المعجم العربي الجامع

جدَبَ يَجدِب، جَدْبًا وجُدُوبةً، فهو جادِب

المعنى: • جدَبتِ الأرضُ: يبِست لاحتباس الماء عنها "جدَب المكانُ بعد الحرب".
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة

أدب

المعنى: هو من آدب الناس، وقد أدب فلان وأرب. وتقول: الأدب مأدبه، ما لأحد فيها مأربه. وأدبهم على الأمر: جمعهم عليه يأدبهم. يقال: إيدب جيرانك لتشاورهم. قال: وكيـف قتالي مشعراً يأدبونكم على الحق أن لا تأشبوه بباطل وتقول: أدبهم عليه، وندبهم إليه. وإذا انتقر الآدب، نقره الجادب. ومن المجاز: جاش أدب البحر إذا كثر ماؤه.
المعجم: أساس البلاغة

الجدب

المعنى: ـ الجَدْبُ: المَحْلُ، والعَيْبُ، يَجْدُبُهُ ويَجْدِبُهُ. ـ والجادِبُ: الكاذِبُ. ـ والجُنْدُبُ والجُنْدَبُ والجِنْدَبُ، كدِرْهَمٍ: جَرادٌ م، واسْمٌ. ـ وأُمُّ جُنْدَبٍ: الدَّاهِيَةُ، والغَدْرُ، والظُّلْمُ. ـ و "وقَعُوا في أُمِّ جُنْدَبٍ " أي: ظُلِمُوا. ـ وأَجْدَبَ الأَرْضَ: وَجَدَها جَدْبَةً، ـ وـ القَوْمُ: أصابَهُمُ الجَدْبُ. ـ ومَكانٌ جَدْبٌ وجَدوبٌ ومَجْدوبٌ وجَدِيبٌ، بَيِّنُ الجُدوبَةِ، وأرضُ جَدْبَةٌ، وأَرَضُونَ جُدُوبٌ وجَدْبٌ. ـ وقد جَدُبَ، كَخَشُنَ، جُدُوبَةً، وجَدَبَ وأَجْدَبَ. ـ وكَانَتْ فيه أَجَادِبُ، قيلَ: جَمْعُ أجْدُبٍ جَمْعِ جَدْبٍ. ـ وفَلاةٌ جَدْبَاءُ: مُجْدِبَةٌ. ـ والمِجْدَابُ: الأَرْضُ التي لا تَكادُ تُخْصِبُ. ـ وجَدَبٌّ، كَهِجَفٍّ: اسْمٌ لِلْجَدْبِ. ـ وما أَتَجَدَّبُ أَنْ أَصْحَبَكَ: ما أَسْتَوْخِمُ. ـ وأَجْدَابِيَّةُ: د قُرْبَ بَرْقَةَ.
المعجم: القاموس المحيط

جَدب

المعنى: جَدب : (الجَدْبُ: المَحْلُ) نقيضُ الخُصْبِ (: والعَيْبُ) فَهُوَ مُشْتَرَكٌ أَو مجازٌ كَمَا أَوْمأَ إِليه الرَّاغِبُ، قَالَه شيخُنَا، وجَدَبَ الشيْءَ (يَجْدُبُهُ) كيَنْصُرُهُ (ويَجْدِبُهُ) كيَضْرِبُه: عَابَهُ وذَمَّهُ، الوَجْهَانِ عنِ الفَرّاءِ، واقْتَصَرَ ابنُ سيدَه على الثَّانِي، وَفِي الحَدِيث (جَدَبَ لَنَا عُمَرُ السَّمَر بعْدَ عَتَمَةِ) أَي عَابَهُ وذَمَّهُ، وكُلُّ عَائِبٍ فَهُوَ جَادِبٌ، قَالَ ذُو الرُّمّة: فَيَا لَكَ مِنْ خَدَ أَسِيلٍ وَمَنْطِقٍ رَخِيمٍ ومِنْ خَلْقٍ تَعَلَّلَ جَادِبُهْ كَذَا فِي (الْمُحكم) ، يقُولُ: لَمْ يَجهدْ فِيهِ مَقَالاً وَلاَ يَجِد عَيْباً يَعِيبُه فَيَتَعَلَّلُ بالباطلِ، وبالشيءٍ يقولُه وَلَيْسَ بعَيْبٍ (والجَادِبُ: الكَاذِبُ، فِي (الْمُحكم) : قَالَ صاحبُ الْعين: وَلَيْسَ لَهُ فِعْلٌ، قَالَ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ، قَالَ أَبو زيد: وأَما الجَادِبُ بِالْجِيم: العَائِبُ. (والجُنْدُبُ) بِضَم الدَّال (والجُنْدَبُ) بِفَتْحِهَا مَعَ ضمّ أَوّلهما (والجِنْدَبُ كدِرْهَمٍ) ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِي الثُّلاَثِيِّ، وفسّره السِّيرَافِيُّ بأَنه الجُنْدُب، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، وَهِي أَضْعَفُ لُغَاتِه، لأَنه وَزْنٌ قليلٌ، حَتَّى قَالَ أَئمّةُ الصَّرْفِ: إِنه لم يَرِدْ مِنْهُ إِلا أَلفاظ أَرْبَعَة، وَهُوَ الَّذِي نقلَه الجوهريُّ عَن الخَليل، قَالَ شيخُنَا: ثمَّ اختلفَ الصرفيّونَ فِي نونه إِذا كَانَ مَفْتُوح الثَّالِث، فَقيل: إِنها زَائِدَة، لفَقْدِ فُعْلَلٍ، وَقيل: أَصليّة، وَهُوَ مُخَفَّفٌ من الضَّمّ، والأَول أَظهَرُ، لتصريحهم بِزِيَادَة نونه فِي جَمِيع لُغَاته، وَفِي كَلَام الشَّيْخ أَبي حَيَّانَ أَن  نونَ جُنْدب وعُنْصَل وقُنْبَر وخُنْفَسٌ زائدةٌ، لفَقْدِ فُعْلَلٍ، وَلُزُوم هَذِه النُّون البنَاءَ، إِذ لَا يكون مكانَه غيرُه من الأُصول، ولمجيء التضعيفِ فِي قُنْبَر، وأَحَدُ المُضَعَّفَيْنِ زائدٌ، وَمَا جُهِلَ تصريفُه محمولٌ على مَا ثَبَتَ تصريفُه، وإِذَا ثَبَتَتِ الزيادةُ فِي جُنْدَبِ بِفَتْح الدَّال، ثَبَتَتْ فِي مَضْمُومِهَا ومَكْسُورِ الجِيمِ مفتوحِ الدالِ، لأَنهما بِمَعْنى هَذَا كَلَام أَبي حَيَّان، ومثلُه فِي المُمْتعِ، انْتهى كَلَام شَيخنَا: جَرَادٌ م) وَقَالَ اللحْيَانيّ: هُوَ دَابَّةٌ، وَلم يُحَلِّهَا، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، وَقيل: هُوَ الذَّكَرُ من الجَرَادِ، وفَسَّره السِّيرَافيّ بأَنّه الصَّدَى يَصِرُّ بِاللَّيْلِ، ويَقْفِزُ ويَطِيرُ، وَفِي (الْمُحكم) : هُوَ أَصْغَرُ منَ الصَّدَى يكونُ فِي البَرَارِيِّ، قَالَ: وإِيَّاهُ عَنَى ذُو الرمة بقوله: كَأَنَّ رِجْلَيْهِ رِجْلاَ مُقْطِفٍ عَجِلٍ إِذَا تَجَاوَبَ مِنْ بُرْدَيْهِ تَرْنِيمُ وَقَالَ الأَزهَرِيّ: والعَرَبُ تقولُ: (صَرَّ الجُنْدُبُ) يُضْرَبُ لِلأَمْرِ الشَّدِيد يَشْتَدُّ حَتَّى يُقْلِقَ صَاحِبهُ، والأَصل فِيهِ أَن الجُنْدُبَ إِذا رَمِضَ فِي شِدَّةِ الحَرِّ لَمْ يَقِرَّ على الأَرْضِ وَطْأً فتَسْمَع لِرِجْلَيْهِ صَريراً، وقيلَ: هُوَ الصغيرُ من الجَرَاد. وَفِي الصَّحَابَةِ مَن اسْمُهُ: جُنْدَبٌ أَبُو ذَرِّ الغِفَارِيُّ جُنْدَبُ بنُ جُنَادَةَ، وجُنْدَبُ ابنُ عَبْدِ الله، وجُنْدَبُ بنُ حَسَّانَ، وجُنْدَبُ بنُ زُهَير، وجُنْدَبُ بن عَمَّار وجُنْدَبُ بنُ عَمْرو، وجُنْدَبُ بنُ كَعْبٍ، وجُنْدَبُ بنُ مَكِيثِ وأَبُو نَاجِيَةَ جُنْدَبُ، رَضِي الله عَنْهُم، وَقَالَ غيرُه: هُوَ ضَرْبٌ منَ الجَرَادِ (واسْمٌ) ، وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود (كانَ يصَلّي الظُّهْرَ والجَنَادِبُ تَنْقُزُ مِنَ الرِّمْضَاءِ) أَي تَثِبُ. وجَنَادِبَةُ الأَزْدِ هُمْ جُنْدَبُ بنُ زُهَيْرٍ، وجُنْدَبُ بنُ كَعْب من بَنِي ظَبْيَانَ، وجُنْدَب بنُ عبدِ الله هُوَ جُنْدبُ الخَيرِ، وَفِي التَّابِعِينَ: جُنْدب بنُ كَعْبٍ، وجُنْدب بن سَلاَمَةَ، وجُنْدب بن الجَمَّاح وجُنْدب بن سُلَيْمَانَ.  (و) يُقَال: وَقَعَ فلانٌ فِي (أُمِّ جُنْدَبٍ) إِذَا وَقَعَ فِي (الدَّاهِيَةِ، و) قيلَ (: الغَدْرِ، و) رَكِبَ فلانٌ أُمَّ جُنْدَب، إِذَا رَكبَ (الظُّلْمَ) ، الثَّلَاثَة من الْمُحكم (و) يُقَال: (وَقَعُوا فِي أُمِّ جُنْدَب، أَي ظُلمُوا) كأَنَّها اسمٌ من أَسماءِ الإِسَاءَة، وَيُقَال: وقَعَ القَوْمُ بِأُمِّ جُنْدَب، إِذا ظَلَمُوا وقَتَلوا غَيْرَ قاتلٍ، قَالَ الشَّاعِر: قَتَلْنَا بِهِ القَوْمَ الذِينَ اصْطَلَوْا بِهِ جِهَاراً ولمْ نَظْلمْ بِهِ أُمَّ جُنْدَبِ أَيْ لَمْ نَقْتِلْ غَيْرَ القَاتِلِ. وأُمُّ جُنْدَب أَيضاً بمَعْنَى الرَّمْلِ، لأَنَّ الجَرَادَ يَرْمي فِيهِ بَيْضَهُ، والمَاشي فِي الرَّمْلِ وَاقعٌ فِي شَرِّهِ. وجُنْدَب بن خَارِجَةَ بنِ سَعْد بنِ فُطْرَةَ بنِ طَيِّىء، هُوَ الرَّابِع من وَلَد وَلَد طَيِّىء، وأُمُّهُ: جَدَيلَة بِنْت سَبيع بنِ عَمْرٍ و، مِنْ حمْيَر، وَفِيه قَالَ عَمْرُو بن الغَوْث، وَهُوَ أَوَّلُ من قَالَ الشِّعْرَ فِي طَيِّىء بَعْدَ طَيِّىء: وإِذَا تكُونُ كَرِيهَةٌ أُدْعَى لهَا وإِذَا يُحَاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدَبُ كَذَا فِي (المعجم) . (وأَجْدَبَ الأَرْضَ: وَجَدَهَا جعدْبَةً) وَكَذَلِكَ الرجُلَ، يُقَال: نَزَلْنَا فلَانا فأَجْدَبْنَاهُ إِذا لَمْ يَقْرهِمْ (و) أَجْدَبَ (القَوْمُ، أَصَابَهُمُ الجَدْبُ) . (و) فِي المُحْكَم: (مكَانٌ جَدْبٌ وجَدُوبٌ ومَجْدُوبٌ) : كأَنَّه على جُدِبَ وإِن لم يُسْتَعْمَلْ، قَالَ سَلاَمَةُ بن جَنْدَلٍ: كُنَّا نَحُلُّ إِذَا هَبَّتْ شَآمِيَةٌ بِكُلِّ وادِ حَطِيبِ البَطْنِ مَجْدُوبِ كَذَا فِي الْمُحكم (وَجَدِيبٌ) أَي (بَيِّنُ الجُدُوبَةِ، وأَرْضٌ جَدْبَةٌ) وجَدْبٌ وَعَلِيهِ اقْتصر ابنُ سِيده: مُجْدِبَة، والجَمْعُ جُدُوبٌ، (و) قد قالُوا: (أَرَضُونَ جُدُوبٌ) ، كأَنَّهُم جعلُوا كلّ جُزْءٍ مِنْهَا جَدْباً ثمَّ جَمَعُوهُ على هَذَا، (و) أَرَضُونَ (جَدْبٌ) كالواحد، فَهُوَ  على هَذَا وصفٌ للمصدر، وَالَّذِي حَكَاهُ اللحيانيّ: أَرْضٌ جُدُوبٌ، (وقَدْ جَدُبَ) المَكَانُ (كَخَشُنَ، جُدُوبَةً، وجَدَبَ) ، بِالْفَتْح، (أَجْدَبَ) رُبَاعِيًّا، والأَجْدَبُ: اسمٌ للمُجْدِب، كَذَا فِي (الْمُحكم) ، وعَامٌ جُدُوبٌ وأَرْضٌ جُدُوبٌ، وفلانٌ جَدِيبُ الجَنَابِ، وأَجْدَبَتِ السَّنَةُ: صَارَ فيهَا جَدْبٌ. وَجَادَبَتِ الإِبلُ العَامَ مُجَادَبَةً إِذَا كانَ العَامُ مَحْلاً فصارتْ لَا تأْكل إِلاَّ الدَّرِينَ الأَسْوَدَ، دَرِينَ الثُّمَامِ، فَيُقَال لهَا حينَئذٍ: جَادَبَتْ، وَفِي (الْمُحكم) : فِي الحَدِيثِ (وكَانَتْ فِيهِ) ، وَفِي نُسْخَة: فِيهَا، ومثلُه فِي (الْمُحكم) (أَجَادِبُ) أَمْسَكَتِ المَاءَ، (قِيلَ:) هِيَ (جَمَعُ أَجْدُب) الَّذِي هُوَ (جَمْعُ جَدْب) بِالسُّكُونِ كأَكَالِبَ وأَكْلُبٍ وكَلْبٍ، قَالَ ابْن الأَثير فِي تَفْسِير الحَدِيث: الأَجَادبُ: صِلاَبُ الأَرْضِ الَّتِي تُمْسِكُ المَاءَ وَلَا تَشْرَبُه سَرِيعا، وَقيل: هِيَ الأَرْضُ الَّتِي لَا نَبَاتَ بهَا، مأْخُوذٌ من الجَدْبِ وَهُوَ القَحْطُ، قَالَ الخَطَّابِيُّ: وأَمَّا أَجَادبُ فَهُوَ غَلَطٌ وتَصْحيفٌ، وَكَأَنَّه يُرِيدُ أَنَّ اللفْظةَ أَجَارِدُ بالرَّاءِ والدالِ، قَالَ: وكذالك ذَكَره أَهْلُ اللغَةِ والغَرِيبِ، قَالَ: وَقد رُوِي أَحَادِبُ، بالحَاء المُهْمَلَةِ، قَالَ ابْن الأَثيرِ: وَالَّذِي جاءَ فِي الرِّوَايَة أَجَادِبُ بِالْجِيم، قَالَ: وَكَذَا جاءَ فِي صَحِيحَيِ البُخَارِيِّ ومُسْلِمٍ، انْتهى، قَالَ شيخُنَا: قلتُ: أَي فَلاَ يُعْتَدُّ بغيرِه، وَلَا تُرَدُّ الرِّوَاية الثابتةُ الصحيحةُ بمُجَرَّدِ الاحتمالِ والتَّخْمِينِ، ثمَّ نَقَل عَن عِيَاضٍ فِي المَشَارِق، وتَبِعَه تلميذُه ابنُ قَرَقُول فِي المطالِع: أَجَادِبُ، كَذَا رَوَيْنَاه فِي الصَّحِيحَينِ بدال مهملةٍ بِلَا خِلاَفٍ، أَي أَرْضٌ جَدْبَة غَيْرُ خِصْبَةٍ، قالُوا: هُوَ جَمْعُ جَدْب، على غيْرِ قِياسٍ، كَمَحَاسِنَ، جَمْع حَسَنٍ، ورَوَى الخَطَّابيُّ: أَجَاذِبُ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة، وَقَالَ بَعضهم: أَحَازِبُ بِالْحَاء والزَّاي ولَيْسَ بِشَيْءٍ، ورواهُ بعضُهُمْ: إِخَاذَاتٌ، جَمْعُ إِخَاذَةٍ، بِكَسْر الْهمزَة بعْدهَا خاءٌ مُعْجمَة مَفْتُوحَة خَفِيفَة وذال مُعْجمَة، وَهِي الغُدْرَانِ الَّتِي تُمْسكُ ماءَ السماءِ، ورواهُ بعضُهُم: أَجَارِدُ، أَي مواضعُ مُتَجَرِّدَةٌ من النَّبَاتِ جَمْعُ أَجْرَدَ، انْتهى كلامُ شَيخنَا. (و) فِي (الْمُحكم) : (فَلاَةٌ جَدْبَاءُ: مُجْدِبَةٌ) لَيْسَ بهَا قليلٌ وَلَا كثيرٌ وَلَا مَرْتَعٌ وَلَا كَلأٌ قَالَ الشَّاعِر: أَوْفِي فعلا قَفْرٍ مِنَ الأَنِيسِ مُجْدبَة جَدْبَاءَ عَرْبَسيس وأَجْدَبَتِ الأَرْضُ فَهِيَ مُجْدِبَةٌ، وجَدُبَتْ. (والمجْدَابُ) ، كمِحْرَابٍ (: الأَرْض الَّتِي لَا تنَكَادُ تُخْصِبُ) ، كالمِخْصَاب وَهِي الأَرضُ الَّتِي لَا تكادُ تُجْدبُ، وَفِي حَديثِ الاسْتِسْقَاءِ (هَلَكَت المَوَاشِي وأَجْدَبَت البِلاَدُ) أَي قَحطَتَ وغَلَتِ الأَسعار. (وجِدَبٌّ: كَهِجَفَ) وجَدَبٌّ فِي قَول الراجز مِمَّا أَنشده سِيبَوَيْهٍ: لَقَدْ خَشيت أَنْ أَرَى جَدَبَّا فِي عَامنَا ذَا بَعْدَ مَا أَخْصَبَّا فحَرَّكَ الدَّالَ بحَرَكَة البَاءِ وحذَف الأَلِفَ، (اسمٌ لِلْجَدْبِ) بِمَعْنى المَحْلِ. فِي (الْمُحكم) : قَالَ ابنُ جِنِّي: القَوْلُ فِيهِ أَنَّهُ ثَقَّلَ (البَاء) كَمَا ثَقَّلَ الَّلامَ فِي عَيْهَلّ، فِي قَوْله: بِبَازِلٍ وَجَنَاءَ أَوْ عَيْهَلِّ فَلم يُمْكنْه ذَلِك حَتَّى حَرَّكَ الدالَ لما كَانَت سَاكِنة لَا يَقَعُ بعدَها المُشَدَّدُ ثمَّ أَطْلَقَ كإِطلاقِه عَيْهَلّ وَنَحْوهَا، ويُرْوَى أَيْضاً: جَدْبَبَّا، وَذَلِكَ أَنه أَراد تَثْقِيلَ البَاءِ، والدَّالُ قبلهَا ساكنةٌ، فَلم يُمْكنه ذَلِك، وكَرِهَ أَيضاً تَحْرِيكَ الدَّالِ، لأَنَّ فِي ذَلِك انْتِقَاضَ الصِّيغَةِ، فَأَقَرَّهَا على سُكُونِهَا، وزادَ بعدَ البَاءِ بَاءً أُخْرَى مُضَعَّفَةً لإِقامةِ الوَزْن، وَهَذِه عبارَة الْمُحكم، وَقد أَطَالَ فِيهَا فراجِعْه، وأَغْفَلَه شيخُنا. (ومَا أَتَجَدَّبُ أَنْ أَصْحَبَكَ) أَي (مَا أَسْتَوخِمُ) ، نَقله الصاغانيُّ. (وأَجْدَابِيَّةُ) بتَشْديد الْيَاء التَّحْتِيَّة، لأَنَّ اليَاءَ للنسبة، وتخفيفُهَا يجوزُ أَن  يكونَ إِنْ كَانَ عربيًّا جَمْع جَدْب جَمْع قِلَّة، ثمَّ نَزَّلُوه مَنْزلةَ المُفْرَدِ، لكَونه عَلَماً، فَنَسبوا إِليه ثمَّ خَفَّفُوا ياءَ النِّسبة لِكَثْرَة الاستعمالِ، والأَظهرُ أَنَّه عَجَمِيٌّ، وَهُوَ (: د قُرْبَ بَرْقَةَ) بَينهَا وَبَين طَرَابُلسِ المغربِ، بَينه وَبَين زَوِيلَةَ نحوُ شهرٍ سَيْراً، على مَا قَالَه ابْن حَوْقَلٍ، وَقَالَ أَبو عُبَيْد البكريُّ: هِيَ مدينةٌ كبيرةٌ فِي صحَرَاءَ أَرْضُهَا صفا وآبارُها مَنْقُورَةٌ فِي الصَّفَا، لَهَا بَسَاتينُ ونخلٌ، كثيرةُ الأَرَاك، وَبهَا جامعٌ حَسَنٌ بَنَاهُ (أَبو) القاسمِ بن المَهْدِيّ، وصَوْمَعَةٌ مُثَمَّنَةٌ، وحَمَّامَاتٌ، وفَنَادِقُ كَثِيرَةٌ، وأَسواقٌ حافلة، وأَهلُهَا ذَوُو يَسَارٍ، أَكثرُهم أَنْبَاطٌ ونَبْذٌ من صُرَحَاءِ لَوَاتَةَ، ولهَا مَرْسٍ ى على البَحْرِ يُعرَف بالمَادُورِ، على ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِيلاً مِنْهَا، وَهِي من فُتُوح عَمْرِو بنِ العَاصِ، فَتَحَهَا مَعَ بَرْقَةَ صُلْحاً على خمسةِ آلافِ دِينَارٍ، وأَسْلَمَ كثيرٌ من بَرْبَرِهَا، يُنْسَبُ إِليها أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بنُ إِسماعيلَ بنِ أَحمدَ بنِ عبدِ الله الأَطْرَابُلُسِيُّ ويُعْرَفُ بابْنِ الأَجْدَابِيّ مُؤَلِّف كِتَاب كِفَايَةِ المُتَحَفِّظِ، وَغَيره كَذَا فِي (المعجم) لياقوت. قلت: وأَبُو السَّرَايَا عامرُ بنُ حَسَّانَ بنِ فِتْيَان بنِ حَمّود بنِ سُلَيْمَان الأَجْدَابيّ الإِسْكَنْدَرِيُّ، عُرِفَ بابنِ الوَتَّارِ، من أَهل الحدِيثِ سمِعَ من أَصحاب السِّلَفِيّ، وَتُوفِّي سنة 654 كَذَا فِي ذَيْلِ الإِكمَالِ للصَّابُونِيّ.
المعجم: تاج العروس

جدب

المعنى: الجَدْبُ: المَحْل نَقِيضُ الخِصْبِ. وفي حديث الاسْتِسْقاءِ: هَلَكَتِ المَواشِي وأَجْدَبَتِ البِلادُ، أَي قَحِطَتْ وغَلَتِ الأَسْعارُ. فأَما قول الراجز، أَنشده سيبويه: لَقَــــدْ خَشـــِيتُ أَنْ أَرَى جَـــدَبَّا، فــي عامِنــا ذا، بَعــدَما أَخْصـَبَّا فإنه أَراد جَدْباً، فحرَّكَ الدالَ بحركة الباء، وحذَف الأَلف على حدِّ قولك: رأَيت زَيْدْ، في الوقف. قال ابن جني: القول فيه أَنه ثَقَّلَ الباءَ، كما ثَقَّل اللام في عَيْهَلِّ في قوله: بِبــــازِلٍ وَجْنــــاءَ أَوْ عَيْهَــــلِّ فلم يمكنه ذلك حتى حَرَّك الدال لَمّا كانت ساكنة لا يَقعُ بعدها المُشدَّد ثم أَطْلَقَ كإِطْلاقه عَيْهَلِّ ونحوها. ويروى أَيضاً جَدْبَبَّا، وذلك أَنه أَراد تثقيل الباء، والدالُ قبلها ساكنة، فلم يمكنه ذلك، وكره أَيضاً تحريك الدال لأَنّ في ذلك انْتِقاضَ الصِّيغة، فأَقَرَّها على سكونها، وزاد بعد الباءِ باءً أُخرى مُضَعَّفَةً لإِقامة الوزن. فإن قلت: فهل تجد في قوله جَدْبَبَّا حُجَّةً للنحويين على أَبي عثمان في امْتناعه مما أَجازوه بينهم من بنائهم مثل فَرَزْدَق من ضَرَبَ، ونحوه ضَرَبَّبٌ، واحْتِجاجِه في ذلك لأَنه لم يَجِدْ في الكلام ثلاث لامات مُترادفةٍ على الاتِّفاق، وقد قالوا جَدْبَبَّا كما ترى، فجمع الراجز بين ثلاث لامات متفقة؛ فالجواب أَنه لا حجة على أَبي عثمان للنحويين في هذا مِن قِبَل أَن هذا شيءٌ عرَضَ في الوَقْف، والوَصْلُ مُزِيلهُ. وما كانت هذه حالَه لم يُحْفَلْ به، ولم يُتَّخذْ أَصلاً يُقاسُ عليه غيره. أَلا ترى إلى إجماعهم على أَنه ليس في الكلام اسم آخره واو قبلها حركة ثم لا يَفْسُد ذلك بقول بعضهم في الوقف: هذه أَفْعَوْ، وهو الكَلَوْ، من حيث كان هذا بدلاً جاءَ به الوَقْفُ، وليس ثابتاً في الوصل الذي عليه المُعْتَمَد والعَملُ، وإنما هذه الباءُ المشدّدة في جَدْبَبَّا زائدة للوقف، وغيرِ ضَرورة الشعر، ومثلها قول جندل: جارِيـــةٌ ليســـت مــن الوَخْشــَنِّ، لا تَلبَـــس المِنْطَـــقَ بـــالمَتْنَنِّ، إلا ببَـــــتٍّ واحـــــدٍ بَتَّنِّـــــ، كَـــأَنَّ مَجْـــرَى دَمْعِهــا المُســْتَنِّ قُطْنُنَّـــةٌ مـــن أَجْـــودِ القُطْنُــنِّ فكما زاد هذه النوتاتِ ضرورة كذلك زاد الباءَ في جَدبَبَّا ضرورة، ولا اعتِداد في الموضعين جميعاً بهذا الحَرْف المُضاعَف. قال: وعلى هذا أَيضاً عندي ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول الراجز: لكِــنْ رَعَيْـنَ القِنْـعَ حيـث ادْهَمَّمـا أَراد: ادْهَمَّ، فزاد ميماً أُخرى. قال وقال لي أَبو علي في جَدْبَبَّا: إنه بنى منه فَعْلَلَ مثل قَرْدَدَ، ثم زاد الباءَ الأَخيرة كزيادة الميم في الأَضْخَمّا. قال: وكما لا حجة على أَبي عثمان في قول الراجز جَدْبَبَّا كذلك لا حجة للنحويين على الأَخفش في قوله: إنه يُبْنَى من ضرب مثل اطْمأَنَّ، فتقول: اضْرَبَبَّ. وقولهم هم اضْرَبَّبَ، بسكون اللام الأُولى بقول الراجز، حيث ادْهَمَّما، بسكون الميم الأُولى، لأَنّ له أَن يقول إن هذا إنما جاءَ لضرورة القافية، فزاد على ادْهَمَّ، وقد تراه ساكن الميم الأُولى، ميماً ثالثة لإِقامة الوزن، وكما لا حجة لهم عليه في هذا كذلك لا حجة له عليهم أَيضاً في قول الآخر: إنَّ شـــَكْلي، وإنّ شـــَكْلَكِ شـــَتَّى، فــالْزمي الخُصـَّ، واخْفِضـي تَبْيَضِضـِّي بتسكين اللام الوسطى، لأَن هذا أَيضاً إنما زاد ضاداً، وبنى الفِعل بَنْيةً اقْتضاها الوَزْنُ. على أَن قوله تَبْيَضِضِّي أَشْبهُ من قوله ادْهَمَّمَا. لأَن مع الفعل في تَبْيَضِضِّي الياء التي هي ضمير الفاعل، والضمير الموجود في اللفظ، لا يُبنى مع الفعل إلا والفعل على أَصل بِنائه الذي أُريد به، والزيادةُ لا تكاد تَعْتَرِضُ بينهما نحو ضرَبْتُ وقتلْتُ، إلا أَن تكون الزيادة مَصُوغة في نفس المثال غير مُنْفَكَّةٍ في التقدير منه، نحو سَلْقَيْتُ وجَعْبَيْتُ واحْرَنْبَيْتُ وادْلَنْظَيْتُ. ومن الزيادة للضرورة قول الآخر: بـــاتَ يُقاســـِي لَيْلَهُــنَّ زَمَّــام، والفَقْعَســـِيُّ حــاتِمُ بــنُ تَمَّــامْ، مُســــْتَرْعَفاتٍ لِصــــِلِلَّخْمٍ ســــامْ يريد لِصِلَّخْمٍ كَعِلَّكْدٍ وهِلَّقْسٍ وشِنَّخْفٍ. قال: وأَما من رواه جِدَبَّا، فلا نظر في روايته لأَنه الآن فِعَلٌّ كخِدَبٍّ وهِجَفٍّ. قال: وجَدُبَ المكان جُدُوبةً، وجَدَبَ، وأَجْدَبَ، ومكانٌ جَدْبٌ وجَدِيبٌ: بَيِّن الجُدوبةِ ومَجْدوبٌ، كَأَنه على جُدِبَ وإن لم يُستعمل. قال سَلامةُ بن جَنْدل: كُنَّــا نَحُلُّــ، إذا هَبَّــتْ شــآمِيةً، بكــلِّ وادٍ حَطيــبِ البَطْنِـ، مَجْـدُوبِ والأَجْدَبُ: اسم للمُجْدِب. وفي الحديث: كانت فيها أَجادِبُ أَمْسَكَتِ الماءَ؛ على أَن أَجادِبَ قد يكون جمعَ أَجْدُب الذي هو جمع جَدْبٍ. قال ابن الأَثير في تفسير الحديث: الأَجادِبُ صِلابُ الأَرضِ التي تُمْسِك الماءَ، فلا تَشْرَبه سريعاً. وقيل: هي الأَراضي التي لا نَباتَ بها مأْخُوذ من الجَدْبِ، وهو القَحْطُ، كأَنه جمعُ أَجْدُبٍ، وأَجْدُبٌ جمع جَدْبٍ، مثل كَلْبٍ وأَكْلُبٍ وأَكالِبَ. قال الخطابي: أَما أَجادِبُ فهو غلط وتصحيف، وكأَنه يريد أَنّ اللفظة أَجارِدُ، بالراءِ والدال. قال: وكذلك ذكره أَهل اللغة والغريب. قال: وقد روي أَحادِبُ، بالحاء المهملة. قال ابن الأَثير: والذي جاءَ في الرواية أَجادِبُ، بالجيم. قال: وكذلك جاءَ في صحيحَي البخاري ومسلم. وأَرض جَدْبٌ وجَدْبةٌ: مُجْدِبةٌ، والجمع جُدُوبٌ، وقد قالوا: أَرَضُونَ جَدْبٌ، كالواحد، فهو على هذا وَصْفٌ بالمصدر. وحكى اللحياني: أَرضٌ جُدُوب، كأَنهم جعلوا كل جزءٍ منها جَدْباً ثم جمعوه على هذا. وفَلاةٌ جَدْباءُ: مُجْدِبةٌ. قال: أَوْ فـــي فَلاَ قَفْــرٍ مِــنَ الأَنِيســِ، مُجْدِبــــةٍ، جَــــدْباءَ، عَرْبَســـِيسِ والجَدْبةُ: الأَرض التي ليس بها قَلِيلٌ ولا كثير ولا مَرْتَعٌ ولا كَلأٌ. وعامٌ جُدُوبٌ، وأَرضٌ جُدُوبٌ، وفلانٌ جَديبُ الجَنَاب، وهو ما حَوْلَه. وأَجْدَبَ القَوْمُ: أَصابَهُمُ الجَدْبُ. وأَجْدَبَتِ السَّنةُ: صار فيها جَدْبٌ. وأَجْدَبَ أَرْضَ كَذا: وجَدَها جَدْبةً، وكذلك الرَّجُلُ. وأَجْدَبَتِ الأَرضُ، فهي مُجْدِبةٌ، وجَدُبَتْ. وجادَبَتِ الإِبلُ العامَ مُجادَبةً إذا كان العامُ مَحْلاً، فصارَتْ لا تأْكُل إلا الدَّرينَ الأَسْوَدَ، دَرِينَ الثُّمامِ، فيقال لها حينئذ: جادَبَتْ. ونزلنا بفلان فأَجْدَبْناه إذا لم يَقْرِهمْ. والمِجْدابُ: الأَرضُ التي لا تَكادُ تُخْصِب، كالمِخْصاب، وهي التي لا تكاد تُجْدِبُ. والجَدْبُ: العَيْبُ. وجَدَبَ الشَّيءَ يَجْدِبهُ جَدْباً: عابَه وذَمَّه. وفي الحديث: جَدَب لنا عُمَرُ السَّمَر بعد عَتَمةٍ، أَي عابَه وذَمَّه.وكلُّ عائِبٍ، فهو جادِبٌ. قال ذو الرمة: فَيــا لَـكَ مِـنْ خَـدٍّ أَسـِيلٍ، ومَنْطِـقٍ رَخِيمٍــ، ومِــنْ خَلْـقٍ تَعَلَّـلَ جـادِبُه يقول: لا يَجِدُ فيه مَقالاً، ولا يَجِدُ فيه عَيْباً يَعِيبه به، فيَتَعَلَّلُ بالباطلِ وبالشيءِ يقولُه، وليس بِعَيْبٍ. والجادِبُ: الكاذِبُ. قال صاحب العين: وليس له فِعْلٌ، وهو تصحيف. والكاذبُ يقال له الخادب، بالخاءِ. أَبو زيد: شَرَجَ وبَشَكَ وخَدَبَ إذا كَذَبَ. وأَما الجادب، بالجيم، فالعائب.والجُنْدَبُ: الذَّكر من الجَراد. قال: والجُنْدُبُ والجُنْدَبُ أَصْغَرُ من الصَّدى، يكون في البَرارِي. وإيَّاه عَنى ذو الرمة بقوله: كــأَنَّ رِجْلَيْــهِ رِجْلا مُقْطِــفٍ عَجِلٍــ، إذا تَجَــاوبَ، مـن بُرْدَيْهِـ، تَرْنِيـمُ وحكى سيبويه في الثلاثي: جِنْدَب، وفسره السيرافي بأَنه الجُنْدب. وقال العَدَبَّسُ: الصَدَى هو الطائرُ الذي يَصِرُّ بالليل ويَقْفِزُ ويَطِيرُ، والناس يرونه الجُنْدَبَ وإنما هو الصَّدى، فأَما الجُنْدب فهو أَصغر من الصدى. قال الأَزهري: والعرب تقول صَرَّ الجُنْدَبُ، يُضرب مثلاً للأَمر يشتدّ حتى يُقْلِقَ صاحِبَه. والأَصل فيه: أَن الجُنْدبَ إذا رَمِضَ في شدّة الحر لم يَقِرَّ على الأرض وطار، فَتَسْمَع لرجليه صَرِيراً، ومنه قول الشاعر: قَطَعْتُـــ، إذا ســـَمِعَ الســَّامِعُون، مِـن الجُنْـدبِ الجَـوْنِ فيهـا، صَريرا وقيل الجُندب: الصغير من الجَراد. قال الشاعر: يُغـالِينَ فيـه الجَـزْءَ لَـولا هَواجِرٌ، جَنادِبُهـــا صــَرْعَى، لَهُــنّ فَصــِيصُ أَي صَوتٌ. اللحياني: الجُنْدَبُ دابَّة، ولم يُحَلِّها. والجُنْدَبُ والجُنْدُبُ، بفتح الدال وضمها: ضَرْبٌ من الجَراد واسم رجل. قال سيبويه: نونها زائدة. وقال عكرمة في قوله تعالى: فأَرْسَلْنا عليهِمُ الطُّوفانَ والجَرادَ والقُمَّلَ. القُمَّلُ: الجَنادِبُ، وهي الصِّغار من الجَراد، واحِدتُها قُمَّلةٌ. وقال: يجوز أَن يكون واحد القُمَّلِ قامِلاً مثل راجِعٍ ورُجَّعٍ. وفي الحديث: فَجَعَلَ الجَنادِبُ يَقَعْنَ فيه؛ هو جَمعُ جُنْدَب، وهو ضَرْبٌ مِن الجَراد. وقيل: هو الذي يَصِرُّ في الحَرِّ. وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: كان يُصَلي الظُّهرَ، والجَنادِبُ تَنْقُزُ من الرِّمْضاءِ أَي تَثِبُ.وأُمُّ جُنْدَبٍ: الداهِيةُ، وقيل الغَدْرُ، وقيل الظُّلم. وركِبَ فُلان أُّمَّ جُنْدَبٍ إذا رَكِبَ الظُّلْمَ. يقال: وقع القوم في أُمِّ جُنْدَبٍ إذا ظُلِموا كأَنها اسمٌ من أَسماءِ الإساءَة والظُّلْمِ والداهِيةِ. غيره: يقال وقع فلان في أُمِّ جُنْدَبٍ إذا وقَع في داهيةٍ؛ ويقال: وَقَع القوم بأُم جندب إذا ظَلَموا وقَتَلُوا غيرَ قاتِلٍ. وقال الشاعر: قَتَلْنا به القَوْمَ، الذين اصْطَلَوْا به جِهـاراً، ولـم نَظْلِـمْ بـه أُمَّ جُنْـدَبِ أَي لم نَقْتُلْ غير القاتِلِ.
المعجم: لسان العرب

مشي

المعنى: المَشي: معروف، مَشى يَمْشي مَشْياً، والاسم المِشْية؛ عن اللحياني، وتَمَشَّى ومَشَى تَمْشِيةً؛ قال الحطيئة: عَفـا مُسـْحُلانٌ مـن سـُلَيْمى فحـامِرُهْ تَمَشـــَّى بــه ظِلْمــانُه وجَــآذِرُهْ وأَنشد الأَخفش للشماخ: ودَوِّيَّـــةٍ قَفْــرٍ تَمَشــَّى نَعامُهــا كمَشـْيِ النَّصـارى فـي خِفافِ الأَرَنْدَجِ وقال آخر: ولا تَمَشـــَّى فـــي فضــاءٍ بُعْــداً قال ابن بري: ومثله قول الآخر: تَمَشـَّى بهـا الـدَّرْماءُ تَسْحَبُ قُصْبَها كـأَنْ بَطْـنُ حُبْلـى ذاتِ أَوْنَين مُتْئِمِ وأَمْشاهُ هو ومَشَّاهُ، وتَمشَّتْ فيه حُمَيَّا الكأْس. والمِشْيةُ: ضَرْب من المَشْي إذا مَشى. وحكى سيبويه: أَتيته مَشْياً، جاؤوا بالمصدر على غير فِعْله، وليس في كل شيءٍ يقال ذلك، إِنما يحكى منه ما سُمع. وحكى اللحياني أَن نساءَ الأَعراب يقلن في الأُخَذ: أَخَّذْته بدُبَّاءِ مُمَلإٍ من الماءِ مُعَلَّقٍ بتِرْشاءٍ فلا يزال في تِمْشاءٍ، ثم فسره فقال: التِّمْشاءُ المَشي. قال ابن سيده: وعندي أَنه لا يستعمل إِلا في الأُخْذة. وكل مستمرٍّ ماشٍ وإِن لم يكن من الحيوان فيقال: قد مشى هذا الأَمر.وفي حديث القاسم بن محمد في رجل نَذَرَ أَن يَحُجَّ ماشِياً فأَعْيا قال: يَمْشِي ما رَكِب ويركَبُ ما مَشى أَي أَنه يَنْفُذُ لوجهه ثم يعُود من قابل فيركب إِلى الموضع الذي عَجَز فيه عن المَشْي ثم يَمْشي من ذلك الموضع كلَّ ما ركِب فيه من طريقه.والمَشَّاءُ: الذي يَمْشِي بين الناس بالنَّمِيمة. والمُشاةُ: الوُشاة.والماشِيةُ: الإِبل واالغنم معروفة، والجمع المَواشي اسم يقع على الإِبل والبقر والغنم؛ قال ابن الأَثير: وأَكثر ما يستعمل في الغنم. ومَشَتْ مَشاء: كثُرت أَولادُها. ويقال: مَشَتْ إِبل بني فلان تَمْشي مشاء إذا كثرت. والمَشاء: النَّماء، ومنه قيل الماشيةُ. وكلُّ ما يكون سائمةً للنسل والقِنْية من إِبل وشاءٍ وبقر فهي ماشِيةٌ.وأَصل المَشاء النَّماء والكثرة والتَّناسُل؛ وقال الراجز: مِثْلِـــيَ لا يُحْســِنُ قَــوْلاً فَعْفَعِــي العَيْــرُ لا يَمْشــي مــع الهَمَلَّــعِ لا تــــأْمُرِيني ببنـــاتِ أَســـْفَعِ يعني الغنم. وأَسْفَع: اسم كَبْش. ابن السكيت: الماشِيةُ تكون من الإِبل والغنم. يقال: قد أَمشى الرجل إذا كثرَت ماشِيَتُه. ومَشَت الماشِيةُ إذا كثرت أَولادُها؛ قال النابغة الذبياني: فكُـــلُّ قَرينـــةٍ ومَقَـــرِّ إِلْـــفٍ مُفــارِقُه إِلــى الشـَّحَطِ، القَرِيـنُ وكــلُّ فَــتىً، وإِن أَثْــرَى وأَمْشـى ســتَخْلِجُه، عــن الــدُّنْيا، مَنُـونُ وكــلُّ فَــتىً، بمــا عَمِلـتْ يَـداهُ ومـــا أَجْــرَتْ عَــوامِلُه، رَهِيــنُ وفي الحديث: أَن إِسمعيلَ أَتى إِسحقَ، عليهما السلام، فقال له إِنَّا لم نَرِثْ من أَبينا مالاً وقد أَثْريْتَ وأَمْشَيْتَ فأَفِئ عليَّ مما أَفاء اللهُ عليك، فقال: أَلم تَرْضَ أَني لم أَسْتَعْبِدْك حتى تَجِيئني فتَسأَلني المالَ؟ قوله: أَثْرَيْتَ وأَمْشَيْتَ أَي كثُر ثَراكَ أَي مالُك وكثُرت ماشيتُك، وقوله: لم أَسْتَعْبِدْك أَي لم أَتَّخِذْكَ عبداً، قيل: كانوا يَسْتَعْبدون أَولادَ الإِماء؛ وكانت أُمُّ إِسمعيل أَمة، وهي هاجَر، وأُمُّ إِسحق حُرَّة، وهي سارةُ. وناقةٌ ماشِيةٌ: كثيرة الأَولاد. والمَشاء: تَناسُل المالِ وكثرته، وقد أَمْشَى القَوْمُ وامْتَشَوْا؛ قال طُرَيْحٌ: فــأَنْتَ غَيْثُهُــمُ نفْعــاً وطَــوْدُهُمُ دَفْعاً، إذا ما مَرادُ المُمْتَشِي جَدَبا وأَفْشَى الرجلُ وأَمْشَى وأَوْشَى إذا كثر ماله، وهو الفَشاء والمَشاء، ممدود. الليث: المَشاء، ممدود، فعل الماشية، تقول: إِن فلاناً لَذُو مَشاءٍ وماشِيةٍ. وأَمْشَى فلان: كثرت ماشيتُه؛ وأَنشد للحطيئة: فَيَبْنــي مَجْــدَها ويُقِيــمُ فيهــا ويَمْشــِي، إِن أُرِيــدَ بـه المَشـاءُ قال أَبو الهَيثَم: يَمْشِي يكثُر. ومشى على آلِ فلان مالٌ: تَناتَجَ وكثُر. ومالٌ ذو مَشاء أَي نَماء يَتَناسَلُ. وامرأَة ماشيةٌ: كثيرة الولد.وقد مَشَتِ المرأَةُ تَمْشِي مَشاء، ممدود، إذا كثر ولدها، وكذلك الماشيةُ إذا كثر نسلها؛ وقول كثير: يَمُـجُّ النَّـدَى لا يـذكرُ السَّيرَ أَهْلُه ولا يَرْجِـعُ الماشـِي بهـ، وهْوَ جادِبُ يعني بالماشِي الذي يَسْتَقْرِيه؛ التفسير لأَبي حنيفة. ومَشَى بطنُه مَشْياً: اسْتَطْلَق. والمَشِيُّ والمَشِيَّة: اسم الدواء. وشربت مَشِيّاً ومَشُوّاً ومَشْواً، الأَخيرتان نادرتان، فأَما مَشُوٌّ فإِنهم أَبدلوا فيه الياء واواً لأَنهم أَرادوا بناء فَعُول فكرهوا أَن يلتبس بفَعِيل، وأَمَّا مَشْوٌ فإِنَّ مثل هذا إِنما يأْتي على فَعُول كالقَيُوء. التهذيب: والمَشاء، ممدود، وهو المَشُوُّ والمَشِيُّ، يقال: شَرِبت مَشُوّاً ومَشِيّاً ومَشاء؛ أَو استطلاقُ البطن، والفعل اسْتَمْشَى إذا شَرِبَ المَشِيَّ، والدَّواء يُمْشِيه. وفي حديث أَسماء: قال لها بِم تَسْتَمْشِينَ أَي بمَ تُسْهِلِينَ بَطْنَكِ؟قال: ويجوز أَن يكون أَراد المَشْي الذي يَعْرِض عند شُرْب الدواء إِلى المَخْرج. ابن السكيت: شربت مَشُوّاً ومَشاء ومَشِيّاً، وهو الدواء الذي يُسهل مثل الحَسُوَّ والحَساء؛ قاله بفتح الميم وذكر المَشِيَّ أَيضاً، وهو صحيح، وسُمي بذلك لأَنه يحمل شاربه على المَشْي والتَّرَدُّد إِلى الخلاء، ولا تقل شربت دواء المَشْيِ. ويقال: اسْتَمْشَيْتُ وأَمْشاني الدَّواء. وفي الحديث: خير ما تداوَيْتم به المَشِيُّ. ابن سيده: المَشْوُ والمَشُوُّ الدَّواء المُسْهِل؛ قال: شـــَرِبْتُ مَشــْواً طَعْمــه كالشــَّرْيِ قال ابن دريد: والمَشْيُ خطأٌ، قال: وقد حكاه أَبو عبيد. قال ابن سيده: والواو عندي في المَشُوِّ معاقبة فبابه الياء. أَبو زيد: شربت مَشِيّاً فَمَشَيْت عنه مَشْياً كثيراً. قال ابن بري: المَشِيُّ، بياء مشدَّدة، الدواء، والمَشْيُ، بياء واحدة: اسم لما يجيء من شاربه؛ قال الراجز: شــَرِبْتُ مُــرّاً مِــن دواءِ المَشــْيِ مِـــنْ وَجَـــعٍ بِخَثْلَـــتي وحَقْــوِي ابن الأَعرابي: أَمْشَى الرجلُ يُمْشِي إذا أَنْجَى دَواؤه ومَشَى يَمْشِي بالنَّمائم.والمَشا: نبت يشبه الجَزَر، واحدته مَشاةٌ. ابن الأَعراب: المَشا الجَزَرُ الذي يُؤكل، وهو الإِصْطَفْلِينُ:وذات المَشا: موضع؛ قال الأَخطل: أَجَــدُّوا نَجــاءً غَيَّبَتْهُمْــ، عَشـِيَّةً خَمــائِلُ مــن ذاتِ المَشـا وهُجُـولُ
المعجم: لسان العرب