المعجم العربي الجامع
تَحِيَّةٌ
المعنى: جذ.: (حيي) | (مص. حَيَّا). 1. "تَحِيَّةٌ صَادِقَةٌ، حَارَّةٌ أَخَوِيَّةٌ": سَلَامٌ. {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} (النساء: 86) (قرآن) • "إِلَيْكَ تَحِيَّاتِي الصَّادِقَةَ". 2. "قَدَّمَتِ الفِرْقَةُ العَسْكَرِيَّةُ تَحِيَّةَ العَلَمِ": أَيْ تَقْدِيمَ مَرَاسِمِ السَّلَامِ وَالاحْتِرَامِ. قَدَّمَ الضُّبَّاطُ التَّحِيَّةَ العَسْكَرِيَّةَ لِلْقَائِدِ الأَعْلَى". 3. "أُقِيمَتْ حَفْلَةُ التَّأْبِينِ تَحِيَّةً لِذِكْرَاهُ": تَذْكَارًا لَهُ.
صيغة الجمع: ات، تَحَايَا
المعجم: معجم الغني تحيَّة [مفرد]
المعنى: ج تحيّات (لغير المصدر) وتَحايا (لغير المصدر): 1- مصدر حيَّا. 2- سلامُ، إكرامُ، إحسان "التحيّات لله: الملك لله - بلِّغ فلانًا تحيّاتي- {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} تحيَّات واحترامات: تعابير مُؤَدَّبة للاحترام والتقدير - تحيّة لذكراه: إحياءً لها وإكرامًا.
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة حَيِيَ
المعنى: ـَ حَيَاةً، وحَيَواناً: كان ذا نَمَاء. ويقال: حَيَّ يحيا فهو حَيّ. وـ القوم: حسنت حالتهم. وـ الطريق: استبان. وـ من القبيح حياء: انقبضت نفسُه. وـ من الرجل احتشم. فهو حَيِيٌّ.؛(أَحْيا) القومُ: أخصبوا. وـ حسنت حال مواشيهم. وـ الناقة: حيي ولدُها. فهي مُحيٍ ومُحْيِيَةٌ: لا يكاد يموت لها ولد. وـ اللهُ فلاناً: جعله حيًّا. وـ الله الأرضَ: أخرج فيها النباتَ. وفي التنزيل العزيز: (فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا). وـ الرائدُ الأرضَ: وجَدَها خِصبة غضَّةَ النبات. وـ فلانٌ الليل: ترك النوم فيه وصَرَفه في العبادة.؛(حَيَّاهُ) اللهُ: أبقاه. ويقال: حَيَّاكَ الله وبَيَّاك: (إتباع). وـ اللهُ القومَ بِحَيًا: أغاثَهم به. وـ فلانٌ فلاناً: دعا له بالحياة. وـ سلَّم عليه. ويقال: حَيَّا الخمسين: دنا منها.؛(حايا) القومُ بعضهم بعضاً: حيَّا بعضُهم بعضاً. وـ النارَ بالنفْخ: أحياها. وـ الصبيَّ: غذَّاه. وـ فلاناً: بعث فيه الحياة.؛(تَحايا) القومُ: حيَّا بعضُهم بعضاً.؛(تَحيَّا) منه: انْقَبض وانزوى.؛(اسْتَحْيَا) الأسيرَ: تركه حيًّا فلم يَقْتُله. وفي التنزيل العزيز: (يُذَبِّحُوْنَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ). وـ فلانٌ فلاناً: خجل منه. ويقال: اسْتَحيا منه واسْتَحاه، واسْتَحى منه.؛(التَّحيَّةُ): السَّلام.؛(الحَيَا): الخِصْب. وـ المطر.؛(الحَيَاءُ): الاحْتِشام. وـ من ذوات الخُفِّ والظِّلْف: فَرجُها.؛(الحَياةُ): النّموّ والبقاء. وـ المنفعة. وـ (في علم الأحياء): مجموع ما يُشاهد في الحيوانات والنباتات من مميزات تفرق بينها وبين الجمادات، مثل التَّغذية والنموّ والتّناسل ونحو ذلك. (مج).؛(الحَايي): صَاحبُ الحيَّات.؛(الحَيوانُ): الحياة.؛(حَيَّ): حَيَّ على كذا وإلى كذا: أقْبِلْ وعَجِّلْ. ومنه: حَيَّ على الصلاة، وحَيَّهَلْ، وحَيَّهَلاَ، وحَيَّهَلاً.
المعجم: الوسيط حيي
المعنى: أحياه الله فحي وحي، وحيوا بخير وحيوا، وهو حي من الأحياء. ولا حي علي ينفعني أي لا أحد، وما بالدار حيّ. وناقة محي ومحيية: لا يموت لها ولد، خلاف مميت ومميتة. واستحييت أسيري: تركته حياً. وفي الحديث: "اقتلوا المشركين واستحيوا شرخهم". ومررت بحي من أحياء العرب. وحياء الله، وأكرمك الله بتحيته وبتحاياه. وبي شوق إلى محياك. وتحايا القوم، وحايا بعضهم بعضاً. وحكم المكاتبة حكم المحاياة. وحييت منه أحيا حياء، واستحييته، واستحييت منه، واستحيت، وأنا أستحي منه، وهو رجل حيي، وهو أحيى من مخدرة. قالت ليلى: وأحيـى حيـاء من فتاة حيية وأشـجع مـن ليث بخفان خادر وحيّ على الغداء: أقبل وعجل. قال ابن أحمر: أنشـأت أسـله ما بال رفقته فقال حيّ فإن الركب قد ذهبا وأرض محياة ومحواة: كثرة الحيات. ومن المجاز: أتيت الأرض فأحييتها أي وجدتها حية النبات مخصبة. ووقع في الأرض الحيا وهو المطر، وأحيا القوم: أخصبوا، وحييت أرضهم، وأحيا أرضاً ميتة. وأحييت النار وحاييتها: نفخت فيها حتى تحيا، وطلبت حياة النار بالنفخ. قال: حيـــاة النــار للمتنــور ويقول الرجل لصاحبه: كيف الحي، كما يقول كيف الهل، يريد امرأته. وسترت حياءها. وهو حيّة الوادي: للحامي حوزته، وهم حيات الأرض: لدواهيها وفرسانها، وهو حية ذكر: للشهم. ورأسه رأس حية: للذكي المتوقد، وأكلت حياتنا حياتكم إذا قتلت فرسانهم فرسانهم. وسقاك الله دم الحيات أي أهلكك. وقال أبو النجم يصف نهراً: إذا أرادوا رفعهـن انفجـرا بـذي حبـاب يستحي أن يسكرا أي لا يقدر على سكره بالحجارة يمتنع من ذلك.
المعجم: أساس البلاغة أبي
المعنى: الإِباءُ، بالكسر: مصدر قولك أَبى فلان يأْبى، بالفتح فيهما مع خلوه من حُروف الحَلْق، وهو شاذ، أَي امتنع؛ أَنشد ابن بري لبشر بن أَبي خازم: يَــــراه النــــاسُ أَخضــــَر مِـــنْ بَعيـــد، وتَمْنعُـــــــه المَـــــــرارةُ والإِبـــــــاءُ فهو آبٍ وأَبيٌّ وأَبَيانٌ، بالتحريك؛ قال أَبو المجشِّر، جاهليّ: وقَبْلــــك مـــا هـــابَ الرِّجـــالُ ظُلامَتِيـــ، وفَقَّـــــأْتُ عَيْـــــنَ الأَشـــــْوَسِ الأَبَيـــــانِ أَبى الشيءَ يَأْباه إِباءً وإِباءَةً: كَرِهَه. قال يعقوب: أَبى يَأْبى نادر، وقال سيبويه: شبَّهوا الأَلف بالهمزة في قَرَأَ يَقْرَأُ. وقال مرَّة: أَبى يَأْبى ضارَعُوا به حَسِب يَحْسِبُ، فتحوا كما كسروا، قال: وقالوا يِئْبى، وهو شاذ من وجهين: أَحدهما أَنه فعَل يَفْعَل، وما كان على فَعَل لم يكسَر أَوله في المضارع، فكسروا هذا لأَن مضارعه مُشاكِل لمضارع فَعِل، فكما كُسِرَ أَوّل مضارع فَعِل في جميع اللغات إِلاَّ في لغة أَهل الحجاز كذلك كسروا يَفْعَل هنا، والوجه الثاني من الشذوذ أَنهم تجوّزوا الكسر في الياء من يِئْبَى، ولا يُكْسَر البتَّة إِلا في نحو ييجَل، واسْتَجازوا هذا الشذوذَ في ياء يِئْبى لأَن الشذوذ قد كثر في هذه الكلمة.قال ابن جني: وقد قالوا أَبى يَأْبى؛ أَنشد أَبو زيد: يــــا إِبِلــــي مــــا ذامُــــهُ فَتـــأْبِيَهْ، مــــــــاءٌ رَواءٌ ونَصــــــــِيٌّ حَـــــــوْلِيَهْ جاء به على وجه القياس كأَتى يأْتي. قال ابن بري: وقد كُسِر أَول المضارع فقيل تِيبى؛ وأَنشد: مــــــــاءٌ رَواءٌ ونَصـــــــِيٌّ حَـــــــوْلِيَهْ، هــــــذا بأَفْواهِـــــك حـــــتى تِيبِيَـــــهْ قال الفراء: لم يجئ عن العرب حَرْف على فَعَل يَفْعَل، مفتوح العين في الماضي والغابر، إِلاَّ وثانيه أَو ثالثه أَحد حروف الحَلْق غير أَبى يأْبى، فإِنه جاء نادراً، قال: وزاد أَبو عمرو رَكَنَ يَرْكَن، وخالفه الفراء فقال: إِنما يقال رَكَن يَرْكُن ورَكِن يَرْكَن. وقال أَحمد بن يحيى: لم يسمع من العرب فَعَل يَفْعَل ممّا لبس عينه ولامُه من حُروف الحَلْق إِلا أَبى يَأْبى، وقَلاه يَقْلاه، وغَشى يَغْشى، وشَجا يَشْجى، وزاد المبرّد: جَبى يَجْبى، قال أَبو منصور: وهذه الأَحرف أَكثر العرب فيها، إذا تَنَغَّم، على قَلا يَقْلي، وغَشِيَ يَغْشى، وشَجاه يَشْجُوه، وشَجيَ يَشْجى، وجَبا يَجْبي. ورجل أَبيٌّ: ذو إِباءٍ شديد إذا كان ممتنعاً. ورجل أَبَيانٌ: ذو إِباءٍ شديد. ويقال: تَأَبَّى عليه تَأَبِّياً إذا امتنع عليه. ورجل أَبَّاء إذا أَبى أَن يُضامَ. ويقال: أَخذه أُباءٌ إذا كان يَأْبى الطعام فلا يَشْتهيه. وفي الحديث كلُّكم في الجنة إِلا مَنْ أَبى وشَرَدَ أَي إِلاَّ من ترك طاعة الله التي يستوجب بها الجنة، لأَن من ترك التسبُّب إِلى شيء لا يوجد بغيره فقد أَباهُ. والإِباءُ: أَشدُّ الامتناع. وفي حديث أَبي هريرة: ينزل المهدي فيبقى في الأَرض أَربعين، فقيل: أَربعين سنة؟ فقال: أَبَيْتَ، فقيل: شهراً؟ فقال: أَبَيْتَ، فقيل: يوماً؟ فقال: أَبَيْتَ أَي أَبَيْتَ أَن تعرفه فإِنه غَيْب لم يَردِ الخَبرُ ببَيانه، وإِن روي أَبَيْتُ بالرفع فمعناه أَبَيْتُ أَن أَقول في الخبَر ما لم أَسمعه، وقد جاء عنه مثله في حديث العَدْوى والطِّيَرَةِ؛ وأَبى فلان الماءَ وآبَيْتُه الماءَ. قال ابن سيده: قال الفارسي أَبى زيد من شرب الماء وآبَيْتُه إِباءَةً؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّةٌ: قَـــدْ أُوبِيَـــتْ كـــلَّ مـــاءٍ فهْــي صــادِيةٌ، مَهْمـــا تُصـــِبْ أُفُقـــاً مـــن بـــارقٍ تَشــِمِ والآبِيةُ: التي تَعافُ الماء، وهي أَيضاً التي لا تريد العَشاء. وفي المَثَل: العاشِيةُ تُهَيِّجُ الآبية أَي إذا رأَت الآبيةُ الإِبِلَ العَواشي تَبِعَتْها فَرعَتْ معها. وماءٌ مأْباةٌ: تَأْباهُ الإِبلُ. وأَخذهُ أُباءٌ من الطَّعام أَي كَراهِية له، جاؤوا به على فُعال لأَنه كالدَّاء، والأَدْواء ممَّا يغلِب عليها فُعال، قال الجوهري: يقال أَخذه أُباءٌ، على فُعال، إذا جعل يأْبى الطعامَ. ورجلٌ آبٍ من قومٍ آبينَ وأُباةٍ وأُبِيٍّ وأُبَّاء، ورجل أَبيٌّ من قوم أَبِيِّينَ؛ قال ذو الإِصْبَعِ العَدْوانيُّ: إِنـــــي أَبيٌّـــــ، أَبـــــيٌّ ذو مُحافَظــــةٍ، وابــــنُ أَبيٍّــــ، أَبــــيٍّ مــــن أَبِيِّيــــنِ شبَّه نون الجمع بنون الأَصل فَجَرَّها. والأَبِيَّة من الإِبل: التي ضُرِبت فلم تَلْقَح كأَنها أَبَتِ اللَّقاح. وأَبَيْتَ اللَّعْنَ: من تحيَّات المُلوك في الجاهلية، كانت العرب يُحَيِّي أَحدُهم المَلِك يقول أَبَيْتَ اللَّعْنَ. وفي حديث ابن ذي يَزَن: قال له عبدُ المطَّلب لما دَخل عليه أَبَيْتَ اللَّعْن؛ هذه من تَحايا الملوك في الجاهلية والدعاء لهم، معناه أَبَيْتَ أَن تأْتي من الأُمور ما تُلْعَنُ عليه وتُذَمُّ بسببه.وأَبِيتُ من الطعام واللَّبَنِ إِبىً: انْتَهيت عنه من غير شِبَع. ورجل أَبَيانٌ: يأْبى الطعامَ، وقيل: هو الذي يأْبى الدَّنِيَّة، والجمع إِبْيان؛ عن كراع. وقال بعضهم: آبى الماءُ أَي امتَنَع فلا تستطيع أَن تنزِل فيه إِلاَّ بتَغْرير، وإِن نَزل في الرَّكِيَّة ماتِحٌ فأَسِنَ فقد غَرَّر بنفسه أَي خاطَرَ بها.وأُوبيَ الفَصِيلُ يُوبى إِيباءً، وهو فَصِيلٌ مُوبىً إذا سَنِقَ لامتلائه. وأُوبيَ الفَصِيلُ عن لبن أُمه أَي اتَّخَم عنه لا يَرْضَعها.وأَبيَ الفَصِيل أَبىً وأُبيَ: سَنِقَ من اللَّبَن وأَخذه أُباءٌ. أَبو عمرو: الأَبيُّ الفاس من الإِبل والأَبيُّ المُمْتَنِعةُ من العَلَف لسَنَقها، والمُمْتَنِعة من الفَحل لقلَّة هَدَمِها.والأُباءُ: داءٌ يأْخذ العَنْزَ والضَّأْنَ في رؤوسها من أَن تشُمَّ أَبوال الماعِزَةِ الجَبَليَّة، وهي الأَرْوَى، أَو تَشْرَبَها أَو تَطأَها فَترِمَ رُؤوسها ويأْخُذَها من ذلك صُداع ولا يَكاد يَبْرأُ. قال أَبو حنيفة: الأُباءُ عَرَض يَعْرِض للعُشْب من أَبوال الأَرْوَى، فإِذا رَعَته المَعَز خاصَّة قَتَلَها، وكذلك إِن بالتْ في الماء فشرِبتْ منه المَعز هلَكت. قال أَبو زيد: يقال أَبيَ التَّيْسُ وهو يَأْبَى أَبىً، مَنْقوص، وتَيْس آبَى بَيّن الأَبَى إذا شَمَّ بَوْلَ الأَرْوَى فمرض منه. وعنز أَبْواءُ في تُيوس أُبْوٍ وأَعْنُزٍ أُبْوٍ: وذلك أَن يَشُمَّ التَّيْس من المِعْزى الأَهليَّة بَوْلَ الأُرْوِيَّة في مَواطنها فيأْخذه من ذلك داء في رأْسه ونُفَّاخ فَيَرِم رَأْسه ويقتُله الدَّاء، فلا يكاد يُقْدَر على أَكل لحمه من مَرارته، وربَّما إِيبَتِ الضأْنُ من ذلك، غير أَنه قَلَّما يكون ذلك في الضأْن؛ وقال ابن أَحْمر لراعي غنم له أَصابها الأُباء: فقلــــتُ لِكَنَّـــازٍ: تَـــدَكَّلْ فـــإِنه أُبىًـــ، لا أَظـــــنُّ الضـــــأْنَ منـــــه نَواجِيـــــا فَمـــا لَـــكِ مـــن أَرْوَى تَعــادَيْتِ بِــالعَمَى، ولاقَيْـــــــتِ كَلاَّبـــــــاً مُطِلاًّ ورامِيـــــــا لا أَظنُّ الضأْن منه نَواجِيا أَي من شدَّته، وذلك أَن الضَّأْن لا يضرُّها الأُباء أَن يَقْتُلَها. تيس أَبٍ وآبَى وعَنْزٌ أَبِيةٌ وأَبْواء، وقد أَبِيَ أَبىً. أَبو زياد الكلابي والأَحمر: قد أَخذ الغنم الأُبَى، مقصور، وهو أَن تشرَب أَبوال الأَرْوَى فيصيبها منه داء؛ قال أَبو منصور: قوله تشرَب أَبوال الأَرْوَى خطأ، إِنما هو تَشُمّ كما قلنا، قال: وكذلك سمعت العرب. أَبو الهيثم: إذا شَمَّت الماعِزة السُّهْلِيَّة بَوْلَ الماعِزة الجَبَلِيَّة، وهي الأُرْوِيَّة، أَخذها الصُّداع فلا تكاد تَبْرأُ، فيقال: قد أَبِيَتْ تَأْبَى أَبىً. وفصيلٌ مُوبىً: وهو الذي يَسْنَق حتى لا يَرْضَع، والدَّقَى البَشَمُ من كثرة الرَّضْع. أُخِذَ البعيرُ أَخَذاً وهو كهيئة الجُنون، وكذلك الشاةُ تَأْخَذُ أَخَذاً. والأَبَى: من قولك أَخذه أُبىً إذا أَبِيَ أَن يأْكل الطعام، كذلك لا يَشتهي العَلَف ولا يَتَناولُه.والأَباءَةُ: البَرديَّة، وقيل: الأَجَمَة، وقيل: هي من الحَلْفاء خاصَّة. قال ابن جني: كان أَبو بكر يشتقُّ الأَباءَةَ من أَبَيْت، وذلك أَن الأَجمة تَمْتَنع وتَأْبَى على سالِكها، فأَصْلُها عنده أَبايَةٌ، ثم عمل فيها ما عُمِل في عَبايَة وصلايَةٍ وعَظايةٍ حتى صِرْن عَباءةً وصَلاءةً، في قول من همز، ومن لم يهمز أَخرجهنَّ على أُصولهنَّ، وهو القياس القوي.قال أَبو الحسن: وكما قيل لها أَجَمَة من قولهم أَجِم الطعامَ كَرِهَه.والأَباءُ، بالفتح والمدّ: القَصَب، ويقال: هو أَجَمةُ الحَلْفاءِ والقَصَب خاصَّة؛ قال كعب بن مالك الأَنصاريّ يوم حفر الخَنْدَق: مَـــــنْ ســــَرَّه ضــــَرْبٌ يُرَعْبِــــلُ بعضــــُه بعضــــاً، كَمَعْمَعَــــةِ الأَبــــاءِ المُحْرَقِــــ، فَلْيـــــأْتِ مأْســـــَدةً تُســـــَنُّ ســــُيوفُها، بيـــن المَـــذادِ، وبيـــن جَـــزْعِ الخَنْـــدَقِ واحدته أَباءةٌ. والأَباءةُ: القِطْعة من القَصب. وقَلِيبٌ لا يُؤْبَى؛ عن ابن الأَعرابي، أَي لا يُنْزَح، ولا يقال يُوبى. ابن السكيت: يقال فلانٌ بَحْر لا يُؤْبَى، وكذلك كَلأٌ لا يُؤْبَى أَي لا ينْقَطِع من كثرته؛ وقال اللحياني: ماءٌ مُؤْبٍ قليل، وحكي: عندنا ماء ما يُؤْبَى أَي ما يَقِلُّ. وقال مرَّة: ماء مُؤْبٍ، ولم يفسِّره؛ قال ابن سيده: فلا أَدْرِي أَعَنَى به القليل أَم هو مُفْعَلٌ من قولك أَبَيْتُ الماء. التهذيب: ابن الأَعرابي يقال للماء إذا انقطع ماء مُؤْبىً، ويقال: عنده دَراهِمُ لا تُؤْبَى أَي لا تَنْقَطع. أَبو عمرو: آبَى أَي نَقَص؛ رواه عن المفضَّل؛ وأَنشد: ومـــا جُنِّبَـــتْ خَيْلِيـــ، ولكِـــنْ وزَعْتُهـــا، تُســــَرّ بهــــا يومــــاً فـــآبَى قَتالُهـــا قال: نَقَص، ورواه أَبو نصر عن الأَصمعي: فأَبَّى قَتالُها.والأَبُ: أَصله أَبَوٌ، بالتحريك، لأَن جمعه آباءٌ مثل قَفاً وأَقفاء، ورَحىً وأَرْحاء، فالذاهب منه واوٌ لأَنك تقول في التثنية أَبَوانِ، وبعض العرب يقول أَبانِ على النَّقْص، وفي الإِضافة أَبَيْكَ، وإِذا جمعت بالواو والنون قلت أَبُونَ، وكذلك أَخُونَ وحَمُون وهَنُونَ؛ قال الشاعر: فلمــــــــا تَعَرَّفْــــــــنَ أَصـــــــْواتَنا، بَكَيْــــــــن وفَـــــــدَّيْنَنا بالأَبِينـــــــا قال: وعلى هذا قرأَ بعضهم: إلَه أَبيكَ إِبراهيمَ وإِسمعيلَ وإِسحَق؛ يريدُ جمع أَبٍ أَي أَبِينَكَ، فحذف النون للإِضافة؛ قال ابن بري: شاهد قولهم أَبانِ في تثنية أَبٍ قول تُكْتَمَ بنت الغَوْثِ: باعَــــــدَني عـــــن شـــــَتْمِكُمْ أَبـــــانِ، عـــــن كُـــــلِّ مـــــا عَيْــــبٍ مُهَــــذَّبانِ وقال آخر: فلِـــــمْ أَذْمُمْـــــكَ فَــــا حَمِــــرٍ لأَنــــي رَأَيــــتُ أَبَيْــــكَ لــــمْ يَزِنــــا زِبـــالا وقالت الشَّنْباءُ بنت زيد بن عُمارةَ: نِيــــــطَ بِحِقْـــــوَيْ ماجِـــــدِ الأَبَيْنِـــــ، مــــن مَعْشــــَرٍ صــــِيغُوا مــــن اللُّجَيْـــنِ وقال الفَرَزْدق: يـــــــــا خَلِيلَـــــــــيَّ اســــــــْقِياني أَرْبَعـــــــــاً بعـــــــــد اثْنَتَيْــــــــنِ مِــنْ شــَرابٍ، كَــدَم الجَــو_فِ يُحِـرُّ الكُلْيَتَيْـنِ واصـْرِفا الكـأْسَ عـن الجـا_هِلِ، يَحْيـى بنِ حُضَيْنِ لا يَــــــــذُوق اليَــــــــوْمَ كأْســــــــاً، أَو يُفَــــــــــــــدَّى بــــــــــــــالأَبَيْنِ قال: وشاهد قولهم أَبُونَ في الجمع قول ناهِضٍ الكلابيّ: أَغَــــــرّ يُفَـــــرِّج الظَّلْمـــــاء عَنْهُـــــ، يُفَــــــــدَّى بــــــــالأَعُمِّ وبالأَبِينَـــــــا ومثله قول الآخر: كَرِيــــــم طـــــابتِ الأَعْـــــراقُ منهـــــ، يُفَــــــــدَّى بــــــــالأَعُمِّ وبالأَبِينَـــــــا وقال غَيْلانُ بن سَلَمَةَ الثَّقَفيّ: يَــــدَعْنَ نِســــاءكم فـــي الـــدارِ نُوحـــاً يُنَـــــــدِّمْنَ البُعولَـــــــةَ والأَبِينـــــــا وقال آخر: أَبُـــــونَ ثلاثـــــةٌ هَلَكُـــــوا جَمِيعـــــاً، فلا تَســـــــْأَمْ دُمُوعُـــــــكَ أَن تُراقــــــا والأَبَوانِ: الأَبُ والأُمُّ. ابن سيده: الأَبُ الوالد، والجمع أَبُونَ وآباءٌ وأُبُوٌّ وأُبُوَّةٌ؛ عن اللحياني؛ وأَنشد للقَنانيِّ يمدح الكسائي: أَبــــى الـــذَّمُّ أَخْلاقَ الكِســـائيِّ، وانْتَمـــى لـــه الـــذِّرْوة العُلْيـــا الأُبُــوُّ الســَّوابِقُ والأَبا: لغة في الأَبِ، وُفِّرَتْ حُروفُه ولم تحذَف لامُه كما حذفت في الأَب. يقال: هذا أَباً ورأَيت أَباً ومررت بأَباً، كما تقول: هذا قَفاً ورأَيت قَفاً ومررت بقَفاً، وروي عن محمد بن الحسن عن أَحمد ابن يحيى قال: يقال هذا أَبوك وهذا أَباك وهذا أَبُكَ؛ قال الشاعر: ســـــِوَى أَبِـــــكَ الأَدْنىــــ، وأَنَّ محمَّــــداً عَلا كـــلَّ عـــالٍ، يـــا ابـــنَ عَـــمِّ محمَّــدِ فَمَنْ قال هذا أَبُوك أَو أَباكَ فتثنيتُه أَبَوان، ومَنْ قال هذا أَبُكَ فتثنيته أَبانِ على اللفظ، وأَبَوان على الأَصل. ويقال: هُما أَبواه لأَبيه وأُمِّه، وجائز في الشعر: هُما أَباهُ، وكذلك رأَيت أَبَيْهِ، واللغة العالية رأَيت أَبَوَيه. قال: ويجوز أَن يجمع الأَبُ بالنُّونِ فيقال:هؤلاء أَبُونَكُمْ أَي آباؤكم، وهم الأَبُونَ. قال أَبو منصور: والكلام الجيِّد في جمع الأَبِ هؤلاء الآباءُ، بالمد. ومن العرب مَن يقول:أُبُوَّتُنا أَكرم الآباء، يجمعون الأَب على فُعولةٍ كما يقولون هؤلاء عُمُومَتُنا وخُؤولَتُنا؛ قال الشاعر فيمن جمع الأَبَ أَبِين: أَقْبَــــلَ يَهْـــوي مِـــنْ دُوَيْـــن الطِّرْبـــالْ، وهْـــــوَ يُفَـــــدَّى بـــــالأَبِينَ والخـــــالْ وفي حديث الأَعرابي الذي جاء يَسأَل عن شرائع الإِسْلام: فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: أَفْلَح وأَبيه إِن صدَق؛ قال ابن الأَثير: هذه كلمة جارية على أَلْسُن العرب تستعملها كثيراً في خِطابها وتُريد بها التأْكيد، وقد نهى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، أَن يحلِف الرجلُ بأَبيهِ فيحتمل أَن يكون هذا القولُ قبل النهي، ويحتمل أَن يكون جَرى منه على عادة الكلام الجاري على الأَلْسُن، ولا يقصد به القَسَم كاليمين المعفوِّ عنها من قَبيل اللَّغْوِ، أَو أَراد به توكيدَ الكلام لا اليمين، فإِن هذه اللفظة تَجري في كلام العرب على ضَرْبَيْن: التعظيم وهو المراد بالقَسَم المنهِيِّ عنه، والتوكيد كقول الشاعر: لَعَمْـــرُ أَبـــي الواشــِينَ، لا عَمْــرُ غيرهِمْــ، لقـــــد كَلَّفَتْنـــــي خُطَّـــــةً لا أُريــــدُها فهذا تَوْكيد لا قَسَم لأَنه لا يَقْصِد أَن يَحْلِف بأَبي الواشين، وهو في كلامهم كثير؛ وقوله أَنشده أَبو علي عن أَبي الحسن: تَقُـــولُ ابْنَـــتي لمَّـــا رَأَتْنـــي شـــاحباً: كأَنَّــــك فِينــــا يــــا أَبــــاتَ غَرِيــــبُ قال ابن جني: فهذا تأْنيثُ الآباء، وسَمَّى اللهُ عز وجل العَمَّ أَباً في قوله: قالُوا نَعْبُد إِلَهك وإِلَه آبائِك إِبراهيمَ وإِسْمَعِيل وَإِسْحَق. وأَبَوْتَ وأَبَيْت: صِرْت أَباً. وأَبَوْتُه إِباوَةً: صِرْتُ له أَباً؛ قال بَخْدَج: اطْلُــــب أَبــــا نَخْلَــــة مَـــنْ يأْبُوكـــا، فقــــد ســــَأَلنا عَنْــــكَ مَــــنْ يَعْزُوكـــا إلــــــى أَبٍــــــ، فكلُّهـــــم يَنْفِيكـــــا التهذيب: ابن السكيت أَبَوْتُ الرجُل أَأْبُوه إذا كنتَ له أَباً.ويقال: ما له أَبٌ يأْبُوه أَي يَغْذوه ويُرَبِّيه، والنِّسْبةُ إِليه أَبَويّ. أَبو عبيد: تَأَبَّيْت أَباً أَي اتخذْتُ أَباً وتَأَمَّيْت أُمَّة وتَعَمَّمْت عَمّاً. ابن الأَعرابي: فلان يأْبوك أَي يكون لك أَباً؛ وأَنشد لشريك بن حَيَّان العَنْبَري يَهْجو أَبا نُخَيلة: يـــــا أَيُّهَـــــذا المـــــدَّعي شـــــريكا، بَيِّـــــنْ لَنـــــا وحَــــلِّ عــــن أَبِيكــــا إِذا انْتَفـــــى أَو شــــَكّ حَــــزْنٌ فِيكــــا، وَقَــــدْ ســــَأَلْنا عنــــك مَــــنْ يَعْزُوكـــا إِلــــــى أَبٍـــــ، فكلُّهـــــم يَنْفِيكـــــا، فــــاطْلُب أَبــــا نَخْلـــة مَـــنْ يَأْبُوكـــا، وادَّعِ فــــــــي فَصـــــــِيلَةٍ تُؤْوِيكـــــــا قال ابن بري: وعلى هذا ينبغي أَن يُحْمَل بيت الشريف الرضي: تُزْهى عَلى مَلِك النِّسا_ءِ، فلَيْتَ شِعْري، مَنْ أَباها؟ أَي مَن كان أَباها. قال: ويجوز أَن يريد أَبَوَيْها فَبناه على لُغَة مَنْ يقول أَبانِ وأَبُونَ. الليث: يقال فُلان يَأْبُو هذا اليَتِيمَ إِباوةً أَي يَغْذُوه كما يَغْذُو الوالدُ ولَده. وبَيْني وبين فلان أُبُوَّة، والأُبُوَّة أَيضاً: الآباءُ مثل العُمومةِ والخُؤولةِ؛ وكان الأَصمعي يروي قِيلَ أَبي ذؤيب: لـــو كـــانَ مِدْحَـــةُ حَـــيٍّ أَنْشــَرَتْ أَحَــداً، أَحْيـــــا أُبُوّتَـــــكَ الشـــــُّمَّ الأَماديــــحُ وغيره يَرْويه: أَحْيــــا أَبـــاكُنَّ يـــا ليلـــى الأَماديـــحُ قال ابن بري: ومثله قول لبيد: وأَنْبُــــشُ مِــــن تحــــتِ القُبُـــورِ أُبُـــوَّةً كِرامـــاً، هُـــمُ شـــَدُّوا عَلـــيَّ التَّمائمـــا قال وقال الكُمَيت: نُعَلِّمُهُــــــمْ بهــــــا مـــــا عَلَّمَتْنـــــا أُبُوَّتُنـــــــا جَـــــــواري، أَوْ صــــــُفُونا وتَأَبَّاه: اتَّخَذه أَباً، والاسم الأُبُوَّة؛ وأَنشد ابن بري لشاعر: أَيُوعِــــدُني الحجَّـــاج، والحَـــزْنُ بينَنـــا، وقَبْلَـــك لـــم يَســـْطِعْ لِــيَ القَتْــلَ مُصــْعَبُ تَهَــــدَّدْ رُوَيْــــداً، لا أَرى لَــــكَ طاعَــــةً، ولا أَنــــت ممَّــــا ســــاء وَجْهَـــك مُعْتَـــبُ فــــإِنَّكُمُ والمُلْكـــ، يـــا أَهْـــلَ أَيْلَـــةٍ، لَكالمُتـــــأَبِّي، وهْـــــو ليــــس لــــه أَبُ وما كنتَ أَباً ولقد أَبَوْتَ أُبُوَّةً، وقيل: ما كنتَ أَباً ولقد أَبَيْتَ، وما كنتِ أُمّاً ولقد أَمِمْت أُمُومةً، وما كنتَ أَخاً ولقد أَخَيْتَ ولقد أَخَوْتَ، وما كنتِ أُمَّةً ولقد أَمَوْتِ. ويقال: اسْتَئِبَّ أَبّاً واسْتأْبِبْ أَبّاً وتَأَبَّ أَبّاً واسْتَئِمَّ أُمّاً واسْتأْمِمْ أُمّاً وتأَمَّمْ أُمّاً. قال أَبو منصور: وإِنما شدِّد الأَبُ والفعلُ منه، وهو في الأَصل غيرُ مشدَّد، لأَن الأَبَ أَصله أَبَوٌ، فزادوا بدل الواو باءً كما قالوا قِنٌّ للعبد، وأَصله قِنْيٌ، ومن العرب من قال لليَدِ يَدّ، فشدَّد الدال لأَن أَصله يَدْيٌ. وفي حديث أُم عطية: كانت إذا ذكَرَتْ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قالت بِأَباهُ؛ قال ابن الأَثير:أَصله بأَبي هو. يقال: بَأْبَأْتُ الصَّبيَّ إذا قلتَ له بأَبي أَنت وأُمِّي، فلما سكنت الياء قلبت أَلفاً كما قيل في يا وَيْلتي يا ويلتا، وفيها ثلاث لغات: بهمزة مفتوحة بين الباءين، وبقلب الهمزة ياء مفتوحة، وبإِبدال الياء الأَخيرة أَلفاً، وهي هذه والباء الأُولى في بأَبي أَنت وأُمِّي متعلقة بمحذوف، قيل: هو اسم فيكون ما بعده مرفوعاً تقديره أَنت مَفْدِيٌّ بأَبي وأُمِّي، وقيل: هو فعل وما بعده منصوب أَي فَدَيْتُك بأَبي وأُمِّي، وحذف هذا المقدَّر تخفيفاً لكثرة الاستعمال وعِلْم المُخاطب به.الجوهري: وقولهم يا أَبَةِ افعلْ، يجعلون علامةَ التأْنيث عِوَضاً من ياء الإِضافة، كقولهم في الأُمِّ يا أُمَّةِ، وتقِف عليها بالهاء إِلا في القرآن العزيز فإِنك تقف عليها بالتاء اتِّباعاً للكتاب، وقد يقف بعضُ العرب على هاء التأْنيث بالتاء فيقولون: يا طَلْحَتْ، وإِنما لم تسْقُط التاء في الوصْل من الأَب، يعني في قوله يا أَبَةِ افْعَل، وسَقَطتْ من الأُمِّ إذا قلتَ يا أُمَّ أَقْبِلي، لأَن الأَبَ لمَّا كان على حرفين كان كأَنه قد أُخِلَّ به، فصارت الهاءُ لازمةً وصارت الياءُ كأَنها بعدها. قال ابن بري: أُمّ مُنادَى مُرَخَّم، حذفت منه التاء، قال: وليس في كلام العرب مضاف رُخِّم في النِّداء غير أُمّ، كما أَنه لم يُرَخَّم نكرة غير صاحِب في قولهم يا صاحِ، وقالوا في النداء يا أَبةِ، ولَزِموا الحَذْف والعِوَض، قال سيبويه: وسأَلت الخليلَ، رحمه الله، عن قولهم يا أَبةَ ويا أَبَةِ لا تفعَل ويا أَبَتاه ويا أُمَّتاه، فزعم أَن هذه الهاء مثلُ الهاء في عَمَّة وخالةٍ، قال: ويدلُّك على أَن الهاء بمنزلة الهاء في عَمَّة وخالةٍ أَنك تقول في الوَقْف يا أَبَهْ، كما تقول يا خالَهْ، وتقول يا أَبتاهْ كما تقول يا خالَتاهْ، قال: وإنما يلزمون هذه الهاء في النِّداء إذا أَضَفْت إِلى نفسِك خاصَّة، كأَنهم جعلوها عوَضاً من حذف الياء، قال: وأَرادوا أَن لا يُخِلُّوا بالاسم حين اجتمع فيه حذف النِّداء، وأَنهم لا يَكادون يقولون يا أَباهُ، وصار هذا مُحْتَملاً عندهم لِمَا دخَل النِّداءَ من الحذف والتغييرِ، فأَرادوا أَن يُعَوِّضوا هذين الحرفين كما يقولون أَيْنُق، لمَّا حذفوا العين جعلوا الياء عِوَضاً، فلما أَلحقوا الهاء صيَّروها بمنزلة الهاء التي تلزَم الاسم في كل موضع، واختص النداء بذلك لكثرته في كلامهم كما اختصَّ بيا أَيُّها الرجل.وذهب أَبو عثمان المازني في قراءة من قرأَ يا أَبَةَ، بفتح التاء، إِلى أَنه أَراد يا أَبَتاهُ فحذف الأَلف؛ وقوله أَنشده يعقوب: تقـــولُ ابْنَـــتي لمَّـــا رأَتْ وَشــْكَ رِحْلَــتي: كأَنــــك فِينــــا، يــــا أَبـــاتَ، غَريـــبُ أَراد: يا أَبَتاهُ، فقدَّم الأَلف وأَخَّر التاء، وهو تأْنيث الأَبا، ذكره ابن سيده والجوهري؛ وقال ابن بري: الصحيح أَنه ردَّ لامَ الكلمة إِليها لضرورة الشعر كما ردَّ الآخر لامَ دَمٍ في قوله: فــــــإِذا هــــــي بِعِظــــــامٍ ودَمَــــــا وكما ردَّ الآخر إِلى يَدٍ لامَها في نحو قوله: إِلاَّ ذِراعَ البَكْــــــرِ أَو كــــــفَّ اليَـــــدَا وقوله أَنشده ثعلب: فقــــامَ أَبــــو ضــــَيْفٍ كَرِيمٌـــ، كـــأَنه، وقـــد جَـــدَّ مـــن حُســْنِ الفُكاهــة، مــازِحُ فسره فقال: إِنما قال أَبو ضَيْف لأَنه يَقْرِي الضِّيفان؛ وقال العُجَير السَّلُولي: تَرَكْنــا أَبــا الأَضــْياف فــي ليلــة الصــَّبا بمَــــرْوٍ، ومَــــرْدَى كـــل خَصـــْمٍ يُجـــادِلُهْ وقد يقلبون الياء أَلِفاً؛ قالت دُرْنَى بنت سَيَّار بن ضَبْرة تَرْثي أَخَوَيْها، ويقال هو لعَمْرة الخُثَيْمِيَّة: هُمــا أَخَــوا فــي الحَــرْب مَــنْ لا أَخـا لَهُـ، إِذا خـــــافَ يومــــاً نَبْــــوَةً فــــدَعاهُما وقــــد زعمـــوا أَنِّـــي جَزِعْـــت عليهمـــا؛ وهــــل جَـــزَعٌ إِن قلـــتُ وابِأَبـــا هُمـــا؟ تريد: وابأَبي هُما. قال ابن بري: ويروى وَابِيَباهُما، على إِبدال الهمزة ياء لانكسار ما قبلها، وموضع الجار والمجرور رفع على خبرهما؛ قال ويدلُّك على ذلك قول الآخر: يـــا بـــأَبي أَنـــتَ ويـــا فـــوق البِيَــبْ قال أَبو عليّ: الياء في بِيَب مُبْدَلة من هَمزة بدلاً لازماً، قال: وحكى أَبو زيد بَيَّبْت الرجلَ إذا قلت له بِأَبي، فهذا من البِيَبِ، قال:وأَنشده ابن السكيت يا بِيَبا؛ قال: وهو الصحيح ليوافق لفظُه لفظَ البِيَبِ لأَنه مشتق منه، قال: ورواه أَبو العلاء فيما حكاه عنه التِّبْرِيزي:ويا فوق البِئَبْ، بالهمز، قال: وهو مركَّب من قولهم بأَبي، فأَبقى الهمزة لذلك؛ قال ابن بري: فينبغي على قول من قال البِيَب أَن يقول يا بِيَبا، بالياء غير مهموز، وهذا البيت أَنشده الجاحظ مع أَبيات في كتاب البيان والتَّبْيين لآدم مولى بَلْعَنْبَر يقوله لابنٍ له؛ وهي: يـــا بِـــأَبي أَنتَـــ، ويــا فَــوق البِيَبْــ، يــــا بــــأَبي خُصــــْياك مـــن خُصـــىً وزُبْ أَنــــت المُحَبُّـــ، وكـــذا فِعْـــل المُحِبْـــ، جَنَّبَـــــكَ اللـــــهُ مَعـــــارِيضَ الوَصـــــَبْ حـــــتى تُفِيــــدَ وتُــــداوِي ذا الجَرَبْــــ، وذا الجُنـــــونِ مـــــن ســـــُعالٍ وكَلَــــبْ بالجَـــدْب حـــتى يَســـْتَقِيمَ فـــي الحَـــدَبْ، وتَحْمِـــلَ الشـــاعِرَ فـــي اليـــوم العَصـــِبْ علـــــى نَهـــــابيرَ كَــــثيراتِ التَّعَبْــــ، وإِن أَراد جَـــــــــــدِلاً صـــــــــــَعْبٌ أَرِبْ الأَرِبُ: العاقِلُ. خُصـــــومةً تَنْقُـــــبُ أَوســـــاطَ الرُّكَـــــبْ لأَنهـم كـانوا إذا تخاصـَموا جَثَـوْا على الرُّكَبِ. أَطْلَعْتَــــه مــــن رَتَــــبٍ إِلــــى رَتَبْــــ، حــــتى تـــرى الأَبصـــار أَمثـــال الشـــُّهُبْ يَرمــــي بهــــا أَشــــْوَسُ مِلحـــاحٌ كِلِبْـــ، مُجَــــــرّب الشـــــّكّات مَيْمُـــــونٌ مِـــــذَبْ وقال الفراء في قوله: يـــا بـــأَبي أَنـــتَ ويـــا فـــوق البِيَــبْ قال: جعلوا الكلمتين كالواحدة لكثرتها في الكلام، وقال: يا أَبةِ ويا أَبةَ لغتان، فَمن نصَب أَراد النُّدْبة فحذف. وحكى اللحياني عن الكسائي:ما يُدْرى له مَن أَبٌ وما أَبٌ أَي لا يُدْرى مَن أَبوه وما أَبوه.وقالوا: لابَ لك يريدون لا أَبَ لك، فحذفوا الهمزة البتَّة، ونظيره قولهم: وَيْلُمِّه، يريدون وَيْلَ أُمِّه. وقالوا: لا أَبا لَك؛ قال أَبو علي: فيه تقديران مختلفان لمعنيين مختلفين، وذلك أَن ثبات الأَلف في أَبا من لا أَبا لَك دليل الإِضافة، فهذا وجه، ووجه آخر أَن ثبات اللام وعمَل لا في هذا الاسم يوجب التنكير والفَصْلَ، فثَبات الأَلف دليلُ الإِضافة والتعريف، ووجودُ اللامِ دليلُ الفَصْل والتنكير، وهذان كما تَراهما مُتَدافِعان، والفرْق بينهما أَن قولهم لا أَبا لَك كلام جَرى مَجْرى المثل، وذلك أَنك إذا قلت هذا فإِنك لا تَنْفي في الحقيقة أَباهُ، وإِنما تُخْرِجُه مُخْرَج الدُّعاء عليه أَي أَنت عندي ممن يستحقُّ أَن يُدْعى عليه بفقد أَبيه؛ وأَنشد توكيداً لما أَراد من هذا المعنى قوله: ويــــترك أُخــــرى فَـــرْدَةً لا أَخـــا لَهـــا ولم يقل لا أُخْتَ لها، ولكن لمَّا جرى هذا الكلام على أَفواهِهم لا أَبا لَك ولا أَخا لَك قيل مع المؤنث على حد ما يكون عليه مع المذكر، فجرى هذا نحواً من قولهم لكل أَحد من ذكر وأُنثى أَو اثنين أَو جماعة:الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبن، على التأْنيث لأَنه كذا جرى أَوَّلَه، وإِذا كان الأَمر كذلك علم أَن قولهم لا أَبا لَك إِنما فيه تَفادي ظاهِره من اجتماع صُورَتي الفَصْلِ والوَصْلِ والتعريف والتنكير لفظاً لا معنى، ويؤكد عندك خروج هذا الكلام مخرج المثل كثرتُه في الشعر وأَنه يقال لمن له أَب ولمن لا أَبَ له، لأَنه إذا كان لا أَبَ له لم يجُزْ أَن يُدْعى عليه بما هو فيه لا مَحالة، أَلا ترى أَنك لا تقول للفقير أَفْقَرَه الله؟ فكما لا تقول لمن لا أَبَ له أَفقدك الله أَباك كذلك تعلم أَن قولهم لمن لا أَبَ له لا أَبا لَك لا حقيقة لمعناه مُطابِقة للفظه، وإِنما هي خارجة مَخْرَج المثل على ما فسره أَبو علي؛ قال عنترة: فـــاقْنَيْ حَيـــاءَك، لا أَبـــا لَكــ، واعْلَمــي أَنــــي امْـــرُؤٌ ســـأَمُوتُ، إِنْ لـــم أُقْتَـــلِ وقال المتَلَمِّس: أَلْــــقِ الصـــَّحيفةَ، لا أَبـــا لَكـــ، إِنـــه يُخْشــــى عليـــك مـــن الحِبـــاءِ النِّقْـــرِسُ ويدلُّك على أَن هذا ليس بحقيقة قول جرير: يـــا تَيْـــمُ تَيْـــمَ عَـــدِيٍّ، لا أَبــا لَكُمُــ، لا يَلْقَيَنَّكُـــــمُ فـــــي ســـــَوْءَةٍ عُمَـــــرُ، فهذا أقوى دليلٍ على أَن هذا القول مَثَلٌ لا حقيقة له، أَلا ترى أَنه لا يجوز أَن يكون للتَّيْم كلِّها أَبٌ واحد، ولكنكم كلكم أَهل للدُّعاء عليه والإِغلاظ له؟ ويقال: لا أَبَ لك ولا أَبا لَك، وهو مَدْح، وربما قالوا لا أَباكَ لأَن اللام كالمُقْحَمة؛ قال أَبو حيَّة النُّمَيْري: أَبِــــــالمَوْتِ الـــــذي لا بُـــــدَّ أَنـــــي مُلاقٍـــــــ، لا أَبـــــــاكِ، تُخَـــــــوِّفِيني؟ دَعــــــي مـــــاذا علِمْـــــتِ ســـــَأَتَّقِيهِ، ولكــــــــنْ بــــــــالمغيَّب نَبِّئِينـــــــي أَراد: تُخَوِّفِينني، فحذف النون الأَخيرة؛ قال ابن بري: ومثله ما أَنشده أَبو العباس المبرّد في الكامل: وقــــد مــــات شــــَمَّاخٌ ومــــات مُـــزَرِّدٌ، وأَيُّ كَريمٍـــــــ، لا أَبــــــاكِ، يُخَلَّــــــدُ؟ قال ابن بري: وشاهد لا أَبا لك قول الأَجْدَع: فـــــإِن أَثْقَـــــفْ عُمَيـــــراً لا أُقِلْهُـــــ، وإِن أَثْقَـــــفْ أَبـــــاه فلا أَبَــــا لَهْــــ، قال: وقال الأَبْرَشُ بَحْزَج بن حسَّان يَهجُو أَبا نُخَيلة: إِنْ أَبـــا نَخْلَـــة عَبْـــدٌ مـــا لَــهُ جُــولٌ، إِذا مـــــــا التَمَســـــــوا أَجْــــــوالَهُ، يَــــــدْعو إِلـــــى أُمٍّ ولا أَبـــــا لَـــــهُ وقال الأَعْور بن بَراء: فمَــــن مُبْلِـــغٌ عنِّـــي كُرَيْـــزاً وناشـــِئاً، بِـــذاتِ الغَضـــى، أَن لا أَبــا لَكُمــا بِيــا؟ وقال زُفَر بن الحرث يَعْتذْر من هَزيمة انْهَزَمها: أَرِينــــي ســـِلاحي، لا أَبـــا لَكِـــ، إِنَّنـــي أَرى الحَـــــرْب لا تَـــــزْدادُ إِلا تَمادِيـــــا أَيَـــــذْهَبُ يــــومٌ واحــــدٌ، إِنْ أَســــَأْتُه، بِصـــــالِح أَيّـــــامي، وحُســـــْن بَلائِيــــا ولـــم تُـــرَ مِنِّـــي زَلَّـــة، قبـــلَ هـــذه، فِـــــراري وتَرْكـــــي صــــاحِبَيَّ ورائيــــا وقــد يَنْبُــت المَرْعــى علــى دِمَــنِ الثَّرىــ، وتَبْقـــى حَـــزازاتُ النفـــوس كمـــا هِيـــا وقال جرير لجدِّه الخَطَفَى: فَـــأَنْت أَبــي مــا لــم تكــن لــيَ حاجــةٌ، فــــإِن عَرَضــــَتْ فــــإِنَّني لا أَبـــا لِيـــا وكان الخَطَفَى شاعراً مُجيداً؛ ومن أَحسن ما قيل في الصَّمْت قوله: عَجِبْـــــــتُ لإزْراء العَيِــــــيِّ بنفْســــــِه، وَصـــَمْتِ الــذي قــد كــان بــالقَوْلِ أَعْلَمــا وفــــي الصـــَّمْتِ ســـَتْرٌ لِلْعَييِّـــ، وإِنمـــا صـــــَحِيفةُ لُـــــبِّ المَــــرْءِ أَن يَتَكَلَّمــــا وقد تكرَّر في الحديث لا أَبا لَك، وهو أَكثر ما يُذْكَرُ في ا لمَدْح أَي لا كافيَ لك غير نفسِك، وقد يُذْكَر في مَعْرض الذمّ كما يقال لا أُمَّ لكَ؛ قال: وقد يذكر في مَعْرض التعجُّب ودَفْعاً للعَيْن كقولهم لله دَرُّك، وقد يذكر بمعنى جِدَّ في أَمْرِك وشَمِّر لأَنَّ مَن له أَبٌ اتَّكَلَ عليه في بعض شأْنِه، وقد تُحْذَف اللام فيقال لا أَباكَ بمعناه؛ وسمع سليمانُ ابنُ عبد الملك رجلاً من الأَعراب في سَنَة مُجْدِبة يقول: رَبّ العِبــــادِ، مــــا لَنـــا ومـــا لَكْـــ؟ قـــد كُنْـــتَ تَســـْقِينا فمـــا بـــدَا لَكْــ؟ أَنْـــزِلْ علينـــا الغَيْثَـــ، لا أَبـــا لَكْـــ، فحمله سليمان أَحْسَن مَحْمَل وقال: أَشهد أَن لا أَبا له ولا صاحِبةَ ولا وَلَد. وفي الحديث: لله أَبُوكَ، قال ابن الأَثير: إذا أُضِيفَ الشيء إِلى عظيم شريفٍ اكْتَسى عِظَماً وشَرَفاً كما قيل بَيْتُ اللهِ وناقةُ اللهِ، فإِذا وُجدَ من الوَلَد ما يَحْسُن مَوْقِعُه ويُحْمَد قيل لله أَبُوكَ، في مَعْرض المَدْح والتَّعجب أَي أَبوك لله خالصاً حيث أَنْجَب بك وأَتى بمِثْلِك. قال أَبو الهيثم: إذا قال الرجلُ للرجل لا أُمَّ له فمعناه ليس له أُمٌّ حرَّة، وهو شَتْم، وذلك أَنَّ بَني الإِماء ليسوا بمرْضِيِّين ولا لاحِقِينَ ببني الأَحرار والأَشراف، وقيل: معنى قولهم لا أُمَّ لَك يقول أَنت لَقِيطٌ لا تُعْرَف لك أُمّ، قال: ولا يقول الرجُل لصاحِبه لا أُمّ لك إِلاَّ في غضبه عليه وتقصيره به شاتِماً، وأَما إذا قال لا أَبا لَك فلم يَترك له من الشَّتِيمة شيئاً، وإِذا أَراد كرامةً قال: لا أَبا لِشانِيكَ، ولا أَبَ لِشانِيكَ، وقال المبرّد: يقال لا أَبَ لكَ ولا أَبَكَ، بغير لام، وروي عن ابن شميل: أَنه سأَل الخليل عن قول العرب لا أَبا لك فقال: معناه لا كافيَ لك. وقال غيره: معناه أَنك تجرني أَمرك حَمْدٌ وقال الفراء: قولهم لا أَبا لَك كلمة تَفْصِلُ بِها العرب كلامَها.وأَبو المرأَة: زوجُها؛ عن ابن حبيب.ومن المُكَنِّى بالأَب قولهم: أَبو الحَرِث كُنْيَةُ الأَسَدِ،أَبو جَعْدَة كُنْية الذئب، أَبو حصين كُنْيةُ الثَّعْلَب، أَبو ضَوْطَرى الأَحْمَقُ، أَبو حاجِب النار لا يُنْتَفَع بها، أَبو جُخادِب الجَراد، وأَبو بَراقِش لطائر مُبَرْقَش، وأَبو قَلَمُونَ لثَوْب يَتَلَوَّن أَلْواناً، وأَبو قُبَيْسٍ جبَل بمكة، وأَبو دارِسٍ كُنْية الفَرْج من الدَّرْس وهو الحَيْض، وأَبو عَمْرَة كُنْية الجُوع؛ وقال: حَـــــلَّ أَبــــو عَمْــــرَة وَســــْطَ حُجْرَتــــي وأَبو مالِكٍ: كُنْية الهَرَم؛ قال: أَبــــا مــــالِك، إِنَّ الغَـــواني هَجَرْننيـــ، أَبــــا مــــالِكٍ، إِنـــي أَظنُّـــك دائِبـــا، وفي حديث رُقَيْقَة: هَنِيئاً لك أَبا البَطحاء، إِنَّما سمَّوْه أَبا البطحاء لأَنهم شَرفُوا به وعَظُمُوا بدعائه وهدايته كما يقال للمِطْعام أَبو الأَضْياف. وفي حديث وائل بن حُجْر: من محمد رسولِ الله إِلى المُهاجِر ابن أَبو أُمَيَّة؛ قال ابن الأَثير: حَقُّه أَن يقول ابنِ أَبي أُمَيَّة، ولكنه لاشْتهارِه بالكُنْية ولم يكن له اسم معروف غيره، لم يجرَّ كما قيل عليّ بن أَبو طالب. وفي حديث عائشة: قالت عن حفصة وكانت بنتَ أَبيها أَي أَنها شبيهة به في قُوَّة النفس وحِدَّة الخلُق والمُبادَرة إِلى الأَشياء. والأَبْواء، بالمدّ: موضع، وقد ذكر في الحديث الأَبْواء، وهو بفتح الهمزة وسكون الباء والمدِّ، جَبَل بين مكة والمدينة، وعنده بلد ينسَب إِليه. وكَفْرآبِيا: موضع. وفي الحديث: ذِكْر أَبَّى، هي بفتح الهمزة وتشديد الباء: بئر من آبار بني قُرَيظة وأَموالهِم يقال لها بئر أَبَّى، نَزَلها سيدُنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لما أَتى بني قُريظة.
المعجم: لسان العرب