: لغة فيه؛ حكاه أَبو حنيفة قال: وذاك قليل.والضَّرَبَةُ: الضَّرَبُ؛ وقيل: هي الطائفة منه.واسْتَضْرَبَ العسلُ: غَلُظَ وابْيَضَّ وصار ضَرَباً، كقولهم: اسْتَنْوَقَ الجملُ، واسْتَتْيَسَ العَنْزُ، بمعنى التَّحَوُّلِ من حالٍ إِلى حالٍ؛ وأَنشد: .................. كأَنمــــــــــــــــــــــــــــا رِيقَتُـــــــــه مِســــــــْكٌ، عليــــــــه ضــــــــَرَب والضَّريبُ: الشَّهْدُ؛ وأَنشد بعضهم قولَ الجُمَيْح: يَــــدِبُّ حُمَيَّــــا الكَــــأْسِ فيهمــــ، إذا انْتَشــــَوا، دَبِيـــــبَ الـــــدُّجَى، وَســـــْطَ الضــــَّريبِ المُعَســــَّلِ وعسلٌ ضَريبٌ: مُسْتَضْرِبٌ. وفي حديث الحجاج: لأَجْزُرَنَّكَ جَزْرَ الضَّرَبِ؛ هو بفتح الراءِ: العسل الأَبيض الغليظ، ويروى بالصاد: وهو العسل الأَحمر.والضَّرْبُ: المَطَر الخفيف. الأَصمعي: الدِّيمَةُ مَطَر يَدُوم مع سُكُونٍ، والضَّرْبُ فوق ذلك قليلاً.والضَّرْبةُ: الدَّفْعَةُ من المطر وقد ضَرَبَتْهم السماءُ.وأَضْرَبْتُ عن الشيءِ: كَفَفْتُ وأَعْرَضْتُ.وضَرَبَ عنه الذِّكْرَ وأَضْرَبَ عنه: صَرَفَه.وأَضْرَبَ عنه أَي أَعْرَض. وقولُه عز وجل: أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكْرَ صَفْحاً؟ أَي نُهْمِلكم، فلا نُعَرِّفُكم ما يَجب عليكم، لأَنْ كنتم قوماً مُسْرِفين أَي لأَنْ أَسْرَفْتُمْ. والأَصل في قوله: ضَرَبْتُ عنه الذِّكْرَ، أَن الراكب إذا رَكِبَ دابة فأَراد أَن يَصْرِفَه عن جِهَتِه، ضَرَبه بعَصاه، ليَعْدِلَه عن الجهة التي يُريدها، فوُضِعَ الضَّرْبُ موضعَ الصَّرْفِ والعَدْلِ. يقال: ضَرَبْتُ عنه وأَضْرَبْتُ. وقيل في قَولِهِ: أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكر صَفْحاً: إِن معناه أَفَنَضْرِبُ القرآنَ عنكم، ولا نَدْعُوكم إِلى الإِيمان به صَفْحاً أَي مُعْرِضين عنكم. أَقامَ صَفْحاً وهو مصدر مقامَ صافِحين. وهذا تَقْريع لهم، وإِيجابٌ للحجة عليهم، وإِن كان لفظه لفظ استفهام.ويقال: ضَرَبْتُ فلاناً عن فلان أَي كففته عنه، فأَضْرَبَ عنه إِضْراباً إذا كَفَّ. وأَضْرَبَ فلانٌ عن الأَمر فهو مُضْرِبٌ إذا كَفَّ؛ وأَنشد: أَصـــــْبَحْتُ عـــــن طَلَـــــبِ المَعِيشـــــةِ مُضـــــْرِباً، لَمَّــــــا وَثِقْــــــتُ بــــــأَنَّ مالَــــــكَ مــــــالِي ومثله: أَيَحْسَبُ الإِنسانُ أَن يُتْركَ سُدىً؟ وأَضْرَبَ أَي أَطْرَقَ. تقول رأَيتُ حَيَّةً مُضْرِباً إذا كانت ساكنة لا تتحرّك.والمُضْرِبُ: المُقِيمُ في البيت؛ وأَضْرَبَ الرجلُ في البيت: أَقام؛ قال ابن السكيت: سمعتها من جماعة من الأَعراب.ويقال: أَضْرَبَ خُبْزُ المَلَّةِ، فهو مُضْرِبٌ إذا نَضِجَ، وآنَ له أَنْ يُضْرَبَ بالعَصا، ويُنْفَضَ عنه رَمادُه وتُرابُه، وخُبْزٌ مُضْرِبٌ ومَضْرُوبٌ؛ قال ذو الرمة يصف خُبْزَةً: ومَضـــــْرُوبةٍ، فـــــي غيـــــرِ ذَنْبٍـــــ، بَـــــريئةٍ، كَســــــَرْتُ لأَصـــــْحابي، علـــــى عَجَلٍـــــ، كَســـــْرَا وقد ضَرَبَ بالقِداحِ، والضَّريبُ والضَّارِبُ: المُوَكَّلُ بالقِداحِ، وقيل: الذي يَضْرِبُ بها؛ قال سيبويه: هو فعيل بمعنى فاعل، يقال: هو ضَريبُ قداحٍ؛ قال: ومثله قول طَريفِ بن مالك العَنْبَريّ: أَوَكُلَّمــــــــــا وَرَدَتْ عُكــــــــــاظَ قَبيلـــــــــةٌ، بَعَثُــــــــوا إِلــــــــيَّ عَريفَهـــــــم يَتَوَســـــــَّمُ إِنما يريد عارِفَهم. وجمع الضَّريب: ضُرَبَاءُ؛ قال أَبو ذُؤَيب: فَوَرَدْنَ، والعَيُّوقُ مَقْعَدُ رابئِ ال_ضُّرَباءِ، خَلْفَ النَّجْمِ لا يَتَتَلَّعُ والضَّريب: القِدْحُ الثالث من قِداحِ المَيْسر. وذكر اللحياني أَسماءَ قِداحِ المَيْسر الأَول والثاني، ثم قال: والثالث الرقيب، وبعضُهم يُسميه الضَّريبَ، وفيه ثلاثة فروض وله غُنْم ثلاثةِ أَنْصباء إِن فاز، وعليه غُرْمُ ثلاثةِ أَنْصِباء إِن لم يَفُزْ. وقال غيره: ضَريبُ القِداحِ: هو المُوَكَّل بها؛ وأَنشد للكميت: وعَـدَّ الرقيـبُ خِصـالَ الضـَّري_ب، لا عَـنْ أَفانِينَ وَكْساً قِمارَا وضَرَبْتُ الشيءَ بالشيءِ وضَرَّبته: خَلَطْتُه. وضَرَبْتُ بينهم في الشَّرِّ: خَلَطْتُ.والتَّضريبُ بين القوم: الإِغْراء.والضَّريبة: الصوفُ أَو الشَّعَر يُنْفَش ثم يُدْرَجُ ويُشَدُّ بخيط ليُغْزَل، فهي ضَرائب. والضريبة: الصوفُ يُضْرَبُ بالمِطْرَقِ. غيره: الضَّريبةُ القِطْعة من القُطْنِ، وقيل من القطن والصوف.وضَريبُ الشَّوْلِ: لَبَنٌ يُحْلَبُ بعضُه على بعض فهو الضريبُ. ابن سيده: الضَّريبُ من اللبن: الذي يُحْلَب من عِدَّةِ لِقاح في إِناء واحد، فيُضْرَبُ بعضُه ببعض، ولا يقال ضَريبٌ لأَقَلَّ من لبنِ ثلاثِ أَنْيُقٍ.قال بعض أَهل البادية: لا يكون ضَريباً إِلا من عِدَّة من الإِبل، فمنه ما يكون رَقيقاً ومنه ما يكون خائِراً؛ قال ابن أَحمر: ومــــــا كنـــــتُ أَخْشـــــَى أَن تكـــــونَ مَنِيَّتِـــــي ضـــــــَريبَ جِلادِ الشــــــَّوْلِ، خَمْطــــــاً وصــــــافِيا أَي سَبَبُ منيتي فَحَذَف. وقيل: هو ضَريبٌ إذا حُلِبَ عليه من الليل، ثم حُلِبَ عليه من الغَدِ، فضُرِبَ به. ابن الأَعرابي: الضَّريبُ: الشَّكْلُ في القَدِّ والخَلْقِ.ويقال: فلانٌ ضَريبُ فلانٍ أَي نظيره، وضَريبُ الشيءِ مثلُه وشكله. ابن سيده: الضَّرْبُ المِثْل والشَّبيهُ، وجمعه ضُرُوبٌ. وهو الضَّريبُ، وجمعه ضُرَباء. وفي حديث ابن عبد العزيز: إذا ذَهَبَ هذا وضُرَباؤُه: هم الأَمْثالُ والنُّظَراء، واحدهم ضَريبٌ. والضَّرائبُ: الأَشْكالُ. وقوله عز وجل: كذلك يَضْرِبُ اللّهُ الحقَّ والباطلَ؛ أَي يُمَثِّلُ اللّهُ الحقَّ والباطلَ، حيث ضَرَبَ مثلاً للحق والباطل والكافر والمؤمن في هذه الآية. ومعنى قوله عز وجل: واضْرِبْ لهم مثلاً؛ أَي اذْكُرْ لهم ومَثِّلْ لهم.يقال: عندي من هذا الضَّرْبِ شيءٌ كثير أَي من هذا المِثالِ. وهذه الأَشياءُ على ضَرْبٍ واحدٍ أَي على مِثالٍ. قال ابن عرفة: ضَرْبُ الأَمْثال اعتبارُ الشيء بغيرِه. وقوله تعالى: واضْرِبْ لهم مثلاً أَصحابَ القَرْيةِ؛ قال أَبو إِسحق: معناه اذْكُرْ لهم مَثَلاً.ويقال: هذه الأَشياء على هذا الضَّرْب أَي على هذا المِثالِ، فمعنى اضْرِبْ لهم مَثَلاً: مَثِّلْ لهم مَثَلاً؛ قال: ومَثَلاً منصوب لأَنه مفعول به، ونَصَبَ قوله أَصحابَ القرية، لأَنه بدل من قوله مثلاً، كأَنه قال: اذْكُرْ لهم أَصحابَ القرية أَي خَبَر أَصحاب القرية.والضَّرْبُ من بيت الشِّعْر: آخرُه، كقوله: فَحَوْمَلِ من قوله: بســـــقْطِ اللِّـــــوَى بيـــــن الـــــدَّخُولِ فَحَوْمَـــــلِ والجمع: أَضْرُبٌ وضُرُوبٌ.والضَّوارِبُ: كالرِّحابِ في الأَوْدية، واحدها ضارِب. وقيل: الضارِبُ المكان المُطمئِنّ من الأَرضِ به شَجَرٌ، والجمعُ كالجَمع، قال ذو الرمة: قـــــد اكْتَفَلَـــــتْ بـــــالحَزْنِ، واعْــــوَجَّ دُونَهــــا ضــــــَواربُ، مـــــن غَســـــَّانَ، مُعْوَجَّـــــةٌ ســـــَدْرَا وقيل: الضارِبُ قِطْعة من الأَرض غليظة، تَسْتَطِيلُ في السَّهْل.والضارِبُ: المكانُ ذو الشجر. والضَّارِبُ: الوادي الذي يكون فيه الشجر.يقال: عليك بذلك الضَّارِبِ فأَنْزِلْه؛ وأَنشد: لَعمـــــــرُكَ إِنَّ الــــــبيتَ بالضــــــارِبِ الــــــذي رَأَيتَــــــ، وإِنْ لــــــم آتِهـــــ، لِـــــيَ شـــــَائِقُ والضاربُ: السابحُ في الماءِ؛ قال ذو الرمة: ليـــــــاليَ اللَّهْـــــــوِ تُطْبِينِــــــي فــــــأَتْبَعُه، كــــــأَننِي ضــــــارِبٌ فــــــي غَمْــــــرةٍ لَعِــــــبُ والضَّرْبُ: الرَّجل الخفيفُ اللحم؛ وقيل: النَّدْبُ الماضي الذي ليس برَهْل؛ قال طرفة: أَنـــــا الرجـــــلُ الضــــَّرْبُ، الــــذي تَعْرِفُــــونَه، خَشــــــــاشٌ كـــــــرأْسِ الحَيَّـــــــةِ المُتَوَقِّـــــــدِ وفي صفة موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: أَنه ضَرْبٌ من الرجال؛ هو الخفيف اللحم، المَمْشُوقُ المُسْتَدِقُّ. وفي رواية: فإِذا رجلٌ مُضْطَرِبٌ رَجْلُ الرأْسِ، وهو مُفتَعلٌ من الضَّرْبِ، والطاء بدل من تاء الافتعال. وفي صفة الدجال: طُوَالٌ ضَرْبٌ من الرجال؛ وقول أَبي العِيالِ: صــــُلاةُ الحَــــرْبِ لـــم تُخْشـــِعْ_هُمُ، ومَصـــَالِتٌ ضـــُرُبُ قال ابن جني: ضُرُبٌ جمع ضَرْبٍ، وقد يجوز أَن يكون جمع ضَرُوب.وضَرَّبَ النَّجَّادُ المُضَرَّبةَ إذا خاطَها.والضَّريبة: الطبيعة والسَّجِيَّة، وهذه ضَريبَتُه التي ضُرِبَ عليها وضُرِبَها. وضُرِبَ، عن اللحياني، لم يزد على ذلك شيئاً أَي طُبِعَ. وفي الحديث: أَنَّ المُسْلِمَ المُسَدِّدَ لَيُدْرِكُ دَرَجةَ الصُّوَّامِ، بحُسنِ ضَرِيبَتِه أَي سَجِيَّته وطبيعته. تقول: فلانٌ كَريمُ الضَّرِيبة، ولَئيم الضَّرِيبةِ، وكذلك تقول في النَّحِيتَةِ والسَّلِيقةِ والنَّحِيزَة والتُّوس؟ والسُّوسِ والغَرِيزةِ والنِّحَاسِ والخِيمِ.والضَّريبةُ: الخلِيقةُ. يقال: خُلِقَ الناسُ على ضَرَائبَ شَتَّى.ويقال: إِنه لكريمُ الضَّرائبِ.والضَّرْبُ: الصِّفَة. والضَّرْبُ: الصِّنْفُ من الأَشياءِ. ويقال: هذا من ضَرْبِ ذلك أَي من نحوه وصِنْفِه، والجمع ضُروبٌ؛ أَنشد ثعلب: أَراكَ مـــــن الضـــــَّرْبِ الــــذي يَجْمَــــعُ الهَــــوَى، وحَوْلَــــــــكَ نِســــــــْوانٌ، لَهُــــــــنَّ ضـــــــُرُوبُ وكذلك الضَّرِيبُ.وضَرَبَ اللّه مَثَلاً أَي وَصَفَ وبَيَّن، وقولهم: ضَرَبَ له المثلَ بكذا، إِنما معناه بَيَّن له ضَرْباً من الأَمثال أَي صِنْفاً منها. وقد تَكَرَّر في الحديث ضَرْبُ الأَمْثالِ، وهو اعْتبارُ الشيء بغيره وتمثيلُه به. والضَّرْبُ: المِثالُ.والضَّريبُ: النَّصِيبُ. والضَّرِيبُ: البَطْنُ من الناس وغيرهم.والضَّرِيبةُ: واحدةُ الضَّرائِبِ التي تُؤْخَذ في الأَرْصاد والجِزْية ونحوها؛ ومنه ضَريبة العَبْدِ: وهي غَلَّتُه. وفي حديث الحَجَّامِ: كم ضَرِيبَتُكَ؟ الضَّريبة: ما يؤَدِّي العبدُ إِلى سيده من الخَراجِ المُقَرَّرِ عليه؛ وهي فَعِيلة بمعنى مَفْعولة، وتُجْمَعُ على ضرائبَ. ومنه حديث الإِماءِ اللاّتي كان عليهنَّ لمَواليهنَّ ضَرائبُ. يقال: كم ضَرِيبةُ عبدك في كل شهر؟ والضَّرَائبُ: ضَرائِبُ الأَرَضِينَ، وهي وظائِفُ الخَراجِ عليها.وضَرَبَ على العَبدِ الإِتاوَةَ ضَرْباً: أَوْجَبَها عليه بالتأْجيل.والاسم: الضَّرِيبةُ. وضَارَبَ فلانٌ لفُلانٍ في ماله إذا اتجر فيه، وقارَضَه.وما يُعْرَفُ لفُلانٍ مَضرَبُ ومَضرِبُ عَسَلَةٍ، ولا يُعْرَفُ فيه مَضْرَبُ ومَضرِبُ عَسَلةٍ أَي من النَّسبِ والمال. يقال ذلك إذا لم يكن له نَسَبٌ مَعْروفٌ، ولا يُعْرَفُ إِعْراقُه في نَسَبه. ابن سيده: ما يُعْرَفُ له مَضْرِبُ عَسَلة أَي أَصْلٌ ولا قَوْمٌ ولا أَبٌ ولا شَرَفٌ. والضارِبُ: الليلُ الذي ذَهَبَتْ ظُلْمته يميناً وشمالاً ومَلأَتِ الدنيا. وضَرَبَ الليلُ بأَرْواقِه: أَقْبَلَ؛ قال حُمَيد: ســــَرَى مِثْــــلَ نَبْــــضِ العِرْقِــــ، والليـــلُ ضـــارِبٌ بـــــأَرْواقِه، والصـــــُّبْحُ قـــــد كـــــادَ يَســـــْطَعُ وقال: يـــــا ليـــــتَ أُمَّ الغَمْـــــرِ كـــــانَتْ صـــــاحِبي، ورَابَعَتْنــــــــي تَحْــــــــتَ ليـــــــلٍ ضـــــــارِبِ، بســـــــــَاعِدٍ فَعْمٍــــــــ، وكَــــــــفٍّ خاضــــــــِبِ والضَّارِبُ: الطَّويلُ من كُلِّ شيءٍ. ومنه قوله: ورابعتنــــــــي تحــــــــت ليــــــــل ضـــــــارب وضَرَبَ الليلُ عليهم طال؛ قال: ضــــــــَرَبَ الليــــــــلُ عليهــــــــمْ فَرَكَــــــــدْ وقوله تعالى: فَضَرَبنا على آذانهم في الكَهْفِ سنينَ عَدَداً؛ قال الزجّاج: مَنَعْناهم السَّمْعَ أَن يَسْمَعُوا، والمعنى: أَنَمْناهم ومَنَعْناهم أَن يَسْمَعُوا، لأَن النائم إذا سمع انْتَبه. والأَصل في ذلك: أَنَّ النائم لا يسمع إذا نام. وفي الحديث: فَضَرَبَ اللّه على أَصْمِخَتهم أَي نامُوا فلم يَنْتَبِهُوا، والصِّمَاخُ: ثَقْبُ الأُذُن. وفي الحديث: فَضُرِبَ على آذانهم؛ هو كناية عن النوم؛ ومعناه: حُجِبَ الصَّوتُ والحِسُّ أَنْ يَلِجا آذانَهم فيَنْتَبهوا، فكأَنها قد ضُرِبَ عليها حِجابٌ.ومنه حديث أَبي ذر: ضُرِبَ على أَصْمِخَتهم، فما يَطُوفُ بالبيت أَحدٌ.وقولهم: فَضَرَب الدهرُ ضَرَبانَه، كقولهم: فَقَضَى من القَضَاءِ، وضَرَبَ الدهْرُ من ضَرَبانِه أَنْ كان كذا وكذا. وقال أَبو عبيدة: ضَرَبَ الدهْرُ بَيْنَنا أَي بَعَّدَ ما بَيْنَنا؛ قال ذو الرمة: فــــإِنْ تَضــــْرِبِ الأَيــــامُ، يــــا مَيّــــ، بينَنـــا، فلا ناشـــــــــــِرٌ ســــــــــِرّاً، ولا مُتَغَيِّــــــــــرُ وفي الحديث: فضَرَبَ الدهرُ مِنْ ضَرَبانِه، ويروى: من ضَرْبِه أَي مَرَّ من مُروره وذَهَبَ بعضُه.وجاءَ مُضْطَرِبَ العِنانِ أَي مُنْفَرِداً مُنْهَزِماً. وضَرَّبَتْ عينُه: غارَتْ كَحجَّلَتْ.والضَّرِيبةُ: اسمُ رجلٍ من العرب.والمَضْرَبُ: العَظْمُ الذي فيه مُخٌّ؛ تقول للشاة إذا كانت مَهْزُولةً: ما يُرِمُّ منها مَضْرَبٌ أَي إذا كُسِرَ عظم من عظامها أَو قَصَبِها، لم يُصَبْ فيه مُخٌّ.والمِضْرابُ: الذي يُضْرَبُ به العُود.وفي الحديث: الصُّداعُ ضَرَبانٌ في الصُّدْغَيْنِ.ضَرَبَ العِرْقُ ضَرْباً وضَرَباناً إذا تحرَّك بقوَّةٍ. وفي حديث عائشة: عَتَبُوا على عثمانَ ضَرْبَةَ السَّوطِ والعصا أَي كان مَنْ قَبْلَه يَضْرِبُ في العقوبات بالدِّرَّة والنَّعْل، فخالفهم.وفي الحديث: النهي عن ضَرْبةِ الغائِص هو أَن يقول الغائِصُ في البحر للتاجر: أَغُوصُ غَوْصَةً، فما أَخرجته فهو لك بكذا، فيتفقان على ذلك، ونَهَى عنه لأَنه غَرَر.ابن الأَعرابي: المَضارِبُ الحِيَلُ في الحُروب.والتَّضْريبُ: تَحْريضٌ للشُّجاعِ في الحرب. يقال: ضَرَّبه وحَرَّضَه.والمِضْرَبُ: فُسْطاط المَلِك.والبِساطُ مُضَرَّبٌ إذا كان مَخِيطاً. ويقال للرجل إذا خافَ شيئاً، فَخَرِق في الأَرض جُبْناً: قد ضَرَبَ بذَقَنِه الأَرضَ؛ قال الراعي يصِفُ غِرباناً خافَتْ صَقْراً: ضـــــــَوارِبُ بالأَذْقـــــــانِ مــــــن ذِي شــــــَكِيمةٍ، إِذا مـــــــا هَــــــوَى، كــــــالنَّيْزَكِ المُتَوَقِّــــــدِ أَي من صَقْر ذي شكيمة، وهي شدّة نفسه.ويقال: رأَيت ضَرْبَ نساءٍ أَي رأَيت نساءً؛ وقال الراعي: وضــــــَرْبَ نِســــــاءٍ لــــــو رآهــــــنَّ ضـــــارِبٌ، لـــــه ظُلَّـــــةٌ فـــــي قُلَّـــــةٍ، ظَـــــلَّ رانِيــــا قال أَبو زيد: يقال ضَرَبْتُ له الأَرضَ كلَّها أَي طَلَبْتُه في كل الأَرض.ويقال: ضَرَبَ فلانٌ الغائط إذا مَضَى إِلى موضع يَقْضِي فيه حاجتَه.ويقال: فلانٌ أَعْزَبُ عَقْلاً من ضارِبٍ، يريدون هذا المعنى.ابن الأَعرابي: ضَرْبُ الأَرضِ البولُ والغائطُ في حُفَرها. وفي حديث المُغِيرة: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، انْطَلَقَ حتى تَوارَى عني، فضَرَبَ الخَلاَءَ ثم جاء يقال: ذَهَبَ يَضْرِبُ الغائطَ والخلاءَ والأَرْضَ إذا ذهب لقضاء الحاجة. ومنه الحديث: لا يَذْهَب الرَّجُلانِ يَضرِبانِ الغائطَ يَتَحَدَّثان.
المعجم: لسان العرب

نجم

المعنى: نَجَمَ الشيءُ يَنْجُم، بالضم، نُجوماً: طَلَعَ وظهر. ونَجَمَ النباتُ والنابُ والقَرْنُ والكوكبُ وغيرُ ذلك: طلَعَ. قال الله تعالى: والنَّجْمُ والشجرُ يَسْجُدانِ. وفي الحديث: هذا إِبَّانُ نُجومِه أَي وقتُ ظهورِه، يعني النبيّ، صلى الله عليه وسلم. يقال: نَجَم النبتُ يَنْجُم إذا طلع. وكلُّ ما طلع وظهر فقد نَجَم. وقد خُصَّ بالنَّجْم منه ما لا يقوم على ساقٍ، كما خُصَّ القائمُ على الساق منه بالشجر. وفي حديث حُذَيفة: سِراجٌ من النارِ يَظْهَرُ في أَكتافِهم حتى يَنْجُم في صُدورِهم.والنَّجْمُ من النباتِ: كلُّ ما نبتَ على وجه الأَرض ونَجَمَ على غيرِ ساقٍ وتسطَّح فلم يَنْهَض، والشجرُ كلُّ ما له ساقٌ: ومعنى سُجودِهما دَوَرانُ الظلِّ معهما. قال أَبو إِسحق: قد قيل إِن النَّجْمَ يُراد به النجومُ، قال: وجائز أَن يكون النَّجْمُ ههنا ما نبت على وجه الأَرض وما طلع من نُجومِ السماء. ويقال لكل ما طلع: قد نَجمَ، والنَّجِيمُ منه الطَّرِيُّ حين نَجمَ فنبَت؛ قال ذو الرمة: يُصــــــَعِّدْنَ رُقْشــــــاً بَيْــــــنَ عُـــــوجٍ كأَنهـــــا زِجـــــاجُ القَنـــــا، منهـــــا نَجِيـــــمٌ وعـــــارِدُ والنُّجومُ: ما نَجَمَ من العروق أَيامَ الربيع، ترى رؤوسها أَمثالَ المَسالِّ تَشُقُّ الأَرضَ شقّاً. ابن الأَعرابي: النَّجْمةُ شجرةٌ، والنَّجْمةُ الكَلِمةُ، والنَّجْمةُ نَبْتةٌ صغيرة، وجمعها نَجْمٌ، فما كان له ساقٌ فهو شجر، وما لم يكن له ساقٌ فهو نَجْمٌ. أَبو عبيد: السَّرادِيحُ أَماكنُ ليِّنةٌ تُنْبت النَّجَمةَ والنَّصِيَّ، قال: والنَّجَمة شجرة تنبت ممتدة على وجه الأَرض، وقال شمر: النَّجَمة ههنا، بالفتح قال: وقد رأَيتها في البادية وفسرها غير واحد منهم، وهي الثَّيِّلةُ، وهي شجرة خضراء كأَنها أَوَّلُ بَذْر الحبّ حين يخرج صِغاراً، قال: وأَما ا لنَّجْمةُ فهو شيءٌ ينبت في أُصول النخلة، وفي الصحاح: ضرْبٌ من النبت؛ وأَنشد للحرث بن ظالم المُرّيّ يهجو النعمان: أَخُصــــــْيَيْ حِمــــــارٍ ظَــــــلَّ يَكْـــــدِمُ نَجْمـــــةً، أَتُؤْكَـــــــلُ جـــــــاراتي وجـــــــارُك ســـــــالمْ؟ والنَّجْمُ هنا: نَبْتٌ بعينه، واحدُه نَجْمةٌوهو الثَّيِّلُ. قال أَبو عمرو الشيباني: الثَّيِّل يقال له النَّجْم، الواحدة نَجْمة. وقال أَبو حنيفة: الثَّيِّلُ والنَّجْمة والعكْرِشُ كله شيءٌ واحد. قال: وإِنما قال ذلك لأَن الحمارَ إذا أَراد أَن يَقْلَع النَّجْمةَ من الأَرض وكَدَمَها ارْتَدَّتْ خُصْيتاه إِلى مؤخَّرِه. قال الأَزهري: النَّجْمةُ لها قضْبة تَفْتَرِشُ الأَرضَ افْتِراشاً. وقال أَبو نصر: الثَّيِّلُ الذي ينبت على شُطُوطِ الأَنهارِ وجمعه نَجْمٌ؛ ومثلُ البيت في كون النَّجْم فيه هو الثَّيِّل قولُ زهير: مُكَلَّــــــــلٌ بأُصــــــــولِ النَّجْـــــــمِ تَنســـــــجُه ريــــــحُ خَرِيقٌــــــ، لِضــــــاحي مـــــائة حُبُـــــكُ وفي حديث جرير: بينَ نَخْلةٍ وضالةٍ ونَجْمةٍ وأَثْلةٍ؛ النَّجْمةُ: أَخصُّ من النجم وكأَنها واحدتُه كنَبْتَةٍ ونَبْت. وفي التنزيل العزيز: والنَّجْمِ إذا هَوَى؛ قال أَبو إِسحق: أَقْسَمَ الله تعالى بالنجم، وجاء في التفسير أَنه الثُّرَيّا، وكذلك سمتها العرب. ومنه قول ساجعهم: طَلَع النجم غُدَيَّهْ، وابْتَغَى الراعي شُكَيَّهْ؛ وقال: فبـــــاتت تَعُـــــدُّ النَّجْـــــم فـــــي مُســـــْتَحِيرة، ســـــــريعٍ بأَيـــــــدي الآكِليـــــــنَ جُمودُهـــــــا أَراد الثُّرَيا. قال: وجاء في التفسير أَيضاً أَن النجم نُزول القرآن نَجْماً بعد نَجْمٍ، وكان تَنزل منه الآيةُ والآيتان، وقال أَهل اللغة: النجمُ بمعنى النُّجوم، والنُّجوم تَجمع الكواكب كلها. ابن سيده: والنَّجْمُ الكوكب، وقد خصّ الثرَيا فصار لها علماً، وهو من باب الصَّعِق، وكذلك قال سيبويه في ترجمة هذا الباب: هذا باب يكون فيه الشيءُ غالباً عليه اسمٌ، يكون لكل مَنْ كان من أُمَّتِه أَو كان في صِفتِه من الأَسماء التي تدخلها الأَلف واللام، وتكون نَكِرتُه الجامعةَ لما ذكرتْ من المعاني ثم مثَّل بالصَّعِق والنَّجمِ، والجمع أَنْجُمٌ وأَنْجامٌ؛ قال الطرماح: وتجْتَلــــــــــــي غُـــــــــــرَّة مَجْهولِهـــــــــــا بــــــــالرَّأْيِ منهـــــــ، قبـــــــلَ أَنْجامِهـــــــا ونُجومٌ ونُجُمٌ، ومن الشاذ قراءَةُ مَنْ قرأَ: وعلاماتٍ وبالنُّجُم؛ وقال الراجز: إِن الفَقيـــــــرَ بينَنـــــــا قـــــــاضٍ حَكَمْـــــــ، أَنْ تَـــــــرِد المـــــــاءَ إذا غــــــابَ النُّجُــــــمْ وقال الأَخطل: كلَمْــــــــعِ أَيْـــــــدي مَثاكِيـــــــلٍ مُســـــــَلِّبةٍ، يَنْـــــدُبْنَ ضـــــَرْس بَنـــــاتِ الـــــدَّهرِ والخُطُـــــبِ وذهب ابن جني إِلى أَنه جمع فَعْلاً على فُعْل ثم ثَقَّل، وقد يجوز أَن يكون حذف الواو تخفيفاً، فقد قرئ: وبالنُّجُم هُمْ يَهْتَدون، قال: وهي قراءة الحسن وهي تحتمل التوجيهين. والنَّجْمُ: الثُّرَيَّا، وهو اسم لها علم مثل زيد وعمرو، فإِذا قالوا طلع النَّجْمُ يريدون الثرَيا، وإِن أَخرجت منه الأَلف واللام تنَكَّرَ؛ قال ابن بري: ومنه قول المرار: ويــــــــومٌ، مِــــــــن النَّجْمـــــــ، مُســـــــْتَوْقِد يَســــــوقُ إِلــــــى المــــــوت نُـــــورَ الظُّبـــــا أَراد بالنَّجْم الثرَيا؛ وقال ابن يعفر: وُلِـــــدْتُ بِحـــــادِي النَّجْـــــمِ يَتْلُـــــو قَرِينَهــــ، وبـــــــالقَلْبِ قَلْـــــــبِ العَقْــــــرَبِ المُتَوَقِّــــــدِ وقال أَبو ذؤيب: فوَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابئ ال_ضُّرَباءِ، خَلْفَ النَّجْمِ، لا يَتَتلَّع وقال الأَخطل: فهلاَّ زَجَـــــــرْتِ الطيـــــــرَ لَيْلـــــــةَ جِئتِـــــــه بضـــــــِيقةَ، بيـــــــن النَّجْـــــــمِ والــــــدَّبَرانِ وقال الراعي: فبـــــاتت تَعُـــــدُّ النَّجْـــــمَ فـــــي مُســـــْتَحيرةٍ، ســـــــَريعٍ بأَيـــــــدي الآكِليـــــــنَ جُمودُهـــــــا قوله: تعدّ النَّجْم، يريد الثريَّا لأَن فيها ستة أَنجم ظاهرة يتخللها نجوم صغار خفية. وفي الحديث: إذا طلع النَّجْمُ ارتفعت العاهةُ، وفي رواية: ما طلعَ النَّجْمُ وفي الأَرض من العاهة شيءٌ، وفي رواية: ما طلعَ النجمِ قَط وفي الأَرض عاهةٌ إِلا رُفِعت؛ النَّجْمُ في الأَصل: اسمٌ لكل واحد من كواكب السماء، وهو بالثريَّا أَخصُّ، فإِذا أُطلق فإِنما يراد به هي، وهي المرادة في هذا الحديث، وأَراد بطلوعها طُلوعَها عند الصبح، وذلك في العَشْرِ الأَوْسَط من أَيَّارَ، وسقوطُها مع الصبح في العَشْر الأَوسط من تِشْرِينَ الآخِرِ، والعرب تزعم أَن بين طلوعها وغروبها أَمْراضاً ووَباءً وعاهاتٍ في الناس والإِبلِ والثِّمارِ، ومُدَّةُ مغيبِها بحيث لا تُبْصَر في الليل نَيِّفٌ وخمسون ليلةً لأَنها تخفى بقربها من الشمس قبلها وبعدها، فإِذا بعدت عنها ظهرت في الشَّرْق وقت الصبح؛ قال الحربي: إِنما أَراد بهذا الحديث أَرضَ الحجاز لأَن في أَيَّارَ يقع الحَصادُ بها وتُدْرِك الثمارُ، وحينئذ تُباعُ لأَنها قد أُمِنَ عليها من العاهة؛ قال القتيبي: أَحْسَبُ أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَرادَ عاهةَ الثِّمارِ خاصة.والمُنَجِّمُ والمُتَنَجِّمُ: الذي ينظر في النُّجوم يَحْسُب مَواقِيتَها وسيرَها. قال ابن سيده: فأَما قول بعض أَهل اللغة: يقوله النَّجَّامون، فأُراه مُولَّداً. قال ابن بري: وابنُ خالويه يقول في كثير من كلامه وقال النجَّامون ولا يقول المُنَجِّمون، قال: وهذا يدل على أَن فعله ثلاثي.وتَنَجَّمَ: رعى النُّجومَ من سَهَرٍ. ونُجومُ الأَشياء: وظائفُها.التهذيب: والنُّجومُ وظائفُ الأَشياء، وكلُّ وظيفةٍ نَجْمٌ. والنَّجْمُ: الوقتُ المضروب، وبه سمي المُنَجِّم. ونَجَّمْتُ المالَ إذا أَدَّيته نُجوماً؛ قال زهير في دياتٍ جُعِلت نُجوماً على العاقلة: يُنَجِّمُهــــــــا قــــــــومٌ لقَـــــــوْمٍ غَرامـــــــةً، ولــــــم يُهَرِيقُـــــوا بينَهـــــم مِلـــــءَ مِحْجَـــــمِ وفي حديث سعد: واللهِ لا أَزيدُك على أَربعة آلافٍ مُنَجَّمةٍ؛ تَنْجِيمُ الدَّينِ: هو أَن يُقَدَّرَ عطاؤه في أَوقات معلومة متتابعةٍ مُشاهرةً أَو مُساناةً، ومنه تَنْجِيمُ المُكاتَب ونجومُ الكتابةِ، وأَصله أَن العرب كانت تجعل مطالعَ منازِل القمر ومساقِطَها مَواقيتَ حُلولِ دُيونِها وغيرها، فتقول إذا طلع النَّجْمُ: حلَّ عليك مالي أَي الثريّا، وكذلك باقي المنازل، فلما جاء الإِسلام جعل الله تعالى الأَهِلّةَ مَواقيتَ لِمَا يحتاجون إِليه من معرفة أَوقات الحج والصوم ومَحِلِّ الدُّيون، وسَمَّوْها نُجوماً اعتباراً بالرَّسْمِ القديم الذي عرفوه واحْتِذاءً حَذْوَ ما أَلفُوه وكتبوا في ذُكورِ حقوقِهم على الناس مُؤَجَّلة. وقوله عز وجل: فلا أُقْسِمُ بمواقع النُّجوم؛ عنَى نُجومَ القرآن لأَن القرآن أُنْزِل إِلى سماء الدنيا جملة واحدة، ثم أُنزل على النبي، صلى الله عليه وسلم، آيةً آيةً، وكان بين أَول ما نزل منه وآخره عشرون سنةً. ونَجَّمَ عليه الدّيةَ: قطَّعها عليه نَجْماً نجماً؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: ولا حَمــــــــــــالاتِ امْـــــــــــرِئ مُنَجِّـــــــــــم ويقال: جعلت مالي على فلان نُجوماً مُنَجَّمةً يؤدي كلَّ نَجْمٍ في شهر كذا، وقد جعل فلانٌ مالَه على فلان نُجوماً معدودة يؤدِّي عند انقضاء كل شهر منها نَجْماً، وقد نَجَّمها عليه تَنْجيماً. نظر في النُّجوم: فَكَّر في أَمر ينظر كيف يُدَبِّره. وقوله عز وجل مُخْبِراً عن إِبراهيم، عليه السلام: فنظَر نَظْرَةً في النُّجوم فقال إِنِّي سَقِيمٌ؛ قيل: معناه فيما نَجَمَ له من الرأْي. وقال أَبو العباس أَحمد بن يحيى: النُّجومُ جمع نَجْم وهو ما نَجَمَ من كلامهم لَمَّا سأَلوه أَن يخرج معهم إِلى عِيدِهم، ونَظَرَ ههنا: تَفكّر ليُدَبِّرَ حُجَّة فقال: إِنِّي سَقِيم، أَي منْ كُفْرِكم. وقال أَبو إِسحق: إِنه قال لقومه وقد رأَى نَجْماً إِني سقيم، أَوْهَمَهم أَن به طاعوناً فتَوَلَّوْا عنه مُدْبِرين فِراراً من عَدْوَى الطاعون. قال الليث: يقال للإِنسان إذا تفكر في أَمر لينظر كيف يُدبِّره: نظر في النُّجوم، قال: وهكذا جاء عن الحسن في تفسير هذه الآية أَي تفكّر ما الذي يَصْرِفُهم عنه إذا كلَّفوه الخروج معهم. والمِنْجَم: الكعب والعرقوبُ وكل ما نَتأَ. والمِنْجَم أَيضاً: الذي يُدَقّ به الوتد.ويقال: ما نَجَمَ لهم مَنْجَمٌ مما يطلبون أَي مَخْرج. وليس لهذا الأَمر نَجْمٌ أَي أَصلٌ، وليس لهذا الحديث نَجْم أَي ليس له أَصلٌ.والمَنْجَمُ: الطريق الواضح؛ قال البعيث: لهـــــا فـــــي أَقاصـــــِي الأَرضِ شـــــأْوٌ ومَنْجَـــــمُ وقول ابن لَجَإٍ: فصــــــــَبَّحَتْ، والشــــــــمسُ لَمَّـــــــا تُنْعِـــــــمِ أَن تَبْلـــــــغَ الجُـــــــدَّةَ فـــــــوقَ المَنْجَـــــــمِ قال: معناه لم تُرِدْ أن تبلغ الجُدّة، وهي جُدّة الصبح طريقتُه الحمراء. والمَنْجَمُ: مَنْجَمُ النهار حين يَنْجُمُ. ونَجَمَ الخارجيّ، ونجمَتْ ناجمةٌ بموضع كذا أَي نَبَعت. وفلانٌ مَنْجَمُ الباطل والضلالة أَي معدنُه. والمَنْجِمان والمِنْجَمانِ: عظمان شاخِصان في بواطن الكعبين يُقْبِل أَحدُهما على الآخر إذا صُفَّت القدمان. ومِنْجَما الرجْل: كَعْباها.والمِنْجَم، بكسر الميم، من الميزان: الحديدة المعترضة التي فيها اللسان.وأَنْجَمَ المطرُ: أَقْلَع، وأَنْجَمَت عنه الحُمّى كذلك، وكذلك أَفْصَمَ وأَفْصَى. وأَنْجَمت السماءُ: أَقْشَعت، وأَنْجَم البَرْد؛ وقال: أَنْجَمَــــــــت قُـــــــرَّةُ الســـــــماء، وكـــــــانت قــــــــد أَقــــــــامَتْ بكُلْبــــــــة وقِطــــــــارِ وضرَبه فما أَنْجَمَ عنه حتى قتله أَي ما أَقْلَع، وقيل: كلُّ ما أَقْلَع فقد أَنْجَمَ.والنِّجامُ: موضع؛ قال معقل بن خُويلِد: نَزِيعــــــاً مُحْلِبــــــاً مــــــن أَهــــــلِ لِفْــــــتٍ لِحَــــــــيٍّ بيــــــــن أَثْلــــــــةَ والنِّجــــــــامِ
المعجم: لسان العرب

رقب

المعنى: رقب : (الرَّقِيبُ) هُوَ (اللَّهُ، و) هُوَ (الحَافِظُ الَّذِي لَا يَغِيبُ عَنهُ شيءٌ، فَعِيلٌ بمَعْنَى فَاعِلٍ، وَفِي الحَدِيث (ارْقُبُوا مُحَمَّداً فِي أَهْلِ بَيْتِهِ) أَي احْفَظُوهُ فِيهِم، وَفِي آخَرَ (مَا مِنْ نَبيَ إِلاَّ أُعْطِيَ سَبْعَةَ نُجَبَاءَ رُقَبَاءَ أَي حَفَظَةً يكونونَ مَعَه، والرقِيبُ: الحَفِيظُ، (و) الرَّقِيبُ (: المُنْتَظِرُ، و) رَقِيبُ القَوْمِ (: الحَارِسُ) وَهُوَ الَّذِي يُشْرِفُ على مَرْقَبَةٍ لِيَحْرُسَهُمْ، والرَّقِيبُ: الحَارِسُ الحَافِظُ، ورَقِيبُ الجَيْشِ: طَلِيعَتُهُمْ (و) الرَّقِيبُ: (أَمِينِ) وَفِي بعض النّسخ (مِن) (أَصْحَابِ المَيْسِرِ) قَالَ كَعْب بن زُهَيْر: لَهَا خَلْفَ أَذْنَابِهَا أَزْمَلٌ مكَانَ الرَّقِيبِ مِنَ اليَاسِرِينَا (أَو) رَقِيبُ القِدَاحِ هُوَ (الأَميِنِ علَى الضَّرِيبِ) وقِيلَ: هُوَ المُوَكَّلُ بالضَّرِيبِ، قَالَه الجوهريّ، وَهُوَ الَّذِي رجَّحَه ابْن ظَفَرٍ فِي (شَرْح المَقَامَاتِ الحرِيرِيَّةِ) ، وَلَا مُنَافَاةَ بَين القَوْلَيْنِ، قالهُ شيخُنَا، وَقيل: الرَّقِيبُ: هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَقُومُ خَلْفَ الحُرْضَةِ فِي المَيْسِرِ، ومَعْنَاهُ كُلُّه سَوَاءٌ، والجَمعُ رُقَبَاءِ، (و)  فِي (التَّهْذِيب) : وَيُقَال: الرَّقِيبُ: اسْمُ السَّهْمِ (الثَّالِثِ مِنْ قِدَاحِ المَيْسَرِ) ، وأَنشد: كَمَقَاعِدِ الرُّقَبَاءِ لِلضُّ رَبَاءِ أَيْدِيهِمْ نَوَاهِدْ وَفِي حَدِيث حَفْرِ زَمْزَمَ (فَغَارَسَهْمُ اللَّهِ ذِي الرَّقِيبِ) وَهُوَ مِن السِّهامِ الَّتِي لَهَا نَصِيبٌ، وَهِي سبعةٌ، قَالَ فِي (الْمُجْمل) : الرَّقِيبُ: السَّهْمُ الثَّالِثُ من السَّبْعَةِ الَّتِي لَهَا أَنْصِبَاءِ، وَذكر شيخُنَا رَحمَه الله: قِدَاحُ المَيْسِرِ عَشَرَةٌ، سَبْعَةٌ مِنْهَا لَهُ أَنصباءُ، وَلها ثَلَاثَة إِنما جَعلوا لَهَا للتكثير فقَطْ وَلاَ أَنْصِبَاءَ لَهَا، فَذَوَاتُ الأَنْصِبَاءِ أَوَّلُهَا: الفَذُّوفة فُرْضَةٌ وَاحِدَةٌ وَله نَصِيبٌ وَاحِدْ. وَالثَّانِي التَّوْأَمُ، وَفِيه فُرْضَتَانِ وَله نَصِيبَانِ، والرَّقِيبُ وَفِيه ثَلاَثُ فُرَضٍ وَله ثَلاَثَةُ أَنْصِبَاءَ، والحِلْصُ وَفِيه أَرْبَعُ فُرَضٍ، ثُمَّ النَّافِسُ وَفِيه خَمْسُ فُرَضٍ، ثمَّ المُسْبِلُ وَفِيه سِتُّ فُرَض، ثمَّ المُعَلَّى وَهُوَ أَعْلاَهَا، وَفِيه سَبْعُ فُرَضٍ وَله سَبْعَةُ أَنْصِبَاءَ. وأَمَّا الَّتِي لَا سَهْمَ لَهَا: السَّفِيحُ والمَنِيحُ والوَغْدُ، وأَنشدنا شَيخنَا، قَالَ: أَنشدنا أَبُو عَبْدِ الله محمدُ بن الشاذِلِيّ أَثْنَاءَ قِرَاءَةِ المَقَامَات الحَرِيرِيَّةِ: إِذَا قَسَمَ الهَوَى أَعْضَاءَ قَلْبِي فَسَهْمَاكِ المُعَلَّى والرّقِيبُ وَفِيه تَوْرِيَةٌ غَرِيبَةٌ فِي التَّعْبِير بالسَّهْمَيْنِ، وأَرَادَ بهما عَيْنَيْهَا، والمُعَلَّى لَهُ سبعةُ أَنصباءَ، والرَّقيبُ لَهُ ثَلاَثَة، فَلم يَبْقَ لَهُ من قَلْبِه شيءٌ، بل اسْتَوْلَى عَلَيْهِ السَّهْمَانِ. (والرَّقِيبُ:) نَجْمٌ مِنْ نُجُومِ المَطَرِ يُرَاقِبُ نَجْماً آخَرَ) ، وإِنَّمَا قِيلَ لِلْعَيُّوقِ رَقِيبُ الثُّرَيَّا تَشْبِيهاً بِرَقِيبِ المَيْسِرِ، وَلذَلِك قَالَ أَبو ذُؤيب: فَوَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رَابِىءِ الضُّرَبَاءِ خَلْفَ النَّجْمِ لاَ يَتَتَلَّعُ  (و) الرَّقِيبُ (: فَرَسُ الزِّبْرِقَانِ بنِ بَدْرٍ) كأَنَّه كانَ يُرَاقِبُ الخَيْلَ أَنْ تَسْبِقَه. (و) الرَّقِيبُ: (ابنُ العَمِّ) . (و) الرَّقِيبُ: ضَرْبٌ مِنَ الحَيَّاتِ، كأَنَّهُ يَرْقُبُ مَنْ يَعَضُّ، أَو (حَيَّةٌ خَبِيثَةٌ ج رَقِيبَاتٌ ورُقُبٌ بضَمَّتَيْنِ) كَذَا فِي (التَّهْذِيب) . (و) الرِّقِيبُ (: خَلَفُ الرَّجُلِ مِن وَلَدِه وعَشِيرَتِه) ، وَمن ذَلِك قولُهُم: نِعْمَ الرَّقِيبُ أَنْتَ لاِءَبِيكَ وسَلَفِكَ، أَي نِعْمَ الخَلَفُ، لاِءَنَّه كالدَّبَرَانِ لِلثُّرَيَّا. (و) من الْمجَاز: الرَّقِيبُ: (النجْمُ الَّذِي فِي المَشْرِق يُرَاقِبُ الغَارِبَ أَوْ مَنَازِلُ القَمَرِ كُلُّ) وَاحِدٍ (مِنْهَا رَقِيبٌ لِصَاحِبِهِ) كُلَّمَا طَلَعَ مِنْهَا وَاحِدٌ سَقَطَ آخَرُ مثْلُ الثُّرَيَّا رَقِيبُهَا الإِكْلِيلُ إِذَا طَلَعَتِ الثُّرَيَّا عِشَاءً غَابَ الإِكْلِيلُ، وإِذا طَلَعَ الإِكليلُ عِشَاءً غَابَتِ الثُّرَيَّا، ورَقِيبُ النَّجْمِ الَّذِي يَغِيبُ بِطُلُوعِه، وأَنشد الفرّاءُ: أَحَقًّا عِبَادَ اللَّهِ أَنْ لَسْتُ لاَقِياً بُثَيْنَةَ أَوْ يَلْقَى الثُّرَيَّا رَقِيبُهَا قَالَ المُنْذِرِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا الهَيْثَمِ يقولُ: الإِكْلِيلُ: رَأْسُ العَقْرَب، ويُقَالُ: إِنَّ رَقِيبَ الثُّرَيَّا مِنَ الأَنْوَاءِ: الإِكْلِيلُ، لأَنَّهُ لَا يَطْلُعُ أَبَداً حَتَّى تَغِيبَ، كَمَا أَنَّ الغَفْرَ رَقِيبُ الشَّرَطَيْنِ، والزُّبَنَانِ: رَقِيبُ البُطَيْنِ، والشَّوْلَةُ رَقِيبُ الهَقْعَةِ، والنَّعَائِمُ: رَقِيبُ الهَنْعَةِ، والبَلْدَةُ، رَقِيبُ الذِّرَاعِ وَلاَ يَطْلُعُ أَحَدُهُمَا أَبَداً إِلاَّ بِسُقُوطِ صاحِبِه وغَيْبُوبَتِه، فَلاَ يَلْقَى أَحَدُهمَا صَاحِبَهُ. (ورَقَبَهُ) يَرْقُبُهُ (رِقْبَةً ورِقْبَاناً بِكَسْرِهِمَا ورُقُوباً بالضَّمِّ، ورَقَابَةً ورَقُوباً ورَقْبَةَ بِفَتْحِهِنَّ:) رَصَدَهُ و (انْتَظَرَه، كَتَرَقَّبَهُ وارْتَقَبَهُ) والتَّرَقُّبُ: الانْتِظَارُ، وكذلكَ الارْتِقَابُ، وقولُه تَعَالَى: {2. 035 وَلم ترقب قولى} (طه: 94) معناهُ  لَمْ تَنْتَظِرْ، والتَّرَقُّبُ: تَوَقُّعُ شَيْءٍ وتَنَظُّرُهُ. (و) رَقَبَ (الشَّيْءَ) يَرْقُبُه (: حَرَسَه، كرَاقَبَه مُرَاقَبَةً ورِقَاباً) قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ، وأَنشد: يُرَاقِبُ النَّجْمَ رِقَابَ الحُوتِ يَصِفُ رَفِيقاً لَه، يقولُ يَرْتَقِبُ النُّجُومَ ويُرَاقِبُهَا، كَيَرْعَاهَا ويُرَاعِيهَا. (و) رَقَبَ (فُلاَناً: جَعَلَ الحَبْلَ فِي رَقَبَتِهِ) . (وارْتَقَبَ) المَكَانَ (: أَشْرَفَ) عَلَيْهِ (وَعَلاَ، والمَرْقَبَةُ والمَرْقَبُ: مَوْضِعُهُ) المُشْرِفُ يَرْتَفعُ عَلَيْهِ الرَّقِيبُ ومَا أَوْفَيْتَ عَلَيْهِ مِن عَلَمٍ أَوْ رَابِيَةٍ لتَنْظُرَ من بُعْدٍ، وَعَن شمر: المَرْقَبَةُ: هِيَ المَنْظَرَةَ فِي رَأْسِ جَبَلٍ أَوْ حِصْنٍ، وجَمْعُهُ مَرَاقِبُ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: المَرَاقِبُ: مَا ارتَفَعَ مِن الأَرْضِ وأَنشد: وَمَرْقَبَةٍ كالزُّجِّ أَشرَفْتُ رَأْسَها أُقَلِّبُ طَرْفِي فِي فَضَاءٍ عَرِيضِ (والرِّقْبَةُ بالكَسْرِ: التَّحَفُّظُ والفَرَقُ) مُحَرَّكَةً، هُوَ الفَزَعُ. (والرُّقْبَى كَبُشْرَى: أَنْ يُعْطِيَ) الإِنْسَانُ (إِنْسَاناً مِلْكاً) كالدَّارِ والأَرْضِ ونَحْوِهِمَا (فَأَيُّهُمَا ماتَ رَجَعَ المِلْكُ لِوَرَثَتِهِ) وهِي مِن المُرَاقَبَةِ، سُمِّيَتْ بذلك لأَنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا يُرَاقِبُ موْتَ صَاحِبِه (أَو) الرُّقْبَى: (أَنْ يَجْعَلَهُ) أَي المَنْزِلَ (لِفُلاَنٍ يَسْكُنُهُ، فإِنْ ماتَ فَفُلاَنٌ) يَسْكُنُهُ، فكُلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا يَرْقُبُ موتَ صاحبِه (وقدْ أَرْقَبَه الرُّقْبَى، و) قَالَ اللِّحْيَانيُّ: (أَرْقَبَه الدَّارَ: جَعَلَهَا لَهُ رُقْبَى) ولِعَقبِه بعدَه بِمَنْزِلَة الوَقْفِ وَفِي (الصِّحَاح) : أَرْقَبْتُه دَاراً أَوْ أَرْضاً: إِذا أَعْطَيْتَهُ إِيَّاهَا فكانَتْ للباقِي مِنْكُمَا وقلتَ إِنْ مِتُّ قَبْلَكَ فَهِيَ لَك  وإِنْ مِتَّ قَبْلِي فَهِيَ لي، والاسْمُ الرُّقْبَى. قلت: وَهِي لَيْسَتْ لهِبَةٍ عندَ إِمَامِنَا الأَعْظَمِ أَبِي حَنِيفَةَ ومُحَمَّدٍ، وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ: هِيَ هِبَةٌ، كالعُمْرَى، وَلم يَقُلْ بِهِ أَحَدٌ من فُقَهَاءِ العِرَاقِ، قَالَ شيخُنَا: وأَمَّا أَصحابُنَا المَالِكِيَّةُ فإِنهم يَمْنَعُونَهَا مُطْلَقاً. وَقَالَ أَبو عبيد: أَصْلُ الرُّقْبَى مِن المُرَاقَبَةِ، ومثلُه قولُ ابْن الأَثيرِ، ويقالُ: أَرْقَبْتُ فلَانا دَاراً، فَهُوَ مُرْقَبٌ، وأَنَا مُرْقِبٌ، (والرَّقُوبُ كَصَبُورٍ) مِن النِّسَاءِ: (المَرْأَةُ) الَّتِي (تُرَاقِبُ مَوْتَ بَعْلِهَا) لِيَمُوتَ فَتَرِثَه (و) مِن الإِبلِ (: النَّاقَةُ) الَّتِي (لاَ تَدْنُو إِلى الحَوْضِ منَ الزِّحَامِ) وَذَلِكَ لِكَرَمِها، سُمِّيَتْ بذلك لأَنَّهَا تَرْقُبُ الإِبلَ فإِذا فَرَغَتْ مِنْ شُرْبِهَا شَرِبَتْ هِي، (و) من الْمجَاز: الرَّقُوبُ من الإِبلِ والنساءِ (: الَّتِي لَا يَبْقَى) أَي لَا يَعِيشُ (لهَا وَلَدٌ) قَالَ عَبِيدٌ: كَأَنَّهَا شَيْخَةٌ رَقُوبُ (أَو) الَّتِي (مَاتَ وَلَدُهَا) ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ، قَالَ الشَّاعِر: فَلَمْ يَرَ خَلْقٌ قَبْلَنَا مِثْلَ أُمِّنَا وَلاَ كَأَبْينَا عَاشَ وهْوَ رَقُوبُ وَقَالَ ابنُ الأَثيرِ: الرَّقُوبُ فِي اللُّغَةِ لِلرَّجُلِ والمَرْأَةِ إِذَا لَمْ يَعِشْ لَهُمَا وَلَدٌ، لاِءَنَّهُ يَرْقُبُ مَوْتَهُ ويَرْصُدُهُ خَوْفاً عَلَيْهِ، ومِن الأَمْثَالِ (وَرِثْتُهُ عَنْ عَمَّةٍ رَقُوبٍ) قَالَ المَيْدَانِيُّ: الرَّقُوبُ مَنْ لاَ يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ فَهِيَ أَرْأَفُ بابْنِ أَخِيهَا، وَفِي الحَدِيثِ أَنَّه قَالَ: مَا تَعُدُّونَ فِيكم الرَّقُوبَ؟ قَالُوا: الَّذِي لاَ يَبْقَى لَهُ وَلَدٌ، قَالَ: بَلِ الرَّقُوبُ الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئاً) ، قَالَ أَبُو عُبَيْدِ: وَكَذَلِكَ مَعْنَاهُ فِي كَلاَمِهِم، إِنَّمَا هُوَ عَلَى فَقْدِ الأَوْلاَدِ، قَالَ صَخْرُ الغَيِّ: فَمَا إِنْ وَجْدُ مِقْلاَتٍ رَقُوبٍ بِوَاحِدِهَا إِذَا يَغْزُو تُضِيفُ قَالَ: وَهَذَا نحوُ قولِ الآخَر: إِنَّ  المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِينَهُ، ولَيْسَ هَذَا أَن يَكُونَ مَنْ سُلِبَ مَالَه ليسَ بمَحْرُوبٍ. (وأُمُّ الرَّقُوبِ) مِنْ كُنَى (الدَّاهِيَةِ) . (والرَّقَبَةُ، مُحَرَّكَةً: العُنُقُ) أَوْ أَعْلاَهُ (أَوْ أَصْلُ مُؤَخَّرِهِ) ويُوجَدُ فِي بَعْضِ الأُمَّهَاتِ أَوْ مُؤَخَّر أَصْلِه (ج رِقَابٌ ورَقَبٌ) مُحَرَّكَةً (وأَرْقُبٌ) على طَرْحِ الزَّائِدِ، حَكَاهُ ابنُ الأَعْرَابيّ، (ورَقَبَاتٌ) . (و) الرَّقَبَةُ (: المَمْلُوكُ) ، وأَعْتَقَ رَقَبَةً أَي نسَمَةً، وفَكَّ رَقَبَةً: أَطْلَقَ أَسِيراً، سُمِّيَتِ الجُمْلَةُ باسْمِ العُضْوِ لِشَرَفِهَا، وَفِي التَّنْزِيل: {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرّقَابِ} (التَّوْبَة: 60) إِنهم المُكَاتَبُونَ، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) ، وَفِي حَدِيث قَسْمِ الصَّدَقَاتِ (وَفِي الرِّقَابِ) يريدُ المُكَاتَبِينَ مِن العَبِيدِ يُعْطَوْنَ نَصِيباً من الزَّكَاةِ يَفكُّونَ بِهِ رِقَابَهُمْ ويَدْفَعُونَه إِلى مَوَالِيهِم، وعنِ الليثِ: يُقَالُ: أَعْتَقَ الله رَقَبَتَهُ، وَلاَ يُقَالُ: أَعْتَقَ اللَّهُ عُنُقَهُ، وَفِي (الأَسَاس) : وَمن الْمجَاز: أَعْتَقَ اللَّهُ رَقَبَتَهُ، وأَوْصَى بِمَالِهِ فِي الرِّقَابِ، وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَقد تَكَرَّرَتِ الأَحاديثُ فِي ذِكْرِ الرَّقَبَةِ وعِتْقِهَا وتحْرِيرِهَا وفَكِّهَا، وَهِي فِي الأَصْلِ: العُنُقُ، فجُعِلَتْ كِنَايَةً عَن جَمِيعِ ذَاتِ الإِنْسَانِ، تَسْمِيَةً للشَّيْءِ بِبَعْضِه، فإِذا قالَ أَعْتَقَ رَقَبَةً، فكأَنَّه قَالَ أَعْتَقَ عَبْداً أَو أَمَةً، وَمِنْهُم قَوْلُهُم: ذَنْبُهُ فِي رَقَبَتِه، وَفِي حَدِيث ابْن سِيرينَ (لَنَا رِقَابُ الأَرْضِ) أَي نَفْسُ الأَرْضِ، يَعْنِي مَا كَانَ من أَرْضِ الخَرَاجِ فَهُوَ للمُسْلِمِينَ لَيْسَ لأَصحابِه الَّذين كَانُوا فِيهِ قَبْلَ الإِسلام شيْءٌ لأَنها فُتِحَتْ عَنْوَةً، وَفِي حَدِيث بِلاَلٍ (والرَّكَائِب المُنَاخَة، لَكَ رِقَابُهُنَّ وَمَا عَلَيْهِنَّ) أَيْ ذَوَاتُهُنَّ وأَحْمَالُهُنَّ. ومِنَ المجازِ قَوْلُهُم: مَنْ أَنْتُمْ يَا رِقَابَ المَزَاوِدِ؟ أَيْ يَا عَجَمُ، والعَرَبُ تُلَقِّبُ العَجَمَ بِرِقَابِ المَزَاوِدِ، لأَنَّهُمْ حُمْرٌ. (و) رَقَبَةُ: (اسْمٌ) والنِّسْبَةُ إِليه رَقَبَاوِيٌّ، قَالَ سيبويهِ: إِنْ سَمَّيْتَ  بِرَقَبَة لَمْ تُضِفْ إِليه إِلاَّ علَى القِيَاسِ. (ورَقَبَةُ: مَوْلَى جَعْدَةَ، تَابِعِيٌّ) عَن أَبي هريرةَ، (و) رَقَبَةُ (بنُ مَصْقَلَةَ) بنِ رَقَبَةَ بنِ عبدِ الله بنِ خَوْتَعَةَ بنِ صَبرَةَ (تَابِعُ التابِع) وأَخُوهُ كَرِيبُ بنُ مَصْقَلَةَ، كَانَ خَطِيباً كأَبِيهِ فِي زَمَنِ الحَجَّاجِ، وَفِي حَاشِيَة الإِكمال: رَوَى رَقَبَةُ عَن أَنَسِ بنِ مالكٍ فِيمَا قِيلَ، وثَابِتٍ البُنَانِيِّ وأَبِيهِ مَصْقَلَةَ، وَعنهُ أَشْعَثُ بنُ سَعِيدٍ السَّمَّانُ وغيرُهُ، رَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ (وَملِيحُ بنُ رَقَبَةَ مُحَدِّثٌ) شَيْخٌ لِمَخْلَدٍ الباقرْحيّ، وَفَاته عَبْدُ الله بنُ رَقَبَةَ العَبْدِيُّ، قُتِلَ يَوْمَ الجَمَلِ. (والأَرْقَبُ: الأَسَدُ) ، لِغِلَظِ رَقَبَتِه، (و) الأَرْقَبُ (: الغَلِيظُ الرَّقَبَةِ) ، هُوَ أَرْقَبُ بَيِّنُ الرَّقَبَةِ (كالرَّقَبَانِيِّ) على غيرِ قياسٍ، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ (والرَّقَبَانِ، مُحَركَتَيْنِ) قَالَ ابنُ دُريدٍ: يُقَال: رَجُلٌ رَقَبَانِيٌّ، ويقالُ لِلْمَرْأَةِ: رَقْبَاءُ، لاَ رَقَبَانِيَّةُ، وَلَا يُنْعَتُ بِهِ الحُرَّةُ (والاسْمُ الرَّقَبُ مُحَرَّكَةً) هُوَ غِلَظُ الرَّقَبَةِ، رَقِبَ رَقَباً. (وذُو الرُّقَيْبَةِ كَجُهَيْنَةَ) : أَحَدُ شُعَرَاءِ العَرَبِ وَهُوَ لَقَبُ (مَالِكٍ القُشَيْرِيِّ) لأَنَّه كانَ أَوْقَصَ، وَهُوَ الَّذِي أَسَرَ حَاجِبَ بنَ زُرَارَةَ التَّمِيمِيَّ يَوْمَ جَبَلَةَ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَفِي (المستقصى) : أَنَّه أَسَرَه ذُو الرّقَيْبَةِ والزَّهْدَمَانِ، وأَنَّهُ افْتَدَى مِنْهُمْ بِأَلْفَيْ نَاقَةٍ وأَلْفِ أَسِيرٍ يُطْلِقُهُمْ لَهُمْ، وَقد تَقَدَّم، (و) ذُو الرُّقَيْبَةِ مالكُ (بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبِ بنِ زُهَيْرِ) بن أَبي سُلْمَى المُزَنِيُّ أَحَد الشُّعَرَاءِ، وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ حَدِيثَهُ فِي السُّنَنِ مِن طريقِ الحَجَّاجِ بنِ ذِي الرُّقَيْبَةِ عَنْ أَبِيهِ عَن جَدِّهِ فِي بَابِ مَنْ شَبَّبَ ولَمْ يُسَمِّ أَحَداً، واسْتَوْفَاهُ الأُدْفُوِيُّ فِي الإِمْتَاعِ (وَرَقَبَانُ مُحَرَّكَةً: ع والأَشْعَرُ الرَّقَبَانُ: شَاعِرٌ) واسْمُه عَمْرُو بنُ حَارِثَةَ. (و) من الْمجَاز: يُقَال: (وَرِثَ) فُلاَنٌ (مَالاً عَنْ رِقْبَةٍ، بالكَسْرِ، أَي عَن كَلاَلَة لم يَرِثْهُ عَن آبَائِهِ) وَوَرِثَ  مَجْداً عَن رِقْبَةٍ، إِذا لَمْ يَكُنْ آبَاؤُهُ أَمْجَاداً، قَالَ الكُمَيْت: كَانَ السَّدَى والنَّدَى مَجْداً ومَكْرُمَةً تِلْكَ المَكَارِمُ لَمْ يُورَثْنَ عَنْ رِقَبِ أَي وَرِثَهَا عَن دُنًى فَدُنًى من آبائِه، وَلم يَرِثْهَا مِنْ وَرَاءُ وَرَاءُ. (والمُرَاقَبَةُ فِي عَرُوضِ المُضَارِعِ والمُقْتَضَبِ) : هُوَ أَنْ يَكُونَ الجُزْءُ مَرَّةً مَفَاعِيلُ وَمَرَّةً مَفَاعِيلُنْ، هَكَذَا فِي النّسخ الْمَوْجُودَة بأَيدينا ووجدتُ فِي حَاشِيَة كتابٍ تَحْتَ مَفَاعِيلُنْ مَا نَصُّه: هَكَذَا وُجِدَ بخَطِّ المُصنّف، بإِثبات الياءِ وَصَوَابه مفاعِلُنْ، بحذفها، لأَنَّ كلاًّ من اليَاءِ والنُّونِ تُرَاقِبُ الأُخْرَى. قلتُ: ومثلُه فِي (التَّهْذِيب) و (لِسَان العَرَب) ، وزَادَ فِي الأَخِيرِ: سُمِّيَ بذلك لأَنَّ آخِرَ السَّبَبِ الَّذِي فِي آخر الجُزْءِ وَهُوَ النُّونُ من مفاعيلُنْ لَا يَثْبُت مَعَ آخر السَّبَبِ الَّذِي قبله، وَلَيْسَت بمُعَاقَبَة، لأَنّ المُرَاقَبَةَ لَا يَثْبُتُ فِيهَا الجُزْآنِ المُتَرَاقِبَانِ، والمُعَاقَبَةُ يَجْتَمعُ فِيهَا المُتَعَاقِبَانِ، وَفِي (التَّهْذِيب) عَن اللَّيْث: المُرَاقَبَةُ فِي آخِرِ الشِّعْرِ بَيْنَ حَرْفَيْنِ: هُوَ أَنْ يَسْقُطَ أَحَدُهُمَا وَيَثْبُتَ الآخَرُ، وَلاَ يَسْقُطَانِ وَلاَ يَثْبُتَانِ جَمِيعًا، وَهُوَ فِي مَفَاعِيلُن الَّتِي للمضارِعِ لَا يجوز أَن يتمّ، إِنما هُوَ مَفَاعِيلُ أَو مَفَاعِلُنْ، انْتهى، وَقَالَ شيخُنا عِنْد قَوْله: (والمُرَاقَبَةُ) بَقِيَ عَلَيْه المُرَاقَبَةِ فِي المُقْتَضَب فإِنها فِيهِ أَكثرُ. قلتُ: ولعلَّ ذِكْرَ المُقْتَضَبِ سَقَطَ من نُسْخَة شيخُنا فأَلْجأَهُ إِلى مَا قَالَ، وَهُوَ موجودٌ فِي غيرِ مَا نُسَخٍ، وَلَكِن يُقَال: إِن الْمُؤلف ذكر الْمُضَارع والمُقْتَضَب وَلم يذكر فِي الْمِثَال إِلا مَا يختصّ بالمضارعِ، فإِن المُرَاقَبَة فِي المُقْتَضَب أَن تُرَاقِبَ وَاوُ مَفْعُولاَت فَاءَه وبالعَكْسِ، فَيكون الجزءُ مرّةً مَعُولات فينقل إِلى مَفَاعِيل ومَرَّة إِلى مَفْعُلاَت فينقل إِلى فاعِلاَت، فتأَمّل تَجِدْ. (والرَّقَابَةُ مُشَدَّدَةً؛ الرَّجُلُ الوَغْدُ) الَّذِي يَرْقُبُ للقومِ رَحْلَهُم إِذا غَابُوا.  (والمُرَقَّبُ كمُعَظَّمٍ: الجِلْدُ) الَّذِي (يُسْلَخُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ) ورَقَبَتِه. (والرُّقْبَةُ بالضَّمِّ كالزُّبْيَةِ لِلأَسَدِ) والذِّئْبِ. والمَرْقَب: قَرْيَةٌ من إِقليم الجِيزَة. وَمَرْقَبُ مُوسَى مَوْضِعٌ بمِصْرَ. وأَبُو رَقَبَةَ: من قُرى المُنُوفِيّة. وأَرْقَبانُ: مَوْضِعٌ فِي شَعْرِ الأَخْطَلِ، والصَّوابُ بالزَّايِ، وسيأْتي. ومَرْقَبُ، قريَةٌ تُشْرِف على ساحِلِ بَحْرِ الشأْم. والمَرْقَبَةُ: جَبَلٌ كَانَ فِيهِ رُقَباءُ هُذيل. وذُو الرَّقِيبَةِ، كسَفِينَةٍ: جَلَلٌ بِخَيْبَرَ، جاءَ ذِكْرُه فِي حَدِيثِ عُيَيْنَةَ بنِ حِصْنٍ. والرَّقْبَاءُ هِيَ الرَّقُوبُ الَّتِي لَا يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ، عَن الصاغانيّ.
المعجم: تاج العروس