المعجم العربي الجامع
دحس
المعنى: دَحَسَ بين القوم دَحْساً: أَفسد بينهم، وكذلك مَأَسَ وأَرَّشَ.قال الأَزهري: وأَنشد أَبو بكر الإِيادي لأَبي العلاء الحَضْرَميّ أَنشده للنبي، صلى اللَّه عليه وسلم: وإِن دَحَسـُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَكَرُّماً وإِن خَنَسُوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ قال ابن الأَثير: يروى بالحاء والخاء، يريد: إِن فعلوا الشر من حيث لا تعلمه. ودَحَسَ ما في الإِناء دَحْساً: حَساه. والدَّحْسُ: التَدْسِيسُ للأُمور تَسْتَبْطِنُها وتطلبها أَخفى ما تقدر عليه، ولذلك سميت دُودَةٌ تحت التراب: دَحَّاسَةً. قال ابن سيده: الدَّحَّاسَة دودة تحت التراب صفراء صافية لها رأْس مُشَعَّب دقيقة تشدّها الصبيان في الفخاخ لصيد العصافير لا تؤْذي، وهي في الصحاح الدَّحَّاسُ، والجمع الدَّحاحِيسُ؛ وأَنشد في الدَحْسِ بمعنى الاستبطان للعجاج يصف الحُلَفاءَ: ويَعْتِلُـونَ مَـن مَـأَى فـي الدَّحْسِ وقال بعض بني سُلَيم: وِعاء مَدْحُوس ومَدْكُوسٌ ومَكْبُوسٌ بمعنى واحد.قال الأَزهري: وهذا يدل على أَن الدَّيْحَسَ مثلُ الدَّيْكَسِ، وهو الشي الكثير. والدَّحْسُ: أَن تدخل يدك بين جلد الشاة وصِفاقها فتَسْلَخَها.وفي حديث سَلْخِ الشاة: فَدَحَسَ بيده حتى توارت إِلى الإِبط ثم مضى وصلى ولم يتوضأْ؛ أَي دَسَّها بين الجلد واللحم كما يفعل السَّلاَّخُ.ودَحَسَ الثوبَ في الوعاء يَدْحَسُه دَحْساً: أَدخله؛ قال: يَؤُرُّهـــا بِمُســْمَعِدِّ الجَنْبَيْــنْ كمـا دَحَسْتَ الثوبَ في الوِعاءَيْنْ والدَّحْسُ: امتِلاء أَكِمَّةِ السُّنْبُل من الحَبِّ، وقد أَدْحَسَ.وبيتٌ دِحاسٌ: ممتلئ. وفي حديث جرير: أَنه جاء إِلى النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، وهو في بيت مَدْحُوسٍ من الناس فقام بالباب، أَي مملوء. وكل شيء ملأْته، فقد دَحَسْتَه. قال ابن الأَثير: والدَّحْسُ والدَّسُّ متقاربان.وفي حديث طلحة: أَنه دخل عليه داره وهي دِحاسٌ أَي ذاتِ دِحاسٍ، وهو الامتلاء والزحام. وفي حديث عطاء: حَقٌّ على الناس أَن يَدْحَسُوا الصفوف حتى لا يكون بينهم فُرَجٌ أَي يَزْدَحِمُوا ويَدُسُّوا أَنفسهم بين فُرَجِها، ويروى بالخاء، وهو بمعناه. والدَّاحِسُ: من الوَرَم ولم يُحَدِّدُوه؛ وأَنشد أَبو عليّ وبعض أَهل اللغة: تَشاخَصَ إِبْهاماكَ، إِن كنتَ كاذِباً ولا بَــرِئا مــن داحِـسٍ وكُنـاعِ وسئل الأَزهري عن الدَّاحِسِ فقال: قَرْحَةٌ تخرج باليد تسمى بالفارسية بَرْوَرَهْ.وداحِسٌ: موضع. وداحِسٌ: اسم فرس معروف مشهور، قال الجوهري: هو لقَيْسِ بن زُهَير بن جَذِيمة العَبْسي ومنه حرب داحِسٍ، وذلك أَنَّ قَيْساً هذا وحُذَيْفَةَ بنَ بدرٍ الذُّبْياني ثم الفَزاري تراهَنا على خَطَرٍ عشرين بعيراً، وجعلا الغابة مائة غَلْوَةٍ، والمِضْمارَ أَربعين ليلة، والمَجْرى من ذات الإِصادِ، فأَجرى قَيْسٌ داحِساً والغَبْراءَ وأَجرى حذيفة الخَطَّارَ والحَنْفاء فوضعت بنو فزارَة رَهْطُ حذيفة. كَمِيناً على الطريق فردوا الغبراء ولَطَمُوها، وكانت سابقة، فهاجت الحرب بين عَبْس وذُبْيان أَربعين سنة.
المعجم: لسان العرب خنس
المعنى: خَنَسَ عنه يَخْنُسُ ويَخْنِسُ -بالضم والكسر-: أي تاخَّرَ، خَنْسًا وخُنُوسًا. ؛ والخَنّاس: الشيطان، قال الزجّاج في قولِهِ تعالى: {فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ}: خُنُوْسُها أنَّها تغيب كما تَخْنُسُ الشياطين؛ يعني إذا ُّكِرَ اسم الله عزَّ وجَل. ؛ والخُنَّسُ: الكواكِبُ كُلُّها لأنّها تَخْنُسُ في المغيب؛ أو لأنها تختفي نهارًا، وقيلَ: هي الكواكب السيّارَة دون الثابتة. وقال الفرّاء في قوله تعالى: {فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ}: إنَّها النجوم الخمسة التي تَخْنِس في مَجْراها وتَرْجِع؛ وهي زحل والمشتري والمريخ والزُّهرَة وعُطارِد، لأنَّها تَخْنسُ في مجراها وتَكْنِس: أي تَسْتَتِرُ كما تستَتِرُ الظَّباء في كُنُسِها. ويقال: سُمِّيَت خُنَّسًا لتأخُّرِها، لأنها الكواكب المُتَحَيَّرة التي ترجِع وتستقيم. ؛ وفي حديث كعب الأحبار: تَخْرُجُ عنقٌ من النّار فَتَخْنسُ بالجَبّارينَ في النّار. أي تَغيفُ بهم وتَجْتَذْبَهُم. ؛ ويقال: خَنَسْتُه: أي اخّضرتُه؛ خَنْسًا، ومنه قول العلاء بن الحَضْرَميِّ واسمُ الحَضْرَميِّ عبد الله -رضي الله عنه- قَدِمَ على النَّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- وأنشده ؛ وإنْ دَحَسوا بالشَّرِّ فاعْفُ تِكِرُّما *** وإن خَنَسوا عنكَ الحديثَ فلا تَسَلْ ؛ وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الشهر هكذا وهكذا وهكذا، ثمَّ قال: الشهرُ هكذا وهكذا وخَنَسَ إبْهامَه». أي قَبَضَها يُعْلِمُهُم أنَّ الشهرَ يكون تِسعًا وعشرين. ؛ وقال أبو عبيدة: فَرَسٌ خَنوسٌ: وهو الذي يَعْدِلُ وهو مستقيم في حُضرِه ذات اليمين وذات الشمال، وكذلك الأنثى بغير هاء. ؛ والخَنَسُ -بالتحريك-: تأخُرَ الأنفِ عن الوَجُهِ مع ارتفاع قليل في الأرنبَة. وقال ابن دريد: الخَنَسُ: ارتفاع أرْنَبَة الأنف وانحطاط القصبة، والرجل أخْنَسُ. ؛ والأخنس بن شِهاب بن شَريق ثُمامَةَ بن أرقم بن عَدي بن معاوية بن عمرو بن غنم بن تَغْلِب. ؛ والأخْنَس بن غياث بن عِصْمَة؛ أحّد بني صَعْب بن وهب بن جُلَيِّ بن أحْمَسَ ابن ضُبَيعَة بن ربيعة بن نزار. ؛ والأخْنَس بن العبّاس بن خُنَيس بن عبد العُزّى بن عائذ بن عُمَيس بن بلال بن تَيْمِ الله بن ثعلَبَة. ؛ والأخْنَس بن بعجة بن عَديِّ بن كعب بن عُلَيم بن جَناب الكَلْبي. شعراء. ؛ ولُقِّبَ الأخْنَس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة؛ لأنَّهُ خَنَسَ ببَني زُهرة يوم بدر، وكان حليفَهُم مُطاعًا فيهِم، فلم يَشْهَدْها منهم أحَدٌ. ؛ والأخْنَس: القُرَاد. ؛ والأخْنَس: الأسد. ؛ وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين السُّكَّري في قول أبي عامر بن أبي الأخْنَس الفَهْمِيِّ ؛ أقائدَ هذا الجيش لسنا بِطُرْقَةٍ *** وليس علينا جِلْدُ أخنَسَ قَرْثَعِ ؛ قال أبو عمرو: القَرْثَع: الأسد؛ وَصَفَه بالخَنَس، يقول: لسنا نُهْزَةً ولكننا أشدّاء كالأُسدِ. ؛ وخَنساءُ بنت خِذاء بن خالد الأنصارية، وخنساء بني رئاب بن النُّعمان- رضي الله عنهما-: لهما صُحبة. ؛ وخنساء الشاعرة: هي أخت صخر ابنا عمرو بن الشريد. ؛ والخنساء: فرس عميرة بن طارق اليَربوعي، وهو القائل فيها ؛ كَرَرْتُ له الخنساءَ آثَرْتُهُ بها *** أوائلُه مِمّا عَلِمْت ويَعْلَمُ ؛ والخنساء: البقرة الوحشيَّة، صفة لها، قال لبيد رضي الله عنه ؛ أفتلك أو وحشيةٌ مسبوعةٌ *** خذلَتْ وهادية الصّوارِ قِوامها ؛ خنساءُ ضيَّعت الفَرير فَلَم يَرِم *** عُرْضَ الشقائق طَوْفُها وبُغامُها ؛ وخُنْاس -بالضم-: من مخاليف اليمن. ؛ وخَناس في قوله ؛ أخُناسُ قد هامَ الفؤادُ بِكُم *** وأصابَهُ تَبُلٌ من الحُبِّ ؛ هي خنساء بنت عمرو بن الشريد. ؛ وقال ضِرار بن الخطّاب ؛ ألَّمَت خُناسُ وإلمامُها *** أحاديثُ نَفْسٍ وأسقامُها ؛ أراد امرأةً اسمها خنساء. ؛ ويَزيد ومَعقِل ابنا المُنذر بن سَرْح بن خُناس بن سنان بن عُبَيد بن عَدِيِّ وعبد الله بن النعمان بن بَلْدَمة بن خُناس، وأُُمَّ خُناس -رضي الله عنهم-: لهم صُحبة. ؛ وهَمّام بن خُناس المَرْوَزي: من التابعين. ؛ وخُنَيْسٌ -مُصغّرًا- في الأعلام واسع. ؛ والبقر كلُّها خُنْس، قال المُرَّقِش الأصغر، واسمه عمرو بن حرملة، وهو عمُّ طَرَفَة بن العبد ؛ تُزجي بها خُنْسُ النِّعاجِ سِخالَها *** جآذِرُها بالجَوِّ وَرْدٌ وأصبَحُ ؛ وقال ابن الأعرابي: الخُنْس: موضِع الظِّباء -أيضًا-، كما أنَّها الظِّباء أنفُسُها. ؛ وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا خُنْسَ الأنفِ كأنَّ وجوهَهُم المَجَانُّ المُطْرَقَة». ؛ والخِنَّوْسُ -مثال عِجَّوْل-: من صفات الأسد. ؛ وأخْنَسْتُه: أي أخَّرْتُه، وهذا أكثر من خَنَسْتُه. ؛ وأخْنَسْتُه -أيضًا-: أي خَلَّفتُه. وقال الفَرّاء: أخْنَسْتُ عنه بعض حقِّه. قال الأزهري: أنشد أبو عُبَيد في أخْنَسَ وهي اللغة المعروفة ؛ إذا ما القلاسي والعمائِمُ أُخْنِسَتْ *** ففيهِنَّ عن صُلْعِ الرجالِ حُسُوْرُ ؛ وقال أبو عمرو في قول الراعي ؛ إذا بِتُّم بين الأُذَيّاتِ ليلَةً *** وأخْنَسْتُم من عالجٍ كُلَّ أجْرَعا ؛ فَسوموا بغاراتٍ فقد كان عاسِمٌ *** من الحيِّ مَرْأىً من عُلَيمٍ ومَسْمَعا ؛ ويُروى "إذا سرتُم بين الجبلين ليلةُ". أي جُزتُم، وقال الأصمعي: أي خَلَّفْتُم. ؛ وانْخَنَسَ الرجل: أي تأخَّرَ وتخلَّف. ؛ وتَخَنَّسَ بهم: أي تَغَيَّبَ. ؛ والتركيب يدل على استِخفاءٍ وتَسَتُّرٍ.
المعجم: العباب الزاخر دحس
المعنى: دَحَسْتُ بين القوم: أي أفْسَدْتُ، قال العجّاج يمدح عبد الملك بن مروان ؛ ويَعْتَلُونَ مَنْ مَأى في الدَّحْسِ *** بالمَأْسِ يَرْقى فوقَ كُلِّ مَأسِ ؛ والدَّحس -أيضًا-: إدخال اليد بين جلد الشاة وصِفاقها للسَّلخ. ومنه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أنَّه مَرَّ بغلام يسلَخ شاة فقال له: تَنَحَّ حتّى أُريكَ، فدَحَسَ بيدِه حتى توارت إلى الإبط، ثمَّ مضى فصلّى ولم يتوضَّأ». ؛ وفي حديث عطاءٍ: «حَقٌّ على الناس أن يدحسوا الصفوف حتى لا يكون بينهم فُرَج». أراد: أن يَرُصُّوها ويَدُسُّوا أنفُسَهُم بين فُرَجِها، ويروى: "أن يَدْخَسُوا" بالخاء المعجمة؛ من الدَّخيس وهو اللحم المكتنز. وكل شيء ملأته فقد دَحَسْتَه. ؛ وداحِس: اسم فرس مشهور لقيس بن زهير بن جَذيمَة العَبْسي. ومنه حرب داحِس، وذلك أنَّ قيسًا وحذيفة بن بدر الذبياني ثُمَّ الفَزارِيَّ تراهنا على خَطَرِ عشرين بعيرًا؛ وجعل الغاية مائة غَلوة والمِضمار أربعين ليلة والمُجرى من ذات الإصاد، فأجرى قيس داحِسًا والغبراء، وأجرى حذيفة الخطّارَ والحَنُفاء، فوضعت بنو فَزازة رَهْطُ حذيفة كمينًا على الطريق فَرَدُّوا الغبراءَ ولَطَموها وكانَت سابقة، فهاجَت الحرب بين عبسٍ وذبيان أربعين سنة. وقال أبو عبيدة: كان داحِس لبَني ثعلبة بن يربوع فأغار عليهم قيس بن زَهُير فأخذه، قال بشير بن أُبَيٍّ العبسيّ ؛ إنَّ الرباط النُّكدَ من آلِ داحِس *** أبَيْنَ فما يُفْلِحْنَ يومَ رِهانِ ؛ جَلَبْنَ بإذنِ اللهِ مقتل مالِكٍ *** وطَرَّحْنَ قيسًا من وراء عُمانِ ؛ وقال لبيد رضي الله عنه ؛ ولقد سَئَمتُ من الحياةِ وطولِها *** وسؤالِ هذا الناسِ كيفَ لَبيدُ ؛ وغَنيتُ سَبتًا قبلَ مجرى داحِسٍ *** لو كان للنفسِ اللَّجوجِ خُلُودُ ؛ وقال الأزهريّ: إنَّما سُمِّيَ داحِسًا لأنَّ أُمَّهُ جَلْوى فرس قِرواش مَرَّت -قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: جَلْوى هذه هي جَلْوى الكبرى، وقِرواش هو قِرواش بن عوف من بني ثعلبة بن يربوع- بذي العُقّال فرسِ حَوْطِ بن أبي جابر، وكان ذو العُقال مع جاريتين من الحَيِّ، فلمّا رأى جَلْوى وَدى، فضحِكَ شبابٌ من الحيِّ، فاستحيت الجاريتان فأرسَلَتاهُ فنَزا على جَلْوى فوافقَ قبولها، فَعَرَفَ حَوْط صاحب ذي العُقّال بذلك حين رأى عين فرَسِه، وكان شرّيرًا، فطّلّبّ من القوم ماءَ فَحْلِه، فلم يَزَلِ الخطبُ بينهم حتى عَظُمَ، فحينئذٍ قالوا له: دونَكَ ماءَ فرسِكَ، فسَطا عليها حَوْطٌ وجعل يده في ماءٍ وتُراب وأدخل يده في رحمها حتى ظنَّ أنّه أخرج الماءَ، واشتمَلَت الرحم على ما فيها، فَنَتَجَها قِرواشُ مُهرًا فسَمِّيَ داحِسًا من ذلك، وخرج كأنَّه ذو العُقّالِ أبوه. ويضرب به المثل فيُقال: أشأمُ من داحِس. ؛ والدَّحّاس والدُّحّاس: دوَيبة تغيب في التُّراب، والضمُّ أعلى، والجمع: الدَّحاحيس، وهي صفراء صافية لها رأسٌ مُشَعَّث، دقيقة، يَشُدُّها الصبيان في الفِخاخ لصيد العصافير. ؛ والدّاحِس: قَرحَة تَخرُج باليد، ويقال له: الدّاحوس أيضًا، وهو بثرة تظهر بين الظُّفُرِ واللحم فينقلع منها الظُّفُر، يقال: إصبَعٌ مَدْحوسَة. ؛ والدَّحس: المَلءُ من كل شيء، يقال: وَطْبٌ مَدْحوس وعُسٌ مَدْحوس. ؛ وبيتٌ مَدْحوس ودِحاس -بالكسر-: أي مملوء كثير الأهل. ؛ وقال ابن عبّاد: الدَّحْسُ: الزرع إذا امتلأَ حبُّه، يُقال: دَحَسَتِ السنبلة تَدْحَسُ، وقيل: إذا امتلأتْ أكِمَّتُه من الحَبِّ فهو الدَّحْسُ. ؛ وقال ابن الأعرابي: دَحَسَ بِرِجْلِه: مثل دَحَصَ. ؛ وقال أبو عمرو: الدَّيْحَسُ والدَّيْكِسُ: الكثير من كل شيء، وأنشد ؛ تَرعى حَلِيًّا ونَصيًّا دَيْحَسا ؛ ودَحَسوا عنك الحديث: أي غَيَّبوه. ؛ والدَّحْسُ بالشَّرِّ: دَسُّه من حيث لا يُعلَم، قال العلاء بن الحَضْرَميِّ رضي الله عنه ؛ وإنْ دَحَسُوا بالشَّرِّ فاعْفُ تَكَرُّما *** وإن خَنَسوا عنك الحديث فلا تَسَلْ ؛ وأدْحَسَ السنبُلُ: إذا غَلُظَ؛ مثل دَحَسَ. ؛ والتركيب يدل على تخلل الشيء للشيء في خفاءٍ ورِفق.
المعجم: العباب الزاخر دحس
المعنى: دحس دَحَسَ بَيْنَهُمْ دَحْساً، كمَنَعَ: أَفْسَدَ، وكذلِك مَأَسَ وأَرَّشَ. ودَحَسَ: أَدْخَلَ اليَدَ بينَ جِلْدِ الشّاةِ وصِفَاقِهَا للسَّلْخِ، وَمِنْه الحَدِيث: فدَحَسَ بِيَدِهِ حَتَّى تَوَارَتْ إِلى الإِبطِ ثُمَّ مَضَى وصَلَّى وَلم يَتَوَضَّأْ أَي دَسَّهَا بَين الجِلْدِ واللَّحْمِ، كَمَا يَفعل السَّلاَّخُ. ودَحَسَ الشَّيْءَ: مَلأَه ودَسَّه. ودَحَسَ السُّنْبُلُ: امْتَلأَتْ أَكِمَّتُه مِنَ الحَبِّ، كأَدْحَسَ، وذلِكَ إِذا غَلُظَ. ودَحَسَ برِجْلِه: مثل دَحَصَ. ودَحَسَ عَنهُ الحَدِيثَ: غَيَّبَه. ودَحَسَ بالشَّرِّ: دَسَّهُ مِن حَيْثُ لَا يُعْلَمُ. وَمِنْه قولُ العَلاءِ ابنِ الحَضْرَمِيِّ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنهُ، أَنشدَه النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ: (وَإِنْ دَحَسُوا بِالشَّرِّ فَاعْفُ تَكَرُّماً ... وإِنْ خَنَسُوا عَنْكَ الْحَدِيثَ فَلاَ تَسَلْ) قَالَ ابنُ الأَثِير: يُرْوَى بالْحَاءِ وبالخَاءِ، يُريد: إِن فَعَلُوا الشَّرَّ مِن حيثُ لَا تَعْلَمُه. قَالَ: والدَّحْسُ: التَّدْسِيسُ للأُمُورِ لِتَسْتَبْطِنَها وتَطْلُبَها أَخْفَى مَا تَقْدِر عَلَيْهِ. والدَّحْسُ، كالمَنْعِ: الزَّرْعُ إِذَا امْتَلأَ حَباً، سُمِّيَ بالمَصْدَرِ. وداحِسٌ والغَبْرَاءُ: فَرسَانِ مَشْهُوران. قالُه الجَوْهَرِيّ. داحِسٌ: فَرَسٌ لقَيْسِ بن زُهَيْر بن جَذِيمةَ العَبْسيّ. وَمِنْه: وَقَع بَيْنَهُم حَرْبُ دَاحِسٍ، وذلِكَ أَنَّه تَرَاهَنَ قَيْسٌ وحُذَيْفَةُ بنُ بَدْرٍ الذُّبيانِيُّ ثمّ الفَزارِيُّ على خَطَرٍ: عِشْرينَ بَعِيراً، وجَعَلاَ الغَايَةَ مائةَ غَلْوَةٍ، والْمِضْمَارَ) أَرْبَعِينَ لَيْلَةً. والمَجْرَى مِن ذاتِ الإِصادِ، مَوْضعٍ فِي بلادِ بَنِي فَزَارَةَ. فأَجْرَى قَيْسٌ داحِساً والغَبْراءَ. وهما فَرسانِ لَهُ، وَقد أُغْفِلَ المصنِّف عَنهُ فِي غ ب ر واسْتُدْرِك عَلَيْهِ هُنَالك. وأَجْرَى حُذَيْفَةُ الخَطَّارَ والحَنْفَاءَ، وهما فَرسانِ لَهُ. قَالَ السُّهَيْلِيُّ: وَيُقَال: إِن الحَنفاءَ هيَ الَّتِي أُجْرِيَتْ مَعَ الغَبْرَاءِ ذلِكَ اليومَ، وَفِيه يَقُولُ الشاعِرُ: (إِذا كانَتِ الغَبْرَاءُ لِلْمَرْءِ عُدَّةً ... أَتَتَهُ الرَّزَايَا مِنْ وُجُوهِ الفَوَائدِ) (فَقَدْ جَرَّتِ الحَنْفَاءُ حَتْفَ حُذَيْفَةٍ ... وكانَ يَرَاهَا عُدَّةً للشَّدائدِ) فَوَضَعَتْ بَنو فَزَارَةَ رَهْطُ حُذَيْفَةَ كَمِيناً فِي الطَّرِيقِ، وَفِي الصّحاحِ: على الطّرِيقِ، فَرَدُّوا الغَبْراءَ ولَطَمُوها، وَكَانَت سابِقَةً، فهاجَتِ الحَرْبُ بينَ عَبْسٍ وذُبْيَانَ أَربَعِينَ سنة. وَهُوَ نَظِيرُ حربِ البَسُوسِ، فإِنها أَيضاً كانَتْ أَرْبَعِينَ سَنةً، وَقد تقدَّم بَيانُهَا فِي بس. وقالَ السُّهَيْلِيُّ ويُقَال: دامَتْ حَرْبُ داحسٍ ثَمانِ عَشْرَةَ سَنةً، لم تَحْمِلْ فِيهَا أُنْثَى، لأَنَّهُم كانُوا لَا يَقْرَبُون النِّسَاء مَا دَامُوا مُحَارِبِينَ. وَهَذَا الَّذِي ذَكَره المصنِّف هُنَا بعَيْنِه هُوَ عِبَارَةُ الجُوْهَرِيِّ. وكَوْنُ داحِسٍ والغَبْرَاءِ فَرَسَيْ قَيْسٍ، هُوَ الصَّحِيحُ، وصَرَّح بِهِ أَيضاً أَبو عُبَيْدٍ البَكْرِيُّ فِي شرحِ أَمالِي القالِي، ونَقَل السُّهَيْلِيُّ عَن الأَصْبَهَانِيِّ أَنَّ حَربَ داحِسٍ كانَت بعدَ يَوْمِ جَبَلَةَ بأَرْبَعِينَ سَنةً، وآخِرها بِقُلَهَ، من أَرْضِ قَيْسٍ. وهُناكَ اصْطَلَحَتْ حَيْسٌ ومَنُولَةُ، وَهِي أُمُّ بَني فَزَارَةَ. وَقد تَقدَّم للمصنِّف فِي غ ب ر أنَّ الغَبْراءَ فَرَسُ حَمَلِ بن بَدْرٍ، وصوَّب شيخُنا أَنَّهَا لأَخِيه حُذِيفَةِ ابنِ بَدْرٍ، وجَعَلَ كلاَمَ المصنِّف لَا يَخْلُو عَن تَخْلِيطٍ، وَقد قلتُ: إِنَّ الَّذِي أَوْرَدَه المصنِّف هُوَ نَصُّ الجَوْهَرِيّ، وَلَا تَخْليطَ فِيهِ أَصْلاً، وَمَا صَوَّبه شيخُنَا من أَنَّ الغَبْراءَ لُحُذَيْفَةَ فِيهِ نَظَرٌ، فإِنَّ الذِي عُرِفَ من كلامِهم أنَّ الغَبْراءِ اسمٌ لثلاثةِ أَفْراسٍ، لَحَملِ بنِ بَدْرٍ الفَزَارِيِّ، ولقُدَامةَ بنِ نَصّارٍ الكَلْبِيِّ، ولقَيْسِ ابنِ زُهَيْرٍ العَبْسِيِّ، وَهَذِه الأَخِيرَةُ هِيَ خالَةُ داحِسٍ، وأُخْتُه لأَبِيهِ، كَمَا صَرَّح بِهِ ابنُ الكَلْبِيّ فِي الأَنْسَابِ. والحَنْفَاءُ والخَطَّارُ كِلاهُمَا لحُذَيْفَةَ، والأُولَى أُخْتُ داحِسٍ لأَبِيه من وَلَدِ ذِي العُقَّالِ. ومِن وَلدِ الغَبْراءِ هَذِه الصَّفا: فَرَسُ مُجَاشِعِ بنِ مَسْعُودٍ السُّلَمِيِّ، رضِيَ اللهُ عَنهُ، الَّذِي اشْتَراهُ مِنْهُ سيِّدُنا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فِي خِلافته بعَشْرَةِ آلافِ دِرْهمٍ، ثمّ أَعطاه لَهُ لمَّا أَرْسَلَه إِلى بلادِ فارِسَ. نَقله ابنُ الكَلْبِيِّ. وسُمِّيَ داحِساً لأَنَّ أُمَّهُ جَلْوَى الكُبْرَى كانَتْ لبنِي تَميمٍ، ثمّ لرَجُلٍ من بَنِي يَرْبُوعٍ، اسمُه قِرْوَاشُ بنُ عُوْفٍ مَرَّتْ بِذي العُقَّال ابنِ أَعْوَجَ. فِي الأَنْسَاب: ابنِ الهُجَيْسِيّ بن زادِ الرَّكْب. وَكَانَ ذُو العُقَّالِ فَرَساً عَتِيقاً لِحَوْطِ بنِ أَبِي) جابِرٍ، مَعَ جارِيَتَيْنِ من الحَيِّ خَرَجَتَا لِتَسْقِياهِ فلّما رأَى جَلْوَى ودَىَ، فضَحِكَ شَبَابٌ مِن الحَيِّ كانُوا هُنَاك، فاسْتَحْيَتَا، فأَرْسَلَتَاه. ونَصُّ السُّهَيْلِيّ فِي الرَّوْضِ: فاسْتَحيَا ونَكِّسَا رؤوُسَهما، فأَفْلَتَ ذُو العقَّالِ فَنَزَى عَلَيْهما، فوافَقَ قَبُولَهَا، فعرَفَ حَوْطٌ صاحِبُ ذِي العُقَّالِ ذلِكَ حِين رأى عين فرسة وَهُوَ رجل من بني ثَعْلَبَةَ بنِ يَرْبُوع، وَكَانَ شِرِّيراً، فأَقْبَلَ مُغْضَباً فطَلَبَ مِنْهُم ماءَ فَحْلِه، فلمّا عَظُمَ الخَطْبُ بينَهُم قَالُوا لَهُ: دُونَكَ ماءَ فَرَسِك، فسَطاَ عَلَيْهَا حَوْطٌ وجَعَلَ يَدَه فِي ماءٍ وتُرَابٍ، فأَدْخَلَ يدَه فِي رَحِمِها ثمَّ دَحَسَها حتَّى ظَنَّ أَنَّه قد أخْرَجَ الماءَ، واشْتَمَلتِ الرَّحِمُ على مَا فِيهَا من بقيَّة الماءِ فنَتَجَها قِرْوَاشٌ مُهْراً، فسُمِّيّ داحِساً، وخَرَجَ وكَأَنَّه ذُو العُقَّالِ أَبُوهُ. وَله حَدِيثٌ طويلٌ فِي حَرْبِ غَطَفَانَ وضُرِبَ بِهِ المَثَلُ فَقيل: أَشْأَمُ من دَاحِسٍ. وذلِكَ لِمَا جَرَى بسَبَبِه من الخُطُوبِ. فَلَا يُقَال: إِنَّ الصوابَ أَشْأَمُ من الغَبْرَاءِ كَمَا نَقَلَه شيخُنَا عَن بَعْضِ أَهْلِ النَّظَرِ، زَعَمُوا. وقالُوا: هُوَ المُطَابِقُ للواقِعِ لأَنَّ الحَرْبَ إِنّمَا هَاجَتْ بسَبَبِ الغَبْرَاءِ، فإِنَّ المُرَادَ فِي شُؤْمِه هُنَا هُوَ مَا أشارَ لَهُ المصنِّف فِي قِصَّة نِتاجِهِ، دُونَ المُرَاهَنَةِ الَّتِي سَبَقتْ مِن قَيْسٍ وحُذَيْفَةَ، كَمَا هُوَ ظاهرٌ، فتأَمَّلْ. قَالَ السُّهَيْلِيّ: وأَظْهَرُ مِنْهُ أَن يكونَ مِثْلَ: لابِنٍ وتامِرٍ، وأَنْ يكونَ فاعِلاً بِمَعْنى مَفْعُولٍ. وإِنَّمَا قَيَّدَ المصنِّفُ جَلْوَى بالكُبْرَى احْتِرَازاً من الصُّغْرَى، فإِنّهَا بِنْتُ ذِي العُقَّال مِن الْكُبْرَى، فإِنَّها سُمِّيتْ باسمِ أُمِّهَا، فَهِيَ أُختُ داحِسٍ من أَبِيه وأُمِّه، وَهِي أَيضاً لبني ثَعْلَبَةَ بنِ يَرْبُوعٍ. والدحّاسُ، كرُمَّانٍ وشَدَّادٍ: دُوَيْبَّةٌ صَفْراءُ سُمِّيَتْ لاستِيطانِهَا فِي الأَرْضِ، وَهِي فِي الصّحاح هَكَذَا، والجَمْعُ: الدَّحَاحِيسُ والأُولَى نَقَلَها الصاغانِيّ. وَفِي المُحْكَم: الدَّحّاسَةُ: دُودَةٌ تَحْتَ التُّرَابِ صَفْرَاءُ صافِيةٌ، لَهَا رأْسٌ مُشَعّبٌ دَقِيقَةٌ تَشُدُّها الصِّبْيَانُ فِي الفِخاخِ لِصَيْدِ العَصَافِيرِ، لَا تُؤْذِي. والدَّاحِسُ والدَّاحُوسُ: قَرْحَةٌ تَخْرُج باليَدِ، وَبِه أَجابَ الأَزْهَرِيُّ حينَ سُئِل عَنهُ، أَو بَثْرَةٌ تَظْهَرُ بَيْنَ الظُّفْرِ واللَّحْمِ فيَنْقَلِعُ مِنْهَا الظُّفُرُ، كَمَا حدَّدَهُ الأَطِبّاءُ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: الداحِسُ: تَشَعُّثُ الإِصْبَعِ، وسُقُوطُ الظُّفُرِ. وأَنشَدَ أَبو عليٍّ: (تَشَاخَسَ إِبْهَامَاكَ إِنْ كُنْتَ كاذِباً ... ولاَ بَرِئاَ مِنْ دَاحِسٍ وكُنَاعِ) والإِصْبَعُ مَدْحُوسَةٌ، من ذَلِك. وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ: أَنَّه دَخَلَ عليهِ دارَهُ وهِيَ دِحَاسٌ أَي ذاتُ دِحَاسٍ وبَيْتٌ مَدْحُوسٌ ودِحَاسٌ، بالكَسْرِ: مَمْلُوءٌ كثيرُ الأَهْلِ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ. والدِّحَاسُ: الامتلاءُ والزِّحَامْ. والدَّيْحَسُ، كصَيْقَلٍ: الكثيرُ من كلِّ شَيْءٍ، كالدَّيْخَسِ والدَّيْكَسِ. وممّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْه: دَحَسَ مَا فِي الإِنَاءِ دَحْساً: حَسَاهُ. ووِعاءٌ مَدْحُوسٌ ومَدْكُوسٌ ومَكْبُوسٌ، بِمَعْنى وَاحدٍ. نقَلَه) الأَزْهَرِيُّ عَن بعضِ بني سُلَيْمٍ. ودَحَسَ الثَّوْبَ فِي الوَعَاءِ يَدْحَسُه دَحْساً: أَدْخَله. وبَيْتٌ مَدْحُوسٌ من النّاسِ: أَي مملوءٌ ودَحَسَ الصُّفُوفَ: زَاحَمَها بالمَنَاكِبِ. ودَاحِسٌ: مَوْضِعٌ. قَالَ ذُو الرُّمَّة: (أَقُولُ لِعَجْلَى بَيْنَ يَمٍّ ودَاحِسٍ ... أَجِدِّى فَقَدْ أَقْوَتْ عَلَيْكِ الأَمالِسُ) والدَّحْسُ: الكَشْطُ. (
المعجم: تاج العروس خنس
المعنى: الخُنُوس: الانقباضُ والاستخفاء. خَنَسَ من بين أَصحابه يَخْنِسُ ويَخْنُسُ، بالضم، خُنُوساً وخِناساً وانْخَنَس: انقبض وتأَخر، وقيل: رجع.وأَخْنَسَه غيره: خَلَّفَه ومَضَى عنه. وفي الحديث: الشيطان يُوَسْوِسُ إِلى العبد فإِذا ذكَرَ اللَّه خَنَسَ أَي انقبض منه وتأَخر. قال الأَزهري: وكذا قال الفراء في قوله تعالى: من شر الوسواس الخناس؛ قال: إِبليس يوسوس في صدور الناس، فإِذا ذكر اللَّه خَنَسَ، وقيل: إِن له رأْساً كرأْس الحية يَجْثُمُ على القلب، فإِذا ذكر اللَّه العبد تنحى وخنَسَ، وإِذا ترك ذكر اللَّه رجع إِلى القلب يوسوس، نعوذ باللَّه منه. وفي حديث جابر: أَنه كان له نخل فَخَنَسَت النخلُ أَي تأَخرت عن قبول التلقيح فلم يؤثر فيها ولم تحمل تلك السنة. وفي حديث الحجاج: إن الإِبل ضُمَّزٌ خُنَّسٌ ما جُشِّمَتْ جَشِمَتْ؛ الخُنَّسُ جمع خانس أَي متأَخر، والضُمَّزٌ جمع ضامز، وهو الممسك عن الجِرَّة، أَي أَنها صوابر على العطش وما حَمَّلْتَها حَمَلَتْه؛ وفي كتاب الزمخشري: حُبُسٌ، بالحاء والباء الموحدة بغير تشديد.الأَزهري: خَنَسَ في كلام العرب يكون لازماً ويكون متعدياً. يقال: خَنَسْتُ فلاناً فَخَنَسَ أَي أَخرته فتأَخر وقبضته فانقبض وخَنَسْته أَكثر. وروى أَبو عبيد عن الفراء والأُمَوِيِّ: خَنَسَ الرجل يَخْنِسُ وأَخْنَسْتُه، بالأَلف، وهكذا قال ابن شميل في حديث رواه: يخرج عُنُقٌ من النار فَتَخْنِسُ بالجبارين في النار؛ يريد تدخل بهم في النار وتغيبهم فيها. يقال: خَنَسَ به أَي واراه. ويقال: يَخْنِسُ بهم أَي يغيب بهم. وخَنَسَ الرجل إذا توارى وغاب. وأَخنسته أَنا أَي خَلَّفْتُه؛ قال الراعي: إِذا سـِرْتُمُ بيـن الجُبَيْلَيْنِ ليلةً وأَخْنَسـْتُمُ مـن عالِـجٍ كَـدَّ أَجْوَعا الأَصمعي: أَخنستم خَلَّفْتُم، وقال أَبو عمرو: جُزْتم، وقال: أَخَّرْتُمْ. وفي حديث كعب: فتَخْنِسُ بهم النارُ. وحديث ابن عباس: أَتيتُ النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، وهو يصلي فأَقامني حذاءة فلما أَقبل على صلاته انْخَنَسْتُ. وفي حديث أَبي هريرة: أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، لقيه في بعض طُرُق المدينة قال: فانْخَنَسْتُ منه، وفي رواية: اخْتَنَسْتُ، على المطاوعة بالنون والتاء، ويروى: فانْتَجَشْتُ، بالجيم والشين. وفي حديث الطُّفَيْل: فَخَنَسَ عني أَو حَبَسَ، قال: هكذا جاء بالشك. وقال الفراء: أَخْنَسْتُ عنه بعضَ حقه، فهو مُخنَسٌ، أَي أَخَّرْته؛ وقال البعِيثُ: وصـَهْباء مـن طُولِ الكَلالِ زَجَرْتُها وقـد جَعَلَـتْ عنهـا الأَخيرَةُ تَخْنِسُ قال الأَزهري: وأَنشدني أَبو بكر الإِيادي لشاعر قدم على النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، فأَنشده من أَبيات: وإِن دَحَسـُوا بالشـَّرِّ فاعفُ تَكَرُّماً وإِن خَنَسـُوا عنك الحديثَ فلا تَسَلْ وهذا حجَّة لمن جعل خَنَس واقعاً. قال: ومما يدل على صحة هذه اللغة ما رويناه عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، أَنه قال: الشهر هكذا وهكذا، وخَنَسَ إِصْبَعَه في الثالثة أَي قَبَضَها يعلمهم أَن الشهر يكون تسعاً وعشرين؛ وأَنشد أَبو عبيد في أَخْنَسَ وهي اللغة المعروفة: إِذا ما القَلاسي والعَمائِمُ أُخْنِسَتْ ففيهـن عـن صـَلْعِ الرجـالِ حُسُورُ الأَصمعي: سمعت أَعرابيّاً من بني عُقَيْلٍ يقول لخادم له كان معه في السفر فغاب عنهم: لِمَ خَنَسْتَ عنا؟ أَراد: لم تأَخرت عنا وغبت ولِمَ تواريْت؟ والكواكبُ الخُنَّسُ: الدَّراري الخمسةُ تَخْنُسُ في مَجْراها وترجع وتَكْنِسُ كما تَكْنِسُ الظباء وهي: زُحَلٌ والمُشْتَرِي والمِرِّيخ والزُّهَرَة وعُطارِدُ لأَنها تَخْنِس أَحياناً في مَجْراها حتى تخفى تحت ضوء الشمس وتَكْنِسُ أَي تستتر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغارِ، وهي الكِناسُ، وخُنُوسها استخفاؤها بالنهار، بينا نراها في آخر البرج كَرَّتْ راجعةً إِلى أَوّله؛ ويقال: سميت خُنَّساً لتأَخرها لأَنها الكواكب المتحيرة التي ترجع وتستقيم؛ ويقال: هي الكواكب كلها لأَنها تَخْنِسُ في المَغِيب أَو لأَنها تخفى نهاراً؛ ويقال: هي الكواكب السَّيَّارة منها دون الثابتة.الزجاج في قوله تعالى: فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوارِ الكُنَّسِ؛ قال: أَكثر أَهل التفسير في الخُنَّسِ أَنها النجوم وخُنُوسُها أَنها تغيب وتَكْنِسُ تغيب أَيضاً كما يدخل الظبي في كناسِهِ. قال: والخُنَّسُ جمع خانس.وفرس خَنُوسٌ: وهو الذي يعدل، وهو مستقيم في حُضْرِه، ذات اليمين وذات الشمال، وكذلك الأُنثى بغير هاء، والجمع خُنُسٌ والمصدر الخَنْسُ، بسكون النون. ابن سيده: فرس خَنُوس يستقيم في حُضْره ثم يَخْنِسُ كأَنه يرجع الَقهْقَرى.والخَنَسُ في الأَنف: تأَخره إِلى الرأْس وارتفاعه عن الشفة وليس بطويل ولا مُشْرِف، وقيل: الخَنَسُ قريب من الفَطَسِ، وهو لُصُوق القَصَبة بالوَجْنَةِ وضِخَمُ الأَرْنَبَةِ، وقيل: انقباضُ قَصَبَة الأَنف وعِرَض الأَرنبة، وقيل: الخَنَسُ في الأَنف تأَخر الأَرنبة في الوجه وقِصَرُ اَلأنف، وقيل: هو تأَخر الأَنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأَرنبة؛ والرجل أَخْنَسُ والمرأَة خَنْساءُ، والجمع خُنْسٌ، وقيل: هو قِصَرُ الأَنف ولزوقه بالوجه، وأَصله في الظباء والبقر، خَنِسَ خَنَساً وهو أَخْنَسُ، وقيل: الأَخْنس الذي قَصُرَتْ قَصَبته وارتدَّت أَرنبته إِلى قصبته، والبقر كلها خُنْسٌ، وأَنف البقر أَخْنَسُ لا يكون إِلا هكذا، والبقرة خَنْساءُ، والتُّرك خُنْسٌ؛ وفي الحديث: تقاتلون قوماً خُنْسَ الآنُفِ، والمراد بهم الترك لأَنه الغالب على آنافهم وهو شِبْهُ الفَطَسِ؛ ومنه حديث أَبي المِنْهال في صفة النار: وعقارب أَمثال البغال الخُنُسِ. وفي حديث عبد الملك بن عمير: واللَّه لفُطْسٌ خُنْسٌ، بزُبْدٍ جَمْسٍ، يغيب فيها الضَّرْسُ؛ أَراد بالفُطْسِ نوعاً من التمر تمر المدينة وشبهه في اكتنازه وانحنائه بالأُنوف الخُنْسِ لأَنها صغار الحب لاطِئَة الأَقْماعٍ؛ واستعاره بعضهم للنَّبْل فقال يصف درعاً: لهــا عُكَـنٌ تَـرُدُّ النَّبْـلَ خُنْسـاً وتهْــزَأْ بالمَعابِــلِ والقِطــاعِ ابن الأَعرابي: الخُنُسُ مأْوى الظباء، والخُنُسُ: الظباء أَنفُسُها.وخَنَسَ من ماله: أَخذَ.الفراء: الخِنَّوسُ، بالسين، من صفات الأَسد في وجهه وأَنفه، وبالصاد ولد الخنزير. وقال الأَصمعي: ولد الخنزير يقال له الخِنَّوْسُ؛ رواه أَبو يعلى عنه. والخَنَسُ في القدم: انبساط الأَخْمَصِ وكثرة اللحم، قَدَمٌ خَنْساء.والخُناسُ: داء يصيب الزرع فَيَتَجَعثَنُ منه الحَرْثُ فلا يطول.وخَنْساءُ وخُناسُ وخُناسى، كله: اسم امرأَة. وخُنَيْس: اسم. وبنو أَخْنَس: حَيّ. والثلاث الخُنَّس: من ليالي الشهر، قيل لها ذلك لأَن القمر يَخْنِسُ فيها أَي يتأَخر؛ وأَما قول دُرَيْد بن الصِّمَّة: أَخُناسـُ، قَـدْ هـامَ الفـؤادُ بكُمْ وأَصـــابه تَبْـــلٌ مــن الحُــبِّ يعني به خَنْساء بنت عمرو بن الشَّرِيد فغيَّره ليستقيم له وزْنُ الشعر.
المعجم: لسان العرب خَنس
المعنى: خَنس خَنَسَ عَنهُ يَخْنِسُ، بالكَسْر ويَخْنُسُ، بالضَّمّ، خَنْساً، بالفَتْح، وخُنُوساً، كقُعُود، وخُنَاساً، كغُرَابٍ: تأَخَّرَ وانْقَبَضَ، كانْخَنَسَ واخْتَنَسَ، وبكِلَيْهما رُوِيَ حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ رضِيَ الله عَنهُ. وخَنَسَ زَيْداً: أَخَّرَه. لازِمٌ مُتَعَدٍّ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن الفَرَّاءِ والأُمَوِيِّ. وَفِي التَّهْذِيبِ: خَنَسَ، فِي كَلَام العَرَبِ، يكون لازِماً ويكونُ مُتَعَدِّياً. يُقَال: خَنَسْتُ فُلاناً فَخَنَس، أَي أَخَّرْتُه فتأَخَّرَ، كأَخْنَسَهُ، وَهُوَ الأَكثَرُ، وَالَّذِي رَوَاهُ أَبو عُبَيْد عَن الفَرّاءِ والأُمَوِيّ خِلاف مَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَنْهُمَا. ونَصُّهما: خَنَسَ الرجُلُ يَخْنِسُ، وأَخْنَسْتُه، بالأَلف. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وأَنشَدَ أَبو بَكْرٍ الإِيَادِيّ لشاعرٍ قَدِمَ على النَّبِي ِّ صلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم، فأَنْشَدَه من أَبْيَاتٍ. قالَ الصّاغَانِيُّ: هُوَ العَلاَءُ بن الحَضْرِمِيِّ: (وإِنْ دَحَسُوا بالشَّرِّ فَاعْفُ تَكَرُّماً ... وإِنْ خَنَسُوا عَنْكَ الحَدِيثَ فَلَا تَسَلْ) قَالَ: وَهَذَا حُجَّةٌ لمَنْ جَعَلَ خَنَسَ وَاقِعاً. وممَّا يدُلّ على صِحَّة هَذِه اللُّغَة أَيضاً قولهُم: خَنَسَ الإِبْهَامَ، أَي قَبَضَهَا. وَقد رُوِيَ عَن النَّبِيِّ، صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم، أَنَّه قالَ: الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وخَنَسَ إِصْبَعَه فِي الثّالِثَة أَي قَبَضَهَا، يُعْلِمُهم أَنَّ الشَّهْرَ يكونُ تِسْعاً وعِشْرِين. وخَنَسَ بفُلانٍ: غَابَ بِهِ قَالَه ابنُ شُمَيْلٍ فِي تَفْسِير حديثٍ رَوَاهُ: يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ فتَخْنِسُ بالجَبَّارِينَ فِي النَّارِ أَي تُغَيِّبُهم وتُدْخِلُهُم فِيهَا. كتَخَنَّسَ بِهِ. والخَنَّاسُ، كشَدَّادٍ: الشَّيْطَانُ، قَالَ الفَرَّاءُ: هُوَ إِبْلِيسُ يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْله تَعَالَى: فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ، الْجَوَارِ الكُنَّسِ، أَكثرُ أَهْلِ التَّفْسِيرِ أَنَّ الخُنَّس هِيَ: الكَوَاكِبُ كُلُّهَا، أَو السَّيّارَةُ مِنْهَا دُونَ الثَّابِتَةِ: أَو النُّجُومُ الخَمْسَةُ تَخْنِسُ فِي مَجْرَاهَا وتَرْجِعُ وتَكْنِسُ كَمَا تَكْنِسُ الظِّباءُ، وَهِي زُحَلُ والمُشْتَرِي والمِرِّيخُ والزُّهَرَةُ وعُطَارِدُ، لأَنَّهَا تَخْنِسُ أَحياناً فِي مُجْرَاهَا حَتَّى تَخْفَى تحتَ ضوء الشَّمْسِ، وتَكْنِسُ، أَي تَسْتَتِر كَمَا تُكْنِسُ الظِّبَاءُ فِي المَغَارِ، وَهِي الكِنَاسُ، وخُنُوسُها أَنَّهَا تَغِيبُ كَمَا تَغَيِيبُ الظِّبَاءُ فِي كِنَاسِها، وَقيل: خُنُوسُهَا: اسْتِخْفَاؤُهَا النَّهارِ، بَيْنا نَراهَا فِي آخِرِ البُرْجِ كَرَّتْ رَاجِعةً إِلَى أَوَّلهِ. وَقيل: سُمِّيّتْ خُنَّساً لتأَخُّرِها لأَنَّهَا الكَوَاكِبُ المُتَحَيِّرَةُ الَّتِي تَرْجِعُ وتَسْتَقِيمُ. وَقيل: سُمِّيَتْ لأَنَّهَا تَخْنِسُ وتَغِيبَ كَمَا يَخْنِسُ الشَّيْطَانُ. قيل: إِنَّ لَهُ رَأْساً كرَأْسِ الحَيَّةِ يَجْثِمُ على القَلْب، إِذا ذكرَ العَبْدُ الله عَزَّ وجَلَّ تَنَحَّى وخَنَسَ، وإِذا تَنَحَّى عَن الذِّكْرِ رَجَعَ إِلَى القَلْبِ يُوَسْوِسُ. نَعُوذُ باللهِ مِنْهُ. والخَنَسُ، مُحَرَّكةً: قَرِيبٌ من الفَطَسِ، وَهُوَ تَأَخُّرُ الأَنْفِ عَن الوَجْهِ مَعَ ارْتِفَاعٍ قليلٍ فِي الأَرْنَبَةِ.) وَقيل: لُصُوقُ القَصَبَةِ بالوَجْنَةِ وضِخَمُ الأَرْنَبَةِ. وَقيل: انْقِباضُ قَصَبَةِ الأَنْف وعِرَضُ الأَرْنَبَةِ: وَقيل: هُوَ تَأَخُّرُ الأَنْفِ إِلَى الرَّأْسِ وارْتِفَاعُه عَن الشَّفَةِ، وليسَ بطَوِيلٍ وَلَا مُشْرِفٍ. وَهُوَ أَخْنَسُ، وَهِي خَنْسَاءُ والجَمْعُ خُنْسٌ. وَقيل: الأَخْنَسُ: الَّذِي قَصْرَتْ قَصَبَتُه وارْتَدَّتْ أَرْنَبَتُه إِلَى قَصَبَتِه. وَفِي الحَدِيث: تُقَاتِلُون قَوْماً خُنْسَ الآنُفِ والمُرَادُ بهِم التُّرْكُ لأَنَّه الغالِبُ على آنافِهِم. والأَخْنَسُ: القَرَادُ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. والأَخْنَسُ: الأَسَدُ، كالْخِنَّوْسِ، كسِنَّوْرٍ، قَالَ الفَرَّاءُ: الخِنَّوْسُ، بِالسِّين، من صِفَاتِ الأَسَد فِي وَجْهِه وأَنْفهِ، وبالصّادِ: وَلَدُ الخِنْزِيرِ. والأَخْنَسُ بنُ غِيَاثِ بنِ عِصْمَةَ: أَحَدُ بَنِي صَعْبِ بن وهب بن جلى بن أخمس بنِ ضُبَيْعَةَ بن رَبِيعَةَ بنِ نِزار. والأَخْنَسُ بنُ العَبّاسِ بنِ خُنَيْس بنِ عَبْدِ العُزِّي بنِ عائِذِ ابْن عُمَيْسِ بن بِلالِ بنِ تَيْمِ الله ابْن ثَعْلَبَةَ. والأَخْنَسُ بن نَعْجَة ابنِ عَدِيّ بنِ كَعْبِ بن عُلَيْمِ ابْن جَنَاب الكلْبِيّ، شُعَرَاءُ. والأَخْنَسُ بنُ شِهابِ بنِ شَرِيقِ بنِ ثُمامَةَ بنِ أَرْقَمَ بنِ عَدِيِّ بنِ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمْرِو بنِ غَنْمِ بنِ تَغْلِبَ. الصوابُ فِيهِ أَنّه شاعرٌ لَيْسَ لَهُ صُحْبَة، وَالَّذِي لَهُ صُحْبَةٌ هُوَ الأَخْنَسُ بنُ شَرِيقٍ الثَّفَفِيُّ، حَلِيفُ بني زُهْرَةَ، وَهُوَ لَقبٌ لَهُ لأَنَّه خَنَسَ ببَنِي زُهْرَةَ يومَ بَدْرٍ، وكانَ مُطَاعاً فيهم، فَلم يَشْهَدْها مِنْهُم أَحَدٌ، كَمَا فِي العُبَابِ. والأَخْنَسُ بنُ جَنَّابٍ السُّلَمِيُّ: صَحَابِيَّان. وأَبو عامِرِ بنُ أَبِي الأَخْنَسِ الفَهْمِيُّ: شاعِرٌ. وفاتَه أَخْنَسُ بن خَلِيفَة تابِعِيٌّ، عَن ابنِ مَسْعُودٍ. وخَنْسَاءُ بنْتُ خِذَام بنِ خالِدٍ الأَنْصَارِيَّةُ لَهَا ذِكرٌ فِي حَدِيثِ أَبي هُرَيْرَةَ، رَضِي الله عَنهُ وَفِي المُوَطَّإِ: زَوَّجَها أَبُوها وَهِي ثِيِّبٌ. وخَنْسَاءُ بنتُ عَمْرِو بنِ الشَّرِيدِ السُّلَمِيَّةُ الشاعِرةُ، اسمُها تُمَاضِرُ، وَفَدَتْ، وأَسْلَمْتْ، صحابِيَّتَانِ. وخَنْسَاءُ بنتُ عَمْرِو، أَخْتُ صَخْرٍ، شاعِرَةٌ وَهِي بِنْتُ عَمْرِو بنِ الشَّرِيدِ السُّلَمِيَّة الَّتِي ذَكرها. وَهِي الَّتِي يُقَال لَهَا: خُنَاسٌ، كغُرابٍ، أَيضاً، جاءَ ذلِكَ فِي شِعْرِ دُرَيْدِ بنِ الصَّمَّةِ: (أَخُنَاسُ قَدْ هَامَ الفُؤادُ بِكُمْ ... وأَصَابَهُ تَبْلٌ مِنَ الحُبِّ) يَعْنِي بِهِ خَنْسَاءَ بنتَ عَمْرِو بنِ الشَّرِيدِ، فغَيَّره لِيسْتَقِيمَ لَهُ وزنُ الشِّعِر، وَلها مَراثٍ وأشْعَارٌ فِي أَخِيهَا صَخْرٍ، مشهورةٌ، وأَجْمَعُوا على أَنّهُ لم تَكُن امرأَةٌ أشْعَرَ مِنْهَا. ورُوِيَ أَنها شَهِدَت القادِسِيَّةَ ومَعَهَا أَربعةُ بَنِينَ لَهَا، فَلم تَزَلْ تَحُضُّهُم على القِتَال وتَذْكُر لَهُم الجَنَّةَ، بكلامٍ فَصِيحٍ، فأَبْلَوْا يومَئذٍ بلَاء حسنا واستُشْهِدَوا، فكانُ عُمَرُ، رَضِي الله عَنهُ، يُعْطِيهَا أَرزاقَهُم. فَفِي كَلَام المصنِّف نَظَرٌ وقَصُورٌ من وَجْهَيْنِ. وفَاتَه ذِكْرُ خَنْسَاءَ بنتِ رِئَابِ ابنِ النُّعْمانِ، من المُبايِعاتِ.) والخَنْسَاءُ: البَقرةُ الوَحْشِيَّةُ، صِفَة لَهَا. وأَصْل الخَنَسِ فِي الظِّبَاءِ والبَقَرِ، وَهِي كلُّهَا خُنْسٌ، وأَنْفُ البَقَرِ أَخْنَسُ، لَا يكونُ إِلاّ هَكَذَا. قيل: وَبِه سُمِّيَت المَرْأَةُ. قَالَ لَبِيد: (أَفَتِلْكَ أَمْ وَحْشِيَّةٌ مَسْبُوعَةٌ ... خَذَلَتْ وهَادِيَةُ الصِّوُارِ قِوَامُهَا) (خَنْسَاءُ ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ فَلم يَرِمُ ... عُرْضَ الشَّقائقِ طَوْفُهَا وبُغَامُهَا) والخَنْسَاءُ: فَرَسُ عُمَيْرةَ بنِ طارِقٍ اليَرْبُوعِيّ وَهُوَ أَخو حَزِيمَةَ بنِ طارِقٍ الَّذِي أَسَرَه أَسِيدُ ابنِ حِنّاءَة أَخو بَنِي سَلِيطِ ابنِ يَرْبُوعٍ. وَهَذَا الفَرَسُ من أَولاد أَعْوَجَ الَّذِي تَقَدَّم ذِكْرُه، وَهُوَ القائِلُ فِيهَا: (كَرَرْتُ لَهُ الخَنْساءَ آثَرْتهُ بِهَا ... أَوَائِلهُ مِمَّا عَلِمْت ويَعْلَمُ) وخُنَاسٌ، كغُرابٍ: ع باليَمَنِ، بل أُحَدُ مَخَالِيفِها. وخُنَاسُ بنُ سِنَانِ بنِ عُبَيْدٍ الخزرجيّ السُّلَمِيُّ، جدُّ الْمُنْذر بن سَرْحٍ، وابْنَاهُ يَزِيدُ بَدْرِيُّ، ومَعْقِلٌ عَقَبِيٌّ بَدْرِيٌّ، وعبدُ اللهِ بن النُّعْمَانِ بنِ بَلْذَمَةَ بنِ خُنَاس بنِ سِنَانٍ المَذْكُورِ. وبَلْذَمَةَ، بالذَّال الْمُعْجَمَة، ويُقَالُ بالمُهْمَلَةِ، ويُقَال بضمَّتين، كَمَا سيأْتي ذِكْرُه فِي مَوضعه. بَدْرِيٌّ أُحُدِيٌّ، وكذلِك أَبُو قَتَادَةَ الحارِثُ بنُ رِبْعِيِّ بنِ بَلْذَمَة َ النُّعْمَانِ بنِ خُنَاسٍ، واختُلِف فِي اسْمه. بَدْرِيٌّ فِي قولِ بعضِهِم، وَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ على المصنِّفِ. وأُمُّ خُنَاسٍ: امرأَةُ مَسْعُودٍ. هَكَذَا ضَبَطَه ابنُ مَاكُولاَ. لَهُم صُحْبَةٌ وهَمّامُ بنُ خُنَاسٍ المَرْوَزِيُّ، تَابِعِيٌّ، عَن ابنِ عُمَرَ. وفَاتَه: خُنَاسُ بنُ سُحَيْم، عَن زِياد بن حُدَيْرٍ، وخُنَاسٌ الَّذِي حَدَّث عَنهُ كُلَيْبُ بنُ وَائِل. خُنَيْسٌ، كزُبَيْرٍ، ابنُ خالِدٍ أَبُو صَخْرٍ الخُزاعِيُّ الكَعْبيُّ، قُتِل فِيمَا قِيل يومَ الفَتْحِ. خُنَيْسُ بنُ أَبي السَّائِبِ بن عُبَادَةَ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ، فَارِسٌ بَطَلٌ بَدْرِيٌّ. خُنَيْسُ ابنُ حُذَافَةَ بنِ قَيْسٍ السَّهْمِيُّ، أَخُو عبدِ الله، لَهُ هِجْرَتانِ. وأَبو خُنَيْسٍ الغِفَارِيّ وَيُقَال: خُنَيْسٌ، والأَوّل أَثْبَتُ، لَهُ حديثٌ، صحابِيُّون. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الخُنُسُ، بضَّمَتَيْن، وضَبْطَه الصّاغانِيُّ بالضَّمّ: الظِّبَاءُ أَنْفُسُها. ومَوْضِعُهَا أَيضاً: خُنُسٌ. كَذَا هُوَ نَصُّ التَّكْمِلَة، وَفِي اللِّسان مَأْوَاها. والخُنْسُ: البَقَرُ، وَقد تقدَّم أَنَّ أَصلَ الخَنَسِ فِي الظِّبَاءِ، والبَقَر، كُلُّها خُنُسٌ، وَاحِدُهَا خَنْسَاءُ. وانْخَنَسَ الرَّجلُ: تأَخَّر، مُطاوِع خَنَسَهُ، وَقد تقدَّم فِي أَوَّل المادّة، فَهُوَ تَكْرَارٌ مَعَ عَدَمِ ذِكْرِه: اخْتَنَسَ، وَهُوَ مِثْلُه، كَمَا صرَّح بِهِ غيرُ وَاحد. ومِن المَجَازِ: انْخَنَسَ الرَّجُلُ، إِذا تَخَلَّف عَن القَوْمِ، وكذلِك خَنَسَ، كَمَا نَقله الأَصْمَعِيُّ عَن أَعرابِيٍّ مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ. وتَخَنَّس بهم، أَي تَغَيَّبَ بهم، وَهَذَا أَيضاً قد تقدَّم فِي أَوَّلِ الْمَادَّة، فَهُوَ) تَكْرَار. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الخُنُوسُ: الانْقِباضُ. وخَنَسَ مِن بَيْنِ أَصحابِه: اسْتَخْفَى، والخِنَاسُ كالخُنُوسِ. وخَنَستِ النَّخْلُ: تَأَخَّرتْ عَن قَبُول التَّلْقِيحِ فَلم يُؤَثِّرْ فِيهَا وَلم تَحْمِلْ فِي تِلْك السَّنَةِ. والخَانِسُ: المُتَأَخِّرُ، والجَمْع: الخُنَّسُ، وَقد تُوصَفُ بِهِ الإِبلُ. ضُمَّزٌ خُنَّسٌ، مَا جُشِّمَتْ جَشِمَتْ أَي صَوَابِرُ على العَطَشِ وَمَا حَمَّلْتَهَا حَمَلَتْه. وضَبَطَه الزَّمَخْشِريُّ بالحاءِ المُهْمَلَةِ والمَوَحَّدة بغيرِ تَشْدِيد، وَقد تقدَّمَ فِي مَوْضعه. وخَنَسَ بِهِ: وَارَاه. وخَنَسَ إِذا تَوَارَى وغابَ. وأَخْنَسْتُه أَنا: خَلَّفْتُه. قَالَه الأَصْمَعيّ. وأَخْنَسُوا الطَّرِيقَ: جَاوَزُوه، عَن أبي عَمْرو، أَو خَلَّفُوه وَراءَهم، وَهُوَ مَجَازٌ، كَمَا للزَّمَخْشَرِيِّ. وقالَ الفَرَّاءُ: أَخْنَسْتُ عَنهُ بَعْضَ حَقِّهِ، فَهُوَ مُخْنَسٌ، أَي أَخَّرْتُه. وَقَالَ أُبو عُبَيدة: فَرَسٌ خَنُوسٌ، كصَبُورٍ: هُوَ الَّذِي يَعْدِلُ وهُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي حُضْرِه ذاتَ اليَمِيْنِ وذاتَ الشِّمَالِ، وكذلِك الأُنْثَى بغيرِ هاءٍ. نَقَلَهُ الصّاغانِيُّ، والجَمْعُ خُنُسٌ، والمَصْدَر: الخَنْسُ، بسكونِ النُّونِ. وَقَالَ ابْن سِيدَه: فَرَسٌ خَنُوسٌ: يَسْتَقِيمُ فِي حُضْرِه ثمّ يَخْنِسُ، كأَنَّه يَرْجِعُ القَهْقرَى. والخُنْسُ: نوعٌ من التَّمْرِ بالمَدِينَةِ، صِغَارُ الحَبِّ لاطِئَةُ الأُقْمَاعِ، على التَّشْبِيهِ بالأَنْفِ، واسْتَعَاره بعضُهُم للنَّبْل، فَقَالَ يَصِف دِرْعاً: (لَهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً ... وَتَهْزَأُ بالمَعَابِلِ والقِطَاعِ) وخَنَسَ من مالِه: أَخَذَ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَلَدُ الخِنْزِيرِ يُقَال لَهُ: الخِنَّوْسُ، بالسينِ. رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى عَنهُ. والخَنَسُ فِي القَدَمِ: انبِسَاطُ الأَخْمَصِ وكَثْرةُ اللَّحْمِ. قَدَمٌ خَنْسَاءُ. والخُنَاسُ، كغُرَابٍ: دَاءٌ يُصِيبُ الزَّرْعَ فيتَجَعْثَنُ مِنْهُ الحَرْثُ فَلَا يَطُولُ: وخَنْسَاءُ وخُنَاسُ وخُنَاسَى، كُلُّه: اسمُ امرأَةٍ. وبَنُو أَخْنَسَ: حَيٌّ. والثَّلاثُ الخُنَّسُ: من لَيَالِي الشَّهْرِ، قيل لَهَا ذَلِك لأَنَّ القَمَرَ يَخْنِسُ فِيهَا، أَي يَتأَخَّر. ورَحْبُةُ خُنَيْسٍ، كزُبَيْرٍ: مَحَلَّةٌ بالكوفَةِ. والخِنِّيسُ كسِكِّيت: المُرَاوِغُ المُحْتَالُ. والخَنْسُ: الرُّجُوع، وَهُوَ مَجَاز.
المعجم: تاج العروس