المعجم العربي الجامع

تَدَمَّنَ

المعنى: تَدَمُّنًا الماءُ: سقطت فيه أبعار الماشية.
المعجم: القاموس

دَمَنَ

المعنى: الأَرضَ ـُ دَمْناً: أَصلحها بالسَّماد.؛(دَمِنَ) قلبُه ـَ دَمْناً: حقد. ويُقال: دمن فلانٌ على فلان. و ـ على الشيءِ: لزمه.؛(أَدْمنَ) الشرابَ وغيره: أَدامَه ولم يُقلع عنه. ويُقال: أَدمن الأَمرَ، وعليه: واظَبَ.؛(دَمَّنتِ) الماشيةُ المكانَ: جعلته دِمنة. و ـ الماءَ: بالت فيه. و ـ القومُ الموضعَ: سوَّدوه ونَثَروا فيه بالدِّمْنِ. وبابَهُ: لزمه.؛(تَدَمَّنَ) المكانُ والماءُ: سقطت فيه أَرواثُ الإِِبل والغنم.؛(الأَدْمانُ): عَفَن النخلة وسَوادُها.؛(الدَّمَانُ): السَّماد. و ـ الرماد.؛(الدَّمَّانُ): الذي يسمِّد الأَرضَ.؛(الدَّمُّون): القَبيحُ.؛(الدِّمْن): السَّماد المتلبِّد. ويُقال: فلانٌ دِمْن مالٍ: سائسه لا ينفكُّ عنه.؛(الدِّمْنة): آثار الناس وما سوّدوا. و ـ آثار الدار. و ـ المَزْبَلة. و ـ ما اختلط من البعر والطِّين عند الحوض فتلبَّدَ. و ـ بقيّة الماء في الحوض. (ج) دِمْن، ودِمَن. و ـ الحقد القديم الدائم. و ـ الحقد. ويُقال: فلان دَمنة مالٍ: دِمْنُهُ.
المعجم: الوسيط

بوغ

المعنى: البَوْغاءُ: التراب عامة، وقيل: هي التُّرْبَةُ الرّخوة التي كأَنها ذَرِيرةٌ؛ وأَنشد ابن بري لذي الرمة: تَشـُجُّ بهـا بَوْغـاءَ قُفٍّـ، وتارةً تَسـُنُّ عليهـا تُـرْبَ آمِلـةٍ عُفْـرِ يعني كُثْبانَ رَمْلٍ؛ قال وقال آخر: لَعَمْرُكَـ، لـولا أَرْبـعٌ ما تَعَفَّرَتْ بِبَغدانَ، في بَوْغائِها، القَدَمانِ وقيل: البَوْغاءُ التُّرابُ الهابي في الهَواء، وقيل: هو التراب الذي يطير من دقته إذا مُسَّ؛ وفي حديث سطيح: تَلُفُّـه فـي الرِّيحِ بَوْغاءُ الدِّمَنْ البَوْغاءُ: التراب الناعِمُ، والدِّمَنُ: منه ما تَدَمَّنَ أَي تَجَمَّعَ وتَلَبَّدَ؛ قال ابن الأَثير: وهذا اللفظ كأَنه من المقلوب تلفه الريح في بوغاء الدمن؛ قال: وتشهد له الرواية الأُخرى: تلفـه الرِّيـحُ ببوغـاء الـدمن ومنه الحديث في أَرض المدينة: إِنما هي سِباخٌ وبَوْغاء. وبَوْغاءُ الناسِ: سَفِلَتُهم وحَمْقاهُم وطاشَتُهم. والبَوْغُ: الذي يكون في أَجْوافِ الفِقَعةِ وهو من ذلك.وتَبَوَّغَ به الدمُ: هاجَ كتَبَيَّغَ، وتَبَوَّغَ الرجلُ بصاحبه فغلبه، وتَبَوَّغَ الدمُّ بصاحبه فقتله. وحكى بعض الأَعراب: مَنْ هذا المُبَوَّغُ عليه ومَن هذا المُبَيَّغُ عليه؟ معناه لا يُحْسَدُ. وتَبَوَّغَ الشرُّ وتَبَوَّقَ إذا اتَّسَعَ.
المعجم: لسان العرب

دمن

المعنى: دِمْنةُ الدار: أَثَرُها. والدِّمْنة: آثارُ الناس وما سَوَّدوا، وقيل: ما سَوَّدوا من آثار البَعَر وغيره، والجمع دِمَن، على بابه، ودِمْنٌ، الأَخيرة كسِدْرة وسِدْر. والدِّمْن: البَعَر. ودَمَّنتِ الماشيةُ المكانَ: بَعَرت فيه وبالت. ودَمَّن الشاءُ الماء، هذا من البَعَر؛ قال ذو الرمة يصف بقرة وحشية: إذا مــــا عَلاهــــا راكِـــبُ الصـــّيْفِ لـــم يَـــزَلْ يَـــــرَى نَعْجـــــةً فـــــي مَرْتَعـــــ، فيُثيرُهــــا مُوَلَّعـــــــةً خَنْســـــــاءَ ليْســــــتْ بنعْجــــــة، يُــــــدَمِّن أَجْــــــوافَ المِيــــــاه وَقِيرُهــــــا. ودَمّن القومُ الموضعَ: سوّدوه وأَثَّروا فيه بالدِّمْن؛ قال عَبيد بن الأَبرص: مَنْزِلٌ دَمّنه آباؤُنا ال_مُورثُون المَجْدَ في أُولى اللَّيالي. والماء مُتَدَمِّن إذا سقَطَت فيه أَبعار الغَنَم والإِبل. والدِّمْن: ما تَلَبَّد من السِّرقِينِ وصار كِرْساً على وجه الأَرض. والدِّمْنة: الموضع الذي يَلْتبدُ فيه السِّرقِين، وكذلك ما اختلط من البعر والطين عند الحوض فتَلَبَّد. الصحاح: الدِّمْن البَعر؛ قال لبيد: راســـــــِخُ الـــــــدِّمْن علـــــــى أَعضــــــادِه، ثَلَمَتْــــــــه كُــــــــلُّ رِيــــــــحٍ وســـــــَبَلْ. ودمَنْتُ الأَرضُ: مثل دَمَلْتها، وقيل: الدِّمْن اسم للجنس مثل السِّدْر اسم للجنس. والدِّمَن: جمع دِمْنة، ودِمْنٌ ويقال: فلانِ دِمْنُ مالٍ كما يقال إزاءُ مالٍ. والدِّمْنة: الموضع القريب من الدار. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، قال: إيّاكم وخَضْراءَ الدِّمَن، قيل: وما ذاك؟ قال: المرأَة الحسناء في المَنْبت السُّوء؛ شبه المرأَة بما ينبت في الدِّمَن من الكلأِ يُرى له غَضارة وهو وَبيء المرْعى مُنْتِن الأَصل؛ قال زُفَر بن الحرث: وقــــد يَنْبُـــت المَرْعـــى علـــى دِمَـــن الثَّرَىـــ، وتَبْقـــــى حَـــــزازاتُ النُّفــــوسِ كمــــا هيَــــا والدِّمْنة: الحقد المُدَمِّن للصدر، والجمع دِمن، وقيل: لا يكون الحقد دِمْنة حتى يأْتي عليه الدهر وقد دَمِن عليه. وقد دَمِنَت قلوبُهم، بالكسر، ودَمِنْت على فلان أَي ضَغِنْت؛ وقال أَبو عبيد في تفسير الحديث: أَراد فسادَ النَّسَب إذا خيف أَن تكون لغير رِشْدة، وإنما جعلها خضراء الدِّمَن تشبيهاً بالبقلة الناضرة في دمنة البعر، وأَصل الدِّمْن ما تُدَمِّنه الإِبل والغنم من أَبعارها وأَبوالها أَي تُلَبِّده في مرابضها، فربما نبت فيها النباتُ الحسن النَّضِير، وأَصله من دِمْنة، يقول: فَمَنظَرُها أَنيق حسن؛ ومنه الحديث: فيَنْبُتون نباتَ الدِّمْن في السيل؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، بكسر الدال وسكون الميم، يريد البعر لسرعة ما ينبت فيه؛ ومنه الحديث: فأَتينا على جُدْجُد مُتَدَمِّن أَي بئر حولها الدِّمْنة. وفي حديث النخعيّ: كان لا يرى بأْساً بالصلاة في دِمْنة الغنم. والدِّمنة: بقية الماء في الحوض، وجمعها دِمْن؛ قال علقمة بن عَبْدَة: تُــــرادى علــــى دِمْـــن الحِياضـــِ، فـــإِن تَعَـــفْ فـــــــإِنّ المُنَـــــــدَّى رِحْلَـــــــةٌ فَرُكــــــوبُ. والدَّمْن والدَّمان: عَفَن النخلة وسوادُها، وقيل: هو أَن يُنسِغَ النخل عن عَفَن وسواد. الأَصمعي: إذا أَنْسَغَت النخلة عن عفن وسواد قيل قد أَصابه الدَّمَان، بالفتح. وقال ابن أَبي الزِّناد: هو الأَدَمانُ. وقال شمر: الصحيح إذا انْشَقَّت النخلةُ عن عفن لا أَنْسَغَت، قال: والإِنْساغ أَن تُقْطَع الشجرةُ ثم تَنْبت بعد ذلك. وفي الحديث: كانوا يَتَبايَعُون الثِّمَار قبل أَن يَبْدُو صَلاحُها، فإِذا جاء التقاضي قالوا أَصاب الثمرَ الدَّمانُ؛ هو بالفتح وتخفيف الميم فساد الثمر وعفَنُه قبل إدراكه حتى يسودّ، من الدِّمْن وهو السرقين. ويقال: إذا أَطلعت النخلة عن عَفَن وسواد قيل أَصابها الدَّمانُ، ويقال: الدَّمال أَيضاً، باللام وفتح الدال بمعناه؛ ابن الأَثير: كذا قيده الجوهري وغيره بالفتح، قال: والذي جاء في غريب الخطّابي بالضم، قال: وكأَنه أَشبه لأَن ما كان من الأَدواء والعاهات فهو بالضم كالسُّعال والنُّحاز والزُّكام. وقد جاء في هذا الحديث: القُشام والمُراض، وهما من آفات الثمرة، ولا خلاف في ضمِّهما، وقيل: هما لغتان، قال الخطابي: ويروى الدَّمار، بالراء، قال: ولا معنى له. والدَّمان: الرَّماد. والدَّمان: السّرْجين. والدَّمان: الذي يُسَرقِنُ الأَرضَ أَي يَدْبِلها ويَزْبِلُها. وأَدْمَن الشرابَ وغيرَه: لم يُقْلِعْ عنه؛ وقوله أَنشده ثعلب: فَقُلنـــــا: أَمِـــــن قبَـــــرْ خَرَجْــــتَ ســــَكَنْتَه؟ لــــكَ الــــوَيْلُ، أَم أَدْمَنْــــتَ جُحْـــرَ الثَّعـــالب؟ معناه: لزمتَه وأَدْمَنْت سُكناه، وكأَنه أَراد أَدْمنْت سُكنى جُحْر الثعالب لأَن الإِدْمان لا يقع إلا على الأَعراض. ويقال: فلان يُدْمِنُ الشُّرب والخمر إذا لزِم شربها. يقال: فلان يُدْمِنُ كذا أَي يُديمه.ومُدْمِن الخمر الذي لا يُقْلع عن شربها. يقال: فلان مُدْمن خمر أَي مُداومُ شربِها. قال الأَزهري: واشتقاقه من دَمْنِ البعر. وفي الحديث: مُدْمِن الخمر كعابد الوثَن؛ هو الذي يُعاقِر شربها ويلازمه ولا ينفك عنه، وهذا تغليظ في أَمرها وتحريمِهِ. ويقال: دَمَّن فلان فِناءَ فلان تَدْمِيناً إذا غشيه ولزمه؛ قال كعب بن زهير: أَرْعــــــى الأَمانــــــةَ لا أَخُــــــونُ ولا أُرىـــــ، أَبـــــــداً، أُدَمِّـــــــن عَرْصـــــــَة الإِخْــــــوان ودَمَّن الرجلَ: رخَّص له؛ عن كراع. والمُدَمَّن: أَرض. ودَمُّون؛ بالتشديد: موضع، وقيل: أَرض؛ حكاه ابن دريد؛ وأَنشد لامرئ القيس: تَطـــــــاولَ الليـــــــلُ علينــــــا دَمُّــــــون، دَمُّـــــــون إنَّـــــــا مَعشـــــــَرٌ يمـــــــانُونْ، وإِنَّنـــــــــــا لأَهْلِنــــــــــا مُحِبُّــــــــــونْ. وعبد الله بن الدُّمَيْنة: من شعرائهم.
المعجم: لسان العرب

حرض

المعنى: حرض الحَرَضُ، مُحَرَّكَةً: الفَسَادُ يَكُون فِي البَدَنِ، وَفِي المَذْهَبِ، وَفِي العَقْلِ قالَه ابنُ عَرَفَةَ. الحَرَضُ: الرَّجُلُ الفَاسِدُ المَرِيضُ، يُحْدِثُ فِي ثِيَابِه، وَاحِدُه وَجَمْعُه سَوَاءٌ، كَمَا فِي الصّحاح، كالحَارِضَةِ، والحَارِضِ، والحَرِضِ، كَكَتِفٍ، يقَالُ: إِنَّه حَارِضَةُ قَوْمه، أَي فَاسِدُهم. الحَرَضُ: الكَالُّ المُعْيِي، قِيلَ: هُوَ المُشْرِفُ عَلَى الهَلاَكِ، كالحَارِض. يُقَالُ: رَجُلٌ حَرَضٌ وحَارِضٌ، إِذا أَشْرَفَ على الهَلاكِ. قِيلَ: الحَارِضَةُ والحَرَضُ: مَنْ لَا خَيْرَ عِنْدَه، وَهُوَ مَجَاز، ورَوَى الأَزْهَرِيُّ عَن الأَصْمَعِيّ: رَجُلٌ حَارضَةٌ: لَا خَيْرَ فِيهِ، قَالَ: يَا رُبَّ بَيْضَاءَ لَهَا زَوْجٌ حَرَضْ حَلاَّلَةٍ بَيْنَ عُرَيْقٍ وحَمَضْ  أَو هُوَ الَّذِي لَا يُرْجَى خَيْرُه وَلَا يُخَاف شَرُّه، وَهُوَ مَجَاز. يُقَال للْوَاحِدِ والجَمْع والمُؤَنَّثِ، قالَ الفَرَّاءُ: يُقَال: رَجُلٌ حَرَضٌ، وقَوْم حَرَضٌ، وامْرَأَةٌ حَرَضٌ، يَكُون مُوَحَّداً على كُلّ حالٍ، الذَّكَرُ والأُنْثَى والجَمْعُ فِيهِ سَوَاءٌ. قَالَ: ومِنَ العَرَبِ مَنْ يَقُولُ: للذَّكَرِ حَارِضٌ والأُنْثَى حَارِضَةٌ. ويُثَنّى هُنَا ويُجْمَع، لأَنَّهُ خَرَجَ على صُورَةِ فَاعل، وفَاعلق يُجْمَعُ. قَالَ: وأَمَّا الحَرَضُ فتُرِكَ جَمْعُهُ لأَنَّهُ مَصْدَرٌ بمَنْزِلَة دَنَفٍ وضَنىً، قَوْمٌ دَنَفٌ وضَنىً، ورَجُلٌ دَنَفٌ وضَنىً. وَقَالَ الزّجَاج: مَنْ قَال رَجُلٌ حَرَضٌ فمَعْنَاه ذُو حَرَضٍ، ولذلِكَ لَا يُثْنَى وَلَا يُجْمَع، وكَذلكَ رَجُلٌ دَنَفٌ: ذُو دَنَف، وكَذلكَ كُلّ مَا نُعِتَ بالمَصْدَر. وَقد يُجْمَعُ على أَحْرَاض، كسَبَب وأَسْبَاب، وكَتِف وأَكْتَاف، وصَاحِب وأَصْحَاب، على حُرْضَان، بالضَّمّ، وَهُوَ أَعْلَى، على حِرَضَةٍ، يكَسْر ففَتْح. وَفِي اللّسَان: وأَما حَرِضٌ بالكَسْرِ فجَمْعُه حَرِضُونُ، لأَنَّ جَمْعَ السَّلامة فِي فَعِلٍ صِفَةً أَكْثَرُ، وَقد يَجُوز أَنْ يُكَسَّر على أَفْعَال، لأَنَّ هذَا الضَّرْبَ من الصَّفَةِ رُبَّمَا كُسِّرَ عَلَيْه، نَحْوُ نَكدٍ وأَنْكَادٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: الحَرَضُ: مَنْ أَذَابَه العشْقُ أَو الحُزْنُ، وَهُوَ فِي مَعْنَى مُحْرَضِ، كَمَا فِي الصّحاح، كالمُحَرَّضِ، كمُعَظَّم. وضَبْطُ الصّحاح يَقْتَضِي أَن يَكُونَ كمُكْرَم. قَالَ اللَّيْثُ: الحَرَضُ: مَنْ لَا يَتَّخِذُ سلاَحاً وَلَا يُقَاتِلُ، جَمْعُهُ أَحْرَاضٌ وحُرْضانٌ، وأَنشد للطِّرِمَّاح: (مَنْ يَرُمْ جَمْعَهُمْ يَجِدْهُمْ مَرَاجِي  ...  حَ حُمَاةً للعُزَّل الأَحْراضِ) الحَرَضُ: السَّاقِطُ الَّذِي لاَ يَقْدِر على النُّهُوض. وَقيل: هُوَ السَّاقطُ الَّذي لَا خَيْرَ فِيهِ، كالحَرِيض، والحَرِض، والمُحَرَّض، والإِحْرِيضِ، كأَمِيرٍ، وكَتِفٍ، ومُعَظَّمٍ، وإِزْمِيلٍ، وضَبَطَهُ) غَيْرُهُ فِي الثالِث كمُكْرَمٍ. وَقد حَرِضَ كفَرِحَ. هذَا القَوْلُ نُبْذَةٌ من كَلاَمِ أَبِي عُبَيْدَة، الَّذِي قَدَّ مْنَاه عَن الجَوْهَرِيّ، ومَعْنَاهُ أَذَابَهُ الحُزْنُ أَو العِشْقُ. وأَمّا فِعْلُ الحَرَضِ بمَعْنَى السَّاقِطِ فحَرَضَ يَحْرُضُ حُرُوضاً، كَمَا فِي اللِّسَانِ، أَيْ من حَدِّ نَصَرَ، أَو كَرُمَ وأَنا على شَكٍّ فِي أَحدِهِمَا، فإِنِّي مَا رأَيْتُه مَضْبُوطاً. الحَرَضُ: الرَّدِيءُ من النَّاسِ، القَبِيحُ مِنَ الكَلاَمِ، والجَمْعُ أَحْرَاضٌ. فأَمَّا قولُ رُؤْبَةَ: يَا أَيُّهَا القَائلُ قَوْلاً حَرْضَا إِنَّا إِذَا نَادَى مُنَادٍ حَضَّا فإِنّهُ احْتَاجَ فسَكَّنَهُ، كَمَا فِي اللِّسَان. وجَعَلَهُ الصَّاغَانِيّ لُغَةً، وَلم يَقُلْ للضَّرُورَةِ. الحَرَضُ: المُضْنَى مَرَضاً وسُقْماً. وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الهالِكِينَ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَيْ مُدْنَفاً. وَقَالَ قَتَادَةُ: حَتَّى تَهْرَمَ وتَمُوتَ، وَقد حَرَضَ الرَّجُلُ يَحْرُضُ ويَحْرِضُ، من حَدّ نَصَرَ وضَرَبَ، حُرُوضاً، بالضَّمِّ، وَكَذَلِكَ حَرْضاً، بالفَتْحِ، أَي هَلَكَ. وحَرَضَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ يَحْرِضُهَا حَرْضاً، من حَدِّ ضَرَبَ: أَفْسَدَها، وَهُوَ مَجَاز. وحَرضَ. ككَرُمَ وفَرِحَ: طَالَ هَمُّهُ، وسُقْمُه، فَهُوَ حَرِضٌ. يُقَال: حَرُضَ الرَّجُلُ، إِذا رَذُلَ وفَسَدَ، فَهُوَ حَارِضٌ، وكَذلِكَ مَحْرُوضٌ، أَي مَرْذُولٌ فاسِدٌ، مَتْرُوكٌ، بَيِّنُ الحَرَاضَةِ، بالفَتْح، والحُرُوضَةِ، والحُرُوضِ، بضَمِّهما. ويُقَالُ: رَجُلٌ حِرْضَةٌ، بالكَسْرِ، أَي ساقِطٌ مَرْذُولٌ، لَا خَيْرَ فِيهِ. ج حِرَضٌ، كعَنبٍ، ولَوْ قَالَ: كقِرَد، كَانَ أَحْسَن. ونَاقَةٌ حَرَضٌ، مُحَرَّكَةً: ضَاوِيَّةٌ مَهْزُولَةٌ والمَحْرُوضُ: المَرْذُولُ، كالحَارِضِ. وحَرَضُ، مُحَرَّكَةً: د، باليَمَنِ، فِي أَوائِلِه، عَلَى رَأْسِ الوَادِي سَهَام، مِمَّا يَلِي مَكَّةَ شَرَّفَها الله تَعَالَى، بَيْنَهُ وبَيْنَ حَلْيٍ مَفازَهٌ، وَمن أَعْمَالِهِ العريشُ، وَقد تَقَدَّم ذِكرهُ فِي مَوْضِعِه، قَالَ الحَافِظُ: وَقد خَرَجَ مِنْهُ جَمَاعَةٌ فُضَلاءُ. الحَرَضُ من الثَّوْبِ: حَاشِيَتُه وطُرَّتُه وصَنِفَتُهُ، كَمَا فِي العُبَاب. الحُرْضُ، بضَمَّة وبضمَّتَيْن: الأُشْنَانُ، تُغْسَلُ بِهِ الأَيْدِي عَلَى إِثْرِ الطَّعَامِ، الأَوَّلُ حَكَاهُ سِيبَوَيْه كَمَا فِي نُسَخِ الكِتَابِ وَفِي بَعْضِها بالفَتْحِ. وَقَالَ أَبُو زِيَادٍ: هُوَ دِقَاقُ الأَطْرَافِ، وشَجَرَتُه ضَخْمَةٌ ورُبَّمَا استُظلَّ بهَا، وَلها حَطَبٌ، وَهُوَ الَّذِي يَغْسِلُ بِهِ النَّاسُ الثِّيَابَ، قَالَ: وَلم نَرَ حُرْضَاً أَنْقَى وأَشَدَّ بَيَاضاً من حُرْض يَنْبُتُ باليَمَامَةِ، وإِنَّمَا هُوَ بَوادٍ من اليَمَامَةِ يُقَال لَهُ جَوُّ الخَضَارِمِ. قَالَ زُهَيْرٌ يَصِفُ حِمَاراً: (كأَنَّ بَرِيقَهُ بَرَقَانُ سَحْلٍ  ...  جَلاَ عَن مَتْنِه حُرْضٌ وماءُ) وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: شَجَرُ الأُشْنانِ، يُقَال لَهُ الحَرْضُ. وَهُوَ من النَّجِيلِ، وقُرِئَ بِهِ قَوْلُه تَعَالَى: حَتَّى تَكُونَ حَرضاً، أَي حَتَّى تَكُونَ كالأُشْنانِ نُحولاً، هَكَذَا بالنُّونِ، والصَّوابُ قُحُولاً، بالقَاف، ويُبْساً. قَالَ الصَّاغَانِيّ: وَهِي قراءَةُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ. قَالَ: وكانَ السُّدِّيّ يَعيبُ هَذِه القِرَاءَةُ. ومَنْصُورُ بنُ مُحَمَّدٍ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والَّذِي فِي التَّبْصِير: مُحَمَّد ابنُ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ الأُشْنَانِيّ، رَوَى عَنهُ القَاسِمُ بن الصَّفّارِ. أَبو أَحْمَدَ عَبْدُ الباقِي بنُ عَبْدِ الجَبَّار الهَرَوِيّ صاحبُ أَبِي الوَقْتِ، الحُرْضِيَّانِ، بالضَّمِّ، مُحَدِّثانِ  والمِحْرَضَة، بالكَسْرِ: وِعَاؤُهُ أَي الحُرضُ، يُتَّخَذُ من خَشَبٍ أَوْ شَبَهٍ ونَحْوِهِ، والجَمْعُ المَحَارِضُ. يُقَالُ: نَاوِلْهُ المِحْرَضَةَ، وأَعِدَّ الأَبَارِيقَ والمَحَارِضَ. والحَرَّاضُ، ككَتَّانٍ: مَنْ يَحْرِقُه للْقِلْيِ. وَفِي الصّحاح: الَّذِي يُوقِدُ على الحُرضِ لَتَّخِذَ مِنْهُ القِلْيَ، أَي للصَّبَّاغِين، قِيلَ: يُحْرَقُ الحَمْضُ رَطْباً، ثمَّ يُرَشُّ المَاءُ على رَمَادِه فيَنْعَقدُ فيَصِيرُ قِلْياً، وأَنشَدَ فِي العُبَاب لعَدِيِّ بْن زَيْد العبَاديّ: (مثْلُ نَارِ الحَرَّاضِ يَجْلُو ذُرَى المُز  ...  نِ لِمَنْ شَامَهُ إِذَا يَسْتَطيرُ) قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: شَبَّهَ البَرْقَ فِي سُرْعَةِ وَميضه بالنَّار فِي الأُشْنَانِ، لسُرْعَتِها فيهِ. الحَرَّاضُ أَيْضاً: المُوقِدُ على الصَّخْرِ لاتِّخاذِ النُّورَةِ أَو الجصِّ، كَمَا فِي الصّحاح. بالكُوفَةِ الحَرَّاضَةُ، بِهَاءٍ، هِيَ سُوقُ الأُشْنانِ، عَن أَبِي حَنيفَهَ. الحُرَاضُ، كغُرَابٍ، ع قُرْبَ مَكَّةَ، بَيْن المُشَاشِ والغُمَيْرِ، فَوْقَ ذَاتِ عِرْقٍ إِلى البُسْتَانِ، قِيلَ: كانتْ بِهِ العُزَّى، وقيلَ بالنَّخْلَةِ الشَّامِيَّة. وَقد جَاءَ ذِكْرُهُ فِي الحَدِيث: قَالَ الفَضْل ابنُ العَبَّاسِ اللَّهَبِيُّ: (وَقد كَانَتْ وللأَيَّامِ صَرْفٌ  ...  تُدَمِّنُ مِنْ مَرَابِعهَا حُرَاضَا) وذُو حُرُض، كعُنُق: ع، أَو وَاد لبَنِي عَبْدِ اللهِ بْن غَطَفَانَ، عنْد مَعْدِن النَّقِرَةِ، بَينهمَا خَمْسَةُ أَمْيَال، قِيلَ هُوَ ع، بأُحُد قُرْبَ المَدِينَةِ المشَرَّفَةِ. وحُرَاضَانُ، كخُرَاسَانَ: وَادٍ بالقَبَليَّةِ، كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ والعبَابِ.  حُرَاضَةُ، كثُمَامَةَ: ماءٌ قُرْبَ المَدِينَةِ، المُشرَّفَة، لبَنِي جُشَمَ بنِ مُعَاوِيَةَ، ويُقَال فِيهِ حَرَاضَةُ، كسَحَابَة، كَمَا فِي التَّكْمِلَة. والأَحْرَض من الرِّجَالِ، المُتَفَتِّتُ أَشْفَارِ العَيْنِ، قَالَه ابْن عَبَّادٍ. أَحْرُضُ، بضَمِّ الرَّاءِ: جَبَلٌ ببِلادِ هُذَيْلٍ، أَو مَوْضعٌ فِي جِبَالِهم، كَمَا فِي المُعْجَم، كأَنَّهُ جَمْع حَرْضٍ، بالفَتْح، كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ، سُمِّيَ بذلك لأَنَّ مَنْ شَرِبَ مِنْ مَائِه حَرِضَ، أَي فَسَدَعْ مَعِدَتُه، كَمَا فِي المُعْجَم والعُبَاب. من المَجَازِ قولُهم: خِبْتَ بابَاغِيَ الكَرَمِ، بَيْنَ الحُرْضَةِ والبَرَم، هُوَ بالضَّمِّ، أَمينُ المُقَامِرِين، كَمَا فِي العُبَاب. ويُقَالُ هُوَ الَّذِي يُفِيضُ القِدَاحَ للأَيْسَارِ) لِيَأْكُلَ من لَحْمِهِم، وَهُوَ مَذْمُومٌ كالبَرَم، كَمَا فِي الأَسَاس. وَفِي الصّحاح: الَّذِي يَضْرِبُ للأَيْسَار بالقِدَاحِ، لَا يَكُونُ إِلاَّ سَاقطاً بَرَماً. وَفِي اللِّسَان: يَدْعُونَع بذلِكَ لرَذَالَتِه. قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصفُ حِمَاراً: (ويَظَلُّ المَلئُ يُوفِي عَلَى القِرْ  ...  ن عَذُوباً كالحُرْضَة المُسْتفاضِ) قَالَ: المُستَفاضُ: الَّذِي أُمِر أَنْ يُفِيضَ القِدَاحَ. والإِحْرِيضُ، بالكَسْرِ: العُصْفُرُ عامَّةً، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي حَدِيث عَطاءٍ، وَقيل: هُوَ العُصْفُر الَّذِي يُجعَل فِي الطَّبْح، وَقيل: هُوَ حَبُّ العُصْفُرِ، قَالَ الرَّاجِزُ: أَرَّقَ عَيْنَيْكَ عَن الغُمُوضِ بَرْقٌ سَرَى فِي عَارِضٍ نَهُوضِ مُلْتَهِبٌ كلَهَبِ الإِحْرِيض يُزْجِي خَرَاطِيمَ غَمَامٍ بِيضٍ وحَرِضَ، كفَرِحَ: لَقَطَهُ.  حَرِضَ الرَّجُلُ: فَسَدَتْ مَعِدَتُهُ، فَهُوَ حَرِضٌ. وأَحْرَضَه الحُبُّ: أَفْسَدَه، قَالَه أَبو عُبَيْدَة، وأَنْشَدَ للعَرْجِيّ: (إِنّي امْرُؤٌ لَجَّ بِي حُبٌّ فأَحْرَضَنِي  ...  حَتَّى بَلِيتُ وحَتَّى شَفَّنِي السَّقَمُ) أَي أَذَابَنِي، كَمَا فِي الصّحاح. ويُقَال: أَحْرَضَه المَرَضُ، فَهُوَ حَرِضٌ، وحارِضٌ، إِذَا أَفْسَدَ بَدَنَهُ وأَشْفَى على الهَلاكِ، وَهُوَ مَجَازٌ. أَحْرَضَ فُلانٌ وَلَدَ وَلَدَ سَوْءْ، نَقله الجَوْهَرِيّ. وحَرَّضَهُ تَحْرِيضاً: حَثَّه على القِتَالِ وأَحْمَاهُ عَلَيْه، كَمَا فِي الصّحاح. وَقَالَ ابنُ سيدَه: التَّحْرِيضُ: التَّحْضِيضُ. قَالَ اللهُ تَعَالَى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ على القِتَالِ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: تَأْوِيلُه حُثَّهُمْ على القِتَالِ قَالَ: وتَأْوِيلُ التَّحْرِيضِ فِي اللُّغَةِ أَن تَحُثَّ الإِنْسَانَ حَثَّاً يَعْلَمُ مِنْهُ أَنَّه حارضٌ إِن تَخَلَّفَ عَنْه. قَالَ: والحَارِضُ: الَّذِي قَدْ قَارَبَ الهَلاَكَ. قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: حَرَّضَ زَيْدٌ: شَغَلَ بِضَاعَتَه فِي الحُرْضِ، أَي الأَشْنَان. قَالَ أَيضاً: حَرَّضَ ثَوْبَه، إِذا صَبَغَه بالإِحْرِيضِ، أَي العُصْفُر. حَرضَ الثّوْبُ إِذا بَلِيَ حَرَضُه، وَهُوَ حاشِيَتُه وطُرَّتُهُ وصَنِفَته. مُقْتَضَى سِيَاقِه أَنَّه من بَاب التَفْعِيل، والصَّوَابُ أَنَّهُ من حَدِّ فَرِحَ كَمَا فِي العُبَابِ والتَّكْملَة. قَالَ اللِّحْيَانيّ: المُحَارَضَةُ: المُدَاوَمَةُ على العَمَلِ، وكَذلِكَ المُوَاظَبَةُ، والمُوَاصَبَة، والمُوَاكَبَة، وقِيلَ فِي تَفْسِيرِ الآيَة: حَرِّضِ المُؤْمِنِين عَلَى القِتَالِ. أَيْ حُثَّهُمْ عَلَى أَنْ يُحَارِضُوا على القِتَال حَتَّى يُثْخِنُوهُم.) قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: المُحَارَضَةُ:  المُضَارَبَةُ بالقِدَاح، وَقد حَارَضَ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: حَرَضَهُ المَرَضُ، كأَحْرَضَهُ، إِذا أَشْفَى مِنْهُ على شَرَفِ المَوْتِ. وَفِي التَّهْذِيب: المُحْرَضُ الهَالِكُ مَرَضاً، الَّذِي لَا حَيٌّ فيُرْجَى، وَلَا مَيّتٌ فيُوأَسُ مِنْهُ. قَالَ امرؤُ القيْس: (أَرى المَرْءَ ذَا الأَذْوَادِ يُصْبِحُ مُحْرَضاً  ...  كإِحْرَاضِ بَكْرٍ فِي الدِّيارِ مَرِيضِ) ويُرْوَى مُحْرِضاً. وأَحْرَضَهُ المَرَضُ: أَدْنَفَهُ وأَسْقَمَهُ. ويُقَال: كَذَبَ كَذْبَةً فأَحْرَضَ نَفْسَه، أَي أَهْلَكَهَا. وجاءَ بقَوْلٍ حَرَضٍ، أَي هَالِكٍ. ونَاقَةٌ حُرْضَانُ، بالضَّمِّ: ساقطَةٌ. وجَمَلٌ حُرْضانُ: هَالِكٌ. وكَذلِكَ النَّاقَةُ بغَيْر هَاءٍ. وأَحْرَضَهُ: أَسْقَطَهُ. وَمِنْه قَولُ أَكْثَمَ بنِ صَيْفِيّ: سُوءُ حَمْلِ الفَاقَةِ يُحْرِضُ الحَسَبَ، ويُذْئر العَدُوَّ، ويُقَوِّي الضَّرُورَةَ. قَالَ: أَي يُسْقِطُه. وكُلُّ شَيْءٍ ذَاوٍ: حَرَضٌ، بالتَّحْريك. والأَحْرَاضُ: السَّفِلَةُ من النَّاسِ، والَّذِين اشْتَهَرُوا بالشَّرِّ، أَو هُمُ الَّذِين أَسْرَفُوا فِي الذُّنُوب فأَهْلَكُوا أَنْفُسَهم. وَمِنْه حَدِيث مُحلِّم بنِ جَثَّامَةَ قالَ: كُلُّنَا إِلاَّ الأَحْرَاض. وَقيل أَرادَ بِهِ الَّذِينَ فَسَدَتْ مَذَاهِبُهم. وَقَالَ الجَوْهَريّ: الأَحْرَاضُ: الضِّعافُ الَّذِين لَا يُقَاتِلُون، كالحُرْضانِ. والحُرْضَة، بالضَّمِّ: الَّذِي لَا يَشْتَرِي اللَّحْمَ وَلَا يَأْكُلُه بثَمَنٍ إِلاَّ أَنْ يَجدَهُ عِنْدَ غَيْرِه. حَكَاهُ الأَزْهَرِيُّ عَن أَبِي الهَيْثَمِ.  ورَجُلٌ حَارِضٌ: أَحْمَقُ، والأُنْثَى بالهَاءِ. وقَوْمٌ حُرْضَانٌ: لَا يَعْرِفُونَ مَكَانَ سَيِّدهم. والحُرْضُ، بالضَّمّ: الجِصُّ. والحَرَّاضَةُ، بالتَّشْدِيد: المَوْضِعُ الَّذِي يُحْرَقُ فِيهِ الأُشْنَانُ، وقِيلَ: هُوَ مَطْبَخُ الجِصِّ، كُلُّ ذلِكَ اسمٌ كالبَقَّالَةِ والزَّرَّاعَةِ. والإِحْرِيضُ، بالكَسْرِ: المُوقِدُ على الأُشْنَانِ. وحَرْضٌ، بالفَتْح: ماءٌ مَعْرُوفٌ بالبَاديَةِ. ويُقَال: حَرَّضَهُ تَحْرِيضاً: أَزَالَ عَنْه الحُرْضَ، كَمَا تَقُولُ قَذَّيْتُه، إِذَا أَزَلْتَ عَنْه القَذَى. نَقله المُصَنِّف فِي البَصَائِرِ. وأَحْرَضَه عَلَى الشَّيْءِ إِحْراضاً، مثل حَرَّضَهُ تَحْرِيضاً، كَمَا فِي التَّكْمِلَة. والأَحْرَاضُ: مَوْضِعٌ فِي قَوْلِ ابْن مُقْبِل: (وأَقْفَرَ مِنْهَا بَعْدَ مَا قَدْ تَحُلُّهُ  ...  مَدافِعُ أَحْرَاض وَمَا كانَ يُخْلِفُ) كَمَا فِي المُعْجم. وحَرَّضَ تَحْرِيضاً: صَارَ ذَا حُرْضَةِ، بالضَّمّ، وَهُوَ أَمِينُ المُقَامَرِين، كَمَا فِي التَّكْمِلَة. وأَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمن الحُرَيْضِيّ، بالضَّمِّ، من أَهْلِ نَيْسَابُورَ، سَمِعَ أَبَا طَاهِرِ بْنَ مخمش الزِّيادِيّ، تَرْجَمَهُ الخَطِيبُ فِي تارِيخ بَغْدَادَ، ماتَ سنة.
المعجم: تاج العروس

خضر

المعنى: الخُضْرَةُ من الأَلوان: لَوْنُ الأَخْضَرِ، يكون ذلك في الحيوان والنبات وغيرهما مما يقبله، وحكاه ابن الأَعرابي في الماء أَيضاً، وقد اخْضَرَّ، وهو أَخْضَرُ وخَضُورٌ وخَضِرٌ وخَضِيرٌ ويَخْضِيرٌ ويَخْضُورٌ؛ واليَخْضُورُ: الأَخْضَرُ؛ ومنه قول العجاج يصف كناس الوَحْشِ: بالخُشـــْبِ، دونَ الهَـــدَبِ اليَخْضــُورِ، مَثْـــــواةُ عَطَّـــــارِينَ بــــالعُطُورِ والخَضْرُ والمَخْضُورُ: اسمان للرَّخْصِ من الشجر إذا قُطِعَ وخُضِرَ.أَبو عبيد: الأَخْضَرُ من الخيل الدَّيْزَجُ في كلام العجم؛ قال: ومن الخُضْرَةِ في أَلوان الخيل أَخْضَرُ أَحَمُّ، وهو أَدنى اللخُضْرَةِ إِلى الدُّهْمَةِ وأَشَدُّ الخُضْرَةِ سَواداً غير أَنَّ أَقْرابَهُ وبطنه وأُذنيه مُخْضَرَّةٌ؛ وأَنشد: خَضـــْراء حَمَّـــاء كَلَـــوْنِ العَوْهَـــقِ قال: وليس بين الأَخضر الأَحمّ وبين الأَحوى إِلاَّ خضرة منخريه وشاكلته، لأَن الأَحوى تحمر مناخره وتصفر شاكلته صفرة مشاكلة للحمرة؛ قال: ومن الخيل أَخضر أَدغم وأَخضر أَطحل وأَخضر أَورق. والحمامُ الوُرْقُ يقال لها: الخُضْرُ.واخْضَرَّ الشيء اخْضِراراً واخْضَوْضَرَ وخَضَّرْتُه أَنا، وكلُّ غَضٍّ خَضِرٌ؛ وفي التنزيل: فأَخرجنا منه خَضِراً نُخْرِجُ منه حَبّاً مُتَراكباً؛ قال: خَضِراً ههنا بمعنى أَخْضَر. يقال: اخْضَرَّ، فهو أَخْضَرُ وخَضِرٌ، مثل اعْوَرَّ فهو أَعور وعَوِرٌ؛ وقال الأَخفش: يريد الأَخضر، كقول العرب: أَرِنِيها نَمِرةً أُرِكْها مَطِرَةً؛ وقال الليث: الخَضِرُ ههنا الزرع الأَخضر. وشَجَرَةٌ خَضْراءُ: خَضِرَةٌ غضة. وأَرض خَضِرَةٌ ويَخْضُورٌ: كثيرة الخُضْرَةِ. ابن الأَعرابي: الخُضَيْرَةُ تصغير الخُضْرَةِ، وهي النَّعْمَةُ. وفي نوادر الأَعراب: ليست لفلان بخَضِرَةٍ أَي ليست له بحشيشة رطبة يأْكلها سريعاً. وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان أَخْضَرَ الشَّمَط، كانت الشعرات التي شابت منه قد اخضرت بالطيب والدُّهْن المُرَوَّح. وخَضِرَ الزرعُ خَضَراً: نَعِمَ؛ وأَخْضَرَهُ الرِّيُّ.وأَرضٌ مَخْضَرَةٌ، على مثال مَبْقَلَة: ذات خُضْرَةٍ؛ وقرئ: فتُصْبِحُ الأَرضُ مَخْضَرَةً. وفي حديث علي: أَنه خطب بالكوفة في آخر عمره فقال:اللهم سلط عليهم فَتَى ثَقِيفٍ الذّيَّالَ المَيَّالَ يَلْبَسُ فَرْوَتَهَا ويأْكل خَضِرَتَها، يعني غَضَّها وناعِمَها وهَنِيئَها. وفي حديث القبر:يُملأُ عليه خَضِراً؛ أَي نِعَماً غَضَّةً. واخْتَضَرْتُ الكَلأَ إذا جَزَزْتَهُ وهو أَخْضَرُ؛ ومنه قيل للرجل إذا مات شابّاً غَضّاً: قد اخْتُضِرَ، لأَنه يؤخذ في وقت الحُسْنِ والإِشراق. وقوله تعالى: مُدْهامَّتَان؛ قالوا: خَضْراوَانِ لأَنهما تضربان إِلى السواد من شدّة الرِّيِّ، وسميت قُرَى العراق سَواداً لكثرة شجرها ونخيلها وزرعها. وقولهم: أَباد اللهُ خَضْراءَهُمْ أَي سوادَهم ومُعظَمَهُمْ، وأَنكره الأَصمعي وقال: إِنما يقال: أَباد الله غَضْرَاءَهُمْ أَي خيرهم وغَضَارَتَهُمْ. واخْتُضِرَ الشيءُ: أُخذ طريّاً غضّاً. وشابٌّ مُخْتَضَرٌ: مات فتيّاً. وفي بعض الأَخبار: أَن شابّاً من العرب أَولِعَ بشيخ فكان كلما رآه قال: أَجْزَرْتَ يا أَبا فلان، فقال له الشيخ: أَي بُنَيَّ، وتُخْتَضَرُونَ، أَي تُتَوَفَّوْنَ شباباً؛ ومعنى أَجْزَزْتَ: أَنَى لك أَن تُجَزَّ فَتَمُوتَ، وأَصل ذلك في النبات الغض يُرْعى ويُخْتَضَرُ ويُجَزُّ فيؤكل قبل تناهي طوله. ويقال: اخْتَضَرْتُ الفاكهة إذا أَكلتها قبل أَناها. واخْتَضَرَ البعيرَ:أَخذه من الإِبل وهو صعب لم يُذَلَّل فَخَطَمَهُ وساقه. وماء أَخْضَرُ:يَضْرِبُ إِلى الخُضْرَةِ من صَفائه.وخُضارَةُ، بالضم: البحر، سمي بذلك لخضرة مائه، وهو معرفة لا يُجْرَى، تقول: هذا خُضَارَةُ طامِياً. ابن السكيت: خُضارُ معرفة لا ينصرف، اسم البحر. والخُضْرَةُ والخَضِرُ والخَضِيرُ: اسم للبقلة الخَضْراءِ؛ وعلى هذا قول رؤبة: إِذا شـــــَكَوْنا ســـــَنَةً حَسُوســــَا، نأْكُـــلُ بعـــد الخُضـــْرَةِ اليَبِيســَا وقد قيل إِنه وضع الاسم ههنا موضع الصفة لأَن الخُضْرَةَ لا تؤكل، إِنما يؤكل الجسم القابل لها.والبقول يقال لها الخُضَارَةُ والخَضْرَاءُ، بالأَلف واللام؛ وقد ذكر طرفة الخَضِرَ فقال: كَبَنَــــاتِ المَخْــــرِ يَمْــــأَدْنَ، إِذا أَنْبَـــتَ الصـــَّيْفُ عَســـالِيجَ الخَضــِرْ وفي فصل الصيف تَنْبُتُ عَسالِيجُ الخَضِرِ من الجَنْبَةِ، لها خَضَرٌ في الخريف إذا برد الليل وتروّحت الدابة، وهي الرَّيَّحَةُ والخِلْفَةُ، والعرب تقول للخَضِرِ من البقول: الخَضْراءُ؛ ومنه الحديث: تَجَنَّبُوا من خَضْرائكم ذَواتِ الريح؛ يعني الثوم والبصل والكراث وما أَشبههما.والخَضِرَةُ أَيضاً: الخَضْراءُ من النبات، والجمع خَضِرٌ. والأَخْضارُ: جمع الخَضِرِ؛ حكاه أَبو حنيفة. ويقال للأَسود أَخْضَرُ. والخُضْرُ: قبيلة من العرب، سموا بذلك لخُضْرَةِ أَلوانهم؛ وإِياهم عنى الشماخ بقوله: وحَلاَّهـــا عـــن ذي الأَراكَــةِ عــامِرٌ، أَخُـو الخُضـْرِ يَرْمـي حيثُ تُكْوَى النَّواحِزُ والخُضْرَةُ في أَلوان الناس: السُّمْرَةُ؛ قال اللَّهَبِيُّ: وأَنـــا الأَخْضـــَرُ، مـــن يَعْرِفْنيـــ؟ أَخْضــَرُ الجِلْــدَةِ فــي بيــتِ العَــرَبْ يقول: أَنا خالص لأَن أَلوان العرب السمرة؛ التهذيب: في هذا البيت قولان: أَحدهما أَنه أَراد أَسود الجلدة؛ قال: قاله أَبو طالب النحوي، وقيل:أَراد أَنه من خالص العرب وصميمهم لأَن الغالب على أَلوان العرب الأُدْمَةُ؛ قال ابن بري: نسب الجوهري هذا البيت للهبي، وهو الفضل بن العباس بن عُتْبَة بن أَبي لَهَبٍ، وأَراد بالخصرة سمرة لونه، وإِنما يريد بذلك خلوص نسبه وأَنه عربي محض، لأَن العرب تصف أَلوانها بالسواد وتصف أَلوان العجم بالحمرة. وفي الحديث: بُعثت إِلى الحُمرة والأَسود؛ وهذا المعنى بعينه هو الذي أَراده مسكين الدارمي في قوله: أَنــــا مِســـْكِينٌ لمـــن يَعْرِفُنيـــ، لَـــوْنِيَ الســـُّمْرَةُ أَلـــوانُ العَــرَبْ ومثله قول مَعْبَدِ بن أَخْضَرَ، وكان ينسب إِلى أَخْضَرَ، ولم يكن أَباه بل كان زوج أُمه، وإِنما هو معبد بن علقمة المازني: ســـَأَحْمِي حِمـــاءَ الأَخْضــَرِيِّينَ، إِنَّــه أَبـى النـاسُ إِلا أَن يقولوا ابن أَخْضَرا وهـل لِـيَ فـي الحُمْـرِ الأَعـاجِمِ نِسـْبَةٌ، فـــآنَفَ ممـــا يَزْعُمُـــونَ وأُنْكِــرا؟ وقد نحا هذا النحو أَبو نواس في هجائه الرقاشي وكونه دَعِيّاً: قلتُ يوماً للرَّقاشِ_يِّ، وقد سَبَّ الموالي: مـا الذي نَحَّاكَ عن أَصْ_لِكَ من عَمٍّ وخالِ؟ قــــال لي: قــــد كنــــتُ مَـــوْلىً زَمَنـــــاً ثـــــم بَـــــدَا لـــــي أَنــــــا بالبَصــــــْرَةِ مَـــــوْلىً، عَرَبِـــــــــــيٌّ بالجبـــــــــــالِ أَنـــــــا حَقّـــــــاً أَدَّعِيهِــــــمْ بِســـــــــــَوادِي وهُزالــــــــــي والخَصِيرَةُ من النخل: التي ينتثر بُسْرُها وهو أَخضر؛ ومنه حديث اشتراط المشتري على البائع: أَنه ليس له مِخْضَارٌ؛ المِخضارُ: أَن ينتثر البسر أَخْضَرَ. والخَضِيرَةُ من النساء: التي لا تكاد تُتِمُّ حَمْلاً حتى تُسْقِطَه؛ قال: تَزَوَّجْـــتَ مِصـــْلاخاً رَقُوبــاً خَضــِيرَةً، فَخُـذْها على ذا النَّعْتِ، إِن شِئتَ، أَوْ دَعِ والأُخَيْضِرُ: ذبابٌ أَخْضَرُ على قدر الذِّبَّان السُّودِ.والخَضْراءُ من الكتائب نحو الجَأْواءِ، ويقال: كَتِيبَةٌ خَضْراءٌ للتي يعلوها سواد الحديد. وفي حديث الفتح: مَرَّ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، في كتيبته الخضراء؛ يقال: كتيبة خضراء إذا غلب عليها لبس الحديد، شبه سواده بالخُضْرَةِ، والعرب تطلق الخضرة على السواد. وفي حديث الحرث بن الحَكَمِ:أَنه تزوج امرأَة فرآها خَضْراءَ فطلقها أَي سوداء. وفي حديث الفتح: أُبيدَتْ خَضْراءُ قريش؛ أَي دهماؤهم وسوادُهم؛ ومنه الحديث الآخر:فَأُبِيدَتْ خَضْراؤهُمْ. والخَضْراءُ: السماء لخُضْرَتِها؛ صفة غلبت غَلَبَةَ الأَسماء. وفي الحديث: ما أَظَلَّتِ الخَضْراءُ ولا أَقَلَّتِ الغَبْراءُ أَصْدَقَ لَهْجَةً من أَبي ذَرٍّ؛ الخَضْراءُ: السماء، والغبراء: الأَرض.التهذيب: والعرب تجعل الحديد أَخضر والسماء خضراء؛ يقال: فلان أَخْضَرُ القفا، يعنون أَنه ولدته سوداء. ويقولون للحائك: أَخْضَرُ البطن لأَن بطنه يلزق بخشبته فَتُسَوِّدُه. ويقال للذي يأْكل البصل والكراث: أَخْضَرُ النَّواجِذِ. وخُضْرُ غَسَّانَ وخُضْرُ مُحارِبٍ: يريدون سَوَادَ لَونهم.وفي الحديث: من خُضِّرَ له في شيء فَلْيَلْزَمْه؛ أَي بورك له فيه ورزق منه، وحقيقته أَن تجعل حالته خَضْرَاءَ؛ ومنه الحديث: إذا أَراد الله بعبد شرّاً أَخْضَرَ له في اللَّبِنِ والطين حتى يبني. والخَضْرَاءُ من الحَمَامِ: الدَّواجِنُ، وإن اختلفت أَلوانها، لأَن أَكثر أَلوانها الخضرة.التهذيب: والعرب تسمي الدواجن الخُضْرَ، وإِن اختلفت أَلوانها، خصوصاً بهذا الاسم لغلبة الوُرْقَةِ عليها. التهذيب: ومن الحمام ما يكون أَخضر مُصْمَتاً، ومنه ما يكون أَحمر مصمتاً، ومنه ما يكون أَبيض مصمتاً، وضُروبٌ من ذلك كُلُّها مُصْمَتٌ إِلا أَن الهداية للخُضْرِ والنُّمْرِ، وسُودُها دون الخُضْرِ في الهداية والمعرفة. وأَصلُ الخُضْرَةِ للرَّيْحان والبقول ثم قالوا لليل أَخضر، وأَما بِيضُ الحمام فمثلها مثل الصِّقْلابيِّ الذي هو فَطِيرٌ خامٌ لم تُنْضِجْهُ الأَرحام، والزَّنْجُ جازَتْ حَدَّ الإِنضاج حتى فسدت عقولهم. وخَضْرَاءُ كل شيء: أَصلُه. واخْتَضَرَ الشيءَ: قطعه من أَصله. واخْتَضَرَ أُذُنَهُ: قطعها من أَصلها. وقال ابن الأَعرابي:اخْتَضَرَ أُذنه قطعها. ولم يقل من أَصلها.الأَصمعي: أَبادَ اللهُخَضْراءَهُم أَي خيرهم وغَضَارَتَهُمْ. وقال ابن سيده: أَباد الله خَضْرَاءَهُم، قال: وأَنكرها الأَصمعي وقال إِنما هي غَضْراؤُهم. الأَصمعي: أَباد الله خَضْراءَهم، بالخاء، أَي خِصْبَهُمْ وسَعَتَهُمْ؛ واحتج بقوله: بِخالِصـــَةِ الأَرْدانِ خُضـــْرِ المَنـــاكِبِ أَراد به سَعَةَ ما هم فيه من الخِصْبِ؛ وقيل: معناه أَذهب الله نعيمهم وخِصْبَهم؛ قال: ومنه قول عُتبة بن أَبي لَهَبٍ: وأَنـــا الأَخضـــر، مـــن يعرفنيـــ؟ أَخضــر الجلــدة فــي بيــت العــرب قال: يريد باخضرار الجلدة الخصب والسعة. وقال ابن الأَعرابي: أَباد الله خضراءهم أَي سوادهم ومعظمهم. والخُضْرَةُ عند العرب: سواد؛ قال القطامي: يــــا نـــاقُ خُبِّـــي خَبَبـــاً زِوَرَّا، وقَلِّـــــبي مَنْســـــِمَكِ المُغْبَــــرَّا، وعارِضـــِي الليــلَ إذا مــا اخْضــَرَّا أَراد أَنه إذا ما أَظلم. الفراء: أَباد الله خضراءهم أَي دنياهم، يريد قطع عنهم الحياة.والخُضَّارَى: الرِّمْثُ إذا طال نباته، وإِذا طال الثُّمامُ عن الحُجَنِ سمي خَضِرَ الثُّمامِ ثم يكون خَضِراً شهراً. والخَضِرَةُ:بُقَيْلَةٌ، والجمع خَضِرٌ؛ قال ابنُ مُقْبل: يَعْتادُهـــا فُـــرُجٌ مَلْبُونَـــةٌ خُنُفٌــ، يَنْفُخْــنَ فـي بُرْعُـمِ الحَـوْذَانِ والخَضـِرِ والخَضِرَةُ: بقلة خضراء خشناء ورقها مثل ورق الدُّخْنِ وكذلك ثمرتها، وترتفع ذراعاً، وهي تملأُ فم البعير. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: إِن أَخْوَفَ ما أَخاف عليكم بَعْدِي ما يَخْرُجُ لكم من زَهْرَةِ الدنيا، وإِن مما يُنْبِتُ الربيعُ ما يَقْتُلُ حَبَطاً أَو يُلِمُّ إِلاَّ آكِلَةَ الخَضِرِ، فإِنها أَكَلَتْ حتى إذا امْتَدَّتْ خاصرتاها اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشمس فَثَلَطَتْ وبالت ثم رَتَعَتْ، وإِنما هذا المالُ خَضِرٌ حُلْوٌ، ونِعْمَ صاحبُ المُسْلِمِ هُوَ أَن أَعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل؛ وتفسيره مذكور في موضعه، قال: والخَضِرُ في هذا الموضع ضَرْبٌ من الجَنْبَةِ، واحدته خَضِرَةٌ، والجَنْبَةُ من الكلإِ: ما له أَصل غامض في الأَرض مثل النَّصِيّ والصِّلِّيانِ، وليس الخَضِرُ من أَحْرَارِ البُقُول التي تَهِيج في الصيف؛ قال ابن الأَثير: هذا حديث يحتاج إِلى شرح أَلفاظه مجتمعة، فإِنه إذا فرّق لا يكاد يفهم الغرض منه. الحبَط، بالتحريك: الهلاك، يقال: حَبِطَ يَحْبَطُ حَبَطاً، وقد تقدم في الحاء؛ ويُلِمُّ: يَقْرُبُ ويدنو من الهلاك، والخَضِرُ، بكسر الضاد: نوع من البقول ليس من أَحرارها وجَيِّدها؛ وثَلَطَ البعيرُ يَثْلِطُ إذا أَلقى رجيعه سهلاً رقيقاً؛ قال: ضرب في هذا الحديث مَثَلَيْنِ: أَحدهما للمُفْرِط في جمع الدنيا والمنع من حقها، والآخر للمقصد في أَخذها والنفع بها، فقوله إِن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطاً أَو يلمُّ فإِنه مثل للمفرط الذي يأْخذ الدنيا بغير حقها، وذلك لأَن الربيع ينبت أَحرار البقول فتستكثر الماشية منه لاستطابتها إِياه حتى تنتفخ بطونها عند مجاوزتها حدّ الاحتمال، فتنشق أَمعاؤها من ذلك فتهلك أَو تقارب الهلاك، وكذلك الذي يجمع الدنيا من غير حلها ويمنعها مستحقها، قد تعرّض للهلاك في الآخرة بدخول النار، وفي الدنيا بأَذى الناس له وحسدهم إِياه وغير ذلك من أَنواع الأَذى؛ وأَما قوله إِلا آكلة الخضر فإِنه مثل للمقتصد وذلك أَن الخَضِرَ ليس من أَحرار البقول وجيدها التي ينبتها الربيع بتوالي أَمطاره فَتَحْسُنُ وتَنْعُمُ، ولكنه من البقول التي ترعاها المواشي بعد هَيْجِ البُقُول ويُبْسِها حيث لا تجد سواها، وتسميها العربُ الجَنْبَةَ فلا ترى الماشية تكثر من أَكلها ولا تَسْتَمْرِيها، فضرب آكلةَ الخَضِرِ من المواشي مثلاً لمن يقتصر في أَخذ الدنيا وجمعها، ولا يحمله الحرص على أَخذها بغير حقها، فهو ينجو من وبالها كما نجت آكلة الخضر، أَلا تراه قال: أَكَلَتْ حتى إذا امْتَدَّتْ خاصرتاها استقبلت عين الشمس فثلطت وبالت؟ أَراد أَنها إذا شبعت منها بركت مستقبلة عين الشمس تستمري بذلك ما أَكلت وتَجْتَرُّ وتَثْلِطُ، فإِذا ثَلَطَتْ فقد زال عنها الحَبَطُ، وإِنما تَحْبَطُ الماشية لأَنها تمتلئ بطونها ولا تَثْلِطُ ولا تبول تنتفخ أَجوافها فَيَعْرِضُ لها المَرَضُ فَتَهْلِكُ، وأَراد بزهرة الدنيا حسنها وبهجتها، وببركات الأَرض نماءَها وما تخرج من نباتها.والخُضْرَةُ في شِيات الخيل: غُبْرَةٌ تخالط دُهْمَةً، وكذلك في الإِبل؛ يقال: فرس أَخْضَرُ، وهو الدَّيْزَجُ. والخُضَارِيُّ: طير خُضْرُ يقال لها القارِيَّةُ، زعم أَبو عبيد أَن العرب تحبها، يشبهون الرجل السَّخِيَّ بها؛ وحكي ابن سيده عن صاحب العين أَنهم يتشاءمون بها. والخُضَّارُ:طائر معروف، والخُضَارِيُّ: طائر يسمى الأَخْيَلَ يتشاءم به إذا سقط على ظهر بعير، وهو أَخضر، في حَنَكِه حُمْرَةٌ، وهو أَعظم من القَطا.وَوَادٍ خُضَارٌ: كثير الشجر. وقول النبي، صلى الله عليه وسلم: إِياكم وخَضْرَاءَ الدِّمَنِ، قيل: وما ذاك يا رسولُ الله؟ فقال: المرأَة الحسناء في مَنْبِتِ السَّوْءِ؛ شبهها بالشجرة الناضرة في دِمْنَةِ البَعَرِ، وأَكلُها داءٌ، وكل ما ينبت في الدِّمْنَةِ وإِن كان ناضراً، لا يكون ثامراً؛ قال أَبو عبيد: أَراد فساد النسب إذا خيف أَن تكون لغير رِشْدَةٍ، وأَصلُ الدِّمَنِ ما تُدَمِّنُهُ الإِبل والغنم من أَبعارها وأَبوالها، فربما نبت فيها النبات الحَسَنُ الناضر وأَصله في دِمْنَةٍ قَذِرَةٍ؛ يقول النبي، صلى الله عليه وسلم: فَمَنْظَرُها حَسَنٌ أَنِيقٌ ومَنْبِتُها فاسدٌ؛ قال زُفَرُ بنُ الحرث: وقـد يَنْبُـتُ المَرْعَـى علـى دِمَنِ الثَّرى، وتَبْقَــى حَــزَازاتُ النُفُـوس كمـا هِيـا ضربه مثلاً للذي تظهر مودته، وقلبه نَغِلٌ بالعداوة، وضَرَبَ الشجرةَ التي تَنْبُتُ في المزبلة فتجيء خَضِرَةً ناضرةً، ومَنْبِتُها خبيث قذر، مثلاَ للمرأَة الجميلة الوجه اللئيمة المَنْصِب.والخُضَّارَى، بتشديد الضاد: نبت، كما يقولون شُقَّارَى لنَبْتٍ وخُبَّازَى وكذلك الحُوَّارَى. الأَصمعي: زُبَّادَى نَبْتٌ، فَشَدَّدَهُ الأَزهري، ويقال زُبَّادٌ أَيضاً.وبَيْعُ المُخاضَرَةِ المَنْهِيِّ عنها: بيعُ الثِّمارِ وهي خُضْرٌ لم يَبْدُ صلاحُها، سمي ذلك مُخاضَرَةً لأَن المتبايعين تبايعاً شيئاً أَخْضَرَ بينهما، مأْخوذٌ من الخُضْرَةِ. والمخاضرةُ: بيعُ الثمار قبل أَن يبدو صلاحها، وهي خُضْرٌ بَعْدُ، ونهى عنه، ويدخل فيه بيع الرِّطابِ والبُقُولِ وأَشباهها ولهذا كره بعضهم بيع الرِّطاب أَكثَرَ من جَزِّه وأَخْذِهِ.يقال للزرع: الخُضَّارَى، بتشديد الضاد، مثل الشُّقارَى. والمخاضرة:أَن يبيع الثِّمَارَ خُضْراً قبل بُدُوِّ صلاحها.والخَضَارَةُ، بالفتح: اللَّبَنُ أُكْثِرَ ماؤُه؛ أَبو زيد: الخَضَارُ من اللبن مثل السَّمَارِ الذي مُذِقَ بماء كثير حتى اخْضَرَّ، كما قال الراجز:جاؤوا بِضَيْحٍ، هل رأَيتَ الذِّئْبَ قَطْ؟ أَراد اللبن أَنه أَورق كلون الذئب لكثرة ماله حتى غَلَبَ بياضَ لون اللبن.ويقال: رَمَى اللهُ في عين فلان بالأَخْضَرِ، وهو داء يأْخذ العين. وذهب دَمُهُ خِضْراً مِضْراً، وذهب دَمُهُ بِطْراً أَي ذهب دمه باطلاً هَدَراً، وهو لك خَضِراً مَضِراً أَي هنيئاً مريئاً، وخَضْراً لك ومَضْراً أَي سقياً لك ورَعْياً؛ وقيل: الخِضْرُ الغَضُّ والمِضْرُ إِتباع. والدنيا خَضِرَةٌ مَضِرَة أَي ناعمة غَضةٌ طرية طيبة، وقيل: مُونِقَة مُعْجِبَةٌ.وفي الحديث: إِن الدنيا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ مَضِرَةٌ فمن أَخذها بحقها بورك له فيها؛ ومنه حديث ابن عمر: اغْزُوا والغَزْوُ حُلْوٌ خَضِرٌ أَي طريُّ محبوبٌ لما ينزل الله من النصر ويسهل من الغنائم.والخَضَارُ: اللبن الذي ثلثاه ماء وثلثه لبن، يكون ذلك من جميع اللبن حَقِينِهِ وحليبه، ومن حميع المواشي، سمي بذلك لأَنه يضرب إِلى الخضرة، وقيل: الخَضَارُ جمع، واحدته خَضَارَةٌ، والخَضَارُ: البَقْلُ الأَول، وقد سَمَّتْ أَخْضَرَ وخُضَيْراً.والخَضِرُ: نَبيُّ مُعَمَّرٌ محجوب عن الأَبصار. ابن عباس: الخَضِرُ نبيّ من بني إِسرائيل، وهو صاحب موسى، صلوات الله على نبينا وعليه، الذي التقى معه بِمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ. ابن الأَنباري: الخَضِرُ عبد صالح من عباد الله تعالى. أَهَلُ العربية: الخَضِرُ، بفتح الخاء وكسر الضاد؛ وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: جلس على فَرْوَةٍ بيضاء فإِذا هي تهتز خضراء، وقيل: سمي بذلك لأَنه كان إذا جلس في موضع قام وتحته روضة تهتز؛ وعن مجاهد: كان إذا صلى في موضع اخضرّ ما حوله، وقيل: ما تحته، وقيل: سمي خضراً لحسنه وإِشراق وجهه تشبيهاً بالنبات الأَخضر الغض؛ قال:ويجوز في العربية الخِضْر، كما يقال كَبِدٌ وكِبْدٌ، قال الجوهري: وهو أَفصح.وقيل في الخبر: من خُضِّرَ له في شيء فليلزمه؛ معناه من بورك له في صناعة أَو حرفة أَو تجارة فليلزمها. ويقال للدَّلْوِ إذا اسْتُقِيَ بها زماناً طويلاً حتى اخْضَرَّتْ: خَضْراءُ؛ قال الراجز: تمطَّـــى مِلاَطـــاه بخَضـــْراءَ فَرِيـــ، وإِن تَأَبَّـــــاهُ تَلَقَّــــى الأَصــــْبَحِي والعرب تقول: الأَمْرُ بيننا أَخْضَرُ أَي جديد لم تَخْلَقِ المَوَدَّةُ بيننا، وقال ذو الرمة: قـد أَعْسـَفَ النَّـازِحُ المَجْهُـولُ مَعْسـَفُهُ، فــي ظِــلِّ أَخْضـَرَ يَـدْعُو هـامَهُ البُـومُ والخُضْرِيَّةُ: نوع من التمر أَخضر كأَنه زجاجة يستظرف للونه؛ حكاه أَبو حنيفة. التهذيب: الخُضْرِيَّةُ نخلة طيبة التمر خضراء؛ وأَنشد: إِذا حَمَلَـــتْ خُضـــْريَّةٌ فَــوْقَ طابَــةٍ، ولِلشـــُّهْبِ قَصــْلٌ عِنْــدَها والبَهــازِرِ قال الفراء: وسمعت العرب تقول لسَعَفِ النخل وجريده الأَخْضَرِ: الخَضَرُ؛ وأَنشد: تَظَــــلُّ يـــومَ وِرْدِهـــا مُزَعْفَـــرَا، وهـــي خَنَاطِيـــلُ تَجُـــوسُ الخَضـــَرَا ويقال: خَضَرَ الرجلُ خَضَرَ النخلِ بِمِخْلَبِهِ يَخْضُرُه خَضْراً واخْتَضَرِهُ يَخْتَضِرُه إذا قطعه. ويقال: اخْتَضَرَ فلانٌ الجاريةَ وابْتَسَرها وابْتَكَرَها وذلك إذا اقْتَضَّها قبل بلوغها.وقوله، صلى الله عليه وسلم: ليس في الخَضْرَاواتِ صدقة؛ يعني به الفاكهة الرَّطْبَةَ والبقول، وقياس ما كان على هذا الوزن من الصفات أَن لا يجمع هذا الجمع، وإِنما يجمع به ما كان اسماً لا صفة، نحو صَحْراء وخْنْفُسَاءَ، وإِنما جمعه هذا الجمع لأَنه قد صار اسماً لهذه البقول لا صفة، تقول العرب لهذه البقول: الخَضْراء، لا تريد لونها؛ وقال ابن سيده: جمعه جمع الأَسماء كَوَرْقَاءَ ووَرْقاواتٍ وبَطْحاءَ وبَطْحاوَاتٍ، لأَنها صفة غالبة غلبت غلبةَ الأَسماء. وفي الحديث: أُتَي بِقْدر فيه خَضِرَاتٌ؛ بكسر الضاد، أَي بُقُول، واحدها خَضِر.والإِخْضِيرُ: مسجد من مساجد رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بين المدينة وتَبُوك. وأَخْضَرُ، بفتح الهمزة والضاد المعجمة: منزلٌ قرِيب من تَبُوكَ نزله رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، عند مسيره إِليها.
المعجم: لسان العرب