المعجم العربي الجامع

سور

المعنى: (السُّورُ) حَائِطُ الْمَدِينَةِ وَجَمْعُهُ (أَسْوَارٌ) وَ (سِيرَانٌ) . وَ (السُّورُ) أَيْضًا جَمْعُ (سُورَةٍ) مِثْلُ بُسْرَةٍ وَبُسْرٍ وَهِيَ كُلُّ مَنْزِلَةٍ مِنَ الْبِنَاءِ. وَمِنْهُ سُورَةُ الْقُرْآنِ لِأَنَّهَا مَنْزِلَةٌ بَعْدَ مَنْزِلَةٍ، مَقْطُوعَةٌ عَنِ الْأُخْرَى وَالْجَمْعُ (سُوَرٌ) بِفَتْحِ الْوَاوِ وَيَجُوزُ أَنْ يُجْمَعَ عَلَى (سُورَاتٍ) بِسُكُونِ الْوَاوِ وَفَتْحِهَا. وَجَمْعُ (السِّوَارِ) (أَسْوِرَةٌ) وَجَمْعُ الْجَمْعِ (أَسَاوِرَةٌ) وَقُرِئَ: «فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسَاوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ» . وَقَدْ يَكُونُ جَمْعَ أَسَاوِرَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} [الكهف: 31] . وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: وَاحِدُهَا (إِسْوَارٌ) . وَ (سَوَّرَهُ) (تَسْوِيرًا) أَلْبَسَهُ السُّوَارَ (فَتَسَوَّرَهُ) . وَتَسَوَّرَ الْحَائِطَ تَسَلَّقَهُ. وَسَوْرَةُ الْغَضَبِ وُثُوبُهُ. وَسَوْرَةُ الشَّرَابِ وُثُوبُهُ فِي الرَّأْسِ. وَسَوْرَةُ الْحُمَةِ وُثُوبُهَا. وَسَوْرَةُ السُّلْطَانِ سَطْوَتُهُ وَاعْتِدَاؤُهُ."
المعجم: مختار الصحاح

سورة

المعنى: ـ سَوْرَةُ الخَمْرِ وغيرِها: حِدَّتُها، ـ كسُوارِها، بالضم، ـ وـ من المَجْدِ: أثَرُه، وعلامَتُه، وارْتِفاعُه، ـ وـ من البَرْدِ: شِدَّتُهُ، ـ وـ من السُّلْطانِ: سَطْوَتُهُ، واعْتِداؤُه، ـ وع، وجَدُّ أبي عيسى محمدِ بنِ عيسى التِّرْمِذِيِّ البُوغِيِّ الضَّريرِ. وسَوْرَةُ بنُ الحَكَمِ القاضي: أخَذَ عنه عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ. ـ وسارَ الشَّرابُ في رأسهِ سَوْراً وسُؤُوراً: دارَ، وارْتَفَعَ، ـ وـ الرجلُ إليكَ: وثَبَ وثارَ. ـ والسَّوَّار: الذي تَسُورُ الخَمْرُ في رأسِهِ، والكلام الذي يأخُذُ بالرأسِ ـ وساوَرَهُ أخَذَ بِرأسِهِ. ـ وـ فلاناً: واثَبَهُ سِواراً ومُساوَرَةً. ـ والسُّورُ: حائطُ المدينةِ ـ ج: أسْوارٌ وسيرانٌ، وكِرامُ الإِبِلِ. ـ والسُّورَةُ: المَنْزِلَةُ، ـ وـ من القرآنِ: م لأَنَّها مَنْزِلَةٌ بَعدَ مَنْزِلَةٍ، مَقْطُوعَةٌ عن الأُخْرَى، والشَّرَفُ، وما طالَ من البِناءِ وحَسُنَ، والعَلامَةُ، وعِرْقٌ من عُرُوقِ الحائِطِ ـ ج: سُوْرٌ وسُوَرٌ. ـ والسِّوارُ، ككِتابٍ وغُرابٍ: القُلْبُ، ـ كالأُسْوارِ، بالضم ـ ج: أسْوِرَةٌ وأساوِرُ وأساوِرةٌ وسُوْرٌ وسُؤُورٌ. ـ والمُسَوَّرُ، كمُعَظَّمٍ: مَوْضِعهُ. وأبو طاهِرِ بن سِوارٍ: مُقْرِئُ. وعُبَيْدُ اللهِ بنُ هشامِ بنِ سِوارٍ: محدِّثٌ. ـ والأُسْوارُ، بالضم والكسر: قائدُ الفُرْسِ، والجَيِّدُ الرَّمْيِ بالسِّهامِ، والثابِتُ على ظَهْرِ الفَرَسِ ـ ج: أساوِرَةٌ وأساوِرُ. وأبو عيسَى الأُسْوارِيُّ، بالضم: محدثٌ، نِسْبَةٌ إلى الأَساوِرَةِ. ـ وأسْوارُ، بالفتح: ة بِأَصْبَهانَ، منها: مُحَيْسِنٌ، ومحمدُ بنُ أحمدَ الأَسْوارِيَّانِ. ـ والمِسْوَرُ، كمِنْبَر: مُتَّكَأٌ من آدَمٍ، ـ كالمِسْوَرَةِ. وابنُ مَخْرَمَةَ، وأبو عبدِ اللهِ غيرَ مَنْسوبٍ: صحابِيَّانِ. وكمُعَظَّمٍ، ابنُ عبدِ المَلِكِ: محدِّثٌ. وابنُ يَزيدَ المالِكِيُّ الكاهِلِيُّ: صحابِيٌّ. وكمَسْكَنٍ: حِصْنانِ باليَمَنِ لِبَنِي المُنْتابِ، ولِبَنِي أبي الفُتُوحِ. ـ والسُّوْرُ: الضِّيافةُ، فارِسيَّةٌ، شَرَّفَها النبي، صلى الله عليه وسلم، ولَقَبُ محمدِ بنِ خالدٍ الضَّبِّيِّ التابِعيِّ. وكَعْبُ بنُ سُورٍ: قاضِي البَصْرَةِ لِعُمَرَ. وأبو سُوَيْرَةَ، كهُرَيْرَةَ: جَبَلَةُ بنُ سُحَيْمٍ شَيْخُ الثَّوْرِيِّ، وككَتَّانٍ: الأَسَدُ، واسمُ جماعَةٍ. ـ وسُرْتُ الحائطَ سَوْراً ـ وتَسَوَّرْتُهُ: تَسَلَّقْتُه. ـ وسُرْسُرْ: أمْرٌ بِمعالِي الأُمورِ. ـ وسُورِيَةُ، مضمومةً مُخَفَّفَةً: اسمٌ لِلشامِ، ـ أو ع قُرْبَ خُناصِرَةَ. ـ وسُورِينُ: نَهْرٌ بالرَّيِّ، وأهْلُهَا يَتَطيَّرونَ منه، لأَنَّ السَّيْفَ الذي قُتِلَ به يَحْيَى بنُ زَيْدِ بنِ علِيِّ بنِ الحُسَيْنِ، غُسِلَ فيه. ـ وسُورَى، كطُوبَى: ع بالعِراقِ، وهو من بَلَدِ السُّرْيانِيِّينَ، ـ وع من أعمالِ بَغْدادَ، وقد يُمَدُّ. ـ والأَساوِرَةُ: قومٌ من العَجَمِ نَزَلُوا بالبَصْرَةِ، كالأَحامِرَةِ بالكوفةِ. ـ وذُو الإِسْوارِ، بالكسر: مَلِكٌ باليمنِ، كان مُسَوَّراً، فأغارَ عليهم ثم انْتَهَى بِجَمْعِهِ إلى كَهْفٍ، فَتَبِعَه بَنُو مَعَدٍّ، فَجَعَلَ مُنَبِّهٌ يُدَخِّنُ عليهم حتى هَلَكوا، فَسُمِّيَ دُخاناً.
المعجم: القاموس المحيط

سور

المعنى: سور : ( {سَوْرَةُ الخَمْرِ وغَيْرِهَا: حِدَّتُهَا،} كسُوَارِهَا، بالضَّمّ) ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: تَرَى شَرْبَها حُمْرَ الحِدَاقِ كأَنَّهُم أَسَارَى إِذا مَا مَارَ فِيهِمْ {سُوَارُها وَفِي حديثِ صِفَةِ الجَنَّة: (أَخَذَهُ} سُوَارُ فَرَحٍ) ، وَهُوَ دَبِيبُ الشّرابِ فِي الرَّأْسِ، أَي دَبَّ فِيهِ الفَرَحُ دَبِيبَ الشَّرَابِ فِي الرَّأْسِ. وَقيل: سَوْرَةُ الخَمْرِ: حُمَيَّا دَبِيبِهَا فِي شارِبِها. {وسَوْرَةُ الشَّرَابِ: وُثُوبُه فِي الرَّأَسِ، وكذالك سَوْرَةُ الحُمَةِ: وُثُوبُها. وَفِي حَدِيثِ عائِشَةَ رَضِي الله عَنْهَا: (أَنَّها ذَكَرَتْ زَيْنَبَ، فَقَالَت: كلّ خِلاَلِهَا مَحْمُودٌ مَا خَلا} سَوْرَةً من غَرْبٍ) أَي سَوْرَة من حِدَّةٍ. (و) من المَجَاز: {السَّوْرَةُ (مِنَ المَجْدِ: أَثَرُه، وعلامَتُه) وَقَالَ النّابِغَةُ: ولآلِ حَرّابٍ وقَدَ} سَوْرَةٌ فِي المَجْدِ ليسَ غُرَابُها بِمُطارِ (و) السَّوْرَةُ (من البَرْدِ: شِدَّتُه) ، وَقد أَخذَتْه السَّوْرَةُ، أَي شِدَّةُ البَرْدِ. (و) سَوْرَةُ (السُّلْطَانِ: سَطْوَتُه واعتِدَاؤُه) وبَطْشُه. (و) السَّوْرَةُ: (ع) . (و) سَوْرَةُ: (جَدُّ) الإِمَام (أَبِي  عِيسَى مُحَمَّدِ بنِ عِيسَى) بنِ سَوْرَة بنِ مُوسَى بن الضَّحّاكِ السُّلَمِيّ (التِّرْمِذِيِّ اليُوغِيِّ الضَّرِيرِ) صَاحب السُّنَنِ، أَحَد أَركانِ الإِسلام تُوفِّي سنة 279. بقرية بُوغَ من قُرَى تِرْمِذَ، روى عَنهُ أَبو العَبَّاس المَحْبُوبِيّ، والهَيْثَمُ بن كُلَيْب الشّاشِيّ، وَغَيرهمَا. ( {وسَوْرَةُ بنُ الحَكَمِ القَاضِي) : مُحَدّث (أَخَذَ عَنهُ عَبّاسٌ الدُّورِيّ) . وسَوْرَةُ بنُ سَمُرَة بنِ جُنْدَب، من وَلَدِه أَبو مَنْصُورٍ محمّدُ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ بن إِسماعِيل بنِ حَيّان بن سَوْرَةَ الواعِظ، من أَهل نَيْسَابُور، قدمَ بغدادَ، وحدَّثَ، وتُوُفِّي سنة 384. (} وسارَ الشَّرَابُ فِي رَأْسِه {سَوْراً) ، بالفَتْح، (} وسُئُوراً) ، كقُعُودٍ، عَن الفرَّاءِ، {وسُؤْراً، على الأَصْلِ: (دَارَ وارْتَفَعَ) ، وَهُوَ مَجاز. (و) سَارَ (الرَّجُلُ إِليكَ) } يَسُورُ {سَوْراً} وسُئُوراً: (وَثَبَ وثارَ) . ( {والسَّوّارُ) ، ككَتّانِ: (الذِي} تَسُورُ الخَمْرُ فِي رَأْسِهِ سَرِيعاً) ، كأَنَّه هُوَ الَّذِي {يَسُور، قَالَ الأَخْطَلُ: وشَارِب مُرْبِح بالكَأْسِ نَادَمَنِي لَا بِالحَصُورِ وَلَا فِيها} بسَوّارِ أَي بمُعَرْبِدٍ، من سَار، إِذا وَثَبَ وُثُوبَ المُعَرْبِدِ، يُقَال: هُوَ {سَوّارٌ، أَي وَثّابٌ مُعَرْبِدٌ. } والسَّوْرَةُ: الوَثْبَةُ، وَقد {سُرْتُ إِليه: وَثَبْتُ. (و) } السَّوّارُ أَيضاً من (الكَلامِ) هاكذا فِي سَائِر النُّسَخ الْمَوْجُودَة، وَالَّذِي فِي اللِّسانِ: والسَّوّارُ من الكِلابِ: (الّذِي يَأْخُذُ بالرَّأْسِ) . ( {وسَاوَرَهُ: أَخَذَ بِرَأْسِهِ) وتَنَاوَلَه. (و) } ساوَرَ (فُلاناً: وَاثَبَهُ، {سِوَاراً) ، بِالْكَسْرِ، (} ومُسَاوَرَةً) ، وَفِي حديثِ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ: (فكِدْتُ! أُساوِرُه فِي الصّلاةِ) ، أَي أُواثِبُه وأُقَاتِلُه. وَفِي  قصيدةِ كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ: إِذا {يُسَاوِرُ قِرْناً لَا يَحِلُّ لَهُ أَن يَتْرُكَ القِرْنَ إِلاّ وَهْوَ مَجْدُولُ (} والسُّورُ) ، بالضَّم: (حائِطُ المَدِينَةِ) المُشْتَمِلُ عَلَيْهَا، قَالَ الله تَعَالَى: {فَضُرِبَ بَيْنَهُم {بِسُورٍ} (الْحَدِيد: 13) ، وَهُوَ مُذَكَّرٌ، وَقَول جَرِير يهجُو ابنَ جُرْمُوز: لمّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ } سُورُ المَدِينَةِ والجِبَالُ الخُشَّعُ فإِنَّه أَنّثَ السُّورَ؛ لأَنَّه بَعْضُ المَدِينةِ، فكأَنَّه قَالَ: تَوَاضَعَت المَدِينَةُ. (ج: {أَسْوَارٌ} وسِيرَانٌ) ، كنُورٍ وأَنْوَارٍ، وكُوزٍ وكِيزان. (و) من المَجَاز: السُّورُ: (كِرَامُ الإِبِلِ) ، حَكَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأَنْشَدُوا فِيهِ رَجَزاً: لم أَسْمَعْه، قَالَ أَصحابُنا: الْوَاحِدَة سُورةٌ. وَقيل: هِيَ الصُّلْبَةُ الشَّدِيدةُ مِنْهَا. وَفِي الأَساس: عِنْده سُورٌ من الإِبِلِ، أَي فاضِلَةٌ. (و) من المَجاز ( {السُّورَةُ) بالضَّمّ: (المَنْزِلَةُ) ، وخَصّها ابْن السَّيِّد فِي كتاب الفَرْق بالرَّفِيعَة، وَقَالَ النّابِغَةُ: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَعطاكَ} سُورَةً تَرَى كُلَّ مَلْكٍ دُونَها يَتَذَبْذَبُ وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: أَي شَرَفاً ورِفْعَة. (و) السُّورَةُ (مِنَ القُرْآنِ: م) أَي مَعْرُوفَةٌ، (لأَنَّهَا مَنْزِلَةٌ بعدَ مَنْزِلَةٍ، مَقْطُوعَةٌ عَن الأُخْرَى) . وَقَالَ أَبو الهَيْثَم:! والسُورَةُ من القُرْآنِ عِنْدَنَا: قِطْعَةٌ من الْقُرْآن سَبَقَ وُحْدانُها جَمْعَها، كَمَا أَنّ الغُرْفَةَ سابِقَةٌ للُغَرفِ، وأَنزَلَ اللَّهُ عَزّ وجَلّ  القُرْآنَ على نَبِيِّه صلى الله عَلَيْهِ وسلمشَيْئاً بعد شَيْءٍ، وجَعَلَه مُفَصَّلاً، وبَيَّن كلَّ {سُورَة بخاتِمَتِها، وبادِئَتِها، ومَيَّزَهَا من الَّتِي تَلِيهَا. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وكأَنّ أَبا الهَيْثَمِ جعل} السّورَةَ من {سُوَرِ الْقُرْآن من أَسْأَرْتُ سُؤْراً، أَي أَفضَلْت فَضْلاً، إِلاّ أَنّها لما كَثُرَت فِي الْكَلَام وَفِي القُرآن تُرِكَ فِيهَا الهَمْز، كَمَا تُركَ فِي المَلَكِ. وَفِي المُحْكَمِ: سُمِّيَت السُّورَة من القُرآنِ سُورَة؛ لأَنَّهَا دَرَجَةٌ إِلى غَيرهَا، ومَن هَمزَها جعَلَها بمعنَى بَقِيَّةٍ من الْقُرْآن، وقِطْعَة، وأَكثرُ القُرّاءِ على تَرْك الْهمزَة فِيهَا. وَقيل: السُّورَةُ من القُرآنِ: يَجُوزُ أَن تكونَ من سُؤْرَةِ المالِ، تُرِك هَمْزُه لمّا كَثُرَ فِي الْكَلَام. وَقَالَ المصنّف فِي البصائر: وَقيل: سُمِّيَت سُورَةُ القرآنِ تَشْبِيهاً} بسُورِ المَدِينَة؛ لكَونهَا مُحِيطَةً بآيَات وأَحكامٍ إِحاطَةَ السُّورِ بِالْمَدِينَةِ. (و) السُّورة (الشَّرَفُ) والفَضْلُ والرِّفْعَةُ، قيل: وَبِه سُمِّيت سُورة الْقُرْآن؛ لإِجْلالِهِ ورِفْعَتِه، وَهُوَ قَول ابْن الأَعرابيّ. (و) السُّورة: (مَا طالَ من البِنَاءِ وحَسُنَ) ، قيل: وَمِنْه سُمِّيَت سُورَة الْقُرْآن. (و) السُّورة (العَلاَمَةُ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ. (و) أَما أَبو عُبَيْدَة، فإِنه زَعَم أَنه مُشْتَقّ من سُورةِ البِنَاءِ، وأَن السُّورَةَ (عَرْقٌ مِنْ عُرُوقِ الحائِطِ) ، وَقد ردّ عَلَيْهِ أَبُو الهَيْثَمِ قولَه، وَنَقله الأَزهرِيُّ برُمَّتِه فِي التَّهْذِيب. وَفِي الصّحاح: {والسُّورُ جمعُ سورَة، مثل: بُسْرَة وبُسْر. (ج:} سُورٌ) ، بضمّ فَسُكُون، عَن كُرَاع، (! وسُوَرٌ) ، بِفَتْح الْوَاو، قَالَ الرّاعي:  هُنَّ الحَرائِرُ لَا رَبّاتُ أَخْمِرَةٍ سُودُ المَحَاجِرِ لَا يَقْرَأْنَ {بالسُّوَرِ (} والسّوَارُ، ككِتَابٍ، وغُرَابٍ: القُلْبُ) ، بضمّ فَسُكُون، ( {كالأُسْوارِ، بالضَّمِّ) ، ونُقِل عَن بَعضهم الْكسر، أَيضاً، كَمَا حقَّقَه شيخُنَا، والكلُّ مُعَرَّب: دستوار بالفَارسِيّة، وَقد استعمَلَتْه العربُ، كَمَا حقَّقه المصنّف فِي البصائر، وَهُوَ مَا تَسْتعمله المرأَةُ فِي يَدَيْهَا. (ج:} أَسْوِرَةٌ {وأَساوِرُ) ، الأَخِيرَةُ جَمْعُ الجَمْعِ (} وأَسَاوِرَةٌ) جمع {أُسْوار، (و) الكَثِيرُ (} سُورٌ) ، بضمّ فَسُكُون، حَكَاهُ الجماهير، وَنَقله ابنُ السّيد فِي الفرْق، وَقَالَ: إِنّه جمعُ {سِوار خاصّة، أَي ككِتَابٍ وكُتُب، وسَكَّنُوه لثِقَلِ حَرَكَة الْوَاو، وأَنشدَ قولَ ذِي الرُّمَّة: هِجَاناً جَعَلْنَ} السُّورَ والعَاجَ والبُرَى على مِثْلِ بَرْدِيِّ البِطَاحِ النُّواعِمِ ( {وسُؤُورٌ) ، كقُعُودٍ هاكذا فِي النُّسَخ، وعَزوْه لِابْنِ جِنِّي، ووَجَّهَها سيبويهِ على الضّرورة. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: لم يذكر الجَوْهَرِيّ شَاهدا على} الأُسْوار لُغَة فِي {السِّوار، ونَسب هاذا القَوْل إِلى أَبي عَمْرِو بنِ العَلاءِ، قَالَ: وَلم يَنْفَرِدْ أَبُو عَمْرو بهاذا القَوْل، وشاهِدُه قولُ الأَحْوص: غادَةٌ تَغْرِثُ الوِشَاحَ وَلَا يَغْ رَثُ مِنْهَا الخَلْخَالُ} والإِسْوَارُ وَقَالَ حُمَيْدُ بن ثُوْرٍ الهِلاَلِيّ: يَطُفْنَ بهِ رَأْدَ الضُّحَى ويَنُشْنَه بأَيْدٍ تَرَى {الإِسْوَارَ فِيهِنّ أَعْجَمَا وَقَالَ العَرَنْدَسُ الكِلابِيّ: بَلْ أَيُّهَا الرّاكِبُ المُفْنِي شَبِيبَتَه يَبْكِي على ذَاتِ خَلْخَالٍ} وإِسْوارِ  وَقَالَ المَرّارُ بن سَعِيد الفَقْعَسِيّ: كمَا لاحَ تِبْرٌ فِي يَدٍ لَمَعَتْ بِهِ كَعَابٌ بَدَا {إِسْوارُهَا وخَضِيبُهَا وَفِي التَّهْذِيب: قَالَ الزَّجّاجُ:} الأَسَاوِرُ من فِضَّةٍ، وَقَالَ أَيضاً: والقُلْبُ من الفِضّةِ يُسَمَّى سِوَاراً، وإِن كانَ من الذَّهَبِ فَهُوَ أَيضاً يُسَمَّى {سِوَاراً، وكلاهُما: لِباسُ أَهلِ الجَنَّةِ. (} والمُسَوَّرُ، كمُعَظَّم: مَوْضِعُه) كالمُخَدَّم لموْضِع الخَدَمَة. (وأَبو طاهِرٍ) أَحمَدُ بنُ عليّ بنِ عُبَيْدِ الله (بنِ {سُوَارٍ) ككِتَابٍ: (مُقْرِىءٌ) ، صَاحب المُسْتَنِيرِ، وأَولاده: هِبَةُ اللَّهِ أَبُو الفَوَارِس، ومُحَمَّدٌ أَبو الفُتُوحِ، وحفيده أَبو طَاهِر الحَسَنُ بنُ هِبَة الله، وأَبو بَكْرٍ مُحَمّدُ بنُ الحَسَن الْمَذْكُور، حَدَّثُوا كلُّهُم، وَهَذَا الأَخير مِنْهُم رُمِيَ بِالْكَذِبِ، كَذَا قَالَه الْحَافِظ. (وعُبَيْدُ اللَّهِ بنُ هِشَامِ بنِ} سِوَار) ككِتَاب: (مُحَدّث) ، وأَخُوه عبدُ الواحِدِ، شامِيّ أَخذ عَن الأَوّل ابْن ماكُولا سَمْعاً من أَبي مُحَمَّد بنِ أَبي نَصْر. (و) من المَجاز: ( {الأُسْوارُ بالضَّمِّ والكَسْرِ: فائِدُ الفُرْسِ) ، بمنْزلة الأَمِيرِ فِي العَرَبِ، وَقيل: هُوَ المَلِكُ الأَكبر، مُعَرَّب، مِنْهُم سَيْجٌ جدُّ وَهْبِ بنِ مُنَبِّه بنِ كامِلِ بن سَيْج، فَهُوَ أَبْنَاوِيّ} - أُسْوارِيّ يمانِيّ صَنْعَانِيّ ذَمَارِيّ. (و) قيل: هُوَ (الجَيِّدُ الرَّمْي بالسِّهَامِ) ، يُقَال: هُوَ {أُسْوارٌ من} الأَساوِرَةِ، للرّامي الحاذِقِ، كَمَا فِي الأَساس، قَالَ: وَوَتَّرَ! الأَساوِرُ القِيَاسَا صُغْدِيَّةً تَنْتَزِعُ الأَنْفاسَا (و) قيل: هُوَ (الثَّابِتُ) الجَيِّدُ الثَّبَاتِ (على ظَهْرِ الفَرَسِ) .  (ج: {أَساوِرَة} وأَسَاوِرُ) ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَساوِرَةُ الفُرْسِ: فُرْسانُهم المُقاتِلُونَ، والهاءُ عِوَضٌ من الياءِ، وَكَانَ أَصلُه أَساوِيرَ، وكذالك الزَّنادِقَةُ، أَصلُه زَنَادِيقُ عَن الأَخفش. (وأَبُو عِيسَى {- الأُسْوَارِيّ: بالضَّمِّ: مُحَدِّثٌ) تابِعِيّ، (نِسْبَةٌ إِلى الأَسَاوِرَةِ) من تَمِيم، عَن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيّ، لَا يُعْرَف اسمُه. (و) فِي التَّبْصِيرِ لِلْحَافِظِ: وتُوجد هاذه النِّسْبَةُ فِي القُدَماءِ، فأَمّا المتأَخِّرُونَ فإِلى (أَسْوَار بالفَتْحِ: ة، بإِصْبهانَ) وَيُقَال: فِيهَا} - أَسْوَارِيّ، (مِنْهَا: مُحَيْسِنٌ) ، هاكذا فِي النُّسخ مُصَغّر مُحْسِن، وَالَّذِي فِي التبصير صَاحب مَجْلِس {- الأَسْوَارِيّ، وَهُوَ أَبو الحَسَن عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليَ، وَزَاد ابْن الأَثير: هُوَ ابنُ المَرْزُبَانِ أَصْبَهَانِيّ زاهد. (و) أَبو الحَسَنِ (مُحَمّدخ بنُ أَحْمَدَ،} الأَسْوارِيّانِ) الأَخِيرُ من شُيوخِ ابنِ مَرْدَوَيْه. (و) يُقَال: قَعَدَ على ( {المِسْوَرِ، كمِنْبَر) : هُوَ (مُتَّكَأٌ مِنْ أَدَمٍ) ، جمعه} مَسَاوِرُ، وَهِي المَسَانِدُ، قَالَ أَبُو العَبّاس: وإِنَّمَا سُمِّيَت {الْمِسْوَرة} مِسْوَرَةً لعُلُوّها وارتِفَاعِها، من قولِ العربِ: {سارَ، إِذا ارتَفَعَ، وأَنشد: } سُرْتُ إِليهِ فِي أَعَالِي السُّورِ أَراد: ارْتَفَعْتُ إِليه. (و) المِسْوَرُ (بنُ مَخْرَمَةَ) بن نَوْفَل الزُّهْرِيّ، وأُمه عاتِكة أُخت عبد الرحمان بن عَوْف. (و) المِسْوَرُ (أَبو عبْدِ اللَّهِ، غيرَ مَنْسُوبٍ، صحابِيّان) ، رُوِيَ ابنُ مُحَيْرِيزٍ عَن عبدِ اللَّهِ بنِ مِسْوَرٍ عَن أَبِيهِ، والحديثُ مُنْكَر. (و) ! المُسَوَّرُ، (كمُعَظَّمٍ: ابنُ عَبْدِ المَلِكِ) اليَرْبُوعِيّ، (مُحَدّثٌ) ، حَدّثَ عَنهُ مَعْنٌ القَزَّاز، قَالَ الحافظُ بنُ حَجَر: واختلَفَت نُسَخُ البُخَارِيّ فِي  هاذا وَفِي المُسَوَّر بن مَرْزُوقٍ، هَل هُما بالتّخْفِيف أَو التَّشْدِيد. (و) {المُسَوَّرُ (بنُ يَزِيدَ) الأَسَدِيّ (المالِكِيّ الكاهِلِيّ: صَحابِيّ) ، وحديثُه فِي كتاب مُسْنَد ابنِ أَبي عاصِمٍ، وَفِي المُسْنَد. (و) } مَسْوَر، (كمَسْكَنٍ: حِصْنانِ) مَنِيعَانِ (باليَمَنِ) ، أَحدُهما (لبَنِي المُنْتَابِ) ، بالضمّ وبهم يُعْرَفُ، (و) ثَانِيهمَا (لبَنِي أَبي الفُتُوحِ) ، وبهم يُعْرَف أَيضاً، وهما من حُصُونِ صَنْعَاءَ. ( {والسُّورُ) ، بالضمّ: (الضِّيافَةُ) ، وَهِي كلمة (فارِسِيّة) ، وَقد (شَرَّفَها النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قلت: وَهُوَ إشَارَةٌ إِلى الحَدِيثِ المَرْوِيّ عَن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ الأَنصارِيّ، رَضِي الله عَنهُ: (أَنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقال لأَصحابِه: قُومُوا فَقَدْ صَنَعَ جابِرٌ سُوراً) ، قَالَ أَبو العَبَّاس: وإِنّما يُرادُ من هاذا أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمتَكَلَّم بالفَارِسِيَّة، (صَنَعَ} سُوراً) ، أَي طَعَاماً دَعَا النَّاس إِلَيْهِ. (و) السُّورُ: (لقَبُ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدٍ الضَّبِّيّ التّابِعِيّ) صاحِبِ أَنَسِ بنِ مالِكٍ، رَضِي الله عَنهُ. قلت: والصَّوابُ أَن لقبَه سُؤْرُ الأَسَدِ، كَمَا حَقَّقَهُ الحافِظُ. قلت فِي وَفَياتِ الصَّفَدِيّ: كَانَ صَرَعَه الأَسَد ثمَّ نَجَا وعاش بعد ذالك قيل: إِنَّه كانَ مُنْكَرَ الحَدِيثِ، تُوُفِّي سنة 150. (وكَعْبُ بنُ سُورٍ: قاضِي البَصْرَةِ لعُمَرَ) رَضِيَ الله عَنهُ، فِي زَمَنِ الصَّحَابَة. وفَاتَه: وَهْبُ بنُ كَعْبِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بن سُورٍ الأَزْدِيّ، عَن سلْمَانُ الفَارِسِيّ.  (وأَبو {سُوَيْرَةَ، كهُرَيْرَة: جَبَلَةُ بنُ سُحَيْمٍ) أَحدُ التَّابِعِينَ، و (شَيْخُ) سُفْيَانَ بنِ سَعِيدٍ (الثَّوْرِيّ) ، وأَعَاده فِي (شرر) أَيضاً، وَهُوَ وَهَمٌ. (و) } السَّوّارُ، (ككَتَّانٍ: الأَسَدُ) ، لوُثُوبِه، {كالمُساوِرِ، ذكرهمَا الصّغانيّ فِي التَّكْمِلَة. (واسْمُ جَمَاعَةٍ) ، مِنْهُم:} سَوَّارُ بنُ الحُسَيْنِ الكَاتِبُ المِصْرِيّ، كتَبَ عَنهُ ابنُ السَّمْعَانِيّ. وأَحْمَدُ بنُ محمّدِ بنِ {السَّوّارِ الفَزَارِيّ، أَبو جَعْفَر القُرْطُبِيّ، ضَبَطَه ابنُ عبدِ المَلِك. وسَوّارُ بنُ يُوسُفَ المراري، ذكره ابنُ الدَّبّاغ، محَدِّثون. (} وسُرْتُ الحائِطَ {سَوْراً) ، بالفَتْح، (} وتَسَوَّرْتُهُ) : عَلَوْتُه. وتَسَوَّرْتُه أَيضاً: (تَسَلَّقْتُه) ، وَهُوَ هُجُومُ مِثْلِ اللِّصِّ، عَن ابْن الأَعرابِيّ. {وتَسَوَّرَ عَلَيْهِ،} كسَوَّرَه، إِذا عَلاهُ وارتفع إِليه وأَخَذَه، وَمِنْه حَدِيث شَيْبَةَ: (فَلَمْ يَبْقَ إِلاّ أَنْ {أُسَوِّرَه) . وَفِي حديثِ كَعْبِ بنِ مَالِك: (مَشَيْتُ حَتّى} تَسَوَّرْتُ حائِطَ أَبِي قَتَادَةَ) ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {إِذْ {تَسَوَّرُواْ الْمِحْرَابَ} (صلله: 21) . (و) عَن ابنِ الأَعرابِيّ: يقالُ للرَّجِلِ: (} سُرْسُرْ) ، وَهُوَ (أَمْرٌ بِمَعَالِي الأُمورِ) ، كأَنَّه يأْمُرُه بالعُلُوّ والارتفاع، من {سُرْتُ الحائِطَ، إِذا عَلَوْتَه. (} وسُورِيَةُ، مَضْمُومَةٌ مُخَفَّفَةً: اسمٌ للشَّامِ) فِي القَدِيمِ، وَفِي التَّكْمِلَةِ فِي حديثِ كَعْبٍ: (إِنَّ اللَّهَ بَارَكَ للمُجَاهِدِينَ فِي صِلِّيانِ أَرْضِ الرُّومِ، كَمَا بارَكَ لَهُم فِي شَعِيرِ! سُورِيَةَ) أَي يقوم نَجِيلُهم مَقَامَ الشَّعِيرِ فِي التَّقْوِيَةِ، والكَلِمَة رُومِيَّة. (أَو) هُوَ: (ع، قُرْبَ خُنَاصِرَةَ) من أَرض حِمْصَ.  ( {وسُورِينُ) ، كبُورِين: (نَهْرٌ بالرَّيّ، وأَهلُهَا يَتَطَيَّرُونَ مِنْهُ؛ لأَنَّ السَّيْفَ الَّذِي قُتِلَ بهِ) الإِمَامُ (يَحْيَى بنُ) الإِمَام أَبي الحُسَيْنِ (زَيْدٍ) الشَّهِيدِ (ابنِ) الإِمامِ (عَلِيّ) زَيْنِ العابِدِين (ابنِ) الإِمامِ الشَّهِيدِ أَبِي عبدِ الله (الحُسَيْنِ) بنِ عَليِّ بنِ أَبي طالِب، رَضِي الله عَنْهُم، (غُسِلَ فيهِ) ، وَكَانَ الَّذِي احتَزَّ رأْسَه سَلْم بنُ أَحْوَز بأَمرِ نَصْرِ بنِ سَيّارٍ اللَّيْثِيّ عامِلِ الوَلِيدِ بنِ يَزِيدَ، وَكَانَ ذالك سنة 125 وعُمره إذْ ذاكَ ثمانِي عشْرَةَ سنة، وأُمّه رَيْطَةُ بنْتُ أَبي هاشِمٍ، عبدِ اللَّهِ بنِ محمّد بن الحَنَفِيَّةِ وأُمّها رَبْطَةُ بنتُ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلِ بنِ الحارِثِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ بنِ هاشِمٍ، وَلَا عَقِبَ لَهُ. (} وسُورَى، كطُوبَى: ع بالعِرَاقِ) من أَرْضِ بابِل، بالقربِ من الحِلَّةِ (وَهُوَ مِنْ بَلَدِ السُّرْيَانِيِّينَ) ، وَمِنْه إِبراهِيمُ بنُ نَصْرٍ {- السُّورَانِيّ، وَيُقَال:} - السُّوريانِيّ بياءٍ تحتيّة قبل الأَلف، وهاكذا نَسَبه السَّمْعَانِيّ، حكى عَن سُفْيَانَ الثَّوْرِيّ. والحُسَيْنُ بنُ عَلِيَ السُّورَانِيّ، حَدَّثَ عَن سَعِيدِ بنِ البَنّاءِ، قَالَه الْحَافِظ. (و) سُورَى أَيضاً: (ع، من أَعمالِ بَغْدَادَ) بالجزيرةِ، (وَقد يُمَدّ) ، أَي هاذا الأَخير. ( {والأَساوِرَةُ: قومٌ من العَجَمِ) من بَنِي تَمِيم (نَزَلُوا بالبَصْرَةِ) قَديماً (كالأَحامِرَةِ بالكُوفَةِ) ، مِنْهُم أَبو عِيسَى} - الإِسْوَارِيّ المتقَدّم ذِكْره. (وَذُو {الإِسْوَارِ، بِالْكَسْرِ: مَلِكٌ باليَمَنِ كانَ} مُسَوَّراً) ، أَي مُسَوَّداً  ممَلَّكاً، (فأَغَارَ عليهِم، ثمَّ انْتَهَى بجَمْعِه إِلى كَهْفٍ، فتَبِعَهُ بَنُو مَعَدّ) بنِ عَدْنَانَ، (فجَعَلَ مُنَبِّهُ يُدَخِّنُ عليهِم) ، حَتَّى هَلَكُوا، فسُمِّيَ مُنَبِّهٌ (دُخَاناً) . وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: {سُوَّارَى، كحُوّارَى: الارْتِفاعُ، أَنشد ثَعْلَب: أُحِبُّه حُبّاً لَهُ سُوَّارَى كَمَا تُحِبُّ فَرْخَها الحُبَارَى وفَسَّرَه بالارْتِفَاعِ، وَقَالَ: المَعْنَى: أَنّها فِيهَا رُعُونَةٌ، فمتَى أَحَبَّتْ وَلدَهَا أَفْرَطَتْ فِي الرُّعُونَةِ. وَيُقَال: فُلانٌ ذُو} سَوْرَةٍ فِي الحَرْبِ، أَي ذُو نَظَرٍ سَدِيد. {والسَّوَّارُ: الَّذِي يُواثِبُ نَديمَه إِذا شَرِبَ. } وتَسَاوَرْتُ لَهَا، أَي رَفَعْتُ لَهَا شَخْصِي. {وسُورَةُ كُلِّ شَيْءٍ: حَدُّه، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. وَفِي الحَدِيث: (لَا يَضُرُّ المَرْأَةَ أَنْ لَا تَنْقُضَ شَعْرَها إِذا أَصابَ المَاءُ سُورَ رَأْسِها) أَي أَعْلاه، وَفِي رِوَايَة: (سُورَةَ الرَّأْسِ) ، وَقَالَ الخطّابيّ: ويروى: (شَوْرَ رأْسها) ، وأَنكره الهَرَوِيّ، وَقَالَ بعضُ المُتَأَخِّرِينَ: والمعروفُ فِي الرِّوايةِ: (شُؤُونَ رَأْسِها) وَهِي أُصولُ الشَّعر. } ومُسَاوِرٌ {ومِسْوَارٌ} وسور {وسَارَة أَسماءٌ. ومَلِكٌ} مُسَوَّرٌ، ومُسَوَّدٌ: مُمَلَّكٌ، وَهُوَ  مَجَازٌ؛ قَالَه الزَّمخشريّ. وأَنشد المُصَنّفُ فِي البَصَائِرِ لبعضِهِم: وإِنِّي من قَيْسٍ وقَيْسٌ هُمُ الذُّرَا إِذا رَكِبَتْ فُرْسانُها فِي السَّنَوَّرِ جُيُوشُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ الَّتِي بِها يُقَوِّمُ رَأْسَ المَرْزُبانِ المُسَوَّرِ {وأَسْوَرُ بنُ عبدِ الرّحمانِ، من ثِقَاتِ أَتْبَاعِ التّابِعِين، ذَكَرَه ابْن حِبّان. } وسُوَارٌ، كغُرَاب، ابنُ أَحمدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللَّه بن مُطَرّف بن سُوَار، من ذُرِّيةِ {سُوَارِ بنِ سَعِيدٍ الدّاخِل، كَانَ عالِماً مَاتَ سنة 444. وعبدُ الرّحمانِ بنُ سُوَار أَبو المُطَرِّف قَاضِي الْجَمَاعَة بقُرْطُبَةَ، رَوَى عَن حاتِمِ بنِ محمّد وغيرِه، مَاتَ فِي ذِي القَعْدَة سنة 464 ذَكَرَهما ابنُ بَشْكَوال فِي الصِّلَة وضبطَهُما. وأَبُو سَعِيدٍ عبدُ اللَّهِ بنِ محمّدِ بنِ أَسْعَد بن سُوَار، النَّيْسَابُورِيّ الزَّرّاد الفَقِيهُ المُصَنِّف. وأَبو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ} سُورِين الدَّيْرعاقُولِيّ، رَوَى عَنهُ ابْن جَمِيع. وأَبُو بَكْرٍ أَحمدُ بنُ عِيسَى بنِ خالِدٍ {- السُّورِيّ، روى عَنهُ الدّارَقُطْنِيّ. وفخرُ الدِّينِ أَبو عبدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بن مَسْعُودِ بنِ سَلْمَان بنِ} سُوَيْرِ، كزُبَيْرٍ الزَّواوِيّ المالِكِيّ، أَقْضَى القُضاةِ بدِمَشْقَ، توفِّي سنة 757 بهَا، ذَكَره الوَلِيّ العِرَاقِيّ. {وسُورَيْن، بِفَتْح الراءِ: مَحَلَّةٌ فِي طَرفِ الكَرْخِ. } وسُورِين بكسرِ الرّاءِ: قريةٌ على نِصْفِ فَرْسَخ من نَيْسَابُور، وَيُقَال: سُوريان. وسَوْرَة، بالفَتْح: مَوضِع. وسَعيد بن عبد الحميد! السَّوَّارِيّ، بِالتَّشْدِيدِ، سمع من أَصحاب الأَصَمِّ.  وعَمْرُو بنُ أَحمدَ {- السَّوّاريّ، عَن أَحْمَدَ بنِ زَنْجَوَيهِ القَطّان. } والأَسْوارِيّةُ: طائفةٌ من المُعْتَزِلَة.
المعجم: تاج العروس

وَصد

المعنى: وَصد : ( {الوَصِيدُ) والأَصِيدُ لغَتَانِ مِثْل الوِكَاف والإِكاف، نَقله الفَرّاءُ عَن يُونُس والأَخفش، وهما (: الفِنَاءُ) ، والجَمْعُ} وُصُدٌ {ووَصَائِدُ، (و) قيل: الوَصِيد (: العَتَبةُ) لِلْبَابِ (و) الوصيد (بَيْتٌ كالحَظِيرةِ مِن الحِجَارَةِ) يُتَّخَذُ (فِي الجِبَالِ، لِلْمَالِ) أَي للغَنَمِ وغيرِهَا،} كالوَصِيدةِ، يُقَال: غَنَمَهُم فِي {الوصَائدِ. (و) } الوَصيدُ (: كَهْفُ أَصحَابِ الكَهْفِ) فِي بَعْضِ الأَقْوَالِ، وبالوُجُوهِ الثلاثَةِ فُسِّر قولُه تَعَالَى: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ {بِالوَصِيدِ} (سُورَة الْكَهْف، الْآيَة: 18) كَذَا فِي البصائر للمصنّف، فَلَا وَجْهَ لإِنكار شيخِنا عَلَيْهِ. (و) الوَصِيدُ أَيضاً (: الجَبَلُ) ، أَورَدَه المُصنِّف فِي البصائر. (و) الوَصِيدُ (: النَّبَاتُ المُتقارِبُ الأُصولِ) . (و) مِن الْمجَاز الوَصِيدُ: (الضَّيِّقُ) ،} كالمُوصَدِ عَلَيْهِ وَقد {أَوْصَدُوا على فُلانٍ: ضَيَّقُوا عَلَيْهِ وأَرْهَقُوه، كَمَا فِي الأَساس. (و) الوَصِيد (: المُطْبَقُ) ، كالوِصَادِ. (و) الوَصِيد (: الَّذِي يُخْتَنُ مَرَّتَيْنِ) ، أَورَدَه المُصَنِّف فِي البصائر. (و) الوَصِيد (: الحَظِيرةُ مِن الغِصَنَةِ) ، بِكَسْر الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَفتح الصَّاد الْمُهْملَة، جمع غُصْنٍ كَمَا سَيَأْتِي، هاكذا فِي سائرِ النُّسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ، فإِن} الأَصِيدَة! والوَصِيدَة لَا تكون إِلاَّ مِن الحِجَارَة، وَالَّذِي من الغِصَنَةِ تُسَمَّى الحَظِيرَة، وَقد بَيَّن هاذا الفَرْقَ ابنُ مَنظورٍ وغيرُه. ولمَّا رأَى  المُصَنِّف فِي عبارةِ الأَزْهريّ (والحَظِيرَة مِن الغِصَنَةِ) بعد قَوْله (إِلاَّ أَنَّهَا من الحِجَارَة) ظَنَّ أَنه مَعْطُوفٌ على مَا قَبْلَه، وَلَيْسَ كذالك فتأَمَّلْ. ( {والوَصَدُ، محرّكةً) ، وضَبطَه الصاغَانيُّ بِالْفَتْح، وَهُوَ الصَّوَابُ (: النَّسْجُ.} والوَصَّادُ: النَّسَّاجُ) قَالَ رؤبة: مَا كَانَ تَحْبِيرُ اليَمَانِي البَرَّادْ يَرْجُو وَإِنْ دَاخَلَ كُلُّ {وَصَّادْ نَسْجِي ونَسْجِي مُجْرَهِدُّ الجُدَّادْ يُقَال:} وَصَدَ النَسَّاجُ بَعْضَ الخَيْطِ فِي بَعْضٍ {وَصْداً،} وَوَصَّدَه: أَدخَلَ اللّحْمَةَ فِي السَّدَى. ( {والمُوَصَّد، كمُعَظَّم: الخِدْرُ) أَنشد ثَعلبٌ. وَعُلِّقْتُ لَيْلَى وَهْيَ ذَاتُ} مُوَصَّدٍ وَلَمْ يَبْدُ لِلْأَتْرَابِ مِنْ ثَدْيِهَا حَجْمُ ( {وأَوْصَدَ) الرَّجُل (: اتَّخَذَ حَظِيرَةً) فِي الجَبَلِ لحِفْظِ المالِ، (} كاسْتَوْصَدَ) . (و) أَوْصَدَ (الكَلْبَ وغَيْرَه) بالصَّيْدِ (: أَغرَاه) {كوَصَّدَه} تَوْصِيداً. (و) أَوصَدَ (البَابَ:) أَطْبَقَه وأَغْلَقَه، {كَآصَدَه فَهُوَ} مُوصَدٌ، مثل أَوْجَع فَهُوَ مُوجَعٌ، وَفِي حديثِ أَصحابه الغَارِ (فَوَقَعَ الجَبَلُ عَلَى بابِ الكَهْفِ {فأَوْصَدَه) أَي سَدَّهُ، من} أَوْصَدْتُ البَابَ إِذا أَغْلَقْتَه. {وأَوْصَدَ القِدْرَ: أَطْبَقَهَا، وَالِاسْم مِنْهُمَا جَمِيعاً} الوِصَادُ، حَكَاهُ اللِّحيانيُّ. وَقَوله عز وَجل: {إِنَّهَا عَلَيْهِم {مُّؤْصَدَةٌ} (سُورَة الْهمزَة، الْآيَة: 8) وقرىء} مُوصَدَة، بِغَيْر هَمْزٍ، قَالَ أَبو عُبَيْدة: {آصَدْتُ} وأَوْصَدْت، إِذا أَطْبَقْت، وَمعنى {مُؤْصَدة: مُطْبَقَةٌ عَليهم، وَفِي البصائر: هَمَزَهَا أَبو عَمْرٍ ووحَمْزَةُ وخَلَفٌ وَحَفْصٌ وَاخْتلف على يَعقُوب، والبَاقُون بِغَيْر هَمْزٍ. (} ووَصَدَ، كوَعَد: ثَبَتَ) ، وَفِي النَّوَادِر: {وَصَدْت بالمكانِ أَصِدُ، ووَتَدْتُ أَتِدُ، إِذا ثَبَتُّ، وَيُقَال:} وَصَدَ الشيءُ: وَصَبَ، أَي ثَبَتَ، فَهُوَ! واصِدٌ ووَاصِبٌ، ومثْلهُ الصَّيْهَدُ والصَّيْهَبُ  للحَرِّ الشديدِ، (وَ) {وَصَدَ بِالْمَكَانِ (: أَقَامَ) . وَهُوَ مأْخوذٌ من عِبَارَة النوادِرِ، مِثْل وَطَدَ. (} والتَّوْصِيدُ: التَّحْذِيرُ) ، يُقَال {وَصَّدَ،} وأَوْصَدَه، إِذا أَغْرَاهُ وحَذَّرَه. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: {الوَصْدَةُ مِن الرَّجُلِ: خُبْتَةُ سَرَاوِيلِه، وأَنشد يَعْقُوب: ومُرْهَقٍ سَالَ إِمْتَاعاً بِوَصْدَتِه لَمْ يَسْتَعِنْ وَحَوَامِي المَوحتِ تَغْشَاهُ فسّرَه ابنُ سِيدَه بِمَا تقدَّم وَقَالَ: مَعْنَى لم يَسْتَعِن، أَي لَمْ يَحْلِقْ عَانَتُه.
المعجم: تاج العروس

كود

المعنى: كود : ( {الكَوْدُ: المَنْعُ) ، وَمِنْه حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ (ولكنْ مَا قَوْلُكَ فِي عُقُولٍ} كَادَهَا خَالِقُهَا) ، قَالَ ثَعْلَب أَي مَنَعَهَا. (و) يُقَال ( {كَادَ) زَيْدٌ (يَفْعَل) كَذَا. (و) حكى أَبو الخَطّاب أَن نَاسا من الْعَرَب يَقُولُونَ (} كِيدَ) زَيْدٌ يَفْعل كَذَا، وَمَا زِيلَ يَفْعل كَذَا، يُرِيدُونَ كَادَ وزَالَ، وَقد رُوِيَ بَيْتُ أَبي خِرَاش: {وكِيدَ ضِيَاعُ القُفِّ يَأْكُلْنَ جُثَّتِي وكِيدَ خِرَاشٌ يَوْمَ ذالِكَ يَيْتَمُ (} كَوْداً) بِالْوَاو، {وكاداً، بالأَلف، وكِيداً بالياءِ (} ومَكَاداً {ومَكَادَةً) ، هاكَذَا سَرعدَ ابنُ سِيدِ مصادِرَ، أَي هَمَّ و (قَارَبَ ولمْ يَفْعَل) ، وَقَالَ اللَّيْث: الكَوْدُ مصدرُ} كادَ {يَكُودُ} كَوْداً {ومَكَاداً} ومَكَادَةً،! وكِدْت أَفْعَل كَذَا، أَي هَمَمْتُ، ولغة بني عَدِيَ بالضَّمّ، وَحَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ عَن بعضِ العربِ. وَفِي الأَفعال لِابْنِ القَطَّاع: {كادَ} يَكَادُ {كَاداً} وكَوْداً، هم وأَكثرُ العَرَب على {كِدْت، أَي بِالْكَسْرِ، وَمِنْهُم من يَقُول} كُدْتُ، أَي بالضمّ، وأَجمعوا على {يَكَادُ، فِي الْمُسْتَقْبل، وَنقل شَيخنَا عَن تصريف الميدانيّ أَنه قد جاءَ فِيهِ فَعُلع أَي بِالضَّمِّ يَفْعَل بِالْفَتْح، على لُغَة من قَالَ} كُدْتَ {تَكادُ، بِضَم الْكَاف فِي الْمَاضِي قَالَ شيخُنا: وَذكر غيرهُ: وَقَالُوا: هُوَ مِمَّا شَذَّ فِي بَاب فَعُلَ بالضمّ، فإِن مضارعه لَا يكون إِلاْ يَفْعُلُ بالضمْ، وَقد سبق أَنه شَذَّ، لَبَّ وَمَا مَعَهُ، وهاذا مِمَّا زادوه، كَمَا فِي شُرُوح اللامِيّة. وَقَالَ الزمخشريّ: قد حَوَّلُوا عِنْد اتِّصَال ضميرِ الفَاعِل فَعَل من الْوَاو إِلى فَعُل، وَمن الياءِ إِلى فَعِل، ثمَّ نقلت الضمّة والكسرة إِلى الفاءِ، فَيُقَال قُلْت وقُلْن، وبِعْث وبِعْنَ وَلم يحوِّلوا فِي غير الضَّمِير إِلاَّ مَا جاءَ فِي قَول ناسٍ من الْعَرَب كِيدَ يَفْعَل ومَا زهيلَ. قلت: وأَورد هاذا البحثَ أَبو جعفرٍ اللّبْلِيّ فِي بُغْية الآمال، وأَلْمَمنا بِبَعْضِه فِي (التَّعْرِيف بضروريّ اللُّغَة والتصريف) فَرَاجعه. وَفِي اللِّسَان: كَاد وُضِعتْ لمُقَارَبة الشيْءِ فُعِلَ أَو لم يُفْعَل (مُجَرَّدَةً تُنْبِىءُ عَن نَفْيِ الفِعْلِ، ومَقْرُونَةً بالجَحْدِ تُنْبِىءُ عَن وقُوعهِ) أَي الْفِعْل، وَفِي الإِتقان للسليوطيّ: كادَ فِعْلٌ ناقِصٌ أَتى مِنْهُ الْمَاضِي والمضارع فَقَط، لَهُ اسمٌ مَرفوع وخبرٌ مُضارع مُجَرَّد من أَنْ، وَمَعْنَاهَا: قارَبَ، فَنَفْيُهَا نَفْيٌ للمُقَارَبَة، وإِثباتها إِثباتٌ للمُقَارَبة، واشتهر على أَلسنة كثيرٍ أَن نَفْيَها إِثباتٌ وإِثباتَها نَفْيٌ، فقولك: كَاد زيدٌ يَفْعَل، مَعْنَاهُ لم يَفْعل، بِدَلِيل {9. 012 وَإِن} كَادُوا يفتنونك} (سُورَة الْإِسْرَاء، الْآيَة: 73) . وَمَا كَاد يفعل، مَعْنَاهُ فَعَل، بِدَلِيل {وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 71) أَخرجَ ابنُ أَبي حاتمٍ من طَرِيق الضَّحَّاك، عَن ابنِ عبَّاس قَالَ: كُلّ شيْءٍ فِي الْقُرْآن كادَ! وأَكَادُ ويَكادُ، فإِنه لَا يَكون أَبداً، وَقيل: إِنها تُفيد الدّلالة على وُقوعِ الفِعْل بِعُسْرٍ، وَقيل: نَفْيُ الْمَاضِي إثباتٌ، بِدَلِيل {9. 012} وَمَا {كَادُوا يَفْعَلُونَ وَنفى الْمُضَارع نَفيٌ بِدَلِيل {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 40) وَنفى الْمُضَارع نَفيٌ بِدَلِيل {لَمْ} يَكَدْ يَرَاهَا} مَعَ أَنه لم يَرَ شَيْئا. وَالصَّحِيح الأَوّل، أَنها كَغَيْرِهَا، نَفْيها نَفيٌ وإِثباتُها إِثباتٌ، فَمَعْنَى كادَ يَفعل: قارَبَ الفِعْل ولمْ يَفْعَل. وَمَا كادَ يَفْعَل: مَا قَارَب الفِعْل فَضْلاً عنْ أَنْ يَفْعَل، فنَفْيُ الفِعْلِ لازِمٌ مِن نَفْيِ المُقَارَبَة عَقْلاً. وأَما آيَة {فَذَبَحُوهَا وَمَا {كَادُواْ يَفْعَلُونَ} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 71) فَهُوَ إِخبار عَن حَالهم فِي أَوّلِ الأَمر، فإِنهم كانُوا أَوَّلاً بُعدَاءَ مِن ذَبْحِهَا، وإِثبات الفِعْل إِنما فُهِم من دَلِيل آخرَ، وَهُوَ قَوْله تَعَالَى: {فَذَبَحُوهَا} وايما قَوْله {لَقَدْ} كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ} (سُورَة الْإِسْرَاء، الْآيَة: 74) مَعَ أَنّه صلى الله عَلَيْهِ وسلملم يَرْكَنْ لاَ قَليلاً وَلَا كثيرا، فإِنه مَفهومٌ مِن جِهَةِ أَنّ لَوْلاَ الامتناعِيَّةَ تقتضِي ذالك، انْتهى. وَفِي اللِّسَان: وَقَالَ أَبو بكر فِي قَوْلهم: قَدْ كَادَ فُلاَنٌ يَهْلِك: مَعْنَاهُ: قد قَارَبَ الهَلاَكَ وَلم يَهْلِك، فإِذا قُلتَ مَا كَادَ فُلانٌ يَقُوم، فَمَعْنَاه: قامَ بعد إِبطاءِ وكذالك، كَاد يَقوم مَعْنَاهُ قاربَ القِيَامَ وَلم يَقُمْ. قَالَ: وهاذا وَجْهُ الْكَلَام، ثمَّ قَالَ (وقَد تَكون) كَاد (صِلَةً للكلامِ) ، أَجاز ذالك الأَخْفَشُ وقُطْرُبٌ وأَبو حاتمٍ، واحتجّ قُطربٌ بقولِ زيدِ الخَيْلِ: سَرِيعٍ إِلى الهَيْجَاءِ شَاكٍ سلاحُهُ فَما إِنْ {يَكادُ قِرْنُه يَتَنَفَّسُ معناهُ مَا يَتَنَفَّسُ قِرْنُه. وَقَالَ حَسَّان: وَ} تَكَادُ تَكْسَلُ أَنْ تَجهىءَ فِرَاشَهَا فِي لِينِ خَرْعَبَةٍ وحُسْنِ قَوَامِ مَعْنَاهُ وتَكسل، (وَمِنْه) قَوْله تَعَالَى: {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 40) أَي لمْ يَرَهَا وَلم يُقَارب ذالك، وَقَالَ بعضُهم: رَآهَا مِن بَعْدِ أَن لم! يَكَدْ يَراهَا مِن شِدَّةِ الظُّلْمَة. فاتَّضَح بذلك أَن قولَ شيخِنَا: كَوْن كَاد صِلَةً للْكَلَام لَا قائلَ بِهِ إِلا مَا وَرَد عَن ضَعَفَةٍ  المُفَسِّرين، تَحَامُلٌ على المُصنِّف وقُصُورٌ لَا يَخْفَى. وَقَالَ الأَخْفَشُ فِي قَوْله تَعَالَى: {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا} حَمْلٌ على المَعنَى، وذالك أَنه لَا يَرَاهَا، وَذَلِكَ أَنك إِذا قلت كَاد يَفْعل إِنَّمَا تَعنِي قَارَب الفِعْل، على صِحَّةِ الكَلاَمِ، وهاكذا معنى هاذه الْآيَة، إِلاّ أَنّ اللُّغَة قد أَجازَتْ: لم يَكَدْ يَفْعَل وَقد فعَل بَعْدَ شِدَّة، وَلَيْسَ هاذا صَحَّةَ الكلامِ، لأَنه إِذا قَالَ: كادَ يَفْعل، فإِنما يعنِي قارَبَ الفِعْل، وإِذا قَالَ، لم يَكد يَفْعل، يَقُول: لم يُقَارِب الفِعْلَ، إِلاَّ أَن اللُّغَة جاءَت على مَا فُسِّرَ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: كُلَّمَا أَخْرَجَ يَدَه لمْ يَكد يَرَاهَا مِن شِدَّة الظُّلمَةِ، لأَن أَقَلَّ مِن هَذِه الظُّلمةِ لَا تُرَى اليَدُ فِيهِ، وأَما لم يَكَد يَقُوم، فقَدْ قَام، هاذا أَكْثَر اللُّغَة. (و) قد (تكون) كَاد (بِمَعْنى أَرادَ) ، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {كَذالِكَ {كِدْنَا لِيُوسُفَ} (سُورَة يُوسُف، الْآيَة: 76) وَقَوله تَعَالَى: {9. 012} أكاد اخفيها} (سُورَة طه، الْآيَة: 15) أَي أَردنا، و (أُرِيدُ) وأَنشد أَبو بَكْرٍ للأَفْوَه: فَإِنْ تَجَمَّعَ أَوْتَادٌ وأَعْمِدَةٌ وسَاكِنٌ بَلَغُوا الأَمْرَ الَّذِي {كَادُوا أَراد: الَّذِي أَرادوا، وأَنشد الأَخفشُ: } كَادَتْ! وكِدْتُ وتِلْكَ خَيْرُ إِرَادَةٍ لَوْ كَانَ مِنْ لَهْوِ الصَّبَابَةِ مَا مَضَى قَالَ: مَعْنَاهُ أَرادَتْ وأَردْت، وَقَالَ الأَخفش فِي تَفْسِير الْآيَة: مَعناه: أُخْفِيهَا. وَفِي تَذكرةِ أَبي عَلِيَ أَن بعضَ أَهلِ التأْوِيل قَالُوا: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} مَعْنَاه: أُظهِرُها، قَالَ شَيْخُنَا: والأَكثر على بَقَائِهَا على أَصْلِها، كَمَا فِي البحْر والنَّهْرِ وإِعْرَابِ أَبي البقاءِ والسَّفاقِسيّ، فَلَا حاجةَ إِلى الخُروج عَن الظَّاهِر، وَالله أَعلم، قَالَ السيوطيّ: وَعَكسه كَقَوْلِه تَعَالَى: {يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ} (سُورَة الْكَهْف، الْآيَة: 77) أَي يكَاد قلت: وَفِي اللِّسَان: قَالَ بَعضهم فِي قَوْله تَعَالَى: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} (سُورَة طه، الْآيَة: 15) أُريد  أُخفيها، فَكَمَا جَازَ أَن تُوضَع أُريد مَوْضِعَ أَكاد فِي قَوْله: {جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ} فَكَذَلِك أَكادُ، فتأَمَّلْ. وَقَالَ ابنُ العَوَّام: كَاد زَيْدٌ أَن يَمُوتَ. (وأَن) لَا تَدخل مَع كادَ وَلَا مَعَ مَا تَصرّف مِنها، قَالَ الله تَعَالَى: { {وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِى} (سُورَة الْأَعْرَاف، الْآيَة: 150) وَكَذَلِكَ جَمِيع مَا فِي القُرآن، قَالَ: وَقد يُدْخِلون عَلَيْهَا أَنْ، تَشْبِيهاً بِعَسَى، قَالَ رؤبة: قَدْ كَادَ مِنْ طُوله البِلَى أَنْ يَمْصَحَا (و) من ذالك قَوْلهم: (عَرَفَ) فلَان (مَا يُكَادُ مِنْه، أَي) مَا (يُرَادُ) ، وَفِي حَدِيث عَمْرِو بن العاصِ: (مَا قَوْلُك فِي عُقُولٍ} كَادَهَا خَالِقُهَا) وَفِي روايةٍ (تِلْكَ عُقولٌ كادَهَا بَارِئُها) أَي أَرادَها بِسُوءٍ. (و) قَالَ اللَّيْث: الكَوْدُ مصْدر كادَ يَكُود كَوْداً ومَكَاداً ومَكَادَةً، تَقول لِمَن يَطلُب إِليك شَيْئا وَلَا تُريد أَن تُعْطِيَه تَقول: لَا و (لاَ مَهَمَّةَ وَلَا مَكادَةَ) . وَلَا كَوْداً وَلَا هَمًّا، وَلَا مَكَاداً وَلَا مَهَمًّا، (أَي لَا أَهُمُّ وَلَا أَكادُ) . ( {ويَكُودُ) على صِيغة الْمُضَارع (: ع) عَن الصاغانيّ، وَلم أَجده فِي مُعْجم ياقوتٍ، مَعَ استيعابه. (وَهُوَ} يَكُودُ بِنَفْسِه) كَوْداً، عَن الصاغانيّ، لُغَة فِي يَكِيد كَيْداً، أَي (يَجُود) بهَا ويسوق، وَذكره غالبُ اللغويين فِي الياءِ، وسيأْتي. ( {واكْوَأَدَّ) الفَرْخُ والشَّيْخُ (: شَاخَ وارْتَعَشَ) ، كاكْوَهَدَّ. (} والكَوْدَةُ:) كلّ (مَا جَمَعْتَ من تُرَابٍ) وَطَعَام (ونَحْوِه) وجَعَلْتَه كُثْباً، (ج {أَكْوَادٌ) . (} وكَوَّدَه) أَي الترابَ (: جَمَعَه وجعَله كُثْبَةً وَاحِدَة) ، يَمَانِية. ( {وكُوَادٌ،} وكُوَيْدٌ، كغُرَابٍ وزُبَيْرٍ: اسمانِ) .
المعجم: تاج العروس

تلد

المعنى: التالد: المال القديم الأَصلِيُّ الذي وُلد عندك، وهو نقيض الطارف.ابن سيده: التَّلْدُ والتُّلْدُ والتِّلادُ والتَّلِيدُ والإِتْلادُ كالإِسْنامِ والمُتْلَدُ، الأَخيرة عن ابن جني: ما وُلد عندك من مالك أَو نُتج، ولذلك حكم يعقوب أَن تاءه بدل من الواو، وهذا لا يقوى، لأَنه لو كان ذلك لَرُدَّ في بعض تصاريفه إِلى الأَصل. وقال بعض النحويين: هذا كله من الواو فإِذا كان ذلك، فهو معتل؛ وقيل: التِّلاد كل مال قديم من حيوان وغيره يورث عن الآباء، وهو التالد والتليد والمُتْلَدُ؛ قال الشاعر يصف خيلاً: تَلائِدٌ نَحْـنُ افْتَلَيْنـا هُنَّهْـ، نِعْـمَ الحُصُونُ والعَتادُ هُنَّهْ، وتَلَدَ المالُ يَتْلِدُ ويَتْلُدُ تُلوداً وأَتْلَدَه هو وأَتلد الرجلُ إذا اتخذ مالاً. ومال مُتْلَد وخُلُقٌ مُتْلَد: قديم؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ماذا رُزِينا مِنْكِ. أُمَّ مَعْبَدِ، مِـنْ سـَعَةِ الحِلْم وخُلْقٍ مُتْلَدِ وفي حديث عبدالله بن مسعود أَنه قال في سورة بني إِسرائيل والكهف ومريم وطه والأَنبياء: هنّ من العتاق الأُوَلِ وهن من تِلادِي يعني السور أَي من قديم ما أَخذتُ من القرآن، شبههن بِتلاد المال. وفي رواية أُخرى: الحم من تِلادِي أَي من أَوّل ما أَخذته وتعلمتُه بمكة. وفي حديث العباس: فهي لهم تالِدةٌ بالِدةٌ يعني الخلافة، والبالدُ إِتباع التَّالِد. وقال اللحياني: رجل تليد في قوم تُلَداءَ وامرأَة تلِيد في نسوة تَلائِدَ وتُلُدٍ. وتَلِدَ فيهم يَتْلَدُ: أَقام. ابن الأَعرابي: تَلَّدَ الرجلُ إذا جمع ومنع.وجارية تلِيدة إذا ورثها الرجل فإِذا وُلِدتْ عنده فهي وَلِيدَة. وروي عن شريح: أَن رجلاً اشترى جارية وشرط أَنها مُوَلَّدةٌ فوجدها تَليدَةً فردّها شريح. قال القتيبي: التَّليدة هي التي وُلدت ببلاد العجم وحُملت فنشأَت ببلاد العرب، والمُوَلَّدة بمنزلة التِّلاد: وهو الذي وُلد عندك؛ وقيل: المُوَلَّدَةُ التي وُلدت في بلاد الإِسلام، والحكم فيه إِن كان هذا الاختلاف يؤثر في الغرض أَو القيمة وجب له الرَّد، وإِلاَّ فلا؛ وروي عن الأَصمعي أَنه قال: التليد ما ولد عند غيرك ثم اشتريته صغيراً فثبت عندك، والتِّلادُ ما وَلَدْتَ أَنت؛ قال أَبو منصور: سمعت رجلاً من أَهل مكة يقول: تلادي بمكة أَي ميلادي. ابن شميل: التليد الذي وُلد عندك، وهو المُوَلَّد والأُنثى المُوَلَّدةُ، والمُوَلَّد والمُوَلَّدةُ والتليد واحد عندنا، رواه المصاحفي عنه. وروى شمر عنه أَنه قال: تِلادُ المال ما تَوالَدَ عندك فتَلِدَ من رقيق أَو سائمة. وَتَلِدَ فلان عندنا أَي وَلَدْنا أُمه وأَباه؛ قال الأَعشى: تَـدِرُّ، علـى غيـر أَسمائها، مُطَرَّفَـــةٌ بعـــد إِتْلادِهــا يقول: كانت من تِلادِهم فصارت طارفاً عندك حين أَخذتها. وتَلَدَ فلان في بني فلان يَتْلُد: أَقام فيهم، وتَلَدَ بالمكان تلوداً أَي أَقام به.وأَتْلَدَ أَي اتخذ المال. والتليد: الذي وُلد ببلاد العجم ثم حمل صغيراً فثبت في بلاد الإِسلام. وفي حديث عائشة: أَنها أَعتقت عن أَخيها عبد الرحمن تِلاداً من تِلادها، فإِنه مات في منامه؛ وفي نسخة تِلاداً من أَتلاده. والأَتْلادُ: بطون من عبد القيس، يقال لهم أَتْلادُ عُمانَ، وذلك لأَنهم سكنوها قديماً.والتُّلْدُ: فرخ العُقاب.
المعجم: لسان العرب

كِتابٌ

المعنى: (صيغة الجمع) كتُبٌ وكُتْبٌ ما يُكتَب فيه؛ المكتوب، الرِّسالة والخِطاب.؛-: الصَّحيفة؛ الفَرْض.؛-: الأجَل؛ القَدَر.؛-: كلّ كتاب يُعتَقَد أنّه مُنزَل كالتّوراة والإنْجيل والقُرآن.؛-: الحُكْم، ومنه: (لَأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُما بكِتابِ اللهِ).؛-: الكتابة وإجادة الخط. قال تعالى: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيل} [آل عِمرَان:48].؛-: سِجِلّ. قال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّين • كِتَابٌ مَّرْقُوم} [المطفّفِين:8 و9].؛-: قضاء. قال تعالى: {لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيم} [الأنفَال:68].؛-: اللوح المحفوظ. قال تعالى: {وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِين} [الأنعَام:59].؛-: دليل وحجّة. قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِير} [الحَجّ:8].؛-: كتاب سماويّ. قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} [آل عِمرَان:81].؛-: القرآن الكريم. قال تعالى: {وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ} [البَقَرَة:89].؛-: الإنجيل. قال تعالى: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} [مريَم:30].؛-: عِدّة المرأة. قال تعالى: {وَلَا تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ} [البَقَرَة:235].؛-: القضاء. قال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ} [الأعرَاف:37].؛-: التوراة. قال تعالى: {نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ} [البَقَرَة:101].؛-: صحيفة الأعمال. قال تعالى: {َوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ} [الكهف:49].؛-: رسالة. ومنه في القرآن: {اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ} [النَّمل:28].؛أمُّ الـ -: سُورة الفاتِحَة.؛أهل الـ -: الذين لهم كتاب مُنزَل كاليهود والنصارى.؛- الاعتماد: رسالة يبعث بها أحد أصحاب المصارف إلى وكلائه لكي يحفظوا مبلغًا من المال رهن تصرُّف شخص مسمًّى.؛- الضمان: كتاب يتعهد به شاحن البضائع وناقلها بإيصالها على الحالة المبيّنة في تذكرة الشحن.؛- الأنساب: كتاب تدوَّن فيه أنساب سلالات الحيوانات الداجنة، كالبقر والخنازير والخيل والكلاب والضأن.
المعجم: القاموس

فَخذ

المعنى: فَخذ : (الفَخِذُ، ككَتِفٍ:) وَصْلُ (مَا بَين السَّاقِ والوَرِكِ، مُؤَنَّث، كالفَخْذِ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (ويُكْسَر) ، أَي مَعَ السّكُون، فَهِيَ ثلاثُ لُغَاتٍ، وَهِي مَشْهُورَة فِي كُلِّ ثُلاثيَ على وِزانِ كَهف، وَزَاد الزّركَشِيُّ فِي شَرْح البُخَارِيّ أَن فِيهِ لُغَةً فِخِذ، بكسرتين، وَفِي تَسهيل ابنِ مَالك: فِي كُلِّ عَيْنٍ حَلْقِيَّةٍ أَربَعُ لُغَات سواءٌ كَانَت اسْماً مفَخِذٍ، أَو فِعْلاً كشَهِد، الثَّلاَثَةُ وكَسْرُ الفَاءِ والعَيْنِ وصَرَّح بذلك فِي الكافِية وشَرْحِها، وسيأْتي لنا أَيضاً  فِي شَهد وغيرِه، قَالَ شيخُنَا: فالإِتْبَاع بكسرتينِ هُوَ الَّذِي قَيَّدُوه بالحَلْقِيّ، وأَما اللغاتُ الثلاثُ فَفِي كُلِّ ثُلاثِيَ على وِزانِ كَتِفٍ وَلَو لم يكن فِيهِ حَرْفُ حَلْقٍ، (و) من المَجَازِ: هَذَا فَخِذِي، بالتَّذْكِير، وَهُوَ فَخِذٌ من أَفْخَاذِ بني تَميمٍ، وَهُوَ (حَيٌّ الرجُلِ إِذا كانَ مِن أَقْرَبِ عَشِيرِته) ، وَهُوَ أَقلُّ مِن البَطنِ اوأَوَّلُها الشَّعْب، ثمَّ القَبِيلَة، ثمَّ الفَصِيلَة، ثمَّ العمَارَة، ثمَّ البَطْنُ، ثمَّ الفَخْذ. قَالَ ابنُ الكَلبيّ: الشَّعْبُ أَكبرُ من القَبِيلَةِ، ثمَّ القَبِيلة، ثمَّ العِمَارَة، ثمَّ البَطْن، ثمَّ الفَخْذ، قَالَ: أَبو مَنْصُور: والفَصِيلَة أَقربُ مِن الفَخْذ، وَهِي القطْعَة من أَعضاءِ الجَسَدِ، وَقَالَ شيخُنَا نَقْلاً عَن بعضِ أَهلِ التحقيقِ: ههذه اللغَاتُ المَذكورة فِي الفَخِذ سواءٌ كَانَ بِمَعْنى العُضْوِ أَو بِمَعْنى الحَيِّ والقَبِيلةِ، إِلاّ أَنه إِذاك ان بِمَعْنى العُضْو الأَفْصَحُ فِيهِ الأَصْلُ الَّذِي هُوَ فَتْ الأَوّلِ وَكسر الثَّانِي، وإِذا كَانَ بِمَعْنى القَبِيلة والحَيّ فالأَفصح فِيهِ فَتْح الأَوَّل وَسُكُون الثَّانِي، وَالله أعلم. (ج) أَي جَمْع الفَخِذ بِمَعْنى العُضْوِ والحَيِّ (أَفخَاذٌ) ، قَالَ سِيبويهِ: لم يُجَاوِزُوا بِهِ هاذا البناءَ. (وَفَخَذَه، كمَنَعَه، يَفخَذُه: أَصابَ فَخِذَه) ، قَوْله كمَنَعَه، هاكذا فِي النُّسخ الَّتِي بَأَيْدينا، وَقد سقط من بعضٍ، (ففُخِذَ) ، بالبناءِ للْمَجْهُول، وَفِي المُحْكم: فُخِذَ الرجُلُ فَخْذاً فَهُوَ ففَخَذْتُه، أَي أَصَبْتُ فَخِذَه. (و) يُقَال: (فَخَّذَهم) عَن فُلانٍ (تَفْخِيذاً) ، أَي (خَذَّلَهُم، و) فَخَّذَ بَينهم تَفْخِيذاً (: فَرَّقَهم: و) فَخَّذَ الرجلُ تَفُخِيذاً (: دَعَا العَشِيرَةَ فَخْذاً فَخْذاً) ، وَهُوَ مأْخُوذٌ من الحديثِ (أَنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلملمَّا أَنْزَلَ الله عَزَّ وجَلَّ عَلَيْهِ: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاْقْرَبِينَ} (سُورَة الشُّعَرَاء، الْآيَة: 214) بَاتَ يُفَخِّذُ عِشِيرتَه) ، أَي يَدْعُوهُم فَخْذاً فَخْذاً، يُقَال: فَخَّذَ الرجُلُ بَنى فُلاَنٍ إِذا دَعَاهم فَخْذاً فَخْذاً.  (والفَخْذَاء:) هِيَ (الَّتِي تَضْبُطُ الرجُلَ بَين فَخِذَيْهَا) ، لِقُوّتِهَا. (وتَفَخَّذَ) الرجلُ (: تَأَخَّر) عَن الأَمرِ. (واسْتَفْخَذَ) بِمَعْنى (اسْتَخْذَى) ، عَن الْفراء. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: التَّفْخِيذ: المُفاخَذَة. وَقَالَ الفَرَّاءُ: حُلِبت النَّاقَةُ فِي فَخذَها، والعَنْزُ فِي رُبَابِها وَفِي فَخِذِهَا، وفَخِذُهَا نِصْفُ شَهْرٍ، نَقله الصاغانيُّ.
المعجم: تاج العروس

أَخذ

المعنى: أَخذ : (} الأَخْذ:) خِلافَ العَطَاءِ، وَهُوَ أَيضاً (التَّنَاولُ) ، كَمَا فِي الصِّحَاح والمصباح والأَساس، وَقَالَ بعضُهم: الأَخْذُ: حَوْزُ الشيْء. وَقَالَ آخَرُونَ: هُوَ فِي الأَصْلِ بمعنَى القَهْرِ والغَلَبةِ، واشتَهَر فِي الإِهلاكِ والاستِئصالِ. {أَخذَه} يَأْخُذُه {أَخذاً: تَناوَلَه.} والإِخْذُ، بِالْكَسْرِ، الاسْمُ، وإِذا أَمرْتَ قُلتَ: {خُذْ، وأَصْلُه اؤْخُذْ، إِلاّ أَنهم استَثْقَلُوا الهمزتين فحَذَفُوهما تَخْفِيفًا، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: فلَمَّا اجْتَمَعَتْ هَمزتانِ، وكَثُرَ استعمالُ الكَلمةِ، حُذِفَت الهمزَةُ الأَصْلِيَّةُ، فَزَالَ الساكِنُ، فاسْتُغْنِيَ عَن الهَمْزَةِ الزَائِدَةِ، وَقد جَاءَ على الأَصْلِ: فَقيل اؤُخُذْ، وكذالك القولُ فِي الأَمْر من أَكلَ وأَمَرَ وأَشْبَاهِ ذالك، وَيُقَال: خُذ الخِطَامَ،} وخُذْ بِالخِطَامِ، بمَعْنًى، ( {كالتَّأْخَاذِ) ، تَفْعَالٌ من الأَخْذ، وأَنشد الجَوْهَريُّ للأَعْشَى: لَيَعُودَنْ لِمَعَدَ عَكْرَةً دَلَجُ اللَّيْلِ} وتَأْخَاذُ المِنَحْ  (و) الأَخْذُ (: السِّيرَةُ) والهَدْيُ، يُقَال: ذَهَبَ بَنو فُلانٍ ومَنْ {أَخَذَ} أَخْذَهُمْ، أَي سِيرَتَهم، وسيأْتي قَرِيبا، (و) من المَجازِ الأَخْذُ (: الإِيقاعُ بالشَّخْصِ) ، والأَصلُ بمعنَى القَهْرِ والغَلَبَةِ، كَمَا تقدَّمَ. (و) من المَجاز أَيضاً: الأَخْذُ (: العُقُوبَةُ) ، وَقيل: الأَخْذُ: استئِصَالٌ، {والمُؤَاخَذَةُ: عُقُوبَةٌ بِلا استئصالٍ، وأَجْمَعُ من ذالك عِبَارَةُ المُصنِّف فِي البَصائر: قد وَرَد الأَخْذُ فِي القُرْآنِ على خَمْسَةِ أَوْجُهٍ: الأَوّل بمعنَى القَبُول. {9. 033} وأخذتم على ذَلِكُم إصرى} (سُورَة آل عمرَان، الْآيَة: 81) أَي قَبِلْتم. الثَّانِي، بِمَعْنى الحَبْس { {فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ} (سُورَة يُوسُف، الْآيَة: 78) أَي احْبِس. الثَّالِث بِمَعْنى العَذابِ والعُقُوبة {وَكَذالِكَ} أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ {أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} (سُورَة هود، الْآيَة: 102) أَي عَذَابه. الرابِع بِمَعْنى القَتْل {وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ} لِيَأْخُذُوهُ} (سُورَة غَافِر، الْآيَة: 5) أَي يَقتلوه. الْخَامِس بِمَعْنى الأَسْرِ {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ {وَخُذُوهُمْ} (سُورَة التَّوْبَة، الْآيَة: 5) . والأَصْل فِيهِ حَوْزُ الشيْءِ وتَحْصِيلُه، وذالك تَارَةً يكون بالتَّنَاوُلِ. كقولِك: أَخذْنَا المَالَ، وتَارَةً بالقَهْرِ، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {لاَ} تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 255) اه. (و) {الإِخْذُ، (بالكَسْر: سمَةٌ) ، أَي عَلامة (عَلى جَنْبِ البَعِيرِ) ، يَفْعَلُونَ ذالك (إِذَا خِيفَ بِهِ مَرَضٌ) . (و) يُقَال: رَجُلٌ} أَخِذٌ، ككَتِفٍ: بِعَيْنِه {أُخُذٌ، (بضَمَّتَيْنِ) ، وَهُوَ (: الرَّمَدُ) والقِيَاس} أُخِذٌ، (و) {الأُخُذُ هِيَ (الغُدْرَانُ، جَمْع} إِخاذ {وإِخاذَةٍ) ، بِالْكَسْرِ فيهمَا، ككتَاب وكُتُب، وَقيل:} الإِخاذُ وَاحِدٌ،  والجمْع {آخَاذٌ نادِرٌ، وَفِي حَديثِ مَسروقِ بنِ الأَجْدَع قَالَ (مَا شَبَّهْتُ بأَصحابِ مُحمَّد صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّمَ إِلاّ الإِخَاذَ، تَكْفِي الإِخَاذَةُ الرَّاكِبَ، وتَكْفِي الإِخَاذَةُ الرَّاكِبَيْن وتكفِي} الإِخَاذَةُ الفِئامَ مِن الناسِ) وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: هُوَ {الإِخاذُ، بغيرِ هَاءٍ، وَهُوَ مُجْتَمَعُ الماءِ شَبِيهٌ بالغَدِيرِ، وجَمعُه} أُخُذٌ، وَقَالَ أَيضاً أَبو عَمْرو، وَزَاد: وأَمَّا {الإِخَاذَة، بالهاءِ، فإِنها الأَرْضُ يَأْخُذها الرجُلُ فيَحوزُها لنفْسِه، وَقيل: الإِخاذُ جمعُ الإِخاذَةِ، وَهُوَ مَصْنَعٌ للماءِ يَجْتمِع فِيهِ، والأَوْلَى أَن يكون جِنْساً} للإِخاذَةِ لَا جَمْعاً، وَفِي حَدِيث الحَجَّاجِ فِي صهفَةِ الغَيْثِ (وامْتَلأَتِ {الإِخَاذُ) قَالَ أَبو عَدْنَان: إِخَاذٌ جمْعُ} إِخَاذَةٍ، {وأُخُذٌ جَمْعُ} إِخَاذٍ. وذَهَب المُصنِّف إِلى مَا ذَهَبَ إِليه أَبو عُبَيْدٍ، فإِنه قَالَ: {الإِخاذَة} والإِخاذُ، بهاءٍ وَبِغير هاءٍ، جمعَهما {أُخُذٌ. وَفِي حَدِيث أَبي مُوسَى (وكانَتْ فِيها} إِخَاذَاتٌ أَمْسَكَتِ المَاءَ فنَفَعَ الله بهَا الناسَ) قَالَ ابنُ الأَثيرِ: {الإِخاذَاتُ: الغُدْرَانُ الَّتِي تَأْخُذُ ماءَ السماءِ فتَحْبِسُه على الشَّارِبَة، الواحِدَةُ إِخاذَةٌ. (و) } الأَخَذُ، (بالتَّحْرهيك: تُخَمَةُ الفَصِيلِ من اللَّبَنِ) وَقد {أَخِذَ} يَأْخَذُ {أَخَذاً فَهُوَ} أَخِذٌ: أَكْثَرَ مِن اللبَن حتَّى فَسَدَ بَطنُه وبَشِمَ واتَّخَمَ، وَعَن أَبي زَيْدٍ: إِنَّه لأَكْذَبُ مِن {الأَخيذ الصَّيْحَان. ورُويَ عَن الفَرَّاءِ أَنه قَالَ: مِنَ الأَخِذِ الصَّيْحَانِ، بِلَا ياءِ، قَالَ أَبو زيدٍ: هُوَ الفَصيلُ الَّذِي اتُّخِذَ من اللَّبَنِ، (و) } الأَخَذُ (: جُنُونُ البَعِيرِ) أَو شِبْهُ الجُنونِ، وَقد أَخِذَ أَخَذاً فَهُوَ أَخِذٌ: أَخَذَه مثلُ الجُنُون يَعْترِه وكذالك الشَّاةُ. (و) الأَخَذُ (: الرَّمَدُ) وَقد أَخِذَت عَيْنُه أَخَذاً، وهاذا (عَن ابْن السِّيد) مؤلّف كِتاب الفُرُوق، (فِعْلُهما، كفَرِحَ) ، كَمَا عَرفت. (! والأُخْذَةُ بالضمّ: زُقْيَةٌ) تأْخُذُ العَيْنَ  ونَحْوَهَا (كالسِّحْرِ) تَحْبِس بهَا السَّواحِرُ أَزواجَهُنَّ عَن غيرِهنّ من النساءِ، والعّامَة تُسَمِّيهِ الرِّبَاطَ والعَقْدَ، وَكَانَ نساءُ الجاهليّة يَفْعلنه، ورَجُلٌ {مُؤَخَّذٌ عَن النِّسَاء: مَحْبُوسٌ، وَفِي الحَدِيث: (جاءَت امرأَةٌ إِلى عائِشَةَ رَضِي الله عَنها فقالَت: القَيِّد جَمَلي وَفِي أُخْرَى:} أُؤَخِّذُ جَمَلِي قَالَت: نَعمْ، فَلم تَفْطُنْ لَهَا حَتَّى فُطِّنَتْ، فأَمرتْ بإِخْرَاجِها) . كَنَتْ بالجَمَلِ عَن زَوْجِها وَلم تَعلم عائشةُ رَضِي الله عَنْهَا، فلذالك أَذِنَتْ لَهَا فِيهِ. {والتأْخِيذُ: أَن تَحتالَ المرأَةُ بِحِيَلٍ فِي مَنْعِ زَوْجِها عَن جِماع غَيْرِهَا، وذالك نَوْعٌ من السِّحْرِ، (أَو) هِيَ (خَرَزَةٌ} يُؤَخِّذُ بهَا) النساءُ الرِّجالَ، وَقد {أَخَّذَتْه الساحرةُ} تأْخيذاً {وآخَذَتْه: رَقَتْه، وقالتْ أُخْتُ صُبْحٍ العادِيِّ تَبكِي أَخاهَا صُبْحاً، وَقد قَتلَه رجلٌ سِيقَ إِليه على سَرِيرٍ، لأَنها كانَتْ أَخَذَتْ عَنهُ القائمَ والقاعِدَ والساعِيَ والماشيَ والراكِبَ (أَخَذْتُ عَنْك الراكبَ والساعيَ والماشيَ والقاعدَ والقائمَ، وَلم} آخُذْ عَنْك النائِمَ) وَفِي صُبْحٍ هاذا يَقول لَبِيدٌ: ولَقَدْ رَأَى صُبْحٌ سَوَادَ خَلِيلِهِ مَا بَيْنَ قَائِمِ سَيْفِهِ والمِحْمَلِ عَنَى بِخَلِيله كَبِدَه، لأَنه يُرْوَى أَنَّ الأَسَدَ بقَرَ بَطْنَه وَهُوَ حَيٌّ فنَظَر إِلى سَوَادِ كَبِدِه. كَذَا فِي اللِّسَان. (و) مِنْهُ ( {الأَخِيذُ) وَهُوَ (الأَسِيرُ) ، وَقد} أُخِذَ فُلانٌ إِذا أُسِرع، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَ {خُذُوهُمْ} (سُورَة التَّوْبَة، الْآيَة: 5) مَعْنَاهُ وَالله أَعلم ائْسِرُوهم. (و) الأَخِيذُ أَيضاً (: الشَّيْخُ الغَرِيبُ) ، وَقَالَ الفرَّاءُ: أَكْذَبُ من أَخِيذِ الجَيْشِ، وَهُوَ الَّذِي} يأْخُذُه أَعداؤُه، فَيَسْتَدِلُّونَه على قَوْمِه، فَهُوَ يَكْذِبُهم بِجُهْدِه. {والأَخِيذَةُ: المرأَةُ: تُسْبَى، وَفِي الحَدِيث: (كُنْ خَيْرَ} آخِذٍ) ، أَي خَيْرَ آسِر. (و) فِي النوادِر: (! الإِخَاذَةُ، كَكِتَابةٍ: مَقْبِضُ الحَجَفَةِ) ، وَهِي ثِقَافُها، (و)  الإِخَاذةُ فِي قَول أَبي عمرٍ و (: أَرْضٌ تَحُوزُهَا لِنَفْسِكَ) ، تَتَّخِذها وتُحْيِيها، وَفِي قَول غَيره: هِيَ الضَّيْعَةُ يتَّخِذها الإِنسانُ لنفْسِ، ( {كالإِخاذِ) ، بِلَا هاءٍ، (و) } الإِخاذَةُ أَيضاً (: أَرْضٌ يُعطِيكَها الإِمَامُ ليسَتْ مِلْكاً لِآخَرَ) . ( {والآخِذُ مِن الإِبلِ) على فَاعل (: مَا أَخَذَ فِيهِ السِّمَنُ) ، وَالْجمع} أَوَاخِذُ، نَقله الصاغانيّ (أَو السِّنُّ) ، نَقله الصاغَانيُّ أَيضاً، (و) {الآخِذ (من اللَّبَنِ القَارِصُ) ،} لأَخْذِه الإِنسانَ عِنْد شُرْبِه. (و) قد (أَخُذَ اللبَنُ، ككَرُمَ، {أُخُوذَةً) : حَمُضَ) ، فيُسْتَدرك على الجوهريّ حَيْثُ قَالَ: مَا جاءَ فَعُلَ فَهُوَ فاعلٌ إِلاَّ حَمُض اللبنُ فَهُوَ حامِضٌ وفِعْلٌ آخَرُ، (} وأَخَّذْتُه {تَأْخِيذاً:) } اتخَذْتُه كذالك. ( {ومآخِذُ الطَّيْرِ: مَصَايِدُهَا) ، أَي مَواضِعُها الَّتِي تُؤْخَذُ مِنْهَا. (} والمُسْتَأْخِذُ) . الَّذِي بِهِ أُخُذٌ من الرَّمَدِ، وَهُوَ أَيضاً (المُطَأْطِىءُ رَأْسَه مِنْ) رَمَدٍ أَو (وَجَعٍ) أَو غيرِه، كالأَخِذِ، ككَتِف، قَالَ أَبو ذُؤَيب: يَرْمِي الغُيُوبَ بِعَيْنَيْهِ ومَطْرِفُهُ مُغْضٍ كَمَا كَسَفَ {المُسْتَأْخِذُ الرَّمِدُ (و) المستأْخذ: (المُسْتكِينُ الخَاضِعُ،} كالمُؤْتَخِذِ) ، قَالَ أَبو عَمرو: يُقَال: أَصبَحَ فلانٌ {مُؤْتَخِذاً لمَرضِه} ومُسْتَأْخِذاً، إِذا أَصبَحَ مُسْتَكِيناً، (و) من المَجاز: المُستَأْخِذُ (مِن الشِّعرِ: الطَّوِيلُ) الَّذِي احتاجَ إِلى أَنْ يُؤْخَذَ. (وآخَذَه بِذَنْبِهِ {مُؤَاخَذَةً) : أَخَذَه بِهِ: قَالَ الله تَعَالَى: {9. 033 وَلم} يُؤَاخذ االناس بِمَا كسبوا} (سُورَة فاطر، الْآيَة: 45) (وَلَا تَقُلْ وَاخَذَه) ، أَي بِالْوَاو بدل الْهمزَة، ونسبَهَا غيرهُ للعامَّةِ، وَفِي المِصْبَاح: {أَخذَه بِذَنْبِه: عاقَبَه،} وآخَذَه، بالمدِّ، {ومؤَاخذةً، والأَمْرُ مِنْهُ آخِذْ، وتُبْدَلُ واواً فِي لُغَة اليَمَنِ، فَيُقَال وَاخَذَه مُواخَذَةً، وقُرِىءَ بهَا فِي المُتَوَاتِر، فَكيف تُنْكَرُ أَو يُنْهَى عَنْهَا. (ويُقَالُ:} ائْتَخَذُوا، بهمزتين) ، أَي (أَخَذَ بَعضُهم بَعْضاً) ، وَفِي اللِّسَان  {ائْتَخَذَ القَوْمُ} يَأْتَخِذونَ {ائْتِخاذاً، وَذَلِكَ إِذا تَصارَعوا فأَخَذَ كُلٌّ مِنْهُم على مُصَارِعِه} أُخْذَةً يَعْتَقِلُه بهَا، قَالَ شَيخنَا: ونسبها الجوهريُّ للعامَّة، وقيَّدَها بالقِتَال، وَزَاد فِي الْمِصْبَاح أَنه تُلَيَّنُ وتُدْغَم كَمَا سيأْتي. (ونُجُومُ {الأَخْذِ: مَنَازِلُ القَمَرِ) ، لأَن القَمرَ يأْخُذُ كُلَّ ليلةٍ فِي مَنْزِلٍ مِنْهَا، قَالَ: وَأَخْوَتْ نُجُومُ الأَخْذِ إِلاَّ أَنِضَّةً أَنِضَّةَ مَحْلٍ لَيْسَ قَاطِرُهَا يُثْرِي وَهِي نُجومُ الأَنْوَاءِ، وَقيل: إِنما قيل لَهَا نُجُومُ الأَخْذِ لأَنها تَأْخذُ كلَّ يومٍ فِي نَوحءٍ، (أَو) نُجُومُ الأَخْذِ هِيَ (الَّتِي يُرْمَى بهَا مُسْتَرِقُو السَّمعِ) ، والأَوَّلُ أَصحُّ، وَفِي بعض الأُصول العتيقةِ: مُسْترِقُ السَّمْعِ. (و) يُقَال: أَتى العِرَاقَ وَمَا أَخَذَ} أَخْذَه، وَذهب الحِجَازَ وَمَا أَخَذَ {إِخْذَه، ووَلِيَ فلانٌ مَكَّةَ وَمَا أَخَذَ} إِخْذَهَا، أَي مَا يَلِيهَا وَمَا هُوَ فِي نَاحيَتِهَا، وحكَى أَبو عَمرٍ و: استُعْمِل فُلانٌ على الشامِ وَمَا أَخذ إِخْذَه، بِالْكَسْرِ، أَي لم {يَأْخُذْ مَا وَجَب عَلَيْهِ مِن حُسْنِ السِّيرَةِ، وَلَا تَقُلْ أَخْذَه، وَقَالَ الفرَّاءُ: مَا وَالاهُ وَكَانَ فِي ناحِيَت. (وذهِبُوا ومَنْ أَخَذَ} إِخْذَهُمُ، بكسرِ الهمزِ وفَتْحها ورَفْع الذالِ ونَصْبِهَا) الوجهانِ عَن ابْن السِّكِّيت، وَفِي اللِّسَان: يَكْسِرُونَ الأَلفَ ويَضُمُّون الذالَ، وإِن شئتَ فتحْتَ الأَلِفَ وضَممْتَ الذَّالَ (و) فِي الصِّحَاح ذَهَب بَنو فُلانٍ ومَنْ أَخَذَ أَخْذُهم بِرَفْع الذَّال، وإخْذُهم بِكَسْر الْهمزَة و (مَنْ {إِخْذُهُ} إِخْذُهم) بِفَتْح الْهمزَة (ويُكْسَر) ، وَقَالَ التّدْمُرِيّ فِي شَرْحِ الفصيح: نقلتُ من خَطّ صاحبِ الواعي: يُقَال: استُعْمِل فُلانٌ على الشامِ وَمَا {أَخَذَ} إِخْذُه {وأَخْذُه} وأُخْذُة، بِكَسْر الهمزةِ وَفتحهَا وَضمّهَا، مَعَ ضَمِّ الذالِ فِي الأَحوال الثلاثةِ. وَقَالَ اللَّبْلِيّ فِي شَرْح الفصيح: وَزَاد يَعقُوبُ فِي  الإِصلاح وَقَالَ: قومٌ يَقُولُونَ: {أَخْذَهم، يفتحون الأَلف وينصبون الذَّال، وحكَى هاذا أَيضاً يونُس فِي نوادِرِه فَقَالَ: أَهلُ الحِجاز يَقُولُونَ: مَا} أَخَذَ {إِخْذَهم، وتميمٌ:} أَخْذَهم (أَي مَنْ سَارَ) سَيْرَهم، وَمن قَالَ: وَمن أَخَذَ إِخْذُهم أَي ومَنْ {أَخَذَه} إِخْذُهم و (سِيرَتَهُم وتَخَلَّقَ بِخَلائِقهِم) وَالْعرب تَقول: لَو كُنْتَ منَّا {لأَخذْتَ} بإِخْذِنا، بِكَسْر الأَلف، أَي بخلائِقنا وزِيِّنا وشَكْلِنَا وهَدْيِنَا، وقولُه، أَنشده ابنُ الأَعرابيّ: فَلَوْ كُنْتُمُ مِنَّا {أَخَذْنَا بِأَخْذِكُمْ وَلاكِنَّهَا الأَجْسَادُ أَسْفَلَ سَفِله فسَّرَه فَقَالَ: أَخَذْنا} بأَخْذِكم، أَي أَدْرَكْنَا إِبِلَكم فردَدْنَاهَا عليكُمْ، لم يَقل ذالك غيرُه، (و) يُقَال (بَادِرْ بِزَنْدِكَ أُخْذَةَ النارِ، بالضَّمّ، وَهِي بُعَيْدَ صَلاَةِ المَغْرِب، يَزْعُمُون أَنها شَرُّ ساعةٍ يُقْتَدَحُ فِيهَا) ، نَقله الصاغانيّ، (و) حكى المُبرّد أَن بعض الْعَرَب يَقُول ( {اسْتَخَذَ) فلانٌ (أَرْضاً) ، يُرِيد (:} اتَّخَذَها) ، فيُبْدِل من إِحْدَى التاءَيْنِ سِيناً، كَمَا أَبدلوا التاءَ مكانَ السِّين فِي قولِهم سِتٌّ، وَيجوز أَن يكون أَراد استَفْعَلَ مِن تَخِذ يَتْخَذ، فحذفَ إِحدى التاءَيْنِ تَخْفِيفًا، كَمَا قَالُوا ظَلْتُ مِن ظَلِلتُ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: {الأَخِيذَةُ: مَا اغْتُصِبَ مِن شَيْءٍ} فأُخِذَ. {وأُخِذَ فُلانٌ بِذَنْبِه، إِذا حُبِسَ. } وأَخَذْتُ على يَدِ فُلانٍ، إِذَا مَنَعْتَه عمَّا يُرِيد أَنْ يَفْعَله، كأَنَّك أَمْسَكْتَ على يَدِه. وَفِي الحَدِيث: قد {أَخَذُوا} أَخَذَاتِهِم، أَي مَنَازِلَهم، قَالَ ابنُ الأَثير: هُوَ بِفَتْح الهمزةِ والخاءِ. والاتِّخَاذُ افتعَالٌ من الأَخْذِ، إِلاّ أَنه أُدْغِم بعد تَلْيِينِ الهمزَةِ وإِبْدَالِ التاءِ، ثمَّ لمَّا كَثُر الاستعمالُ على لفظِ الافتعالِ تَوَهَّمُوا أَنَّ التاءَ أَصْلِيَّةٌ فبَنَوْا مِنْهُ فَعِلَ يَفْعَلُ، قَالُوا {تَخِذَ} يَتْخَذُ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: {اسْتَخَذْتُ عَلَيْهِم يَداً، وعِنْدَهُم، سَوَاءٌ، أَي} اتَّخَذْتُ.  وأَخذ يَفْعَلُ كَذَا، أَي جَعَلَ، وَهِي عِنْد سِيبويهِ من الأَفعالِ الَّتِي لَا يُوضَعُ اسمُ الفاعِلِ فِي مَوْضِع الفِعْل الَّذِي هُوَ خَبَرُهَا. {وأَخَذَ فِي كذَا: بَدَأَ. وَقَالَ الليثُ:} تَخِذْتُ مَالا: كَسَبْتُه. وقَولُهُمْ: {خُذْ عَنْكَ، أَي خُذْ مَا أَقُولُ ودَعْ عَنْكَ الشَّكَّ والمِرَاءَ. وَفِي الأَساس: وَمَا أَنْتَ إِلاَّ} أَخَّاذٌ نَبَّاذٌ: لمن {يَأْخُذُ الشيْءَ حَرِيصاً عَلَيْهِ ثمَّ يَنْبِذُه سَريعاً. } والأَخْذَةُ، كالجُرْعَةِ: الزُّبْيَةُ. {والإِخْذَ} والإِخْذَةُ: مَا حَفَرْتَه كهَيْئَةِ الحَوْضِ، والجَمْعُ {أُخْذٌ} وإِخَاذٌ. فَائِدَة: قَالَ المصنّف فِي البصائر: اتَّخَذ مِن {تَخِذَ} يَتْخَذُ، اجْتمع فِيهِ التاءُ الأَصليُّ وتاءُ الافتعال فأُدْغِمَا، وهاذا قولٌ حَسَنٌ، لاكنِ الأَكْثَرُون على أَنّ أَصله من الأَخْذِ، وأَن الكلمةَ مهموزةٌ وَلَا يَخْلُو هاذا من خَلَلٍ، لأَنه لَو كَانَ كذالك لقالوا فِي ماضيه {ائْتَخَذَ بهمزتين، على قياسِ ائْتَمعر وائْتَمَنَ. ومَعْنَى} الأَخْذِ {والتَّخْذِ واحدٌ، وَهُوَ حَوْزُ الشيْءِ وتَحْصِيلُه، ثمَّ قَالَ:} والاتِّخاذُ يُعَدَّى إِلى مفعولينِ ويُجْرَى مُجْرَى الجَعْلِ، وَهُوَ فِي القرآنِ على ثلاثةَ عشرَ وَجْهاً. فراجِعْهُ. تَكميلٌ: قَالَ الفَرصاءُ: قَرَأَ مُجَاهِدٌ {9. 033 لَو شِئْت {لتخذت عَلَيْهِ أجرا} (سُورَة الْكَهْف، الْآيَة: 77) قَالَ أَبو مَنْصُور: وصَحَّت هاذه القراءَةُ عَن ابنِ عبَّاسٍ، وَبهَا قَرأَ أَبو عمرِو بنُ العلاءِ، وقرأَ أَبو زَيْدٍ:} لَتَخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً، قَالَ: وكذالك هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الإِمام، وَبِه يَقْرَأُ القُرَّاءُ، وَمن قَرَأَ {لاتَّخَذْتَ، بالأَلف وَفتح الخاءِ فإِنه يُخَالِف الكِتَابَ. وَقَالَ الليثُ: مَن قَرَأَ} لاتَّخَذْتَ فقد أَدْغَمَ التاءَ فِي اليَاءِ، فاجتمَعَ هَمْزَتَانِ فصُيِّرَتْ إِحداهُمَا يَاء وأُدْغِمَت كراهَةَ التقائِهما.
المعجم: تاج العروس

تخذ

المعنى: تخذ : (تَخِذَ يَتْخَذُ كعَلِم يَعْلَم) ، يَعنِي أَنّ التاءَ أَصْلِيَّة، وأَنها كَلِمَةٌ مُسْتَقِلَّة، وَلَو قَالَ: تَخِذَ، كعلِمَ، لَكَانَ أَخْصَرَ وأَدَلَّ على المُرَاد، (بِمعْنَى أَخَذَ) ، تَخَذّا، مُحَرَّكَةً، وتَخْذاً، الأَخيرة عَن كُراعَ (وقُرىءَ) {9. 034 لَو شِئْت لتخذت عَلَيْهِ أجرا} (سُورَة الْكَهْف، الْآيَة: 77) بِكَسْر الخاءِ (ولاَتَّخَذْتَ) ، قَالَ الفرَّاءُ: قَرَأَ مُجَاهِدٌ لَتَخِذْتَ، قَالَ أَبو مَنْصُور: وصَحَّت هاذه القَرَاءَةُ عَن ابنِ عبَّاس، وَبهَا قرأَ أَبو عَمْرِو بنُ الْعَلَاء، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ، وكذالك هُوَ، مكْتُوبٌ فِي الإِمَام، وَبِه يَقْرَأُ القُرَّاءُ، وَمن قَرأَ: لاتَّخَذْتَ، بالأَلف وَفتح الخاءِ فإِنه يُخَالِف الكِتَاب، (وَهُوَ) أَي اتَّخَذَ (افْتَعَلَ مِنْ تَخِذَ، فأُدْغِم إِحدَى التاءَيْنِ فِي الأُخْرَى) ، وهما  التاءُ الأَصْلِيُّ وتاءُ الافتِعَالِ، قَالَ المُصنّف فِي البصائر: وهاذا قولٌ حَسَنٌ، ودَلِيله مَا قَالَه (ابنُ الأَثيرِ) فِي شَرْحِ جامِع الأُصول، وَلم يَتَعَرَّض لَهُ فِي النِّهاية، مَا نَصُّه: (: ولَيْسَ من الأَخْذِ فِي شَيْءٍ، فإِن الافتِعَالَ مِن الأَخْذِ ائْتَخَذَ) ، بهمزتينِ على قِيَاس ائْتَمَرَ وائْتَمَنَ، (لأَنَّ فاءَه هَمْزَةٌ، والهَمْزَةُ لَا تُدْغَم فِي التاءِ، خلافًا لقولِ الجَوْهَرِيِّ) ، وَهُوَ مَا نَصَّه: (الاتِّخَاذُ افْتِعَال من الأَخْذِ إِلاَّ أَنّه أُدْغِمَ بعد تَلْيِينِ الهمزةِ وإِبْدَالِ الياءِ تَاء، ثمَّ لمَّا كَثُرَ استعمالُه بِلَفْظِ الافتعالِ تَوَهَّمُوا أَصالَة التاءِ. فَبَنَوْا مِنْهُ فَعِلَ يَفْعَلُ) . قالُوا تَخِذَ يَتْخَذُ، قَالَ ابنُ الأَثِير: (وأَهْلُ العربِيَّةِ على خِلافِه) أَي خِلافِ مَا قَالَه الجوهرِيُّ، وهاذه العبارَةُ هاكذا فِي نُسْختنا، وَفِي غيرِهَا كذالك، وَيُوجد فِي بعْضِ النُّسخ هاكذا: وَهُوَ افْتَعَل مِنْ تَخِذَ فأَدْغَم إِحدى التاءَين فِي الأُخرى ولس هُوَ من أَخَذ، لأَن الافتعال مِنْهُ ائْتَخَذ، لأَن الأَثير: وهاذا مَا عَليه أَهلُ العَرَبِيَّة خلافًا لما قَالَه الجوهَرِيُّ، وَهِي قَريبةٌ من الأُولى، قَالَ شيخُنا: وابنُ الأَثير لَيْسَ مِمَّن يُرَدُّ بِهِ كَلاَمُ الجوهريِّ، بل وأَكْثرُ أَئمَّةِ اللُّغة، بل كَلامُه حُجَّةٌ عَلَيْهِم، لأَنه أَعْرف، ودَعْوَى تَلْيِينِ الهمزةِ كَمَا اخْتَارَهُ هُوَ وغَيْرُه أَوْلَى وأَصْوَبُ من مادَّةٍ غيرِ ثابتةٍ فِي الدَّواوينِ المَشْهُورةِ، وأَنكَرَها الزَّجَّاجِيُّ بالكُلِّيّة، وإِن أَثبتَها أَبو عليَ الفارِسيُّ، واستدلَّ بقراءَةِ تَخِذْتَ مُخَفَّفاً، وَغير ذالك، فقد نَازعوه، وكلامُ ابنِ مالكٍ صَرِيحٌ فِي أَنَّ مِثلَه شاذٌّ، وأَثبتوا مِنْهُ: اتَّزَرَ من الإِزار، واتَّمَن من الأَمن، واتَّهَل من الأَهْلِ، وَغير ذالك مِمَّا هُوَ مَبْسُوط فِي شُرُوح التسهيل، وأَشار إِليه ابنُ أُمِّ قاسمٍ فِي شرح الخُلاصة، ثمَّ قَالَ: وبعْدَ صِحَّةِ ثُبوتهِ وتَسليمِ دَعْوَى أَبي عَلِيَ الفارِسيّ وَحْدَه وقَبُولِ اسْتِدْلالِه بالآيةِ. وقَوْل الشاعِر: وَقَدْ تَخِذَتْ رِجْلِي إِلَى جَنْبِ غَرْزِهَا نَسِيفاً كَأُفحُوصِ القَطَاةِ المُطَرِّقِ  فَلا يَلْزَم الجوهَرِيَّ وَمَنْ وَافقه اتِّبَاعُه، بل يَجْرِي على قاعِدَته الَّتِي حَرَّرَها من التَّلْيِينِ، بل صَرَّحُوا بأَنَّه وارِدٌ فِي هاذا اللفظِ نفسِه، كاتَّزَرَ وَمَا ذُكِرَ مَعَه وإِن كَانَ شاذًّا، فَلَا يَقدَح ذالك فِي ثُبُوتهِ واستعماله، وَالله أَعلم، ثمَّ قَالَ شَيْخُنَا نقلا عَن بعضِ حواشِيه: أَصْلُ اتَّخذَ بهمزتَيْنِ، فأُبدِلت الهَمْزةُ الثانيةُ تَاء، كَمَا قَالُوا فِي ائْتمن وائْتزر، وَالْقِيَاس إِبدالُها يَاء، وَورد هاذا مَعَ أَلفاظٍ شُذُوذاً، وَقيل: أُبدِلَتْ واواً ثمَّ تَاء، على الْقيَاس، وَقيل: الأَصل اوْتَخَذ، أُبدِلت الواوُ تَاء، على اللغَةِ الفُصْحعى، لأَن فِيهِ لُغَةً قَلِيلَةً أَنه يُقَال: وَخَذَ، بالوَاو، كَمَا حَكَاهُ ابنُ أَمِّ قاسمٍ وغيرُه تَبعاً لأَبي حَيصان، وَقد أَغفَلَه، صاحِبُ القامُوس، مَعَ أَنه وَاردٌ مذكورٌ مشهورٌ أَعْرَفُ من تَخِذَ، انْتهى.
المعجم: تاج العروس

وجد

المعنى: وجد : ( {وَجَدَ المَطلوبَ) والشيْءَ (كوَعَدَ) وهاذَه هِيَ اللُّغَة الْمَشْهُورَة الْمُتَّفق عَلَيْهَا (و) } وَجِدَه مثل (وَرِمَ) غير مَشْهُورَة، وَلَا تُعرَف فِي الدَّوَاوِين، كَذَا قَالَه شيخُنَا، وَقد وَجَدْت المصنِّفَ ذكَرَها فِي البصائر فَقَالَ بعد أَن ذَكَر المفتوحَ: {ووَجِدَ، بِالْكَسْرِ، لُغَةٌ وأَورده الصاغانيّ فِي التكملة فَقَالَ:} وَجِد الشَيءَ، بِالْكَسْرِ، لُغَة فِي وَجَدَه ( {يَجدُه،} ويَجُدُهُ، بِضَم الْجِيم) ، قالَ شَيخنَا: ظَاهره أَنه مُضارعٌ فِي اللغتينِ السابقَتين، مَعَ أَنه لَا قائلَ بِهِ، بل هَاتَانِ اللغتانِ فِي مُضارِعِ! وَجَدَ الضالَّة ونَحْوها، المَفْتوح، فالكسر فِيهِ  على الْقيَاس لُغَةٌ لجميعِ العَرَب، والضمُّ مَعَ حذفِ الْوَاو لُغَة لبني عامرِ بن صَعْصَعَةَ، (وَلَا نَظِيرَ لَهَا) فِي بَاب المِثَال، كَذَا فِي ديوَان الأَدب للفَارابيّ، والمصباح، وَزَاد الفيُّوميُّ: ووَجْه سُقُوطِ الْوَاو على هاذه اللغةِ وُقوعُها فِي الأَصل بَين ياءٍ مفتوحةٍ وكسرةٍ، ثمَّ ضُمَّت الْجِيم بعد سُقوط الواِ من غير إِعادتها، لعدمِ الِاعْتِدَاد بالعارِض، ( {وَجْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون (} وجِدَةً) ، كعِدَة، ( {ووُجْداً) ، بالضَّمّ، (} ووُجُوداً) ، كقُعُود، ( {ووِجْدَاناً} وإِجْدَاناً، بِكَسْرِهما) ، الأَخِيرة عَن ابْن الأَعْرابيّ (: أَدْرَكَه) ، وأَنشد: وآخَر مُلْتَاث يجُرُّ كِساءَه نَفَى عَنْه {إِجْدَانُ الرِّقِينَ المَلاَوِيَا قَالَ: وهاذا يَدُلّ على بَدَلِ الْهمزَة من الواوِ المسكورةِ، كَمَا قَالُوا إِلْدَة فِي وِلْدَة. وَاقْتصر فِي الفَصيح على} الوِجْدَان، بِالْكَسْرِ، كَمَا قَالُوا فِي أَنَشَد: نِشْدَان، وَفِي كتاب الأَبنيَة لِابْنِ القطّاع: {وَجَدَ مَطْلوبَه} يَجدَه {وُجُوداً} ويَجُدُه أَيضاً بالضمّ لُغَة عامِريّة لَا نَظير لَهَا فِي بَاب المِثال، قَالَ لَبِيدٌ وَهُوَ عامِرِيٌّ: لَمْ أَرَ مِثْلَكِ يَا أُمَامَ خَلِيلاَ آبَى بِحَاجَتِنَا وَأَحْسَنَ قِيلاَ لَوْ شِئْتِ قَدْ نَقَعَ الفُؤَادُ بِشَرْبَةٍ تَدَعُ الصَّوادِيَ لَا! يَجُدْنَ غَلِيلاَ بِالعَذْبِ مِنْ رَضَفِ القِلاَتِ مَقِيلَةً قَضَّ الأَباطِحِ لاَ يزالُ ظَلِيلاَ وَقَالَ ابْنُ بَرّيّ: الشِّعْرُ لِجَرِيرٍ وَلَيْسَ للبيدٍ، كَمَا زعم الجوهَرِيُّ. قلت: وَمثله فِي البصائر للمُصَنِّف وَقَالَ ابْن عُدَيْس: هاذه لُغَة بني عامرٍ، والبيتُ للبيد، وَهُوَ عامرِيٌّ، وصرّحَ بِهِ الفرَّاءُ، وَنَقله القَزَّاز فِي الْجَامِع عَنهُ، وحكاها السيرافيُّ أَيضاً فِي كتاب الإِقناع، واللِّحْيَانيُّ فِي نوادِرِه، وكُلُّهم أَنشدوا البَيْتَ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: وَلم نسْمع لَهَا بنَظِيرٍ،  زَاد السيرَافيّ: ويُروَى: {يَجِدْن، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْقيَاس، قَالَ سِيبويهِ: وَقد قَالَ ناسٌ من الْعَرَب وَجَد يَجُد، كأَنهم حَذَفوها مِن يَوجُدُ، قَالَ: وهاذا لَا يكادُ} يُوجد فِي الْكَلَام. قلت: وَيفهم من كَلَام سِيبَوَيْهٍ هاذا أَنَّهَا لُغَة فِي وَجعد بِجَمِيعِ معانِيهِ، كَمَا جَزَم بِهِ شُرَّاح الكتابِ، ونقلَه ابنُ هِشَامٍ اللَّخميُّ فِي شَرْح الفَصِيح، وَهُوَ ظاهرُ كلامِ الأَكثير، ومقتضَى كَلَام المصنّف أَنها مقصورةٌ على مَعْنَى وَجَدَ المَطلوبَ، ووَجَد عَلَيْهِ إِذا غَضِب، كَمَا سيأَتي، ووافقَه أَبو جَعفر اللَّبْلِيّ فِي شَرْح الفصيحِ، قَالَ شيخُنَا: وجَعلُها عامَّةً هُوَ الصَّوَاب، ويدلُّ لَهُ البيتُ الَّذِي أَنشدُوه، فإِن قَوْله: (لَا يَجُدْن غَلِيلا) لَيْسَ بشيْءٍ مِمَّا قَيَّدُوه بِهِ، بل هُوَ من {الوِجْدَانِ، أَو من معنَى الإِصابة، كَمَا هُوَ ظَاهر، وَمن الْغَرِيب مَا نَقَلَه شيخُنَا فِي آخرِ المادّة فِي التَّنْبِيهَات مَا نَصُّه: الرابِع، وقَعَ فِي التسهيل للشَّيْخ ابْن مالكٍ مَا يَقْتَضِي أَن لُغَة بني عَامر عامَّة فِي اللِّسَان مُطْلقاً، وأَنَّهُم يَضُمُّون مُضَارِعَه مُطْلَقاً من غيرِ قَيْدٍ} بِوَجَدَ أَو غيرِه، فَيَقُولُونَ {وَجَد} يَجُد ووَعَدَ يَعُدُ، ووَلَدَ يَلُدُ، ونَحْوها، بضمّ المضارِع، وَهُوَ عجيبٌ مِنْهُ رَحمَه الله، فإِن الْمَعْرُوف بَين أَئمّة الصَّرْف وعُلماءِ العَربيَّةِ أَن هاذه اللغةَ العامريَّةَ خاصَّةٌ بهاذا اللَّفْظ الَّذِي هُوَ {وَجَدَ، بل بعضُهم خَصَّه ببعضِ مَعَانِيه، كَمَا هُوَ صَنِيعُ أَبي عُبيدٍ فِي المُصَنَّف، واقتضاه كلامُ المُصَنِّف، ولذالك رَدّ شُرَّاحُ التسهيل إِطلاقَه وتَعَقَّبُوه، قَالَ أَبو حَيَّان: بَنو عامرٍ إِنما رُوِيَ عَنْهُم ضَمُّ عَيْنِ مُضَارِعِ} وَجَدَ خاصَّةً، فَقَالُوا فِيهِ {يَجُدُ، بالضّمّ، وأَنشدوا: يَدَعُ الصَّوَادِيَ لاَ} يَجُدْنَ غَلِيلاَ على خلافٍ فِي رِوَايَةِ البيتِ، فإِن السيرافيّ قَالَ فِي شرح الْكتاب: ويُرْوَى بِالْكَسْرِ، وَقد صرَّح الفارَابِيُّ وغيرُه بِقَصْرِ لُغَةِ بني عامرِ بن صَعْصَعَة على هاذه اللفظةِ، قَالَ: وَكَذَا جَرَى عَلَيْهِ أَبو الْحسن بن عُصْفُور فَقَالَ: وَقد شَذَّ عَن فَعَل الَّذِي فاؤه واوٌ لفظةٌ واحدةٌ، فجاءَت بالضمّ، وَهِي  {وَجَدَ} يَجُد، قَالَ: وأَصلُه {يَوْجُد فحُذِفت الْوَاو، لكَون الضَّمَّة هُنَا شاذَّةً، والأَصل الكسْر. قلت: وَمثل هاذا التَّعْلِيل صَرَّحَ بِهِ أَبو عليَ الفارسيُّ قَالَ:} ويَجُد كانَ أَصلُه {يَوْجُد، مثل يَوْطُؤُ، لاكنه لما كَانَ فِعْلٌ} يُوْجَدُ فِيهِ يَفْعِل ويَفْعُلُ كأَنَّهم توَهَّموا أَنه يَفْعَلُ، وَلما كَانَ فِعْلٌ لَا يُوجَد فِيهِ إِلاَّ يَفْعِل لم يَصِحّ فِيهِ هاذا. (و) وَجَدَ (المالَ وغَيْره {يَجِدُه} وجْداً، مثلَّثَةً {وجِدَةً) ، كعِدَةٍ (: اسْتَغْنَى) ، هاذه عبارةُ المُحْكَم، وَفِي التَّهْذِيب يُقَال} وَجْدَتُ فِي المَال {وُجْداً} ووَجْداً {ووِجْداً} ووِجْدَاناً {وجِدَةً، أَي صرْتُ ذَا مالٍ، قَالَ: وَقد يُستعمل} الوِجْدَانُ فِي {الوُجْدِ، وَمِنْه قولُ العَرَب (} وِجْدَانُ الرِّقِينَ يُغَطِّي أَفَنَ الأَفِينِ) . قلت: وَجرى ثعلبٌ فِي الفصيح بمثْلِ عبارةِ التهذيبِ، وَفِي نوادِر اللِّحْيَانيِّ: {وَجَدْتُ المالَ وكُلّ شيْءٍ} أَجِدُه {وَجْداً} ووُجْداً {ووِجْداً} وجِدَةً، قَالَ أَبو جَعْفَر اللَّبْليُّ: وَزَاد اليزيديُّ فِي نوادِره {ووُجُوداً، قَالَ: ويُقَال وَجَدَ بعد فَقْرٍ، وافتقَرَ بَعْدَ} وَجْدٍ. قلْت: فَكَلَام المصنّف تَبَعاً لابنِ سيدَه يقتضِي أَنه يَتَعَدَّى بنفسِه. وَكَلَام الأَزهريّ وثَعْلبٍ أَنه يتعدَّى بِفي، قَالَ شيخُنا: وَلَا منافاةَ بَينهمَا، لأَن الْمَقْصُود {وَجَدْتُ إِذا كَانَ مَفْعُولُه المالَ يكون تَصريفُه ومصدَرُه على هَذَا الوَضْعه، وَالله أَعلَم. فتأَمّل، انْتهى. وأَبو العباسِ اقتصرَ فِي الفصيح على قَوحلِه:} وَجَدْت المالَ {وُجْداً، أَي بالضمّ} وجِدَةً، قَالَ شُرَّاحُه: مَعْنَاهُ: استَغْنَيْتُ وكَسَبْتُ. قلت: وَزَاد غيرُه وِجْدَاناً، فَفِي اللسانِ: وَتقول {وَجَدْت فِي الغِنَى واليَسَارِ} وُجداً {ووِجْدَاناً. (و) وَجَدَ (عَلَيْهِ) فِي الغَضَب (} يَجِدُ {ويَجُدُ) ، بالوجهينِ، هاكذا قَالَه ابنُ سِيدَه، وَفِي التكملة: وَجَدَ عَلَيْهِ} يَجُدُ لُغَة فِي {يَجِدُ، وَاقْتصر فِي الفصيحِ على الأَوَّل (} وَجْداً) بِفَتْح فَسُكُون ( {وجِدَةً) ، كعِدَةٍ، (} ومَوْجِدَةً) ، وَعَلِيهِ اقْتصر ثعلبٌ، وَذكر الثلاثةَ صاحبُ الواعِي،! ووِجْدَاناً، ذكرَه اللحيانيُّ  فِي النَّوَادِر وابنُ سِيدَه فِي نَصِّ عِبارته، والعَجَب من المُصَنِّف كَيفَ أَسْقَطَه مَعَ اقتفائِه كلاَمه (: غَضِبَ) . وَفِي حديثِ الإِيمان: (إِنِّي سائِلُكَ فَلَا {تَجِدْ عَلَيَّ) ، أَي لَا تَغْضَبْ مِن سُؤَالي، وَمِنْه الحَدِيث (لم} يَجِدِ الصائمُ على المُفْطِرِ) وَقد تَكَرَّر ذِكْرُه فِي الحَدِيث اسْماً وفِعْلاً ومَصدَراً، وأَنشدَ اللِّحيانيُّ قولَ صَخْرِ الغَيِّ: كِلاَنَا رَدَّ صَاحِبَهُ بِيَأْسٍ وتَأْنِيبٍ {وَوِجْدَانٍ شَدِيدِ فهاذا فِي الغَضَب، لأَن صَخْرَ الغَيِّ أَيْأَسَ الحَمَامَةَ مِن وَلَدِهَا فَغَضِبَتْ عَلَيْهِ، ولأَن الحمامةَ أَيأَسَتْه من وَلَده فغَضِبَ عَلَيْهَا، وَقَالَ شُرَّاح الفصيحِ: وَجَدْتُ على الرَّجُلِ} مَوْجِدَةً، أَي غَضِبْتُ عَلَيْهِ، وأَنا {واجِدٌ عَلَيْهِ، أَي غَضْبَانُ، وحكَى القَزَّازخ فِي الجامِع وأَبو غالبٍ التَّيّانِيّ فِي المُوعب عَن الفَرَّاءِ أَنه قَالَ: سَمِعْت بعضَهم يَقُول: قد} وَجِدَ، بِكَسْر الْجِيم، والأَكثر فَتْحُهَا، إِذا غَضِبَ، وَقَالَ الزمخشريُّ عَن الفراءِ: سَمِعْت فِيهِ {مَوْجَدَةً، بِفَتْح الْجِيم، قَالَ شيخُنَ: وَهِي غَرِيبَةٌ، وَلم يَتَعَرَّض لَهَا ابنُ مالكٍ فِي الشَّواذِّ، على كَثْرَةِ مَا جَمَع، وزادَ القَزَّازخ فِي الجامِع وصاحبُ المُوعب كِلاهُمَا عَن الفَرَّاءِ} وُجُوداً، من {وَجَدَ: غَضِبَ وَفِي الْغَرِيب المُصَنَّف لأَبي عُبَيد أَنه يُقَال: وَجَد} يَجُد مِن {المَوْجِدَة} والوِجْدَانِ. جَمِيعاً. وَحكى ذالك القَزَّازُ عَن الفَرَّاءِ، وأَنشد البيتَ، وَعَن السيرافيّ أَنه رَوَاه بالكَسْرِ، وَقَالَ: هُوَ القياسُ، قَالَ شيخُنَا: وإِنما كانَ القِيَاسَ لأَنه إِذا انضَمَّ الجيمُ وَجَبَ رَدُّ الواوِ، كقولِهم وَجُه يَوْجُه، مِن الوَجَاهة، ونَحْوه. (و) {وَجَد (بِهِ} وَجْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (فِي الحُبِّ فَقَطْ) ، وإِنه {لَيَجِد بِفُلاَنَةَ} وَجْداً شَديداً، إِذا كانَ يَهْوَاها ويُحِبُّهَا حُبًّا شَدِيدا، وَفِي حَدِيث وَفْد هَوَازِنَ قَوْلُ أَبي صُرَد (مَا بَطْنُها بِوَالِد، وَلَا زَوجُها! بِوَاجِد) أَي أَنه لَا يُحِبُّهَا، أَوردَه أَبو جَعْفَر اللبلّى، وَهُوَ فِي النِّهَايَة، وَفِي الْمُحكم: وقالتْ شاعِرَةٌ مِن الْعَرَب  وكَانَ تَزَوَّجَهَا رجُلٌ مِن غَيْرِ بَلَدِهَا فَعُنِّنَ عَنْهَا. وَمَنْ يُهْد لي مِنْ مَاءٍ بَقْعَاءَ شَرْبَةً فَإِنَّ لَهُ مِنْ مَاءِ لِينَةَ أَرْبَعَا لَقَدْ زَادَنَا {وَجْداً بِبَقْعَاءَ أَنَّنَا } وَجَدْنَا مَطَايَانَا بِلِينَةَ ظُلَّعَا فَمَنْ مُبْلِغٌ تِرْبَيَّ بِالرَّمْلِ أَنَّنِي بَكَيْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ لِعَيْنَيَّ مَدْمَعَا تَقول: من أَهْدَى لِي شَرْبَةَ ماءٍ مِن بَقْعَاءَ على مَا هُوَ بِهِ مِنْ مَرَارَةِ الطَّعْمِ فإِن لَهُ مِن ماءِ لِينَةَ على مَا هُوَ بِهِ مِن العُذُوبةِ أَرْبَعَ شَرَبَاتٍ، لأَن بقْعَاءَ حَبِيبَةٌ إِليَّ إِذْ هِي بَلَدي ومَوْلِدي، ولِينَةُ بَغِيضَةٌ إِليَّ، لأَن الَّذِي تَزَوَّجَنِي مِن أَهْلِها غيرُ مَأْمُونٍ عَلَيَّ. وإِنما تِلْكَ كِتابَةٌ عَنْ تَشَكِّيها لهاذا الرَّجُلِ حِين عُنِّن عَنْهَا. وقولُها: لقد زَادَني (تَقول لقد زادني) حُبًّ لِبَلْدَتِي بَقْعَاءَ هاذِهِ أَن هاذا الرجُلَ الَّذِي تَزَوَّجَني من أَهلِ لِينَةَ عُنِّنَ عَنِّي، فكانَ كالمَطِيَّةِ الظَّالِعَةِ لَا تَحْمِلُ صاحِبَها، وَقَوْلها: فَمَنْ مُبْلِغٌ تِرْبَيَّ الْبَيْت، تَقول: هَلْ مِن رَجُلٍ يُبْلِغُ صاحِبَتَيَّ بالرَّمْلِ أَنَّ بَعْلِي ضعُفَ عَنِّي وعُنِّنَ فأَوْحَشَني ذالك إِلى أَنْ بَكَيْتُ حَتّى قَرِحَتْ أَجفانِي فزَالَتِ المَدَامِعُ، وَلم يَزُلْ ذالك الجَفْنُ الدَّامِعُ، قَالَ ابنُ سِيدَه، وهاذه الأَبياتُ قَرَأْتُها على أَبِي العَلاءِ صاعِدِ بنِ الحَسَن فِي الكِتَاب المَوْسُوم بالفُصُوصِ. (وَكَذَا فِي الحُزْنِ ولاكن بِكَسْرِ ماضِيه) ، مُرَاده أَن {وَجِدَ فِي الحُزْنِ مِثْل} وَجَدَ فِي الحُبِّ، أَي لَيْسَ لَهُ إِلاَّ مَصْدَرٌ واحِدٌ، وَهُوَ! الوَجْدُ، وإِنما يُخَالِفهُ فِي فِعْله، ففِعل الحُبِّ مَفْتُوح، وفِعْل الحُزن مَكسورٌ، وَهُوَ المُرَاد بقوله: ولاكن بكسرِ ماضِيه. قَالَ شيخُنا: وَالَّذِي فِي الفصيح وغيرهِ من الأُمَّهات القديمةِ كالصّحاحِ والعَيْنه ومُخْتَصر العينِ اقتَصَرُوا فِيهِ على  الفَتْح فَقَط، وكلامُ المصنّف صَرِيحٌ فِي أَنه إِنما يُقال بالكَسْرِ فقطْ، وَهُوَ غَرِيبٌ، فإِن الَّذين حَكَوْا فِيهِ الكَسْرَ ذَكَرُوه مَعَ الفَتْح الَّذِي وَقَعَتْ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الجماهيرِ، نَعمْ حَكَى اللَّحْيَانيُّ فِيهِ الكسْرَ والضَّمَّ فِي كتابِه النوادِر، فظَنَّ ابنُ سِيدَه أَن الفَتْحَ الَّذِي هُوَ اللغةُ المشهورةُ غير مَسمُوعٍ فِيهِ، وَاقْتصر فِي المُحكمِ على ذِكْرِهما فَقَط، دون اللغَةِ المشهورةِ فِي الدَّوَاوِين، وَهُوَ وَهَمٌ، انْتهى. قلت: وَالَّذِي فِي اللسانِ: ووَجَدَ الرَّجُلُ فِي الحُزْنِ {وَجْداً، بِالْفَتْح، ووَجِدَ، كِلاَهُمَا عَن اللِّحيانيّ: حَزِنَ. فَهُوَ مُخَالِفٌ لما نَقَلَه شَيْخُنَا عَن اللِّحْيَانيِّ من الكَسْرِ والضّمِّ، فليتأَمَّل، ثمَّ قَالَ شيخُنَا: وابنُ سَيّده خالَفَ الجُمْهُورَ فَأَسْقَطَ اللُّغَةَ المشهورَةَ، والمُصَنِّف خالَف ابنَ سِيدَه الَّذِي هُوَ مُقْتَدَاه فِي هاذه المادَّةِ فاقتَصَر على الكَسْرِ، كأَنَّه مُرَاعاةً لِرَدِيفه الَّذِي هُوَ حَزِنَ، وعَلى كُلِّ حالٍ فَهُوَ قُصُورٌ وإِخلالٌ، والكَسْر الَّذِي ذَكَرَه قد حَكَاهُ الهَجَرِيُّ وأَنشَدَ: فَوَاكَبِدَا مِمَّا} وَجِدْتُ مِن الأَسَى لَدَى رَمْسِه بَيْنَ القَطِيلِ المُشَذَّب قَالَ: وكأَنَّ كَسْر الجِيمِ مِن لُغَتِه، فتحَصَّل مِن مجموعِ كَلامِهم أَنَّ وَجَدَ بعنى حَزِن فِيهِ ثلاثُ لُغَاتٍ، الفتْح الَّذِي هُوَ الْمَشْهُور، وَعَلِيهِ الْجُمْهُور، والكسْر الَّذِي عَلَيْهِ اقْتصر المُصَنَّف والهَجَرِيّ وغيرُهما، والضمُّ الَّذِي حَكَاهُ اللِّحيانيّ فِي نَوَادِرِه، ونقلَهما ابنُ سِيده فِي المُحْكَم مقتَصِراً عَلَيْهِمَا. (والوَجْدُ: الغِنَى، ويُثَلَّث) ، وَفِي الْمُحكم: اليَسَار والسَّعَةُ، وَفِي التنزيلِ الْعَزِيز: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مّن {وُجْدِكُمْ} (سُورَة الطَّلَاق، الْآيَة: 6) وَقد قُرِىء بِالثلَاثِ، أَي فِي سَعَتِكم وَمَا مَلَكْتُم، وَقَالَ بعضُهم: مِن مَسَاكِنِكُم. قلت: وَفِي البصائر: قَرَأَ الأَعْرَجُ ونافِعٌ ويَحْيَى بن يَعْمُر وسَعيد بن جُبَير وطَاوُوس وابنُ أَبي عَبْلَة وأَبو حَيْوَةَ: (مِنْ} وَجْدِكُم) ، بِالْفَتْح، وقرأَ أَبو  الحَسن رَوْحُ بن عبد المُؤْمن: (من وِجْدِكم) بِالْكَسْرِ، والباقُون بالضَّمّ، انْتهى، قَالَ شيخُنَا: والضمُّ أَفْصَح، عَن ابنِ خَالَوَيْه، قَالَ: وَمَعْنَاهُ: من طَاقَتِكُم ووُسْعِكُم، وحكَى هاذا أَيضاً اللّحيانيُّ فِي نَوَادِرِه. (و) الوَجْدُ، بِالْفَتْح (: مَنْقَعُ الماءِ) ، عَن الصاغانيِّ، وإِعجام الدَّال لغةٌ فِيهِ، كَمَا سيأْتي (ج {وِجَادٌ) ، بِالْكَسْرِ. (} وأَوْجَدَه: أَغْنَاهُ) . وَقَالَ اللِّحيانيُّ: {أَوْجَدَه إِيَّاه: جَعَلَه} يَجِدُه. (و) {أَوْجَدَ الله (فُلاناً مطلُوبَهُ) ، أَي (أَظْفَرَهُ بِهِ) . (و) أَوْجَدَه (عَلى) الأَمْرِ: أَكْرَهَهُ وأَلْجَأَه، وإِعجام الدَّال لُغَةٌ فِيهِ. (و) أَوْجَدَهُ (بَعْدَ ضُعْفٍ: قَوَّاهُ،} كآجَدَه) وَالَّذِي فِي اللِّسَان: وقالُوا: الحَمْدُ لله الَّذِي {- أَوْجَدَني بَعْدَ فَقْر، أَي أَغْنَاني،} - وآجَدَنِي بَعْدَ ضَعْف، أَي قَوَّانِي. (و) عَن أَبي سعيدٍ: ( {تَوَجَّدَ) فلانٌ (السَّهَرَ وغَيْرَه: شَكَاهُ) ، وهم لاَ} يَتَوَجَّدُونَ سَهَرَ لَيْلِهم وَلَا يَشْكُونَ مَا مَسَّهم مِنْ مَشَقَّتِه. ( {والوَجِيدُ: مَا اسْتَوَى من الأَرْضِ، ج} وُجْدَانٌ، بالضَّمّ) ، وسيأْتي فِي المُعجَمَة. ( {ووُجِدَ) الشيْءُ (مِن العَدَمِ) ، وَفِي بعضِ الأُمّهات: عَن عَدَمِ، ومثلُه فِي الصَّحاح (كعُنِيَ، فَهُوَ} مَوجودٌ) : حُمَّ، فَهُوَ مَحْمُومٌ، (وَلَا يُقَال: {وَجَدَه الله تَعَالَى) ، كَمَا لَا يُقَال: حَمَّه الله، (وإِنما يُقَال:} أَوْجَدَه الله تَعَالى) وأَحَمَّه، قَالَ الفَيُّومِيّ: {الْمَوْجُود خِلافُ المَعْدُومِ،} وأَوْجَد الله الشيْءَ من العَدَمِ {فوُجِدَ فَهُوَ} مَوْجُود، من النَّوادِر، مثْل أَجَنَّه الله فجُنَّ فَهُوَ مَجْنُونٌ، قَالَ شيخُنا: وهاذا البابُ من النوادرِ يُسَمِّيه أَئمّةُ الصَّرْفِ والعَربيَّةِ بابَ أَفْعَلْتُه فَهُوَ مَفْعُولٌ، وَقد عَقَدَ لَهُ أَبو عُبَيْدٍ بَاباً مُستقِلاًّ فِي كتابِه الغَرِيب المُصَنَّف وَذكر فِيهِ أَلفاظاً مِنْهَا: أَحَبَّه فَهُوَ مَحْبُوبٌ. قلت: وَقد سبق البَحْثُ فِيهِ فِي مواضِعَ مُتَعَدِّدةٍ فِي ح ب ب.  وس ع د، ون ب ت، فراجِعْه، وسيأْتي أَيضاً. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: الواجِدُ: الغَنِيُّ قَالَ الشاعِر: الحَمْدُ لِلَّهِ الغَنِيِّ {الوَاجِدِ وَفِي أَسماءِ الله تَعَالَى: الواجِدُ، هُوَ الغَنِيُّ الَّذِي لَا يَفْتَقِر. وَقد وَجَدَ يَجِدُ} جِدَةً، أَي استَغْنَى غِنًى لَا فَقْرَ بَعْدَه، قَالَه ابنُ الأَثير، وَفِي الحَدِيث (لَيُّ {الوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وعِرْضَهُ) أَي القادِر على قَضَاءِ دَيْنِه، وَفِي حديثٍ آخَرَ (أَيُّهَا النَّاشِدُ، غَيْرُك الوَاجِدُ) مِنْ وَجَدَ الضّالَّةَ} يَجِدُهَا. {وتَوَجَّدْتُ لِفُلانٍ: حَزِنْتُ لَهُ. واستَدْرَك شيخُنَا: } الوِجَادَةَ، بِالْكَسْرِ، وَهِي فِي اصْطِلاح المُحَدِّثين اسمٌ لما أُخِذ من العِلْمِ مِن صَحِيفَةٍ مِن غَيْرِ سَمَاعٍ وَلَا إِجَازَةٍ وَلَا مُنَاوَلَةٍ، وَهُوَ مُوَلَّدٌ غيرُ مَسموعٍ، كَذَا فِي التقريبِ للنووي. {والوُجُدُ، بِضَمَّتَيْنِ، جَمعُ} واجِد، كَمَا فِي التَّوشيحِ، وَهُوَ غَرِيبٌ، وَفِي الْجَامِع للقَزَّاز: يَقُولُونَ: لم {أَجْدِ مِن ذالك بُدًّا، بِسُكُون الْجِيم وكسْرِ الدَّال، وأَنشد: فَوَالله لَوْلاَ بُغْضُكُمْ مَا سَبَبْتُكُمْ ولاكِنَّنِي لَمْ أَجْدِ مِنْ سَبِّكُمْ بُدَّا وَفِي المُفْردات للراغب:} وَجَدَ الله: عَلِم، حَيْثُمَا وقَعَ، يعنِي فِي القُرآنِ، ووافقَه على ذالك الزَّمَخْشَرِيُّ وغيرُه. وَفِي الأَساس وَجَدْت الضَّالَّةَ، {وأَوْجَدَنِيه الله، وَهُوَ} واجِدٌ بِفُلانَةَ، وَعَلَيْهَا، {ومُتَوَجِّدٌ. } وتَوَاجَدَ فُلانٌ: أَرَى مِن نَفْسِه {الوَجْدَ. } ووَجَدتُ زَيْداً ذَا الحِفَاظِ: عَلِمْتُ. {والإِيجادُ: الإِنشاءُ من غير سَبقِ مِثَالٍ. وَفِي كِتَاب الأَفْعَال لابنِ القطَّاع:} وأُوْجِدَتِ النّاقَةُ: أُوثِقَ خَلْقُهَا. تَكْمِيل وتذنيب: قَالَ شَيخنَا نقلا عَن شَرْحِ الفصيح لابنِ هشامٍ اللَّخميِّ:  وَجدَ لَهُ خَمْسَةُ مَعَانٍ، ذَكرَ مِنْهَا أَرْبَعَةً وَلم يَذكر الخَامِس، وَهُوَ: العِلْمُ والإِصابَةُ والغَضَبو الإِيسارُ وَهُوَ الاستغْنَاءُ، والاهتمام وَهُوَ الحُزْن، قَالَ: وَهُوَ فِي الأَوّل مُتَعَدَ إِلى مفعولينِ، كَقَوْلِه تَعَالَى: { {وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَى} (سُورَة الضُّحَى، الْآيَتَانِ: 7 و 8) . وَفِي الثَّانِي مُتَعدَ إِلى واحِدٍ، كقولِه تَعَالَى: {وَلَمْ} يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفًا} (سُورَة الْكَهْف، الْآيَة: 53) . وَفِي الثالثِ متَعدَ بحرْف الجَرِّ، كقولِ {وَجَدْت على الرَّجُلِ، إِذا غَضِبْتَ عَلَيْهِ. وَفِي الْوَجْهَيْنِ الأَخِيرَين لَا يَتَعَدَّى، كقولِك: وَجَدْت فِي المالِ، أَي أَيْسَرْت، ووَجَدْتُ فِي الحُزْن، أَي اغْتَمَمْتُ. قَالَ شيخُنَا: وبقيَ عَلَيْهِ: وَجَدَ بِهِ، إِذَا أَحَبَّه} وَجْداً، كَمَا مَرَّ عَن المُصنِّف، وَقد استدرَكه الفِهْرِيُّ وغيرُه على أَبي العَبَّاسِ فِي شَرْحِ الفصيح، ثمَّ إِن وَجَدَ بِمَعْنى عَلِمَ الَّذِي قَالَ اللّخميّ إِنه بَقِيَ على صاحِبِ الفصيح لم يَذْكُر لَهُ مِثَالاً، وكأَنّه قَصَدَ وَجَدَ الَّتِي هِيَ أُخْتُ ظَنَّ، ولذالك قَالَ يَتَعَدَّى لِمَفْعُولينِ، فَيبقى وَجَدَ بمعنَى عَلِم الَّذِي يتعدَّى لمعفولٍ واحِدٍ، ذكرَه جمَاعَةٌ، وقَرِيبٌ من ذالك كلامُ الجَلاَلِ فِي هَمْعِ الهَوَامِعِ، وَجَدَ بمعنَى عَلِمَ يتعَدَّى لمفعولينِ ومَصْدَرُه {وِجْدَانٌ، عَن الأَخْفَش،} ووُجُود، عَن السيرافيّ، وَبِمَعْنى أَصَابَ يتعدَّى لواحِدٍ، ومَصْدرُه، وِجْدَانٌ، وَبِمَعْنى اسْتَغْنَى أَو حَزِنَ أَو غَضِب لازِمَةٌ، ومصدر الأَوَّل {الوَجْد، مثلّثة، وَالثَّانِي الوَجْدُ، بِالْفَتْح، وَالثَّالِث المَوْجِدَة. قلت: وأَخْصَرُ من هاذا قولُ ابنِ القَطّاعِ فِي الأَفعال:} وَجَدْتُ الشيْءَ {وِجْدَاناً بعد ذَهَابِهِ وَفِي الغِنَى بَعْدَ الفَقْرِ} جِدَةً، وَفِي الغَضَبِ {مَوْجِدَةً وَفِي الحُزْن} وَجْداً حَزِنَ. وَقَالَ المُصَنّف فِي البصائرِ نقلا عَن أَبي الْقَاسِم. الأَصبهانيّ. {الوُجُودُ أَضْرُبٌ،} وُجُودٌ بِإِحْدَى الحَوَاسِّ الخَمْسِ، نَحْو {وَجَدْتُ زَيْداً} وَوَجَدْتُ طَعْمَه ورائحتَه وصَوتَه  وخُشُونَتَه، {ووجُودٌ بِقُوَّةِ الشَّهْوَةِ نَحْو} وَجَدْتُ الشِّبَع، ووُجُودٌ أَمَدَّه الغَضَبُ، {كوُجُودِ الحَرْبِ والسَّخَطِ، ووُجُودٌ بالعَقْل أَو بِوسَاطَة العَقْلِ، كمَعْرِفَة الله تَعَالَى، ومَعْرِفَة النُّبُوَّةِ. وَمَا نُسِب إِلى الله تَعَالَى مِن الوُجُود فبمَعْنَى العِلْمِ المُجَرَّدِ، إِذ كَانَ الله تعالَى مُنَزَّهاً عَن الوَصْفِ بالجَوَارِحِ والآلاتِ، نَحْو قولِه تَعالى: {وَمَا} وجدنَا لأكثرهم من عهد وَإِن وجدنَا أَكْثَرهم لفاسقين 2} (سُورَة الْأَعْرَاف، الْآيَة: 102) وَكَذَا الْمَعْدُوم، يُقَال على ضِدّ هاذه الأَوْجُه. ويَعبَّر عَن التَمَكُّنِ من الشيءِ {بالوُجُودِ نَحْو {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ} وَجَدتُّمُوهُمْ} (سُورَة التَّوْبَة، الْآيَة: 6) أَي حَيْثُ رَأَيْتُمُوهُم، وَقَوله تَعَالَى: {9. 024 إِن {وجدت امْرَأَة تملكهم} (سُورَة النَّمْل، الْآيَة: 23) ، وَقَوله: {} وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ} (سُورَة النَّمْل، الْآيَة: 24) وَقَوله: { {وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 39) } وَوُجُود بالبصيرة، وَكَذَا قَوْله: {وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّا} (سُورَة الْأَعْرَاف، الْآيَة: 44) وَقَوله: {فَلَمْ {تَجِدُواْ مَآء فَتَيَمَّمُواْ} (سُورَة النِّسَاء، الْآيَة: 43) أَي إِن لم تَقْدِروا على الماءِ. وَقَالَ بَعضهم:} المَوْجُودَات ثلاثةُ أَضْرُبٍ: {مَوْجُودٌ لَا مَبْدَأَ لَهُ وَلَا مُنْتَهَى، وَلَيْسَ ذالك إِلاَّ البارِىءَ تَعالَى،} ومَوْجُودٌ لَهُ مَبْدَأٌ ومُنْتَهًى، كالجَوَاجِرِ الدُّنْيَوِيَّة، {وموجودٌ لَهُ مَبْدَأٌ وَلَيْسَ لَهُ مُنْتَهًى، كالنَّاسِ فِي النّشْأَةِ الآخِرِة، انْتهى. قَالَ شيْخنا فِي آخِر هاذه الْمَادَّة مَا نصُّه: وهاذا آخِرُ الجزءِ الَّذِي بخطّ المُصَنّف، وَفِي أَوّل الَّذِي بَعْدَه: الْوَاحِد، وَفِي آخر هاذا الجزءِ عَقِبَ قَوله: وإِنما يُقَال} أَوجَدَه الله، بِخَط المُصَنّف رَحمه الله تَعَالَى مَا نَصُّه: هاذا آخِرُ الجُزءِ الأَوَّل مِن نُسْخَةِ المُصَنِّف الثانِيَة مِن كِتَابِ القَامُوسِ المُحِيط والقَابُوس الوَسِيطَ فِي جَمْع لُغَاتِ العَرب الَّتِي ذَهَبَتْ شَماطِيطَ، فَرغَ مِنْهُ. مُؤَلِّفه مُحمد بن يَعْقُوب بن مُحمّد الفَيْرُوزَاباديّ فِي  ذِي الحِجَّة سنةَ ثمانٍ وسِتّينَ وسَبْعِمَائةٍ. انْتهى من خطّه، وانْتهى كَلَام شَيْخِنَا. قلت: وَهُوَ آخِر الجزءِ الثَّانِي من الشَّرْحِ وَبِه يَكْمُل رُبْعُ الكِتَابِ مَا عدَا الكلامَ على الخُطْبَة، وعَلى الله التيسيرُ والتَّسْيل فِي تَمَامه وإِكماله على الوَجْهِ الأَتَمِّ، إِنّه بكُلّ شيْءٍ قدير، وبكُلِّ فَضْل جَدير، عَلَّقَه بِيَدِه الفَانِيَةِ الفَقيرُ إِلى مَوْلَاهُ عَزَّ شَأْنُه مُحمّد مُرْتَضَى الحُسَيني الزَّبيدِيُّ، عُفِيَ عَنه، تَحرِيراً فِي التاسِعَة مِن لَيْلَةِ الاثْنَيْنِ المُبَارَكِ عاشِر شهرِ ذِي القِعْدَةِ الحَرَامِ من شهور سنة 1181 خُتِمَتْ بِخَيْرٍ، وذالك بِوكالة الصَّاغَةِ بِمصْر. قَالَ مُؤَلِّفه: بلَغ عِرَاضُهُ على التَّكْمِلَة للصاغانيّ فِي مَجالِسَ آخِرُها يَوْم الِاثْنَيْنِ حادِي عَشَرَ جُمَادَى سنة 1192، وَكتبه مُؤَلِّفه مُحَمَّد مرتضى، غَفعر لَهُ بمَنِّه.
المعجم: تاج العروس

خصر

المعنى: الخَصْرُ: وَسَطُ الإِنسان، وجمعه خُصُورٌ. والخَصْرانِ والخاصِرَتانِ: ما بين الحَرْقَفَةِ والقُصَيْرَى، وهو ما قَلَصَ عنه القَصَرَتانِ وتقدم من الحَجَبَتَيْنِ، وما فوق الخَصْرِ من الجلدة الرقيقةِ:الطِّفْطِفَةِ. ويقال: رجل ضَخْمُ الخواصر. وحكى اللحياني: إِنها لمُنْتَفِخَةُ الخَواصِر، كأَنهم جعلوا كل جزء خاصِرَةً ثم جمع على هذا؛ قال الشاعر: فلمـــــــا ســـــــَقَيْناها العَكِيــــــسَ تَمَــــــذَّحَتْ خَواصــــــــِرُها، وازْدادَ رَشــــــــْحاً وَرِيــــــــدُها وكَشْحٌ مُخَصَّرٌ أَي دقيق. ورجل مَخْصُورُ البطن والقدم ورجل مُخَصَّرٌ: ضامر الخَصْرِ أَو الخاصِرَةِ. ومَخْصُورٌ: يشتكي خَصْرَهُ أَو خاصِرَتَه. وفي الحديث: فأَصابني خاصِرَةٌ؛ أَي وجع في خاصرتي، وقيل: وجع في الكُلْيَتَيْنِ.والاخْتِصارُ والتَّخاصُرُ: أَن يضرب الرجل يده إِلى خَصْرِه في الصلاة.وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه نهى أَن يصلي الرجل مُخْتَصِراً، وقيل: مُتَخَصِّراً؛ قيل: هو من المَخْصَرَة؛ وقيل: معناه أَن يصلي الرجل وهو واضع يده على خَصْرِه. وجاء في الحديث: الاخْتِصارُ في الصلاة راحَةُ أَهل النار؛ أَي أَنه فعل اليهود في صلاتهم، وهم أَهل النار، على أَنه ليس لأَهل النار الذين هم خالدون فيها راحة؛ هذا قول ابن الأَثير. قال محمد بن المكرم: ليس الراحة المنسوبة لأَهل النار هي راحتهم في النار، وإِنما هي راحتهم في صلاتهم في الدنيا، يعني أَنه إذا وضع يده على خَصْرِه كأَنه استراح بذلك، وسماهم أَهل النار لمصيرهم إِليها لا لأَن ذلك راحتهم في النار. وقال الأَزهري في الحديث الأَوّل: لا أَدري أَرُوي مُخْتَصِراً أَو مُتَخَصِّراً، ورواه ابن سيرين عن أَبي هريرة مختصراً، وكذلك رواه أَبو عبيد؛ قال: هو أَن يصلي وهو واضع يده على خصره؛ قال: ويروى في كراهيته حديث مرفوع، قال: ويروى فيه الكراهة عن عائشة وأَبي هريرة، وقال الأَزهري: معناه أَن يأْخذ بيده عصا يتكئ عليها؛ وفيه وجه آخر: وهو أَن يقرأَ آية من آخر السورة أَو آيتين ولا يقرأْ سورة بكمالها في فرضه؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه ابن سيرين عن أَبي هريرة. وفي حديث آخر: المُتَخَصِّرُون يوم القيامة على وجوههم النورُ؛ معناه المصلون بالليل فإِذا تعبوا وضعوا أَيديهم على خواصرهم من التعب؛ قال: ومعناه يكون أَن يأْتوا يوم القيامة ومعهم أَعمال لهم صالحة يتكئون عليها، مأْخوذ من المَخْصَرَةِ. وفي الحديث: أَنه نهى عن اخْتِصارِ السَّجْدَةِ؛ وهو على وجهين: أَحدهما أَن يختصر الآية التي فيها السجود فيسجد بها، والثاني اين يقرأَ السورة فإِذا انتهى إِلى السجدة جاوزها ولم يسجد لها.والمُخاصَرَةُ في البُضْعِ: أَن يضرب بيده إِلى خَصْرها. وخَصْرُ القَدَمِ: أَخْمَصُها. وقَدَمٌ مُخَصَّرَةٌ ومَخْصُورَةٌ: في رُسْغِها تَخْصِير، كأَنه مربوط أَو فيه مَحَزٌّ مستدير كالحَزِّ، وكذلك اليدُ. ورجل مُخَصَّرُ القدمين إذا كانت قدمه تمس الأَرض من مُقَدَّمِها وعَقِبها ويَخْوَى أَخْمَصُها مع دِقَّةٍ فيه. وخَصْرُ الرمل: طريق بين أَعلاه وأَسفله في الرمال خاصة، وجمعه خُصُورٌ؛ قال ساعدة بن جؤية: أَضــــــَرَّ بــــــه ضــــــاحٍ فَنَبْطـــــا أُســـــَالَةٍ، فَمَـــــــرٌّ فَـــــــأَعْلَى حَوْزِهـــــــا فَخُصـــــــُورُها وقال الشاعر: أَخَــــــذْنَ خُصــــــُورَ الرَّمْـــــلِ ثـــــم جَزَعْنَـــــهُ وخَصْرُ النعل: ما اسْتَدَقَّ من قدّام الأُذنين منها. ابن الأَعرابي: الخَصْرانِ من النعل مُسْتَدَقُّها. ونعل مُخَصَّرَةٌ: لها خَصْرانِ. وفي الحديث: أَن نعله، عليه السلام، كانت مُخَصَّرَةً أَي قطع خَصْراها حتى صارا مُسْتَدِقَّيْنِ. والخاصِرَةُ: الشَّاكِلَةُ. والخَصْرُ من السهم: ما بين أَصل الفُوقِ وبين الريش؛ عن أَبي حنيفة. والخَصْرُ: موضع بيوت الأَعراب، والجمع من كل ذلك خُصُورٌ. غيره: والخَصْرُ من بيوت الأَعراب موضع لطيف. وخاصَرَ الرجلَ: مشى إِلى جنبه. والمُخاصَرَةُ: المُخازَمَةُ، وهو أَن يأْخذ الرجلُ في طريق ويأْخذ الآخر في غيره حتى يلتقيا في مكان.واخْتَصارُ الطريق: سلوكُ أَقْرَبِه. ومُخْتَصَراتُ الطُّرُقِ: التي تَقْرُبُ في وُعُورِها وإِذا سلك الطريق الأَبعد كان أَسهل. وخاصَرَ الرجلُ صاحبه إذا أَخذ بيده في المشي. والمُخاصَرَةُ: أَخْذُ الرجل بيد الرجل؛ قال عبد الرحمن بن حسان: ثـم خاصـَرْتُها إِلـى القُبَّةِ الخَضْ_راءِ تَمْشِي في مَرْمَرٍ مَسْنُونِ أَي أَخذت بيدها، تمشي في مرمر أَي على مرمر مسنون أَي مُمَلَّسٍ. قال الله تعالى: ولأُصَلِّبَنَّكُمْ في جُذُوعِ النخل؛ أَي على جذوع النخل.قال ابن بري: هذا البيت يروى لعبد الرحمن بن حسان كما ذكره الجوهري وغيره، قال: والصحيح ما ذهب إِليه ثعلب أَنه لأَبي دهْبَلٍ الجُمَحِيِّ، وروى ثعلب بسنده إِلى إِبراهيم بن أَبي عبدالله قال: خرج أَبو دهبل الجمحي يريد الغزو، وكان رجلاً صالحاً جميلاً، فلما كان بِجَيْرُونَ جاءته امرأَة فأَعطته كتاباً، فقالت: اقرأْ لي هذا الكتاب، فقرأَه لها ثم ذهبت فدخلت قصراً، ثم خرجت إِليه فقالت: لو تبلغت معي إِلى هذا القصر فقرأْت هذا الكتاب على امرأَة فيه كان لك في ذلك حسنة، إِن شاء الله تعالى، فإِنه أَتاها من غائب يعنيها اَّمره. فبلغ معها القصر فلما دخله إذا فيه جوارٍ كثيرة، فأَغلقن عليه القصر، وإِذا امرأَة وضيئة فدعته إِلى نفسها فأَبى، فحُبس وضيق عليه حتى كاد يموت، ثم دعته إِلى نفسها، فقال: أَما الحرام فوالله لا يكون ذلك ولكن أَتزوّجك. فتزوجته وأَقام معها زماناً طويلاً لا يخرج من القصر حتى يُئس منه، وتزوج بنوه وبناته واقتسموا ماله وأَقامت زوجته تبكي عليه حتى عمشت، ثم إِن أَبا دهبل قال لامرأَته: إِنك قد أَثمت فيّ وفي ولدي وأَهلي، فأْذني لي في المصير إِليهم وأَعود إِليك. فأَخذت عليه اليهود أَن لا يقيم إِلا سنة، فخرج من عندها وقد أَعطته مالاً كثيراً حتى قدم على أَهله، فرأَى حال زوجته وما صارت إِليه من الضر، فقال لأَولاده: أَنتم قد ورثتموني وأَنا حيّ، وهو حظكم والله لا يشرك زوجتي فيما قدمت به منكم أَحد، فتسلمت جميع ما أَتى به، ثم إِنه اشتاق إِلى زوجته الشامية وأَراد الخروج إِليها، فبلغه موتها فأَقام وقال: صـــــــاحِ، حَيَّـــــــا الإِلَـــــــهُ حَيّــــــاً ودُوراً، عنــــــد أَصــــــْلِ القَنـــــاةِ مـــــن جَيْرُونِـــــ، طــــــــالَ لَيْلِـــــــي وبِـــــــتُّ كـــــــالمَجْنُونِ، واعْتَرَتْنِـــــــــي الهُمُـــــــــومُ بالمــــــــاطِرُونِ عن يَسارِي إذا دَخَلْتُ من البا_بِ، وإِن كنتُ خارجاً عن يَميني فَلِتِلْـــــــكَ اغْتَرَبْـــــــتُ بالشـــــــَّامِ حـــــــتى ظَــــــــنَّ أَهْلــــــــي مُرَجَّمـــــــاتِ الظُّنُـــــــونِ وهْـيَ زَهْـرَاءُ، مِثْـلُ لُؤْلُؤَةِ الغَ_وَّاصِ، مِيْزَتْ من جوهرٍ مَكنُونِ وإِذا مـــــــا نَســـــــَبْتَها، لـــــــم تَجِــــــدْها فــــــــي ســـــــنَاءٍ مـــــــن المَكـــــــارِم دونِ تَجْعَـلُ المِسـْكَ واليَلَنْجُـوجَ والنَّ_دَّ صـِلاءً لها على الكانُونِ ثـم خاصـَرْتُها إِلـى القُبَّةِ الخَضْ_راءِ تَمْشِي في مَرْمَرٍ مَسْنُونِ قُبَّــــــــةٌ مــــــــن مَراجِــــــــلٍ ضـــــــَرَبَتْها، عنــــــد حــــــدِّ الشــــــِّتاء فــــــي قَيْطُـــــونِ ثـم فارَقْتُهـا علـى خَيْـرِ مـا كـا_نَ قَرِيـنٌ مُفارِقاً لِقَرِينِ فبَكَـتْ خَشـْيَةَ التَّفَـرُّقِ للبَيْ_نِـ، بُكاءَ الحَزِين إِثْرَ الحَزِينِ قال: وفي رواية أُخرى ما يشهد أَيضاً بأَنه لأَبي دهبل أَن يزيد قال لأَبيه معاوية: إِن أَبا دهبل ذكر رملة ابنتك فاقتله، فقال: أَيّ شيء قال؟ فقال: قال: وهـي زهـراء، مثـل لؤلؤة الغ_وّاص، ميزت من جوهر مكنون فقال معاوية: أَحسن، قال: فقد قال: وإِذا مـا نسـبتها، لـم تجـدها_في سناء من المكارم دون فقال معاوية: صدق؛ قال: فقد قال: ثـم خاصـرتها إِلـى القبة الخض_راء تمشي في مرمر مسنون فقال معاوية: كذب.وفي حديث أَبي سعيد وذكر صلاة العيد: فخرج مُخاصِراً مَرْوانَ؛ المخاصرة: أَن يأْخذ الرجل بيد رجل آخر يتماشيان ويد كل واحد منهما عند خَصْرِ صاحبه. وتَخَاصَرَ القومُ: أَخذ بعضهم بيد بعض. وخرج القوم متخاصرين إذا كان بعضهم آخذاً بيد بعض.والمِخْصَرَةُ: كالسوط، وقيل: المخصرة شيء يأْخذه الرجل بيده ليتوكأ عليه مثل العصا ونحوها، وهو أَيضاً مما يأْخذه الملك يشير به إذا خطب؛ قال: يَكـــــــادُ يُزِيــــــلُ الأَرضَ وَقْــــــعُ خِطــــــابِهِمْ، إِذا وصـــــــــَلُوا أَيْمــــــــانَهُمْ بالمَخاصــــــــِرِ واخْتَصَرَ الرجل: أَمسك المِخْصَرَةَ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، خرج إِلى البقيع وبيده مِخْصَرَةٌ له فجلس فَنَكَتَ بها في الأَرض؛ أَبو عبيد: المِخْصَرَةُ ما اخْتَصَر الإِنسانُ بيده فأَمسكه من عصا أَو مِقْرَعَةٍ أَو عَنَزَةٍ أَو عُكَّازَةٍ أَو قضيب وما أَشبهها، وقد يتكأُ عليه. وفي الحديث: فإِذا أَسلموا فاسْأَلْهُمْ قُضُبَهُمُ الثلاثةَ التي إذا تَخَصَّرُوا بها سُجِدَ لهم؛ أَي كانوا إذا أَمسكوها بأَيديهم سجد لهم أَصحابهم، لأَنهم إِنما يمسكونها إذا ظهروا للناس.والمِخْصَرَةُ: كانت من شعار الملوك، والجمع المخاصر؛ ومنه حديث عليّ وذكر عمر، رضي الله عنهما، فقال: واخْتَصَرَ عَنَزَتَهُ؛ العنزة شبه العكازة. ويقال:خاصَرْتُ الرجلَ وخازَمْتُه، وهو أَن تأْخذ في طريق ويأْخذ هو في غيره حتى تلتقيا في مكان واحد. ابن الأَعرابي: المُخَاصَرَةُ أَن يمشي الرجلان ثم يفترقا حتى يلتقيا على غير ميعاد.واخْتِصارُ الكلام: إِيجازه. والاختصار في الكلام: أَن تدع الفضول وتَسْتَوْجِزَ الذي يأْتي على المعنى، وكذلك الاختصار في الطريق. والاختصار في الجَزِّ: أَن لا تستأْصله. والاختصارُ: حذفُ الفضول من كل شيء.والخُصَيْرَى: كالاختصار؛ قال رؤبة: وفــــــي الخُصـــــَيْرَى، أَنـــــت عنـــــد الـــــوُدُّ كَهْـــــــــفُ تَمِيــــــــم كُلِّهــــــــا وســــــــَعْدِ والخَصَرُ، بالتحريك: البَرْدُ يجده الإِنسان في أَطرافه. أَبو عبيد:الخَصِرُ الذي يجد البرد، فإِذا كان معه جوع فهو خَرِصٌ. والخَصِرُ:البارِدُ من كل شيء. وثَغْرٌ بارد المُخَصَّرِ: المُقَبَّلِ. وخَصِرَ الرجلُ إذا آله البرد في أَطرافه؛ يقال: حَضِرَتْ يدي. وخَصِرَ يومنا: اشتدّ برده؛ قال الشاعر: رُبَّ خــــــــالٍ ليَــــــــ، لـــــــو أَبْصـــــــَرْتَهُ، ســــــَبِط المِشـــــْيَةِ فـــــي اليـــــومِ الخَصـــــِرُ وماء خَصِرٌ: بارِدٌ.
المعجم: لسان العرب

Pages