المعجم العربي الجامع
رَكوضٌ
المعنى: سَريع. يقال: «هو رَكوضٌ وهي رَكوضٌ».؛قَوسٌ -: شَديدة الدَّفْع للسَّهم.
المعجم: القاموس رَكوضٌ
المعنى: جذ.: (ركض) | (صِيغَةُ فَعُول لِلْمُبالَغَةِ). "رَكِبَ على ظَهْرِ جَوادٍ رَكوضٍ": سَريعٍ.
المعجم: معجم الغني الرَكُوضُ
المعنى: (للمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ) السَّريعُ الرَّكْضِ، السَّريعُ العَدْوِ * جَرى سِباقٌ بَيْنَ فَرَسَينِ رَكوضَيْنِ في مَيْدانِ السِّباقِ. [ركض]
المعجم: القاموس رَكَضَ
المعنى: ـُ رَكْضاً، ورَكْضَةً: عدا مسرعاً. يُقال: أتيته رَكْضاً. وـ ضرب برجله. وفي التنزيل العزيز: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ). وركض منه: فرّ وانهزم. وفي التنزيل العزيز: (إِذَا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ). وـ الطائر: أسرع. وـ النجوم والكواكب: سارت. وـ الخيل: ضربت الأَرض بحوافرها. وـ شيئاً: رفسه. وـ الدابة: ضرب جنبيها برجله أَو برجليه ليحثّها على السير. وركض الأَرض برجله: ضربها في أَثناء مشيه. وـ الطائر جناحيه: حرّكهما وردّهما إِِلى جسده فضرب بهما جنبيه. ويُقال: هو لا يركضُ المِحْجَنَ: لا يدفع عن نفسه، لأنّه لا يمتعض من شيء. وركضت القوس السهم: دفعته. وـ النَّار بالمركض: حرّكها. فهو راكض، وركّاض.؛(أرْكَضَتِ) الحامل: ارتكض الجنين في بطنها. فهي مُرْكِضة، ومُركِض. (ج) مَراكِض.؛(راكَضَهُ): سابقه في الرّكْض. وـ أعدى كلّ منهما فرسه ليرى أيّهما يسبق. ويُقال: راكضه الخيل.؛(ارتَكَضَ): ركضَ. يُقال: ارتكضوا في حلبة السباق. وـ اضطرب وتحرّك. ويُقال: ارتكض الجنين في بطن أمّه، وارتكض قلبه فزعاً. وـ فلان في شئونه: تقلّب فيها وحاولها. وـ الماء في البئر ونحوها: تجمع وماج.؛(تَرَاكَضوا): ركضوا معاً. وـ ركض بعضهم إِِلى بعض فرسه. وـ الخيل: ركضوها. يُقال: خرجوا يتراكضون الخيل. وتراكضوا إِليهم خيلهم حتى أدركوهم.؛(الرَّكُوضُ): الرَّكّاض. يُقال: هو ركوض، وهي ركوض، وقوس ركوض: شديدة الدفع للسهم.؛(المَرْكَضُ): موضع الرَّكْض. وـ جنب الدّابة حيث يركض. (ج) مراكض. يُقال: قعدنا على مراكض الحوض: جوانبه التي يركضها الماء ويضربها.؛(المِرْكَضُ): المحرِّك. وـ مِسْعَر النَّار. وـ سِيَة القوس وجانبها. وهما مِرْكَضان. يُقال: قوس طَوع المركضين. وهما سِيَتَاها. (ج) مَرَاكِض.؛(المِرْكَضَةُ): الرَّكَّاضة، أَو الفرس التي تركض الأَرض بحوافرها. وـ من القوس: مِركضُها. وهما مِركَضتان. (ج) مَراكِض.
المعجم: الوسيط الركض
المعنى: ـ الرَّكْضُ: تَحريكُ الرِّجْلِ، ـ ومنه: {اركُضْ بِرِجْلِكَ} والدَّفْعُ، واسْتِحْثَاثُ الفرسِ للعَدْوِ، وتَحَرُّكُ الجَناحِ، والهَرَبُ، ـ ومنه: {إذا هُمْ منها يَرْكُضُونَ} والعَدْوُ. ـ والرَّكْضَةُ: الدَّفْعَةُ، والحركةُ. ـ وهو لا يَرْكُضُ المِحْجَنَ: أي: لا يَدْفَعُ عن نَفْسِهِ. ـ ورُكِضَ الفرسُ، كعُنِيَ، ـ فَرَكَضَ هو: عَدا، فهو راكِضٌ ورَكُوضٌ. ـ ومَراكِضُ الحوضِ: جَوانِبُهُ. وكمِنْبَرٍ: مِسْعَرُ النارِ، وبهاء: جانِبُ القَوْسِ، والفرسُ تَرْكُضُ الأرضَ بقوائِمِها. ـ وأرْكَضَتِ المرأةُ: عَظُمَ وَلدُهَا في بَطْنِهَا. ـ وارْتَكَضَ: اضْطَرَبَ. ـ ومُرْتَكَضُ الماء: مَوْضِعُ مَجَمِّه. ـ وراكَضَهُ: أعْدَى كلٌّ مِنْهُمَا فَرَسَهُ. ـ وتَرْكَضَاء، وتِرْكِضاء: مثَّلَ بهما النُّحاةُ، ولم يُفَسَّرَا، وعندي أنهما الرَّكْضُ.
المعجم: القاموس المحيط ركض
المعنى: ركل الدابة برجل وركضها برجلين: ضربها ليستحثها، واضرب مركضيها ومركليها، واضربوا مراكضها ومراكلها. وراكضه الخيل، وخرجوا يتراكضون الخيل، وتراكضوا إليهم خيلهم حتى أدركوهم، وارتكضوا في الحلبة. ومن المجاز: الطائر يركض بجناحيه: يحرّكهما ويردّهما على جسده. قال العجاج: إذا النهــار كــفّ ركـض الأخيـل هو طائر أخضر لا ينجحر وقت الهجير، كما يفعل سائر الطيور فوصف النهار بكفّه إياه عن الطيران لشدّة حره. والمرأة تركض ذيولها وتركض خلخالها. قال النابغة: والراكضـات ذيـول الربـط فنقها ظـل الهـوادج كـالغزلان بـالجرد وقال ابن مقبل: صـدحت لنـا جيـداء تركـض ساقها عنــد التجـار مجـامع الخلخـال وفي الحديث "الله ركضة من الشيطان" وعن أبي الدقيش تزوّجت جارية فلم يكن عندي شيء فركضت برجليها في صدري ثم قالت: يا شيخ! ما أرجو بك؟ وركضه البعير نحو رمحه الفرس. وركض النار بالمركض: بالمسعر. قال البريق الهذليّ: فـــأنت الـــذي يتّقـــى شــره كمــا تتقــى النــار بـالمركض وركضت النجوم في السماء: سارت. وبت أرعى النجوم وهي رواكض. ورضت القوس السهم: حفزته، وقوس ركوض. قال كعب بن زهير: شـــرقات بالســـم مــن صــلبي وركوضــاً مــن الســراء طحـورا وركضت القوس: رميت فيها. قال البعيث: ورشـق مـن النشـاب يحـدون ورده إذا ركضـوا فيـه الحنيّ المؤطرا وقوس طوع المركضين والمركضتين وهما الستان. قال الشماخ: بحـــافته رام أعـــد مـــذرباً بــالكف طــوع المركضـين كتـوم وركض الرجل: ضرب برجله الأرض "إذا هم منها يركضون" يعدون لشدة الوطء. وركضت الخيل: ضربت الأرض بحوافرها، وجاءت الخيل ركضاً. وركض الجندب الرمضاء بكراعيه. قال ذو الرمة يصف جندباً: معروريـاً رمـض الرضـراض يركضـه والشمس حيرى لها في الجو تدويم وتركته يركض بجله للموت، ويرتكض ليموت. وارتكض الولد في البطن: اضطرب. وأركضت الناقة: ارتكض ولدها فهي مركض ومركضة. وارتكض الماء في البئر: اضطرب. وهذا مرتكض الماء: لمجمه. وارتكض في أمره: تقلب فيه وحاوله. وقعدنا على مراكض الحوض وهي جوانبه التي يضربها الماء.
المعجم: أساس البلاغة ركض
المعنى: ركض الرَّكْضُ: تَحْرِيكُ الرِّجْلِ، كَمَا فِي الصّحاح. قَالَ: وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: اركُضْ برِجْلك هذَا مُغْتَسَلٌ باردٌ وشَرَابٌ قَالَ الصَّاغَانيّ: أَي اضْربْ بهَا الأَرْضَ ودُسْهَا بهَا. وَقَالَ ابنُ الأَثير: أَصْلُ الرَّكْضِ الضَّرْبُ بالرِّجل والإِصَابَةُ بهَا، كَمَا تُرْكَضُ الدّابَّةُ وتُصابُ بالرِّجْل. وأَنشد الصَّاغَانيّ لذِي الرُّمَّة يَصف الجُنْدَبَ: (مُعْرَوْرِياً رَمَضَِ الرَّضْرَاضِ يَرْكُضُه ... والشَّمْسُ حَيْرَى لَها بالجَوِّ تَدْوِيمُ) وَفِي الأَسَاس: يُقَال: رَكَضَ الجُنْدَبُ الرَّمْشَاءَ بكُرَاعَيْه. وَهُوَ مَجَاز. وَمِنْه أَيْضاً حَديثُ عُمَرَ بن عَبْد العَزِيز إِنّا لَمَّا دَفَنَّا الوَليدَ رَكَضَ فِي اللَّحْدِ أَي ضَرَب برِجْلِه الأَرْضَ. وَهُوَ مَجاز. الرَّكْضُ: الدَّفْعُ، وَمِنْه سُمِّيَ دَمُ الاسْتِحاضَةِ رَكْضَةَ الشَّيْطَان، كَمَا سَيَأْتي. الرَّكْضُ: اسْتِحْثَاثُ الفَرَسِ للعَدْوِ برِجْلِهِ واسْتجْلابُه إِيَّاهُ، وقَد رَكَضَ الدَّابَّةَ يَرْكُضُها رَكْضاً: ضَرَبَ جَنْبَيْهَا برِجْلِهِ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: ثُمَّ كَثُر حَتَّى قيلَ: رَكَضَ الفَرَسُ، إِذا عَدَا، ولَيْسَ بالأَصْل، والصَّوابُ رُكِضَ، بالضَّمِّ، كَمَا سَيَأْتي. من المَجَاز: الرَّكْضُ: تَحَرُّكُ الجَنَاحِ، وَهُوَ يَرْكُضُ بجَنَاحَيْه: يُحَرِّكُهُمَا ويَرُدُّهُمَا عَلَى جَسَده، كَمَا فِي الأَسَاس. وَفِي الصّحاح: ورُبما قالُوا رَكَضَ الطَّائرُ، إِذا حَرَّكَ جَناحَيْه فِي الطَّيَرَان، وأَنْشَدَ قَوْلَ الرّاجز: أَرَّقَنِي طَارِقُ هَمٍّ أَرَّقَا ورَكْضُ غِرْبانٍ غَدَوْنَ نُعَّقَا وأَنشدَ الصَّاغَانيّ لسَلاَمَةَ بن جَنْدَلٍ: (وَلَّى حَثِيثاً وهذَا الشَّيْبُ يَتْبَعُهُ ... لَو كَانَ يُدْرِكُه رَكْضُ اليَعَاقِيبِ) وَفِي اللّسَان: يَجُوز أَن يُعْنَى باليَعَاقِيب ذُكُورُ القَبَجِ، فَيكون الرَّكْضُ من الطَّيَرَان، ويَجُوز أَنْ يُعْنَى بهَا جِيَادُ الخَيْل فيكُون من المَشْيِ. قَالَ الأَصْمَعِيّ: لَمْ يَقُل أَحدٌ فِي هَذَا المَعْنَى مثْلَ هذَا البَيْتِ، ويُقَال: رَكَضَ الطّائرُ رَكْضاً: أَسْرَعَ فِي طَيَرَانه. الرَّكْضُ: الهَرَبُ، وَقد رَكَضَ الرَّجُلُ إِذا فَرَّ وَعَدَا، قَالَه ابْن شُمَيْلٍ. وَمِنْه قولُه تعالَى: إِذا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُون لَا تَرْكُضُوا وراْجعُوا قَالَ الزّجّاجُ: أَي يَهْرُبُون من العَذَاب. وَقَالَ الفَرّاءُ: أَي يَنْهَزِمُون ويَفِرُّون. الرَّكْضُ: العَدْوُ والإِحْضَارُ، وَقد رَكَضَت الفَرَسُ الأَرْضَ بقَوَائمهَا، إِذا عَدَتْ، وأَحْضَرَتْ. وقيلَ: رَكَضَت الخَيْلُ: ضَرَبَت الأَرْضَ بحَوَافِرها. وَهُوَ مَجَازٌ. والرَّكْضَةُ: الدَّفْعَةُ والحَرَكَةُ، وَمِنْه حَديثُ ابْن) عَبَّاسٍ، رَضيَ الله عَنْهُمَا، فِي دَمِ المُسْتَحَاضَةِ إِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ عانِدٌ، أَو رَكْضَةٌ من الشَّيْطَان. قَالَ ابنُ الأَثير: أَصْلُ الرَّكْضِ الضَّرْبُ بالرِّجْل. أَرادَ الإِضْرَارَ بهَا والأَذَى. والمَعْنَى أَنّ الشَّيْطَانَ قد وَجَدَ بذلكَ طَريقاً إِلى التَّلْبِيس عَلَيْهَا فِي أَمرِ دِينهَا وطُهْرِها وصَلاَتِهَا، حَتَّى أَنْسَاهَا ذلكَ عَادَتَهَا، وَصَارَ فِي التَّقْدير كَأَنَّهُ يَرْكُضُ بآلَةٍ من رَكَضاتِه. قَالَ شَمِرٌ: يُقَال: هُوَ لَا يَرْكُضُ المِحْجَنَ، أَيْ لَا يَدْفَعُ عَن نَفْسه، نَقله الصَّاغَانيّ، وفَسَّرَه ابنُ الأَعْرَابيّ فَقَالَ: أَي لَا يَمْتَعِضُ من شَيْءٍ، وَلَا يَدْفَعُ عَن نَفْسِهِ، نَقله صاحِبُ اللّسَان. ورُكِضَ الفَرَسُ، كعُنِيَ فرَكَضَ هُوَ: عَدَا، فَهُوَ راكضٌ ورَكُوضٌ يُقَالُ: فُلانٌ يَرْكُضُ دَابَّتَه وَهُوَ ضَرْبُه مَرْكَلَيْهَا برِجْلَيْه، فلمّا كَثُرَ هَذَا على أَلْسِنَتِهم استَعْمَلُوهُ فِي الدَّوَابِّ فقالُوا: هِيَ تَرْكُضُ، كأَنَّ الرَّكْضَ مِنْهَا. وَفِي الصّحاح والعُبَاب: رَكَضْتُ الفَرَسَ برِجْلي: إِذا استَحْثَثْتَهُ لِيَعْدُو، ثمّ كَثُرَ حَتَّى قِيلَ رَكَضَ الفَرسُ، إِذا عَدَا، وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ: قد سَبَقَ الجِيَادَ وهُوَ رَابِضُ فكَيْفَ لَا يَسْبِق وهُوَ راكِضُ وَلَيْسَ بالأَصْل. والصَّوابُ رُكِضَ الفَرَسُ. على مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه، فَهُوَ مَرْكُوضٌ. قلت: وَمثله نُقِلَ عَن الأَصْمَعِيّ، فإِنَّهُ قَالَ: رُكِضَت الدَّابَّةُ، بغَيْر أَلفٍ، وَلَا يُقَالُ رَكَضَ هُوَ، إِنَّمَا هُوَ تَحْرِيكُك إِيّاه سارَ أَوْ لَمْ يَسِرْ. وكأَنَّ المُصَنِّف نَظَر إِلَى قَول ابنِ دُرَيْدٍ السّابق فِيمَا أَنْشَدُوهُ، وإِلَى قَوْل سيبَوَيْه: جاءَت الخَيْلُ رَكْضاً، وإِلى قَوْل شَمِرٍ، فإِنَّهُ قَالَ: قد وَجَدْنَا فِي كَلاَمِهم: رَكَضَت الدَّابَّةُ فِي سَيْرها، ورَكَضَ الطائرُ فِي طَيَرَانه، قَالَ الشّاعرُ: (جَوَانِحُ يَخْلِجْنَ خَلْجَ الظِّبَا ... ءِ يَرْكُضْنَ مِيلاً ويَنْزِعْنَ مِيلاَ) وَقَالَ رُؤْبَة: والنَّسْرُ قَدْ يَرْكُضُ وَهْوَ هَافِي وَقد يُجَابُ عَن قَوْل شَمِرٍ هَذَا بأَنَّ ذلكَ إِنما هُوَ بضَرْبٍ من المَجَاز. وَقَول الجَوْهَريّ: ولَيْس بالأَصْل يَدُلُّ على ذلكَ. ويُجَابُ عَن قَوْل سِيبَوَيْه أَيْضاً أَنّه جيءَ بالمَصْدَر على غَيْرِ فعْلِه وَلَيْسَ فِي كُلّ شَيْءٍ قيل مِثْل هَذَا، إِنّمَا يُحْكَى مِنْهُ مَا سُمِعَ. فتأَمَّلْ. من المَجَاز: قَعَدَ على مَرَاكض الحَوْضِ، وَهِي جَوَانِبه الَّتي يَضْرِبُهَا الماءُ. من المَجَاز: المِركَضُ، كمِنْبَرٍ: مِسْعَرُ النّارِ، وقيلَ: هُوَ الإِسْطَامُ. قَالَ عامرُ بْن العَجْلان الهُذَليّ:) (تَرَمَّضَ من حَرِّ نَفَّاحَةٍ ... كَمَا سُطِحَ الجَمْرُ بالمِرْكَضِ) من المَجَاز: المِرْكَضَةُ، بهَاءٍ: جَانِبُ القَوْسِ، كَمَا فِي الصّحاح. والَّذي قالَ ابنُ بَرّيّ: هُمَا مِرْكَضَا القَوْسِ. وجَمَعَ بَيْنَهُمَا الزَّمَخْشَريّ فَقَالَ: قَوْسٌ طَوْعُ المِرْكَضَيْنِ والمِرْكَضَتَيْن، وهُمَا السِّيَتَانِ، والجَمْعُ المَرَاكِضُ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ لأَبي الهَيْثَم التَّغْلَبيّ: (لَنا مَسَائِحُ زُورٌ فِي مَرَاكِضِها ... لِينٌ ولَيْسَ بهَا وَهْيٌ وَلَا رَقَقُ) يُرْوَى قولُ الشّاعِرِ: (ومِرْكَضَةٌ صَرِيحيٌّ أَبُوها ... يُهَانُ لَهَا الغُلاَمَةُ والغُلامُ) بكَسْر الْمِيم، وَهُوَ نَعْتُ الفَرَس أَنّها رَكَّاضَةٌ تَرْكُضُ الأَرْضَ بقَوَائمها إِذا عَدَتْ وأَحْضَرَتْ، وهوَ مَجَاز. قُلتُ: والبَيْتُ لأَوْس بن غلْفاءَ التَّمِيميّ، كَمَا قَالَه ابْن بَرِّيّ. قَالَ الصّاغَانيّ: ويُرْوَى: ومُرْكِضَةٌ، كمُحْسِنَة. من المَجَاز: أَرْكَضَت المَرْأَةُ: عَظُمَ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا وتَحَرَّكَ، هَكَذَا فِي سَائِر الأُصُول. ونَصُّ الصّحاح: أَرْكَضَت الفَرَسُ، وَكَذَلِكَ نَصُّ العُبَاب. وَفِي اللّسَان: أَرْكَضَت الفَرَسُ: تَحرَّكَ وَلدُهَا فِي بَطْنهَا وعَظُمَ. زَادَ الصَّاغَانيّ: وَمِنْه فَرَسٌ مُرْكِضَةٌ قُلتُ: وَبِه رُوِيَ قَولُ أَوْسِ بن غَلْفَاءَ السَّابق. قلتُ: وكذلكَ نَصَّ أَبُو عُبَيْدٍ: أَرْكَضَت الفَرَسُ فَهِيَ مُرْكِضَةٌ ومُرْكِضٌ، إِذا اضْطَرَب جَنِينُهَا فِي بَطْنهَا، وأَنشد قَوْلَ أَوْسٍ السَّابقَ، فقَوْلُ المُصَنِّف: المَرْأَة، وَهَمٌ. من المَجَاز: ارْتَكَضَ فُلانٌ فِي أَمرِه: اضْطَرَبَ. وَمِنْه قَولُ بَعْض الخُطَبَاءِ: انتَفَضَتْ مِرَّتُه، وارْتَكَضَتْ جِرَّتُه. وكَذَا ارْتَكَضَ الوَلَدُ فِي البَطْن: اضْطَرَبَ. وارْتَكَضَ الماءُ فِي البِئْر: اضْطَرَبَ. وكُلُّ ذَلِك مَجازٌ. وَمِنْه أَيْضاً: ارْتَكَضَ فُلانٌ فِي أَمْره: تَقَلَّبَ فِيهِ وحَاوَلَه. وَهُوَ فِي مَعْنَى الاضْطرابِ. مِنْهُ أَيْضاً مُرْتَكَضُ المَاءِ: مَوْضِعُ مَجَمِّه، كَمَا فِي الصّحاح والأَسَاس. ورَاكَضَهُ: أَعْدَى كُلٌّ منْهُمَا فَرَسَهُ. كَمَا فِي الصَّحاح، والعُبَاب، والأَسَاس. وتَرْكَضَاءُ وتَرْكِضَاءُ، بالفَتْح والكَسْر مَمْدُودانِ، هكذَا فِي النُّسخ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ: التَّرْكَضَى والتِّرْكِضَاءُ، إِذَا فَتَحْتَ التّاءَ والكَافَ قَصَرْتَ، وإِذا كَسَرْتَهُمَا مَدَدْت، هَكَذَا مَثَّلَ بهمَا النُّحَاةُ فِي كُتُبهم وَلم يُفَسَّرَا، وعنْدي أَنَّهُما الرَّكْضُ. قَالَ شَيْخُنا: هُوَ من القُصُور العَجيب، فقد فَسَّرَهُمَا أَبُو حَيّانَ فِي شَرْح التَّسهيل فَقَالَ: قَالُوا: يَمْشِي التِّرْكِضَاءَ، اسمٌ لِمشْيَةٍ فِيهَا تَبَخْتُرٌ، وصَرَّح بأَنَّ التَّاءَ زائدَةٌ، وقَولُه: عنْدي، غَيْرُ عنْدٍ، انْتَهَى. قُلْتُ: وَفِي اللّسَان: هُوَ ضَرْبٌ من المَشْي عَلَى شَكْلِ تلْكَ الْمِشْيَةِ. وقيلَ: مِشْيَةُ التَّرْكَضَى: مِشْيَةٌ فِيهَا تَرَقُّلٌ وتَبَخْتُرٌ. وممّا يُسْتَدْرَك) عَلَيْه: المَرْكَضَانِ: مَوْضِعُ عَقِبَيِ الفَارسِ من مَعَدَّيِ الدَّابَّةِ. وفَرَسٌ مُرْكِضَةٌ ومُرْكِضٌ: اضْطَرَب جَنِينُهَا فِي بَطْنهَا، عَن أَبي عُبَيْد. وفَرَسٌ رَكَّاضَةٌ: مُحْضِرَةٌ. وَيُقَال: رَكَضَه البَعِيرُ برِجْلِه، إِذَا ضَرَبَه، وَلَا يُقَالُ رَمَحَه، كَمَا نقلَه الجَوْهَريّ عَن ابْن السِّكِّيت، وَكَذَلِكَ نَقَله الأَزْهَريُّ وابنُ سِيدَه. ورَكَضَ الأَرضَ والثَّوْبَ: ضَرَبَهما برِجْله. والرَّكْضُ: مَشْيُ الإِنْسَانِ برِجْلَيْهِ مَعاً. والمَرْأَةُ تَرْكُضُ ذُيُولَهَا وخَلْخَالَهَا برِجْلَيْهَا إِذا مَشَت، وَهُوَ مَجاز، قَالَ النَّابغَة: (والرَّاكِضَاتُ ذُيُولَ الرِّيْطِ فَنَّقَهَا ... بَرْدُ الهَوَاجِرِ كالغِزْلانِ بالجَرَدِ) وخَرَجُوا يَتَرَاكَضُونَ. وتَرَاكَضُوا إِلَيْهم خَيْلَهُم حَتَّى أَدْرَكُوهم. وارْتَكَضُوا فِي الحَلْبَةِ. وأَتَيْتُه رَكْضاً. حَكَاه سِيبَوَيْه، وَهُوَ مَجاز. وَعَن أَبي الدُّقَيْشِ: تَزَوَّجْتُ جَارِيَةً فَلم يَكُ عنْدي شَيْءٌ، فرَكَضَت برِجْلَيْهَا فِي صَدْرِي وقَالت: يَا شَيْخُ، مَا أَرجُو بك وَهُوَ مَجَاز. ورَكَضَت النُّجُومُ فِي السَّمَاءِ: سَارَت، وَهُوَ مَجَاز، ومِنْ ذلكَ بِتُّ أَرْعَى النُّجُومَ وَهِي رَوَاكِضُ. ورَكَضَت القَوْسُ السَّهْمَ: حَفَزَتْه، وَمِنْه قَوْسٌ رَكُوضٌ ومُرْكِضَةٌ، أَي سَرِيعَةُ السَّهْمِ، وقيلَ: شَديدَةُ الدَّفْعِ والحَفْزِ للسَّهْم، عَن أَبي حنيفَة، تَحْفِزُه حَفْزاً. قَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْر: (شَرِقَاتٍ بالسّمِّ مِنْ صُلَّبِيٍّ ... ورَكُوضاً من السَّرَاءِ طَحُورَا) ورَكَضْتُ القَوْسَ: رَمَيْتُ بهَا، وَهُوَ مجَاز. وتَرَكْتُه يَرْكُض برِجْله للمَوْت ويَرْتَكِضُ للمَوْت. وارْتَكَضَت النَّاقةُ: اضطَرَبَ وَلدُهَا، فهيَ مُرْتَكِضَةٌ، وَهُوَ مَجَازٌ، كَمَا فِي الأَسَاس. وكشَدَّادٍ: رَكّاضُ بن أَبَّاقٍ الدُّبَيْريُّ: راجزٌ مَشْهُورٌ. وَقد سَمَّوْا مُرَكِّضاً، كمُحَدِّثٍ. ورَكْضَةُ جَبْرَئِيل عَليّ السَّلَام منْ أَسْمَاءِ زَمْزَمَ، نَقَلَه الصّاغَانيّ.
المعجم: تاج العروس ركض
المعنى: رَكَضَ الدابةَ يَرْكُضُها رَكْضاً: ضرَب جَنْبَيْها برجله.ومِرْكَضةُ القَوْس: معروفة وهما مِرْكَضَتانِ؛ قال ابن بري: ومِرْكَضا القَوْس جانباها؛ وأَنشد لأَبي الهيثم التَّغْلَبِيّ: لنـا مَسـائِحُ زُورٌ، فـي مَراكِضـِها لِينٌـ، وليـس بهـا وهْـيٌ ولا رَقَـقُ ورَكَضَتِ الدابةُ نفسُها، وأَباها بعضُهم. وفلان يَرْكُضُ دابّتَه: وهو ضَرْبُه مَرْكَلَيْها برِجْليْه، فلما كثر هذا على أَلسنتِهِم استعملوه في الدوابِّ فقالوا: هي تَرْكُضُ، كأَنّ الرَّكْضَ منها. والمَرْكَضانِ: هما موضع عَقِبَي الفارس من مَعَدَّي الدابّة.وقال أَبو عبيد: أَرْكَضَتِ الفَرسُ، فهي مُرْكِضةٌ ومُرْكِضٌ إذا اضطَرَبَ جَنِينُها في بطنها؛ وأَنشد: ومُرْكِضــــةٌ صـــَرِيحيٌّ أَبُوهـــا، يُهـــانُ لـــه الغُلامــةُ والغُلامُ ويروى ومِرْكَضةٌ، بكسر الميم، نَعَت الفرس أَنها رَكّاضةٌ تركُض الأَرض بقوائمها إذا عَدَت وأَحضَرَت. الأَصمعي: رُكِضَتِ الدابةُ، بغير أَلف، ولا يقال رَكَضَ هو، إِنما هو تحريكك إِياه، سار أَو لم يَسِرْ؛ وقال شمر: قد وجدنا في كلامهم رَكَضتِ الدابةُ في سيرها ورَكَضَ الطائرُ في طَيَرانه؛ قال الشاعر: جَوانِــح يَخْلِجْــنَ خَلْـجَ الظّبـا ءِ يَرْكُضــــْنَ مِيلا ويَنْزِعْــــنَ مِيلا وقال رؤبة: والنَّســْرُ قـد يَرْكُـضُ وهْـو هـافي أَي يضرب بجناحيه. والهافي: الذي يَهْفُو بين السماء والأَرض. ابن شميل: إِذا ركب الرجل البعير فضرب بعقبيه مَرْكَلَيْه فهو الرَّكْضُ والرَّكْلُ. وقد رَكَضَ الرجلُ إذا فَرَّ وعَدا. وقال الفراء في قوله تعالى: إذا هم منها يَرْكُضون لا تَرْكُضوا وارجِعُوا؛ قال: يَرْكُضون يَهْرُبون ويَنْهَزِمُون ويَفِرُّون، وقال الزجاج: يَهْرُبون من العذاب. قال أَبو منصور: ويقال رَكَضَ البعيرُ برجله كما يقال رَمَحَ ذو الحافِرِ برجله، وأَصل الرَّكْضِ الضرْبُ. ابن سيده: رَكَضَ البعير برجله ولا يقال رَمَح.الجوهري: ركضَه البعير إذا ضربَه برجله ولا يقال رَمَحه؛ عن يعقوب. وفي حديث ابن عمرو بن العاص: لَنَفْسُ المؤْمِن أَشدُّ ارْتِكاضاً على الذَّنْبِ من العُصْفور حين يُغْدَفُ أَي أَشدُّ اضطِراباً وحركةً على الخطيئة حِذارَ العذاب من العصفور إذا أُغْدِف عليه الشّبَكةُ فاضطَرَب تحتها.ورَكَضَ الطائرُ يَرْكُضُ رَكْضاً: أَسرَعَ في طَيَرانِه؛ قال: كـــأَنّ تَحْتِــي بازِيــاً رَكّاضــا فأَما قول سلامة بن جندل: وَلَّـى حَثِيثاً، وهذا الشَّيْبُ يَتْبَعُه، لـو كـانَ يُـدرِكُه رَكْـض اليعاقِيبِ فقد يجوز أَنْ يَعْني باليَعاقِيبِ ذكور القَبَج فيكون الرَّكْضُ من الطَّيران، ويجوز أَن يعني بها جِيادَ الخيل فيكون من المشي؛ قال الأَصمعي: لم يقل أَحد في هذا المعنى مثل هذا البيت. ورَكَضَ الأَرضَ والثوبَ: ضرَبَهما برجله. والرَّكْضُ: مشي الإِنسان برجليه معاً. والمرأَة تَرْكُضُ ذُيُولَها برجليها إذا مشت؛ قال النابغة: والرَّاكِضـاتِ ذُيُـولَ الرَّيط، فَنَّقَها بَـرْدُ الهَـواجِرِ كـالغِزْلانِ بالجَرِدِ الجوهري: الرَّكْضُ تحريك الرجل؛ ومنه قوله تعالى: ارْكُضْ برجلك هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وشَراب. ورَكَضْتُ الفَرَس برجلي إذا استحثثته لِيَعْدُوَ، ثم كثر حتى قيل رَكَضَ الفَرَسُ إذا عَدا وليس بالأَصل، والصواب رُكِضَ الفرَسُ، على ما لم يُسمَّ فاعله، فهو مركوضٌ. وراكَضْتَ فلاناً إذا أَعْدَى كل واحد منكما فَرَسَه. وتَراكَضُوا إِليه خَيْلَهم. وحكى سيبويه: أَتَيْتُه رَكْضاً، جاؤوا بالمصدر على غير فعل وليس في كل شيء، قيل: مثل هذا إِنما يحكى منه ما سُمِعَ.وقَوْسٌ رَكُوضٌ ومُرْكِضةٌ أَي سريعةُ السهْم، وقيل: شديدة الدَّفْع والحَفْزِ للسّهم؛ عن أَبي حنيفة تَحْفِزُه حَفْزاً؛ قال كعب بن زهير: شـــَرِقاتٍ بالســمِّ مِــنْ صــُلَّبِيٍّ، ورَكُوضــاً مــن الســِّراءِ طَحُـورا ومُرْتَكضُ الماء: موضع مَجَمِّه. وفي حديث ابن عباس في دم المستحاضة: إِنما هو عِرْقٌ عانِدٌ أَو رَكْضةٌ من الشيطان؛ قال: الرَّكْضةُ الدَّفْعةُ والحركة؛ وقال زهير يصف صقراً انقضّ على قطاة: يَرْكُضْنَ عند الزُّنابى، وهْيَ جاهِدةٌ، يكــاد يَخْطَفُهـا طَـوْراً وتَهْتَلِكـئ قال: رَكْضُها طَيَرانُها؛ وقال آخر: ولَّـى حَثِيثاً، وهذا الشَّيْبُ يَطْلُبُه، لـو كـانَ يُـدْرِكُه رَكْـضُ اليَعاقِيبِ جعل تصفيقها بجناحَيْها في طَيَرانها رَكْضاً لاضطرابها. قال ابن الأَثير: أَصل الرَّكْضِ الضرْبُ بالرجل والإِصابة بها كما تُرْكَضُ الدابةُ وتُصاب بالرجل، أَراد الإِضْرار بها والأَذى، المعنى أَن الشيطان قد وجد بذلك طريقاً إِلى التلبيس عليها في أَمر دينها وطُهْرها وصلاتها حتى أَنساها ذلك عادتها، وصار في التقدير كأَنه يَرْكُض بآلة من رَكَضاته. وفي حديث ابن عبد العزيز قال: إِنا لما دَفَنّا الوليد رَكَضَ في لحده أَي ضرب برجله الأَرض.والتَّرْكَضَى والتِّرْكِضاءُ: ضَرْبٌ من المَشْي على شكل تلك المِشْيةِ، وقيل: مِشْية التَّرْكَضَى مِشْية فيها تَرَقُّلٌ وتَبَخْتُر، إذا فتحت التاء والكاف قَصَرْتَ، وإِذا كسرتهما مَدَدْتَ.وارتَكَضَ الشيء: اضطَرَب؛ ومنه قول بعض الخطباء: انتقضت مِرَّتُه وارتَكَضَتْ جِرَّتُه. وارتكَضَ فلان في أَمره: اضطَرَب، وربما قالوا رَكَضَ الطائِرُ إذا حرك جناحيه في الطَّيَران؛ قال رؤبة: أَرَّقَنِـــي طـــارقُ هَــمٍّ أَرَّقَــا، ورَكْـــضُ غِرْبــانٍ غَــدَوْنَ نُعَّقــا وأَركَضَتِ الفرس: تحرّك ولدها في بطنها وعَظُم؛ وأَنشد ابن بري لأَوس بن غَلْفاءَ الهُجَيْمِي: ومُرْكِضــــةٌ صـــرِيحيٌّ أَبُوهـــا، نُهـــانُ لهــا الغُلامــةُ والغُلامُ وفلان لا يَرْكُضُ المِحْجَنَ؛ عن ابن الأَعرابي، أَي لا يَمْتَعِضُ من شيء ولا يَدْفَعُ عن نفسه.والمِرْكَضُ: مِحْراثُ النار ومِسْعَرُها؛ قال عامر ابن العَجْلانِ الهذلي: تَرَمَّـــضَ مـــن حَـــرّ نَفّاحـــةٍ، كمــا ســُطِحَ الجَمْــرُ بــالمِرْكَضِ ورَكّاضٌ: اسم، واللّه أَعلم.
المعجم: لسان العرب رقم
المعنى: الرَّقْمُ والتَّرقيمُ: تَعْجيمُ الكتاب. ورَقَمَ الكتاب يَرْقُمُهُ رَقْماً: أَعجمه وبيَّنه. وكتاب مَرْقُوم أي قد بُيِّنتْ حروفه بعلاماتها من التنقيط. وقوله عز وجل: كتاب مَرْقُومٌ؛ كتاب مكتوب؛ وأنشد: سـأَرْقُم فـي الماء القَراحِ إليكُم، عـل بُعْـدِكُمْ، إن كـان للماء راقِمُ أَي سأَكتب. وقولهم: هو يَرْقُمُ في الماء أي بلغ من حِذْقه بالأُمور أن يَرْقُمَ حيث لا يثبت الرَّقْمُ؛ وأما المؤمن فإن كتابه يجعل في عِلِّيِّينَ السماء السابعة، وأما الكافر فيجعل كتابه في أسفل الأرضين السابعة.والمِرْقَمُ: القَلَمُ. يقولون: طاح مِرْقَمُك أي أَخطأَ قلمك. الفراء: الرَّقِيمةُ المرأة العاقلة البَرْزَةُ الفَطِنَةُ. وهو يَرْقُمُ في الماء؛ يضرب مثلاً للفَطِنِ. والمُرَقِّمُ والمُرَقِّنُ: الكاتب؛ قال: دار كَرَقْـــم الكـــاتب المُرَقّــن والرَّقْمُ: الكتابة والختم. ويقال للرجل إذا أَسرف في غضبه ولم يقتصد: طَما مِرْقَمُكَ وجاش مرْقَمُكَ وغَلى وطَفَح وفاضَ وارتفع وقَذَفَ مِرْقَمُكَ. والمَرْقُومُ من الدواب: الذي في قوائمه خطوط كَيَّاتٍ. وثور مَرْقُوم القوائم: مُخَطَّطُها بسواد، وكذلك الحمار الوحشي. التهذيب: والمَرْقُومُ من الدواب الذي يكوى على أَوْظِفَتِهِ كَيّاتٍ صغاراً، فكل واحدة منها رَقْمَةٌ، وينعت بها الحمار الوحشي لسواد على قوائمه.والرَّقْمتانِ: شبه ظُفْرَين في قوائم الدابة متقابلتين، وقيل: هو ما اكتنف جاعِرتي الحمار من كَيَّة النار. ويقال للنكتتين السوداوين على عَجُزِ الحمار: الرَّقْمتان، وهما الجاعرتان. ورَقْمتا الحمار والفرسِ:الأثَرانِ بباطن أَعضادهما. وفي الحديث: ما أَنتم في الأُمم إلا كالرَّقْمة في ذراع الدابة؛ الرَّقْمَةُ: الهَنَةُ الناتئة في ذراع الدابة من داخل، وهما رَقمتان في ذراعيها، وقيل: الرَّقْمتان اللتان في باطن ذراعي الفرس لا تُنْبِتان الشعر. ويقال للصَّناعِ الحاذقة بالخِرازة: هي تَرْقُمُ الماء وتَرْقُمُ في الماء، كأنها تخط فيه.والرَّقْمُ: خَزّ مُوَشّى. يقال: خَزٌّ رَقْم كما يقال بُرْدٌ وَشْي.والرَّقْمُ: ضرب من البُرود؛ قال أبو خراش: تقـول: ولـولا أنـت أُنْكَحْـتُ سـيداً أزَفُّ إليهــ، أَو حُمِلْـتُ علـى قَـرْمِ لَعَمْريـ، لقـد مُلِّكْـتِ أَمْـرَك حِقْبـةً زماناً، فهلا مِسْتِ في العَقْمِ والرَّقْمِ والرَّقْمُ: ضرب مخطط من الوَشْي، وقيل: من الخَزِّ. وفي الحديث: أَتى فاطمة، عليها السلام، فوجد على بابها ستْراً مُوَشّىً فقال: ما لنا والدنيا والرَّقْم؟ يريد النقش والوَشْيَ، والأصل فيه الكتابة. وفي حديث علي، عليه السلام، في صفة السماء: سَقْف سائر ورَقِيمٌ مائر؛ يريد به وَشْيَ السماء بالنجوم. ورَقَمَ الثوب يَرْقُمُه رَقْماً ورَقَّمهُ: خططه؛ قال حميد: فَرُحْنَــ، وقــد زايَلـنَ كـل صـَنِعَةٍ لهنّـ، وباشـَرنَ السـَّديلَ المُرَقَّمـا والتاجر يَرْقُمُ ثوبه بسِمَته. ورَقْمُ الثوب: كتابه، وهو في الأصل مصدر؛ يقال: رَقَمْتُ الثوب ورَقَّمْتُه تَرْقِيماً مثله. وفي الحديث: كان يزيد في الرَّقْمِ أي ما يكتب على الثياب من أَثمانها لتقع المرابحة عليه أو يغترّ به المشتري، ثم استعمله المحدثون فيمن يكذب ويزيد في حديثه.ابن شميل: الأَرْقَمُ حية بين الحيتين مُرَقَّم بحمرة وسواد وكُدْرَةٍ وبُغْثَةٍ. ابن سيده: الأَرْقَمُ من الحيّات الذي فيه سواد وبياض، والجمع أُراقِمُ، غلب غلبة الأَسماء فكُسِّرَ تكسيرها ولا يوصف به المؤنث، يقال للذكر أَرْقَم، ولا يقال حية رَقْماء، ولكن رَقْشاء. والرَّقَمُ والرُّقْمَةُ: لون الأَرْقَم. وقال رجل لعمر، رضي الله عنه: مثلي كمثل الأَرْقَمِ إن تقتله يَنْقَمْ وإن تتركه يَلْقمْ. وقال شمر: الأَرقَمُ من الحيات الذي يشبه الجانَّ في اتقاء الناس من قتله، وهو مع ذلك من أَضعف الحَيّات وأَقلها غضباً، لأَن الأَرْقَمَ والجانّ يتقى في قتلهما عقوبة الجن لمن قتلهما، وهو مثل قوله: إن يُقْتَل يَنْقَمْ أي يُثْأرْ به. وقال ابن حبيب: الأَرْقَمُ أَخبث الحيات وأَطلبها للناس، والأَرْقَمُ إذا جعلته نعتاً قلت أَرْقَشُ، وإنما الأرقَمُ اسمه. وفي حديث عمر: هو إذا كالأَرْقَمِ أي الحية التي على ظهرها رَقْمٌ أي نقش، وجمعها أَراقِمُ.والأَراقِمُ: قوم من ربيعة، سُمُّوا الأَراقِمَ تشبيهاً لعيونهم بعيون الأَراقِمِ من الحيات. الجوهري: الأَراقِمُ حي من تَغْلب، وهم جُشَم؛ قال ابن بري: ومنه قول مُهَلْهِلٍ: زَوَّجَهـــا فَقْــدُها الأَراقِــمَ فــي جَنْبٍــ، وكــان الحِبــاءُ مـن أدَم وجَنْبٌ: حيّ من اليمن. ابن سيده: والأَراقِمُ بنو بكر وجُشَم ومالك والحرث ومعاوية؛ عن ابن الأعرابي؛ قال غيره: إنما سُميت الأَراقِمُ بهذا الاسم لأن ناظراً نظر إليهم تحت الدِّثارِ وهم صِغار فقال: كأَنّ أَعينهم أَعين الأَراقِمِ، فَلَجَّ عليهم اللقبُ.والرَّقِمُ، بكسر القاف: الداهية وما لا يُطاق له ولا يُقام به. يقال: وقع في الرقِمِ، والرَّقِمِ الرَّقْماء إذا وقع فيما لا يقوم به. الأصمعي: جاء فلان بالرَّقِمِ الرَّقْماء كقولهم بالداهية الدَّهْياء؛ وأنشد: تَمَـرَّسَ بـي مـن حَيْنـه وأنا الرَّقِمْ يريد الداهية. الجوهري: الرَّقِم، بكسر القاف، الداهية، وكذلك بنت الرَّقِم؛ قال الراجز: أَرْســـَلَها عَليقَــة، وقــد عَلِــمْ أن العَلِيقـــاتِ يلاقِيــنَ الرَّقِــمْ وجاء بالرَّقِمِ والرَّقْمِ أي الكثير.والرَّقِيمُ: الدَّواة؛ حكاه ابن دريد، قال: ولا أَدري ما صحته، وقال ثعلب: هو اللوح، وبه فسر قوله تعالى: أَم حسبت أَن أَصحاب الكهف والرَّقِيم، وقال الزجاج: قيل الرَّقِيمُ اسم الجبل الذي كان فيه الكهف، وقيل: اسم القرية التي كانوا فيها، والله أعلم. وقال الفراء: الرّقِيمُ لوحُ رَصاصٍ كتبت فيه أَسماؤهم وأَنسابهم وقصصهم ومِمَّ فَرُّوا؛ وسأَل ابن عباس كعباً عن الرَّقِيم فقال: هي القرية التي خرجوا منها، وقيل: الرَّقِيمُ الكتاب؛ وذكر عِكْرِمةُ عن ابن عباس أنه قال: ما أَدري ما الرَّقِيمُ، أَكتاب أم بنيان، يعني أَصحاب الكهف والرَّقيمِ. وحكى ابن بري قال: قال أبو القاسم الزجاجي في الرَّقيم خمسة أقوال: أحدهما عن ابن عباس أنه لوح كتب فيه أَسماؤهم، الثاني أنه الدَّواة بلغة الرُّوم؛ عن مجاهد، الثالث القرية؛ عن كعب، الرابع الوادي، الخامس الكتاب؛ عن الضحاك وقتادة وإلى هذا القول يذهب أَهل اللغة، وهو فَعِيلٌ في معنى مَفْعول. وفي الحديث: كان يسوي بين الصفوف حتى يَدَعَها مثل القِدْحِ أو الرَّقِيمِ، الرّقِيمُ: الكتاب، أي حتى لا ترى فيها عِوَجاً كما يُقَوِّم الكاتب سُطوره.والتَّرْقِيمُ: من كلام أَهل ديوان الخراج.والرَّقْمةُ: الروضة، والرّقْمتان: روضتان إحداهما قريب من البصرة، والأُخرى بنَجْدٍ. التهذيب: والرَّقْمتانِ روضتان بناحية الصَّمَّانِ؛ وإياهما أَراد زهير بقوله: ودار لهــا بــالرّقْمَتَيْنِ، كأَنّهـا مَراجيــع وَشـْمٍ فـي نَواشـِر مِعْصـَمِ ورَقْمةُ الوادي: مجتَمَعُ مائه فيه. والرَّقْمةُ: جانب الوادي، وقد يقال للرّوْضة. وفي الحديث: صَعِدَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، رَقْمَةً من جبل؛ رَقمةُ الوادي: جانبه، وقيل: مجتمع مائه، وقال الفراء: رَقْمَةُ الوادي حيث الماء.والمَرْقُومة: أَرض فيها نُبَذٌ من النبت.والرَّقَمَةُ: نبات يقال إنه الخُبّازَى، وقيل: الرَّقَمَةُ من العُشب العظام تنبت متسطحة غَصَنَةً كباراً، وهي من أول العُشْب خروجاً تنبت في السهل، وأَول ما يخرج منها ترى فيه حُمرة كالعِهْن النافض، وهي قليلة ولا يكاد الما يأْكلها إلا من حاجة. وقال أبو حنيفة: الرَّقَمَةُ من أَحْرار البَقْل، ولم يصفها بأَكثر من هذا، قال: ولا بلغتني لها حِلْيةٌ.التهذيب: الرَّقَمَةُ نبت معروف يشبه الكَرِشَ. ويوم الرَّقَمِ: يوم لغَطَفان على بني عامر؛ الجوهري: ويوم الرَّقَمِ من أيام العرب، عُقِرَ فيه قُرْزُلٌ فرس طُفَيْلِ بن مالك؛ قال ابن بري: ذكر الجوهري أنه فرس عامر بن الطُّفَيْلِ؛ قال: والصحيح أن قُرْزُلاً فرس طُفَيل بن مالك، شاهده قول الفرزذق: مِنهـنَّ إذ نَجَّـى طُفَيْـلَ بـن مـالكٍ، علــى قُـرْزُلٍ،رَجْلا رَكـوضِ الهَـزائِمِ وقوله أيضاً: ونَجَّــى طُفَيْلاً مــن عُلالَــةِ قُــرْزُلٍ قَــوائمُ، نَجَّــى لحمَـهُ مُسـْتَقِيمها والرَّقَمِيَّاتُ: سهام تنسب إلى موضع بالمدينة. ابن سيده: والرَّقَمُ موضع تعمل فيه النِّصالُ؛ قال لبيد: فرَمَيْــتُ القــومَ رِشــْقاً صـائباً، ليـــس بالعُصـــْلِ ولا بالمُقْتَعِــلّ رَقَمِيَّــــاتٌ عليهــــا ناهضــــٌ، تُكلِـــحُ الأرْوَقُ منهـــم والأَيَـــلّ أي عليها ريشُ ناهضٍ، وقد تقدم الناهضُ. والرّقِيمُ والرُّقَيْمُ: موضعان. والرَّقيمُ: فرس حِزام بن وابصة.
المعجم: لسان العرب رقم
المعنى: رقم (رَقَم) يرقُم رَقْماً: (كَتَبَ) ، نَقله الجَوْهَرِيّ. (و) رَقَم (الكِتابَ: أعجَمَه وبَيَّنَه) أَي: نَقَّطه وبيّن حُروفَه. وَكتاب مَرْقُوم: قد بُيِّنت حُروفُه بِعَلاماتِها من التَّنْقِيط. وَقَوله تَعَالَى: {كتاب مرقوم} أَي: مَكْتُوب. (و) رَقَم (الثُّوبَ) رَقْماً: وَشَّاه و (خَطَّطَه) وعَلَّمَه، (كَرَقَّمه) تَرْقِيماً فِيهِما. يُقال: كتاب مَرْقومٌ ومُرَقَّم، نَقله الزَّمَخْشَرِيّ. وَثَوْبٌ مَرْقُومُ ومُرَقَّم، قَالَ حُمَيْد: (فرُحْنَ وَقد زايَلْن كُلَّ صَنِيعَةٍ ... لَهُنَّ وباشَرْنَ السَّدِيلَ المُرقَّما) (والمِرْقَم، كَمِنْبر: القَلَم) ، لأنَّه آلةٌ للرَّقْم وَهُوَ الكِتابة. (وَيُقَال للشَّدِيد الغَضَب) الَّذِي أَسرَف فِيهِ وَلم يَقْتَصِد: (طَفَا) كَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي بَعْضِ الأُصول: طَمَا (مِرْقَمُك، وَجَاشَ) مِرْقَمُك، (وَعلا) . وَفِي بَعْضِ النُّسخ بالغَيْن، (وطَفَح) ، وفَاضَ (وارْتَفَعَ وقَذَفَ مِرْقَمُك) ، كُلُّ ذلِك بِمَعْنىً وَاحِد. (ودَابَّةٌ مَرْقُومَة: فِي قَوائِمها خُطُوطُ كَيَّاتٍ) ، وَفِي التَّهْذِيب: " المَرْقُومُ من الدَّوابّ: الَّذِي يُكْوَى على أوظفته كَيّاتٍ صِغاراً، فَكل وَاحِدَة مِنْهَا رَقْمة، ويُنْعَت بهَا الحِمار الوحشيّ لسوادٍ على قَوائِمِ ". (وَثَوْرٌ) مَرْقُوم القَوَائِم، و (حِمارُ وَحْشٍ مَرْقُوم القَوائِم) أَي: (مُخَطَّطُها بِسَوادٍ) ، وَهُوَ مَجاز. (والرَّقْمَةُ: الرَّوْضَةُ. و) أَيْضا: (جانِبُ الوَادِي أَو مُجْتَمَع مائِهِ) فِيهِ. وَقَالَ الفَرَّاء: رَقْمةُ الوادِي حَيْث المَاء. (و) الرَّقْمَةُ: نَباتٌ يُقَال إِنّه (الخُبَّازَى) . (و) الرَّقَمَةُ (بالتَّحْرِيك: نَبْتٌ) يُشْبه الكَرِش، نَقله الأزهريّ. وَقَالَ غَيرُه: هِيَ من العُشْب تَنْبُت مُتَسَطّحه غَضَةً، وَلَا يكَاد المَالُ يأكلُها إلاّ من حَاجَة. وَقَالَ أَبُو حَنِيفةَ: الرَّقَمةُ: من أَحْرار البَقْل، وَلم يَصِفْها بأكثرَ من هَذَا. قَالَ: وَلَا بلغَتْنِي لَهَا حِلْيةٌ. (والرَّقْمَتان) بالفَتْح: (هَنَتان شِبْه ظُفْرَين فِي قَوائِم الدَّابّة) مُتَقابِلَتَان، (أَو) هما (مَا اكْتَنَف جَاعِرَتَي الحِمار من كَيَّةِ النَّار) . وَفِي الصّحاح: رَقْمَتا الحِمار والفَرَس: الأَثَران بباطن أَعْضادِهِما. (أَو لَحْمَتان تَلِيان بَاطِنَ ذِرَاعَي الفَرَس لَا شَعَر عَلَيْهما. أَو) هُما نُكْتَتَان سَوْدَاوَان على عَجُزِ الْحمار. وهما (الجَاعِرَتان) ، وبُكُلِّ فُسِّر الحَدِيثُ: " مَا أَنْتُم من الأُمَم إِلا كالرَّقْمة من ذِراعِ الدَّابّة ". (و) الرَّقْمتان: (رَوْضَتان بِناحِيَة الصَّمَّان) ، وإِيَّاهما أَرادَ زُهَير: (ودارٌ لَهَا بالرَّقْمَتَيْن كَأَنَّها ... مَراجِيعُ وَشْمٍ فِي نَواشِرِ مِعْصَمِ) وَيُقَال: هما رَوْضَتان، إِحْدَاهمَا قَرِيبٌ من البَصْرة، والأُخْرَى بِنَجْد، وَقَالَ نَصْرٌ: هُما قَرْيتان على شَفِير وَادي فَلْج بَين البَصْرة ومَكّة، وَقيل: رَوْضَتان فِي بلادَ العَنْبر، وَأَيْضًا: بِنَجْد بَين جريم ومَطْلَ الشَّمْس فِي دِيار أَسَد. (والرَّقْم: ضَرْبٌ مُخَطَّط من الوَشْي، أَو) من (الخَزّ، أَو) ضَرْب من (البُرُودِ) ، الأَخِير عَن الجوهرِيّ، وأَنْشدَ لأبي خِراشٍ: (لعَمْرِي لقد مُلّكتِ أمرَكِ حِقْبَةً ... زَمَانا فهلاّ مِسْتِ فِي العَقْم والرَّقْمِ) (و) الرَّقَم (بالتَّحْرِيك: الدَّاهِيَة) وَمَا لَا يُطاق لَهُ وَلَا يُقام بِهِ (كالرَّقْم بالفَتْح، وكَكَتِف) ، وعَلى الأَخِيرة اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ. يُقَال: وَقَع فِي الرَّقْم والرَّقِم والرَّقْماء: إِذا وَقَع فِيمَا لَا يَقُومُ بِهِ. وَقَالَ الأصمعيُّ: يُقَال: جَاءَ فلانٌ بالرّقم الرَّقْماء، كَقَوْلِهِم: بالدَّاهِيَة الدَّهْيَاء، وَأنْشد: (تَمَرّسَ بِي من حَيْنِه وَأَنَا الرَّقِمْ ... ) يُرِيد الدَّاهِيَة. قَالَ الجوهَرِيّ: وَكَذَلِكَ بِنْت الرَّقِم، وأنشَدَ للرَّاجِزِ: (أَرْسَلَها عَلِيقةً وقَدْ عَلِمْ ... ) (أَنَّ العَلِيقاتِ يُلاقِين الرَّقِمْ ... ) (و) الرَّقَم: (ع بالمَدِينة، وَمِنْه السِّهامُ الرَّقِمِيَّات) ، قَالَ لَبيد: (رَقَمِيَّات عَلَيْهَا نَاهِضٌ ... تُكْلِحُ الأَرْوَقُ مِنْهُم والأَيَلّ) كَمَا فِي الصِّحَاح. وَقَالَ نَصْر: " الرَّقِم: حِبالٌ دُونَ مَكَّة بدار غَطَفان، ومَاء عِنْدهَا أَيْضا. والسِّهامُ الرَّقَمِيَّات مَنْسُوبة إِلَى هذّا المَاءَ صُنِعَتْ ثَمّة ". (ويَوْمُ الرَّقَم: م) مَعْرُوف، قَالَ شَيْخُنا بالفَتْحِ كَمَا اقْتَضاه إِطلاقُْ، وَهُوَ المَعْرُوف، وَضَبطه جمَاعَة بِالتَّحْرِيكِ. انْتهى. قُلتُ: لَيْسَ هُوَ إلاّ بالتَّحْرِيك، وَهَكَذَا هُوَ ضَبْط المُصَنِّف أَيْضا لِأَنَّهُ مَعْطُوف على قَوْله آنِفاً، وبالتَّحْرِيك: الدَّاهِيَة إِذْ لم يَحْلُل بَينهمَا ضَبْطٌ مُخالِف. قَالَ الجوهريُّ: وَيَوْم الرَّقْم: من أَيَّام الْعَرَب، عُقِر فِيهِ قُرْزُلٌ فرسُ عامِرِ ابنِ الطُّفَيل. قَالَ اْبنُ بَرّيّ: والصّحيحُ أَن قُرْزُلاً فَرسُ طُفَيل بنِ مَالك، شاهِدُه قَولُ الفَرزْدقِ. (وَمِنْهُم إِذْ نجَّى طُفَيلَ بنَ مالكٍ ... على قُرُزلٍ رَجْلاَ رَكُوضِ الهَزائِم) قلتُ: وَقد سبق للجوهَرِيّ ذَلِك فِي اللاَّم على الصَّوَاب، يَدُل لذَلِك قَولُ سَلَمَةَ بنِ الخُرْشُب آخرَ القَصِيدة: (وإِنَّك يَا عامٍ ابْن فارسِ قُرْزُل ... مُعِيدٌ على قَول الخَنَى والهَواجِر) أَرَادَ عامرَ بنَ الطُّفَيل فرخَّم. وقُرزُل: فَرسُ الطُّفَيْل بنِ مَالك. قَالَ أحمدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ ناصِح: الرّقَمُ: ماءٌ لبَنِي مُرَّة. وَيَوْم الرَّقَم. كَانَ لغَطَفان على بَنِي عامِر. وَقَالَ سَلَمَةُ بنُ الخُرُشُبِ الأنماريّ يذكُر هَذَا الْيَوْم: (إِذا مَا غدوتُم عامِدِين لأرضِنا بَني عامرٍ فاستَظْهِروا بالمرائرِ) وَفِي المُفَضَّلِيّات مَا نَصه: فمَرّ جَبّارُ بنُ سَلْمى بنِ مَالِك بنِ جَعْفر بالحارثِ بنِ عُبَيْدة، فَأَرَادَ أَن يَحْمِلَه فَإِذا هُوَ بِعَامِر قد عقر فَرَسَه الكَلْبُ، وَكَانَ فَرَسُ عامِرٍ يُسَمَّى الوَرْدَ، والمزنوق، فَهُوَ يُسَمَّى فِي الشّعر بِهَذِهِ الْأَسْمَاء كلهَا، فحَمَله على فَرَسه الأَحْوى، وَهُوَ أَخُو الكَلْب فرس عَامر، وأبوهما المُتَمَهّل فرس مُرِّة بن خَالِد، فَعُرِف من هَذَا السِّياق أَن عامرَ بنَ الطُّفَيل عُقِر فَرسُه فِي هَذَا الْيَوْم وَلكنه الكَلْب، وَأما قُرُزل فَإِنَّهُ فَرُس أَبِيه. وَفِي هَذَا الْيَوْم خَنَق الحَكَمُ بنُ الطُّفَيل نفسَه تَحت شَجَرة خَوْفاً من الإسار، فَزَعَموا أَنّ عَامِرًا كَانَ يَدْعُو ويَقولُ: اللَّهُمَّ أَدْرِك لي بِيَوْم الرَّقَم، ثمَّ اقْتُلْني إِذا شِئْت، وسَمَّت غَطَفان هَذَا اليومَ يَوْم المَرُورات، ويَوْمَ التَّخَانُق أَيْضا، وَكَانُوا أَصابُوا يَوْمئِذٍ من بَنِي عَامر أَرْبَعَة وثمانِين رَجُلاً، فَذَبَحَهم عُقْبةُ اْبنُ حُلَيْس بنِ عُبَيْد بنِ دهمان فَسُمِّي مُذَبِّحاً لذَلِك، وَقَالَ حُرقوصٌ المُرِّيُّ فِي الرَّقَم: (كأنكما لم تَشْهَدَا يَوْم مرخة ... وبالرّقمُ الْيَوْم الَّذِي كانَ أَمْقَرَا) (والأرقَم: أَخْبَثُ الحَيَّات وَأَطْلَبُها للنّاس) ، قَالَه ابنُ حَبِيب، (أَو مَا فِيهِ سَوادٌ وبَياضٌ) ، كَذَا فِي الْمُحكم. وَقَالَ ابْن شُمَيْل: الأرقمُ: حَيَّةٌ بَين حَيَّتَيْن رقم بحمرة وَسَوَاد وكُدرة وبُغْثَة. قَالَ ابْن سَيّده: والجَمْعُ أَراقِم، غَلَب غَلَبة الأَسْماء، فكُسِّر تَكْسِيرها، (أَو ذَكَر الحَيَّات) لَا يُوصَف بِهِ المُؤَنَّث، (و) وَلَا يُقالُ فِي (الأُنْثَى) : رَقْماء وَلَكِن (رَقْشَاء) ، وَقَالَ اْبنُ حَبِيب: " إِذا جعلتَه نَعْتاً قُلتَ: أَرقَش، وَإِنَّما الأَرْقَم اسْمه ". وَقَالَ شَمِر: " الأَرْقَمُ من الحَيَّات: الَّتِي تُشْبِه الجانّ فِي اتِّقاء النّاس من قَتْلِه، وَهُوَ مَعَ ذَلِك من أَضْعَفِ الحَيّات وَأَقَلّها غَضَبا؛ لِأَن الأرقمَ والجَان يُتَّقَى فِي قَتْلِهِمَا عُقوبة الجِنّ لِمَنْ قَتَلَهما. وَمِنْه قَوْلُ رَجُلٍ لعُمَرَ رَضِي الله عَنْه: " مَثَلي كَمَثَل الأَرْقَم إِن تَقْتُلهُ يَنْقَم وَإِن تتركه يَلْقَم " وَقَوله يَنْقَم: أَي: يُثْأَر بِهِ. (و) الأَرْقَمُ: (حَيُّ من تَغْلِب، وهُم الأَراقِم) . نَصُّ الجَوْهَرِيِّ فِي الصِّحاح: والأَراقِم: حَيٌّ من تَغْلِب، وهم جُشَم، قَالَ اْبن بَرّيّ: وَمِنْه قَولُ مُهَلْهِل: (زَوَّجَها فَقدُها الأَراقمَ فِي جَنْبٍ وَكَانَ الحِباءُ من أَدَمِ) وجَنْبٌ: حَيٌّ من الْيمن. وَقَالَ اْبنُ سَيّده: والأراقمُ: بَنو بَكْر وجُشَم ومَالِك والحَارِث ومُعاوِية، عَن ابنِ الْأَعرَابِي. وَوجدت فِي هامِشِ نُسْخَة الصّحاح مَا نَصُّه: تَخْصِيصُه بِأَنَّ الأَراقم حَيٌّ من تَغْلب وهم جُشَم فَلَيْسَ كَذَلِك، وَإِنَّمَا الأراقمُ أَحياء من تَغْلِب، وهم سِتَّة: جُشَم، ومَالِك، وَعَمْرو، وَثَعَلْبة، ومُعاوِية، والحارِثَ، بَنو بَكْر بن حَبِيب بن غَنْم بن تَغْلِب بن وَائِل. وَقَالَ اْبنُ دُرَيد فِي الجَمْهَرة: الأراقِم: بُطونٌ من بَنِي تَغْلِب يجمَعُهم هَذَا الاسمُ، قيل: سُمُّوا بذلك لأَن نَاظرا نظر إِلَيْهِم تَحت الدِّثار وهم صِغارٌ فَقَالَ: كَأَنَّ أعينَهم أَعينُ الأَراقِم، فلَجَّ عَلَيْهِم اللَّقَب. قُلتُ: وَهُوَ قَوْلُ اْبنِ الكَلْبِيّ، وساقَ أَبُو عُبَيْدة فِي ذَلِك وَجْهاً آخر. (وَجَاء بالرَّقْم بالفَتْح، وكَكَتِف أَي: بالكَثِير) . (و) الرَّقِيمُ (كَأَمِير: ع. و) أَيْضا: (فَرَس حِزامِ بنِ وَابِصَة، و) قَولُه تَعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ اْلكَهْفِ وَالْرَّقِيمِ كَانُواْ مِنْءَايَتِنَا عَجَباً} اخْتلفُوا فِي الرقيم، فَسَأَلَ اْبنُ عَبَّاس كَعْباً عَنهُ فَقَالَ: هِيَ (قَرْية أَصْحاب الكَهْف) الَّتِي خَرَجُوا مِنْها. وَفِي تَفْسِير الزَّجّاج: " كَانُوا فِيهَا (أَو جَبَلُهم) الَّذِي كَانَ فِيهِ الكَهْف "، نَقله الزّجّاج، (أَو كَلْبُهم) ، رُوِي ذَلِك عَن الحَسَن، وَنَقله السُّهيليّ فِي الرَّوْض. (أَو الوَادِي) الَّذِي فِيهِ الكَهْف عَن أَبِي عُبَيدة، نَقَله السُّهَيْليّ أَيْضا، وَأَبُو الْقَاسِم الزّجاجيّ فِي أَمَالِيهِ. (أَو الصَّخْرَة) ، نَقَلَه السُّهَيْلي. (أَو لَوحُ رَصاص نُقِش فِيهِ نَسَبُهُم وأَسماؤُهم) وقِصَصُهم (ودِينُهم ومِمَّ هَرَبُوا) ، نُقِل ذَلِك عَن الفَرَّاء، وَنَقله السُّهيليُّ أَيْضا والجوهريُّ. (أَو) الرَّقِيم: (الدَّواةُ) ، حَكَاهُ اْبنُ دُرَيْد قَالَ: " وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتُه "، وَعَزَاهُ أَبُو القَاسِم الزّجّاجي إِلَى مُجَاهِد، وَقَالَ: إِنَّه بِلُغَة الرُّوم. (و) قَالَ ثَعْلب: الرَّقِيمُ: (اللَّوحُ) ، وَبِه فَسَّر الْآيَة. قَالَ الجوهريّ: وَذكر عِكْرَمَةُ عَن اْبنِ عبّاس أَنه قَالَ: مَا أَدْرِي مَا الرَّقِيمُ أكتاب أم بُنْيان، وَفِي رَوْض السُّهَيْلي: كل الْقُرْآن أعلَم إِلَّا الرَّقيم، وغِسْلِين، وحَنَانا، وأوّاها. قُلتُ: فَهِيَ إِذن أقوالٌ ثمانِيَة ذكر الزّجاجيّ مِنْهَا خَمسةً، وَذكر آخرهَا الكِتابَ عَن الضّحَاك وقَتادَة، قَالَ: وَإِلَى هَذَا القَوْل يَذْهَب أَهْلُ اللُّغَة، وَهُوَ فَعِيل فِي مَعْنَى مَفْعول. (و) من المَجازِ: (الرَّقِيمَةُ: المَرْأَة العَاقِلَة البَرْزَةُ) الفَطِنَة، عَن الفَرَّاء. وَيُقَال للصَّنَاع الحَاذِقَة بالخرازة: هِيَ تَرقُم الماءَ وترقُم فِيهِ كَأَنَّهَا تَخُطّ فِيهِ. (و) من الْمجَاز: (المَرْقُومَةُ: الأرضُ بهَا نَباتٌ قَلِيل) أَي: نُبَذ من كَلأَ، عَن الفَرَّاء أَيْضا. (والتَّرْقِيمُ والتَّرْقِينُ) بالمِيم والنُّون: (عَلامَةٌ لأَهْل دِيوَانِ الخَرَاج) من اصْطِلاَحَاتِهم، وَذَلِكَ بِأَن (تُجْعَل على الرّقاع والتَّوْقِيعات والحُسْبَانَات لِئَلاَّ يُتَوَهَّم أَنه بُيِّض كَيْلا يَقَع فِيهِ حِسابٌ) ، وسيَأْتي فِي النُّون أَيْضا. (وحُمَيْضَةُ بنُ رُقَيْم، كَزُبير: صَحابِيٌّ بَدْرِيٌّ) . وَقَالَ الغَسَّانِيُّ: إِنّه شَهِد أُحُداً. [] وَمِمَا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الرَّقْم: الخَتْم. ورَقَمَ البَعِيرَ: كَواه. والمِرْقَمُ، كَمِنْبرٍ: مَا يُنْقَش بِهِ الخُبْز. وَفِي الْمثل: " هُوَ يَرْقُم فِي المَاءِ ". يُضْرَب مثلا للفَطِن العَاقِل أَي: بَلَغ من حِذْقِه بالأمور أَن يَرقُم حَيثُ لَا يَثبُت الرَّقْم. قَالَ: (سأرقُم فِي المَاء القَراحِ إِلَيْكُم ... على بُعدِكُم إِن كَانَ للْمَاء راقِمُ) والمُرقِّم، كَمُحَدّث: الكاتِبُ، كالمُرقِّن بالنّون، قَالَ: (دَار كَرقْم الكاتِب المُرَقَّم ... ) ويُروَى بالنّون. وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ فِي صِفَة السّماء: " سَقْف سَائِر، ورَقِيم مَائِر "، يُرِيد بِهِ وَشْي السَّماء بالنُّجُوم. وَاسْتعْمل المُحَدَّثون فِيمَن يَزِيد فِي حَدِيثه ويَكْذِب: هُوَ يَزِيدُ فِي الرَّقْم. وأصلُ الكِتابة على الثَّوب. والرُّقْمةُ، بالضَّم، والرَّقَمُ، محركةً: لَونُ الأَرقم. وبنتُ الرَّقِم، كَكَتِف: الدّاهِية، نَقله الجَوْهَرِيُّ. والرُّقَيم، كزُبَيْر: مَوْضِع. والأَرقمُ: القَلَم عَن الزمخشَرِيّ. وَمَا وجدتُ إِلَّا رَقْمةً من كلأ أَي: نُبذَةٌ. وَأَبُو عبد الله الأَرْقَمُ بنُ أبي الأرقَم، واسمُه عبدُ مَناف بنِ أَسَد المَخزوميّ: صحابِيّ. وَمن وَلَده عَزِيز بنُ طَلحةَ بنِ عبدِ الله بنِ عثمانَ بنِ الأرقم. وأرقم بنُ شُرَحْبِيل: تابِعِيّ، عَن اْبنِ عَبَّاس. وأرقم بن يَعْقوب: كُوفِيّ يَروِي بالمَراسِيل. وأرقَمُ بنُ الأَرقَمِ بنِ الأَرقم: تابِعِيّ آخر يَرْوِي عَن اْبنِ عَبّاس. والرَّقْمَتان: قُربَ المَدِينة نِهْيان من أَنْهاء الحَرَّة، قَالَه نَصْر.
المعجم: تاج العروس طرف
المعنى: الطَّرْفُ: طرْفُ العين. والطرْفُ: إطْباقُ الجَفْنِ على الجفْن.ابن سيده: طَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً: لَحَظَ، وقيل: حَرَّكَ شُفْره ونَظَرَ. والطرْفُ: تحريك الجُفُون في النظر. يقال: شَخَصَ بصرُه فما يَطْرِفُ.وطرفَ البصرُ نفسُه يَطْرِفُ وطَرَفَه يَطرِفُه وطَرَّفه كلاهما إذا أَصاب طرْفَه، والاسم الطُّرْفةُ. وعين طَريفٌ: مَطْروفة. التهذيب وغيره: الطَّرْفُ اسم جامع للبصر، لا يثنى ولا يُجمع لأَنه في الأَصل مصدر فيكون واحداً ويكون جماعة. وقال تعالى: لا يَرْتدّ إليهم طَرْفُهُم. والطرْفُ: إصابَتُك عَيناً بثوب أَو غيره. يقال: طُرِفَتْ عينُه وأَصابَتْها طُرْفةٌ وطَرَفَها الحزنُ بالبكاء. وقال الأَصمعي: طُرِفَتْ عينُه فهي تُطْرَفُ طَرْفاً إذا حُرِّكَتْ جُفونُها بالنظر. ويقال: هو بمكان لا تراه الطَّوارِفُ، يعني العيون. وطَرَف بصَره يَطْرِفُ طرْفاً إذا أطْبَقَ أَحدَ جَفْنيهِ على الآخر، الواحدة من ذلك طَرْفَةٌ. يقال: أَسْرَعُ من طرْفةِ عين.وفي حديث أُم سَلَمة: قالت لعائشة، رضي اللّه عنهما: حُمادَياتُ النساء غَضُّ الأَطْرافِ؛ أَرادتْ بغَضِّ الأَطْرافِ قَبْضَ اليدِ والرِّجْلِ عن الحَركةِ والسيْر، تعني تسكين الأَطْرافِ وهي الأَعْضاء؛ وقال القُتيبي: هي جمع طرْف العين، أَرادت غضّ البصر. وقال الزمخشري: الطرف لا يثنى ولا يجمع لأَنه مصدر، ولو جمع لم يسمع في جمعه أَطْرافٌ، قال: ولا أَكاد أَشُكُّ في أَنه تصحيف، والصواب غَضُّ الإطْراق أَي يَغْضُضْن من أَبْصارِهن مُطْرِقاتٍ رامِياتٍ بأَبصارهن إلى الأَرض.وجاء من المال بطارِفةِ عين كما يقال بعائرةِ عين. الجوهري: وقولهم جاء فلان بطارفة عين أَي جاء بمال كثير.والطِّرْف، بالكسر، من الخيل: الكريمُ العَتِيقُ، وقيل: هو الطويل القوائم والعُنُق المُطَرَّفُ الأُذنينِ، وقيل: هو الذي ليس من نِتاجكو والجمع أَطرافٌ وطُرُوفٌ، والأُنثى بالهاء. يقال: فرس طِرْفٌ من خيل طُرُوفٍ، قال أَبو زيد: وهو نعت للذكور خاصّة. وقال الكسائي: فرس طِرْفةٌ، بالهاء للأُنثى، وصارمةٌ وهي الشديدة. وقال الليث: الطِّرْفُ الفَرَسُ الكريمُ الأَطرافِ يعني الآباء والأُمّهات. ويقال: هو المُسْتَطْرِفُ ليس من نتاج صاحِبه، والأَنثى طِرْفةٌ؛ وأَنشد: وطِرفـــة شـــَدَّتْ دِخـــالاً مُـــدْمَجا والطِّرْفُ والطَّرْفُ: الخِرْقُ الكريم من الفِتْيان والرّجال، وجمعهما أَطْراف؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لابن أَحمر: عليهـنَّ أَطـرافٌ مـن القـوْمِ لـم يكن طَعــامُهُمُ حَبّــاً، بِزُغْمَــةَ، أَســْمَرا يعني العَدَس لأَن لونه السُّمْرَةُ. وزُغْمَةُ: موضع وهو مذكور في موضعه؛ وقال الشاعر: أَبْيَــض مــن غَســّانَ فــي الأَطْــرافِ الأَزهري: جعل أَبو ذؤيب الطِّرْفَ الكريم من الناس فقال: وإنَّ غلامــاً نِيــلَ فــي عَهْـدِ كاهـل لَطِرْفٌـــ، كنَصــْلِ الســَّمهَرِيِّ صــريحُ وأَطْرَفَ الرجلَ: أَعْطاه ما لم يُعْطِه أَحداً قبله. وأَطْرفت فلاناً شيئاً أَي أَعطيته شيئاً لم يَمْلِك مثله فأَعجبه، والاسم الطُّرفةُ؛ قال بعض اللُّصوص بعد أَن تابَ: قُـلْ للُّصـُوص بَنـي اللَّخْنـاء يَحْتَسِبُوا بُـرَّ العِراقـ، ويَنْسـَوْا طُرْفـةَ اليَمنِ وشيء طَريفٌ: طَيِّب غريب يكون؛ عن ابن الأَعرابي، قال: وقال خالد بن صفوان خيرُ الكلامِ ما طَرُفَتْ معانيه، وشَرُفَت مَبانِيه، والتَذّه آذانُ سامعِيه. وأَطْرَفَ فلان إذا جاء بطُرْفةٍ.واسْتَطرَف الشيءَ أَي عَدَّه طَريفاً. واسْتَطْرَفْت الشيءَ: استحدثته.وقولهم: فعلت ذلك في مُسْتطرَفِ الأَيام أَي في مُسْتَأْنَف الأَيام.واسْتَطْرَفَ الشيءَ وتَطَرَّفه واطَّرَفَه: اسْتفادَه.والطَّرِيفُ والطارِفُ من المال: المُسْتَحْدثُ، وهو خِلافُ التَّالِد والتَّلِيدِ، والاسم الطُّرْفةُ، وقد طَرُفَ، بالضم، وفي المحكم: والطِّرْفُ والطَّرِيفُ والطارفُ المال المُسْتَفاد؛ وقول الطرماح: فِـــدىً لِفَـــوارِسِ الحَيَّيْـــنِ غَــوْثٍ وزِمَّــــانَ التِّلادُ مـــع الطِّـــراافِ يجوز أَن يكون جمع طَريف كظَريفٍ وظِرافٍ، أَو جمع طارِفٍ كصاحِبٍ وصِحابٍ، ويجوز أَن يكون لغة في الطَّريف، وهو أَقيس لاقترانه بالتلاد، والعرب تقول: ما له طارِفٌ ولا تالدٌ ولا طرِيفٌ ولا تليدٌ؛ فالطارفُ والطريفُ: ما اسْتَحْدَثْت من المالِ واسْتَطْرفته، والتِّلادُ والتلِيدُ ما ورِئْتَه عن الآباء قديماً. وقد طَرُفَ طَرافةً وأَطْرَفَه: أَفاده ذلك؛ أَنشد ابن الأعرابي: تَئِطُّ وتَأْدُوهــــا الإفـــال مُرِبَّـــةً بأَوْطانِهــا مــن مُطرَفـاتِ الحَمـائِل مُطْرَفاتٌ: أَطْرِفُوها غنيمةً من غيرهم.ورجل طِرْفٌ ومُتَطَرِّفٌ ومُسْتَطْرِفٌ: لا يثبت على أَمْرٍ. وامرأَة مَطْرُوفةٌ بالرجال إذا كانت لا خير فيها، تَطْمَحُ عَيْنُها إلى الرجال وتَصْرف بَصَرَها عن بعلها إلى سواه. وفي حديث زياد في خُطبته: إنَّ الدنيا قد طَرَفَتْ أَعْيُنكم أَي طَمَحتْ بأَبصاركم إليها وإلى زُخْرُفِها وزينتها. وامرأَة مَطْروفَةٌ: تَطْرِفُ الرجالَ أَي لا تَثْبُت على واحد، وُضِع المفعول فيه موضع الفاعل؛ قال الحُطيئة: ومــا كنــتُ مِثْـلَ الهـالِكِيِّ وعِرْسـِه بَغَـى الـودَّ مـن مَطْرُوفةِ العينِ طامِح وفي الصحاح: من مطروفة الودّ طامح؛ قال أَبو منصور: وهذا التفسير مخالف لأَصل الكلمة. والمطروفة من النساء: التي قد طَرفها حبُّ الرِّجال أَي أَصاب طَرْفَها، فهي تَطْمَحُ وتُشْرِفُ لكل من أَشْرَفَ لها ولا تَغُضُّ طَرْفَها، كأَنما أَصابَ طرْفَها طُرفةٌ أَو عُود، ولذلك سميت مطروفة؛ الجوهري: ورجل طَرْفٌ لا يَثبتُ على امرأَة ولا صاحب؛ وأَنشد الأَصمعي: ومَطْروفــةِ العَيْنَيـنِ خَفَّاقـةِ الحَشـَى مُنَعَّمـــةٍ كـــالرِّيمِ طــابتْ فَطُلَّــتِ وقال طَرَفة يذكر جارية مُغَنِّية: إذا نحنُ قلنا: أَسْمِعِينا،اانْبَرَتْ لنا علــى رِســْلِها مَطْروفــةً لـم تَشـَدَّدِ قال ابن الأَعرابي: المَطروفةُ التي أَصابتها طُرفة، فهي مطروفة، فأَراد كأَنَّ في عينيها قَذىً من اسْتِرْخائها. وقال ابن الأعرابي: مَطْروفة منكسرة العين كأَنها طُرِفَتْ عن كل شيء تنظر إليه.وطَرَفْتُ عينه إذا أَصَبْتها بشيء فَدَمِعَتْ، وقد طُرِفَتْ عينه، فهي مطروفة. والطَّرْفةُ أَيضاً: نقطة حمراء من الدم تحدُث في العين من ضربة وغيرها. وفي حديث فُضَيْلٍ: كان محمد بن عبد الرحمن أَصْلع فَطُرِفَ له طرْفة؛ أَصل الطَّرْفِ: الضرب على طرَف العين ثم نقل إلى الضرب على الرأْس. ابن السكيت: يقال طَرَفْتُ فلاناً أَطرِفه إذا صَرَفْتَه عن شيء، وطَرفه عنه أَي صَرفه وردّه؛ وأَنشد لعمر ابن أَبي ربيعة: إنكــــ، واللّهِـــ، لَـــذُو مَلَّـــةٍ يَطْرِفُـــك الأَدنـــى عـــن الأَبْعَـــدِ أَي يَصْرِفك؛ الجوهري: يقول يَصْرِفُ بصرَك عنه أَي تَسْتَطرِفُ الجَديد وتَنْسى القديم؛ قال ابن بري: وصواب إنشاده: يَطْرِفـــك الأَدنـــى عـــن الأَقْـــدَمِ قال: وبعده: قلـــتُ لهــا: بــل أَنــت مُعْتَلّــةٌ فـي الوَصـْلِ، يـا هِنـد، لكـي تَصْرِمي وفي حديث نظر الفجأَة: وقال اطْرِفْ بصرك أَي اصْرِفْه عما وقع عليه وامْتَدَّ إليه، ويروى بالقاف، وسيأْتي ذكره. ورجل طَرِفٌ وامرأَة طَرِفةٌ إذا كانا لا يثبتان على عهد، وكلُّ واحد منهما يُحِبُّ أَن يَسْتَطْرِفَ آخر غير صاحبه ويَطَّرِفَ غير ما في يده أَي يَسْتَحْدِثَ.واطَّرَفْت الشيء أَي اشتريته حديثاً، وهو افْتَعَلْت. وبعير مُطَّرَفٌ: قد اشترى حديثاً؛ قال ذو الرّمّة: كــأَنَّني مــن هَــوى خَرْقــاء مُطَّـرَفٌ دامــي الأَظـلِّ بعِيـدُ السـَّأْوِ مَهْيُـومُ أَراد أَنه من هَواها كالبعير الذي اشتُري حديثاً فلا يزال يَحِنُّ إلى أُلاَّفِه. قال ابن بري: المُطَّرف الذي اشتري من بلد آخر فهو يَنْزِعُ إلى وطنه، والسَّأْوُ: الهِمّة، ومَهْيُومٌ: به هُيامٌ. ويقال: هائم القلب. وطَرَفه عنا شُغل: حبسه وصَرَفه. ورجل مَطْروف: لا يثبت على واحدة كالمَطْروفةِ من النساء؛ حكاه ابن الأعرابي: وفــي الحَــيِّ مَطْــروفٌ يُلاحــظُ ظِلّـه خَبُـــوطٌ لأَيْــدي اللاَّمِســاتِ، رَكُــوضُ والطِّرْفُ من الرجال: الرَّغِيبُ العين الذي لا يرى شيئاً إلا أَحَبَّ أَن يكون له. أَبو عمرو: فلان مَطْروف العين بفلان إذا كان لا ينظر إلا إليه. واسْتَطْرَفَتِ الإبلُ المَرْتَع: اختارتْه، وقيل: اسْتأْنَفَتْه.وناقة طَرِفةٌ ومِطْرافٌ: لا تَكاد تَرْعى حتى تَسْتَطْرِفَ. الأَصمعي: المِطْرافُ التي لا تَرْعى مَرْعىً حتى تَسْتَطْرِفَ غيرَه. الأَصمعي: ناقة طَرِفةٌ إذا كانت تُطْرِفُ الرِّياضَ رَوْضةً بعد رَوْضةٍ؛ وأَنشد: إذا طَرِفَــتْ فــي مَرْتَــعٍ بَكَراتُهــا أَو اسـْتَأْخَرَتْ عنهـا الثِّقالُ القَناعِسُ ويروى: إذا أَطْرَفَتْ. والطرَفُ: مصدر قولك طَرِفَتِ الناقة، بالكسر، إذا تَطَرَّفت أَي رَعَتْ أَطرافَ المرعى ولم تَخْتَلِطْ بالنوق. وناقة طَرِفة: لا تثبت على مرعى واحد. وسِباعٌ طوارِفُ: سوالِبُ. والطريفُ في النسب: الكثير الآباء إلى الجدّ الأَكبر. ابن سيده: رجل طَرِفٌ وطَريف كثير الآباء إلى الجدّ الأَكبر ليس بذي قُعْدُدٍ، وفي الصحاح: نَقِيضُ القُعدد، وقيل: هو الكثير الآباء في الشرف، والجمع طُرُفٌ وطُرَفٌ وطُرّافٌ؛ الأَخيران شاذان؛ وأَنشد ابن الأعرابي في الكثير الآباء في الشرَف للأَعشى: أَمِــــرُونَ ولاَّدُونَ كــــلَّ مُبــــارَكٍ طَرِفُــونَ لا يَرِثُــونَ ســَهْمَ القُعْــدُدِ وقد طَرُفَ، بالضم، طَرافةً. قال الجوهري: وقد يُمْدَحُ به. والإطْرافُ: كثرة الآباء. وقال اللحياني: هو أَطْرَفُهم أَي أَبْعَدُهم من الجد الأَكبر. قال ابن بري: والطُّرْفى في النسب مأْخوذ من الطرف، وهو البُعْدُ، والقُعْدى أَقرب نسباً إلى الجد من الطُّرفى، قال: وصحَّفه ابن ولاَّد فقال: الطُّرْقى، بالقاف. والطرَفُ، بالتحريك: الناحية من النواحي والطائفة من الشي، والجمع أَطراف. وفي حديث عذاب القبر: كان لا يَتَطَرَّفُ من البَوْلِ أَي لا يَتباعَدُ؛ من الطرَف: الناحية. وقوله عز وجل: أَقِمِ الصلاةَ طَرَفي النهارِ وزُلَفاً من الليل؛ يعني الصلوات الخمس فأَحدُ طَرَفي النهار صلاة الصبح والطرَفُ الآخر فيه صلاتا العَشِيِّ، وهما الظهر والعصر، وقوله وزُلَفاً من الليل يعني صلاة المغرب والعشاء. وقوله عز وجل: ومن الليل فسَبِّحْ وأَطْراف النهارِ؛ أَراد وسبح أَطراف النهار؛ قال الزجاج: أَطْرافُ النهار الظهر والعصر، وقال ابن الكلبي: أَطراف النهار ساعاته.وقال أَبو العباس: أَراد طرفيه فجمع.ويقال: طَرَّفَ الرجل حول العسكر وحول القوم، يقال: طرَّف فلان إذا قاتل حول العسكر لأنه يحمل على طَرَف منهم فيردُّهم إلى الجُمْهور. ابن سيده: وطرَّف حول القوم قاتَل على أَقصاهم وناحيتهم، وبه سمي الرجل مُطَرِّفاً. وتطرَّفَ عليهم: أَغار، وقيل: المُطَرِّف الذي يأْتي أَوائل الخيل فيردُّها على آخرها، ويقال: هو الذي يُقاتِل أَطراف الناس؛ وقال ساعِدةُ الهذلي: مُطَــرِّف وَســْطَ أُولـى الخَيْـلِ مُعْتَكِـر كالفَحْـلِ قَرْقَـرَ وَسـْطَ الهَجْمـةِ القَطِم وقال المفضَّل: التطريفُ أَن يردّ الرجل عن أُخْريات أَصحابه. ويقال: طرَّفَ عنا هذا الفارسُ؛ وقال متمم: وقــد عَلِمَـتْ أُولـى المغِيـرة أَنَّنـا نُطَــرِّفُ خَلْــفَ المُوقصـاتِ السـَّوابقا وقال شمر: أَعْرِفُ طَرَفَه إذا طَرَدَه. ابن سيده: وطَرَفُ كل شي مُنتهاه، والجمع كالجمع، والطائفة منه طَرَفٌ أَيضاً. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال: عليكم بالتَّلْبِينةِ، وكان إذا اشْتكى أَحدُهم لم تُنْزَلِ البُرمة حتى يأْتي على أَحد طَرَفَيْه أَي حتى يُفِيق من عِلَّتِه أَو يموت، وإنما جَعَل هذين طرفيه لأَنهما منتهى أَمر العليل في علته فهما طرَفاه أَي جانباه. وفي حديث أَسماء بنت أَبي بكر: قالت لابنها عبداللّه: ما بي عَجَلة إلى الموت حتى آخُذَ على أحد طَرَفَيْكَ: إما أَن تُسْتَخْلَفَ فتَقَرَّ عيني، وإمَّا أَن تُقْتَل فأَحْتَسِبَك.وتَطَرَّف الشيءُ: صار طرَفاً.وشاةٌ مُطرَّفةٌ: بيضاء أَطرافِ الأُذنين وسائرها أَسود، أَو سَوْداؤها وسائرها أَبيض. وفرس مُطرَّف: خالَفَ لونُ رأْسِه وذنبه سائر لَونه. وقال أَبو عبيدة: من الخيل أَبْلَقُ مُطرَّف، وهو الذي رأْسه أَبيض، وكذلك إن كان ذنبه ورأْسه أَبيضين، فهو أَبلق مطرَّف، وقيل: تَطْريفُ الأُذنين تأْلِيلُهما، وهي دِقّة أَطْرافهما. الجوهري: المُطَرَّف من الخيل، بفتح الراء، هو الأَبيض الرأْس والذنب وسائره يخالف ذلك، قال: وكذلك إذا كان أَسود الرأْس والذنب، قال ويقال للشاة إذا اسْوَدَّ طرفُ ذَنبها وسائرها أَبيض مُطرَّفة. والطَّرَفُ: الشَّواةُ، والجمع أَطْراف. والأَطْرافُ: الأَصابع، وفي التهذيب: اسم الأَصابع، وكلاهما من ذلك، قال: ولا تفرد الأَطْرافُ إلا بالإضافة كقولك أَشارت بَطرَفِ إصبَعِها؛ وأَنشد الفراء: يُبْـــدِينَ أَطْرافــاً لِطافــاً عَنَمَــهْ قال الأزهري: جعل الأَطراف بمعنى الطرَف الواحد ولذلك قال عَنَمَه.ويقال: طَرَّفَت الجارية بَنانَها إذا خضَبت أَطْراف أَصابعها بالحِنَّاء، وهي مُطَرَّفة، وفي الحديث: أَنَّ إبراهيم الخليل، عليه السلام، جُعل في سَرَبٍ وهو طِفْل وجُعِل رِزْقه في أَطْرافه أَي كان يَمَصُّ أَصابعه فيجد فيها ما يُغَذِّيه. وأَطرافُ العَذارَى: عِنب أَسود طوال كأَنه البَلُّوط يشبَّه بأَصابع العذارى المُخَضَّبة لطوله، وعُنقودُه نحو الذراع، وقيل: هو ضرب من عنب الطائف أَبيض طوال دقاق. وطَرَّفَ الشيءَ وتَطَرَّفه: اخْتاره؛ قال سويد بن كراع العُكلِيُّ: أُطَـــرِّفُ أَبكـــاراً كــأَنَّ وُجوهَهــا وجُــوهُ عَــذارى، حُســِّرَتْ أَن تُقَنَّعـا وطرَفُ القومِ: رئيسهم، والجمعُ كالجمع. وقوله عز وجل: أَوَلم يَرَوْا أَنَّا نأْتي الأَرضَ نَنْقُصها من أَطرافها؛ قال: معناه موتُ علمائها، وقيل: موت أَهلها ونقصُ ثمارها، وقيل: معناه أَوَلم يروا أَنَّا فتحنا على المسلمين من الأَرض ما قد تبيَّن لهم، كما قال: أَوَلم يروا أَنَّا نأْتي الأَرض ننقصها من أَطرافها أَفَهُم الغالبون؛ الأَزهري: أَطرافُ الأَرض نواحِيها، الواحد طَرَف وننقصها من أَطرافها أَي من نواحِيها ناحيةً ناحيةً، وعلى هذا من فسّر نقْصَها من أَطرافها فُتوح الأَرضين، وأَما من جعل نقصها من أَطرافها موت علمائها، فهو من غير هذا، قال: والتفسير على القول الأَوَّل. وأَطراف الرجال: أَشرافُهم، وإلى هذا ذهب بالتفسير الآخر؛ قال ابن أَحمر: عليهـنَّ أَطـرافٌ مـن القـومِ لـم يكن طَعـــامهُمُ حَبّــاً، بِزغْبــةَ أَغْبَــرَا وقال الفرزدق: واسـْأَلْ بنـا وبكمـ، إذا ورَدَتْ مِنـىً أَطــرافَ كــلِّ قَبِيلــةٍ مَــنْ يُمْنَــعُ يريد أَشْراف كل قبيلة. قال الأَزهري: الأَطراف بمعنى الأَشراف جمع الطرَفِ أَيضاً؛ ومنه قول الأَعشى: هـم الطُّـرُفُ البـادُو العـدوِّ، وأَنتُمُ بقُصـــْوَى ثلاثٍ تــأْكلون الرَّقائِصــا قال ابن الأَعرابي: الطُّرُفُ في هذا البيت بيت الأَعشى جمع طَرِيفٍ، وهو المُنْحَدِر في النسب، قال: وهو عندهم أَشرف من القُعْدُد. وقال الأَصمعي: يقال فلان طَريفُ النسب والطَّرافة فيه بَيِّنة وذلك إذا كان كثير الآباء إلى الجدّ الأَكبر، وفي الحديث: فمال طَرَفٌ من المشركين على رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَي قِطعة منهم وجانب؛ ومنه قوله تعالى: ليقطع طَرَفاً من الذين كفروا. وكلُّ مختار طَرَف، والجمع أَطراف؛ قال: ولمَّــا قَضـَيْنا مِـنْ مِنـىً كـلَّ حاجـةٍ ومَســَّحَ بالأَرْكــانِ مــنْ هــو ماسـِحُ أَخَــذْنا بــأَطْرافِ الأَحـاديثِ بَينَنـا وســالتْ بأَعْنــاقِ المَطِــيِّ الأباطِـحُ قال ابن سيده: عنَى بأَطراف الأَحاديث مُختارها، وهو ما يتعاطاه المحبون ويتَفاوَضُه ذوو الصبابة المُتَيَّمون من التعريض والتَّلْوِيحِ والإيماء دون التصريح، وذلك أَحْلى وأَخفُّ وأَغْزَل وأَنسبُ من أَن يكونَ مشافَهة وكشْفاً ومُصارَحة وجهراً. وطَرائفُ الحديث: مُختاره أَيضاً كأَطرافه؛ قال: أَذْكُـــرُ مِـــن جـــارَتي ومَجْلِســِها طَرائفـــاً مـــن حــديثها الحَســَنِ ومــــن حـــديثٍ يَزِيـــدُني مِقَـــةً مــا لِحَــدِيثِ المَوْمــوقِ مــن ثَمَـنِ أَراد يَزِيدُني مِقة لها. والطَّرَفُ: اللحمُ. والطرَفُ: الطائفةُ من الناس. تقول: أَصَبْتُ طَرَفاً من الشيء؛ ومنه قوله تعالى: ليَقْطَعَ طرَفاً من الذين كفروا؛ أي طائفة. وأَطرافُ الرجلِ: أَخوالُه وأَعمامه وكلُّ قَرِيبٍ له مَحْرَمٍ. والعرب تقول: لا يُدْرَى أَيُّ طَرَفَيْه أَطولُ، ومعناه لا يُدْرى أَيُّ والدَيْه أَشرف؛ قال: هكذا قاله الفراء. ويقال: لا يُدرى أَنَسَبُ أَبيه أَفضل أَم نسَبُ أُمّه. وقال أَبو الهيثم: يقال للرجل ما يَدرِي فلان أَيُّ طَرَفَيْه أَطولُ أَي أَيُّ نصفَيه أَطول، أَلطَّرَفُ الأَسفل من الطَّرَف الأَعلى، فالنصف الأَسفلُ طَرَف، والأَعْلى طرَف، والخَصْرُ ما بين مُنْقَطع الضُّلُوع إلى أَطراف الوَرِكَيْنِ وذلك نصف البدن، والسّوْءةُ بينهما، كأَنه جاهل لا يَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْ نفسِه أَطولُ. ابن سيده: ما يَدْرِي أَي طرفيه أَطول يعني بذلك نسَبه من قِبَل أَبيه وأُمه، وقيل: طرَفاه لِسانُه وفَرجُه، وقيل: اسْتُه وفمُه لا يَدرِي أَيُّهما أَعفُّ؛ ويُقَوِّيه قول الراجز: لــو لــم يُهَــوْذِلْ طَرَفــاهُ لَنَجَــمْ فـي صـَدْرِه، مَثْـلُ قَفـا الكَبْـشُ الأَجَمّ يقول: لولا أَنه سَلَحَ وقاء لقامَ في صَدْرِه من الطعام الذي أَكل ما هو أَغْلظُ وأَضْخَمُ من قَفا الكَبْشِ الأَجَمِّ. وفي حديث طاووسٍ: أَنَّ رجلاً واقَعَ الشرابَ الشدِيد فَسُقِي فَضَريَ فلقد رأْيتُه في النِّطَع وما أَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْه أَسْرَعُ؛ أَراد حَلْقَه ودُبرَه أَي أَصابه القَيْء والإسْهال فلم أَدرِ أَيهما أَسرع خروجاً من كثرته. وفي حديث قَبِيصةَ ابن جابر: ما رأَيتُ أَقْطَعَ طرَفاً من عمرو بن العاص؛ يريد أَمْضَى لساناً منه. وطرَفا الإنسان: لسانه وذَكرُه؛ ومنه قولهم: لا يُدرى أَيُّ طرفيه أَطول. وفلان كريم الطرَفين إذا كان كريم الأَبوَيْن، يراد به نسَبُ أَبيه ونسب أُّمه؛ وأَنشد أَبو زيد لعَوْن ابن عبداللّه بن عُتْبة بن مسعود: فكيــفَ بـأَطرافي، إذا مـا شـَتَمْتَني ومــا بعــدَ شـَتْمِ الوالِـدِينَ صـُلُوحُ جمعهما أَطرافاً لأَنه أَراد أَبويه ومن اتصل بهما من ذويهما، وقال أَبو زيد في قوله بأَطرافي قال: أَطْرافُه أَبواه وإخوته وأَعمامه وكل قريب له محرم؛ الأَزهري: ويقال في غير هذا فلان فاسد الطرَفين إذا كان خَبيثَ اللسان والفرج، وقد يكون طرَفا الدابة مُقدّمَها ومؤخّرها؛ قال حُمَيد بن ثور يصف ذئباً وسُرعته: تَـــرى طَرَفَيْـــه يَعْســـِلانِ كِلاهُمــا كمـا اهْتَـزَّ عُـودُ الساسـَمِ المتتايِعُ أَبو عبيد: ويقال فلان لا يَملِك طرَفيه، يعنون اسْته وفمه، إذا شَرِب دواءً أَو خمراً فقاء وسَكِر وسَلَحَ. والأَسودُ ذو الطَّرَفين: حَيّة له إبرتان إحداهما في أَنفه والأُخرى في ذنبه، يقال إنه يضرب بهما فلا يُطْني الأَرض.ابن سيده: والطرَفانِ في المَديد حذف أَلف فاعلاتن ونونِها؛ هذا قول الخليل وإنما حكمه أَن يقول: التَّطْريفُ حذف أَلف فاعلاتن ونونها، أَو يقول الطرَفانِ الأَلف والنون المحذوفتان من فاعلاتن.وتَطَرَّفَتِ الشمسُ: دَنَت للغروب؛ قال: دَنــا وقَــرْنُ الشــمس قــد تَطَرَّفـا والطِّرافُ: بَيْت من أَدَم ليس له كِفاء وهو من بيوت الأَعراب؛ ومنه الحديث: كان عَمرو لمعاوية كالطِّراف المَمدود.والطوارفُ من الخِباء: ما رَفَعْت من نواحيه لتنظر إلى خارج، وقيل: هي حِلَقٌ مركبة في الرُّفوف وفيها حِبال تُشدُّ بها إلى الأَوتاد.والمِطْرَفُ والمُطْرَفُ: واحد المَطارِفِ وهي أَرْدِية من خز مُرَبَّعة لها أَعْلام، وقيل: ثوب مربع من خزّ له أَعلام. الفراء: المِطْرَفُ من الثياب ما جعل في طَرَفَيْه عَلمانِ، والأَصل مُطرَف، بالضم، فكسروا الميم ليكون أَخف كما قالوا مِغْزَل وأَصله مُغْزَل من أُغْزِلَ أَي أُدير، وكذلك المِصْحَفُ والمِجْسَد؛ وقال الفراء: أَصله الضم لأَنه في المعنى مأْخوذ من أُطرِفَ أَي جُعل في طرَفه العَلَمان، ولكنهم اسْتَثْقَلوا الضمة فكسروه. وفي الحديث: رأَيت على أبي هريرة، رضي اللّه عنه، مِطْرَفَ خزٍّ؛ هو بكسر الميم وفتحها وضمها، الثوب الذي في طرفيه علمان، والميم زائدة.الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً يقول لآخر قَدِمَ من سفَر: هل وراءك طَريفةُ خَبَرٍ تُطْرِفُناه؟ يعني خبراً جديداً، ومُغَرِبَّةُ خبَرٍ مثله.والطُّرْفةُ: كل شيء استحدَثْته فأَعجبك وهو الطريفُ وما كان طَريفاً، ولقد طَرُفَ يَطْرُفُ. والطَّريفةُ: ضَرب من الكلإِ، وقيل: هو النَّصِيُّ إذا يَبِسَ وابْيَضَّ، وقيل: الطَّريفةُ الصِّلِّيانُ وجميع أَنواعهما إذا اعْتَمَّا وتَمَّا، وقيل: الطريفة من النبات أَوَّل شيء يَسْتَطرِفه المالُ فيرعاه، كائناً ما كان، وسميت طريفة لأَن المالَ يَطَّرِفُه إذا لم يجد بقلاً. وقيل: سميت بذلك لكرمها وطَرافَتِها واسْتطراف المال إياها.وأُطْرِفَتِ الأَرضُ: كثرت طريفتها. وأَرض مطروفة: كثيرة الطريفة. وإبل طَرِفَةٌ: تَحاتَّتْ مَقادِمُ أَفواهِها من الكِبَر، ورجل طريفٌ بَيِّنُ الطَّرافة: ماضٍ هَشٌّ. والطَّرَفُ: اسم يُجْمع الطَّرْفاء وقلما يستعمل في الكلام إلا في الشعر، والواحدة طَرَفةٌ، وقياسه قَصَبة وقصَب وقَصْباء وشجرة وشجر وشَجْراء.ابن سيده: والطرَفةُ شجرة وهي الطَّرَفُ، والطرفاء جماعةُ الطرَفةِ شجرٌ، وبها سمي طَرَفَةُ بن العَبْد، وقال سيبويه: الطرْفاء واحد وجمع، والطرفاء اسم للجمع، وقيل: واحدتها طرفاءة. وقال ابن جني: من قال طرفاء فالهمزة عنده للتأنيث، ومن قال طرفاءة فالتاء عنده للتأْنيث، وأَما الهمزة على قوله فزائدة لغير التأْنيث قال: وأَقوى القولين فيها أَن تكون همزة مُرْتَجَلَةً غير منقلبة، لأنها إذا كانت منقلبة في هذا المثال فإنها تنقلب عن أَلف التأْنيث لا غير نحو صَحْراء وصَلْفاء وخَبْراء والخِرْشاء، وقد يجوز أَن تكون عن حرف علة لغير الإلحاق فتكون في الألف لا في الإلحاق كأَلف عِلباء وحِرْباء، قال: وهذا مما يؤكِّد عندك حالَ الهاء، أَلا ترى أَنها إذا أَلحَقت اعتَقَدت فيما قبلها حُكماً ما فإذا لم تُلْحِقْ جاز الحكم إلى غيره؟ والطَّرْفاء أَيضاً: مَنْبِتُها، وقال أَبو حنيفة: الطرْفاء من العضاه وهُدْبُه مثل هدب الأَثْلِ، وليس له خشب وإنما يُخرج عِصِيّاً سَمْحة في السماء، وقد تتحمض بها الإبل إذا لم تجد حَمْضاً غيره؛ قال: وقال أَبو عمرو الطرفاء من الحَمْض، قال وبها سمي الرجل طَرَفة.والطَّرْفُ من مَنازِل القمر: كوكبان يَقْدُمانِ الجَبهةَ وهما عَينا الأَسد ينزلهما القمر.وبنو طَرَفٍ: قوم من اليمن. وطارِفٌ وطَريفٌ وطُرَيْفٌ وطَرَفةُ ومُطَرِّفٌ: أَسماء. وطُرَيْف: موضع، وكذلك الطُّرَيْفاتُ؛ قال: رَعَـــتْ ســـُميراء إلــى إرْمامِهــا إلــى الطُّرَيْفــات، إلــى أَهْضـامِها وكان يقال لبني عَدِيّ بن حاتم الطَّرَفاتُ قُتِلوا بِصِفِّينَ، أَسماؤهم: طَريفٌ وطَرَفةُ ومُطَرِّفٌ.
المعجم: لسان العرب هجر
المعنى: الهَجْرُ: ضد الوصل. هَجَره يَهْجُرُه هَجْراً وهِجْراناً: صَرَمَه، وهما يَهْتَجِرانِ ويَتَهاجَرانِ، والاسم الهِجْرَةُ. وفي الحديث: لا هِجْرَةَ بعد ثلاثٍ؛ يريد به الهَجْرَ ضدَّ الوصلِ، يعني فيما يكون بين المسلمين من عَتْبٍ ومَوْجِدَةٍ أَو تقصير يقع في حقوق العِشْرَة والصُّحْبَةِ دون ما كان من ذلك في جانب الدِّين، فإِن هِجْرَة أَهل الأَهواء والبدع دائمة على مَرِّ الأَوقات ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إِلى الحق، فإِنه، عليه الصلاة والسلام، لما خاف على كعب ابن مالك وأَصحابه النفاق حين تخلفوا عن غزوة تَبُوكَ أَمر بِهِجْرانهم خمسين يوماً، وقد هَجَر نساءه شهراً، وهجرت عائشة ابنَ الزُّبَيْرِ مُدَّةً، وهَجَر جماعة من الصحابة جماعة منهم وماتوا متهاجرين؛ قال ابن الأَثير: ولعل أَحد الأَمرين منسوخ بالآخر، ومن ذلك ما جاء في الحديث: ومن الناس من لا يذكر الله إِلا مُهاجِراً؛ يريد هِجْرانَ القلب وتَرْكَ الإِخلاص في الذكر فكأَنَّ قلبه مهاجر للسانه غير مُواصِلٍ له؛ ومنه حديث أَبي الدرداء، رضي الله عنه: ولا يسمعون القرآن إِلا هَجْراً؛ يريد الترك له والإِعراض عنه. يقال: هَجَرْتُ الشيء هَجْراً إذا تركته وأَغفلته؛ قال ابن الأَثير: رواه ابن قتيبة في كتابه: ولا يسمعون القول إِلا هُجْراً، بالضم، وقال: هو الخنا والقبيح من القول، قال الخطابي: هذا غلط في الرواية والمعنى، فإِن الصحيح من الرواية ولا يسمعون القرآن، ومن رواه القول فإِنما أَراد به القرآن، فتوهم أَنه أَراد به قول الناس، والقرآنُ العزيز مُبَرَّأٌ عن الخنا والقبيح من القول. وهَجَر فلان الشِّرْك هَجْراً وهِجْراناً وهِجْرَةً حَسَنَةً؛ حكاه عن اللحياني.والهِجْرَةُ والهُجْرَةُ: الخروج من أَرض إِلى أَرض. والمُهاجِرُونَ: الذين ذهبوا مع النبي، صلي الله عليه وسلم، مشتق منه. وتَهَجَّرَ فلان أَي تشبه بالمهاجرين. وقال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: هاجِرُوا ولا تَهَجَّروا؛ قال أَبو عبيد: يقول أَخْلِصُوا الهِجْرَةَ لله ولا تَشَبَّهُوا بالمهاجِرِينَ على غير صحة منكم، فهذا هو التَّهَجُّر، وهو كقولك فلان يَتَحَلَّم وليس بحليم ويَتَشَجَّع أَي أَنه يظهر ذلك وليس فيه. قال الأَزهري: وأَصل المُهاجَرَةِ عند العرب خروجُ البَدَوِيّ من باديته إِلى المُدنِ؛ يقال: هاجَرَ الرجلُ إذا فعل ذلك؛ وكذلك كل مُخْلٍ بِمَسْكَنِه مُنْتَقِلٍ إِلى قوم آخرين بِسُكناهُ، فقد هاجَرَ قومَه. وسمي المهاجرون مهاجرين لأَنهم تركوا ديارهم ومساكنهم التي نَشَؤُوا بها لله، ولَحِقُوا بدار ليس لهم بها أَهل ولا مال حين هاجروا إِلى المدينة؛ فكل من فارق بلده من بَدَوِيٍّ أَو حَضَرِيٍّ أَو سكن بلداً آخر، فهو مُهاجِرٌ، والاسم منه الهِجْرة. قال الله عز وجل: ومن يُهاجِرْ في سبيل الله يَجِدْ في الأَرض مُراغَماً كثيراً وسَعَةً. وكل من أَقام من البوادي بِمَنادِيهم ومَحاضِرِهم في القَيْظِ ولم يَلْحَقُوا بالنبي، صلي الله عليه وسلم، ولم يتحوّلوا إِلى أَمصار المسلمين التي أُحدثت في الإِسلام وإِن كانوا مسلمين، فهم غير مهاجرين، وليس لهم في الفَيْءِ نصيب ويُسَمَّوْنَ الأَعراب. الجوهري: الهِجْرَتانِ هِجْرَةٌ إِلى الحبشة وهجرة إِلى المدينة. والمُهاجَرَةُ من أَرض إِلى أَرض: تَرْكُ الأُولى للثانية. قال ابن الأَثير: الهجرة هجرتان: إِحداهما التي وعد الله عليها الجنةَ في قوله تعالى: إِن الله اشترى من المؤمنين أَنْفُسَهم وأَموالَهم بأَن لهم الجنَّة، فكان الرجل يأْتي النبي، صلي الله عليه وسلم، ويَدَعُ أَهله وماله ولا يرجع في شيء منه وينقطع بنفسه إِلى مُهاجَرِه، وكان النبي، صلي الله عليه وسلم، يكره أَن يموت الرجل بالأَرض التي هاجر منها، فمن ثم قال: لكن البائِسُ سَعْدُ بن خَوْلَةَ، يَرْثي له أَن ماتَ بمكة، وقال حين قدم مكة: اللهم لا يَجْعَلْ مَنايانا بها؛ فلما فتحت مكة صارت دار إِسلام كالمدينة وانقطعت الهجرة؛ والهجرة الثانية من هاجر من الأَعراب وغزا مع المسلمين ولم يفعل كما فعل أَصحاب الهجرة الأُولى، فهو مهاجر، وليس بداخل في فضل من هاجر تلك الهجرة، وهو المراد بقوله: لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، فهذا وجه الجمع بين الحديثين، وإِذا أَطلق ذكر الهجرتين فإِنما يراد بهما هجرة الحبشة وهجرة المدينة. وفي الحديث: سيكون هِجْرَةٌ بعد هِجْرَة، فخيار أَهل الأَرض أَلْزَمُهُمْ مُهاجَرَ إِبراهيمَ؛ المُهاجَرُ، بفتح الجيم: موضع المُهاجَرَةِ، ويريد به الشام لأَن إِبراهيم، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، لما خرج من أَرض العراق مضى إِلى الشام وأَقام به. وفي الحديث: لا هِجْرَةَ بعد الفتح ولكن جهادٌ ونِيَّةٌ. وفي حديث آخر: لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة. قال ابن الأَثير: الهِجْرة في الأَصل الاسم من الهَجْرِ ضدِّ الوصلِ، وقد هاجَرَ مُهاجَرَةً، والتَّهاجُرُ التَّقاطُعُ، والهِجِرُّ المُهاجَرَةُ إِلى القُرَى؛ عن ثعلب؛ وأَنشد: شــَمْطاءُ جــاءتْ مـن بِلادِ الحَـرِّ، قــد تَرَكَــتْ حَيَّــهْ وقـالت: حَـرِّ ثـــم أَمــالتْ جــانِبَ الخِمِــرِّ، عَمْــداً علــى جانِبِهــا الأَيْسـَرِّ، تَحْســـَبُ أَنَّـــا قُـــرُبَ الهِجِــرِّ وهَجَرَ الشيءَ وأَهْجَرَه. تركه؛ الأَخيرة هذلية؛ قال أُسامة: كـأَني أُصـادِيها علـى غُبْـرِ مانِعٍ مُقَلَّصــَةً، قـد أَهْجَرَتْهـا فُحُولُهـا وهَجَر الرجلُ هَجْراً إذا تباعد ونَأَى. الليث: الهَجْرُ من الهِجْرانِ، وهو ترك ما يلزمك تعاهده. وهَجَر في الصوم يَهْجُرُ هِجْراناً: اعتزل فيه النكاح. ولقيته عن هَجْرٍ أَي بعد الحول ونحوه؛ وقيل: الهَجْر السَّنَةُ فصاعداً، وقيل: بعد ستة أَيام فصاعداً، وقيل: الهَجْرُ المَغِيب أَيّاً كان؛ أَنشد ابن الأَعرابي: لمَّــا أَتـاهمْ، بعـد طُـولِ هَجْـرِه يَســــْعَى غُلامُ أَهْلِـــه بِبِشـــْرِه يبشره أَي يبشرهم به. أَبو زيد: لقيت فلاناً عن عُفْرٍ: بعد شهر ونحوه، وعن هَجْرٍ: بعد الحول ونحوه. ويقال للنخلة الطويلة: ذهبت الشجرة هَجْراً أَي طولاً وعِظماً. وهذا أَهْجَرُ من هذا أَي أَطول منه وأَعظم. ونخلة مُهْجِرٌ ومُهْجِرَةٌ: طويلة عظيمة، وقال أَبو حنيفة: هي المُفْرِطَةُ الطول والعِظَم. وناقة مُهْجِرَةٌ: فائقة في الشحم والسَّيْرِ، وفي التهذيب: فائقة في الشحم والسِّمَنِ. وبعير مُهْجِرٌ: وهو الذي يَتَناعَتُه الناس ويَهْجُرون بذكره أَي يَنْتَعِتُونه؛ قال الشاعر: عَرَكْــرَكٌ مُهْجِــرُ الضـُّوبانِ أَوَّمَـه رَوْضُ القِــذافِ رَبيعـاً أَيَّ تَـأْوِيمِ قال أَبو زيد: يقال لكل شيء أَفْرَطَ في طول أَو تمام وحُسْنٍ: إِنه لمُهْجِرٌ. ونخلة مُهْجِرَةٌ إذا أَفْرَطَتْ في الطول؛ وأَنشد: يُعْلــى بــأَعلى الســَّحْق منهــا غشــــاش الهُدْهُـــدِ القُراقـــر قال: وسمعت العرب تقول في نعت كل شيء جاوز حَدَّه في التمام: مُهْجِرٌ.وناقة مُهْجِرَةٌ إذا وصفت بِنَجابَةٍ أَو حُسْنٍ. الأَزهري: وناقة هاجِرَة فائقة؛ قال أَبو وَجْزَةَ: تُبـارِي بأَجْيـادِ العَقِيقِـ، غُدَيَّـةً علـى هـاجِراتٍ حـانَ منها نُزولُها والمُهْجِرُ: النجيب الحَسَنُ الجميل يَتَناعَتُه الناسُ ويَهْجُرون بكره أَي يتناعَتُونه. وجارية مُهْجِرَةٌ إذا وُصِفَتْ بالفَراهَةِ والحُسْنِ، وإِنما قيل ذلك لأَن واصفها يخرج من حد المقارب الشكل للموصوف إِلى صفة كأَنه يَهْجُر فيها أَي يَهْذِي. الأَزهري: والهُجَيرة تصغير الهَجْرة، وهي السمينة التامة.وأَهْجَرَتِ الجاريةُ: شَبَّتْ شباباً حسناً. والمُهْجِر: الجيد الجميل من كل شيء، وقيل: الفائق الفاضل على غيره؛ قال: لمــا دَنـا مـن ذاتِ حُسـْنٍ مُهْجِـر والهَجِيرُ: كالمُهْجِرِ؛ ومنه قول الأَعرابية لمعاوية حين قال لها: هل من غَدَاء؟ فقالت: نعم، خُبْزٌ خَمِير ولَبَنٌ هَجِير وماءٌ نَمِير أَي فائق فاضل.وجَمَلٌ هَجْر وكبشٌ هَجْر: حسن كريم. وهذا المكان أَهْجَر من هذا أَي أَحسن؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد: تَبَـدَّلْتُ داراً مـن دِيـارِكِ أَهْجَـرَا قال ابن سيده: ولم نسمع له بفعل فعسى أَن يكون من باب أَحنك الشاتين وأَحنك البعيرين. وهذا أَهْجَرُ من هذا أَي أَكرم، يقال في كل شيء؛ وينشد: ومــاء يَمــانٍ دونـه طَلَـقٌ هَجْـرُ يقول: طَلَقٌ لا طَلَقَ مثله. والهَاجِرُ: الجَيِّدُ الحَسَنُ من كل شيء.والهُجْرُ: القبيح من الكلام، وقد أَهْجَرَ في منطقه إِهْجاراً وهُجْراً؛ عن كراع واللحياني، والصحيح أَن الهُجْر، بالضم، الاسم من الإِهْجار وأَن الإِهْجارَ المصدر. وأَهْجَرَ به إِهْجاراً: استهزأَ به وقال فيه قولاً قبيحاً. وقال: هَجْراً وبَجْراً وهُجْراً وبُجْراً، إذا فتح فهو مصدر، وإِذا ضم فهو اسم. وتكلم بالمَهاجِر أَي بالهُجْر، ورماه بِهاجِرات ومُهْجِرات، وفي التهذيب: بِمُهَجِّرات أَي فضائح. والهُجْرُ: الهَذيان.والهُجْر، بالضم: الاسم من الإِهْجار، وهو الإِفحاش، وكذلك إذا أَكثر الكلام فيما لا ينبغي. وهَجَرَ في نومه ومرضه يَهْجُرُ هَجْراً وهِجِّيرَى وإِهْجِيرَى: هَذَى. وقال سيبويه: الهِجِّيرَى كثرة الكلام والقول السيّء.الليث: الهِجِّيرَى اسم من هَجَر إذا هَذَى. وهَجَر المريضُ يَهْجُر هَجْراً، فهو هاجِرٌ، وهَجَرَ به في النوم يَهْجُر هَجْراً: حَلَمَ وهَذَى.وفي التنزيل العزيز: مستكبرين به سامِراً تَهْجُرُونَ وتُهْجِرُون؛ فَتُهْجِرُون تقولون القبيح، وتَهْجُرُونَ تَهْذُون. الأَزهري قال: الهاء في قوله عز وجل للبيت العتيق تقولون نحن أَهله، وإِذا كان الليلُ سَمَرْتم وهَجَرْتُمُ النبيَّ، صلي الله عليه وسلم، والقرآنَ، فهذا من الهَجْر والرَّفْضِ، قال: وقرأَ ابن عباس، رضي الله عنهما: تُهْجِرُون، من أَهْجَرْتُ، وهذا من الهُجْر وهو الفُحْش، وكانوا يسبُّون النبي، صلي الله عليه وسلم، إذا خَلَوْا حولَ البيت ليلاً؛ قال الفراء: وإِن قُرئ تَهْجُرون، جعل من وقولك هَجَرَ الرجلُ في منامه إذا هَذَى، أَي أَنكم تقولون فيه ما ليس فيه وما لا يضره فهو كالهَذيان. وروي عن أَبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، أَنه كان يقول لبنيه: إذا طفتم بالبيت فلا تَلْغُوا ولا تهْجُروا، يروى بالضم والفتح، من الهُجْر الفُحْش والتخليط؛ قال أَبو عبيد: معناه ولا تَهْذُوا، وهو مثل كلام المحموم والمُبَرْسَمِ. يقال: هَجَر يَهْجُر هَجْراً، والكلام مَهْجُور، وقد هَجَر المريضُ. وروي عن إِبراهيم أَنه قال في قوله عز وجل: إِنَّ قومي اتَّخَذُوا هذا القرآنَ مَهْجُوراً، قال: قالوا فيه غير الحق، أَلم ترَ إِلى المريض إذا هجر قال غير الحق؟ وعن مجاهد نحوه. وأَما قول النبي، صلي الله عليه وسلم: إِني كنت نَهَيْتُكم عن زيارة القبور فزوروها ولا تقولوا هُجْراً، فإِنَّ أَبا عبيد ذكر عن الكسائي والأَصمعي أَنهما قالا: الهُجْرُ الإِفحاش في المنطق والخنا، وهو بالضم، من الإِهْجار، يقال منه: يُهْجِرُ؛ كما قال الشماخ: كماجِدَةِ الأَعْراقِ قال ابنُ ضَرَّةٍ عليها كلاماً، جارَ فيه وأَهْجَرا وكذلك إذا أَكثر الكلام فيما لا ينبغي. ومعنى الحديث: لا تقولوا فُحْشاً. هَجَر يَهْجُر هَجْراً، بالفتح، إذا خلط في كلامه وإِذا هَذَى. قال ابن بري: المشهور في رواية البيت عند أَكثر الرواة: مُبَرَّأَة الأَخلاق عوضاً من قوله: كماجدة الأَعراق، وهو صفة لمخفوض قبله، وهو: كــأَنَّ ذراعيهــا ذِراعَــا مُدِلَّـةٍ بُعَيْـدَ السـِّبابِ، حاوَلَتْ أَن تَعَذَّرا يقول: كأَنّ ذراعي هذه الناقة في حسنهما وحسن حركتهما ذراعا امرأَة مُدِلَّة بحسن ذراعيها أَظهرتهما بعد السباب لمن قال فيها من العيب ما ليس فيها، وهو قول ابن ضرتها، ومعنى تعَذَّر أَي تَعتذر من سوءِ ما رميت به؛ قال: ورأَيت في الحاشية بيتاً جُمِعَ فيه هُجْر على هواجِر، وهو من الجموع الشاذة عن القياس كأَنه جمع هاجِرَةٍ، وهو: وإِنَّـكَ يـا عـامِ بـنَ فـارِس قُرْزُلٍ مُعِيـدٌ علـى قِيل الخنا والهَواجِرِ قال ابن بري: هذا البيت لسلمة بن الخُرْشُبِ الأَنماري يخاطب عامر بن طفيل. وقُرْزُلُ: اسم فرس للطفيل. والمعيد: الذي يعاود الشيءَ مرة بعد مرة.قال: وكان عثمان بن جني يذهب إِلى أَن الهواجر جمع هُجْر كما ذكر غيره، ويرى أَنه من الجموع الشاذة كأَنَّ واحدها هاجرة، كما قالوا في جمع حاجة حوائج، كأَنَّ واحدها حائجة، قال: والصحيح في هواجر أَنها جمع هاجرة بمعنى الهُجْر، ويكون من المصادر التي جاءَت على فاعلة مثل العاقبة والكاذبة والعافية؛ قال: وشاهد هاجرة بمعنى الهُجْر قول الشاعر أَنشده المفضل: إِذا مــا شــئتَ نالَـكَ هـاجِراتِي ولــم أُعْمِــلْ بِهِـنَّ إِليـك سـاقِي فكما جُمِعَ هاجِرَةٌ على هاجِرات جمعاً مُسَلَّماً كذلك تُجْمَعُ هاجرة على هواجر جمعاً مكسراً. وفي الحديث: قالوا ما شَأْنُه أَهَجَرَ؟ أَي اختلف كلامه بسبب المرض على سبيل الاستفهام، أَي هل تغير كلامه واختلط لأَجل ما به من المرض. قال ابن الأَثير: هذا أَحسن ما يقال فيه ولا يجعل إِخباراً فيكون إِما من الفُحْشِ أَو الهَذَيانِ، قال: والقائلُ كان عُمَر ولا يظن به ذلك.وما زال ذلك هِجِّيراه وإِجْرِيَّاه وإِهْجِيراهُ وإِهْجِيراءَه، بالمد والقصر، وهِجِّيره وأُهْجُورَتَهُ ودَأْبَه ودَيْدَنَهُ أَي دأْبه وشأْنه وعادته. وما عنده غَناءُ ذلك ولا هَجْراؤُه بمعنى. التهذيب: هِجِّيرَى الرجل كلامه ودأْبه وشأْنه؛ قال ذو الرمة: رَمَــى فأَخْطَـأَ، والأَقـدارُ غالِبـةٌ فانْصـَعْنَ، والويلُ هِجِّيراه والحَرَبُ الجوهري: الهِجِّير، مثال الفِسِّيق، الدَّأْبُ والعادة، وكذلك الهِجِّيرى والإِهْجِيرَى. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: ما له هِجِّيرى غيرها؛ هي الدَّأْبُ والعادةُ والدِّيْدَنُ.والهَجِير والهَجِيرة والهَجْر والهاجِرَةُ: نصف النهار عند زوال الشمس إِلى العصر، وقيل في كل ذلك: إِنه شدة الحر؛ الجهري: هو نصف النهار عند اشتداد الحر؛ قال ذو الرمة: وبَيْـداءَ مِقْفـارٍ، يكَادُ ارتِكاضُها بآلِ الضُّحى، والهَجْرُ بالطَّرْفِ يَمْصَحُ والتَّهْجِير والتَّهَجُّر والإِهْجارُ: السير في الهاجرة. وفي الحديث: أَنه كان، صلي الله عليه وسلم، يصلي الهَجِيرَ حين تَدْحَضُ الشمسُ؛ أَراد صلاة الهَجِير يعني الظهر فحذف المضاف. وقد هَجَّرَ النهارُ وهَجَّرَ الراكبُ، فهو مُهَجِّرٌ. وفي حديث زيد بن عمرو: وهل مُهَجِّر كمن قالَ أَي هل من سار في الهاجرة كمن أَقام في القائلة. وهَجَّرَ القومُ وأَهْجَرُوا وتَهَجَّرُوا: ساروا في الهاجرة؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: بــأَطْلاحِ مَيْـسٍ قـد أَضـَرَّ بِطِرْقِهـا تَهَجُّــرُ رَكْبٍــ، واعْتِســافُ خُـرُوقِ وتقول منه: هَجَّرَ النهارُ؛ قال امرؤ القيس: فَـدَعْ ذا، وسـَلِّ الهَـمَّ عنك بِجَسْرَةٍ ذَمُـولٍ، وإِذا صـامَ النهارُ وهَجَّرا وتقول: أَتَيْنا أَهْلَنا مُهْجِرين كما يقالُ مُوصِلين. أَي في وقت الهاجرة والأَصِيل. الأَزهري عن أَبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلي الله عليه وسلم: لو يعلم الناسُ ما في التهجير لاسْتَبَقُوا إِليه. وفي حديث آخر مرفوع: المُهَجِّرُ إِلى الجمعة كالمُهْدي بَدَنَةً. قال الأَزهري: يذهب كثير من الناس إِلى أَن التَّهْجِيرَ في هذه الأَحاديث من المُهاجَرَة وقت الزوال، قال: وهو غلط والصواب فيه ما روى أَبو داود المَصاحِفي عن النضر بن شميل أَنه قال: التَّهجير إِلى الجمعة وغيرها التبكير والمبادرة إِلى كل شيء، قال: وسمعت الخليل يقول ذلك، قاله في تفسير هذا الحديث. يقال: هَجَّرَ يُهَجِّرُ تَهْجِيراً، فهو مُهَجِّر، قال الأَزهري: وهذا صحيح وهي لغة أَهل الحجاز ومن جاورهم من قيس؛ قال لبيد: رَاحَ القَطِينُ بهَجْرٍ بَعْدَما ابْتَكَرُوا فقرن الهَجْرَ بالابتكار. والرواحُ عندهم: الذهابُ والمُضيُّ. يقال: راح القوم أَي خَفُّوا ومَرُّوا أَيَّ وقت كان. وقوله، صلي الله عليه وسلم: لو يعلم الناس ما في التَّهْجِير لاسْتَبَقُوا إِليه، أَراد التَّبْكِيرَ إِلى جميع الصلوات، وهو المضيّ إِليها في أَوَّل أَوقاتها. قال الأَزهري: وسائر العرب يقولون: هَجَّر الرجل إذا خرج بالهاجرة، وهي نصف النهار.ويقال: أَتيته بالهَجِير وبالهَجْرِ؛ وأَنشد الأَزهري عن ابن الأَعرابي في نوادره قال: قال جِعْثِنَةُ بن جَوَّاسٍ الرَّبَعِيّ في ناقته: هــلْ تَــذْكُرين قَســَمِي ونَــذْري، أَزْمــانَ أَنــتِ بِعَــرُوضِ الجَفْـرِ، إِذ أَنــتِ مِضــْرارٌ جَـوادُ الحُضـْرِ عَلَيَّــ، إِن لــم تَنْهَضـي بِـوِقْري، بــــأَربعين قُــــدِّرَتْ بِقَـــدْرِ، بالخالـــديّ لا بصـــاعِ حَجْـــرِ، وتُصــْبِحي أَيانِقــاً فــي ســَفْرِ، يُهَجِّــــرُونَ بَهَجِيـــرِ الفَجْـــرِ، ثُمَّــتَ تَمْشــي لَيْلَهُــمْ فَتَســْري، يَطْـوُونَ أَعْـراضَ الفِجـاج الغُبْـرِ، طَــيَّ أَخـي التَّجْـرِ بُـرُودَ التَّجْـرِ قال: المِضْرارُ التي تَنِدُّ وتَرْكَبُ شِقَّها من النشاط. قال الأَزهري: قوله يُهَجِّرُون بهجير الفجر أَي يبكرون بوقت الفجر. وحكى ابن السكيت عن النضر أَنه قال: الهاجِرَة إِنما تكون في القيظ، وهي قبل الظهر بقليل وبعدها بقليل؛قال: الظهيرة نصف النهار في القيظ حين تكون الشمس بِحِيال رأْسك كأَنها لا تريد أَن تبرح. وقال الليث: أَهْجَرَ القومُ إذا صاروا في ذلك الوقت، وهَجَّرَ القومُ إذا ساروا في وقته. قال أَبو سيعد: الهاجرة من حين نزول الشمس، والهُوَيْجِرَةُ بعدها بقليل. قال الأَزهري: وسمعت غير واحد من العرب يقول: الطعام الذي يؤْكل نصف النهار الهَجُورِيُّ.والهَجير: الحوض العظيم؛ وأَنشد القَناني: يَفْـري الفَـريَّ بـالهَجِير الواسـِع وجمعه هُجُرٌ، وعَمَّ به ابن الأَعرابي فقال: الهَجِير الحوض، وفي التهذيب: الحوض المَبْنِيّ؛ قالت خَنْساء تصف فرساً: فمــال فـي الشـَّدِّ حثِيثـاً، كمـا مـــال هَجِيــرُ الرجُــل الأَعْســَرِ تعني بالأَعسر الذي أَساء بناء حوضه فمال فانهدم؛ شبهت الفرس حين مال في عدوه وجَدَّ في حُضْرِه بحوض مُلِئ فانْثَلَم فسال ماؤه. والهَجِيرُ: ما يَبِس من الحَمْضِ. والهَجِيرُ: المتروك. وقال الجوهري: والهَجِيرُ يَبِيسُ الحَمْضِ الذي كَسَرَتْهُ الماشية وهُجِر أَي تُرِكَ؛ قال ذو الرمة: ولـم يَبْقَ بالخَلْصاءِ، مما عَنَتْ به مـن الرُّطْبِـ، إِلاَّ يَبْسـُها وهَجِيرُها والهِجارُ: حَبْل يُعْقَدُ في يد البعير ورجله في أَحد الشِّقَّيْنِ، وربما عُقِدَ في وَظِيفِ اليَدِ ثم حُقِبَ بالطَّرَفِ الآخر؛ وقيل: الهِجارُ حبل يُشد في رُسْغ رجله ثم يُشَدُّ إِلى حَقْوِه إِن كان عُرْياناً، وإِن كان مَرْحُولاً شُدَّ إِلى الحَقَبِ. وهَجَرَ بعيرَه يَهْجُرُه هَجْراً وهُجُوراً: شَدَّه بالهِجارِ.الجوهري: المَهْجُورُ الفحل يُشَدُّ رأْسه إِلى رجله. وقال الليث: تُشَدُّ يد الفحل إِلى إِحدى رجليه، يقال فحل مَهْجُورٌ؛ وأَنشد: كأَنَّمـــا شــُدَّ هِجــاراً شــاكِلا الليث: والهِجارُ مخالف الشِّكالِ تُشَدُّ به يد الفحل إِلى إِحدى رجليه؛ واستشهد بقوله: كأَنمـــا شــُدّ هجــاراً شــاكلا قال الأَزهري: وهذا الذي حكاه الليث في الهِجار مقارب لما حكيته عن العرب سماعاً وهو صحيح، إِلا أَنه يُهْجَرُ بالهِجار الفَحْلُ وغيره. وقال أَبو الهيثم: قال نُصَيْرٌ هَجَرْتُ البَكْرَ إذا ربطت في ذراعه حبلاً إِلى حقوه وقصَّرته لئلا يقدر على العَدْوِ؛ قال الأَزهري: والذي سمعت من العرب في الهِجار أَن يؤْخذ فحل ويسوّى له عُرْوتانِ في طرفيه وزِرَّانِ ثم تُشَدَّ إِحدى العروتين في رُسْغ رجل الفرس وتُزَرَّ، وكذلك العُرْوَة الأُخرى في اليد وتُزَرَّ، قال: وسمعتهم يقولون: هَجِّرُوا خيلكم. وقد هَجَّرَ فلان فرسه. والمهجور: الفحل يُشدّ رأْسه إِلى رجله. وعَدَدٌ مُهْجِر: كثير؛ قال أَبو نُخَيْلَةَ: هـــذاك إِســحق، وَقِبْــصٌ مُهْجِــرُ الأَزهري في الرباعي: ابن السكيت التَّمَهْجُرُ التَّكَبُّر مع الغنى؛ وأَنشد: تَمَهْجَـــرُوا، وأَيُّمـــا تَمَهْجُـــرِ وهـم بَنُـو العَبْدِ اللَّئِيمِ العُنْصُرِ والهاجِرِيُّ: البَنَّاءُ؛ قال لبيد: كعَقْـــرِ الهــاجِرِيِّ، إذا بَنــاه بأَشـــْباهٍ حُــذِينَ علــى مِثــالِ وهِجارُ القوس: وَتَرُها. والهِجارُ: الوَتَرُ؛ قال: علـــى كــل مــن ركــوض لهــا هِجـاراً تُقاسـِي طائِفـاً مُتَعادِيـا والهجار: خاتم كانت تتخذه الفُرْسُ غَرَضاً؛ قال الأَغلب: مــا إِنْ رَأَيْنــا مَلِكـاً أَغـارَا، أَكْثَـــرَ منـــه قِــرَةً وقــارَا، وفارِســـاً يَســـْتَلِبُ الهِجَـــارَا يصفه بالحِذْق. ابن الأَعرابي: يقال للخاتم الهِجار والزينة؛ وقول العجاج: وغِلْمَــتي منهــم ســَحِيرٌ وبَحِــرْ وآبِــقٌ مــن جَـذْبِ دَلْوَيْهـا هَجِـرْ فسره ابن الأَعرابي فقال: الهَجِر الذي يمشي مُثْقَلاً ضعيفاً متقارِبَ الخَطْوِ كأَنه قد شدّ بهِجار لا ينبسط مما به من الشر والبلاء، وفي المحكم: وذلك من شدة السقي. وهَجَرٌ: اسم بد مذكر مصروف، وفي المحكم: هَجَرُ مدينة تصرف ولا تصرف؛ قال سيبويه: سمعنا من العرب من يقول: كجالب التمر إِلى هَجَرٍ يا فَتى، فقوله يا فتى من كلام العربي، وإِنما قال يا فتى لئلا يقف على التنوين وذلك لأَنه لو لم يقل له يا فتى للزمه أَن يقول كجالب التمر إِلى هجر، فلم يكن سيبويه يعرف من هذا أَنه مصروف أَو غير مصروف.الجوهري: وفي المثل: كَمُبْضِع تمر إِلى هَجَرَ. وفي حديث عمر: عَجِبْتُ لتاجِر هَجَرَ وراكب البحر؛ قال ابن الأَثير: هَجَرٌ بلد معروف بالبحرين وإِنما خصها لكثرة وبائها، أَي تاجرها وراكب البحر سواء في الخَطَرِ، فأَما هَجَرُ التي ينسب إِليها القلال الهَجَرِيَّة فهي قرية من قرى المدينة، والنسب إِلى هَجَرَ هَجَرِيٌّ على القياس، وهاجِرِيٌّ على غير قياس؛ قال: ورُبَّـــتَ غــارَةٍ أَوْضــَعْتُ فيهــا كَســـَحِّ الهــاجِرِيِّ جَرِيــمَ تمْــرِ ومنه قيل للبَنَّاءِ: هاجِرِيٌّ. والهَجْرُ والهَجِيرُ: موضعان.وهاجَرُ: قبيلة؛ أَنشد ابن الأَعرابي: إِذا تَرَكَـتْ شـُرْبَ الـرَّثِيئَةِ هـاجَرٌ وهَـكَّ الخَلايـا، لـم تَـرِقَّ عُيُونُها وبنو هاجَرَ: بطن من ضَبَّة. غيره: هاجَرُ أَوَّلُ امرأَة جَرَّتْ ذيلها وأَوّل من ثَقَبَتْ أُذنيها وأَوّل من خُفِضَ؛ قال: وذلك أَن سارة غضبت عليها فحلفت أَن تقطع ثلاثة أَعضاء من أَعضائها، فأَمرها إِبراهيم، عليه السلام، أَن تَبَرَّ قَسَمَها بِثَقْبِ أُذنَيْها وخَفْضِها، فصارت سُنَّةً في النساء.
المعجم: لسان العرب