المعجم العربي الجامع
اِنْجَمَعَ
المعنى: جذ.: (جمع) | (ف: خما. لازم). يَنْجَمِعُ، (مص. اِنْجِماعٌ). "اِنْجَمَعَ الْمُحَرِّكُ": اِنْضَمَّتْ أَجْزاؤُهُ.
المعجم: معجم الغني وخز
المعنى: الوَخْزُ: الشيءُ القليل من الخُضْرَة في العِذْقِ والشيب في الرأْس، وقد وَخَزَهُ وَخْزاً. وقيل: كلُّ قليل وَخْزٌ؛ قال أَبو كاهل اليَشْكُرِيُّ يُشَبِّه ناقته بالعُقابِ: لهــا أَشـارِيرُ مـن لَحْـمٍ تُتَمِّـرُه مـن الثَّعـالي، ووَخْزٌ من أَرانيها الوَخْزُ: شيءٌ منه ليس بالكثير. قال اللحياني: الوَخْزُ الخطيئةُ بعد الخطيئةِ، قال أَبو منصور: ومعنى الخطيئة القليلُ بين ظَهْرانَيِ الكثير؛ وقال ثعلب: هو الشيء بعد الشيء، قال: وقالوا هذه أَرض بني تميم وفيها وَخْزٌ من بني عامر أَي قليل؛ وأَنشد: سـِوَى أَنَّ وَخْـزاً مـن كلابِ بـن مُرَّةٍ تَنَـزَّوْا إلينـا مـن نَقِيعَـةِ جابِرِ ووَخَزَه بالرُّمْح والخَنْجَرِ يَخِزُه وَخْزاً: طعنه طعناً غير نافذ، وقيل: هو الطعن النافذ في جنب المطعون. وفي الحديث: فإِنه وَخْزُ إِخوانكم من الجن؛ الوَخْزُ طَعْنٌ ليس بنافِذٍ. وفي حديث عمرو بن العاص، وذكر الطاعونَ فقال: إِنما هو وَخْزٌ من الشيطان، وفي رواية: رِجْزٌ. أَبو عدنان: الطعن الوَخْزُ التَّبْزِيغُ؛ قال: التبزيغ والتغزيب واحد غَزَبَ وبَزَغَ. يقال: بَزَغَ البَيْطارُ الحافِرَ إذا عَمَدَ إِلى أَشاعره بِمِبْضَع فَوَخَزَه به وَخْزاً خفيفاً لا يبلغ العَصَبَ فيكونُ دَواءً له؛ ومنه قول الطِّرِمَّاح: كَبَزْغِ البِيَطْرِ الثَّقْفِ رَهْصَ الكَوادِنِ وأَما فَصْدُ عِرْقِ الدابة وإِخراج الدم منه فيقال له التَّوْدِيجُ؛ يقال: وَدِّجْ فَرَسَكَ ووَدِّجْ حمارك. قال خالد بن جَنْبَةَ: وَخَزَ في سَنامِها بِمِبْضَعِه، قال: والوَخْزُ كالنَّخْس يكون من الطعن الخفيف الضعيف؛ وقول الشاعر: قـد أَعْجَلَ القومَ عن حاجاتِهم سَفَرٌ مـن وَخْزِ جِنٍّ، بأَرض الرُّومِ، مذكورِ يعني بالوَخْزِ الطاعونَ ههنا. ويقال: إِني لأَجد في يدي وَخْزاً أَي وجعاً؛ عن ابن الأَعرابي. ووَخَزَه الشَّيْبُ أَي خالطه. ويقال: وَخَزَه القَتِيرُ وَخْزاً ولَهَزَه لَهْزاً بمعنى واحد إذا شَمَط مواضعَ من لحيته، فهو مَوْخُوزٌ. قال: وإِذا دُعِيَ القومُ إِلى طعام فجاؤُوا أَربعة أَربعة قالوا: جاؤُوا وَخْزاً وَخْزاً، وإِذا جاؤوا عُصْبة قيل: جاؤُوا أَفائج أَي فَوْجاً فَوْجاً؛ قال سليمان بن المغيرة: قلت للحسن: أَرأَيت التمر والبُسْرَ انْجَمَعَ بينما؟ قال: لا، قلت: البسر الذي يكون فيه الوَخْزُ، قال: اقطع ذلك، الوَخْزُ: القليل من الإِرْطابِ، فشبه ما أَرْطَبَ من البُسْر في قلته بالوَخْزِ.
المعجم: لسان العرب قبض
المعنى: القَبْضُ: خِلافُ البَسْط، قَبَضَه يَقْبِضُه قَبْضاً وقَبّضَه؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: تَرَكْـتُ ابـنَ ذي الجَـدَّينِ فيه مُرِشَّةٌ، يُقَبِّــضُ أَحْشــاءَ الجَبــانِ شـَهِيقُها والانْقِباضُ: خِلافُ الانْبِساط، وقد انْقَبَضَ وتَقَبَّضَ. وانْقَبَضَ الشيءُ: صارَ مَقْبُوضاً. وتَقَبَّضَتِ الجلدة في النار أَي انْزَوَتْ.وفي أَسماء اللّه تعالى: القابِضُ، هو الذي يُمْسِكُ الرزق وغيره من الأَشياء عن العِبادِ بلُطْفِه وحِكمته ويَقْبِضُ الأَرْواحَ عند المَمات.وفي الحديث: يَقْبِضُ اللّه الأَرضَ ويقبض السماء أَي يجمعهما. وقُبِضَ المريضُ إذا توُفِّيَ وإِذا أَشرف على الموت. وفي الحديث: فأَرْسَلَتْ إِليه أَن ابناً لي قُبِضَ؛ أَرادت أَنه في حال القَبْضِ ومُعالجة النَّزْع.الليث: إِنه ليَقْبِضُني ما قَبَضَك؛ قال الأَزهري: معناه أَنه يُحْشِمُني ما أَحْشَمَكَ، ونَقِيضُه من الكلام: إِنه لَيَبْسُطُني ما بَسَطَك.ويقال: الخَيْرُ يَبْسُطُه والشرُّ يَقْبِضُه. وفي الحديث: فاطِمةُ بَضْعةٌ مني يَقْبِضُني ما قبَضها أَي أَكره ما تكرهه وأَنْجَمِعُ مما تنجمع منه. والتَّقَبُّضُ: التَّشَنُّجُ. والملَكُ قابِضُ الأَرْواح. والقبض: مصدر قَبَضْت قَبْضاً، يقال: قبضتُ مالي قبضاً. والقَبْضُ: الانقباض، وأَصله في جناح الطائر؛ قال اللّه تعالى: ويَقْبِضْنَ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلا الرحمن. وقبَضَ الطائرُ جناحَه: جَمَعَه. وتَقَبَّضَتِ الجلدةُ في النار أَي انْزَوَتْ. وقوله تعالى: ويَقْبِضُون أَيديَهم؛ أَي عن النفقة، وقيل: لا يُؤْتون الزكاة. واللّه يَقْبِضُ ويبسُط أَي يُضَيِّقُ على قوم ويُوَسِّع على قوم. وقَبَّضَ ما بين عينيه فَتَقَبَّضَ: زَواه. وقَبَّضْتُ الشيءَ تَقْبِيضاً: جَمَعْتُه وزَوَيْتُه. ويومٌ يُقَبِّضُ ما بين العَيْنَيْنِ: يكنى بذلك عن شدة خَوْفٍ أَو حَرْب، وكذلك يومٌ يُقَبِّضُ الحشَى.والقُبْضةُ، بالضم: ما قَبَضْتَ عليه من شيء، يقال: أَعْطاه قُبضة من سَوِيق أَو تمر أَو كَفّاً منه، وربما جاء بالفتح. الليث: القَبْضُ جَمْعُ الكفّ على الشيء. وقَبَضْتُ الشيءَ قبْضاً: أَخذته. والقَبْضة: ما أَخذت بِجُمْعِ كفِّك كله، فإِذا كان بأَصابعك فهي القَبْصةُ، بالصاد. ابن الأَعرابي: القَبْضُ قَبُولُكَ المَتاعَ وإِن تُحَوِّلْه. والقَبْضُ: تَحْوِيلُكَ المَتاعَ إِلى حَيِّزِكَ.والقَبْضُ: التناوُلُ للشيءِ بيدك مُلامَسةً. وقبَضَ على الشيء وبه يَقْبِضُ قَبْضاً: انْحَنَى عليه بجميع كفه. وفي التنزيل: فَقَبَضْتُ قَبْضةً من أَثَر الرسول؛ قال ابن جني: أَراد من تراب أَثَر حافِر فرَس الرسول، ومثله مسأَلة لكتاب: أَنْتَ مِنِّي فَرْسخانِ أَي أَنْتَ مني ذُو مَسافةِ فَرْسَخَيْنِ. وصار الشيءُ في قَبْضِي وقَبْضَتي أَي في مِلْكِي. وهذا قُبْضةُ كفِّي أَي قدر ما تَقْبِضُ عليه. وقوله عزّ وجلّ: والأَرضُ جميعاً قَبْضَتُه يوم القيامة؛ قال ثعلب: هذا كما تقول هذه الدارُ في قَبْضَتي ويدِي أي في مِلْكِي، قال: وليس بقَوِيّ، قال: وأَجازَ بعض النحويين قَبْضَتَه يومَ القيامة بنصب قبضَتَه، قال: وهذا ليس بجائز عند أَحد من النحويين البصريين لأَنه مختص، لا يقولون زيدٍ قبضتَك ولا زيد دارَك؛ وفي التهذيب: المعنى والأَرضُ في حال اجتماعها قَبْضَتُه يوم القيامة. وفي حديث حنين: فأَخذ قُبْضةً من التراب؛ هو بمعنى المَقْبُوض كالغُرْفةِ بمعنى المَغْرُوف، وهي بالضم الاسم، وبالفتح المرّة.ومَقبِضُ السِّكِّينِ والقَوسِ والسيف ومَقْبِضَتُها: ما قَبَضْتَ عليه منها بجُمْع الكفّ، وكذلك مَقْبِضُ كل شيءٍ. التهذيب: ويقولون مَقْبِضَةُ السِّكِّينِ ومَقْبِض السيف، كل ذلك حيث يُقْبَضُ عليه بجُمع الكفّ. ابن شميل: المَقْبِضَةُ موضع اليد من القَناة. وأَقْبَضَ السيفَ والسكين: جعل لهما مَقْبِضاً.ورجل قُبَضَةٌ رُفَضةٌ: للذي يَتمَسَّكُ بالشيء ثم لا يَلْبَثُ أَن يَدَعَه ويَرْفِضَه، وهو من الرِّعاء الذي يَقْبِضُ إِبله فيسُوقُها ويَطْرُدها حتى يُنْهِيها حيث شاء، وراعٍ قُبضَةٌ إذا كان مُنْقَبِضاً لا يتفسَّح في رَعْي غنمه.وقَبَضَ الشيءَ قَبْضاً: أَخذه. وقَبَّضَه المالَ: أَعْطاهُ إِيّاه.والقَبَضُ: ما قُبِضَ من الأَمْوال. وتَقْبِيضُ المالِ: إِعطاؤه لمن يأْخذه.والقَبْضُ: الأَخذ بجميع الكف.وفي حديث بلال، رضي اللّه عنه، والتمر: فَجَعل يجيءُ به قُبَضاً قُبَضاً. وفي حديث مجاهد: هي القُبَضُ التي تُعْطى عند الحَصاد، وقد روي بالصاد المهملة.ودخلَ مالُ فلان في القَبَض، بالتحريك، يعني ما قُبِضَ من أَموال الناس.الليث: القَبَضُ ما جُمع من الغنائم فأُلقي في قَبَضِه أَي في مُجْتَمَعِه. وفي الحديث: أَن سعداً قَتَلَ يوم بدر قَتِيلاً وأَخذ سيفه فقال له: أَلْقِه في القَبَضِ؛ والقَبَضُ، بالتحريك، بمعنى المقبوض وهو ما جُمِع من الغنيمة قبل أَن تُقْسَم. ومنه الحديث: كان سلمان على قَبَضٍ من قَبَضِ المهاجرين. ويقال: صار الشيءُ في قَبْضِكَ وفي قَبْضَتِكَ أَي في مِلْكِكَ.والمَقْبَضُ: المكانُ الذي يُقْبَضُ فيه، نادِرٌ.والقَبْضُ في زِحافِ الشعر: حذف الحرف الخامس الساكن من الجزء نحو النون من فعولن أَينما تصرفت، ونحو الياء من مفاعيلن؛ وكلُّ ما حُذف خامسه، فهو مَقْبُوض، وإِنما سمي مَقْبوضاً لِيُفْصَل بين ما حذف أَوله وآخره ووسطُه. وقُبِضَ الرَّجل: مات، فهو مَقْبُوضٌ. وتَقَبَّضَ على الأَمر: توَقَّفَ عليه. وتَقَبَّضَ عنه: اشْمَأَزَّ. والانْقِباضُ والقَباضةُ والقَبَضُ إذا كان مُنْكَمِشاً سريعاً؛ قال الراجز: أَتَتْـــكَ عِيـــسٌ تَحْمِيــلُ المَشــِيّا مـــاءً، مــن الطَّثْــرَةِ، أَحْوَذِيّــا يُعْجِـــلُ ذا القَباضـــةِ الوَحِيّــا، أَن يَرْفَـــعَ المئْزَرَ عنـــه شـــَيّا والقَبِيضُ من الدواب: السرِيعُ نقلِ القوائِم؛ قال الطِّرمّاح: ســـَدَتْ بِقَباضـــةٍ وثَنَـــتْ بِلِيــن والقابِضُ: السائقُ السرِيعُ السَّوْقِ؛ قال الأَزهري: وإِنما سمي السَّوْقُ قَبْضاً لأَنَّ السائق للإِبل يَقْبِضُها أَي يَجْمَعُها إذا أَراد سوْقَها، فإِذا انتشرت عليه تَعَذَّرَ سوْقُها، قال: وقَبَضَ الإِبلَ يَقْبِضُها قَبّضاً ساقَها سَوْقاً عَنيفاً. وفرس قَبِيضُ الشدِّ أَي سَرِيعُ نقلِ القوائم. والقَبْضُ: السوْق السريع؛ يقال: هذا حادٍ قابِضٌ؛ قال الراجز: كيْــفَ تَراهــا، والحُــداةُ تَقْبِــضُ بالغَمْـــلِ لَيْلاً، والرِّحــالُ تَنْغِــض تَقْبِضُ أَي تسوق سَوْقاً سريعاً؛ وأَنشد ابن بري لأَبي محمد الفقعسي: هَــلْ لَكِــ، والعـارِضُ مِنْـكِ عائضـُ، فــي هَجْمـةٍ يَغْـدِرُ منهـا القابِضـُ؟ ويقال: انْقَبَضَ أَي أَسْرَع في السوْق؛ قال الراجز: ولــو رَأَت بِنْــت أَبــي الفَضّاضــِ، وســـُرْعتي بـــالقَوْمِ وانْقِباضـــِي والعَيْرُ يَقْبِضُ عانَته: يَشُلَّها. وعَير قَبّاضة: شَلاَّل، وكذلك حادٍ قَبَّاضةٌ وقَبَّاضٌ؛ قال رؤبة: قَبّاضــةٌ بَيْــنَ العَنِيــفِ واللَّبِــقْ قال ابن سيده: دخلت الهاء في قَبّاضة للمبالغة، وقد انْقَبَضَ بها.والقَبْضُ: الإِسْراعُ. وانْقَبَضَ القومُ: سارُوا وأَسْرَعُوا؛ قال: آذَنَ جِيرانـــــــك بانْقِبــــــاضِ قال: ومنه قوله تعالى: أَوَلم يَرَوْا إِلى الطير فوقهم صافّاتٍ ويَقْبِضْنَ.والقُنْبُضةُ من النساء: القصيرة، والنون زائدة؛ قال الفرزدق: إِذا القُنْبُضات السودُ طَوَّفْنَ بالضُّحَى، رَقَــدْنَ، عَلَيْهِــنَّ الحِجـالُ المُسـَجَّفُ والرجل قُنْبُضٌ، والضمير في رَقدن يعود إِلى نسوة وصفهن بالنَّعْمةِ والتَّرَفِ إذا كانت القُنْبُضات السود في خِدْمة وتَعَبٍ. قال الأَزهري: قول الليث القَبِيضةُ من النساء القصيرة تصحيف والصواب القُنْبُضة، بضم القاف والباء، وجمعها قُنْبُضات، وأَورد ببيت الفرزدق.والقَبّاضةُ: الحمار السريعُ الذي يَقْبِضُ العانةَ أَي يُعْجِلُها؛ وأَنشد لرؤبة: أَلَّـفَ شـَتَّى لَيْـسَ بـالرّاعِي الحَمِقْـ، قَبّاضــةٌ بيــن العَنِيــفِ واللَّبِــقْ الأَصمعي: ما أَدري أَيُّ القَبِيضِ هو كقولك ما أَدري أَيُّ الطَّمْشِ هو، وربما تكلموا به بغير حرف النفي؛ قال الراعي: أَمْســـَتْ أُمَيّــةُ للاســْلامِ حائطــةً، ولِلْقَبِيــضِ رُعــاةً أَمْرُهــا الرّشـدُ ويقال للرّاعِي الحسَنِ التدْبير الرَّفِيقِ برَعِيَّتِه: إِنه لَقُبَضةٌ رُفَضةٌ، ومعناه أَنه يَقْبِضُها فيسُوقُها إذا أَجْدَب لها المَرْتَعُ، فإِذا وقَعَت في لُمْعةٍ من الكلإِ رفَضَها حتى تَنْتَشِرَ فَتَرْتَعَ.والقَبْضُ: ضرب من السَّير. والقِبِضَّى: العَدْو الشديدُ؛ وروى الأَزهري عن المنذري عن أَبي طالب أَنه أَنشده قولَ الشماخ: وتَعْـدُو والقِبِضَّى قَبْلَ عَيْرٍ وما جَرَى، ولـم تَدْرِ ما بالي ولم أَدْر ما لَها قال: والقِبِضَّى والقِمِصَّى ضرْب من العَدْو فيه نَزْوٌ. وقال غيره: يقال قَبَضَ، بالصاد المهملة، يَقْبِضُ إذا نزا، فهما لغتان؛ قال: وأَحسَب بيتَ الشمّاخ يُروى: وتعدو القِبِصّى، بالصاد المهملة.
المعجم: لسان العرب جوب
المعنى: في أَسماءِ اللّه المُجِيبُ، وهو الذي يُقابِلُ الدُّعاءَ والسُّؤَال بالعَطاءِ والقَبُول، سبحانه وتعالى، وهو اسم فاعل مِن أَجاب يُجِيبُ. والجَوابُ، معروفٌ: رَدِيدُ الكلام، والفِعْل: أَجابَ يُجِيبُ. قال اللّه تعالى: فإني قَريبٌ أُجِيبُ دَعْوةَ الدَّاعِ إذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لي؛ أَي فَلْيُجِيبوني. وقال الفرَّاءُ: يقال: إنها التَّلْبِيةُ، والمصدر الإجابةُ، والاسم الجَابةُ، بمنزلة الطاعةِ والطاقة.والإجابةُ: رَجْعُ الكلام، تقول: أَجابَه عن سُؤَاله، وقد أَجابَه إجابةً وإجاباً وجَواباً وجابةً واسْتَجْوَبَه واسْتَجابَه واسْتَجابَ له. قال كعبُ ابن سَعْد الغَنَويّ يرثي أَخاه أَبا المِغْوار: وَداعٍ دَعـا يـا مَـنْ يُجيبُ إلى النَّدَى، فلــم يَســْتَجِبْه، عِنْــدَ ذاكَـ، مُجِيـبُ فقُلتُ: ادْعُ أُخرى، وارْفَعِ الصَّوتَ رَفعةً، لَعَــلَّ أَبــا المِغْــوارِ مِنْــكَ قَرِيـبُ والإجابةُ والاستِجابةُ، بمعنى، يقال: اسْتَجابَ اللّه دعاءَه، والاسم الجَوابُ والجابةُ والمَجُوبةُ، الأَخيرةُ عن ابن جني، ولا تكون مصدراً لأَنَّ المَفْعُلةَ، عند سيبويه، ليست من أَبنية المصادر، ولا تكون من باب المَفْعُول لأَنَّ فِعْلها مزيد. وفي أَمثالِ العَرب: أَساءَ سَمْعاً فأَساءَ جابةً. قال: هكذا يُتَكلَّم به لأَنَّ الأَمثال تُحْكَى على موضوعاتها. وأَصل هذا المثل، على ما ذكر الزُّبَيْر ابن بكار، أَنه كان لسَهلِ بن عَمْروٍ ابنٌ مَضْعُوفٌ، فقال له إنسان: أَين أَمُّكَ أَي أَين قَصْدُكَ؟ فظَنَّ أَنه يقول له: أَين أُمُّكَ، فقال: ذهَبَتْ تَشْتَري دَقِيقاً، فقال أَبُوه: أَساءَ سَمْعاً فأَساءَ جابةً. وقال كراع: الجابةُ مصدر كالإجابةِ. قال أَبو الهيثم: جابةٌ اسم يُقُومُ مَقامَ المصدر، وإنه لَحَسَنُ الجيبةِ، بالكسر، أَي الجَوابِ.قال سيبويه: أَجاب مِنَ الأَفْعال التي اسْتُغْني فيها بما أَفْعَلَ فِعْلَه، وهو أَفْعَلُ فِعْلاً، عَمَّا أَفْعَلَه، وعن هُوَ أَفْعَلُ مِنكَ، فيقولون: ما أَجْوَدَ جَوابَه، وهو أَجْوَدُ جَواباً، ولا يقال: ما أَجْوَبَه، ولا هو أَجْوَبُ منك؛ وكذلك يقولون: أَجْوِدْ بَجَوابهِ، ولا يقال: أَجوِب به. وأَما ما جاءَ في حديث ابن عمر أَنَّ رجلاً قال: يا رسولَ اللّه أَيُّ الليلِ أَجْوَبُ دَعْوةً؟ قال: جَوْفُ الليلِ الغابِرِ، فسَّره شمر، فقال: أَجْوَبُ من اللإجابةِ أَي أَسْرَعُه إجابةً، كما يقال أَطْوَعُ من الطاعةِ. وقياسُ هذا أَن يكون من جابَ لا مِن أَجابَ. وفي المحكم عن شمر، أَنه فسره، فقال: أَجْوَبُ أَسْرَعُ إجابةً. قال: وهو عندي من باب أَعْطَى لفارِهةٍ، وأَرسلنا الرِّياحَ لوَاقِحَ. وما جاءَ مِثلُه، وهذا على المجاز، لأَنَّ الإجابةَ ليست لِلَّيل إنما هي للّه تعالى فيه، فَمعناه: أَيُّ الليلِ اللّهُ أَسرع إجابةً فِيه مِنه في غَيْرِه، وما زاد على الفِعْل الثُّلاثي لا يُبْنَى مِنْه أفْعَلُ مِنْ كذا، إلا في أَحرف جاءَت شاذة. وحكى الزمخشريُّ قال: كأَنه في التَّقْدير مِن جابَتِ الدَّعْوةُ بوزن فَعُلْتُ، بالضم، كطالَتْ، أَي صارَتْ مُسْتَجابةَ، كقولهم في فَقِيرٍ وشَديدٍ كأَنهما مِنْ فَقُرَ وشَدُدَ، وليس ذلك بمستعمل. ويجوز أَن يكون من جُبتُ الأَرضَ إذ قَطَعْتَها بالسير، على معنى أَمْضَى دَعْوَةَ وأَنفَذُ إلى مَظانِّ الإجابةِ والقَبُول. وقال غيره: الأَصل جاب يجوب مثل طاع يَطُوعُ. قال الفرَّاءُ قيل لأَعرابي: يا مُصابُ. فقال: أَنتَ أَصوَبُ مني. قال: والأَصل الإصابةُ مِن صابَ يَصُوبُ إذا قَصَدَ، وانجابَتِ الناقةُ: مَدَّت عُنُقَها للحَلَبِ، قال: وأُراه مِن هذا كَأَنها أَجابَتْ حالِبَها، على أَنا لم نَجِدِ انْفَعَل مِنْ أَجابَ. قال أَبو سعيد قال لي أَبو عَمْرو بن العلاءِ: اكْتُبْ لي الهمز، فكتبته له فقال لي: سَلْ عنِ انْجابَتِ الناقةُ أَمَهْموز أَمْ لا؟ فسأَلت، فلم أَجده مهموزاً.والمُجاوَبةُ والتَّجارُبُ: التَّحاوُرُ.وتجاوَبَ القومُ: جاوَبَ بَعضُهم بَعْضاً، واسْتعمله بعضُ الشُعراءِ في الطير، فقال جَحْدَرٌ: ومِمَّـــا زادَنيــ، فــاهْتَجْتُ شــَوْقاً، غِنَـــــاءُ حَمــــامَتَيْنِ تَجاوَبــــانِ تَجاوَبَتـــــا بِلَحْـــــنٍ أَعْجَمِيٍّــــ، علـــى غُصـــْنَينِ مِــن غَــرَبٍ وبَــانِ واسْتَعمَلَه بعضُهم في الإبل والخيل، فقال: تَنــادَوْا بــأَعْلى ســُحْرةٍ، وتَجـاوَبَتْ هَـــوادِرُ، فــي حافــاتِهِم، وصــَهِيلُ وفي حديث بناءِ الكَعْبَةِ: فسَمِعنا جَواباَ مِن السَّماءِ، فإذا بِطائِرٍ أَعظَم مِن النَّسْرِ؛ الجَوابُ: صَوْتُ الجَوْبِ، وهو انْقِضاضُ الطير. وقول ذي الرمة: كـــأَنَّ رِجْلَيْـــهِ رِجْلا مُقْطِــفٍ عَجِلٍــ، إذا تَجــاوَبَ، مِــنْ بُرْدَيْهِــ، تَرْنِيـمُ أَراد تَرْنِيمانِ تَرْنِيمٌ من هذا الجَناح وتَرْنِيمٌ مِن هذا الآخر.وأَرضٌ مُجَوَّبةٌ: أَصابَ المطَرُ بعضَها ولم يُصِبْ بَعْضاً.وجابَ الشيءَ جَوْباً واجْتابَه: خَرَقَه. وكُلُّ مُجَوَّفٍ قَطَعْتَ وسَطَه فقد جُبْتَه. وجابَ الصخرةَ جَوْباً: نَقَبها. وفي التنزيل العزيز: وثَمُودَ الذين جابُوا الصَّخْرَ بِالوادِ. قال الفرَّاءُ: جابُوا خَرَقُوا الصَّخْرَ فاتَّخَذُوه بُيُوتاً. ونحو ذلك قال الزجاجُ واعتبره بقوله: وتَنْحِتُون مِن الجِبال بُيُوتاً فارِهِينَ. وجابَ يَجُوبُ جَوْباً: قَطَعَ وخَرَقَ. ورجُلٌ جَوَّابٌ: مُعْتادٌ لذلك، إذا كان قَطَّاعاً للبِلادِ سَيَّاراً فيها. ومنه قول لقمان بن عاد في أَخيه: جَوَّابُ لَيْلٍ سَرْمد. أَراد: أَنه يَسْري لَيْلَه كُلَّه لا يَنامُ، يَصِفُه بالشَّجاعة.وفلان جوَّابٌ جَأّبٌ أَي يَجُوبُ البِلاد ويَكسِبُ المالَ.وجَوَّابٌ: اسم رجل من بني كلابٍ؛ قال ابن السكيت: سُمي جَوَّاباً لأَنه كان لا يَحْفِرُ بئْراً ولا صخْرةً إلا أَماهَها.وجابَ النعلَ جَوْباً: قَدَّها. والمِجْوَب: الذي يُجابُ به، وهي حَديدةٌ يُجابُ بها أَي يُقْطَعُ. وجابَ المفَازةَ والظُّلْمةَ جَوْباً واجْتابَها: قَطَعَها. وجابَ البِلادَ يَجُوبُها جَوْباً: قَطَعَها سَيْراً. وجُبْتُ البَلدَ واجْتَبْتُه: قَطَعْتُه. وجُبْتُ البِلاد أَجُوبُها وأَجِيبُها إذا قَطَعتها. وجَوَّابُ الفَلاةِ: دَلِيلُها لقَطْعِه إيَّاها. والجَوْبُ: قطْعُك الشيءَ كما يُجابُ الجَيْبُ، يقال: جَيْبٌ مَجُوبٌ ومُجَوَّبٌ، وكلُّ مُجَوَّفٍ وسَطُه فهو مُجَوَّبٌ. قال الراجز: واجْتــابَ قَيْظــاً، يَلْتَظِــي التِظـاؤُهُ وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه، قال للأَنصارِ يَوْم السَّقِيفةِ: إنما جِيبَتِ العَرَبُ عنا كما جِيبَت الرَّحَى عن قُطْبها أَي خُرِقَتِ العَربُ عَنَّا، فكُنَّا وسَطاً، وكانت العرَبُ حَوالَينا كالرَّحَى.وقُطْبِها الذي تَدُورُ عليه.وانْجابَ عنه الظلامُ: انْشَقَّ. وانْجابَتِ الأَرضُ: انْخَرَقَتْ.والجَوائِبُ: الأَخْبارُ الطَّارِئةُ لأَنها تَجُوبُ البِلادَ. تقول: هل جاءَكم من جائبِة خَبَرٍ أي مِن طَريقةٍ خارِقةٍ، أَو خَبَرٍ يَجُوبُ الأَرْضَ منْ بَلَدٍ إلى بَلَدٍ، حكاه ثعلب بالإضافة. وقال الشاعر: يَتَنــــازَعُون جَــــوائِبَ الأمْثــــالِ يعني سَوائِرَ تَجُوبُ البلاد.والجابةُ: المِدْرى من الظِّباءِ، حين جابَ قَرْنُها أَي قَطَعَ اللحم وطَلَع. وقيل: هي المَلْساءُ اللَّيِّنةُ القَرْن؛ فإن كان على ذلك، فليس لها اشتقاق. التهذيب عن أَبي عبيدة: جابةُ المِدْرَى من الظِّباءِ، غير مهموز، حين طَلَعَ قَرْنهُ. شمر: جابةُ المِدْرَى أَي جائِبَتُه حِينَ جابَ قَرْنُها الجِلدَ، فَطَلَعَ، وهو غير مهموز.وجُبْتُ القَمِيصَ: قَوَّرْتُ جَيْبَه أَجُوبُه وأَجِيبُه. وقال شَمر: جُبْتُه، وجِبْتُه. قال الراجز: بـــاتَتْ تَجِيـــبُ أَدْعَـــجَ الظَّلامِـــ، جَيْـــبَ البِيَطْـــرِ مِـــدْرَعَ الهُمــامِ قال: وليس من لفظ الجَيْبِ لأَنه من الواو والجَيْبُ من الياء. قال: وليس بفَيْعلٍ لأَنه لم يُلْفظ به على فَيْعَلٍ. وفي بعض نسخ المُصَنَّف: جِبْتُ القَمِيصَ، بالكسر، أَي قَوَّرْتُ جَيْبَه. وجَيَّبْتُه: عَمِلت له جَيْباً، واجْتَبْتُ القَمِيصَ إذا لَبِسْتَه. قال لبيد: فَبِتِلْكَـ، إذْ رَقَـصَ اللَّوامِـعُ بالضـُّحَى، واجْتــابَ أَرْدِيــةَ الســَّرابِ إكامُهـا قوله: فَبِتِلْكَ، يعني بناقَتِه التي وصَفَ سَيْرَها، والباءُ في بتلك متعلقة بقوله أَقْضي في البيت الذي بعده، وهو: أَقْضــِي اللُّبانــةَ، لا أَفَــرِّطُ رِيبـةً، أَو أَنْ يَلُـــومَ، بِحاجـــةٍ، لُوَّامُهــا واجْتابَ: احْتَفَر. قال لبيد: تَجْتـــابُ أَصــْلاً قائمــاً، مُتَنَبِّــذاً، بُعُجُـــوبِ أَنْقــاءٍ، يَمِيــلُ هَيامُهــا يَصِف بقرة احْتَفَرَت كِناساً تَكْتَنُّ فيه من المطر في أَصْل أَرطاةٍ. ابن بزرج: جَيَّبْتُ القَمِيصَ وجَوَّبْتُه. التهذيب: واجتابَ فلانٌ ثوباً إذا لَبِسَه. وأَنشد: تَحَســـَّرَتْ عِقَّــةٌ عنهــا، فأَنْســَلَها، واجْتـاب أُخْـرَى جَديداً، بَعْدَما ابْتَقَلا وفي الحديث: أَتاه قَومٌ مُجْتابي النِّمارِ أَي لابِسِيها. يقال: اجْتَبْتُ القمِيصَ، والظَّلامَ أَي دَخَلْتُ فيهما. قال: وكلُّ شيءٍ قُطِع وَسَطُه، فهو مجْيُوبٌ ومَجُوبٌ ومُجَوَّبٌ، ومنه سُمي جَيْبُ القَمِيصِ. وفي حديث عليّ، كَرَّم اللّه وجهه: أَخَذْتُ إِهاباً مَعْطُوناً فَجَوَّبْتُ وَسَطه، وأَدْخَلْتُه في عُنُقي. وفي حديث خَيْفانَ: وأَما هذا الحَيُّ مِن أَنمارٍ فَجَوْبُ أَبٍ وأَوْلادُ عَلَّةٍ أَي إنهم جِيبُوا من أَبٍ،واحد وقُطِعُوا منه.والجُوَبُ: الفُرُوجُ لأَنها تُقْطَع مُتَّصلاً.والجَوْبة: فَجْوةُ ما بين البُيُوتِ. والجَوْبةُ: الحُفْرةُ.والجَوْبةُ: فَضاءٌ أَملَسُ سَهْلٌ بَيْنَ أَرْضَيْنِ. وقال أَبو حنيفة: الجَوْبةُ من الأَرضِ: الدارةُ، وهي المكانُ المُنْجابُ الوطِيءُ من الأَرض، القليلُ الشجرِ مِثْلُ الغائط المُسْتَدير، ولا يكون في رَمْلٍ ولا جَبَلٍ، إنما يكون في أَجلاد الأَرض ورِحابِها، سمي جَوْبةً لانْجِيابِ الشجر عنها، والجمع جَوْباتٌ، وجُوَبٌ، نادر. والجَوْبةُ: موضع يَنْجابُ في الحَرَّة، والجمع جُوَبٌ.التهذيب: الجَوْبةُ شِبْهُ رَهْوة تكون بين ظَهْرانَيْ دُورِ القَوْمِ يَسِيلُ منها ماءُ المطَر. وكل مُنْفَتِقٍ يَتَّسِعُ فهو جَوْبةٌ. وفي حديث الاسْتِسْقاء: حتى صارت المَدينةُ مِثلَ الجَوْبةِ؛ قال: هي الحُفْرةُ المُسْتَديرةُ الواسِعةُ، وكلُّ مُنْفَتِقٍ بلا بِناءٍ جَوْبةٌ أَي حتى صار الغَيْمُ والسَّحابُ مُحِيطاً بآفاق المدينةِ. والجَوْبةُ: الفُرْجةُ في السَّحابِ وفي الجبال. وانْجابَتِ السَّحابةُ: انْكَشَفَتْ. وقول العَجَّاج: حـــتى إذا ضــَوْءُ القُمَيْــرِ جَوَّبــا، لَيْلاً، كأَثْنـــاءِ السُّدُوســـِ، غَيْهَبــا قال: جَوَّبَ أَي نَوَّرَ وكَشَفَ وجَلَّى. وفي الحديث: فانْجابَ السَّحابُ عن المدينةِ حتى صار كالإكْلِيل أَي انْجَمَعَ وتَقَبَّضَ بعضُه إلى بعض وانْكَشَّفَ عنها.والجَوْبُ: كالبَقِيرة. وقيل: الجَوْبُ: الدِّرْعُ تَلْبَسُه المرأَةُ.والجَوْبُ: الدَّلْو الضَّخْمةُ، عن كراع. والجَوْبُ: التُّرْسُ، والجمع أَجْوابٌ، وهو المِجْوَبُ. قال لبيد: فأَجـــازَني منـــه بِطِـــرْسٍ نــاطِقٍ، وبكــلِّ أَطْلَســَ، جَــوْبُه فـي المَنْكِـبِ يعني بكل حَبَشِيٍّ جَوْبهُ في مَنْكِبَيْه. وفي حديث غَزْوة أُحُدٍ: وأَبو طلحةَ مُجَوِّبٌ على النبي، صلى اللّه عليه وسلم، بحَجَفَةٍ أَي مُتَرِّسٌ عليه يَقِيه بها. ويقال للتُّرْسِ أَيضاً: جَوبةٌ.والجَوْبُ: الكانُونُ. قال أَبو نخلةَ: كـــالجَوْبِ أَذْكَــى جَمــرَه الصــَّنَوْبَرُ وجابانُ: اسمُ رجل، أَلفُه منقلبة عن واو، كأَنه جَوَبانُ، فقلبت الواو قلباً لغير علة، وإنما قيل فيه إنه فَعَلانُ ولم يقل إنه فاعال من ج ب ن لقول الشاعر: عَشــَّيْتُ جابـانَ، حـتى اسـْتَدَّ مَغْرِضـُه، وكــادَ يَهْلِكُــ، لــولا أَنــه اطَّافـا قُــولا لجَابــانَ: فلْيَلْحَــقْ بِطِيَّتِهــ، نَـوْمُ الضـُّحَى، بَعْدَ نَوْمِ الليلِ، إِسْرافُ فَتَركَ صَرْفَ جابانَ فدلَّ ذلك على أَنه فَعَلانُ ويقال: فلان فيه جَوْبانِ من خُلُقٍ أَي ضَرْبان لا يَثْبُتُ على خُلُقٍ واحدٍ. قال ذو الرمة: جَـــوْبَيْنِ مِـــن هَمـــاهِمِ الأَغْـــوالِ أَي تَسْمَعُ ضَرْبَيْنِ من أَصوات الغِيلانِ. وفي صفةِ نَهَرِ الجنة: حافَتاه الياقوتُ المُجَيَّبُ. وجاءَ في مَعالِم السُّنَن: المُجَيَّبُ أَو المُجَوَّبُ، بالباءِ فيهما على الشك، وأَصله: من جُبْتُ الشيءَ إذا قَطَعْتَه، وسنذكره أَيضاً في جيب.والجابَتانِ: موضِعانِ. قال أَبو صَخْرٍ الهُذلي: لمَـــن الـــدِّيارُ تَلُــوحُ كالوَشــْمِ، بالجَــــابَتَيْنِ، فَرَوْضــــةِ الحَـــزْمِ وتَجُوبُ: قَبيلةٌ من حِمْيَر حُلَفاءُ لمُرادٍ، منهم ابن مُلْجَمٍ، لَعَنَهُ اللّه. قال الكميت: أَلا إنَّ خَيْــرَ الناســِ، بَعْــدَ ثلاثـةٍ، قتيـلُ التَّجُـوِبيِّ، الـذي جـاءَ مِنْ مِصْرِ هذا قول الجوهري. قال ابن بري: البيت للوَليد بن عُقْبة، وليس للكميت كما ذكر، وصواب إنشاده: قَتِيـلُ التُّجِيبِـيِّ الـذي جـاءَ مـن مصرِ وإنما غَلَّطه في ذلك أَنه ظَنَّ أَن الثلاثة أَبو بكر وعمرُ وعثمانُ، رضوانُ اللّه عليهم، فظَنَّ أَنه في عليّ، رضي اللّه عنه، فقال التَّجُوبِيّ، بالواو، وإنما الثلاثة سيِّدُنا رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وأَبو بكر وعمر رضي اللّه عنهما، لأَن الوليد رَثَى بهذا الشِّعْر عثمانَ بن عفان، رضي اللّه عنه، وقاتِلُه كَنانةُ بن بِشر التُجِيبيّ، وأما قاتل عليّ، رضي اللّه عنه، فهو التَّجُوبِيُّ؛ ورأَيت في حاشيةٍ ما مِثالُه: أَنشد أَبو عبيد البَكْرِيّ، رحمه اللّه، في كتابه فَصْلِ المقال في شرح كتاب الأَمثال هذا البيت الذي هو: أَلا إنَّ خيـــر النــاس بعــد ثلاثــة لِنائلةَ بنتِ الفُرافِصةِ بن الأَحْوَصِ الكَلْبِيَّةِ زَوْجِ عثمان، رضي اللّه عنه، تَرثِيه، وبعده: ومـا لِـيَ لا أَبْكِيـ، وتَبْكِـي قَرابَـتي، وقــد حُجِبَـتْ عنـا فُضـُولُ أَبـي عَمْـرِو جيب: الجَيْبُ: جَيْبُ القَمِيصِ والدِّرْعِ، والجمع جُيُوبٌ. وفي التنزيل العزيز: ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ على جُيُوبِهِنَّ.وجِبْتُ القَمِيصَ: قَوَّرْتُ جَيْبَه.وجَيَّبْتُه: جَعَلْت له جَيْباً. وأَما قولهم: جُبْتُ جَيْبَ القميص، فليس جُبْتُ من هذا الباب، لأَنَّ عين جُبْتُ إنما هو من جابَ يَجُوبُ، والجَيْبُ عينه ياءٌ، لقولهم جُيُوبٌ، فهو على هذا من باب سَبِطٍ وسِبَطْرٍ، ودَمِثٍ ودِمَثْرٍ، وأَن هذه أَلفاظ اقْتَرَبَتْ أُصولُها، واتَّفَقَتْ معانِيها، وكلُّ واحد منها لفظه غير لفظ صاحبه. وجَيَّبْتُ القَمِيصَ تَجْييباً: عَمِلْتُ له جَيْباً. وفلانٌ ناصحُ الجَيْبِ: يُعْنَى بذلك قَلْبُه وصَدْرُه، أَي أَمِينٌ. قال: وخَشــَّنْتِ صــَدْراً جَيْبُــه لــكِ ناصــحُ وجَيْبُ الأَرضِ: مَد خَلُها. قال ذو الرمة: طَواهـا إلـى حَيْزومِهـا، وانْطَـوَتْ لها جُيُــوبُ الفَيــافي: حَزْنُهـا ورِمالُهـا وفي الحديث في صفة نهر الجنة: حافَتاه الياقُوتُ المُجَيَّبُ. قال ابن الأَثير: الذي جاءَ في كتاب البخاري: اللُّؤْلُؤُ المُجَوَّفُ، وهو معروف؛ والذي جاءَ في سنن أَبي داود: المُجَيَّبُ أَو المُجَوَّفُ بالشك؛ والذي جاءَ في معالم السنن: المُجَيَّبُ أَو المُجَوَّبُ، بالباءِ فيهما على الشك، وقال: معناه الأَجْوَفُ؛ وأَصله من جُبْتُ الشيءَ إذا قَطَعْته. والشيء مَجُوبٌ أَو مَجِيبٌ، كما قالوا مَشِيبٌ ومَشُوبٌ، وانقلاب الواو إلى الياء كثير في كلامهم؛ وأَما مُجَيَّبٌ مشدَّد، فهو من قولهم: جَيَّبَ يُجَيِّبُ فهو مُجَيَّبٌ أَي مُقَوَّرٌ وكذلك بالواو.وتُجِيبُ: بطن من كِنْدةَ، وهو تُجِيبُ بن كِنْدةَ بن ثَوْرٍ.
المعجم: لسان العرب