المعجم العربي الجامع
شَنْباءُ
المعنى: (صيغة الجمع) شُنْب (مِنَ النِّساءِ): ذات الشَّنَب.؛- من الرُّمَّان: أُمليسيَّة ليس لها نوى وإنّما هي ماءٌ في قشر على خلقة الحبِّ من غير عجم.
المعجم: القاموس شنب
المعنى: (الشَّنَبُ) الْحِدَّةُ فِي الْأَسْنَانِ. وَقِيلَ: بَرْدٌ وَعُذُوبَةٌ. وَامْرَأَةٌ (شَنْبَاءُ) بَيِّنَةُ الشَّنَبِ.
المعجم: مختار الصحاح شنب
المعنى: ثغر أشنب، وفيه شنب وهو رقته وصفاؤه وبرده. ورمانة شنباء: إمليسية. وشنب يومنا: برد، ويوم شنب وشانب: بارد.
المعجم: أساس البلاغة شَنِبَ
المعنى: ـَ شَنَباً، وشُنْبَةً: كان أشنبَ أو ذا شنَبٍ. وـ الثغر: رقَّت أسنانه وابيضَّت. وـ اليوم: بَرَد. فهو شَنِب، وشانب. وهو أشنب وهي شنباء.؛(الشَّنَبُ): جمال الثغر، وصفاءُ الأسنان. قال ذو الرمة؛وفي اللِّثاتِ وفي أنيابها شَنَبُ؛والمُحدثون استعاورا الشنب للشارب واستعملوه فيه حتى تَنَاسَوْا الأصل.؛(الشَّنْباءُ) من الرُّمَّان التي ليس لحبِّها بزر. (ج) شُنْبٌ.
المعجم: الوسيط الشنب
المعنى: ـ الشَّنَبُ: مُحَرَّكَةً: ماءٌ، ورِقَّةٌ، وبَرْدٌ، وعُذُوبَةٌ في الأَسْنانِ، أو نُقَطٌ بيضٌ فيها، أو حِدَّةُ الأَنْيابِ كالغَرْبِ تَراها كالمِنْشَارِ. ـ شَنِبَ، كَفَرِحَ، فهو شانِبٌ وشَنيبٌ وأشْنَبُ، وهي شَنْبَاءُ، وشَمْباءُ عن سِيبَويْهِ. ـ والشَّنْباءُ من الرُّمَّانِ: الإمْليسِيَّةُ ليس لها حَبُّ، إنَّما هي ماءٌ في قِشْرٍ. ـ وشَنِبَ يَوْمُنا، كَفَرِحَ: بَرُدَ، فهو شَنِبٌ وشانِبٌ، والاسْمُ: ـ الشُّنْبَةُ، بالضم. ـ والمَشانِبُ: الأَفْواهُ الطَّيِّبَةُ: وشَنْبَوَيْهِ، كَعَمْرَوَيْهِ: حَدَّثَ عن حَجَّاجِ بنِ أرْطاةَ، ومحمدُ بنُ حُسَيْنِ بنِ يوسُفَ بنِ شَنْبَوَيْهِ الأَصْبَهانِيُّ، وأبو جَعْفَرٍ محمدُ بنُ شَنْبُويَةَ، وعلِيُّ بنُ قاسِمِ بنِ إبراهيم بنِ شَنْبُويَةَ، ومحمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ نَصْرِ بنِ شَنْبُويةَ صاحِبُ تِلْكَ الأَرْبعينَ، وبالضم: أبو عبدِ الرحمنِ بنِ شُنْبُويَةَ: مُحَدِّثُونَ.
المعجم: القاموس المحيط شنب
المعنى: الشَّنَبُ: ماءٌ ورِقَّةٌ يَجْرِي على الثَّغْرِ؛ وقيل: رِقَّةٌ وبَرْدٌ وعُذوبةٌ في الأَسنان؛ وقيل: الشَّنَبُ نُقَطٌ بيضٌ في الأَسنانِ؛ وقيل: الشَّنَبُ نُقَطٌ بيضٌ في الأَسنانِ؛ وقيل: هو حِدَّةُ الأَنياب كالغَرْبِ، تَراها كالمِئْشار. شَنِبَ شَنَباً، فهو شانِبٌ وشَنيبٌ وأَشْنَبُ؛ والأُنْثَى شَنْباءُ، بَيِّنَةُ الشَّنَبِ.وحكى سيبويه: شَمْباءُ وشُمْبٌ، على بدلِ النون ميماً، لِما يُتَوَقَّعُ من مَجيءِ الباءِ من بعدِها.قال الجرمي: سمعت الأَصمعي يقولُ الشَّنَبُ بَرْدُ الفَمِ والأَسنانِ، فقلتُ: إِنَّ أَصحابَنا يقولون هو حِدَّتُها حين تَطْلُع؛ فيُرادُ بذلك حَداثَتُها وطَراءَتُها، لأَنها إذا أَتَتْ عليها السِّنون، احْتَكَّتْ، فقال: ما هو إِلاّ بَرْدُها؛ وقول ذي الرمة: لَمْيـاءُ، فـي شـَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ، وفي اللِّثاتِ، وفي أَنْيابِها، شَنَبُ يُؤَيِّدُ قولَ الأَصمَعي، لأَنَّ اللِّثَة لا تكونُ فيها حِدَّةٌ. قال أَبو العباس: اخْتَلَفوا في الشَّنَب، فقالت طائفةٌ: هو تَحزيزُ أَطرافِ الأَسنانِ؛ وقيل: هو صفاؤُها ونَقاؤُها؛ وقيل: هو تَفْلِيجُها؛ وقيل: هو طِيبُ نَكْهَتِها. وقال الأَصمعي: الشَّنَبُ البَرْدُ والعُذوبةُ في الفَمِ. وقال ابن شميل: الشَّنَبُ في الأَسنانِ أَن تَراها مُسْتَشْرِبة شيئاً من سَوادٍ، كما تَرى الشَّيءَ من السَّوادِ في البَرَدِ؛ وقال بعضهم يصف الأَسنانَ: مُنَصــَّبُها حَمْشــٌ، أَحَمُّـ، يَزينُـه عَوارِضــُ، فيهــا شـُنْبةٌ وغُـروبُ والغَرْبُ: ماءُ الأَسْنانِ. والظَّلْم: بياضها، كأَنه يعلوه سواد.والمَشانِبُ: الأَفْواهُ الطيِّبةُ. ابن الأَعرابي: المِشْنَبُ الغلامُ الحَدَث، المُحَدَّدُ الأَسْنانِ، المُؤَشَّرُها فَتاءً وحداثَةً.وفي صفته، صلى اللّه عليه وسلم: ضَلِيع الفَمِ أَشْنَب.الشَّنَبُ: البَياضُ والبَريقُ، والتَّحْديدُ في الأَسْنانِ.ورُمَّانةٌ شَنْباءُ: إِمْلِيسِيَّةٌ وليس فيها حَبٌّ، إِنما هي ماءٌ في قِشْرٍ، على خِلْقةِ الحَبِّ من غَيْرِ عَجم.قال الأَصمعي: سَأَلت رؤْبَة عن الشَّنَب، فأَخَذ حَبَّةَ رُمَّانٍ، وأَوْمَأَ إِلى بَصِيصِها.وشَنِبَ يومُنا، فهو شَنِبٌ وشانِبٌ: بَرَدَ.
المعجم: لسان العرب ألس
المعنى: الًالسْ: اختلاط العقل؛ عن أبي عُبَيد، يقال: أَلِسَ فهو مألوس. ؛ ومنه الحديث الذي زَعَمَ أبو عبيد أنّه لا طريق له: اللهم إنّي أعوذ بك من شر الألسِ والألقِ والكِبْرِ والسَّخِيْمَةِ. وقال القُتَبيّ: هو الخيانة. وقال ابن الأنباري: أخطَأَ؛ لأنَّ المَألوس والمَسْلوسَ هُما المضطرب العقل؛ لا خِلاف بين أهل اللغة في ذلك، قال المُتلمِّس واسمه جرير بن عبد المسيح ؛ فإن تبدّلَتُ من قومي عَدِيَّكُمُ *** إنّي إذَنْ لَضعيفُ الرأي مألوسُ ؛ جاء به بعد ضعف الرأي. وقال الحصين بن القعقاع ؛ هُمُ السَّمْنُ بالسَنوتِ لا ألْسَ فيهم *** وهُم يمنعونَ جارَهُم أن يُقَرَّدا ؛ وقال آخر ؛ إنَّ بنا أو بكما لألْسا *** لم نَدْرِ إلاّ أنْ نَظُنَّ حَدْسَا ؛ والألس -أيضًا-: الغِش. ؛ وقال ابن عبَّاد: الأَلْس: الكذب والسرقة وإخطاء الرأي. ؛ والأَلْس: الخلط، قال ؛ كماءِ المُزْنِ لم يؤْلَسْ بأَلْسِ ؛ أي لم يُخلط بشيء ولم يُمحَق بِمِحق. ؛ وقال الهوازني: الألْسُ: الريبة وتغير الخُلُقِ من ريبة أو تغير الخَلْق ِمن مرض، يقال: ما ألَسَكَ؟، ابتدأَ باللزوم وختم بالتعدي. ؛ ويقال: إنَّه لَمَألوسُ العَطِيَّة، وقد أُلِسَت عطيته: إذا مُنِعَت من غير إياسٍ منها. ؛ وأُلِسَ فهو مألوس: أي مجنون، قال ؛ يَتْبَعْنَ مِثلَ العُمَّجِ المَنْسوسِ *** أهْوَجَ يمشي مِشيَةَ المَألوسِ ؛ يقال: إنَّ به لأَلسًا وأُلاَسًا: أي جنونًا. وقال ابن فارس: يقال هو الذي يَظُنُّ الظَنَّ ولا يكون كذلك. ؛ وقال ابن عُباد: المَأْلوس من الألبانِ: الذي لا يخرُج زبده ويَمَرُّ طعمه ولا يشرب من مرارته. ؛ وما ذقتُ ألوسًا: أي شيئًا. ؛ والإلسُ: الأصلُ السَّوء. ؛ وإلياسُ: النبي -صلوات الله عليه-، وهو اسم أعجمي لا ينصرف للعجمة والتعريف، قال الله تعالى: {وإنَّ إلْيَاسَ لَمِنَ المُرْسَلِيْنَ}، وأَلياس -بفتح الهمزة فيه- لُغة، ومنه قراءة الأعرج ونُبَيح وأبي واقد والجراح: {وإنَّ ألْياسَ}. ؛ وأُلَّيْسُ -مثال قُبَّيْطٍ-: من قرى الأنبار، قال أبو مِحجَن ؛ “وقرَّبتُ روّاحًا وكورًا ونُمرُقًا *** وغودِرَ في أُلَّيْسَ بَكْرُ ووائلُ ؛ وضرَبَهُ فما تألَّسَ: أي ما توجَّعَ. ؛ والتألُّسْ: أن يكون يريد أن يعطي وهو يمنع، قال: وصَرَمتَ حبلك بالتألُّسِ وفلان لا يُدالِس ولا يُؤالِس: أي لا يخادع ولا يخون. ؛ امبربرس ؛ الأمْبَرْباريْسْ -ويقال الأنْبَرْباريْسْ بالنون-: الزَّرِشْك، وهو بالرومية، وبعضهم يقول: الْبَرْباريْسْ، الاّ أنهم تصرفوا فيه بإدخال اللام عليه مفردًا ومضافًا إليه؛ وأبدلوا من نونه ميمًا، كما قالوا شَمْبَاءُِ في شَنْبَاءُِ. وقالوا: حَبُّ الأمْبَرْباريْس، وهو بالنون أصحُّ.
المعجم: العباب الزاخر ميم
المعنى: ميم ( {مَيْمَةُ) ، بِالفَتْحِ اَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ هُنَا وذَكَرَ} المِيمَ فِي تَرْكِيبِ المُومِ، وتَبِعَه صَاحِبُ اللِّسَانِ وغَيرُه من الأَئِمَّةِ. وَقَالَ يَاقُوتُ:! مَيْمَةُ: (نَاحِيَةٌ بِأَصْبَهَانَ) تَشْتَمِلُ عَلَى عِدَّة قُرًى، يُنْسَبُ إِلَيْهَا أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ المِيمِيُّ، حَدَّثَ بِبَغْدَادَ عَن أَبِي عَلِيٍّ الحَدَّادِ، فَسَمِعَ مِنه أَبُو بَكْرٍ الحَازِمِيُّ وغَيرُه، وأَبُو الفُتُوحِ مَسْعُودُ بنُ مُحَمَّدِ ابنِ عَلِيٍّ {المِيمِيُّ، سَمِعَ المُعْجَمَ الكَبِيرَ على فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبدِ اللهِ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ زَيْدٍ. (} والمِيمُ) ، بالكَسْرِ، وإِنَّمَا أَطْلَقَهُ لِلشُّهْرَةِ (مِنْ حُرُوفِ المُعْجَمِ) ، أَورَدَه الجَوْهَرِيُّ فِي " م وم "، وَهُوَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ يَكُونُ أَصْلاً وبَدَلاً، وكَانَ الخَلِيلُ يُسَمِّيهَا مُطْبَقَةً؛ لأَنَّكَ إِذَا تَكَلَّمتَ بهَا أَطْبَقْتَ، وَهُوَ من الحُرُوفِ الصِّحَاحِ السِّتَّةِ المُذْلَقَةِ، هِيَ الَّتِي فِي حَيِّزَيْنِ: حَيِّزِ الفَاءِ وحَيِّزِ اللاَّمِ، وزَعَم الخَلِيلُ أَنَّه رَأَى يَمَانِيًا سُئِلَ عَنْ هِجَائِه فَقَالَ: بَابَا مِمْ مِمْ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأَصحَابُ الحِكَايَةِ عَلَى اللَّفْظِ، وَلَكِن الّذِينَ مَدُّوا أَحْسَنُوا الحِكَايَةَ بِالمَدَّةِ، {والمِيمَانِ هُمَا بِمَنْزِلة النُّونَيْنِ من الجَلَمَيْن قَالَ الراجِزُ: (تَخَالُ منْهُ الأَرْسُمَ الرَّوَاسِمَا ... ) (كَافًا} ومِيمَيْنِ وسِينًا طَاسِمَا ... ) وأَنشَدَنا بَعْضُ الشُّيُوخِ لُغْزًا فِي اسْمِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم: (خُذْ {المِيمَيْنِ مِنْ} مِيمٍ ... وَلَا تَنْقُطْ على أَمْرِي) (وامْزجْهُم يَكُنْ اسْمًا ... لِمَنْ كَانَ بِهِ فَخْرِي) وَفِي البَصَائِرِ لِلمُصَنَّف:! المِيمُ: من حُرُوفِ الهِجَاءِ يَظْهَرُ من انْطِبَاقِ الشَّفَتَيْن قُرْبَ مَخْرَجِ البَاءِ، والنِّسْبَةُ مِيمِيُّ: والمِيمُ عِبَارَةٌ عَن عَدَدِ الأَرْبَعِينَ فِي حِسَابِ الجُمَّلِ، والمِيمُ الأَصلِيُّ كَمَا فِي مِلْح ومَحْل وحَمَلَ وحَلم. والمِيمُ الزَّائِدَةُ، مِنها مَا تَكُون فِي أَوَّلِ الكَلِمَةِ: كَمَضْرِبٍ، أَو وَسَطِها: كلَبَنٍ قُمَارِصٍ، ودِرْعٌ دُلاَمِصٌ، أَو آخِرِها: كزُرْقُمٍ وسُتْهُمٍ وشَذْقَمٍ، والمُبْدَلة من الْبَاء: كبَنَات بَخْرٍ ومَخْرٍ، وَمن الْوَاو نَحْو: فَمٌ فإنَّ أَصلَه فَوَهٌ بِدَلِيلِ أَنَّ الجَمْعَ: أَفْوَاهٌ، وَمن النُّون: كالسَّامِ فِي السَّانِ، وَمن لاَمِ التَّعْرِيفِ كالحَدِيثِ: " لَيْسَ مِنَ امْبَرِّ امْصِيامُ فِي امْسَفَرِ "، قُلتُ: وَهِي لُغَة يَمَانِيَةٌ، وَمن المُبْدَلَةِ بِالنُّونِ أَيْضا نَحْو: عَمْبِرٍ وشَمْبَاءَ فِي عَنْبَرٍ وشَنْبَاءَ. وقَولُ ذِي الرُّمَّةِ: (كَأَنَّها عَيْنَهَا مِنْهَا وَقَد ضَمَرَتْ ... وَضمَّهَا السَّيْرُ فِي بَعْضِ الأَضَامِيمُ) قِيلَ لَهُ: من أَينَ عَرَفْتَ المِيمَ؟ قَالَ: وَالله مَا أَعْرِفُها، إِلاَّ أَنِّي خَرَجْتُ إِلَى البَادِيَة، فَكَتَبَ رَجلٌ حَرْفًا فَسَأَلْتُه عَنهُ، فَقَالَ: هَذَا {المِيمُ، فَشَبَّهْتُ بِهِ عَيْنَ النَّاقَةِ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: } مَيَّمَ {مِيمًا حَسَنًا وحَسَنَةً، إِذَا كَتَبَهَا، وكَذَلِك مَوَّمَها؛ وَلذَا قِيلَ: إِنَّ الصَّوَابَ أَنْ يُذْكَرَ فِي " م وم " كَمَا نَقَلَه الجَوْهَرِيّ؛ نَظَرًا إِلَى هَذَا، وجَمْعُه على التَّذْكِيرِ:} أَمْيامٌ، وعَلى التَّأْنِيثِ: {مِيمَاتٌ،} ومِيَمٌ. والمِيمُ: الخَمْرُ، قَالَ الشَّاعِرُ: (إِنِّي امْرُؤٌ فِي سِعَةٍ أَوْ مَحْلِ ... ) (امْتَزِجُ المِيمُ بِمَاءٍ ضَحْلِ ... ) [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: مَيْدُومُ: قَريَةٌ بِمِصْرَ من أَعْمال البَهْنَسَاوِيَّة، وَقد دَخَلْتُها، وَمِنْهَا مُسْنَدُ مِصرَ أَبُو الفَتْح محمدُ بنُ مُحمدِ ابنِ إبراهيمَ بنِ أَبِي القَاسِمِ بنِ غابٍ البَكْرِيُّ المَيْدُومِيُّ، وُلِدَ سَنَةَ سِتِّمَائة وأربعٍ وسِتِّين، وسَمِع من النَّجِيب الحَرَّانِيِّ وَابْن علاق، وأَكْثَرَ عَنهُ العِرَاقِيُّ أَيْضا جِدَّا، وتُوفِّيَ سنةَ سبَعْمِائةٍ وأَربعٍ وخَمْسِينَ.
المعجم: تاج العروس موم
المعنى: المَوْماةُ: المَفازةُ الواسعة المَلْساء، وقيل: هي الفلاة التي لا ماءَ ولا أَنِيسَ بها، قال: وهي جماع أَسماء الفَلَوات؛ يقال: عَلَوْنا مَوْماةً، وأرضٌ مَوْماةٌ؛ قال سيويه: هي...ولا يجعلها بمنزلة تَمَسْكَن لأن ما جاء هكذا والأول من نفس الحرف هو الكلام الكثير، يعني نحو الشَّوْشاةِ والدَّوْداةِ، والجمع مَوامٍ، وحكاها ابن جني مَيامٍ؛ قال ابن سيده: والذي عندي في ذلك أنها مُعاقَبة لغير علّة إلا طلبَ الخفَّة. التهذيب: والمَوامِي الجماعةُ، والمَوامِي مثلُ السَّباسِب، وقال أبو خَيْرة: هي المَوْماءُ والمَوْماةُ، وبعضهم يقول: الهَوْمةُ والهَوْماةُ، وهو اسم يقع على جميع الفَلَواتِ. وقال المبرد: يقال لها المَوْماةُ والبَوْباةُ، بالباء والميم. والمُومُ: الحُمَّى مع البِرْسامِ، وقيل: المُومُ البِرْسامُ؛ يقال منه: مِيمَ الرجلُ، فهو مَمُومٌ. ورجل مَمُومٌ وقد مِيمَ يُمامُ مُوماً ومَوْماً، من المُومِ، ولا يكون يَمُومُ لأنه مفعولٌ به مثل يُرْسِمَ؛ قال ذو الرمة يصف صائداً: إذا تَـوَجَّسَ رِكْـزاً مـنْ سـَنابِكِها، أَو كـانَ صاحِبَ أَرضٍ، أَو به المُومُ فالأَرض: الزُّكامُ، والمُومُ: البِرْسامُ، والمُومُ: الجُدَرِيُّ الكثيرُ المُتراكِبُ. وقال الليث: قيل المُومُ أشدُّ الجُدَرِيّ يكون صاحبَ أرضٍ أو به المُومُ، ومعناه أن الصيّاد يُذْهِبُ نَفَسَه إلى السماء ويَفْغَر إليها أبداً لئلا يَجِد الوحشُ نفسَه فَينْفُرَ، وشُبِّهِ بالمُبَرْسَم أو المزكومِ لأن البِرْسامَ مُفْغِر، والزكام مُفْغِر. والمُومُ، بالفارسية: الجُدَرِيّ الذي يكون كله قُرْحة واحدة، وقيل هو بالعربية. ابن بري: المُومُ الحُمَّى؛ قال مُلَيح الهذلي: بهِ مِن هَواكِ اليومَ، قد تَعْلَمِينَه، جَـوىً مثلُ مُومِ الرِّبْع يَبرِي ويَلعَجُ وفي حديث العُرَنِيِّين: وقد وقع بالمدينة المُومُ؛ هو البِرْسامُ مع الحُمَّى، وقيل: هو بَثْرٌ أَصغَرُ من الجُدَرِيّ. والمُومُ: الشَّمَعُ، معرَّب، واحدته مُومة؛ عن ثعلب، قال الأَزهري؛ وأَصله فارسي. وفي صفة الجنة: وأَنهار من عَسَلٍ مُصَفَّى من مُومِ العسَلِ؛ المُومُ: الشَّمَعُ، معرّب.والمِيمُ: حرفُ هجاءٍ، وهو حرف مجهور يكون أصلاً وبدلاً وزائداً؛ وقول ذي الرمة: كأَنَّهـا عَيْنَهـا منهـا، وقد ضَمَرَتْ وضـَمَّها السَّيْر في بعضِ الأَضا، مِيمُ قيل له: من أَين عرفت المِيمَ؟ قال: والله ما أَعرفها إلاّ أَني خرجت إلى البادية فكتب رجلٌ حرفاً، فسأَلتُه عنه فقال هذا المِيمُ، فشبَّهتُ به عينَ الناقة. وقد مَوَّمَها: عَمِلَها. قال الخليل: الميمُ حرف هجاءٍ من حروف المعجم لو قصرت في اضطرار الشعر جاز؛ قال الراجز: تخــال منــه الأَرْسـُمَ الرَّواسـِما كافــاً ومِيمَيْــنِ وسـِيناً طاسـِما وزعم الخليل أَنه رأَى يمانيّاً سئل عن هجائه فقال: بابا مِمْ مِمْ، قال: وأَصاب الحكاية على اللفظ، ولكن الذين مدُّوا أَحسنوا الحكاية بالمَدَّة، قال: والمِيمانِ هما بمنزلة النُّونَيْنِ من الجَلَمَيْنِ. قال: وكان الخليل يُسَمِّي المِيمَ مُطْبَقة لأَنك إذا تكلَّمت بها أَطْبَقْت، قال: والميم من الحروفِ الصِّحاحِ الستَّةِ المُذْلَقة هي التي في حَيِّزَيْنِ: حَيِّز الفاء، والآخر حيِّز اللام، وجعلها في التأْليف الحرفَ الثالث للفاء والباء، وهي آخر الحروف من الحيِّز الأَول، قال: وهذا الحيِّز شفويٌّ. النهاية لابن الأَثير: وفي كتابه لوائل بن حُجْر: مَنْ زنى مِمْ بِكْرٍ ومَنْ زَنى مِمْ ثَيِّب أَي مِنْ بِكْرٍ ومِنْ ثَيِّب، فقلب النون مِيماً، أَما مع بِكْر ملأَنَّ النون إذا سكنت قبل الباء فإِنها تقلب ميماً في النطق نحو عَنْبر وشَنْباء، وأَما مع غير الباء فإِنها لغة يمانية، كما يبدلون الميم من لام التعريف.ومَامةُ: اسم؛ ومنه كعب بن مامة الإِيادِيّ؛ قال: أَرضٌ تخيَّرَهـــا لِطِيــبِ مَقيلِهــا كعـبُ بـنُ مامـةَ، وابـنُ أُمِّ دُوادِ قال ابن سيده: قضينا على أَلف مامةَ أَنها واو لكونها عَيْناً، وحكى أَبو علي في التذكرة عن أَبي العباس: مامة من قولهم أَمْرٌ مُوَامٌ؛ كذا حكاه بالتخفيف، قال: وهو عنده فُعَال، قال: فإِذا صحّت هذه الحكاية لم يُحْتَجْ إِلى الاستدلال على مادة الكلمة. ومامةُ: اسم أُمّ عمرو بن مامةَ.
المعجم: لسان العرب هلب
المعنى: الهُلْبُ الشَّعَرُ كُلُّه؛ وقيل: هو في الذَّنَبِ وحْدَه؛ وقيل: هو ما غَلُظَ من الشعَر؛ زاد الأَزهري: كشَعَرِ ذَنَبِ الناقةِ. الجوهري: الهُلْبةُ شَعَرُ الخِنْزيرِ الذي يُخْرَزُ به، والجمع الهُلْبُ.والأَهْلَبُ: الفَرَسُ الكثيرُ الهُلْبِ. ورجل أَهْلَبُ: غليظُ الشَّعَر.وفي التهذيب: رجل أَهْلَبُ إذا كان شَعَرُ أَخْدَعَيْهِ وجَسَدِه غِلاظاً.والأَهْلَبُ: الكثيرُ شَعَر الرأْس والجسدِ.والهُلْبُ: أَيضاً: الشَّعَر النابتُ على أَجْفانِ العَيْنَيْن.والهُلْبُ: الشَّعَر تَنْتِفُه من الذَّنَب، واحدَتُه هُلْبة. والهُلَبُ: الأَذْنابُ والأَعْرافُ المَنْتُوفةُ. وهَلَبَ الفَرَسَ هَلْباً، وهَلَّبَه: نَتَفَ هُلْبَه، فهو مَهْلُوبٌ ومُهَلَّبٌ. والمُهَلَّبُ: اسمٌ، وهو منه؛ ومنه سُمِّي المُهَلَّبُ بنُ أَبي صُفْرَة أَبو المَهالِبة.فمُهَلَّبٌ على حارثٍ وعباسٍ، والمُهَلَّبُ على الحَارث والعَبَّاس.وانْهَلَبَ الشَّعرُ، وتَهَلَّبَ: تَنَتَّفَ. وفرسٌ مَهْلُوبٌ: مُسْتَأْصَلُ شعر الذَّنَبِ، قد هُلِبَ ذَنَبُه أَي اسْتُؤْصِلَ جَزّاً.وذَنَبٌ أَهْلَبُ أَي مُنْقَطِعٌ؛ وأَنشد: وإِنَّهُـــمُ قــدْ دَعَــوْا دَعْــوَةً ســــَيَتْبَعُها ذَنَــــبٌ أَهْلَـــبُ أَي مُنْقَطِعٌ عنكم، كقوله: الدُّنْيا وَلَّت حَذَّاءً أَي مُنْقَطِعَةً. والأَهْلَبُ: الذي لا شَعَر عليه. وفي الحديث: انَّ صاحبَ رايةِ الدَّجَّالِ، في عَجْبِ ذَنَبه مثلُ أَلْيةِ البَرَقِ، وفيها هَلَباتٌ كهَلَبات الفَرَس أَي شَعَراتٌ، أَو خُصَلاتٌ من الشَّعر. وفي حديث مُعاوية: أَفْلَت وانْحَصَّ الذَّنَب، فقال: كَلاَّ إِنه لَبِهُلْبه؛ وفرس أَهْلَبُ ودابة هَلْباءُ. ومنه حديث تَميم الدَّاريِّ: فلَقِيَهم دابةٌ أَهْلَبُ؛ ذَكَّرَ الصفةَ، لأَنَّ الدابة تَقَعُ على الذكر والأُنثى. وفي حديث ابن عمرو: الدابةُ الهَلْباءُ التي كَلَّمت تمِيماً هي دابةُ الأَرضِ التي تُكَلِّمُ الناسَ، يعني بها الجَسَّاسةَ. وفي حديث المُغِيرة: ورَقَبَةٌ هَلْباءُ أَي كثيرةُ الشَّعر. وفي حديث أَنسٍ: لا تَهْلُبُوا أَذْنابَ الخَيل أَي لا تَسْتَأْصِلُوها بالجَزِّ والقَطْع. والهَلَبُ: كثرةُ الشَّعَر؛ رجلٌ أَهْلَبُ وامرأَةٌ هَلْباءُ. والهَلْباءُ: الاسْتُ، اسم غالبٌ، وأَصلُه الصفةُ. ورجلٌ أَهْلَبُ العَضْرَطِ: في اسْتِه شَعَرٌ، يُذْهَبُ بذلك إِلى اكتِهالِهِ وتَجْرِبَتِه؛ حكاه ابنُ الأَعرابي، وأَنشد: مَهْلاً، بَنـي رُومانَ، بعضَ وَعِيدِكُمْ وإِيَّـاكُمُ والهُلْـبَ مِنَّا عَضارِطا، ورجل هَلِبٌ: نابتُ الهُلْبِ.وفي الحديث: لأَنْ يَمْتَلِئَ ما بَينَ عانَتي وهُلْبَتي؛ الهُلْبة: ما فوقَ العانةِ إِلى قريب من السُّرَّة.والهَلِبُ: رجلٌ كان أَقْرَع، فمَسَح سيدُنا رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، يدَه على رأْسه فنَبَت شَعَرُه. وهُلْبَةُ الشِّتاءِ: شُدَّتُه.وأَصابَتْهم هُلْبةُ الزمان: مثلُ الكُلْبة، عن أَبي حنيفة. وَوَقَعْنا في هُلْبةٍ هَلْباءَ أَي في داهيةٍ دَهْياءَ، مثل هُلْبة الشِّتاءِ.وعامٌ أَهْلَبُ أَي خَصِيبٌ، مثلُ أَزَبَّ، وهو على التشبيه. والهَلاَّبةُ: الريح البارِدَةُ مع قَطْرٍ. ابن سيده: والهَلاَّبُ رِيحٌ باردة مع مَطَرٍ، وهو أَحدُ ما جاءَ من الأَسماءِ على فَعَّالٍ كالجَبَّانِ والقَذَّافِ؛ قال أَبو زُبَيْدٍ هَيْفـاءُ مُقْبِلـةً، عَجْـزاءُ مُدْبرَةً مَحْطُوطَـةٌ، جُدِلَتْ، شَنْباءُ أَنْيابا تَرْنُـو بعَيْنَيْ غَزالٍ، تَحْتَ سِدْرَتِه أَحَسَّ، يوماً، من المَشْتَاتِ، هَلاَّبا هَلاَّبا: ههنا بدلٌ من يوم. قال ابن بري: أَتى سيبويه بهذا البيت شاهداً على نصب قوله أَنيابا، على التشبيه بالمفعول به، أَو على التمييز.ومقبلة نصب على الحال، وكذلك مدبرة، أَي هي هيفاء في حال إِقبالها، عجزاء في حال إِدبارها، والهَيَفُ: ضُمْرُ البَطْن. والمَحْطوطة: المَصْقُولة؛ يريد أَنها بَرَّاقةُ الجِسْمِ. والمِحَطُّ: خشبة يُصْقَلُ بها الجُلُود. والمَجْدُولةُ: التي ليست برَهْلة مُسْتَرْخيةِ اللحم. والشَّنَبُ: بَرْدٌ في الأَسْنان، وعُذُوبةٌ في الريق.والهَلاَّبةُ: الريح الباردةُ.وهَلَبَتْهم السماءُ تَهْلُبُهم هَلْباً: بَلَّتْهم. وفي حديث خالد ما من عملي شيءٌ أَرْجى عِنْدي بعد لا إِله إِلاَّ اللّه، من ليلةٍ بِتُّها، وأَنا مُتَتَرِّسٌ بتُرْسِي، والسماءُ تَهْلُبني أَي تَبُلُّني وتُمْطِرُني. وقد هَلَبَتْنا السماءُ إذا مَطَرَتْ بجَودٍ. التهذيب: يقال هَلَبَتْنا السماءُ إذا بَلَّتْهم بشيءٍ من نَدىً، أَو نحو ذلك.ابن الأَعرابي: الهَلُوبُ الصِّفَةُ المحمودةُ، أُخِذَتْ من اليوم الهَلاَّبِ إذا كان مَطَرُه سَهْلاً لَيِّناً دائِماً غَيرَ مُؤْذٍ؛ والصِّفةُ المَذْمُومة أُخِذَتْ من اليوم الهَلاَّبِ إذا كان مَطَرُه ذا رَعْدٍ، وبَرْقٍ، وأَهوالٍ، وهَدْم للمنازل.ويومٌ هَلاَّبٌ، وعامٌ هَلاَّبٌ: كثير المَطَر والريح. الأَزهري في ترجمة حلب: يوم حَلاَّبٌ، ويوم هَلاَّبٌ، ويوم هَمَّامٌ، وصَفْوانُ، ومِلْحانُ، وشِيبانُ؛ فأَمَّا الهَلاَّبُ: فاليابِسُ بَرْداً، وأَما الحَلاَّبُ: ففيه نَدىً، وأَما الهَمَّام: فالذي قد هَمً بالبَرْد.قال: والهَلْبُ تَتابُع القَطْر؛ قال رؤبة: والمُــذْرِياتُ بالـدَّوَارِي حَصـْبا بهـــا جُلالاَ، ودُقاقــاً هَلْبــا وهو التَّتابُعُ والمَرُّ.الأُمَوِيُّ: أَتَيْتُه في هُلْبة الشِّتاءِ أَي في شِدَّة بَرْدِه.أَبو يَزيدَ الغَنَوِيُّ: في الكانونِ الأَول الصِّنُّ والصِّنَّبْرُ والمَرْقِيُّ في القَبْر، وفي الكانون الثاني هَلاَّبٌ ومُهَلَّبٌ وهَلِيبٌ يَكُنَّ في هُلْبةِ الشَّهْر أَي في آخره. ومن أَيام الشتاءِ: هالِبُ الشَّعَر ومُدَحْرِجُ البَعَرِ. قال غيره: يقال هُلْبةُ الشتاءِ وهُلُبَّتُه، بمعنى واحد. ابن سيده: له أُهْلُوبٌ أَي الْتِهابٌ في الشَّدِّ وغيره، مقلوبٌ عن أُلْهُوبٍ أَو لغةٌ فيه.وامرأَةٌ هَلُوبٌ: تَتَقَرَّبُ من زَوجِها وتُحِبُّه، وتُقْصِي غيرَه وتَتَباعَدُ عنه؛ وقيل: تَتقرَّبُ مِن خِلِّها وتُحِبُّه، وتُقْصِي زَوجَها، ضِدُّ. وفي حديث عمر، رضي اللّه تعالى عنه: رَحِمَ اللّه الهَلوبَ؛ يَعني الأُولى، ولَعَنَ اللّهُ الهَلُوبَ؛ يَعْني الأُخرى؛ وذلك من هَلَبْتُه بلساني إذا نِلْتَ منه نَيْلاً شديداً، لأَن المرأَة تَنالُ إِما من زوجها وإِما من خِدْنِها، فتَرَحَّمَ على الأُولى ولَعَنَ الثانيةَ. ابن شميل: يقال إِنه ليَهْلِبُ الناسَ بلِسانه إذا كان يَهْجُوهم ويَشْتُمهم. يقال: هو هَلاَّبٌ أَي هَجَّاءٌ، وهو مُهَلَّبٌ أَي مَهْجُوٌّ. وقال خليفة الحُصَيْنِيُّ: يقال رَكِبَ كلٌّ منهم أُهْلُوباً من الثَّناءِ أَي فَنّاً، وهي الأَهالِيبُ؛ وقال أَبو عبيدة: هي الأَسالِيبُ، واحدها أُسْلُوبٌ.أَبو عبيد: الهُلاَّبةُ غُسالة السَّلى، وهي في الحُوَلاءِ، والحُوَلاءُ رأْسُ السَّلى، وهي غِرْسٌ، كقَدْرِ القَارورةِ، تَراها خَضْراء بَعْدَ الوَلدِ، تُسَمَّى هُلابَةَ السِّقْيِ.ويقال: أَهْلَبَ في عَدْوِه إِهْلاباً، وأَلْهَبَ إِلهاباً، وعَدْوُه ذو أَهالِيبَ. وفي نوادر الأَعراب: اهْتَلَبَ السيفَ من غِمْده وأَعْتَقَه وامْتَرقَه واخْتَرَطَه إذا اسْتَلَّه.وأُهْلُوبٌ: فرسُ ربيعة بن عمرو.
المعجم: لسان العرب هلب
المعنى: هلب : (الهُلْبُ، بالضَّمِّ: الشَّعَرُ كُلُّه، أَو مَا غَلُظَ مِنْهُ) ، أَي: من الشَّعَر مُطلقًا، ومثلَهُ قَالَ الجوهَريّ. وجَزَم السُّهَيْليُّ فِي الرَّوْض بأَنّه الخَشِنُ من الشَّعَر، وَزَاد الأَزْهريّ: كشعَرِ ذَنَبِ النّاقة، (أَوْ شَعَرُ الذَّنَبِ) وحْدَهُ، (أَو شَعَرُ الخِنْزِيرِ الّذِي يُخْرَزُ بِهِ) ، واحدتُهُ هُلْبَةٌ. (وبالتَّحْرِيكِ: كَثْرَةُ الشَّعَرِ، وَهُوَ أَهْلَبُ) . والأَهْلَبُ: الفَرَسُ الكَثِيرُ الهُلْبِ. ورجلٌ أَهْلَبُ: غَلِيظُ الشَّعَرِ. وَفِي التَّهذيب: رجلٌ أَهْلَبُ: إِذا كانَ شَعَرُ أَخْدَعَيْهِ وجَسَدِه غِلاظاً. والأَهْلَبُ الكثيرُ شَعَرِ الرّأْسِ والجَسَدِ. والهُلْبُ أَيضاً: الشَّعَرُ النّابتُ على أَجْفانِ العَين. والهُلْبُ: الشَّعَرُ تَنْتِفُهُ من الذَّنَب، واحدتُه هُلْبةٌ. والهُلَبُ: الأَذنابُ، والأَعْرَافُ المنتوفَة. (وهَلَبَهُ) ، أَي: الفَرَس، هَلْباً: (نَتَف هُلْبَهُ، كهَلَّبهُ) تَهليباً، (فَتَهلَّبَ وانْهَلَبَ) ، فَهُوَ مَهلوبٌ ومُهَلَّبٌ. وفَرَسٌ مَهْلُوبٌ: مَجزوزُ الهُلْبِ، كَمَا فِي الأَساس. وَفِي اللِّسان: أَي مُسْتَأْصَلُ شَعَرِ الذَّنَبِ. وَفِي حَدِيث أَنَسٍ: (لَا تَهْلُبُوا أَذْنابَ الخَيْلِ) ، أَي: لَا تَسْتَأْصِلُوها بالجَزِّ والقَطْعِ. (و) هَلَبَت (السَّماءُ القَوْمَ) : إِذا (بَلَّتْهُمْ بالنَّدَى) ، أَو نحوِ ذَلِك، (أَو مَطَرَتْهُم مَطَراً مُتَتابِعاً) ، وَبِهِمَا فُسِّرَ مَا جاءَ فِي حديثِ خالدٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: (مَا مِن عَمَلي شيْءٌ أَرْجَى عِنْدِي، بعدَ لَا إِله إِلاّ اللَّهُ، من لَيْلَة بِتُّهَا، وأَنا مُتَتَرِّسٌ بتُرْسِي، والسَّماءُ تَهْلُبُني) ، أَي: تَبُلُّني وتُمْطِرُني. وَقد هَلَبَتْنَا السَّماءُ: إِذا أَمْطَرَت بجَوْدٍ. وَفِي التَّهْذِيب: يُقَال: أَهْلَبَتْنا السَّماءُ، إِذا بَلَّتْهم بشَيْءٍ من نَدًى، أَو نحوِ ذَلِك. والهَلْبُ: تَتابعُ القَطْرِ، قَالَ رُؤْبَةُ: والمُذْرِياتُ بالذَّوارِي حَصْبَا بهَا جُلالاً ودُقاقاً هَلْبَا وَهُوَ التَّتابُعُ والمَرُّ (و) مِنْهُ يُقالُ هَلَبَ (الفَرَسُ) إِذا (تابَعَ الجَرْيَ، كأَهْلَبَ) فيهمَا. ويُقَال: أَهْلَبَ فِي عَدْوِه إِهْلاباً، وأَلْهَبَ إِلْهاباً، وعَدْوُهُ ذُو أَهالِيبَ. (والهَلُوبُ: المُتَقَرِّبَةُ من زَوْجِهَا) ، والمُحِبَّةُ لَهُ، المُقْصِيَةُ غيرَهُ، المتباعدةُ عَنهُ. (و) الهَلُوبُ، أَيضاً: (المُتَجَنِّبَةُ مِنْهُ) ، أَي: من زَوجهَا، والمُتَقَرِّبة من خِلِّها، والمُقْصِيَةُ زَوْجَها (ضِدٌّ) . وَفِي حَدِيث عُمَرَ، رَضِي اللَّهُ عَنهُ: (رَحِمَ اللَّهُ الهَلُوبَ) بالمَعْنَى الأَوّل، (ولَعَنَ اللَّهُ الهَلُوبَ) بِالْمَعْنَى الثّاني، وذالك من هَلَبْتُهُ بلِسَاني: إِذا نِلْتَ مِنْهُ نَيْلاً شَدِيدا؛ لاِءَنّ المَرْأَةَ تَنَالُ إِمّا من زَوجهَا، وإِمّا من خدْنهَا. فتَرحَّمَ على الأُولى، ولعنَ الثّانيةَ. وَعَن ابْن الأَعرابيّ: الهَلُوبُ، الصِّفَةُ المحمودة، أُخِذَت من الْيَوْم الهَلاّبِ: إِذا كَانَ مَطَرُهُ سَهْلاً لَيِّناً، دَائِما، غيرَ مُؤْذٍ. والصِّفَةُ المذمومةُ، أُخِذَت من الْيَوْم الهَلاّب: إِذا كَانَ مَطَرُهُ ذَا رَعْدٍ وبَرْق وأَهْوال وهَدْمٍ للمنازل. (وأُهْلُوبٌ، كأُسْلُوب: فَرَسُ دُهْرِ) بالضَّمّ، (بْنِ عَمْرٍ و، أَو فَرَسُ رَبِيعَةَ بنِ عَمْرٍ و) ، وَفِي التّكْملة: فَرَس دَهْرِ ابْن عَمْرِو بنِ رَبيعةَ الكِلاَبيّ. وَفِي المُحْكَم: لَهُ أُهْلُوبٌ، أَي: الْتهابٌ فِي العَدْوِ وغيرِه، مقلوبٌ عَن أُلْهُوبٍ، أَو لُغَةٌ فِيهِ. (و) قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: (الهَلاّبُ، كَشَدَّادٍ: الرِّيحُ الباردَةُ مَعَ مَطَرٍ) ، وَهُوَ أَحدُ مَا جاءَ من الأَسماءِ على فَعّالٍ، كالحَبّاب والقَذّافِ، قَالَ أَبو زُبَيْدٍ: هَيْفَاءُ مُقْبِلَةً عَجْزَاءُ مُدْبِرَةً مَحْطُوطَةٌ جُدِلَتْ شَنْبَاءُ أَنْيَايَا تَرْنُو بعَيْنَيْ غَزَالٍ تحتَ سِدْرِتِهِ أَحَسَّ يَوْماً من المَشتَاةِ هَلاّبا هَلاّباً، هُنا، بَدلٌ من يَوْم، وأَنْيَابا: منصوبٌ على التَّشْبيه بالمفعول بِهِ، أَو على التَّمييز، (كالهلاَّبةِ) ، وَهِي: الرِّيحُ البارِدَة مَعَ القَطْر. ويومٌ هَلاّبٌ: ذُو رِيحٍ ومَطَر، كَذَا فِي الصَّحاح. (و) الهَلاّبُ (من الأَعْوَامِ: الكَثِيرُ المَطَرِ، كالأَهْلَبِ) يُقَال: تَامٌ أَهْلَبُ، أَي: خَصِيب، مثلُ أَزَبّ، وَهُوَ على التَّشْبِيه، كَمَا فِي الصَّحاح. وَفِي التَّهْذِيب للأَزْهريّ، فِي تَرْجَمَة حلب: يومٌ حَلاّبٌ ويَوْمٌ هَلاَّبٌ، ويومٌ هَمّامٌ وصَفْوَانُ ومِلْحَانُ وشَيْبَانُ. فأَمَّا الهَلاّب: فاليابسُ بَرْداً. (وهُلْبَةُ الشِّتاءِ) بالضَّمِّ، (وهُلُبَّتُهُ) بتَشْديد الثّالث، بِمَعْنى واحدٍ، أَي: (شِدَّتُهُ) . قَالَ الأُمَوِيُّ: أَتَيْتُه فِي هُلْبةِ الشِّتَاءِ: أَي فِي شدَّةِ بَرْدِه، وأَصابَهم هُلْبَةُ الزَّمانِ، مثلُ الكُلْبَة، عَن أَبي حَنيفةَ. (و) من المَجَاز: (هَلَبَهُم بِلسانِه، يَهْلِبُهُم: هَجاهُمْ وشَتَمَهُمْ، كهَلَّبَهُمْ) تَهْلِيباً. قَالَ ابْنُ شُمَيْل: يُقَال: إِنَّهُ لَيَهْلِبُ النّاسَ بلِسانِه: إِذا كَانَ يَهجُوهم وَيَشْتُمُهم، يُقَال: هُوَ هَلاّبٌ، أَي: هَجّاءٌ، وَهُوَ مُهَلَّبٌ، أَي: مَهْجُوَ. والمُهَلَّبُ: اسمٌ، وَهُوَ مِنْهُ. (وَمِنْه) سُمِّيَ (المُهَلَّبُ) بنُ أَبي صُفْرَةَ الأَزْدِيّ العَتَكِيُّ الفارسُ (الشّاعِرُ) الأَميرُ (أَبو المَهَالِبَةِ) الأُمَراءِ والمُحَدِّثينَ: ومُهَلَّبٌ على حارِثٍ وعَبّاس، والمُهَلَّبُ على الحارِثِ والعَبّاسِ. (أَو) هُوَ مأْخوذ (من هَلَّبَهُ) ، أَي الفَرَسَ، تَهليباً: إِذا (نَتَفَ هُلْبَهُ) ، وَبِه قَالَ الجوهريُّ، وَابْن مَنْظُور. (و) عَن أَبي يَزِيدَ الغَنَوِيّ. فِي الكانُون الأَوّل: الصِّنُّ، والصِنَّبْرُ، والمَرْقِيُّ فِي القَبْرِ؛ و (فِي الكَانُونِ الثّاني: هَلاّبٌ ومُهلِّبٌ وهَلِيبٌ، كشَدَّاد ومُحَدِّثٍ وأَمِيرٍ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ الّتي عندنَا، وَهُوَ فِي نُسْخَة الطّبلاويّ، وَفِي أُخرى: هُلَيْبٌ، كزُبير، ومثلُهُ فِي التّكْمِلَة. وَسقط هاذا الضَّبطُ من نُسخة شَيخنَا، فَاعْترضَ على الْمُؤلف؛ وَهُوَ باردٌ مثل (أَيّام بارِدة جِدّاً، أَو هِيَ) ، أَي: تِلْكَ الأَيّام (فِي هُلْبَةِ الشِّتاءِ) ، بالضَّمّ، أَي: شِدّتِهِ. وَعبارَة اللِّسان: يَكُنَّ فِي هُلْبَة الشَّهْر، أَيْ فِي آخِرِه. (وهالِبُ الشَّعَرِ، ومُدَحْرِجُ البَعَرِ: من) جملَة (أَيّامِ الشِّتاءِ) . (والأَهْلَبُ: الذَّنَب المُنْقَطِعُ) ، يُقَال: هُلِبَ ذَنَبُه: إِذا استُؤْصِلَ جَذّاً. قَالَ المُسَيَّبُ بْنُ عَلَسٍ: وإِنَّهُمْ قَدْ دَعَوْا دَعْوَةً سَيَتْبَعُهَا ذَنَبٌ أَهْلَبُ أَي: مُنْقَطعٌ عَنْكُم، كَقَوْلِه: الدُّنْيا وَلَّتْ حَذّاءَ، أَي: منقطِعةً. (و) الأَهْلَبُ: (الّذي لَا شَعَرَ عَلَيْهِ) . (و) الأَهْلَبُ: (الكَثِيرُ الشَّعَرِ) أَي: شَعَر الرَّأْسِ والجسد وفَرسٌ أَهْلَبُ، ودابَّةٌ هَلْباءُ، وَمِنْه حديثُ تَمِيمٍ الدّاريّ: (فَلقِيَهُم دابَّةٌ أَهْلَبُ) ذكَّر الصّفة، لأَنَّ الدَّابَّة، يقَعُ على الذَّكَر والأُنْثَى، وَهِي الجَسَّاسَةُ، (ضِدٌّ) . (والهَلْبَاءُ: الشَّعْراءُ) ، أَي: الدّابَّةُ الكثيرَةُ الشَّعَر. (و) الهَلْبَاءُ: (الاسْتُ) ، اسْمٌ غالِبٌ وأَصْلُه الصِّفة. ورَجُلٌ أَهْلَبُ العَضْرَطِ: فِي اسْتِهِ شَعَرٌ، يُذْهَبُ بذالك إِلى اكْتهالِه وتَجرِبته، حَكَاهُ ابْنُ الأَعْرَابيّ. وَفِي مجمع الأَمْثَال للمَيْدانيّ، ومثلُه فِي المُسْتَقْصَى: أَنَّ امرأَة قَالَ لَهَا ابْنُها: مَا أَجِدُ أَحَداً إِلاّ غَلَبْتُهُ وقَهَرْتُهُ. فَقَالَت: أَيْ بُنَيَّ، إِيّاكَ وأَهْلَبَ العَضْرَطِ، قَالَ: فصَرَعَه رجلٌ مَرَّةً، فرأَى فِي اسْتِه شَعرةً. فَقَالَ: هاذا الّذِي كَانَت أُمِّي تِحَذِّرُنِي. يُضْرَبُ فِي التّحذيرِ لِلمُعْجَب بِنَفسِهِ. (و) من المَجاز: أَرْضٌ هَلْباءُ، أَي: مجزوزةٌ. والهَلْبَاءُ: (ع بَيْنَ مَكَّةَ واليَمَامةِ، لَهُ يَوْمٌ) ، قَالَه الحَفْصِيّ. قَالَ: وإِنّما سُمِّيَتِ الهَلْبَاءَ، لكَثْرَة نَبَاتِهَا، وأَنّها تُنْبتُ الحَلِيَّ والصِّلِّيَانَ، وَقَالَ الشَّاعر: سلِ القاعَ بالهَلْبَاءِ عَنّا وعَنْهُمُ وعَنْكَ وَمَا نَبَّاكَ مِثْلُ خَبِيرِ كَذَا فِي المُعْجَم. (و) يقالُ: وقعنا فِي (هُلْبَةٍ هَلْبَاءَ) بالضّمّ، أَي: (داهِيَةٍ دَهْيَاءَ) . (و) عَن أَبي عُبَيْدٍ: (الهُلاَبَةُ) ، بالضَّمّ: (غُسَالَةُ السَّلَى) ، وَهِي فِي الحِوَلاءِ. والحُوَلاءُ: رأَسُ السَّلَى، وَهِي غِرسٌ كقَدْرِ القَارُورةِ، ترَاهَا خضْراءَ بعدَ الوَلَدِ، تُسمَّى هُلابَةَ السِّقْيِ. (ولَيْلَةٌ هالِبَةٌ: مَطِيرةٌ) ، من: هَلَبَتْهُمُ السَّمَاءُ: إِذا بَلَّتْهُمْ، كَمَا تقدَّم. (والأَهالِيبُ: الفُنُونُ، واحدُها أُهْلُوبٌ) ، بالضَّمّ قَالَ خَليفةُ الحُصَيْنِيُّ يقالُ: رَكِبَ مِنْهُم أُهْلُوباً من الثَّناءِ، أَي: فَنّاً، وَهِي الأَهاليبُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: هِيَ الأَسالِيبُ، واحِدُها أُسْلُوبٌ. (و) رَجُلٌ هَلِبٌ: نابتُ الهُلْبِ. و (الهَلِبُ: لَقَبُ أَبِي قَبِيصَةَ يَزِيدَ بنِ قُنَافَةَ) كثُمامَة، ويقالُ: يَزِيدُ بن عَدِيّ بْنِ قُنَافَةَ (الطّائِيّ) . وسمّاه ابْنُ الكلبيّ: سَلامَة، (يَضُمُّه المُحَدِّثُون) فَيَقُولُونَ: الهُلْبُ، وشكر اللَّهُ سعيَهم، ونَضَّرَ وَجْهَهُم؛ لأَنّه من بَاب تَسْمِيَة العادِل بالعَدْلِ، مُبَالغَة، خُصُوصا وَقد ثَبت النّقْل، وهم العُمْدة، (والصَّوابُ) : الهَلِبُ، (كَكَتِف) . وَهُوَ ضبطُ ابْنِ ناصرٍ الدِّمَشْقِيِّ، والضَّمُّ عَن الجُمْهُور، كَمَا نَقله خاتمةُ الحُفّاظِ ابْنُ حَجرٍ العَسْقَلانيُّ، رحِمه الله تَعَالَى، وَسبب تلقيبه بِهِ لأَنّه (كانَ أَقْرَعَ، فمَسَحَهُ) أَي: على رأْسِه (النَّبِيُّ، صلَّى اللَّه) تَعَالَى (عَلَيْهِ وسلَّمَ، فنَبَت شَعَرُهُ) ، قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: كانَ أَقرعَ، فَصَارَ أَفْرَعَ، يَعنِي: كَانَ بِالْقَافِ، فَصَارَ بالفاءِ. وَفِي الحَدِيث: (إِنّ صاحِبَ راية الدَّجّالِ فِي عَجْبِ ذَنَبِهِ مثلُ أَلْيَة البَرَقِ، وفيهَا هَلَبَاتٌ كَهَلَباتِ الفَرَسِ) ، أَي: شعراتٌ، أَو خُصَلاتٌ من الشَّعَرِ. وَفِي حديثِ مُعاويةَ: (أَفْلَتَ وانْحَصَّ الذَّنَبُ، فَقَالَ: كَلاَّ، إِنّهُ لَبِهُلْبِهِ) . وَفِي حَدِيث الْمُغيرَة: (ورَقَبَةٌ هَلْبَاءُ) أَي كَثِيرَةُ الشَّعَر. والهُلْبَةُ: مَا فوقَ العَانَةِ إِلى قريبٍ من السُّرَّةِ، عَن ابْنِ شُمَيْل، وَمِنْه الحديثُ: (لأَنْ يَمتلىءَ مَا بينَ عانَتِي وهُلْبَتِي) . وَفِي نَوَادِر الأَعْرَاب: اهتلبَ السَّيْفَ من غِمْدِه وأَعتقَه وامْتَرَقَه واخْترطَه إِذا اسْتَلَّه.
المعجم: تاج العروس ظلم
المعنى: الظُّلْمُ: وَضْع الشيء في غير موضِعه. ومن أمثال العرب في الشَّبه: مَنْ أَشْبَهَ أَباه فما ظَلَم؛ قال الأصمعي: ما ظَلَم أي ما وضع الشَّبَه في غير مَوْضعه وفي المثل: من اسْترْعَى الذِّئْبَ فقد ظلمَ. وفي حديث ابن زِمْلٍ: لَزِموا الطَّرِيق فلم يَظْلِمُوه أي لم يَعْدِلوا عنه؛ يقال: أَخَذَ في طريقٍ فما ظَلَم يَمِيناً ولا شِمالاً؛ ومنه حديث أُمِّ سَلمَة: أن أبا بكرٍ وعُمَرَ ثَكَما الأَمْر فما ظَلَماه أي لم يَعْدِلا عنه؛ وأصل الظُّلم الجَوْرُ ومُجاوَزَة الحدِّ، ومنه حديث الوُضُوء: فمن زاد أو نَقَصَ فقد أساء وظَلَمَ أي أَساءَ الأدبَ بتَرْكِه السُّنَّةَ والتَّأَدُّبَ بأَدَبِ الشَّرْعِ، وظَلمَ نفْسه بما نَقَصَها من الثواب بتَرْدادِ المَرّات في الوُضوء. وفي التنزيل العزيز: الذين آمَنُوا ولم يَلْبِسُوا إيمانَهم بِظُلْمٍ؛ قال ابن عباس وجماعةُ أهل التفسير: لم يَخْلِطوا إيمانهم بِشِرْكٍ، ورُوِي ذلك عن حُذَيْفة وابنِ مَسْعود وسَلمانَ، وتأَوّلوا فيه قولَ الله عز وجل: إن الشِّرْك لَظُلْمٌ عَظِيم. والظُّلْم: المَيْلُ عن القَصد، والعرب تَقُول: الْزَمْ هذا الصَّوْبَ ولا تَظْلِمْ عنه أي لا تَجُرْ عنه. وقوله عزَّ وجل: إنَّ الشِّرْكَ لَظُلم عَظِيم؛ يعني أن الله تعالى هو المُحْيي المُمِيتُ الرزّاقُ المُنْعِم وَحْده لا شريك له، فإذا أُشْرِك به غيره فذلك أَعْظَمُ الظُّلْمِ، لأنه جَعل النعمةَ لغير ربِّها. يقال: ظَلَمَه يَظْلِمُهُ ظَلْماً وظُلْماً ومَظْلِمةً، فالظَّلْمُ مَصْدرٌ حقيقيٌّ، والظُّلمُ الاسمُ يقوم مَقام المصدر، وهو ظالمٌ وظَلوم؛ قال ضَيْغَمٌ الأَسدِيُّ: إذا هُـوَ لـمْ يَخَفْنـي فـي ابن عَمِّي، وإنْ لــم أَلْقَــهُ الرجُــلُ الظَّلُـومُ وقوله عز وجل: إن الله لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ؛ أرادَ لا يَظْلِمُهُم مِثْقالَ ذَرَّةٍ، وعَدَّاه إلى مفعولين لأنه في معنى يَسْلُبُهم، وقد يكون مِثْقالَ ذرّة في موضع المصدر أي ظُلْماً حقيراً كمِثْقال الذرّة؛ وقوله عز وجل: فَظَلَمُوا بها؛ أي بالآيات التي جاءَتهم، وعدّاه بالباء لأنه في معنى كَفَرُوا بها، والظُّلمُ الاسمُ، وظَلَمه حقَّه وتَظَلَّمه إياه؛ قال أبو زُبَيْد الطائيّ: وأُعْطِـيَ فَـوْقَ النِّصْفِ ذُو الحَقِّ مِنْهمُ، وأَظْلِــمُ بَعْضــاً أو جَمِيعـاً مُؤَرِّبـا وقال: تَظَلَّــمَ مَــالي هَكَـذَا ولَـوَى يَـدِي، لَـوَى يَـدَه اللـهُ الـذي هـو غالِبُهْ وتَظَلَّم منه: شَكا مِنْ ظُلْمِه. وتَظَلَّم الرجلُ: أحالَ الظُّلْمَ على نَفْسِه؛ حكاه ابن الأعرابي؛ وأنشد: كــانَتْ إذا غَضــِبَتْ عَلَــيَّ تَظَلَّمَتْـ، وإذا طَلَبْــتُ كَلامَهــا لــم تَقْبَــلِ قال ابن سيده: هذا قولُ ابن الأعرابي، قال: ولا أَدْري كيف ذلك، إنما التَّظَلُّمُ ههنا تَشَكِّي الظُّلْم منه، لأنها إذا غَضِبَت عليه لم يَجُزْ أن تَنْسُبَ الظُّلْمَ إلى ذاتِها. والمُتَظَلِّمُ: الذي يَشْكو رَجُلاً ظَلَمَهُ. والمُتَظَلِّمُ أيضاً: الظالِمُ؛ ومنه قول الشاعر: نَقِـــرُّ ونَــأْبَى نَخْــوَةَ المُتَظَلِّــمِ أي نَأْبَى كِبْرَ الظالم. وتَظَلَّمَني فلانٌ أي ظَلَمَني مالي؛ قال ابن بري: شاهده قول الجعدي: ومــا يَشـْعُرُ الرُّمْـحُ الأَصـَمُّ كُعـوبُه بثَــرْوَةِ رَهْــطِ الأَعْيَــطِ المُتَظَلِّــمِ قال: وقال رافِعُ بن هُرَيْم، وقيل هُرَيْمُ بنُ رافع، والأول أَصح: فهَلاَّ غَيْــــرَ عَمِّكُــــمُ ظَلَمْتُمْــــ، إذا مــــا كُنْتُــــمُ مُتَظَلِّمِينـــا أي ظالِمِينَ. ويقال: تَظَلَّمَ فُلانٌ إلى الحاكم مِنْ فُلانٍ فظَلَّمَه تَظْليماً أي أنْصَفَه مِنْ ظالِمه وأَعانَه عليه؛ ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشد عنه: إذا نَفَحـاتُ الجُـودِ أَفْنَيْـنَ مـالَه، تَظَلَّـــمَ حَتَّـــى يُخْــذَلَ المُتَظَلِّــمُ قال: أي أغارَ على الناس حتى يَكْثُرَ مالُه. قال أبو منصور: جَعَل التَّظلُّمَ ظُلْماً لأنه إذا أغارَ على الناس فقد ظَلَمَهم؛ قال: وأَنْشَدَنا لجابر الثعلبيّ: وعَمْــروُ بـنُ هَمَّـام صـَقَعْنا جَبِينَـه بِشــَنْعاءَ تَنْهَــى نَخْــوةَ المُتَظَلِّـمِ قال أبو منصور: يريد نَخْوةَ الظالم. والظَّلَمةُ: المانِعونَ أهْلَ الحُقوقِ حُقُوقَهم؛ يقال: ما ظَلَمَك عن كذا، أي ما مَنَعك، وقيل: الظَّلَمةُ في المُعامَلة. قال المُؤَرِّجُ: سمعت أَعرابيّاً يقول لصاحبه: أَظْلَمي وأَظْلَمُكَ فَعَلَ اللهُ به أَي الأَظْلَمُ مِنَّا. ويقال: ظَلَمْتُه فتَظَلَّمَ أي صبَر على الظُّلْم؛ قال كُثَيْر: مَسـائِلُ إنْ تُوجَـدْ لَـدَيْكَ تَجُـدْ بِهـا يَــدَاكَ، وإنْ تُظْلَــمْ بهــا تَتَظلَّـمِ واظَّلَمَ وانْظَلَم: احْتَملَ الظُّلْمَ. وظَلَّمه: أَنْبأَهُ أنه ظالمٌ أو نسبه إلى الظُّلْم؛ قال: أَمْســَتْ تُظَلِّمُنيــ، ولَســْتُ بِظـالمٍ، وتُنْبِهُنــي نَبْهــاً، ولَســْتُ بِنـائمِ والظُّلامةُ: ما تُظْلَمُهُ، وهي المَظْلِمَةُ. قال سيبويه: أما المَظْلِمةُ فهي اسم ما أُخِذَ منك. وأَردْتُ ظِلامَهُ ومُظالَمتَه أي ظُلمه؛ قال: ولَـــوْ أَنِّـــي أَمُــوتُ أَصــابَ ذُلاًّ، وســــَامَتْه عَشــــِيرتُه الظِّلامَـــا والظُّلامةُ والظَّلِيمةُ والمَظْلِمةُ: ما تَطْلُبه عند الظّالم، وهو اسْمُ ما أُخِذَ منك. التهذيب: الظُّلامةُ اسْمُ مَظْلِمتِك التي تَطْلُبها عند الظَّالم؛ يقال: أَخَذَها مِنه ظُلامةً. ويقال: ظُلِم فُلانٌ فاظَّلَم، معناه أنه احْتَمل الظُّلْمَ بطيبِ نَفْسِه وهو قادرٌ على الامتناع منه، وهو افتعال، وأَصله اظْتَلم فقِلبت التاءُ طاءً ثم أُدغِمَت الظاء فيها؛ وأَنشد ابن بري لمالك ابنَ حريم: مَتَـى تَجْمَـعِ القَلْـبَ الـذَّكيَّ وصارِماً وأَنْفــاً حَمِيّـاً، تَجَتْنِبْـك المَظَـالِمُ وتَظالَمَ القومُ: ظلَمَ بعضُهم بعضاً. ويقال: أَظْلَمُ من حَيَّةٍ لأنها تأْتي الجُحْرَ لم تَحْتَفِرْه فتسْكُنُه. ويقولون: ما ظَلَمَك أن تَفْعَلَ؛ وقال رجل لأبي الجَرَّاحِ: أَكلتُ طعاماً فاتَّخَمْتُه، فقال أَبو الجَرَّاحِ: ما ظَلَمك أَن تَقِيءَ؛ وقول الشاعر: قــالَتْ لــه مَـيٌّ بِـأَعْلى ذِي سـَلَمْ: ألا تَزُورُنـــا، إنِ الشــِّعْبُ أَلَمّْــ؟ قـالَ: بَلـى يـا مَيُّـ، واليَـوْمُ ظَلَمْ قال الفرّاء: هم يقولون معنى قوله واليَوْمُ ظَلَم أي حَقّاً، وهو مَثَلٌ؛ قال: ورأَيت أنه لا يَمْنَعُني يومٌ فيه عِلّةٌ تَمْنع. قال أبو منصور: وكان ابن الأعرابي يقول في قوله واليوْمُ ظَلَم حقّاً يقيناً، قال: وأُراه قولَ المُفَضَّل، قال: وهو شبيه بقول من قال في لا جرم أي حَقّاً يُقيمه مُقامَ اليمين، وللعرب أَلفاظ تشبهها وذلك في الأَيمان كقولهم: عَوْضُ لا أفْعلُ ذلك، وجَيْرِ لا أَفْعلُ ذلك، وقوله عز وجل: آتَتْ أُكُلَها ولم تَظْلِم مِنْه شَيْئاً؛ أي لم تَنْقُصْ منه شيئاً. وقال الفراء في قوله عز وجل: وما ظَلَمُونا ولكن كانوا أَنْفُسَهم يَظْلِمُون، قال: ما نَقَصُونا شَيْئاً بما فعلوا ولكن نَقَصُوا أنفسَهم. والظِّلِّيمُ، بالتشديد: الكثيرُ الظُّلْم. وتَظَالَمتِ المِعْزَى: تَناطَحَتْ مِمَّا سَمِنَتْ وأَخْصَبَتْ؛ ومنه قول السّاجع: وتَظالَمَتْ مِعْزاها. ووَجَدْنا أرْضاً تَظَالَمُ مِعْزاها أي تَتناطَحُ مِنَ النَّشاط والشِّبَع.والظَّلِيمةُ والظَّلِيمُ: اللبَنُ يُشَرَبُ منه قبل أن يَرُوبَ ويَخْرُجَ زُبْدُه؛ قال: وقائِلـــةٍ: ظَلَمْــتُ لَكُــمْ ســِقائِي وهـل يَخْفَـى علـى العَكِـدِ الظَّلِيمُـ؟ وفي المثل: أهْوَنُ مَظْلومٍ سِقاءٌ مُروَّبٌ؛ وأنشد ثعلب: وصــاحِب صــِدْقٍ لـم تَرِبْنـي شـَكاتُه ظَلَمْتُـ، وفـي ظَلْمِـي لـه عامِداً أَجْرُ قال: هذا سِقاءٌ سَقَى منه قبل أن يَخْرُجَ زُبْدُه. وظَلَمَ وَطْبَه ظَلْماً إذا سَقَى منه قبل أن يَرُوبَ ويُخْرَجَ زُبْدُه. وظَلَمْتُ سِقائِي: سَقَيْتُهم إيَّاه قَبْلَ أن يَرُوبَ؛ وأنشد البيت الذي أَنشده ثعلب: ظَلَمْتُـ، وفـي ظَلْمِـي لـه عامداً أَجْرُ قال الأزهري: هكذا سمعت العرب تنشده: وفي ظَلْمِي، بِنَصْب الظاء، قال: والظُّلْمُ الاسم والظُّلْمُ العملُ. وظَلَمَ القوْمَ: سَقاهم الظَّلِيمةَ. وقالوا امرأَةٌ لَزُومٌ لِلفِناء، ظَلومٌ للسِّقاء، مُكْرِمةٌ لِلأَحْماء. التهذيب: العرب تقول ظَلَمَ فلانٌ سِقاءَه إذا سَقاه قبل أن يُخْرَجَ زُبْدُه؛ وقال أبو عبيد: إذا شُرِبَ لبَنُ السِّقاء قبل أن يَبْلُغَ الرُّؤُوبَ فهو المَظْلومُ والظَّلِيمةُ، قال: ويقال ظَلَمْتُ القومَ إذا سَقاهم اللبن قبل إدْراكِهِ؛ قال أَبو منصور: هكذا رُوِيَ لنا هذا الحرفُ عن أبي عبيد ظَلَمْتُ القومَ، وهو وَهَمٌ. وروى المنذري عن أبي الهيثم وأبي العباس أحمد بن يحيى أنهما قالا: يقال ظَلَمْتُ السقَاءَ وظَلَمْتُ اللبنَ إذا شَرِبْتَه أو سَقَيْتَه قبل إدراكه وإخراجِ زُبْدَتِه. وقال ابن السكيت: ظَلَمتُ وَطْبي القومَ أي سَقَيْتُه قبل رُؤُوبه. والمَظْلُوم: اللبنُ يُشْرَبُ قبل أن يَبْلُغَ الرُّؤُوبَ. الفراء: يقال ظَلَم الوَادِي إذا بَلَغَ الماءُ منه موضِعاً لم يكن نالَهُ فيما خَلا ولا بَلَغَه قبل ذلك؛ قال: وأَنشدني بعضهم يصف سيلاً: يَكــادُ يَطْلُــع ظُلْمــاً ثـم يَمْنَعُـه عـن الشـَّواهِقِ، فـالوادي بـه شـَرِقُ وقال ابن السكيت في قول النابغة يصف سيلاً: إلاَّ الأَوارِيَّ لأْيـــاً مــا أُبَيِّنُهــا، والنُّـؤْيُ كـالحَوضِ بالمَظلُومة الجَلَدِ قال: النُّؤْيُ الحاجزُ حولَ البيت من تراب، فشَبَّه داخلَ الحاجِزِ بالحوض بالمظلومة، يعني أرضاً مَرُّوا بها في بَرِّيَّةِ فتَحَوَّضُوا حَوْضاً سَقَوْا فيه إبِلَهُمْ وليست بمَوْضِع تَحْويضٍ. يقال: ظَلَمْتُ الحَوْضَ إذا عَمِلْتَه في موضع لا تُعْمَلُ فيه الحِياض. قال: وأَصلُ الظُّلْمِ وَضْعُ الشيء في غير موضعه؛ ومنه قول ابن مقبل: عَـادَ الأَذِلَّـةُ فـي دارٍ، وكـانَ بهـا هُــرْتُ الشَّقاشــِقِ، ظَلاَّمُــونَ للجُـزُرِ أي وَضَعوا النحر في غير موضعه. وظُلِمَت الناقةُ: نُحِرَتْ من غَيْرِ عِلَّةٍ أو ضَبِعَتْ على غير ضَبَعَةٍ. وكُلُّ ما أَعْجَلْتَهُ عن أوانه فقد ظَلَمْتَهُ، وأنشد بيت ابن مقبل: هُــرْتُ الشَّقاشــِقِ، ظَلاَّمُــون للجُـزُر وظَلَم الحِمارُ الأتانَ إذا كامَها وقد حَمَلَتْ، فهو يَظْلِمُها ظَلْماً؛ وأَنشد أبو عمرو يصف أُتُناً: أَبَــنَّ عقَاقــاً ثــم يَرْمَحْـنَ ظَلْمَـةً إبـــاءً، وفيـــه صــَوْلَةٌ وذَمِيــلُ وظَلَم الأَرضَ: حَفَرَها ولم تكن حُفِرَتْ قبل ذلك، وقيل: هو أن يَحْفِرَها في غير موضع الحَفْرِ؛ قال يصف رجلاً قُتِلَ في مَوْضِعٍ قَفْرٍ فحُفِرَ له في غير موضع حَفْرٍ: ألا للـــهِ مـــن مِـــرْدَى حُروبٍــ، حَـــواه بَيْــنَ حِضــْنَيْه الظَّلِيمُــ، أي الموضع المظلوم. وظَلَم السَّيلُ الأرضَ إذا خَدَّدَ فيها في غير موضع تَخْدِيدٍ؛ وأَنشد للحُوَيْدِرَة: ظَلَـم البِطـاحَ بهـا انْهلالُ حَرِيصـَةٍ، فَصـَفَا النِّطـافُ بهـا بُعَيْـدَ المُقْلَعِ مصدر بمعنى الإقْلاعِ، مُفْعَلٌ بمعنى الإفْعالِ، قال ومثله كثير مُقامٌ بمعنى الإقامةِ. وقال الباهلي في كتابه: وأَرضٌ مَظْلُومة إذا لم تُمْطَرْ. وفي الحديث: إذا أَتَيْتُمْ على مَظْلُومٍ فأَغِذُّوا السَّيْرَ. قال أبو منصور: المَظْلُومُ البَلَدُ الذي لم يُصِبْهُ الغَيْثُ ولا رِعْيَ فيه للِرِّكابِ، والإغْذاذُ الإسْراعُ. والأرضُ المَظْلومة: التي لم تُحْفَرْ قَطُّ ثم حُفِرَتْ، وذلك الترابُ الظَّلِيمُ، وسُمِّيَ تُرابُ لَحْدِ القبرِ ظَلِيماً لهذا المعنى؛ وأَنشد: فأَصــْبَحَ فـي غَبْـراءَ بعـدَ إشـاحَةٍ، علـى العَيْشـِ، مَرْدُودٍ عليها ظَلِيمُها يعني حُفْرَةَ القبر يُرَدُّ تُرابها عليه بعد دفن الميت فيها. وقالوا: لا تَظْلِمْ وَضَحَ الطريقِ أَي احْذَرْ أَن تَحِيدَ عنه وتَجُورَ فَتَظْلِمَه. والسَّخِيُّ يُظْلَمُ إذا كُلِّفَ فوقَ ما في طَوْقِهِ، أَوطُلِبَ منه ما لا يجدُه، أَو سُئِلَ ما لا يُسْأَلُ مثلُه، فهو مُظَّلِمٌ وهو يَظَّلِمُ وينظلم؛ أَنشد سيبويه قول زهير: هـو الجَـوادُ الـذي يُعْطِيـكَ نـائِله عَفْــواً، ويُظْلَــمُ أَحْيانــاً فيَظَّلِـمُ أَي يُطْلَبُ منه في غير موضع الطَّلَب، وهو عنده يَفْتعِلُ، ويروى يَظْطَلِمُ، ورواه الأَصمعي يَنْظَلِمُ. الجوهري: ظَلَّمْتُ فلاناً تَظْلِيماً إذا نسبته إلى الظُّلْمِ فانْظَلَم أَي احتمل الظُّلْم؛ وأَنشد بيت زهير: ويُظْلَــــم أَحيانــــاً فَيَنْظَلِــــمُ ويروى فيَظَّلِمُ أَي يَتَكَلَّفُ، وفي افْتَعَل من ظَلَم ثلاثُ لغاتٍ: من العرب من يقلب التاء طاء ثم يُظْهِر الطاء والظاء جميعاً فيقول اظْطَلَمَ، ومنهم من يدغم الظاء في الطاء فيقول اطَّلَمَ وهو أَكثر اللغات، ومنهم من يكره أَن يدغم الأَصلي في الزائد فيقول اظَّلَم، قال: وأَما اضْطَجَع ففيه لغتان مذكورتان في موضعهما. قال ابن بري: جَعْلُ الجوهري انْظَلَم مُطاوعَ ظَلَّمتُهُ، بالتشديد، وَهَمٌ، وإنما انْظَلَم مطاوعُ ظَلَمْتُه، بالتخفيف كما قال زهير: ويُظْلَــــم أَحْيانــــاً فيَنْظَلِــــمُ قال: وأَما ظَلَّمْتُه، بالتشديد، فمطاوِعُه تَظَلَّمَ مثل كَسَّرْتُه فتَكَسَّرَ، وظَلَم حَقَّه يَتَعَدَّى إلى مفعول واحد، وإنما يتعدّى إلى مفعولين في مثل ظَلَمني حَقِّي حَمْلاً على معنى سَلَبَني حَقِّي؛ ومثله قوله تعالى: ولا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً؛ ويجوز أَن يكون فتيلاً واقعاً مَوْقِعَ المصدر أَي ظُلْماً مِقْدارَ فَتِيلٍ.وبيتٌ مُظَلَّمٌ: كأَنَّ النَّصارَى وَضَعَتْ فيه أَشياء في غير مواضعها. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، دُعِيَ إلى طعام فإذا البيتُ مُظَلَّمٌ فانصرف، صلى الله عليه وسلم، ولم يدخل؛ حكاه الهروي في الغريبين؛ قال ابن الأَثير: هو المُزَوَّقُ، وقيل: هو المُمَوَّهُ بالذهب والفضة، قال: وقال الهَرَوِيُّ أَنكره الأَزهري بهذا المعنى، وقال الزمخشري: هو من الظَّلْمِ وهو مُوهَةُ الذهب، ومنه قيل للماء الجاري على الثَّغْرِ ظَلْمٌ. ويقال: أَظْلَم الثَّغْرُ إذا تَلأْلأَ عليه كالماء الرقيق من شدَّة بَرِيقه؛ ومنه قول الشاعر: إذا ما اجْتَلَى الرَّاني إليها بطَرْفِه غُــرُوبَ ثَناياهــا أَضــاءَ وأَظْلَمـا قال: أَضاء أَي أَصاب ضوءاً، أَظْلَم أصاب ظَلْماً.والظُّلْمَة والظُّلُمَة، بضم اللام: ذهاب النور، وهي خلاف النور، وجمعُ الظُّلْمةِ ظُلَمٌ وظُلُماتٌ وظُلَماتٌ وظُلْمات؛ قال الراجز: يَجْلُــو بعَيْنَيْــهِ دُجَــى الظُّلُمــاتِ قال ابن بري: ظُلَمٌ جمع ظُلْمَة، بإسكان اللام، فأَما ظُلُمة فإنما يكون جمعها بالألف والتاء، ورأيت هنا حاشية بخط سيدنا رضيّ الدين الشاطبي رحمه الله قال: قال الخطيب أَبو زكريا المُهْجَةُ خالِصُ النَّفْسِ، ويقال في جمعها مُهُجاتٌ كظُلُماتٍ، ويجوز مُهَجات، بالفتح، ومُهْجاتٌ، بالتسكين، وهو أَضعفها؛ قال: والناس يأْلَفُون مُهَجات، بالفتح، كأَنهم يجعلونه جمع مُهَجٍ، فيكون الفتح عندهم أَحسن من الضم. والظَّلْماءُ: الظُّلْمة ربما وصف بها فيقال ليلةٌ ظَلْماء أَي مُظْلِمة. والظَّلامُ: إسم يَجْمَع ذلك كالسَّوادِ ولا يُجْمعُ، يَجْري مجرى المصدر، كما لا تجمع نظائره نحو السواد والبياض، وتجمع الظُّلْمة ظُلَماً وظُلُمات. ابن سيده: وقيل الظَّلام أَوّل الليل وإن كان مُقْمِراً، يقال: أَتيته ظَلاماً أي ليلاً؛ قال سيبويه: لا يستعمل إلا ظرفاً. وأتيته مع الظَّلام أي عند الليل. وليلةٌ ظَلْمةٌ، على طرحِ الزائد، وظَلْماءُ كلتاهما: شديدة الظُّلْمة. وحكى ابن الأَعرابي: ليلٌ ظَلْماءُ؛ وقال ابن سيده: وهو غريب وعندي أَنه وضع الليل موضع الليلة، كما حكي ليلٌ قَمْراءُ أَي ليلة، قال: وظَلْماءُ أَسْهلُ من قَمْراء. وأَظْلَم الليلُ: اسْوَدَّ. وقالوا: ما أَظْلَمه وما أَضوأَه، وهو شاذ. وظَلِمَ الليلُ، بالكسر، وأَظْلَم بمعنىً؛ عن الفراء. وفي التنزيل العزيز: وإذا أَظْلَمَ عليهم قاموا. وظَلِمَ وأَظْلَمَ؛ حكاهما أَبو إسحق وقال الفراء: فيه لغتان أَظْلَم وظَلِمَ، بغير أَلِف.والثلاثُ الظُّلَمُ: أَوّلُ الشَّهْر بعدَ الليالي الدُّرَعِ؛ قال أَبو عبيد: في ليالي الشهر بعد الثلاثِ البِيضِ ثلاثٌ دُرَعٌ وثلاثٌ ظُلَمٌ، قال: والواحدة من الدُّرَعِ والظُّلَم دَرْعاءُ وظَلْماءُ. وقال أَبو الهيثم وأَبو العباس المبرد: واحدةُ الدُّرَعِ والظُّلَم دُرْعةٌ وظُلْمة؛ قال أَبو منصور: وهذا الذي قالاه هو القياس الصحيح. الجوهري: يقال لثلاث ليال من ليالي الشهر اللائي يَلِينَ الدُّرَعَ ظُلَمٌ لإظْلامِها على غير قياس، لأَن قياسه ظُلْمٌ، بالتسكين، لأَنَّ واحدتها ظَلْماء.وأَظْلَم القومُ: دخلوا في الظَّلام، وفي التنزيل العزيز: فإذا هم مُظْلِمُونَ. وقوله عزَّ وجل: يُخْرجُهم من الظُّلُمات إلى النور؛ أَي يخرجهم من ظُلُمات الضَّلالة إلى نور الهُدَى لأَن أَمر الضَّلالة مُظْلِمٌ غير بَيِّنٍ. وليلة ظَلْماءُ، ويوم مُظْلِمٌ: شديد الشَّرِّ؛ أَنشد سيبويه: فأُقْســِمُ أَنْ لـوِ الْتَقَيْنـا وأَنتمُـ، لكـان لكـم يـومٌ مـن الشـَّرِّ مُظْلِـمُ وأَمْرٌ مُظْلِم: لا يُدرَى من أَينَ يُؤْتَى له؛ عن أَبي زيد. وحكى اللحياني: أَمرٌ مِظْلامٌ ويوم مِظْلامٌ في هذا المعنى؛ وأَنشد: أُولِمْتَــ، يــا خِنَّــوْتُ، شــَرَّ إيلام فــي يــومِ نَحْــسٍ ذي عَجــاجٍ مِظْلام والعرب تقول لليوم الذي تَلقَى فيه شِدَّةً يومٌ مُظلِمٌ، حتى إنهم ليقولون يومٌ ذو كَواكِبَ أَي اشتَدّت ظُلْمته حتى صار كالليل؛ قال: بَنــي أَسـَدٍ، هـل تَعْلَمـونَ بَلاءَنـا، إذا كــان يـومٌ ذو كـواكِبَ أَشـْهَبُ؟ وظُلُماتُ البحر: شدائِدُه. وشَعرٌ مُظْلِم: شديدُ السَّوادِ. ونَبْتٌ مُظلِمٌ: ناضِرٌ يَضْرِبُ إلى السَّوادِ من خُضْرَتِه؛ قال: فصــــَبَّحَتْ أَرْعَــــلَ كالنِّقــــالِ، ومُظلِمـــاً ليـــسَ علـــى دَمـــالِ وتكلَّمَ فأَظْلَمَ علينا البيتُ أَي سَمِعنا ما نَكْرَه، وفي التهذيب: وأَظْلَم فلانٌ علنيا البيت إذا أَسْمَعنا ما نَكْرَه. قال أَبو منصور: أَظْلمَ يكون لازماً وواقِعاً، قال: وكذلك أَضاءَ يكون بالمعنيين: أَضاءَ السراجُ بنفسه إضاءةً، وأَضاء للناسِ بمعنى ضاءَ، وأَضأْتُ السِّراجَ للناسِ فضاءَ وأَضاءَ.ولقيتُه أَدنَى ظَلَمٍ، بالتحريك، يعني حين اخْتَلطَ الظلامُ، وقيل: معناه لقيته أَوّلَ كلِّ شيء، وقيل: أَدنَى ظَلَمٍ القريبُ، وقال ثعلب: هو منك أَدنَى ذي ظَلَمٍ، ورأَيتُه أَدنَى ظَلَمٍ الشَّخْصُ، قال: وإنه لأَوّلُ ظَلَمٍ لقِيتُه إذا كان أَوّلَ شيءٍ سَدَّ بَصَرَك بليل أَو نهار، قال: ومثله لقيته أَوّلَ وَهْلةٍ وأَوّلَ صَوْكٍ وبَوْكٍ؛ الجوهري: لقِيتُه أَوّلَ ذي ظُلْمةٍ أَي أَوّلَ شيءٍ يَسُدُّ بَصَرَكَ في الرؤية، قال: ولا يُشْتَقُّ منه فِعْلٌ. والظَّلَمُ: الجَبَل، وجمعه ظُلُومٌ؛ قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ: تَعـامَسُ حـتى يَحْسـبَ النـاسُ أَنَّهـا، إذا مـا اسـْتُحِقَّت بالسـُّيوفِ، ظُلُـومُ وقَدِمَ فلانٌ واليومُ ظَلَم؛ عن كراع، أَي قدِمَ حقّاً؛ قال: إنَّ الفــراقَ اليـومَ واليـومُ ظَلَـمْ وقيل: معناه واليومُ ظَلَمنا، وقيل: ظَلَم ههنا وَضَع الشيءَ في غير موضعه.والظَّلْمُ: الثَّلْج. والظَّلْمُ: الماءُ الذي يجري ويَظهَرُ على الأَسْنان من صَفاءِ اللون لا من الرِّيقِ كالفِرِنْد، حتى يُتَخيَّلَ لك فيه سوادٌ من شِدَّةِ البريق والصَّفاء؛ قال كعب بن زهير: تَجْلـو غَواربَ ذي ظَلْمٍ، إذا ابتسمَتْ، كـــأَنه مُنْهَــلٌ بــالرَّاحِ مَعْلــولُ وقال الآخر: إلــى شــَنْباءَ مُشــْرَبَةِ الثَّنايــا بمــاءِ الظَّلْمِــ، طَيِّبَــةِ الرُّضــابِ قال: يحتمل أَن يكون المعنى بماء الثَّلْج. قال شمر: الظَّلْمُ بياضُ الأَسنان كأَنه يعلوه سَوادٌ، والغُروبُ ماءُ الأَسنان. الجوهري: الظَّلْمُ، بالفتح، ماءُ الأَسْنان وبَريقُها، وهو كالسَّوادِ داخِلَ عَظمِ السِّنِّ من شِدَّةِ البياض كفِرِنْد السَّيْف؛ قال يزيد ابن ضَبَّةَ: بــــــوَجْهٍ مُشــــــْرِقٍ صـــــافٍ، وثغْــــــرٍ نـــــائرِ الظلْـــــمِ وقيل: الظَّلْمُ رِقَّةُ الأَسنان وشِدَّة بياضها، والجمع ظُلُوم؛ قال: إذا ضــَحِكَتْ لــم تَنْبَهِـرْ، وتبسـَّمَتْ ثنايـا لهـا كـالبَرْقِ، غُـرٌّ ظُلُومُها وأَظْلَم: نَظَرَ إلى الأَسنان فرأَى الظَّلْمَ؛ قال: إذا ما اجْتَلى الرَّاني إليها بعَيْنِه غُــرُوبَ ثناياهــا، أَنـارَ وأَظْلَمـا والظَّلِيمُ: الذكَرُ من النعامِ، والجمع أَظْلِمةٌ وظُلْمانٌ وظِلْمانٌ، قيل: سمي به لأَنه ذكَرُ الأَرضِ فيُدْحِي في غير موضع تَدْحِيَةٍ؛ حكاه ابن دريد، قال: وهذا ما لا يُؤْخذُ. وفي حديث قُسٍّ: ومَهْمَهٍ فيه ظُلْمانٌ؛ هو جمع ظَلِيم. والظَّلِيمانِ: نجمان.والمُظَلَّمُ من الطير: الرَّخَمُ والغِرْبانُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: حَمَتْــهُ عِتــاقُ الطيـرِ كـلَّ مُظَلَّمـ، مـن الطيـرِ، حَـوَّامِ المُقـامِ رَمُـوقِ والظِّلاَّمُ: عُشْبة تُرْعَى؛ أَنشد أَبو حنيفة: رَعَـتْ بقَـرارِ الحَـزْنِ رَوْضـاً مُواصِلاً، عَمِيمـاً مـن الظِّلاَّمِ، والهَيْثَمِ الجَعْدِ ابن الأعرابي: ومن غريب الشجر الظِّلَمُ، واحدتها ظِلَمةٌ، وهو الظِّلاَّمُ والظِّلامُ والظالِمُ؛ قال الأَصمعي: هو شجر له عَسالِيجُ طِوالٌ وتَنْبَسِطُ حتى تجوزَ حَدَّ أَصل شَجَرِها فمنها سميت ظِلاماً. وأَظْلَمُ: موضع؛ قال ابن بري: أَظْلمُ اسم جبل؛ قال أَبو وجزة: يَزِيــفُ يمــانِيه لأجْــراعِ بِيشــَةٍ، ويَعْلــو شــآمِيهِ شــَرَوْرَى وأَظْلَمـا وكَهْفُ الظُّلم: رجل معروف من العرب. وظَلِيمٌ ونَعامَةُ: موضعان بنَجْدٍ. وظَلَمٌ: موضع. والظَّلِيمُ: فرسُ فَضالةَ بن هِنْدِ بن شَرِيكٍ الأَسديّ، وفيه يقول: نصــَبْتُ لهـم صـَدْرَ الظَّلِيـمِ وصـَعْدَةً شــُراعِيَّةً فــي كــفِّ حَــرَّان ثـائِر
المعجم: لسان العرب