المعجم العربي الجامع

تَثَيَّبَ

المعنى: تَثَيُّبًا تِ المَرأةُ: فارقت زَوْجَها بموتٍ أو طلاقٍ، فهي ثَيِّب.
المعجم: القاموس

تثيَّبَ يتثيَّب، تثيُّبًا، فهو متثيِّب

المعنى: • تثيَّبت المرأة: صارت ثيِّبًا، فارقها زوجها بموت أو طلاق (انظر: ث ي ب - تثيَّبَ).
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة

تثيَّبَ يتثيَّب، تثيُّبًا، فهو متثيِّب

المعنى: • تثيَّبت المرأةُ: صارت ثيِّبًا، فارقها زوجها بموت أو طلاق.
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة

ثَيَّبَ

المعنى: جذ.: (ثيب) | (ف: ربا. لازم). تُثَيِّبُ، (مص. تَثْيِيبٌ). "ثَيَّبَتِ الْمَرْأَةُ": صَارَتْ ثَيِّبًا، أَيْ فَقَدَتْ زَوْجَهَا.
المعجم: معجم الغني

حرو

المعنى: فيه حرافة وحراوة، أي حدة. وأنت حرًى أن تفعل، وكذلك الاثنان والجمع والأنثى. قال: وهـن حـرًى لا يثبـن عطيّـةً وهنّ حرًى بالنار حين تثيب وبالحرى أن يفعل، وإن فعلت كذا فبالحري، وهو حر به وحريٌّ، وما أحراه به، وهو أحرى به من غيره، وهم أحرياء، وهو محراة لكذا. ولا تطر حراناً، ونزلت بحراه وبعراه: أي بعقوته. وتحرّاه: قصد حراه. وأفعى حارية: مسنة قد صغر جسمها من كبرها، من حرى الشيء إذا نقص. قال: حاريـة قد صغرت من الكبر وتقول بليت بأفعال جاريه، كأفعى حارية. ومن المجاز: تحريت في ذلك مسرتك، وهو يتحرى الصواب، وأصله قصد الحرى.
المعجم: أساس البلاغة

فذح

المعنى: تَفَذَّحت الناقة وانْفَذَحَتْ إذا تَفاجَّت لتبُول، وليست بثَبَتٍ؛ قال الأَزهري: لم أَسمع هذا الحرف لغير ابن دريد، والمعروف في كلامهم بهذا المعنى تَفَشَّجَتْ وتَفَشَّحَت، بالجيم والحاء.فرح: الفَرَحُ: نقيض الحُزْن؛ وقال ثعلب: هو أَن يجد في قلبه خِفَّةً؛ فَرِحَ فَرَحاً، ورجل فَرِحٌ وفَرُحٌ ومفروح، عن ابن جني، وفَرحانُ من قوم فَراحَى وفَرْحَى وامرأَةٌ فَرِحةٌ وفَرْحَى وفَرحانة؛ قال ابن سيده: ولا أَحُقُّه. والفَرَحُ أَيضاً: البَطَرُ. وقوله تعالى: لا تَفْرَحْ إِنَّ الله لا يحب الفَرِحينَ؛ قال الزجاج: معناه، والله أَعلم: لا تَفْرَحْ بكثرة المال في الدنيا لأَن الذي يَفْرَحُ بالمال يصرفه في غير أَمر الآخرة؛ وقيل: لا تَفْرَحْ لا تَأْشَرْ، والمعنيان متقاربان لأَنه إذا سُرَّ ربما أَشِرَ.والمِفْراحُ: الذي يَفْرَحُ كلما سَرَّه الدهرُ، وهو الكثير الفَرَح؛ وقد أَفْرَحه وفَرَّحَه.والفُرْحَة والفَرْحة: المَسَرَّة. وفَرِحَ به: سُرَّ. والفُرْحة أَيضاً: ما تعطيه المُفَرِّحَ لك أَو تثيبه به مكافأَة له.وفي حديث التوبة: للهُ أَشدُّ فَرَحاً بتوبةِ عبده؛ الفَرَحُ ههنا وفي أَمثاله كناية عن الرضا وسرعة القبول وحسن الجزاء لتعذر إِطلاق ظاهر الفرح على الله تعالى. وأَفْرَحه الشيءُ والدَّينُ: أَثقله؛ والمُفْرَحُ: المُثْقَلُ بالدَّين؛ وأَنشد أَبو عبيدة لبَيْهَسٍ العُذْرِيّ: إِذا أَنتَ أَكثرتَ الأَخِلاَّءَ، صادَفَتْ بهم حاجةٌ بعضَ الذي أَنتَ مانِعُ إِذا أَنتَ لم تَبْرَحْ تُؤَدِّي أَمانةً وتَحْمِلُ أُخْرَى، أَفْرَحَتْكَ الودائِعُ ورجل مُفْرَحٌ: محتاج مغلوب؛ وقيل: فقير لا مال له. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لا يُتْرَكُ في الإِسلام مُفْرَحٌ أَي لا يترك في أَخلافِ المسلمين حتى يُوَسَّعَ عليه ويُحْسَنَ إِليه؛ قال أَبو عبيد: المُفْرَحُ الذي قد أَفْرَحه الدَّين والغُرْمُ أَي أَثقله ولا يجد قضاءه؛ وقيل: أَثْقَلَ الدَّيْنُ ظهره. قال الزُّهريُّ: كان في الكتاب الذي كتبه سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بين المهاجرين والأَنصار: أَن لا يتركوا مُفْرَحاً حتى يعينوه على ما كان من عَقْل أَو فِداء؛ قال: والمُفْرَحُ المَفْدُوحُ، وكذلك قال الأَصمعي قال: هو الذي أَثقله الدين؛ يقول: يُقْضَى عنه دينُه من بيت المال ولا يُتْرَكُ مَدِيناً، وأَنكر قولهم مُفْرَج، بالجيم؛ الأَزهري: من قال مُفْرَحٌ، فهو الذي أَثقله العيال وإِن لم يكن مُداناً. والمُفْرَح: الذي لا يُعرف له نسب ولا وَلاءٌ، وروى بعضهم هذه بالجيم. وأَفْرَحه: سَرَّه، يقال: ما يَسُرُّني بهذا الأَمر مُفْرِحٌ ومَفْرُوحٌ به، ولا تقل مَفْرُوحٌ. الأَزهري: يقال ما يَسُرُّني به مَفْرُوحٌ ومُفْرِحٌ، فالمَفْرُوح الشيء الذي أَنا به أَفْرَحُ، والمُفْرِحُ الشيء الذي يُفْرِحُني؛ وروي عن الأَصمعي: يقال ما يَسُرُّني به مُفْرِحٌ ولا يجوز مَفْرُوح، قال: وهذا عنده مما تَلْحَنُ فيه العامة؛ قال أَبو عبيد: ومن قال مُفْرَجٌ، فهو الذي يُسْلِمُ ولا يوالي أَحداً فإِذا جنى جنايةً كانت جنايته على بيت المال لأَنه لا عاقلة له.والتَفْريح: مثل الإِفراح؛ وتقول: لك عندي فَرْحةٌ إِن بَشَّرْتَني، وفُرْحةٌ.قال ابن الأَثير: وأَفْرَحَه إذا غَمَّه، وحقيقته أَزَلْتُ عنه الفَرَح كأَشْكَيْته إذا أَزلت شَكْواه، والمُثْقَلُ بالحقوق مغموم مكروب إِلى أَن يخرج عنها، ويروى بالجيم، وقد تقدم ذكره؛ وفي حديث عبد الله بن جعفر: ذكرتْ أُمُّنا يُتْمَنا وجعلت تُفْرِحُ له؛ قال ابن الأَثير: قال أَبو موسى: كذا وجدته بالحاء المهملة، قال: وقد أَضْرَبَ الطبراني عن هذه اللفظة فتركها من الحديث، فإِن كانت بالحاء، فهو من أَفْرَحَه إذا غَمَّه وأَزال عنه الفَرَحَ وأَفْرَحَه الدَّينُ إذا أَثقله، وإِن كانت بالجيم، فهو من المُفْرَجِ الذي لا عشيرة له، فكأَنها أَرادت أَن أَباهم تُوُفِّيَ ولا عشيرة لهم، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: أَتَخافِينَ العَيْلَةَ وأَنا وَلِيُّهم؟ والمُفْرَحُ: القتيل يوجد بين القريتين، ورويت بالجيم أَيضاً. وروى ابن الأَعرابي: أَفْرَحَني الشيءُ سَرَّني وغَمَّني.والفُرْحانةُ الكَمْأَةُ البيضاء؛ عن كراع؛ قال ابن سيده والذي رويناه قرحان، بالقاف، وسنذكره. والمُفَرِّحُ: دواء معروف.
المعجم: لسان العرب

صفق

المعنى: صفق الصَّفْق: الضّرْبُ الَّذِي يُسْمَع لَهُ صوْتٌ كَمَا فِي الصِّحاح. قَالَ: والصَّفْقُ: الرّدُّ والصّرْفُ وَقد صَفَقْتُه فانْصَفَق. وصَفَقَ ماشِيَتَه صَفْقاً: صرَفها، وكذلِك صَفَقهُم عَن كَذا: إِذا صرَفَهم كالإصْفاقِ. والصّفْقُ: النّاحِيةُ والجانِب ويُضَمّ نقَلَه الجوْهَريُّ عَن الأصْمَعيِّ ويحَرَّكُ، نَقله الصاغانيُّ. وأنشَدَ لرُؤْبَة شاهِداً على الصّفْقِ بالفَتْح: لَا يَكْدَحُ النّاسُ لهُنّ صَفْقاً والصّفْق: المَوْضِع. والصّفْقُ من الجبَلِ: وجْهُه فِي أَعْلَاهُ، وَهُوَ فوْقَ الحَضيضِ، أَو صَفْحُه أَو ناحِيَتُه، كَمَا فِي الصِّحاح، والجمعُ: صُفوقٌ. وأنشَدَ الجوْهَريّ للشاعر: (وَمَا نُطفَةٌ فِي رَأس نِيقٍ تمنّعَتْ  ...  بعَنْقاءَ من صَعْبٍ حمَتْها صُفوقُها) وصَفْقَا العُنُق: جانِباهُ وناحِيتاه. والصّفْقان من الفَرَس: خدّاه والصّفْق: ماءٌ أصفَر يخْرُجُ من أديمٍ جَديدٍ صُبَّ عَلَيْهِ ماءٌ، ويُحرَّكُ وَفِي تورِية لَطيفة، وَذَلِكَ أنّ قولَه: يُحرَّك يحْتَمِلُ أنّ ذلِك الماءَ بعد مَا يُصَبّ فِي الْأَدِيم يُحرَّكُ، فيَخْرُج أحْمَرَ، وَهُوَ أوّل ماءٍ يُصَبُّ، ويحْتَمل أنّه أرادَ بِهِ الصّفَقَ بالتّحْريك، وَمن ذلِك قولُهم: ورَدْنا مَاء كأنّه صَفَق، قَالَ ابنُ بَرّي: وشاهِدُه قولُ أبي محمّد الفَقْعَسيّ: ينْضَحْنَ ماءَ البَدَنِ المُسَرّى نضْحَ البَديعِ الصَّفَقَ المُصْفَرّا وأنشَدَه أَبُو عَمْرو: نضَحَ الأداوَى أَي: كأنّ عرَقَها الصفَقُ. والمُسَرّى: المَنْضوح. أَو الصّفَقُ: ريحُ الدِّباغِ وطعْمُه، قَالَه أَبُو حَنيفَةَ. والصِّفْقُ بالكَسْرِ: مِصْراعُ البابِ وهُما صِفْقان، ويُقال: بابُ دارِه صِفْقٌ واحِدٌ: إِذا لم يكُن مِصْراعَيْن. وصَفَقَ لَهُ بالبَيْع يَصْفِقُه صَفْقاً. وصَفَق يدَه بالبَيْعَة والبَيْعِ. وصَفَق على يَدِه صَفْقاً وصَفْقَةً: إِذا ضرَب يدَهُ على يَدِه، وذلِك عندَ وُجوب البَيْع. والاسمُ مِنْهَا: الصّفْقُ بالفَتْح. والصِّفِقَّى، كزِمِجَّى، حَكاه سيبَويْه. قَالَ السّيرافيّ: يَجوزُ أَن يكون) من صَفْقِ الكفِّ على الأُخْرى،  وَهُوَ التَّصْفاق، وتذْهبُ بِهِ الى التّكثير. وصَفَق الطائِرُ بجَناحَيْه: إِذا ضرَبَهُما وَفِي اللّسانِ: ضرَبَ بهما كصَفّق تصْفيقاً. وصَفَق البابَ يَصفِقُه صَفْقاً: ردّه، أَو أغلَقَه، كأصْفَقَه مثل: بلَقَهُ وأبلَقَه. وأنْشَدَ الجوْهريُّ لعَديِّ بنِ زيْد: (مُتّكِئاً تُصْفَقُ أبوابُه  ...  يسْعَى عَلَيْهِ العَبْدُ بالكُوبِ) الأخيرةُ عَن أبي تُراب، رَواه عَن بعضِ الأعرابِ، قَالَ: أصْفَقْتُ البابَ، وأصمَقْتُه بِمَعْنى أغْلقْتُه. وَقَالَ غيرُه: هِيَ الإجافَةُ دون الإغْلاقِ. وَقَالَ الأصْمَعي: صَفَقْتُ البابَ صَفْقاً، وَلم يذكر أصْفَقْتُه، وَكَذَلِكَ سَفَقْتُه بِالسِّين، عَن النَّضْرِ، وَقد تقدّم. وَقَالَ الصاغانيّ: ويُروَى فِي قولِ عَدي: تُقرَع أبوابُه قَالَ: وهيَ أكثَر. وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْش: صَفَقَ البابَ صَفْقاً: فتَحه قَالَ: وترَكْتُ بابَه مَصْفوقاً: أَي مفْتوحاً. قَالَ: والناسُ يَقُولُونَ: صَفَقْتُ البابَ وأصْفَقْتُه، أَي: ردَدْتُه. وَقَالَ أَبُو الخطّاب: يُقَال: هَذَا كُلّه فهُو ضِدٌّ. وَفِي الصِّحاح: صَفَقَ عيْنَه أَي: ردّها وغمّضها. قَالَ: وصَفَق العودَ صَفْقاً: إِذا حرّكَ أوْتارَه فاصْطَفَق. وصفَقَ الرّجُلُ صَفْقاً: ذهَب. وصَفَقَت الريحُ الأشْجارَ صَفْقاً: هزّتْها وحرّكتْها فاصْطَفَقَت، نَقله الجوهريّ. وصَفَق القدَحَ صَفْقاً: ملأَه قَالَه الفرّاءُ كأصْفَقَه قَالَه اللِّحْيانيُّ. وَقَالَ ابنُ درَيد: صَفَقتْ علينا صافِقَةٌ من النّاس: أَي نزَل بِنَا جَماعةٌ. قَالَ: وصَفَقت النّاقَة صَفْقاً: إِذا أُرْتِجَتْ رحِمُها عَن ولَدِه حتّى يموتَ الولَدُ. وصَفَق فُلاناً بالسّيفِ صَفْقاً: ضرَبَه بِهِ، قَالَه ابنُ شُمَيل، وَكَذَا صَفَق رأسَه، وعينَه، وصَفَق بِهِ الأرضَ، كَمَا فِي الأساس. ويُقال: ربِحَتْ صَفْقَتُك للمُشْتَري، وصَفْقَةٌ رابِحة، أَو صَفْقةٌ خاسِرةٌ أَي: بَيْعَة. وَفِي حَديثِ ابنِ مسعودٍ: صَفْقَتانِ فِي صَفْقَةٍ رِباً أرادَ بيْعَتانِ فِي بَيْعَة، وَهُوَ على وَجْهَيْن: أحدُهما: أَن يَقول البائِعُ للمُشْتَري: بعتُك عَبْدي  هَذَا بِمِائَة دِرْهَم على أَن تشْتَري منّي هَذَا الثّوبَ بعَشرةِ دضراهم. والوجْه الثَّانِي: أَن يقولَ: بعتُك هَذَا الثوبَ بعِشْرين دِرْهماً على أَن تَبيعَني سِلعَةً بعَيْنِها بِكَذَا وكَذا دِرْهماً. وَإِنَّمَا قيل للبَيْعة صَفْقة لأنّهُم كَانُوا إِذا تبايَعوا تصافَقوا بالأيْدي. ويُقال: إنّه لمُبارَكُ الصّفقَة، أَي: لَا يَشْتَري شَيْئا إلاّ ربِحَ فِيهِ. وَقد اشتَريْتُ اليومَ صَفْقَةً صالِحةً. والصّفْقَةُ تكون للبائِع والمُشْتَري، وَفِي حَديثِ أبي هُرَيْرَة: ألْهاهُم الصّفْقُ بالأسواق أَي: التبايُعُ. وَفِي الحَدِيث: إنّ أكبَر الكبائِر أَن تُقاتِلَ أهلَ صَفقَتِك وَهُوَ أَن يُعطيَ الرّجلُ عهدَه وميثاقَه، ثمَّ يُقاتِله لأنّ المتعاهِدَيْن يضَعُ أحدُهما يدَه فِي يَد الآخر كَمَا يفْعل المُتبايِعان، وَهِي المَرّة من التّصْفيق باليَدين. وَمِنْه حَدِيث ابنِ عمَر: أعطَاهُ صَفقَةَ يدِه وثَمرةَ قلْبِه. وَفِي حَدِيث لُقانَ بنِ عادٍ) أنّه قَالَ: خُذي منّي أخي ذَا العِفاقْ، صَفّاق أفّاق قَالَ الْأَصْمَعِي: الصَّفّاق كشَدّاد: الَّذِي يصفِقُ على الْأَمر الْعَظِيم. والأفّاق: الَّذِي يتصرّف ويضرِبُ الى الْآفَاق: قَالَ الأزهريّ: رَوى هَذَا ابنُ قُتَيْبة عَن أبي سُفْيان عَن الأصْمعي، قَالَ: وَالَّذِي أرَاهُ فِي تَفْسير الأفّاقِ الصَّفّاق غيرُ مَا حَكاه إِنَّمَا الصَّفّاق: الكثيرُ الأسْفار والتصرُّف فِي التّجاراتِ. والصّفْقُ والأفقُ قَريبان من السّواءِ. وَكَذَلِكَ الصّفّاقُ والأفّاق مُتقارِبان فِي المَعْنى، وقيلَ: الأفّاقُ من أُفُقِ الأَرْض، أَي: ناحيَتها.  وثوبٌ صَفيقٌ بيّنُ الصِّفاقَةِ: ضدُّ سَخيفٍ والسّينُ لُغة فِيهِ، أَي: مَتينٌ جيّدُ النّسيج، وَقد صَفُق صَفاقَةً إِذا كثُفَ نسْجُه. وَمن المَجاز: وجْهٌ صَفيقٌ بيّن الصَّفاقَةِ أَي: وقِح، وَقد صفُقَ ككَرُم فيهمَا أَي: فِي الثّوب والوجْه. وَفِي النّوادِر: الصَّفوق كصَبور: الحِجابُ المُمْتَنِعُ من الجِبال. وَقَالَ الفرّاءُ الصَّفوق: اللَّيّنَة من القِسيّ. والصَّفوق: الصّخْرة المَلْساءُ المُرتَفِعة عَن ابْن عبّاد ج صُفُق ككُتُب. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الصِّفاق ككِتاب: الجِلْد الأسْفلُ الَّذِي تحْتَ الجِلْد الَّذِي علَيه الشّعَرُ، كَذَا نقلَهُ الصّاغانيّ. ونصّ الأصمعيّ فِي كتابِ الْفرس: دون الجِلدِ الَّذِي يُسلَخُ، فَإذْ سُلِخَ المَسْكُ بَقيَ ذلِك مَمْسِك البَطْن، وَهُوَ الَّذِي إِذا انْشَقّ كَانَ مِنْهُ الفَتْقُ. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الصِّفاق: مَا حوْل السُّرة حَيْثُ ينقُب البَيْطار. وَأنْشد الأصمعيّ للنّابِغة الجعديّ رضِيَ الله عَنهُ يصِف فَرساً: (كأنّ مَقَطَّ شَراسِيفِه  ...  الى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ) (لُطِمْنَ بتُرْسٍ شَديدِ الصِّفا  ...  قِ من خشَبِ الجوْزِ لم يُثْقَبِ) يَقُول: هَذِه المَواضى ع مِنْهُ كأنّها تُرس،  وَهَذَا الْفرس شَديد الصِّفاق. وَقيل: صِفاقُ البَطْن: الجِلدة الباطِنة الَّتِي تَلي السّواد سَوادَ البطْن، وَهُوَ حَيْثُ ينقُب البَيطار من الدّابّة، قَالَ زُهَيْرٌ: (أمينٍ شَظاهُ لم يُخَرَّقْ صِفاقُه  ...  بمِنْقَبَةٍ وَلم تُقَطَّعْ أباجِلُهْ) أَو الصِّفاق: مَا بيْن الجِلْد والمُصْران. ومَراقّ البَطْن صِفاق أجمع مَا تحْت الجِلْد مِنْهُ الى سَواد البَطْن، قَالَه ابنُ شُمَيْل. قَالَ: ومَراقُّ البَطْنِ: كُلُّ مَا لم ينْحَنِ عَلَيْهِ عظْم أَو جِلدُ البطْن كُلُّه صِفاقٌ. وَفِي حَدِيث عُمَرَ رضيَ الله عَنهُ أنّه سُئل عَن امْرَأَة أخذَتْ بأُنثَيَيْ زوْجِها، فخرَقَت الجِلْدَ وَلم تخْرق الصِّفاق، فقضَى بنِصْف ثُلُثِ الدّيّة. قَالَ ابنُ الْأَثِير: هِيَ جِلدَةٌ رَقيقة تَحت الجِلد الْأَعْلَى وَفَوق اللّحْم، وَأنْشد أَبُو عَمرو لبِشْر بنِ أبي خازِم: (مُذكّرَةٍ كأنّ الرّحْلَ مِنْهَا  ...  على ذِي عانَةٍ وافِي الصِّفاقِ) وَجمع الصِّفاق: صُفُق، لَا يُكَسَّرُ على غيرِ ذَلِك. قَالَ زُهَيْر: (حَتَّى يؤوبَ بهَا عُوجاً معطّلةً  ...  تشْكو الدّوابِرَ والأنساءَ والصُّفُقا) والصّوافِقُ والصّفائِقُ: الحَوادثُ وصوارِفُ الخُطوبِ، جمعُ صَفيقَةٍ، أَو صافِقَة. قَالَ أَبُو الرُّبَيْس التّغْلِبيّ:  (قِفي تُخْبِرينا أَو تَعُلّي تحيّةً  ...  لنا أَو تُثِيبي قبْلَ إحْدى الصّوافِقِ) وَقَالَ أَبُو ذؤيْب: (أخٌ لكَ مأمونُ السّجيّات خِضْرِمٌ  ...  إِذا صَفَقَتْه فِي الحُروبِ الصّوافِقُ) وَقَالَ كُثيّر: (وأنتِ المُنَى يَا أمَّ عَمْرٍ وَلَو انّنا  ...  ننالُكِ أَو تُدْني نَواكِ الصّفائِقُ) والصّفَقُ، مُحرَّكةً: آخِرُ الدِّماغ كَذَا فِي النُسَخ، والصّواب: آخِر الدِّباغ، كَمَا هُوَ نصُّ الْمُحِيط. والصّفَقُ أَيْضا: الماءُ يُصَبّ فِي القِرْبَة الجَديدة، فيُحَرّكُ فِيهَا، فيصْفَرّ، وَهَذَا قد تقدّم فإنّه ذكره آنِفاً هَكَذَا بعيْنِه، وَأَشَارَ الى أنّه يُقالُ بالتّسْكين وبالتّحْريكِ، فَهُوَ تَكْرار مَحْضٌ، فَتَأمل ذَلِك. والتّصْفيقُ: التّقليبُ. يُقَال: صفّقَت الرّيحُ الشّيءَ: إِذا قلَبَتْهُ يَمِينا وشِمالاً، وردّدَتْه. يُقَال: صَفَقَتْه الرّيح وصفّقَتْه. وَقيل: صفّقَت الرّيحُ السَّحاب: إِذا صرَمتْه واخْتلَفَت عَلَيْهِ. قَالَ ابنُ مُقْبِل: (وكأنّما اعْتَنَقَتْ صَبيرَ غَمامةٍ  ...  بعَرًى تُصفِّقهُ الرّياحُ زُلالِ) قَالَ ابنُ بَرّي:  وَهَذَا البيتُ فِي آخِرِ كتاب سيبَويْه من بَاب الْإِدْغَام بنَصْبِ زُلال، وَهُوَ غلطٌ لأنّ القصيدةَ مَخْفوضَةُ الرّويّ. والتّصْفيقُ: تحْويلُ الشّرابِ من إناءٍ الى إِنَاء، ونَصُّ الأصمعيّ: من دَنٍّ الى دنّ ممْزوجاً ليَصْفو. قَالَ الْأَعْشَى يمدَح المُحَلِّق: (لهُ دَرْمَكٌ فِي رأسِه ومشارِبٌ  ...  ومِسْكٌ ورَيْحانٌ وراحٌ تُصَفَّقُ) وَقَالَ حسّان: (يَسْقونَ مَنْ ورَدَ البَريصَ عليهمُ  ...  بَرَدَى يُصفَّقُ بالرّحيقِ السّلْسَلِ) كالصّفْقِ، والإصْفاق كَمَا فِي المُحْكَم. والتّصْفيق: التّصْفيحُ. يُقَال: صفّق بيَدِه، وصفّح، قَالَه الْأَصْمَعِي، وَمِنْه الحَدِيث: التّسْبيحُ للرِّجال، والتّصفيقُ للنّساء وَقَالَ غيرُ الأصمعيّ: التّصْفيق: الضّرْبُ بباطِن الرّاحَةِ على الْأُخْرَى والتّصْفيح: الضّرْب بباطِن الكفِّ اليُمْنى على باطِن الكَف اليُسْرى. قَالَ الصّاغانيّ: وَهَذَا أحسن لأنّ ذلكَ فرْق العَبَث والإنْذار. والتّصفيقُ: تحْويلُ الإبِلِ) من مَرْعًى قد رَعَتْه الى آخَرَ فِيهِ مَرْعى. قَالَ أَبُو محمّد الفَقْعَسيّ يصفُ إبِلاً: إنّ لَها فِي العَامِ ذِي الفُتوقِ وزَلَلِ النّيَّةِ والتّصْفيقِ رِعْيةَ ربٍّ ناصِحٍ شَفيقِ وقيلَ: التّصفيقُ هُنا: الإبْعادُ فِي طلَبِ المَرْعى. وَقَالَ ابنُ عبّاد: التّصفيقُ: الذَّهابُ والطَّوْف، وَقد صفّقَ. والصّفاقيقُ: ع. وأصفَقوا على كَذا: إِذا أطْبَقوا عَلَيْهِ واجْتَمَعوا. قَالَ زُهير:  (رأيتُ بَني آلِ امْرِئِ القَيْسِ أصفَقوا  ...  علَيْنا وَقَالُوا إنّنا نحنُ أكْثَرُ) وَمِنْه حَدِيث عائشةَ رضيَ اللهُ عَنْهَا: وأصفَقَت لَهُ نِسْوان مكّة أَي: اجتمعتْ إِلَيْهِ. وَقَالَ ابنُ الطّثَريّة: (أثيبي أَخا ضارُرورَة أصفَقَ العِدا  ...  عَلَيْهِ وقلّتْ فِي الصّديقِ أواصِرُهْ) وأصفقت يَدي بكَذا إِذا صادَفَتْه ووافَقَتْه قَالَ النّمِرُ بنُ توْلَب رضيَ اللهُ عَنهُ يصِف جزّاراً: (حتّى إِذا قُسِم النّصيبُ وأصْفَقَت  ...  يدُه بجِلْدَةِ ضرْعِها وحُوارِها) ويُقالُ فِي القِرَى: أصْفَق للقَوْم: أَي جاءَهم منَ الطّعام بِمَا يُشْبِعُهم نقَلَه الصاغانيّ. والصَّفوق، كصَبور: الصَّعودُ المُنْكَرة ج: صَفائِق، وصُفُقٌ بضمّتين. والمُصافِقُ من الإبِل: الَّذِي يَنامُ على جنْبٍ مرّةً وعَلى آخرَ أُخْرَى. وَقد صافَقَتْ، فاعَلَت، من الصَّفْق الَّذِي هُوَ الجانِب. وَقَالَ ابنُ عبّادٍ: صافَقَ فلانٌ بَين جَنْبَيْه: إِذا انْقَلَبَ على هَذَا الصَّفْقِ مرّةً، وعَلى الآخَرِ أخْرى. وباتَ فُلانٌ يُصافِقُ، كَذَلِك، نقَله الزّمَخْشَريّ. والناقَةُ إِذا مخَضَتْ فقد صافقَتْ. قَالَ الشاعرُ يصفُ الدّجاجة وبَيضَها: (وحامِلةٍ حَيّاً وَلَيْسَت بحيّةٍ  ...  إِذا مخضَتْ يَوْمًا بِهِ لم تُصافِقِ) وَقَالَ ابنُ عبّاد: صافَقَ بَين ثوْبَيْن إِذا طارَق. وَفِي اللّسان: صافَقَ بَين قَميصَيْن: إِذا لبِسَ أحدَهما فوقَ الآخر. وانْصَفَق فلَان: انْصرَف وَرجع قَالَ رؤبةُ:  فَما اشْتَلاها صَفْقُهُ للمُنْصَفَقْ حتّى تردّى أربعٌ فِي المُنْعَفَقْ وَهُوَ مُطاوِع صَفَقه صَفْقاً: إِذا صرَفه. واصْطَفَقَت الأشْجارُ: اضْطَربَت واهْتزّت بالرّيح، وَهُوَ مُطاوِع صَفَقَت الرّيحُ الأشجارَ، كَمَا فِي الصِّحاح. واصطفَقَ العودُ: تحرّكت أوتارُه فَأجَاب) بعضُها بعْضاً، وَهُوَ أَيْضا مُطاوِع صفَقْتُ العودَ: إِذا حرّكتَ أوتارَه، نَقله الجوهريّ، وأشدَ لابنِ الطّثْريّة: (ويوْمٍ كظِلِّ الرُمحِ قصّر طولَه  ...  دمُ الزِّقِّ واصْطِفاقُ المَزاهِرِ) قَالَ ابنُ بَرّي، والصّاغاني: والصوابُ أَنه لشُبْرُمةَ بنِ الطُفَيْل. وتصفّقَ الرجلُ: تقلّب وتردّدَ من جانبٍ الى جَانب. قَالَ القُطاميُّ: (وأبَيْنَ شيمَتَهُنّ أوّلَ مرّةٍ  ...  وأبى تقلُّبُ دهْرِكَ المتَصفِّقِ) وَقَالَ شَمِر: تصفّقَ فُلان للأمْر: إِذا تعرّض لَهُ. قَالَ رؤبة: لمّا رأيتُ الشَّرَّ قد تألَّقا وفِتْنةً ترْمي بمَن تصفّقا هنّا وهَنّا عَن قِذافٍ أخْلَقا وتصفّقَت النّاقَةُ: انقلَبَت ظهْراً لبَطْنٍ عِنْد المَخاض. وَمِمَّا يُستَدرَك عَلَيْهِ: أصْفَقَ القومُ: اضْطَربوا. وتَصافَقوا: تبايَعوا. والتَّصْفاقُ، بالفَتْح: مصدر صَفقَ صفْقاً. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَيْسَ هُوَ مصْدر فعَلْتُ، وَلَكِن لمّا أردتَ التّكْثير بَنَيْتَ المصْدرَ على هَذَا، كَمَا بنَيتَ فعَلْتَ على فعّلت.  والصَّفْق باليدِ: التّصويت. وأُصفِقَ لي: أُتيح وقُدّر. وانْصَفَق الثّوبُ: ضرَبَتْه الرّيحُ فناسَ. والصَّفقَةُ: الِاجْتِمَاع على الشَّيْء. وانصفَقَ القومُ: اجْتَمعُوا، وَمِنْه حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: فانْصَفَقَتْ لَهُ نِسْوانُ مكّة كَمَا فِي رِوَايَة، فَهُوَ مَعَ قَوْله: انْصَفَق: انْصرَف ضِدٌّ. وأصْفَقْنا الحَوضَ: جمَعْنا فِيهِ الماءَ. وانْصَفَقوا علَينا يَميناً وشِمالاً: أقْبَلوا. وقدَحٌ مُصَفَّق، كمُعَظَّمٍ: ملآنُ، عَن الفَرّاء. وَفِي حَدِيث أبي هُريرة: إِذا اصطَفَقَ الآفاقُ بالبَياضِ: اضْطرَب وانْتشَر ضوْءُه. واصْطفَق المجلِسُ بالقوم: مثل اضْطَرب. وصفّق القِرْبَةَ تصْفيقاً: صَبّ فِيهَا الماءَ وحرّكَها. والأصْفقانيّة: الخَوَلُ بلُغةِ اليَمَن. وَمِنْه كِتابُ مُعاويةَ الى ملِك الرّوم: لأنزِعَنّك من المُلْكِ نَزْعَ الأصْفَقانيّة. وصَفَقَهم من بَلَدٍ الى بلَد: أخرَجَهُم مِنْهُ قَهْراً وذُلاً. والتّصْفيق: أَن يكون نَوَى نِيّة عزَم عَلَيْهَا، ثمَّ ردّ نيّتَه. والصُّفُق: الجمْع. وأصْفَق الحائِكُ الثّوْبَ: نسجَه كَثيفاً.  والديكُ الصَّفّاقُ: الَّذِي يضْرِب بجناحَيْه إِذا صوّتَ. والصّفْقُ: الذّهابُ. وأصْفَقَ الغَنَم إصفاقاً: حلَبَها فِي الْيَوْم مرّةً، نَقله الجوْهَريّ، وَمِنْه قَول الشّاعر: أوْدى بَنو غَنْمٍ بألْبانِ العُصُمْ) بالمُصْفِقاتِ ورَضوعاتِ البَهَمْ وأنشدَ ابنُ الأعْرابي: (وَقَالُوا: علَيكم عاصِماً يُعْتَصَمْ بِهِ  ...  رُوَيْدَك حتّى يُصْفِقَ البَهْمَ عاصِمُ) أرادَ أنّه لَا خيْرَ عندَه وَأَنه مشْغول بغَنَمه. والإصفاقُ: أَن يحلُبَها مرّةً وَاحِدَة فِي الْيَوْم والليلةِ. والصافِقةُ: الدّاهِيةُ. وصَفَقها صَفْقاً: جامَعَها. وَقَالَ ابنُ عبّاد: الصّفائِقُ: الرِّكابُ الجاثِيَةُ والذّاهِبَةُ. قَالَ: ويُقال: مازالوا يَصْفِقونني، أَي: يُقلِّبونني فِي أمْرٍ أرادوه عَلَيْهِ. والمَصْفَق، كمَقْعَد: المَسْلَكُ. والنِّساءُ يَصْفِقْنَ على الميّت، من الصَّفْق. ويُقال: لكَ عِندي وُدٌّ مُصَفَّقٌ، ونُصْحٌ مُرَوَّقٌ، وَهُوَ مجَاز. وَقَول أبي ذُؤَيْب يصِف قوساً: (لَها منْ غيرِها مَعَها قَرينٌ  ...  يرُدُّ مِراحَ عاصيَةٍ صَفوقِ) أَي: رَاجِعَة.
المعجم: تاج العروس

نقر

المعنى: النَّقْرُ: ضربُ الرَّحى والحجرِ وغيره بالمِنْقارِ. ونَقَرَهُ يَنْقُره نَقْراً: ضربه. والمِنْقارُ: حديدة كالفأْس يُنْقَرُ بها، وفي غيره: حديدة كالفأْس مُشَكَّكَةٌ مستديرة لها خَلْفٌ يُقطع به الحجارة والأَرض الصُّلْبَةُ. ونَقَرْتُ الشيء: ثَقَبْتُه بالمِنْقارِ. والمِنْقَر، بكسر الميم: المِعْوَل؛ قال ذو الرمة: كأَرْحـاءِ رَقْـدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ ونَقَرَ الطائرُ الشيءَ يَنْقُره نَقْراً: كذلك.ومِنْقارُ الطائر: مِنْسَرُه لأَنه يَنْقُرُ به. ونَقَرَ الطائر الحَبَّة يَنْقُرُها نَقْراً: التقطها. ومِنْقارُ الطائر والنَّجَّارِ، والجمع المَناقِيرُ، ومِنْقارُ الخُفِّ: مُقَدَّمُه، على التشبيه.وما أَغْنى عَنِّي نَقْرَةً يعني نَقْرَةَ الديك لأَنه إذا نَقَرَ أَصاب. التهذيب: وما أَغنى عني نَقْرَةً ولا فَتْلَةً ولا زُبالاً. وفي الحديث: أَنه نهى عن نَقْرَةِ الغراب، يريد تخفيف السجود، وأَنه لا يمكث فيه إِلا قدر وضع الغراب مِنْقارَهُ فيما يريد أَكله. ومنه حديث أَبي ذر: فلما فرغوا جعل يَنْقُرُ شيئاً من طعامهم أَي يأْخذ منه بأُصبعه.والنِّقْرُ والنُّقْرَةُ والنَّقِيرُ: النُّكْتَةُ في النواة كأَنَّ ذلك الموضعَ نُقِرَ منها. وفي التنزيل العزيز: فإِذاً لا يُؤْتُونَ الناس نَقيراً؛ وقال أَبو هذيل أَنشده أَبو عمرو بن العلاء: وإِذا أَرَدْنـــا رِحْلَــةً جَزِعَــتْ وإِذا أَقَمْنــا لـم نُفِـدْ نِقْـرا ومنه قول لبيد يرثي أَخاه أَرْبَدَ: وليـس النَّـاسُ بَعْـدَكَ فـي نَقِيرٍ ولا هُــمْ غَيْــرُ أَصــْداءٍ وهـامِ أَي ليسوا بعدك في شيء؛ قال العجاج: دَافَعْــت عنهـمْ بِنَقِيـرٍ مَوْتـتي قال ابن بري: البيت مغير وصواب إِنشاده: دَافَعَ عَنِّي بِنَقِيرٍ. قال: وفي دافع ضمير يعود على ذكر الله سبحانه وتعالى لأَنه أَخبر أَن الله عز وجل أَنقذه من مرض أَشْفى به على الموت؛ وبعده: بَعْـدَ اللُّتَيَّـا واللَّتَيَّـا والَّتي وهذا مما يعبر به عن الدواهي. ابن السكيت في قوله: ولا يظلمون نَقِيراً، قال: النقير النكتة التي في ظهر النواة. وروي عن أَبي الهيثم أَنه قال: النَّقِيرُ نُقْرَةٌ في ظهر النواة منها تنبت النخلة. والنَّقِيرُ: ما نُقِبَ من الخشب والحجر ونحوهما، وقد نُقِرَ وانْتُقِرَ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: على نَقِير من خشب؛ هو جِذْعٌ يُنْقَرُ ويجعل فيه شِبْهُ المَراقي يُصْعَدُ عليه إِلى الغُرَفِ. والنَّقِيرُ أَيضاً: أَصل خشبة يُنْقَرُ فَيُنْتَبَذ فيه فَيَشْتَدُّ نبيذه، وهو الذي ورد النهي عنه. التهذيب: النَّقِيرُ أَصل النخلة يُنْقَرُ فَيُنْبَذُ فيه، ونهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الدُّبَّاء والحَنْتَمِ والنَّقِيرِ والمُزَفَّتِ؛ قال أَبو عبيد: أَما النقير فإِن أَهل اليمامة كانوا يَنْقُرُونَ أَصل النخلة ثم يَشْدَخُون فيها الرُّطَبَ والبُسْرَ ثم يَدَعُونه حتى يَهْدِرَ ثم يُمَوَّتَ؛ قال ابن الأَثير: النَّقِيرُ أَصل النخلة يُنْقَرُ وسَطُه ثم ينبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء فيصير نبيذاً مسكراً، والنهي واقع على ما يعمل فيه لا على اتخاذ النقير، فيكون على حذف المضاف تقديره: عن نبيذ النَّقِيرِ، وهو فعيل بمعنى مفعول؛ وقال في موضع آخر: النَّقِيرُ النخلة تُنْقَرُ فيجعل فيها الخمر وتكون عروقها ثابتة في الأَرض. وفَقِيرٌ نَقِيرٌ: كأَنه نُقِرَ، وقيل إِتباع لا غير، وكذلك حقِير نَقِير وحَقْرٌ نَقْرٌ إِتباع له. وفي الحديث: أَنه عَطَسَ عنده رجل فقال: حَقِرْتَ ونَقِرْتَ؛ يقال: به نَقِيرٌ أَي قُرُوحٌ وبَثْرٌ، ونَقِرَ أَي صار نَقِيراً؛ كذا قاله أَبو عبيدة، وقيل نَقِيرٌ إِتباعُ حَقِير.والمُنْقُر من الخشب: الذي يُنْقَرُ للشراب. وقال أَبو حنيفة: المِنْقَرُ كل ما نُقِرَ للشراب، قال: وجمعه مَناقِيرُ، وهذا لا يصح إِلا أَن يكون جمعاً شاذّاً جاء على غير واحده.والنُّقْرَةُ: حفرة في الأَرض صغيرة ليست بكبيرة. والنُّقْرَةُ: الوَهْدَةُ المستديرة في الأَرض، والجمع نُقَرٌ ونِقارٌ. وفي خبر أَبي العارم: ونحن في رَمْلَةٍ فيها من الأَرْطى والنِّقارِ الدَّفَئِيَّةِ ما لا يعلمه إِلا الله. والنُّقْرَةُ في القفا: مُنْقَطَعُ القَمَحْدُوَةِ، وهي وَهْدَةٌ فيها. وفلان كَريمُ النَّقِيرِ أَي الأَصل. ونُقْرَةُ العينِ: وَقْبَتُها، وهي من الوَرِك الثَّقْبُ الذي في وسطها. والنُّقْرَةُ من الذهب والفضة: القِطْعَةُ المُذابَةُ، وقيل: هو ما سُبِكَ مجتمعاً منها.والنُّقْرَةُ: السَّبِيكَةُ، والجمع نِقارٌ.والنَّقَّارُ: النَّقَّاشُ، التهذيب: الذي يَنْقُشُ الرُّكُبَ واللُّجُمَ ونحوها، وكذلك الذي يَنْقُرُ الرَّحَى.والنَّقْرُ: الكتابُ في الحَجَرِ. ونَقَرَ الطائرُ في الموضع: سَهَّلَهُ ليَبِيضَ فيه؛ قال طرفة: يــا لَــكِ مـن قُبَّـرَةٍ بِمَعْمَـرِ، خَلا لَـكِ الجَـوُّ فَبِيضـِي واصْفِري، ونَقِّــري مــا شـِئْتِ أَنْ تُنَقِّـرِي وقيل: التَّنْقِيرُ مثلُ الصَّفِير؛ وينشد: ونَقِّــرِي مــا شـِئْتِ أَنْ تُنَقِّـري والنُّقْرَةُ: مَبِيضُهُ؛ قال المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ: لِلقارِيــاتِ مــن القَطَـا نُقَـرٌ فــي جـانِبَيْهِ، كأَنَّهـا الرَّقْـمُ ونَقَرَ البَيْضَةَ عن الفَرْخ: نَقَبَها. والنَّقْرُ: ضَمُّكَ الإِبهام إِلى طَرَفِ الوُسْطَى ثم تَنْقُر فيسمع صاحبك صوت ذلك، وكذلك باللسان.وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى: ولا يُظْلَمُونَ نَقِيراً؛ وضَعَ طَرَفَ إِبهامه على باطن سَبَّابَتِهِ ثم نَقَرَها وقال هذا التفسير. وما له نَقِرٌ أَي ماء.والمِنْقَرُ والمُنْقُرُ، بضم الميم والقاف: بئر صغيرة، وقيل: بئر ضيقة الرأْس تحفر في الأَرض الصُّلْبَةِ لئلاَّ تَهَشَّمَ، والجمع المَناقِرُ، وقيل: المُنْقُر والمِنْقَرُ بئر كثيرة الماء بعيدة القعر؛ وأَنشد الليث في المِنْقَرِ: أَصــْدَرَها عـن مِنْقَـرِ السـَّنابِرِ نَقْـرُ الـدَّنانِيرِ وشُرْبُ الخازِرِ، واللَّقْـمُ في الفاثُورِ بالظَّهائِرِ الأَصمعي: المُنْقُرُ وجمعها مَناقِرُ وهي آبار صغار ضيقة الرؤُوس تكون في نَجَفَةٍ صُلْبة لئلاَّ تَهَشَّمَ، قال الأَزهري: القياس مِنْقَرٌ كما قال الليث، قال: والأَصمعي لا يحكي عن العرب إِلا ما سمعه. والمُنْقُرُ أَيضاً: الحوض؛ عن كراع. وفي حديث عثمانَ البَتِّيِّ: ما بهذه النُّقْرَةِ أَعلم بالقضاءِ من ابن سِيْرينَ، أَراد بالبصرة. وأَصل النُّقْرَةِ: حُفْرَةٌ يُسْتَنْقَعُ فيها الماء.ونَقَرَ الرجلَ يَنْقُره نَقْراً: عابه ووقع فيه، والاسم النَّقَرَى.قالت امرأَة من العرب لبعلها: مُرَّ بي على بني نَظَرى ولا تَمُرَّ بي على بنات نَقَرَى أَي مُرَّ بي على الرجال الذين ينظرون إِليّ ولا تَمُرَّ بي على النساءِ اللَّوَاتي يَعِبْنَنِي، ويروى نَظَّرَى ونَقَّرَى، مشدَّدين. وفي التهذيب في هذا المثل: قالت أَعرابية لصاحبة لها مُرِّي بي على النَّظَرَى ولا تَمُرِّي بي على النَّقَرَى أَي مري بي على من ينظر إِليّ ولا يُنَقِّرُ. قال: ويقال إِن الرجال بنو النَّظَرَى وإِن النساءَ بنو النَّقَرَى.والمُناقَرَةُ: المُنازَعَةُ. وقد ناقَرَهُ أَي نازعه. والمُناقَرَةُ: مُرَاجَعَةُ الكلام. وببني وبينه مُناقَرَةٌ ونِقارٌ وناقِرَةٌ ونِقْرَةٌ أَي كلام؛ عن اللحياني؛ قال ابن سيده: ولم يفسره، قال: وهو عندي من المراجعة. وجاءَ في الحديث: متى ما يَكْثُرْ حَمَلَةُ القرآن يُنَقِّرُوا، ومتى ما يُنَقِّرُوا يختلفوا؛ التَّنْقِيرُ: التَّفْتِيشُ؛ ورجل نَقَّارٌ ومُنَقِّرٌ. والمُناقَرَةُ: مراجعةُ الكلام بين اثنين وبَثُّهُما أَحادِيثَهما وأُمُورَهما. والنَّاقِرَةُ: الداهيةُ. ورَمَى الرامي الغَرَضَ فَنَقَره أَي أَصابه ولم يُنْفِذْهُ، وهي سِهامٌ نَواقِرُ. ويقال للرجل إذا لم يستقم على الصواب: أَخْطَأَتْ نَواقِرُه؛ قال ابن مقبل: وأَهْتَضـِمُ الخَالَ العَزِيزَ وأَنْتَحِي عليهـ، إذا ضَلَّ الطَّرِيقَ نَواقِرُه وسهم ناقِرٌ: صائبٌ. والنَّاقِرُ: السهم إذا أَصاب الهَدَفَ. وتقول العرب: نعوذ بالله من العَواقِرِ والنَّواقِرِ، وقد تقدم ذكر العواقر، وإِذا لم يكن السهم صائباً فليس بِناقِرٍ. التهذيب: ويقال نعوذ بالله من العَقَرِ والنَّقَرِ، فالعَقَرُ الزَّمانَة في الجسد، والنَّقَرُ ذهاب المال.ورماه بِنَواقِرَ أَي بِكَلِمٍ صَوائِبَ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي يف النواقر من السهام: خَـــواطِئاً كأَنهـــا نَـــواقِرُ أَي لم تخطئ إِلاَّ قريباً من الصواب.وانْتَقَرَ الشيءَ وتَنَقَّرَه ونَقَّرَه ونَقَّرَ عنه، كل ذلك: بحث عنه. والتَّنْقيرُ عن الأَمرِ: البحث عنه. ورجل نَقَّارٌ: مُنَقِّرٌ عن الأُمور والأَخبار. وفي حديث ابن المسيب: بلغه قول عكرمة في الحين أَنه ستة أَشهر فقال: انْتَقَرَها عِكْرِمَةُ أَي استنبطها من القرآن؛ قال ابن الأَثير: والتَّنْقير البحث هذا إِن أَراد تصديقه، وإِن أَراد تكذيبه فمعناه أَنه قالها من قِبَل نفسه واختص بها من الانتقار الاختصاص، يقال: نَقَّرَ باسم فلان وانْتَقَر إذا سماه من بين الجماعة. وانْتَقَر القومَ: اختارهم.ودعاهم النَّقَرَى إذا دعا بعضاً دون بعض يُنَقِّرُ باسم الواحد بعد الواحد. قال: وقال الأَصمعي إذا دعا جماعتهم قال: دَعَوْتُهم الجَفَلَى؛ قال طرفة بن العبد: نحـن في المَشْتَاةِ نَدْعُو الجَفَلَى لا تَــرَى الآدِبَ فينــا يَنْتَقِــرْ الجوهري: دعوتهم النَّقَرَى أَي دَعْوَةً خاصةً، وهو الانْتِقار أَيضاً، وقد انْتَقَرَهُم؛ وقيل: هو من الانتقار الذي هو الاختيار، أَو من نَقَرَ الطائر إذا لقط من ههنا وههنا.قال ابن الأَعرابي: قال العُقَيليّ ما ترك عندي نُقارَةً إِلاَّ انْتَقَرَها أَي ما ترك عندي لَفْظَةً مُنْتَخَبَةً مُنْتَقاةً إِلاَّ أَخذها لذاته. ونَقَّر باسمه: سماه من بينهم. والرجل يُنَقِّرُ باسم رجل من جماعة يخصه فيدعوه، يقال: نَقَّرَ باسمه إذا سماه من بينهم، وإِذا ضرب الرجل رأْس رجل قلت: نَقَرَ رأْسه. والنَّقْرُ: صوت اللسان، وهو إِلزاق طرفه بمخرج النون ثم يُصَوِّتُ به فَيَنْقُر بالدابة لتسير؛ وأَنشد: وخـــانِقٍ ذي غُصـــَّةٍ جِرْيـــاضِ راخَيْـتُ يـومَ النَّقْـرِ والإِنْقـاضِ وأَنشده ابن الأَعرابي: وخـــانِقَيْ ذي غُصـــَّةٍ جَـــرَّاضِ وقيل: أَراد بقوله وخانِقَيْ هَمَّيْن خَنَقَا هذا الرجل. وراخيت أَي فَرَّجْتُ. والنَّقْرُ: أَن يضع لسانه فوق ثناياه مما يلي الحَنَكَ ثم يَنْقُرَ. ابن سيده: والنَّقْرُ أَن تُلْزِقَ طرف لسانك بحنكك وتَفْتَحَ ثم تُصَوِّتَ، وقيل: هو اضطراب اللسان في الفم إِلى فوق وإِلى أَسفل؛ وقد نَقَرَ بالدابة نَقْراً وهو صُوَيْتٌ يزعجه. وفي الصحاح: نَقَرَ بالفرس؛ قال عبيد بن ماوِيَّةَ الطائي: أَنـا ابـنُ ماوِيَّةَ إِذْ جَدَّ النَّقُرْ وجــاءَتِ الخَيْــلُ أَثـابِيَّ زُمَـرْ أَراد النَّقْرَ بالخيل فلما وقف نقل حركة الراء إِلى القاف، وهي لغة لبعض العرب، تقول: هذا بَكُرْ ومررت بِبَكِر، وقد قرأَ بعضهم: وتواصَوْا بالصَّبِرْ. والأَثابِيُّ: الجماعات، الواحد منهم أُثْبِيَّة. وقال ابن سيده: أَلقى حركة الراء على القاف إِذ ان ساكناً ليعلم السامع أَنها حركة الحرف في الوصل، كما تقول هذا بَكُر ومررت بِبَكِر، قال: ولا يكون ذلك في النصب، قال: وإِن شئت لم تنقل ووقفت على السكون وإِن كان فيه ساكن، ويقال: أَنْقَرَ الرجلُ بالدابة يُنْقِرُ بها إِنْقاراً ونَقْراً؛ وأَنشد: طَلْـــحٌ كـــأَنَّ بَطْنَــهُ جَشــِيرُ إِذا مَشـــَى لكَعْبِـــه نَقِيـــرُ والنَّقْرُ: صُوَيْتٌ يسمع من قَرْع الإِبهام على الوُسْطى. يقال: ما أَثابَهُ نَقْرَةً أَي شيئاً، لا يستعمل إِلا في النفي؛ قال الشاعر: وهُـنَّ حَـرىً أَن لا يُثِبْنَـكَ نَقْـرَةً وأَنـتَ حَـرىً بالنـار حين تُثِيبُ والنَّاقُور: الصُّورُ الذي يَنْقُر فيه المَلَكُ أَي ينفخ. وقوله تعالى: فإِذا نُقِرَ في النَّاقُور؛ قيل: الناقور الصور الذي يُنْفَخُ فيه للحشر، أَي نُفِخَ في الصور، وقيل في التفسير: إِنه يعني به النفخة الأُولى، وروى أَبو العباس عن ابن الأَعرابي قال: النَّاقُور القلبُ، وقال الفرّاء: يقال إِنها أَوّل النفختين، والنقير الصوتُ، والنَّقِير الأَصلُ.وأَنْقَرَ عنه أَي كف، وضربه فما أَنْقَرَ عنه حتى قتله أَي ما أَقلع عنه.وفي الحديث عن ابن عباس: ما كان الله ليُنْقِرَ عن قاتل المؤمن أَي ما كان الله ليُقْلِعَ وليَكُفَّ عنه حتى يهلكه؛ ومنه قول ذؤيب بن زُنَيم الطُّهَوِيِّ: لعَمْـرُك مـا وَنَيْـتُ فـي وُدِّ طَيِّءٍ وما أَنا عن أَعْداء قَوْمِي بِمُنْقِرِ والنُّقَرَةُ: داء يأْخذ الشاة فتموت منه. والنُّقَرَةُ، مثل الهُمَزَةِ: داء يأْخذ الغنم فتَرِمُ منه بطون أَفخاذها وتَظْلَعُ؛ نَقِرَتْ تَنْقَرُ نَقْراً، فهي نَقِرَةٌ. قال ابن السكيت: النُّقَرَةُ داء يأْخذ المِعْزَى في حوافرها وفي أَفخاذها فَيُلْتَمَسُ في موضعه، فيُرَى كأَنه وَرَمٌ فيكوى، فيقال: بها نُقَرَةٌ، وعَنْزٌ نَقِرَةٌ. الصحاح: والنُّقَرَةُ، مثال الهُمَزَةِ، داء يأْخذ الشاء في جُنُوبها، وبها نُقَرَةٌ؛ قال المَرَّارُ العَدَوِيُّ: وحَشــَوْتُ الغَيْــظَ فــي أَضـْلاعِهِ فَهْــوَ يَمْشــِي خَضـَلاناً كـالنَّقِرْ ويقال: النَّقِرُ الغضبان. يقال: هو نَقِرٌ عليك أَي غضبان، وقد نَقِرَ نَقَراً. ابن سيده: والنُّقَرَةُ داء يصيب الغنم والبقر في أَرجلها، وهو التواء العُرْقوبَينِ. ونَقِرَ عليه نَقَراً، فهو نَقِرٌ: غضب.وبنو مِنْقَرٍ: بطن من تميم، وهو مِنْقَرُ بن عبيد بن الحرث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مَنَاة بن تميم. وفي التهذيب: وبنو مِنْقَرٍ حَيّ من سعد. ونَقْرَةُ: منزل بالبادية. والنَّاقِرَةُ: موضع بين مكة والبصرة.والنَّقِيرَةُ: موضع بين الأَحْساءِ والبصرة. والنَّقِيرَةُ: رَكِيَّةٌ معروفة كثيرة الماء بين ثاجَ وكاظِمَةَ. ابن الأَعرابي: كل أَرض مُتَصَوِّبَة في هَبْطَةٍ فهي النَّقِرَةُ، ومنها سميت نَقِرَةُ بطريق مكة التي يقال لها مَعْدِنُ النَّقِرَة. ونَقَرَى: موضع؛ قال: لمــا رَأَيْتُهُــمُ كـأَنَّ جُمُـوعَهُمُ بـالجِزْعِ مـن نَقَرَى، نِجاءُ خَرِيفِ وأَما قول الهُذَليّ: ولمـا رَأَوْا نَقْرَى تَسِيلُ أَكامُها بــأَرْعَنَ جَــرَّارٍ وحامِيَـةٍ غُلْـبِ فإِنه أَسكن ضرورة. ونَقِيرٌ: موضع؛ قال العجاج: دَافَــعَ عَنِّــي بِنَقِيــرٍ مَوْتَـتي وأَنْقِرَةُ: موضع بالشأْم أَعجمي؛ واستعمله امرؤ القيس على عُجْمَتِهِ: قــــد غُــــودِرَتْ بــــأَنْقِرَه وقيل: أَنْقِرَةُ موضع فيه قَلْعَةٌ للروم، وهو أَيضاً جمع نَقِيرٍ مثل رغيف وأَرْغِفَةٍ، وهو حفرة في الأَرض؛ قال الأَسود بن يَعْفُرَ: نَزَلـوا بـأَنْقِرَةٍ يَسـِيلُ عليهِـمُ مـاءُ الفُرَاتِـ، يَجِيءُ من أَطْوَادِ أَبو عمرو: النَّواقِرُ المُقَرْطِسات؛ قال الشماخ يصف صائداً: وسـَيِّرْهُ يَشـْفِي نفسـَه بالنَّواقِر والنَّواقِرُ: الحُجَجُ المُصِيباتُ كالنَّبْلِ المصيبة. وإِنه لَمُنَقَّرُ العين أَي غائر العين. أَبو سعيد: التَّنَقُّرُ الدعاء على الأَهل والمال. أَراحني الله منه، ذهب الله بماله. وقوله في الحديث: فأَمَرَ بنُقْرَةٍ من نحاس فأُحميت؛ ابن الأَثير: النُّقْرَةُ قِدْرٌ يُسَخَّنُ فيها الماء وغيره، وقيل: هو بالباء الموحدة، وقد تقدم. الليث: انْتَقَرَتِ الخيلُ بحوافرها نُقَراً أَي احْتَفَرَتْ بها. وإِذا جَرَتِ السُّيُولُ على الأَرض انْتَقَرتْ نُقَراً يحتبس فيها شيء من الماء. ويقال: ما لفلان بموضع كذا نَقِرٌ ونَقِزٌ، بالراء وبالزاي المعجمة، ولا مُلْكٌ ولا مَلْكٌ ولا مِلْكٌ؛ يريد بئراً أَو ماء.
المعجم: لسان العرب

نقر

المعنى: نقر نَقَرَه، أَي الشيءَ بالشيءِ، نَقْرَاً: ضَرَبَه بِهِ، عَن ابنِ القَطّاع. وَفِي المُحكَم: النَّقْرُ: ضربُ الرَّحا والحجرِ وغيرِه بالمِنْقار، نَقَرَه يَنْقُره نَقْرَاً: ضَرَبَه. منَ المَجاز: نَقَرَه: أَي الرجلَ، يَنْقُره نَقْرَاً: إِذا عابَهُ، واغْتابَه وَوَقَع فِيهِ. والاسمُ النَّقَرَى، كَجَمَزى. قَالَت امرأةٌ لبَعلها: مُرَّ بِي على بَني النَّظَرَى، وَلَا تَمُرَّ بِي على بَناتِ النَّقَرى. وَقد مرَّ فِي نظ ر وَسَيَأْتِي أَيْضا فِي آخر الْمَادَّة. نَقَرَ البَيْضةَ عَن الفَرخِ يَنْقُرها نَقْرَاً: نَقَبَها. قَوْلُهُ تَعالى: فَإِذا نُقِرَ فِي النّاقور أَي الصُّور الَّذِي نَقْرُ فِيهِ المَلَك، أَي ينْفخ فِيهِ لحَشْر، وَنَقَرَ فِيهِ، أَي نَفَخَ، وَهُوَ مَجاز. وَقيل فِي التَّفْسِير: إنّه يَعْنِي بِهِ النَّفْخَةَ الأولى. وَقَالَ الفَرَّاء: يُقَال: إنّها أوّلُ النَّفختَيْن. منَ المَجاز: نَقَرَ فِي الحَجَرِ: كَتَبَ، وَمِنْه قَوْلهم: التَّعليمُ فِي الصِّغَر كالنَّقْشِ على الحجرِ. نَقَرَ الطائرُ الحَبَّ يَنْقُرهُ نَقْرَاً: لَقَطَ من هَاهُنَا وَهَاهُنَا، هَذِه الْعبارَة أَخذهَا من كَلَام الجَوْهَرِيّ فِي النَّقَرى والانْتِقار جعله مأخوذاً من لَقْطِ الطَّيرِ الحَبَّ من هَاهُنَا وَهَاهُنَا، وأمّا غيرُه من الأئمّة فإنّهم ذكرُوا فِي معنى نَقْرِ الطَّائِر الالتقاطَ فَقَط، وَلم يُقَيِّدوا من هَاهُنَا وَهَاهُنَا، فتأمَّل، فَإِن الجج إنّما قيَّده بِمَا ذَكَرَ لمناسبةِ المَقام. والمِنْقار، بِالْكَسْرِ: حَديدةٌ كالفأسِ مُشكَّكَةٌ مستديرةٌ لَهَا خَلْفٌ يُنقَر بهَا ويُقطَع بهَا الحجارةُ والأرضُ الصُّلْبَة. المِنْقار من الطَّائِر: مِنْسَرُهُ، لأنّه يَنْقُرُ بِهِ. قَالَ شَيْخُنا: وَسبق أَن المِنْسَر خاصٌّ بالصائد. وَفِي الفَصيح: المِنْقارُ لغير الصَّائِد من الطَّيْر، وصائدُه يُقَال لَهُ المِنسَر، فهما  غَيْرَان كَمَا حرَّرْته فِي شَرْحِ الفصيح أثْنَاء بَاب الفَرْق. قلت: وَجمع مِنْقار الطائرِ والنَّجَّار المَناقير. المِنْقار من الخُفِّ: مُقَدَّمُه، على التَّشْبِيه. قَالَ ابْن السِّكِّيت فِي تَفْسِير قَوْلُهُ تَعالى: وَلَا يُظلَمونَ نَقيراً النَّقير: النُّكْتَة فِي ظَهْرِ النَّواة، وَقَالَ غيرُه: كأنَّ ذَلِك الموضِعَ نُقِرَ مِنْهَا. وَقَالَ لبيدٌ يرثي أَخَاهُ أَرْبَدَ: (وليسَ الناسُ بَعْدَكَ فِي نَقيرٍ  ...  وَلَا همْ غَيْرُ أَصْدَاءٍ وهَام) أَي لَيْسُوا بعْدك فِي شيءٍ، كالنُّقْرَة، بالضّمّ، عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: وَهِي الَّتِي تَنْبُت مِنْهَا النَّخلة. والنِّقْر، بِالْكَسْرِ، والأَنْقورِ، بالضّمّ الْأَخير نَقله الصَّاغانِيّ، وَشَاهد النِّقْر بالكسْر، قَالَ أَبُو هُذَيْل: أنْشدهُ أَبُو عمروِ بن الْعَلَاء: (وَإِذا أَرَدْنا رِحْلةً جَزِعَتْ  ...  وَإِذا أَقَمْنا لم تُفِدْ نِقْرا) النَّقير: مَا نُقِرَ ونُقِبَ من الحَجَر والخَشَب وَنَحْوه، وَفِي بعض الأُصول: ونحوِهما: وَقد نُقِرَ وانْتُقِرَ، كِلَاهُمَا مَبنِيَّان على المَفعول. فِي حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ: على نَقيرٍ من خَشَبِ، هُوَ جِذْعٌ يُنْقَرُ ويُجْعَلُ فِيهِ كالمَراقي يُصْعَد عَلَيْهِ إِلَى الغُرَف، وَفِي الحَدِيث: نَهَى النَّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم عَن الدُّبّاء والحَنْتَمِ والنَّقير والمُزّفَّت. النَّقيرُ: أَصل خَشَبَةٍ يُنْقَرُ، فيُنْبَذُ، وَفِي بعض الأُصول: فيُنْتَبَذ فِيهِ فيَشْتَدُّ نَبيذُه، وَفِي التَّهْذِيب: النَّقير: أَصل النَّخلَة يُنْقَرُ فيُنْبَذُ فِيهِ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: أَما النَّقير فإنَّ أَهلَ الْيَمَامَة كَانُوا يَنقُرون أَصلَ النَّخْلَة ثمَّ يشدخُون فِيهَا الرُّطَبَ والبُسْرَ ثمَّ يدَعونَه) حَتَّى يَهْدِرَ ثمَّ يُمَوَّتَ. وَقَالَ ابْن الأَثير: النَّقير: أَصل النَّخْلَة يُنْقَرُ وسَطُه ثمَّ يُنْبَذُ فِيهِ التَّمْرُ ويُلْقَى عَلَيْهِ الماءُ فَيصير نَبيذا  ً مُسْكِراً، والنَّهي واقعٌ على مَا يُعْمَل فِيهِ، لَا على اتِّخاذ النَّقير، فَيكون على حذف المُضاف، تَقْدِيره: عَن نَبيذِ النَّقير، وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنى مَفعُول. النَّقير: أَصل الرَّجل ونجَارُهُ، وَمِنْه قولُهم: فلانٌ كريمُ النَّقير، كَمَا يَقُولُونَ: كريمُ النَّحيتِ. النَّقيرُ: الفقيرُ جِدّاً، كأَنَّه نُقِرَ. وَهُوَ مَجاز. النَّقير: ذُبابٌ أَسودُ يكون فِي الماءِ، نَقله الصَّاغانِيّ. والمنْقر، كمُنْخُلٍ ومِنْبَرٍ: الخشَبَةُ الَّتِي تُنْقَرُ للشَّراب، وَقَالَ أَبو حنيفَة: المنْقر: كلُّ مَا نُقِرَ للشَّراب. قَالَ: وَج مَناقير، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا لَا يصحّ إلاّ أَنْ يكونَ جَمْعاً شاذّاً جَاءَ على غير واحِدِه. المُنْقُرُ والمِنْقَرُ: البئرُ الصَّغيرة الضَّيِّقَةُ الرَّأْسِ تُحْفَرُ فِي صُلْبَةٍ من الأَرض، وَفِي النَّوادر للأَصمعيّ: تكون فِي نَجَفَةٍ صُلْبَةٍ لئلاّ تَهَشَّمَ، ضبطَه اللّيث بِكَسْر الْمِيم والأَصمعيّ بالضّمِّ قَالَ: وجمعُه مَناقِرُ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: والقِياسُ مِنْقَرٌ كَمَا قَالَ اللَّيْث، قَالَ: والأَصمعيّ لَا يَحكي عَن الْعَرَب إلاّ مَا سَمِعَهُ. أَو المنْقر، بالضَّبْطَيْن: الْبِئْر الْكَثِيرَة المَاء الْبَعِيدَة القَعْرِ، نَقله الصَّاغانِيّ. المِنْقر أَيضاً: الحَوْض، عَن كُراع. النُّقْرَة، بالضَّمّ: الوَهدَةُ المُستديرة فِي الأَرضِ لَيست بكبيرة يُسْتَنْقَع فِيهَا الماءُ، ج نُقَرٌ، كَصُرَد، ونِقارٌ، كَكِتابٍ، وَفِي خبَر أبي العارِم: وَنحن فِي رَمْلَةٍ فِيهَا من الأَرْطَى والنِّقار الدَّفيئَة مَا لَا يعلمُه إلاّ الله تَعَالَى. يَقُولُونَ احتجَمَ فِي نُقْرَة القَفا، وَهُوَ مُنْقَطَعُ القَمَحْدُوَةِ فِي القَفا، وَهِي وَهْدَةٌ فِيهَا. لَهُ إبريقٌ من نُقْرَةٍ، وَهِي الْقطعَة المُذابَةُ من الذَّهَبِ والفِضَّة، وَهِي السَّبيكة، وَقيل: هُوَ مَا سُبِكَ مُجتمعاً مِنْهُمَا. وَاقْتصر الزَّمخشريّ فِي الأَساس على الفضَّة المُذابة. قلتُ وَهَكَذَا استعمالُ العَجَم إِلَى الآنَ يُطْلِقونها على مَا سُبِكَ من دراهِمِ  الفضَّةِ الَّتِي يُتَعامَلُ بهَا عِنْدهم، ج نِقارٌ، بِالْكَسْرِ. النُّقْرَةُ: وَقْبُ العَيْنِ. والنُّقرَة: ثقبُ الإستِ، وَفِي اللِّسَان: النُّقرَةُ من الوَرِكِ: الثُّقب الَّذِي فِي وسَطِها. النُّقرَة: مَبيضُ الطّائر، جمعُه نُقَرٌ، قَالَ المُخَبَّل السَّعدِيّ: (للقارِياتِ من القَطا نُقَرٌ  ...  فِي جانِبَيْه كأَنَّها الرَّقْمُ) ونَقَّرَ الطَّائِر فِي المَوضِع تَنْقيراً: سَهَّلَه لِيَبيضَ فِيهِ، قَالَ طَرَفةُ: (يَا لَك من قُبَّرَة بمَعْمَرِ  ...  خلا لَكِ الجَوُّ فبِيضي واصْفِرِي) ونَقِّري مَا شئتِ أَنْ تُنَقِّري وَقيل: التَّنقير مثلُ الصَّفيرِ. من المَجاز يُقَال: بينَهما مُناقَرَةٌ، ونِقارٌ، وناقِرَةٌ، بالكَسر، أَي كلامٌ، عَن اللِّحيانيّ. قَالَ ابْن سِيده: وَلم يفسِّرْه، قَالَ: وَعِنْدِي هُوَ مُراجَعَةٌ فِي الْكَلَام وبثُّهما أَحاديثَهُما وأُمورَهُما. من المَجاز: النَّقْرُ: أَن تُلزِقَ طَرَفَ لِسانِكَ بحَنَكِك وتفتحَ ثُمَّ تُصَوِّتَ، قَالَه ابنُ سِيدَه. وَقَالَ هُوَ أَن يضع لسانَه فَوق ثناياه مِمَّا يَلي الحَنَكَ ثمَّ يَنْقُر، وَقيل: هُوَ إلزاقُ طَرَفِ اللسانِ بمَخرَج النُّون ثمَّ التَّصويت بِهِ فيَنْقُر بالدَّابَّة لتسيرَ، أَو هُوَ اضْطِرَاب اللِّسَان فِي الْفَم إِلَى فَوق وَإِلَى أَسفل، أَو هُوَ صَوْتٌ، وَفِي التكملة: صُوَيْتٌ يُزْعَجُ بِهِ الفَرَسُ. وَفِي الصِّحَاح: نَقَرَ بالفَرَس، وَفِي) التَّهْذِيب والتكملة: ونَقَرَ بالدَّابَّة نَقْراً. وَزَاد فِي التكملة: وأَنْقَرَ بهَا إنْقاراً، مِثلُه. وَقَالَ ابْن القطّاع: نَقَرَ بِلِسَانِهِ  نَقراً: ضَرَبَ حَنَكَهُ ليسَكِّنَ الفَرَس من قَلَقه. قلت: وَهُوَ مُخالفٌ لما ذكره الجَوْهَرِيّ والأَزْهَرِيّ وَابْن سِيده، فليُتَأَمَّل. وَقَول فَدَكِيّ المِنْقَرِيّ الطّائي وَهُوَ عُبيد بن ماوِيَّة: (أَنا ابنُ ماوِيَّةَ إِذْ جَدَّ النَّقُرْ  ...  وَجَاءَت الخَيْلُ أَثابِيَّ زُمَرْ) قَالَ الجَوْهَرِيّ: أَراد النَّقْرَ بِالْخَيْلِ، فَلَمَّا وقف نَقلَ حركةَ الرَّاء إِلَى الْقَاف وَهِي لغةٌ لبَعض الْعَرَب وَقد قرأَ بَعضهم وتَواصَوا بالصَّبِرْ، والأَثابِيّ: الْجَمَاعَات، الْوَاحِدَة مِنْهُم أُثْبِيَّة. وَقَالَ ابْن سَيّده: أَلقى حَرَكَة الرَّاء على الْقَاف إِذْ كَانَ سَاكِنا لِيَعلَم السّامع أَنَّها حركةُ الحَرف فِي الوَصل، كَمَا تَقول: هَذَا بَكُرْ، ومَرَرْتُ بِبَكِرْ، قَالَ: وَلَا يكون ذَلِك فِي النَّصبِ. قَالَ: وَإِن شئتَ لم تَنْقُل ووقفْتَ على السّكون، وَإِن كَانَ فِيهِ سَاكن. والنَّقرُ، أَيضاً، صويت يُسْمَعُ من قرع الْإِبْهَام على الوُسْطَى، وَهُوَ مَجازٌ. وَفِي حَدِيث ابْن عبّاس فِي قَوْله تَعَالَى: وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيراً وضَع طَرَفَ إبهامِه على باطِن سَبَّابَتِه ثمَّ نقَرَها وَقَالَ: هَذَا النَّقير. من المَجاز: نَقَّرَ باسمِه تَنْقيراً: سَمَّاه من بَينهم، وَكَذَلِكَ انْتَقَرَه، إِذا سَمَّاه من بَين الْجَمَاعَة. وانْتَقَرَهُ: اخْتارَهُ، قيل: وَمِنْه دَعْوَةُ النَّقَرَى. من المَجاز: انْتَقَرَ الشَّيْءَ، إِذا بحثَ عنهُ، كنَقَّرَهُ تَنقيراً، نَقَّرَ عَنهُ وتَنَقَّرَهُ. والتَّنقيرُ عَن الأَمر: الْبَحْث عَنهُ والتَّعرُّف، وَفِي حَدِيث ابْن المُسَيِّب بلَغَهُ قولُ عِكْرَمَةَ فِي الحِين أَنّه سِتَّةُ أَشْهُرٍ فَقَالَ: انْتَقَرَها عِكْرَمَةُ، أَي استَنْبَطَها من الْقُرْآن. قَالَ ابْن  ُ الأَثير: هَذَا إِن أَراد تصديقَه، وَإِن أَراد تكذيبَه فَمَعْنَاه أَنَّه قَالَهَا من قِبَلِ نفسِه واختصّ بهَا. وأَنْقَرَ عنهُ إنْقاراً: كَفَّ، وَيُقَال: ضَرَبَ فَمَا أَنْقَرَ عَنهُ حَتَّى قتلَه، أَي مَا أَقْلَع عَنهُ، وَمِنْه حَدِيث ابْن عبّاس: مَا كَانَ الله لِيُقْلِعَ ولِيَكُفَّ عَنهُ حَتَّى يُهلِكَه، وَمِنْه قَول ذُؤَيْب بن زُنَيْمٍ الطُّهَوِيّ: (لَعَمْرُكَ مَا وَنَّيْتُ فِي وُدِّ طَيِّئٍ  ...  وَمَا أَنا عَن شَيْءٍ عَنانِي بِمُنْقِرِ) ونَقِرَ عَلَيْهِ، كفَرِحَ، ينقَرُ نَقَراً: غَضِبَ، والنَّقِرُ: الغضبان، وَيُقَال: هُوَ نَقِرٌ عَلَيْك. نَقِرَت الشّاةُ نَقَراً: أَصابتْها النُّقَرَةُ، كهُمَزَة، وَهِي داءٌ يصيبُ الغَنَمَ والبقَرَ فِي أَرْجُلِها فتَرِمُ مِنْهُ بُطونُ أَفخاذِها وتَظْلَعُ. وَقيل: هُوَ التِواءُ العُرْقوبَيْن. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: داءٌ يأْخُذُ المِعْزَى فِي حوافرِها وَفِي أَفخاذها فيُلْتَمَسُ فِي مَوْضِعه فيُرى كأَنَّه وَرَمٌ فيُكوى، فَيُقَال: بهَا نُقَرَةٌ. وعَنْزٌ نَقِرَةٌ. وَفِي الصِّحَاح: النُّقَرَةُ: داءٌ يأْخُذُ الشّاةَ فِي جُنوبِها، قَالَ المَرّار العَدَويّ: (وَحَشَوْتُ الغَيْظَ فِي أَضلاعه  ...  فَهْوَ يَمْشي حَظَلاناً كالنَّقِرْ) وَفِي تَهْذِيب ابْن القطّاع: داءٌ يأْخُذُها فِي بطُون أَفخاذِها يَمْنعُها المَشْيَ، قَالَ: وَقد يعتري ذَلِك النَّاس. والنَّاقِرَةُ: ع بَين مكّة وَالْبَصْرَة. النَّاقِرَةُ: الدَّاهِيَةُ، وَالْجمع النَّواقِرُ، وَيُقَال: رَمَاه الدَّهرُ بناقِرَةٍ ونَواقِرَ، وَهُوَ مَجاز، وَيُقَال نَعوذُ بِاللَّه من العَواقِرِ والنَّواقِرِ، وَقد تقدَّم ذكر العواقِر. النَّاقِرَةُ: الحُجَّةُ  والمُصيبَةُ. هَكَذَا بواو الْعَطف بَينهمَا، وَصَوَابه:) الحُجَّةُ المُصيبَةُ، وجَمعها النَّواقِرُ، وَهُوَ مَجاز. على أَنه سيأْتي فِي كَلَام المصنّف ذِكرُ النَّواقِر وَقَالَ هُنَاكَ: الحُجَجُ المُصيباتُ. وَهُوَ يدلُّ على مَا قُلْنَا، وَلَو ذكَرَهما فِي محَلٍّ واحدٍ كَانَ أَخصر. منَ المَجاز: يُقَال: مَا أَثابَهُ نَقْرَةً، بِالْفَتْح، كَمَا هُوَ مضبوطٌ فِي النّسَخ، وَقيل بالضَّمّ، ويدلّ لذَلِك قَول المصنّف فِي البصائر والزَّمخشريّ فِي الأَساس: وأَصلها النُّقْرَة الَّتِي فِي ظهر النَّواة. وَقد تقدم أَنَّهَا بالضَّم، أَي شَيْئا. وَفِي البصائر: أَي أَدنى شيءٍ. لَا يُسْتَعمَلُ إلاّ فِي النَّفي، قَالَ الشّاعر: (وهُنَّ حَرىً أَن لَا يُثِبْنَكَ نَقْرَةً  ...  وأَنْتَ حَرىً بالنّار حينَ تُثيبُ) منَ المَجاز: النَّاقِرُ: السَّهمُ إِذا أَصابَ الهدَفَ، وَإِذا لم يكن صائباً فَلَيْسَ بناقِر. يُقَال: رَمَى الرَّامِي الغَرَضَ فَنَقَرَه، أَي أَصابه وَلم يُنْفِذْه، وَهِي سِهامٌ نَواقِرُ: مَصيبَةٌ، وأَنشَد ابْن الأَعرابيّ: خَواطِئاً كأَنَّها نَواقِرُ أَي لم تخطئ إلاّ قَرِيبا من الصَّوَاب. والمُنْقِرُ، كمُحْسِن: اللَّبَن الحامض جِدّاً، نَقله الصَّاغانِيّ. قلتُ: وَهُوَ لغةٌ فِي المُمْقِرِ، بالميمِ وَقد تقدم فِي مَوْضِعه. المِنْقَر، كَمِنْبَر: المِعْوَلُ، والجَمع المَناقِرُ، قَالَ ذُو الرُّمَّة: كأَرْحاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْها المَناقِرُ مِنْقَرٌ: أَبو بَطْن من سعد ثمَّ من تَمِيم، وَهُوَ مِنْقَرُ بنُ عُبيد بنُ مُقاعِسٍ، واسْمه الْحَارِث بن عَمرو بن كَعْب بن سعد بن زيد مَنَاةَ بنِ تَمِيم. والنَّقَرُ، مُحَرَّكَةً: ذَهابُ المالِ،  وَمِنْه يُقَال: أَعوذُ بِاللَّه من العَقَرِ والنَّقَرِ، والعَقَر الزّمانَة فِي الجَسَد، وَقد ذُكِر فِي مَوْضِعه، كَذَا فِي التَّهْذِيب. وأَنْقِرَةُ: ع بالحيرَةِ، أَعجميّ، وَاسْتَعْملهُ امْرُؤ الْقَيْس على عُجْمَته فَقَالَ: قد غُودِرَتْ بِأَنْقِرَهْ قيل أَنْقِرةُ: د بالرُّوم مَشْهُور، قيلَ: مُعَرَّبُ أَنكُورِيَةَ الَّتِي يُجلَبُ مِنْهَا ثيابُ الصّوف والخَزِّ، فَإِن صحَّ فَهِيَ عَمُّورِية الَّتِي غَزاها المعتصم بِاللَّه العبّاسيّ فِي شدَّة الْبرد، فِي قصَّة ذكرهَا القطبيّ فِي أَعلام الأَعلام، وَمَات بهَا امْرُؤ الْقَيْس بن حُجْر الكِنديّ الشّاعر حِين اجتاز بهَا من الرُّوم مَسْموماً، فِي قصَّة ذكرهَا أَهل التواريخ. والنَّقيرةُ، كسفينة: رَكِيَّةٌ مَعروفةٌ كَثِيرَة الماءِ، بينَ ثاجَ وكاظِمَةَ، قَالَه الأَزْهَرِيّ. ونُقَيْرَة، كجُهَيْنَةَ: ة بعَيْنِ التَّمْرِ، هَكَذَا وُجد فِي كتاب أَبي حنيفَة إِسْحَاق بن بِشْر بخَطِّ العَبْدَريّ فِي قصَّة مسير خَالِد بن الْوَلِيد من عَين التَّمْرِ. وضُرَيْبُ بنُ نُقَيْر، بِالتَّصْغِيرِ فيهمَا، م معروفٌ، أَو هُوَ نُفَيْر بِالْفَاءِ، وَيُقَال فِيهِ، أَي فِي نُقَيْرِ: نُقَيْلٌ، أَيضاً صحابيٌّ، المُراد بِهِ أَبوه، رَوى عَنهُ ابنُه ضُرَيْبٌ المَذكور، ويُكْنَى ضُرَيْبٌ أَبَا السَّليل، وَحَدِيثه فِي سنَن النِّسائيّ، وَلَو قَالَ: ونُقَيْرٌ كزُبَيْر والِدُ ضُرَيْبٍ صحابيٌّ، كَانَ أَنْسَب. قَالَ ابْن الأَعرابيّ: قَالَ العُقَيليّ: مَا ترك عِنْدِي نُقارَةً إلاّ انْتَقَرَها، نُقارَةٌ، بالضَّمّ، أَي) مَا تركَ عِنْدِي شَيْئا إلاّ كتبهُ، ونصّ النَّوادر: لَفْظَة مُنتخبَةً مُنْتقاةً إلاّ أَخَذَها لِذاتِه. والنُّقارَةُ: قَدْرُ مَا يَنْقُرُ الطَّائِرُ. وإنَّه لَمُنَقَّر العَيْنِ، كمُعَظَّم، ومُنْتَقَرُها، وَهَذِه عَن الصَّاغانِيّ، أَي غائِرُها. منَ  المَجاز: انْتَقَرَ الرجلُ، إِذا دَعَا بَعْضًا دون بعض، فكأَنَّه اختارَهم واختصَّهم من بَينهم، قَالَ طَرَفَة: (نَحْنُ فِي المَشْتاةِ نَدْعو الجَفَلَى  ...  لَا تَرَى الآدِبَ فِينَا يَنْتَقِرْ) انتقرت الخَيْلُ بحوافِرِها نُقَراً، أَي احتَفَرَت بهَا، قَالَه اللَّيْث، وَكَذَا إِذا جَرَت السُّيول على الأَرضِ. يُقَال: انْتَقَرَت نُقَراً يَحْتَبِسُ فِيهَا شيءٌ من الماءِ. والنَّقْرَةُ، بِالْفَتْح، هَذَا قَول الجُمهور. وَيُقَال: مَعْدِنُ النَّقْرَة. وَقد تُكْسَر قافُهما، وَفِي مُخْتَصر الْبلدَانِ: وَقد تُكسَر النُّون، ولعلَّه غلطٌ: مَنْزِلٌ لِحاجِّ العراقِ، بَين أُضاخَ ومَاوَانَ، قَالَ أَبو المِسْوَر: (فَصبَّحَتْ مَعْدِنَ سُوقِ النَّقْرَهْ  ...  وَمَا بأَيِديهَا تُحِسُّ فَتْرَهْ) (فِي رَوْحَةٍ مَوصولَةٍ بِبُكْرَهْ  ...  من بينِ حَرْفٍ بازِلٍ وبَكْرَهْ) وَقَالَ السَّكُونِيّ: النَّقِرَة، بِكَسْر الْقَاف، هَكَذَا ضَبطه ابْن أَخي الشّافعيّ، بطرِيق مكَّة، يجيءُ المُصْعِد إِلَى مكَّة من الحاجر إِلَيْهِ، وَفِيه بِرْكَةٌ وثلاثُ آبارٍ: بئرٌ تُعرَف بالمَهدِيّ، وبئران تُعرَفان بالرَّشيد، وآبارٌ صغارٌ للأَعراب تُنْزَحُ عِنْد كَثرَة النَّاس، وماؤُهُنَّ عَذْبٌ، ورِشاؤُهُنَّ ثَلَاثُونَ ذِرَاعا، وَعِنْدهَا تفترق الطَّريق، فَمن أَراد مكّة نَزَلَ المُغيثَةَ، وَمن أَراد المدينَةَ أَخَذَ نَحْو العُسَيْلَة فنَزَلَها. قَالَ ابْن الأَعرابيّ: كُلُّ أَرضٍ مُتَصَوِّبَةٍ فِي هَبْطَة فَهِيَ نَقِرَةٌ، كَفَرِحَة، قَالَ: وَبهَا سُمِّيَت نَقِرَةُ الَّتِي بطرِيق مكّة شرَّفها الله تَعَالَى. قَالَ أَبو زِيَاد: لبني فَزارَة فِي بِلَادهمْ نَقِرَتانِ بَينهمَا مِيلٌ، هَكَذَا نقلَه عَنهُ ياقوت. وبناتُ النَّقَرَى، كجَمَزَى: النِّساءُ اللاّتِي يَعِبْنَ مَنْ مَرَّ بهنَّ، ويُروَى بتَشْديد الْقَاف، وَمِنْه المَثَلُ: مُرَّ بِي على بني النَّظَرَى وَلَا تَمُرَّ بِي على بَنَات نَّقَرَى، وَفِي التَّهْذِيب: قَالَت أعرابيةٌ لصاحبةٍ لَهَا: مُرِّي بِي على النَّظَرَى وَلَا تَمُرِّي بِي على النَّقَرَى. قَالَ: وَيُقَال: إنَّ الرِّجالَ بَنو النَّظَرَى وإنَّ النِّساءَ بَنو النَّقَرَى. منَ المَجاز: دَعَوْتُهُم النَّقَرَى، أَي دَعْوَة خاصَّةً، دَعَا بَعْضًا دون بعضٍ يُنَقِّرُ باسم الْوَاحِد بعد الْوَاحِد. وَقَالَ الأَصمعيّ: إِذا دَعَا جماعتَهم قَالَ: دَعَوْتُهم الجَفَلَى. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَهُوَ الانْتِقارُ أَيضاً وَقد انْتَقَرَهم، أَي اختارَهم، أَو مِن نَقَرَ الطَّائِر، إِذا لَقَطَ من هَا هُنَا وَمن هَا هُنا، وَقد نَقَرَ بهم نَقْراً وانْتَقَرَ انْتِقاراً، أّي اختصَّ بهم اخْتِصاصاً. وحقيرٌ نَقيرٌ، وَكَذَا حَقْرٌ نَقْرٌ وفقيرٌ نَقيرٌ إتْباعٌ لَا غير. والتَّنْقيرُ: شِبْه الصَّفير، وَبِه فُسِّر قَول طَرَفَة: وَنَقّري مَا شئتِ أَنْ تُنَقِّري وَقد تقدّم. منَ المَجاز: يقالُ: أَتَتْني عَنهُ نَواقِرُ، أَي كلامٌ يسوءُني. وَفِي اللِّسَان: رَماهُ بِنَواقِرَ، أَي بكَلِمٍ صَوائِبَ، أَو هِيَ، أَي النَّواقِرُ: الحُجَجَ المُصيباتُ، كالنَّبْلِ المُصيبَةِ. النُّقَرُ كَصُرَدٍ: ع، نَقله الصَّاغانِيّ. قلتُ: وَهِي بقعةٌ شبه الوَهْدَةِ يُحِيط بهَا كَثيبٌ فِي رَمْلَةٍ مُعترِضَةٍ مُهلكةٍ ذاهبَةٍ نحوَ جُراد، بَينهَا وَبَين حَجْر ثلاثُ ليالٍ، تُذْكَرُ فِي ديار) قُشَيْر، قَالَه ياقوت. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: نَقَرْتُ الشَّيْءَ: ثَقَبْتُه. وَيُقَال: مَا أَغنى عَنِّي نَقْرَةً، يَعْنِي نَقْرَةَ الدِّيكِ، لأَنَّه إِذا نَقَرَ أَصابَ، وَهُوَ مَجاز، وَفِي التَّهْذِيب: مَا أَغنى عني نَقْرَةً وَلَا فَتْلَةً وَلَا زُبالاً. وَهُوَ يُصَلِّي النَّقَرَى: يَنْقُرُ فِي صلَاته نَقْرَ الدِّيك. وَقد نُهِيَ عَنهُ، وَهُوَ مَجاز. والنَّقْرُ: الأَخْذُ بالإصبَع، وَمِنْه حَدِيث أَبي ذَرٍّ: فلمّا فرغوا جعلَ يَنْقُر شَيْئا من طعامهم، أَي يأْخُذُ مِنْهُ بإصبعه. وَقَالَ العجّاج: (دافَعَ عنّي بنُقَيْرٍ مَوْتَتي  ...  بعدَ اللَّتَيَّا واللَّتَيَّا والَّتى) نُقَيْرٌ، كزُبَيْر: مَوضِع، أَخبرَ أَنَّ الله أَنْقَذَه من مرضٍ أَشْفَى بِهِ على المَوْت. ونَقِرَ الرجلُ، كفَرِحَ: صَار نَقيراً، أَي فَقِيرا. والنَّقَّار، كشَدَّاد: النَّقّاشُ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هُوَ الَّذِي ينقش الرُّكُبَ واللُّجُمَ ونَحوَها، وَكَذَلِكَ الَّذِي ينقُر الرَّحَى. وَيُقَال: مَا لِفُلان بِموضع كَذَا نَقِرٌ ونَقِزٌ بالرَّاء وبالزَّاي: يُرِيد بِئْرا أَو مَاء. والنّواقِيرُ فُرْجَةٌ فِي جَبَلٍ بَين عكّا وصَفَد، على سَاحل بحرِ الشَّام، نقرَها الإسكندرُ. قَالَه ياقوت. وَفِي حَدِيث عثمانَ البَتِّيّ: مَا بِهَذِهِ النُّقْرَةِ أَعلمُ بِالْقضَاءِ من ابْن سيرينَ، أَراد بِالْبَصْرَةِ، وأَصل النُّقْرَة: حُفرةٌ يَستَنْقِعُ فِيهَا الماءُ. ونُقَيْرَة بن عَمروٍ الخُزاعِيّ، كجُهَيْنَة، ذُكِر فِي الصَّحَابَة، وَفِيه نظَرٌ، روَى عَن عُمَر، وَعنهُ حِزامُ بنُ هِشَام. ونُقرانُ، كعُثمانُ: موضعٌ ببادية تَمِيم. والمُناقَرَة، المُنازَعةُ، وَقد ناقَرَه: نازَعَه. والتَّنْقير: التَّفتيش. وَيُقَال للرجل إِذا لم يسْتَقِم على  الصَّوابِ: أَخْطَأَتْ نَواقِرُه، قَالَ ابْن مُقبِل: (وأَهْتَضِمُ الخالَ العزيزَ وأَنتحي  ...  عَلَيْهِ إِذا ضَلَّ الطَّريقَ نَواقِرُه) وَهُوَ مَجاز. ورجلٌ نَقَّارٌ، كشَدّاد: مُنَقِّرٌ عَن الأُمور والأَخبار. والانْتِقارُ: الاختصاصُ. وَإِذا ضَرَبَ الرجلُ رأْسَ رجلٍ. قلتَ: نَقَرَ رأْسَه، وَكَذَا العُود، والدُّفّ، بإصبعِه. وأَنْقَرَ الرَّجل بالدَّابَّةِ إنقاراً، مثل نَقَرَ بِهِ نَقْراً. والنَّقير: كأَمير: اسْم ذَلِك الصَّوتِ، قَالَ الشَّاعِر: (طَلْحٌ كَأَنَّ بطنَهُ جَشيرُ  ...  إِذا مَشَى لكَعْبِه نَقيرُ) والنَّاقور: القلبُ، رَوَاهُ ثَعلبٌ عَن ابْن الأَعرابيّ. والنَّقيرةُ، كسفينةٍ: مَوضِعٌ بَين الأَحساءِ والبَصْرَة. والنَّقيرة: سفينةٌ صغيرةٌ، وَهِي الجَرْمُ. ونَقَرَى، مُحَرَّكَةً: مَوضِعٌ، قَالَ: (لَمَّا رأَيْتُهُمُ كَأَنَّ جُمُوعَهُمْ  ...  بالجِزْعِ من نَقَرَى نِجاءُ خَرِيفِ) وسَكَّنَه الهُذَلِيُّ ضَرُورَة فَقَالَ: (ولمّا رَأَوا نَقْرَى تَسِيلُ إِكامُها  ...  بأَرْعَنَ جَرَّارٍ وحامِيَةٍ غُلْبِ) والنُّقار، كغُراب: مَوضِعٌ يكون فِي الْجبَال تَجْتَمِع إِلَيْهِ الْمِيَاه. والأَنْقِرَةُ: جَمْعُ نَقيرٍ، مثل رغيفٍ وأَرْغِفَةٍ، وَهُوَ حُفرَةٌ فِي الأَرضِ، قَالَ الأَسودُ بنُ يَعْفُر:)  (نَزَلوا بأَنْقِرَةٍ يسيلُ عليهمُ  ...  ماءُ الفراتِ يجيءُ من أَطوادِ) وَقَالَ أَبو عَمرو: النَّواقِرُ: المُقَرْطِساتُ. وَقَالَ أَبُو سعيد: المُتَنَقِّر: الدَّعَّاءُ على الأَهل وَالْمَال، يَقُول، يَقُول، أَراحَني اللهُ مِنكم، ذَهَبَ اللهُ بِمَالِه. وَفِي الحَدِيث: فأَمَرَ بنُقْرَةٍ من نُحاس فأُحْمِيَتْ. قَالَ ابْن الأَثير: النُّقْرَة: قِدْرٌ يُسَخَّن فِيهَا الماءُ وَغَيره، وَقيل هُوَ بِالْبَاء المُوَحَّدة، وَقد تقدّم. وانْتَقَرَت السُّيولُ نُقَراً، إِذا أَبْقَتْ حُفَراً فِي الأَرضِ يَحتَبِسُ فِيهَا شيءٌ من المَاء. وكَفْرُ النَّاقِر: قريةٌ صغيرةٌ بِمصْر بِالْقربِ من مَسْجِد الخَضِر. والنَّقَّار، كشَدَّاد: لقبُ أَبي عليٍّ الحَسَنِ بن داوُد المُقرئ بالكُوفة، مَاتَ سنة. ونُقار، كغُراب: موضعٌ فِي ديار أَسَدٍ بنَجْد. والنَّقْراءُ، بِالْفَتْح ممدوداً ويُقْصَر: حَرَّةٌ حَجازِيَّة. والنَّقْرُ بِالْفَتْح: جَبَلٌ بحِمَى ضَرِيَّة بأَقبال نَضادِ عِنْد الجَثْجاثة. وَقيل ماءٌ لغنيّ قَالَه الأَصمعيّ وأَنشد: (ولَنْ تَرِدِي مِذْعَى ولَنْ تَرِدي زَقا  ...  وَلَا النَّقْرَ إلاّ أَنْ تُجِدِّي الأَمانِيا) ونقرها: قريةٌ بالبحيرة من مصر. والنُّقارَةُ بالضَّمِّ: مَا يبْقى من نَقْرِ الحِجارَة، مثلُ النُّجارَة والنُّحاتَة. والنِّقارُ، ككِتاب، مَوضِع فِي الْبَادِيَة بَين التيه وحِسْمَى، فِي خبَرِ المتَنَبِّي لمّا هرب من مصر. والنَّقير، كأَمير: موضعٌ بَين هَجَر والبَصْرَة. وَذُو النَّقير ماءٌ لبني القَيْن من كلْب قَالَه ابْن السِّكِّيت وأَنشدَ قولَ عُرْوَةَ: (ذَكَرْتُ منازِلاً من أُمِّ وَهْبٍ  ...  مَحَلَّ الحَيِّ أَسْفَلَ ذِي النَّقيرِ) 
المعجم: تاج العروس

علل

المعنى: العَلُّ والعَلَلُ: الشَّرْبةُ الثانية، وقيل: الشُّرْب بعد الشرب تِباعاً، يقال: عَلَلٌ بعد نَهَلٍ.وعَلَّه يَعُلُّه ويَعِلُّه إذا سقاه السَّقْيَة الثانية، وعَلَّ بنفسه، يَتعدَّى ولا يتعدَّى. وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ عَلاًّ وعَلَلاً، وعَلَّتِ الإِبِلُ تَعِلُّ وتَعُلُّ إذا شَرِبت الشَّرْبةَ الثانية. ابن الأَعرابي: عَلَّ الرَّجلُ يَعِلُّ من المرض، وعَلَّ يَعِلُّ ويَعُلُّ من عَلَل الشَّراب. قال ابن بري: وقد يُسْتَعْمَل العَلَلُ والنَّهَل في الرِّضاع كما يُسْتَعْمل في الوِرْد؛ قال ابن مقبل: غَـــــــزَال خَلاء تَصــــــَدَّى لــــــه فتُرْضـــــــــــــــــِعُه دِرَّةً أَو عِلالا واستَعْمَل بعضُ الأَغْفال العَلَّ والنَّهَلَ في الدعاء والصلاة فقال: ثُـــمَّ انْثَنـــى مِــنْ بعــد ذا فَصــَلَّى علــــــــى النَّــــــــبيّ، نَهَلاً وعَلاَّ وعَلَّتِ الإِبِلُ، والآتي كالآتي والمصدر كالمصدر، وقد يستعمل فَعْلى من العَلَل والنَّهَل.وإِبِلٌ عَلَّى: عَوَالُّ؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لِعَاهَانَ بن كعب: تَبُـــــكُّ الحَـــــوْضَ عَلاَّهـــــا ونَهْلاً ودُون ذِيادِهـــــا عَطَـــــنٌ مُنِيـــــم تَسْكُن إِليه فيُنِيمُها، ورواه ابن جني: عَلاَّها ونَهْلى، أَراد ونَهْلاها فحَذَف واكْتَفى بإِضافة عَلاَّها عن إِضافة نَهْلاها، وعَلَّها يَعُلُّها ويَعِلُّها عَلاًّ وعَلَلاً وأَعَلَّها. الأَصمعي: إذا وَرَدتِ الإِبلُ الماءَ فالسَّقْية الأُولى النَّهَل، والثانية العَلَل.وأَعْلَلْت الإِبلَ إذا أَصْدَرْتَها قبل رِيِّها، وفي أَصحاب الاشتقاق مَنْ يقول هو بالغين المعجمة كأَنه من العَطَش، والأَوَّل هو المسموع. أَبو عبيد عن الأَصمعي: أَعْلَلْت الإِبِلَ فهي إِبِلٌ عالَّةٌ إذا أَصْدَرْتَها ولم تَرْوِها؛ قال أَبو منصور: هذا تصحيف، والصواب أَغْلَلْت الإِبلَ، بالغين، وهي إِبل غالَّةٌ. وروى الأَزهري عن نُصَير الرازي قال: صَدَرَتِ الإِبلُ غالَّة وغَوَالَّ، وقد أَغْلَلْتها من الغُلَّة والغَلِيل وهو حرارة العطش، وأَما أَعْلَلْت الإِبلَ وعَلَلْتها فهما ضِدَّا أَغْلَلْتها، لأَن معنى أَعْلَلتها وَعَلَلتها أَن تَسْقِيها الشَّرْبةَ الثانية ثم تُصْدِرَها رِواء، وإِذا عَلَّتْ فقد رَوِيَتْ؛ وقوله: قِفِـــي تُخْبِرِينـــا أَو تَعُلِّـــي تَحِيَّــةً لنـا، أَو تُثِيـبي قَبْـلَ إِحْـدَى الصـَّوافِق إِنَّما عَنى أَو تَرُدِّي تَحِيَّة، كأَنَّ التَّحِيَّة لَمَّا كانت مردودة أَو مُراداً بها أَن تُرَدَّ صارت بمنزلة المَعْلُولة من الإِبل.وفي حديث علي، رضي الله عنه: من جَزيل عَطائك المَعْلول؛ يريد أَن عطاء الله مضاعَفٌ يَعُلُّ به عبادَه مَرَّةً بعد أُخرى؛ ومنه قصيد كعب: كــــأَنه مُنْهَـــلٌ بـــالرَّاح مَعْلُـــول وعَرَضَ عَلَيَّ سَوْمَ عالَّةٍ إذا عَرَض عليك الطَّعامَ وأَنت مُسْتَغْنٍ عنه، بمعنى قول العامَّة: عَرْضٌ سابِرِيٌّ أَي لم يُبالِغْ، لأَن العَالَّةَ لا يُعْرَضُ عليها الشُّربُ عَرْضاً يُبالَغ فيه كالعَرْضِ على الناهِلة. وأَعَلَّ القومُ: عَلَّتْ إِبِلُهم وشَرِبَت العَلَل؛ واسْتَعْمَل بعضُ الشعراء العَلَّ في الإِطعام وعدّاه إِلى مفعولين، أَنشد ابن الأَعرابي: فبــــاتُوا نـــاعِمِين بعَيْـــشِ صـــِدْقٍ يَعُلُّهُــــمُ الســـَّدِيفَ مـــع المَحـــال وأُرَى أَنَّ ما سَوَّغَ تَعْدِيَتَه إِلى مفعولين أَن عَلَلْت ههنا في معنى أَطْعَمْت، فكما أَنَّ أَطعمت متعدِّية إِلى مفعولين كذلك عَلَلْت هنا متعدِّية إِلى مفعولين؛ وقوله: وأَنْ أُعَــــــــلَّ الرَّغْـــــــمَ عَلاًّ عَلاَّ جعَلَ الرَّغْمَ بمنزلة الشراب، وإِن كان الرَّغْم عَرَضاً، كما قالوا جَرَّعْته الذُّلَّ وعَدَّاه إِلى مفعولين، وقد يكون هذا بحذف الوَسِيط كأَنه قال يَعُلُّهم بالسَّدِيف وأُعَلّ بالرَّغْم، فلما حَذَف الباء أَوْصَلَ الفعل، والتَّعْلِيل سَقْيٌ بعد سَقْيٍ وجَنْيُ الثَّمرة مَرَّةً بعد أُخرى. وعَلَّ الضاربُ المضروبَ إذا تابَع عليه الضربَ؛ ومنه حديث عطاء أَو النخعي في رجل ضَرَب بالعَصا رجلاً فقَتَله قال: إذا عَلَّه ضَرْباً ففيه القَوَدُ أَي إذا تابع عليه الضربَ، مِنْ عَلَلِ الشُّرب.والعَلَلُ من الطعام: ما أُكِلَ منه؛ عن كراع. وطَعامٌ قد عُلَّ منه أَي أُكِل؛ وقوله أَنشده أَبو حنيفة: خَلِيلَيَّـــ، هُبَّـــا عَلِّلانـــيَ وانْظُـــرا إِلـى الـبرق ما يَفْرِي السَّنى، كَيْفَ يَصْنَع فَسَّرَه فقال: عَلَّلاني حَدَّثاني، وأَراد انْظُرا إِلى البرق وانْظُرَا إِلى ما يَفرِي السَّنى، وفَرْيُه عَمَلُه؛ وكذلك قوله: خَلِيلَيَّـــ، هُبَّـــا عَلِّلانـــيَ وانْظُـــرَا إِلــى الـبرق مـا يَفْـرِي سـَنىً وتَبَسـَّما وتَعَلَّلَ بالأَمر واعْتَلَّ: تَشاغَل؛ قال: فاســــْتَقْبَلَتْ لَيْلَـــة خِمْـــسٍ حَنَّـــان تَعْتــــلُّ فيـــه بِرَجِيـــع العِيـــدان أَي أَنَّها تَشاغَلُ بالرَّجِيع الذي هو الجِرَّة تُخْرِجها وتَمْضَغُها. وعَلَّلَه بطعام وحديث ونحوهما: شَغَلهُ بهما؛ يقال: فلان يُعَلِّل نفسَه بتَعِلَّةٍ. وتَعَلَّل به أَي تَلَهَّى به وتَجَزَّأَ، وعَلَّلتِ المرأَةُ صَبِيَّها بشيء من المَرَق ونحو ليَجْزأَ به عن اللَّبن؛ قال جرير: تُعَلِّلــــ، وهـــي ســـاغَبَةٌ، بَنِيهـــا بأَنفــــاسٍ مـــن الشـــَّبِم القَـــراحِ يروى أَن جريراً لما أَنْشَدَ عبدَ الملك بن مَرْوان هذا البيتَ قال له: لا أَرْوى الله عَيْمَتَها، وتَعِلَّةُ الصبيِّ أَي ما يُعَلَّل به ليسكت. وفي حديث أَبي حَثْمة يَصِف التَّمر: تَعِلَّة الصَّبيِّ وقِرى الضيف. والتَّعِلَّةُ والعُلالة: ما يُتَعَلَّل به. وفي الحديث: أَنه أُتيَ بعُلالة الشاة فأَكَلَ منها، أَي بَقِيَّة لحمها. والعُلُل أَيضاً: جمع العَلُول، وهو ما يُعَلَّل به المريضُ من الطعام الخفيف، فإِذا قَوي أَكلُه فهو الغُلُل جمع الغَلُول.ويقال لبَقِيَّة اللبن في الضَّرْع وبَقيَّة قُوّة الشيخ: عُلالة، وقيل: عُلالة الشاة ما يُتَعَلَّل به شيئاً بعد شيء من العَلَل الشُّرب بعد الشُّرْب؛ ومنه حديث عَقِيل بن أَبي طالب: قالوا فيه بَقِيَّةٌ من عُلالة أَي بَقِيَّة من قوة الشيخ. والعُلالةُ والعُراكةُ والدُّلاكة: ما حَلَبْتَ قبل الفِيقة الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقة الثانية؛ عن ابن الأَعرابي. ويقال لأَوَّل جَرْي الفرس: بُداهَته، وللذي يكون بعده: عُلالته؛ قال الأَعشى: إِلاَّ بُداهة، أَو عُلا_لَة سابِحٍ نَهْدِ الجُزاره والعُلالة: بَقِيَّة اللَّبَنِ وغيرِه. حتى إِنَّهم لَيَقولون لبَقِيَّة جَرْي الفَرَس عُلالة، ولبَقِيَّة السَّيْر عُلالة.ويقال: تَعالَلْت نفسي وَتَلوَّمْتها أَي استَزَدْتُها. وتَعالَلْت الناقةَ إذا اسْتَخْرَجْت ما عندها من السَّيْر؛ وقال: وقــــد تَعــــالَلْتُ ذَمِيـــل العَنْـــس وقيل: العُلالة اللَّبَن بعد حَلْبِ الدِّرَّة تُنْزِله الناقةُ؛ قال: أَحْمِــــلُ أُمِّــــي وهِـــيَ الحَمَّـــاله، تُرْضـــــِعُني الـــــدِّرَّةَ والعُلالهــــ، ولا يُجــــــازى والـــــدٌ فَعَـــــالَه وقيل: العُلالة أَن تُحْلَب الناقة أَوّل النهار وآخره، وتُحْلَب وسط النهار فتلك الوُسْطى هي العُلالة، وقد تُدْعى كُلُّهنَّ عُلالةً. وقد عالَلْتُ الناقة، والاسم العِلال. وعالَلْتُ الناقة عِلالاً: حَلَبتها صباحاً ومَساء ونِصْفَ النهار. قال أَبو منصور: العِلالُ الحَلْبُ بعد الحَلْب قبل استيجاب الضَّرْع للحَلْب بكثرة اللبن، وقال بعض الأَعراب: العَنْـــزُ تَعْلَـــمُ أَنـــي لا أَكَرِّمُهـــا عــن العِلالِــ، ولا عــن قِــدْرِ أَضـيافي والعُلالة، بالضم: ما تَعَلَّلت به أَي لَهَوْت به. وتَعَلَّلْت بالمرأَة تَعَلُّلاً: لَهَوْت بها. والعَلُّ: الذي يزور النساء. والعَلُّ: التَّيْس الضَّخْم العظيم؛ قال: وعَلْهَبـــــاً مـــــن التُّيـــــوس عَلاً والعَلُّ: القُراد الضَّخْم، وجمعها عِلالٌ وقيل: هو القُراد المَهْزول، وقيل: هو الصغير الجسم. والعَلُّ: الكبير المُسِنُّ. ورَجُلٌ عَلٌّ: مُسِنٌّ نحيف ضعيف صغير الجُثَّة، شُبِّه بالقُراد فيقال: كأَنه عَلُّ؛ قال المُتَنَخِّل الهذلي: لَيْـــسَ بِعَـــلٍّ كـــبيرٍ لا شــَبابَ لــه لَكِــنْ أُثَيْلَــةُ صــافي الــوَجْهِ مُقْتَبَـل أَي مُسْتَأْنَف الشَّباب، وقيل: العَلُّ المُسِنُّ الدقيق الجسم من كل شيء.والعَلَّة: الضَّرَّة. وبَنُو العَلاَّتِ: بَنُو رَجل واحد من أُمهات شَتَّى، سُمِّيَت بذلك لأَن الذي تَزَوَّجها على أُولى قد كانت قبلها ثم عَلَّ من هذه؛ قال ابن بري: وإِنما سُمِّيت عَلَّة لأَنها تُعَلُّ بعد صاحبتها، من العَلَل؛ قال: عَلَيْهــا ابْـنُ عَلاَّتٍـ، إذا اجْتَـشَّ مَنْـزِلاً طَــوَتْه نُجــومُ اللَّيلــ، وهــي بَلاقِــع إِنَّما عَنى بابن عَلاَّتٍ أَن أُمَّهاته لَسْنَ بقَرائب، ويقال: هما أَخَوانِ من عَلَّةٍ. وهما ابْنا عَلَّة: أُمَّاهُما شَتَّى والأَب واحد، وهم بَنُو العَلاَّت، وهُمْ من عَلاَّتٍ، وهم إِخُوةٌ من عَلَّةٍ وعَلاَّتٍ، كُلُّ هذا من كلامهم. ونحن أَخَوانِ مِنْ عَلَّةٍ، وهو أَخي من عَلَّةٍ، وهما أَخَوانِ من ضَرَّتَيْن، ولم يقولوا من ضَرَّةٍ؛ وقال ابن شميل: هم بَنُو عَلَّةٍ وأَولاد عَلَّة؛ وأَنشد: وهُـــمْ لمُقِـــلِّ المـــالِ أَولادُ عَلَّـــةٍ وإِن كــان مَحْضـاً فـي العُمومـةِ مُخْـوِلا ابن شميل: الأَخْيافُ اختلاف الآباء وأُمُّهُم واحدة، وبَنُو الأَعيان الإِخْوة لأَب وأُمٍّ واحد. وفي الحديث: الأَنبياء أَولاد عَلاَّتٍ؛ معناه أَنهم لأُمَّهات مختلفة ودِينُهم واحد؛ كذا في التهذيب وفي النهاية لابن الأَثير،أَراد أَن إِيمانهم واحد وشرائعهم مختلفة. ومنه حديث علي، رضي الله عنه: يَتَوارَثُ بَنُو الأَعيان من الإِخوة دون بني العَلاَّت أَي يتوارث الإِخوة للأُم والأَب، وهم الأَعيان، دون الإِخوة للأَب إذا اجتمعوا معهم. قال ابن بري: يقال لبَني الضَّرائر بَنُو عَلاَّت، ويقال لبني الأُم الواحدة بَنُو أُمٍّ، ويصير هذا اللفظ يستعمل للجماعة المتفقين، وأَبناء عَلاَّتٍ يستعمل في الجماعة المختلفين؛ قال عبد المسيح: والنَّــاسُ أَبنــاء عَلاَّتٍــ، فَمَـنْ عَلِمُـوا أَنْ قَـــدْ أَقَلَّـــ، فَمَجْفُـــوٌّ ومَحْقُـــور وهُــمْ بَنُــو أُمِّ مَــنْ أَمْســى لـه نَشـَبٌ فَـــذاك بـــالغَيْبِ مَحْفُـــوظٌ ومَنْصــور وقال آخر: أَفــــي الــــوَلائِم أَوْلاداً لِواحِــــدة وَفـــــي المــــآتِم أَولاداً لَعِلاَّتــــ؟ وقد اعْتَلَّ العَلِيلُ عِلَّةً صعبة، والعِلَّة المَرَضُ. عَلَّ يَعِلُّ واعتَلَّ أَي مَرِض، فهو عَلِيلٌ، وأَعَلَّه اللهُ، ولا أَعَلَّك اللهُ أَي لا أَصابك بِعِلَّة. واعْتَلَّ عليه بِعِلَّةٍ واعْتَلَّه إذا اعتاقه عن أَمر. واعْتَلَّه تَجَنَّى عليه. والعِلَّةُ: الحَدَث يَشْغَل صاحبَه عن حاجته، كأَنَّ تلك العِلَّة صارت شُغْلاً ثانياً مَنَعَه عن شُغْله الأَول. وفي حديث عاصم بن ثابت: ما عِلَّتي وأَنا جَلْدٌ نابلٌ؟ أَي ما عذْري في ترك الجهاد ومَعي أُهْبة القتال، فوضع العِلَّة موضع العذر. وفي المثل: لا تَعْدَمُ خَرْقاءُ عِلَّةً، يقال هذا لكل مُعْتَلٍّ ومعتذر وهو يَقْدِر.والمُعَلِّل: دافع جابي الخراج بالعِلَل، وقد، اعْتَلَّ الرجلُ. وهذا عِلَّة لهذا أَي سبَب. وفي حديث عائشة: فكان عبد الرحمن يَضْرِب رِجْلي بِعِلَّة الراحلة أَي بسببها، يُظْهِر أَنه يضرب جَنْب البعير برِجْله وإِنما يَضْرِبُ رِجْلي. وقولُهم: على عِلاَّتِه أَي على كل حال؛ وقال: وإِنْ ضـــُرِبَتْ علـــى العِلاَّتِـــ، أَجَّـــتْ أَجِيـــجَ الهِقْــلِ مــن خَيْــطِ النَّعــام وقال زهير: إِنَّ البَخِيلَ مَلُومٌ حيثُ كانَ، ولَ كِنَّ الجَوَادَ، على عِلاَّتِهِ، هَرِم والعَلِيلة: المرأَة المُطَيَّبة طِيباً بعد طِيب؛ قال وهو من قوله: ولا تُبْعِـــدِيني مـــن جَنَــاكِ المُعَلَّــل أَي المُطَيَّب مرَّة بعد أُخرى، ومن رواه المُعَلِّل فهو الذي يُعَلِّلُ مُتَرَشِّفَه بالريق؛ وقال ابن الأَعرابي: المُعَلِّل المُعِين بالبِرِّ بعد البرِّ.وحروفُ العِلَّة والاعْتِلالِ: الأَلفُ والياءُ والواوُ، سُمِّيت بذلك لِلينها ومَوْتِها.واستعمل أَبو إِسحق لفظة المَعْلول في المُتقارِب من العَروض فقال: وإِذا كان بناء المُتَقارِب على فَعُولن فلا بُدَّ من أَن يَبْقى فيه سبب غير مَعْلُول، وكذلك استعمله في المضارع فقال: أُخِّر المضارِع في الدائرة الرابعة، لأَنه وإِن كان في أَوَّله وَتِدٌ فهو مَعْلول الأَوَّل، وليس في أَول الدائرة بيت مَعْلولُ الأَول، وأَرى هذا إِنما هو على طرح الزائد كأَنه جاء على عُلَّ وإِن لم يُلْفَظ به، وإِلا فلا وجه له، والمتكلمون يستعملون لفظة المَعْلول في مثل هذا كثيراً؛ قال ابن سيده: وبالجملة فَلَسْتُ منها على ثِقَةٍ ولا على ثَلَجٍ، لأَن المعروف إِنَّما هو أَعَلَّه الله فهو مُعَلٌّ، اللهم إِلاَّ أَن يكون على ما ذهب إِليه سيبويه من قولهم مَجْنُون ومَسْلول، من أَنه جاء على جَنَنْته وسَلَلْته، وإِن لم يُسْتَعْملا في الكلام استُغْنِيَ عنهما بأَفْعَلْت؛ قال: وإِذا قالُوا جُنَّ وسُلَّ فإِنما يقولون جُعِلَ فيه الجُنُون والسِّلُّ كما قالوا حُزِنَ وفُسِلَ.ومُعَلِّل: يومٌ من أَيام العجوز السبعة التي تكون في آخر الشتاء لأَنه يُعَلِّل الناسَ بشيء من تخفيف البرد، وهي: صِنٌّ وصِنَّبْرٌ ووَبْرٌ ومُعَلَّلٌ ومُطْفيءُ الجَمْر وآمِرٌ ومُؤْتَمِر، وقيل: إِنما هو مُحَلِّل؛ وقد قال فيه بعضُ الشعراء فقدَّم وأَخَّر لإِقامة وزن الشعر: كُســــِعَ الشــــِّتاءُ بســــَبْعةٍ غُبْـــر أَيّــــامِ شــــَهْلَتِنا مــــن الشـــَّهْر فــــإِذا مَضــــَتْ أَيّــــامُ شـــَهْلَتِنا صـــــِنٌّ وصـــــِنْبرٌ مــــع الــــوَبْر وبــــــآمرٍ وأَخِيــــــه مُــــــؤْتَمِر ومُعَلِّــــــل وبمُطْفِــــــئ الجَمْـــــر ذَهــــب الشــــِّتاءُ مولِّيـــاً هَرَبـــاً وأَتَتْــــكَ واقــــدةٌ مــــن النَّجْـــر ويروى: مُحَلِّل مكان مُعَلِّل، والنَّجْر الحَرُّ.. واليَعْلُول.الغَدِير الأَبيض المُطَّرِد. واليَعَالِيل: حَبَابُ الماء. واليَعْلُول: الحَبَابة من الماء، وهو أَيضاً السحاب المُطَّرِد، وقيل: القِطْعة البيضاء من السحاب. واليَعَالِيل: سحائب بعضها فوق بعض، الواحد يَعْلُولٌ؛ قال الكميت: كــأَنَّ جُمَانــاً واهِــيَ الســِّلْكِ فَــوْقَه كمــا انهــلَّ مِـنْ بِيـضٍ يَعاليـلَ تَسـْكُب ومنه قول كعب: مِـــنْ صـــَوْبِ ســاريةٍ بِيــضٌ يَعالِيــل ويقال: اليَعالِيلُ نُفَّاخاتٌ تكون فوق الماء من وَقْع المَطَر، والياء زائدة. واليَعْلُول: المَطرُ بعد المطر، وجمعه اليَعالِيل. وصِبْغٌ يَعْلُولٌ: عُلَّ مَرَّة بعد أُخرى. ويقال للبعير ذي السَّنَامَيْنِ: يَعْلُولٌ وقِرْعَوْسٌ وعُصْفُوريٌّ.وتَعَلَّلَتِ المرأَةُ من نفاسها وتَعَالَّتْ: خَرَجَتْ منه وطَهُرت وحَلَّ وَطْؤُها.والعُلْعُل والعَلْعَل؛ الفتح عن كراع: اسمُ الذَّكر جميعاً، وقيل: هو الذَّكر إذا أَنْعَظ، وقيل: هو الذي إذا أَنْعَظَ ولم يَشْتَدّ. وقال ابن خالويه: العُلْعُل الجُرْدَان إذا أَنْعَظَ، والعُلْعُل رأْسُ الرَّهابَة من الفَرَس. ويقال: العُلْعُل طَرَف الضِّلَعِ الذي يُشْرِفُ على الرَّهابة وهي طرف المَعِدة، والجمع عُلُلٌ وعُلُّ وعِلٌّ، وقيل: العُلْعُل، بالضم، الرَّهابة التي تُشْرِف على البطن من العَظْم كأَنه لِسانٌ.والعَلْعَل والعَلْعالُ: الذَّكَر من القَنَابِر، وفي الصحاح: الذَّكر من القنافِذ. والعُلْعُول: الشَّرُّ؛ الفراء: إِنه لفي عُلْعُولِ شَرٍّ وزُلْزُولِ شَرٍّ أَي في قتال واضطراب.والعِلِّيَّة، بالكسر: الغُرْفةُ، والجمع العَلالِيُّ، وهو يُذْكر أَيضاً في المُعْتَلِّ.أَبو سعيد: والعَرَب تقول أَنا عَلاَّنٌ بأَرض كذا وكذا أَي جاهل.وامرأَة عَلاَّنةٌ: جاهلة، وهي لغة معروفة؛ قال أَبو منصور: لا أَعرف هذا الحرف ولا أَدري من رواه عن أَبي سعيد.وتَعِلَّةُ: اسمُ رجل؛ قال: أَلْبـــانُ إِبْـــلِ تَعِلَّــةَ بــنِ مُســافِرٍ مــــا دامَ يَمْلِكُهـــا عَلَـــيَّ حَـــرَامُ وعَلْ عَلْ: زَجْرٌ للغنم؛ عن يعقوب. الفراء: العرب تقول للعاثر لَعاً لَكَ، وتقول: عَلْ ولَعَلْ وعَلَّكَ ولَعَلَّكَ بمعنىً واحد؛ قال العَبْدي:وإِذا يَعْثُرُ في تَجْمازِه، أَقْبَلَتْ تَسْعَى وفَدَّتْه لَعل وأَنشد للفرزدق: إِذا عَثَــرَتْ بيــ، قُلْتُ: عَلَّكِـ، وانتهَـى إِلــى بــابِ أَبْــوابِ الوَلِيــد كَلالُهـا وأَنشد الفراء: فَهُـــنَّ علـــى أَكْتافِهـــا، ورِمَاحُنــا يقُلْــنَ لِمَــن أَدْرَكنَ: تَعْســاً ولا لَعَـا، شُدَّدت اللام في قولهم عَلَّك لأَنهم أَرادوا عَلْ لَك، وكذلك لَعَلَّكَ إِنما هو لَعَلْ لَك، قال الكسائي: العرب تُصَيِّرُ لَعَلْ مكان لَعاً وتجعل لَعاً مكان لَعَلْ، وأَنشد في ذلك البيتَ، أَراد ولا لَعَلْ، ومعناهما ارْتَفِعْ من العثْرَة؛ وقال في قوله: عَـــلِّ صـــُروفِ الـــدَّهْرِ أَو دَوْلاتِهـــا يُــــدِلْنَنا اللَّمَّـــة مـــن لَمَّاتِهـــا معناه عاً لِصُروف الدهر، فأَسْقَطَ اللام من لَعاً لِصُروف الدهر وصَيَّر نون لَعاً لاماً، لقرب مخرج النون من اللام، هذا على قول من كَسَر صروف، ومن نصبها جعل عَلَّ بمعنى لَعَلَّ فَنَصَب صروفَ الدهر، ومعنى لَعاً لك أَي ارتفاعاً؛ قال ابن رُومان: وسمعت الفراء يُنْشد عَلِّ صُروفِ الدهر، فسأَلته: لِمَ تَكْسِر عَلِّ صُروفِ؟ فقال: إِنما معناه لَعاً لِصُروف الدهر ودَوْلاتها، فانخفضت صُروف باللام والدهر بإِضافة الصروف إِليها، أَراد أَوْ لَعاً لِدَوْلاتها ليُدِلْنَنا من هذا التفرق الذي نحن فيه اجتماعاً ولَمَّة من اللمَّات؛ قال: دَعا لصروف الدهر ولدَوْلاتِها لأَنَّ لَعاً معناه ارتفاعاً وتخَلُّصاً من المكروه، قال: وأَو بمعنى الواو في قوله أَو دَوْلاتِها، وقال: يُدِلْنَنا فأَلقى اللام وهو يريدها كقوله: لئن ذَهَبْـــتُ إِلــى الحَجَّــاج يقتُلنــي أَراد لَيَقْتُلني. ولعَلَّ ولَعَلِّ طَمَعٌ وإِشْفاق، ومعناهما التَّوَقُّع لمرجوّ أَو مَخُوف؛ قال العجاج: يــــا أَبَتــــا عَلَّــــك أَو عَســـاكا وهما كَعَلَّ؛ قال بعض النحويين: اللام زائدة مؤَكِّدة، وإِنما هو عَلَّ، وأَما سيبويه فجعلهما حرفاً واحداً غير مزيد، وحكى أَبو زيد أَن لغة عُقَيْل لعَلِّ زيدٍ مُنْطَلِقٌ، بكسر اللام، من لَعَلِّ وجَرِّ زيد؛ قال كعب بن سُوَيد الغَنَوي: فقلت: ادْعُ أُخـرى وارْفَـع الصـَّوتَ ثانياً لَعَـــلِّ أَبــي المِغْــوارِ منــك قَرِيــب وقال الأَخفش: ذكر أَبو عبيدة أَنه سمع لام لَعَلَّ مفتوحة في لغة من يَجُرُّ بها في قول الشاعر: لَعَــــلَّ اللــــهِ يُمْكِنُنـــي عليهـــا جِهــــاراً مــــن زُهَيـــرٍ أَو أَســـيد وقوله تعالى: لعَلَّه يَتَذَكَّر أَو يخشى؛ قال سيبويه: والعِلم قد أَتى من وراء ما يكون ولكِن اذْهَبا أَنتما على رَجائكما وطمَعِكما ومَبْلَغِكما من العِلم وليس لهما أَكثرُ مِنْ ذا ما لم يُعْلَما، وقال ثعلب: معناه كي يتَذَكَّر. أَخبر محمد بن سَلاَم عن يونس أَنه سأَله عن قوله تعالى: فلعَلَّك باخِعٌ نفْسَك ولعَلَّك تارِكٌ بعض ما يُوحى إِليك، قال: معناه كأَنك فاعِلٌ ذلك إِن لم يؤمنوا، قال: ولَعَلَّ لها مواضع في كلام العرب، ومن ذلك قوله: لعَلَّكم تَذَكَّرون ولعَلَّكم تَتَّقون ولعَلَّه يتَذَكَّر، قال: معناه كيْ تتَذَكَّروا كيْ تَتَّقُوا، كقولك ابْعَثْ إِليَّ بدابَّتك لعَلِّي أَرْكَبُها، بمعنى كي أَرْكَبَها، وتقول: انطَلِقْ بنا لعَلَّنا نتَحدَّث أَي كي نتحدَّث؛ قال ابن الأَنباري: لعَلَّ تكون تَرَجِّياً، وتكون بمعنى كيْ على رأْي الكوفيين؛ وينشدون: فــــــأَبْلُوني بَلِيَّتَكُـــــمْ لَعَلِّـــــي أُصـــــالِحُكُم، وأَســـــْتَدْرِجْ نُوَيّــــا وتكون ظَنّاً كقولك لَعَلِّي أَحُجُّ العامَ، ومعناه أَظُنُّني سأَحُجُّ، كقول امرئ القيس: لَعَـــلَّ مَنايانـــا تَبَـــدَّلْنَ أَبْؤُســـا أَي أَظُنُّ منايانا تبدَّلنَ أَبؤُسا؛ وكقول صخر الهذلي: لعَلَّــــــكَ هالِــــــكٌ أَمَّــــــا غُلامٌ تَبَــــوَّأَ مَــــنْ شَمَنْصــــِيرٍ مَقامـــا وتكون بمعنى عَسى كقولك: لعَلَّ عبدَ الله يقوم، معناه عَسى عبدُ الله؛ وذلك بدليل دخول أَن في خبرها في نحو قول مُتَمِّم: لعَلَّــــكَ يَوْمــــاً أَن تُلِـــمَّ مُلِمَّـــةٌ عَلَيْــك مــن اللاَّتــي يَــدَعْنَكَ أَجْــدَعا وتكون بمعنى الاستفهام كقولك: لَعَلَّك تَشْتُمُني فأُعاقِبَك؟ معناه هل تشْتُمني، وقد جاءت في التنزيل بمعنى كَيْ، وفي حديث حاطب: وما يُدْريك لعلَّ اللهَ قد اطَّلَع على أَهل بَدْرٍ فقال لهم اعْمَلوا ما شئتم فقد غَفَرْتُ لكم؛ ظَنَّ بعضهم أَن معنى لَعَلَّ ههنا من جهة الظَّن والحِسْبان، وليس كذلك وإِنما هي بمعني عَسى، وعَسى ولعَلَّ من الله تحقيق. ويقال: عَلَّك تَفْعَل وعَلِّي أَفعَلُ ولَعَلِّي أَفعَلُ، وربما قالوا: عَلَّني ولَعَّنِي ولعَلَّني؛ وأَنشد أَبو زيد: أَرِينــي جَــوَاداً مــات هُــزْلاً، لعَلَّنـي أَرى مـــا تَرَيْنَـــ، أَو بَخِيلاً مُخَلَّـــدا قال ابن بري: ذكر أَبو عبيدة أَن هذا البيت لحُطائط ابن يَعْفُر، وذكر الحوفي أَنه لدُرَيد، وهذا البيت في قصيدة لحاتم معروفة مشهورة. وعَلَّ ولَعَلَّ: لغتان بمعنىً مثل إِنَّ ولَيتَ وكأَنَّ ولكِنَّ إِلاَّ أَنها تعمل عمل الفعل لشبههنَّ به فتنصب الاسم وترفع الخبر كما تفعل كان وأَخواتها من الأَفعال، وبعضهم يخفِض ما بعدها فيقول: لعَلَّ زيدٍ قائمٌ؛ سمعه أَبو زيد من عُقَيل. وقالوا لَعَلَّتْ، فأَنَّثُوا لعَلَّ بالتاء، ولم يُبْدِلوها هاءً في الوقف كما لم يبدلوها في رُبَّتْ وثُمَّت ولاتَ، لأَنه ليس للحرف قوَّةُ الاسم وتصَرُّفُه، وقالوا لعَنَّك ولغَنَّك ورَعَنَّكَ ورَغَنَّك؛ كل ذلك على البدل، قال يعقوب: قال عيسى بن عمر سمعت أَبا النجم يقول: أُغْــدُ لَعَلْنــا فــي الرِّهــان نُرْســِلُه أَراد لعَلَّنا، وكذلك لأَنَّا ولأَنَّنا؛ قال: وسمعت أَبا الصِّقْر ينشد: أَرِينــي جَــوَاداً مــات هُــزْلاً، لأَنَّنِــي أَرَى مـــا تَرَيْنَـــ، أَو بَخِيلاً مُخَلَّـــدا وبعضهم يقول: لَوَنَّني.
المعجم: لسان العرب