المعجم العربي الجامع
دَمَجَ
المعنى: جذ.: (دمج) | (ف: ثلا. لازمتع. م. بحرف). دَمَجْتُ، أَدْمُجُ، اُدْمُجْ، (مص. دُموجٌ، دَمْجٌ). 1. "دَمَجَ اللَّيْلُ": أَظْلَمَ. 2. "دَمَجَتْ شَعْرَها": ضَفَرَتْهُ. 3. "دَمَجَ اللَّيْلُ في النَّهارِ": دَخَلَ فِيهِ. دَمَجَ في البَيْتِ". 4. "دَمَجَ الْحَيَوانُ": أَسْرَعَ وَقارَبَ الْخَطْوَ. 5. "دَمَجَ الأَمْرُ": اِسْتَقامَ. 6. "دَمَجَ على القَوْمِ": دَخَلَ بِغَيْرِ اسْتِئْذانٍ.
المعجم: معجم الغني دمج
المعنى: دمج الوحشي في الكناس واندمج: دخل. قال الراعي: غـداة تـراءت لابـن سـتين حجـة سـقية غيـل فـي الحجـال دمـوج ودمج الشيء دموجاً واندمج اندماجاً إذا استحكم والتأم. قال يصف فرساً طويلاً: شـــرجب ســلهب كــأن رماحــاً حلمتــه وفــي الســراة دمـوج يقال: اندمج الثعلب في الجبة والسيلان في النصاب. وأدمجت الماشطة ضفائر المرأة: أدرجتها وملستها. وله أعضاء مدمجة. وأدرج هذا الطومار وأدمجه أي شدّ أدراجه. ومن المجاز: دمج أمرهم: صلح والتأم. وصلح دِماج ودُماج: محكم. وقال ذو الرمة: وإذا نحـن أسباب المودة بيننا دمـاج قواهـا لم يخنها وصولها أي مدمجة. ودامجتك على هذا الأمر: وافقتك عليه. وتدامجوا عليه: توافقوا. وتدامج القوم عليّ: تألبوا. ووجد البرد فتدمج في ثيابه: تلفف. وليل دامج دامس: ملتفّ الظلام، قد دمج بعضه في بعض. وأدمج كلامه: أتى به متراصف النظم. واندمج الفرس: انطوى بطنه وضمر. قال النابغة يصف إبل الحاجّ: قود براها قياد الشعث فاندمجت تنكــي دوابرهـا محـذوة خـدما
المعجم: أساس البلاغة دمج
المعنى: دَمَجَ الأَمْرُ يَدْمُجُ دُمُوجاً: استقام. وأَمْرٌ دُماج ودِماج: مستقيم.وتَدامَجوا على الشيءِ: اجْتَمَعوا.ودامجه عليهم دِماجاً: جامعه.وصُلْح دِماجٌ ودُماجٌ مُحْكَمٌ قَويٌّ. وأَدْمَجَ الحَبْلَ: أَجاد فَتْلَه؛ وقيل: أَحْكَمَ فَتْلَه في رِقَّةٍ؛ وقوله: إِذْ ذَاكَ إِذْ حَبْــلُ الوِصــالِ مُــدْمَشُ إِنما أَراد مُدْمَجُ، فأَبدل الشين من الجيم لمكان الرَّويِّ.ودَمَجَتِ الماشِطَةُ الشعر دَمْجاً، وأَدْمَجَتْه: ضَفَرَتْه.ورجل مُدْمَجٌ ومُنْدَمِجٌ: مُداخَل كالحَبْلِ المُحْكَمِ الفَتْلِ؛ ونسوة مُدْمَجاتُ الخَلْقِ ودُمَّجٌ: كالحبل المُدْمَج؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: واللـــهِ لَلنَّـــوْمُ وبِيــضٌ دُمَّجُــ، أَهْـــوَنُ مـــن لَيْـــلِ قِلاصٍ تَمْعَــج قال ابن سيده: ولم نجد لها واحداً؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: يُحاوِلْنَ صَرْماً أَو دِماجاً على الخَنا، ومــا ذاكُمــو مـن شـِيمَتي بسـَبِيلِ هو من قولك: أَدْمَجَ الحبلَ إذا أَحكم قتله أَي يُظْهِرْنَ وصْلاً مُحْكَمَ الظاهر فاسدَ الباطن. الليث: مَتْنٌ مُدْمَجٌ، وكذلك الأَعضاءُ مُدْمَجَة، كأَنها أُدْمِجَتْ ومُلِسَتْ كما تُدْمِجُ الماشطةُ مَشْطَةَ المرأَة إذا ضفرت ذوائبها؛ وكلُّ ضفيرة منها على حِيالِها تسمى دَمَجاً واحداً.وتَدامَجَ القومُ على فلان تَدامُجاً إذا تضافروا عليه وتعاونوا. وصلح دُماج، بالضم: مُحْكَمٌ؛ قال ذو الرمة: وإِذ نَحْــنُ أَسـْبابُ المَـوَدَّةِ بَيْنَنـا دُمـاجٌ قُوَاهـا، لـم يَخُنْهـا وَصُولُها أَبو عمرو: الدُّماجُ الصُّلْحُ على غير دَخَنٍ. الأَزهري في ترجمة دجم: ودَجَمَ الرجلَ: صاحَبَهُ. ويقال: فلان مُدَاجِمٌ لفلان ومُدامِجٌ له.والمُدامَجَةُ: مثل المُداجاةِ؛ ومنه الصلح الدُّماجُ، بالضم، وهو الذي كأَنه في خَفاءٍ، ويقال: هو التَّامُّ المحكم. ودِماجُ الخَطِّ: مُقاربته منه.وكلُّ ما فُتِلَ فقد أُدْمِجَ. ومَتْنٌ مُدْمَجٌ: بَيِّنُ الدُّمُوجِ: مُمَلَّسٌ، وهو شاذ لأَنه لا يُعرف له فعل ثلاثي غير مزيد. وأَدْمَجَ الفرسَ: أَضْمَرَهُ. والدُّموج: الدُّخول. الجوهري: دَمَجَ الشيءُ دُموجاً إذا دخل في الشيءِ واستحكم فيه، وكذلك انْدَمَجَ وادَّمَجَ، بتشديد الجال، وادْرَمَّجَ، كل هذا إذا دخل في الشيءِ واستتر فيه. وأَدْمَجْتُ الشيءَ إذا لففته في ثوب. والشيءُ المُدْمَجُ: المُدْرَجُ مع ملاسته. وفي الحديث: من شق عصا المسلمين وهم في إِسلامٍ دامجٍ فقد خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسلام من عنقه؛ الدَّامِجُ: المجتَمِعُ. والدُّموجُ: دخول الشيءِ في الشيءِ؛ ومنه حديث زينب: أَنها كانت تكره النَّقْطَ والإِطراف إِلا أَن تَدْمُجَ اليد دَمْجاً في الخِضاب أَي تعم جميع اليد؛ ومنه حديث عليّ، عليه السلام: بل انْدَمَجْتُ على مَكنونِ علْمٍ، لو بُحْتُ به لاضْطَرَبْتم اضْطِرابَ الأَرْشِيَةِ في الطَّوِيِّ البَعيدَةِ؛ أَي اجتمعتُ عليه وانطويتُ واندرجتُ. وفي الحديث: سبحان من أَدْمَجَ قَوائم الذَّرَّةِ والهَمَجة.ودَمَج في البيت يَدْمُجُ دُمُوجاً: دخل. التهذيب: دَمَجَ عليهم ودَمَرَ وادْرَمَّجَ وتَغَلَّى عليهم، كل بمعنى واحد. ودَمَجَ الرجلُ في بيته والظبي في كِناسِهِ وانْدَمَجَ: دَخَلَ. ورجل دُمَّيْجَةٌ: متداخل، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: ولَســـْتُ بِدُمَّيْجَــةٍ فــي الفِراشــ، وَوَجَّابَــــةٍ يَحْتَمِـــي أَن يُجِيبـــا أَبو الهيثم قال: مفعال لا تدخل فيه الهاء، قال: وقد جاءَ حرفان نادران: المِدْماجَةُ، وهي العمامة؛ المعنى أَنه مُدَمَّجٌ مُحْكَمٌ كأَنه نعت للعمامة.ويقال: رجل مِجْدامَةٌ إذا كان قاطعاً للأُمور؛ قال أَبو منصور: هذا مأْخوذ من الجَدْمِ، وهو القطع؛ وأَنشد: ولَســـْتُ بِدُمَّيْجَـــةٍ فــي الفِــراش مأْخوذ من ادَّمَجَ في الشيءِ إذا دخل فيه. وادَّمَجَ في الشيءِ ادِّماجاً وانْدَمَجَ انْدِماجاً إذا دخل فيه. ونَصْلٌ مُنْدَمِجٌ أَي مُدَوَّرٌ. وليلة دامِجَةٌ: مظلمة. وليلٌ دامِجٌ أَي مظلم. ودَمَجَتِ الأَرنبُ تَدْمُجُ دُمُوجاً في عدوها: أَسرعت، وهو سرعة تقارب قوائمها في الأَرض؛ وفي المحكم: أَسرعت وقاربت الخَطْوَ، وكذلك البعير إذا أَسرع وقارب خَطْوَه في المَنْحاةِ؛ أَنشد ثعلب: يُحْســِنُ فــي مَنْحــاتِه الهَمالِجـا، يُـــدْعى هَلُـــمَّ داجِنــاً مُــدامِجا أَبو زيد: يقال هو على تلك الدَّجْمَةِ والدَّمْجَةِ أَي الطريقة.والمُدْمَجُ: القِدْحُ؛ وقال الحرث بن حِلِّزَة: أَلْفَيتَنــا للضــَّيْفِ خَيْــرَ عَمـارَةٍ، إِلاَّ يَكُـــنْ لَبَــنٌ فَعَطْــفُ المُدْمَــجِ يقول: إِن لم يكن لبن أَجَلْنا القِدْحَ على الجَزُور فنحرناها للضيف.
المعجم: لسان العرب دمج
المعنى: دمج : (دَمَجَ) الوَحْشُ فِي الكِنَاسِ (دُمُوجاً) بالضّمّ (: دَخَلَ) . وَفِي الصّحاح: دَمَجَ الشَّيْءُ دُموجاً، إِذا دَخَلَ (فِي الشَّيْءِ واسْتَحْكَم فِيهِ) وَالْتَأَمَ، (كانْدَمَجَ) اندِماجاً، ودَمَجَ الظَّبْيُ فِي كِناسهِ وانْدَمَجَ: دَخَلَ، وكذالك دَمَجَ الرَّجُلُ فِي بَيْتِه (وادَّمَجَ) بتَشْديد الدّال، (وادْرَمَّجَ) ، بِزِيَادَة الرّاءِ وَتَشْديد الْمِيم الْمَفْتُوحَة، وَهُوَ ثابتٌ فِي سائرِ النُّسَخ مثل مَا هُوَ فِي الصِّحَاح، وَسقط عَن بعض النُّسخ، والصحيحُ ثُبوتُه، وكلُّ هاذا يُقَال ذالك إِذا دَخَلَ فِي الشيءِ واستَتَرَ فِيهِ. (و) دَمَجَت (الأَرْنَبُ) تَدْمُجُ دُموجاً (: عَدَتْ، فَأَسْرَعَ تَقَارُبُ قَوَائِمِها فِي الأَرْضِ) ، وَفِي الْمُحكم، أَسْرَعَتْ وقاربَتِ الخَطْوَ، وكذالك البعيرُ إِذا أَسرَعَ وقارَبَ خَطْوَةُ فِي المَنْحَاة. (و) أَدْمَجَتِ الماشِطَةُ ضَفَائرَ المرْأَةِ ودمَجَتْ: أَدْرَجَتْها ومَلّسَتْها. و (الدَّمْجُ) ، بِالْفَتْح (: الضَّفِيرَةُ) ، وَفِي اللّسان: كُلُّ ضَفِيرةٍ مِنْهَا على حِيَالِها تُسَمَّى دَمجاً وَاحِدًا. (و) الدِّمْجُ (: بِالْكَسْرِ: الخِدْنُ والنِّظِيرُ). (والمُنْدَمِجُ: المُدَوَّرُ) ، يُقَال نَصْلٌ مدَمحٌ إِذا كَانَ مُدَوَّراً. (و) من الْمجَاز: (التَّدَامُجُ: التَّعَاوُنُ) والتَّوافُقُ، يُقَال: تَدَامَجَ القَوْمُ على فُلانٍ تَدامُجاً، إِذا تظَافَرُوا عَلَيْهِ وتَعَاوَنُوا، وَفِي الأَساس: تَأَلَّبُوا. (و) من الْمجَاز: لَيْلٌ دَامِجٌ، (الدَّامجُ المُظْلِمُ) ، ولَيْلَةٌ دَامِجةٌ، أَي مُظْلِمة. وَفِي الأَساس: ليلٌ دامِجٌ: دامِسٌ مُلْتَفُّ الظَّلامِ، دَمَج بعضُهُ فِي بعض. (و) عَن أَبي الْهَيْثَم: مِفْعَالٌ لَا تدخلُ فِيهِ الهاءُ، قَالَ: وَقد جاءَ حرفانِ نادِرانِ: (المِدْمَاجَةُ) وَهِي (العِمَامَةُ) ، المَعْنَى أَنَّه مُدَمَّجٌ مُحْكَمٌ، كأَنّه نَعْتٌ للعِمامة، وَيُقَال: رَجُلٌ مِجْذَامَةٌ إِذا كَانَ قاطِعاً للأُمورِ، قَالَ أَبو مَنْصُور: هاذا مأْخوذٌ من الجَذْمِ وَهُوَ القَطْعُ. (و) أَنشد ابنُ الأَعرابيّ: ولَسْتُ بِدُمَّيْجَةٍ فِي الفِرَاشِ ووَجَّابَةٍ يَحْتَمِى أَنْ يُجِيبيَا (الدُّمَّيْجَةُ، بالضَّمّ وَفتح الْمِيم المشدّدة: النَّوَّامُ اللاَّزِمُ فِي مَنْزِله) . وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: رجل دُمَّيْجَةٌ: مُتَداخلٌ، وَقَالَ أَبو مَنْصُور: هُوَ مأْخوذ من ادَّمَجَ فِي الشيْءِ إِذا دخَل فِيهِ، وادَّمَج فِي الشيْءِ ادِّمَاجاً، وانْدَمَجَ انْدماجاً، إِذا دخَلَ فِيهِ. (و) من الْمجَاز: دَمَجَ أَمْرُهُم: صَلَحَ والْتَأَمَ، و (صُلْحٌ دُمَاجٌ كغُرَاب وكِتَابٍ: خَفِيٌّ) ، أَي كأَنّه فِي خَفاءٍ، (أَو) تامٌّ (مُحْكَمٌ) قَوِيٌّ، قَالَه الأَزهريّ فِي تَرْجَمَة دجم، قَالَ ذُو الرُّمّة: وإِذْ نَحْنُ أَسْبَابُ المَوَدَّةِ بَيْنَنَا دُماجٌ قُوَاها لَمْ يَخُنْهَا وَصُولُهَا وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: الدُّمَاجُ: الصُّلْحُ على غيرِ دَخَنٍ. (و) من الْمجَاز: (أَدْمَجَهُ: لَفَّهُ فِي ثَوْب) . وَفِي الأَساس: وَجَدَ البَرْدَ فتَدَمَّجَ فِي ثِيابِه: تَلَفَّفَ. (والمُدْمَجُ كمُكْرَمٍ: القِدْحُ) ، بِالكسرِ، وَقَالَ الْحَارِث بن حِلِّزَةَ: أَلْفَيْتَنَا للِضَّيْفِ خَيْرَ عِمَارَةٍ إِلاَّ يَكُنْ لَبَنٌ فَعَطْفُ المُدْمَجِ يَقُول إِن لم يَكن لَبَنٌ أَجَلْنَا القِدْحَ على الجَزُورِ فَنحرنَاهَا للضَّيْفِ. (و) المُدْمَجُ أَيضاً (: المُدَمْلَجُ) ، أَي المُدْرَجُ مَعَ مَلاَسَتِه، ومَتْنُ مُدْمَج (بَيِّنُ الدُّمُوجِ) أَي مُمَلَّس، قَالَ ابْن مَنْظُور: وَهُوَ شَاذٌّ، لأَنّه لَا يُعرف لَهُ فِعل ثلاثيّ غير مَزيد. (و) دُمَاجٌ (كغُرَاب: ع) . وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: دَمَجَ الأَمْرُ يَدْمُجُ دُمُوجاً: استقامَ. وأَمْرٌ دُمَاجٌ: مُستقيمْ. ودَامَجَه عَلَيْهِم دماجاً: جَامَعَه. ودَامَجْتُك عَلَيْهِ: وَافَقْتُ وهاذا مجَاز. وأَدْمَجَ الحَبْلَ: أَجادَ فَتْلَه وَقيل: أَحْكَمَ فَتْلَه فِي رِقَّةٍ. وَرجل مُدْمَجٌ ومُنْدَمِجٌ: مُدَاخَلٌ كالحَبْلِ المُحْكَمِ الفَتْلِ، ونِسوَةٌ مُدْمَجَاتُ الخَلْقِ ودُمَّجٌ، كالحَبْلِ المُدْمَجِ، عَن ابنِ الأَعرابيّ، وأَنشد: وَالله للنَّوْمُ وَبِيضٌ دُمَّجُ أَهْوَنُ مِنْ لَيْلِ قِلاَصٍ تَمْعَجُ وَقَالَ ابْن سَيّده: وَلم نَجدْ لَهَا وَاحِدًا. وَقَوله أَنشده ابْن الأَعرابيّ: يُحَاوِلْنَ صَرْماً أَوْ دِمَاجاً عَلَى الخَنَى ومَا ذَاكُمُ مِنْ شِيمَتِي بِسَبِيلِ هُوَ من قَوْلك: أَدْمَجَ الحَبْلَ، إِذا أَحْكَمَ فَتْلَه، أَي يُظْهِرْنَ وَصْلاً مُحْكَمَ الظَّاهِرِ فاسِدَ الباطِنِ. وَعَن الّليث: مَتْنٌ مُدْمَجٌ، وَكَذَلِكَ الأَعضاءُ المُدْمَجَةُ، كأَنها أُدْمِجَت ومُلِسَتْ كَمَا تُدْمِجُ الماشِطَةُ مَشْطَةَ المرأَةِ إِذَا ضَفَرَتْ ذَوَائِبَها. ودَمَجَ الرَّجُلُ صاحِبَه، كدَجَمَ. وفُلانٌ مُدَامِجٌ لِفلان: مُدَاجِمٌ. والمُدامَجَة المُداجَاةُ. وَفِي الحَدِيث، مَنْ شَقَّ عَصَا الْمُسلمين وَهُمْ فِي إِسلامٍ دَامِجٍ فقد خَلَع رِبْقَةَ الإِسلامه مِنْ عُنُقِه) ، الدَّامِجُ: المُجْتَمِعُ. ودِمَاجُ الخَطِّ: مُقَارَبَتُهُ، مِنْهُ، وكُلُّ مَا فُتلَ فقد أُدْمِجَ. وَمن الْمجَاز: أَدْمَجَ الفَرَسَ: أَضْمَرَه فانْدَمَجَ. وَفِي حَدِيث عَلِيّ، رَضِي الله عَنهُ (بل انْدَمَجْتُ علَى مَكْنونِ علْمٍ لَو بُحْتُ بِهِ لاضْطربْتُمْ اضْطرابَ الأَرْشِيَةِ فِي الطَّوِيِّ الْبَعِيدَة) أَي اجتمعتُ عَلَيْهِ وانْطويتُ وانْدرجْتُ. وَفِي الحَدِيث (سُبحانَ مَنْ أَدْمَجَ قَوَائمَ الذَّرَّةِ والهَمَجَةِ) . وَفِي التَّهْذِيب: دَمَجَ عَلَيْهِم، ودَمَرَ وادْرَمَّج، وتَعَلَّى عَلَيْهِم، كلُّها بِمَعْنى واحدٍ. وَعَن أَبي زيد: يُقَال: هُوَ علَى تِلْكَ الدَّجْمَةِ والدَّمْجَةِ، أَي الطّريقةِ. وأَدْرَجَ الطُّومَارَ وأَدْمَجَه: شَدَّ أَدْرَاجَه. وَمن الْمجَاز: أَدْمَجَ كلامَه إِذا أَتَى بِهِ مُتْرَاصِفَ النَّظْمِ.
المعجم: تاج العروس سرا
المعنى: السَّرْوُ: المُروءَةُ والشَّرَفُ. سَرُوَ يَسْرُو سَراوَةً وسَرْواً أَي صار سَرِياً؛ الأَخيرة عن سيبويه واللحياني. الجوهري: السَّروُ سَخاءٌ في مُرُوءَةٍ. وسَرَا يَسْرو سَرْواً وسَرِيَ، بالكسر، يَسْرَى سَرىً وسَرَاءً وسَرْواً إذا شَرُفَ، ولم يحك اللحياني مصدر سَرَا إلا ممدوداً. الجوهري: يقال سَرَا يَسْرُو وسَريَ، بالكسر، يَسْرَى سَرْواً فيهما وسَرُوَ يَسْرُو سَراوةً أي صارَ سَرياً. قال ابن بري: في سَرا ثلاث لغات فَعَل وفَعِلَ وفَعُلَ، وكذلك سَخِي وسَخا وسَخُو، ومن الصحيح كَمَل وكَدَر وخَثَر، في كل منها ثلاث لغات. ورجل سَريٌّ من قوم أَسْرِياءَ وسُرَوَاءَ؛ كلاهما عن اللحياني. والسَّرَاةُ: اسم للجمع، وليس بجمع عند سيبويه، قال: ودليل ذلك قولهم سَرَواتٌ؛ قال الشاعر: تَلْقَـــــى الســـــَّرِيَّ مـــــن الرجـــــال بِنفســــه، وابــــــنُ الســــــَّرِيِّ، إذا ســــــَرَا، أَســـــْراهُما أَي أَشْرَفُهما. وقولهم: قومٌ سراةٌ جمعُ سَرِيٍّ، جاء على غير قياس أَن يُجْمَع فَعِيلٌ على فَعَلَة، قال: ولا يُعرَف غيره، والقياس سُراةٌ مثل قُضاةٍ ورُعاةٍ وعُراةٍ، وقيل: جَمعه سَراةٌ، بالفتح، على غير قياس، قال: وقد تضم السين، والاسم منه السَّرْو. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه مَرَّ بالنَّخَع فقال أَرَى السَّرْوَ فيكم متَرَبِّعاً أَي أَرى الشَّرَف فيكم مُتَمَكِّناً. قال ابن بري: موضوع سَراةٍ عند سيبويه اسمٌ مفردٌ للجمع كنَفَرٍ وليس بجمع مكَسَّر، وقد جمِعَ فَعِيلٌ المعتلّ على فُعَلاءَ في لَفْظَتَيْن: وهما تَقيٌّ وتُقَواء، وسَريٌّ وسُرَواء وأَسرياءقال: حكى ذلك السيرا في تفسير فَعِيلٍ من الصفات في باب تكسير ما كان من الصفات عدّته أَربعةُ أَحرف. أَبو العباس: السَّرِيُّ الرَّفيع في كلام العرب، ومعنى سَرُوَ الرجلُ يَسْرو أَي ارْتَفَع يَرْتَفِع، فهو رَفِيعٌ، مأْخوذ من سَرَاةِ كلِّ شيء ما ارْتَفَع منه وعَلا، وجمعُ السَّراةِ سَرَواتٌ. وتَسَرَّى أَي تَكَلَّف السَّرْوَ. وتَسَرَّى الجاريةَ أَيضاً: من السُّرِّيَّة، وقال يعقوب: أَصله تَسَرَّر من السُّرور، فأَبدلوا من إحدى الراءات ياء كما قالوا تقضَّى من تَقَضّضَ. وفي الحديث حديث أُمّ زرع: فَنَكَحْتُ بعدَهُ سَرِيّاً أَي نَفِيساً شَريفاً، وقيل:سَخِياً ذا مُرُوءَة؛ ويروى هذا البيت: أَتَــــــوْا نــــــارِي فَقُلْتُ: مَنُــــــونَ؟ قـــــالوا: ســـــــَراة الجِنِّــــــ، قلتُ: عِمُــــــوا ظَلامَــــــا، ويروى: سُراةُ، وقد ورد هذا البيت بمعنى آخر، وسنذكره في أَثناء هذه الترجمة. ورجلٌ مَسْرَوانٌ وامرأَة مَسْرَوانَةٌ: سَرِيّانِ؛ عن أَبي العَمَيْثل الأَعرابي. وامرأَة سَريَّة من نِسْوة سَرِيّات وسَرَايا. وسَرَاةُ المالِ: خِيارُه، الواحد سَرِيُّ. يقال: بعيرٌ سَرِيٌّ وناقة سَرِيَّة؛ وقال: مِنْ سَرَاةِ الهِجانِ، صَلَّبَها العُضْ_ضُ ورِعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيالِ واسْتَرَيْتُ الشيءَ واسْتَرْتُهُ، الأَخيرةُ على القَلبِ: اخْترْته؛ قال الأَعشى: فقـد أَطَّبِـي الكاعِبِ المُسْتَرا_ةَ منْ خِدْرِها، وأشِيعُ القِمارَا وفي رواية: وقـــــــد أُخْـــــــرِجُ الكـــــــاعِبَ المُســــــْتَراةَ قال ابن بري: اسْتَرَيْته اخْتَرْته سَرِّياً. ومنه قول سجَعَة العرب وذكَرَ ضروبَ الأَزْنادِ فقال: ومن اقْتدَح المَرْخَ والعَفار فقد اخْتارَ واسْتارْ. وأَخَذْت سَراتَه أَي خِيارَه. واسْتَرَيْت الإبلَ والغَنَمَ والناسَ: اخْتَرْتهم، وهي سَرِيُّ إبِلِهِ وسَراةُ مالِهِ. واسْتَرَى الموتُ بني فلان أي اخْتارَ سَراتَهم. وتَسَرَّيْته: أَخَذْت أَسراه؛ قال حميد ابن ثور: لقـــــــد تَســـــــَرَّيْت إذا الْهَـــــــمُّ وَلَجْـــــــ، واجْتَمَـــــــع الهَـــــــمُّ هُمومــــــاً واعْتَلَجْــــــ، جُنـــــــادِفَ المِرْفَـــــــقِ مَبْنِـــــــيَّ الثَّبَـــــــجْ والسَّرِيُّ: المُخْتار.والسُّرْوة والسَّرْوة؛ الأَخيرة عن كراع: سَهْم صغير قصير، وقيل: سهم عريض النصل طويلُهُ، وقيل: هو المُدَوَّر المُدَمْلَك الذي لا عَرْض له، فأَما العَريضُ الطويل فهو المِعْبَلَة. والسَّرْية: نصلٌ صغير قَصير مُدَوَّر مُدَمْلَك لا عَرْض له؛ قال ابن سيده: وقد تكون هذه الياء واواً لأَنهم قالوا السَّرْوة فقبلوها ياءً لقربها من الكسرة. وقال ثعلب: السِّرْوة والسُّرْوة أَدقُّ ما يكون من نصال السهام يدخل في الدروع. وقال أبو حنيفة: السِّرْوة نصلٌ كأَنه مِخْيَط أَو مِسَلَّة، والجمع السِّرَاء؛ قال ابن بري: قال القزاز والجمع سِرىً وسُرىً؛ قال النمر: وقـــــد رَمَـــــى بِســـــُراهُ اليـــــومَ مُعْتَمِـــــداً فــــي المَنْكِبَيْنِــــ، وفــــي الســــاقَيْن والرَّقَبَـــهْ وقال آخر: كيــــــــف تَراهُــــــــنَّ بِــــــــذي أُراطِــــــــ، وهُـــــــنَّ أَمثـــــــالُ الســـــــُّرَى المِراطِـــــــ؟ ابن الأَعرابي: السُّرى نِصالٌ دِقاقٌ، ويقال قِصارٌ يُرْمى بها الهَدَفُ. وقال الأَسدي: السِّرْوةُ تدعى الدِّرْعِيَّة، وذلك أَنها تدخل في الدرع ونصالُها مُنْسَلكَة كالمِخْيطِ؛ وقال ابن أَبي الحُقَيقِ يصف الدروع: تَنْفـــــي الســـــُّرى، وجِيــــادَ النَّبْــــل تَتْرُكُــــهُ مِــــــنْ بَيْــــــنُ مُنْقَصـــــِفٍ كَســـــْراً ومَفْلُـــــولِ وفي حديث أَبي ذر: كانَ إذا الْتاثَتْ راحِلَة أَحدِنا طَعَن بالسِّرْوةَ في ضَبْعِها، يعني في ضَبْع النَّاقة؛ السِّرْية والسِّرْوة: وهي النِّصال الصغار، والسُّرْوة أَيضاً. وفي الحديث: أَنَّ الوَليدَ بنَ المُغيرة مَرَّ به فأَشار إلى قَدَمِه فأَصابَتْه سِرْوَةٌ فجَعَلَ يَضْرِبُ ساقه حتَّى ماتَ.وسَراةُ كُلِّ شيءٍ: أَعْلاه وظَهْرُه ووسَطه؛ وأَنشد ابن بري لحميد بن ثور: ســــَراةَ الضــــُّحى، مــــا رِمْــــنَ حتَّــــى تَفَصـــَّدَتْ جِبــــــاهُ العَــــــذارى زَعْفَرانــــــاً وعَنْــــــدَما ومنه الحديث: فَمَسَحَ سَراةَ البَعِير وذِفْراهُ. وسَراةُ النهارِ وغيرهِ: ارْتِفاعُه، وقيل: وَسَطُه؛ قال البُرَيق الهذلي: مُقِيمــــــاً عِنــــــدَ قَبْــــــر أَبــــــي ســـــِباعٍ ســـــــَراةَ الليلِـــــــ، عنــــــدَكَ، والنَّهــــــارِ فجعل لليل سَراةً، والجمع سَرَوات، ولا يكَسَّر. التهذيب: وسَراةُ النهارِ وقتُ ارتِفاعِ الشمس في السماء. يقال: أَتَيْته سَراةَ الضُّحى وسَراةَ النهار. وسَراةُ الطريق: مَتْنُه ومُعْظَمُه. وفي الحديث: ليس للنساء سَرَواتُ الطَّريق، يعني ظُهورَ الطريق ومُعظَمَه ووَسَطَه ولكِنَّهنَّ يَمْشِينَ في الجَوانِبِ. وسَراة الفرس: أَعلى مَتْنِه؛ وقوله: صــــــــَرِيفٌ ثـــــــمَّ تَكْلِيـــــــفُ الفَيـــــــافي، كــــــــأَنَّ ســــــــَراةَ جِلَّتِهـــــــا الشـــــــُّفُوفُ أَراد: كأَنَّ سَرواتِهِنَّ الشُّفوفُ فوضَعَ الواحدَ موضِعَ الجَمْع؛ أَلا تراه قال قبل هذا: وقــــــوفٌ فــــــوقَ عِيــــــسٍ قــــــد أُمِلَّتْــــــ، براهُـــــــــــنَّ الإناخَــــــــــةُ والوَجيــــــــــفُ وسَرا ثَوْبَه عنه سَرْواً وسَرَّاه: نَزَعه، التشديد فيه للمبالغة؛ قال بعض الأَغفال: حَتَّــــــــى إذا أَنْـــــــفُ العُجَيْـــــــرِ جَلَّـــــــى بُرْقُعَهـــــــــــ، ولــــــــــم يُســــــــــَرِّ الجُلاَّ وسَرى متاعَه يَسْري: أَلْقاه عن ظهر دابَّته. وسَرى عنه الثوبَ سَرْياً: كَشَفه، والواو أَعلى، وكذلك سَرى الجُلَّ عن ظَهْر الفَرَس؛ قال الكميت: فَسـَرَوْنا عنـه الجلالَـ، كمـا سُلْ_لَ لِبَيْعِ اللَّطِيمةَ الدَّخْدارُ والسَّرِيُّ: النَّهْر؛ عن ثعلب، وقيل: الجَدْول، وقيل: النَّهْر الصغير كالجَدْول يجري إلى النَّخْل، والجمع أَسْرِيَة وسُرْيانٌ؛ حكاها سيبويه مثل أَجْرِبة وجُرْبانٍ، قال: ولم يُسْمع فيه بأَسْرِياءَ. وقوله عز وجل: قد جَعَل رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً؛ روي عن الحسن أَنه كان يقول: كان والله سَرِيّاً من الرجال، يعني عيسى، عليه السلام، فقيل له: إن من العرب من يسمي النهر سَرِيّاً، فرجع إلى هذا القول. وروي عن ابن عباس أَنه قال: السَّريُّ الجَدْول، وهو قول أَهل اللغة. وأَنشد أَبو عبيد قول لبيد يصف نخلاً نابتاً على ماء النهر: ســـــــُحُقٌ يُمَتِّعُهـــــــا الصـــــــَّفا وســـــــَرِيُّهُ، عُــــــــمٌّ نَــــــــواعِمُ، بَيْنَهُــــــــنَّ كُـــــــرومُ وفي حديث مالك بن أَنس: يَشتَرطُ صاحبُ الأَرضِ على المُساقي خَمَّ العَيْنِ وسَرْوَ الشِّرْبِ؛ قال القتيبي: يريد تَنْقِيةَ أَنْهارِ الشِّرْبِ وسَواقيه، وهو من قولك سَرَوْت الشيء إذا نَزَعْته، قال: وسأَلت الحجازيين عنه فقالوا: هي تَنْقِية الشَّرَبات. والشَّرَبة: كالحَوْض في أَصل النَّخْلة منه تَشْرب، قال: وأَحسِبه من سَرَوْت الشيء إذا نَزَعتْه وكَشَفْت عنه، وخَمُّ العَيْنِ: كَسْحُها. والسَّراةُ: الظَّهْرُ؛ قال: شـــــــــَوْقَبٌ شــــــــَرْحَبٌ كــــــــأَنَّ قَنــــــــاةً حَمَلَتْهــــــــ، وفـــــــي الســـــــَّراةِ دُمُـــــــوجُ والجمع سَرَوات، ولا يُكَسَّر.وسُرِّيَ عنه: تَجلَّى هَمُّه. وانْسَرى عنه الهَمُّ: انْكَشف، وسُرِّيَ عنه مثله. والسَّرْوُ: ما ارْتَفع من الوادي وانْحَدَر عن غَلْظِ الجَبَل، وقيل: السَّرْوُ من الجَبَل ما ارْتَفَع عن موضع السَّيلْ وانْحَدَر عن غَلْظ الجبَل. وفي الحديث: سَرْوُ حِمْيَر، وهو النَّعْفُ والخَيْفُ، وقيل: سَرْوُ حِمْيَر مَحَلَّتها. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لئِنْ بَقِيت إلى قابِلٍ ليَأْتِيَنَّ الراعِيَ بِسَرْو حِمْيَر حَقُّه لم يَعْرَقْ جَبِينهُ فيه، وفي رواية: ليَأْتِيَنَّ الراعِيَ بسَروَات حمْيَرَ، والمعروف في واحدة سَرَواتٍ سَراة. وسَراة الطريقِ: ظَهْرهُ ومُعْظَمهُ؛ ومنه حديث رِياحِ بنِ الحرثِ: فصَعِدوا سَرْواً أَي مُنْحَدراً من الجَبل.والسَّرْوُ: شجر، واحدته سَرْوةَ. والسَّراءُ: شجر، واحدته سَراءة؛ قال ابن مقبل: رآهـــــــا فُـــــــؤَادي أُمَّ خِشـــــــْفٍ خَلالهــــــا، بقُــــــور الــــــوِراقَيْن، الســــــَّراءُ المُصـــــَنَّفُ قال أَبو عبيدة: هو من كِبار الشجر ينبت في الجبال، وربما اتُّخِذَ منها القِسِيُّ العَرَبيَّة. وقال أَبو حنيفة: وتُتَّخذ القِسِيُّ من السَّراءِ، وهو من عُتْقِ العيدان وشَجَرِ الجِبال؛ قال لبيد: تَشــــــِينُ صــــــِحاحَ البِيـــــدِ كُـــــلَّ عَشـــــِيَّةٍ، بعُــــــودِ الســـــَّراء، عِنْـــــدَ بـــــابٍ مُحَجَّـــــب يقول: إنهم حضروا باب الملك وهم مُتنَكِّبو قسِيَّهِمْ فتفاخروا، فكلما ذكر منهم رجل مأْثَرة خط لها في الأرض خطّاً، فأَيّهم وُجِدَ أَكثر خُطوطاً كان أكثر مآثِرَ فذلك شَيْنُهم صحاح البِيد. وقال في موضع آخر:والسَّراءُ ضَرْب من شَجر القِسِيِّ، الواحدة سَراءَةٌ. قال الجوهري: السَّراءُ، بالفتح ممدود، شجر تُتَّخذ منه القسيّ؛ قال زُهَيْرٌ يصفُ وَحْشاً: ثلاثٌ كـــــــــأَقْواسِ الســـــــــَّراء، وناشـــــــــِطٌ قــــد انحَصــــَّ، مــــن لَــــسِّ الغَمِيـــر، جحـــافِلُهْ والسَّرْوةُ: دودَةٌ تقع في النبات فتأْكلُه، والجمع سَرْوٌ. وأَرضٌ مَسْرُوَّة: من السَّرْوةِ. والسِّرْوُ: الجَرادُ أَولَ ما يَنْبُتُ حين يخرُجُ من بَيْضِه. الجوهري: والسِّرْوةُ الجَرادة أولَ ما تكونُ وهي دُودَةٌ، وأَصله الهمز، والسِّرْيَةُ لغة فيها. وأَرض مَسْرُوَّة ذاتُ سِرْوةٍ، وقد أَنكر علي بن حمزة السِّرْوة في الجَرادة وقال: إنما هي السِّرْأَةُ، بالهمز لا غيرُ، من سَرَأَت الجرادةُ سَرْأً إذا باضت. ويقال:جَرادةٌ سَرُوٌّ، والجمع سِرَاءٌ.وسَراةُ اليَمَنِ: معروفة، والجمع سَرَوات؛ حكاه ابن سيده عن أَبي حنيفة فقال: وبالسَّرَة شجر جوز لا يربى.والسُّرَى: سَيرُ الليلِ عامَّتهِ، وقيل: السُّرَى سيرُ الليلِ كلِّه، تُذَكِّرهُ العرب وتؤَنِّثهُ، قال: ولم يعرف اللحياني إلا التأْنيث؛ وقول لبيد: قلتُ: هَجِّـــــــدْنا فقـــــــد طــــــال الســــــُّرَى، وقَـــــــدَرْنا إنْ خَنـــــــى الليـــــــلِ غَفَـــــــل قد يكون على لغة من ذكَّر، قال: وقد يجوز أَن يُريد طالَتِ السُّرَى فحذَفَ علامة التأْنيث لأَنه ليس بمؤنث حقيقي، وقد سَرَى سُرىً وسَرْيَةً وسُرْيَةً فهو سارٍ؛ قال: أَتَــــــوْا نــــــاري فقلْتُ: مَنُــــــونَ؟ قـــــالوا: ســــــُرَاةُ الجِنِّــــــ، قلتُ: عِمُــــــوا صــــــَباحا، وسَرَيْت سُرىً ومَسْرىً وأَسْرَيْت بمعنى إذا سِرْت ليلاً، بالأَلف لغة أَهل الحجاز، وجاءَ القرآنُ العزيزُ بهما جميعاً. ويقال: سَرَيْنا سَرْيةً واحدة، والاسم السُّرْيةُ، بالضم، والسُّرَى وأَسْراهُ وأَسْرَى به.وفي المثل: ذهبوا إسْراءَ قُنْفُذَةٍ، وذلك أن القُنْفُذَ يسري ليلَه كلَّه لا ينام؛ قال حسان بن ثابت: حَــــــــيِّ النَّضــــــــِيرَةَ رَبَّـــــــةَ الخِـــــــدْرِ، أَســــــْرَتْ إليــــــكَ ولــــــم تكُــــــنْ تُســـــْري قال ابن بري: رأَيت بخط الوزير ابن المغربي: حَيِّ النصِيرة؛ وقال النابغة: أَســـــْرَتْ إليـــــهِ مـــــن الجَـــــوْزاءِ ســـــارِيَةٌ ويروى: سَرَت؛ وقال لبيد: فبـــــاتَ وأَســـــْرَى القـــــومُ آخـــــرَ ليْلِهِمْــــ، ومــــــا كــــــان وقَّافــــــاً بغيـــــرِ مُعَصـــــَّرِ وفي حديث جابر قال له: ما السُّرَى يا جابِرُ؛ السُّرَى: السَّيرُ بالليل، أَراد ما أَوْجبَ مَجيئَك في هذا الوقت. واسْتَرَى كأَسْرَى؛ قال الهذلي: وخَفُّـــــوا فأَمّــــا الجامِــــلُ الجَــــوْنُ فاســــْترَى بلَيلٍـــــ، وأَمّـــــا الحَـــــيُّ بعــــدُ، فأَصــــْبَحُوا وأَنشد ابن الأَعرابي قولَ كثير: أَرُوحُ وأَغْـــــــدُو مــــــن هَــــــواكِ وأَســــــْتَرِي، وفـــــي النَّفْــــسِ ممــــا قَــــدْ عَلِمْــــتِ عَلاقِــــمُ وقد سَرَى به وأَسْرَى. والسَّرَّاءُ: الكثِيرُ السُّرى بالليلِ. وفي التنزيل العزيز: سبحانَ الذي أَسْرَى بعَبْدهِ ليلاً، وفيه أَيضاً: والليل إذا يَسْرِ، فنزَل القرآن العزيز باللغتين. وقال أَبو عبيد عن أَصحابه:سَرَيْت بالليل وأَسْرَيْت، فجاء باللغتين. وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل: سبحان الذي أَسْرَى بعبده، قال: معناه سَيَّرَ عَبْدَه. يقال:أَسْرَيْت وسَرَيْت إذا سِرْتَ ليلاً. وأَسْراهُ وأَسْرَى به: مثلُ أَخَذَ الخِطامَ وأَخَذَ بالخِطامِ، وإنما قال سبحانه: سبحان الذي أَسْرى بعبدهِ ليلاً، ون كان السُّرَى لا يكون إلا بالليل للتأْكيد، كقولهم: سِرْت أَمسِ نهاراً والبارِحةَ ليلاً. والسِّرايَةُ: سُرَى الليل، وهو مصدر، ويَقلّ في المصادر أَن تجيء على هذا البناء لأَنه من أَبنية الجمع، يدل على صحة ذلك أَنَّ بعض العرب يؤنث السُّرَى والهُدى، وهم بنو أَسد، توهُّماً أَنهما جمعُ سُرْيَةٍ وهُدْيَةٍ؛ قال ابن بري: شاهد هذا أَي تأْنيث السُّرى قول جرير: هُـــــمُ رَجَعُوهـــــا بعـــــدَما طـــــالتِ الســـــُّرى عَوانــــــاً، ورَدُّوا حُمْــــــرةَ الكَيْـــــنِ أَســـــْودا وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل: والليلِ إذا يَسْرِ؛ معنى يَسْرِ يمضي، قال: سَرى يَسْري إذا مَضى، قال: وحذفت الياء من يسري لأَنها رأْس آية، وقال غيره قوله: والليل إذا يَسْرِ، إذا يُسْرى فيه كما قالوا ليل نائمٌ أَي يُنامُ فيه. وقال: فإذا عَزَم الأَمرُ أَي عُزِمَ عليه. والسارية من السحاب: التي تجيءُ ليلاً، وفي مكان آخر: السارِية السحابة التي تَسْري ليلاً، وجمعها السَّواري؛ ومنه قول النابغة: ســـــَرَتْ عليهـــــ، مـــــن الجَـــــوْزاءِ، ســــارِيَةٌ تُزْجِـــــي الشـــــَّمالُ عليـــــه جامِـــــدَ الــــبرَد ابن سيده: والسارِيَة السحابة التي بين الغادِيَة والرائحة. وقال اللحياني: السارِيَة المَطْرة التي تكون بالليل؛ قول الشاعر: رأَيتُـــــكَ تَغْشـــــَى الســـــارِياتِ، ولــــم تكــــن لتَرْكَـــــــــبَ إلاَّ ذا الرّســــــــُوم المُوقَّعــــــــا قيل: يعني بالساريات الحُمُرَ لأَنها تَرْعى ليلاً وتَنَفَّسُ ولا تقرّ بالليل، وتَغْشى أَي تركب؛ هذا قول ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده: وعندي أَنه عنى بغِشْيانِها نِكاحَها، لأَن البيت للفرزدق يهجو جريراً وكأَنه يعيبه بذلك؛ واستعار بعضُهم السُّرى للدَّواهي والحُرُوبِ والهُمُومِ فقال في صفة الحرب أَنشده ثعلب للحرث بن وعلة: ولكنَّهــــــا تَســــــْري، إذا نــــــام أَهلُهــــــا، فتـــأْتي علـــى مـــا ليـــس يَخْطُـــر فـــي الـــوَهْمِ وفي حديث موسى، عليه السلام، والسبعين من قومه: ثم تَبْرُزُونَ صَبيحَةَ سارِيةٍ أي صَبيحةَ ليلةٍ فيها مَطَر. والسارية: السحابة تُمْطِر ليلاً، فاعِلة من السُّرى سَيرِ الليلِ، وهي من الصفات الغالبة؛ ومنه قول كعب بن زهير: تَنْفـــــي الريــــاح القَــــذَى عنهــــ، وأَفْرَطَهــــ، مــــــن صــــــَوْبِ ســـــاريةٍ، بيـــــضٌ يَعالِيـــــلُ وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال في الحَساء إنه يَرْتُو فؤادَ الحَزِين ويَسْرُو عن فؤاد السَّقيم؛ قال الأَصمعي: يَرْتو بمعنى يَشُدُّه ويقوِّيه، وأما يَسْرُو فمعناه يكشِفُ عن فؤادِه الأَلم ويُزيلُه، ولهذا قيل سَرَوْت الثوب وغيره عني سَرْواً وسَرَيتُه وسَرَّيته إذا أَلقَيته عنك ونَضَوْتَه؛ قال ابن هرمة: ســـــرى ثـــــوْبَه عنـــــك الصــــِّبا المُتَخــــايلُ، ووَدَّعَ لِلْبَيـــــــــنِ الخَلِيـــــــــطُ المُزايِــــــــلُ أَي كشَف. وسَرَوْت عنيِ درعي، بالواو لا غير. وفي الحديث: فإذا مَطرَتْ يعني السَّحابةَ سُرِّي عنه أَي كُشِف عنه الخَوْفُ، وقد تكرَّر ذكر هذه اللفظة في الحديث، وخاصَّةً في ذكر نُزول الوَحْي عليه، وكلُّها بمعنى الكشْفِ والإزالة.والسَّرِيَّةُ: ما بين خمسة أَنفسٍ إلى ثلثمائة، وقيل: هي من الخيل نحو أَربِعمائةٍ، ولامُها ياءٌ. والسَّرِيَّة: قطعة من الجيش؛ يقال: خيرُ السَّريا أَرْبعُمائةِ رجلٍ. التهذيب: وأَما السَّرِيَّة من سَرايا الجيوشِ فإنها فَعِيلة بمعى فاعِلَة، سُمِّيت سريَّةً لأَنها تَسْري ليلاً في خُفْيةً لئلاَّ يَنْذَرَ بهم العدوُّ فيَحْذَروا أَو يمتنعوا. يقال: سرَّى قائِدُ الجيشِ سَرِيَّةً إلى العدوِّ إذا جرَّدَها وبعثها إليهم، وهو التَّسْرِيةُ. وفي الحديث: يَردُّ مُتَسَرِّيهِم على قاعدِهم؛ المُتَسَرِّي: الذي يخرج في السَّرِيَّة وهي طائفة من الجيش يبلُغ أَقصاها أَربعمائةٍ، وجمعُها السَّرايا، سُمُّوا بذلك لأَنهم يكونون خُلاصة العسكر وخِيارَهم من الشيء السَّرِيِّ النَّفيس، وقيل: سُمُّوا بذلك لأَنهم يُنَفَّذون سرّاً وخُفْيةٌ، وليس بالوجه لأَن لام السِّر راءٌ وهذه ياءٌ، ومعنى الحديث أَن الإمامَ أَو أَمير الجيشِ يبعثُهم وهو خارجٌ إلى بلاد العدوِّ، فإذا غنِموا شيئاً كان بينهم وبين الجيش عامَّة لأَنهم رِدْءٌ لهم وفِئَةٌ، فأَما إذا بعثهم وهو مقيم فإن القاعدين معه لا يُشارِكونهم في المغْنَم، وإن كان جعل لهم نَفَلاً من الغنِيمة لم يَشْرَكْهم غيرُهم في شيء منه على الوجهين معاً. وفي حديث سعدٍ: لا يَسِيرُ بالسَّرِيَّة أَي لا يَخرُج بنفسهِ مع السَّرِيَّة في الغَزْوِ، وقيل: معناه لا يَسير فينا بالسِّيرَةَ النَّفيسة؛ ومنه الحديث: أَنه قال لأَصحابه يوم أُحُدٍ اليومَ تُسَرَّوْنَ أي يُقتل سَريُّكُمْ، فقُتِل حمزَةُ، رضوان الله عليه.وفي الحديث: لما حضر بني شيانَ وكلَّم سَراتَهم ومنهم المُثَنىَّ بنُ حارِثَة أَي أشرافَهم. قال: ويجمع السَّراةُ على سَرَوات؛ ومنه حديث الأَنصار: افتَرَقَ ملَؤُهُم وقُتِلَت سَرَواتُهم أَي أَشْرافُهم.وسرى عرقُ الشَّجَرة يَسْري في الأَرض سَرْياً: دَبَّ تحت الأَرض.والسَّاريَةُ: الأُسْطُوانَة، وقيل: أُسْطُوانة من حِجارة أَو آجُرٍّ، وجمعها السَّواري. وفي الحديث: أَنه نهى أَن يُصَلَّى بين السَّواري؛ يريد إذا كان في صلاة الجماعة لأَجل انقطاع الصَّفِّ. أَبو عمرو: يقال هو يُسَرِّي العَرَق عن نفْسِه إذا كان يَنْضَحُه؛ وأَنشد: يَنْضــــــــَحْنَ مـــــــاءَ البـــــــدنِ المُســـــــَرَّى ويقال: فلان يُساري إبِلَ جارِه إذا طَرَقَها ليَحْتلِبَها دون صاحِبِها؛ قال أَبو وجزة: فــــــــــإني، لا وأُمِّكَــــــــــ، لا أُســــــــــاري لِقــــــاحَ الجـــــارِ، مـــــا ســـــَمَر الســـــَّمِيرُ والسَّراةُ: جبل بناحِية الطائف. قال ابن السكيت: الطَّوْدُ الجَبل المُشْرف على عرَفَة يَنْقاد إلى صَنْعاءَ يقال له السَّرَاةُ، فأَوَّله سراة ثَقيفٍ ثم سَراةُ فَهمٍ وعدْوانَ ثم الأَزْدِ ثم الحَرَّةِ آخر ذلك.الجوهري: وإسرائيل اسمٌ، ويقال: هو مضاف إلى إيل، قال الأَخفش: هو يُهْمز ولا يهمز، قال: ويقال في لغةٍ إسرائين، بالنون، كما قالوا جبرين وإسماعين، والله أَعلم.
المعجم: لسان العرب غرر
المعنى: غرّه يغُرُّه غَرّاً وغُروراً وغِرّة؛ الأَخيرة عن اللحياني، فهو مَغرور وغرير: خدعه وأَطعمه بالباطل؛ قال: إِن امْــــــرَأً غَــــــرّه منكــــــن واحــــــدةٌ، بَعْــــدِي وبعــــدَكِ فــــي الــــدنيا، لمغـــرور أَراد لمغرور جدّاً أَو لمغرور جِدَّ مغرورٍ وحَقَّ مغرورٍ، ولولا ذلك لم يكن في الكلام فائدة لأَنه قد علم أَن كل من غُرّ فهو مَغْرور، فأَيُّ فائدة في قوله لمغرور، إِنما هو على ما فسر. واغْتَرَّ هو: قَبِلَ الغُرورَ. وأَنا غَرَرٌ منك، أَي مغرور وأَنا غَرِيرُك من هذا أَي أَنا الذي غَرَّك منه أَي لم يكن الأَمر على ما تُحِبّ. وفي الحديث: المؤمِنُ غِرٌّ كريم أَي ليس بذي نُكْر، فهو ينْخَدِع لانقياده ولِينِه، وهو ضد الخَبّ.يقال: فتى غِرٌّ، وفتاة غِرٌّ، وقد غَرِرْتَ تَغَرُّ غَرارةً؛ يريد أَن المؤمن المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ وقلةُ الفطنة للشرّ وتركُ البحث عنه، وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كَرَمٌ وحسن خُلُق؛ ومنه حديث الجنة: يَدْخُلُني غِرّةُ الناس أَي البُلْه الذين لم يُجَرِّبوا الأُمور فهم قليلو الشرِّ منقادون، فإِنَ منْ آثرَ الخمولَ وإِصلاحَ نفسه والتزوُّدَ لمعاده ونَبَذَ أُمور الدنيا فليس غِرّاً فيما قَصَد له ولا مذموماً بنوع من الذم؛ وقول طرفة: أَبــــا مُنْــــذِرٍ، كــــانت غُــــروراً صـــَحِيفتي، ولـــم أُعْطِكمـــ، فــي الطَّــوْعِ، مــالي ولا عِرْضــِي إِنما أَراد: ذات غُرورٍ لا تكون إِلا على ذلك. قاله ابن سيده قال: لأَن الغُرور عرض والصحيفة جوهر والجوهر لا يكون عرضاً.والغَرورُ: ما غَرّك من إِنسان وشيطان وغيرهما؛ وخص يعقوب به الشيطان.وقوله تعالى: ولا يغُرَّنَّكم بالله الغَرور؛ قيل: الغَرور الشيطان، قال الزجاج: ويجوز الغُرور، بضم الغين، وقال في تفسيره: الغُرور الأَباطيل، ويجوز أَن يكون الغُرور جمع غارٍّ مثل شاهد وشُهود وقاعد وقُعود، والغُرور، بالضم: ما اغْتُرَّ به من متاع الدنيا. وفي التنزيل العزيز: لا تَغُرَّنَّكم الحياةُ الدنيا؛ يقول: لا تَغُرَّنَّكم الدنيا فإِن كان لكم حظ فيها يَنْقُص من دينكم فلا تُؤْثِروا ذلك الحظّ ولا يغرَّنَّكم بالله الغَرُور.والغَرُور: الشيطان يَغُرُّ الناس بالوعد الكاذب والتَّمْنِية. وقال الأَصمعي: الغُرور الذي يَغُرُّك. والغُرور، بالضم: الأَباطيل، كأَنها جمع غَرٍّ مصدر غَرَرْتُه غَرّاً، قال: وهو أَحسن من أَن يجعل غَرَرْت غُروراً لأَن المتعدي من الأَفعال لا تكاد تقع مصادرها على فُعول إِلا شاذّاً، وقد قال الفراء: غَرَرْتُه غُروراً، قال: وقوله: ولا يَغُرّنّكم بالله الغَرور، يريد به زينة الأَشياء في الدنيا. والغَرُور: الدنيا، صفة غالبة. أَبو إِسحق في قوله تعالى: يا أَيها الإِنسان ما غَرَّكَ بربِّك الكريم؛ أَي ما خدَعَك وسوَّل لك حتى أَضَعْتَ ما وجب عليك؛ وقال غيره: ما غرّك أَي ما خدعك بربِّك وحملك على معصِيته والأَمْنِ من عقابه فزيَّن لك المعاصي والأَمانيَّ الكاذبة فارتكبت الكبائر، ولم تَخَفْه وأَمِنْت عذابه، وهذا توبيخ وتبكيت للعبد الذي يأْمَنُ مكرَ ولا يخافه؛ وقال الأَصمعي: ما غَرَّك بفلان أَي كيف اجترأْت عليه. ومَنْ غَرَّك مِنْ فلان ومَنْ غَرَّك بفلان أَي من أَوْطأَك منه عَشْوةً في أَمر فلان؛ وأَنشد أَبو الهيثم: أَغَــــرَّ هشــــاماً، مـــن أَخيـــه ابـــن أُمِّهـــ، قَـــــــوادِمُ ضـــــــَأْنٍ يَســـــــَّرَت ورَبيــــــعُ قال: يريد أَجْسَرَه على فراق أَخيه لأُمِّه كثرةُ غنمِه وأَلبانِها، قال: والقوادم والأَواخر في الأَخْلاف لا تكون في ضروع الضأْن لأَن للضأْن والمعز خِلْفَيْنِ مُتحاذِيَينِ وما له أَربعة أَخلاف غيرهما، والقادِمان: الخِلْفان اللذان يَليان البطن والآخِران اللذان يليان الذَّنَب فصيّره مثلاً للضأْن، ثم قال: أَغرّ هشاماً لضأْن.له يَسَّرت وظن أَنه قد استغنى عن أَخيه وقال أَبو عبيد: الغَرير المَغْرور. وفي حديث سارِق أَبي بكر، رضي اللَّه عنه: عَجِبْتُ مِن غِرّتِه بالله عز وجل أَي اغترارِه.والغَرارة من الغِرِّ، والغِرّة من الغارّ، والتَّغرّة من التَّغْرير، والغارّ: الغافل. التهذيب: وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَيّما رجل بايعَ آخَرَ على مشورة. فإِنه لا يُؤَمَّرُ واحدٌ منهما تَغرَّةَ أَن يُقْتَلا؛ التَّغرَّة مصدر غَرَرْته إذا أَلقيته في الغَرَر وهو من التَّغْرير كالتَّعِلّة من التعليل؛ قال ابن الأَثير: وفي الكلام مضاف محذوف تقديره خوف تَغرَّةٍ في أَن يُقْتَلا أَي خوف وقوعهما في القتل فحَذَف المضافَ الذي هو الخوف وأَقام المضاف إِليه الذي هو ثَغِرّة مقامه، وانتصب على أَنه مفعول له، ويجوز أَن يكون قوله أَن يُقْتَلا بدلاً من تَغِرّة، ويكون المضاف محذوفاً كالأَول، ومن أَضاف ثَغِرّة إِلى أَن يُقْتَلا فمعناه خوف تَغِرَّةِ قَتْلِهما؛ ومعنى الحديث: أَن البيعة حقها أَن تقع صادرة عن المَشُورة والاتفاقِ، فإِذا اسْتبدَّ رجلان دون الجماعة فبايَع أَحدُهما الآخرَ، فذلك تَظاهُرٌ منهما بشَقّ العصا واطِّراح الجماعة، فإِن عُقدَ لأَحد بيعةٌ فلا يكون المعقودُ له واحداً منهما، وليْكونا معزولين من الطائفة التي تتفق على تمييز الإِمام منها، لأَنه لو عُقِد لواحد منهما وقد ارتكبا تلك الفَعْلة الشنيعة التي أَحْفَظَت الجماعة من التهاوُن بهم والاستغناء عن رأْيهم، لم يُؤْمَن أَن يُقْتلا؛ هذا قول ابن الأَثير، وهو مختصر قول الأَزهري، فإِنه يقول: لا يُبايع الرجل إِلا بعد مشاورة الملإِ من أَشراف الناس واتفاقهم، ثم قال: ومن بايع رجلاً عن غير اتفاق من الملإِ لم يؤمَّرْ واحدٌ منهما تَغرّةً بمكر المؤمَّر منهما، لئلا يُقْتَلا أَو أَحدهما، ونَصب تَغِرّة لأَنه مفعول له وإِن شئت مفعول من أَجله؛ وقوله: أَن يقتلا أَي حِذارَ أَن يقتلا وكراهةَ أَن يقتلا؛ قال الأَزهري: وما علمت أَحداً فسر من حديث عمر، رضي الله عنه، ما فسرته، فافهمه.والغَرِير: الكفيل. وأَنا غَرِير فلان أَي كفيله. وأَنا غَرِيرُك من فلان أَي أُحذِّرُكَه، وقال أَبو نصر في كتاب الأَجناس: أَي لن يأْتيك منه ما تَغْتَرُّ به، كأَنه قال: أَنا القيم لك بذلك. قال أَبو منصور: كأَنه قال أَنا الكفيل لك بذلك؛ وأَنشد الأَصمعي في الغَرِير الكفيل رواه ثعلب عن أَبي نصر عنه قال: أَنـــــــت لخيـــــــرِ أُمّـــــــةٍ مُجيرُهــــــا، وأَنـــــــت ممـــــــا ســــــاءها غَرِيرُهــــــا أَبو زيد في كتاب الأَمثال قال: ومن أَمثالهم في الخِبْرة ولعلم: أَنا غَرِيرُك من هذا الأَمر أَي اغْترَّني فسلني منه على غِرّةٍ أَي أَني عالم به، فمتى سأَلتني عنه أَخبرتك به من غير استعداد لذلك ولا روِيّة فيه.وقال الأَصمعي في هذا المثل: معناه أَنك لستَ بمغرور مني لكنِّي أَنا المَغْرور، وذلك أَنه بلغني خبرٌ كان باطلاً فأَخْبَرْتُك به، ولم يكن على ما قلتُ لك وإِنما أَدَّيت ما سمعتُ. وقال أَبو زيد: سمعت أَعرابيا يقول لآخر: أَنا غريرك مِن تقولَ ذلك، يقول من أَن تقول ذلك، قال: ومعناه اغْترَّني فسَلْني عن خبره فإِني عالم به أُخبرك عن أمره على الحق والصدق. قال: الغُرور الباطل؛ وما اغْتَرَرْتَ به من شيء، فهو غَرُور. وغَرَّرَ بنفسه ومالِه تَغْريراً وتَغِرّةً: عرَّضهما للهَلَكةِ من غير أَن يَعْرِف، والاسم الغَرَرُ، والغَرَرُ الخَطَرُ. ونهى رسول اللَّه،صلى الله عليه وسلم، عن بيع الغَرَرِ وهو مثل بيع السمك في الماء والطير في الهواء. والتَّغْرير: حمل النفس على الغَرَرِ، وقد غرَّرَ بنفسه تَغْرِيراً وتَغِرّة كما يقال حَلَّل تَحْلِيلاً وتَحِلَّة وعَلّل تَعْليلاً وتَعِلّة، وقيل: بَيْعُ الغَررِ المنهيُّ عنه ما كان له ظاهرٌ يَغُرُّ المشتري وباطنٌ مجهول، يقال: إِياك وبيعَ الغَرَرِ؛ قال: بيع الغَرَر أَن يكون على غير عُهْدة ولا ثِقَة. قال الأَزهري: ويدخل في بيع الغَرَرِ البُيوعُ المجهولة التي لا يُحيط بكُنْهِها المتبايِعان حتى تكون معلومة. وفي حديث مطرف: إِن لي نفساً واحدة وإِني أَكْرهُ أَن أُغَرِّرَ بها أَي أَحملها على غير ثقة، قال: وبه سمي الشيطان غَرُوراً لأَنه يحمل الإِنسان على مَحابِّه ووراءَ ذلك ما يَسوءه، كفانا الله فتنته. وفي حديث الدعاء: وتَعاطِي ما نهيت عنه تَغْريراً أَي مُخاطرةً وغفلة عن عاقِبة أَمره. وفي الحديث: لأَنْ أَغْتَرَّ بهذه الآية ولا أُقاتلَ أَحَبُّ إِليّ مِنْ أَن أَغْتَرَّ بهذه الأية؛ يريد قوله تعالى: فقاتِلُوا التي تبغي حتى تَفيءَ إلى أَمر الله، وقوله: ومَنْ يَقْتَلْ مؤمناً مُتَعَمِّداً؛ المعنى أَن أُخاطِرَ بتركي مقتضى الأَمر بالأُولى أَحَبُّ إِليّ مِن أَن أُخاطِرَ بالدخول تحت الآية الأُخرى.والغُرَّة، بالضم: بياض في الجبهة، وفي الصحاح: في جبهة الفرس؛ فرس أَغَرُّ وغَرّاء، وقيل: الأَغَرُّ من الخيل الذي غُرّتُه أَكبر من الدرهم، وقد وَسَطَت جبهَته ولم تُصِب واحدة من العينين ولم تَمِلْ على واحد من الخدّينِ ولم تَسِلْ سُفْلاً، وهي أَفشى من القُرْحة، والقُرْحة قدر الدرهم فما دونه؛ وقال بعضهم: بل يقال للأَغَرّ أَغَرُّ أَقْرَح لأَنك إذا قلت أَغَرُّ فلا بد من أَن تَصِف الغُرَّة بالطول والعِرَض والصِّغَر والعِظَم والدّقّة، وكلهن غُرَر، فالغرّة جامعة لهن لأَنه يقال أَغرُّ أَقْرَح، وأَغَرُّ مُشَمْرَخُ الغُرّة، وأَغَرُّ شادخُ الغُرّة، فالأَغَرُّ ليس بضرب واحد بل هو جنس جامع لأَنواع من قُرْحة وشِمْراخ ونحوهما. وغُرّةُ الفرسِ: البياضُ الذي يكون في وجهه، فإن كانت مُدَوَّرة فهي وَتِيرة، وإن كانت طويلة فهي شادِخةٌ. قال ابن سيده: وعندي أَن الغُرّة نفس القَدْر الذي يَشْغَله البياض من الوجه لا أَنه البياض. والغُرْغُرة، بالضم: غُرَّة الفرس. ورجل غُرغُرة أَيضاً: شريف. ويقال بِمَ غُرّرَ فرسُك؟ فيقول صاحبه: بشادِخةٍ أَو بوَتِيرةٍ أَو بِيَعْسوبٍ. ابن الأَعرابي: فرس أَغَرُّ، وبه غَرَرٌ، وقد غَرّ يَغَرُّ غَرَراً، وجمل أَغَرُّ وفيه غَرَرٌ وغُرور.والأَغَرُّ: الأَبيض من كل شيء. وقد غَرَّ وجهُه يَغَرُّ، بالفتح، غَرَراً وغُرّةً وغَرارةً: صار ذا غُرّة أَو ابيضَّ؛ عن ابن الأَعرابي، وفكَّ مرةً الإِدغام ليُري أَن غَرَّ فَعِل فقال غَرِرْتَ غُرّة، فأَنت أَغَرُّ.قال ابن سيده: وعندي أَن غُرّة ليس بمصدر كما ذهب إِليه ابن الأَعرابي ههنا، وإِنما هو اسم وإِنما كان حكمه أَن يقول غَرِرْت غَرَراً، قال: على أَني لا أُشاحُّ ابنَ الأَعرابي في مثل هذا. وفي حديث عليّ، كرم الله تعالى وجهه: اقْتُلوا الكلبَ الأَسْودَ ذا الغُرّتين؛ الغُرّتان: النُّكْتتان البَيْضاوانِ فوق عينيه. ورجل أَغَرُّ: كريم الأَفعال واضحها، وهو على المثل. ورجل أَغَرُّ الوجه إذا كان أَبيض الوجه من قوم غُرٍّ وغُرّان؛ قال امرؤ القيس يمدح قوماً: ثِيـــــابُ بنـــــي عَـــــوْفٍ طَهــــارَى نَقِيّــــةٌ، وأَوجُهُهــــــم بِيــــــضُ المَســــــافِر غُـــــرّانُ وقال أَيضاً: أُولئكَ قَـــــــــوْمي بَهالِيـــــــــلُ غُـــــــــرّ قال ابن بري: المشهور في بيت امرئ القيس: وأَوجُههــــــم عنــــــد المَشــــــاهِد غُـــــرّانُ أَي إذا اجتمعوا لِغُرْم حَمالةٍ أَو لإِدارة حَرْب وجدتَ وجوههم مستبشرة غير منكرة، لأَن اللئيم يَحْمَرُّ وجهه عندها يسائله السائل، والكريم لا يتغيّر وجهُه عن لونه قال: وهذا المعنى هو الذي أَراده من روى بيض المسافر. وقوله: ثياب بني عوف طهارَى، يريد بثيابهم قلوبهم؛ ومنه قوله تعالى: وثِيابَك فطَهِّرْ. وفي الحديث: غُرٌّ محجلون من آثارِ الوُضوء؛ الغُرُّ: جمع الأَغَرّ من الغُرّة بياضِ الوجه، يريد بياضَ وجوههم الوُضوء يوم القيامة؛ وقول أُمّ خالد الخَثْعَمِيّة: ليَشــــــــــْرَبَ جَحْوَشــــــــــٌ، ويَشـــــــــِيمهُ بِعَيْنـــــــي قُطـــــــامِيٍّ أَغَـــــــرّ شــــــآمي يجوز أَن تعني قطاميّاً أَبيض، وإِن كان القطامي قلما يوصف بالأَغَرّ، وقد يجوز أَن تعني عنُقَه فيكون كالأَغَرّ بين الرجال، والأَغَرُّ من الرجال: الذي أَخَذت اللحيَةُ جميعَ وجهه إِلا قليلاً كأَنه غُرّة؛ قال عبيد بن الأَبرص: ولقــد تُــزانُ بــك المَجا_لِســُ، لا أَغَــرّ ولا عُلاكـزْ وغُرّة الشيء: أَوله وأَكرمُه. وفي الحديث: ما أَجدُ لما فَعَل هذا في غُرَّةِ الإِسلام مَثَلاً إِلا غنماً وَرَدَتْ فرُمِيَ أَوّلُها فنَفَر آخِرُها؛ وغُرّة الإِسلام: أَوَّلُه. وغُرَّة كل شيء: أَوله. والغُرَرُ: ثلاث ليال من أَول كل شهر. وغُرّةُ الشهر: ليلةُ استهلال القمر لبياض أَولها، وقيل: غُرّةُ الهلال طَلْعَتُه، وكل ذلك من البياض. يقال: كتبت غُرّةَ شهر كذا. ويقال لثلاث ليال من الشهر: الغُرَر والغُرُّ، وكل ذلك لبياضها وطلوع القمر في أَولها، وقد يقال ذلك للأَيام. قال أَبو عبيد: قال غير واحد ولا اثنين: يقال لثلاث ليال من أَول الشهر: ثلاث غُرَر، والواحدة غُرّة، وقال أَبو الهيثم: سُمِّين غُرَراً واحدتها غُرّة تشبيهاً بغُرّة الفرس في جبهته لأَن البياض فيه أَول شيء فيه، وكذلك بياض الهلال في هذه الليالي أَول شيء فيها. وفي الحديث: في صوم الأَيام الغُرِّ؛ أَي البيض الليالي بالقمر. قال الأَزهري: وأَما اللَّيالي الغُرّ التي أَمر النبي،صلى الله عليه وسلم، بصومها فهي ليلة ثلاثَ عَشْرةَ وأَربعَ عَشْرةَ وخمسَ عَشْرةَ، ويقال لها البيض، وأَمر النبي، صلى الله عليه وسلم، بصومها لأَنه خصها بالفضل؛ وفي قول الأَزهري: الليالي الغُرّ التي أَمر النبي، صلى الله عليه وسلم، بصومها نَقْدٌ وكان حقُّه أَن يقول بصوم أَيامها فإِن الصيام إِنما هو للأَيام لا لليالي، ويوم أَغَرُّ: شديد الحرّ؛ ومنه قولهم: هاجرة غَرّاء ووَدِيقة غَرّاء؛ ومنه قول الشاعر: أَغَـــــرّ كلــــون المِلْــــحِ ضــــاحِي تُرابهــــ، إذا اســــــــْتَوْدَقَت حِزانُـــــــه وضـــــــياهِبُه قال وأنشد أَبو بكر: مِـــــنْ ســـــَمُومٍ كأَنّهـــــا لَفـــــحُ نـــــارٍ، شَعْشــــــــــَعَتْها ظَهيــــــــــرةٌ غَـــــــــرّاء ويقال: وَدِيقة غَرّاء شديدة الحرّ؛ قال: وهـــــــاجرة غَــــــرّاء قاســــــَيْتُ حَرّهــــــا إليكــــ، وجَفْــــنُ العيــــنِ بالمــــاء ســـابحُ الأَصمعي: ظَهِيرة غَرّاء أَي هي بيضاء من شدّة حر الشمس، كما يقال هاجرة شَهْباء. وغُرّة الأَسنان: بياضُها. وغَرَّرَ الغلامُ: طلع أَوّلُ أَسنانه كأَنه أَظهر غُرّةَ أَسنانِه أَي بياضها. وقيل: هو إذا طلعت أُولى أَسنانه ورأَيت غُرّتَها، وهي أُولى أَسنانه. ويقال: غَرَّرَت ثَنِيَّنا الغلام إذا طلعتا أَول ما يطلعُ لظهور بياضهما، والأَغَرُّ: الأَبيض، وقوم غُرّان. وتقول: هذا غُرّة من غُرَرِ المتاع، وغُرّةُ المتاع خيارُه ورأْسه، وفلان غُرّةٌ من غُرَرِ قومه أَي شريف من أَشرافهم. ورجل أَغَرُّ: شريف، والجمع غُرُّ وغُرَّان؛ وأَنشد بيت امرئ القيس: وأَوْجُهُهــــــم عنــــــد المشــــــاهد غُـــــرّان وهو غرة قومِه أَي سّيدهُم، وهم غُرَرُ قومهم. وغُرّةُ النبات: رأْسه.وتَسَرُّعُ الكَرْمِ إلى بُسُوقِه: غُرّتُه؛ وغُرّةُ الكرم: سُرْعةُ بُسوقه. وغُرّةُ الرجل: وجهُه، وقيل:طلعته ووجهه. وكل شيء بدا لك من ضوء أَو صُبْح، فقد بدت لك غُرّته. ووَجْهٌ غريرٌ: حسن، وجمعه غُرّان؛ والغِرُّ والغرِيرُ: الشابُّ الذي لا تجربة له، والجمع أَغِرّاء وأَغِرّة والأُنثى غِرٌّ وغِرّة وغَريرة؛ وقد غَرِرْتَ غَرارَةٌ، ورجل غِرٌّ، بالكسر، وغرير أَي غير مجرّب؛ وقد غَرّ يَغِرُّ، بالكسر، غرارة، والاسم الغِرّة.الليث: الغِرُّ كالغِمْر والمصدر الغَرارة،وجارية غِرّة. وفي الحديث: المؤمنُ غِرٌّ كَريم الكافرُ خَبٌّ لَئِيم؛ معناه أَنه ليس بذي نَكراء، فالغِرُّ الذي لا يَفْطَن للشرّ ويغفلُ عنه، والخَبُّ ضد الغِرّ، وهو الخَدّاع المُفْسِد، ويَجْمَع الغِرَّ أَغْرارٌ، وجمع الغَرِير أَغرّاء. وفي الحديث ظبيان: إنّ ملوك حِمْير مَلَكُوا مَعاقِلَ الأَرض وقرَارَها ورؤوسَ المُلوكِ وغِرارَها. الغِرار والأَغْرارُ جمع الغِرّ. وفي حديث ابن عمر: إنّك ما أَخَذْتَها بَيْضاءَ غَرِيرة؛ هي الشابة الحديثة التي لم تجرِّب الأُمور. أَبو عبيد: الغِرّة الجارية الحديثة السِّنِّ التي لم تجرِّب الأُمور ولم تكن تعلم ما يعلم النساء من الحُبِّ، وهي أَيضاً غِرٌّ، بغير هاء؛ قال الشاعر: إن الفَتَــــــــــاةَ صـــــــــَغِيرةٌ غِـــــــــرٌّ، فلا يُســــــــــــــــــْرَى بهــــــــــــــــــا الكسائي: رجل غِرٌّ وامرأَة غِرٌّ بيِّنة الغَرارة، بالفتح، من قوم أَغِرّاء؛ قال: ويقال من الإنسان الغِرّ: غَرَرْت يا رجل تَغِرُّ غَرارة، ومن الغارّ وهو الغافل اغْتَرَرْت. ابن الأَعرابي: يقال غَرَرْت بَعْدي تَغِرُ غَرارَة فأَت غِرُّ والجارية غِرٌّ إذا تَصابَى. أَبو عبيد: الغَريرُ المَغْرور والغَرارة من الغِرّة والغِرَّة من الغارّ والغَرارةُ والغِرّة واحدٌ؛ الغارّ: الغافل والغِرَّة الغفلة، وقد اغْتَرّ، والاسم منهما الغِرة. وفي المثل: الغِرَّة تَجْلُب الدِّرَّة أَي الغفلة تجلب الرزق، حكاه ابن الأَعرابي. ويقال: كان ذلك في غَرارتي وحَداثتي أَي في غِرّتي.واغْتَرّه أَي أَتاه على غِرّة منه. واغْترَّ بالشيء: خُدِع به. وعيش غَرِيرٌ: أَبْله يُفَزِّع أَهله. والغَريِر الخُلُق: الحسن. يقال للرجل إذا شاخَ: أَدْبَرَ غَريرهُ وأَقْبَل هَريرُه أَي قد ساء خلُقه.والغِرارُ: حدُّ الرمح والسيف والسهم. وقال أَبو حنيفة: الغِراران ناحيتا المِعْبلة خاصة. غيره: والغِراران شَفْرتا السيف وكل شيء له حدٌّ، فحدُّه غِرارُه، والجمع أَغِرّة، وغَرُّ السيف حدّه؛،منه قول هِجْرِس بن كليب حين رأَى قاتِلَ أَبيه: أَما وسَيْفِي وغَرَّيْه أَي وحَدّيه. ولَبِثَ فلان غِرارَ شهر أَي مكث مقدارَ شهر. ويقال: لَبِث اليومُ غِرارَ شهر أَي مِثالَ شهر أَي طُول شهر، والغِرارُ: النوم القليل، وقيل: هوالقليل من النوم وغيره. وروى الأَوزاعي عن الزهري أَنه قال: كانوا لا يَرَون بغرارالنَّوْم بأْساً حتى لا يَنْقض الوضوءَ أَي لا ينقض قليلُ النوم الوضوء.قال الأَصمعي: غِرارُ النوم قلّتُه؛ قال الفرزدق في مرثية الحجاج: إن الرَّزِيّـــــــة مــــــن ثَقيــــــفٍ هالــــــكٌ تَــــــرَك العُيــــــونَ، فنَــــــوْمُهُن غِــــــرارُ أَي قليل. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: لا غِرار في صلاة ولا تسليم؛ أَي لا نقصان. قال أَبو عبيد: الغرارُ في الصلاة النقصان في ركوعها وسجودها وطُهورها وهو أَن لا يُتِمَّ ركوعها وسجودها. قال أَبو عبيد: فمعنى الحديث لا غِرار في صلاة أَي لا يُنْقَص من ركوعها ولا من سجودها ولا أَركانها، كقول سَلْمان: الصلاة مكيال فمن وَفَّى وُفِّيَ له، ومن طَفّفَ فقد علمتم ما قال الله في المُطَفِّفِين؛ قال: وأَما الغِرَارُ في التسليم فنراه أَن يقول له: السَّلام عليكم، فَيَرُدُّ عليه الآخر: وعليكم، ولا يقول وعليكم السلام؛ هذا من التهذيب. قال ابن سيده: وأَما الغِرارُ في التّسليم فنراه أَن يقول سَلامٌ عليكَ أَو يَرُدَّ فيقول وعليك ولا يقول وعليكم، وقيل: لا غِرَارَ في الصلاة ولا تَسليم فيها أَي لا قليل من النوم في الصلاة ولا تسليم أَي لا يُسَلِّم المصلّي ولا يَسَلَّم عليه؛ قال ابن الأَثير: ويروى بالنصب والجر، فمن جرّه كان معطوفاً على الصلاة، ومن نصبه كان معطوفاً على الغِرار، ويكون المعنى: لا نَقْصَ ولا تسليمَ في صلاة لأَن الكلام في الصلاة بغير كلامها لا يجوز؛ وفي حديث آخر: تُغارُّ التحيّةُ أَي يُنْقَص السلامُ. وأَتانا على غِرارٍ أَي على عجلة. ولقيته غِراراً أَي على عجلة، وأَصله القلَّةُ في الرَّوِية للعجلة. وما أَقمت عنده إلا غِراراً أَي قليلاً. التهذيب: ويقال اغْتَرَرْتُه واسْتَغْرَرْتُه أَي أَتيته على غِرّة أَي على غفلة، والغِرار: نُقصانُ لبن الناقة، وفي لبنها غِرارٌ؛ ومنه غِرارُ النومِ: قِلّتُه. قال أَبو بكر في قولهم: غَرَّ فلانٌ فلاناً: قال بعضهم عرَّضه للهلَكة والبَوارِ، من قولهم: ناقة مُغارٌّ إذا ذهب لبنها لحَدث أَو لعلَّة. ويقال: غَرَّ فلان فلاناً معناه نَقَصه، من الغِرار وهو النقصان. ويقال: معنى قولهم غَرَّ فلان فلاناً فعل به ما يشبه القتلَ والذبح بِغرار الشّفْرة، وغارَّت الناقةُ بلبنها تُغارُّ غِراراً، وهي مُغارٌّ: قلّ لبنها؛ ومنهم من قال ذلك عند كراهيتها للولد وإنكارها الحالِبَ. الأَزهري: غِرارُ الناقةِ أَنْ تُمْرَى فَتَدِرّ فإن لم يُبادَرْ دَرُّها رفَعَت دَرَّها ثم لم تَدِرّ حتى تُفِيق.الأَصمعي: من أَمثالهم في تعَجُّلِ الشيء قبل أوانِه قولهم: سَبَقَ درَّتُه غِرارَه، ومثله سَبَقَ سَيْلُه مَطرَه. ابن السكيت: غارَّت الناقةُ غراراً إذا دَرَّت، ثم نفرت فرجعت الدِّرَة؛ يقال: ناقة مُغارٌّ، بالضم، ونُوق مَغارُّ يا هذا، بفتح الميم، غير مصروف. ويقال في التحية: لا تُغارَّ أَي لا تَنْقُصْ، ولكن قُلْ كما يُقال لك أَو رُدَّ، وهو أَن تمرَّ بجماعة فتخصَّ واحداً. ولِسُوقنا غِرارٌ إذا لم يكن لمتاعها نَفاقٌ؛ كله على المثل. وغارَّت السوقُ تُغارُّ غِراراً: كسَدَت، ودَرَّت دَرَّةً: نفَقَت؛ وقول أَبي خراش: فغــــــارَرت شـــــيئاً والدَّرِيســـــُ، كأَنّمـــــا يُزَعْزِعُـــــه وَعْـــــكٌ مـــــن المُــــومِ مُــــرْدِمُ قيل: معنى غارَرْت تَلَبَّثت، وقيل: تنبهت ووَلَدَت ثلاثةً على غِرارٍ واحدٍ أَي بعضُهم في إثْر بعض ليس بينهم جارية. الأَصمعي: الغِرارُ الطريقة. يقال: رميت ثلاثة أَسْهُم على غِرار واحد أَي على مَجْرىً واحد. وبنى القومُ بيوتهم على غِرارِ واحدٍ. والغِرارُ: المثالُ الذي يَضْرَب عليه النصالُ لتصلح. يقال: ضرَبَ نِصالَه على غِرارٍ واحد؛ قال الهُذَلي يصف نصلاً: سَديد العَيْر لم يَدْحَضْ عليه ال_غِرارُ، فقِدْحُه زَعِلٌ دَرُوجُ قوله سديد، بالسين، أَي مستقيم. قال ابن بري: البيت لعمرو بن الداخل، وقوله سَدِيد العَيْر أَي قاصِد. والعَير: الناتئ في وسط النصل. ولم يَدْحَضْ أَي لم يَزْلَقْ عليه الغِرارُ، وهو المثال الذي يضرب عليه النصل فجاء مثل المثال. وزَعِلٌ: نَشِيط. ودَرُوجٌ: ذاهِبٌ في الأرض.والغِرارةُ: الجُوالِق، واحدة الغَرائِر؛ قال الشاعر: كــــــــــأَنّه غــــــــــرارةٌ مَلأَى حَثَـــــــــى الجوهري: الغِرارةُ واحدة الغَرائِر التي للتّبْن، قال: وأَظنّه معرباً.الأَصمعي: الغِرارُ أَيضاً غرارُ الحَمامِ فرْخَه إذا زَقّه، وقد غرَّتْه تَغُرُّه غَرّاً وغِراراً. قال: وغارَّ القُمْرِيُّ أَنْثاه غِراراً إذا زقَّها. وغَرَّ الطائرُ فَرْخَه يَغُرُّه غِراراً أَي زقَّه. وفي حديث معاوية قال: كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يَغُرُّ عليّاً بالعلم أَي يُلْقِمُه إِيّاه. يقال: غَرَّ الطائرُ فَرْخَه أَي زقَّه. وفي حديث علي، عليه السلام: مَنْ يَطِع اللّه يَغُرّه كما يغُرُّهُ الغُرابُ بُجَّه أَي فَرْخَه. وفي حديث ابن عمر وذكر الحسن والحسين، رضوان اللّه عليهم أَجمعين، فقال: إِنما كانا يُغَرّان العِلْمَ غَرّاً، والغَرُّ: اسمُ ما زقَّتْه به، وجمعه غُرورٌ؛ قال عوف بن ذروة فاستعمله في سير الإِبل: إِذا احْتَســــــَى، يــــــومَ هَجِيـــــر هـــــائِفِ، غُـــــــــرورَ عِيـــــــــدِيّاتها الخَوانِــــــــفِ يعني أَنه أَجهدها فكأَنه احتَسَى تلك الغُرورَ. ويقال: غُرَّ فلانٌ من العِلْمِ ما لم يُغَرَّ غيرهُ أَي زُقَّ وعُلِّم. وغُرَّ عليه الماءُ وقُرَّ عليه الماء أَي صُبَّ عليه. وغُرَّ في حوضك أَي صُبَّ فيه. وغَرَّرَ السقاء إذا ملأَه؛ قال حميد: وغَـــــــرَّرَه حــــــتى اســــــْتَدارَ كــــــأَنَّه، علـــى الفَـــرْو، عُلْفـــوفٌ مـــن التُّـــرْكِ راقِــدُ يريد مَسْك شاةٍ بُسِطَ تحت الوَطْب. التهذيب: وغَرَرْتُ الأَساقِيَ ملأْتها؛ قال الراجز: فَظِلْـــــتَ تَســـــْقي المـــــاءَ فـــــي قِلاتِــــ، فــــــي قُصــــــُبٍ يُغَـــــرُّ فـــــي وأْبـــــاتِ، غَـــــــرَّكَ فـــــــي المِـــــــرارِ مُعْصــــــَماتِ القُصْبُ: الأَمْعاءُ. والوَأْباتُ: الواسعات. قال الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً يقول لآخر غُرَّ في سِقائك وذلك إذا وضعه في الماء وملأَه بيده يدفع الماء في فيه دفعاً بكفه ولا يستفيق حتى يملأَه.الأَزهري: الغُرّ طَيْرٌ سُود بيضُ الرؤوس من طير الماء، الواحدة غَرَّاء، ذكراً كان أَو أُنثى. قال ابن سيده: الغُرُّ ضرب من طير الماء، ووصفه كما وصفناه. والغُرَّةُ: العبد أَو الأَمة كأَنه عُبِّر عن الجسم كله بالغُرَّة؛ وقال الراجز: كــــــلُّ قَتيــــــلٍ فـــــي كُلَيْـــــبٍ غُرَّهـــــ، حـــــــتى ينـــــــال القَتْــــــلَ آلُ مُــــــرَّه يقول: كلُّهم ليسوا يكفء لكليب إِنما هم بمنزلة العبيد والإِماء إن قَتَلْتُهُمْ حتى أَقتل آل مُرَّة فإِنهم الأَكفاء حينئذ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه قَضَى في ولد المَغْرور بغُرَّة؛ هو الرجل يتزوج امرأَة على أَنها حرة فتظهر مملوكة فيَغْرَم الزوجُ لمولى الأَمة غُرَّةً، عبداً أو أَمة، ويرجع بها على من غَرَّه ويكون ولدُه حرّاً. وقال أَبو سعيد: الغُرَّة عند العرب أَنْفَسُ شيء يُمْلك وأَفْضلُه، والفرس غُرَّةُ مال الرجل، والعبد غرَّةُ ماله، والبعير النجيب غُرَّةُ مالِهِ، والأَمة الفارِهَةُ من غُرَّة المال. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَن حَمَلَ بن مالك قال له: إِني كنت بين جاريتين لي فَضَرَبتْ إِحداهما الأُخرى بِمِسْطَحٍ فأَلقت جَنِيناً ميتاً وماتت، فقَضَى رسول الله، صلى الله عليه وسلم بديَةِ المقتولة على عاقلة القاتلة، وجَعَلَ في الجَنِين غُرَّةً غُرًّ، عبداً أَو أَمة. وأَصل الغُرَّة البياض الذي يكون في وجه الفرس وكأَنه عُبّر عن الجسم كله بالغُرَّة. قال أَبو منصور: ولم يقصد النبي،صلى الله عليه وسلم، في جعله في الجنين غُرَّةً إِلا جنساً واحداً من أَجناس الحيوان بِعينه فقال: عبداً أَو أَمة. وغُرَّةُ المال: أَفضله. وغُرَّةُ القوم: سيدهم. وروي عن أَبي عمرو بن العلاء أَنه قال في تفسير الغُرّة الجنين، قال: الغرّة عَبْدٌ أَبيض أَو أَمَةٌ بيضاء. وفي التهذيب: لا تكون إِلا بيضَ الرقيق. قال ابن الأَثير: ولا يُقْبَل في الدية عبدٌ أَسود ولا جاريةٌ سوداء. قال: وليس ذلك شرطاً عند الفقهاء، وإنما الغُرَّة عندهم ما بلغ ثمنُها عُشْر الدية من العبيد والإِماء. التهذيب وتفسير الفقهاء: إن الغرة من العبيد الذي يكون ثمنُه عُشْرَ الدية. قال: وإنما تجب الغُرّة في الجنين إذا سقط ميّتاً، فإِن سقط حيّاً ثم مات ففيه الدية كاملة. وقد جاء في بعض روايات الحديث: بغُرّة عبد أَو أَمة أَو فَرَسٍ أَو بَغْلٍ، وقيل: إِن الفرس والبَغْل غلط من الراوي. وفي حديث ذي الجَوْشَن: ما كُنْتُ لأَقْضِيَه اليوم بغرّة؛ سمّي الفرس في هذا الحديث غُرّة؛ وأَكثرُ ما يطلق على العبد والأَمة، ويجوز أَن يكون أَراد بالغُرّة النِّفِسَ من كل شيء، فيكون التقدير ما كنت لأَقْضِيَه بالشيء النفيس المرغوب فيه. وفي الحديث:إِيّاكم ومُشارّةَ الناس فإِنها تَدْفِنُ الغُرّةَ وتُظْهِرُ العُرّةَ؛ الغُرّة ههنا: الحَسَنُ والعملُ الصالح، شبهه بغُرّة الفرس. وكلُّ شيء تُرْفَع قيمتُه، فهو غُرّة. وقوله في الحديث: عَليْكُم بالأَبْكارِ فإِنّهُنّ أَغَرُّ غُرَّةً، يحتمل أَن يكون من غُرَّة البياض وصفاء اللون، ويحتمل أَن يكون من حسن الخلُق والعِشْرةِ؛ ويؤيده الحديث الآخر: عَلَيْكمُ بالأَبْكار فإِنّهُنّ أَغَرُّ أَخْلاقاً، أَي إِنهن أَبْعَدُ من فطْنةِ الشرّ ومعرفتِه من الغِرّة الغفْلة.وكلُّ كَسْرٍ مُتَثَنٍّ في ثوب أَو جِلْدٍ: غَرُّ؛ قال: قـــــــد رَجَـــــــعَ المُلْـــــــك لمُســــــْتَقَرّه ولانَ جِلْـــــــــدُ الأَرضِ بعـــــــــد غَـــــــــرّه وجمعه غُرور؛ قال أَبو النجم: حـــــتى إذا مـــــا طَــــار مــــنْ خَبِيرِهــــا، عـــــن جُـــــدَدٍ صـــــُفْرٍ، وعـــــن غُرورِهـــــا الواحد غَرُّ، بالفتح؛ ومنه قولهم: طَوَيْت الثوبَ على غَرِّه أَي على كَسْرِه الأَول. قال الأَصمعي: حدثني رجل عن رؤبة أَنه عُرِضَ عليه ثوبٌ فنظر إليه وقَلَّبَه ثم قال: اطْوِه على غَرَّه. والغُرورُ في الفخذين: كالأخادِيد بين الخصائل. وغُرورُ القدم: خطوط ما تَثَنَّى منها. وغَرُّ الظهر: ثَنِيُّ المَتْنِ؛ قال: كـــــــأَنَّ غَــــــرَّ مَتْنِهــــــ، إِذ تَجْنُبُهْــــــ، ســـــَيْرُ صـــــَناعٍ فـــــي خَرِيـــــرٍ تَكْلُبُـــــهْ قال الليث: الغَرُّ الكَسْرُ في الجلد من السِّمَن، والغَرُّ تكسُّر الجلد، وجمعه غُرور، وكذلك غُضونُ الجلْد غُرور. الأَصمعي: الغُرورُ مَكاسِرُ الجلد. وفي حديث عائشة تصِفُ أَباها، رضي الله عنهما، فقالت: رَدَّ نَشْرَ الإِسلام على غَرِّه أَي طَيِّه وكَسْرِه. يقال: اطْوِ الثَّوْبَ على غَرِّه الأَول كما كان مَطْوياًّ؛ أَرادت تَدْبيرَه أَمرَ الردة ومُقابَلة دَائِها. وغُرورُ الذراعين: الأَثْناءُ التي بين حِبالِهما. والغَرُّ: الشَّقُّ في الأَرض. والغَرُّ: نَهْرٌ دقيق في الأَرض، وقال ابن الأعرابي: هو النهر، ولم يُعَيِّن الدَّقِيقَ ولا غيره؛ وأَنشد: ســـــَقِيّة غَـــــرٍّ فـــــي الحِجـــــال دَمُـــــوج هكذا في المحكم؛ وأَورده الأَزهري، قال: وأَنشدني ابن الأَعرابي في صفة جارية: ســـــقيّة غَـــــرٍّ فـــــي الحِجـــــال دَمُـــــوج وقال: يعني أَنها تُخْدَمُ ولا تَخْدُمُ. ابن الأَعرابي: الغَرُّ النهر الصغير، وجمعه غُرور، والغُرور: شَرَكُ الطريق، كلُّ طُرْقة منها غُرٌّ؛ ومن هذا قيل: اطْوِ الكتابَ والثوبَ على غَرّه وخِنْثِه أَي على كَسْره؛ وقال ابن السكيت في تفسير قوله: كـــــــأَنّ غَـــــــرَّ مَتْنِـــــــهِ إِذ تَجْنُبُــــــهْ غَرُّ المتن: طريقه. يقولُ دُكَيْن: طريقتُه تَبْرُق كأَنها سَيْرٌ في خَرِيز، والكَلبُ: أَن يُبَقَّى السَّيْرُ في القربة تُخْرَز فتُدْخِل الجاريةُ يدها وتجعل معها عقبة أو شعرة فتدخلها من تحت السير ثم تخرق خرقاً بالإِشْفَى فتخرج رأْس الشعرة منه، فإِذا خرج رأْسها جَذَبَتْها فاسْتَخْرَجَت السَّيْرَ. وقال أَبو حنيفة: الغَرّانِ خَطّانِ يكونان في أَصل العَيْر من جانبيه؛ قال ابن مقروم وذكر صائداً: فأَرْســــــَلَ نافِــــــذَ الغَرَّيْــــــن حَشــــــْراً، فخيَّبـــــــه مـــــــن الــــــوَتَرِ انْقِطــــــاعُ والغرّاء: نبت لا ينبت إِلاّ في الأَجارِع وسُهولةِ الأَرض ووَرَقُها تافِةٌ وعودها كذلك يُشْبِه عودَ القَضْب إلاّ أَنه أُطَيْلِس، وهي شجرة صدق وزهرتها شديدة البياض طيبة الريح؛ قال أَبو حنيفة: يُحبّها المال كله وتَطِيب عليها أَلْبانُها. قال: والغُرَيْراء كالغَرّاء، قال ابي سيده: وإِنما ذكرنا الغُرَيْراء لأَن العرب تستعمله مصغراً كثيراً.والغِرْغِرُ: من عشب الربيع، وهو محمود، ولا ينبت إِلا في الجبل له ورق نحو ورق الخُزامى وزهرته خضراء؛ قال الراعي: كـــــــأَن القَتُـــــــودَ علـــــــى قــــــارِحٍ، أَطـــــــاع الرَّبِيـــــــعَ لــــــه الغِرْغِــــــرُ أراد: أَطاع زمن الربيع، واحدته غِرْغِرة. والغِرْغِر، بالكسر: دَجاج الحبشة وتكون مُصِلّةً لاغتذائها بالعَذِرة والأَقْذار، أَو الدجاجُ البرّي، الواحدة غِرْغرة؛ وأَنشد أَبو عمرو: أَلُفُّهُـــــمُ بالســـــَّيفِ مـــــن كــــلِّ جــــانبٍ، كمــــا لَفَّــــت العِقْبــــانُ حِجْلــــى وغِرغِــــرا حِجْلى: جمع الحَجَلِ، وذكر الأَزهري قوماً أَبادهم الله فجعل عِنَبَهم الأَراك ورُمَّانَهم المَظَّ ودَجاجَهم الغِرْغِرَ.والغَرْغَرَةُ والتَّغَرْغُر بالماء في الحَلْقِ: أَن يتردد فيه ولا يُسيغه. والغَرُورُ: ما يُتَغَرْغَرُ به من الأَدْوية، مثل قولهم لَعُوق ولَدُود وسَعُوط. وغَرْغَر فلانٌ بالدواء وتَغَرْغَرَ غَرْغَرةً وتَغَرْغُراً. وتَغَرْغَرَت عيناه: تردَّد فيهما الدمع. وغَرَّ وغَرْغَرَ: جادَ بنفسه عند الموت. والغَرْغَرَةُ: تردُّد الروح في الحلق. والغَرْغَرَةُ: صوتٌ معه بَجَحٌ. وغَرْغَرَ اللحمُ على النار إذا صَلَيْتَه فسمعت له نشِيشاً؛ قال الكميت: ومَرْضـــُوفة لـــم تُـــؤْنِ فـــي الطَّبْـــخِ طاهِيــاً، عَجِلْـــــتُ إلـــــى مُحْوَرِّهــــا حيــــن غَرْغَــــرا والغَرْغَرة: صوت القدر إذا غَلَتْ، وقد غَرْغَرت؛ قال عنترة: إِذ لا تَـــــــــزالُ لكـــــــــم مُغَرْغِـــــــــرة تَغْليـــــــ، وأَعْلـــــــى لَوْنِهــــــا صــــــَهْرُ أَي حارٌّ فوضع المصدر موضع الاسم، وكأَنه قال: أَعْلى لونِها لونُ صَهْر. والغَرْغَرةُ: كَسْرُ قصبة الأَنف وكَسْرُ رأْس القارورة؛ وأَنشد: وخَضــــْراء فــــي وكرَيْــــنِ غَرْغَــــرْت رأْســــها لأُبْلِــــيَ إن فــــارَقْتُ فــــي صــــاحِبي عُــــذْرا والغُرْغُرةُ: الحَوْصلة؛ وحكاها كراع بالفتح؛ أَبو زيد: هي الحوصلة والغُرْغُرة والغُراوي.والزاورة.وملأْت غَراغِرَك أَي جَوْفَك. وغَرْغَرَه بالسكين: ذبحه. وغَرْغَرَه بالسّنان: طعنه في حلقه. والغَرْغَرةُ: حكاية صوت الراعي ونحوه. يقال: الراعي يُغَرْغِرُ بصوته أَي يردِّده في حلقه؛ ويَتَغَرْ غَرُصوته في حلقه أَي يتردد.وغَرٌّ: موضع؛ قال هميان بن قحافة: أَقْبَلْـــــــتُ أَمْشــــــِي، وبِغَــــــرٍّ كُــــــورِي، وكـــــــان غَـــــــرٌّ مَنْـــــــزِلَ الغـــــــرور والغَرُّ: موضع بالبادية؛ قال: فـــــــالغَرّ تَرْعــــــاه فَجَنْبَــــــي جَفَــــــرَهْ والغَرّاء: فرس طريف بن تميم، صفة غالبة. والأَغَرُّ: فرس ضُبَيْعة بن الحرث. والغَرّاء: فرسٌ بعينها. والغَرّاء: موضع؛ قال معن بن أَوس: سَرَتْ من قُرَى الغَرّاء حتى اهْتَدَتْ لنا، ودُوني خَراتيّ الطَّوِيّ فيَثْقُب وفي حبال الرمل المعترض في طريق مكة حبلان يقال لهما: الأَغَرَّان؛ قال الراجز: وقــــــد قَطَعْنـــــا الرَّمْـــــلَ غيـــــر حَبْلَيْن: حَبْلَـــــــــي زَرُودٍ ونَقـــــــــا الأَغَرَّيْــــــــن والغُرَيْرُ: فحل من الإِبل، وهو ترخيم تصغير أَغَرّ. كقولك في أَحْمَد حُمَيد، والإِبل الغُرَيْريّة منسوبة إِليه؛ قال ذو الرمة: حَراجيـــــج ممــــا ذَمَّــــرَتْ فــــي نتاجِهــــا، بناحيــــــة الشــــــّحْرِ الغُرَيْـــــر وشـــــَدْقَم يعني أَنها من نتاج هذين الفحلين، وجعل الغرير وشدقماً اسمين للقبيلتين؛ وقول الفرزدق يصف نساء: عَفَـــتْ بعـــد أَتْـــرابِ الخَلِيطـــ، وقـــد نَـــرَى بهـــــا بُــــدَّناً حُــــوراً حِســــانَ المَــــدامِع إِذا مــــــا أَتـــــاهُنَّ الحَبِيـــــبُ رَشـــــَفْنَه، رشــــــِيفَ الغُرَيْريّـــــاتِ مـــــاءَ الوَقـــــائِع والوَقائعُ: المَناقعُ، وهي الأَماكن التي يستنقع فيها الماء، وقيل في رَشْفِ الغُرَيْرِيّات إِنها نوق منسوبات إِلى فحل؛ قال الكميت: غُرَيْريّــــــــة الأَنْســــــــاب أَو شـــــــَدْقَمِيَّة، يَصــــِلْن إِلــــى البِيــــد الفَدافِــــد فَدْفـــدا وفي الحديث: أَنه قاتَلَ مُحَارِبَ خَصَفَة فرأَوْا من المسلمين غِرَّةً فصلَّى صلاةَ الخوف؛ الغِرَّةُ: الغَفْلة، أَي كانوا غافلين عن حِفْظِ مقامِهم وما هم فيه من مُقابلة العَدُوِّ؛ ومنه الحديث: أَنه أَغارَ على بنِي المُصْطَلِق وهم غارُّون؛ أَي غافلون. وفي حديث عمر: كتب إِلى أَبي عُبَيدة، رضي الله عنهما، أَن لا يُمْضِيَ أَمْرَ الله تعالى إِلا بَعِيدَ الغِرّة حَصِيف العُقْدة أَي من بعد حفظه لغفلة المسلمين. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لا تطْرُقُوا النساء ولا تَغْتَرّوهُنّ أَي لا تدخلوا إِليهن على غِرّة. يقال: اغْتَرَرْت الرجل إذا طلبت غِرّتَه أَي غفلته. ابن الأَثير: وفي حديث حاطب: كُنْتُ غَرِيراً فيهم أَي مُلْصَقاً مُلازماً لهم؛ قال: قال بعض المتأَخرين هكذا الرواية والصواب: كنت غَرِيّاً أَي مُلْصَقاً. يقال: غَرِيَ فلانٌ بالشيء إذا لزمه؛ ومنه الغِراء الذي يُلْصَقُ به.قال: وذكره الهروي في العين المهملة: كنت عَرِيراً، قال: وهذا تصحيف منه؛ قال ابن الأَثير: أَما الهروي فلم يصحف ولا شرح إِلا الصحيح، فإِن الأَزهري والجوهري والخطابي والزمخشري ذكروا هذه اللفظة بالعين المهملة في تصانيفهم وشرحوها بالغريب وكفاك بواحد منهم حجة للهروي فيما روى وشرح، والله تعالى أَعلم. وغَرْغَرْتُ رأْسَ القارورة إذا استخرجْتَ صِمامَها، وقد تقدم في العين المهملة.
المعجم: لسان العرب