المعجم العربي الجامع
فَهِقَ
المعنى: الإناءُ والحوض ـَ فَهَقاً، وفَهْقاً: امتلأ حتّى تصبّب.؛(أفْهَقَ) الإناءَ وغيره: ملأه.؛(تَفَهَّقَ) الشيءُ: اتَّسَع. وـ فلان في الكلام: توسَّع فيه وتأنَّق.؛(تَفَيْهَقَ) في كلامه: توسَّع وتنطَّع. وفي الحديث: (إنّ أبغضكم إليّ الثّرثارون المتفيهقون). وـ في مشيته: تبختر. ويقال: هو يتفيهق علينا بمال غيره: يفخر ويتفخّم. فهو متفيهِق.؛(الفَهْقة): أول فِقْرَة من العنق تلي الرأس. (ج) فهاق.؛(الفَيْهَق) من كل شيء: الواسع. ويقال: مفازة فيهق: واسعة.
المعجم: الوسيط فهق
المعنى: ـ فَهِقَ الإِناءُ، كفرحَ، فَهْقاً، ويُحَرَّكُ: امْتَلأَ. ـ والفَهْقَةُ: عَظْمٌ عندَ مُرَكَّبِ العُنُقِ، وهو أوَّلُ الفَقارِ، أو عَظْمٌ عندَ فائِقِ الرأسِ مُشْرِفٌ على اللَّهاةِ. ـ وفَهَقَهُ، كمنَعه: أصاب فَهْقَتَه. ـ والفاهِقَةُ: الطَّعْنَةُ التي تَفْهَقُ بالدَّمِ، أي: تَتَصَبَّبُ، أو كَيَّةٌ على الفَهْقَةِ. ـ والفَيْهَقُ: الواسِعُ من كلِّ شيءٍ، والصَّفِيُّ من النُّوقِ. ـ وبئْرٌ مِفْهاقٌ: كثيرةُ الماءِ. ـ وأفْهَقَه: مَلأَهُ، ـ وـ البعيرَ: كَوَاهُ الفاهِقَةَ، ـ وـ البَرْقُ وغيرُه: اتَّسَعَ، ـ كتَفَهَّقَ وانْفَهَقَ. ـ وتَفَيْهَقَ في كلامِه: تَنَطَّعَ وتَوَسَّعَ كأَنه مَلأَ به فَمَهُ.
المعجم: القاموس المحيط فهق
المعنى: الفَهْقةُ: أَول فَقْرة من العنق تلي الرأس، وقيل: هي مُرَكْبُ الرأس في العنق. ابن الأَعرابي: الفَهْقة مَوْصِلُ العنق بالرأس، وهي آخر خَرزَةٍ في العنق. والفَهْقةُ: عظم عند فائق الرأس مشرف على اللَّهاة، والجمع من كل ذلك فِهَاقٌ، وهو العظم الذي يسقط على اللهاة فيقال فُهِقَ الصبي؛ قال رؤبة: قـد يَجَـأُ الفَهْقَـةَ حـتى تَنْـدَلِقْ أَي يَجَأُ القَفا حتى تسقط الفَهْقةُ من باطن. والفهقة: عظم عند مُرَكَّب العنق وهو أَول الفَقَار؛ قال القلاخ: وتُضــرَبُ الفَهْقَــةُ حـتى تَنْـدلِقْ وفَهَقْتُ الرجلَ إذا أَصبت فَهْقَتهُ؛ قال ثعلب: أَنشدني الأَعرابي: قـد تُوجَـأُ الفَهْقـةُ حتى تَنْدَلِقُ، من مَوْصِلِ اللَّحْيين في خَيْط العُنُقْ وفُهِقَ الصبيُّ: سقطت فَهْقتُه عن لَهاته، قال الأصمعي: أصل الفَهْقِ الامتلاء، فمعنى المُتَفَيْهق الذي يتوسع في كلامه ويَفْهَقُ به فمه. وفي الحديث: إن أبغضكم إليَّ الثَّرثاروُن المُتَفَيْهِقُون قيل: يا رسول الله، وما المُتَفَيْهِقُون؟ قال: المتكبرون، وهو يَتَفَيْهقُ في كلامه؛ وتفسير الحديث هم الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم، مأخوذ من الفَهْق وهو الامتلاء والاتساع. يقال: أفْهَقْتُ الإناء فَفَهِقَ يَفْهَقُ فَهْقاً. وفي حديث جابر: فنزعنا في الحوض حتى أَفْهَقْنا. وفي حديث علي، عليه السلام: في هواء مُنْفَتِق وجوّ مُنْفَهِق؛ وقال الأعشى: تَـرُوحُ علـى آل المُحَلّـقِ جَفْنَـةٌ، كجابِيـةِ الشـيخ العِراقـيّ تَفْهَقُ يعني الامتلاء. الفراء: بات صبِيُّها على فَهَقٍ إذا امتلأَ من اللبن.وتَفَيْهقَ في كلامه: توسَّع وتنطَّع. وفَهِقَ الغدير بالماء يَفْهَقُ فَهْقاً: امتلأَ. وأَفْهَقَهُ: ملأَه. وأفْحقَهُ: كأفْهقَهُ على البدل؛ وأنشد يعقوب لأعرابي اختلعت منه امرأته واختارت زوجاً غيره فأَضرَّها وضيّق عليها في المعيشة، فبلغه ذلك فقال يهجوها ويعيبها بما صارت إليه من الشقاء: رَغْمـاً وتَعْسـاً للشَّريم الصَّهْصَلِقْ، كـانت لَـدَيْنا لا تَـبيتُ ذا أَرَقْ، ولا تَشـَكَّى خَمَصـاً فـي المُرْتَزَقْـ، تُضـْحي وتُمْسـي فـي نعيـمٍ وفَنَـقْ لـم تَخْشَ عندي قَطُّ ما إلاَّ السَّنَقْ، فالرَّســْلُ دَرٌّ، والإنــاءُ مُنْفَهِـقْ الشريم: المُفْضاة، وما ههنا زائدة؛ أَراد لم تخش عندي قط إلا السَّنَقَ وهو شبه البَشَم يعتري من كثرة شرب اللبن، وإنما عيَّرها بما صارت إليه بعده. والفَهَقُ والفَهْق: اتساع كل شيءٍ ينبع منه ماء أو دم. وطعنة فاهقَةٌ: تَفْهَقُ بالدم. وتَفَيْهَقَ في الكلام: توسع، وأصله الفَهْقُ وهو الامتلاء كأنه ملأَ به فمه. والفاهِقَةُ: الطعنة التي تَفْهَق بالدم أي تتصبب وانْفَهَقت الطعنة والعين والمَثْعَبُ وتَفَهق، كله: اتسع. ابن الأعرابي: أرض فَيْهق وفَيْحَقٌ، وهي الواسعة؛ قال رؤبة: وإن عَلَـوْا مـن فَيْـفِ خَرْقٍ فَيْهقَا ألْقــى بـه الآلُ غـديراً دَيْسـَقَا وانْفَهَقَ الشيءُ: اتسع؛ وأنشد: وانْشـَقَّ عنهـا صَحْصـَحانُ المُنْفَهِقْ قال: ومنه يقال تَفَيْهقَ في الكرم وتَفَهَّقَ أي توسع فيه وتنطَّع؛ قال الفرزدق: تَفَيْهَـقَ بـالعِراق أبـو المُثَنَّى، وعَلَّــم قــومَهُ أكــلَ الخَبِيــصِ الأزهري: انْفَهَقت العين وهي أرض تَنْفَهِقُ مِياهاً عِذاباً؛ قال الشاعر: وأطْعَـنُ الطَّعْنَة النَّجْلاءَ عن عُرُضٍ، تَنْقي المَسابِيرَ بالإرْباد والفَهَقِ والفَيْهَقُ: الواسع من كل شيء. ومفازة فَيْهَق: واسعة. يقال: هو يَتَفَيْهَقُ علينا بمال غيره. قال قرة بن خالد: سئل عبد الله بن غني عن المُتَفَيْهِق فقال: هو المُتَفَخّم المتفتّح المتبختر. وفي حديث: أن رجلاً يخرج من النار فيُدْنى من الجنة فَتَتَفَهَّق له أي تتفتَّح وتتسع.والفَيْهَقُ: البلد الواسع. ورجل مُتفَيْهق: متفتح بالبَذَخ متسع. ابن الأعرابي: كل شيء توسع فقد تَفَهّق. وبئر مفْهاق: كثيرة الماء؛ قال حسان: علـى كـلّ مِفْهـاقٍ خَسِيفٍ غُرُوبُها، تُفَـرَّغ فـي حَوْض من الماء أسْجَلا الغُروب ههنا: ماؤها. وتَفَيْهق في مشيته: تبختر، وتَفَيُحق كَتَفَيْهق على البدل. والمُنْفَهِقُ: الواسع؛ وأنشد: والعِيــسُ فــوق لاحِــب مُعَبَّــدِ، غُبْــرِ الحَصــى مُنْفَهِــقٍ عمَــرَّدِ وفَهِقَ الإناءُ بالكسر، يَفْهَقُ فَهْقاً وفَهَقاً إذا امتلأَ حتى يتصبب. وأفْهْقْت السقاء: ملأته.
المعجم: لسان العرب فهـق
المعنى: فهـق فَهِقَ الإناءُ، كفَرِح فَهْقاً بالفَتْحِ على غير قِياس ويُحرَّك على القِياس، وَقد ذكَرَهُما الجوهريّ: امْتَلأَ حَتَّى يتصبّبَ، وَكَذَلِكَ الغَديرُ. وأنشدَ الجوهريُّ للأعشى: (تَروحُ على آلِ المُحلَّقِ جَفْنَةٌ ... كجابِيَةِ الشّيْخِ العِراقيِّ تفْهَقُ) ويُرْوى السَّيْح يُريدُ دِجْلَة. قَالَ الصاغانيّ: وَمن رَوَى الشّيخ أَرَادَ أنّه يجْمَع فِي جابِيَتِه الماءَ لأنّه يَضْعُفُ عَن الاسْتِقاءِ. والفَهْقَة: عظْمٌ عِنْد مُرَكَّب العُنُق، وَهُوَ أوّلُ الفَقارِ كَمَا فِي الصِّحاح. زَاد غيرُه: يَلي الرّأسَ. أَو عظْمٌ عندَ فائِقِ الرّأْس، مُشرِفٌ على اللهاةِ قالَه اللّيثُ، وأنشَدَ: وتُضْرَبُ الفَهْقَةُ حتّى تنْدلِقْ قُلت: وَهُوَ قوْلُ القُلاخ. وفَهَقَه، كمنَعه فَهْقاً: أصابَ فهْقَتَه نَقله الجوهريّ. والفاهِقَة: الطّعْنَةُ الَّتِي تفْهَقُ بالدّم أَي: تتصبّبُ. والفاهِقَة: كَيّة على الفَهْقَةِ عَن ابنِ عبّاد. وَقَالَ اللّيثُ: الفَهْق: اتِّساع كُلِّ شيءٍ ينْبُع مِنْهُ ماءٌ أَو دَمٌ. قَالَ: والفَيْهَقُ كصَيْقَلٍ: الواسِعُ من كلِّ شيْءٍ حَتَّى يُقال مفازَة فَيْهَق. وناقة فَيْهَق، وَهِي: الصِّفِيُّ من النّوق. ويُقال: بِئْر مِفْهاقٌ أَي: كَثيرةُ الماءِ. قَالَ حسّان رضيَ الله عَنهُ: (علَى كُلِّ مِفْهاقٍ خَسيف غُروبُها ... تُفرِّغ فِي حوْضٍ من الماءِ أسْجُلا) الغُروبُ هُنَا: مَاؤُهَا. وأفهقَه أَي: السِّقاء: ملأَه كأفْحقَه على الْبَدَل. وَفِي حديثِ جابرٍ رَضِي الله عَنهُ فنزَعْنا فِي الحوْضِ حتّى أفْهَقنا. وأفْهَقَ البَعيرَ: كَواهُ الفاهِقَةَ، نَقله الصّاغانيّ. وأفْهَقَ البَرْقُ وغيرُه: اتّسَعَ، كتفهّقَ عَن ابنِ الأعرابيّ. وانْفَهَقَ. وَفِي حَدِيث عليّ رَضِي الله عَنهُ: فِي هَواءٍ مُنْفَتِق، وجوٍّ مُنْفَهِقٍ وأنْشَدَ ابنُ السّكيت لأعْرابيّ اختلَعَت مِنْهُ امرأتُه، واختارت زوْجاً غيرَه، فأضَرّها، وضَيّق عَلَيْهَا فِي المَعيشة، فبلَغه ذَلِك، فَقَالَ يهْجوها، ويَعيبها بِمَا صارَتْ إِلَيْهِ من الشّقاءِ: رَغْماً وتَعْساً للشّريمِ الصّهْصَلِقْ كانتْ لدَيْنا لَا تَبيتُ ذَا أرَقْ وَلَا تَشَكّى خَمَصاً فِي المُرتَزَقْ تُضحي وتُمْسي فِي نَعيمٍ وفَنَقْ لم تخشَ عندِي قَطُّ مَا إلاّ السّنَقْ) فالرّسْلُ دَرٌّ، والإناءُ مُنْفهِقْ الشّريم: المُفْضاةُ، وَمَا هُنا زائِدة. أَرَادَ لم تخْشَ عِندي قطّ إِلَّا السّنَق، وَهُوَ شِبْه البَشَمِ يعتَري من كَثْرةِ شُرْبِ اللّبَن، وَإِنَّمَا عيّرها بِمَا صارَتْ إِلَيْهِ بعدَه. وَفِي الحَدِيث: فَإِذا دَنا مِنْهَا انفَهَقَتْ لَهُ الجنّة، أَي: اتّسَعَت. وَقَالَ رُؤبة: وانْشَقّ عنْها صَحْصَحانُ المُنْفَهَقْ وتَفَيْهَق فِي كلامِه: إِذا تنطّع وتوسّع فِيهِ، قَالَه الفَرّاءُ. وأصلُه الفَهْق، وَهُوَ الامْتِلاءُ كأنّه مَلأ بِهِ فمَه. وَفِي الحَدِيث: وأبْعَدُكُم منّي مجالِسَ يومَ القِيامةِ الثّرثارونَ المُتَفَيْهِقون، قيلَ: يَا رسولَ الله وَمَا المُتَفَيْهِقون قَالَ: المتكبِّرون. وَقَالَ الفرزْدَق: (تفَيْهَقَ بالعِراقِ أَبُو المُثَنّى ... وعلّمَ قومَه أكلَ الخَبيصِ) وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الفِهاقُ، بالكَسْر: جمْعُ الفَهْقَة لآخر خَرَزة فِي العُنُق، عَن ابنِ الأعرابيّ. وفُهِقَ الصّبيُّ كعُنِيَ: سقَطت فهْقَتُه عَن لَهاتِه. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: أَرض فَيْهَق وفَيْحَق وَهِي الواسِعة. وَأنْشد لرؤبة: وإنْ علَوْا من فَيْفِ خرْقٍ فَيْهَقا ألْقَى بِهِ الآلُ غَديراً دَيْسَقا وَقَالَ الأزهريّ: هِيَ أرضٌ تنْفَهِقُ مِياهاً عِذاباً. ويُقال: هُوَ يتَفَيْهَقُ علينا بمالِ غيرِه. وتفَيْهَق فِي مِشيَتِه: تبخْتَر. وَقَالَ قُرّةُ بنُ خالِد: سُئلَ عبدُ الله بن غَنيّ عَن المُتَفَيْهِق، فَقَالَ: هُوَ المُتَفخِّمُ المتفَتِّحُ المتَبَخْتِر.
المعجم: تاج العروس جبي
المعنى: جَبَى الخراجَ والماء والحوضَ يَجْبَاهُ ويَجْبيه: جَمَعَه. وجَبَى يَجْبَى مما جاء نادراً: مثل أَبى يَأْبى، وذلك أَنهم شبهوا الأَلف في آخره بالهمزة في قَرَأَ يَقْرَأُ وهَدَأَ يَهْدَأُ، قال: وقد قالوا يَجْبَى، والمصدر جِبْوَةً وجِبْيَة؛ عن اللحياني، وجِباً وجَباً وجِبَاوةٌ وجِبايةٌ نادر. وفي حديث سعد: يُبْطِئ في جِبْوَتهِ؛ الجِبْوَة والجِبْيَة:الحالة من جَبْيِ الخراج واسْتِيفائه. وجَبَيْتُ الخراجَ جِبَاية وجَبَوْته جِبَاوَة؛ الأَخير نادر، قال ابن سيده: قال سيبويه أَدخلوا الواو على الياء لكثرة دخول الياء عليها ولأَن للواو خاصة كما أَن للياء خاصة؛ قال الجوهري: يهمز ولا يهمز، قال: وأَصله الهمز؛ قال ابن بري: جَبَيْت الخراج وجَبَوْته لا أَصل له في الهمز سماعاً وقياساً، أَما السماع فلكونه لم يسمع فيه الهمز، وأَما القياس فلأَنه من جَبَيْت أَي جمعت وحَصَّلت، ومنه جَبَيْت الماء في الحوض وجَبَوْته، والجابي: الذي يجمع المال للإبل، والجَبَاوَةُ اسم الماء المجموع. ابن سيده في جَبَيْت الخراج: جَبَيْته من القوم وجَبَيْتُه الْقَوْمَ؛ قال النابغة الجعدي: دنـانير نَجْبِيهـا العِبـادَ، وغَلَّة على الأَزْدِ مِن جاهِ امْرِئ قد تَمَهَّلا وفي حديث أَبي هريرة: كيف أَنتم إذا لم تَجْتَبوا ديناراً ولا دِرْهَماً؛ الاجْتِباءُ، افتِعال من الجِباية: وهو استخراج الأَموال من مَظانها.والجِبْوة والجُبْوة والجِبا والجَبا والجِباوة: ما جمعتَ في الحوض من الماء. والجِبا والجَبا: ما حول البئر والجَبا: ما حول الحوض،يكتب بالأَلف. وفي حديث الحديبية: فقعد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على جَباها فَسَقَيْنا واسْتَقَيْنا؛ الجَبا، بالفتح والقصر: ما حول البئر. والجِبَا، بالكسر مقصور: ما جمعت فيه من الماء. الجوهري: والجِبا، بالكسر مقصور، الماء المجموع للإبل، وكذلك الجِبْوة والجِباوة. الجوهري: الجَبا، بالفتح مقصور، نَثِيلة البئر وهي ترابها الذي حولها تراها من بعيد؛ ومنه: امرأةٌ جَبْأَى على فَعْلى مثال وَحْمَى إذا كانت قائمة الثَّدْيَيْن؛ قال ابن بري: قوله جَبْأَى التي طَلَعَ ثديُها ليس من الجَبا المعتلّ اللام، وإنما هو من جَبَأَ علينا فلان أَي طلع، فحقه أَن يذكر في باب الهمز؛ قال: وكأَنّ الجوهري يرى الجَبَا الترابَ أَصله الهمز فتركت العرب همزة، فلهذا ذكر جَبْأَى مع الجَبَا، فيكون الجَبا ما حول البئر من التراب بمنزلة قولهم الجَبْأَة ما حول السرة من كل دابة. وجَبَى الماءَ في الحوض يَجْبِيه جَبْياً وجَباً وجِباً: جَمَعَه. قال شمر: جَبَيْت الماء في الحوض أَجْبي جَبْياً وجَبَوْت أَجْبُو جَبْواً وجِبايةً وجِباوةً أَي جمعته. أَبو منصور: الجِبا ما جُمع في الحوض من الماء الذي يستقى من البئر، قال ابن الأَنباري: هو جمع جِبْية. والجَبا، بالفتح: الحوض الذي يُجْبَى فيه الماءُ، وقيل: مَقام الساقي على الطَّيِّ، والجمع من كل ذلك أَجباءٌ. وقال ابن الأَعرابي: الجَبَا أَن يتقدم الساقي للإبل قبل ورودها بيوم فيَجْبِيَ لها الماءَ في الحوض ثم يوردَها من الغد؛ وأَنشد: بـالرَّيْثِ مـا أَرْوَيْتها لا بالعَجَلْ، وبالجَبَــا أرْوَيْتهــا لا بالقَبَـلْ يقول: إنها إبل كثيرة يُبطئون بسقيها فتُبْطئ فَيَبْطُؤُ ريُّها لكثرتها فتبقى عامّة نهارها تشرب وإذا كانت ما بين الثلاث إلى العشر صب على رؤوسها. قال: وحكى سيبويه جَبَا يَجْبَى، وهي عنده ضعيفة والجَبَا: مَحْفَر البئر. والجَبَا: شَفَة البئر؛ عن أَبي ليلى. قال ابن بري: الجَبا، بالفتح، الحوض والجِبا، بالكسر، الماء؛ ومنه قول الأَخطل: حــتى وَرَدْنَ جِبَــا الكُلابِ نِهـالاَ وقال آخر: حــتى إذا أَشـرَفَ فـي جـوفِ جَبَـا وقال مُضَرِّس فجمعه: فأَلْقَتْ عَصا التَّسْيار عنها، وخَيَّمت بأَجْبـاءِ عَـذْبِ الماء بيضٍ مَحافِرُهْ والجابية: الحوض الذي يُجْبَى فيه الماء للإبل. والجابِيَة: الحوض الضَّخْم؛ قال الأَعشى: تَــرُوحُ علـى آلِ المُحَلَّـق جَفْنَـةٌ، كجابيَـة الشـَّيْخِ العِراقـيِّ تَفْهَـقُ خص العراقي لجهله بالمياه لأَنه حَضَرِيّ، فإذا وجدها مَلأَ جابيتَه، وأَعدَّها ولم يدرِ متى يجد المياه، وأَما البدويّ فهو عالم بالمياه فهو لا يبالي أَن لا يُعِدَّها؛ ويروى: كجابية السَّيْح، وهو الماء الجاري، والجمع الجَوابي؛ ومنه قوله تعالى: وجِفانٍ كالجوابي.والجَبَايا: الرَّكايا التي تُحْفر وتُنْصب فيها قُضبان الكَرْم؛ حكاها أَبو حنيفة؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: وذاتِ جَبــاً كَثِيـرِ الـوِرْدِ قَفْـرٍ، ولا تُســْقَى الحَـوائِمُ مـن جَباهـا فسره فقال: عنى ههنا الشرابَ وجَبا: رَجَعَ؛ قال يصف الحمار: حــتى إذا أَشـْرَفَ فـي جَـوْفٍ جَبَـا يقول: إذا أَشرف في هذا الوادي رجع، ورواه ثعلب: في جوفِ جَبَا، بالإضافة، وغَلَّط من رواه في جوفٍ جَبَا، بالتنوين، وهي تكتب بالأَلف والياء.وجَبَّى الرجلُ: وضع يديه على ركبتيه في الصلاة أَو على الأَرض، وهو أَيضاً انْكبابه على وجهه؛ قال: يَكْـــرَعُ فيهـــا فيَعُــبُّ عَبّــا، مُجَبِّيـــاً فــي مائهــا مُنْكَبّــا وفي الحديث: أَنَّ وَفْدَ ثَقِيفٍ اشْتَرَطوا على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَن يُعْشَروا ولا يُحْشَروا ولا يُجَبُّوا، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: لكم ذلك ولا خَيْرَ في دِينٍ لا رُكُوعَ فيه؛ أَصل التَّجْبِيةَ أَن يقوم الإنسان قيام الراكع، وقيل: هو السجود؛ قال شمر: لا يُجَبُّوا أَي لا يَرْكعوا في صلاتهم ولا يسجدوا كما يفعل المسلمون، والعرب تقول جَبَّى فلان تَجْبِيَةً إذا أَكَبَّ على وجهه بارِكاً أَو وضع يديه على ركبتيه منحنياً وهو قائم.وفي حديث ابن مسعود: أَنه ذكر القيامةَ والنفخَ في الصُّور قال فيقومون فيُجَبُّون تَجْبِيَةَ رجلٍ واحدٍ قياماً لرب العالمين؛ قال أَبو عبيد:التجبية تكون في حالين: إحداهما أَن يضع يديه على ركبتيه وهو قائم وهذا هو المعنى الذي في الحديث، أَلا تراه قال قياماً لرب العالمين؟ والوجه الآخر أن يَنْكَبَّ على وجهه بارِكاً، وهو كالسجود، وهذا الوجهُ المعروف عند الناس، وقد حمله بعض الناس على قوله فيخرُّون سُجَّداً لرب العالمين فجعل السجود هو التَّجْبية؛ قال الجوهري: والتَّجْبية أَن يقوم الإنسان قيام الراكع؛ قال ابن الأَثير: والمراد بقولهم لا يُجَبُّونَ أَنهم لا يصلون، ولفظ الحديث يدل على الركوع والسجود لقوله في جوابهم: ولا خيرَ في دِينٍ ليس فيه ركوع، فسمى الصلاة ركوعاً لأَنه بعضها. وسئل جابر عن اشتراط ثَقيف أَن لا صدقة عليها ولا جهاد فقال: علم أَنهم سيَصَّدَّقون ويجاهدون إذا أَسلموا، ولم يرخص لهم في ترك الصلاة لأَن وقتها حاضر متكرر بخلاف وقت الزكاة والجهاد؛ ومنه حديث عبد الله أَنه ذكر القيامة قال: ويُجَبُّون تَجْبِيةَ رجُل واحد قياماً لرب العالمين. وفي حديث الرؤيا: فإذا أَنا بِتَلٍّ أَسود عليه قوم مُجَبُّون يُنْفَخُ في أَدبارِهم بالنار. وفي حديث جابر: كانت اليهود تقول إذا نكَحَ الرجلُ امرأَته مُجَبِّيَةً جاء الولدُ أَحْوَل، أَي مُنْكَبَّةً على وجهها تشبيهاً بهيئة السجود. واجْتَباه أَي اصْطفاه. وفي الحديث: أَنه اجْتَباه لنفسه أَي اختاره واصطفاه. ابن سيده:واجْتَبَى الشيءَ اختاره. وقوله عز وجل: وإذا لم تأْتهم بآية قالوا لولا اجْتَبَيْتها؛ قال: معناه عند ثعلب جئت بها من نفسك، وقال الفراء: معناه هلا اجْتَبَيْتَها هلا اخْتَلَقْتَها وافْتَعَلْتها من قِبَل نفسك، وهو في كلام العرب جائز أَن يقول لقد اختار لك الشيءَ واجْتَباه وارْتَجَله.وقوله: وكذلك يَجْتَبِيك ربك؛ قال الزجاج: معناه وكذلك يختارك ويصطفيك، وهو مشتق من جبيت الشيءَ إذا خلصته لنفسك، ومنه: جبيت الماء في الحوض. قال الأَزهري: وجِبايةُ الخراج جمعه وتحصيله مأْخوذ من هذا. وفي حديث وائل بن حُجْر قال: كتب لي رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا جَلَبَ ولا جَنَبَ ولا شِغارَ ولا وِرَاطَ ومن أَجْبَى فقد أَرْبَى؛ قيل: أَصله الهمز، وفسر من أَجْبَى أَي من عَيَّنَ فقد أَرْبَى، قال: وهو حسن. قال أَبو عبيد: الإجباء بيع الحرث والزرع قبل أَن يبدو صلاحه، وقيل: هو أَن يُغَيِّب إبِلَهُ عن المصَدِّق، من أَجْبَأْتُهُ إذا وارَيْته؛ قال ابن الأَثير: والأَصل في هذه اللفظة الهمز، ولكنه روي غير مهموز، فإما أَن يكون تحريفاً من الراوي، أَو يكون ترك الهمز للازدواج بأَرْبَى، وقيل: أَراد بالإجْباء العِينَة وهو أَن يبيع من رجل سِلْعة بثمن معلوم إلى أَجل معلوم، ثم يشتريها منه بالنقد بأَقل من الثمن الذي باعها به. وروي عن ثعلب أَنه سئل عن قوله من أَجْبَى فقد أَرْبَى قال: لا خُلْفَ بيننا أَنه من باع زرعاً قبل أَن يُدْرِك كذا، قال أَبو عبيد: فقيل له قال بعضهم أَخطأَ أَبو عبيد في هذا، من أَين كان زرع أَيام النبي، صلى الله عليه وسلم؟ فقال: هذا أَحمق، أَبو عبيد تكلم بهذا على رؤُوس الخَلْق وتكلم به بعد الخلق من سنة ثمانَ عَشْرَة إلى يومنا هذا لم يُرَدَّ عليه. والإجْباءُ: بيع الزرع قبل أَن يبدو صلاحه، وقد ذكرناه في الهمز. والجابِيَة: جماعة القوم؛ قال حميد بن ثور الهلالي: أَنْتُـم بجابِيَـة المُلُـوك، وأَهْلُنا بــالجَوِّ جِيرَتُنــا صـُدَاء وحِمْيَـرُ والجابي: الجَراد الذي يَجْبي كلَّ شيءٍ يأكُلُه؛ قال عبد مناف بنُ رِبْعِيّ الهذلي: صــابُوا بسـتَّةِ أَبْيـاتٍ وأَرْبعـة، حـتى كـأَنَّ عليهـم جابِيـاً لُبَـدَا ويروى بالهمز، وقد تقدم ذكره. التهذيب: سُمِّيَ الجرادُ الجابيَ لطُلوعِه. ابن الأَعرابي: العرب تقول إذا جاءت السنة جاء معها الجابي والجاني، فالجابي الجراد، والجاني الذئب لم يهمزهما. والجابِيَة: مدينة بالشام، وبابُ الجابِيَة بدمشق، وإنما قضى بأَن هذه من الياء لظهور الياء وأَنها لام، واللام ياءً أَكثر منها واواً. والجَبَا موضع. وفَرْشُ الجَبَا: موضع؛ قال كثير عزة: أَهاجَـكَ بَـرْقٌ آخـرَ الليـلِ واصـِبُ تَضـَمَّنَهُ فَـرْشُ الجَبَـا فالمَسـارِبُ؟ ابن الأَثير في هذه الترجمة: وفي حديث خديجة قالت يا رسول الله ما بَيْتٌ في الجنَّة من قَصَب؟ قال: هو بيتٌ من لؤلؤة مجَوَّفة مُجَبَّاةٍ؛ قال ابن الأَثير: فسره ابن وهب فقال مجوَّفة، قال: وقال الخطابي هذا لا يستتِمّ إلا أَن يجعل من المقلوب فتكون مجوَّبة من الجَوْب، وهو القَطْع، وقيل: من الجَوْب، وهو نَقِير يجتمع فيه الماء، والله أَعلم.
المعجم: لسان العرب حلق
المعنى: الحَلْقُ: مَساغ الطعام والشراب في المَريء، والجمع القليل أَحْلاقٌ؛ قال: إِنَّ الــــــذين يَســــــُوغُ فــــــي أَحْلاقِهــــــم زادٌ يُمَــــــــــــــنُّ عليهمُـــــــــــــ، للِئامُ وأَنشد المبرد: في أَعْناقِهم، فَرَدَّ ذلك عليه عليّ بن حَمزَة، والكثير حُلوق وحُلُقٌ؛ الأَخيرة عَزِيزة؛ أَنشد الفارسي: حــــــتى إذا ابْتَلَّــــــتْ حلاقِيـــــمُ الحُلُـــــقْ الأَزهري: مخرج النفس من الحُلْقُوم وموضع الذبح هو أَيضاً من الحَلْق.وقال أَبو زيد: الحلق موضع الغَلْصَمة والمَذْبَح. وحَلَقه يَحْلُقُه حَلْقاً: ضربه فأَصاب حَلْقَه. وحَلِقَ حَلَقاً: شكا حَلْقَه، يطرد عليهما باب. ابن الأَعرابي: حلَق إذا أَوجَع، وحَلِقَ إذا وجِعَ. والحُلاقُ: وجَعٌ في الحَلْق والحُلْقُوم كالحَلْق، فُعْلُوم عن الخليل، وفُعْلُول عند غيره، وسيأْتي. وحُلُوق الأَرض: مَجارِيها وأَوْدِيتها على التشبيه بالحُلوق التي هي مَساوِغُ الطعام والشراب وكذلك حُلوق الآنية والحِياض.وحَلَّقَ الإِناءُ من الشراب: امْتلأَ إِلاَّ قليلاً كأَنَّ ما فيه من الماء انتهى إِلى حَلْقِه، ووَفَّى حلْقَةَ حوضه: وذلك إذا قارب أَن يملأَه إلى حَلْقه. أَبو زيد: يقال وفَّيْت حَلْقة الحوض تَوفِيةً والإِناء كذلك.وحَلْقةُ الإِناء: ما بقي بعد أَن تجعل فيه من الشراب أَو الطعام إِلى نصفه، فما كان فوق النصف إِلى أَعلاه فهو الحلقة؛ وأَنشد: قـــــامَ يُـــــوَفِّي حَلْقَـــــةَ الحَـــــوْضِ فَلَــــجْ قال أَبو مالك: حَلْقة الحوض امْتِلاؤُه، وحلقته أَيضاً دون الامتلاء؛ وأَنشد: فَـــــــــــوافٍ كَيْلُهــــــــــا ومُحَلِّــــــــــقُ والمُحلِّق: دون المَلْء؛ وقال الفرزدق: أَخـــــافُ بـــــأَن أُدْعَــــى وحَوْضــــِي مُحْلِّقٌــــ، إِذا كــــان يــــومُ الحَتْــــف يــــومَ حِمــــامِي وحَلَّق ماءُ الحوض إذا قلَّ وذهب. وحلَّق الحوضُ: ذهب ماؤُه؛ قال الزَّفَيانُ: ودُونَ مَســـــــــــــْراها فَلاةٌ خيْفَقُـــــــــــــ، نـــــــائي الميــــــاه، ناضــــــبٌ مُحَلِّــــــقُ وحَلَّقَ المكُّوكُ إذا بلغ ما يُجعل فيه حَلْقَه. والحُلُق: الأَهْوِية بين السماء والأَرض، واحدها حالِقٌ. وجبل حالق: لا نبات فيه كأَنه حُلِق، وهو فاعل بمعنى مفعول؛ كقول بشر بن أَبي خازم: ذَكَـــــرْتُ بهـــــا ســـــَلْمَى، فبِــــتُّ كــــأَنَّني ذَكَـــــرْتُ حَبيبـــــاً فاقِــــداً تَحْــــتَ مَرْمَــــسِ أَراد مَفْقوداً، وقيل: الحالق من الجبال المُنِيفُ المُشْرِف، ولا يكون إِلا مع عدم نبات. ويقال: جاء من حالق أَي من مكان مُشرف. وفي حديث المَبْعث: فهَمَمْتُ أَن أَطرح بنفسي من حالِق أَي جبل عالٍ.وفي حديث أَبي هريرة: لما نزل تحريم الخمر كنا نَعْمِد إِلى الحُلْقانةِ فنَقْطَع ما ذَنَّبِ منها؛ يقال للبُسر إذا بدا الإِرْطاب فيه من قِبل ذَنَبِه التَّذْنوبة، فإِذا بلغ نصفه فهو مُجَزَّع، فإِذا بلغ ثُلُثيه فهو حُلْقان ومُحَلْقِنٌ؛ يريد أَنه كان يقطع ما أَرطب منها ويرميه عند الانتباذ لئلا يكون قد جَمع فيه بين البُسْر والرُّطب؛ ومنه حديث بَكَّار:مرّ بقوم يَنالُون من الثَّعْد والحُلْقان. قال ابن سيده: بُسرة حُلْقانة بلغ الإِرْطاب قريباً من النُّفدوق من أسفلها والجمع حُلْقانٌ حلْقها، وقيل: هي التي بلغ الإِرطاب ومُحَلْقِنة والجمع مُحَلْقِنٌ. وقال أَبو حنيفة: يقال حلَّق البُسر وهي الحَواليقُ، بثبات الياء؛ قال ابن سيده: وهذا البناء عندي على النسب إِذ لو كان على الفعل لقال: مَحاليق، وأَيضاً فإِني لا أَدري ما وجه ثبات الياء في حَواليق. وحَلْق التمرة والبُسرة: منتهى ثُلثيها كأَن ذلك موضع الحلق منها.والحَلْقُ: حَلْقُ الشعر. والحَلْقُ: مصدر قولك حَلق رأْسه. وحَلَّقوا رؤُوسهم: شدّد للكثرة. والاحْتِلاقُ: الحَلْق. يقال: حَلق مَعَزه، ولا يقال: جَزَّه إِلا في الضأْن، وعنز مَحْلوقة، وحُلاقة المِعزى، بالضم: ما حُلِق من شعره. ويقال: إِن رأْسه لَجيِّد الحِلاق. قال ابن سيده: الحَلْق في الشعر من الناس والمعز كالجَزّ في الصوف، حلَقه يَحلِقه حَلْقاً فهو حالقٌ وحلاقٌ وحلَقَه واحْتَلَقه؛ أَنشد ابن الأَعرابي: لاهُمَّـــــــ، إِن كـــــــان بنُــــــو عَمِيــــــرهْ أَهْـــــــلُ التِّلِـــــــبِّ هـــــــؤلا مَقْصــــــُورهْ فــــــابْعَثْ عليهــــــم ســــــَنةً قاشــــــُورة، تَحْتَلِــــــــقُ المــــــــالَ احْتلاقَ النُّـــــــورهْ ويقال: حَلق مِعْزاه إذا أَخذ شعرها، وجزَّ ضأْنَه، وهي مِعْزى مَحْلُوقة وحَلِيقة، وشعر مَحْلوق. ويقال: لحية حَليق، ولا يقال حَلِيقة. قال ابن سيده: ورأْس حليق محلوق؛ قالت الخنساء: ولكنـــــــي رأَيـــــــتُ الصــــــبْر خَيْــــــراً مــــــن النَّعْلَيــــــنِ والــــــرأْسِ الحَلِيـــــق والحُلاقةُ: ما حُلِقَ منه يكون ذلك في الناس والمعز. والحَلِيقُ: الشعر المحلوق، والجمع حِلاقٌ. واحْتلقَ بالمُوسَى. وفي التنزيل: مُحَلِّقين رُؤُوسكم ومُقَصِّرين.وفي الحديث: ليس مِنَّا من صَلَق أَو حَلق أَي ليس من أَهل سُنَّتنا من حلَق شعره عند المُصيبة إذا حلَّت به. ومنه الحديث: لُعِنَ من النساء الحالقة والسالِقةُ والخارِقةُ. وقيل: أَراد به التي تَحلِق وجهها للزينة؛ وفي حديث: ليس منا من سلَق أَو حلَق أَو خَرق أَي ليس من سنَّتنا رَفْعُ الصوت في المَصائب ولا حلْقُ الشعر ولا خَرْقُ الثياب. وفي حديث الحَجّ: اللهمَّ اغْفر للمُحَلِّقِين، قالها ثلاثاً؛ المحلِّقون الذين حلَقوا شعورهم في الحج أَو العُمرة وخصَّهم بالدعاء دون المقصوين، وهم الذين أَخذوا من شعورهم ولم يَحلِقوا لأَن أَكثر من أَحرم مع النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يكن معهم هَدْيٌ، وكان عليه السلام قد ساق الهَدْيَ، ومَن منه هَدْيْ لا يَحلِق حتى يَنْحَر هديَه، فلما أَمرَ من ليس معه هدي أَن يحلق ويحِلَّ، وجَدُوا في أَنفسهم من ذلك وأَحبُّوا أَن يأَذَن لهم في المُقام على إِحرامهم حتى يكملوا الحج، وكانت طاعةُ النبي، صلى الله عليه وسلم، أَولى بهم، فلما لم يكن لهم بُدُّ من الإِحْلال كان التقصير في نُفوسهم أَخفّ من الحلق، فمال أَكثرهم إِليه، وكان فيهم من بادر إِلى الطاعة وحلق ولم يُراجِع، فلذلك قدَّم المحلِّقين وأَخَّر المقصِّرين.والمِحْلَقُ، بكسر الميم: الكِساءُ الذي يَحْلِق الشعر من خِشونته؛ قال عُمارة بن طارِقٍ يصف إِبلاً ترد الماءَ فتشرب: يَنْفُضــــــــْنَ بالمَشــــــــافِر الهَــــــــدالِقِ، نَفْضـــــــــَكَ بالمَحاشـــــــــِئ المَحــــــــالِقِ والمَحاشِئ: أَكْسِية خَشِنةٌ تَحْلِقُ الجسد، واحدها مِحْشأ، بالهمز، ويقال: مِحْشاة، بغير همز، والهَدالِقُ: جمع هِدْلق وهي المُسْتَرْخِيَةُ.والحَلَقةُ: الضُّروعُ المُرْتَفعةُ. وضَرْعٌ حالقٌ: ضخْم يحلق شعر الفخذين من ضِخَمِه. وقالوا: بينهم احْلِقِي وقُومي أَي بينهم بَلاءٌ وشدَّة وهو من حَلْق الشعر كان النساءٌ يَئمْن فيَحلِقْن شُعورَهنَّ؛ قال: يـــــــومُ أَدِيـــــــمِ بَقَّـــــــةَ الشـــــــَّرِيمِ أَفضـــــلُ مـــــن يـــــومِ احْلِقــــي وقُــــومِي، الأَعرابي: الحَلْقُ الشُّؤْم. ومما يُدعَى به على المرأَة: عَقْرَى حَلْقَى، وعَقْراً حَلْقاً، فأَمّا عقرَى وعقراً فسنذكره في حرف العين، وأَما حلْقَى وحلقاً فمعناه أَنه دُعِيَ عليها أَن تئيم من بعلها فتْحْلِق شعرها، وقيل: معناه أَوجع الله حَلْقها، وليس بقويّ؛ قال ابن سيده: وقيل معناه أَنها مَشْؤُومةٌ، ولا أَحُقُّها. وقال الأَزهري: حَلْقَى عقْرى مشؤُومة مُؤْذِية. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال لصَفِيَّة بنت حُيَيٍّ حين قيل له يوم النَّفْر إِنها نَفِسَت أَو حاضت فقال: عقرى حلقى ما أَراها إِلاَّ حابِسَتنا؛ معناه عَقَر الله جَسدَها وحلَقها أَي أَصابها بوجع في حَلْقها، كما يقال رأَسَه وعضَده وصَدَره إذا أَصاب رأْسَه وعضُدَه وصَدْره. قال الأَزهري: وأَصله عقراً حلقاً، وأَصحاب الحديث يقولون عقرَى حلقَى بوزن غَضْبَى، حيث هو جارٍ على المؤَنث، والمعروف في اللغة التنوين على أَنه مصدر فَعل متروك اللفظ، تقديره عقَرها الله عقْراً وحلَقها الله حلقاً. ويقال للأَمر تَعْجَبُ منه: عقْراً حلقاً، ويقال أَيضاً للمرأَة إذا كانت مؤْذِية مشؤُومة؛ ومن مواضع التعجب قولُ أُمّ الصبي الذي تكلَّم: عَقْرَى أَو كان هذا منه، قال الأَصمعي: يقال عند الأَمر تَعْجَبُ منه: خَمْشَى وعَقْرى وحَلْقى كأَنه من العَقْر والحَلْق والخَمْش؛ وأَنشد: أَلا قَــــــوْمِي أُولُــــــو عَقْــــــرَى وحَلْقَــــــى لِمــــــا لاقَــــــتْ ســـــَلامانُ بـــــن غَنْـــــمِ ومعناه قَومِي أُولُو نساءٍ قد عَقَرْن وجُوههن فخذَشْنَها وحَلَقْن شعورهن مُتَسَلِّباتٍ على من قُتل من رجالها؛ قال ابن بري: هذا البيت رواه ابن القطَّاع: أَلا قَــــــومي أُولــــــو عَقْــــــرَى وحَلْقَــــــى يريدون أَلا قومي ذَوو نساءٍ قد عقرن وجوهَهنَّ وحلقن رؤُوسهن، قال: وكذلك رواه الهَرَوِيّ في الغريبين قال: والذي رواه ابن السكيت: أَلا قُـــــــومِي إِلــــــى عقْــــــرى وحلْقــــــى قال: وفسَّره عثمان بن جني فقال: قولهم عقرى حلقى، الأَصل فيه أَن المرأَة كانت إذا أُصِيب لها كريم حلَقَت رأْسها وأَخذت نَعْلين تضرب بهما رأْسَها وتعقِره؛ وعلى ذلك قول الخنساء: فلا وأَبِيكَـــــــ، مــــــا ســــــَلَّيْتُ نفســــــي بِفاحِشـــــــــةٍ أَتَيتُـــــــــ، ولا عُقـــــــــوقِ ولكنِّـــــــي رأَيـــــــتُ الصــــــَّبْر خَيــــــراً مــــــن النَّعليــــــن والــــــرأْسِ الحَليـــــقِ يريد إِن قومي هؤلاء قد بلغ بهم من البَلاء ما يبلُغ بالمرأَة المعقورة المحلوقة، ومعناه أَهم صاروا إِلى حال النساءِ المَعْقُورات المحلوقات.قال شمر: روى أَبو عبيد عقراً حلقاً، فقلت له: لم أَسمع هذا إِلا عقرَى حلقَى، فقال: لكني لم أَسمع فَعْلى على الدعاء، قال شمر: فقلت له قال ابن شميل إِن صِبيانَ البادية يلعبون ويقولون مُطَّيْرَى على فُعَّيْلى، وهو أَثقل من حَلْقَى، قال: فصيره في كتابه على وجهين: منوّناً وغير منوَّن. ويقال: لا تَفعلْذلك أُمُّك حالِقٌ أَي أَثْكلَ الله أُمَّك بك حتى تَحلِق شعرها، والمرأَةُ إذا حلَقت شعرها عند المصيبة حالِقةٌ وحَلْقَى. ومثَلٌ للعرب:لأُمّك الحَلْقُ ولعينك العُبْرُ.والحَلْقَةُ: كلُّ شيءٍ استدار كحَلْقةِ الحديد والفِضّة والذهب، وكذلك هو في الناس، والجمع حِلاقٌ على الغالب، وحِلَقٌ على النادر كهَضْبة وهِضَب، والحَلَقُ عند سيبويه: اسم للجمع وليس بجمع لأَن فَعْلة ليست مما يكسَّر على فَعَلٍ، ونظير هذا ما حكاه من قولهم فَلْكَةٌ وفَلَكٌ، وقد حكى سيبويه في الحَلْقة فتح اللام وأَنكرها ابن السكيت وغيره، فعلى هذه الحكاية حلَقٌ جمع حلَقة وليس حينئذ اسم جميع كما كان ذلك في حلَق الذي هو اسم جمع لحَلْقة، وإِن كان قد حكى حلَقة بفتحها. وقال اللحياني: حَلْقة الباب وحلَقته، بإِسكان اللام وفتحها، وقال كراع: حلْقةُ القوم وحلَقتهم، وحكى الأُمَوِيُّ: حِلْقة القوم، بالكسر، قال: وهي لغة بني الحرت بن كعب، وجمع الحِلْقةِ حِلَقٌ وحَلَق وحِلاقٌ، فأَما حِلَقٌ فهو بابُه، وأَما حَلَقٌ فإِنه اسم لجمع حِلْقة كما كان اسماً لجمع حَلْقةٍ، وأَما حِلاقٌ فنادر لأَن فِعالاً ليس مما يغلب على جمع فِعْلة. الأَزهري: قال الليث الحَلْقةُ، بالتخفِيف، من القوم، ومنهم من يقول حَلَقة، وقال الأَصمعي: حَلْقة من الناس ومن حديد، والجمع حِلَقٌ مثل بَدْرةٍ وبِدَر وقَصْعة وقِصَعٍ؛ وقال أَبو عبيد: أَختار في حلَقة الحديد فتح اللام ويجوز الجزم، وأَختار في حلْقة القوم الجزم ويجوز التثقيل؛ وقال أَبو العباس: أَختار في حلَقة الحديد وحلَقة الناس التخفيف، ويجوز فيهما التثقيل، والجمع عنده حَلَقٌ؛ وقال ابن السكيت: هي حلْقة الباب وحلَقة القوم، والجمع حِلَق وحِلاق.وحكى يونس عن أَبي عمرو بن العلاء حلَقة في الواحد، بالتحريك، والجمع حَلَقٌ وحَلَقات؛ وقال ثعلب: كلهم يجيزه على ضعفه وأَنشد: مَهْلاً بَنــــــي رُومـــــانَ، بعـــــضَ وَعيـــــدكم، وإِيّــــــاكمُ والهُلْــــــبَ منِّــــــي عَضـــــارِطا أَرِطُّــــــوا، فقـــــد أَقْلَقْتُـــــمُ حَلَقـــــاتِكمْ، عســــَى أَن تَفُــــوزوا أَن تكونــــوا رَطائطــــا، قال ابن بري: يقول قد اضطرب أَمرُكم من باب الجِدِّ والعقل فتَحامَقُوا عسى أَن تفُوزوا؛ والهُلْبُ: جمع أَهْلَبَ، وهو الكثير شعر الأُنثيين، والعِضْرِطُ: العِجانُ، ويقال: إِن الأَهلَبَ العِضرِطِ لا يُطاق؛ وقد استعمل الفرزدق حَلَقة في حلْقةِ القوم قال: يــــا أَيُّهــــا الجالِســــُ، وســــْطَ الحَلَقهْــــ، أَفـــــي زِنـــــاً قُطِعْـــــتَ أَمْ فــــي ســــَرِقَهْ؟ وقال الراجز: أُقْســـــــِمُ بــــــالله نُســــــْلِمُ الحَلَقــــــهْ ولا حُرَيْقـــــــــاً، وأُخْتَــــــــه الحُرَقــــــــهْ وقال آخر: حَلَفْتُ بالمِلْحِ والرَّمادِ وبالن_ارِ وبالله نُسْلِمُ الحَلَقهْ حـــــــتى يَظَــــــلَّ الجَــــــوادُ مُنْعَفِــــــراً، ويَخْضــــــِبَ القَيْــــــلُ عُــــــرْوَةَ الــــــدَّرَقهْ ابن الأَعرابي: هم كالحَلَقةِ المُفْرَغة لا يُدْرَى أَيُّها طَرَفُها؛ يضرب مثلاً للقوم إذا كانوا مُجتمعين مؤتَلِفين كلمتهُم وأَيديهم واحدة لا يَطْمَعُ عَدوُّهم فيهم ولا يَنال منهم. وفي الحديث: أَنه نَهى عن الحِلَقِ قبل الصَّلاةِ، وفي رواية: عن التَّحَلُّقِ؛ أَراد قبل صلاة الجُمعة؛ الحِلَقُ، بكسر الحاء وفتح اللام: جمع الحَلْقة مثل قَصْعة وقِصَعٍ، وهي الجماعة من الناس مستديرون كحلْقة الباب وغيرها. والتَّحَلُّق، تفَعُّل منها: وهو أَن يتَعمَّدوا ذلك. وتَحلَّق القومُ: جلسوا حَلْقة حَلْقة.وفي الحديث: لا تصلوا خَلْف النيِّام ولا المُتَحَلِّقين أَي الجُلوسِ حِلَقاً حِلَقاً. وفي الحديث: الجالس وسْط الحلَقة ملعون لأَنه إذا جلس في وسَطِها استدبر بعضَهم بظهره فيُؤذيهم بذلك فيَسبُّونه ويلْعَنُونه،؛ ومنه الحديث: لا حِمَى إِلا في ثلاث، وذكر حَلْقة القوم أَي لهم أَن يَحْمُوها حتى لا يَتَخَطَّاهم أَحَد ولا يَجلس في وسطها. وفي الحديث: نهى عن حِلَقِ الذهب؛ هي جمع حَلْقةٍ وهي الخاتمُ بلا فَصّ؛ ومنه الحديث: من أَحَبّ أَن يُحَلِّق جبينه حَلْقة من نار فلْيُحَلِّقْه حَلْقة من ذهب؛ ومنه حديث يأْجُوج ومأْجُوج: فُتِحَ اليومَ من رَدْمِ يأْجوجَ ومأْجوجَ مِثْلُ هذه وحَلَّق بإِصْبَعِه الإِبْهام والتي تليها وعقَد عَشْراً أَي جعل إِصْبَعيْه كالحَلْقة، وعَقْدُ العشرة: من مُواضَعات الحُسّاب، وهو أَن يجعل رأْس إِصْبَعه السبابة في وسط إِصبعه الإِبهام ويَعْملهما كالحَلْقة.الجوهري: قال أَبو يوسف سمعت أَبا عمرو الشيباني يقول: ليس في الكلام حلَقة، بالتحريك، إِلا في قولهم هؤلاء قوم حَلَقةٌ للذين يَحلِقون الشعر، وفي التهذيب: للذين يحلقونَ المِعْزى، جمع حالِقٍ. وأَما قول العرب:التَقَتْ حلَقتا البِطان، بغير حذف أَلف حلْقتا لسكونها وسكون اللام، فإِنهم جمعوا فيها بين ساكنين في الوصل غير مدغم أَحدهما في الآخر، وعلى هذا قراءة نافع: مَحْيايْ ومَماتي، بسكون ياء مَحيايْ، ولكنها ملفوظ بها ممدودة وهذا مع كون الأَوّل منهما حرف مدّ؛ وممّا جاء فيه بغير حرف لين، وهو شاذٌّ لا يقاس عليه، قوله: رَخِّيــــــنَ أَذْيــــــالَ الحِقِــــــيِّ وارْتَعْــــــنْ مَشـــــْيَ حَمِيّـــــات كـــــأَنْ لـــــم يُفْزَعْنْــــ، إِنْ يُمْنَــــــعِ اليــــــومِ نِســــــاء تُمْنَعْـــــنْ قال الأَخفش: أَخبرني بعض من أَثق به أَنه سمع: أَنـــــا جَريـــــرٌ كُنْيَـــــتي أَبـــــو عَمْــــرْ، أَجُبُنـــــــاً وغَيْـــــــرةً خَلْــــــفَ الســــــِّتْرْ قال: وسمعت من العرب: أَنـــــا ابــــنُ ماوِيّــــة إذا جَــــدَّ النَّقْــــرْ قال ابن سيده: قال ابن جني لهذا ضرب من القياس، وذلك أَنّ الساكن الأَوّل وإن لم يكن مدّاً فإِنه قد ضارَع لسكونه المدّة، كما أَن حرف اللين إذا تحرك جرى مَجرى الصحيح، فصحّ في نحو عِوَضٍ وحِولٍ، أَلا تراهما لم تُقْلب الحركةُ فيهما كما قلبت في ريح ودِيمة لسكونها؟ وكذلك ما أُعِلّ للكسرة قبله نحو مِيعاد ومِيقات، والضمة قبله نحو مُوسر ومُوقن إذا تحرك صح فقالوا مَواعِيدُ ومَواقيتُ ومَياسيرُ ومَياقِينُ، فكما جرى المدّ مجرى الصحيح بحركته كذلك يجري الحرف الصحيح مجرى حرف اللين لسكونه، أَوَلا ترى ما يَعرِض للصحيح إذا سكن من الإِدغام والقلب نحو من رأَيت ومن لقِيت وعنبر وامرأَة شَنْباء؟ فإِذا تحرك صح فقالوا الشنَب والعبر وأَنا رأَيت وأَنا لقِيت، فكذلك أَيضاً تجري العين من ارتعْن، والميم من أَبي عمْرو، والقاف من النقْر لسكونها مجرى حرف المد فيجوز اجتماعها مع الساكن بعدها. وفي الرحم حَلْقتانِ: إِحداهما التي على فم الفرْج عند طرَفه، والأُخرى التي تنضمُّ على الماء وتنفتح للحيض، وقيل: إِنما الأُخرى التي يُبالُ منها. وحَلَّق القمرُ وتحلَّق: صار حولَه دارةٌ. وضربوا بيوتهم حِلاقاً أَي صفّاً واحداً حتى كأَنها حَلْقة. وحلَّقَ الطائرُ إذا ارتفع في الهواء واسْتدارَ، وهو من ذلك؛ قال النابغة: إِذا مــــا التَقَـــى الجَمْعـــانِ، حَلَّـــقَ فـــوقَهمْ عَصـــــــائبُ طَيْــــــرٍ تَهْتَــــــدِي بِعصــــــائبِ وقال غيره: ولــــــوْلا ســــــُليْمانُ الأَمِيــــــرُ لحَلَّقَــــــتْ بهـــ، مِـــن عِتـــاقِ الطيْـــرِ، عَنْقـــاءُ مُغْـــرِب وإِنما يريد حلَّقت في الهَواء فذهبت به؛ وكذلك قوله أَنشده ثعلب: فحَيَّــــــتْ فحيَّاهــــــا، فهْبَّــــــتْ فحَلَّقَــــــتْ مـــع النجْـــمِ رُؤْيـــا، فـــي المَنـــامِ، كــذُوبُ وفي الحديث: نَهَى عن بيع المُحلِّقاتِ أَي بيعِ الطير في الهواء. وروى أَنس بن مالك قال: كان النبي، صلى الله عليه وسلم، يصلي العصر والشمسُ بيضاء مُحَلِّقةٌ فأَرجِع إِلى أَهلي فأَقول صلُّوا؛ قال شمر: مُحلِّقة أَي مرتفعة؛ قال: تحليق الشمس من أَوَّل النهار ارتفاعها من المَشرِق ومن آخر النهار انْحِدارُها. وقال شمر: لا أَدري التحليق إِلا الارتفاعَ في الهواء. يقال: حلَّق النجمُ إذا ارتفع، وتَحْلِيقُ الطائرِ ارتفاعه في طَيَرانه، ومنه حلّق الطائرُ في كَبِد السماء إذا ارتفع واستدار؛ قال ابن الزبير الأَسَدي في النجم: رُبَّ مَنْهَـــــلٍ طـــــاوٍ ورَدْتُــــ، وقــــد خَــــوَى نَجْمٌـــــ، وحَلَّـــــقَ فـــــي الســــماء نُجــــومُ خَوى: غابَ؛ وقال ذو الرمة في الطائر: ورَدْتُ احْتِســـــــافاً والثُّرَيَّـــــــا كأَنَّهــــــا، علــــى قِمّــــةِ الرأْســـِ، ابـــنُ مـــاء مُحَلِّـــقُ وفي حديث: فحلَّقَ ببصره إِلى السماء كما يُحلِّقُ الطائر إذا ارتفع في الهواء أَي رفَعه؛ ومنه الحالِقُ: الجبل المُنِيفُ المُشْرِف.والمُحلَّقُ: موضع حَلْقِ الرأْسِ بِمنىً؛ وأَنشد: كلاَّ ورَبِّ الــــــــــــــبيْتِ والمُحلَّـــــــــــــقِ والمُحلِّق، بكسر اللام: اسم رجل من ولد بَكْر بن كِلاب من بني عامر ممدوح الأَعشى؛ قال ابن سيده: المُحلِّق اسم رجل سمي بذلك لأَن فرسه عضَّته في وجهه فتركَتْ به أَثراً على شكل الحَلقة؛ وإِياه عنى الأَعشى بقوله: تُشــــــــَبُّ لِمَقْرورَيْــــــــنِ يَصــــــــْطَلِيانِها، وبــــاتَ علــــى النــــارِ النَّــــدَى والمُحَلِّـــقُ وقال أَيضاً: تَــــــرُوحَ علــــــى آلِ المُحَلِّــــــقِ جَفْنـــــةٌ، كجابِيــــــةِ الشــــــيخِ العِراقِـــــيِّ تَفْهَـــــقُ وأَما قول النابغة الجَعْدِي: وذكَـــــرْتَ مـــــن لبَــــنِ المُحَلَّــــق شــــَرْبَةً، والخَيْــــــلُ تَعْــــــدُو بالصــــــَّعِيدِ بَـــــدادِ فقد زعم بعض أَهل اللغة أَنه عنى ناقةً سمَتُها على شكل الحَلْقة وذكَّر على إِرادةِ الشخص أَن الضَّرْع؛ هذا قول ابن سيده، وأَورد الجوهري هذا البيت وقال: قال عَوْقُ بن الخَرِع يخاطب لَقيطَ بن زُرارةَ، وأَيده ابن بري فقال: قاله يُعيِّره بأَخيه مَعْبَدٍ حيث أَسَرَه بنو عامر في يوم رَحْرَحان وفرَّ عنه؛ وقبل البيت: هَلاَّ كَـــــرَرْتَ علـــــى ابــــنِ أُمِّــــك مَعْبَــــدٍ، والعـــــــــامِرِيُّ يَقُـــــــــودُه بصـــــــــِفادِ والمُحَلَّقُ من الإِبل: المَوْسوم بحلْقة في فخذه أَو في أَصل أُذنه، ويقال للإِبل المُحَلَّقة حلَقٌ؛ قال جَنْدل الطُّهَوي: قـــــد خَـــــرَّبَ الأَنْضــــادَ تَنْشــــادُ الحَلَــــقْ مــــن كــــلَ بــــالٍ وجْهُــــه بَلْــــيَ الخِـــرَقْ يقول: خَرَّبوا أَنْضادَ بيوتنا من أَمتعتنا بطلَب الضَّوالِّ. الجوهري:إِبل مُحلَّقة وسْمُها الحَلَقُ؛ ومنه قول أَبي وجْزة السعدي: وذُو حَلَـــــقٍ تَقْضـــــِي العَـــــواذِيرُ بينهــــا، تَــــــرُوحَ بأَخْطــــــارٍ عِظــــــامِ اللَّقـــــائحِ ابن بري: العَواذِيرُ جمع عاذُور وهو وَسْم كالخَطّ، وواحد الأَخْطار خِطْر وهي الإِبل الكثيرة، وسكِّينٌ حالِقٌ وحاذِقٌ أَي حَدِيد.والدُّرُوع تسمى حَلْقةً؛ ابن سيده: الحَلْقَةُ اسم لجُملة السِّلاح والدُّروع وما أَشبهها وإِنما ذلك لمكان الدروع، وغلبَّوا هذا النوع من السلاح، أَعني الدروع، لشدَّة غَنائه، ويدُلك على أَن المراعاة في هذا إِنما هي للدُّروع أَن النعمان قد سمَّى دُروعه حَلْقة. وفي صلح خيبر: ولرسول الله، صلى الله عليه وسلم، الصفْراء والبيْضاء والحلْقةُ؛ الحلْقةُ، بسكون اللام: السلاحُ عامّاً، وقيل: هي الدروع خاصّة؛ ومنه الحديث: وإِن لنا أَغْفالَ الأَرض والحَلْقَةَ. ابن سيده: الحِلْق الخاتم من الفضة بغير فَصّ، والحِلق، بالكسر، خاتم المُلْك. ابن الأَعرابي: أُعْطِيَ فلان الحِلْقَ أَي خاتمَ المُلك يكون في يده؛ قال: وأُعْطِـــــيَ مِنّـــــا الحِلْــــقَ أَبيــــضُ ماجِــــدٌ رَدِيـــــفُ مُلـــــوكٍ، مـــــا تُغــــبُّ نَــــوافِلُهْ وأَنشد الجوهري لجرير: ففـــــازَ، بِحِلْـــــقِ المُنْــــذِرِ بــــنِ مُحَــــرِّقٍ فَـــــتىً منهـــــمُ رَخْـــــوُ النِّجــــاد كرِيــــمُ والحِلْقُ: المال الكثير. يقال: جاء فلان بالحِلْق والإِحْرافِ.وناقة حالِقٌ: حافِل، والجمع حوَالِقُ وحُلَّقٌ. والحالِقُ: الضَّرْعُ المُمْتلئ لذلك كأَنَّ اللبَن فيه إِلى حَلْقه. وقال أَبو عبيد: الحالق الضرع، ولم يُحَلِّه، وعندي أَنه المُمْتلئ، والجمع كالجمع؛ قال الحطيئة يصف الإِبل بالغَزارة: وإِن لـــــم يكـــــنْ إِلاَّ الأَمـــــالِيسُ أَصـــــْبَحَتْ لهـــــــا حُلَّـــــــقٌ ضــــــَرّاتُها، شــــــَكِراتِ حُلَّقٌ: جمع حالِق، أَبدل ضراتُها من حُلَّق وجعل شكرات خبر أَصبحت، وشَكِرات: مُمتلِئة من اللبن؛ ورواه غيره: إِذا لـــــم يكـــــن إِلا الأمـــــالِيسُ رُوِّحَتْـــــ، مُحَلّقــــــــــةً، ضـــــــــَرّاتُها شـــــــــَكِراتِ وقال: مُحلّقة حُفَّلاً كثيرة اللبن، وكذلك حُلَّق مُمتلئة. وقال النضر: الحالق من الإِبل الشديدة الحَفْل العظيمة الضَّرّة، وقد حَلَقَت تحْلِقُ حَلْقاً. قال الأَزهري: الحالق من نعت الضُّروع جاء بمعنيين مُتضادَّين، والحالق: المرتفع المنضم إِلى البطن لقلة لبنه؛ ومنه قول لبيد: حــــــتى إذا يَبِســــــَتْ وأَســــــْحَقَ حـــــالِقٌ، لــــــم يُبْلِــــــه إِرْضــــــاعُها وفِطامُهــــــا فالحالق هنا: الضَّرْعُ المرتفع الذي قلَّ لبنه، وإِسْحاقُه دليل على هذا المعنى. والحالق أَيضاً: الضرع الممتلئ وشاهده ما تقدَّم من بيت الحطيئة لأَن قوله في آخر البيت شكرات يدل على كثرة اللبن. وقال الأَصمعي: أَصبحت ضرةُ الناقة حالقاً إذا قاربت المَلْء ولم تفعل. قال ابن سيده: حلَّق اللبن ذهب، والحالق التي ذهب لبنها؛ كلاهما عن كراع. وحلَق الضرعُ: ذهب لبنه يَحْلِق حُلوقاً، فهو حالق، وحُلوقُه ارتفاعه إِلى البطن وانضمامُه، وهو في قول آخر كثرة لبنه. والحالق: الضامر. والحالقُ السريع الخفيف.وحَلِقَ قضيب الفرس والحمار يَحْلَق حَلَقاً: احمرَّ وتقشَّر؛ قال أَبو عبيد: قال ثور النَّمِرِي يكون ذلك من داء ليس له دَواء إِلا أَن يُخْصَى فربما سلم وربما مات؛ قال: خَصــــَيْتُكَ يــــا ابــــنَ حَمْــــزَةَ بــــالقَوافي، كمـــــا يُخُصـــــَى مـــــن الحَلَــــقِ الحِمــــارُ قال الأَصمعي: يكون ذلك من كثرة السِّفاد. وحَلِقَ الفرسُ والحمار، بالكسر، إذا سَفَد فأَصابه فَساد في قَضِيبه من تقشُّر أَوِ احْمرار فيُداوَى بالخِصاء. قال ابن بري: الشعراء يجعلون الهِجاء والغَلَبة خِصاء كأَنه خرج من الفُحول؛ ومنه قول جرير: خُصــــــِيَ الفَرَزْدَقُـــــ، والخِصـــــاءُ هَذَلَّـــــةٌ، يَرْجُــــــو مُخــــــاطَرَةَ القُــــــرومِ البُـــــزَّلِ قال ابن سيده: الحُلاقُ صفة سوء وهو منه كأَنّ مَتاعَ الإِنسان يَفْصُد فتعُود حَرارتُه إِلى هنالك. والحُلاقُ في الأَتان: أَن لا تشبَع من السِّفاد ولا تَعْلَقُ مع ذلك، وهو منه، قال شمر: يقال أَتانٌ حَلَقِيّةً إذا تداولَتْها الحُمْر فأَصابها داء في رحِمها.وحلَق الشيءَ يَحْلِقُه حَلْقاً: قشَره، وحَلَّقَتْ عينُ البعير إذا غارَتْ. وفي الحديث: مَن فَكَّ حَلْقةً فكَّ الله عنه حَلْقة يوم القيامة؛ حكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: أَنه من أَعْتق مملوكاً كقوله تعالى: فَكّ رَقَبة. والحالِقُ: المَشْؤوم على قومه كأَنه يَحْلِقهم أَي يَقْشِرُهم. وفي الحديث روي: دَبَّ إِليكم داء الأُمَمِ قبلكم البَغْضاء، وهي الحالِقةُ أَي التي من شأْنها أَن تَحْلق أَي تُهْلِك وتَسْتَأْصِل الدِّينَ كما تَسْتأْصِل المُوسَى الشعر. وقال خالد بن جَنْبةَ: الحالِقةُ قَطِيعة الرَّحمِ والتَّظالُمُ والقولُ السيء. ويقال: وقَعَت فيهم حالِقةٌ لا تدَعُ شيئاً إِلا أَهْلكَتْه. والحالِقةُ: السنة التي تَحلِق كلّ شيء. والقوم يَحلِق بعضهم بعضاً إذا قَتل بعضهم بعضاً.والحالِقةُ: المَنِيّة، وتسمى حَلاقِ. قال ابن سيده: وحَلاقِ مثل قَطامِ المنيّةُ، مَعدُولة عن الحالقةِ، لأَنها تَحلِق أَي تَقْشِرُ؛ قال مُهَلْهل: مـــــا أُرَجِّـــــي بــــالعَيْشِ بعــــدَ نَــــدامَى، قـــــــد أَراهــــــم ســــــُقُوا بكَــــــأْسِ حَلاقِ وبنيت على الكسر لأَنه حصل فيها العدل والتأْنيث والصفة الغالبة؛ وأَنشد الجوهري: لَحِقَــــــتْ حَلاقِ بهــــــم علـــــى أَكْســـــائهم، ضــــــَرْبَ الرِّقــــــابِ، ولا يُهِـــــمُّ المَغْنَـــــمُ قال ابن بري: البيت للأَخْزم بن قاربٍ الطائي، وقيل: هو للمُقْعَد بن عَمرو؛ وأَكساؤهم: مآخِرُهم، الواحد كسْء وكُسْء، بالضم أَيضاً. وحَلاقِ:السنةُ المُجْدِبة كأَنها تَقشر النبات، والحالُوق: الموت، لذلك. وفي حديث عائشة: فبَعَثْتُ إِليهم بقَميص رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فانْتَحَبَ الناسُ فحلَّق به أَبو بكر إِليّ وقال: تزوَّدِي منه واطْوِيه، أَي رماه إِليّ.والحَلْقُ: نَبات لورقه حُموضة يُخلَط بالوَسْمةِ للخِضاب، الواحدة حَلْقة. والحالقُ من الكَرْم والشَّرْي ونحوه: ما التَوى منه وتعلَّق بالقُضْبان.والمَحالِقُ والمَحاليقُ: ما تعلَّق بالقُضْبان. من تعاريش الكرم؛ قال الأَزهري:كلُّ ذلك مأْخوذ من استدارته كالحَلْقة. والحَلْقُ: شجر ينبت نبات الكَرْم يَرْتَقي في الشجر وله ورق شبيه بورق العنب حامض يُطبخ به اللحم، وله عَناقيدُ صغار كعناقيد العنب البّري الذي يخضرّ ثم يَسودُّ فيكون مرّاً، ويؤخذ ورقه ويطبخ ويجعل ماؤه في العُصْفُر فيكون أَجود له من حبّ الرمان، واحدته حَلْقة؛ هذه عن أَبي حنيفة.ويومُ تَحْلاقِ اللِّمَمِ: يومٌ لتَغْلِب على بكر بن وائل لأَن الحَلْقَ كان شِعارهم يومئذ.والحَلائقُ: موضع؛ قال أَبو الزبير التَّغْلَبيّ: أُحِــــــبُّ تُـــــرابَ الأَرضِ أَن تَنْزِلـــــي بهـــــ، وذا عَوْســـــــَجٍ والجِـــــــزْعَ جِـــــــزْعَ الحَلائقِ ويقال: قد أَكثرت من الحَوْلقة إذا أَكثر من قول: لا حولَ ولا قوّة إِلا بالله؛ قال ابن بري: أَنشد ابن الأَنباري شاهداً عليه: فِـــــداكَ مـــــن الأَقْـــــوامِ كـــــلُّ مُبَخَّـــــلٍ يُحَـــــوْلِقُ، إِمّــــا ســــالَه العُــــرْفَ ســــائلُ وفي الحديث ذكر الحَوْلَقةِ، هي لفظة مبنيّة من لا حول ولا قوة إِلا بالله، كالبسملة من بسم الله، والحمدَلةِ من الحمد لله؛ قال ابن الأَثير:هكذا ذكرها الجوهري بتقديم اللام على القاف، وغيره يقول الحوْقلةُ، بتقديم القاف على اللام، والمراد بهذه الكلمات إِظهار الفقر إِلى الله بطلب المَعُونة منه على ما يُحاوِلُ من الأُمور وهي حَقِيقة العُبودِيّة؛ وروي عن ابن مسعود أَنه قال: معناه لا حول عن معصية ا لله إِلا بعصمة الله، ولا قوّة على طاعة الله إِلا بمعونته.
المعجم: لسان العرب