المعجم العربي الجامع

خَلَفَ

المعنى: الشيءُ ـُ خُلُوفاً: تغَيَّر، وفَسَد. يقال: خَلفَ الطعام، وخَلفَ فَمُ الصائم. وفي الحديث: (لَخُلُوفُ فَمِ الصائم أطيبُ عند الله من ريح المِسْك). وـ فلانٌ: حَمُق. وـ عن الشيءِ: أعرض. يقال: خَلَفَتْ نَفسُه عن الطعام: أعرضَت لمرَضٍ. وخلف عن خلُقِ أبيه: لم يَتْبَعْه. وـ فلاناً، خَلْفاً: صار خلْفَه. وـ أخذه من خلْفِه. ويقال: خَلَفَه بخيرٍ أو بشرٍّ: ذكره به في غير حَضْرته. وـ له بالسَّيْف: جاء من ورائه فضربه. وـ الثَّوب: قَطَعَ ما بَلِيَ من وسَطِه ثم لَفَقَ طَرَفَيْه. وـ فلاناً خَلَفاً، وخِلافَة: جاء بعده فصار مكانه. وـ كان خليفتَه. ويقال: خَلَفَه في قومه. وخلَف على فلانَة: تزوَّجها بعد زَوْجِها.؛(خَلِفَ) ـَ خَلَفاً: مال على أحَد شِقَّيْه. وـ كان أحْوَلَ العَيْنين. فهو أخلف، وهي خَلْفَاء. (ج) خُلْف. وـ الناقة: حَمَلت فهي خَلِفَة. (ج) خَلِفات، وخَلِف.؛(أخلَفَ) الزرعُ والشَّجَرُ: ظهر فيه ورقٌ بعد ورقٍ قد تناثر، أو ثَمَرٌ بعد ثَمَرٍ. وفي حديث خزيمة السُّلَميّ في ذكر الخِصب بعد الجدب: (حتى آلَ السُّلاَمَى، وأَخلَفَ الخُزَامَى). وـ الطائر: نبت له ريشٌ بعد ريشٍ. وـ فلانٌ لنفسِه: جعل شيئاً بدل آخر ذهب منه. وفي الدُّعاء: (أَخلَفَ الله لك وعليك خيراً). وـ الشَّجَرُ: لم يُثْمِر. وـ الغَيْثُ: أطْمَعَ في النُّزول ثم نَكَص عنه. وـ الشيءُ: تَغَيَّر وفَسَد. وـ الشيءَ: جَعَله خَلْفَه. يقال: أخلَفَ يَدَه إلى الشيء: أرسلها ليأخذه من خَلْفه.؛(خَالَفَ) عنه مخالفة وخِلافاً: تخلَّف. وفي الحديث: (فَخَالفَ عَنَّا علِيٌّ والزُّبير). وـ إلى الشيءِ: أتاهُ من خَلْفه. وـ عن الأمر: خرج. وفي التنزيل العزيز: (فَلْيَحْذَرِ الَّذينَ يُخَالِفونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أليمٌ). ويقال: خالفه إلى الأمر: قصده بعد ما نهاهُ عنه. وفي التنزيل العزيز: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ). وـ الشيءَ: ضَادَّه. ويقال: خالف بين الشيئين.؛(خَلَّفَ) بناقَتِه: صَرَّ خِلْفاً واحداً من أخلافها. وـ فلاناً: أخَّرَه. وـ جعله خَلْفه. وـ جعله خليفَتَه.؛(تَخالَفا): تضادَّا.؛(تخلَّفَ): مطاوع خَلَّفه. وـ القومَ: جازَهم وتركهم خَلْفَه.؛(اخْتَلَفَ) الشيئان: لم يَتَّفِقا. وـ لم يَتَسَاوَيا. وـ فلان: أصابَتْه رِقَّة بطن: هَيضة. وـ إلى المكان: تَردَّد. وـ الشيءَ: جعلَهُ خلفَهُ. وـ أخذهُ من خلْفِه. وـ فلاناً: كان خليفته.؛(اسْتَخْلَفَهُ): جعلَهُ خليفَتَهُ.؛(التَّخالِيفُ): الألوان المُخْتَلِفَة.؛(التخلُّفُ) (في علم النفس): بُطْءٌ في النموِّ العقليِّ للطِّفل حين يقلّ الذكاء عن حدِّ السَّواء، دون أن يوصف الطِّفل بأنه ضعيفٌ. (مج).؛(الخَالِفُ): يقال: أصبح فلان خالِفاً: ضعيفاً لا يشتهي الطعام. ورجل خالف: كثيرُ الخِلاف. (ج) خوالف.؛(الخَالِفَةُ): العمودُ من أعمدة البيت في مُؤَخَّرِه. وـ القاعدةُ في الدار من النِّساء. وـ المتخلِّف عن القوم في الغَزْو. وـ الكثير الخِلاف. وـ الفاسِد من الناس. وـ الذي لا غَنَاء عنده ولا خير فيه. (الهاء للمبالغة). (ج) خوالف.؛(الخِلافُ): شجر الصَّفْصاف. ويقال: جاء خِلافَه: بَعدَه. وفي التنزيل العزيز: (وَإِذاً لاَ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً).؛(الخِلافَةُ): الإمارة. وـ الإمامة.؛(الخَلْفُ): الظَّهْر. وـ آلة يُنقَر بها الخَشَب. وـ حدّ الفأس، أو رأس الفأس، والموسى ونحوهما. وـ القَرْن يأتي بعد القرن. وـ الوَلَد الطَّالح. وفي التنزيل العزيز: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ). وـ الرَّديء من القول. وفي المثل: (سَكَت أَلْفاً، ونطقَ خَلْفاً): يضرب للرجل يُطِيل الصمْت، فإذا تكلَّم تكلَّم بالخطإ. وـ مَحبِس الدَّوابِّ خلفَ البيت. (ج) أخلاف، وخُلُوف. وـ ضِدُّ قُدَّام، (مؤنَّثة) يكون ظرفاً، وقد يخرج عن الظَّرْفِيَّة فيتصرَّف.؛(الخُلْفُ): اسمٌ من الإخلاف. وـ (في علم الفلسفة): المُحال الذي يُنافي المنطق، ويخالف المعقول. (مج).؛(الخِلْفُ): المُخْتَلِف. يقال: رجلان خِلْفان، وامرأتان خِلْفَان. وـ أقصَرُ الأضلاع وأرَقُّها. وـ حَلَمَة الضَّرْع. وـ ضَرْع الناقة. (ج) أخلاف، وخُلُوف.؛(الخَلَفُ): العِوَض والبدل. وـ الوَلَد الصَّالح.؛(الخِلْفَةُ): الاختِلاف. يقال: القوم خِلْفَة: مختلفون. وأبناؤه خِلْفَة: نصف ذكور، ونصف إناث. وـ ما عُلِّق خَلْفَ الراكِب. وـ ما يجيء بعد الشيء. كالغُصن ينبت في جِذع الشَّجرة بعد يُبْسِه. وـ ما يرقع به الثَّوب إذا بَلِيَ. وـ بَقِيَّة كل شيء يقال: أكل طعاماً فبقيت في فيه خِلْفَة. وبقيَت خِلْفَة من النهار. وفي الإناء خِلْفَةٌ من ماء. وـ فَسَاد المعدة من الطعام: الهيضة. يقال: أخذتْهُ خِلْفَةٌ.؛(الخُلْفَةُ): الخِلاف. وـ العَيْب والفساد. وـ من الطعام: آخر طَعْمه.؛(الخَلْفِيَّةُ) في الرسم والتَّصوير والمسْرح: كل ما يظهر في السَّاحة الخلفيَّة من الصُّورة أو المنْظر. (مج).؛(الخَلِيفُ): الطريقُ، أو الطَّريق بين جَبَلَين. وـ ما تحت الإِبِط من النَّاقة. وـ الثوب يَبْلى وسطُه فيرقع. (ج) خُلُف. وـ المُتَخَلِّف. وـ المُسْتَخْلَف. (ج) خُلَفَاء.؛(الخَلِيفَةُ): المُسْتَخْلَف. وـ السُّلْطَان الأعظَم. (الهاء للمبالغة). (ج) خُلَفَاء، وخلائف.؛(المُخَالَفَةُ): هي الجريمةُ التي يُعاقِب عليها القانُون أساساً بالحَبْس الذي لا يزيد على أُسْبوع أو الغرامة التي لا تزيدُ على جنيهٍ مصري. (مج).؛(المِخْلافُ): الكثيرُ الإخْلاف. وـ الكُورَة (وهي كالمديرية أو المحافظة في الاصطلاح الحديث). (ج) مَخَاليفُ.؛(المَخْلَفَةُ): الأرض يكثر فيها شَجَرُ الخِلاف. (ج) مَخالِفُ.
المعجم: الوسيط

صرف

المعنى: الصَّرْفُ: رَدُّ الشيء عن وجهه، صَرَفَه يَصْرِفُه صَرْفاً فانْصَرَفَ. وصارَفَ نفْسَه عن الشيء: صَرفَها عنه. وقوله تعالى: ثم انْصَرَفوا؛ أَي رَجَعوا عن المكان الذي استمعُوا فيه، وقيل: انْصَرَفُوا عن العمل بشيء مما سمعوا. صَرَفَ اللّه قلوبَهم أَي أَضلَّهُم اللّه مُجازاةً على فعلهم؛ وصَرفْتُ الرجل عني فانْصَرَفَ، والمُنْصَرَفُ: قد يكون مكاناً وقد يكون مصدراً، وقوله عز وجل: سأَصرفُ عن آياتي؛ أَي أَجْعَلُ جَزاءهم الإضْلالَ عن هداية آياتي. وقوله عز وجل: فما يَسْتَطِيعُون صَرْفاً ولا نَصْراً أَي ما يستطيعون أَن يَصْرِفُوا عن أَنفسهم العَذابَ ولا أَن يَنْصُروا أَنفسَهم. قال يونس: الصَّرْفُ الحِيلةُ، وصَرَفْتُ الصِّبْيان: قَلَبْتُهم. وصَرَفَ اللّه عنك الأَذى، واسْتَصْرَفْتُ اللّه المَكارِهَ.والصَّريفُ: اللَّبَنُ الذي يُنْصَرَفُ به عن الضَّرْعِ حارّاً.والصَّرْفانِ: الليلُ والنهارُ.والصَّرْفةُ: مَنْزِل من مَنازِلِ القمر نجم واحد نَيِّرٌ تِلْقاء الزُّبْرةِ، خلْفَ خراتَي الأَسَد. يقال: إنه قلب الأَسد إذا طلع أَمام الفجر فذلك الخَريفُ، وإِذا غابَ مع طُلُوع الفجر فذلك أَول الربيع، والعرب تقول: الصَّرْفةُ نابُ الدَّهْرِ لأَنها تفْتَرُّ عن البرد أَو عن الحَرّ في الحالتين؛ قال ابن كُناسةَ: سميت بذلك لانْصراف البرد وإقبال الحرّ، وقال ابن بري: صوابه أَن يقال سميت بذلك لانْصراف الحرِّ وإقبال البرد.والصَّرْفةُ: خرَزةٌ من الخرَز التي تُذْكر في الأُخَذِ، قال ابن سيده: يُسْتَعْطَفُ بها الرجال يُصْرَفون بها عن مَذاهِبهم ووجوههم؛ عن اللحياني؛ قال ابن جني: وقولُ البغداديين في قولهم: ما تَأْتينا فتُحَدِّثَنا، تَنْصِبُ الجوابَ على الصَّرْف، كلام فيه إجمال بعضه صحيح وبعضه فاسد، أَما الصحيح فقولهم الصَّرْفُ أَن يُصْرَف الفِعْلُ الثاني عن معنى الفعل الأَول، قال: وهذا معنى قولنا إن الفعل الثاني يخالف الأَوّل، وأَما انتصابه بالصرف فخطأٌ لأَنه لا بدّ له من ناصب مُقْتَض له لأَن المعاني لا تنصب الأَفعال وإنما ترفعها، قال: والمعنى الذي يرفع الفعل هو وقوع الاسم، وجاز في الأَفعال أَن يرفعها المعنى كما جاز في الأَسماء أَن يرفعها المعنى لمُضارعَة الفعل للاسم، وصَرْفُ الكلمة إجْراؤها بالتنوين.وصَرَّفْنا الآياتِ أَي بيَّنْاها. وتَصْريفُ الآيات تَبْيينُها.والصَّرْفُ: أَن تَصْرِفَ إنساناً عن وجْهٍ يريده إلى مَصْرِفٍ غير ذلك.وصَرَّفَ الشيءَ: أَعْمله في غير وجه كأَنه يَصرِفُه عن وجه إلى وجه، وتَصَرَّفَ هو. وتَصارِيفُ الأُمورِ: تَخالِيفُها، ومنه تَصارِيفُ الرِّياحِ والسَّحابِ. الليث: تَصْريفُ الرِّياحِ صَرْفُها من جهة إلى جهة، وكذلك تصريفُ السُّيُولِ والخُيولِ والأُمور والآيات، وتَصْريفُ الرياحِ: جعلُها جَنُوباً وشَمالاً وصَباً ودَبُوراً فجعلها ضُروباً في أَجْناسِها. وصَرْفُ الدَّهْرِ: حِدْثانُه ونَوائبُه. والصرْفُ: حِدْثان الدهر، اسم له لأَنه يَصْرِفُ الأَشياء عن وجُوهها؛ وقول صخر الغَيّ: عــاوَدَني حُبُّهــا، وقــد شـَحِطَت صــَرْفُ نَواهــا، فــإنَّني كَمِــدُ أَنَّث الصرف لتَعْلِيقه بالنَّوى، وجمعه صُروفٌ. أَبو عمرو: الصَّريف الفضّةُ؛ وأَنشد: بَنـي غُدانـةَ، حَقّـاً لَسـْتُمُ ذَهَبا ولا صــَريفاً، ولكـن أَنتُـمُ خَـزَفُ وهذا البيتُ أَورَدَه الجوهري: بنـي غُدانَـةَ، ما إن أَنتُمُ ذَهَبا ولا صــَريفاً، ولكـن أَنتُـمُ خـزَفُ قال ابن بري: صواب إنشاده: ما إِن أَنتُمُ ذَهبٌ، لأَن زيادة إنْ تُبْطِل عمل ما.والصَّرْفُ: فَضْلُ الدِّرهم على الدرهم والدينار على الدِّينار لأَنَّ كلَّ واحد منهما يُصْرَفُ عن قِيمةِ صاحِبه. والصَّرْفُ: بيع الذهب بالفضة وهو من ذلك لأَنه يُنْصَرَفُ به عن جَوْهر إلى جَوْهر. والتصْريفُ في جميع البِياعاتِ: إنْفاق الدَّراهم.والصَّرَّافُ والصَّيْرَفُ والصَّيْرَفيُّ: النقّادُ من المُصارفةِ وهو التَّصَرُّفِ، والجمع صَيارِفُ وصَيارِفةٌ. والهاء للنسبة، وقد جاء في الشعر الصَّيارِفُ؛ فأَما قول الفرزدق: تَنْفِي يَداها الحَصى في كلِّ هاجِرَةٍ نَفْـيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصَّيارِيفِ فعلى الضرورة لما احتاج إلى تمام الوزن أَشْبع الحركة ضرورةً حتى صارت حرفاً؛ وبعكسه: والبَكَــراتِ الفُســَّجَ العطامِسـا ويقال: صَرَفْتُ الدَّراهِمَ بالدَّنانِير. وبين الدِّرهمين صَرْفٌ أَي فَضْلٌ لجَوْدةِ فضة أَحدهما. ورجل صَيْرَفٌ: مُتَصَرِّفٌ في الأُمور؛ قال أُمَيَّة ابن أَبي عائذ الهذلي: قـد كُنْـتُ خَرَّاجـاً وَلُوجـاً صَيْرَفاً لـم تَلْتَحِصـْني حَيْـصَ بَيْـصَ لَحـاصِ أَبو الهيثم: الصَّيْرفُ والصَّيْرَفيُّ المحتال المُتقلب في أُموره المُتَصَرِّفُ في الأُمور المُجَرّب لها؛ قال سويد بن أَبي كاهل اليَشْكُرِيّ: ولِســـاناً صـــَيْرَفِيّاً صـــارِماً كحُســامِ الســَّيْفِ مـا مَـسَّ قَطَـعْ والصَّرْفُ: التَّقَلُّبُ والحِيلةُ. يقال: فلان يَصْرِف ويَتَصَرَّفُ ويَصْطَرِفُ لعياله أَي يَكتسب لهم. وقولهم: لا يُقبل له صَرْفٌ ولا عَدْلٌ؛ الصَّرْفُ: الحِيلة، ومنه التَّصَرُّفُ في الأَمور. يقال: إنه يتصرَّف في الأُمور. وصَرَّفْت الرجل في أَمْري تَصْريفاً فتَصَرَّفَ فيه واصْطَرَفَ في طلَبِ الكسْب؛ قال العجاج: قـد يَكْسِبُ المالَ الهِدانُ الجافي بغَيْــرِ مــا عَصــْفٍ ولا اصـْطِرافِ والعَدْلُ: الفِداء؛ ومنه قوله تعالى: وإن تَعْدِلْ كلَّ عَدْلٍ، وقيل: الصَّرْفُ التَّطَوُّعُ والعَدْلُ الفَرْضُ، وقيل: الصَّرْفُ التوبةُ والعدل الفِدْيةُ، وقيل: الصرفُ الوَزْنُ والعَدْلُ الكَيْلُ، وقيل: الصَّرْفُ القيمةُ والعَدلُ المِثْلُ، وأَصلُه في الفِدية، يقال: لم يقبلوا منهم صَرفاً ولا عَدلاً أَي لم يأْخذوا منهم دية ولم يقتلوا بقَتيلهم رجلاً واحداً أَي طلبوا منهم أَكثر من ذلك؛ قال: كانت العرب تقتل الرجلين والثلاثة بالرجل الواحد، فإذا قتلوا رجلاً برجل فذلك العدل فيهم، وإذا أَخذوا دية فقد انصرفوا عن الدم إلى غيره فَصَرَفوا ذلك صرْفاً، فالقيمة صَرْف لأَن الشيء يُقَوّم بغير صِفته ويُعَدَّل بما كان في صفته، قالوا: ثم جُعِل بعدُ في كل شيء حتى صار مثلاً فيمن لم يؤخذ منه الشيء الذي يجب عليه، وأُلزِمَ أَكثر منه. وقوله تعالى: ولم يجدوا عنها مَصْرِفاً، أَي مَعْدِلاً؛ قال: أَزُهَيْـرُ، هـلْ عن شَيْبةٍ من مَصْرِفِ؟ أَي مَعْدِل؛ وقال ابن الأَعرابي: الصرف المَيْلُ، والعَدْلُ الاسْتِقامةُ. وقال ثعلب: الصَّرْفُ ما يُتَصَرَّفُ به والعَدْل الميل، وقيل الصرف الزِّيادةُ والفضل وليس هذا بشيء. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، ذكر المدينة فقال: من أَحْدثَ فيها حَدَثاً أَو آوَى مُحْدِثاً لا يُقبل منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ؛ قال مكحول: الصَّرفُ التوبةُ والعدْلُ الفِدية. قال أَبو عبيد: وقيل الصرف النافلة والعدل الفريضة. وقال يونس: الصرف الحِيلة، ومنه قيل: فلان يَتَصَرَّفُ أَي يَحْتالُ. قال اللّه تعالى: لا يَسْتَطِيعُونَ صَرفاً ولا نصْراً. وصَرفُ الحديث: تَزْيِينُه والزيادةُ فيه. وفي حديث أَبي إدْرِيسَ الخَوْلاني أَنه قال: من طَلَبَ صَرْفَ الحديثِ يَبْتَغِي به إقبالَ وجوهِ الناسِ إليه؛ أُخِذَ من صَرفِ الدراهمِ؛ والصرفُ: الفضل، يقال: لهذا صرْفٌ على هذا أَي فضلُ؛ قال ابن الأَثير: أَراد بصرْفِ الحديث ما يتكلفه الإنسان من الزيادة فيه على قدر الحاجة، وإنما كره ذلك لما يدخله من الرِّياء والتَّصَنُّع، ولما يُخالِطُه من الكذب والتَّزَيُّدِ، والحديثُ مرفوع من رواية أَبي هريرة عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، في سنن أَبي داود. ويقال: فلان لا يُحْسنُ صرْفَ الكلام أَي فضْلَ بعضِه على بعض، وهو من صَرْفِ الدّراهمِ، وقيل لمن يُمَيِّز: صَيْرَفٌ وصَيْرَفيٌّ. وصَرَفَ لأَهله يَصْرِفُ واصْطَرَفَ: كَسَبَ وطَلَبَ واخْتالَ؛ عن اللحياني.والصَّرافُ: حِرْمةُ كلِّ ذاتِ ظِلْفٍ ومِخْلَبٍ، صَرَفَتْ تَصْرِفُ صُرُوفاً وصِرافاً، وهي صارفٌ. وكلبةٌ صارِفٌ بيِّنة الصِّرافِ إذا اشتهت الفحل. ابن الأَعرابي: السباعُ كلها تُجْعِلُ وتَصْرِفُ إذا اشتهت الفحل، وقد صرَفت صِرافاً، وهي صارِفٌ، وأَكثر ما يقال ذلك كلُّه للكلْبَةِ. وقال الليث: الصِّرافُ حِرْمةُ الشاء والكلاب والبقَرِ.والصَّريفُ: صوت الأَنيابِ والأَبوابِ. وصَرَفَ الإنسانُ والبعيرُ نابَه وبنابِه يَصْرِفُ صَريفاً: حَرَقَه فسمعت له صوتاً، وناقة صَروفٌ بَيِّنَةُ الصَّرِيفِ. وصَرِيفُ الفحل: تَهَدُّرُه. وما في فمه صارفٌ أَي نابٌ.وصَريفُ القَعْوِ: صوته. وصَريفُ البكرةِ: صوتها عند الاستقاء. وصريفُ القلم والباب ونحوهما: صريرهما. ابن خالويه: صريفُ نابِ الناقةِ يدل على كلالِها ونابِ البعير على قَطَمِه وغُلْمَتِه؛ وقول النابغة: مَقْذُوفَـةٍ بِـدَخِيسِ النَّحْـضِ بازِلُها لـه صـَرِيفٌ صـَريفَ القَعْوِ بالمَسَدِ هو وَصْفٌ لها بالكَلالِ. وفي الحديث: أَنه دخل حائطاً من حَوائطِ المدينةِ فإذا فيه جَمَلانِ يَصْرفان ويوعِدانِ فَدَنا منهما فوضعا جُرُنَهما؛ قال الأَصمعي: إذا كان الصَّرِيفُ من الفُحولةِ، فهو من النَّشاطِ، وإذا كان من الإناث، فهو من الإعْياء. وفي حديث عليّ: لا يَرُوعُه منها إلا صريفُ أَنيابِ الحِدْثان. وفي الحديث: أَسْمَعُ صَرِيفَ الأَقلامِ أَي صوتَ جَرَيانِها بما تكتُبه من أَقْضِيةِ اللّه ووَحْيِه، وما يَنْسَخُونه من اللوحِ المحفوظ. وفي حديث موسى، على نبينا وعليه السلام: أَنه كان يسمع صَريف القَلم حين كتب اللّه تعالى له التوراة؛ وقول أَبي خِراشٍ: مُقـــابَلَتَيْنِ شـــَدَّهما طُفَيْـــل بِصـــَرّافَينِ، عَقْـــدُهما جَمِيــلُ عنى بالصَّرَّافَيْنِ شراكَيْنِ لهما صَرِيفٌ.والصِّرْفُ: الخالِصُ من كل شيء. وشَرابٌ صِرْفٌ أَي بَحْتٌ لم يُمْزَجْ، وقد صَرَفَه صُروفاً؛ قال الهذَلي: إن يُمْـــسِ نَشـــْوانَ بِمَصــْروُفَةٍ منهـــا بـــريٍّ وعلــى مِرْجَــلِ وصَرَّفَه وأَصْرَفَه: كَصَرفَه؛ الأَخيرة عن ثعلب. وصَرِيفون: موضع بالعراق؛ قال الأعشى: وَتُجْبَـى إليه السَّيْلَحُونَ، ودونَها صـَرِيفُونَ فـي أَنهارِها والخَوَرْنَقُ قال: والصَّرِيفيّةُ من الخمر منسوبة إليه. والصَّريفُ: الخمر الطيبةُ؛ وقال في قول الأَعشى: صــــَرِيفِيّةٌ طَيِّــــبٌ طَعْمُهــــا لهـــا زبــدٌ بَيْــنَ كُــوبٍ ودَنّ قال بعضهم: جعلها صَرِيفِيّةً لأَنها أُخِذت من الدَّنِّ ساعَتئذٍ كاللبن الصَّريف، وقيل: نُسِبَ إلى صَريفين وهو نهر يتخلَّجُ من الفُراتِ.والصَّريفُ: الخمر التي لم تُمْزَجْ بالماء، وكذلك كل شئ لا خِلْطَ فيه؛ وقال الباهليّ في قول المتنخل: إنْ يُمْـــسِ نَشـــْوانَ بِمصــْرُوفةٍ قال: بمصروفة أَي بكأْس شُرِبَتْ صِرْفاً، على مِرْجَلٍ أَي على لحمٍ طُبخ في مِرجل، وهي القِدْر. وتَصْرِيفُ الخمر: شُرْبُها صِرْفاً.والصَّريفُ: اللبن الذي ينصرف عن الضَّرْع حارّاً إذا حُلِبَ، فإِذا سكنت رَغْوَتُه، فهو الصَّريحُ؛ ومنه حديث الغارِ: ويَبيتانِ في رِسْلِها وصَرِيفِها؛ الصَّريفُ: اللبن ساعة يُصْرَفُ عن الضرْع؛ وفي حديث سَلمَة ابن الأَكوع: لكــن غَــذاها اللبَـنُ الخَريـفُ أَلمَحْـــضُ والقــارِصُ والصــَّريفُ وحديث عمرو بن معديكَرِبَ: أَشْرَبُ التِّبْنَ من اللبن رَثِيئةً أَو صَريفاً. والصِّرفُ، بالكسر: شيء يُدْبَغُ به الأَديمُ، وفي الصحاح: صِبْغ أَحمر تصبغ به شُرُكُ النِّعالِ؛ قال ابن كَلْحَبَةَ اليربوعي، واسمه هُبَيْرَةُ بن عبد مَناف، ويقال سَلَمة بن خُرْشُبٍ الأَنماري، قال ابن بري: والصحيح أَنه هُبيرة بن عبد مناف، وكلحبة اسم أُمه، فهو ابن كلحبة أَحدُ بني عُرَيْن بن ثَعْلبة بن يَرْبُوعٍ، ويقال له الكلحبة، وهو لقب له، فعلى هذا يقال؛ وقال الكلحبة اليربوعي: كُمَيْــتٌ غيــرُ مُحْلِفــةٍ، ولكــن كلَــوْنِ الصـِّرفِ عُـلَّ بـه الأَدِيـمُ يعني أَنها خالصة الكُّمْتةِ كلونِ الصِّرْفِ، وفي المحكم: خالصةُ اللونِ لا يُحلف عليها أَنها ليست كذلك. قال: والكُمَيْتُ المُحْلِفُ الأَحَمّ والأَحْوَى، وهما يشتبهان حتى يَحْلِفَ إنسان أَنه كميت أَحمُّ، ويحلف الآخر أَنه كُميت أَحْوَى. وفي حديث ابن مسعود، رضي اللّه عنه: أَتَيْتُ رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وهو نائم في ظلِّ الكَعبة فاسْتَيْقَظ مُحْمارّاً وجْهُه كأَنه الصِّرْفُ؛ هو بالكسر، شجر أَحمر. ويسمى الدمُ والشرابُ إذا لم يُمْزَجا صِرْفاً. والصِّرْفُ: الخالِصُ من كل شيء. وفي حديث جابر، رضي اللّه عنه: تَغَيَّر وجْهُه حتى صارَ كالصِّرْف. وفي حديث علي، كرَّم اللّه وجهه: لتَعْرُكَنَّكُمْ عَرْكَ الأَديمِ الصِّرْفِ أَي الأَحمر. والصَّريفُ: السَّعَفُ اليابِسُ، الواحدة صَريفةٌ، حكى ذلك أَبو حنيفة؛ وقال مرة: هو ما يَبِسَ من الشجر مثل الضَّريع، وقد تقدَّم. ابن الأَعرابي: أَصْرف الشاعرُ شِعْرَهُ يُصْرِفُه إصرافاً إذا أَقوى فيه وخالف بين القافِيَتَين؛ يقال: أَصْرَفَ الشاعرُ القافيةَ، قال ابن بري: ولم يجئ أَصرف غيره؛ وأَنشد: بغيــــر مُصـــْرفة القَـــوافي ابن بزرج: أَكْفأْتُ الشعرَ إذا رفعت قافِيةً وخفضت أُخرى أَو نصبتها، وقال: أَصْرَفْتُ في الشعر مثل الإكفاء، ويقال: صَرَفْت فلاناً ولا يقال أَصْرَفْته. وقوله في حديث الشُفعة: إذا صُرِّفَتِ الطُّرُقُ فلا شُفْعةَ أَي بُيِّنَتْ مَصارِفُها وشوارِعُها كأَنه من التَّصَرُّفِ والتَّصْريفِ.والصَّرَفانُ: ضربٌ من التمر، واحدته صَرفانَةٌ، وقال أَبو حنيفة: الصَّرفانةُ تمرة حمراء مثل البَرْنِيّةِ إلا أَنها صُلْبةُ المَمْضَغَةِ عَلِكةٌ، قال: وهي أَرْزَن التمر كله؛ وأَنشد ابن بري للنّجاشِيّ: حَسـِبْتُمْ قِتـالَ الأَشـْعَرينَ ومَذْحِـج وكِنْـدَةَ أَكْـلَ الزُّبْـدِ بالصـَّرَفانِ وقال عِمْران الكلبي: أَكُنْتُـمْ حَسـِبْتُمْ ضـَرْبَنا وجِلادَنـا على الحجْرِ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ وفي حديث وفْد عبد القيس: أَتُسَمُّون هذا الصَّرفان؟ هو ضرب من أَجود التمر وأَوْزَنه. والصرَفانُ: الرَّصاصُ القَلَعِيُّ؛ والصرَفانُ: الموتُ؛ ومنهما قول الزَّبّاء الملِكة: مــا لِلْجِمــالِ مَشـْيُها وئيـدا؟ أَجَنْـــدَلاً يَحْمِلْــنَ أَم حَديــدا؟ أَمْ صــَرَفاناً بــارِداً شــَديدا؟ أَم الرِّجـــال جُثَّمــاً قُعُــودا؟ قال اَبو عبيد: ولم يكن يهدى لها شيء أَحَبّ إليها من التمر الصرَفان؛ وأَنشد: ولما أَتَتْها العِيرُ قالت: أَبارِدٌ مـن التمـرِ أَمْ هذا حَديدٌ وجَنْدَلُ ؟ والصَّرَفيُّ: ضَرْب من النَّجائب منسوبة، وقيل بالدال وهو الصحيح، وقد تقدم.
المعجم: لسان العرب

صرف

المعنى: صرف الصَّرْفُ فِي الحَدِيثِ: الْمدِينَةُ حَرَمٌ مَا بينَ عائَرٍ ويُرْوَي عَيْرٍ إِلى كَذا، مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً، أَو آوَي مُحْدِثاً، فَعَلَيهِ لَعْنَةُ اللهِ والمَلائِكةِ والناسِ أَجْمَعِينَ، لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ: التَّوْبَةُ، والعَدْلُ: الفِدْيَةُ قَالَه مَكْحُولٌ. أَو: هُوَ الناقِلَةُ، والعَدْلُ: الفَرِيضَةُ قَالَه أَبو عُبَيْدٍ. أَو بالعَكْسِ أَي: لَا يُقْبَلُ مِنْهُ فَرْضٌ وَلَا تَطَوُّعٌ، نَقله ابنُ دُرَيْدٍ عَن بعضِ أَهلِ اللُّغَةِ. أَو هُوَ الوَزْنُ، والعَدْلُ: الكَيْلُ أَو هُوَ الاكْتِسابُ، والعَدْلُ: الفِدْيَةُ. أَو الصَّرْفُ: الحِيلَةُ وَهُوَ قولُ يُونُسَ وَمِنْه قيل: فُلانٌ يَتَصَرَّفُ: أَي يَحْتالُ، وَهُوَ مجازٌ، وَقَالَ الله تَعَالَى: فَمَا يَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلَا نَصْراً وَقَالَ غيرُه فِي مَعْنَى الآيةِ: أَيْ مَا يَسْتَطِيعُونَ أَن يَصْرِفُوا عَن أَنْفُسِهِمُ العَذابَ وَلَا أَن يَنْصُرُوا أَنْفُسَهُم. وَفِي سِياقِ المصنِّفِ نَظَرٌ ظَاهر. ثمَّ إِنه ذَكَر للصِّرْفِ المذكورِ فِي الحَديثِ مَعَ العَدْلِ أَربعةَ مَعانٍ، وفاتَهُ الصَّرْفُ: المَيْلُ، والعَدْلُ: الاسْتِقَامَةُ، قَالَه ابنُ الأَعرابِيّ: وقِيلَ: الصَّرْفُ: مَا يُتَصَرَّفُ بِهِ، والعَدْلُ: المَيْلُ، قَالَه ثَعْلَبٌ، وقِيلَ: الصَّرْفُ: الزِّيادَةُ والفَضْلُ، وَلَيْسَ هَذَا بشَيءٍ، وَقيل: الصَّرْفُ: القِيمة، والعَدْلُ: المِثْل، وأَصلُه فِي الفِدْيَةِ، يُقَال: لم يَقْبَلُوا مِنْهُم صَرْفاً وَلَا عَدْلاً: أَي لم يَأْخُذوا مِنْهُم دِيَةً، وَلم يَقْتُلُوا بقَتِيلِهم رَجُلاً واحِداً، أَي: طَلَبُوا مِنْهُم أَكْثَرَ من ذَلِك، وَكَانَت العَرَبُ تَقْتُلُ الرجُلَيْنِ والثلاثةَ بالرَّجُلِ الواحدِ، فإِذا قَتَلُوا رَجُلاً برَجُلٍ فَذَلِك العَدْلُ فيهم، وإِذا أَخَذُوا دِيَةً فقد انْصَرَفُوا عَن الدَّمِ إِلَى غَيره، فصَرَفُوا ذَلِك صَرْفاً، فالقِيمةُ صَرْفٌ، لأَنَّ الشيءَ يُقَوَّمُ بغيرِ صِفَتِه، ويُعَدَّلُ بِمَا كانَ فِي صِفَتِهِ، ثمَّ جُعِلَ بعدُ فِي كُلِّ شيءٍ، حَتَّى صارَ مَثَلاً فيمَنْ لم يُؤْخَذْ مِنْهُ الشَّيْءُ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ، وأُلْزِمَ أَكْثَرَ مِنْهُ، فتأَمَّلْ ذلِكَ. والصَّرْفُ من الدَّخْرِ: حِدْثانُهُ ونَوائِبُه وَهُوَ اسمٌ لَهُ لأَنَّه يَصْرِفُ الأَشْياءَ عَن وُجُوهِها. وقولُ صَخْرِ الغَيِّ: (عاوَدَنِي حُبُّها وَقد شَحَطَتْ  ...  صَرْفُ نَواهَا فإِنَّنِي كَمِدُ) أَنَّثَ الصَّرْفَ لتَعْلِيقِهِ بالنَّوَى، وجَمْعُه صُرُوفٌ. والصَّرْفُ: اللَّيْلُ والنَّهارُ، وهما صِرْفانِ بالفَتْح) ويُكْسَرُ عَن ابنِ عَبّادٍ، وكذلِكَ الصِّرْعانِ، بالكسرِ أَيضاً، وَقد ذُكِر فِي الْعين. وصَرْفُ الحَديثِ فِي حديثِ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلانِيِّ: من طَلَبَ صَرْفَ الحَدِيثِ ليَبْتَغِيَ بهِ إِقبالَ وُجُوهِ الناسِ إِليه، لم يَرَحْ رائِحَةَ الجَنَّةِ هُوَ: أَنْ يُزادَ فيهِ ويُحَسَّنَ، من الصَّرْفِ فِي الدَّراهِمِ، وَهُوَ فَضْلُ بعضِه على بَعْضٍ فِي القِيمَةِ قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: أَرادَ بصَرْفِ الحَدِيثِ: مَا يَتَكَلَّفُه الإِنسانُ من الزِّيادَةِ فِيهِ على قَدْرِ الحاجَةِ، وإِنَّما كُرِهَ ذَلِك لِما يَدْخُلُه من الرِّياءِ والتَّصَنُّعِ، ولِما يُخالِطُه من الكَذِبِ والتَّزَيُّدِ، والحَدِيثُ مَرْفُوعٌ من روايةِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضِيَ اللهُ عَنهُ فِي سُنَنِ أَبي دَاوُد وَكَذَلِكَ صَرْفُ الكَلامِ يُقال: فلانٌ لَا يَعْرِفُ صَرْفَ الكَلامِ، أَي: فَضْلَ بعضِه على بَعْضٍ. ويُقالُ: لَهُ عليهِ صَرْفٌ: أَي شَِفٌّ وفَضْلٌ، وهُوَ مِنْ صَرَفَهُ يَصْرِفُه لأَنَّهُ إِذا فُضِّلَ صُرِفَ عَن أَشْكالِهِ ونَظائِرِه. والصَّرْفَةُ: مَنْزِلَةٌ للقَمَرِ، نَجْمٌ واحِدٌ نَيِّرٌ، يتلُو الزُّبْرَةَ خَلْفَ خَراتَيِ الأَسَدِ، يُقال: إِنه قَلْبُ الأَسدِ، إِذا طَلَعَ أَمامَ الفَجْرِ فذلِكَ أَوّلُ الرَّبِيعِ، قَالَ ابْن كُناسَةَ: سُمِّيَ هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وكَأَنَّهُ يرجِعُ إِلى النَّجْمِ، وَفِي سائِرِ الأُصُولِ سُمِّيَتْ بذلِكَ لانْصِرافِ الحَرِّ وإِقْبالِ البَرْدِ بطُلُوعِها أَيْ: تِلْكَ المَنْزِلَة، قَالَ ابنُ بَرِّي: صوابُه أَنْ يُقالَ: سُمِّيَت بذلِكَ لانْصِرافِ الحَرِّ وإِقْبالِ البَرْدِ. والصَّرْفَةُ: خَرَزَةٌ للتَّأْخِيذِ وَقَالَ ابنُ سِيدَه: يُسْتَعْطَفُ بهَا الرِّجالُ  يُصْرَفُونَ بهَا عَن مَذاهِبِهِم ووُجُوهِهِم، عَن اللِّحْيانِيّ. والصَّرْفَةُ: نابُ الدَّهْرِ الَّذِي يَفْتَرُّ هكَذا هُوَ نَصُّ المُحِيط، وَفِي التَهْذِيب: والعَرَبُ تقولُ: الصَّرْفَةُ نابُ الدّهْرِ لأَنَّها تَفْتَرُّ عَن البَرْدِ، أَو عَن الحَرِّ، فِي الحالَتَيْنِ، فتَأَمَّلْ ذلِكَ. والصَّرْفَةُ: القَوْسُ الَّتِي فِيها شامَةٌ سَوْداءُ لَا تُصِيبُ سِهامُها إِذا رُمِيَتْ عَن ابنِ عَبّادٍ. وَقَالَ أَيضاً: الصَّرْفَةُ: أَنْ تَحْلُبَ النّاقَةَ غُدْوَةً، فتَتْرُكَها إِلى مِثْلِهامِنْ أَمْسِ نَقله الصّاغاتِيّ. وصَرَفَه عَن وَجْهِهِ يَصْرِفُه صَرْفاً: رَدَّه فانْصَرَفَ. وقولُه تَعالى: صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ أَي: أَضَلَّهُم اللهُ مُجازاةً على فِعْلِهِمْ. وقولُه تَعالَى: سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ أَي أَجْعَلُ جَزاءَهُم الإِضْلالَ عَن هِدايَةِ آياتِي. وصَرَفَتِ الكَلْبَةُ تَصْرِفُ صُرُوفاً بالضمِّ وصِرافاً، بالكَسْرِ: اشْتَهَتِ الفَحْلَ، وَهِي صارِفٌ قَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: السِّباعُ كلُّها تُجْعِلُ وتَصْرِفُ: إِذا اشْتَهَتِ الفَحْلَ، وَقد صَرَفَتْ صِرافاً، وَهِي صارِفٌ، وأَكثَرُ مَا يُقالُ ذَلِك كُلُّه للكَلْبَةِ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الصِّرافُ: حِرْمَةُ الشّاءِ والكِلابِ والبَقَرِ. وصَرَفَ الشرابَ صُروفاً: لم يَمْزُجْها هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخِ، ومثلُه نصُّ المُحِيطِ، وَهُوَ غَلَطٌ، صوابُه: لم يَمْزُجْه وَهُوَ أَي، الشَّرابُ مَصْرُوفٌ وقولُ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِّي: (إِنْ يُمْسِ نَشْوانَ بمَصْروفَةٍ  ...  مِنْها بِرِيٍّ وعَلَى مِرْجَلِ) ) يَعْني بكأْسٍ شُرِبَتْ صِرْفاً على مِرْجَلٍ، أَي: على لَحْمٍ طُبِخَ فِي قِدْرٍ. وصَرَفَتِ البَكَرَةُ تَصْرِفُ صَرِيفاً، صَوَّتَتْ عندَ الاسْتِقاءِ.  وصَرَفَ الخَمْرَ يَصْرِفُها صَرْفاً: شَرِبَها وَهِي مَصْرُوفَةٌ خالصةٌ لم تُمْزَجْ. وصَرَفَ الصِّبْيانَ: قَلَبَهُم من المَكْتَبِ. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: الصَّرِيفُ كأَمِيرٍ: الفِضَّةُ ومثلُه قولُ أَبي عَمْروٍ، وزادَ غيرُهما: الخالِصَةُ وأَنشَد: وَهَذَا الْبَيْت أوردهُ الْجَوْهَرِي: (بَنِي غُدانَةَ حَقّاً مَا  ...  إِنْ أَنْتُمُ ذَهَباً ولاصَرِيفاً) (حَقًا لَسْتُم ذَهَبا  ...  وَلَا صرسفاً وَلَكِن أَنْتُم خزفاً) قَالَ ابنُ بَرِّيّ: صوابُ إِنْشادِه مَا إِنْ أَنْتُمُ ذَهَبٌ لأَنَّ زيادَةَ إِنْ تُبْطِلُ عملَ مَا. والصَّرِيفُ: صَرِرُ البابِ، و: صَرِيرُ نابِ البَعيرِ، وَمِنْه ناقَةٌ صَرُوفٌ بَيِّنَةُ الصَّرِيفِ، وَكَذَا نابُ الإِنْسانِ، يقالُ: صَرَفَ الإِنسانُ والبَعيرُ نابَه، وبِنابِهِ يَصْرِفُ صَرِيفاً: حَرَقَه، فسَمِعْتَ لَهُ صَوْتاً. وَقَالَ ابنُ خالَوَيْهِ: صَرِيفُ نابِ الناقَةِ يَدُلُّ على كَلالِها، ونابِ البَعِيرِ على غُلْمَتِه. وقولُ النابِغَةِ يصفُ نَاقَة: (مَقْذُوفَةٍ بدَخِيسِ النَّخْضِ بازِلُها  ...  لَهُ صَرِيفٌ صَرِيفَ القَعْوِ بالمَسَدِ) هُوَ وَصْفٌ لَهَا بالكَلاَلِ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: إِنْ كانَ الصَّرِيفُ من الفُحُولَةِ فَهُوَ من النَّشاطِ، وإِنْ كانَ من الإِناثِ فَهُوَ من الإِعْياءِ، وَبَين بابٍ ونابٍ جِناسٌ. والصَّرِيفُ: اللَّبَنُ ساعةَ حُلِبَ وصُرِفَ عَن الضَّرْعِ، فإِذا سَكَنَتْ  رَغْوَتُه فَهُوَ الصَّرِيحُ، قَالَ سَلَمَةُ بنُ الأَكْوَعِ رضِيَ اللهُ عَنهُ: لكِنْ غَذَاهَا اللَّبَنُ الخَرِيفْ أَلْمَخْضُ والقارِصُ والصَّرِيفُ والصَّرِيفُ: ع، قُرْبَ النِّباجِ على عَشْرَةِ أَميالٍ مِنْهُ مِلْكٌ لبَنِي أُسَيْد بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ قَالَ جَرِيرٌ: (أَجِنَّ الهَوَى مَا أَنْسَ لَا أَنْسَ مَوْقِفاً  ...  عَشِيَّةَ جَرْعاءِ الصَّرِيفِ ومَنْظَرَا) وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَم بعضُ الرُّواةِ أَنَّ الصَّرِيفَ: مَا يَبِسَ من الشَّجَرِ مثل الضَّرِيعِ، وَهُوَ الَّذي فارِسِيَّتُهُ خُذْخوش وَهُوَ القُفْلُ أَيضاً. وقالَ مَرَّةً: الصَّرِيفَةُ، كسَفِينَةٍ: السَّعَفَةُ اليابِسَةُ والجَمْعُ صَرِيفٌ. والصَّرِيفَةُ: الرُّقاقَةُ، ج: صُرُفٌ بضَمَّتَيْنِ وصِرافٌ، وصَرِيفٌ. وصَرِيفُونَ فِي سَوادِ) العِراقِ فِي موضِعَيْنِ، أَحَدُهُما: ة، كَبِيرةٌ غَنَّاءُ شَجْراءُ قُربَ عُكْبَراءَ وأَوانَي، عَلَى ضَفَّةِ نَهْرِ دُجَيْل. والآخَرُ: ة بواسِطَ. وقولُه: مِنها الخَمْرُ الصَّرِيفِيَّةُ ظاهِرُه أَنَّ الخَمْرَ مَنْسُوبةٌ إِلَى الَّتِي بواسِطَ، وَلَيْسَ كَذَلِك، بل إِلى القَرْيَةِ الأُولَى الَّتِي عندَ عُكْبَراءَ، وإِليه أَشارَ الأَعْشَى بقوله: (وتُجْبَى إِليه السَّيْلَحُونَ ودُونَها  ...  صَرِيفُونَ فِي أَنْهارِها والخَوَرْنَقُ) قَالَ الصاغانِيُّ: وإِليها نُسِبَت الخَمْرُ، وَقَالَ الأَعْشى أَيضاً: (تُعاطِي الضَّجِيعَ إِذا أَقْبَلَتْ  ...  بُعَيْدَ الرُّقادِ وعندَ الوَسَنْ)  (صَرِيفِيَةً طَيِّبٌ طَعْمُها  ...  لَهَا زَبَدٌ بينَ كُوبٍ ودَنْ) أَو قيلَ لَهَا: صَرِيفِيَّةٌ، لأَنَّها أُخِدَتْ منَ الدَّنِّ ساعَتَئذٍ، كاللَّبَن الصَّريفِ ويُرْوَى: مُعَتَّقَةً قَهْوَةً مُرَّةً وَقَالَ اللَّيْثُ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِ الأَعْشَى: إِنّها الخَمْرُ الطَّيِّبَةُ. والصَّرَفانُ مُحَرَّكَةً: المَوْتُ عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: هُوَ النُّحاسُ، وَفِي اللسانِ الرَّصاصُ القَلَعِيُّ، وَبِهِمَا فُسِّرَ قولُ الزَّبّاءِ: مَا لِلْجِمالِ مَشْيُها وَئِيدَا أَجَنْدَلاً يَحْمِلْنَ أِم حَدِيدَا أَمْ صَرَفاناً بارِداً شَدِيدَا أَم الرِّجالُ جُثَّماً قُعُودا وَقيل: بل الصَّرَفانُ هُنَا: تَمْرٌ رَزِينٌ مثلُ البَرْنِيِّ إِلاّ أَنَّه صُلْبُ المَضاغِ عَلِكٌ يُعِدُّها هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصوابُ: يُعِدُّه ذَوُو العِيالاتِ، وذَوُو الأُجَراءِِ وذَوُو العَبِيدِ لِجَزائِها هَكَذَا فِي النُّسَخِ والصوابُ: لجَزائِه وعِظَمِ مَوْقِعِه، والناسُ يَدَّخرُونَه، قَالَه أَبو حَنِيفَة. أَو هُوَ الصَّيْحانِيُّ بالحِجازِ، نَخْلتُه كنَخْلَتِه، حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ عَن النُّوشَجَانِيِّ، وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ للنَّجاشِيِّ: (حَسِبْتُم قِتالَ الأَشْعَرِينَ ومَذْحِجٍ  ...  وكِنْدَةَ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ) وَقَالَ عِمْرانُ الكَلْبِيّ:  (أَكُنْتُمْ حَسِبْتُم ضَرْبَنا وجِلادَنَا  ...  على الحجْرِ أَكْلَ الزُّبْدِ بالصَّرَفانِ) قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَلم يكُنْ يُهْدَى للزَّبّاءِ شيءٌ أَحَبَّ إِليها من التَّمْرِ الصَّرَفانِ، وأَنشج: (ولمّا أَتَتْها العِيرُ قالَتْ: أَبارِدٌ  ...  من التَّمْرِ أَمْ هَذَا حِدِيدٌ وجنْدَلُ) وَمن أَمْثالِهِم: صَرَفانَةٌ رِبْعِيَّةٌ، تُصْرَمُ بالصَّيْفِ، وتُؤْكَلُ بالشَّتِيَّةِ نَقله أَبو حَنِيفَةَ فِي كتابِ النباتِ. والصِّرْفُ، بالكَسْرِ: صِبْغٌ أَحْمَرُ تُصْبَغُ بِهِ شُرُكُ النِّعالِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشدَ لابنِ الكَلْحَبَةِ: (كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفَةٍ ولكِنْ  ...  كَلْونِ الصِّرْفِ عُلَّ بهِ الأَدِيمُ) يَعْنِي أَنها خالِصَةُ الكُمْتَةِ، كَلْونِ الصِّرْفِ، وَفِي المُحْكَمِ: خالِصَةُ اللَّوْنِ، وَمِنْه الحَدِيث: فاسْتَيْقَظَ مُحْمارّاً وَجْهُه كأَنَّهُ الصِّرْفُ. والصِّرْفُ: الخالِصُ البَحْتُ من الخَمْرِ وغَيْرِها وَلَو قالَ: من كُلِّ شيءٍ، لأَصابَ، ويُقال: شَرابٌ صِرْفٌ، أَي: بَحْتٌ لم يُمْزَجْ، وَكَذَلِكَ دَمٌ صِرْفٌ، وبَلْغَمٌ صِرْفٌ. والصَّيْرَفِيُّ: المُحْتالُ المُتَصَرِّفُ فِي الأُمُورِ المُجَرِّبُ لَهَا كالصَّيْرَفِ قَالَه أَبُو الهَيْثَمِ، قَالَ سُوَيْدُ بنُ أَبي كاهِلٍ اليَشْكُرِيُّ: (ولِساناً صَيْرَفِيّاً صارِماً  ...  كحُسامِ السَّيْفِ مَا مَسَّ قَطَعْ) وقالَ أُمَيَّةَ بنُ أَبي عائِذٍ الهُذَلِيُّ: (قد كُنْتُ خَرّاجاً وَلُوجاً صَيْرَفاً  ...  لم تَلْتَحِصْنِي حَيْصَ بَيْصَ لَحاصِ)  والصَّيْرَفِيُّ، والصَّيْرَفُ، والصَّرّافُ: صَرّافُ الدَّراهِمِ ونُقَّادُها، من المُصارَفَةِ، وَهُوَ من التَّصَرُّفِ ج: صَيارِفُ، وصَيارِفَةٌ، والهاءُ للنِّسْبَةِ، وَقد جاءَ فِي الشِّعْرِ صَيارِيفُ: (تَنْفِي يَدَاها الحَصى فِي كُلِّ هاجِرَةٍ  ...  نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصّيارِيفِ) لمّا احتاجَ إِلى تمامِ الوَزْنِ أَشْبَعَ الحَرَكَةَ ضَرُورَة حَتَّى صارَتْ حَرْفاً، أَنشده سِيَبَويْه للفَرَزْدَقِ، قَالَ الصّاغانِيُّ: وَلَيْسَ لَهُ. والصَّرَِيُّ، محرَّكةً، من النَّجائِبِ: مَنْسُوبٌ إِلى الصَّرَفِ، قالهُ اللَّيْثُ، أَو الصَّوابٌ بالدّالِ وصَحَّحُوه، وَقد تقدّم. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: أَصْرَفَ الشاعرُ شِعْرَهُ: إِذا أَقْوَي فِيهِ وخالَفَ بَين القافيَتَيْنِ، يُقال: أَصْرَفَ الشاعرُ القافيَةَ، قَالَ ابنُ بَرِّي: وَلم يَجِيءْ أَصْرَفَ غَيره، أَو هُوَ الإِقواءُ، بالنَّصْبِ ذكره المُفَضَّلُ بنُ محمّدٍ الضَّبِّيُّ الكُوفِيُّ، وَلم يَعْرِف البَغدادِيُّونَ الإِصْرافَ، والخَليلُ لَا يُجيزُه أَي الإِقْواءَ بالنَّصْبِ، وَكَذَا أَصْحابُه لَا يُجيزُونَه وقَدْ جاءَ فِي شِعْرِ العربِ، وَمِنْه قَوْله: (أَطْعَمْتُ جابانَ حتَّى اسْتَدَّ مَغْرِضُه  ...  وَكَاد ينْقَدُّ لَوْلا أَنَّهُ طافَا) ويَنْقَدُّ، أَي: يَنْشَقُّ: (فقُلْ لجابانَ يَتْرُكْنا لطِيَّتِه  ...  نَوْمُ الضُّحَى بَعْدَ نَوْمِ اللَّيْلِ إِسْرافُ) وبعضُ الناسِ يَزْعُمُ أَنَّ قولَ امْرِئِ القَيْسِ:)  (فَخَرَّ لرَوْقِيْه وأَمْضَيْتُ مُقْدِماً  ...  طُوالَ القَرَا والرَّوْقِ أَخْنَسَ ذَيّالِ) من الإِقْواءِ بالنَّصْب، لأَنَّه وَصَلَ الفعْلَ إِلى أَخْنَسَ. وتَصْريفُ الآياتِ: تَبْيِينُها وَمِنْه قوْلُه تَعالَى: وَصَرَّفْنَا الآياتِ والتَّصَريفُ فِي الدَّراهِمِ والبِياعاتِ: إِنْفاقُها هَكَذَا فِي سائِر النُّسخ، وَالصَّوَاب: تَصْرِيفُ الدَّراهِمِ فِي البِياعاتِ كُلِّها: إِنْفاقُها، كَمَا هُوَ نَصّ العُباب، وَفِي اللِّسانِ: التَّصْرِيفُ فِي جَميعِ البِياعاتِ: إِنْفاقُ الدِّراهِم، فتَأَمَّلْ ذَلِك. والتَّصْرِيفُ فِي الكَلامِ: اشْتِقاقَ بَعْضِهِ من بَعْض. والتصريف فِي الرِّياحِ: تَحْويلُها من وَجْهٍ إِلَى وَجْهٍ وَمن حالٍ إِلى حالٍ، قَالَ اللَّيْثُ: تَصْرِيفُ الرِّياحِ صَرْفُها من جِهَةٍ إِلَى جِهَةٍ، وَكَذَلِكَ تَصْرِيفُ السُّيُولِ والخُيُولِ والأُمورِ والآياتِ، وَقَالَ غيرُه: تَصْرِيفُ الرِّياحِ: جَعْلُها جَنُوباً وشَمالاً وصَباً ودَبُوراً، فجَعَلَها ضُرُوباً فِي أَجْناسِها. والتَّصْرِيفُ فِي الخَمْرِ: شُرْبُها صِرْفاً أَي: غير مَمْزُوجَةٍ. وصَرَّفْتُهُ فِي الأَمْرِ تَصْرِيفاً، فتَصَرَّفَ فيهِ: أَي قَلَّبْتُهُ: فَتَقَلَّبَ. ويُقال: اصْطَرَفَ لِعيالِهِ: إِذا تَصَرَّفَ فِي طَلَبِ الكَسْبِ قَالَ العَجّاجُ: قد يَكْسِبُ المالَ الهِدانُ الجافِي بغَيْرِ مَا عَصْفٍ وَلَا اصْطِرافِ هَكَذَا أَنْشَدَهُ الجوهريُّ، والمَشْطورُ الثانِي للعَجّاج دُونَ الأول، والرِّوايَةُ فِيهِ:  مِنْ غير لَا عَصْفٍ. ولرُؤْبَةَ أُرْجُوزةٌ على هَذَا الرَّوِيِّ، وليسَ المَشْطورانِ وَلَا أَحدُهُما فِيها، قَالَه الصاغانِيّ. واسْتَصْرَفْتُ اللهَ المَكارِهَ: أَي سَأَلْتُه صَرْفَها عَنِّي. وانْصَرَفَ: انْكَفَّ هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصوابُ انْكَفَأَ، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبابِ، وَهُوَ مُطاوِعُ صَرَفَه عَن وَجْهِه فانْصَرَفَ، وَقَوله تَعَالَى: ثُمَّ انْصَرَفُوا أَي: رَجَعُوا عَن المَكانِ الَّذِي استَمَعُوا فِيهِ، وقِيلَ: انْصَرَفُوا عَن العَمَلِ بشَيءٍ مِمَّا سَمِعُوا. والاسْمُ على ضَرْبَتَيْنِ: مُنْصَرِفٌ، وغيرُ مُنْصَرِفٍ قَالَ الزَّمَخْشَريُّ: الاسمُ يمتَنِعُ من الصَّرْفِ مَتى اجْتَمَع فِيهِ اثْنانِ من أَسْبابِ تِسْعَةٍ، أَو تَكَرَّرَ واحِدٌ، وَهِي: العَلَمِيّة والتّأْنِيثُ اللاّزِمُ لَفْظاً أَو مَعْنىً، نَحْو: سُعادَ وطَلْحَةَ. ووَزْنُ الفِعْلِ الَّذِي يَغْلِبُه فِي نَحْوِ أَفْعَلِ، فإِنَّه فِيهِ أَكْثَرُ مِنْهُ فِي الاسْمِ، أَو يَخُصُّه فِي نَحْو: ضَرَبَ، إِن سُمِّيَ بِهِ، والوَصْفِيَّة فِي نَحْو: أَحْمَرَ. والعَدْلُ عَن صِيغَةٍ إِلى أُخْرَي فِي نَحْو: عُمَرَ، وثُلاثَ. وأَنْ يكونَ جَمْعاً لَيْسَ على زِنَتِه وَاحِد، كمَساجِدَ ومَصابِيحَ، إِلاّ مَا اعتَلَّ آخِرُه نَحْو جَوارٍ، فإَنَّه فِي الجَرِّ والرفعِ كقاضٍ، وَفِي النَّصْبِ) كضَوارَِبَ، وحَضاجِرُ وسَراوِيلُ فِي التَّقْدِير جمع حِضَجْرٍ وسِرْوالَة. والتَّرْكِيبُ فِي نَحْو: مَعْدِ يكَرِبَ وبَعْلَبَكَّ. والعُجْمَةُ فِي الأَعْلامِ خاصَّةً. والأَلِفُ والنونُ المُضارِعَتانِ لأَلِفَيِ التَّأْنِيث فِي نَحْو: عُثْمانَ وسَكْرانَ، إِلاّ إِذا اضْطُّرَّ الشاعِرُ فَصَرَفَ. وأَما السببُ الواحدُ فغيرُ مانعٍ أبدا، وَمَا تَعَلَّقَ بِهِ الكوفيُّونَ فِي إِجازةِ مُنْعِه فِي الشِّعْر لَيْسَ بثَبْتٍ.  وَمَا أَحَدُ سبَبَيْه أَو أَسبابه العَلَميّةُ فحكمُه الصَّرْفُ عِنْد التَّنْكيرِ، كقولكَ: رُبَّ سُعادٍ وقَطامٍ لبَقائهِ بِلَا سَبَبٍ، أَو على سَببٍ واحدٍ، إِلاّ نَحْو أَحْمَرَ، فإِنَّ فِيهِ خلافًا بَين الأَخْفَش وصاحبِ الْكتاب. وَمَا فِيهِ سَبَبان فِي الثُّلاثيِّ السَّاكِن الحَشْوِ كنُوحٍ ولُوطٍ مُنْصَرفٌ فِي اللُّغَة الفَصيحة الَّتِي عَلَيْهَا التَّنْزيلُ، لمُقاوَمَةِ السُّكونِ أَحدَ السببنيِ، وقومٌ يُجْرُونَه على الْقيَاس. فَلَا يَصْرفُونَه، وَقد جَمَعَهُما الشَّاعِر فِي قوْله: (لَمْ تَتَلَفَّعْ بفَضْل مِئْزَرِها  ...  دَعْدٌ وَلم تُسْقَ دَعْدُ فِي العُلَبِ) وأَمّا مَا فِيهِ سببٌ زائدٌ، كمَاه وجُور فإِنّ فيهمَا مَا فِي نُوحٍ مَعَ زِيَادَة التأْنيث، فَلَا مَقالَ فِي امْتناعِ صَرْفِه. والتكَرُّر فِي نَحْو بُشْرَى وصَحْراءَ، ومَساجدَ ومَصابيحَ نُزِّلَ البناءُ على حرف تأَنيثٍ لَا يَقَعُ مُنْفَصلاً بحالٍ، والزِّنَةُ الَّتِي لَا واحدَ عَلَيْهَا، مَنْزلَةَ تأْنيثٍ ثانٍ وجمعٍ ثانٍ، انْتهى كلامُ الزَّمَخْشَريّ. والمُنْصَرَفُ: ع، بَيْنَ الحَرَمَيْن الشَّريفَيْن على اَرْبَعَةِ بُرُدٍ من بَدْرٍ مِمَّا يَلِي مَكَّةَ حَرَسها اللهُ تَعالَى. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: المُنْصَرَفُ، قد يكونُ مَكَانا، وَقد يكونُ مَصْدراً. وصَرَفَ الكَلمةَ: أَجْراها بالتنْوينِ. والتَّصْريفُ: إِعمالُ الشَّيْءِ فِي غير وَجْهٍ، كأَنه يَصْرفُه عَن وَجْهٍ إِلَى وَجْهٍ. وتَصاريفُ الأُمورِ: تَخاليفُها. والصَّرْفُ: بَيْعُ الذّهَبِ بالفِّضَة. والمَصْرِفُ: المَعْدِلُ، وَمِنْه قولُه  تَعالَى: وَلَمْ يَجدُوا عَنْها مَصْرِفاً وقولُ الشَّاعِر: أَزُهَيْرُ هَلْ عَن شَيْبَةٍ من مَصْرِفِ وَيُقَال: مَا فِي فَمهِ صارِفٌ: أَي نابٌ. وصَرِيفُ الأَقْلامِ: صوتُ جَرَيانِها. بِمَا تَكْتُبُه من أَقْضيَة الله تَعالَى ووَحْيهِ. وقَوْلُ أَبِي خِراشٍ: (مُقابَلَتَيْن شَدَّهُما طُفَيْلٌ  ...  بصَرّافَيْنِ عَقْدُهُما جَمِيلُ) عَنَى بهما شِراكَيْنِ لَهُما صَرِيفٌ. وصَرَّفَ الشَرابَ تَصْرِيفاً: لم يَمْزُجْه، كأَصْرَفَه، وَهَذَا عَن ثَعْلَبٍ. وصَرِيفُون: قريةٌ قربَ الكُوفَة، وَهِي غيرُ الَّتِي ذَكَرَهَا المصَنفُ. والصَّرِيفُ: كُلُّ شيءٍ لَا خِلْطَ فِيهِ. وَفِي حَديث الشُّفْعَةِ: إِذا صُرِّفَت الطُّرُقُ فَلَا شُفْعَةَ أَي بُيِّنَتْ مصارفُها وشَوارعُها. وكمُحَدِّثٍ: طَلْحَةُ بنُ سِنانِ بن مُصَرِّفٍ الإِياميُّ، مُحَدِّث. وكأَميرٍ: صَريفُ بنُ ذُؤالِ بن شَبْوَةَ،) أَبو قَبيلَةٍ من عَكٍّ باليَمَن، مِنْهُم فُقَهاءُ بني جَعْمانَ أَهْلُ محَلِّ الأَعْوَص، لَهُم رياسَةُ العلْمِ باليَمَن. واصْطَرَفَ لِعِيَالِهِ: اكْتَسَبَ، وَهُوَ مَجاز.
المعجم: تاج العروس