المعجم العربي الجامع

صَنْبَرٌ

المعنى: (صيغة الجمع) صَنابرُ الدقيق الضعيف من كلّ شيء.
المعجم: القاموس

صِنَّبْرٌ

المعنى: الرّيح الباردة؛ الرّيح الحارّة (ضِدّ).؛-: ثاني أيّام العجوز وهي في عجز الشتاء.؛ليلةٌ - ةٌ: شديدة البَرد أو الحَرّ.؛صنابرُ الشتاء: شِدّة بَرده.
المعجم: القاموس

صَنْبَرَتِ

المعنى: النخلةُ: صارت صُنْبُوراً، أو صُنْبُورةً. ويقال: صَنْبَرَ أسفل النخلة: دقّ.؛(الصَّنْبَرُ): الدقيق أو الرقيق من كل شيء. (ج) صنابر.؛(الصُّنْبورُ): سَعَفَةٌ تَنبتُ في جذع النخلة لا في الأرض. وـ النخلة تخرج من أصل النخلة الأخرى من غير أن تغرس. وـ أصلُ النَّخْلةِ الذي تشعَّبتْ منه العروق. وـ النخلة دقَّ أسفلها وانجردَ أصلُ سَعَفِها وقلَّ حَمْلُها. وـ النخلة المنفردة من جماعة النخيل. وـ ثَقب الحوض الذي يخرج منه الماء عند الغسل، وهو ما يسمى بالبالوعة. وـ قصبةٌ في الإداوةِ يُشربُ منها، وتطلق اليوم على ما يسمَّى: (الحنفيَّة). وـ أداة تسمح بإمرار سائل أو غاز للحصول عليه. (مج). (ج) صنابير.؛(الصِّنَّبْرُ): الرِّيحُ الباردةُ في غيم. يقال: غَداةٌ صِنَّبْرٌ، وليلةٌ صِنَّبْرَةٌ. (ج) صَنابِرُ. وصنابِرُ الشتاء: أوقاتُهُ الشديدةُ البُرُودَةِ.؛(الصَّنَوْبَرُ): شجر من المخروطيَّات الصّنوبرية، يُزرع لخشبه وللزِّينة. ولبعض أنواعه بُزورٌ صغيرة لذيذة الطعم. وهو شجرٌ جبليٌّ.
المعجم: الوسيط

صنبر

المعنى: صنبر : (الصُّنْبُورُ، بالضّمّ: النَّخْلَةُ دَقَّتْ من أَسْفَلِهَا، وانْجَرَدَ كَرَبُها وقَلّ حَمْلُهَا) كالصُّنْبُورَةِ، (وقَدْ صَنْبَرَتْ) . (و) الصُّنْبُورُ أَيضاً: النَّخْلَةُ (المُنْفَرِدَةُ عَن النَّخِيلِ) ، وَقد صَنْبَرَتْ. (و) الصُّنْبُورُ: (السَّعَفاتُ يَخْرُجْنَ فِي أَصْلِ النَّخْلَة) . (و) الصُّنْبُورُ، أَيضاً: (أَصْلُ النَّخْلَةِ) الَّتِي تَشَعَّبَت مِنْهَا العُرُوق، قَالَه أَبو حنيفَة. وَقَالَ غيرُه: الصُّنْبُورُ: النَّخْلَةُ تَخْرُجُ من أَصلِ النَّخْلَةِ الأُخْرَى من غير أَن تُغْرَس. (و) الصُّنْبُورُ: (الرّجلُ الفَرْدُ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ بِلَا أَهلٍ و) لَا (عَقِبٍ و) لَا (ناصِرٍ) ، وَفِي الحَدِيث: (إِنّ كُفّارَ قُرَيْش كانُوا يَقُولُونَ فِي النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُحَمَّدٌ صُنْبُورٌ) ، وقالُوا: (صُنَيْبِيرٌ) أَي: أَبْتَر لَا عَقِبَ لَهُ، وَلَا أَخٌ، فإِذا ماتَ انْقَطَعَ ذِكْرُه، فأَنْزَلَ اللَّهُ عزّ وجلّ: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الاْبْتَرُ} (الْكَوْثَر: 3) . وَفِي التَّهْذِيب: أَصلُ الصُّنْبُور: سَعَفَةٌ تَنْبُتُ فِي جِذْعِ النخلةِ لَا فِي الأَرْضِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدةَ: الصُّنْبُور: النَّخْلَة تَبْقَى منفردَةً، ويَدِقُّ أَسفَلُها ويَنْقَشِرُ، يُقَال: صَنْبَرَ أَسفَلُ النَّخلة، ومُرَادُ كفّار قريشِ بقَوْلهمْ صُنْبُور، أَي  أَنّه إِذا قُلِعَ انقطَع ذِكْرُه، كَمَا يَذْهَبُ أَصلُ الصُّنْبُور؛ لأَنّه لَا عَقِبَ لَهُ. ولقِيَ رجُلٌ رجلا من العَرَب فسأَله عَن نَخْلِهِ، فَقَالَ: صَنْبَرَ أَسْفَلُه، وعَشَّشَ أَعلاه، يَعْنِي دَقَّ أَسفَلُه، وقَلَّ سَعَفُه ويَبِسَ، قَالَ أَبو عُبَيْدة: فشَبَّهُوا النَّبيّ صلَّى اللَّهُ تَعَالى عَلَيْهِ وسلَّم بهَا، يَقُولُونَ: إِنّه فَردٌ لَيْسَ لَهُ وَلدٌ، فإِذا مَاتَ انقَطَع ذِكْرُه، وَقَالَ أَوْسٌ يَعِيبُ قوما: مُخَلَّفُونَ وَيَقْضِي النّاسُ أَمْرَهُم غُشُّ الأَمَانَةِ صُنْبُورٌ فصُنْبُورُ وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: الصُّنْبُورُ من النَّخْلَة سَعَفَاتٌ تَنْبُت فِي جِذْع النَّخْلَةِ غير مُسْتَأْرِضَةٍ فِي الأَرْض، وَهُوَ المُصَنْبِرُ من النَّخْلِ، وإِذَا نَبَتَت الصّنابِيرُ فِي جِذْعِ النَّخلةِ أَضْوَتْها؛ لأَنَّهَا تَأْخُذ غِذَاءَ الأَمّهاتِ، وَقَالَ: وعلاجُهَا أَن تُقْلَعَ تِلْكَ الصَّنَابِيرُ مِنْهَا. فأَراد كفّارُ قُرَيْش أَنّ مُحَمَّداً صلى الله عَلَيْهِ وسلمصُنْبُورٌ نَبَتَ فِي جِذْعِ نَخلة، فإِذا قُلِعَ انقَطَعَ، وكذالك محمّدٌ إِذا ماتَ فَلَا عَقِبَ لَهُ. وَقَالَ ابْن سمْعَان: الصَّنابِيرُ يُقَال لَهَا: العِقَّانُ، والرّواكِيبُ، وَقد أَعَقَّت النَّخْلَة، إِذا أَنْبَتَت العِقّانَ، قَالَ: وَيُقَال للفَسِيلَةِ الَّتِي تَنْبُت فِي أُمِّهَا: الصُّنْبُورُ، وأَصْلُ النَّخْلَةِ أَيضاً صُنْبُورُهَا. وَقَالَ أَبو سعيد: المُصَنْبِرَةُ من النَّخِيل: الَّتِي تَنْبُتُ الصّنَابِيرُ فِي جُذُوعِها، فتُفْسِدُها؛ لأَنها تأْخُذُ غِذَاءَ الأُمَّهَات، فتُضْوِيها، قَالَ الأَزهريّ: وهاذا كُلّه قولُ أَبي عُبيدة. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: الصُّنْبُور: الوَحِيدُ، والصُّنْبورُ: الضعيفُ، والصُّنْبُور: الَّذِي لَا وَلدَ لَهُ وَلَا عَشِيرةَ وَلَا ناصِرَ من قَرِيب وَلَا غَريب.  (و) الصُّنْبُور: (اللَّئيمُ) . (و) الصُّنْبُور: (فَمُ القَنَاةِ. و) الصُّنْبُور: (قَصَبَةٌ) تكون (فِي الإِداوَةِ يُشْرَبُ مِنْهَا، حَدِيداً أَو رَصاصاً أَو غيرَه و) الصُّنْبُور: (مَشْعَبُ الحَوْضِ) خاصّةً، حَكَاهُ أَبو عُبَيْدِ، وأَنشدَ: مَا بَيْنَ صُنْبُورٍ إِلى الإِزاءِ (أَو) هُوَ (ثَقْبُه) الَّذِي (يَخْرُجُ مِنْهُ الماءُ إِذا غُسِلَ) . (و) الصُّنْبُورُ: (الصَّبِيُّ الصَّغِيرُ) وَقيل: الضَّعِيفُ. (و) قيل: الصُّنْبُورُ: (الدَّاهِيَةُ) . (و) الصُّنْبُور: (الرِّيحُ البارِدَةُ والحَارَّةُ) ، ضدّ. (والصَّنَوْبَرُ شَجَرٌ) مُخْضَرٌّ شِتَاءً وصَيْفاً، وَيُقَال: ثَمَرُه. (أَو هُوَ ثَمَرُ الأَرْزِ) ، بِفَتْح فَسُكُون. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: الصَّنَوْبَرُ: ثَمَرُ الأَرْزَةِ، وَهِي شَجَرة، قَالَ: وتسَمَّى الشَّجَرَةُ صَنَوْبَرَةً، من أَجل ثَمرِها. (وغَدَاةٌ صِنَّبْرٌ، وصِنِّبْرٌ، بِكَسْر النُّون المُشَدَّدة وفتحِهَا: بارِدَةٌ وحَارَّةٌ) ، وَحَكَاهُ ابنُ الأَعرابيّ، قَالَ ثَعْلَب: (ضِدٌّ) ، وضَبَط الصّاغانيّ الأَوّل مِثَال هِزَبْر. (والصِّنَّبْرُ) ، بِكَسْر الصَّاد وَالنُّون المشدّدة: (الرِّيحُ البارِدَةُ) فِي غَيْمٍ قَالَ طَرَفَةُ: بجِفَانٍ نَعْتَرِي نادِيَنَا وسَدِيفٍ حينَ هاجَ الصِّنَّبِرْ قَالَ ابْن جِنِّي: أَرادَ الصِّنَّبْرَ، فَاحْتَاجَ إِلى تحريكِ الباءِ، فتَطَرّقَ إِلى ذالِك، فَنقل حركةَ الإِعراب إِليها، قَالَه ابنُ سَيّده. (و) الصِّنَّبْرُ، بتسكين الباءِ:  اليومُ (الثّانِي مِنْ أَيّامِ العَجُوزِ) ، قَالَ: فإِذا انْقَضَتْ أَيّامُ شَهْلَتِنَا صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مَعَ الوَبْرِ (و) الصَّنْبَرُ، (كجَعْفَرٍ: الدَّقِيقُ الضَّعِيفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) ، من الحَيوانِ والشّجَرِ. (و) صِنْبِر (كزِبْرِج: جَبَلٌ، وليسَ بِتَصْحِيفِ ضَيْبَرٍ) ، كَمَا حقّقه الصّاغانِيّ. (والصَّنْبَرَةُ: مَا غَلُظَ فِي الأَرْضِ من البَوْلِ والأَخْثَاءِ) ونحوِهَا. (وصَنَابِرُ الشِّتَاءِ: شِدَّةُ بَرْدِهِ) ، وَاحِدهَا صُنْبُور. (وأَما قولُ الشَّاعِر) الَّذِي أَنشَدَه الفَرّاءُ: (نُطْعِمُ الشَّحْمَ والسَّدِيفَ ونَسْقِي ال مَحْضَ فِي الصِّنَّبِرِّ والصُّرَّادِ بتَشْدِيدِ النّونِ والرّاءِ وكَسْرِ الباءِ فللضَّرُورَةِ) . قَالَ الصّاغانيّ: والأَصْلُ فِيهِ صِنْبَرٌ مِثَال هِزَبْر، ثمَّ شَدّد النُّون، واحتَاج الشاعرُ مَعَ ذالك إِلى تَشْدِيدِ الرَّاءِ فلمْ يُمْكِنْه إِلاّ بتحريك الباءِ لِاجْتِمَاع الساكنين، فحركها إِلى الْكسر. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: الصَّنَابِرُ: السِّهَامُ الدِّقاقُ، قَالَ ابْن سَيّده: وَلم أَجِدْه إِلاّ عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنشد: لِيَهنِىء تُرَاثِي لامْرِىءٍ غَيْرِ ذِلَّةٍ صَنَابِرُ أُحْدَانٌ لهُنَّ حَفِيفُ سَرِيعَاتُ مَوْتٍ رَيّثاتُ إِفَاقَةٍ إِذَا مَا حَمَلْنَ حَمْلُهُنَّ خَفِيفُ وهاكذا فسّره وَلم يأْتِ لَهَا بواحِدٍ. وَفِي التَّهْذِيب فِي شَرْح الْبَيْتَيْنِ: أَراد بالصَّنابِرِ سِهَاماً دِقَاقاً، شُبِّهَتْ بصنابِيرِ النَّخْلة. والصَّنْبَرُ، كجَعْفَر: مَوضِعٌ  بالأُرْدُنِّ، كَانَ مُعاوِيَةُ يَشْتُو بِهِ.
المعجم: تاج العروس

الصنبور

المعنى: ـ الصُّنْبُورُ، بالضم: النَّخْلَةُ دَقَّتْ من أسْفَلِها، وانْجَرَدَ كَرَبُها، وقَلَّ حَمْلُها، وقد صَنْبَرَتْ، والمُنْفَرِدَةُ من النَّخيلِ، والسَّعفَاتُ يَخْرُجْنَ في أصْلِ النَّخْلَةِ، وأصلُ النَّخْلَةِ، والرجُلُ الفَرْدُ الضَّعيفُ الذَّليلُ بلا أهْلٍ وعَقِبٍ وناصِرٍ، واللَّئِيمُ، وفَمُ القَناةِ، وقَصَبَةٌ في الإِدَاوَةِ يُشْرَبُ منها، حَديداً، أو رَصاصاً أو غيرَهُ، ومَثْعَبُ الحَوْضِ أو ثَقْبُهُ يَخْرُجُ منه الماءُ إذا غُسِلَ، والصَّبِيُّ الصَّغيرُ، والدَّاهِيَةُ، والرِّيحُ البارِدَةُ والحارَّةُ. ـ والصَّنَوْبَرُ: شَجَرٌ، أو هو ثَمَرُ الأَرْزِ. ـ وغَدَاةٌ صِنَّبْرٌ وصِنِّبْرٌ، بكسر النونِ المشددَةِ وفتحِها: بارِدَةٌ وحارَّةٌ، ضِدٌّ. ـ والصِّنَّبْرُ: الرِّيحُ الباردَةُ، والثانِي من أيَّامِ العَجوزِ. وكجَعْفَرٍ: الدَّقيقُ الضَّعيفُ من كلِّ شيءٍ، وكزِبْرِجٍ: جَبَلٌ، وليس بِتَصْحيفِ ضَيْبَرٍ. ـ والصَّنْبَرَةُ: ما غَلُظَ في الأرضِ من البَوْلِ والأَخْثاءِ. ـ وصَنابِرُ الشِّتاءِ: شِدَّةُ بَرْده. وأما قَوْلُ الشاعِرِ: نُطْعِمُ الشَّحْمَ والسَّدِيفَ ونَسْقِي الْـ ـمَخْضَ في الصِّنَّبِرِّ والصُّرَّادِ بتشديد النونِ والراءِ وكسرِ الباءِ، فَلِلضرورَةِ.
المعجم: القاموس المحيط

صنبر

المعنى: الصُّنْبُورَةُ والصُّنْبُورُ جميعاً: النخلة التي دقت من أَسفلها وانْجَرَد كَرَبُها وقلّ حَمْلها، وقد صَنْبَرَتْ. والصُّنْبُور:سَعَفات يخرجن في أَصل النخلة. والصُّنْبُور أَيضاً: النخلة تخرج من أَصل النخلة الأُخرى من غير أَن تغرس. والصُّنْبُور أَيضاً: النخلة المنفردة من جماعة النخل، وقد صَنْبَرَت. وقال أَبو حنيفة: الصُّنْبُور، بغير هاء، أَصل النخلة الذي تَشَعَّبت منه العُرُوق.ورجل صُنْبُورٌ: فَرْد ضعيف ذليل لا أَهل له ولا عَقِب ولا ناصر. وفي الحديث: أَن كفار قريش كانوا يقولون في النبي، صلى الله عليه وسلم، محمد صُنْبُور، وقالوا: صُنَبْيرٌ أَي أَبْتَر لا عقب له ولا أَخ فإِذا مات انقطع ذِكْرُهُ، فأَنزال الله تعالى: إِنَّ شانِئَكَ هو الأَبتَرُ. التهذيب: في الحديث عن ابن عباس قال: لما قدم ابنُ الأَشرف مكةَ قالت له قريش: أَنت خَيْرُ أَهل المدينة وسيِّدُهم؟ قال: نعم، قالوا: أَلا ترى هذا الصُّنَيْبيِرَ الأُبَيْتِرَ من قومه يزعم أَنه خير منا ونحن أَهل الحَجِيج وأَهل السَّدانَةِ وأَهل السِّقاية؟ قال: أَنتم خير منه، فأُنْزِلَتْ: إِن شانِئك هو الأَبتر؛ وأُنزلت: أَلَمْ تَرَ إِلى الذين أُوتوا نَصِيباً من الكتاب يؤمنون بالجِبْتِ والطَّاغُوتِ ويقولون للَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاء أَهْدَى من الذين آمنوا سَبِيلاً. وأَصل الصُّنْبُورِ: سَعَفَةٌ تنبُت في جِذْع النخلة لا في الأَرض. قال أَبو عبيدة: الصُّنْبُورُ النخلة تبقى منفردة ويَدِقُّ أَسفلها ويَنْقَشِرُ. يقال: صَنْبَرَ أَسفلُ النخلة؛ مُراد كفار قريش بقولهم صُنْبُور أَي أَنه إذا قُلِعَ انقطع ذِكْرُه كما يذهب أَصل الصُّنْبُور لأَنته لا عَقِب له. ولقي رجلٌ رجُلاً من العَرَب فسأَله عن نخلة فقال: صَنْبَرَ أَسفَلُه وعَشَّشَ أَعلاه، يعني دَقَّ أَسفلُه وقلَّ سَعَفه ويَبِس؛ قال أَبو عبيدة: فشبَّهوا النبي، صلى الله عليه وسلم، بها، يقولون: إِنه فَرْدٌ ليس له ولد فإِذا مات انقطع ذِكْرُه؛ قال أَوس يعيب قوماً: مُخَلَّفُـــــــونَ ويَقْضــــــِي النَّــــــاسُ أَمْرَهُمُــــــ، غُـــــــشُّ الأَمانَـــــــةِ صـــــــُنْبُورٌ فَصـــــــُنْبُورُ ابن الأَعرابي: الصُّنْبُور من النخلة كَسَعفَات تنبتُ في جذع النخلة غير مُسْتَأْرِضَةٍ في الأَرض، وهو المُصَنْبِرُ من النخل، وإِذا نبتت الصنَّابير في جذع النخلة أَضْوَتْها لأَنها تأْخذ غذاء الأُمهات؛ قال:وعِلاجها أَن تُقْلَع تلك الصَّنابير منها، فأَراد كفار قريش أَن محمداً، صلى الله عليه وسلم، صُنْبُورٌ نبت في جذع نخلة فإِذا قُلِعَ انقطع، وكذلك محمد إذا مات فلا عَقِبَ له. وقال ابن سمعان: الصَّنابير يقال لها العِفَّانُ والرَّوَاكِيبُ، وقد أَعَقَّت النخلةُ إذا أَنبتت العِقَّانَ؛ قال: ويقال لِلْفَسِيلَةِ التي تنبت في أُمها الصُّنْبُورُ، وأَصل النخلة أَيضاً: صُنْبُورُها. وقال أَبو سعيد: المُصَنْبِرَةُ أَيضاً من النخيل التي تنبت الصَّنابِيرُ في جذوعها فتفسدها لأَنها تأْخذ غذاء الأُمهات فَتُضْوِيَها؛ قال الأَزهري: وهذا كله قول أَبي عبيدة. وقال ابن الأَعرابي: الصُّنْبُور الوَحيدُ، والصُّنْبُور الضعيف، والصُّنْبُور الذي لا ولد له ولا عشيرة ولا ناصر من قريب ولا غريب، والصُّنْبُور الداهية. والصَّنْبَرُ:الرقيق الضعيف من كل شيء من الحيوان والشجر، والصُّنبُور اللئيم، والصُّنْبور فم القَناة، والصُّنْبور القَصَبة التي تكون في الإِداوَةِ يُشْرَبُ منها، وقد تكون من حديد ورَصاص، وصُنْبُورُ الحوض مَثْعَبُهُ، والصُّنْبُورُ مَثْعَبُ الحوض خاصَّة؛ حكاه أَبو عبيد، وأَنشد: مـــــــا بَيْـــــــنَ صـــــــُنْبُورٍ إِلـــــــى الإِزَاءِ وقيل: هو ثَقْبه الذي يخرج منه الماء إذا غُسل؛ أَنشد ابن الأَعرابي: لَيْهنِـــــئ تُراثـــــي لامْـــــرِئ غَيْـــــرِ ذِلَّـــــةٍ، صــــــــنَابِرُ أُحْــــــــدانٌ لَهُـــــــنَّ حَفِيـــــــفُ ســـــــَرِيعَاتُ مَـــــــوْتٍ، رَيِّثَــــــاتُ إِفاقَــــــةٍ، إِذا مـــــــا حُمِلْـــــــنَ حَمْلُهُـــــــنَّ خَفِيـــــــفُ وفسره فقال: الصَّنابر هنا السِّهام الدِّقاق، قال ابن سيده: ولم أَجده إِلاَّ عن ابن الأَعرابي ولم يأْت لها بواحد؛ وأُحْدانٌ: أَفْرادٌ، لا نظير لها، كقول الآخر: يَحْمِـــــي الصـــــُّرَيِّمَ أُحْـــــدانُ الرِّجــــالِ لَــــهُ صـــــــَيْدٌ ومُجْتَـــــــرِئ باللَّيْـــــــلِ هَمَّـــــــاسُ وفي التهذيب في شرح البيتين: أَراد بالصنابر سِهاماً دِقاقاً شُبِّهت بِصَنابير النخلة التي تخرج في أَصلها دِقاقاً. وقوله: أُحدان أَي أَفراد.سريعاتُ موت أَي يُمِتْنَ مَنْ رُمِي بهن. والصَّنَوْبَرُ: شجر مخضر شتاء وصيفاً. ويقال: ثَمَرُه، وقيل: الأَرْزُ الشجر وثَمَرُه الصَّنَوْبَرُ، وهو مذكور في موضعه. أَبو عبيد: الصَّنَوْبَرُ ثمر الأَرزة، وهي شجرة، قال وتسمى الشجرة صَنَوْبَرَةً من أَجل ثمرها؛ أَنشد الفراء: نُطْعِمُ الشَّحْمَ والسَّدِيفَ، ونَسقي ال_مَحْضَ في الصِّنَّبِرِّ والصُّرَّادِ قال: الأَصل صِنَبْر مثل هِزَبْرٍ ثم شدد النون، قال: واحتاج الشاعر مع ذلك إِلى تشديد الراء فلم يمكنه إِلاَّ بتحريك الباء لاجتماع الساكنين فحركها إِلى الكسر، قال: وكذلك الزمرذ والزمرذي. وغَداةٌ صِنَّبْرٌ وصِنِّبْرٌ: بارِدَةٌ. وقال ثعلب: الصِّنَّبْرُ من الأَضداد يكون الحَارَّ ويكون البارِدَ؛ حكاه ابن الأَعرابي. وصَنابِرُ الشتاء: شدة برده، وكذلك الصِّنَّبِر، بتشديد النون وكسر الباء. وفي الحديث: أَن رجلاً وقف على ابن الزبير حين صُلِبَ، فقال: قد كنتَ تجْمع بين قُطْرَي الليلة الصِّنَّبْرَةِ قائماً؛ هي الشديدة البرد. والصِّنَّبر والصِّنَّبِرُ: البرد، وقيل:الريح الباردة في غيم؛ قال طرفة: بِجِفـــــــــــانٍ نَعْتَــــــــــري نادِيَنَــــــــــا، وســــــــَدِيفٍ حيــــــــنَ هـــــــاجِ الصـــــــِّنَّبر وقال غيره: يقال صِنِّبْر، بكسر النون. قال ابن سيده: وأَما ابن جني فقال: أَراد الصِّنَّبر فاحتاج إِلى تحريك الباء، فتطرق إِلى ذلك فنقل حركة الإِعراب إِليها تشبيهاً بقولهم: هذا بَكُر ومررت بِبَكِر فكان يجب على هذا أَن يقول الصِّنَّبُرُ، فيضم الباء لأَن الراء مضمومة، إِلاَّ أَنه تصور معنى إِضافة الظرف إِلى الفعل فصار إِلى أَنه كأَنه قال حين هَيْجِ الصَّنَّبْرِ، فلما احتاج إِلى حركة الباء تصور معنى الجر فكسر الباء، وكأَنه قد نقل الكسرة عن الراء إِليها كما أَن القصيدة المنشدة للأَصمعي التي فيها: كأَنَّهــــــــا وقـــــــد رَآهـــــــا الـــــــرَّائي إِنما سوغه ذلك مع أَن الأَبيات كلها متوالية على الجر أَنه توهم فيه معنى الجر، أَلا ترى أَن معناه كأَنها وقت رؤية الرائي؟ فساغ له أَن يخلط هذا البيت بسائر الأَبيات وكأَنه لذلك لم يخالف؛ قال: وهذا أَقرب مأْخذاً من أَن يقول إِنه حرَّف القافية للضرورة كما حرَّفها الآخر في قوله: هَـــــــلْ عَرَفْــــــتَ الــــــدَّارَ، أَوْ أَنْكَرْتَهــــــا بَيْــــــــنَ تِبْــــــــرَاكٍ وشَســـــــَّيْ عَبَقُـــــــر؟ في قول من قال عَبْقَر فحرّف الكلمة. والصِّنَّبْرُ، بتسكين الباء:اليوم الثاني من أَيام العجوز؛ وأَنشد: فـــــــإِذا انْقَضـــــــَتْ أَيَّـــــــامُ شــــــَهْلَتِنا: صـــــــــِنٌّ وصــــــــِنَّبْرٌ مَــــــــعَ الــــــــوَبِر قال الجوهري: ويحتمل أَن يكونا بمعنى وإِنما حركت الباء للضرورة.
المعجم: لسان العرب

ريث

المعنى: الرَّيْثُ: الإِبْطاءُ؛ راثَ يَرِيثُ رَيْثاً: أَبْطَأَ؛ قال: والرَّيْــــــثُ أَدْنَــــــى لِنَجــــــاحِ الـــــذي تَـــــرُومُ فيـــــه النُّجْحَــــ، مــــن خَلْســــِه ورَاثَ علينا خَبَرُهُ يَريثُ رَيْثاً: أَبْطأَ. وفي المثل: رُبَّ عَجَلةٍ وَهَبَتْ رَيْثاً؛ ويُرْوى: تَهَبُ رَيْثاً؛ والمعنى واحد، من الهِبة.وما أَراثكَ علينا؟ أَي ما أَبْطَأَ بك عنا؟ وفي حديث الاستسقاء: عَجِلاً غيرَ رائِثٍ أَي غير بَطِيءٍ. وفي الحديث: وَعَدَ حبريلُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَنْ يأَتِيَه فراثَ عليه.ورجل رَيِّثٌ، بالتشديد، أَي بَطِيءٌ؛ عن ابن الأَعرابي.وتَرَيَّثَ فلانٌ علينا أَي أَبطأَ؛ وقيل: كلُّ بَطيء رَيِّثٌ؛ وأَنشد: ليَهْنِــــئ تُراثــــي لامــــرئ، غيــــرِ ذلَّـــةٍ، صــــــَنابرُ أُحْــــــدانٌ، لهُــــــنَّ حفِيــــــفُ ســــــَريعاتُ مَـــــوْتٍ، رَيِّثـــــاتُ إِقامـــــةٍ، إِذا مــــــا حُمِلنَــــــ، حمْلُهُـــــنَّ خَفِيـــــفُ والاسْتِرَاثةُ: الاسْتِبْطاء. واسْتَراثه: استبطَأَه. واسْتَرْيَثْتُه: اسْتَبْطأْتُه. وفي الحديث: كان إذا اسْتَرَاثَ الخَبر، تَمثَّلَ بقول طَرَفَة: ويَأْتِيــــكَ بالأَخْبــــار مَــــنْ لــــم تُــــزَوِّدِ هو اسْتَفْعلَ، مِن الرَّيْث.ورَيَّثَ عما كان عليه: قَصَّرَ؛ ورَيَّث أَمْرَه كذلك. ونَظَرَ القَنَانِيُّ إِلى بعض أَصحاب الكسائي فقال: إِنه لَيُرَيِّثُ النَّظَرَ؛ وفي بعض الروايات: إِنه ليُرَيِّثُ إِليَّ النَّظَر.الفراء: رجلٌ مُرَيَّثُ العَيْنَين إذا كان بَطيءَ النَّظَر. وما فعَلَ كذا إِلاَّ رَيْثَ ما فعَلَ كذا؛ وقال اللحياني عن الكسائي والأَصمعي: ما قَعَدْتُ عنده إِلاَّ رَيْثَ أَعْقِدُ شِسْعِي، بغير أَن، ويستعمل بغير ما ولا أَن؛ وأَنشد الأَصمعي لأَعْشَى باهِلةَ: لا يَصـــــْعُبُ الأَمْـــــرُ إِلاّ رَيْـــــثَ يَرْكَبُهـــــ، وكــــلَّ أَمْــــرٍ، ســــِوَى الفَحْشـــاءَ، يَـــأْتَمِرُ وهي لغة فاشية في الحجاز؛ يقولون: يُريدُ يَفْعَلُ أَي أَن يَفْعل؛ قال ابن الأَثير: وما أَكثَرَ ما رأَيْتُها واردةً في كلام الشافعي. ويقال: ما قَعَدَ فلانٌ عندنا إِلاَّ رَيْثَ أَن حَدَّثَنا بحديث ثم مَرَّ، أَي ما قَعَد. إِلاّ قَدْرَ ذلك؛ قال الشاعر يعاتِبُ فِعْلَ نَفْسِه: لا تَرْعَـــــوِي الــــدَّهْرَ إِلاَّ رَيْــــثَ أُنْكِرُهــــا، أَنْثُـــــو بـــــذاكَ عليهـــــا، لا أُحاشــــِيها وفي الحديث: فلم يَلْبَثْ إِلاّ رَيْثما قُلْتُ؛ أَي إِلاّ قَدْرَ ذلك؛ وقولُ مَعْقِل بن خُوَيْلِدٍ: لَعَمْرُكَ لَليَأْسُ، غيرُ المُري_ثِ، خَيْرٌ من الطَّمَعِ الكاذِبِ قال: يجوز أَن يكون أَراث لُغة في راثَ، ويجوز أَن يكون أَراد المُرِيثَ المَرْءَ؛ فحذف.ورَيْثَةُ: اسمُ منْهلَةٍ من المناهِل التي بين المسجدين. ورَيْثٌ: أَبو حَيّ من قيس، وهو رَيْثُ بن غَطَفان ابن سعد بن قيس عيلان.
المعجم: لسان العرب

برع

المعنى: برع برعَ، ويُثلَّثُ، اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الفَتْح والضَّمِّ. وقالَ الصّاغَانِيُّ: وبَرِعَ، كفَرحَ لُغَةٌ فِيها بَرَاعَةً، هُوَ مَصْدَرُ بَرُعَ ككَرُمَ، وعَلَيْه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: (لَوْ أَنَّ أَصْحَابِي بَنُو خُنَاعَهْ  ...  أَهْلُ النَّدَى والحَزْمِ والبَرَاعَهْ) وزادَ فِي المُحْكَمِ: بُرُوعاً، بالضَّمِّ، وَهُوَ مَصْدَرُ بَرَعَ، كنَصَرَ: فَاقَ أَصْحَابَهُ فِي العِلْمِ وغَيْرِهِ، كَمَا فِي الصّحاحِ، أَوْ تَمَّ فِي كُلِّ فَضِيلَةٍ وجَمَالٍ، كَمَا فِي المُحْكَمِ. فَهُوَ بارِعٌ، وَهِي بارِعَةٌ، وقَدْ أُغْفِلَ عَن اصْطِلاحِهِ هُنَا فَتَنَبَّهْ. وبَرَعَ صَاحِبَه، إِذا غَلَبَهُ. وقَال ابنُ الأَعْرَابِيّ: يُقَالُ: بَرَعَهُ وفَرَعَهُ، إِذا عَلاهُ وفَاقَه، وكُلُّ مُشْرِفٍ بَارِعٌ، وفَارِعٌ. وَفِي العُبَابِ: هَذَا أَبْرَعُ مِنْهُ، أَيْ أَضْخَمُ. قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ ثَوْراً رُمِيَ: (فكَبَا كَمَا يَكْبُو فَنِيقٌ تارِزٌ  ...  بالخَبْتِ، إِلاَّ أَنَّهُ هُوَ أَبْرَعُ) أَيْ إِلاَّ أَنَّ الَفنِيقَ هُوَ أَضْخَمُ من الثَّوْرِ. وَفِي شَرْح الدِّيوانِ: أَعْظَمُ مِنْهُ. وأَمْرٌ بارِعٌ،: سَنِيٌّ جَمِيلٌ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: البَرِيعَةُ: المَرْأَةُ الفائِقَةُ الجَمَالِ والعَقْلِ. والبَرْعُ، بالفَتْح: حِصْنٌ بذَمَارِ باليَمَنِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ ويَاقُوتٌ. وبَرْعَةُ: مِخْلافٌ بالطّائف، نَقَلاهُ أَيْضاً.  وبُرَعُ، كَزُفَرَ: جَبَلٌ بتِهَامَةَ بالقُرْبِ من وَادِي سِهَامٍ، فِيهِ قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ، وقُرىً عِدَّةٌ، يَسْكُنُها الصَّنابِرُ مِنْ حِمْيَر، وَله سُوقٌ، وَقد نُسِبَ إِلَيْهِ من المتَأَخِّرِينَ الشاعِرُ المُفْلِقُ عَبْدُ الرَّحِيم بنُ أَحْمَدَ البُرَعِيُّ، مَادِحُ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم، والمَوْجُودُ فِي أَيْدِي النّاسِ هُوَ دِيوَانُهُ الصَّغِيرُ، ولَهُ مَقَامٌ عَظِيمٌ ببَلَدِهِ، وذُرِّيَّةٌ صالِحَةٌ. وبَرْوَعُ، كجَرْوَل، هكَذَا ضبَطَهُ الجَوْهَرِيّ، قالَ: وَلَا يُكْسَرُ فإِنَّهُ خَطَأٌ، وعَزَاهُ لأَصْحَابِ الحَدِيثِ وعَلَّلَ بِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الكَلامِ فِعْوَل إِلاّ خِرْوَع، وعِتْوَدٌ: اسْمُ وَادٍ، ونَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ أَيْضاً هكَذَا، وزادَ وعِتْوَر، قالَ: ولَيْسَ بِتصْحِيفِ عِتْوَدٍ، وكَذِكَ جَزَمَ المُطَرِّزِيُّ فِي المَغْرِبِ وابنُ دُرَيْدٍ فِي الجَمْهَرَةِ بأَنَّ الكَسْرَ خَطَأٌ، وقَدْ جَزَمَ أَكْثَرُ المُحَدِّثِينَ بصِحَّةِ الكَسْرِ، ورَوَوْه هكَذَا سَمَاعاً. وَفِي الغَايَةِ هُوَ بالكَسْرِ، والفَتْحِ، والكَسْرُ أَشْهَرُ: اسْمُ امْرَأَةٍ وَهِي بِنْتُ وَاشِقٍ الرُّواسِيَّة، وقِيلَ: الأَشْجَعِيَّة زَوْج هِلالِ بنِ مُرَّةَ، صَحَابيَّةٌ، رَوَى عَنْهَا سَعِيدُ بنُ المُسَيِّب. وبَرْوَعُ: نَاقَةٌ لعُبَيْدِ بنِ حُصَيْنٍ النُّمَيْرِيّ الرّاعِي الشَّاعِرُ، وَهُوَ القائِلُ فِيهَا وفِي نَاقَتِهِ الأُخْرَى عِفَاسَ:) (إِذا بَرَكَتْ مِنْهَا عَجَاساءُ جِلَّةٌ  ...  بمَحْنِيَةٍ أَشْلَى العِفَاسَ وبَرْوَعَا) ومِنْ ذلِكَ كانَ يَدْعُو جَريرٌ وعِبَارةُ الصّحّاحِ: ومِنْهُ كانَ جَرِيرٌ يَدْعُو جَنْدَلَ بنَ الرّاعِي بَرْوَعاً. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: بَرْوَعُ: اسْمُ أُمِّ الرَّاعِي، ويُقَالُ: اسْمُ ناقَتِهِ، قالَ جَرِيرٌ يَهْجُوهُ: فَمَا هِيبَ الفَرَزْدَقُ قَدْ عَلِمْتُمْومَا حَقُّ ابْنِ بَرْوَعَ أَنْ يُهابَا  ويُقَالُ: تَبَرَّعَ فُلانٌ بالعَطَاءِ، أَيْ تَفَضَّلَ بمَا لَا يَجِبُ عَليْه، وقِيلَ: أَعْطَى من غَيْرِ سُؤالٍ. قالَ الزَّمَخْشَرِيّ: كَأَنَّهُ يَتَكَلَّفُ البَرَاعَةَ فِيهِ والكَرَمَ. وَفِي الصّحاح: فَعَلَهُ مُتَبَرَِّعاً، أَيْ مُتَطَوِّعاً، وَهُوَ من ذلِكَ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: بَرَعَ الجَبَلَ: عَلاه. وسَعْدُ البَارِعِ: نَجْمٌ مِنَ المَنَازِلِ. وجَارِيَةٌ بَارِعَةٌ، أَيْ جَمِيلَةٌ. والبَارِعُ: لَقَبُ أَبِي عَبْدِ الله الحُسَيْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهّابِ الحارِثيّ البَغْدَادِيّ الأَدِيب، ذَكَرَهُ ابنُ العَدِيمِ فِي تاريخِ حَلَبِ.
المعجم: تاج العروس

ذلل

المعنى: الذُّلُّ: نقيض العِزِّ، ذلَّ يذِلُّ ذُلاًّ وذِلَّة وذَلالة ومَذَلَّة، فهو ذلِيل بَيِّن الذُّلِّ والمَذَلَّة من قوم أَذِلاّء وأَذِلَّة وذِلال؛ قال عمرو بن قَمِيئة: وشـــــــاعر قــــــومٍ أُولــــــي بِغْضــــــة قَمَعْتُـــــــ، فصـــــــاروا لثامـــــــاً ذِلالا وأَذَلَّه هو وأَذَلَّ الرجلُ: صار أَصحابه أَذِلاَّءَ. وأَذَلَّه: وجده ذَلِيلاً. واسْتَذَلُّوه: رأَوه ذَلِيلاً، ويُجْمَع الذَّلِيل من الناس أَذِلَّة وذُلاَّناً. والذُّلُّ: الخِسَّة. وأَذَلَّه واسْتَذَلَّه كله بمعنى واحد. وتَذَلَّل له أَي خَضَعَ. وفي أَسماء الله تعالى: المُذِلُّ؛ هو الذي يُلْحِق الذُّلَّ بمن يشاء من عباده وينفي عنه أَنواع العز جميعها. واسْتَذَلَّ البعيرَ الصَّعْبَ: نَزع القُراد عنه ليستلذَّ فيأْنس به ويَذِلّ؛ وإِياه عَنى الحُطَيئة بقوله: لَعَمْرُكـــــ، مــــا قُــــراد بنــــي قُرَيْــــع إِذا نُـــــــزِع القُـــــــرادُ، بمســــــتطاع، وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: ليَهْنِــــئ تُرَاثــــي لامــــرئ غيــــر ذِلَّــــةٍ صــــــَنَابِرُ أُحْــــــدانٌ لهُــــــنَّ حَفِيــــــف أَراد غير ذَلِيل أَو غير ذي ذِلَّة، ورفع صَنَابر على البدل من تُرَاث.وفي التنزيل العزيز: سَيَنالهم غَضَبٌ من ربهم وذِلَّة في الحياة الدنيا؛ قيل: الذِّلَّة ما أُمِروا به من قتل أَنفسهم، وقيل: الذِّلَّة أَخذ الجزية؛ قال الزجاج: الجزية لم تقع في الذين عبدوا العِجْل لأَن الله تعالى تاب عليهم بقتل أَنفسهم. وذُلٌّ ذَلِيل: إِما أَن يكون على المبالغة، وإِما أَن يكون في معنى مُذِلّ؛ أَنشد سيبويه لكعب بن مالك: لقـــــد لَقِيَـــــتْ قُرَيْظَــــةُ مــــا ســــآها وحَـــــــــلَّ بـــــــــدارهم ذُلٌّ ذَلِيــــــــل والذِّلُّ، بالكسر: اللِّين وهو ضد الصعوبة. والذُّلُّ والذِّلُّ: ضد الصعوبة. ذَلَّ يَذِلُّ ذُلاًّ وذِلاًّ، فهو ذَلُولٌ، يكون في الإِنسان والدابة؛ وأَنشد ثعلب: وما يَكُ من عُسْرى ويُسْرى، فإِنَّني ذَلولٌ بحاجِ المُعْتَفِينَ، أَرِيبُ عَلَّق ذَلُولاً بالباء لأَنه في معنى رَفِيق ورؤُوف، والجمع ذُلُلٌ وأَذِلَّة. ودابة ذَلُولٌ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء، وقد ذَلَّله.الكسائي. فرس ذَلُول بيِّن الذِّلِّ، ورجل ذَلِيلٌ بيِّنُ الذِّلَّةِ والذُّلِّ، ودابة ذَلولٌ بيِّنة الذُّلِّ من دواب ذُلُل. وفي حديث ابن الزبير: بعض الذُّلِّ أَبْقَى للأَهل والمال؛ معناه أَن الرجل إذا أَصابته خُطَّة ضَيْم يناله فيها ذُلٌّ فصبَر عليها كان أَبْقَى له ولأَهله وماله، فإِذا لم يصبر ومَرَّ فيها طالباً للعز غَرَّر بنفسه وأَهله وماله، وربما كان ذلك سبباً لهلاكه. وعَيْرُ المَذَلَّة: الوتِدُ لأَنه يُشَجُّ رأْسه؛ وقوله: ســــــاقَيْتُهُ كــــــأْسَ الـــــرَّدَى بأَســـــِنَّة ذُلُلٍــــــ، مُؤَلَّلـــــة الشـــــِّفار، حِـــــدَاد إِنما أَراد مُذَلّلة بالإِحداد أَي قد أُدِقَّت وأُرِقَّت؛ وقوله أَنشده ثعلب: وذَلَّ أَعْلـــــى الحَـــــوْض مـــــن لِطَامهـــــا أَراد أَن أَعلاه تَثَلَّم وتهدَّم فكأَنه ذَلَّ وقَلَّ. وفي الحديث: اللهم اسْقِنا ذُلُل السحاب؛ هو الذي لا رعد فيه ولا بَرْق، وهو جمع ذَلُول من الذِّلّ، بالكسر، ضد الصعب؛ ومنه حديث ذي القرنين: أَنه خُيِّر في ركوبه بين ذُلُل السحاب وصِعابه فاختار ذُلُله. والذُّلُّ والذِّلُّ: الرِّفْقُ والرحمة. وفي التنزيل العزيز: واخْفِضْ لهما جَناحَ الذُّلِّ من الرحمة. وفي التنزيل العزيز في صفة المؤمنين: أَذِلَّة على المؤْمنين أَعِزَّة على الكافرين؛ قال ابن الأَعرابي فيما روى عنه أَبو العباس: معنى قوله أَذِلَّة على المؤمنين رُحَماء رُفَقاء على المؤمنين، أَعِزَّة على الكافرين غِلاظ شِداد على الكافرين؛ وقال الزجاج: معنى أَذِلَّة على المؤمنين أَي جانبهم لَيِّنٌ على المؤمنين ليس أَنهم أَذِلاَّء مُهانون، وقوله أَعِزَّة على الكافرين أَي جانبهم غليظ على الكافرين. وقوله عز وجل: وذُلِّلَت قُطوفُها تَذْليلاً، أَي سُوَّيت عناقيدها وذُلِّيَت، وقيل: هذا كقوله: قطوفها دانية، كلما أَرادوا أَن يَقْطِفُوا شيئاً منها ذُلِّل ذلك لهم فدَنا منهم، قُعوداً كانوا أَو مضطجعين أَو قياماً، قال أَبو منصور: وتذليل العُذُوق في الدنيا أَنها إذا انشقَّت عنها كَوَافيرها التي تُغَطِّيها يَعْمِد الآبِر إِليها فيُسَمِّحُها ويُيَسِّرها حتى يُذلِّلها خارجة من بين ظُهْران الجريد والسُّلاَّء، فيسهل قِطافها عند يَنْعها؛ وقال الأَصمعي في قول امرئ القيس: وكَشــــــْحٍ لَطِيــــــف كالجَـــــدِيل مُخَصـــــَّرٍ وســـــاقٍ كـــــأُنْبوبِ الســـــَّقِيِّ المُـــــذَلَّل قال: أَراد ساقاً كأُنبوب بَرْديٍّ بين هذا النخل المُذَلَّل، قال: وإِذا كان أَيام الثمرة أَلَحَّ الناس على النخل بالسَّقْي فهو حينئذ سَقِيٌّ، قال: وذلك أَنعم للنخيل وأَجْوَد للثمرة. وقال أَبو عبيدة: السَّقِيُّ الذي يسقيه الماء من غير أَن يُتَكلَّف له السقي. قال شمر: وسأَلت ابن الأَعرابي عن المُذلَّل فقال: ذُلِّلَ طريقُ الماء إِليه، قال أَبو منصور: وقيل أَراد بالسَّقِيِّ العُنْقُر، وهو أَصل البَرْدِيِّ الرَّخْص الأَبيض، وهو كأَصل القَصَب؛ وقال العَجّاج: علـــــــى خَبَنْــــــدَى قَصــــــَب ممكــــــور كعُنْقُــــــــرات الحـــــــائر المســـــــكور وطريق مُذَلَّل إذا كان مَوْطُوءاً سَهْلاً. وذِلُّ الطريق: ما وُطْئ منه وسُهِّل. وطريق ذَلِيلٌ من طُرُق ذُلُل، وقوله تعالى: فاسْلُكي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً؛ فسره ثعلب فقال: يكون الطريق ذَليلاً وتكون هي ذَلِيلة؛ وقال الفراء: ذُلُلاً نعت السُّبُل، يقال: سبيل ذَلُولٌ وسُبُل ذُلُلٌ، ويقال: إِن الذُّلُل من صفات النحل أَي ذُلِّلت ليخرج الشراب من بطونها. وذُلِّل الكَرْمُ: دُلِّيت عناقيده. قال أَبو حنيفة: التدْليل تسوية عناقيد الكرْم وتَدْلِيتها، والتذْليل أَيضاً أَن يوضع العِذْق على الجريدة لتحمله؛ قال امرؤ القيس: وســـــاق كـــــأُنبوب الســـــَّقِيِّ المُـــــذَلَّل وفي الحديث: كم من عِذْق مُذَلَّل لأَبي الدَّحْداح؛ تذليل العُذوق تقدم شرحه، وإِن كانت العين مفتوحة فهي النخلة، وتذليلها تسهيل اجتناء ثمرتها وإِدْناؤها من قاطفها. وفي الحديث: تتركون المدينة على خير ما كانت عليه مُذَلَّلة لا يغشاها إِلاَّ العوافي، أَي ثمارها دانية سهلة التناول مُخَلاَّة غير مَحْمِيَّة ولا ممنوعة على أَحسن أَحوالها، وقيل أَراد أَن المدينة تكون مُخَلاَّة أَي خالية من السكان لا يغشاها إِلاَّ الوحوش.وأُمور الله جارية على أَذلالها، وجارية أَذلالَها أَي مَجاريها وطرقها، واحدها ذِلٌّ؛ قالت الخنساء: لتَجْرِ المَنِيَّةُ بعد الفتى ال_مُغادَر بالمَحْو أَذْلالَها أَي لتَجْر على أَذلالها فلست آسى على شيءٍ بعده. قال ابن بري: الأَذلال المَسالك. ودَعْه على أَذْلاله أَي على حاله، لا واحد له. ويقال: أَجْرِ الأُمور على أَذلالها أَي على أَحوالها التي تَصْلُح عليها وتَسْهُل وتَتَيسر. الجوهري: وقولهم جاءَ على أَذلاله أَي على وجهه. وفي حديث عبدالله: ما من شيءٍ من كتاب الله إِلاَّ وقد جاءَ على أَذلاله أَي على وجوهه وطرُقه؛ قال ابن الأَثير: هو جمع ذِلٍّ، بالكسر. يقال: ركبوا ذِلَّ الطريق وهو ما مُهِّد منه وذُلِّل. وفي خُطبة زياد: إذا رأَيتموني أُنْفِذ فيكم الأَمرَ فأَنْفِذُوه على أَذلالِه.ويقال: حائط ذَلِيل أَي قصير. وبيت ذَلِيلٌ إذا كان قريب السَّمْك من الأَرض. ورمح ذَلِيل أَي قصير. وذَلَّت القوافي للشاعر إذا سَهُلت.وذَلاذِلُ القميص: ما يَلي الأَرض من أَسافله، الواحد ذُلذُلٌ مثل قُمْقُم وقَماقِم؛ قال الزَّفَيانُ يَنْعَت ضِرْغامة: إِنَّ لنــــــــا ضــــــــِرْغامةً جُنــــــــادِلا، مُشــــــَمِّراً قــــــد رَفَــــــع الــــــذَّلاذِلا، وكــــــان يَوْمـــــاً قَمْطَرِيـــــراً باســـــِلا وفي حديث أَبي ذرّ: يَخرج من ثَدْيِهِ يَتَذَلْذَل أَي يَضْطرِب مِن ذَلاذِل الثوب وهي أَسافله، وأَكثر الروايات يتزلزل، بالزاي. والذُّلْذُلُ والذِّلْذِل والذِّلْذِلةُ والذُّلَذِلُ والذُّلَذِلةُ، كله: أَسافل القميص الطويل إذا ناسَ فأَخْلَق. والذَّلَذِلُ: مقصور عن الذَّلاذِل الذي هو جمع ذلك كله، وهي الذّناذِنُ، واحدها ذُنْذُنٌ.
المعجم: لسان العرب

ذلل

المعنى: ذلل {ذَلَّ،} يَذِلُّ، {ذُلاًَّ} وذُلاَلَةً، بِضَمِّهِما، {وذِلَّةً، بالكسرِ،} ومَذَلَّةً، {وذَلاَلَةٌ: هانَ فَهُوَ} ذَلِيلٌ، {وذُلاَّنٌ، بالضَّمِّ، هَذِه عَن ابْن عَبَّادٍ، ج:} ذِلاَلٌ بالكَسرِ، {وأَذِلاَّءُ، ذكرَهما ابنُ سِيدَه، وَزَاد الأَزْهَرِيُّ:} أَذِلَّة، وَجعل {ذُلاَّناً، بالضَّمِّ، جَمْعَ ذَلِيلٍ، وابنُ عَبَّادٍ جَعَلَهُ مُفْرَداً، فتأمَّلْ ذَلِك، قالَ عَمْرُو بن قِمِيئَة: (وشاعرِ قومٍ أُولِى بِغْضَةٍ  ...  قَمَعْتُ فَصارَوا لِئَاماً} ذِلالاَ) وقولُه تَعَالَى: ولَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ {الذُّلِّ: أَي لم يَتَّخِذْ وَلِيَّاً يُعاوِنُهُ ويُحالِفُهُ لِذِلَّةٍ بِهِ، وَهُوَ عَادَةُ الْعَرَبِ، كانتْ تُحالِفُ بَعْضُها بَعْضًا، يَلْتَمِسُون بذلك العِزَّ والمَنَعَةَ، فَنَفَى ذَلِك جَلَّ ثَناؤُهُ. وَفِي حديثِ ابنِ الزُّبَيْرِ: الذُلّ أَبْقَى لِلأَهْلِ والْمَالِ. تَأْوِيلُهُ أَنَّ الرجلَ إِذا أصابَتْهُ خُطَّةُ ضَيْم، يَنالُهُ فِيهَا} ذُلٌّ، فصبَرَ عَلَيْهَا، كَانَ أَبْقَى لَهُ ولأهْلِهِ، ورُبَّما كَانَ ذَلِك سَبَباً لِهَلاكِهِ. وَقَوله تَعَالَى: سيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ {وَذِلَّةٌ قيل:} الذِّلَّةُ مَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ قَتْلِ أَنْفُسِهم، وَقيل: هِيَ أَخْذُ الجِزْيَةِ، قَالَ الزَّجَّاجُ: الجِزْيَةُ لم تَقَعْ فِي الذينَ عَبَدُوا العِجْلَ، لأنَّ الله تابَ عَليهم بقَتْلِهم أنْفُسَهُمْ. وَقَوله تَعَالَى، فِي صِفَةِ المُؤمنين:! أَذِلَّةٍ عَلى المُؤْمِنينَ أَعِزَّةٍ على  الْكافِرِينَ، قالَ ابْن، الأَعْرابِيِّ: مَعْناهُ رُحَماءَ، رَفِيقينَ على الْمُؤمنِينَ، غِلاظٍ شِدادٍ عَلى الكافِرين. وقولُ الشاعرِ: (لِيَهْنِئْ تُراثِي لاِمْرِئٍ غيرِ ذِلَّةٍ  ...  صَنَابِرُ أُحْدَانٌ لَهُنَّ حَفِيفُ) أرادَ: غيرَ ذليلٍ، أَو غيرَ ذِي {ذِلَّةٍ، ورفَعَ صَنَابِر، على البَدَلِ من تُراث.} وأَذَلَّهُ هُوَ، إذْلاَلاً، {واسْتَذَلَّهُ، مثل ذَلَّلَهُ سَواء، وَمِنْه الحديثُ: مَنْ فَارَقَ الْجَماعَةَ،} واسْتَذَلَّ الإمَارَةَ، لَقِيَ اللهَ وَلَا وَجْهَ لَهُ عندَه. {واسْتَذَلَّهُ: رآهُ} ذَلِيلاً، كَمَا فِي المُحْكَمِ، أَو وَجَدَهُ كَذَلِك، كاسْتَحْمَدَهُ، إِذا وَجَدَهُ حَمِيداً. (و) {اسْتَذَلَّ الْبَعِيرَ الصَّعْبَ: نَزَعَ الْقُرادَ عَنهُ، لِيَسْتَلِذَ فَيَأْنَسَ بِهِ، ويَذِلَّ، وإِيَّاهُ عَنَى الحُطَيْئَةُ بِقَولِه: (لَعَمْرُكَ مَا قُرَادُ بَنِي قُرَيْعٍ  ...  إِذا نُزِعَ القُرادُ بِمُسْتَطاعِ) } وأَذَلَّ الرَّجُلُ: صَارَ أَصْحابُهُ {أَذِلاَّءَِ، و} أَذَلَّ فُلاناً: وَجَدَهُ {ذَلِيلاً، وقولهُم:} ذُلٌّ {ذَلِيلٌ: أَي} مُذِلٌّ أَو مُبالَغَةٌ، وأنشدَ سِيبَوَيْه لِكَعْبِ بن مالِكٍ: (لقد لَقِيَتْ قُرَيْظَةُ مَا سَآها  ...  وحَلَّ بِدَارِهِمْ {ذُلّ} ذَلِيلُ) {والذُّلُّ، بالضَّمِّ، ويُكْسَر: ضِدُّ الصُّعوبَةِ،} ذَلَّ، {يَذِلُّ،} ذُلاًّ، فَهُوَ {ذَلُولٌ، يكونُ فِي الإِنْسانِ والدَّابَةِ، قالَ: (وَمَا يَكُ مِن عُسْري ويُسْرِي فَإِنَّنِي  ...  } ذَلُولٌ بِحَاجِ المُعْتَفِينَ أَرِيبُ) عَلَّقَ {ذَلُولاً بالباءِ، لأنَّ فِيهِ معنى رَفِيقٍ ورَؤُوفٍ. ودابَّةٌ} ذَلُولٌ، الذَّكَرُ والأُنْثَى فِي ذَلِك سَواء، وَقد! ذَلَّلْتُهُ، وَقَالَ الرَّاغِبُ:  {ذَلَّتِ الدَّابَّةُ بعدَ شِماسٍ،} ذُلاًّ، وَهِي {ذَلُولٌ: لَيست بصَعْبَةٍ، ج:} ذُلُلٌ، بضَمَّتَيْنِ، {وأَذِلَّةٌ، قَالَ الشاعرُ: (سَاقَيْتُهُ كَأْسَ الرَّدَى بِأَسِنَّةٍ  ...  } ذُلُلٍ مُؤَلَّلَةِ الشِّفارِ حِدَادِ) وإنَّما أَرَادَ أنَّها {مُذَلَّلَةٌ بالإِحْدادِ، أَي قد أُدِقَّتْ وأُرِقَّتْ.} وذِلُّ الطَّرِيقِ، بالكسرِ: مَحَجَّتُهُ، وَهُوَ مَا وُطِءَ مِنْهُ وسُهِّلَ، عَن أبي عَمْرو. (و) {الذِّلُّ أَيْضا: الرَّفْقُ والرَّحْمَةُ، ويُضَمُّ، وبِهِمَا قُرِئَ قولُه تَعَالَى: واخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذِّلِّ، الضَّمُّ قِراءَةُ العامَّةِ، والكَسْرُ قِراءَةُ سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ، والحسنِ البَصْرِيِّ، وَأبي رَجاء، والجَحْدَرِيِّ، وعاصمِ بن أبي النَّجُودِ، ويَحيى بنِ وَثَّابٍ، وسُفْيان بنِ حُسَيْن، وَأبي حَيْوَةَ، وَابْن أبي عَبْلَةَ. أَو الكسرُ عَلى أنَّهُ مَصْدَرُ} الذَّلُولِ، وَقَالَ الرَّاغِبُ: {الذُّلُّ مَا كانَ عَن قَهْرٍ، والذِّلُّ مَا كانَ بعدَ تَصَعُّبٍ وشِماسٍ، ومعنَى الْآيَة: أَي لِنْ كالمَقْهُورِ لَهما، وعَلى قراءَةِ الكسرِ: لِنْ، وانْقَدْ لَهما. وذُلِّلَ الْكَرْمُ، بالضَّمِّ، تَذْلِيلاً: دُلِّيَتْ عَناقِيدُهُ، كَمَا فِي المُحْكَم، أَو سُوِّيَتْ عَناقِيدُهُ، قالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ. وقولُه تَعَالَى: وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً، قَالَ مُجَاهِدٌ: إنْ قامَ ارْتَفَعَ إِلَيْهِ، وَإِن قَعَدَ تَدَلَّى إِلَيْهِ القِطْفُ، وقالَ ابنُ الأَنْبارِيِّ: أَي أُصْلِحَتْ وقُرِّبَتْ، وَقَالَ ابنُ عَرَفَةَ: أَي أُمْكِنَتْ فَلا تَمْتَنِعُ عَلى طالِبٍ. وَفِي الحَدِيث: كَمْ مِنْ عِذْقٍ} مُذَلَّلٍ لأَبِي الدَّحْدَاحِ فِي الْجَنَّةِ. (و) {ذُلِّلَ النَّخْلُ: وُضِعَ عِذْقُها على الْجَرِيدَةِ لِتَحْمِلَهُ، قالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ:} تَذْلِيلُ العُذُوقِ فِي الدُّنْيا أَنَّهَا إِذا خَرَجَتْ من كَوافِيرِها الَّتِي تُغَطِّيها عندَ انْشِقاقِها عَنْهَا يَعْمِدُ الآبِرُ إِلَيْها فَيُسْمَحُها ويُبَسِّرُها، حَتَّى يُدَلِّيَها خَارِجَةً من بَين ظَهْرانَيِ الجِريدِ والسُّلاَّء، فيَسْهُل  قِطافُها عندَ إِيناعِها، قالَ: وَمِنْه الحديثُ: يَتْرُكُونَ المَدِينَةَ عَلى خَيْرِ مَا كانتْ {مُذَلَّلَةً لَا يَغْشاها إلاَّ الْعَوافِي، أَي مُذَلَّلَةً قُطُوفُها، قالَ الصّاغَانِيُّ: وَقيل فِي قَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ:) (وكَشْحٍ لَطِيفٍ كالْجَدِيلِ مُخَصَّرٍ  ...  وسَاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ} الْمُذَلَّلِ) أَنه الَّذِي قد عُطِفَ ثَمَرُهُ لِيُجْتَنَى، وإِنَّما جَعَلَهُ مِثْلَ المُذَلَّلِ، لأَنَّه يَكْرُمُ على أَهْلِهِ فَيَتَعَهَّدُونَهُ، فلذلكَ جَعَلَهُ مِثْلَهُ، يُقالُ: {ذَلِّلُوا نَخْلَكُمْ فتَخْرُجُ كَبائِسُهُ، وَفِي التَّهْذِيبِ: قالَ الأصْمَعِيُّ: أرادَ سَاقاً كأُنْبُوبِ بَرْدِيٍّ بينَ هَذَا النَّخْلِ} المُذَلَّلِ، وقالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: السَّقِيُّ الَّذِي يَسْقِيهِ الماءُ مِنْ غيرِ أَن يُتَكَلَّفَ لَهُ السَّقْيُ، وسُئِلَ ابنُ الأَعْرابِيِّ عَن {المُذَلَّلِ، فقالَ:} ذُلِّلَ طريقُ الماءِ إِلَيْهِ. ويُقال: أُمُورُ اللهِ جَارِيَةٌ {أَذْلاَلَها، وعَلى أَذْلالِها: أَي مَجارِيها، ومَسالِكِها، وطُرُقِها، جَمْعُ} ذِلٍّ، بالكسرِ. ودَعْهُ عَلى {أّذْلالِهِ: أَي حالِهِ، بِلا واحِدٍ، كَما فِي المُحْكَمِ، والعُبابِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَجْرِ الأُمُورَ على} أَذْلاَلِها: أَي أَحْوالِها الَّتِي تصلُح عَلَيْهَا، وتَسْهُل، وتَنْتَشِر، وَحِدُها {ذِلٌّ، ومنهُ قَوْلُ الخَنْسَاءِ: (لِتَجْرِ الْحَوادِثُ بعدَ الْفَتَى ال  ...  مُغادَرِ بالمَحْوِ} أَذْلاَلَها) أَي لستُ آسَى بعدَه على شَيْءٍ. وجاءَ عَلى {أَذْلالِهِ، أَي وَجْهِهِ، وقولُ ابنِ مسعودٍ: مَا مِن شَيْءٍ مِن كتابِ اللهِ إلاَّ وَقد جاءَ عَلى أّذْلالِهِ أَي: عَلى طُرُقِهِ ووُجُوهِهِ.} والذَلاَذِلُ، {والذَّلَذِلُ، مَقْصُورٌ مِنْهُ،} والذَّلْذِلَةُ، بِفَتْحِ ذَالِهِما الأُولى ولاَمِهِما، وكعُلَبِطٍ، وَهَذِه عَن ابْن الأَعْرابِيِّ، وعُلَبِطَةٍ، وهُدْهُدٍ، وَهَذِه عَن أبي زَيْدٍ،  وزِبْرِجٍ، وزِبْرِجَةٍ، وَهَذِه عَن أبي زيد أَيْضا، كُلُّه: أَسَافِلُ الْقَمِيصِ الطَّوِيلِ إِذا نَاسَ فأَخْلَقَ، قالَ الزَّفَيانُ: مُشَمِّراً قد رَفَعَ {الذَّلاذِلا وَفِي المُحْكَم،} والذَّلَذِلُ، مَقُصُورٌ من {الذَّلاذِل، الَّذِي هُوَ جَمْعُ ذَلِك كُلِّه، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَكَذَلِكَ الذَّنَاذِنُ، واحِدُها ذُنْذُنْ. وَقَالَ ابنُ عَبَّادٍ:} - الذَّلُولِيُّ: الْحَسَنُ الخُلُقِ الدَّمِيثُهُ، ج: {ذَلُولِيُّونَ.} وأذْلاَلُ النَّاسِ: أَرَاذِلُهُم، كَمَا فِي العُبابِ، {وذَلاذِلُهُم،} وذُلْذُلاَتُهُم، بالضَّمِّ، {وذُلَيْذِلاتُهُم، مُصَغَّراً: أَي أَوَاخِرُهُم، ونَصُّ المُحِيط: أَواخِرُ قليلٍ مِنْهُم. وعَيْرُ} المَذَلَّةِ: الْوَتِدُ، لأنَّهُ يُشَجُّ رَأسُهُ، قَالَ: (لَو كنتَ عَيْراً كنتَ عَيْرَ {مَذَلَّةٍ  ...  أَو كنتَ كِسْراً كنتَ كِسْرَ قَبِيحِ) } وتَذَلْذَلَ: اضْطَرَبَ واسْتَرْخَى، عَن ابنِ عَبَّادٍ، قالَ: {واذْلَوْلَى: أَسْرَعَ مَخَافَةَ أَن يَفُوتَهُ شَيْءٌ، عَن الأَزْهَرِيُّ، قالَ الصّاغَانِيُّ: ومَوْضِعُ ذكرِهِ فِي الحروفِ اللَّيِّنَةِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} تَذَلَّلَ لَهُ: خَضَعَ. {وذَلَّ الحَوْضُ: تَثَلَّم، وتَهَدَّم. وطريقٌ} ذَلِيلٌ، من طُرُقٍ ذُلُلٍ، وَفِي التَّهْذِيبِ: سَبِيلٌ ذَلُولٌ، وسُبُلٌ {ذُلُلٌ. وقولُهُ تَعَالَى: فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ} ذُلُلاً، يكونُ الطَّريقُ ذَلِيلاً، وتكونُ هيَ {ذَلِيلَةٌ، أَي ذُلِّلَتْ لِيَخْرُجَ الشَّرابُ مِنْ بُطُونِها. وَقَالَ ابْن سِيدَه:} اذْلَوْلَى: انْقَادَ {وذَلَّ، وَأَيْضًا: انْطَلَقَ فِي) اسْتِخْفاء، قَالَ سِيبَوَيْه: لَا يُسْتَعْمَلُ إلاَّ مَزْيداً قَضَيْنا عَلَيْهِ بالياءِ لِكَوْنِها لاماً. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ:} اذْلَوْلَى: انْكَسَرَ قلبُه.! واذْلَوْلَى ذَكَرُهُ: قامَ مُسْتَرْخِياً. واذْلَوْلَى، وَلَّى فذَهبَ مُتَقاذِفاً،  ورِشَاءٌ {مُذْلَوْلٍ: إِذا كَانَ يضْطَرِبُ،} وتَذَلَّى: تَواضَعَ، وأصلُهُ {تَذَلَّلَ، وَفِي المُحْكَم: رَجُلٌ} ذَلَوْلَى: {مُذْلَوْلٍ.
المعجم: تاج العروس

حدب

المعنى: الحَدَبةُ التي في الظَّهْرِ. والحَدَبُ: خُروجُ الظَّهْرِ، ودخولُ البَطْنِ والصَدْرِ. رجُل أَحْدَبُ وحَدِبٌ، الأخيرة عن سيبويه.واحْدَوْدَبَ ظَهْرُه وقد حَدِبَ ظهرُه حَدَباً واحْدَوْدَبَ وتحادَب.قال العُجَيرُ السَّلولي: رَأَتْنـي تحـادَبْتُ الغَداةَ، ومَنْ يَكُنْ فَـتىً عـامَ عـامَ المـاءِ فهو كَبِيرُ وأَحْدَبه اللّه فهو أَحْدَبُ، بيّن الحَدَبِ.واسم العُجْزة: الحَدَبةُ؛ واسم الموضع الحَدَبةُ أَيضاً. الأَزهري: الحَدَبةُ، مُحَرَّك الحُروف، مَوْضِع الحَدَبِ في الظَّهْر النَّاتِئ؛ فالحَدَبُ: دُخُول الصّدْر وخُروج الظهر، والقَعَسُ: دخُول الظهرِ وخُروجُ الصدْرِ.وفي حديث قَيْلةَ: كانت لها ابنةٌ حُدَيْباءٌ، هو تصغير حَدْباءَ.قال: والحَدَبُ، بالتحريك: ما ارْتَفَع وغَلُظَ من الظَّهر؛ قال: وقد يكون في الصَّدْر. وقوله أَنشده ثعلب: أَلـم تَسـْأَلِ الرَّبْعَ القَواءَ فَيَنْطِقُ؛ وهَلْ تُخْبِرَنْكَ، اليَوْمَ، بَيْداءُ سَمْلَقُ؟ فَمُختَلَــفُ الأَرْواحِــ، بَيـنَ سـُوَيْقةٍ وأَحْـدَبَ، كـادَتْ، بَعْـدَ عَهْدِكَ، تُخْلِقُ فسره فقال: يعني بالأَحْدَبِ: النُّؤْيَ لاحْدِيدابِه واعْوِجاجِه؛ وكادَتْ: رَجَعَ إلى ذِكْرِ الدَّار.وحالةٌ حَدْباءُ: لا يَطْمَئنُّ لها صاحِبُها، كأَنَّ لها حَدَبةً. قال: وإنـي لَشـَرُّ الناسـِ، إنْ لم أُبِتْهُمُ عَلـى آلـةٍ حَـدْباءَ نابِيـةِ الظَّهْـرِ والحَدَبُ: حدُورٌ في صَبَبٍ، كَحَدَبِ الرِّيحِ والرَّملِ. وفي التنزيل العزيز: وهُم مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُون. وفي حديث يأْجُوجَ ومأْجوجَ: وهم مِن كل حَدَب يَنْسِلُون؛ يريد: يَظْهَرُون من غَلِيظِ الأَرض ومُرْتَفِعها. وقال الفرَّاءُ: مِنْ كُلّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، مِنْ كُلِّ أَكَمَةٍ، ومن كل مَوْضِع مُرْتَفِعٍ، والجَمْعُ أَحْدابٌ وحِدابٌ.والحَدَبُ: الغِلَظُ من الأَرض في ارْتِفاع، والجمع الحِدابُ.والحَدَبةُ: ما أَشْرَفَ مِن الأَرض، وغَلُظَ وارْتَفَعَ، ولا تكون الحَدَبةُ إلاَّ في قُفٍّ أَو غِلَظِ أَرضٍ، وفي قصيد كعب بن زهير: كُـلُّ ابـنِ أُنْثَى، وإنْ طالَتْ سَلامَتُه، يَوْمــاً عَلـى آلـةٍ حَـدْباءَ مَحْمُـولُ يريد: على النَّعْشِ؛ وقيل: أَراد بالآلة الحالةَ، وبالحَدْباءِ الصَعْبةَ الشديدة. وفيها أَيضاً: يَوْمـاً تَظَـلُّ حِـدابُ الأَرضِ يَرْفَعُهـا، مــن اللَّــوامِعِ، تَخْلِيـطٌ وتَزيِيـلُ وحَدَبُ الماءِ: مَوْجُه؛ وقيل: هو تراكُبُه في جَرْيهِ. الأَزهري: حَدَبُ الماءِ: ما ارْتَفَع مِن أَمْواجِه. قال العجاج: نَســـْجَ الشــَّمالِ حَــدَبَ الغَــدِيرِ وقال ابن الأَعرابي: حَدَبُه: كَثرتُه وارْتفاعُه؛ ويقال: حَدَبُ الغَدِير: تحَرُّكُ الماءِ وأَمْواجُه، وحَدَبُ السَّيْلِ: ارْتفاعُه.وقال الفرزدق: غَـدا الحَيُّ مِنْ بَينِ الأُعَيْلِمِ، بَعْدَما جَـرَى حَـدَبُ البُهْمـى وهاجَتْ أَعاصِرُه قال: حَدَبُ البُهْمَى: ما تَناثَر منه، فَرَكِبَ بعضُه بَعْضاً، كَحَدَب الرَّمْلِ.واحْدَوْدَبَ الرَّمْلُ: احْقَوْقَفَ.وحُدْبُ الأَمُور: شَواقُّها، واحِدتها حَدْباءُ. قال الرّاعي: مَــرْوانُ أَحْزَمُهـا، إذا نَزَلَـتْ بـه حُــدْبُ الأُمُــورِ، وخَيْرُهـا مَـأْمُولا وحَدِبَ فلان على فلان، يَحْدَبُ حَدَباً فهو حَدِبٌ، وتحَدَّبَ: تَعَطَّفَ، وحَنا عليه. يقال: هو له كالوالِد الحَدِبِ. وحَدِبَتِ المرأَة على ولَدها، وتحَدَّبَتْ: لم تَزَوَّجْ وأَشْبَلَتْ عليهم.وقال الأَزهري: قال أَبو عمرو: الحَدَأُ مثل الحَدَبِ؛ حَدِئْتُ عليه حَدَأً، وحَدِبْتُ عليه حَدَباً أَي أَشْفَقْت عليه؛ ونحو ذلك قال أَبو زيد في الحَدَإِ والحَدَب.وفي حديث علي يصف أَبا بكر، رضي اللّه عنهما: وأَحْدَبُهم على المسلمين أَي أَعْطَفُهم وأَشْفَقُهم، مَن حَدِبَ عليه يَحْدَبُ، إذا عَطَفَ.والمُتَحَدِّبُ: المُتَعَلِّقُ بالشيءِ المُلازِمُ له.والحَدْباءُ: الدّابَّةُ التي بَدَتْ حَراقِفُها وعَظْمُ ظَهْرِها؛ وناقة حَدْباءُ: كذلك، ويقال لها: حَدْباءُ حِدْبِيرٌ وحِدبارٌ، ويقال: هُنَّ حُدْبٌ حَدابِيرُ. الأَزهري: وسَنةٌ حَدْباءُ: شَديدة، شُبِّهت بالدابة الحَدْباءِ.وقال الأَصمعي: الحَدَبُ والحَدَرُ: الأَثر في الجِلْد؛ وقال غيره: الحَدَرُ: السِّلَع. قال الأَزهري: وصوابه الجَدَرُ، بالجيم، الواحدة جَدَرةٌ، وهي السِّلْعةُ والضَّواةُ. ووَسِيقٌ أَحْدَبُ: سَرِيعٌ. قال: قَرَّبَهـــا، ولـــم تَكَــدْ تَقَرَّبُــ، مِــنْ أَهْــلِ نَيَّــانَ، وسـِيقٌ أَحْـدَبُ وقال النضر: وفي وَظِيفَي الفرس عُجايَتاهما، وهما عَصَبَتان تَحْمِلان الرِّجل كلها؛ قال: وأَما أَحْدَباهما، فهما عِرْقانِ. قال وقال بعضهم: الأَحْدَبُ، في الذِّراع، عِرْق مُسْتَبْطِنٌ عظمَ الذراع. والأَحْدبُ: الشِّدَّة. وحَدَبُ الشِّتاءِ: شدّة بَرْده؛ قال مُزاحِمٌ العُقَيْلي: لـم يَـدْرِ مـا حَدَبُ الشِّتاءِ ونَقْصُه، ومَضــَتْ صــَنابِرُه، وَلــمْ يَتَخَــدَّدِ أراد: أَنه كان يَتَعَهَّدُه في الشتاءِ، ويَقومُ عليه.والحِدابُ: مَوضِع. قال جرير: لَقَـدْ جُرِّدَتْ، يَوْمَ الحِدابِ، نِساؤُكم، فَسـاءَتْ مجالِيهـا، وقَلَّـتْ مُهُورُهـا قال أَبو حنيفة: والحِدابُ: جِبالٌ بالسَّراةِ ينزلها بنو شَبابة، قَوم من فَهْمِ بن مالك.والحُدَيْبِيةُ: موضع، وورد ذكرها في الحديث كثيراً، وهي قَرية قَريبةٌ من مكة، سُمِّيت ببئر فيها، وهي مخففة، وكثير من المحدثين يشدِّدونها.والحَدَبْدَبى: لُعْبةٌ للنَّبِيط. قال الشيخ ابن بري: وجدت حاشية مكتوبة ليست من أَصل الكتاب، وهي حَدَبْدَبى اسم لعبة، وأَنشد لسالم بن دارةَ، يَهْجُو مُرّ بن رافِع الفَزارِي: حَدَبْــدَبى حَدَبْــدَبى يــا صـِبْيانْ، إنَّ بَنــي فَــزارةَ بــنِ ذُبْيــانْ، قَــد طَرّقَــتْ نــاقَتُهم بإِنْســانْ، مُشــَيَّإٍ أَعْجِــبْ بِخَلْــق الرَّحْمنْــ، غَلَبْتُــم النـاسَ بأَكْـل الجُرْدانْـ، وســَرَقِ الجــارِ ونَيْــكِ البُعْـرانْ التَّطْرِيقُ: أَن يَخرج بعضُ الولد، ويَعْسُر انْفِصاله، مَن قولهم قَطاة مُطَرِّق إذا يَبِسَت البَيضةُ في أَسْفَلِها. قال المثَقِّب العَبْدِيّ، يذكر راحِلة رَكِبَها، حتى أَخَذ عَقِباه في موضعِ ركابها مَغْرَزاً: وقـد تخِذَتْ رِجْلي، إلى جَنْبِ غَرْزِها، نَسـِيفاً كـأُفْحُوصِ القَطـاةِ المُطَـرِّقِ والجُرْدانُ: ذكَر الفَرَسِ. والمُشَيَّأُ: القَبِيحُ المَنْظَرِ.
المعجم: لسان العرب

حدب

المعنى: حدب : (الحَدَبُ مُحَرَّكَةً) هُوَ خُرُوج الظَّهْرِ ودُخُولُ الصَّدْرِ والبَطْنِ) بخلافِ القَعَسِ، وَقد (حَدِبَ كفَرِحَ) حَدَباً (وأَحْدَبَ) اللَّهُ زَيْداً، (واحْدَوْدَبَ وتَحَادَبَ) ، قَالَ العُجَيْرُ السَّلُولِيُّ: رَأَتْنِي تَحَادَبْتُ الغَدَاةَ ومَنْ يَكُنْ فَتًى قَبْلَ عَامِ المَاءِ فَهْوَ كَثِيرُ (وهُوَ أَحْدَبُ) بَيِّنُ الحَدَبِ (وحَدِبٌ) الأَخِيرَةُ عَن سيبويهِ. (و) الحَدَبُ  (: حُدُورٌ) وَفِي بعض النّسخ: حُدُوبٌ بالبَاء الْمُوَحدَة بدلَ الراءِ ورَجَّحَهُ شيخُنَا، وأَنْكَرَ الرَاءَ، وجَعَله تصحيفاً، مَعَ أَنَّه الثابتُ فِي الأُصولِ المَقْرُوَّة، والنُّسَخِ الصحِيحَةِ المَتْلُوَّةِ، ومِثْلُهُ فِي (لِسَان الْعَرَب) وعبارتُه: والحَدَبَ: حُدُور (فِي صَبَبٍ كَحَدَبِ المَوْجِ) وَفِي بعض النّسخ: الرِّيحِ (والرَّمْلِ، و) الحَدَبُ (: الغلَظُ المُرْتَفعُ منَ الأَرْضِ) والجَمْعُ أَحْدَابٌ وحِدَابٌ، قَالَ كعبُ بن زُهَير: يَوْماً تَظَلُّ حِدَابُ الأَرْضِ يَرْفَعُهَا مِنَ اللَّوَامِعِ تَخْلِيطٌ وتَزْيِيلُ والحَدَبَة، مُحَرَّكَةً: مَوْضِع الحَدَب فِي الظَّهْرِ النّاتِىءِ، قَالَه الأَزْهَرِيّ، ومِنَ الأَرْضِ: مَا أَشْرَفَ وغَلُظ وارْتفعَ، وَلا تَكُونُ الحَدَبَةُ إِلاَّ فِي قُفَ أَوْغِلَظِ أَرْضٍ، وَفِي الأَساسِ: وَمن الْمجَاز: نَزَلُوا فِي حَدَبِ منَ الأَرْضِ وَحَدَبَةٍ، وهِيَ النِّشْزُ ومَا أَشْرَفَ مِنْهُ، ونَزَلُوا فِي حِدَابٍ، وَفِي التَّنْزِيل: {وَهُمْ مّن كُلّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ} (الأَنبياء: 96) يُرِيدُ يَظْهَرُونَ مِنْ غَلِيظ الأَرْضِ ومُرْتَفِعِها، وَقَالَ الفرّاء: من كُلِّ أَكَمَةٍ، أَي من كُلِّ موضعٍ مُرْتَفِعٍ. (و) الحَدَبُ (مِنَ المَاءِ: تَرَاكُبُهُ) وَفِي نُسْخَة: تَرَاكُمُهُ (فِي جَرْيِهِ) وقِيلَ مَوْجُهُ، وَقَالَ الأَزهريّ: حَدَبُ المَاءِ مَا ارْتَفَع مِنْ أَمْوَاجِهِ، قَالَ العجَّاج: نَسْجَ الشِّمَالِ حَدَبَ الغَدِيرِ قَالَ ابْن الأَعرابيّ، وَيُقَال: حَدَبُ الغَدِيرِ: تَحَرُّكُ المَاءِ، وأَمْوَاجُه. وَمن الْمجَاز: جَاءَ حَدَبُ السَّيْلِ بالغُثَاءِ، وهُوَ ارْتِفَاعُهُ وكَثْرَتُهُ، ونَظَرَ إِلى حَدَبِ الرَّمْلِ، وهُوَ مَا جَاءَ بِهِ الرِّيحُ فارْتَفَع. (و) الحَدَبُ (: الأَثَرُ) الكَائِنُ (فِي الجِلْدِ) كالحَدَرِ، قَالَه الأَصمعيّ، وَقَالَ غيرُه الحَدَرُ: السِّلَعُ قَالَ الأَزهريّ: وصوابُه (الجَدَر) بِالْجِيم. (و) الحَدَبُ (: نَبْتٌ أَو) هُوَ  النَّصِيُّ، وأَرْضٌ حَدِبَةٌ: كَثِيرَتُهُ) أَي النَّصِيِّ. (و) الحَدَبُ (: مَا تَنَاثَرَ مِنَ البُهْمَى فَتَرَاكَمَ) قَالَ الفرذدق: غَدَا الحَيُّ مِنْ بَيْنِ الأُعَيْلاَمِ بَعْدَمَا جَرَى حَدَبُ البُهْمعى وهَاجَتْ أَعَاصِرُهْ قَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: حَدَبُ البُهْمَى: مَا تَنَاثَرَ مِنْهُ فَرَكِبَ بعضُه بعْضاً كحَدَبِ الرَّمْلِ، وَهُوَ مَجَازٌ. (و) الحَدَبُ (مِنَ الشِّتَاءِ: شِدَّةُ بَرْدِهِ) يُقَال: أَصَابَنَا حَدَبُ الشِّتَاءِ، وَهُوَ مجازٌ، فِي الناموس: لكَوْنِهَا السَّبَب لِقعْدَةِ الأَحْدَبِ، قَالَ شَيخنَا: وهَذَا السَّبَبُ مِمَّا يُقْضَى لَهُ العَجَبُ، وَقَالَ ابْن أَحْمَرَ فِي صفة فَرَسٍ: لَمْ يَدْرِ مَا حَدَبُ الشِّتَاءِ ونَقْصُهُ ومَضَتْ صَنَابِرُهُ ولَمْ يَتَخَدَّدِ (واحْدَوْدَبَ الرَّمْلُ: احْقَوْقَفَ) . (وحُدْبُ الأُمُورِ) بالضَّمَّ (: شَوَاقُّهَا) جَمْعُ شَاقَّةٍ، وَهُوَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ مَشَقَّة (واحِدَتُهَا: حَدْبَاءُ) وَهُوَ مجازٌ قَالَ الرَّاعِي: مَرْوَانُ أَحْزَمُهَا إِذَا نَزَلَتْ بِه حُدْبُ الأُمُورِ، وخَيْرُهَا مَأْمُولاَ والأَحْدَبُ: الشِّدَّةُ، وخُطَّةٌ حَدْبَاءُ، وأُمُورٌ حُدْبٌ، وسَنَةٌ حَدْبَاءُ: شَدِيدَةٌ بارِدَةٌ، شُبِّهَتْ بالدَّابَّةِ الحَدْبَاءِ (والأَحْدَبُ: عِرْقٌ مُسْتَبْطِنٌ عَظْمَ الذِّرَاعِ) وقيلَ: الأَحْدَبَانِ فِي وَظِيفَىِ الفَرَسِ: عِرْقَانِ، وأَمَّا العُجَايَتَانِ فَالعَصَبَتَانِ تَحْمِلانِ الرِّجْلَ كُلَّهَا. (و) الأَحْدَبُ (: جَبَلٌ لِفَزَارَةَ) فِي دِيَارِهِم، أَو هُوَ أَحَدُ الأَثْبِرَةِ (بمَكَّةَ حَرَسَهَا الله تَعَالَى) أَنشد ثَعْلَب: أَلَمْ تَسَلِ الرَّبْعَ القَوَاءَ فَيَنطِقُ وهَلْ تُخْبِرَنْكَ اليَوْمَ بَيْدَاءُ سَمْلَقُ فَمُخُتَلَفُ الأَرْيَاحِ بَيْنَ سُوَيْقَةٍ وأَحْدَبَ كَادَتْ بَعْدَ عَهْدِكَ تُخْلِقُ وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ ذِكْرُه فِي أَشْعارِ بَنِي فَزَارَةَ أَنَّه فِي دِيَارِهِم، ولعَلَّهُمَا جَبَلاَنِ يُسَمَّى كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا بأَحْدَبَ. (والأُحَيْدِبُ) مُصَغَّراً (: جَبَلٌ بالرُّوم) مُشْرِفٌ على الحَدَثِ الَّذِي غَيَّرَ بِنَاءَهُ  سَيْفُ الدَّوْلَةِ، ذَكَرَه أَبُو فِرَاسِ بن خمْدَان فقالَ: ويومٍ عَلَى ظَهْرِ الأُحَيْدِبِ مُظْلِمٍ جَلاَهُ بِبِيضِ الهِنْدِ بِيضُ أَزَاهِرُ أَتَتْ أُمَمُ الكُفّارِ فِيهِ يَؤُمُّها إِلى الحَيْنِ مَمْدُودُ المَطَالِبِ كافِرُ فَحَسْبِي بِهِ يَوْمَ الأُحَيْدِبِ وَقْعَةً عَلَى مِثْلِهَا فِي العِزِّ تُثْنَى الخَنَاصِرُ وَقَالَ أَبو الطيِّب المتنَبِّي: نَثَرْتَهُمُ يَوْمَ الأُحَيْدِبِ نَثْرَةً كَمَا نُثِرَتْ فَوْقَ العَرُوسِ الدَّرَاهِمُ (وحَدَابِ كقَطَامِ) مَبْنِيٌّ على الكَسْرِ (: السَّنَةُ المُجْدِبَةُ) الشَّدِيدَةُ القَحْطِ، (و) حَدَابِ (: ع، ويُعْرَبُ) أَي يُسْتَعْمَلُ مُعْرَباً أَيضاً، نَقَلَه الْفراء، وَهُوَ المعروفُ المشهورُ، قَالَ جرير: لَقَدْ جُرِّدَتْ يَوْمَ الحِدَابِ نِسَاؤُكمْ فَسَاءَتْ مَجَالِيهَا وقَلَّتْ مُهُورُهَا (و) الحِدَابُ (كَكِتَابٍ: ع بِحَزْنِ بَنِي يَرْبُوعٍ، لَهُ يَوْمٌ) مَعْرُوفٌ (و) قالَ أَبُو حَنِيفَة: الحِداب: (جِبَالٌ بالسَّرَاةِ) يَنْزِلُهَا بَنُو شَبَابةَ، قَومٌ مِنْ فَهْمِ بنِ مالكٍ. (والحُدَيْبِيَةُ) مُخَفَّفَةً (كدُوَيْهِيَةٍ) نقَلَه الطُّرْطُوشِيُّ فِي (التَّفْسِير) ، وَهُوَ الْمَنْقُول عَن الشافعيّ، وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ عِيسَى: لاَ يَجُوزُ غيرُهُ، وَقَالَ السُّهَيْلِيُّ: التَّخُفِيفُ أَكْثَرُ عندَ أَهلِ الْعَرَبيَّة، وَقَالَ أَبو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ: سأَلتُ كلَّ مَنْ لَقيتُ مِمَّن وَثِقْتُ بعِلْمِه من أَهلِ العَرَبِيّة عنِ الحُدَيْبِيةِ فَلم يَخْتَلِفوا علَى أَنَّهَا مُخففَةٌ، ونقَلَه البَكْرِيُّ عنِ الأَصمعيِّ أَيضاً، ومِثْلُه فِي المَشَارِق والمَطَالع، وَهُوَ رأْسُ أَهْلِ العِرَاقِ (وقَدْ تُشَدَّدُ) يَاؤُهَا، كَمَا ذَهَب إِليه أَهلُ المَدِينَةِ، بَلْ عامَّةُ الفُقَهَاءِ والمُحَدِّثِينَ، وَقَالَ بعضُهُم: التَّخْفيفُ هُوَ الثَّابِتُ عِنْد المُحَقِّقِينَ، والتثقيلُ عندَ أَكْثَرِ المُحَدِّثِينَ، بل كثيرٌ من اللُّغوِيِّينَ والمُحَدِّثِينَ أَنْكَرَ التَّخْفِيف، وَفِي (الْعِنَايَة) : المُحَقَّقُونَ على التَّخْفِيفِ كَمَا قَالَه الشافعيُّ وغيرُه، وإِن جَرى الجمهورُ على التشديدِ، ثمَّ إِنهم اخْتلفُوا فِيهَا، فَقَالَ فِي (الْمِصْبَاح) إِنَّهَا (بِئرٌ قُرْبَ مَكَّةَ، حَرَسَهَا الله تَعَالَى) ، على طَرِيقِ جُدَّةَ دُونَ مَرْحَلَةٍ، وجمَ المُتَأَخِّرُونَ أَنها قَرِيبَةٌ من قَهْوَة الشُّمَيْسِيّ، ثمَّ أُطلِق على المَوْضِعِ، وَيُقَال: بعضُها فِي الحِلِّ وبعضُهَا فِي الحَرَمِ، انْتهى، وَيُقَال: إِنَّهَا وادٍ بَيْنَهُ وبنَ مَكَّةَ عَشَرَةُ أَميالٍ أَو خَمْسَةَ عَشَرَ مِيلاً، على طَرِيق جُدَّةَ، وَلذَا قيل: إِنَّهَا على مَرْحَلَة من مَكَّةَ أَو أَقلَّ من مَرْحَلَةٍ، وَقيل: إِنها قَرْيَةٌ لَيست بالكَبِيرَةِ سُمِّيَتْ بالبِئرِ الَّتِي هُنَاكَ عندَ مَسْجِدِ الشَّجَرَةِ، وبينَهَا وبينَ المَدِينَةِ تِسْعُ مَرَاحِلَ، ومَرْحَلَةٌ إِلى مكةَ، وَهِي أَسْفَل مَكَّةَ، وَقَالَ مَالك: وَهِي من الحَرَمِ، وحَكَى ابنُ القَصَّارِ أَنَّ بعضَها حلٌّ، (أَو) سُمِّيَتْ (لِشَجَرَةٍ حَدْبَاءَ كَانَت هُنَاكَ) ، وَهِي الَّتِي كَانَت تَحْتَهَابَيْعَةُ الرِّضْوَانِ. (والحُدَيْبَاءُ) تَصْغِيرُ الحَدْبَاءِ (: مَاءٌ لِجَذِيمَةَ) . (وتحَدَّبَ بِهِ: تَعَلَّقَ) ، والمُتَحَدِّبُ المُتَعَلِّقُ بالشَّيْءِ المُلازِمُ لَهُ. (و) تَحَدَّبَ (عَلَيْهِ: تَعَطَّفَ) وحَنَا، (و) تَحَدَّبَتِ (المَرْأَةُ) أَي (لم تَتَزَوَّجْ وأَشْبَلَتْ) أَي أَقَامَتْ من غيرِ تَزْوِيجٍ وعَطَفَتْ (عَلَى وَلَدِهَا، كحَدِبَ بالكَسْرِ) يَحْدَبُ، مَفْتُوحَ المُضَارِعِ، حَدَباً، فَهُوَ حَدِبٌ (فيهمَا) أَي فِي المعنيينِ، وحَدِبَتِ المَرْأَةُ على وَلَدِهَا كتَحَدَّبَتْ، قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: الحَدَأَ: مِثْلُ الحَدَبِ، حَدِئْتُ عَلَيْهِ حَدَأَ وَحَدِبْتُ عَلَيْهِ حَدَباً أَي أَشْفَقْتُ عَلَيْهِ، وَفِي حَدِيث عليَ يَصِفُ أَبَا بَكْرٍ رَضِي الله عَنْهُمَا، (وأَحْدَبُهُمْ عَلَى المُسْلِمِينَ) أَيْ أَعْطَفُهُمْ وأَشْفَقُهُم، مِنْ حَدِبَ عَلَيْهِ يَحْدَبُ إِذَا عَطَفَ، وَمِنْه قولُهم: الحَدَبُ عَلَى حَفَدَةِ العِلْمِ والأَدَب. (والحَدْبَاءُ) فِي قصيدة كَعْبِ بن زُهير: كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وإِنْ طَالَتْ سَلاَمَتُهُ يَوْماً عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ  يُرِيدُ على النَّعْشِ، وَقيل: أَرادَ بالآلَةِ الحَالَةَ، وبالحَدْبَاءِ الصَّعْبةَ الشَّدِيدَةَ، ويقالُ: المُرْتَفِعَة. وَمن المَجَازِ: حُمِلَ عَلى آلَةٍ حَدْبَاءَ، وكَذَا سَنَةٌ حَدْبَاءُ: شَدِيدَة بَارِدَةٌ، وخُطَّةٌ حَدْبَاءُ. والحَدْبَاءُ أَيْضاً (: الدَّابَّةُ) الَّتِي (بَدَتْ حَرَاقِفُهَا) وعَظْمُ ظَهْرِهَا، والحَرَاقِفُ: جَمْعُ حَرْقَفَةٍ، وَهِي رَأْسُ الوَرِكِ، وَفِي الأَساس: وَمن الْمجَاز: دَابَّةٌ حَدْبَاءُ: بدَتْ حَرَاقِفُهَا مِنْ هُزَالِهَا، انْتهى، وَفِي (اللِّسَان) : وكذلكَ يقالُ: حَدْبَاءُ حِدْبِيرٌ وحِدْبَارٌ، وَيُقَال هُنَّ حُدْبٌ حَدَابِيرُ، انْتهى، أَي ضُمَّ إِلى حُرُوفِ. (الحدب) حَرْفٌ رابعٌ فَرُكِّبَ مِنْهَا رُبَاعِيٌّ، كَذَا فِي الأْساس. وَوَسِيقٌ أَحْدَبُ: سَرِيعٌ، قَالَ: قَرَّبهَا ولَمْ تَكُنْ تُقَرَّبُ مِنْ أَهْلِ نَيَّانَ وَسِيقٌ أَحْدَبُ كَذَا فِي (اللِّسَان) . والحَدْبُ: المُدَافَعَةُ، يقالُ حَدَبَ عَنْهُ كَضَرَبَ إِذَا دَافَعَ عَنهُ، ومَنَعَه، حَكَاهُ غَيْرُ واحِدٍ، نَقَلَه شيخُنَا (و) قَالَ الشيخُ ابنُ بَرِّيّ: وَجَدْتُ حَاشِيَةً مَكْتُوبَةً لَيْسَتْ من أَصْلِ الكِتَابِ (حَدَبْدَبَى) اسْمُ (لُعْبَةٍ لِلنَّبِيطِ) وأَنْشَدَ لِسَالِمِ بنِ دَارَةَ يَهْجُو مُرَّةَ ابنَ رافِعٍ الفَزَارِيَّ. حَدَبْدَبَى حَدَبْدَبَى يَا صِبْيَانْ إِنَّ بَنِي فَزَارَةَ بنِ ذُبْيَانْ قَدْ طَرَّقَتْ نَاقَتْهُمْ بِإِنْسَانْ مُشَيَّإٍ أَعْجِبْ بِخَلْقِ الرَّحْمَنْ قَالَ الصاغانيّ: والعَامَّةُ تجعلُ مكانَ الباءِ الأُولى نُوناً، ومكانَ الباءِ الثانيةِ لاماً، وَهُوَ خَطَأٌ، وسيأْتي فِي حدبد وَمِمَّا يستدركْ عَلَيْهِ: حُدْبَانُ بالضَّمِّ: جَدُّ رَبِيعَةَ بنِ مُكَدَّمٍ كَذَا ضبَطه الحافظُ
المعجم: تاج العروس

Pages