المعجم العربي الجامع
تُبَّع [مفرد]
المعنى: ج تبابعُ وتَبابِعَة وتبابيعُ: لقب أُطلق على كلّ ملك حكم اليمن، وقد كانوا أهل عزّ ومنعة وغِنًى {أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ}.
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة كلك
المعنى: كلك كَلْكِيكَرِبَ، بِوَزْن مَعْدِ يكَرِبَ: اسمٌ لأَحدِ التَّبابِعَةِ، مَلَكَ خَمْسًا وثَلاثِينَ سَنَةً، نقَلَه السهَيلِي فِي الرَوْضِ، وقالَ: لَا أَدْرِي مَا مَعْنَى كَلْكِي.
المعجم: تاج العروس تُبَّعٌ
المعنى: الظِّلّ لأنّه يَتْبَع صاحبه أينما ذَهَب.؛-: يَعْسوب النَّحْل (جـ. تَبابيعُ).؛-: أحَد النّاس. يُقال: «لا أدري أيّ تُبَّعٍ هو» أي لا أدري أيّ النّاس هو.؛- (فلك) الدَّبَران لأنّه يَتْبَع الثُّريّا.؛-: لَقَب مُلوك اليمن (جـ. تَبابِعَةٌ).
المعجم: القاموس تَبِعَ
المعنى: الشيءَ ـَ تَبَعاً، وتُبوعاً، وتَباعاً، وتَباعة: سار في أَثره، أَو تلاه. ويقال: تَبِعَ فلاناً بحقِّه: طالبه به. وتَبِعَ المصلِّي الإِمامَ: حذا حَذْوَه، واقتدى به. وتَبِعت الأَغصانُ الرِّيحَ: مالت معها.؛أَتْبَعَتِ الماشيةُ ونحوُها: صارت ذاتَ تَبِيعٍ. فهي مُتْبِعٌ، ومُتبعة. و ـ فلانٌ في كلامه: أَتى بكلمتين على وزن واحد، تؤكد أُخراهما الأُولى، وهي إما أَن تكون في معنى الأُولى، مثل هو قسيمٌ وسيمٌ. وإِما أَن تكون خالية من المعنى، مثل: حَسَنٌ بَسَنٌ. و ـ الشيءَ: تَبِعه. و ـ الدائنَ على فلان: أَحاله. و ـ الشيءَ شيئاً: جعله تابعاً له، وأَلحقه به.؛تابَعَهُ متابَعةً، وتِباعاً: تَتَبَّعَهُ وتقصّاه. و ـ فلانٌ العملَ أَو الكلامَ: والاه. و ـ أَتقنه وأَحسنه. و ـ بين الأُمور: واتَرَ، ووالَى. و ـ فُلاناً بمالٍ له عليه: طالبه به. و ـ فلاناً على كذا: وافقه عليه. و ـ فلاناً على الأَمر: عاونه عليه.؛اتَّبَعَ الشيءَ: سارَ وراءَهُ وتَطَلَّبَهُ. ويقال: اتَّبع الإِمامَ: حذا حَذْوَه. و ـ القرآنَ والحديثَ: عمِل بما فيهما. و ـ فلاناً بالدَّيْن ونحوه: طالبه به.؛تَتَابَعَتِ الأَشياءُ: توالَتْ. ويقال: تَتابَع الفَرَسُ: جَرَى جَرْياً مستوياً لا يرفع فيه بعضَ أَعضائه.؛تَتَبَّعَهُ: تَطَلَّبه شيئاً بعد شيءٍ في مُهْلَةٍ.؛اسْتَتْبَعَهُ: طلبَ إِليه أَن يَتْبَعَه.؛الاتِّباعِيَّةُ في الأَدب والفَنِّ: مذهب المُحَاكِينَ لمذاهب المتقدِّمين. (مج).؛التابع: التالي. و ـ الخادم. و ـ ما يتبع غيره. (ج) تُبَّعٌ، وتُبَّاع، وتَبَعَةٌ، وتَبَعٌ. و ـ (في اصطلاح النُّحَاةِ): لَفظ يتبع ما قبله في إِعرابه.؛التَّابعةُ: مؤنث التابع. (ج) توابع، ويقال: دَوْلَة تابعة لِدَوْلة أخرى: إِذا أَخذت تستقلُّ عنها بأُمورها الداخلية مع تبعها لها في الشؤون السياسية أو الخارجية. (مج).؛التَّابِعِيُّ: من لَقِيَ الصحابةَ مؤمناً بالنبي صلَّى الله عليه وسلم، ومات على الإِسلام.؛التِّباعَةُ): تِباعة الأَمر: عاقِبته، وما يترتب عليه من أَثر، ويقال: لي قِبَلَ فلان تِباعة: ظُلامَة.؛التِّبْعُ: التَّابع. وهو تِبْعُ نِسَاء: إِذا أَكثر من تتبُّعهن. و ـ وَلَدُ الماشية. (ج) أَتباع.؛التَّبَعُ: التَّابع (للواحد والجمع). (ج) أَتباع.؛التُّبَّعُ: الظِّلُّ. و ـ يَعْسوبُ النحل. (ج) تَبَابِعُ، وتَبَابيعُ. وتُبَّعٌ: لقب أَعاظم ملوكِ اليمن. (ج) تَبَابعَةٌ.؛التَّبِعَةُ: التِّبَاعَةُ.؛التَّبَعِيَّةُ: كون الشيء تابعاً لغيره.؛التَّبيعُ: التَّابع. و ـ المطالب بالثَّأر. ومنه في التنزيل العزيز: {ثُمَّ لاَ تَجِدُوا لَكُم عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً}. و ـ الخادم. و ـ المطالب بحقٍّ من دَين أَو نحوه. و ـ وَلَدُ البقرة (ج) تِبَاعٌ، وتَبَائِعٌ، وأَتْبِعَةٌ. (جج): أَتابعُ، وأَتابيعُ.
المعجم: الوسيط تبعه
المعنى: ـ تَبِعَهُ، كفرحَ، تَبَعاً وتَباعةً: مَشَى خَلْفَهُ، ومَرَّ به فَمَضَى معه، وكفرِحةٍ وكِتابَةٍ: الشيءُ الذي لكَ فيه بُغْيَةٌ شِبْهُ ظُلامَةٍ ونحوِها. ـ والتَّبَعُ، محركةً: (التابعُ) يكونُ واحداً وجَمعاً، ويُجْمَعُ على أتباعٍ، وقَوائِمُ الدابةِ. ـ (والتُّبُّعُ، بضمتين مُشَدَّدَةَ الباءِ: الظِّلُّ) ـ وتَبَعَةُ، محركةً: هَضْبَةٌ بِجِلْذانَ من أرضِ الطائِفِ، فيها نُقوبٌ كانتْ تُلْتَقَطُ فيها السُّيوفُ العادِيَّةُ والخَرَزُ. ـ والتابعُ والتابِعَةُ: الجِنِّيُّ والجِنِّيَّةُ، يكونان مع الإِنسانِ، يَتْبَعانِه حيثُ ذَهَبَ. ـ وتابعُ النَّجْمِ: اسم الدَّبَرانِ، سُمِّيَ به تَفاؤُلاً من لَفْظِه، ـ ويُسَمَّى تُوَيبِعاً مُصَغَّراً، ـ وتُبَّعاً، كسُكَّرٍ. وكأَميرٍ: الناصِرُ، والذي لكَ عليه مالٌ، والتابعُ، ومنه قوله تعالى: {ثم لا تَجِدُوا لكم علينا به تَبِيعاً} ، أي: ثائراً ولا طالِباً، وولدُ البَقَرَةِ في الأولَى، وهي: بهاءٍ، ـ ج: كصحافٍ وصَحائفَ، والذي اسْتَوى قَرْناهُ وأُذُناهُ، ووالِدُ الحارِثِ الرُّعَيْنِيِّ الصحابِيِّ، أو هو كزبيرٍ، كتُبَيْعِ بنِ عامرٍ ابنِ امرأةِ كعبِ الأحبارِ، وتُبَيْعِ بنِ سُليمانَ أبي العَدَبَّسِ المحدّثِ. ـ والتَّبابِعَةُ: مُلوكُ اليمنِ، الواحدُ: كسُكَّرٍ، ولا يُسَمَّى به إلا إذا كانت له حِمْيَرُ وحَضْرَمَوْتُ. ودارُ التَّبابِعَةِ بمكَّةَ وُلِدَ فيها النبيُّ صلى الله عليه وسلم، وكسُكَّرٍ: الظِّلُّ، لأنه يَتْبَعُ الشمسَ، وضَرْبٌ من اليَعاسيبِ، ـ ج: التَّبابِيعُ. ـ وما أدري أيُّ تُبَّعٍ هو؟ أي: أيُّ الناسِ. وأحمدُ بنُ سَعيدٍ التُّبَّعِيُّ: محدِّثٌ. وكصُرَدٍ: من يُتْبِعُ بعضَ كلامهِ بعضاً. ـ وتَبُّوعُ الشمسِ، كتَنُّورٍ: رِيحٌ تَهُبُّ مع طُلُوعِها، فَتَدُورُ في مَهابِّ الرِّياحِ، حتى تَعُودَ إلى مَهَبِّ الصَّبا. ـ وتِبْعُ المرأةِ، بالكسر: عاشِقُها، وتابِعُها. ـ وبَقَرَةٌ تَبْعَى، كَسَكْرَى: مُسْتَحْرِمَةٌ. ـ وأتْبَعْتُهُمْ: تَبِعْتُهُمْ، وذلك إذا كانوا سَبَقُوكَ فَلَحِقْتَهُمْ، ـ وأتْبَعْتُهُم أيضاً غيرِيِ. ـ وقوله تعالى: {فأتْبَعَهُمْ فِرْعَونُ بِجُنُوِده} ، أي: لَحِقَهُم، أو كادَ. ـ و "أتْبعِ الفَرَسَ لِجَامَها، أو الناقةَ زِمامَها، أو الدَّلْوَ رِشاءَها " : يُضْرَبُ للأَمْرِ باسْتِكمالِ المَعْروفِ، قاله ضِرارُ بنُ عَمْرٍو لَمَّا أغارَ على حَيِّ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ، ولم يَحْضُرْهُمْ عَمْرٌو، فَحَضَرَ، ـ فَتَبِعَهُ، فَلَحِقَهُ قَبلَ أن يَصِلَ إلى أرضِهِ، فقال عَمْرٌو: رُدَّ عَلَيَّ أهلي ومالي، فَرَدَّهُما عليه، فقال: رُدَّ عَلَيَّ قِياني، فَرَدَّ قَيْنَتَه الرائِعَةَ، وحَبَسَ ابْنَتَها سَلْمى، فقال له حينئذ: يا أبا قَبيصَةَ أتْبعْ. ـ وشاةٌ، وبَقَرَةٌ، وجارِيَةٌ مُتْبِعٌ، كمُحْسِنٍ: يَتْبَعُها ولَدُها. ـ والإِتباعُ في الكلامِ: مثلُ: حَسَنْ بَسَنْ. ـ والتَّتْبيعُ: التَّتَبُّعُ، والإِتْباعُ، والاتِّباعُ، ـ كالتَّبَع. ـ والتِّباعُ، بالكسر: الوِلاءُ. وتابَعَ الباري القَوْسَ: أحكَمَ بَرْيَها، وأعطى كُلَّ عُضْوٍ حَقَّه، ـ وـ المَرْعَى الإِبِلَ: أنْعَمَ تَسْمينهَا وأتْقَنَه. ـ وكُلُّ مُحكَمٍ: مُتَتَابِعٌ. ـ وتَتابَعَ: تَوالَى. ـ وفَرَسٌ مُتَتَابِعُ الخَلْقِ: مُسْتَويه. ـ ورجُلٌ متتابِعُ العِلْمِ: يُشابِهُ عِلْمُهُ بعضهُ بعضاً. ـ وغُصْنٌ مُتتابِعٌ: لا أُبَنَ فيه. ـ وتَتَبَّعَه: تَطَلَّبَه.
المعجم: القاموس المحيط الكرب
المعنى: ـ الكَرْبُ: الحُزْنُ يأخُذُ بالنَّفْسِ، ـ كالكُرْبَة، بالضم، ـ ج: كُروبٌ. وكَرَبَه الغَمُّ فاكْتَرَبَ، فهو مَكْرُوبٌ وكَريبٌ. ـ وـ الفَتْلُ، وتَضْييقُ القَيْدِ على المُقَيَّدِ، وإثارَةُ الأرضِ لِلزَّرْعِ، ـ كالكِرابِ، وبالتَّحْريكِ: أُصولُ السَّعَفِ الغِلاظُ العِراضُ، والحَبْلُ يُشَدُّ في وسَط العَرَاقِيِّ لِيَليَ الماءَ فلا يَعْفَنُ الحَبْلُ الكبيرُ. وقد كَرَبَ الدَّلْوَ، وأكْرَبَها، وكَرَّبَها. ـ والمُكْرَبُ مِنَ المَفاصِلِ: المُمْتَلِئُ عَصَباً، والشديدُ الأَسْرِ من حَبْلٍ أو بِناءٍ أو مَفْصِلٍ، وفَرَسٌ. ـ والإِكْرابُ: المَلْءُ، والإِسْراعُ. ـ والكُرابَةُ، بالضم والفتح: ما يُلْتَقَطُ من التَّمْرِ في أُصولِ السَّعَفِ، ـ ج: أكْرِبَةٌ، وكأنه جُمِعَ على طَرْحِ الزَّائِدِ، لأِنَّ "فُعالاً " لا يُجْمَعُ على "أفْعِلَةٍ " . ـ وتَكَرَّبَها: الْتَقَطَهَا. ـ وكَرَبَ كُروباً: دَنا، ـ وـ أن يَفْعَلَ: كاد يَفْعَلُ، ـ وـ : أكَلَ الكُرابَةَ، ـ ككَرَّبَ، ـ وـ الشَّمْسُ: دَنَتْ لِلْمَغيبِ، ـ وـ حَيَاةُ النارِ: قَرُبَ انطفاؤُها، ـ وـ الناقةَ: أوقرها، ـ وـ الرَّجُلُ: طَقْطَقَ ـ الكَريبَ: لِخَشَبَةِ الخَبَّازِ، ـ ككَرَّبَ. وكَسَمِعَ: انْقَطَعَ كَرَبُ دَلْوِهِ. وكَنَصَرَ: أخَذَ الكَرَبَ مِنَ النَّخْلِ، ـ وزَرَعَ في الكَريبِ، وهو: القَراحُ مِنَ الأرضِ، وخَشَبَةُ الخَبَّازِ التي يُرَغِّفُ بها، والكَعْبُ مِنَ القَصَبِ. ـ والكَرُوبِيُّونَ، مُخَفَّفَةَ الرَّاءِ: سادَةُ المَلائِكَةِ. ـ وكَارَبَهُ: قَارَبَهُ. ـ والكِرابُ: مَجارِي الماءِ في الوادي. ـ والمُكْرَباتُ: الإِبِلُ يُؤْتَى بها إلى أبوابِ البُيوتِ في شِدَّةِ البَرْدِ لِيُصيبَها الدُّخَانُ فَتَدْفَأَ. ـ وما بالدَّارِ كَرَّابُ، كَشَدَّادٍ: أحَدٌ. ـ وأبو كَرِبِ اليمانِيُّ، كَكَتِفٍ: مِنَ التَّبابِعَةِ. ـ والكَرَبَةُ، مُحَرَّكَةً: الزِّرُّ يكونُ فيه رأسُ عَمُودِ البَيْتِ. وكُرْبَةُ، بالضمِّ: لَقَبُ مَحْمودِ بنِ سُلَيْمَانَ قاضي بَلْخَ. وكَزُبَيْرٍ: تابِعِيٌّ، وجَمَاعَةٌ. وأبو كُرَيْبٍ مُحمدُ بنُ العَلاءِ بنِ كُرَيْبٍ شَيْخٌ للبُخَارِي. ـ وذُو كُرَيْبٍ: ع. ومَعْدِ يكَرِبُ: فيه لُغاتٌ، رَفْعُ الباءِ مَمْنوعاً، والإِضافَةُ مَصْروفاً ومَمْنوعاً. ـ والكَرِيبَةُ: الداهِيَةُ الشَّديدةُ. وهذه إبلٌ مِئَةٌ، ـ أو كَرْبُها، أي: نَحْوُها وقُرابُها. ـ و "الكِرابُ على البَقَرِ " . في: ك ل ب. ـ وعَمْرُو بن عثمانَ بنِ كُرَبَ، كَزُفَرَ: مُتَكَلِّمٌ مَكِّيٌّ م.
المعجم: القاموس المحيط تبع
المعنى: تبع تَبِعَهُ، كفَرِحَ يَتْبَعُهُ تَبَعاً، مُحَرَّكَةً، وَتَبَاعَةً، كسَحَابَةٍ: مَشَى خَلْفَهُ أَوْ مَرَّ بِهِ فمَضَى مَعَهُ، يُقَالُ: تَبعَ الشَّيْءَ تَبَاعاً، فِي الأَفْعَالِ. وتَبِعَ الشَّيْءَ تُبُوعاً: سارَ فِي إِثْرِهِ. والتَّبِعَةُ، كَفَرِحَةٍ وكِتَابَةٍ: الشَّيْءُ الَّذِي لَك فِيهِ بُغْيَةٌ، شِبْهُ ظُلاَمَةٍ ونَحْوِها، كَمَا فِي العُبَابِ والتَّهْذِيب. وَفِي اللّسَانِ: مَا اتَّبَعْتَ بِهِ صاحِبَكَ من ظُلامَةٍ ونَحْوِهَا. ويُقَالُ: مَا عَلَيْه من اللهِ فِي هذَا تَبِعَةٌ وَلَا تِبَاعَةٌ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: مَا المالُ الَّذِي لَيْسَ فِيه تَبِعَةٌ مِنْ طالِبٍ وَلَا مِنْ ضَيْفٍ يُرِيد بالتَّبِعَةِ مَا يَتْبَعُ المالَ مِنْ نَوَائبِ الحُقُوقِ، وَهُوَ من: تَبِعْتُ الرَّجُلَ بحَقِّي. وقالَ الشاعِرُ: (أَكَلَتْ حَنِيفَةُ رَبَّهَا ... زَمَنَ التَّقَحُّمِ والمَجَاعَهْ) (لَمْ يَحْذَرُوا مِن رَبِّهِمْ ... سُوءَ العَوَاقِبِ والتِّبَاعَهْ) والتَّبِعَاتُ التِّباعَاتُ: مَا فِيهِ إِثْمٌ يُتْبَعُ بِهِ، قَالَ وَدّاكُ بنُ ثُمَيْلٍ: (هِيمٌ إِلى الْمَوْت إِذا خُيِّروا ... بَيْنَ تِبَاعاتٍ وتَقْتَالِ) والتَّبَعُ، مُحَرَّكَة: التَّابِعُ يَكُونُ وَاحِداً وجَمْعاً، ومِنْهُ قُوْلَهُ تَعَالَى: إِنّا كُنّا لَكُمْ تَبَعاً يَكُونُ اسْماً لجَمْعِ تابِعٍ، ويَكُونُ مَصْدَراً، أَي ذَوِي تَبَعٍ. وَج: أَتْبَاعٌ. وقالَ كُرَاع: جَمْعُ تابِعٍ. ونَظِيرُهُ: خَادِمٌ) وخَدَمٌ، وطَالِبٌ وطَلَبٌ، وغَائِبٌ وغَيَبٌ، وسَالِفٌ وسَلَفٌ، ورَاصِدٌ ورَصدٌ، ورائِح ورَوَحٌ، وفَارِطٌ وفَرَطٌ، وحَارِسٌ وحَرَسٌ، وعَاسِسٌ وعَسَسٌ، وقافِلٌ من سَفره وقَفَلٌ، وخَائِلٌ وَخَوَلٌ، وخَابِلٌ وخَبَلٌ، وَهُوَ الشَّيْطَانُ، وبَعِيرٌ هامِلٌ وهَمَلٌ، وَهُوَ الضّالُّ المُهْمَلُ، فكُلُّ هؤلاءِ جَمْعٌ. وقالَ سيبَوَيْه: إِنَّهَا أَسْماءٌ لِجَمْعٍ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. والتَّبَعُ أَيْضاً: قَوَائمُ الدَّابَّةِ، وأَنْشَدَ سِيبَوَيهِ لأَبِي كاهِلٍ اليْشَكُرِيّ: (يَسْحَبُ اللَّيْلُ نَجُوماً طُلَّعاً ... فتَوَالِيها بَطِيئاتُ التَّبَعْ) ويُرْوَى: ظُلَّعاً. وقَالَ أَبو دُوَادٍ يَصِفُ الظَّبْيَةَ: (وقَوَائِمِ تَبَعٌ لَهَا ... مِنْ خَلْفِهَا زَمَعٌ زَوَائِدْ) وَفِي التَّهْذِيب عَن اللَّيْثُ: التَّبَعُ: مَا تَبِعَ أَثَرَ شَيْءٍ فَهُوَ تَبَعُهُ، وأَنْشَدَ لَهُ يَصِفُ ظَبْية: (وقَوَائمٌ تَبَعٌ لهَا ... من خَلْفِهَا زَمَعٌ مُعَلَّق) قَالَ الصّاغَانِي: الرَّوَايَة: (وقُوَائمٌ خُذُفٌ لَهَا ... مِنْ فَوْقِها. .) وخُذُفٌ، أَي تَخْذِفُ الحَصَى. وقَوْلُهُ يَصِفُ ظَبْيَةً غَلَطٌ، وإِنَّمَا يَصِفُ ثَوْراً. والتُّبُّعُ، بضَمَّتَيْن مُشَدَّدة الباءِ، وكَذلِكَ التُّبَّع، كسُكَّرٍ: الظِّلُّ، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ يَتْبَعُ الشَّمْسَ حَيْثُمَا زَالَتْ، وَبِهِمَا رُوِيَ قَوْلُ سُعْدَى الجُهَنِيَّةِ تَرْثِي أَخاها أَسْعَدَ: (يَرِدُ المِيَاهَ نَفِيضَةً وحَضِيرَةً ... وِرْدَ القَطَاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ) اسْمِئْلالُهُ: بُلُوغُهُ نِصْفَ النَّهَارِ وضُمُورُهُ. قَال أَبُو لَيْلَى: لَيْسَ الظِّلُّ هُنَا ظِلَّ النَّهَار، إِنَّمَا هُوَ ظِلُّ اللَّيْلِ. قالَ اللهُ تَعَالَى: أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ والظِّلُّ هُوَ اللَّيْلُ فِي كَلامِ العَرَبِ. أَرَادَتْ أَنّ هَذَا الرَّجُلَ يَرِدُ المِيَاهَ بالأَسْحَارِ قَبْلَ كُلِّ أَحِدٍ، وأَنْشَدَ: (قَدْ صَبَّحَتْ والظِّلُّ غَضُّ مَا زَحَلْ ... وحَاضِرُ الماءِ هُجُودٌ ومُصَلْ) قالَ: والتُّبَّع: ظِلُّ النَّهَارِ، واشْتُقَّ هَذَا مِن ظِلِّ اللَّيْلِ. وتَبَعَةٌ، مُحَرَّكَة، وتَقَدَّمَ أَنَّ أَبا عُبَيْدٍ البَكْرِيّ ضَبَطَهُ بِفَتْحِ الباءِ المُوَحَّدَةِ وسُكُونِ التَّاءِ المُثَنّاةِ الفَوْقِيَة ومِثْلُه فِي مُعْجَمِ ياقُوتٍ نَقْلاً عَن الأَصْمَعِيِّ، وقَدْ صَحَّفَهُ الصّاغَانِيّ وقَلَّدَهُ المُصَنِّفُ. قَالَ الأَصِمَعِيُّ: هِيَ هَضْبَةٌ بجِلْذَانَ من أَرْضِ الطّائفِ، فِيهَا نُقوبٌ، كُلُّ نَقْبٍ قَدْرُ ساعَةٍ، كانَتْ تُلْتَقَطُ فِيهَا السُّيُوفُ العَادِيَّةُ والخَرَزُ، وساكِنُوها بَنُو نَصْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ.) والتّابِعُ والتّابِعَةُ: الجِنِّيُّ والجِنِّيَّةُ يَكُونَانِ مَعَ الإِنْسَانِ يَتْبَعَانِهِ حَيْثُ ذَهَبَ. وَمِنْه حَدِيثُ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: أَوَّلُ خَبَرٍ قَدِمَ المَدِينَةَ امْرَأَةٌ لَهَا تَابعٌ، فجاءَ فِي صُورَةِ طائرٍ حَتَّى وَقَعَ، فقالَتْ: انْزِلْ، قالَ: إِنَّهُ ظَهَرَ بمَكَّةَ نَبِيٌّ حَرَّمَ الزِّنَا، ومَنَعَ مِنّا القَرَارَ. والتابِعُ هُنَا: جِنِّيٌّ يَتْبَعُ المَرْأَةَ يُحِبُّهَا. والتّابِعَةُ: تَتْبَعُ الرَّجُلَ تُحِبُّه. وقِيلَ: التّابِعَةُ: الرَّئِيُّ من الجِنِّ، وإِنَّمَا أَلْحَقُوا الهاءَ للمُبَالَغَةِ، أَوْ لتَشْنِيعِ الأَمْرِ، أَو عَلَى إِرادَةِ الدّاهِيَة، والجَمْعُ: التَّوَابعُ، وهُنَّ القُرَنَاءُ. وتَابِعُ النَّجْمِ: اسْمُ الدَّبَرَانِ، وسُمِّيَ بِهِ تَفاؤُلاً وَفِي العُبَابِ: تَطَيُّراً مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وسَمِعْتُ بَعْضَ العَرَبِ يُسَمِّى الدَّبَرانَ تُوَيْبِعاً، بالتَّصْغِيرِ. وقَالَ ابنُ بَرِّيّ: ويُقَالُ لَهُ: الحادِي والتَّالِي، وأَنْشَدَ لِمُهَلْهِلٍ: (كَأَنّ التّابِعَ المِسْكِينَ فِيهَا ... أَجِيرُ فِي حُدَايَاتِ الوَقِيرِ) ويُسَمَّى الدَّبَرانُ أَيْضاً تُبَّعاً، كسُكَّرٍ، قَالَهُ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ: وَبِه فُسِّرَ بَيْتُ سُعْدَى الجُهَنِيّة، وقالَ: إِنَّما سُمِّىَ بِهِ لإتِّباعِه الثُّرَيَّا. قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَمَا أَشْبَهَ مَا قَالَهُ بالصُّوابِ، لأَنَّ القَطَا تَرِدُ المِيَاهَ لَيْلاً، وقَلَّمَا تَرِدُ نَهَاراً، ولذلِكَ يُقَالُ: أَدَلُّ مِن قَطَاةٍ، ويَدُلُّ عَلَى ذلِكَ قَوْلُ لَبِيدٍ: (فوَرَدْنَا قَبْلَ فُرَّاطِ القَطَا ... إِنَّ مِنْ وِرْدِيَ تَغْلِيسَ النَّهَلْ) والتَّبِيعُ، كأَمِيرٍ: النَّاصِرُ تَقُولُ: وَجَدْتُ علَى فُلانٍ تَبِيعاً، أَيْ نَصِيراً مُتَابِعاً. نَقَلَهُ اللَّيْثُ. والتَّبِيعُ: الَّذِي لَك عَلَيْهِ مَالٌ وتَتَابِعُهُ، أَي تَطَالِبُه بِهِ. والتَّبِيعُ أَيْضاً: التَّابِعُ، وَمِنْه قَوْلُه تَعالَى: ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً قَالَ الفَرّاءُ: أَيْ ثَائراً وَلَا طَالِباً بالثَّأْرِ. وقالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ لَا تَجِدُوا مَنْ يَتْبَعُنَا بإِنْكَارِ مَا نَزَلَ بِكُمْ، وَلَا يَتْبَعُنَا بِأَنْ يَصْرِفَه عَنْكُمْ، وقِيلَ: تَبِيعاً: مُطَالِباً. والتَّبِيعُ: وَلَدُ البَقَرَةِ فِي الأُولَى، ثُمَّ جَذَعٌ، ثُمَّ ثَنِيٌّ، ثُمَّ رَبَاعٌ، ثُمَّ سَدِيسٌ، ثمَّ سَالِغٌ، قالَهُ أَبُو فَقْعَسٍ الأَسَدِيُّ، وَهِي بِهَاءٍ. وقالَ اللَّيْثُ: التَّبِيعُ: العِجْلُ المُدْرِكُ لأَنَّهُ يَتْبَعُ أُمَّهُ بَعْدُ. قالَ الأَزْهَرِيّ: وَهَذَا وَهَمٌ، لأَنَّهُ يُدْرِكُ إِذا أَثْنَى، أَي صَارَ ثَنِيّاً. والتَّبِيعُ من البَقَرِ يُسَمَّى تَبِيعاً حِينَ يَسْتَكْمِلُ الحَوْلَ، وَلَا يُسَمَّى تِبِيعاً قَبْلَ ذلِكَ، فإِذَا اسْتَكْمَلَ عَامَيْنِ فَهُوَ جَذَعٌ. فإِذا اسْتَوْفَى ثَلاَثَةَ أَعْوَامٍ فَهُوَ ثَنِيٌّ، وحِينَئِذٍ مُسِنٌّ، والأُنْثَى مُسِنَّةٌ، وَهِي الَّتِي تَؤْخَذُ فِي أَرْبَعِينَ مِن البَقَرِ. قُلْتُ: وسَيَأْتِي البَحْثُ فِي ذلِكَ فِي س ل غ. ج: تِبَاعٌ وتَبَائعُ كصِحَافٍ وصَحَائفَ. وَفِي العُبَابِ: مِثْلُ أَفِيلٍ وإِفَالٍ وأَفائِلَ، عَن أَبي عَمْروٍ، والَّذِي فِي اللِّسَان: جَمْعُ تِبِيعٍ أَتْبِعَةٌ وأَتابِعُ وأَتَابِيعُ، كلاهُمَا جَمْعُ الجَمْعِ، والأَخِيرَةُ نَادِرَةٌ.) والتَّبِيعُ: الَّذِي اسْتَوَى قَرْناهُ وأُذُنَاهُ. قالَهُ الشَّعْبِيُّ، قالَ ابنُ فارِسٍ: هَذَا من طَرِيقَةِ الفُتْيَا لَا مِن القِيَاسِ فِي اللُّغَة. وتَبِيعٌ: وَالِدُ الحَارِثِ الرُّعَيْنِي الصَّحابِيِّ، رَضِيَ اللهُ عنهُ، هكَذَا ضَبَطَهُ ابنُ مَاكُولاَ كأَمِيرٍ. قالَ الذَّهَبِيّ: لَهُ وِفَادَةٌ، وشَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، أَو هُوَ تُبَيْعٌ كزُبَيْرٍ. وقالَ ابنُ حَبِيب: هُوَ الحَارِثُ بن يُثَيْعٍ، بِضَم الياءِ التَّحْتِيَّة، وفَتْح الثاءِ المُثَلَّثِةِ مُصغَّراً، كتُبَيْعِ بنِ عامِرٍ الحِمْيَرِيّ، وَهُوَ ابْن امرأَةِ كَعْبِ الأَحْبَارِ، من المُحَدِّثِينَ، وَقد سَبَقَ لَهُ فِي ح ب ر، أَنَّه لَا يُقَالُ كَعْبُ الأَحْبَار، وإِنَّمَا يُقَالُ كَعْبُ الحَبْرِ، وَقد غَفَلَ عَنْ ذلِكَ. وتُبَيْعِ بنِ سُلَيْمَانَ أَبِي العَدَبَّسِ المُحَدِّث وَهُوَ المَعْرُوفُ بالأَصْغَرِ، سَمَّاهُ أَبُو حاتِمٍ هكَذَا مَرَّةً، وقالَ مَرَّةً أُخْرَى: لَا يُسَمَّى، ويَرْوِي عَن أَبِي مَرْزُوقٍ، وعَنْهُ أَبُو العَدَبَّسِ، وَقد تَقَدَّمَ ذِكْرُه فِي ع د ب س، وهُنَاكَ لَمْ يُذْكَر إِلاَّ أَبا العَدَبَّس الأَكْبَرَ ولَوْ جَمَعَ بَيْنَهُمَا كانَ أَحْسَنَ. فراجِعْهُ. والتَّبَابِعَةُ، هكَذا بِباءَيْنِ مُوَحَّدَتَيْنِ: مُلُوكُ اليَمَنِ، ويُوجَدُ فِي بَعْضِ النُّسَخِ: التَّتابَعَةُ، بتاءَيْنِ فَوْقَيِّتَيْن، وَهُوَ غَلَطٌ، الوَاحِدُ تُبَّعٌ، كسُكَّرٍ، سُمُّوا بذلِكَ لأَنَّهُ يَتْبَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، كُلَّمَا هَلَكَ وَاحِدٌ قامَ مَقَامَهُ آخَرُ تَابِعاً لَهُ على مِثْلِ سِيرَتِهِ، وزَادُوا الهاءَ فِي التَّبَابِعَةِ لإِرادَةِ النَّسَبِ. وقَوْلُه تَعالَى: أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمٌ تُبَّعٍ قالَ الزَّجّاج: جاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّ تُبَّعاً كانَ مَلِكاً من المُلُوكِ وكانَ مُؤْمِناً، وأَنَّ قَوْمَهُ كانُوا كافِرِينَ، وجاءَ أَيْضاً أَنَّهُ نُظِرَ إِلَى كِتَابٍ عَلَى قَبْرَيْنِ بنَاحِيَةِ حَمْيَرَ: هَذَا قَبْرُ رَضْوَى وقَبْرُ حُبَّى ابْنَتَيْ تُبَّعٍ، لَا تُشْرِكان بِاللهِ شَيْئاً. وَفِي الحَدِيثِ لَا تَسُبُّوا تُبَّعاً فإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ كَسَا الكَعْبَة وقِيلَ: اسْمُه أَسْعَدُ أَبُو كَرِبٍ. وقالَ اللَّيْثُ: التَّبَابِعَةُ فِي حِمْيَرَ، كالأَكاسِرَةِ فِي الفُرْسِ، والقَيَاصِرَةِ فِي الرُّومِ، وَلَا يُسَمَّى بِهِ إِلاَّ إِذا كَانَتْ، هكَذَا فِي النُّسَخ، ونَصُّ العَيْنِ: دَانَتْ لَهُ حِمْيَرُ وحَضْرَمَوْتُ، وزادَ غَيْرُه: وسَبَأٌ، وإِذا لَمْ تَدِنْ لَهُ هاتانِ لَمْ يُسَمَّ تُبَّعاً. ودَارُ التَّبَابِعَةِ بِمَكَّةَ مَعْرُوفَةٌ، وَهِي الَّتِي وُلِدَ فِيها النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، كَمَا فِي العُبَابِ. والتُّبَّعُ، كسُكَّرٍ: الظِّلُّ لأَنَّهُ يَتْبَعُ الشَّمْسَ، وهذِهِ هِيَ اللُّغَةُ الثَّانِيَةُ الَّتِي أَشَرْنَا إِلَيْهَا قَرِيباً، ولَوْ ذَكَرَهُمَا فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ كَانَ أَصْنَعَ، وهكَذَا رُوِيَ بَيْتُ سُعْدَى الجُهَنِيَّةِ الَّذِي تَقَدَّم ذِكْرُهُ. ومِنَ المَجَازِ: التُّبَّع: ضَرْبٌ من اليَعَاسِيبِ أَعْظَمُها وأَحْسَنُهَا، ج: التَّبَابِيعُ نَقَلَهُ اللَّيْثُ، ويُقَالُ مِنْ ذلِكَ: تَبِعَت النَّحْلُ تُبَّعَهَا، أَيْ يَعْسُوبَها الأَعْظَم، تَشْبِيهاً بِأْولئِكَ المُلُوكِ، ووَقَعَ فِي اللِّسَانِ: والجَمْعُ التَّبَابِعُ. وقالَ ابنُ عبّادٍ: يُقَالُ: مَا أَدْرِي أَيُّ تُبَّعٍ هُوَ أَيْ أَيُّ النّاسِ هُوَ.) وأَبو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِيدٍ التُّبَّعِيّ: مُحَدِّثٌ، روَى عَن القاسِمِ بن الحَكَمِ، وَعنهُ زَنْجَوَيْه بنُ مُحَمَّدٍ اللَّبّادُ، نَقَلَه الحَافِظُ. وقالَ يُونُسُ: رَجُلٌ تُبَعٌ للكَلامِ، كصُرَدٍ، وَهُوَ مَنْ يُتْبَعُ بَعْضَ كَلامِهِ بَعْضاً. وتَبُّوعُ الشَّمْسِ، كتَنُّورٍ: رِيحٌ يُقَال لَهَا: النُّكَيْبَاءُ تهُبُّ الغَدَاةِ مَعَ طُلُوعِهَا مِن نَحْوِ الصَّبا لَا نَشَءَ مَعهَا فتَدُورُ فِي مَهَابِّ الرِّيَاحِ حَتَّى تَعُودَ إِلَى مَهَبِّ الصَّبَا حَيْثُ بَدَأَتْ بالغَدَاةِ. قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: والعَرَبُ تَكْرَهُها. وتِبْعُ المَرْأَةِ، بالكَسْرِ: عاشِقُها وتَابِعُهَا حَيْثُ ذَهَبَتْ. وحَكَى اللِّحْيَانِيّ: هُوَ تِبْعُ نِسَاءٍ، وَهِي تِبْعَتُه. وقالَ الأَزْهَرِيّ: تِبْعُ نِسَاءٍ، أَيْ يَتْتَبعُهُنَّ، وحِدْثُ نِسَاءٍ: يُحَادِثُهُنَّ، وزِيرُ نِسَاءٍ: يَزُورُهُنَّ، وخِلْبُ نِسَاءٍ: إِذا كَانَ يُخَالِبُهُنَّ. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: بَقَرَةٌ تَبْعَى، كسَكْرَى، أَيْ مُسْتَحْرِمَةٌ. وأَتْبَعْتُهُم مِثْلُ تَبِعْتُهُم، وذلِكَ إِذا كَانُوا سَبَقُوكَ فلَحِقْتَهَمْ، نَقَلَه أَبُو عُبَيْدٍ. ويُقَالُ: أَتْبَعَهُ: إِذا قَفَاهُ وتَطَلَّبَهُ مُتَتَبِّعاً لهُ، وأَتْبَعْتُهُم أَيْضاً غَيْرِي. وقَوْلُه تَعالَى: فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعُوْنُ بِجُنُودِه أَراد أَتْبَعَهُمْ إِيّاهُمْ. وقالَ ابنُ عَرَفَةَ: أَيْ لَحِقُهُمْ أَو كادَ، ومنهُ قَوْلُه تعالَى: فأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ أَي لَحِقَهُ. قالَ الفَرّاء: يُقَالُ: تَبِعَهُ وأَتْبَعَهُ، ولَحِقَهُ وأَلْحَقُهُ، وكَذلِكَ قَوْلُه: فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ وقَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: فأَتْبَعَ سَبَباً وفاتَّبَعَ سَبَباً بتَشْدِيدِ التَّاءِ، ومَعْنَاها تَبِعَ، وكانَ أَبُو عَمْروِ بنُ العَلاءِ يَقْرَؤُها بالتَّشْدِيدِ، وَهِي قِرَاءَةُ أَهْلِ المَدِينَةِ، وكانَ الكِسَائيُّ يَقْرَؤُهَا بقَطْعِ الأَلِفِ، أَيْ لَحِقَ وأَدْرَكَ. قَالَ أَبو عَبَيْدٍ: وقِرَاءَةُ أَبِي عَمْروٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِن قَوْلِ الكِسَائيّ. وَفِي المَثَلِ: أَتْبِعِ الفَرَسَ لِجَامَهَا، أَوْ أَتْبِعِ النَّاقَةَ زِمَامَها، أَو أَتْبِعِ الدَّلْوَ رِشَاءَهَا كُلُّ ذلِكَ يُضَرَبُ لِلأَمْرَ باسْتِكْمَالِ المَعْرُوفِ واسْتِتْمَامِهِ، وعلَى الأَخِيرِ قَوْلُ قَيْسِ ابنِ الخَطِيمِ: (إِذا مَا شَرِبْتُ أَرْبَعاً خَطَّ مِئْزَرِي ... وأَتْبَعْتُ دَلْوِي فِي السَّمَاحِ رِشَاءَهَا) وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَرَى مَعْنَى المَثَلِ الأَوّلِ: إِنَّكَ قَدْ جُدْتَ بالفَرَسِ، واللِّجَامُ أَيْسَرُ خَطْباً، فَأَتِمَّ الحَاجَةَ، لِمَا أَنَّ الفَرْسَ لَا غِنَى بِهِ عَن اللِّجَام. قالَهُ ضِرارُ بنَ عَمْروٍ الضَّبِّيُّ، والَّذِي حَقَّقه المُفَضّل وغَيْرُه أَنَّ المَثَلَ لعَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ قالُوا: لَمَّا أَغَارَ ضِرارٌ عَلى حَيِّ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ الكَلْبِيِّ فأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ، وسَبَى ذَرَارِيَّهم وسارَ بالغَنَائمِ والسَّبْيِ إِلَى أَرْضِ نَجْدٍ، ولَمْ يَحْضُرْهُمْ عَمْرو أَي لم يَشْهَدْ غارَةَ ضِرَارٍ عَلَيْهِمْ، فحَضَرَ، أَيْ قَدِمَ علَى قَوْمِهِ، فقيلَ لَهُ: إِنَّ ضِرَارَ بنَ عَمْروٍ أَغارَ على الحَيِّ فَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ وذَرَارِيَّهُمْ فتَبِعَهُ عَمْروٌ فلَحِقَه قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلى أَرْضِهِ، فَقَالُ عَمْروُ بنُ ثَعْلَبَةَ لضِرَارٍ: رُدَّ عَلَيَّ أَهْلِي ومَالِي. فرَدَّهُمَا عَلَيْه، فَقَالَ: رُدَّ عَلَيَّ قِيَانِي، فَرَدَّ) عَلَيْه قَيْنَتَه الرائعَةَ، وحَبَسَ ابْنَتَهَا سَلْمَى بِنْتَ عَطِيَّة بنِ وائلٍ. فقَالَ لَهُ حِينَئذٍ: يَا أَبا قَبِيصَةَ أَتْبِعِ الفَرَسَ لِجَامَهَا. وكانَ المُفَضَّلُ يَذْكُرُ أَنّ المَثَلَ لعَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ الكَلْبِيّ، أَخِي عَدِيّ بنِ جَنَابٍ الكَلْبِيّ، وَكَانَ ضِرارُ بنُ عَمْروٍ الضَّبِّيُّ أِغَارَ عَلَيْهُمْ، فَسَبَى يَوْمَئذٍ سَلْمَى بِنْتَ وَائِلٍ، وكانَتْ يَوْمَئذٍ أَمَةً لعَمْرِو بن ثَعْلَبَةَ، وَهِي أُمُّ النُّعْمَانِ ابنِ المُنْذِرِ، فمَضَى بِها ضِرَارٌ مَعَ مَا غَنِمَ، فأَدْرَكُهُمْ عَمْرُو بنُ ثَعْلَبَةَ، وكَانَ صَدِيقاً لَهُ وَقَالَ: أُنْشِدُكَ الإِخَاءَ والمَوَدَّةَ إِلاَّ رَدَدْتَ عَلَيَّ أَهْلِي. فجَعَلَ يَرُدُّ شَيْئاً شَيْئاً، حَتَّى بَقِيَتْ سَلْمَى، وكانَتْ قد أَعْجَبَتْ ضِراراً، فأَبَى أَنْ يَرُدَّها، فقالَ عَمْروٌ: يَا ضِرارُ، أَتْبِعِ الفَرَسَ لِجَامَها، فَأَرْسَلَها مَثَلاً. وشَاةٌ مُتْبِعٌ، وبَقَرَةٌ مُتْبِعٌ، وجارِيَةٌ مُتْبِعُ، كمُحْسِنٍ فِي الكُلِّ: يَتْبَعُهَا وَلَدُهَا، ويُقَالُ: بَقَرَةٌ مُتْبِعٌ: ذَاتُ تَبِيعٍ، وحَكَى ابنُ بَرِّيّ فِيهَا: مُتْبِعَةٌ أَيْضاً، وخَادِمٌ مُتْبِعٌ: يَتْبَعُهَا وَلَدُها حَيْثُما أَقْبَلَتْ وأَدْبَرَتْ، وعَمّ بِه اللِّحْيَانِيّ، فَقَالَ: المُتْبِعُ: الَّتِي مَعَهَا أَوْلاَدٌ. والإِتْبَاعُ فِي الكَلامِ مِثْلُ: حَسَنْ بَسَنْ، وقَبِيح شَقِيح، وشَيْطَان لَيْطان، ونَحْوِهَا. والتَّتْبِيعُ: التَّتَبُّعُ، وَقَالَ اللَّيْثُ: أَمّا التَّتْبُّع، فهُوَ أَنْ يَتَتَبَّع فِي مُهْلَةٍ شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ، وفلانٌ يَتَتَبَّع مَسَاوِئَ فُلان وأَثَرَهُ، ويَتَتَبَّع مَدَاقَّ الأُمُور، ونَحْوَ ذلِك. والإِتْبَاعُ والاتِّباعُ، الأَخِيرُ على افْتِعَالٍ، كالتَّبَعِ، ويُقَالُ: أَتْبَعَهُ، أَيْ حَذَا حَذْوَهُ. وقَال أَبُو عُبَيْدٍ: اتَّبَعْتُهُمْ مِثْلُ افْتَعَلْتُ، إِذا مَرُّوا بِكَ فمَضَيْتَ، وتَبِعْتُهُمْ تَبَعاً مِثْلُه. ويُقَالُ: مَا زِلْتُ أَتَّبِعُهُمْ حَتَّى أَتْبَعْتُهُمْ، أَيْ حَتَّى أَدْرَكْتُهُم. وقالَ الفَرّاءُ: أَتْبَعَ أَحْسَنُ مِنَ اتَّبَعَ، لأَن الإتِّباع أَنْ يَسِيرَ الرَّجُلُ وأَنْتَ تَسِيرُ وَرَاءَهُ، فإِذا قُلْتَ: أَتْبَعْتُهُ فكَأَنَّكَ قَفَوْتَهُ. وقالَ اللَّيْثُ: تَبِعْتُ فُلاناً، واتَّبَعْتُهُ، وأَتْبَعْتُهُ سَوَاءٌ. وأَتْبَعَ فُلانٌ فُلاناً، إِذا تَبِعَهُ، يُرِيدُ بِهِ شَرّاً، كَمَا أَتْبَعَ الشيطانُ الَّذِي انَسَلخَ من آيَات اللهِ، فَكَانَ من الغاوِينَ، وكما أَتْبَعَ فِرْعُوْنُ مُوسَى. ووَضَعَ القُطَامِيّ الإتباع مَوْضِعَ التَّتَبُّع مَجَازاً، فَقَالَ: (وخَيْرُ الأَمْرِ مَا اسْتَقْبَلْتَ مِنْهُ ... ولَيْسَ بِأَنْ تَتَبَّعَه إتِّبَاعَاً) قَالَ سِيبَوَيْهِ: تَتَبَّعَهُ إتِّبَاعاً لأَنَّ تَتَبَّعْتُ فِي مَعْنَى اتَّبَعْتُ. والتِّبَاعُ، بالكَسْرِ: الوِلاَءُ، وقَدْ تابَعَهُ عَلَى كَذا، قَالَ القُطَامِيّ: (فَهُمْ يَتَبَيَّنُونَ سَنَا سُيُوفٍ ... شَهَرْنَاهُنَّ أَيّاماً تِبَاعَاً) وقَوْلُ أَبِي وَاقِدٍ الحارِثِ بنِ عَوْفِ اللَّيْثيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ: تَابَعْنَا الأَعْمَالَ فلَمْ نَجِدْ شَيْئاً أَبْلَغَ فِي طَلَبِ الآخِرَةِ مِن الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا أَيْ مَارَسْنَاهَا وأَحْكَمْنا مَعْرِفَتَهَا، مِن قَوْلهم: تابَعَ البَارِي) القَوْس: إِذا أَحْكَمَ بَرْيَهَا، وأَعْطَى كُلَّ عُضْوٍ مِنْهَا حَقَّهُ، قالَ أَبُو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ يَصِفُ قَوْساً: (وعُرَاضَةِ السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُهَا ... تَأْوِي طَوَائفُهَا بعَجْسٍ عَبْهَرِ) وقالَ السُّكَّرِيّ: تُوبِعَ بَرْيُهَا، أَيْ جُعِلَ بَعْضُهُ يَتْبَعُ بَعْضاً. قَالَ الصّاغَانِيُّ: ومِنْهُ أَيْضاً الحَدِيثُ: تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ والعُمْرَةِ، فإِنَّ المُتَابَعَةَ بَيْنَهُمَا تَنْفِي الفَقْرَ والذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ. وَقَالَ كُراع: قَوْلُ أَبِي وَاقِدٍ المَذْكُورُ مِن قَوْلِهِمْ: تَابَعَ فُلانٌ عَمَلَهُ وكَلاَمَهُ، إِذا أَتْقَنَهُ وأَحْكَمَهُ. ويُقَالُ: تَابَعَ المَرْعَى الإِبِلَ، وعِبَارَةُ اللِّسَان المَرْتَعُ المَالَ، إِذا أَنْعَمَ تَسْمِينَهَا وأَتْقَنَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ: قَالَ أَبُو وَجْزَةَ السَّعْدِيّ: (حَرْفٌ مُلَيكِيَّةٌ كالفَحْلِ تَابَعَهَا ... فِي خِصْبِ عَامَيْنِ إِفْرَاقٌ وتَهْمِيلُ) وكُلُّ مُحْكَمٍ مُبَالغٍ فِي الإِحْكَامِ مُتَابَعٌ. وتَتَابَعَ: تَوَالَى، قَالَ اللَّيْثُ: تَتَابَعَت الأَشْيَاءُ والأَمْطَارُ والأَمُورُ، إِذا جاءَ وَاحِدٌ خَلْفَ وَاحِدٍ عَلَى أَثَرِهِ. وَفِي الحَديِثِ: تَتَابَعَتْ عَلَى قُرَيْشٍ سِنُو جَدْبٍ. وَقَالَ النابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ: (أَخَذَ العَذَارَى عِقْدَه فنَظَمْنَهُ ... مِنْ لُؤْلُؤٍ مُتَتَابِعٍ مُتَسَرِّدِ) ومِنْهُ: صَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ. ومِنَ المَجَازِ: فَرسٌ مُتَتَابِعُ الخَلْقِ، أَيْ مُسْتَوِيه، زادَ الزّمَخْشَرِيّ: مُعْتَدِلُ الأَعْضَاءِ مُتَتابِعُهَا. وقالَ حُمَيْدُ بنُ ثوْرٍ رِضِيَ اللهُ عَنْهُ: (تَرَى طَرَفَيْهِ يَعْسِلان كِلاَهُمَا ... كَمَا اهْتَزَّ عُودُ السَّأْسَمِ المُتَتابِعُ) ومِن المَجَازِ: رَجُلٌ مُتَتَابعُ العِلْمِ، إِذا كَانَ يُشَابِهُ عِلْمُهُ بَعْضُهُ بَعْضاً لَا تَفاوُتَ فِيه. ومِن المَجَازِ: غُصْنٌ مُتَتابِعٌ، إِذا كانَ مُسْتَوياً لَا أُبَنَ فِيهِ. وتتَبَّعَه: تَطَلَّبَهُ فِي مُهْلَةٍ شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ، قالُه اللَّيْثُ، وَقد تَقَدَّم قَرِيباً، ومِنْهُ قَوْلُ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي جَمْعِ القُرْآنِ: فعَلِقْتُ أَتَتَبَّعُهُ من اللِّخَافِ والعُسُبِ، أَيْ يَتَطَلَّبُه. ولَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى مَا حَفِظَ هُوَ وغَيْرُهُ احْتِيَاطاً، لئَلاَّ يَسْقُط مِنْه حَرْفٌ لسُوءِ حِفْظِ حافِظِهِ، أَو يَتَبَدَّل حَرْفٌ بغَيْرِه، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الكِتَابَةَ أَضْبَطُ مِن صُدُورِ الرِّجَالِ، وأَحْرَى أَلاّ يَسْقُطَ مِنْهُ شَيْءٌ. ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: تَبَعْتُ الشَّيْءَ تُبُوعاً: سِرْتُ فِي أَثَرِهِ. وتَابِعْ بَيْنَنَا وبَيْنَهُمْ عَلَى الخَيْرَاتِ أَيْ جعلنَا نَتَّبِعُهُم عَلَى مَا هم عَلَيْهِ. وأَتْبَعَهُ الشَّيْءَ: جَعَلَهُ لَهُ تابِعاً. واسْتَتْبَعَه: طَلبَ إِلَيْه أَنْ يَتْبَعَهُ. والتَّابِعُ: التّالِي، والجَمْعُ تُبَّعٌ، وتُبَّاعٌ، كسُكَّرٍ ورُمَّانٍ. واتَّبَعَ القُرْآنَ: ائْتَمَّ بِهِ وعَمِلَ بِمَا فِيهِ. والتَّابِعُ: الخَادِمُ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى:) أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِى الإِرْبَةِ قالَ ثَعْلَبٌ: هُمْ أَتْبَاعُ الزَّوْجِ مِمَّنْ يَخْدُمُهُ، مِثْلُ الشَّيْخِ الفانِي، والعَجُوزِ الكَبِيرَةِ. والتَّبِيعُ، كأَمِيرٍ: الخادِمُ أَيْضاً، ومِنْهُ حَدِيثُ الحُدَيْبِيَة: كُنْتُ تَبِيعاً لطَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ. وتَبَعُ كُلِّ شَيْءٍ، مُحَرَّكَةً: مَا كَانَ عَلَى آخِرِه. وقالَ الأَزْهَرِيُّ: التَّبَعُ: مَا تَبِعَ أَثَرَ شَيْءٍ. والمُتَابَعَةُ: التِّبَاعُ. وتابَعَهُ عَلَى الأَمْرِ: أَسْعَدَهُ عَلَيْهِ. والتِّبْع، بالكَسْر: تَبِيعُ البَقَرِ، والجَمْعُ أَتْبَاعٌ. ويُقَالُ: هُوَ تُبَّعُ نِسَاءٍ، كسُكَّرٍ، إِذا جَدَّ فِي طَلَبِهِنّ، حَكَاهُ كُرَاع فِي كِتَابَيْه المُنْجَّدُ، والمُجَرَّد. وقالَ غَيْرُهُ: هُوَ تِبْعُ ضِلَّةٍ، بالكَسْرِ: إِذا كانَ يتَتَبَّعُ النِّسَاءَ، وتِبْعٌ ضِلَّةٌ، على النَّعْتِ، أَيْ لَا خَيْرَ فِيهِ وَلَا خَيْرَ عِنْدَهُ، عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ. وقالَ ثَعْلَبٌ: إِنَّمَا هُوَ تِبْعُ ضِلَّةٍ مُضَافٌ. ويُقَال: أُتْبِعَ فُلانٌ بفُلانٍ، أَي أُحِيل لَهُ عَلَيْهِ. وأَتْبَعَهُ عَلَيْهِ: أَحالَهُ، وَهُوَ مجازٌ. ومنهُ الحَدِيثُ الظُّلْمُ لَيُّ الوَاجِدِ، وإِذا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِئٍ فَلْيَتَّبِعْ معناهُ: إِذا أُحِيلَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِئٍ قَادر فَلْيَحْتَلْ، مِن الحوَالَةِ، هكَذَا ضَبَطَهُ الخَطَّابِيّ، قالَ: وأَصْحَابُ الحَدِيثِ يَرْووُنَهُ بالتَّشْدِيدِ. والمُتَابَعَةُ: المُطَالَبَةُ. وإتِّباعٌ بالمَعْرُوفِ فِي الآيَة هُوَ المُطَالَبَةُ بالدِّيَة، أَيْ لِصَاحِبِ الدَّمِ. والتَّبَعُ، مُحَرَّكَةً: من أَسْمَاءِ الدِّبَرانِ، نقَلَهُ ابنُ بَرِّيّ والزَّمَخْشَرِيّ. والتُّبَّعُ، كسُكَّرٍ: ضَرْبٌ من الطَّيْرِ ويُقَالُ: هُوَ يُتَابِعُ الحَدِيثَ، إِذا كانَ يَسْرُدُهُ. وقالَ الزَّمَخْشَرِيّ: إِذا كانَ يُحْسِنُ سِيَاقَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. وتَتَابَعَتِ الإِبِلُ، أَيْ سَمِنَتْ وحَسُنَتْ، وَهُوَ مَجَازٌ. وتَتَابَعَ الفَرَسُ: جَرَى جَرْياً مُسْتَوِياً لَا يَرْفَعُ بَعْضَ أَعْضَائهِ، وَهُوَ مَجازٌ. والتَّبَاعِيُّون، بالكَسْرِ، جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ حَدَّثُوا مِنْهُمْ مُظَفَّرُ الدِّينِ عَمْرُو بنُ عَلِيّ السُّحُولِيُّ، حَدَّثَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيلَ ابنِ أَبِي الضَّيْفِ اليَمَنِيّ وغَيْرِهِ، وعَنْهُ وَلَدُه البُرْهَانُ إِبْرَاهِيمُ بنُ عَمْروٍ، وقَدْ وَقَعَ لنا البُخَارِيُّ مِنْ طَرِيقِهِ مُسَلْسَلاً بأَهْلِ اليمَنِ، منْ طَرِيق ابنِ أُخْتِهِ مُحَدِّثِ اليَمَنِ الجَمَالِ مُحَمَّد بن عِيسَى بْنِ مُطَيْرٍ الحَكَمِيّ. وكشَدّادٍ لَقَبُ أَبِي الأَمْدَادِ عَبْدَ العَزِيزِ بنِ عَبْدِ الحَقِّ المُرّاكُشِيّ المُتَوَفَّى سنَةَ تِسْعِمِائَةٍ وأَرْبَعَةَ عَشَرَ، أَخَذَ عَنِ الجَزُولِيّ صاحِبِ الدّلائلِ. وقَدْ مَرَّ ذِكْرُه أَيضاً فِي ح ر ر.
المعجم: تاج العروس تبع
المعنى: تَبِعَ الشيءَ تَبَعاً وتَباعاً في الأَفعال وتَبِعْتُ الشيءَتُبوعاً: سِرْت في إِثْرِه؛ واتَّبَعَه وأَتْبَعَه وتتَبَّعه قَفاه وتَطلَّبه مُتَّبعاً له وكذلك تتَبَّعه وتتَبَّعْته تتَبُّعاً؛ قال القُطامي: وخَيْـرُ الأَمْـرِ ما اسْتَقْبَلْتَ منه وليــس بـأَن تتَبَّعَـه اتِّباعـا وضَع الاتِّباعَ موضع التتبُّعِ مجازاً. قال سيبويه: تتَبَّعَه اتِّباعاً لأَن تتَبَّعْت في معنى اتَّبَعْت. وتَبِعْت القوم تَبَعاً وتَباعةً، بالفتح، إذا مشيت خلفهم أَو مَرُّوا بك فمضَيْتَ معهم. وفي حديث الدعاء: تابِعْ بيننا وبينهم على الخيْراتِ أَي اجْعَلْنا نَتَّبِعُهم على ما هم عليه.والتِّباعةُ: مثل التَّبعةِ والتِّبعةِ؛ قال الشاعر: أَكَلَــــت حَنِيفــــةُ رَبَّهـــا زَمَـــنَ التقَحُّــمِ والمَجــاعهْ لــم يَحْــذَرُوا، مــن ربِّهــم ســُوء العَــواقِبِ والتِّبــاعهْ لأَنهم كانوا قد اتخذوا إِلهاً من حَيْسٍ فعَبَدُوه زَماناً ثم أَصابتهم مَجاعة فأَكلوه.وأَتْبَعه الشيءَ: جعله له تابعاً، وقيل: أَتبَعَ الرجلَ سبقه فلَحِقَه.وتَبِعَه تَبَعاً واتَّبَعه: مرَّ به فمضَى معه. وفي التنزيل في صفة ذي القَرْنَيْنِ: ثم اتَّبَع سبَباً، بتشديد التاء، ومعناها تَبِعَ، وكان أَبو عمرو بن العلاء يقرؤُها بتشديد التاء وهي قراءة أَهل المدينة، وكان الكسائي يقرؤُها ثم أَتبع سبباً، بقطع الأَلف، أَي لَحِقَ وأَدْرك؛ قال ابن عبيد: وقراءة أَبي عمرو أَحبُّ إِليَّ من قول الكسائي.واسْتَتْبَعَه: طلَب إِليه أَن يَتبعه. وفي خبر الطَّسْمِيِّ النافِر من طَسمٍ إِلى حَسَّان الملك الذي غَزا جَدِيساً: أَنه اسْتَتْبَع كلبة له أَي جعلها تَتبعه.والتابِعُ: التَّالي، والجمع تُبَّعٌ وتُبَّاعٌ وتَبَعة. والتَّبَعُ: اسم للجمع ونظيره خادِمٌ وخَدَم وطالبٌ وطلَبٌ وغائبٌ وغَيَبٌ وسالِفٌ وسَلَفٌ وراصِدٌ ورَصَدٌ ورائحٌ ورَوَحٌ وفارِطٌ وفرَطٌ وحارِسٌ وحَرَسٌ وعاسٌّ وعَسَسٌ وقافِلٌ من سفَره وقَفَلٌ وخائلٌ وخَوَلٌ وخابِلٌ وخَبَلٌ، وهو الشيطان، وبعير هامِلٌ وهَمَلٌ، وهو الضالُّ المهمل؛ قال كراع: كل هذا جمع والصحيح ما بدأْنا به، وهو قول سيبويه فيما ذَكر من هذا وقياس قوله فيما لم يَذكره منه: والتَّبَعُ يكون واحداً وجماعة. وقوله عز وجل: إِنَّا كُنا لكم تَبَعاً، يكون اسماً لجمع تابِع ويكون مصدراً أَي ذَوِي تَبَعٍ، ويجمع على أَتْباع.وتَبِعْتُ الشيءَ وأَتْبَعْتُه: مثل رَدِفْتُه وأَرْدَفْتِه؛ ومنه قوله تعالى: إِلاَّ مَن خَطِفَ الخَطْفةَ فأَتْبعه شِهاب ثاقِب؛ قال أَبو عبيد: أَتْبَعْت القوم مثل أَفْعلت إذا كانوا قد سبقوك فَلَحِقْتَهم، قال: واتَّبَعْتُهم مثل افْتَعَلْت إذا مرُّوا بك فمضيتَ؛ وتَبِعْتُهم تَبَعاً مثله. ويقال: ما زِلْتُ أَتَّبِعُهم حتى أَتْبَعْتُهم أَي حتى أَدركْتُهم. وقال الفراء: أَتْبَعَ أَحسن من اتَّبَع لأَن الاتِّباع أَن يَسِير الرجل وأَنت تسير وراءَه، فإِذا قلت أَتْبَعْتُه فكأَنك قَفَوْته. وقال الليث: تَبِعْت فلاناً واتَّبَعْته وأَتْبعْته سواء. وأَتْبَعَ فلان فلاناً إذا تَبِعَه يريد به شرّاً كما أَتْبَعَ الشيطانُ الذي انسلَخَ من آيات الله فكان من الغاوِين، وكما أَتْبَع فرعونُ موسى. وأَمَّا التتَبُّع: فأَن تتتَبَّعَ في مُهْلةٍ شيئاً بعد شيء؛ وفلان يتَتبَّعُ مَساوِيَ فلان وأَثرَه ويَتتبَّع مَداقَّ الأُمور ونحو ذلك. وفي حديث زيد بن ثابت حين أَمره أَبو بكر الصديقُ بجمع القرآن قال: فَعَلِقْتُ أَتَتَبَّعه من اللِّخافِ والعُسُبِ، وذلك أَنه استَقْصَى جميعَ القرآن من المواضع التي كُتِب فيها حتى ما كُتِب في اللِّخاف، وهي الحجارة، وفي العُسُب، وهي جريد النخل، وذلك أَنَّ الرَّقَّ أَعْوَزَهم حين نزل على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأُمِر كاتبُ الوَحْي فيما تيسَّر من كَتِف ولوْحٍ وجِلْد وعَسُيب ولَخْفة، وإِنما تَتبَّع زيد بن ثابت القرآن وجمعه من المواضع التي كُتِب فيها ولم يقتصر على ما حَفِظ هو وغيره، وكان من أَحفظ الناس للقرآن اسْتِظهاراً واحْتِياطاً لئلا يَسْقُط منه حرف لسُوء حِفْظ حافِظه أَو يتبدَّل حرف بغيره، وهذا يدل على أَن الكتابة أَضْبَطُ من صدور الرجال وأَحْرَى أَن لا يسقط منه شيء، فكان زيد يَتتبَّع في مُهلة ما كُتب منه في مواضعه ويَضُمُّه إَلى الصُّحف، ولا يُثْبِتُ في تلك الصحف إِلاَّ ما وجده مكتوباً كما أُنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، وأَمْلاه على مَن كَتبه.واتَّبَعَ القرآنَ: ائْتَمَّ به وعَمِلَ بما فيه. وفي حديث أَبي موسى الأَشعري، رضي الله عنه: إِنَّ هذا القرآن كائنٌ لكم أَجراً وكائن عليكم وِزْراً فاتَّبِعوا القرآن ولا يَتَّبِعنَّكُم القرآنُ، فإِنه من يَتَّبِعِ القرآن يَهْبِطْ به على رِياضِ الجنة، ومَن يَتَّبِعْه القرآنُ يَزُخّ في قَفاه حتى يَقْذِفَ به في نار جهنم؛ يقول: اجعلوه أَمامكم ثم اتلوه كما قال تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يَتْلُونه حقَّ تِلاوته أَي يَتَّبِعونه حقَّ اتِّباعه، وأَراد لا تَدَعُوا تِلاوته والعملَ به فتكونوا قد جعلتموه وراءَكم كما فَعل اليهود حين نَبَذُوا ما أُمروا به وراء ظهورهم، لأَنه إذا اتَّبَعَه كان بين يديه، وإِذا خالفه كان خَلْفَه، وقيل: معنى قوله لا يتبعنكم القرآن أَي لا يَطْلُبَنَّكُم القرآنُ بتضييعكم إِياه كما يطلُب الرجلُ صاحبَه بالتَّبِعة؛ قال أَبو عبيد: وهذا معنى حسن يُصَدِّقه الحديث الآخر: إِن القرآن شافِع مُشَفَّعٌ وماحِلٌ مُصَدَّقٌ، فجعله يَمْحَل صاحبَه إذا لم يَتَّبِعْ ما فيه. وقوله عز وجل: أَو التابعينَ غَيْرِ أُولي الإِرْبةِ؛ فسره ثعلب فقال: هم أَتباع الزوج ممن يَخْدِمُه مثل الشيخ الفاني والعجوز الكبيرة.وفي حديث الحُدَيْبية: وكنت تَبِيعاً لطَلْحةَ بن عُبيدِ الله أَي خادماً. والتَّبَعُ كالتابِعُ كأَنه سمي بالمصدر. وتَبَعُ كلِّ شيءٍ: ما كان على آخِره. والتَّبَعُ: القوائم؛ قال أَبو دُواد في وصف الظَّبَّية: وقَــــوائم تَبَــــع لهــــا مِـــن خَلْفِهـــا زَمَــعٌ زَوائدْ وقال الأَزهري: التَّبَعُ ما تَبِعَ أَثَرَ شيء فهو تَبَعةٌ؛ وأَنشد بيت أَبي دواد الإيادي في صفة ظبية: وقــــوائم تَبَــــع لهــــا مـــن خلفهــا زمــع مُعَلَّــقْ وتابَع بين الأُمور مُتابَعةً وتِباعاً: واتَرَ ووالَى؛ وتابعْتُه على كذا مُتابعةً وتِباعاً. والتِّباعُ: الوِلاءُ. يقال: تابَعَ فلان بين الصلاة وبين القراءة إذا والَى بينهما ففعل هذا على إِثْر هذا بلا مُهلة بينهما، وكذلك رميته فأَصبته بثلاثة أَسهم تِباعاً أَي وِلاء. وتَتابَعَتِ الأَشياءُ: تَبِعَ بعضُها بعضاً. وتابَعه على الأَمر: أَسْعدَه عليه.والتابِعةُ: الرَّئِيُّ من الجنّ، أَلحقوه الهاء للمبالغة أَو لتَشْنِيع الأَمْرِ أَو على إِرادة الداهِيةِ. والتابعةُ: جِنِّيَّة تَتْبع الإِنسان. وفي الحديث: أَوَّلُ خَبرٍ قَدِمَ المدينةَ يعني من هجرة النبي، صلى الله عليه وسلم، امرأَة كان لها تابِعٌ من الجن؛ التابِعُ ههنا: جِنِّيٌّ يَتْبَع المرأَة يُحِبُّها. والتابعةُ: جِنية تتْبع الرجلَ تحبه.وقولهم: معه تابعة أَي من الجن.والتَّبِيعُ: الفَحل من ولد البقر لأَنه يَتْبع أُمه، وقيل: هو تَبيع أَولَ سنة، والجمع أَتْبِعة، وأَتابِعُ وأَتابِيعُ كلاهما جمعُ الجمعِ، والأَخيرة نادرة، وهو التِّبْعُ والجمع أَتباع، والأُنثى تَبِيعة. وفي الحديث عن معاذ بن جبل: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، بعثه إِلى اليمين فأَمرَه في صدَقةِ البقر أَن يأْخذ من كل ثلاثين من البقر تَبِيعاً، ومن كل أَربعين مُسِنَّةً؛ قال أَبو فَقْعَس الأَسَدي: ولد البقَر أَول سنة تَبِيع ثم جزَع ثم ثنيّ ثم رَباعٌ ثم سَدَسٌ ثم صالِغٌ. قال الليث: التَّبِيعُ العِجْل المُدْرِك إِلا أَنه يَتْبَع أُمه بعدُ؛ قال الأَزهري: قول الليث التَّبِيع المدرك وهَم لأَنه يُدْرِكُ إذا أَثنى أَي صار ثَنِيّاً.والتبيع من البقر يسمى تبيعاً حين يستكمل الحَوْل، ولا يسمى تَبِيعاً قبل ذلك، فإِذا استكمل عامين فهو جَذَع، فإِذا استوفى ثلاثة أَعوام فهو ثَنِيٌّ، وحينئذ مُسِنٌّ، والأُنثى مُسِنَّة وهي التي تؤخذ في أَربعين من البقر.وبقرة مُتْبِعٌ: ذاتُ تَبِيع. وحكى ابن بري فيها: مُتْبِعة أَيضاً.وخادم مُتْبِع: يَتْبَعُها ولدها حيثما أَقبلت وأَدبرت، وعمَّ به اللحياني فقال: المُتْبِعُ التي معها أَولاد. وفي الحديث: أَن فلاناً اشترى مَعْدِناً بمائة شاة مُتْبِع أَي يَتْبَعها أَولادها. وتَبِيعُ المرأَةِ: صَدِيقُها، والجمع تُبَعاء، وهي تَبِيعته.وهو تِبْعُ نِساء، والجمع أَتباع، وتُبَّع نساء؛ عن كراع حكاها في المُنَجَّذ، وحكاها أَيضاً في المُجَرَّد إذا جدَّ في طَلَبِهِنّ؛ وحكى اللحياني: هو تِبْعُها وهي تِبْعَتُه؛ قال الأَزهري: تِبْعُ نساء أَي يَتْبَعُهُنَّ، وحِدْثُ نساء يُحادِثُهنَّ، وزِيرُ نساء أَي يَزُورُهُنَّ، وخِلْب نساء إذا كان يُخالِبهنَّ. وفلان تِبْعُ ضِلَّةٍ: يَتْبَع النساءَ، وتِبْعٌ ضِلَّةٌ أَي لا خَيْرَ فيه ولا خير عنده؛ عن ابن الأَعرابي. وقال ثعلب: إِنما هو تِبْعُ ضِلَّةٍ مضاف.والتَّبِيعُ: النَّصِير. والتَّبِيعُ: الذي لك عليه مال. يقال: أُتْبِعَ فلان بفلان أَي أُحِيلَ عليه، وأَتْبَعَه عليه: أَحالَه.وفي الحديث: الظُّلْم لَيُّ الواجِدِ، وإِذا أُتْبِعَ أَحدُكم على مَلِيءٍ فَلْيَتَّبِعْ؛ معناه إذا أُحِيلَ أَحدكم على مَلِيءٍ قادِرٍ فلْيَحْتَلْ من الحَوالةِ؛ قال الخطابي: أَصحاب الحديث يروونه اتَّبع، بتشديد التاء، وصوابه بسكون التاء بوزن أُكْرِمَ، قال: وليس هذا أَمراً على الوجوب وإِنما هو على الرِّفْق والأَدب والإِياحةِ. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: بَيْنا أَنا أَقرأُ آية في سِكَّة من سَكَكِ المدية إِذ سمعت صوتاً من خَلفي: أَتْبِعْ يا ابن عباس، فالتَفَتُّ فإِذا عُمر، فقلت: أُتْبِعُك على أُبَيّ بن كعب أَي أَسْنِدْ قراءتك ممن أَخذتها وأَحِلْ على من سَمِعْتها منه. قال الليث: يقال للذي له عليك مال يُتابِعُك به أَي يُطالبك به: تَبِيع. وفي حديث قيس بن عاصم، رضي الله عنه، قال: يا رسول الله ما المالُ الذي ليس فيه تَبِعةٌ من طالب ولا ضَيْفٍ؟ قال: نِعْم المال أَربعون والكثير ستون؛ يريد بالتَّبِعةِ ما يَتْبَع المالَ من نوائب الحُقوق وهو من تَبِعْت الرجل بحقّي. والتَّبِيعُ: الغَرِيمُ؛ قال الشماخ: تَلُـوذُ ثَعـالِبُ الشـَّرَفَيْن منها كمـا لاذَ الغَرِيـمُ مـن التَّبِيعِ وتابَعَه بمال أَي طَلَبه. والتَّبِعُ: الذي يَتْبَعُكَ بحق يُطالبك به وهو الذي يَتْبع الغريم بما أُحيل عليه. والتبيع: التابع. وقوله تعالى: فيُغْرِقَكم بما كفرتم ثم لا تَجِدُوا لكم علينا به تَبِيعاً؛ قال الفراء: أَي ثائراً ولا طالباً بالثَّأْرِ لإِغْراقِنا إِيّاكم، وقال الزجاج: معناه لا تجدوا من يَتْبَعُنا بإِنكار ما نزل بكم ولا يتبعنا بأَن يصرفه عنكم، وقيل: تَبِيعاً مُطالِباً؛ ومنه قوله تعالى: فاتِّباعٌ بالمَعْروف وأَداء إِليه بإِحْسان؛ يقول: على صاحب الدَّمِ اتِّباع بالمعروف أَي المُطالَبَةُ بالدِّية، وعلى القاتِل أَداء إِليه بإِحسان، ورفع قوله تعالى فاتباع على معنى قوله فعليه اتِّباع بالمعروف، وسيُذْكَرُ ذلك مُستوفى في فصل عفا، في قوله تعالى: فَمن عُفِيَ له من أَخِيه شيء.والتَّبِعةُ والتِّباعةُ: ما اتَّبَعْتَ به صاحبَك من ظُلامة ونحوها.والتَّبِعةُ والتِّباعةُ: ما فيه إِثم يُتَّبَع به. يقال: ما عليه من الله في هذا تَبِعة ولا تِباعة؛ قال وَدّاك بن ثُمَيل: هِيـمٌ إِلـى المـوتِ إذا خُيِّرُوا بيـــنَ تِباعـــاتٍ وتَقْتـــالِ قال الأَزهري: التِّبِعة والتَّباعة اسم الشيء الذي لك فيه بُغْية شِبه ظُلامة ونحو ذلك. وفي أَمثال العرب السائرة: أَتْبِعِ الفَرَس لِجامَها، يُضرب مثلاً للرجل يؤْمر بردِّ الصَّنِيعةِ وإِتْمامِ الحاجة.والتُّبَّعُ والتُّبُّع جميعاً: الظل لأَنه يَتْبَع الشمس؛ قالت سُعْدَى الجُهَنِيَّةُ تَرْثي أَخاها أَسْعَدَ: يَـرِدُ المِيـاهَ حَضـِيرةً ونَفِيضةً وِرْدَ القَطاةِ إذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ التُّبَّعُ: الظل، واسْمِئْلاله: بُلوغه نصف النهار وضُمورُه. وقال أَبو سعيد الضرير: التُّبَّع هو الدَّبَرانُ في هذا البيت سُمي تُبَّعاً لاتِّباعِه الثُّرَيّا؛ قال الأَزهري: سمعت بعض العرب يسمي الدبران التابع والتُّوَيْبِع، قال: وما أَشبه ما قال الضرير بالصواب لأَن القَطا تَرِدُ المياه ليلاً وقلما تردها نهاراً، ولذلك يقال: أَدَلُّ من قَطاة؛ ويدل على ذلك قول لبيد: فَوَرَدْنــا قبـلَ فُـرَّاطِ القَطـا إِنَّ مِــن وَرْدِيَ تَغْلِيـسَ النَّهَـلْ قال ابن بري: ويقال له التابِعُ والتُّبَّعُ والحادِي والتالي؛ قال مُهَلْهل: كـأَنَّ التـابِعَ المَسـْكِينَ فيها أَجِيــرٌ فـي حُـداياتِ الـوَقِير والتَّبابِعةُ: ملوك اليمن، واحدهم تُبَّع، سموا بذلك لأَنه يَتْبَع بعضُهم بعضاً كلما هَلك واحد قام مَقامه آخر تابعاً له على مثل سِيرته، وزادوا الهاء في التبابعة لإِرادة النسب؛ وقول أَبي ذؤيب: وعليهِمــا ماذِيَّتـانِ قَضـاهُما داودُ، أَو صـَنَعُ السـَّوابِغِ تُبَّعُ سَمِعَ أَن داودَ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، كان سُخِّر له الحديدُ فكان يَصْنع منه ما أَراد، وسَمِعَ أَنَّ تُبَّعاً عَمِلَها وكان تُبع أَمَر بعملها ولم يَصْنعها بيده لأَنه كان أَعظمَ شأْناً من أَن يصنع بيده. وقوله تعالى: أَهم خَيْر أَم قومٌ تُبَّعٍ؛ قال الزجاج: جاء في التفسير أَن تُبَّعاً كان مَلِكاً من الملوك وكان مؤْمناً وأَن قومه كانوا كافرين وكان فيهم تَبابِعةٌ، وجاء أَيْضاً أَنه نُظِر إِلى كتاب على قَبْرَين بناحية. حِمْيَر: هذا قبر رَضْوى وقبر حُبَّى، ابنتي تُبَّع، لا تُشركان بالله شيئاً، قال الأَزهري: وأَمّا تبع الملِك الذي ذكره الله عز وجل في كتابه فقال:وقومُ تبع كلٌّ كذَّب الرسُلَ، فقد روي عن النبيي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: ما أَدري تُبَّعٌ كان لعِيناً أَم لا؛ قال: ويقال إِن تُبَّتَ اشْتُقَّ لهم هذا الاسمُ من اسم تُبَّع ولكن فيه عُجْمة. ويقال: هم اليوم من وَضائِع تُبَّع بتلك البلاد. وفي الحديث: لا تَسُبُّوا تُبَّعاً فإِنه أَول من كَسا الكعبة؛ قيل: هو ملك في الزمان الأَول اسْمه أَسْعَدُ أَبو كَرِب، وقيل: كان مَلِكُ اليمنِ لا يسمى تُبَّعاً حتى يَمْلِكَ حَضْرَمَوْتَ وسَبأ وحِمْيَرَ.والتُّبَّعُ: ضرب من الطير، وقيل: التُّبَّع ضرب من اليَعاسِيب وهو أَعظمها وأحسنها، والجمع التبابِعُ تشبيهاً بأُولئك الملوكُ، وكذلك الباء هنا ليشعروا بالهاء هنالك. والتُّبَّعُ: سيِّد النحل: وتابَعَ عَمَلَه وكلامَه: أَتْقَنَه وأَحكمه؛ قال كراع: ومنه حديث أَبي واقد الليثي: تابَعْنا الأَعمال فلم نَجِد شيئاً أَبلغ في طلَب الآخرة من الزُّهْد في الدنيا أَي أَحْكَمْناها وعَرَفْناها. ويقال: تابَعَ فلان كلامَه وهو تبيع للكلام إذا أَحكمه. ويقال: هو يُتابِعُ الحديث إذا كان يَسْرُدُه، وقيل: فلان مُتتابِعُ العِلم إذا كان عِلْمه يُشاكل بعضُه بعضاً لا تَفاوُتَ فيه. وغصن مُتتابعٌ إذا كان مستوياً لا أُبَن فيه. ويقال: تابَعَ المَرْتَعُ المالَ فَتتابَعَت أي سَمَّن خَلْقَها فسَمِنَت وحَسُنت؛ قال أَبو وجْزةَ السعْدي: حَـرْفٌ مُلَيْكِيـةٌ كالفَحْلِ تابَعَها في خِصْبِ عامَينِ، إِفْراقٌ وتَهْمِيلُ وناقة مُفْرِقٌ: تَمْكُث سنتين أَو ثلاثاً لا تَلْقَحُ؛ وأَما قول سَلامان الطائي: أَخِفْنَ اطِّنانِي إِن شُكِينَ، وإِنَّني لفـي شـُغُلٍ عـن ذَحْليَ اليتَتَبَّعُ فإِنه أَرادَ ذَحْليَ يتَتَبَّع فطرح الذي وأَقام الأَلف واللام مُقامه، وهي لغة لبعض العرب؛ وقال ابن الأَنباري: وِإِنما أَقحم الأَلف واللام على الفعل المضارع لمضارعة الأَسماء.قال ابن عون: قلت للشعبي: إِنَّ رُفَيْعاً أَبا العاليةِ أَعتقَ سائبةً فأَوصَى بماله كله، فقال: ليس ذلك له إِنما ذلك للتابعة، قال النضر: التابعةُ أَن يتبع الرجلُ الرجلَ فيقول: أَنا مولاك؛ قال الأَزهري: أَراد أَن المُعْتَقَ سائبةً مالُه لمُعْتِقِه.والإِتْباعُ في الكلام: مثل حَسَن بَسَن وقَبِيح شَقِيح.
المعجم: لسان العرب لثأ
المعنى: لثأ : ( {لَثَأَ الكَلْبُ، كَمنَعَ) ، بالمِثلثة، أَهمله الجوهريُّ، وَقَالَ الفرَّاءُ: أَي (وَلَغَ) ، وَفِي (التَّهْذِيب) : حكى سَلَمة عَن الفرَّاء:} اللَّثَأُ، بالهمزِ: مَا يَسيل مِن الشّجر، {واللَّثَى: مَا سَال من مَاء الشَّجر من ساقِها (خاثِراً) قلت: وسيأْتي ذَلِك فِي المعتلّ. لَجأ : (} لَجَأَ إِلَيه) أَي الشيءِ أَو المكانِ (كَمَنَعَ) {يَلْجَأُ} لَجْأً {ولُجُوءًا} ومَلْجَأً (و) {لَجِىءَ مثل (فَرِحَ) } لَجَأً بِالتَّحْرِيكِ، الأَخيرةُ لغةٌ فِي الأُولى كَمَا فِي (التكملة) (: لاَذَ، {كالْتَجَأَ) إِليه. (} وأَلْجَأَهُ) إِلى كَذَا (: اضْطَرَّهُ) إِليه وأَحْوَجَه (و) {أَلْجَأَ (أَمْرَهُ إِلى اللَّهِ: أَسْنَدَهُ) . وَفِي بعض النّسخ وأَمْرَه إِليه: أَسنده،} والْتَجأَ {وتَلَجَّأَ، وَفِي حَدِيث كَعبٍ: من دَخل فِي ديوَان المُسلمينَ ثمَّ تَلَجَّأَ مِنهم فقدْ خَرَج مِن قُبَّةِ الإِسلام. يُقَال:} لَجَأْتُ إِلى فلانٍ، وَعنهُ، {والتجَأْتُ} وتَلَجَّأْتُ إِذا استَنَدْتَ إِليه واعْتَضَدْتَ بِهِ أَو عَدَلْتَ عَنهُ إِلى غَيره، كأَنه إِشارةٌ إِلى الخُروجِ والانفرادِ من الْمُسلمين. . (و) أَلْجَأَ (فُلاناً: عَصَمَه) ، وَيُقَال: {أَلجأْتُ فلَانا إِلى الشيءِ إِذا حَصَّنْتَه فِي} مَلْجَإِ. ( {واللَّجَأُ، مُحَرَّكَةً: المَعْقِلُ والمَلاذُ،} كالمَلْجَإِ) وَقد تُحذف هَمزته تَخْفِيفًا ومُزاوَجةً مَعَ المَنْجَا، كَمَا يُهمز المَنْجَا مُزاوَجةً مَعَه، وفُلانٌ حَسَنُ {المَلْجَا. وَجمع} اللَّجَإِ {أَلْجَاءٌ (و) اللَّجَأُ (ع) بَين أَرِيك والرِّجامِ قَالَ أَوْسُ بنُ عَلْفاء: جَلَبْنَا الخَيْلَ مِنْ جَنْبَيْ أَرِيكِ إِلَى} لَجَإٍ إِلى ضِلَعِ الرِّجَامِ كَذَا فِي مُعْجم أَبي عُبَيْدٍ البكريِّ، نَقله شَيخنَا، وَقَالَ نَصرٌ فِي (مُعْجَمه) : هُوَ وادٍ أَو جَبَلٌ نَجْدِيٌّ، فقولُ المناوِي: لم يُعَيِّنُوه. لَيْسَ بِشَيْء. (و) لَجَأٌ، بِلَا لامٍ: اسمُ رجلٍ هُوَ (جَدُّ عُمَرَ بنِ الأَشْعَثِ) التَّيْمِيِّ الشَّاعِر (لَا والِدُه، وَوَهِمَ الجوهريُّ) فَجعله والداً لَهُ، وإِنما هُوَ جَدُّه، وَهَذَا الَّذِي ذكره الْجَوْهَرِي هُوَ الَّذِي أَطبَق عَلَيْهِ أَئِمة الأَنساب واللُّغَة، قَالَ البلاذُرِيُّ فِي مَفاهِيم الأَشراف مَا نَصُّه: ووَلَد ذُهْلُ ابنُ تَيْمِ بن عَبْدِ مَناةَ بنِ أُدّ بن طَابِخَة: سَعْدَ بنَ ذُهحلٍ، فولَدَ سَعْدٌ: ثَعْلَبَةَ بن سعد، وجُشَمَ بن سَعْدٍ، وَبَكْرَ بن سَعْدٍ. فولَد ثَعْلَبةُ: امْرَأَ القَيْسِ بنَ ثَعْلَبة. فولَد امْرُؤُ القيسِ: جُلَّهُم، مِنْهُم عُمَرُ ابنُ لَجَإِ بن حُدَيْرِ بن مَصَاد بن ذُهْلِ ابْن تَيْمِ بن عبْدِ مَناةَ بن أُدَ الشاعرُ، وَكَانَ يُهاجِي جَرِيرَ بنَ عَطِيَّة بن الخَطَدَي، وَكَانَ سببُ تَهاجِيهِما أَنّ ابنَ لَجَإٍ أَنحشدَ جَرِيراً باليَمانِيةِ. تَجُرُّ بالأَهْوَنِ فِي أَدنائها جَرَّ العَجُوزِ جَانِبَيْ خِبَائِها فَقَالَ لَهُ جريرٌ: هلاَّ قلت: جَرَّ العَرُوسِ طَرَفَيْ رِدَائها فَقَالَ لَهُ ابنُ لَجَإِ. فأَنت الَّذِي تَقول: لَقَوْمِيَ أَحْمَى لِلْحَقِيقَةِ مِنْكُمُ وأَضْرَبُ لِلْجَبَّارِ والنَّقْعُ سَاطِعُ وأَوْثَقُ عِنْدَ المُرْدَفَاتِ عَشِيَّةً لَحاقاً إِذَا مَا جَرَّدَ السَّيْفَ مَانِعُ أَرَأَيْتَ إِذَا أُخِذْنَ غُدْوَةً وَلم تَلْحَقْهُنَّ إِلاَّ عَشِيَّةً وَقد نُكِحْنَ فَمَا غَنَاؤُه؟ فتحاكَما إِلى عُبَيْد بن غَاضرةَ العَنْبريِّ فقَضى على جَريرٍ، فهجاه بِشعْرٍ مَذكور فِي الْكتاب الْمَذْكُور، وَكَذَا جوابُ ابْن لجإٍ، وَمَات عُمَرُ بنُ لجإٍ بالأَهواز، وَبَينهمَا مُفاخراتٌ ومُعارضات حَسَنةٌ لَيْسَ هَذَا محلَّ ذِكْرِا، وَقد عُرِف من كلامِ البَلاذُرِيّ أَن لَجَأً والدُه لَا جَدُّه، وعَلى التَّسْلِيم فإِن مِثْلَ ذَلك لَا يُعْتَرضَ بِهِ، لأَنه كثيرا مَا يُنْسَب الرجلُ إِلى جَدِّه، لكَونه أَشهرَ أَو أَفْخَر أَو غير ذَلِك من الأَعراض، أَلا تَرَى إِلى قَوْلِ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ أَنَا ابنُ عَبْدِ المُطَّلِبْ) . وأَمْثِلَةُ ذَلِك لَا تُحْصى، وَالله أَعلم. (و) اللَّجَأُ (: الضِّفْدَعُ) ، وَفِي (المُحكم) أَنه نَوْعٌ من السَّلاحِفِ يَعِيش فِي البَرِّ والبَحْرِ، وَمِنْه من يُخَفِّفه، فَذكره فِي المُعتلّ، (وَهِيَ) أَي الأُنثى (بِهَاءَ) وَقَالُوا: {اللجَأَةُ البَحْرِيَّةُ لَهَا لِسانٌ فِي صَدْرِهَا، من أَصابَتْه (بِهِ) من الحَيوان قَتَلتْه، قَالَه الدَّمِيري، وَنَقله شيخُنا. (وذُو} المَلاَجِىءِ: قَيْلٌ) من أَقيال التَّبَابِعَة من مُلوك اليَمَنِ. ( {والتَّلْجِئَةُ: الإِكْرَاهُ) قَالَ أَبو الهَيْثَم أَنْ} يُلْجِئَك أَنْ تَأْتِيَ أَمراً ظاهرُه خِلاَفُ بَاطِنه. وَفِي حَدِيث النُّعْمَانِ بن بَشِيرٍ: (هَذِه {تَلْجِئَةٌ فأَشْهِدْ عَلَيْهِ غَيْرِي) } التّلْجِئَةُ: تَفْعِلَةٌ من {الإِلجاءِ، كأَنه قد} أَلْجَأَك إِلى أَن تأْتيَ أَمراً باطنُه خِلافُ ظَاهره، وأَحْوَجك إِلى أَن تَفعل فِعْلاً تَكْرهُه، وَكَانَ بَشِيرٌ قَد أَفردَ ابْنَه النُّعْمانَ بِشيءٍ دُونَ إِخْوَته، حملتْه عَلَيْهِ أُمُّه. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: {التَّلْجِئَةُ: أَن يَجْعَل مَالَه لِبَعحضِ وَرَثَتِه دُون بَعْضٍ، كأَنَّه يتصَدَّق بِهِ عَلَيْهِ وَهُوَ وارِثُه، قَالَ: وَلَا} تَلْجِئَةَ إِلاَّ إِلَى وَارِث. يُقَال: أَلَكَ لَجَأُ يَا فلَان (واللَّجَأُ: الزوجَةُ) . وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: (اللَّجَأُ: الزَّوْجَةُ، أَو جَبَلٌ، وأَيضاً الوارثُ، ولَجَأَ أَمْرَه إِلى الله: أَسْنَده كالْتَجَأَ وتَلَجَّأَ. {وتَلَجَّأَ مِنْهُم: انفرَدَ وخَرَج عَن زُمْرَتِهِم وعدَلَ إِلى غَيرهم، فكأَنه تَحَصَّنَ مِنْهُم.
المعجم: تاج العروس برقش
المعنى: برقش . أَبُو بَرَاقِشَ: طائِرٌ صغيرٌ بَرِّيٌّ كالقُنْفُذِ، أَعْلَى ريشِهِ أَغْبَرُ، وأَوْسَطُه أَحْمَرُ، وأَسْفَلُه أَسْوَدُ، فَإِذا هِيجَ إنْتَفَشَ، فتَغَيَّرَ لَوْنُه أَلْوَاناً شَتَّى، قالَهُ اللَّيثُ، وأَنشد الجَوْهَرِيّ للأَسَدِيّ: (كَأَبِي بَرَاقِشَ كُلّ لَو ... نٍ لَوْنُهُ يَتَخَيَّلُ) وَفِي رِوَايَةٍ كُلّ يَوْمٍ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَقَالَ ابنُ خَالَوَيْهِ: أَبُو بَراقِشَ: طائِرٌ يكون فِي العِضَاهِ، ولَوْنُه بَين السَّوَادِ والبَيَاضِ، وَله سِتُّ قَوَائمَ، ثَلاثٌ من جَانِبٍ، وثَلاثٌ من جانِبٍ، وَهُوَ ثَقِيلُ العَجْزِ، تَسْمَعُ لَهُ حَفِيفاً إِذا طارَ، وَهُوَ يَتَلَوَّنُ أَلْواناً. والبِرْقِشُ، بالكَسْرِ: طائِرٌ آخَرُ صَغِيرٌ مُتَلَونٌ، من الحُمَّرِ، مثلُ العُصْفُور، يُسَمَّى الشُّرْشُورُ، بلُغَة الحِجَاز، نَقله الجَوْهَرِيُّ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وسَمِعْتُ صِبْيَانَ الأَعْرَابِ يُسَمُّونَه أَبا بَرَاقِشَ. وبِرْقِشٌ: شاعرٌ تَيْميٌّ، من شُعَرَاءِ الدَّوْلَة العَبّاسِيّة، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. والبَرْقَشَةُ: التَّفَرُّقُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِي. والبَرْقَشَةُ: خَلْطُ الكَلاَمِ، مَأْخُوذ من أَبي بَرَاقِشَ. والبَرْقَشَةُ: الإقْبَالُ عَلَى الأَكْلِ. وبَرَاقِشُ: اسْمُ كَلْبَةٍ، ولَهَا حَدِيثٌ، وَفِي المَثَلِ: علَى أَهْلِهَا دَلَّتْ بَرَاقِشُ، لأَنَّهَا سَمِعَتْ وَقْعَ حَوَافِرِ دَوَابَّ، فنَبَحَتْ، فاسْتَدَلَّوا بِنُبَاحِهَا عَلَى القَبِيلَةِ، فاسْتَبَاحُوهُم، فذَهَبَ مَثَلاً، هَكَذَا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وحَكَاه أَبُو عُبَيْدٍ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ مثل مَا ذَكَرَه الجَوْهَرِيِّ. وَقَالَ ابنُ هانِئ: زَعَمَ يُونُس عَن أَبِي عمْروٍ أَنَّه قَالَ: هَذَا المَثَلُ على أَهْلِها تَجْنِي بَراقِشُ فصارَتْ مَثَلاً، وَعَلِيهِ قولُ حَمْزَةَ بنِ بِيض: (لَمْ يَكُنْ عَن جِنَايَةٍ لَحِقَتْني ... لَا يَسَارِي وَلَا يَميِني جَنَتْنِي) (بَلْ جَناهَا أَخٌ عَلَيَّ كَرِيمٌ ... وعَلَى أَهْلِها بَرَاقِشُ تَجْنِي) أَو اسْمُ امْرَأةِ لُقْمَانَ بنِ عادٍ، هَذَا نصُّ قَوْلِ الشَّرْقِيِّ بنِ القُطَامِيّ، وتَمَامُه هُوَ القَوْلُ الَّذِي يَأْتِي فِيمَا بَعْدُ، كَمَا سَيُنَبِّهُ عَلَيْهِ، وأَمّا الّذِي سَيَذْكُرُه المصنِّف الْآن فهوَ من سِيَاقِ قَوْلِ أَبي عُبَيْدَةَ، ونَصُّه: بَرَاقِشُ: اسْم امْرَأَةٍ، وَهِي ابْنَةُ مَلِكٍ قَدِيمٍ خَرَجَ إلَى بَعْضِ مَغَازِيه، واسْتَخْلَفَها زَوْجُهَا على مُلْكِه، فأَشَارَ عَلَيْهَا بعضُ وُزَرَائهَا أَنْ تَبْنِي بِنَاءً تُذْكَرُ بِهِ، فبنَتْ موضعينَ يُقَال لَهما: بَراقِشُ ومَعِينٌ، فلَمَّا قَدِمَ أَبُوهَا قَالَ: أَرَدْتِ أَنْ يَكُونُ الذِّكْرُ لَكِ دُونِي، فأَمَرَ الصُّنَّاعَ الَّذِين بَنَوْهُمَا أَنْ يَهْدِموهما، فَقَالَت العَرَبُ على أهْلِها تَجْنِي بَرَاقِشُ. وَقَالَ أَبُو عَمْروٍ: بَرَاقِشُ كانَتْ امرأَةً لبَعْضِ المُلُوكِ، فسافَرَ المَلِكُ واسْتَخْلَفَهَا، وكَانَ لَهُمْ مَوْضِعٌ إِذا فَزِعُوا دَخَّنُوا فِيهِ، فيَجْتَمِعُ الجُنْدُ إِذا أَبْصَرُوه، وإنَّ جَوَارِيَهَا عَبِثْنَ لَيْلَةً، فدَخَّنَّ، فاجْتَمَعُوا، فقِيلَ لَهَا، إنْ رَدَدْتِيهم، وَلم تَسْتَعْمِليهم فِي شَيْءٍ فدَخَّنْتم لمْ يأْتِكِ أَحَدٌ مَرّةً أُخْرَى، فأَمَرتَهُم فبَنَوْا بِناءً دُونَ دَارِهَا، فلمّا جاءَ الملِكُ سَأَلَ عَن البِنَاءِ، فأُخْبِرَ بالقِصّة، فقالَ: على أَهْلِها تَجْنِي بَرَاقِشُ، فصارَتْ مَثَلاً يُضْرَبُ لِمَنْ يَعْمَلُ عَمَلاً يَرْجِعُ ضَرَرهُ عَلَيْه، هَكَذَا نَقَلَه الصّاغانِيّ. أَو بَرَاقِشُ: امرأَةُ لُقْمَانَ بنِ عادٍ، وَكَانَ لُقْمانُ من بَنِي صُدَاءٍ، وكانَ قوْمُهُم لَا يَأْكُلُونَ لُحُومَ الإبِلِ، فأَصابَ لُقْمَانُ مِنْ بَرَاقِش َ غُلاَماً، فَنَزل مَعَ لُقْمَانَ فِي بَنِي أَبِيهَا، فأَوْلَمَوا، ونَحَرُوا جَزُوراً إِكْرَاما لَهُ، فَراحَ ابنُ بَرَاقِشَ إِلَى أَبِيهِ بِعرْقٍ منْ جَزُورٍ وَنَصّ ابْن القُطامِيّ: فرَاحتْ بَراقِشُ بِعَرْقٍ مِنَ الجَزُور، ِ فدَفعَتْهُ لزوجِها، فَأَكَلَ لُقمانُ، فقالَ: مَا هذَا، فَما تَعَرَّقْتُ طَيِّباً مِثْلَه قَطُّ فقالَ: جَزُورٌ نَحَرَها أَخْوالِي، ونصُّ ابنِ القُطَامِيّ: فَقَالَت بَرَاقِشُ: هَذَا من لحْمِ جَزُورٍ، قَالَ: أَو لُحُومُ الإبِلِ كُلِّها هَكَذَا فِي الطِّيبِ قَالَت: نَعَم، فَقالَتْ: جَمِّلُوا، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوَابُ جَمِّلْنَا واجْتَمِلْ، فأَرْسلتْهَا مَثَلاً، أَي أَطْعِمْنَا الجَمَلَ واطْعمْ أَنْتَ مِنْهُ، وكَانَتْ بَرَاقِشُ أَكْثَرَ قوْمِهَا بَعِيراً، فأَقْبَلَ لُقْمَانُ على إبِلِهَا وإبِلِ أَهْلِهَا، فَأَشْرَعَ فِيهَا، وفَعَلَ ذَلِكَ بَنُو أَبِيهِ لمّا أَكَلُوا لَحْمَ الجَزُورِ، هَكَذَا فِي النُّسخ، والصَّوَابُ لُحُومَ الجَزُورِ، فقيلَ: عَلَى أَهْلِها تَجْنِي بَراقِشُ، فصارَتْ مَثَلاً. وبَراقِشُ وهَيْلانُ: جبَلانِ، عَن أَبِي عَمْروٍ، أَو وَاديَانِ، عَن الأَصْمَعِيّ، أَو مدينَتَانِ عادَّيتَانِ باليَمنِ خَرِبَتَا، وَهَذَا الأخِيرُ هُو قَوْلُ أَبِي حَنِيفَة الدَّينَوَرِيّ، قَالَ: زَعَمُوا. وَقَالَ النّابِغَةُ الجعْديّ يَذكر امْرَأَةً: يُسَنُّ بالضِّرْوِ من بَرَاقِشَ أوهَيْلانَ أَو ضَامرٍ من العُتُمِ أَيْ يُسَوَّكُ، ويُرْوَى نَاضِر كَذَا فِي التّكْمِلَةِ، وَفِي المُعْجَم: يَسْتَنّ، وَقَالَ يَصِفُ بَقَراً، قَالَ والضِّرْوُ: شَجَرٌ يُسْتَاُك بِهِ، والعُتُمُ: شَجَرُ الزَّيْتُونِ، قَالَ الصَّاغانيّ: ورَوَاه الجاحِظُ: ويَرْتَعِي) الضِّرْوَ مِنْ بَرَاقِشَ إِلَى آخِره، قَالَ: وليستْ رِوَايَتُه بشَيْءٍ. وبَرْقَشَ عَليَّ فِي الكَلاَمِ: خَلَّطَهُ. وبَرْقَشَ فِي الأَكْلِ: أَقْبَلَ عَلَيْه، وهذانِ قد ذَكَرَ مَصْدَرَيْهِمَا آنِفاً، وتفريقُ المَصَادِرِ من الأَفْعَالِ غيرُ مُناسِب. وكَذا قولُه البَرْقَشَةُ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخ، أَو البَرْقَشَةُ: التَّفَرُّقُ، قد تقَدَّمَ بِعَيْنِه قَرِيبا، فَهُوَ تَكْرَارٌ مَحْضٌ. والبَرْقَشَةُ: اخْتِلافُ لَوْنِ الأَرْقَشِ. ويُقَال: تَبَرْقَشَ لَنَا، أَي تَزَيَّنَ بأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنْ كُلّ لونٍ. وممّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْهِ: بَرْقَشَ الرّجُلُ بَرْقَشَةً: وَلَّى هارِباً. والبَرْقَشَةُ: شِبْهُ تَنْقِيشٍ بأَلْوَانٍ شَتَّى، وبَرْقَشَهُ: نَقَشَه. وتَبَرْقَشَ النَّبْتُ: تَلَوَّنَ، وتَبَرْقَشَتِ البِلاَدُ: تَزَيَّنَت، وتَلَوَّنَتْ، وأَصلُه من أَبِي بَرَاقِشَ. ويُقَال: تَرَكْتُ البِلادَ بَرَاقِشَ، أَي ممتَلِئَةً زَهْراً مُخْتَلِفَة مِنْ كلّ لَوْنٍ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وأنشَدَ للْخَنْسَاء تَرْثِي أخَاهَا: (تَطَيَّرَ حَوْلي والبلادُ بَرَاقِشٌ ... لأِرْوَعَ طَلاّبِ التِّرَاتِ مُطَلَّبِ) ويُرْوَى: تُطَيِّرُ، أَي تُسْرِع وتَعْدُو. وقِيل: بلادٌ بَرَاقِشُ: أَيْ مُجْدِبَةٌ خَلاءٌ، كبَلاَقِعَ: سَوَاءٌ، فإنْ كَانَ كذلِكَ فهُوَ من الأَضْداد. والمُبْرَنْقِشُ: الفَرِحُ المَسْرورُ كالمُبْرَنسْتِقِ. وابْرَنْقَشَت العِضَاهُ: حَسُنَت. وابرَنْقَشَت الأَرْضَ: اخْضَرَّتْ. وابْرَنْقَشَ المَكَانُ: انْقَطَعَ عَن غَيْرِه. وحَكَى أَبُو حاتِمٍ عَن الأَصْمَعِيّ، عَن أَبِي عَمْرِو بن العَلاَءِ أَنّ بَرَاقِشَ ومَعِينَ مَدِينَتان بُنِيَتَا فِي سَبْعِينَ أَو ثَمَانِينَ سَنَةً، وَقد فَسَّرَهما الأَصْمَعِي ّ فِي شِعْرِ عَمْرِو بنِ مَعْديِكَرِب، وهُمَا مَوْضِعَان، وَهُوَ: (دَعانَا من بَراقِشَ أوْ مَعِينٍ ... فأَسْرَعَ واتلأَبَّ بِنَا مَلِيعُ) وفسّرَ أَتْلأَبَّ باسْتَقَامَ، والمَلِيعَ بالمُسْتَوِى من الأَرْض، وَزَاد فِي المعجَمِ: كَانَ بعضُ التَّبَابِعَةِ أَمَرَ بِبنَاءِ سَلْحينَ فبُنىَ فِي ثَمَانِينَ عَاما، وبُنى بَرَاقِشُ ومَعِينُ بغُسَالَةِ أَيْدي صُنّاعِ سَلْحِينَ، وَلَا تَرَى لِسَلْحِينَ أَثَراً، وهَاتَانِ قائِمَتَانِ. قلتُ: والظّاهِرُ أَنَّهما غَيْرُ اللَّتَيْنِ ذَكَرهُمَا المُصَنِّف، من وُجُوهٍ، فتَأَمَّلْ. قَالَ الزَّمَخشَرِيّ: ويُقَالُ للمُتَلَوِّنِ: أَبُو بَرَاقِشَ. وبُرْقَاشُ، بالضّمِّ: من القُرَى المِصْريّة.
المعجم: تاج العروس شمر
المعنى: شمر : (شَمَرَ) يَشْمُرَ شَمْراً، (وشَمَّرَ) تَشْمِيراً، (وانْشَمَرَ وتَشَمَّر) ، (مَرَّ جَادّاً) . والشَّمْرُ والتَّشْمِيرُ فِي الأَمْرِ: الجِدُّ فِيهِ والاجْتِهَادُ. (أَو) مَرَّ فلانٌ يَشْمُرُ شَمْراً، إِذَا مَشَى (مُخْتَالاً) . (و) يُقَال: (تَشَمَّرَ للأَمْرِ) وانْشَمَرَ لَهُ، إِذَا (تَهَيَّأَ) . (و) رَجُلٌ (شِمْرٌ، بالكَسْرِ، وشِمِّيرٌ) ، كسِكِّيتٍ، وَهُوَ من أَبنيةِ المُبَالغة. (وشَمَّرِيٌّ) ، بِفَتْح الشين وَالْمِيم المشَدّدة، (وشِمِّرِيّ) ، بكسرهما مَعَ شدّ الْمِيم، و (شُمُّرِيّ) ، بضمّهما مَعَ شدّ الْمِيم، (وشِمَّرِيّ، كقِنَّبِيّ) ، أَي بِكَسْر الشين وَتَشْديد الْمِيم الْمَفْتُوحَة، (ومُشَمِّر، كمُحَدِّثٍ، أَي ماضٍ فِي الأُمورِ) والحوائِجِ (مُجَرِّبٌ) ، وأَكثرُ ذالك فِي السَّفَر، وَهُوَ مَجَاز، وَفِي حَدِيث سَطِيح: شَمِّرْ فإِنّكَ ماضِي العَزْمِ شِمِّيرُ وَقَالَ الفرّاءُ: الشَّمَّرِيّ: الكَيِّسُ فِي الأُمُورِ المُنْكَمِشُ، وأَنشد: ليسَ أَخُو الحاجَاتِ إِلاّ الشَّمَّرِي والجَمَل البازِلَ والطِّرْفَ القَوِي وَقَالَ أَبو بكْرٍ فِي الشَّمَّرِيّ: ثلاثةُ أقوالٍ: قَالَ قَوْمٌ: الشَّمَّرِيّ: الحادُّ النِّحْرِيرُ. وأَنشد: ولَيِّن الشِّيمَةِ شَمَّرِيّ ليسَ بفَحّاشٍ وَلَا بَذِيّ وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الشَّمَّرِيُّ: المُنْكَمِشُ فِي الشَّرّ والباطِلِ، المُتَجَرِّدُ لذالك، وَهُوَ مأْخُوذٌ من التَّشْمِيرِ، وَهُوَ الجِدّ والانكماش. وَقيل: الشَّمَّرِيّ: الَّذِي يَمْضِي لِوَجْهِه، ويَرْكَب رأْسَه لَا يَرْتَدِعُ. وَقد انْشَمَرَ لهاذا الأَمْرِ، وشمَّر إِزارَه. (والشَّمْرُ: تَقْلِيصُ الشَّيْءِ، كالتَّشْمِيرِ) ، وشَمَّرَ الشَّيْءَ، فتَشَمَّرَ: قَلَّصَه فتَقَلَّصَ، وكلُّ قالِصٍ فإِنّه مُتَشَمِّرٌ. (و) من المَجَاز: الشَّمْرُ: (صِرَامُ النَّخْلِ) ، وشَمَرْتُ النَّخْلَ: صَرَمْتُه. (وشَمَّرَ الثَّوْبَ تَشْمِيراً: رَفَعَهُ) ، وَمن أَمثالهم: (شَمَّرَ ذَيْلاً، وادَّرَعَ لَيْلاً) أَي قَلَّصَ ذَيْلَه. (و) من المَجَاز: شَمَّرَ للأَمْرِ، و (فِي الأَمْرِ) ، وَكَذَا شَمَّرَ لَهُ أَذْيَالَه، وشَمَّر عَن ساقِه، أَي (خَفَّ) ونَهَضَ. (و) من المَجَاز: شَمَّرَ المَلاّحُ (السَّفِينَةَ وغيرَهَا) ، كالسَّهْمِ والصَّقْرِ: (أَرْسَلَهَا) ، قَالَ الأَصمَعِيّ: التَّشْمِيرُ: الإِرْسَالُ، من قَوْلهم: شَمَّرْتُ السَّفِينَةَ: أَرْسَلْتُهَا، وشَمَّرْتُ السَّهْمَ: أَرْسَلَتْهُ. وَقَالَ ابْن سِيدَه: شَمَّرَ الشَّيْءَ: أَرْسلَه. وخَصَّ ابنُ الأَعرابِيّ بِهِ السَّفِينَةَ والسَّهْمَ، قَالَ الشَّمّاخُ يَذكُرُ أَمراً نَزَلَ بِه: أَرِقْتُ لَهُ فِي القَوْمِ والصُّبْحُ ساطِعٌ كَمَا سَطَعَ المِرِّيخُ شَمَّرَه الغالِي وَفِي حديثِ عُمَر، رَضِي الله عَنهُ، أَنه قَالَ: (لَا يُقرُّ أَحَدٌ أَنّه كَانَ يَطَأُ وَلِيدَتَه إِلاّ أَلْحَقْتُ بِهِ وَلَدَها فَمن شاءَ فليُمْسِكْهَا، ومنْ شاءَ فليُسَمِّرْها) ، قَالَ أَبو عُبَيْد: هاكذا الحَدِيث بِالسِّين، قَالَ: وسَمِعْتُ الأَصمعيّ يَقُول: أَعْرِفُ التَّشْمِيرَ بالشّين، وَهُوَ الإِرْسالُ. قَالَ: وأُراه من قَوْلِ الناسِ: شَمَّرْتُ السَّفِينَة أَرسَلْتُها، فحُوِّلت الشينُ إِلى السِّين. وَقَالَ أَبو عُبَيْد: الشّين كَثيرٌ فِي الشِّعْر وغيرِه، وأَما السِّين فَلم أَسمَعه فِي شيْءٍ من الْكَلَام إِلاّ فِي هاذا الحَدِيث، قَالَ: وَلَا أُرَاهَا إِلاّ تَحْوِيلاً، كَمَا قالُوا: شَمَّتَ العَاطِسِ وسَمَّتَه. (و) من أَمثَالهم: أَلْجَأَهُ الخَوْفُ إِلى (شَرَ شِمِرَ، كفِلِزَ) ، أَي (شَدِيد) يُتَشَمَّرُ فِيهِ عَن السّاعِدَيْن. (وشَمِرُ بنُ أَفْرِيقِشَ، ككَتِفٍ) : أَحَدُ تَبابِعَةِ اليَمَنِ، وَفِي الرَّوْضِ: هُوَ شَمِرُ بنُ الأُمْلُوكِ، واسمُه مالِك، وَهُوَ غيرُ أَبِي شَمِرٍ الغَسّانِيّ، والدِ الحارِثِ بنِ أَبي شَمِرٍ، يُقَال: إِنّه (غَزَا مَدِينَةَ السُّغْدِ) بالضّمّ، وَقد تقدّم فِي الدَّال الْمُهْملَة، (فقَلَعَها) وأَبادَ أَهلَها، (فَقيل: شَمِرْكَنْدَ) ، وَمَعْنَاهُ مَهْدُومُ شَمِرٍ ومَقْلُوعُه، (أَو بَناها) بعدَ مَا خَرِبَتْ، (فقيلَ: شَمِرْكَنْت) ، وَمَعْنَاهُ: قَرْيَةُ شَمِرٍ، (وَهِي) ، أَي كَنْت (بالتُّرْكِيَّة القَرْيَةُ) ، كَمَا أَن كَنْد بالفَارسيّة قلع، ولعلّ هاذا فِي التُّرْكِيَّة القديمةِ الَّتِي لم تُستعمل الْيَوْم، فإِنّ القَرْيَةَ بلسانِهم الْآن هِيَ كُوى، بضَمّ الكافِ المُمَالَةِ، (فعُرِّبَتْ سَمَرْقَنْدَ) ، فجُعِلَت الشّينُ المعجمةُ سيِيناً مُهْملَة، من فتْح السِّين وَالْمِيم وَسُكُون الراءِ، وجُعلت الكافُ قافاً، وأُبْدِلت التاءُ على القَوْل الثَّانِي دَالا، لتَجَاوُرِ مَخْرَجيهما، قَالَه الصاغانيّ. (وإِسْكَانُ المِيمِ وفَتْحُ الراءِ) على مَا لَهِجَ بِهِ عامّةُ علماءِ العَصْرِ (لَحْنٌ) ، قَالَ شيخُنَا: وَقد تَعَقَّبَه الشِّهَابُ فِي شَرْحِ الشِّفاءِ، وزادَه إِيضاحاً فِي شفاءِ الغليل. (وشَمِرُ بنُ حَمْدَوَيْه لُغَوِيٌّ) ، مِثَال كَتِفٍ، قَالَ الصّاغانِيّ: والعامّة تَقول شِمْرٌ. (والشِّمْرُ، بِالْكَسْرِ: السَّخِيُّ) الشُّجَاع. (و) قَالَ المُؤَرِّجُ: الشِّمْرُ: الزَّوْلُ (البَصِيرُ النّاقِدُ) ، هاكذا بالقَاف وَالدَّال فِي سَائِر النُّسَخ، وَالَّذِي فِي التكملة وَغَيرهَا: النّافِذُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، بالفاءِ والذال الْمُعْجَمَة، وأَنشد المُؤَرِّجُ: قَدْ كُنْتُ سِفْسِيرً قَذُوماً شِمْرَا القَذُومُ، بِالذَّالِ المُعْجَمَةِ: السَّخِيّ. (و) شِمْر: (اسْم) رَجُلٍ. (و) الشِّمْرَةُ، (بهاءٍ: مِشْيَةُ الرَّجُلِ الفاسِدِ) ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: الرَّجلِ العَيّار. (و) الشَّمَارُ (كسَحَابٍ: الرّازِيَانَجُ) ، لُغَة (مِصْرِيّة) ، وَيُقَال أَيضاً: شَمَرٌ، بِغَيْر أَلِفٍ. (و) شمِيرٌ، (كأَمِيرٍ: جَبَلٌ باليَمَن) قريبٌ من زَبيد. (و) شَمِيرٌ: (ع بأَرْمِينِيَّة) ، وَالَّذِي فِي التكملة ومُعْجَمِ أَبِي عُبَيْد مَا نَصُّه شَمِير أُمّ حصن مَوْضع بأَرْمِينِيَّةَ. (وشَمِيرانُ: د، بهَا) أَي بأَرْمِينِيَّةَ. (و) شَمِيرَانُ (ة بمَرْو) الشّاهجانِ مِنْهَا: أَبو المُظَفَّرِ محمّدُ بنُ العبّاسِ بنِ جَعْفَر بن عبد الله الشَّمِيرانِيّ، عَن أَبي بكرٍ النَّسَوِيّ الْحَافِظ، وَعنهُ أَبو جَعْفَر الهَمدانِيّ، مَاتَ سنة 494. (و) بَنو الشَّمِيرِ: (بَطْنٌ من خَوْلانَ، وهُمْ شَمِيرِيُّونَ) ، باليَمَن، بِفَتْح الشين. (و) فِي حَدِيثٍ فِي قِصَّة عُوجِ بنِ عَنَقٍ مَعَ مُوسَى، على نبِيِّنا وَعَلِيهِ الصّلاةُ والسَّلام: (أَنّ الهُدْهُدَ جاءَ بالشَّمُّورِ، فجابَ الصَّخْرَةَ علَى قَدْرِ رَأْسِه) هُوَ (كتَنُّورٍ) ، قَالَ ابنُ الأَثِير: قَالَ الخَطّابِيّ: لم أَسمعْ فِيهِ شَيْئاً أَعْتَمِدُه، وأُراه (المَاس) ، يَعْنِي الَّذِي يُثْقَبُ بِهِ الجَوْهَرُ، وَهُوَ فَعُّولٌ من الانْشِمَارِ والاشْتِمَار: المُضِيّ والنُّفُوذ. (و) شَمَّرُ، (كبَقَّم) : اسمُ (فَرَس جَدِّ جَمِيلِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَعْمَرٍ الشَّاعِرِ) ، قَالَ جَمِيلٌ: أَبُوكَ حُبَابٌ سَارِقُ الضَّيْفِ بُرْدَه وجَدِّيَ يَا حَجّاجُ فارِسُ شَمَّرَا ويُرْوَى شِمَّرَا، بِكَسْر الشين، رَوَاهُ أَحمدُ المَرْوقِيّ، قَالَه الصاغانيّ. (و) شَمَّرُ أَيضاً: اسْم (نَاقَة) للشَّمّاخِ، قَالَ الشَّمّاخُ: ولمّا رَأَيْتُ الأَمْرَ عَرْشَ هَوِيَّةٍ تَسَلَّيْتُ حَاجَاتِ الفُؤَادِ بشَمَّرَا ويروى: عَرَّشَ هَوْنُهُ، أَي أَبطأَ. قَالَ الأَصْمَعِيّ: وكُرَاع: شَمَّرُ: اسمُ ناقةٍ، ورَوَى ابنُ دُرَيْدٍ: بِزَيْمَرَا، وَقَالَ: زَيْمَر: اسْم ناقَة. (و) شَمَّرُ أَيضاً: اسْم (رَجُل) ، قَالَ امرُؤُ القَيْسِ: فَهَلْ أَنَا ماشٍ بَيْنَ شُوطَ وحَيَّةٍ وهلْ أَنا لاقٍ حَيَّ قَيْسِ بنِ شَمَّرَا قَالَ الصاغانيّ: قَالَ ابنُ الكَلْبِيّ: قيْسُ بنُ شَمَّرَ، وأَخُوهُ زُرَيْقٌ: ابنَا عَمِّ جَذِيمَةَ بنِ زُهَيْرِ بنِ ثَعْلَبَةَ بن سَلامَانَ الطّائِيّ. (والشِّمِّيرُ، كسِكِّيتٍ) ، مِن أَبْنِيَة المُبَالَغةِ، هُوَ (المُشَمِّرُ المُجِدُّ) الماضِي فِي الأُمورِ. (و) الشِّمِّيرُ: (النّاقَةُ السَّرِيعَةُ) فِي السَّيْرِ، (كالشِّمّرِيَّةِ) ، بِكَسْر الشين وكَسْر الْمِيم المشَدّدة (وتُفْتَحُ الْمِيم، وتُضَمّانِ وتُفْتَحَانِ) ، فَهِيَ أَربعُ لُغَاتٍ. (وأَشْمَرَهُ بالسَّيْفِ: أَدْرَجَه) ، قَالَه الصّاغانيّ. (و) أَشْمَرَ (الإِبِلَ) ، وشَمَّرَها تَشْمِيراً، إِذا (أَكْمَشَها وأَعْجَلَهَا) ، وأَنشد الأَصْمعِيّ: لمّا ارْتَحَلْنَا وأَشْمَرْنَا رَكَائِبَنَا ودُونَ دَارِكِ للجُونِيّ تَلْغَاطُ (و) أَشْمَرَ (الجمَلُ طَرُوقَتَه: أَلْقَحَها) ، قَالَه الصّاغانيّ. (وشَاةٌ شامِرٌ، وشامِرَةٌ: انْضَمَّ ضَرْعُها إِلى بَطْنِها) ، من غير فِعْلٍ. (ولِثَةٌ شامِرَةٌ ومُتَشَمِّرَةٌ: لازِقَةٌ بأَسْنَاخِ الأَسْنَانِ) ، وكذالِكَ شَفَةٌ شامِرَةٌ ومُشَمِّرَةٌ، إِذا كَانَت قالِصَةً. وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: نَزَفَ ماءُ البِئْرِ، وانْشَمَر، أَي ذَهَبَ. ونَجاءٌ مُشَمِّرٌ، أَي جادٌّ. وشَمَّرَت الحَرْبُ، وشَمَّرَتْ عَن ساقَيْهَا. وشَمَّرَ الصَّقْرَ: أَرْسَلَه. وشَمَّرُ ذُو الجَنَاح: من حِمْيَر، وَفِي حِمْيَر أَيضاً شَمِرٌ، بِكَسْر الْمِيم مخفَّفاً. قلت: وَهُوَ شَمِرٌ أَبو كَرِب الذِي يَقُول: أَنَا شَمِرٌ أَبو كَرِبَ اليَمَانِي جَلَبْتُ الخَيْلَ من يَمَنٍ وشَامِ والأُشْمُورُ، بالضَّمّ: موضعٌ قُرْبَ حِصْنَ ثَلاَ. والشَّمَّرِيّونَ، بالفَتْح مشدَّداً: نِسْبَة إِلى شَمَّرَ بنِ عَبْدِ بن جَذِيمَة، بطْن من طَيِّىءٍ، مِنْهُم الحُرَيْفِشُ بنُ عَبدةَ بنِ امرىءِ القَيْسِ بن زَيْد بن عَبْدِ رِضا الطّائِيّ الشَّمَّرِيّ. وإِبراهيمُ بنُ عَبْدِ الحَمِيدِ بنِ محمّد بن الحَجّاج الشَّمَّرِيّ، ذَكَرَه الهَمْدَانِيّ فِي نَسبِ حِمْيَر. والشِّمْرِيُّونَ بالكَسْر فالسكون: طائِفَةٌ من المُرْجِئَةِ نُسِبُوا إِلى شِمْر، وَله مَقالَةٌ خَبِيثَةٌ. والمَلِكُ المُشَمِّرُ: خَضِرُ بنُ يُوسفَ بن أَيّوبَ بن شادِي، رَوَى بمصْرَ وحَدَّثَ وسمِعَ الكَثِيرَ، وُلِدَ سَنَةَ 568 تَرجَمَهُ أَبو حَامِد الصّابُونيّ فِي إِكمال الإِكمال تَبَعاً لِابْنِ نُقْطَةَ. وشَمَّرُ، كبَقَّم: جَبَلٌ بنَجْد. وشَمْرٌ بِفَتْح فَسُكُون: عَقَبَةٌ قُرْبَ مَكَّة. وشَمْرُ بنُ يَقْظَانَ، أَبو عَبْلَةَ الشّامِيّ: تابِعِيّ رَوَى عَنهُ ابنُه إِبراهِيمُ بنُ أَبي عَبْلَةَ. وشمَّر بن جَعْوَنَة، عَن ابنِ عُمَرَ. وشُمَيْرُ بنُ عبدِ المَدَانِ عَن أَبْيَضَ بنِ حَمَّالٍ المازِنيّ.
المعجم: تاج العروس أَرب
المعنى: أَرب : (} الإِرْبُ، بالكَسْرِ) والسُّكُونِ هُوَ (: الدهاء) والبَصَرُ بالأُمُورِ ( {كالإِرْبَةِ) ، بالكَسْرِ (ويُضَمُّ) فَيُقَال:} الأُرْبَةُ، وَزَاد فِي (لِسَان الْعَرَب) : {والأَرْب، كالضَّرْب. (والنُّكْرُ) هَكَذَا فِي النّسخ بالنُّون مَضْمُومَة، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) وَغَيره من الأُمَّهَاتِ اللُّغَوِيَّةِ: المَكْر، بِالْمِيم (والخُبْثُ) والشَّرُّ (والغَائِلَةُ) ورَدَ فِي الحَدِيث أَن النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَكَرَ الحَيَّاتِ فَقَالَ: (مَنْ خَشِيَ خُبْثَهُنَّ وَشَرَّهُنَّ} وإِرْبَهُنَّ فَلَيْسَ مِنَّا) أَصْلُ! الإِرْب بكَسْرٍ فسُكُون: الدَّهَاءُ والمَكْرُ، أَي مَنْ تَوَقَّى قَتْلَهُنَّ خَشْيَةَ شَرِّهِنَّ فَلَيْسَ ذَلِكَ مِن سُنَّتِنَا، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: أَي مَنْ خَشِيَ غَائِلَتَهَا وجَبُنَ عَن قَتْلِهَا الَّذِي قيل فِي الْجَاهِلِيَّة إِنها تُؤْذِي قَاتلَهَا أَو تُصِيبُه بخَبَل فَقَدْ فَارَقَ سُنَّتَنَا وخَالَفَ مَا نحنُ عَلَيْهِ، وَفِي حَدِيث عَمْرِو بن العَاصِ (فَأَرِبْتُ بأَبِي هُرَيْرَةَ ولمْ تَضْرُرْ بِي ( {إِربَةٌ أَرِبْتُهَا قطّ قَبْلَ يَوْمئذٍ) قَالَ: أَرِبْتُ بِهِ) أَي احْتَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ من} الإِرْبِ: الدَّهَاءِ والمَكْرِ، (والعُضْوُ) المُوَفَّرُ الكَامِلُ الَّذِي لم ينقص مِنْهُ شيءٌ وَيُقَال لِكُلِّ عُضْوٍ {إِرْبٌ، يُقَال قَطَّعْتُه} إِرْباً إِرْباً، أَي عُضْواً عُضْواً، وعُضْوٌ {مُؤَرَّبٌ: مُوَفَّرٌ، والجَمْعُ} آرَابٌ يُقَال: السُّجُودُ عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ، وأَرْآبٌ أَيضاً، وأَربَ الرَّجُلُ، إِذا سجَدَ على {آرَابِه مُتَمَكِّناً، وَفِي حَدِيث الصَّلاَةِ (كَانَ يَسْجُدُ عَلَى سَبْعَةِ} آرَابٍ) أَيْ أَعْضَاءٍ، واحدُهَا إِرْبٌ، بكَسْرٍ فسُكُون، قَالَ: والمرادُ بالسَّبْعَةِ: الجَبْهَةُ واليَدَان والرُّكْبَتَانِ والقَدَمَان. والآرَابُ: قِطَعُ اللَّحْم (والعَقْلُ والدِّينُ) كلاَهُمَا عَن ثَعْلَب، وضُبِطَ فِي بَعْضِ النُّسَخ: الدَّيْنُ بِفَتْح الدَّالِ المُهْمَلَةِ، (والفَرْجُ) قَالَه السُّلَمِيّ فِي تَفْسِير الحَدِيث الْآتِي، قيل: وَهُوَ غير مَعْرُوف، وَفِي بعض النّسخ: الفَرَحُ، مُحَركَةً آخرُه حاءٌ مُهْملَة (و) الإِرْبُ (الحَاجَةُ {كالأُرْبَةِ بِالْكَسْرِ والضَّمِّ، و) فِيهِ لُغَاتٌ أُخَرُ غير مَا ذكرت مِنْهَا (الأَرَبُ مُحَرَّكَةً} والمَأْرَبَةُ مُثَلَّثَةَ الرَّاءِ) كالمَأْدُبَةِ مُثَلَّثَةَ الدَّالِ، وَفِي حَدِيث عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا (كَانَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمْلَكَكُمْ! لِأَرَبِهِ) أَيْ لِحَاجَتِه، تَعْنِي أَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وسلمكَانَ أَغْلَبَكُمْ لِهَوَاهُ وحَاجَتِه، أَيْ كَانَ يَمْلِكُ نَفْسَه وهَوَاهُ، وَقَالَ السُّلميّ: هُوَ الفَرْجُ هَا هُنَا وَقَالَ ابنُ الأَثيرِ: أَكْثَرُ المُحَدِّثينَ يَرْوُونَه بفَتْح الهَمْزَةِ والرَّاءِ يَعْنُونَ الحَاجَةَ، وبعضُهم يَرْوِيهِ بكَسْرِهَا وَسُكُون الرَّاءِ وَله تَأْوِيلاَنِ: أَحَدُهُمَا أَنَّه الحَاجَة، وَالثَّانِي أَرَادَتْ (بِه) العُضْوَ، وعَنَتْ (بِه) مِنَ الأَعضَاءِ الذَّكَرَ خَاصَّةً، وَقَوله فِي حَدِيث المُخَنَّثِ (كَانُوا يَعُدُّونَهُ مِنْ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ) أَي النِّكَاحِ، والإِرْبَةُ والأَرَبُ والمَأْرَبُ كُلُّه كالإِرْبِ، تَقُولُ العَرَبُ فِي المَثَل ( {مَأْرُبَةٌ لاَ حَفَاوَةٌ) قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ والمَيْدَانِيُّ أَيْ إِنَّمَا يُكْرِمُكَ لاِءَرَبٍ لَهُ فيكَ لاَ محبَّةً.} والمَأْرُبَةُ: الحَاجَةُ. والحَفَاوةُ: الاهْتِمَامُ بالأَمْرِ والمُبَالَغَةُ فِي السُّؤَال عَنهُ، وَهِي الآرَابُ والإِرَبُ والْمَأْرُبَةُ والمَأْرَبَةُ قَالَه: ابنُ مَنْظُورٍ وجَمْعُهَا مَآرِبُ، قَالَ الله تعالَى: {2. 002 ولي فِيهَا. . اخرى} (طه: 18) وقَالَ تَعَالَى: {2. 002 غير اولي. . الرِّجَال} (النُّور: 31) قَالَ سعِيدُ بنُ جُبَيْرٍ: هُوَ المَعْتُوهُ. (و) لَقَدْ (أَرُبَ) الرَّجُلُ يَأْرُبُ ( {إِرَبًا كَصَغُرَ) يَصْغُرُ (صِغَرًا) إِذا صَار ذَا دَهَاءٍ (و) أَرُبَ (} أَرَابَةً كَكَرَامَةٍ) أَيْ (عَقَلَ، فَهُوَ {أَرِيبٌ) مِنْ قَوْمٍ} أُرَبَاءَ ( {وأَرِبٌ) كَكَتِفٍ. (و) أَرِبَ بِالشَّيْءِ (كَفَرِحَ: درِبَ) بِهِ وصَارَ فِيهِ مَاهِراً بَصِيراً، فَهُوَ أَرِبٌ، كَكَتِفٍ قَالَ أَبُو عُبَيْدِ: وَمِنْه الأَرِيبُ، أَي ذُو دَهَاءٍ وبصرٍ، قَالَ أَبُو العِيَالِ الهُذَلِيُّ يرْثِي عَبْدَ بن زُهْرةَ: يَلُفُّ طَوائِفَ الأَعْدا ءِ وَهْو بِلَفِّهِمْ أَرِبُ (و) قد أَرِب الرجلُ إِذا (احْتَاجَ) إِلى الشيءِ وطَلَبه، يَأْرَبُ أَرَباً قَالَ ابنُ مُقْبل: وإِنَّ فِينَا صَبُوحاً إِنْ أَرِبْتَ بِهِ جَمْعًا بَهِيًّا وآلاَفَا ثَمَانِينَا جَمْع أَلْفٍ أَي ثَمَانِينَ أَلْفًا، أَرِبْتَ بِهِ، أَي احْتَجْتَ أَلَيْهِ وأَرَدْتَه. (و) أَرِبَ (الدَّهْرُ: اشْتَدَّ) وَرَدَ فِي الحديثِ (قَالَتْ قُرَيْشٌ: لَا تَعْجَلُوا فِي الفِدَاءِ لاَ} يَأْرَبُ عَلَيْكُمْ مُحَمَّدٌ وأَصْحَابُه) أَيْ يَتَشَدَّدُونَ علَيْكُم فيهِ. قَالَ أَبُو دُوَاد الإِيَادِيُّ يصفُ فَرَساً: أَرِبَ الدَّهْرُ فَأَعْددْتُ لَهُ مُشْرِفَ الحَارِك مَحْبُوكَ الكَتَدْ قَالَ فِي (التَّهْذِيب) : أَي أَرادَ ذَلِك مِنَّا وطَلَبَه، وقولُهم: أَرِبَ الدَّهْرُ، كأَنَّ لَهُ أَرَباً يَطْلبُه عندنَا فُيُلحّ لذلكَ. (وأَرِبَ) الرَّجُلُ أَرَباً: أَنِسَ. وأَرِبَ بالشَّيْءِ: ضَنَّ بِهِ وشَحَّ. (و) أَرِبَ (بِهِ: كَلِفَ) وعَلِقَ ولَزِمَه قَالَ ابنُ الرِّقَاع: ومَا لاِءَمْرِىءِ أَرِبٍ بالحَيَا ةِ، عَنْهَا مَحِيصٌ وَلاَ مَصْرِفُ أَيْ كَلِفٍ. (و) أَرِبَثْ (مَعدَتُه: فَسَدَتْ. و) أَرِبَ عُضْوُه أَيْ سَقَطَ، وأَرِبَ (الرَّجُلُ) جُذِمَ و (تَسَاقَطَتْ) آرَابُهُ، أَيْ (أَعْضَاؤُه) وقَدْ غَلَبَ فِي اليَدِ، (و) أَرِبَ الرَّجُلُ (قُطِعَ إِرْبُهُ، و) فِي حَديثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ (أَنَّه نِقِمَ عَلَى رَجُل قَوْلاً قَالَهُ فَقَالَ لَهُ: أَرِبْتَ عَنْ ذِي يَدَيْكَ) مَعْنَاهُ: ذَهَبَ مَا فِي يَدَيْكَ حَتَّى تَحْتَاجَ، وَفِي التَّهْذِيب (أَرِبْتَ مِن) ذِي (يَدَيْكِ) وعَنْ ذِي يَدَيْكَ وقَالَ شَمِرٌ: سَمعْتُ عَن ابنِ الأَعرابيّ يقولُ: أَرِبْتَ فِي ذِي يَدَيْكَ، ومثلُه عَن أَبِي عُبِيْدٍ، وجعلَ شيخُنَا مِنْ يَدَيْك، بِمنْ الجَارَّةِ، تَحْرِيفاً مِنَ النُّسَّاخِ، وَهُوَ هَكَذَا فِي التَّهْذِيب بالوَجْهَيْنِ، أَي (سَقَطَتْ آرَابُكَ مِن) وَفِي نُسْخَة: عَن (اليَدَيْنِ خَاصَّةً) ، وَقيل: سَقَطَتْ مِنْ يَدَيْكَ، قَالَ ابْن الأَثِيرِ: وقَدْ جَاءَ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى لِهذَا الحَدِيثِ: (خَرَرْتَ عَنْ يَدَيْكَ) ، وَهِي عِبَارَةٌ عنِ الخَجَل مَشْهُورَةٌ، كأَنَّهُ أَرَادَ: أَصَابَكَ خَجَلٌ، ومَعْنَى خَرَرْتَ: سَقطْتَ. (و) أَمَّا قولُهُم فِي الدُّعَاءِ: مَالَهُ أَرِبَتْ (يَدُهُ) فَقِيلَ: (قُطِعَتْ، أَو افْتَقَرَ فَاحْتَاجَ إِلى مَا بأَيْدِي النَّاسِ) قَالَه الأَزْهريّ (وجَاءَ رَجُلٌ إِلى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَل يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، فَقَالَ: أَرِبٌ مَالَهُ) وَفِي خَبَرِ ابْن مَسْعُودِ (دَعُوا الرَّجُلَ أَرِبَ، مَالَهُ) قَالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: احْتَاجَ فَسَأَل فمالَهُ. وقالَ القُتَيْبِيُّ أَيْ سَقَطَتْ أَعْضَاؤُه وأُصِيبَتْ، وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: فِي هذِهِ اللَّفْظَةِ ثَلاَثُ رِوَايَات: إِحْدَاهَا: أَرِبَ بِوَزْنَ عَلِمَ ومَعْنَاهُ الدُّعَاءُ عَليه، كَمَا يقالُ: تَرِبَتْ يَدَاكَ، يُذْكَرُ فِي مَعْنَى التَّعَجُّبِ، ثُمَّ قَالَ: مَالَهُ، أَيْ أَيُّ شَيْءٍ بِهِ وَمَا يُرِيدُ، والرّوَايَةُ الثَّانِيَةُ: أَرَبٌ مَالَهُ. بِوَزْنِ جَمَلٍ، أَيْ حَاجَةٌ لَهُ، وَمَا زَائِدَةٌ لِلَّتَقْلِيلِ، أَيْ لَهُ حَاجَةٌ يَسِيرَةٌ، وقِيلَ: مَعْنَاهُ حَاجَةٌ جَاءَتْ بِهِ، فحَذَفَ ثَمَّ سَأَلَ فقَالَ: مَالَهُ: والرِّوَايَةُ الثَّالِثَهُ أَرِبٌ بِوَزْنِ كَتِفٍ، وهُوَ الحَاذِقُ الكَامِلَ، أَيْ هُوَ أَرِبٌ، فَحَذَفَ المُبْتَدَأَ، ثُمَّ سَأَلَ فَقَالَ: مَالَهُ، أَيْ مَا شَأْنُهُ، ومِثْلُهُ فِي حَدِيثِ المُغِيرَةِ ابنِ عَبْد اللَّهِ عَن أَبيهِ. (والأُرْبَةُ بالضَّمِّ) هِيَ (العُقْدَةُ) قَالَهُ ثَعْلَبٌ (أَوْ) هِيَ (الَّتِي لاَ تَنْحَلُّ حَتَّى تُحَلَّ) حَلاًّ، وقَد يُحْذَفُ مِنْهَا الهَمْزُ فَيُقَالُ رُبَةٌ، قَالَ الشاعرُ: هَلْ لَك يَا خَدُلَةُ فِي صَعْبِ الرُّبَهْ مُعْتَرِمٍ هَامَتُهُ كالحَبْحَبَهْ قَالَ أَبو مَنْصُور: هِيَ العُقْدَة، وأَظُنُّ الأَصلَ كَانَ {الأُرْبَةَ فَحُذفَ الهَمْزُ. (و) الأُرْبَةُ (: القِلاَدَةُ) أَيْ الكَلْبِ الَّتِي يِقَادُ بِهَا، وَكَذَلِكَ الدَّابَّة، فِي لغَة طَيِّىءٍ. (و) الأُرْبَةُ: أَخِيَّةُ الدَّابَّةِ، والأُرْبَةُ (: حَلْقَةُ الأَخِيَّةِ) تُؤَرَّى فِي الأَرْضِ، وجَمْعُهَا أُرَبٌ، قَالَ الطِّرِمَّاحُ: وَلاَ أَثَرُ الدُّوَارِ وَلاَ المَآلِى ولكِنْ قَدْ تُرَى أُرَبُ الحُصُونِ (و) } الإِرْبَةُ (بالكَسْرِ: الحِيلَةُ) والمَكْرُ، وَقد تَقَدَّم فِي أَول الْمَادَّة، فذكرُه هُنَا ثَانِيًا مُسْتَدْرَك. ( {والأُرْبِيَّةُ بالضَّمِّ: أَصْلُ الفَخِذ) يكونُ فُعْلِيَّة، وَيكون أُفْعُولَة، وستأْتي الإِشارةُ إِليها فِي بَابهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى. (} والأَرْبُ بالفتحِ) قَالَ شَيخنَا: ذِكرُه مُسْتَدْرَكٌ، لأَن الإِطلاقَ كافٍ، وَهُوَ الفُرْجَةُ الَّتِي (مَا بَيْنَ) إِصْبَعَيِ الإِنْسَانِ (السَّبَّابَةِ والوُسُطَى) ، نَقَلَه الصاغانيّ. (و) الأُرْبُ (بالضَّمِّ: صِغَارُ البَهْم) بالفَتْح فالسُّكُون (سَاعَةَ) مَا تُولدُ. ! والإِرْبِيَانُ بِالكَسْرِ: سَمَكٌ، عَن ابْن دُرَيْد، وَقَالَ: أَحْسَبُه عَرَبِيًّا، (و) أَيضاً (: بَقْلَةٌ) ، والأَلِفُ والياءُ والنُّون زَوَائِدُ. ( {وأَرابٌ، مُثَلَّثَةً) أَيْ كَكِتَابٍ وسَحَاب وغُرَاب (: ع) أَوْ جَبَلٌ (أَوْ مَاءٌ) لِبَنِي رِيَاح بنِ يَرْبُوعٍ، كَذَا بِخَط اليَزِيدِيِّ، وَالَّذِي فِي المعجم أَنَّه مَاءٌ من مِيَاهِ البَادِيَةِ. وَيَوْمُ} إِرَاب من أَيَّامِهِم، غَزَا فِيهِ هُذَيْلُ بنُ هُبَيْرَةَ الأَكْبَرُ التَّغْل 2 بِيُّ بَنِي رِيَاح بنِ يرْبُوع، والحَيُّ خُلُوفٌ فَسَبَى نسَاءَهُمْ وَسَاقَ نَعَمَهُمْ، وَقَالَ مُساورُ بنُ هنْد: وجَلَبْتُهُ مِنْ أَهْلِ أَبْضَةَ طَائِعاً حَتَّى تَحْكَّمَ فِيهِ أَهْلُ إِرَابِ وقَال مُنْقِذُ بنُ عُرْفُطَةَ يَرْثِي أَبَاهُ أَهْبَانَ وَقَتَلَتْهُ بَنُو عِجْل يَوْمَ إِرب: بنَفْسِي مَنْ تَرَكْتُ وَلَمْ يْرَشَّدْ بِقُفِّ إِرَابَ وانْحَدَرُوا سِرَاعَا وَخَادَعْتُ المَنِيَّةَ عَنْكَ سِرًّا فَلَا جزَعٌ تَلاَنَ وَلَا رُوَاعَا وَقَالَ الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ اللَّهَبِيّ: أَتَبْكِي أَنْ رَأَيْتَ لاِمِّ وَهْبٍ مَغَانِيَ لاَ تُحَاوِرُكَ الجَوَابَا أَثَافِيَ لاَ يَرِمْنَ وأَهْلَ خيمِ سَوَاجِدَ قد خَوِينَ على إِرَابَا قُلْتُ: وَفِي أَنْسَابِ البَلاَذُرِيّ أَنْشَدَت امْرأَةٌ من بَني رِيَاح: وكَانَتْ أُرَابُ لَنا مَرَّةً فأَضْحَتْ أُرابَ بَنِي العَنْبَرِ (! وَمَأْرِبٌ، كَمَنْزِلٍ) ، وَوَقَع فِي كَلَام المقْدِسيِّ كَمِنْبَرٍ، وَهُوَ غَلَطٌ، قَالَ شيخُنَا: وَلَا تَنْصَرِفُ فِي السَّعَلاِ، للتأْنيث والعلَمِيَّة، ويَجُوزَ إِبْدَالُ الهَمْزَةِ أَلِفاً، وَرُبمَا التُزِمَ هَذَا التَّخْفِيف، وَمن هُنَا جعل ابنُ سِيده ميمَها أَصْلِيَّةً وأَلِفَهَا زائِدةً، وَقد أَعادها المؤلفُ فِي المِيمِ بِنَاء على هَذَا القَوْلِ (: ع) ، وَفِي الْمِصْبَاح: مَدينَةٌ (باليَمَن) من بِلَاد الإِزْد فِي آخر جبَال حَضْرَمَوْتَ وَكَانَت فِي الزَّمن الأَوّل قاعدةَ التَّبابعَةِ، فإِنها مدينةُ بلْقيس، بَينهَا وَبَين صنْعَاءَ نحوُ أَرْبع مَراحِلَ، وَزَادَ فِي المَرَاصد: وَقيل: هُوَ اسمُ قَصْرٍ كَانَ لَهُم، وَقيل: اسمٌ لمُلْكِ سبَإٍ، وَهِي كورَةٌ بَين حَضْرَمَوْتَ وصَنْعَاءَ، (مَمْلَحَةٌ) ، مَفْعلَةٌ منَ المِلْحِ، وَمِنْه مِلْحُ {مَأْرِب، أَقْطَعه النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَبْيَضَ بنَ حَمَّال وأَنشد فِي الأَساس: فِي مَاءِ مَأْرِبَ لِلظَّمْآنِ} مَأْرُبَةٌ (و) قَالَ أَبُو عُبَيْد ( {آرَبَ عَلَيْهِم) مِثَالُ أَفْعَلَ يُؤْرِبُ (} إِيراباً: فَازَ وَفَلَجَ) قَالَ لبَيد: قَضَيْتُ لُبَانَاتٍ وسَلَّيْتُ حَاجَةً ونَفْسُ الفَتَى رَهْنٌ بِفَمْرَةِ {مُؤْرِبِ أَي: غَالِبٍ يَسْلُبُها. وأَرِبَ عَلَيْهِ: قَوىَ، قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرِ: وَلَقَدْ} أَرِبْتُ عَلَى الهُمُوم بِجَسْرَةٍ عَيْرَانَة بالرِّدْفِ غَيْرِ لَجُون أَي قَوِيتُ عَلَيْهَا واسْتَعَنْتُ بِهَا. (وأَرَبَ العَقْدَ، كَضَرَبَهَ) يَأْرِبُهُ أَرْباً: (: أَحْكَمَهُ) ، وكَذَا أَرَّبَه، أَيْ عَقَدَهُ وشَدَّه، قَالَ أَبُو زُبَيْدِ: عَلَى قَتِيلٍ مِنَ الأَعْدَاءِ قَدْ أَرُبُوا أَنِّي لَهُمْ وَاحدٌ نَائِي الأَنَاصِيرِ {أَرُبُوا أَي وَثِقُوا أَنِّي لَهُم واحِدٌ، وأَنَاصِيرِي ناؤُونَ عَنِّي، وكَأَنَّ أَرُبوا من} تَأْرِيبِ العُقْدَةِ أَيْ من الأَرْبِ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: أَي أَعْجَبَهُم ذاكَ فصارَ كأَنه حَاجَةٌ لَهُم فِي أَن أَبقَى مُغُتَرِباً نَائِياً عَن أَنْصَارِي. (و) أَرَبَ (فُلاَناً: ضَرَبَه عَلَى إِرْبٍ) ، بالكَسْر، أَي عُضْوٍ (لَهُ) . وَقَالَ ابْن شُمَيْل: أَرِبَ فِي الإِمْرِ، أَي بَلَغَ فِيهِ جُهْدَه وَطَاقَتَه وفَطنَ لَهُ، وَقد {تَأَرَّبَ فِي أَمْرِه. (} والأُرَبَى بفَتْح الرَّاءِ) والموحَّدةِ مَعَ ضَمّ أَوله مَقْصُوراً، هَكَذَا ضَبطه ابنُ مالكٍ وأَبو حَيَّانَ وابنُ هِشَام (: الدَّاهِيَةُ) أَنشد الجوهريُّ لابنِ أَحْمَرَ: فَلَمَّا غَسَى لَيْلِي وَأَيْقَنْتُ أَنَّهَا هِيَ! الأُرَبَى جَاءَتْ بأُمِّ حَبَوْكَرَى قُلْتُ. وَهِي كَشُعَبَي وأُرَمَي، وَلاَ رَابِعَ لَهَا وستأْتي. ( {والتَّأْرِيبُ الإِحْكَامُ) ، يُقال:} أَرِّبْ عُقْدَتَك، أَنشد ثعلبٌ لكَنَّازِ بنِ نُفَيْع يَقُوله لجرير: غَضِبْتَ علينا أَنْ علاَكَ ابنُ غَالِبٍ فَهَلاَّ عَلَى جَدَّيْكَ فِي ذاكَ تَغْضَبُ هُمَا حِينَ يَسْعَى المَرْءُ مَسْعَاةَ جَدِّهِ أَنَاخَا فَشَدَّاكَ العِقَالُ المُؤَرَّبُ (و) التَأْرِيبُ (التَّحْدِيدُ) والتَّحْريشُ والتَّفْطِينُ (والتَّوْفِيرُ والتَّكْمِيلُ) أَي تَمَامُ النَّصِيبِ، أَنشد ابْن بَرِّيّ: شِمٌّ مَخَامِيصُ تُنْسيهِمْ مَرَادِيَهُم ضَرْبُ القِدَاحِ {وتَأْرِيبٌ عَلَى اليَسَرِ وهِيَ أَحَدُ أَيْسَارِ الجَزُورِ، وَهِي الأَنْصباءُ. والتَّأْرِيبُ أَيضاً: الشُّحُّ والحِرْصُ، قَالَه أَبُو عُبَيْدٍ، وأَرَّبَ العُضْوَ: قَطَّعَهُ مُوَفَّراً يُقَالُ: أَعْطَاهُ عُضْواً مُؤَرَّباً، أَي تَامًّا لم يُكْسَرْ، وعُضْوٌ مُؤَرَّبٌ أَي مُوَفَّرٌ وَفِي الحديثِ (أَنَّهُ أُتِيَ بكَتِفٍ مُؤَرَّبَة فأَكَلَهَا وصَلَّى ولَمْ يَتَوَضَّأْ) المؤَرَّبَةُ هِيَ المُوَفَّرَةُ الَّتِي لم يَنْقُصْ مِنْهَا شَيءٌ وَقد أَرَّبْته تَأْرِيباً إِذَا وَفَّرْته، مأْخوذ منَ الإِرْبِ، وَهُوَ العُضْوُ (و) قيلَ: كلُّ مَا وُفِّر فقد أُرِّبَ، و (كُلُّ مُوَفَّرٍ: مُؤَرَّبٌ) . (و) مِنَ المَجَازِ: (} تأَرَّبَ) علينا فلَان، أَي (تَأَبَّى وتَشَدَّد) وتَعَسَّرَ، {وتَأَرَّبَ عَلَيَّ إِذا تَعَدَّى، وكأَنَّه من الأُرْبَةِ: العُقْدَةِ. وَفِي حَدِيث سَعِيد بن العَاصِ قَالَ لابْنِه عمْروٍ (لَا تَتَأَرَّب عَلى بَنَاتِي) أَيْ لاَ تَشَدَّدْ وتَتَعَدَّ. (و) تَأَرَّبَ أَيْضاً (: تَكَلَّفَ الدَّهَاءَ) والمَكْرَ والخُبْثَ، قَالَ رُؤبَة: فَانْطِقْ بِإِرْبٍ فَوقَ مَنْ تَأَرَّبآ والإِرْبُ يُدْهِي خِبَّ مَنْ تَخَبَّبَا (} والمُسْتَأْرَبُ) ، بِفَتْح الرَّاء على صِيغَة المَفْعُولِ، كَذَا ضَبطه الجوهريّ، مِن {اسْتَأْرَبَ الوَتَرُ إِذا اشتدّ، وَهُوَ الَّذِي قد أَحاطَ الدَّيْنُ أَو غيرُه من النَّوَائب} بآرَابِه من كلِّ ناحيَة. وَرَجُلٌ {مُسْتَأْرَبُ، وَهُوَ (المدْيُونُ) كأَنَّ الدَّيْنَ أَخَذَ بآرَابِهِ، قَالَ: ونَاهَزُوا البَيْعَ مِنْ تِرْعِيَّة رَهِقٍ مُسْتَأْرَبٍ عَضَّهُ السُّلْطَانُ مَدْيُونُ هَكَذَا أَنشده مُحَمَّدُ بن أَحمَدَ المُفَجَّع، أَي أَخَذَه الدَّين من كُلِّ نَاحِيَةٍ والمُنَاهَزَةُ فِي البَيْع: انتهاز الفُرْصَةِ، ونَاهَزُوه، أَي بَادَرُوهُ، والرَّهِقُ: الَّذِي بِهِ خِفَّةٌ وحِدَّةٌ، وعَضَّه السُّلْطَانُ، أَي أَرْهَقَه وأَعْجَلَه وضَيَّق عَلَيْهِ الأَمْرَ. والتِّرْعِيَّةُ: الَّذِي يُجيدُ رَعْيَ الإِبلِ، وَفِي بعض النّسخ: المُستَأْرِب، بِكَسْر الرَّاء. (} والمُؤَارِبُ) : هُوَ المُدَاهِي) ، {والمُؤَارَبَةُ: المُدَاهَاةُ، وَفُلَان} يُؤَارِبُ صَاحِبَه، أَي يُدَاهِيهِ، قَالَ الزمخشريّ: وَفِي الحَدِيثِ (مُؤَارَبَةُ الأَرِيبِ جَهْلٌ وَعَنَاءٌ) أَيْ أَنَّ الأَرِيبَ وَهُوَ العَاقِلُ لاَ يُخْتَلُ عَن عَقْلِهِ. ( {والأُرْبانُ) بضَمِّ الهَمْزَةِ لُغَةٌ فِي العُرْبَانِ بالعَيْن، وسيأْتي (فِي عرب) . (وقِدْرٌ) بِالْكَسْرِ، (أَرِيبَةٌ) ، كَكَتيبَة أَي (وَاسعَةٌ) . } وأَرَبَةُ، مُحرَّكَةً: اسْمُ مَدِينَةِ بالغَرْبِ منْ أَعْمَالِ الزَّابِ، يُقَال إِن حَوْلَهَا ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ قَرْية.
المعجم: تاج العروس