المعجم العربي الجامع
وخد
المعنى: الوَخْدُ: ضرب من سير الإِبل، وهو سعة الخَطْو في المشي، ومثله الخَدْيُ لغتان. يقال: وخَدَتِ الناقةُ تَخِدُ وخْداً؛ قال النابغة: فَمــا وَخَـدَتْ بِمِثْلِـكِ ذاتُ غَرْبٍـ، حَطُــوطٌ فـي الزِّمـامِ، ولا لَحُـونُ وأَنشد أَبو عبيدة في الناقة: وَخُود من اللاَّئي تَسَمَّعْنَ، بالضُّحَى، قَرِيـضَ الرُّدافَى بالغِناءِ المُهَوِّدِ ووخَدَ البعير يَخِدُ وَخْداً وَوَخَداناً: أَسْرَعَ ووَسَّع الخَطْو؛ وقيل: رمى بقوائمه كمشي النعام؛ وبعير واخِدٌ ووخّاد وظليم وَخّاد.ووَخْدُ الفرسِ: ضرْبٌ من سيره؛ حكاه كراع ولم يَحُدَّه. وفي حديث وفاة أَبي ذر: رأَى قوماً تَخِدُ بهم رَواحِلُهم؛ الوَخْدُ ضرب من سير الإِبل سريع.وفي حديث خيبر ذكر وخْدةَ، هو بفتح الواو وسكون الخاء: قرية من قرى خَيْبَر الحَصِينة بها نخل.
المعجم: لسان العرب وخد
المعنى: وخد : ( {الوَخْدُ للبَعيرِ: الإِسراعُ، أَو) هُوَ (أَنْ يَرمِيَ بِقَوَائِمِه كمَشْيِ النَّعَامِ، أَو) هُوَ (سَعَةُ الخَطْوِ) فِي المَشْيِ، ومِثْلُه الخَدْيُ، لُغَتَانِ، أَقوالٌ ثَلاَثَةٌ، وأَوْسَطُهَا أَوْسَطُها، وَهُوَ الَّذِي اقتصرَ عَلَيْهِ الجوهَريُّ وغيرُه، (} كالوَخدَانِ) بِفَتْح فَسُكُون كَمَا فِي النُّسَخ الموجودَة وَالصَّوَاب مُحَرَّكَة ( {والوَخِيدِ، وَقد} وَخَدَ) البَعِيرُ والظَّلِيمُ (كوَعَدَ) ، {يَخِدُ،} ووَخَدَتِ النَّاقةُ قَالَ النابِغَةُ: فَمَا {وَخَدَتْ بِمِثْلِكَ ذَاتُ غَرْبٍ حَطُوطٌ فِي الزِّمامِ ولاَ لَجُونُ (فَهُوَ) ، أَي البَعيرُ، (} واخِدٌ {ووَخَّادٌ) ، وكذالك ظَلِيمٌ} وَخَّادٌ، (و) ناقَةٌ ( {وَخُودٌ) كصَبُورٍ، وأَنشَدَ أَبو عُبَيْدَةَ: } وَخُودٌ مِن اللاَّئِي تَسَمَّعْنَ بِالضُّحَى قَرِيضَ الرُّدَافَى بِالغنَاءِ المُهَوِّدِ قَالَ شيخُنَا، {وبالوَخَدَانِ ذَكَرْت هُنا أَبْيَاتاً كَتَبَ بهَا الوَزِيرُ ابنُ عَبَّادٍ للإِمام أَبي أَحْمَدَ العَسْكَرِيِّ. وَلَمَّا أَبَيْتُمْ أَنْ تَزُورُوا وقُلْتُمُ ضَعُفْنَا فَلَمْ نَقْدِرْ عَلَى} الوَخَدَانِ أَتَيْنَاكُمُ مِنْ بُعْدِ أَرْضٍ نَزُورُكُمْ وَكَمْ مَنْزِلٍ بِكْرٍ لَنَا وَعَوَانِ نُسَائِلُكُمْ هَلْ مِنْ قِرًى لِنَزِيلِكُمْ بِمِلْءِ جُفُونٍ لَا بِمِلْءِ جِفَانِ فَكَتَبَ إِليه أَبو أَحْمدَ البَيْتَ المَشْهُورَ لِصَخْرٍ فِي أَبْيَاتِه: أَهُمُّ بِأَمْرِ الحَزْمِ لَوْ أَسْتَطِيعُه وقَدْ حِيلَ بَيْنَ العَيْرِ والنَّزَوَانِ انظُرْه فِي تَارِيخ ابْن خلِّكان. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: {وَخْدُ الفَرَسِ: ضَرْبٌ مِن سَيْرِه، حَكَاهُ كُرَاع، وَلم يَحُدَّه. وَفِي حَدِيث خَيْبَر، ذَكَرَ وَخْدَةَ، بِفَتْح فَسُكُون، قَرْيَة من قُرَى خَيْبرَ الحَصِينة، بهَا نَخْلٌ.
المعجم: تاج العروس تور
المعنى: التَّوْرُ من الأَواني: مذكر، قيل: هو عربي، وقيل: دخيل. الأَزهري: التَّوْرُ إِناء معروف تذكره العرب تشرب فيه. وفي حديث أُم سليم: أَنها صنعت حَيْساً في تَوْرٍ؛ هو إِناء من صُفْرٍ أَو حجارة كالإِجَّانَةِ وقد يتوضأُ منه، ومنه حديث سلمان: لما احْتُضِرَ دعا بِمِسْكٍ ثم قال لامرأَته أَوْ خِفِيهِ في تَوْرٍ أَي اضربيه بالماء. والتَّوْرُ: الرسول بين القوم، عربي صحيح؛ قال: والتَّــوْرُ فيمــا بَيْنَنَــا مُعْمَــلُ يَرْضـــَى بـــهِ الآثِــيُّ والمُرْســِلُ وفي الصحاح: يرضى به المأْتيُّ والمرسل.ابن الأَعرابي: التَّورَةُ الجارية التي تُرسَلُ بين العُشَّاق.والتَّارَةُ: الحين والمَرَّة، أَلفها واو، جَمْعُها تاراتٌ وتِيَرٌ؛ قال: قُـــومُ تـــاراتٍ ويَمْشــي تِيَــرا وقال العجاج: رْبـاً، إذا مـا مِرْجَـلُ المَـوْتِ أَفَرْ بـالْغَلْي، أَحْمَـوهُ وأَحْنَـوه التِّيَـرْ قال ابن الأَعرابي: تأْرة مهموز فلما كثر استعمالهم لها تركوا همزها.قال أَبو منصور وقال غيره: جمع تَأْرَةٍ تِئَرٌ، مهموزة؛ قال: ومنه يقال أَتْأَرْتُ النَّظَرَ إِليه أَي أَدمته تارةً بَعْدَ تارةٍ. وأَتَرْتُ الشيءَ: جئت به تارةً أُخرى أَي مَرَّةً بعد مرة؛ قال لبيد يصف عَيْراً يديم صوته ونهيقه: جِـــدُّ ســـَحِيلَةً ويُتَيـــرُ فيهــا ويُتْبِعهـــا خِنَاقــاً فــي زَمــالِ ويروى: ويُبِيرُ، ويروى: ويُبِين؛ كل ذلك عن اللحياني. التهذيب في قوله أَتْأَرْتُ النظر إذا حَدَدْتَهُ قال: بهمز الأَلفين غير ممدودة، ثم قال: ومن ترك الهمز قال: أَتَرْتُ إِليه النظر والرمي أُتِيرُ تارَةً.وأَتَرْتُ إِليه الرَّمْيَ إذا رميته تارة بعد تارة، فهو مُتَارٌ؛ ومنه قول الشاعر: ظَــــلُّ كــــأَنه فَـــرأٌ مُتَـــارُ ابن الأَعرابي: التَّائر المداوم على العمل بعد فُتور.أَبو عمرو: فلان يُتارُ على أَن يُؤْخَذَ أَي يُدار على أَن يؤْخذ؛ وأَنشد لعامر بن كثير المحاربي: قَـــدْ غَضــِبُوا عَلــيَّ وأَشــْقَذوني فَصـــِرْتُ كَـــأَنَّني فَـــرَأٌ يتــارُ ويروى: مُتارُ، وحكي: يا تارات فلان، ولم يفسره؛ وأَنشد قول حسان: تَســْمَعُنَّ وَشــيكاً فــي دِيــارِكُمُ: اللـهُ أَكْـبرُ، يـا تـاراتِ عُثمَانَا قال ابن سيده: وعندي أَنه مقلوب من الوَتْرِ الذي هو الدم وإِن كان غير موازن به. وتِيرَ الرجلُ: أُصيب التَّارُ منه، هكذا جاء على صيغة ما لم يسمَّ فاعله؛ قال ابن هَرْمَةَ: يــيَّ تَقِــيَّ ســاكنُ القَــوْلِ وَادِعٌ إِذا لم يُتَرْ، شَهْمٌ، إذا تِيرَ، مانِعُ وتارَاءُ: من مساجد سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بين المدينة وتبوك؛ ورأَيت في حواشي ابن بري بخط الشيخ الفاضل رضي الدين الشاطبي، وأَظنه نسبه إلى ابن سيده، قوله: مـا الـدَّهْرُ إِلاّ تارتـانِ: فَمِنْهمـا اُمـوت وأُخـرى أَبْتَغِـي العَيْشَ أَكْدَحُ أَراد: فمنهما تارة أَموتها أَي أَموت فيها.
المعجم: لسان العرب هود
المعنى: الهَوْدُ: التَّوْبَةُ، هادَ يَهُودُ هوْداً وتَهَوَّد: تابَ ورجع إِلى الحق، فهو هائدٌ. وقومٌ هُودٌ: مِثْلُ حائِكٍ وحُوكٍ وبازِلٍ وبُزْلٍ؛ قال أَعرابي: إِنِّي امرُؤٌ مِنْ مَدْحِهِ هائِد وفي التنزيل العزيز: إِنَّا هُدْنا إِليك؛ أَي تُبْنا إِليك، وهو قول مجاهد وسعيد بن جبير وإِبراهيم. قال ابن سيده: عدّاه بإِلى لأَن فيه معنى رجعنا، وقيل: معناه تبنا إِليك ورجعنا وقَرُبْنا من المغفرة؛ وكذلك قوله تعالى: فتُوبوا إِلى بارِئِكم؛ وقال تعالى: إِن الذين آمنوا والذين هادوا؛ وقال زهير: سـِوَى رُبَـعٍ لم يَأْتِ فيها مَخافةً، ولا رَهَقــاً مِــنْ عابِــدٍ مُتَهَـوِّد قال: المُتَهَوِّد المُتَقَرِّبُ. شمر: المُتَهَوِّدُ المُتَوَصِّلُ بِهَوادةٍ إِليه؛ قال: قاله ابن الأَعرابي. والتَّهَوُّدُ: التوبةُ والعمل الصالح.والهَوادَةُ: الحُرْمَةُ والسبب. ابن الأَعرابي: هادَ إذا رجَع من خير إِلى شرّ أَو من شرّ إِلى خير، وهادَ إذا عقل. ويَهُودُ: اسم للقبيلة؛ قال: أُولئِكَ أَوْلـى مِـنْ يَهُـودَ بِمِدْحةٍ، إِذا أَنـتَ يَوْمـاً قُلْتَها لم تُؤنَّب وقيل: إِنما اسم هذه القبيلة يَهُوذ فعرب بقلب الذال دالاً؛ قال ابن سيده: وليس هذا بقويّ. وقالوا اليهود فأَدخلوا الأَلف واللام فيها على إِرادة النسب يريدون اليهوديين. وقوله تعالى: وعلى الذين هادُوا حَرَّمْنا كلَّ ذي ظُفُر؛ معناه دخلوا في اليهودية. وقال الفراء في قوله تعالى: وقالوا لَنْ يَدْخُلَ الجنةَ إِلا من كان هُوداً أَو نصارى؛ قال: يريد يَهُوداً فحذف الياء الزائدة ورجع إِلى الفعل من اليهودية، وفي قراءة أُبيّ: إِلا من كان يهوديّاً أَو نصرانيّاً؛ قال: وقد يجوز أَن يجعل هُوداً جمعاً واحده هائِدٌ مثل حائل وعائط من النُّوق، والجمع حُول وعُوط، وجمع اليهوديّ يَهُود، كما يقال في المجوسيّ مَجُوس وفي العجمي والعربيّ عجم وعرب.والهُودُ: اليَهُود، هادُوا يَهُودُون هَوْداً. وسميت اليهود اشتقاقاً من هادُوا أَي تابوا، وأَرادوا باليَهُودِ اليَهُودِيِّينَ ولكنهم حذفوا ياء الإِضافة كما قالوا زِنْجِيٌّ وزنْج، وإِنما عُرِّف على هذا الحد فجُمِع على قياس شعيرة وشعير، ثم عُرّف الجمع بالأَلِف واللام، ولولا ذلك لم يجز دخول الأَلِف واللام عليه لأَنه معرفة مؤنث فجرى في كلامهم مجرى القبيلة ولم يجعل كالحيّ؛ وأَنشد علي بن سليمان النحوي: فَـرَّتْ يَهُـودُ وأَسـْلَمَتْ جِيرانَهـا، صـَمِّي، لِمـا فَعَلَـتْ يَهُـودُ، صَمامِ قال ابن برِّيّ: البيت للأَسود بن يعفر. قال يعقوب: معنى صَمِّي اخْرسي يا داهيةُ، وصَمامِ اسم الداهيةِ علم مثل قَطامِ وحَذامِ أَي صَمِّي يا صَمامِ؛ ومنهم من يقول: الضمير في صمي يعود على الأُذن أَي صَمِّي يا أُذُن لما فعلتْ يَهُود. وصَمامِ اسم للفعل مثل نَزالِ وليس بنداء.وهَوَّدَ الرجلَ: حَوّلَه إِلى ملة يَهُودَ. قال سيبويه: وفي الحديث: كلُّ مَوْلُود يُولَدُ على الفِطْرَةِ حتى يكون أَبواه يُهَوِّدانِه أَو يُنَصِّرانِه، معناه أَنهما يعلمانه دين اليهودية والنصارى ويُدْخِلانه فيه. والتَّهْوِيدُ: أَن يُصَيَّرَ الإِنسانُ يَهُوديّاً. وهادَ وتَهَوَّد إذا صار يهوديّاً.والهَوادةُ: اللِّينُ وما يُرْجَى به الصلاحُ بين القوم. وفي الحديث: لا تأْخُذُه في الله هَوادةٌ أَي لا يَسْكُنُ عند حد الله ولا يُحابي فيه أَحداً. والهَوادةُ: السُّكونُ والرُّخْصة والمحاباة. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أُتِيَ بِشاربٍ فقال: لأَبْعَثَنَّكَ إِلى رجل لا تأْخُذُه فيك هَوادةٌ. والتَّهْوِيدُ والتَّهْوادُ والتَّهَوُّدُ: الإِبْطاءُ في السَّيْر واللِّينُ والتَّرَفُّقُ. والتَّهْوِيدُ: المشيُ الرُّوَيْدُ مثل الدَّبيب ونحوه، وأَصله من الهَوادةِ. والتَّهْوِيدُ: السَّيْرُ الرَّفِيقُ.وفي حديث عِمْران بن حُصين أَنه أَوْصَى عند موتِه: إذا مُتُّ فَخَرَجْتُمْ بي، فأَسْرِعُوا المَشْيَ ولا تُهَوِّدُوا كما تُهَوِّدُ اليهودُ والنصارى. وفي حديث ابن مسعود: إذا كنتَ في الجَدْبِ فأَسْرِعِ السَّيْرَ ولا تُهَوِّد أَي لا تَفْتُرْ. قال: وكذلك التَّهْوِيدُ في المَنْطِقِ وهو الساكِنُ؛ يقال: غِناءٌ مُهَوِّد؛ وقال الراعي يصف ناقة: وخُود منَ اللاَّئي تَسَمَّعْنَ، بالضُّحى، قَرِيـضَ الرُّدافَى بالغِناءِ المُهَوِّدِ قال: وخُود الواو أَصلية ليست بواو العطف، وهو من وَخَدَ يخد إذا أَسرعَ. أَبو مالك: وهَوّدَ الرجلُ إذا سكَن. وهَوَّدَ إذا غَنَّى. وهَوَّدَ إذا اعتَمد على السير؛ وأَنشد: ســَيْراً يُراخِــي مُنَّــةَ الجَلِيـد ذا قُحَمٍـــ، وليــس بالتَّهْوِيــدِ أَي ليس بالسَّيْر اللَّيِّن. والتهوِيدُ أَيضاً: النومُ. وتَهْوِيدُ الشراب: إِسكارُه. وهَوَّدَه الشرابُ إذا فَتَّرَه فأَنامَه؛ وقال الأَخطل: ودافَـعَ عَنـي يـومَ جِلَّـقَ غَمْزُهـ، وصـَمَّاءُ تُنْسِيني الشرابَ المُهَوِّدا والهَوادَةُ: الصُّلْحُ والمَيْلُ. والتهوِيدُ والتَّهْوادُ: الصوتُ الضعيفُ اللَّيِّنُ الفاتِرُ. والتهوِيدُ: هَدْهَدةُ الريحِ في الرمل ولِينُ صوتها فيه. والتَّهْوِيدُ: تَجاوُبُ الجنِّ لِلِينِ أَصواتِها وضَعْفِها؛ قال الراعي: يُجاوِبُ البومَ تَهْوِيدُ العَزِيفِ به، كمــا يَحِــنُّ لِغَيْــثٍ جِلَّـةٌ خُـورُ وقال ابن جَبَلَةَ: التهوِيدُ الترجيعُ بالصوت في لِين. والهَوادةُ: الرُّخْصة، وهو من ذلك لأَن الأَخذ بها أَلْيَنُ من الأَخذ بالشدّة.والمُهاوَدةُ: المُوادَعَةُ. والمُهاوَدةُ: المُصالَحَةُ والمُمايَلةُ.والمُهَوِّدُ: المُطْرِبُ المُلْهِي؛ عن ابن الأَعرابي. والهَوَدَةُ، بالتحريك: أَصل السنامِ. شمر: الهَوَدةُ مجتَمَعُ السَّنامِ وقَحَدَتُه، والجمع هَوَدٌ؛ وقال: كُـــومٌ عليهــا هَــوَدٌ أَنضــادُ وتسكن الواو فيقال هَوْدةٌ.وهُودٌ: اسم النبي، صلى الله على نبينا محمد وعليه وسلم، ينصرف، تقول: هذه هُودٌ إذا أَردْتَ سورة هُودٍ، وإِن جعلت هُوداً اسم السورة لم تصرفه، وكذلك نُوحٌ ونُونٌ، والله أَعلم.
المعجم: لسان العرب هود
المعنى: هود : ( {الهَوْدُ: التَّوْبَةُ والرُّجوعُ إِلى الحَقِّ) } هادَ {يَهُودُ} هَوْداً، {وتَهَوَّدَ، فَهُوَ} هائِدٌ وقَوْمٌ {هُودٌ، مثل حائكِ وحُوكٍ وبازِلٍ وبُزْلٍ قَالَ أَعرابيّ: إِنّي امْرُءٌ مِنْ مَدْحِهِ} هَائِدُ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {إِنَّا {هُدْنَا إِلَيْكَ} (سُورَة الْأَعْرَاف، الْآيَة: 156) أَي تُبْنَا إِليك، وَهُوَ قولُ مُجَاهِدٍ وسعيدِ بن جُبَيحر وإِبراهِيمَ، قَالَ ابنُ سِيده: عَدّاه بابلى لأَن فِيهِ معنَى رَجَعْنا. (و) } الهَوَدُ، (بالتَّحْرِيكِ: الأَسْنِمَةُ) . وَقيل: أَصْلُ السَّنامِ (جَمْعُ {هَوْدَة) (، وَقَالَ شَمِرٌ:} الهَوَدَةُ مُجْتَمَعُ السَّنامِ وقَحَدَتُه والجَمْعُ {هَوَدٌ، وَقَالَ: كُومٌ عَلَيْهَا} هَوَدٌ أَنْضَادُ وتسكَّن الْوَاو فَيُقَال هَوحدَة. (و) {الهُودُ، (بالضَّمْ:} اليَهُودُ) ، اسمُ قَبِلَةٍ، وَقيل: إِنما اسمُ هاذه القبيلةِ يَهُوذ، فعُرِّب بقلب الذالِ دَالا، كَمَا سيأْتي للمصنّف أَيضاً، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَيْسَ هاذا بِقَوِيَ، وَقَالُوا: اليَهود، فأَدخلوا الأَلف واللامَ فِيهَا على إِرادَةِ النَّسَب، قَالَ الله تَعَالَى: {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ {هُودًا أَوْ نَصَارَى} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 111) قَالَ الفَرَّاءُ: يُرِيد يَهُوداً، فَحذف الياءَ الزائدةَ، ورجَع إِلى الفِعْل من} اليَهُودِيّة، وَفِي قِرَاءَة أُبَيَ، إِلاَّ مَنْ كَانَ يَهُودِيًّا أَو نَصْرَانِيًّا) قَالَ: وَقد يجوز أَن يَجعل هُوداً جَمْعاً واحِدُه هائدٌ، مثل حائلٍ وعائطٍ من النُّوقِ، وَالْجمع حُول وعُوطٌ، وجمْع {- اليَهُودِيّ} يَهودٌ، كَمَا يُقَال فِي المَجوسِيّ مَجُوسٌ، وَفِي العَجَمِيّ والعَرَبِيّ عَجَمٌ وعَرَبٌ، وسُمِّيَت اليَهود اشتقاقاً مِن {هَادُوا، أَي تابُوا، وأَرادوا باليَهُودِ اليَهُودِيِّينَ، وَلَكنهُمْ حَذَفُوياءَ الإِضافَة كَمَا قَالُوا زِنْجِيّ وزِنْج. (و) } هُودٌ (اسمُ نَبِيَ) مَعْرُوف، صلَّى الله على نَبيّنا محمّدٍ وَعَلِيهِ وسلَّمَ، عَرَبِيٌّ، ولهاذا يَنْصَرِف، وكذالك كلُّ اسمٍ أَعجمِيَ ثلاثيَ فإِنه مُنْصَرِف، قَالَ ابنُ هشامٍ وابنُ الكَلْبيّ، هُوَ عابِر بن إِرمَ بن سَامِ بن نُوحٍ، وَفِي شرْح القَسْطَلانيّ: هُوَ بن شارخ بن أَرفخشد ابْن سَام، وَقيل: هُوَ هود بن عبد الله بن رِيَاح، أَقوالٌ، (و) قد (يُجْمَعُ {يَهودُ عَلى} يُهْدَانٍ) ، بضّم فسُكون، قَالَ حَسَّان رَضِي الله عَنهُ يَهجو الضّحَّاكَ ابْن خَلِيفَةَ، رَضِيا لله عَنهُ، فِي شأْنِ بَنِي قُرعيْظَةَ، وَكَانَ أَبو الضَّحَّاكِ مُنَافِقاً: أَتُحِبُّ {يُهْدَانَ الحِجَازِ وَدِينَهُمْ عَبْدَ الحِمَارِ وَلَا تُحِبُّ مُحَمَّدَا صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم. (} وهَوَّدَه) {تَهوِيداً (: حَوَّلَه إِلى مِلَّةِ} يَهُودَ) ، قَالَ سيبويهِ: وَفِي الحَدِيث (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ على الفِطْرَةِ حتّى يَكونَ أَبواه {يُهَوِّدَانِه أَو يُنْصَرَانِه) ، مَعْنَاهُ أَنهما يُعَلِّمَانِه دِينَ اليَهُودِيَّة والنَّصَارَى ويُدْخِلانِه فِيهِ. (} والهَوَادَةُ: اللِّينُ) والرِّفْقُ، عَن الزَّمَخْشَرِيّ. (ومَا يُرْجَى بِهِ الصَّلاَحُ) بينَ القَوْمِ، وَفِي الحَدِيث (وَلاَ تَأْخُذُه فِي الله {هَوَادَةٌ) ، أَي لَا يَسْكُنُ عِنْدَ حَدِّ الله وَلَا يُحَابِي فِيهِ أَحَداً. (و) } الهَوَادَة: (الرُّخْصَةُ) والمُحَابَاةُ، وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ (أُتِيَ بِشَارِبٍ فقالَ: لأَبْعَثَنَّكَ إِلى رَجُلٍ لَا تَأْخُذُه فِيك هَوَادَةٌ) . ( {والتَّهْوِيد: تَجَاوُبُ الجِنِّ) ، لِلِينِ أَصْوَاتِهَا وضَعْفِهَا، قَالَ الرَّاعي: يُجَاوِبُ البُومَ تَهْوِيدُ العَزِيفِ بِهِ كَمَا يَحِنُّ لِغَيْثٍ جِلَّةٌ خُورُ (و) قَالَ ابْن جَبَلَةَ: التَّهْوِيد: (التَّرجِيعُ بالصَّوْتِ فِي لِينٍ) ، وَمِنْه أُخِذَ الهَوَادَةُ بِمَعْنى الرُّخْصَة، لأَن الأَخْذَ بهَا أَلْيَنُ مِن الأَخْذ بالشِّدَّةِ. (و) التَّهْوِيد (: التَّطْريبُ والإِلْهَاءُ) وَهُوَ} مُهَوِّدٌ: مِلْهٍ مُطَرِّبٌ. (و) {التَّهْويد (: المَشْيُ الرُّوَيْدُ) ، مثل الدَّبِيبِ ونَحْوِه، وأَصلُه من} الهَوَادَةِ وأَنشد: سَيْراً يُرَاخِي مُنَّةَ الجَلِيدِ ذَا قُحَمٍ ولَيْسَ بِالتَّهْوِيدِ أَي لَيْسَ بالسَّيْرِ اللَّيِّنِ. (و) التَّهْوِيد (: إِسْكَارُ الشَّرَابِ) ، {وهَوَّدَه الشَّرَابُ إِذا فَتَّرَهُ فأَنَامَه، وَقَالَ الأَخْطَل: ودَافَعَ عَنِّي يَوْمَ جِلَّقَ غَمْرَةً وَصَمَّاءَ تُنْسِينِي الشَّرَابَ} المُهَوِّدَا (و) التَّهْوِيدُ (: الصَّوْتُ الضَّعِيفُ اللَّيِّنُ) ، الفاتِرُ، ( {كالتَّهْوَادِ) بِالْفَتْح،} والتَّهَوُّدِ. (و) {التَّهْوِيدُ (: الإِبطاءُ فِي السَّيْر) وَهُوَ السَّيْر الرَّفِيق وَفِي حَدِيث عِمْرَان بنِ حُصَيْنٍ رَضِي الله عَنهُ (إِذا مُتّ فخَرَجْتُم بِي فأَسْرِعُوا المَشْيَ وَلَا} تُهَوِّدُوا كَمَا {تُهَوِّد} اليَهودُ والنَّصَارَى) . (و) {التَّهْوِيدُ (السُّكُونُ فِي المَنْطِقِ) ، يُقَال: غِنَاءٌ} مُهَوِّد، وَقَالَ الرَّاعِي يَصِف نَاقَة: وَخُودٌ مِن اللائِي تَسَمَّعْنَ بالضُّحَى قَرِيضَ الرُّدَافَى بِالغِنَاءِ {المُهَوِّدِ وَقَالَ أَبو مالِكٍ:} وهَوَّدَ الرَّجُلُ، إِذا سَكَنَ، وَهَوَّدَ، إِذا غَنَّى، {وهَوَّدَ، إِذا اعْتَمَدَ على السَّيْرِ، (} كالتَّهَوُّدِ {والتَّهْوَادِ) بِالْفَتْح. (} والمُهَاوَدَةُ: المُوَادَعَةُ) هاذا هُوَ الصَّوَاب، يُقَال هَاوَدَه، إِذا وَادَعَه، وبَينهم {مُهَاوَدَةٌ، كَمَا فِي الأَساس، وَيُوجد فِي النّسخ كُله المواعدة، وَهُوَ تَحْرِيف (و) } المُهاوَدةُ (: المُصَالَحة) والمُهَاوَنة (والمُمَايَلَةُ والمُعَاوَدَةُ) ، وهاذا نَصُّ الصاغَانيّ، وَهُوَ مَقْلُوب المُوَادَعَةَ، كلُّ ذالك من الهَوَادَةِ، وَهُوَ الصُّلْح والمَيْلُ. ( {وأَهْوَدُ، كأَحْمَدَ) ، اسْم (يَوْم الاثْنين) فِي الجاهلِيَّة، وكذالك أَوْهَدُ وأَهْوَنَ، (و) } أَهودُ اسمُ (قَبِيلَة) من الْعَرَب. ( {وتَهَوَّدَ) الرجُلُ (: صارَ} يَهُودِيًّا) {كهَادَ.} وتَهَوَّدَ فِي مَشْيه: مَشَى مَشْياً رَفِيقاً تَشَبُّهاً! باليهودِ فِي حَرَكَتهم عِنْد القِراءَة. قَالَ المُصَنّف فِي البصائر بعد سِيَاق هاذه الْعبارَة: وهاذا يُعَدُّ من الأَضْدَاده. قلْت: وَهُوَ مَحَلُّ تأَمّل. (و) تَهَوَّدَ. إِذا (تَوَصَّلَ بِرَحِمٍ أَو حُرْمَةٍ) ، من الهَوَادَة، وَهِي الحُرْمَةُ والسَّبَبُ. وَزَاد فِي البصائر: وتَقَرَّبَ بِإِحْدَاهُمَا، وأَنشد قَول زُهير: سِوَى رِبَعٍ لَمْ يَأْتِ فِيهِ مَخَانَةً ولاَ رَهَقاً مِنْ عَانِدٍ {مُتَهَوِّدِ قلت: قَالَ ابْن سَيّده:} المُتَهَوِّد: المُتَقَرِّب، وَقَالَ شَمِرٌ: المُتَهَوِّدُ: المُتَوَصِّلُ {بِهَوادَةٍ إِليه، قَالَ: قَالَه ابنُ الأَعرابيّ. (} وهَوَّدَ {تَهْوِيداً: أَكَلَ) } الهَوَدَة، وَهِي أَصلُ (السَّنَام) ومُجْتَمَعُ، كَا تقَدَّم. ( {ويَهُودَا: أَخو يُوسُفَ الصِّدِّيقِ) من أَبيه، (عَلَيْهِمَا السلامُ) ، قيل: هُوَ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة. وَفِي شفاءِ الغَليل) } يَهُودَا، مُعَرَّب يَهُوذا، بذال معجمةٍ، ابنُ يَعقوبَ عَلَيْهِ السلامُ، قلْت: وَكَذَا قَالُوا فِي هُودٍ إِن أَصلَه بِالذَّالِ المُعجمة، ثمَّ عُرِّب بِالدَّال الْمُهْملَة. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: التَّهَوُّد: التَّوْبَة والعَمَلُ الصالِحُ، وَعَن ابْن الأَعرابيّ: هَادَ، إِذا رَجَع مِن خَيْرٍ إِلى شَرَ، أَو مِن شَرَ إِلى خَيْرٍ. {والتَّهْوِيد} والتَّهْوَادُ {والتَّهَوُّدُ: اللِّينُ والتَّرَفُقُّ. والتَّهْوِيد: النَّوْمُ. والتَّهْوِيد: هَدْهَدَةُ الرِّيح فِي الرَّمْل ولِينُ صَوْتِها فِيهِ. } والهَوَادَة: الصُّلْحُ. {والمُهَاوَدَة: المُرَاجَعَة. والهَوَادَةُ: الحُرْمَة والسَّبَبُ.
المعجم: تاج العروس حلف
المعنى: الحِلْفُ والحَلِفُ: القَسَمُ لغتان، حَلَفَ أَي أَقْسَم يَحْلِفُ حَلْفاً وحِلْفاً وحَلِفاً ومَحْلُوفاً، وهو أَحد ما جاء من المصادر على مَفْعُولٍ مثل المَجْلُودِ والمَعْقُولِ والمَعْسُور والمَيْسُورِ، والواحدة حَلْفةٌ؛ قال امْرؤُ القيس: حلَفْـــــتُ لَهـــــا بـــــاللّهِ حَلْفــــةَ فــــاجِرٍ لَنــــامُوا فمــــا إنْ مِــــنْ حَـــدِيثٍ ولا صـــالي ويقولون: مَحْلُوفةً باللّه ما قال ذلك، ينصبون على إضمار يَحْلِفُ باللّه مَحْلُوفةً أَي قَسَماً، والمحلوفةُ هو القَسَمُ. الأَزهري عن الأَحمر: حَلَفْتُ محلوفاً مصدر. ابن بُزُرج: لا ومَحْلُوفائه لا أَفْعَلُ، يريد ومَحْلُوفِه فمَدَّها. وحَلَفَ أُحْلُوفة؛ هذه عن اللحياني. ورجل حالِفٌ وحَلاَّفٌ وحَلاَّفةٌ: كثير الحَلِفِ. وأَحْلَفْتُ الرجُلَ وحَلَّفْتُه واسْتَحْلفته بمعنىً واحد، ومثله أَرْهَبْتُه واسْتَرْهَبْتُه، وقد اسْتَحْلَفَه باللّه ما فَعَلَ ذلك وحَلَّفَه وأَحْلَفَه؛ قال النمر بن تَوْلَبٍ: قــــــــــامَتْ إلــــــــــيَّ فأَحْلَفْتُهــــــــــا بِهَــــــــــــــــدْيٍ قَلائِدُه تَخْتَنِـــــــــــــــقْ وفي الحديث: مَن حَلَفَ على يمين فرأَى غيرها خيراً منها؛ الحَلِفُ: اليمين وأَصلُها العَقْدُ بالعَزْمِ والنية فخالف بين اللفظين تأْكيداً لعَقْدِه وإعْلاماً أَنَّ لَغْو اليمينِ لا ينعقد تحته.وفي حديث حذيفة قال له جُنْدَبٌ: تسْمَعُني أُحالِفُكَ منذ اليوم وقد سَمِعْته من رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، فلا تَنهاني؛ أُحالِفُكَ أُفاعِلُكَ من الحلف اليمين. والحِلْفُ، بالكسر، العَهْد يكون بين القوم.وقد حالَفَه أَي عاهَدَه، وتحالفُوا أَي تعاهَدُوا. وفي حديث أَنس: حالَفَ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، بين المهاجرين والأَنصار في دارنا مرَّتين أَي آخَى بينهم، وفي رواية: حالَفَ بين قريش والأَنصار أَي آخَى بينهم لأَنه لا حِلْف في الإسْلام. وفي حديث آخر: لا حِلْف في الإسلام. قال ابن الأَثير: أَصل الحِلْف المُعاقدةُ والمُعاهَدَةُ على التَّعاضُدِ والتساعُدِ والاتِّفاقِ، فما كان منه في الجاهلية على الفِتَنِ والقِتالِ بين القبائل والغاراتِ فذلك الذي ورَدَ النَّهْيُ عنه في الإسلام بقوله، صلى اللّه عليه وسلم: لا حِلْف في الإسلام، وما كان منه في الجاهلية على نَصْرِ المَظْلُومِ وصلةِ الأَرْحامِ كحِلْفِ المُطَيِّبِينَ وما جَرى مَجْراه فذلك الذي قال فيه رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: وأَيُّمَا حِلْفٍ كان في الجاهلية لم يَزِدْه الإسلامُ إلا شِدَّةً، يريد من المُعاقدة على الخير ونُصْرةِ الحقّ، وبذلك يجتمع الحديثان، وهذا هو الحِلْفُ الذي يَقْتَضِيه الإسلامُ والمَمْنُوعُ منه ما خالَفَ حُكْمَ الإسلام، وقيل: المُحالفة كانت قبل الفتح، وقوله لا حِلْفَ في الإسلام قاله زمن الفتح؛ فكان ناسخاً وكان، عليه السلام، وأَبو بكر من المُطَيَّبينَ وكان عمر من الأَحْلافِ، والأَحْلافُ سِتُّ قَبائِلَ: عبدُ الدَّارِ وجُمَحُ ومَخْزُومٌ وبنو عَدِيٍّ وكعْبٌ وسَهْمٌ.والحَلِيفُ: المُحالِفُ. الليث: يقال حالَف فلان فلاناً، فهو حَليفه، وبينهما حِلْف لأَنهما تَحالَفا بالإيْمانِ أَن يكون أَمرُهما واحداً بالوَفاء، فلما لزم ذلك عندهم في الأَحْلافِ التي في العشائر والقبائل صار كلّ شيء لزم شيئاً فلم يُفارِقْه فهو حَلِيفُه حتى يقال: فلان حَلِيفُ الجُودِ وفلان حَلِيفُ الإكْثارِ وفلان حلِيفُ الإقْلالِ؛ وأَنشد قول الأَعشى: وشـَرِيكَيْنِ فـي كثِيـرٍ من الما_لِ، وكانا مُحالِفَيْ إقْلالِ وحالَفَ فلان بَثَّه وحُزْنَه أَي لازَمَه. ابن الأَعرابي: الأَحْلافُ في قريش خمس قبائل: عبدُ الدَّارِ وجُمَح وسَهْم ومَخْزوم وعديّ بن كعب، سُمُّوا بذلك لمّا أَرادَتْ بنو عبدِ مناف أَخذ ما في يَدَيْ عبدِ الدَّار من الحجابة والرِّفادةِ واللِّواءِ والسِّقايةِ، وأَبَتْ بَنُو عبد الدار، عَقَدَ كلّ قوم على أَمرِهِم حِلْفاً مؤكّداً على أَن لا يتخاذلوا، فأَخرجت عبد مناف جَفْنة مملوءة طيباً فوضعوها لأَحْلافهم في المسجد عند الكعبة، وهم أَسَدٌ وزُهْرةُ وتَيْمٌ، ثم غَمَسَ القوم أَيديهم فيها وتَعاقَدُوا ثم مسحوا الكعبة بأَيديهم توكيداً فسموا المطيَّبين، وتَعاقَدت بنو عبد الدار وحُلفاؤها حلفاً آخر مؤكداً على أَن لا يتخاذلوا فسمو الأَحْلافَ؛ وقال الكميت يذكرهم: نَسَباً في المُطَيَّبينَ وفي الأَحْ_لافِ حَلَّ الذُّؤابةَ الجُمْهُورا قال: وروى ابن عيينة عن ابن جُرَيْجٍ عن أَبي مُلَيْكَةَ قال: كنت عند ابن عباس فأَتاه ابن صَفْوان فقال: نِعْمَ الإمارةُ إمارةُ الأَحْلافِ كانت لكم، قال: الذي كان قبلها خير منها، كان رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، من المطيَّبين وكان أَبو بكر من المطيبين، وكان عمر من الأَحْلافِ، يعني إمارة عمر. وسمع ابن عباس نادِبة عمر، رضي اللّه عنه، وهي تقول: يا سيِّدَ الأَحْلافِ، فقال ابن عباس: نعم والمُحْتَلَفِ عليهم، يعني المُطيبين. قال الأَزهري: وإنما ذكرت ما اقْتَصَّه ابن الأَعرابي لأَن القُتَيْبي ذكر المُطيبين والأَحْلافَ فَخَلَط فيما فسَّرَ ولم يؤدِّ القِصَّة على وجهها، قال: وأَرجو أَن يكون ما رواه شمر عن ابن الأَعرابي صحيحاً.وفي حديث ابن عباس: وجدنا وِلايةَ المطيَّبيّ خيراً من وِلاية الأَحْلافيِّ، يريد أَبا بكر وعمر، يريد أَنَّ أَبا بكر كان من المطيبين وعمر من الأَحْلاف؛ قال ابن الأَثير: وهذا أَحد ما جاء من النسب لا يُجْمَعُ لأَن الأَحْلاف صار اسماً لهم كما صار الأَنصار اسماً للأَوْس والخَزْرج، والأَحْلافُ الذين في شعر زهير هم: أَسَدٌ وغَطَفانُ لأَنهم تحالَفُوا على التَّناصُرِ؛ قال ابن بري: والذي أَشار إليه من شعر زهير هو قوله: تَــــــدارَكْتُما الأَحْلافَ قـــــد ثُـــــلَّ عَرْشـــــُها وُذُبْيــــانَ قــــد زَلَّــــتْ بأْقْــــدامها النَّعْـــلُ قال: وفي قوله أَيضاً: أَلا أَبْلِــــــــغِ الأَحْلافَ عَنِّــــــــي رِســــــــالةً وذِبْيـــــان: هــــل أَقْســــَمْتُمُ كــــلَّ مَقْســــَمِ؟ قال ابن سيده: والحَلِيفانِ أَسَدٌ وغَطَفانُ صفة لازِمةٌ لهما لُزُومَ الاسم. ابن سيده: الحِلْفُ العَهْدُ لأَنه لا يُعْقَدُ إلا بالحَلِفِ.والجمع أَحلاف. وقد حالَفَه مُحالَفَة وحِلافاً، وهو حِلْفُه وحَليفه؛ وقول أَبي ذؤيب: فَســـــَوْفَ تَقُـــــولُ، إنْ هِــــيَ لــــم تَجِــــدْني أَخــــــانَ العَهْـــــدَ أَم أَثِيـــــمَ الحَلِيفُـــــ؟ الحَلِيف: الحالِفُ فيما كان بينه وبينها ليَفِيَنَّ، والجمع أَحْلافٌ وحُلَفاء، وهو من ذلك لأَنهما تحالفا أَن يكون أَمرهما واحداً بالوفاء.الجوهري: والأَحْلافُ أَيضاً قوم من ثَقِيفٍ لأَنَّ ثقيفاً فرقتان بنو مالك والأَحْلافُ، ويقال لبني أَسَدٍ وطَيِّءٍ الحَلِيفان، ويقال أَيضاً لفَزارةَ ولأَسَدٍ حَلِيفانِ لأَن خُزاعةَ لما أَجْلَتْ بني أَسد عن الحَرَم خرجت فحالفت طيّئاً ثم حالفت بني فزارة.ابن سيده: كل شيء مُخْتَلَف فيه، فهو مُحْلِفٌ لأَنه داعٍ إلى الحَلِفِ، ولذلك قيل حَضارِ والوَزْنُ مُحْلِفانِ، وذلك أَنهما نَجْمانِ يَطْلُعانِ قبل سُهَيْل من مَطْلَعِه فيظنّ الناس بكل واحد منهما أَنه سُهيل، فيحلف الواحد أَنه سهيل ويحلف الآخر أَنه ليس به. وناقة مُحْلِفةٌ إذا شُكَّ في سِمَنِها حتى يَدْعُوَ ذلك إلى الحلف. الأَزهري: ناقة مُحْلِفةُ السَّنام لا يُدْرى أَفي سَنامِها شحم أَم لا؛ قال الكميت: أَطْلال مُحْلِفـــةِ الرُّســـُو_مِ بـــأَلْوَتَي بَــرٍّ وفــاجِرْ أَي يَحْلِفُ اثْنان: أَحدهما على الدُّرُوسِ والآخر على أَنه ليس بدارِسٍ فيبر أَحدهما في يمينه ويحنث الآخر، وهو الفاجر. ويقال: كُمَيْتٌ مُحْلِفٌ إذا كان بين الأَحْوى والأَحَمّ حتى يختلف في كُمْتته، وكُمَيْتٌ غير مُحلف إذا كان أَحْوَى خالِصَ الحُوَّة أَو أَحَمّ بَيِّنَ الحُمّةِ.وفي الصحاح: كُمَيْتٌ مُحْلِفةٌ وفرس مُحْلِفٌ ومُحْلِفةٌ، وهو الكُمَيْت الأَحَمُّ والأَحْوى لأَنهما مُتَدانِيانِ حتى يشكّ فيهما البَصِيرانِ فيحلف هذا أَنه كُمَيْتٌ أَحْوى، ويحلف هذا أَنه كميت أَحَمُّ؛ قال ابن كَلْحبة اليَرْبُوعي واسمه هُبَيْرةُ بن عبد مَناف وكَلْحَبةُ أُمه: تُســـــائِلُني بَنُـــــو جُشـــــَمِ بـــــن بَكْـــــرٍ أَغَـــــــــرَّاءُ العَــــــــرادةُ أَمْ بَهِيمُــــــــ؟ كَمَيْـــــــتٌ غيـــــــرُ مُحْلِفـــــــةٍ، ولكِــــــنْ كَلَـــــوْنِ الصـــــِّرْفِ عُـــــلَّ بـــــه الأَديـــــمُ يعني أَنها خالصة اللون لا يُحْلَفُ عليها أَنها ليست كذلك، والصِّرْفُ: شيء أَحْمر يُدْبَغُ به الجِلْدُ. وقال ابن الأَعرابي: معنى مُحلفة هنا أَنها فرس لا تُحْوِجُ صاحبَها إلى أَن يحلف أَنه رأَى مِثْلَها كرَماً، والصحيح هو الأَول. والمُحْلِفُ من الغِلمان: المشكوك في احتلامه لأَن ذلك ربما دعا إلى الحلف. الليث: أَحْلَفَ الغلامُ إذا جاوَز رِهاق الحُلُم، قال: وقال بعضهم قد أَحْلَفَ. قال أَبو منصور: أَحْلَفَ الغُلام بهذا المعنى خطأ، إنما يقال أَحْلَفَ الغلامُ إذا راهَقَ الحُلُم فاختلف الناظرون إليه، فقائل يقول قد احْتَلَمَ وأَدْرَك ويحلف على ذلك، وقائل يقول غير مُدْرِكٍ ويحلف على قوله. وكل شيء يختلف فيه الناس ولا يقِفُون منه على أَمر صحيح، فهو مُحْلِفٌ. والعرب تقول للشيء المُخْتَلَفِ فيه: مُحْلِفٌ ومُحْنِثٌ.والحَلِيفُ: الحَديدُ من كل شيء، وفيه حَلافةٌ، وإنه لَحَلِيفُ اللسانِ على المثل بذلك أَي حديدُ اللسان فصيحٌ. وسِنانٌ حَلِيفٌ أَي حَديد. قال الأَزهري: أَراه جُعِلَ حليفاً لأَنه شُبِّه حِدَّةُ طرَفِه بَحِدَّةِ أَطْرافِ الحَلْفاء. وفي حديث الحجاج أَنه قال ليزيد بن المُهَلَّب: ما أَمْضى جَنانَه وأَحْلَفَ لِسانَه، أَي ما أَمْضاه وأَذْرَبَه من قولهم سِنانٌ حَلِيفٌ أَي حديد ماض.والحَلَفُ والحَلْفاء: من نَباتِ الأَغْلاثِ، واحدتها حَلِفةٌ وحَلَفةٌ وحَلْفاء وحَلْفاة؛ قال سيبويه: حَلْفاء واحدة وحَلْفاء للجميع لما كان يقع للجميع ولم يكن اسماً كُسِّرَ عليه الواحد، أَرادوا أَن يكون الواحدُ من بناء فيه علامة التأْنيث كما كان ذلك في الأَكثر الذي ليست فيه علامة التأْنيث، ويقع مذكراً نحو التمر والبر والشعير وأَشباه ذلك، ولم يُجاوِزُوا البناء الذي يقع للجميع حيث أَرادوا واحداً فيه علامة التأْنيث لأَنه فيه علامة التأْنيث، فاكتفَوْا بذلك وبَيَّنُوا الواحدة بأَن وصفوها بواحدة، ولم يَجِيئُوا بعلامة سِوى العلامة التي في الجمع لتَفْرُقَ بين هذا وبين الاسم الذي يقع للجميع وليس فيه علامة التأْنيث نحو التمر والبُسْر.، وأَرض حَلِفةٌ ومُحْلِفةٌ: كثيرة الحَلْفاء. وقال أَبو حنيفة: أَرض حَلِفةٌ تُنْبِتُ الحلفاء. الليث: الحلفاء نبات حَمْلُه قصَبُ النُّشَّابِ.قال الأَزهري: الحلفاء نبت أَطْرافُه مُحَدَّدةٌ كأَنها أَطْرافُ سَعَفِ النخل والخوص، ينبت في مغايِضِ الماء والنُزُوزِ، الواحدة حَلَفةٌ مثل قَصَبةٍ وقَصْباءَ وطَرَفَةٍ وطَرْفاءَ. وقال سيبويه: الحلفاء واحد وجمع، وكذلك طرْفاء وبُهْمَى وشُكاعى واحدة وجمع. ابن الأَعرابي: الحَلْفاء الأَمةُ الصَّخَّابة. الجوهري: الحَلْفاء نبت في الماء، وقال الأَصمعي: حَلِفة، بكسر اللام. وفي حديث بدر: أَنَّ عُتْبةَ بن رَبيعةَ بَرَزَ لعُبيدةَ فقال: مَن أَنت؟ قال: أَنا الذي في الحَلْفاء؛ أَراد أَنا الأَسد لأَنَّ مَأْوى الأَسَد الآجامُ ومَنابتُ الحلفاء، وهو نبت معروف، وقيل: هو قصب لم يُدْرِكْ. والحلفاء: واحد يراد به الجمع كالقصْباء والطرْفاء، وقيل: واحدته حَلْفاةٌ.وحُلَيْفٌ وحَلِيفٌ: اسْمان. وذو الحُلَيْفةِ: موضعٌ؛ وقال ابن هَرْمةَ: لـــــمْ يُنْـــــسَ رَكْبُــــك يــــومَ زالَ مَطِيُّهُــــمْ مِـــــنْ ذي الحُلَيْفِـــــ، فصــــَبَّحُوا المَســــْلُوقا يجوز أَن يكون ذو الحُلَيْفِ عنده لُغةً في ذي الحُلَيْفةِ، ويجوز أَن يكون حذف الهاء من ذي الحليفة في الشعر كما حذفها الآخر من العُذَيْبةِ في قوله وهو كثير عَزَّةَ: لَعَمْريـــــــ، لَئِنْ أُمُّ الحكيـــــــم تَرَحَّلَـــــــتْ وأَخْلَــــــتْ بَخَيْمــــــاتِ العُـــــذَيْبِ ظِلالَهـــــا وإنما اسْمُ الماءِ العُذَيْبةُ، واللّه أَعلم.
المعجم: لسان العرب ردف
المعنى: الرِّدْفُ: ما تَبِعَ الشيءَ. وكل شيء تَبِع شيئاً، فهو رِدْفُه، وإذا تَتابع شيء خلف شيء، فهو التَّرادُفُ، والجمع الرُّدافَى؛ قال لبيد: عُـــذافِرةٌ تَقَمَّـــصُ بــالرُّدافَى تَخَوَّنَهـــا نُزولــي وارْتِحــالي ويقال: جاء القوم رُدافَى أَي بعضهم يتبع بعضاً. ويقال للحُداةِ الرُّدافَى؛ وأَنشد أَبو عبيد للراعي: وخُـود، من اللاَّئي تَسَمَّعْنَ بالضُّحى قَرِيـضَ الرُّدافَى بالغِناء المُهَوِّدِ وقيل: الرُّدافَى الرَّدِيف. وهذا أَمْر ليس له رِدْفٌ أَي ليس له تَبِعةٌ. وأَرْدَفَه أَمْرٌ: لغةٌ في رَدِفَه مثل تَبِعَهُ وأَتْبَعَه بمعنىً؛ قال خُزَيْمةُ بن مالك ابن نَهْدٍ: إذا الجَــوْزاءُ أَرْدَفَـتِ الثُّرَيّـا ظَنَنْــتُ بــآلِ فاطِمَـةَ الظُّنُونـا يعني فاطمةَ بنتَ يَذْكُرَ بن عَنَزَةَ أَحَدِ القارِظَين؛ قال ابن بري: ومثل هذا البيت قول الآخر: قَلامِسـة ساسـُوا الأُمـورَ فأَحْسَنوا سِياســَتَها، حـتى أَقَـرَّتْ لِمُـرْدِفِ قال: ومعنى بيت خزيمة على ما حكاه عن أَبي بكر بن السراج أَن الجوزاء تَرْدَفُ الثريَّا في اشْتِدادِ الحرّ فَتَتَكَبَّدُ السماء في آخر الليل، وعند ذلك تَنْقطعُ المياه وتَجِفُّ فتتفرق الناسُ في طلب المياه فَتَغِيبُ عنه مَحْبُوبَتُه، فلا يدري أَين مَضَتْ ولا أَين نزلت. وفي حديث بَدْر: فأَمَدَّ هُمُ اللّه بأَلفٍ من الملائكة مُرْدِفِينَ أَي مُتتابعينَ يَرْدَفُ بعضُهم بعضاً.ورَدْفُ كل شيء: مؤخَّرُه. والرِّدْفُ: الكَفَلُ والعجُزُ، وخص بعضهم به عَجِيزَةَ المرأَة، والجمع من كل ذلك أَرْدافٌ. والرَّوادِفُ: الأَعْجازُ؛ قال ابن سيده: ولا أَدري أَهو جمع رِدفٍ نادر أَم هو جمع رادِفةٍ، وكله من الإتباع. وفي حديث أَبي هريرة: على أَكتافِها أَمثالُ النَّواجِدِ شَحْماً تَدْعونه أَنتم الرَّوادِفَ؛ هي طرائِقُ الشَّحْمِ، واحدتها رادِفةٌ.وتَرَادَفَ الشيءُ: تَبِع بعضُه بعضاً. والترادفُ: التتابع. قال الأَصمعي: تَعاوَنُوا عليه وتَرادفوا بمعنى. والتَّرادُفُ: كِناية عن فعلٍ قبيح، مشتق من ذلك. والارْتِدافُ: الاسْتِدْبارُ. يقال: أَتينا فلاناً فارْتَدَفْناه أَي أَخذناه من ورائه أَخذاً؛ عن الكسائي.والمُتَرادِفُ: كل قافية اجتمع في آخرها ساكنان وهي متفاعلان ومستفعلان ومفاعلان ومفتعلان وفاعلتان وفعلتان وفعليان ومفعولان وفاعلان وفعلان ومفاعيل وفعول، سمي بذلك لأَن غالب العادة في أَواخر الأَبيات أَن يكون فيها ساكن واحد، رَوِيّاً مقيداً كان أَو وصْلاً أَو خُروجاً، فلما اجتمع في هذه القافية ساكنان مترادفان كان أَحدُ الساكنين رِدْفَ الآخَرِ ولاحقاً به.وأَرْدَفَ الشيءَ بالشيء وأرْدَفَه عليه: أَتْبَعَه عليه؛ قال: فــأَرْدَفَتْ خَيلاً علــى خَيْــلٍ لـي كالثِّقْـل إذْ عـالى بـه المُعَلِّـي ورَدِفَ الرجلَ وأَرْدَفَه: رَكِبَ خَلْفَه، وارْتَدَفَه خَلْفَه على الدابة. ورَدِيفُكَ: الذي يُرادِفُك، والجمع رُدَفاء ورُدافَى، كالفُرادَى جمع الفريد. أَبو الهيثم: يقال رَدِفْتُ فلاناً أَي صرت له رِدْفاً.الزجاج في قوله تعالى: بأَلْفٍ من الملائكةِ مُرْدِفِينَ؛ معناه يأْتون فِرْقَةً بعد فرقة. وقال الفراء: مردفين متتابعين، قال: ومُرْدَفِينَ فُعِلَ بهم. ورَدِفْتُه وأَرْدَفْتُه بمعنى واحد؛ شمر: رَدِفْتُ وأَرْدَفْتُ إذا فَعَلْتَ بنفسك فإذا فعلت بغيرك فأَرْدَفْتُ لا غير. قال الزجاج: يقال رَدِفْتُ الرجل إذا ركبت خلفه، وأَرْدَفْتُه أَركبته خلفي؛ قال ابن بري: وأَنكر الزُّبَيْدِي أَرْدَفْتُه بمعنى أَركبته معك، قال: وصوابه ارْتَدَفْتُه، فأَما أَرْدَفْتُه ورَدِفتُه، فهو أَن تكون أَنت رِدْفاً له؛ وأَنشد: إذا الجــوْزاءُ أَرْدَفَـتِ الثُّرَيّـا لأَن الجَوْزاء خَلْف الثريا كالرِّدْف. الجوهري: الرِّدْفُ المُرْتَدِفُ وهو الذي يركب خلف الراكب. والرَّديفُ: المُرْتَدِفُ، والجمع رِدافٌ.واسْتَرْدَفَه: سَأَله أَن يُرْدِفَه. والرِّدْفُ: الراكب خَلْفَك.والرِّدْفُ: الحَقيبةُ ونحوها مما يكون وراء الإنسان كالرِّدْف؛ قال الشاعر: فبِـتُّ علـى رَحْلـي وبـاتَ مَكـانَه أُراقِــبُ رِدْفـي تـارةً وأُباصـِرُهْ ومُرادَفَةُ الجَرادِ: رُكُوبُ الذكر والأُنثى والثالث عليهما. ودابةٌ لا تُرْدِفُ ولا تُرادِفُ أَي لا تَقْبَلُ رَديفاً. الليث: يقال هذا البِرْذَوْنُ لا يُرْدِفُ ولا يُرادِفُ أَي لا يَدَعُ رَديفاً يَرْكَبُه. قال الأَزهري: كلام العرب لا يُرادِفُ وأَما لا يُرْدِفُ فهو مولَّد من كلام أَهْلِ الحَضَرِ.والرِّدافُ: مَوْضِعُ مَرْكَبِ الرَّدِيفِ؛ قال: لـيَ التَّصـْديرُ فاتْبَعْ في الرِّدافِ وأَرْدافُ النُّجومِ: تَوالِيها وتَوابِعُها. وأرْدَفَتِ النجومُ أَي تَوالَتْ. والرِّدْفُ والرَّديفُ: كوْكَبٌ يَقْرُبُ من النَّسْرِ الواقعِ.والرَّديفُ في قول أَصحابِ النجوم: هوالنَّجْم الناظِرُ إلى النجم الطالع؛ قال رؤبة: وراكِـــبُ المِقْــدارِ والرَّديــفُ أَفْنــى خُلُوفــاً قَبْلَهــا خُلُـوفُ وراكبُ المِقْدارِ: هو الطالع، والرَّديفُ هو الناظر إليه. الجوهري: الرَّديفُ النجْمُ الذي يَنُوءُ من المَشْرِقِ إذا غاب رَقيبُه في المَغْرِب. ورَدِفَه، بالكسر، أَي تَبِعَه؛ وقال ابن السكيت في قول جرير: علــى علَّـةٍ فيهـنَّ رَحْـلٌ مُـرادِفُ أَي قد أَرْدَفَ الرَّحْلُ رَحْلَ بعير وقد خَلَفَ؛ قال أَوس: أَمُــونٍ ومُلْقـىً للزَّمِيـلِ مُـرادِفِ الليث: الرِّدْفُ الكَفَلُ. وأَرْدافُ المُلوك في الجاهلية الذين كانوا يَخْلُفونهم في القِيام بأَمر المَمْلَكة، بمنزلة الوُزَراء في الإسلام، وهي الرَّدافةُ، وفي المحكم: هم الذين كانوا يَخْلُفُونَهم نحو أَصحاب الشُّرَطِ في دَهْرِنا هذا. والرَّوادِفُ: أَتباع القوم المؤخَّرون يقال لهم رَوادِفُ وليسوا بأَرْدافٍ. والرِّدْفانِ: الليلُ والنهار لأَن كل واحد منهما رِدْفُ صاحبه.الجوهري: الرِّدافةُ الاسم من أَرْدافِ المُلُوك في الجاهِلِيّة.والرِّدافةُ: أَن يَجْلِسَ الملِكُ ويَجْلِسَ الرِّدْفُ عن يمينه، فإذا شَرِبَ الملكُ شرب الرِّدْفُ قبل الناس، وإذا غزا الملِكُ قعد الردفُ في موضعه وكان خَلِيفَتَه على الناس حتى يَنْصَرف، وإذا عادتْ كَتِيبةُ الملك أَخذ الرِّدْفُ المِرْباعَ، وكانت الرِّدافةُ في الجاهلية لبني يَرْبُوع لأَنه لم يكن في العرب أَحدٌ أَكثرُ إغارة على ملوك الحِيرةِ من بني يَرْبُوع، فصالحوهم على أَن جعلوا لهم الرِّدافةَ ويَكُفُّوا عن أَهلِ العِراقِ الغارةَ؛ قال جرير وهو من بني يَرْبُوع: رَبَعْنا وأَرْدَفْنا المُلُوكَ، فَظَلِّلُوا وِطـابَ الأَحالِيبِ الثُّمامَ المُنَزَّعا وِطاب: جمع وَطْبِ اللَّبَن؛ قال ابن بري: الذي في شعر جرير: ورادَفْنا الملوك؛ قال: وعليه يصح كلام الجوهري لأَنه ذكره شاهداً على الرِّدافةِ، والرِّدافة مصدر رادَف لا أَرْدَفَ. قال المبرد: وللرِّدافةِ مَوْضِعان: أحَدُهما أَن يُرْدِفَ الملوك دَوابَّهم في صَيْدٍ أَو تَرَيُّفٍ، والوجه الآخر أَنْ يَخْلُفَ الملِكَ إذا قام عن مَجْلِسِه فيَنْظُرَ في أَمْرِ الناس؛ أَبو عمرو الشّيبانيُّ في بيت لبيد: وشـَهِدْتُ أَنْجِيـةَ الأُفاقـةِ عاليـاً كَعْـبي، و أَرْدافُ المُلُـوكِ شـُهودُ قال: وكان الملِكُ يُرْدِفُ خَلفه رجلاً شريفاً وكانوا يركبون الإبل.ووجَّه النبيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، مُعاوِيةَ مع وائلِ بن حُجْرٍ رسولاً في حاجةٍ له، ووائِلٌ على نَجِيبٍ له، فقال له معاوية: أَرْدِفْني، وسأَله أَن يُرْدِفَه، فقال: لسْتَ من أَرْدافِ المُلُوك؛ وأَرْدافُ المُلوك: هم الذين يَخْلُفُونهم في القِيامِ بأَمْرِ المَمْلَكةِ بمنزلة الوزَراء في الإسلام، واحدهم رِدْفٌ، والاسم الرِّدافةُ كالوزارةِ؛ قال شمر: وأَنشد ابن الأعرابي: هُـمُ أَهـلُ أَلـواحِ السَّريرِ ويمْنه قَرابيــنُ أَردافٌ لهَـا وشـِمالُها قال الفراء: الأرْدافُ ههنا يَتْبَعُ أَوَّلَهُم آخِرُهم في الشرف، يقول: يتبع البَنُونَ الآباء في الشَّرف؛ وقول لبيد يصف السفينة: فالْتامَ طائِقُها القَديمُ، فأَصْبَحَتْ مــا إنْ يُقَــوِّمُ دَرْأَهـا رِدْفـانِ قيل: الرِّدْفانِ الملاّحانِ يكونانِ على مُؤَخَّر السفينة؛ وأَما قول جرير: منَّــا عُتَيْبَــةُ والمُحِـلُّ ومَعْبَـدٌ والحَنْتَفــانِ ومنهــم الرِّدْفـانِ أَحَدُ الرِّدْفَيْن: مالكُ بن نُوَيْرَةَ، والرِّدْفُ الآخر من بني رَباحِ بن يَرْبُوع.والرِّدافُ: الذي يجيء بِقدْحِه بعدما اقتسموا الجَزُورَ فلا يردُّونَه خائباً، ولكن يجعلون له حَظّاً فيما صار لهم من أَنْصِبائِهم.الجوهري: الرِّدْفُ في الشعر حَرْفٌ ساكن من حروف المَدّ واللِّينِ يَقعُ قبل حرف الرّوِيّ ليس بينهما شيء، فإن كان أَلفاً لم يَجُز معها غيرها، وإن كان واواً جاز معه الياء. ابن سيده: والردف الأَلف والياء والواو التي قبل الروي، سمي بذلك لأَنه ملحق في التزامه وتَحَمُّلِ مراعاته بالروي، فجرى مَجْرى الرِّدْفِ للراكب أَي يَلِيه لأَنه ملحق به، وكُلْفَته على الفرس والراحلة أَشَقُّ من الكُلْفة بالمُتَقَدِّم منهما، وذلك نحو الأَلف في كتاب وحساب، والياء في تَلِيد وبَلِيد، والواو في خَتُولٍ وقَتول؛ قال ابن جني: أَصل الردف للأَلف لأَن الغَرَض فيه إنما هو المدّ، وليس في الأَحرف الثلاثة ما يساوي الأَلف في المدّ لأَن الأَلف لا تفارق المدَّ، والياء والواو قد يفارقانه، فإذا كان الرِّدْف أَلفاً فهو الأَصل، وإذا كان ياء مكسوراً ما قبلها أَو واواً مضموماً ما قبلها فهو الفرع الأَقرب إليه، لأَن الأَلف لا تكون إلا ساكنة مفتوحاً ما قبلها، وقد جعل بعضهم الواو والياء رِدْفَيْن إذا كان ما قبلهما مَفْتوحاً نحو رَيْبٍ وثَوْبٍ، قال: فإن قلت الردف يتلو الراكبَ والرِّدْفُ في القافية إنما هو قبل حرف الرَّوِيّ لا بعده، فكيف جاز لك أَن تُشَبِّهَه به والأَمر في القضية بضدّ ما قدَّمته؟ فالجواب أَن الرِّدْفَ وإِن سبق في اللفظ الروِيَّ فإنه لا يخرج مما ذكرته، وذلك أَن القافية كما كانت وهي آخر البيت وجهاً له وحِلْيَةً لصنعته، فكذلك أَيضاً آخِرُ القافية زينةٌ لها ووجهٌ لِصَنْعَتِها، فعلى هذا ما يجب أَن يَقَعَ الاعْتِدادُ بالقافِية والاعتناءُ بآخِرِها أَكثر منه بأَوّلها، وإذا كان كذلك فالرّوِيّ أَقْرَبُ إلى آخر القافية من الرّدف، فبه وَقَعَ الابتداء في الاعتداد ثم تَلاه الاعتدادُ بالردف، فقد صار الردف كما تراه وإن سبق الروي لفظاً تبعاً له تقديراً ومعنىً، فلذلك جاز أَن يشبه الردفُ قبل الرَّوِيّ بالردف بعدَ الراكبِ، وجمع الرِّدْفِ أَرْدافٌ لا يُكَسَّر على غير ذلك.ورَدِفَهُمُ الأَمْرُ وأَرْدَفَهم: دَهَمَهُم. وقوله عز وجل: قل عَسَى أَن يكون رَدِفَ لكم؛ يجوز أَن يكون أَرادَ رَدِفَكُم فزاد اللام، ويجوز أَن يكون رَدِفَ مما تَعَدَّى بحرف جرّ وبغير حرف جرّ. التهذيب في قوله تعالى: رَدِفَ لكم، قال: قَرُبَ لكم، وقال الفراء: جاء في التفسير دنا لكم فكأَنَّ اللام دخلت إِذ كان المعنى دنا لكم، قال: وقد تكون اللام داخلة والمعنى رَدِفَكم كما يقولون نقَدتُ لها مائةً أَي نقدْتها مائة.ورَدِفْتُ فلاناً ورَدِفْتُ لفلان أَي صرت له رِدْفاً، وتزيد العربُ اللامَ مع الفعل الواقع في الاسم المنصوب فتقول سَمِع له وشكَرَ له ونَصَحَ له أَي سَمِعَه وشكَرَه ونصَحَه. ويقال: أَرْدَفْت الرجل إذا جئت بعده. الجوهري: يقال كان نزل بهم أَمْرٌ فَرَدِفَ لهم آخَرُ أَعظمُ منه. وقال تعالى: تَتْبَعُها الرَّادِفةُ. وأَتَيْناه فارْتَدفناه أَي أَخذناه أَخذاً.والرَّوادِف: رَواكِيبُ النخلةِ، قال ابن بري: الرَّاكُوبُ ما نَبَتَ في أَصلِ النخلة وليس له في الأَرض عِرْقٌ. والرُّدافَى، على فُعالى بالضمِّ: الحُداةُ والأَعْوانُ لأَنه إذا أَعْيا أَحدهم خَلَفه الآخر؛ قال لبيد: عُـــذافرةٌ تَقَمَّـــصُ بــالرَّدافَى تَخَوَّنَهـــا نُزُولــي وارْتِحــالي ورَدَفانُ موضع، واللّه أَعلم.
المعجم: لسان العرب