المعجم العربي الجامع

رَفَعَ

المعنى: القوم ـَ رَفْعاً: أصعدوا في البلاد. وـ البعير ونحوه في سيره: بالغ فيه وأسرع. وـ الشيء رفعاً، ورِفاعاً: أعلاه، وفي التنزيل العزيز: (وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ). وـ البناء: طوّله. وفي التنزيل العزيز: (وَإِذْ يرفعُ إِبراهيمُ القواعدَ مِنَ البيتِ وإِسماعيلُ). وـ الشيء: حمله ونقله. يُقال: رفع الزرع بعد الحصاد إِِلى الجرن. ويُقال: ارفع هذا: خذه واحمله. وهو لا يرفع العصا عن عاتقه: إِِذا كان شديد التأديب لأهله، أَو كناية عن كثرة الأسفار. وـ يده عن الشيء رفعاً: كفّ. وـ فلاناً: نوّه بذكره، وفي التنزيل العزيز: (وَرَفَعْنا لكَ ذِكْرَكَ). وـ أعلى قدره وشرّفه وكرّمه. وفي التنزيل العزيز: (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَات). ويُقال: هذا أمر يرفع الرأس: يعطي مجداً وكرامة. ورفعه على صاحبه في المجلس: قدّمه. وـ صوته: جهر به. وـ الله عمله: قبله. وـ الشيء في خزانته أَو صندوقه: خبّأه فيه. وـ ذات اللبن لبنها: لم تدرّ. وـ فلاناً إِِلى الحاكم رَفْعاً، ورِفْعاناً: قدّمه إِِليه ليحاكمه. وـ الشيء رُفْعاناً: قرّبه. ويُقال: رفع إِِلى السلطان رفيعة: قدّم إِِليه قصة في شان من شؤونه. وـ إِِليه عيونهم رفعاَ: نظروا. ويُقال: دخلت على فلان فلم يرفع لي رأساً: لم ينظر إِليّ ولم يلتفت. وـ فلاناً إِِلى أصله: أوصل نسبه إِِلى أصله. وـ الحديث إِِلى قائله: وصّله بسنده إِِليه، ومنه رفع الحديث إِِلى النبي صلّى الله عليه وسلم. وـ الخبر: إِِذاعه وأظهره. وـ البعير ونحوه: حمله على سرعة السير. وـ الكلمة (في النحو): ألحق بها علامة الرفع، أَو نطق بها مرفوعة. وـ الحاسب الكسر: جعله صحيحاً. وـ العقوبة أَو الضريبة: أزالها. والشيء مرفوع ورفيع. ويُقال: فلان مرفوع عنه التكليف: غير مؤاخذ.؛(رُفِعَ) له الشخص: أبصره من بعيد.؛(رَفُعَ) ـُ رَفاعَة: صار جهير الصوت. وـ الثوب أَو الخيط: رقّ ودقّ. وـ فلان رفعة، ورِفاعة: ارتفع قدره وشرف. يُقال: رفع في حسبه ونسبه. فهو رفيع، وهي رفيعة.؛(رَافَعَهُ): رَفَعَه. وـ إِِلى الحاكم وغيره: رفع الأَمر إِِليه وشكاه. ويُقال: رافعه وخافضه: دَاوَرَه كلّ مداورة.؛(رَفَّعَ): عَدَا عَدْواً بعضه أرفع من بعض. ويُقال: رفّع في عدوه. وـ الشيء: قدّمه.؛(ارْتَفَعَ): علا. وـ تقدّم. وـ انتقل وزال. وـ الشيء: رفعه.؛(تَرَافَعَا) إِِلى الحاكم: تحاكما. وـ المحامي عن المتَّهم أمام القضاء: دافع عنه بالحجّة. (مو).؛(تَرَفّعَ): ارتفع. وـ عنه: تنزّه. وـ الشيء: رفعه.؛(اسْتَرْفَعَ) الشيء: حان أَن يرفع.؛وـ الشيء: طلب رفعه.؛(الارْتِفَاعُ): (في علم الهندسة): طول العمود النازل من الرأس إِِلى القاعدة. (مج).؛(الرَّافِعُ): اسم من أَسماء الله الحُسْنَى. ويُقال: بَرق رافع: ساطع. وناقة رافع: ترفع لبنها في ضَرْعها ولا تَدِرّ.؛(الرَّافِعَةُ): كل جماعة مُبلِّغةٍ تُبلِّغ وتذيع الأخبار والأسرار. وـ آلة يرفع بها الشيء. (مج). (ج) روافع.؛(الرِّفَاعُ): رفع الزرع بعد الحصاد إِِلى الجرن. يُقال: هذه أيام رفاع.؛(الرَُِّفَاعةُ): شدّة الصوت وارتفاعه. يُقال: في صوته رفاعة: جهارة.؛(الرَّفْعُ): (في النحو): نوع من الإِعراب علامته الضمة وما ينوب عنها. وـ رفع اليد عن الأكل والشرب قُبَيل الفجر لمن نوى الصوم. (محدثة).؛(الرِّفْعَةُ): الشَّرَف وارتفاع القدر والمنزلة.؛(الرَّفِيعَةُ): ما رفع إِِلى الحاكم وغيره من القضايا والرسائل. يُقال: وَقَّعَ في الرفيعةِ كذا. (ج) رفائع.؛(المُرَافَعَةُ): إِجراءات مقررة لتصحيح الدعوى والسّيْر فيها. وقانون المرافعات: قانون ينظم الإِجراءات التي تتبع في رفع الدعوى أمام المحاكم. (مج).؛(المِرْفاعُ): (في الرياضة والهندسة): المِرفاع التُّرْسي أَو الذِّراعي: جِهاز لرفع الثّقل أَو السيارة. وـ المائي: جِهاز لرفع الأثقال بوساطة ضغط الماء. (مج).؛(المَرْفَعُ): الكرسيّ. (يمانية). (ج) مَرافِع. والمرافع (عند المسيحيين): أيام معلومة تتقدم الصوم.؛(المِرْفَعُ): ما يُرفَع به. (ج) مَرافِع.؛(المرْفُوعُ): (من الحديث): ما أضيف إِِلى النبي صلى الله عليه وسلم قولاً أَو فعلاً.
المعجم: الوسيط

هير

المعنى: هير {الهَيْرَةُ: الأَرْضُ السَّهْلَةُ المطمئنة.} والهِيرُ من اللَّيْل، بالكسْر وَالْفَتْح وكسَيِّد: الهِتْرُ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ. ومُقتضاه أَن يكون فِي {هير الليلِ لغاتٌ ثَلَاثَة، وَلَيْسَ كَذَلِك، فالمنقول عَن ابْن الأَعرابيّ وَغَيره يُقَال: مضى هيرٌ من اللَّيْل، بالكسْر فَقَط أَي أَقلّ من نصفه، قَالَ: وحُكِيَ فِيهِ هِتْرٌ، وَقد ذُكِر فِي مَوْضِعه. أَمّا اللُّغَات الْمَذْكُورَة فإنَّها جاءتْ فِي معنى رِيح الشَّمال فَقَالُوا:} هِيرٌ {وهَيْرٌ} وهَيِّرٌ،  وَكَذَلِكَ إيْرٌ وأَيْرٌ وأَيِّرٌ، فَفِي كَلَام المصنّف نظَرٌ، وَلَو قَالَ: وبالفتح وكسَيِّد، لأَصابَ، وَقيل: هيرٌ من أَسماءِ الصَّبا. {والهَيْرُونُ: تَمْرٌ، م، مَعْرُوف، هَكَذَا نَقله الصَّاغانِيّ عَن أبي حنيفَة، وَالَّذِي نَقله الأَئمة عَن أَبي حنيفَة:} هيرُونُ بالكسْر وضَمِّ النّون من غير ألف وَلَام، فَإِن كَانَ ذَلِك فَهُوَ يحْتَمل أَن يكون فِعْلُوناً وفِعْلُولاً. واليَهْيَرُّ، بالتَّشديد: الحَجَرُ الأَحمرُ الصُّلْبُ، أَو اليَهْيَرُّ: حجارةٌ أَمثالُ الأَكُفِّ، أَو حَجَرٌ صغيرٌ، قَالَ أَبو حنيفَة: {واليَهْيَرُّ، مُشَدّداً: الصَّمْغَةُ الكَبيرةُ، وأَنشد: قد مَلَؤُوا بُطُونَهُم} يَهْيَرَّا اليَهْيَرُّ: السَّرابُ، وَمِنْه المثَلُ: فلانٌ أَكْذَبُ من {اليَهْيَرِّ. قَالَ اللَّيْث: اليَهْيَرُّ: اللَّجاجَةُ والتَّمادي فِي الأَمر، تَقول: اسْتَيْهَرَ وأَنشد: وقلبُكَ فِي اللَّهوِ} مُسْتَيْهِرُ اليَهْيَرُّ: الكَذِبُ. اليَهْيَرُّ: دُوَيْبةٌ تكون فِي الصحارى، أَعظَمُ من الجُرَذِ، واحدته {يَهْيَرَّةٌ، أَنشد ابْن شُمَيْل: (فَلاةٌ بهَا} اليَهْيَرُّ شُقْراً كأَنَّها  ...  خُصى الخَيْلِ قد شُدَّتْ عَلَيْهَا المَسامِرُ) اليَهْيَرُّ: الحَنْظَلُ، وَهُوَ أَيضاً: السُّمُّ، وَقد نُقِلَ فيهمَا التَّخْفِيف. اليَهْيَرُّ: صَمْغُ الطَّلْح، عَن أَبي عَمْرو، وأَنشد: (أَطْعَمْتُ راعِيَّ من اليَهْيَرِّ  ...  فظلَّ يَعْوي حَبَطاً بشرِّ) خَلْفَ اسْتِه مثلَ نَقيقِ! الهِرّ  ِ قيل: سُمِّيَ بِهِ على التَّشبيه بِالْحِجَارَةِ الحُمْر الصُّلْبة. {اليَهْيَرَّةُ، بهاءٍ، من النُّوقِ، قَالَ ابنُ شُمَيْل: قيل لأبي أَسْلَم: مَا الثَّرَّةُ اليَهْيَرَّةُ الأخلافِ فَقَالَ: الثَّرَّة: الساهِرَةُ العِرْقِ، تَسْمَع زَميرَ شُخْبِها وَأَنت من ساعةٍ. قَالَ:} واليَهْيَرَّة: الَّتِي يسيلُ لبَنُها كَثْرَةً. وناقةٌ ساهِرَةُ العِرق: كثيرةُ اللبَن. ربّما زادوا فِيهِ الْألف فَقَالُوا: {اليهيرَّى مَقْصُورا مشدداً وَهُوَ المَاء الْكثير كاليهير اليَهْيَرَّى من أسماءِ الْبَاطِل، يُقَال مِنْهُ: ذهبَ مالُه فِي اليَهْيَرَّى، وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: ذهبَ صاحبُك فِي اليَهْيَرَّى، أَي فِي الْبَاطِل. اليَهْيَرَّى: نباتٌ أَو شجرٌ، الأخيرُ عَن ابْن هَانِئ، زِنتُه يَفْعَلَّى أَو فَعْيَلَّى أَو فَعْلَلَّى. قَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي الْكتاب: أما يَهْيَرّ مشدَّدةً فالزيادةُ فِيهِ أَوْلَى، لأنّه لَيْسَ فِي الكلامِ فَعْيَلٌّ، وَقد ثُقِّلَ آخِرُ مَا أوّله زيادةٌ كمكورّ، دون الثلاثيّ الَّذِي أوسطُه زِيَادَة كَفَوْعل وفَعْيَل، وَلَو كَانَت يَهْيَرّ مخفَّفةَ الياءِ كَانَت الأُولى هِيَ الزائدةَ) أَيْضا، لأنّ الياءَ إِذا كَانَت أوّلاً بِمَنْزِلَة الْهمزَة. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: وَاخْتلفُوا فِي تَقْدِيره، قيل: إنّه يَفْعَلٌّ وَقد حَكَاهُ الجَوْهَرِيّ، وَقيل: إنّه فَعْيَلٌّ والياءُ الثانيةُ زائدةٌ. وَقيل: إنّه فَعْلَلٌّ.} وهِيرٌ، بِالْكَسْرِ: ع، بالبادية، عَن اللَّيْث. {والهَيَار، كَسَحَابٍ: الَّذِي يَنْهَارُ كَمَا يَنْهَارُ الرّملُ ويَسقُط. قَالَ كُثَيّر: (فَمَا وجَدوا مِنكَ الضَّريبَةَ هَدَّةً  ...  } هَيَاراً وَلَا سَقْطَ الأَلِيَّةِ أَخْرَما) ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {تَهَيَّرَ الجُرْفُ والبِناءُ: انْهَدَم.} وهَيَّرْتُ الجُرفَ! فَتَهَيَّرَ، لُغَة فِي هَوَّرْتُه فَتَهَوَّر.  {والهائِر: السَّاقِط، وَقد تقدّم أَيْضا فِي الْوَاو. وَيُقَال:} اسْتَيْهِرْ بإبلِك واقْتَيِلْ وارْتَجِعْ، أَي استَبدِلْ بهَا إبِلا غيرَها، وَسَيَأْتِي فِي يهر. واقْتَيِلْ هُوَ افْتَعِلْ من المقايَلَة فِي البيع والمبادلة. وَيُقَال: ذَهَبَ فِي {اليَهْيَرّ، أَي الرّيح، عَن شَمِر. وَيُقَال للرجل إِذا سَأَلْتَه عَن شيءٍ فَأَخْطَأَ: ذَهَبْتَ فِي} اليَهْيَرّى. وأينَ تذهبْ تذهبْ فِي اليَهْيَرَّى. وزعمَ أَبُو عُبَيْدة أنّ اليَهْيَرَّى الحِجارة. {والمسْتَيْهِر: المتمادي فِي اللَّجاجة. وَقَالَ الفَرّاء: يُقَال: قد} اسْتَيْهَرْتُ أنّكم قد اصطلَحتُم مثل: اسْتَيْقَنْت. وَذكره المصنّف فِي وهر اسْتِطْرَادًا، وَيَأْتِي لَهُ فِي يهر أَيْضا. وَإِذا كَانَ {التَّيْهور من} تَهَيَّرَ الجُرفُ فموضِع ذِكرِه هُنَا، وَقد تقدّم. {واليَهْيَرُّ، مشدَّد الآخرِ: الصُّلْب، عَن الْأَحْمَر، كأنّ هاءَه عَن همزَة.
المعجم: تاج العروس

صمت

المعنى: صَمَتَ يَّسْمُتُ صَمْتاً وصُمْتاً وصُمُوتاً وصُماتاً، وأَصْمَتَ: أَطالَ السكوتَ.والتَّصْميتُ: التَّسْكِيت. والتَّصْميتُ أَيضاً: السكوتُ.ورجل صِمِّيتٌ أَي سِكِّيتٌ.والاسم من صَمَتَ: الصُّمْتةُ؛ وأَصْمَتَه هو، وصَمَّتَه. وقيل: الصَّمْتُ المصدر؛ وما سِوى ذلك، فهو اسْمٌ. والصُّمْتةُ، بالضم: مثل السُّكْتةِ. ابن سيده: والصُّمْتة، والصِّمْتةُ: ما أُصْمِتَ به. وصُمْتةُ الصبيّ: ما أُسْكِتَ به؛ ومنه قول بعضِ مُفَضِّلي التمْر على الزبيب: وما له صُمْتةٌ لعِيالِه، وصِمْتَةٌ؛ جميعاً عن اللحياني، أَي ما يُطْعِمُهم، فيُصْمِتُهم به. والصُّمْتةُ: ما يُصْمَتُ به الصبيُّ من تمر أَو شيء طريفٍ.وفي الحديث في صفة التمرة: صُمْتةُ الصغيرِ؛ يريد أَنه إذا بَكَى، أُصْمِتَ، وأُسْكِتَ بها، وهي السُّكْتة، لما يُسْكَتُ به الصبي. ويقال: ما ذُقْتُ صُماتاً أَي ما ذُقْتُ شيئاً.ويقال: لم يُصْمِتْه ذاك أَي لم يَكفِه؛ وأَصلُه في النَّفْي، وإِنما يقال ذلك فيما يُؤْكل أَو يُشْرَب.ورماه بصُماتِه أَي بما صَمَتَ منه. الجوهري عن أَبي زيد: رَمَيْتُه بصُماتِه وسُكاتِه أَي بما صَمَتَ به وسكَتَ.الكسائي: والعرب تقول: لا صَمْتَ يوماً إِلى الليل، ولا صَمْتَ يومٌ إِلى الليل، ولا صَمْتَ يومٍ إِلى الليل؛ فمَن نصب أَراد: لا نَصْمُتْ يوماً إِلى الليل؛ ومَن رفع أَراد: لا يُصْمَتُ يومٌ إِلى الليل؛ ومَن خفض، فلا سؤال فيه. وفي حديث علي، عليه السلام: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: لا رَضاع بعد فِصالٍ، ولا يُتْم بعد الحُلُم، ولا صَمْتَ يوماً إِلى الليل؛ الليث: الصَّمْتُ السكوتُ؛ وقد أَخَذه الصُّماتُ. ويقال للرجل إذا اعْتَقَلَ لسانُه فلم يتكلم: أَصْمَتَ، فهو مُصْمِتٌ؛ وأَنشد أَبو عمرو: مـــا إِنْ رأَيــتُ مــن مُعَنَّيــاتِ ذَواتِ آذانٍ وجُمْجُمـــــــــــاتِ، أَصـــْبَر منهــنَّ علــى الصــُّماتِ قال: الصُّماتُ السكوتُ. ورواه الأَصمعي: من مُغَنِّياتِ؛ أَراد: من صَرِيفهِن. قال: والصُّماتُ العَطَشُ ههنا.وفي حديث أُسامة بن زيد، قال: لما ثَقُلَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، هَبَطْنا وهَبَطَ الناسُ، يعني إِلى المدينة، فدخلتُ على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يومَ أَصْمَتَ فلا يتكلم، فجعل يَرْفَع يَده إِلى السماء، ثم يَصُبُّها عليَّ، أَعْرِفُ أَنه يَدْعُو لي؛ قال الأَزهري: قوله يومَ أَصْمَتَ؛ معناه: ليس بيني وبينه أَحد؛ قال أَبو منصور: يحتمل أَن تكون الرواية يوم أَصْمَتَ، يقال: أَصْمَتَ العليلُ، فهو مُصْمِتٌ إذا اعْتَقَل لسانُه. وفي الحديث: أَصْمَتَتْ أُمامة بنتُ العاص أَي اعْتَقَل لسانُها؛ قال: وهذا هو الصحيح عندي، لأَن في الحديث: يومَ أَصْمَتَ فلا يتكلم. قال محمد بن المكرم، عطا الله عنه: وفي الحديث أَيضاً دليل أَظهر من هذا، وهو قوله: يرفع يده إِلى السماء، ثم يَصُبُّها عليَّ، أَعرف أَنه يدعو لي؛ وإِنما عَرَفَ أَنه يدعو له بالإِشارة لا بالكلام والعبارة، لكنه لم يصح عنه أَنه، صلى الله عليه وسلم، في مرضه اعْتَقَلَ يوماً فلم يتكلم، والله أَعلم. وفي الحديث: أَنَّ امرأَة من أَحْمَسَ حَجَّتْ مُصْمِتة أَي ساكتةَ لا تتكلم.ولقيته ببلدة إِصْمِتَ: وهي القَفْر التي لا أَحدَ بها؛ قال أَبو زيد: وقَطَع بعضهم الأَلفَ من إِصْمِتَ ونَصَبَ التاءَ، فقال: بـــوَحْشِ الإِصــْمِتَيْن لــه ذُنــابُ وقال كراع: إِنما هو ببلدة إِصْمِتَ. قال ابن سيده: والأَولُ هو المعروف. وتَرَكْتُه بصحراءَ إِصْمِتَ أَي حيثُ لا يُدْرى أَينَ هو. وتَرَكْتُه بوحش إِصْمِتَ، الأَلف مقطوعة مكسورة؛ ابن سيده: تركتُه بوَحْشِ إِصْمِتَ وإِصْمِتةَ؛ عن اللحياني، ولم يفسره. قال ابن سيده: وعندي أَنه الفَلاةُ؛ قال الراعي: أَشـْلى سـَلُوقِيَّةً باتَت، وباتَ لهَا، بـوَحْشِ إِصـْمِتَ، فـي أَصـْلابها، أَوَد ولقيته ببلدة إِصْمِتَ إذا لقيته بمكانٍ قَفْرٍ، لا أَنيسَ به، وهو غيرُ مُجْرىً.وما لَه صامتٌ ولا ناطقٌ؛ الصامِتُ: الذَّهب والفضة، والناطقُ: الحيوانُ الإِبلُ والغنم، أَي ليس له شيء. وفي الحديث: على رقَبَتِه صامِتٌ؛ يعني الذهب والفضة، خلاف الناطق،وهو الحيوان.ابن الأَعرابي: جاء بما صاءَ وصَمَتَ؛ قال: ما صاءَ يعني الشاءَ والإِبلَ، وما صَمَتَ يعني الذهب والفضةَ. والصَّمُوتُ من الدُّروع: اللَّيِّنةُ المَسّ، ليست بخَشِنةٍ، ولا صَدِئَةٍ، ولا يكون لها إذا صُبَّتْ صَوْتٌ؛ وقال النابغة: وكـــلُّ صــَمُوتِ نَثْلــةٍ تُبَّعِيَّــةٍ، ونَســْجُ ســُلَيْمٍ كــلّ قَضـَّاء ذائِلِ قال: والسيفُ أَيضاً يقال له: صَمُوتٌ، لرُسُوبه في الضَّرِيبة، وإِذا كان كذلك قَلَّ صَوتُ خُروجِ الدَّم؛ وقال الزبير بن عبد المطلب: ويَنْفِــي الجاهِـلَ المُخْتـالَ عَنِّـي رُقــاقُ الحَــدِّ، وَقْعَتُــه صــَمُوتُ وضَرْبةٌ صَمُوتٌ: تمرُّ في العِظام، لا تَنْبُو عن عَظْمٍ، فتُصَوِّتُ؛ وأَنشد ثعلب بيتَ الزبير أَيضاً على هذه الصورة: ويُــذْهِبُ، نَخْـوةَ المُخْتـالِ عَنِّيـ، رَقيــقُ الحَــدِّ، ضــَرْبَتُه صــَمُوتُ وصَمَّتَ الرجلَ: شَكَا إِليه، فنَزَع إِليه من شِكايتِه: قال: إِنـــكَ لا تَشــْكُو إِلــى مُصــَمِّتِ، فاصْبِرْ على الحِمْلِ الثَّقيلِ، أَو مُتِ التهذيب: ومن أَمثالهم: إِنك لا تَشْكُو إِلى مُصَمِّتٍ أَي لا تَشْكُو إِلى من يَعْبَأُ بشَكْواكَ. وجارية صَمُوتُ الخَلْخالَيْن إذا كانت غَليظةَ الساقَين، لا يُسْمَعُ لِخَلْخالِها صوتٌ لغُموضه في رجليها.والحروف المُصْمَتة: غيرُ حروف الذَّلاقةِ، سميت بذلك، لأَنه صُمِتَ عنها أَن يُبْنَى منها كلمة رباعية، أَو خماسية، مُعَوَّاة من حروف الذلاقة. وهو بصِماتِه إذا أَشْرَفَ على قَصْدِه. ويقال: باتَ فلانٌ على صِماتِ أَمْره إذا كان مُعْتَزِماً عليه. قال أَبو مالك: الصِّماتُ القَصْدُ، وأَنا على صِماتِ حاجتي أَي على شَرَفٍ من قضائها، يقال: فلان على صِماتِ الأَمْر إذا أَشْرَف على قضائه؛ قال: وحاجـــةٍ بِـــتُّ علــى صــِماتِها أَي على شَرَف قضائها. ويروى: بَتاتِها. وباتَ من القوم على صِماتٍ أَي بمَرأى ومَسْمَع في القُرْبِ. والمُصْمَتُ: الذي لا جَوفَ له؛ وأَصْمَتُّه أَنا. وبابٌ مُصْمَتٌ، وقُفْلٌ مُصْمَتٌ: مُبْهَم، قد أُبْهِمَ إِغْلاقُه؛ وأَنشد: ومـن دونِ لَيْلـى مُصْمَتاتُ المَقاصِرِ وثوب مُصْمَتٌ: لونُه لونٌ واحدٌ، لا يُخالطه لونٌ آخَرُ. وفي حديث العباس: إِنما نَهَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، عن الثَّوبِ المُصْمَتِ من خَزٍّ؛ هو الذي جميعه ابْرَيْسَمٌ، لا يُخالطه قُطْنٌ ولا غيره. ويقال للَونِ البَهيم: مُصْمَتٌ. وفرس مُصْمَتٌ، وخيل مُصْمَتاتٌ إذا لم يكن فيها شِيَةٌ، وكانت بُهْماً. وأَدْهَمُ مُصْمَتٌ: لا يخالطُه لونٌ غير الدُّهْمةِ. الجوهري: المُصْمَتُ من الخيل البَهيمُ أَيَّ لونٍ كان، لا يُخالِطُ لونَه لونٌ آخَر. وحَلْيٌ مُصْمَتٌ إذا كان لا يخالطه غيرُه؛ قال أَحمد بن عبيد: حَلْيٌ مُصْمَتٌ، معناه قد نَشِبَ على لابسه، فما يَتحرَّكُ ولا يَتَزَعْزَعُ، مثلُ الدُّمْلُج والحَجْل، وما أَشبههما. ابن السكيت: أَعطيتُ فلاناً أَلفاً كاملاً، وأَلفاً مُصْمَتاً، وأَلفاً أَقْرَعَ، بمعنىً واحد. وأَلفٌ مُصَمَّتٌ مُتَمَّمٌ، كمُصَتَّمٍ.والصُّماتُ: سُرعةُ العطش في الناس والدواب.والتصامتُ من اللبن: الحائرُ.والصَمُوت: اسم فرس المُثَلَّم بن عمرو التَّنُوخيّ؛ وفيه يقول: حــتى أَرى فــارسَ الصـَّمُوتِ علـى أَكْســاءِ خَيْلٍــ، كأَنَّهــا الإِبِــلُ معناه: حتى يَهْزِمَ أَعداءَه، فيَسُوقَهم من ورائهم، ويَطْرُدَهم كما تُساق الإِبل.
المعجم: لسان العرب

جرم

المعنى: الجَرْمُ: القَطْعُ. جَرَمَه يَجْرِمُه جَرْماً: قطعه. وشجرة جَرِيمَةٌ: مقطوعة. وجَرَمَ النَّخْلَ والتَّمْرَ يَجْرِمه جَرْماً وجِراماً وجَراماً واجْتَرَمه: صَرَمَه: عن اللحياني، فهو جارمٌ، وقوم جُرَّمٌ وجُرَّام، وتمر جَرِيم: مَجْرُوم. وأَجْرَمَ: حان جِرامُه؛ وقول ساعدة بن جؤية:د ســَادٍ تَجَـرَّمَ فـي البَضـِيع ثمانِيـاً، يَلْــوِي بعَيْقــاتِ البحــار ويَجْنُــبُ يقول: قطع ثماني ليال مقيماً في البضيع يشرب الماء؛ والجَرِيم: النَّوَى، واحدته جَرِيمة، وهو الجَرامُ أَيضاً؛ قال ابن سيده: ولم أَسمع للجَرام بواحد، وقيل: الجَرِيمُ والجَرامُ، بالفتح، التمر اليابس؛ قال: يَـــرَى مَجْـــداً ومَكْرُمَـــةً وعِــزّاً، إذا عَشـــَّى الصــَّديِقَ جَرِيــمَ تمــرِ والجُرامَة: التمر المَجْرُوم، وقيل: هو ما يُجْرَمُ منه بعدما يُصْرَمُ يُلْقَطُ من الكَرَب؛ وقال الشماخ: مُفِــجُّ الحَـوامِي عـن نُسـُورٍ، كأَنَّهـا نَـوَى القَسـْبِ تَـرَّتْ عـن جَرِيـم مُلَجْلَجِ أَراد النوى؛ وقيل: الجَرِيم البُؤْرَةُ التي يُرْضَحُ فيها النَّوَى.أَبو عمرو: الجَرام، بالفتح، والجَرِيمُ هما النوى وهما أَيضاً التمر اليابس؛ ذكرهما ابن السكيت في باب فَعِيل وفَعالٍ مثل شَحاجٍ وشَحيج وكَهامٍ وكَهِيم وعَقامٍ وعَقِيمٍ وبَجَالٍ وبَجِيل وصَحاحِ الأَدِيم وصَحِيح.قال: وأَما الجِرام، بالكسر، فهو جمع جَرِيم مثل كريم وكرام. يقال: جِلَّةٌ جَرِيمٌ أي عِظامُ الأَجْرام، والجِلَّة: الإبلُ المَسانُّ. وروي عن أَوْس بن حارثَةَ أنه قال: لا والذي أَخْرَجَ العِذْقَ من الجَريمة والنارَ من الوثِيمةِ؛ أَراد بالجريمة النواةَ أَخرج الله تعالى منها النخلة.والوَثِيمةُ: الحجارة المكسورة. والجَريمُ: التمر المَصْرُوم.والجُرامةُ: قِصَدُ البُرِّ والشعير، وهي أَطرافه تُدَقُّ ثم تُنَقَّى، والأعرفُ الجُدَامَة، بالدال، وكله من القَطْع.وجَرَمَ النَّخْلَ جَرْماً واجْتَرَمَه: خَرَصَه وجَرَّه.والجِرْمةُ: القومُ يَجْتَرِمون النخلَ أي يَصْرِمُون؛ قال امرؤ القيس: عَلَــوْنَ بأَنْطاكِيَّــةٍ، فَــوْقَ عَقْمَــةٍ، كجِرْمـــةِ نَخْـــلٍ أو كجَنَّــة يَثْــرِبِ الجِرْمَةُ: ما جُرِمَ وصُرِمَ من البُسْر، شبه ما على الهودج من وَشْيٍ وعِهْنٍ بالبُسْر الأَحمر والأَصفر، أو بجنة يثرب لأنها كثيرة النخل، والعَقْمةُ: ضرب من الوَشْيِ.الأصمعي: الجُرامة، بالضم، ما سقط من التمر إذا جُرِمَ، وقيل: الجُرامة ما الْتُقِطَ من التمر بعدما يُصْرَمُ يُلْقَط من الكَرَبِ. أَبو عَمْرو: جَرِمَ الرجلإذا صار يأْكل جُرامة النخل بين السَّعَفِ. ويقال: جاء زمنُ الجِرامِ والجَرام أي صِرامِ النخل. والجُرَّامُ: الذي يِصْرِمونَ التمر. وفي الحديث: لا تَذْهَبُ مائةُ سنةٍ وعلى الأرض عَيْنٌ تَطْرِفُ، يريد تَجَرُّم ذلك القَرْنِ. يقال: نَجَرَّم ذلك القَرْنُ أي انْقَضَى وانْصَرَم، وأصله من الجَرْم القَطْعِ، ويروى بالخاء المعجمة من الخَرْم، وهو القطع.وجَرَمْتُ صُوفَ الشاة أَي جَزَزْته، وقد جَرَمْتُ منه إذا أَخذت منه مثل جَلَمْتُ.والجُرْمُ: التَّعدِّي، والجُرْمُ: الذنب، والجمع أَجْرامٌ وجُرُومٌ، وهو الجَرِيَمةُ، وقد جَرَمَ يَجْرِمُ جَرْماً واجْتَرَمَ وأَجْرَم، فهو مُجْرِم وجَرِيمٌ. وفي الحديث: أَعظمُ المسلمين في المسلمين جُرْماً من سأَل عن شيء لم يُجَرَّمْ عليه فَحُرِمَ من أجل مسألته؛ الجُرْم: الذنب.وقولُه تعالى: حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمِّ الخياط وكذلك نَجْزي المُجْرِمين؛ قال الزجاج: المُجْرِمون ههنا، والله أعلم، الكافرون لأن الذي ذكر من قِصَّتهم التكذيب بآيات الله والاستكبار عنها.وتَجَرَّم عَليَّ فُلانٌ أي ادَّعَى ذنباً لم أفعله؛ قال الشاعر: تَعُــدُّ عَلـيَّ الـذَّنْبَ، إنْ ظَفِـرَتْ بهـ، وإلاَّ تَجِـــدْ ذَنْبـــاً عَلـــيَّ تَجَــرَّم ابن سيده: تَجَرَّم ادَّعَى عليه الجُرْمَ وإن لم يُجْرِم؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد: قــد يُعْتَــزَى الهِجْــرانُ بــالتَّجَرُّم وقالوا: اجْتَرَم الذنبَ فَعَدَّوْه؛ قال الشاعر أَنشده ثعلب: وتَــرَى اللـبيبَ مُحَسـَّداً لـم يَجْتَـرِمْ عِـــرْضَ الرجــالِ، وعِرْضــُه مَشــْتُومُ وجَرَمَ إليهم وعليهم جَرِيمة وأَجْرَم: جَنَى جِناية، وجَرُمَ إذا عَظُمَ جُرْمُه أي أَذنب. أَبو العباس: فلان يَتَجَرَّمُ علينا أي يَتَجَنَّى ما لم نَجْنه؛ وأَنشد: ألا لا تُبــاتلي حَــرْبَ قَـومٍ تَجَرَّمُـوا قال: معناه تَجَرَّمُوا الذنوب علينا. والجَرِمَةُ: الجُرْمُ، وكذلك الجَرِيمَةُ؛ قال الشاعر: فـــــإنَّ مَــــوْلايَ ذو يُعَيِّرُنيــــ، لا إحْنَـــــةٌ عِنْــــدَه ولا جَرِمَــــهْ وقوله أَنشده ابن الأعرابي: ولا مَعْشــَرٌ شــُوسُ العُيــون كــأَنَّهم إليَّـ، ولـم أجْـرِمْ بهمـ، طالِبُو ذحْلِ قال: أَراد لم أجْرِم إليهم أَو عليهم فأَبدل الباء مكان إلى أو على.والجُرْم: مصدر الجارِم الذي يَجْرِم نَفْسَه وقومه شَرّاً. وفلان له جَرِيمةٌ إليَّ أَي جُرْم. والجارمُ: الجاني. والمُجْرِم: المذنب؛ وقال: ولا الجَـارِمُ الجـاني عليهـم بمُسـْلَم قال: وقوله عز وجل: ولا يَجْرِمَنَّكم شنَآنُ قوم، قال الفراء: القُرّاءُ قرؤوا ولا يَجْرِمَنَّكم، وقرأَها يحيى بن وَثَّابٍ والأَعْمَشُ ولا يُجْرِمَنَّكم، من أَجْرَمْتُ، وكلام العرب بفتح الياء، وجاء في التفسير: ولا يَحْمِلَنَّكم بُغْضُ قوم أن تَعْتَدُوا، قال: وسمعت العرب يقولون فلان جَريمَة أَهله أي كاسبهم. وخرج يَجْرِمُ أَهْلَه أي يَكْسبهم، والمعنى فيهما متقارب لا يَكْسِبَنَّكم بُغْضُ قوم أن تعتدوا. وجَرَمَ يَجْرِمُ واجْتَرم: كَسَبَ؛ وأنشد أبو عبيدة للهَيْرُدانِ السَّعْدِيِّ أَحدِ لُصوص بني سَعْد: طَريـــدُ عَشـــِيرةٍ، ورهيـــنُ جُــرْمٍ بمــا جَرَمَــتْ يَــدي وجنَــى لِسـاني وهو يَجْرِمُ لأَهله ويَجْتَرِمُ: يَتَكَسَّبُ ويطلب ويَحْتالُ.وجَريمةُ القوم: كاسِبُهم. يقال: فلان جارِمُ أَهْلِهِ وجَريمَتُهم أي كاسبهم؛ قال أَبو خِراشٍ الهُذَليُّ يصف عُقاباً تَرْزُق فَرخَها وتَكْسِبُ له: جَريمَـــةُ نـــاهِضٍ فــي رأْسِ نِيقٍــ، تَــرى لِعظــامِ مــا جَمَعَــتْ صـَلِيبا جَريمَةُ: بمعنى كاسبة، وقال في التهذيب عن هذا البيت: قال يصف عُقاباً تصيد فَرْخَها الناهضَ ما تأْكله من لحم طير أكلته، وبقي عظامه يسيل منها الودك. قال ابن بري: وحكى ثعلب أن الجَريمة النَّواة. وقال أَبو إسحق: يقال: أَجْرَمَني كذا وجَرَمَني وجَرَمْتُ وأَجْرَمْت بمعنى واحد، وقيل في قوله تعالى لا يُجْرِمنَّكم: لا يُدْخِلَنَّكم في الجُرم، كما يقال آثَمْتُه أي أَدخلته في الإثم. الأَخفش في قوله ولا يَجْرِمَنَّكم شَنآنُ قوم أي لا يُحِقَّنَّ لكم لأن قوله: لا جَرَمَ أن لهم النار، إنما هو حَقٌّ أن لهم النار؛ وأَنشد: جَرَمَــتْ فَــزارةُ بعـدَها أن يَغْضـَبوا يقول: حَقَّ لها. قال أَبو العباس: أما قوله لا يُحِقَّنَّ لكم فإنما أَحْقَقْتُ الشيءَ إذا لم يكن حَقّاً فجعلته حقّاً، وإنما معنى الآية، والله أَعلم، في التفسير لا يَحْملَنَّكُم ولا يَكْسبَنَّكم، وقيل في قوله ولا يَجْرِمَنَّكم قال: لا يَحْمِلَنَّكموأنشد بيت أبي أَسماء.والجِرْمُ، بالكسر: الجَسَدُ، والجمع القليل أَجرام؛ قال يزيدُ بن الحَكَمِ الثَّقَفيُّ: وكـم مَـوْطِنٍ، لَـوْلاي، طِحْـتَ كمـا هَوى بــأَجْرامِه مـن قُلَّـة النِّيـقِ مُنْهَـوي وجَمَعَ، كأنه صَيَّر كل جزء من جِرْمه جِرْماً، والكثير جُرُومٌ وجُرُم؛ قال: مــاذا تقُــولُ لأَشـْياخ أُولـي جُرُمٍـ، ســُودِ الوُجــوهِ كأمْثــالِ المَلاحِيـبِ التهذيب: والجِرْمُ أَلْواحُ الجَسد وجُثْمانه. وأَلقى عليه أَجْرامه؛ عن اللحياني ولم يفسره؛ قال ابن سيده: وعندي أنه يريد ثَقَلَ جِرْمِه، وجمع على ما تَقَدَّم في بيت يزيد. وفي حديث عليّ: اتّقُوا الصُّبْحة فإنها مَجْفَرة مَنْتَنَة للجِرْم؛ قال ثعلب: الجِرْمُ البَدَنُ. ورجل جَريمٌ: عظيم الجِرْم؛ وأَنشد ثعلب: وقد تَزْذَري العينُ الفَتى، وهو عاقِلٌ، ويُــؤفَنُ بَعْــضُ القـومِ، وهـو جَريـمُ ويروى: وهو حزيم، وسنذكره، والأُنثى جَريمة ذات جِرْم وجِسْم. وإبل جَريمٌ: عِظامُ الأَجْرام؛ حكى يعقوب عن أَبي عمرو: جِلَّةٌ جَريمٌ، وفسره فقال: عِظام الأَجْرام يعني الأَجسام. والجِرْم: الحَلْقُ؛ قال مَعْنُ بن أَوْسٍ: لأسـْتَلّ منـه الضـِّغْنَ حـتى اسـْتَلَلْتُه، وقـد كـانَ ذا ضـِغْنٍ يَضـِيقُ به الجِرْمُ يقول: هو أمر عظيم لا يُسِيغُه الحَلْقُ. والجِرْمُ: الصوت، وقيل: جَهارَتُه، وكرهها بعضهم. وجِرْمُ الصوت: جَهارته. ويقال: ما عرفته إلا بِجِرْم صوته. قال أَبو حاتم: قد أُولِعَتِ العامَّةُ بقولهم فلان صافي الجِرْم أي الصوت أو الحَلْق، وهو خطأٌ. وفي حديث بعضهم: كان حَسَنَ الجِرْم؛ قيل: الجِرْم هنا الصوت، والجِرْمُ البَدَنُ، والجِرْم اللَّوْنُ؛ عن ابن الأعرابي. وجَرِمَ لونُهإذا صفا.وحَوْلٌ مُجَرَّمٌ: تامٌّ. وسنة مُجَرَّمة: تامَّة، وقد تَجَرَّم. أَبو زيد: العامُ المُجَرَّمُ الماضي المُكَمَّلُ؛ وأَنشد ابن بري لعمر بن أَبي ربيعة: ولكـــنَّ حُمَّـــى أَضـــْرَعَتْني ثلاثَــةً مُجَرَّمــةً، ثــم اســْتَمَرَّتْ بنـا غِبَّـا ابن هانئ: سَنَةٌ مُجَرَّمةٌ وشهر مُجَرَّمٌ وكَريتٌ فيهما، ويوم مُجَرَّمٌ وكَريتٌ، وهو التام، الليث: جَرَّمْنا هذه السنةَ أي خَرَجْنا منها، وتَجَرَّمَتِ السنةُ أي انقضت، وتَجَرَّمَ الليلُ ذهب؛ قال لبيد: دِمَنٌــ، تَجَرَّمـ، بَعـدَ عَهْـدِ أَنِيسـِها، حِجَـــجٌ خَلَــوْنَ: حَلالُهــا وحَرامُهــا أي تَكَمَّل؛ قال الأَزهري: وهذا كله من القَطْع كأَنّ السنة لما مضت صارت مقطوعة من السنة المستقبلة. وجَرَّمْنا القومَ: خرجنا عنهم.ولا جَرَم أي لا بدّ ولا محالة، وقيل: معناه حَقّاً؛ قال أَبو أسماء بن الضَّريبَةِ: ولقــد طَعَنْــتُ أبــا عُيَيْنَـةَ طَعْنَـةً جَرَمَـتْ فَـزارةَ، بعـدَها، أن يَغْضـَبُوا أي حَقَّتْ لها الغَضَبَ، وقيل: معناه كسَبَتْها الغَضَبَ. قال سيبويه: فأما قوله تعالى: لا جَرَمَ أنَّ لهم النارَ، فإن جَرَم عَمِلَتْ لأَنها فعل، ومعناها لقد حَقَّ أن لهم النار، وقول المفسرين: معناها حَقّاً أن لهم النارَ يَدُلُّك على أنها بمنزلة هذا الفعل إذا مثَّلْتَ، فَجَرَمَ عَمِلَتْ بعدُ في أَنّ، والعرب تقول: لا جرم لآتِيَنَّك، لا جَرَم لقد أَحْسَنْتَ، فتراها بمنزلة اليمين، وكذلك فسرها المفسرون حَقّاً أنهم في الآخرة هم الأَخْسَرُون، وأصلها من جَرَمْتُ أي كَسَبْتُ الذنبَ؛ وقال الفراء: وليس قول من قال إن جَرَمْتُ كقولك حُقِقْتُ أو حَقَقْتُ بشيء، وإنما لَبَّس عليه قولُ الشاعر: جَرَمَــتْ فَــزارةُ بعـدها أن يَغْضـَبُوا فرفعوا فَزارة وقالوا: نجعل الفعل لفَزارة كأَنها بمنزلة حَقَّ لها أو حُقَّ لها أن تَغْضَبَ، قال: وفزارة منصوب في البيت، المعنى جَرَمَتْهُم الطعنةُ الغَضَبَ أي كَسَبَتْهم. وقال غير الفراء: حقيقة معنى لا جَرَم أن لا نَفْيٌ ههنا لَمَّا ظنوا أنه ينفعهم؛ فرُدَّ ذلك عليهم فقيل: لا ينفعهم ذلك، ثم ابتدأ فقال: جَرَم أنهم في الآخرة هم الأَخْسَرونَ؛ أي كَسَبَ ذلك العملُ لهم الخُسْرانَ، وكذلك قوله: لا جَرَم أن لهم النارَ وأنهم مُفْرَطُونَ؛ المعنى لا ينفعهم ذلك، ثم ابتدأ فقال: جَرَم إفْكُهم وكَذِبُهم لهم عذابَ النار أي كَسَبَ بهم عَذابَها. قال الأزهري: وهذا من أَبْيَن ما قيل فيه. الجوهري: قال الفراء لا جَرَم كلمةٌ كانت في الأصل بمنزلة لا بد ولا محالة، فَجَرتْ على ذلك وكثرت حتى تَحَوَّلتْ إلى معنى القَسَم وصارت بمنزلة حقّاً، فلذلك يجاب عنها باللام كما يجاب بها عن القسم، ألا تراهم يقولون لا جَرَم لآتينك؟ قال: وليس قول من قال جَرَمْتُ حَقَقْتُ بشيء، وإنما لبس عليه الشاعر أَبو أَسماء بقوله: جَرَمْتَ فَزارة؛ وقال أَبو عبيدة: أَحَقّت عليهم الغضَبَ أي أَحَقَّتْ الطعنةُ فزارة أن يغضبوا، وحَقَّتْ أيضاً: من قولهم لا جَرَمَ لأَفْعَلَنَّ كذا أي حَقّاً؛ قال ابن بري: وهذا القول ردٌّ على سيبويه والخليل لأنهما قَدَّراه أَحَقَّتْ فزارةَ الغضَبَ أي بالغَضَبِ فأسقط الباء، قال: وفي قول الفراء لا يحتاج إلى إسقاط حرف الجرّ فيه لأن تقديره عنده كسَبَتْ فَزارةَ الغضبَ عليك، قال: والبيت لأَبي أَسماء بن الضَّريبة، ويقال لعَطِية بن عفيف، وصوابه: ولقد طعنتَ أَبا عُيَيْنة، بفتح التاء، لأَنه يخاطب كُرْزاً العُقَيليَّ ويَرْثيه؛ وقبل البيت: يــا كُـرْزُ، إنَّـك قـد قُتِلْـتَ بفـارسٍ بَطَلٍــ، إذا هــابَ الكُمـاةُ وجَبَّبُـوا وكان كُرْزٌ قد طعن أبا عيينة، وهو حِصْنُ بن حذيفة بن بَدْر الفَزاريّ.ابن سيده: وزعم الخليل أن جَرَم إنما تكون جواباً لما قبلها من الكلام، يقول الرجل: كان كذا وكذا وفعلوا كذا فتقول: لا جَرَمَ أنهم سيندمون، أو أَنه سيكون كذا وكذا. وقال ثعلب: الفراء والكسائي يقولان لا جَرَمَ تَبْرِئةٌ. ويقال: لا جَرَمولا ذا جَرَم ولا أنْ ذا جَرَم ولا عَنْ ذا جَرَم ولا جَرَ، حذفوه لكثرة استعمالهم إياه. قال الكسائي: من العرب من يقول لا ذا جرم ولا أن ذا جرم ولا عن ذا جرم ولا جَرَ، بلا ميم، وذلك أنه كثر في الكلام فحذفت الميم، كما قالوا حاشَ للهِ وهو في الأصل حاشَى، وكما قالوا أَيْشْ وإنما هو أيُّ شيء، وكما قالوا سَوْ تَرَى وإنما هو سوفَ تَرَى. قال الأزهري: وقد قيل لا صلة في جَرَم والمعنى كَسَبَ لهم عَمَلُهم النَّدَم؛ وأَنشد ثعلب: يــا أُمَّ عَمْــروٍ، بَيِّنـي لا أو نَعَمْـ، إن تَصـــْرمِي فراحــةٌ ممــن صــَرَمْ، أو تَصـــِلِي الحَبْـــلَ فقــد رَثَّ ورَمّ قُلْـتُ لهـا: بِينِيـ، فقـالت: لا جَـرَمْ أنَّ الفِــراقَ اليـومَ، واليـومُ ظُلَـمْ ابن الأعرابي: لا جَرَ لقد كان كذا وكذا أي حقّاً، ولا ذا جَرَ ولا ذا جَرَم، والعرب تَصِلُ كلامها بذي وذا وذو فتكون حَشْواً ولا يُعْتَدُّ بها؛ وأَنشد: إن كِلابــــاً والِـــدِي لا ذا جَـــرَمْ وفي حديث قَيْس بن عاصم: لا جَرَمَ لأَفُلَّنَّ حَدَّها؛ قال ابن الأَثير: هذه كلمة تَرِدُ بمعنى تحقيق الشيء، وقد اختلف في تقديرها فقيل أصلها التبرئة بمعنى لا بُدَّ، وقد استعملت في معنى حقّاً، وقيل: جَرَمَ بمعنى كَسَب، وقيل: بمعنى وَجَبَ وحَقَّ ولا رَدٌّ لما قبلها من الكلام ثم يبتدأُ بها كقوله تعالى: لا جَرَم أن لهم النار؛ أي ليس الأْمْرُ كما قالوا، ثم ابتدأَ وقال: وَجَبَ لهم النار.والجَرْمُ: الحَرُّ، فارسي معرَّب. وأَرض جَرْمٌ: حارّة، وقال أَبو حنيفة: دَفِيئةٌ، والجمع جُرُومٌ، وقال ابن دُرَيْدٍ: أَرْضٌ جَرْمٌ توصف بالحرِّ، وهو دخيل. الليث: الجَرْمُ نَقِيض الصَّرْد؛ يقال: هذه أَرض جَرْمٌ وهذه أَرض صَرْدٌ، وهما دخِيلانفي الحرِّ والبرد. الجوهري: والجُروُمُ من البلاد خلافُ الصُّرُودِ. والجَرْمُ: زَورَقٌ من زوارقِ اليَمَن، والجمع من كل ذلك جُرُومٌ.والمُدّ يُدْعَى بالحجاز: جَرِيماً. يقال: أَعطيته كذا وكذا جَرِيماً من الطعام.وجَرْمٌ: بَطْنانِ بطنٌ في قُضاعة وهو جَرْمُ بنُ زَيَّانَ، والآخر في طيِّء. وبنو جارِمٍ: بطنانِ بطنٌ في بني ضَبَّة، والآخر في بني سَعْدٍ.الليث: جَرْمٌ قبيلة من اليمن، وبَنُو جارِمٍ: قومٌ من العرب؛ وقال: إذا مـا رَأَتْ حَرْبـاً عَـبُ الشمسِ شَمَّرَتْ إلــى رَمْلِهــا، والجـارمِيُّ عَمِيـدُها عَبُ الشَّمْس: ضَوْءُها، وقد يثقل، وهو أَيضاً اسم قبيلة.
المعجم: لسان العرب

صمم

المعنى: صمم ( {الصَّمَم مُحَرَّكَةً: انْسِدَادُ الأُذُنِ وثِقَلُ السَّمْع) ، وَقد (صَمَّ يَصَمُّ بِفَتْحِهِما) أَي: من حَدّ عَلِم (} وصَمِم بالكَسْرِ) بإِظْهَارِ التَّضْعِيفِ، وَهُوَ (نَادِرٌ، {صَمَّا} وَصَمَماً {وَأَصَمَّ) ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للكُمَيْت: (أَشَيْخاً كالوَلِيد بِرَسْمِ دَارٍ  ...  تُسائِلُ مَا} أَصَمَّ عَن السُّؤَالِ) يَقولُ: تُسائِلُ شَيْئاً قد أَصَمَّ عَن السُّؤَالِ، ( {وَأَصَمَّه الله تَعَالى فَهُوَ} أَصَمُّ ج: {صُمُّ} وصُمَّانٌ) بِضَمِّهِما. قَالَ الجُلَيْج: (يَدْعُو بهَا القَوْمُ دُعاءَ {الصُّمَّانْ  ...  ) وشَاهِدُ} الصّم قَوْلُه تَعالَى: { {صُمُّ بكم عمي فهم لَا يعْقلُونَ} جَعلَهم كَذلِك بِمَنْزِلَة مَنْ لَا يَسْمَع وَلَا يُبْصِر وَلَا يَعِي لِعَدِم وَعْيِهم واْعْتِبَارِهم بِمَا عايَنُوه من قُدْرَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كَمَا قَالَ الشَّاعِر: (أَصمُّ عَمَّا سَاءَه سَمِيعُ  ...  ) يَقُول:} يَتَصامم عَمَّا يَسُوءُه، وَإِن سَمِعَه فَكَانَ كَأَن لم يَسْمَعْه، فَهُوَ سَمِيعٌ ذُو سَمْع أَصَمّ فِي تَغَابِيه. وَمِنْه أَيْضاً: (ولي أُذُنٌ عَن الفَحْشَاءِ {صَمّا  ...  ) (} وتَصامَّ عَن الحَدِيث) {وتَصَامَّه: (أَرَى) من نَفْسِه صاحبَه (أَنَّه أَصَمُّ) ولَيْسَ بِهِ قَالَ: (} تَصامَمْتُه حَتَّى أَتانِي نَعِيُّه  ...  وأُفْزِعَ مِنْهُ مُخْطِئٌ ومُصِيبُ) ( {وصِمامً القَارُورَةِ} وصِمَامَتُها {وصِمَّتُها بِكَسْرِهِن) ، الثَّانِيَة عَن اْبنِ الأَعرابي: (سِدَادُها) وشدادها. وَقيل:} الصِّمام: مَا أَدْخِلَ فِي رَأْسِ  القَارُورَة. والعِفاصُ: مَا شُدَّ عَلَيْه. ( {وصَمَّهَا) صَمًّا: (سَدَّها) وشَدَّها} كَأَصَمَّها، (و) قَالَ الجَوْهَرِيُّ: {صَمَّها: سَدَّها. و (} أَصَمَّها: جَعَلَ لَهَا {صِماماً) . (و) من المَجازِ: (حَجَرٌ أَصَمُّ وَصَخْرةٌ} صَمَّاءُ) أَي: (صُلْبَةٌ مُصْمَتَةٌ) . وَقَالَ الليثُ: {الصَّمَمُ فِي الحِجارَةِ: الصَّلابَة والشِّدَّةُ. وقِيلَ: الصَّخْرةُ} الصًّمَّاءُ الَّتِي لَيْس فِيهَا صَدْع وَلَا خَرْق. (و) من المَجازِ: (الصَّمَّاءُ: النَّاقَةُ السَّمِينَة، و) قيل: الصَّمَّاءُ: من النُّوقِ: (اللّاقِحُ، و) الصَّمَّاءُ (طَرَفُ العَفِجَة الرَّقِيقَة) لِصَلاَبَتِها، (و) الصَّمَّاءُ من (الأَرض: الغَلِيظَة) ، قَالَه ثَعْلَب، وَبِه فُسِّر قَولُ الشَّاعِر: (أَجَلْ لَا ولكنْ أَنْتَ أَلأَمُ مَنْ مَشَى  ...  وَأَسْأَلُ من صَمَّاءَ ذاتِ صَلِيلِ) قَالَ: وصَلِيلُها: صَوتُ دُخولِ المَاءِ فِيهَا، (ج) أَي: جَمْع الكُلّ: (صُمٌّ) بالضَّمّ. (و) من المَجازِ أَيْضا: الصَّمَّاء: (الدَّاهِيَة الشَّدِيدَة) المُنْسَدَّة. قَالَ العَجَّاج: (صَمَّاء لَا يُبْرِئُها من الصَّمَمْ  ...  حَوادثُ الدَّهرِ وَلَا طُولُ القِدَمْ) أَي: داهِيَة عَارُها بَاقٍ لَا تُبْرِئُها الحَوادِثُ. ( {كَصَمام كَقَطَام، و) مِنْهُ قَولُهم: (} صَمِّي! صَمامٍ أَيْ: زِيدي يَا دَاهِيَة) ، قَالَه الجَوْهَرِيّ: وَقَالَ غَيرُه: يُضْرَب للرَّجُل يَأْتِي الدَّاهِيَة، أَي: اْخْرَسِي يَا صَمامِ. وأنشدَ اْبنُ بَرِّيّ للأسْوَدِ بنِ يَعْفُر: (فَرَّتْ يَهُودُ وأسلَمَت جِيرانُها  ...  صَمِّي لِمَا فَعَلَتْ يَهُودُ صَمامِ)  وَقَالَ أَبُو الهَيْثَم: هَذَا مَثَل إِذا أَتى بِدَاهِيَة. (و) يُقَال: (صَمامِ صَمامِ) ، وذلِك يُحْمَل على مَعْنَيَيْن (أَي: {تَصَامُّوا فِي السُّكُوتِ) واْحمِلُوا على العَدُوّ، وعَلى الوَجْهِ الأَوّل اقْتَصَر الجَوْهَرِي. (} وَصَمَّه بِحَجَر) : إِذا (ضَرَبَه بِهِ) ، وَكَذَا بالعَصَا وَنَحْوِهما. (و) من المَجازِ: {صَمَّ (صَدَاهُ) أَي: (هَلَكَ) ، وَيَقُولُون:} أَصَمَّ اللهُ صَدَى فُلانٍ أَي: أَهْلَكَه. والصَّدَى: الصَّوتُ الَّذِي يَردُّه الجَبَلُ إِذَا رَفَع فِيهِ الإِنْسانُ صَوتَه، قَالَ امْرؤُ القَيْس: (صَمَّ صَدَاهَا وعَفَا رَسْمُها  ...  واستَعْجَمَتْ عَن مَنْطِق السَّائِل) (و) من الْمجَاز: يُسَمُّون (رَجَباً) شَهْرَ اللهِ ( {الأَصَمّ) ؛ لأنّه كَانَ لَا يُسْمَع فِيهِ صَوْت السِّلاح لكَوْنِه شَهْراً حَراماً، كَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث، ووُصِفَ} بالأَصَمّ مَجازاً. والمُرادُ بِهِ الإنسانُ الَّذِي يَدْخُل فِيهِ كَمَا قِيل: لَيْلٌ نَائِمٌ، وإِنَّما النَّائِم مَنْ فِي اللَّيْلِ، فكأنَّ الإنسانَ فِي شَهْر رَجَبٍ أَصَمُّ عَن صَوْتِ السِّلاح، وَكَذلِكَ مُنْصِلُ الأَلِّ. قَالَ: (يَا رُبَّ ذِي خَالٍ وَذي عَمٍّ عَمَمْ  ...  قد ذَاقَ كَأْس الحَتْفِ فِي الشَّهْرِ الأَصَمّ) ونَقَل الجَوْهَرِيُّ عَن الخَلِيل أَنَّه إِنَّمَا سُمِّي بِذلِك (لأَنَّه) كَانَ لَا يسمع فِيهِ صَوت مُستغيث، ولاَ حَركة قِتال، وَلَا قعقعة سلَاح؛ لأنّه من الْأَشْهر الْحرم، فَلَم يكُن يسمع و (لَا يُنادَى فِيهِ يَا لَفُلاَن و) لَا (يَا صَباحَاهُ) . (و) من الْمجَاز: (الأَصَمُّ: الرَّجُلُ) الَّذي (لَا يُطْمَع فِيهِ وَلَا يُرَدُّ عَن هَواهِ) ، كَأَنَّهُ يُنادَى فَلَا يَسْمَع. (و) من المَجاز: (الحَيَّة) الأَصَمُّ! والصَّمّاء، وَهِي الَّتِي (لَا تَقْبَل الرُّقَى) ، وَلَا تُجِيبُ الرَّاقي.  (وحَاتِمٌ الأَصَمُّ: من الأَوْلِياء) المَشْهُورِين، مترجم فِي الرِّسالَةِ القُشَيْرِيَّة، وذَكَرُوا لِتَلْقِيبِه بهِ حِكاية. ( {والصَّمَّانُ: كل أرضٍ صُلْبَةٍ) غَليِظَة (ذاتِ حِجارَةٍ إِلَى جَنْب رَمْلٍ} كالصَّمَّانَةِ) ، سُمِّيت لِصَلاَبَتِها وشِدَّتِها، وَقيل: هِيَ أَرضٌ غَلِيظة دُونَ الجَبَل. (و) {الصَّمَّان: (ع بعالِجٍ) ، وعَالِجٌ: رَمْل بالدَّهْناء. قَالَ نَصْر: الصَّمَّان: جَبَل أَحْمَر فِي أَرْضِ تَمِيم لِيَرْبُوع يَنْقاد ثَلاثَ لَيالٍ، بَيْنَه وبَيْن البَصْرة تِسْعَةُ أَيّام، وَقيل: على ضِفَّة فَلْج إِلَى الرَّمل، وآخِرُهُ فِي دِيارِ أَسَد. وَقَالَ الأزهريّ: " وَقد شَتَوْتُ الصَّمَّان شَتْوَتَيْن، وَهِي أرضٌ فِيهَا غِلَظٌ وارْتِفاع، وفيهَا قِيعَانٌ واسِعَةٌ وخَبارَى تُنْبِتُ السِّدْرَ عَذِبَةٌ ورياضٌ مُعْشِبَةٌ، وَإِذا أَخْصَبَت الصَّمَّانُ رَتَعَت العَرَبُ جَمِيعُها، وَكَانَت الصَّمَّان فِي قَدِيمِ الدَّهْر لِبَنِي حَنْظَلة، والحَزْن لبني يَرْبُوع، والدهناءُ لجَمَاعَتِهم. والصَّمَّانُ: مُتاخِمُ الدَّهْناءِ ". (} والصِّمَّةُ بالكَسْرِ: الشَّجاعُ) الَّذِي {يَصُمّ الضَّرِيبَة، قَالَه الرَّاغِب. (و) أَيْضا: (الأَسَدُ) . وَفِي المِصْباح أَنّ الشَّجاعَ مَجازٌ عَن الأَسَد (} كالصِّمِّ) بالكَسْر أَيْضا، والجَمْع: {صِمَمٌ. (و) مِنْهُ سُمِّي} الصِّمَّةُ (والِدُ دُرَيْد الشَّاعر) ، وعِبارَةُ الصّحاح: وَمِنْه سُمِّي دُرَيْد بنُ الصِّمَّة، وَالصَّوَاب مَا ذَكَرْناه، نَبّه عَلَيْهِ أَبُو زَكَرِيّا. ( {والصِّمَّتَان) : مُثَنَّى (هُوَ) أَي: الصِّمَّة (وَأَخُوه مَالِك) عَمّ دُرَيْد، وَبِه فُسِّر قَولُ جَرِير: (سَعَرتُ عَلَيْكَ الحَرْبَ تَغْلِي قُدُورُها  ...  فَهَلاَّ غَداةَ} الصِّمَّتَيْن تُدِيمُهَا)  (و) الصِّمَّة: (الذَّكَرُ من الحَيَّات) ، جَمْعه: صِمَمُ، نَقله الجَوْهَرِيّ. (و) الصِّمَّة: (أُنْثَى القَنَافِذِ، وصَوْتُها {الصَّمْصَمَة) بالفَتْحِ. (} والصَّمِيمُ: العَظْم الَّذِي بِه قوامُ العُضْوِ) {كَصَمِيم الوَظِيف} وصَمِيمِ الرَّأْس. (و) مِنْهُ {الصَّمِيمُ: (بُنْك الشَّيءِ وخَالِصُه) ، وَأَصْلُه، يُقَال: هُوَ فِي} صَمِيم قَوْمِه، وَهُوَ مجَاز، وضِدّه شَظَى. وأنشدَ الكِسائِيُّ: (بِمَصْرَعِنا النُّعْمانَ يَوْمَ تَأَلَّبَتْ  ...  علينا تَمِيمٌ من شَظًى وصَمِيمِ) (و) الصَّمِيمُ: (من الحَرِّ والبَرْدِ: أشدُّه) حَرًّا وبرْدًا، وَهُوَ مَجازٌ. (و) الصَّميمُ (القِشْرَةُ اليابِسَةُ الخارِجَة من البَيْضِ) . (و) من الْمجَاز: (رَجُلٌ صَمِيمُ كَأَمِيرٍ) أَي: (مَحْضٌ) . قَالَ خُفافُ اْبنُ نُدْبَة: (وَإِن تَكُ خَيْلِي قد أُصِيبَ {صَمِيمُها  ...  فَعَمْداً على عَيْنِي تَعمَّدتُ مالِكَا) قَالَ الجوهَرِيّ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَكَانَ صَمِيمَ خَيْلِه يومَئِذ مُعاوِيَةُ أَخُو خَنْساء، قَتله دُرَيْد وهَاشِم ابْنَا حَرْمَلَةَ المُرِّيَان، (للواحِدِ والجَمْعِ) والمُؤُنَّث. (و) من المَجازِ: (} صَمَّم) فُلانٌ (فِي الأَمْرِ و) فِي (السَّيْرِ {تَصْمِيماً) إِذا (مَضَى) فِيهِما. وَقَالَ اْبنُ دُرَيْد: صَمَّم على كَذَا: مَضَى على رَأْيِه بعد إِرادَتِه. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: صَمَّم الفرسُ فِي سَيْرِه (} كَصَمْصَم) ، وَأنْشد الجَوْهَرِيّ لحُمَيْد بنِ ثَوْر: (وحَصْحَصَ فِي {صُمّ الصَّفَا ثَفِناتِهِ  ...  وناءَ بِسَلْمَى نَوْأَةً ثمَّ} صَمَّمَا)  (و) من الْمجَاز: صَمَّم تَصْمِيماً إِذا (عَضَّ، و) صَمَّم فِي عَضَّته: (نَيَّبَ) أَسنانَه، كَمَا فِي الأساس. وَفِي الصّحاح: صَمَّم أَي: عَضَّ ونيَّب فَلم يُرْسل مَا عَضَّ. وَقَالَ المُتَلَمِّس: (فأَطْرَقَ إِطْراقَ الشُّجاعِ ولَوْ رَأَى  ...  مَسَاغاً لِنَابَيْه الشُّجاعُ {لَصَمَّمَا) قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وأنشدَه لَنا الفَرَّاء: لِنَابَاه على اللُّغَةِ القَدِيمَةِ لِبَعْضِ العَرَب. قُلْتُ: ونَسَبِها الشَّرِيشِي فِي شَرْح المَقاماتِ لِشَمِر. (و) صَمَّم (السَّيفُ) : إِذا (أَصابَ المَفْصِل وقَطَعَه أَو طَبّق) ، هكَذا فِي النُّسَخ، وَهُوَ مُخالِف لنَصّ الجَوْهَرِي وغَيْرِه من الأِئِمَّة؛ فإِنَّهم قَالُوا: صَمَّ السيفُ إِذا مَضَى فِي العَظْمِ وقَطَعه، فَإِذا أَصاب المَفْصِل وقَطَعَه يُقَال: طَبَّق، قَالَ الشّاعِر يَصِف سَيْفاً: (} يُصَمِّم أَحْياناً وحِيناً يُطَبِّقُ  ...  ) فَتَأَمَّل ذَلِك، فَإِن إصابةَ المَفْصِل وقَطْعَه هُوَ التَّطْبِيقُ، وَأما {التَّصْمِيمُ فَهُوَ المُضِيُّ فِي العَظْمِ وقَطْعِه. (و) صَمَّم (الرّجُل الفرسَ العَلَفَ) تَصْمِيماً: إِذا (أَمْكَنَه مِنْه فاْحْتَقَن فِيهِ الشَّحْمُ والبِطْنَةُ) ، وَهُوَ مجَاز. (و) صَمَّم (صاحِبَه الحَدِيثَ) : إِذَا (أَوعاه إِيَّاه) ، وَجَعَله يَحْفَظُه، وَهُوَ مجَاز أَيْضا. (وَرَجلٌ) } صَمَمٌ (وَفرس صَمَمٌ مُحرَّكة، {وصَمْصَامٌ،} وَصَمْصَامَةٌ، {وصِمْصِمٌ كَزِبْرج، وعُلَبِط، وعُلابِطٍ، وعُلابِطَةٍ) ، أَي: (} مُصَمِّم) ، الذَّكَرُ والأُنْثَى فِي الفَرَس سَواء. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: من صِفاتِ الخَيْل {الصَّمَم، والأُنْثَى} صَمَمَة،  وَهُوَ الشَّدِيدُ الأَسْر المَعْصُوب، قَالَ الجَعْدِيّ: (وغَارةٍ تَقْطَع الفَيافِيَ قَد  ...  حاربْتُ فِيهَا بِصِلْدِمٍ صَمَمِ) ( {والصَّمْصَامُ: السَّيْفُ) الَّذِي (لَا يَنْثَنِي) فِي ضَرِيبَتِه (} كالصَّمْصَامَة) . وَفِي حَدِيثِ أبي ذَرٍّ: " لَو وَضَعْتُم {الصَّمْصَامَة على رَقَبَتِي ". وَفِي حَدِيثِ قُسّ: " تَردُّوْا} بالصَّمَاصِم " أَي: جَعلُوها لَهُم بِمَنْزِلَة الأَرِدِيةِ لحَمْلِهِم لَهَا وَحَمْلِ حَمَائِلها على عَواتِقِهم. قَالَ الجَوْهَرِيّ: (و) هُمَا أَيْضا اسمُ (سَيْف عَمْرو بنِ مَعْدِ يكرب) الزَّبِيدي هُوَ الَّذِي سَمَّاه بِذلك، وَقَالَ حينَ وَهَبَه: (خَلِيلٌ لم أَخُنْه وَلم يَخُنِّي  ...  على الصَّمْصَامَةِ السَّيْفِ السَّلامُ) قَالَ اْبنُ بَرّيّ: صَوابُ إنشادِه: (على الصَّمْصَامَة اْمُ سَيْفِي سَلاَمِ  ...  ) وَبعده: (خَلِيلٌ لم أَهَبْه من قِلاهُ  ...  ولكنَّ المَواهِبَ فِي الكِرام) (حَبوتُ بِهِ كَرِيماً من قُرَيْشٍ  ...  فَسُرَّ بِهِ وصِينَ عَن اللِّئامِ) يَقُول عَمْرو هذِه الأَبياتَ لَمَّا أَهْدَى {صَمْصَامَتَه لسَعِيد بنِ العَاصِ. قَالَ: ومِنَ العَرَب مَنْ يَجْعَل} صَمْصَامَة غَيرَ مُنَوَّن مَعْرِفَةً للسَّيْف فَلَا يَصْرِفه إِذا سَمَّى بِهِ سَيْفاً بِعَيْنِه، كَقَول القَائِل: ( {تَصْمِيمَ} صَمْصَامَةً حِين {صَمَّمَا  ...  ) (و) } الصِّمْصِمُ (كَزِبْرِج: الغَلِيظُ القَصِيرُ) من الرِّجال، واقْتَصَر أَبُو عُبَيْد على الغَلِيظِ. (و) يُقَال: هُوَ (الجَريءُ المَاضِي) . (و) ! الصِّمْصِمَةُ (بِهَاءٍ: وَسَطُ القَوْم  ويُفْتَح. و) {الصِّمْصِمَةُ: (الجَماعَةُ) من النَّاس كالزِّمْزِمَةِ. قَالَ: (وحَالَ دُونِي من الأَنْبار} صِمْصِمَةٌ  ...  كَانُوا الأُنُوفَ وَكَانُوا الأَكْرَمِين أَبَا) ويُرْوَى زِمْزِمة، ولَيْسَ أَحَدُ الحَرْفَيْن بَدَلاً من صاحبِه؛ لأَنَّ الأَصْمَعِيّ قد أَثْبَتَهُما جَمِيعاً وَلم يَجْعَل لأَحَدِهِما مَزِيَّةً على صاحِبِه. (ح: {صِمْصِمٌ) . (و) } الصُّمَصِمُ: (كَعُلَبِط، وعُلابِطٍ: الأَسَد) لِشِدَّته وصَلابَتِه. (و) {الصَّمْصَم (كَفَدْفَد: البَخِيلُ جِدًّا) ، وَهُوَ النِّهاية فِي البُخْل، عَن اْبنِ الأَعرابي، وَمِنْه قَولُ عبَدِ مَنافٍ الهُذَلِيِّ: (وَلَقَد أَتاكُم مَا يَصُوبُ سُيوفُنا  ...  بَعْدَ الهَوادةِ كُلَّ أَحْمَر صِمْصِمِ) (} والصُّمَيْمَاء كالغُبَيْراء: نَباتٌ يُشْبِ الغَرَزَ) ، يَنْبُت بِنَجْدٍ فِي القِيعَانِ. (واْشْتِمالُ! الصَّمَّاءِ) المَنْهِيّ عَنهُ فِي الحَدِيث: أَن تُجَلِّل جَسَدَك بثَوْبِك نَحْو شِمْلَة الْأَعْرَاب بِأَكْسِيَتِهم، وَهُوَ (أْن يَرُدَّ الكِساءَ من قِبَل يَمِينِه على يِدِه اليُسْرَى وَعاتِقِه الأَيْسَر، ثمَّ يَرُدَّه ثَانِيَةً من خَلْفِه على يَدِه اليُمْنَى وعَاتِقِه الأَيْمَن فيُغَطِّيهِما جَمِيعاً) ، هَذَا نَصّ الجَوْهَرِي بحُرُوفه، وَهُوَ قَولُ أَبِي عُبَيْدَة. (أَو) هُوَ (الاشْتِمال بثَوْبٍ واحدٍ لَيْس عَلَيه غَيرُه ثمَّ يَضَعه) . كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: ثمَّ يَرْفَعُه (من أَحَدِ جانِبَيْه) ، كَمَا هُوَ نَصّ الصّحاح، (فيَضَعَهُ على مَنْكِبه فَيَبْدُو مِنْهُ فَرْجُه) ، وَهَذَا القَوْل نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن أبي عُبَيْدة، ونَسَبَه إِلَى الفُقَهاء، زَادَ: فَإِذا قُلتَ اشتَمَل فُلانٌ الصَّمَّاء، كَأَنَّك قلتَ: اشْتَمَل الشِّمْلَة الَّتِي تُعْرَف بهذَا الاسْم؛ لأنّ الصَّمَّاء ضَرْبٌ من الاشْتِمالِ.  (و) من الْمجَاز: ( {صَمَّت حَصاةٌ بِدَمٍ) ، يُقَال ذلِك إِذا اشتَدَّ الأَمْرُ، كَمَا فِي الأَساس أَي: كَثُر سَفْك الدِّمَاء (أَي: أَنَّ الدِّماءَ) لمّا سُفِكَت و (كَثُرَت) استَنْقَعَت فِي المَعْرَكَة، (حَتَّى لَو أُلْقِيَت حَصاةٌ) على الأَرض (لم يُسْمَع لَهَا صَوْتٌ) ؛ لأَنَّها لَا تَقَع إِلَّا فِي نَجِيع. (وَمنه قَولُ اْمرِئِ القَيْس: (بُدِّلْتُ من وَائِلٍ وَكِنْدَةَ عَدْ  ...  وانَ وفَهْمًا (} صَمِّي اْبنَةَ الجَبَلِ) (قَوْمٌ يُحاجُون بالبِهام ونِسْوانٌ  ...  قِصارٌ كَهَيْئَةِ الحَجَلِ) (أَو المُرادُ) باْبْنَةِ الجَبَل (الصَّدَى) ، هَكَذَا يَزْعُمُون، قَالَه أَبُو الهَيْثَم. (أَو) أَنّها (الصَّخْرَةُ) نَقَله أَبُو الهَيْثم أَيضاً. وَيُقَال: " صَمّي ابنةَ الجَبَل " يُضْرب مَثَلاً للدَّاهِيَة الشَّدِيدَة، كَأَنَّه قيل: لَهَا اخْرَسِي يَا دَاهِيَة. وَقَالَ الأصمَعِيُّ فِي كِتابِ الأَمْثالِ: إِنَّه يُقالُ ذلِك عِنْد الأَمْرِ يُسْتَفْظَع. ويُقالُ: هِيَ الحَيَّة. وَأنْشد اْبنُ الأَعْرابِيّ: (إِنّي إِلَى كُلِّ أَيْسارٍ وَنَادِبَةٍ  ...  أَدعُو حُبَيْشَا كَمَا تُدْعَى ابْنَةُ الجَبَلِ) ( {وَأَصمَّه: صادَفَه) ، وَفِي الصّحاح: وَجَدَه (} أَصَمّ) يُقَال: نَادَاه فَأَصَمَّه. (و) أَصم (دُعاؤُه: وافَقَ قوما صُمًّا لَا يَسْمَعُون عَذْلَه) ، وَبِه فَسَّر ثَعلبٌ قَولَ اْبنِ أَحْمَر: (أَصَمَّ دُعاءُ عَاذِلَتِي تَحَجَّى  ...  بِآخِرِنا وَتَنْسَى أَوَّلِينا) وَقَولُه: تَحَجَى أَي تَسْبِقُ إِلَيْهِم باللَّوْم وتَدَعُ الأَوَّلِين. ( {والأَصَمَّان:} أَصَمُّ الجَلْحاءِ! وَأَصَمُّ  السَّمُرَة بِبِلاد بَنِي عَامِر بنِ صَعْصَعَة ثمَّ لِبَنِي كِلاب) مِنْهم خَاصَّة، قَالَه نَصْر. [] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: {أصمَّنِي الكَلامُ إِذا شَغَلَني عَن سَماعِه فَكَأَنَّه جَعَله أَصَمّ. وَيُقَال: حِلْمٌ أَصَمُّ على الاسْتِعَارة. أنْشد ثَعْلَب: (قُلْ مَا بَدَا لَكَ من زُورٍ وَمن كَذِبٍ  ...  حِلْمِي أَصَمُّ وأُذْنِي غَيرُ} صَمَّاءِ) وفِتْنَةٌ صَمَّاءُ: لَا سَبِيلَ إِلَى تَسْكِينها لِتَناهِيهَا فِي ذَهابِها. وأَرزَةٌ صَمَّاء: مُكَتَنِزةٌ، لَا تَخَلْخُل فِيهَا، وكذلِك قَناةٌ صَمَّاء، وَأَمْرٌ أَصَمُّ: شَدِيدُ، وصَوْتٌ {مُصِمٌّ:} يُصِمُّ الصّماخَ. {والصِّمامُ بالكَسْر: الفَرْجُ. وَمِنْه حَدِيثُ الوَطْء: " فِي} صِمَامٍ وَاحِدٍ " أَي: فِي مَسْلَك وَاحِد. ويُرْوَى بالسِّين أَيضاً. وَيَجُوز أَن يَكُونَ على حَذْفِ مُضافٍ أَي: فِي مَوْضِع صِمامٍ. {وصُمّ بالضّم: ضُرِب ضَرْباً شَدِيداً، عَن اْبنِ الأَعرابيّ. } وصَمَّ الجُرحَ! يَصُمُّه صَمَّا: سَدَّه وضَمَّدَهُ بالدَّواء. وَيُقَال للنَّذِير إِذا أَنْذَرَ قَوماً من بَعِيد وَأَلْمَع لَهُم بِثَوْبه: لَمَع بهم لَمْع الأَصَمّ، وذلِك أَنَّه لمّا كَثُر إلماعُه بِثَوْبِه كَانَ كَأَنَّه لَا يَسْمَع الجَوابَ، فَهُوَ يُدِيم اللَّمْع، وَمن ذَلِك قَولُ بِشْر: (أَشارَ بِهِم لَمْعَ الأَصِمِّ فَأَقْبَلُوا  ...  عَرانِينَ لَا يَأْتِيه للنَّصْرِ مُجْلِبُ) أَي: لَا يَأْتِيه مُعِينٌ من غَيْرِ قَوْمِه، وَإِذا كَانَ المُعِينُ من قَوْمِه لم يكن مُجْلِباً.  {والصَّمَّاءُ: القَطاةُ لِسَكَكِ أُذُنَيْها، أَو} لِصَمَمِها إِذا عَطِشَت. قَالَ: (رِدِي رِدِي وِرْدَ قَطاةٍ صَمَّا  ...  كُدْرِيَّةٍ أَعْجَبَها بردُ المَاء) وَقد يُسْتَعْمَل الصَّمم فِي العَقَارِب، وَأَنْشَدَ اْبنُ الأَعْرابِيّ: (قَرَّطَكِ اللهُ على الأُذْنَيْنِ  ...  عَقارِباً {صُمًّا وَأَرْقَمَيْنِ) وَمن المَجاز: ضَربَه ضَرْبَ الأَصمّ إِذا تابَعَ الضَّرْب وبالَغ فِيهِ؛ وذلكَ أَن الأَصَمَّ إِذا بَالَغَ يَظُنُّ أَنَّه مُقَصِّر فَلَا يُقْلِع. وَيُقَال: دَعَاه دَعْوَةَ الأَصَمّ: إِذا بَالَغ فِيهِ فِي النداء. قَالَ الرَّاجِز يَصِفُ فَلاةً: (يُدْعَى بهَا القَوْمُ دُعاءَ} الصَّمّانْ  ...  ) ودَهْر أَصَمّ كَأَنَّهُ يُشْتَكَى إِلَيْهِ فَلَا يَسْمَع. {وصَمَامِ} صَمام أَي: اْحْمِلُوا على العَدُوّ، نَقَله أَبُو الهَيْثَم. {والأَصَمُّ صِفَةً غالِبَة قَالَ: (جَاءوا بِزَورَيْهم وجِئْنَا} بالأَصَمّْ  ...  ) وَكَانُوا جَاءُوا بِبَعِيرَيْن فَعَقَلُوهُما، وَقَالُوا: لَا نَفِرّ حَتَّى يَفِرّ هَذَانِ. والأَصمّ أَيْضاً: عَبدُ الله بن رِبْعِيّ الدُّبَيْرِيّ، ذَكَره اْبنُ الأَعرابيّ. والأَصمُّ أَيْضا: لَقَبُ أَبِي العَبَّاس مُحَمّد بنِ يَعْقُوب بنِ يُوسُف: مُحَدِّث، تُوُفّي بِنَيْسَابُور سنة ثَلثِمائة وسِتِّ وَأَرْبَعِين، ظَهَر بِهِ الصَّمَمُ بعد اْنصرافِه من الرِّحلة حَتَّى إِنَّه كَانَ لَا يَسْمَعُ نَهِيقَ الحِمار. وَأَيْضًا: لَقبُ أَبِي عَلْقَمَة عبدِ الله بن عِيسَى البَصْرِيّ المُحَدِّث. وَأَيْضًا: لَقَب مَالِك بنِ جَنَاب بن هُبَل الكَلْبِيّ الشَّاعِر لقَوْله:  ( {أَصَمُّ عَن الخَنَى إِن قِيلَ يَوْماً  ...  وَفِي غَيْرِ الخَنَى أُلفى سَمِيعاَ) وَأَيْضًا: لَقَب أَبِي جَعْفر مُحمّد الْمُزَكي الاسْترابَاذِي الحَنَفِي، ثِقَة، كَتَب عَن أَبي صِاعِد بِبَغْدَاد. } والصَّمّ {والصِّمَّة بالكَسْر: الدَّاهِيَةُ، نَقلَه الجَوْهَرِيّ. } والمُصَمِّمُ من السُّيوفِ: المَاضِي فِي الضَّرِيبَة. {وصَمْصَمَ السَّيْفُ كَصَمَّمَ. ورَجُلٌ} صَمَم مُحَرَّكَة: شَديدٌ صُلْبٌ. وَقيل: مُجْتَمِعُ الخَلْقِ {كالصِّمْصِم كزِبْرِج وعُلَبِط. وَقَالَ النَّضْر:} الصِّمْصِمَة بالكَسْر: الأَكمَة الغَلِيظَة الَّتِي كَادَت تَكُون حِجارَتُها مُنْتَصِبَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبانِيّ: المُصَمِّم: الجَمَل الشّدِيد، وَأَنْشَد: (حَمَّلتُ أَثقالِي {مُصَمِّمَاتِهَا  ...  ) } والصَّمْصَامُ: لَقَبُ أَبِي عَبْدِ الله الحُسَيْن بنِ الحُسَيْن الأَنْماطِيّ المُحَدِّث عَن الدَّارقُطْنِي. وأَبو {الصَّمْصَام: ذُو الفَقَار بنُ مَعْبِد العَلَوِيّ مُحَدِّث. وَكَقُنْفُذ:} صُمْصُم بنُ يُوسُف الزَّبِيدِيّ مُحَدِّثٌ، قَيّدهُ الحَافِظُ عبدُ الغِنِي المَقْدِسِيّ.
المعجم: تاج العروس

قدر

المعنى: القَدِيرُ والقادِرُ: من صفات الله عز وجل يكونان من القُدْرَة ويكونان من التقدير. وقوله تعالى: إِن الله على كل شيء قدير؛ من القُدْرة، فالله عز وجل على كل شيء قدير، والله سبحانه مُقَدِّرُ كُلِّ شيء وقاضيه. ابن الأَثير: في أَسماء الله تعالى القادِرُ والمُقْتَدِرُ والقَدِيرُ، فالقادر اسم فاعل من قَدَرَ يَقْدِرُ، والقَدِير فعيل منه، وهو للمبالغة، والمقتدر مُفْتَعِلٌ من اقْتَدَرَ، وهو أَبلغ.التهذيب: الليث: القَدَرُ القَضاء المُوَفَّقُ. يقال: قَدَّرَ الإِله كذا تقديراً، وإِذا وافق الشيءُ الشيءَ قلت: جاءه قَدَرُه. ابن سيده: القَدْرُ والقَدَرُ القضاء والحُكْم، وهو ما يُقَدِّره الله عز وجل من القضاء ويحكم به من الأُمور. قال الله عز وجل: إِنا أَنزلناه في ليلة القَدْرِ؛ أَي الحُكْمِ، كما قال تعالى: فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمر حكيم؛ وأَنشد الأَخفش لهُدْبَة بنِ خَشْرَمٍ: أَلا يــا لَقَـوْمي للنـوائبِ والقَـدْرِ وللأَمْرِ يأْتي المَرءَ من حيثُ لا يَدْري، وللأَرْض كــم مـن صـالح قـد تَـوَدَّأَتْ عليهــ، فَــوَارَتْهُ بلَمَّاعَــةٍ قَفْــر فلا ذَا جَلالٍ هِبْنَــــــهُ لجَلالِـــــه ولا ذا ضــَياعٍ هُــنَّ يَتْرُكْـنَ للفَقْـرِ تودّأَت عليه أَي استوت عليه. واللماعة: الأَرض التي يَلْمع فيها السَّرابُ. وقوله: فلا ذا جَلال انتصب ذا بإِضمار فعل يفسره ما بعده أَي فلا هِبْنَ ذا جَلال، وقوله: ولا ذا ضَياع منصوب بقوله يتركن. والضَّياعُ، بفتح الضاد: الضَّيْعَةُ، والمعنى أَن المنايا لا تَغْفُلُ عن أَحد، غنيّاً كان أَو فقيراً، جَليلَ القَدْر كان أَو وضيعاً. وقوله تعالى: ليلةُ القدر خير من أَلف شهر؛ أَي أَلف شهر ليس فيها ليلة القدر؛ وقال الفرزدق: ومـا صـَبَّ رِجْلـي فـي حديـدِ مُجاشـِعٍ مَـعَ القَـدْرِ، إِلا حاجَـةٌ لـي أُرِيدُها والقَدَرُ: كالقَدْرِ، وجَمْعُهما جميعاً أَقْدار. وقال اللحياني: القَدَرُ الاسم، والقَدْرُ المصدر؛ وأَنشد كُـــلُّ شــيء حــتى أَخِيــكَ مَتــاعُ وبِقَـــــدْرٍ تَفَــــرُّقٌ واجْتِمــــاعُ وأَنشد في المفتوح: قَـدَرٌ أَحَلَّـكَ ذا النخيلِـ، وقـد أَرى وأَبيكَـ، مـا لَكَـ، ذُو النَّخيلِ بدارِ قال ابن سيده: هكذا أَنشده بالفتح والوزن يقبل الحركة والسكون. وفي الحديث ذكر ليلة القدر، وهي الليلة التي تُقَدَّر فيها الأَرزاقُ وتُقْضى.والقَدَرِيَّةُ: قوم يَجْحَدُون القَدَرَ، مُوَلَّدةٌ. التهذيب: والقَدَرِيَّة قوم ينسبون إِلى التكذيب بما قَدَّرَ اللهُ من الأَشياء، وقال بعض متكلميهم: لا يلزمنا هذا اللَّقَبُ لأَنا ننفي القَدَرَ عن الله عز وجل ومن أَثبته فهو أَولى به، قال: وهذا تمويه منهم لأَنهم يثبتون القَدَرَ لأَنفسهم ولذلك سموا؛ وقول أَهل السنَّة إِن علم الله سبق في البشر فَعَلِم كفْرَ مَن كَفَر منهم كما عَلِم إِيمان مَن آمن، فأَثبت علمه السابق في الخلق وكتبه، وكلُّ ميسر لما خلق له وكتب عليه. قال أَبو منصور: وتقدير الله الخلق تيسيره كلاًّ منهم لما علم أَنهم صائرون إِليه من السعادة والشقاء، وذلك أَنه علم منهم قبل خلقه إِياهم، فكتب علمه الأَزليّ السابق فيهم وقَدَّره تقديراً؛ وقَدَرَ الله عليه ذلك يَقْدُرُه ويَقْدِرُه قَدْراً وقَدَراً، وقَدَّره عليه وله؛ وقوله: مــن أَيّ يَــوْمَيَّ مــن المـوتِ أَفِـرّ أَيَــومَ لــم يُقْـدَرَ أَمْ يـومَ قُـدِرْ؟ فإِنه أَراد النون الخفيفة ثم حذفها ضرورة فبقيت الراء مفتوحة كأَنه أَراد: يُقْدَرَنْ، وأَنكر بعضهم هذا فقال: هذه النون لا تحذف إِلا لسكون ما بعدها ولا سكون ههنا بعدها؛ قال ابن جني: والذي أَراه أَنا في هذا وما علمت أَن أَحداً من أَصحابنا ولا غيرهم ذكره، ويشبه أَن يكونوا لم يذكروه للُطْفِه، هو أَنْ يكون أَصله أَيوم لم يُقْدَرْ أَم بسكون الراء للجزم، ثم أَنها جاوَرَتِ الهمزة المفتوحة وهي ساكنة، وقد أَجرت العرب الحرف الساكن إذا جاور الحرف المتحرّك مجرى المتحرك، وذلك قولهم فيما حكاه سيبويه من قول بعض العرب: الكَماةُ والمَراة، يريدون الكَمْأَةَ والمَرْأَةَ ولكن الميم والراء لما كانتا ساكنتين، والهمزتان بعدهما مفتوحتان، صارت الفتحتان اللتان في الهمزتين كأَنهما في الراء والميم، وصارت الميم والراء كأَنهما مفتوحتان، وصارت الهمزتان لما قدّرت حركاتهما في غيرهما كأَنهما ساكنتان، فصار التقدير فيهما مَرَأْةٌ وكَمَأْةٌ، ثم خففتا فأُبدلت الهمزتان أَلفين لسكونهما وانفتاح ما قبلهما، فقالوا: مَرَاةٌ وكَماةٌ، كما قالوا في رأْس وفأْس لما خففتا: راس وفاس، وعلى هذا حمل أَبو علي قول عبد يَغُوثَ: وتَضـــْحَكُ مِنّـــي شــَيْخَةٌ عَبْشــَمِيَّةٌ كَـأَنْ لـم تَـرَا قَبْلي أَسيراً يمَانِيا قال: جاء به على أَن تقديره مخففاً كأَن لم تَرْأَ، ثم إِن الراء الساكنة لما جاورت الهمزة والهمزة متحرّكة صارت الحركة كأَنها في التقدير قبل الهمزة واللفظُ بها لم تَرَأْ، ثم أَبدل الهمزة أَلفاً لسكونها وانفتاح ما قبلها فصارت تَرا، فالأَلف على هذا التقدير بدل من الهمزة التي هي عين الفعل، واللام محذوفة للجزم على مذهب التحقيق، وقَوْلِ من قال: رَأَى يَرْأَى، وقد قيل: إِن قوله ترا، على الخفيف السائغ، إِلا أَنه أَثبت الأَلف في موضع الجزم تشبيهاً بالياء في قول الآخر: أَلــم يــأْتيك، والأَنبــاءُ تَنْمِــي بمــا لاقَــتْ لَبُــونُ بنــي زِيـادِ؟ ورواه بعضهم أَلم يأْتك على ظاهر الجزْم؛ وأَنشده أَبو العباس عن أَبي عثمان عن الأَصمعي: أَلا هـــلَ تــاكَ والأَنبــاءُ تَنْمِــي وقوله تعالى: إِلا امرأَته قَدَّرْنا أَنها لمن الغابرين؛ قال الزجاج: المعنى علمنا أَنها لمن الغابرين، وقيل: دَبَّرنا أنها لمن الغابرين أَي الباقين في العذاب. ويقال: اسْتَقْدِرِ اللهَ خيراً، واسْتَقْدَرَ اللهَ خَيْراً سأَله أَن يَقْدُرَ له به؛ قال: فاسـْتَقْدِرِ اللـهَ خيـراً وارضـَيَنَّ به فبَيْنَمــا العُسـْرُ إِذ دارتْ مَياسـِيرُ وفي حديث الاستخارة: اللهم إِني أَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتك أَي أَطلب منك أَن تجعل لي عليه قُدْرَةً.وقَدَرَ الرزقَ يَقْدِرُهُ: قَسَمه. والقَدْرُ والقُدْرَةُ والمِقْدارُ: القُوَّةُ؛ وقَدَرَ عليه يَقْدِرُ ويَقْدُرُ وقَدِرَ، بالكسر، قُدْرَةً وقَدارَةً وقُدُورَةً وقُدُوراً وقِدْراناً وقِداراً؛ هذه عن اللحياني، وفي التهذيب: قَدَراناً، واقْتَدَرَ وهو قادِرٌ وقَدِيرٌ وأَقْدَرَه اللهُ عليه، والاسم من كل ذلك المَقْدَرَة والمَقْدُرَة والمَقْدِرَةُ. ويقال: ما لي عليك مَقْدُرَة ومَقْدَرَة ومَقْدِرَة أَي قُدْرَة. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: إِنَّ الذَّكاة في الحَلْقِ واللَّبَّة لمن قَدَرَ أَي لمن أَمكنه الذبْحُ فيهما، فأَما النَّادُّ والمُتَرَدِّي فأَيْنَ اتَّفَقَ من جسمهما؛ ومنه قولهم: المَقْدِرَةُ تُذْهِبُ الحَفِيظَةَ. والاقتدارُ على الشيء: القُدْرَةُ عليه، والقُدْرَةُ مصدر قولك قَدَرَ على الشيء قُدْرَة أَي مَلَكه، فهو قادِرٌ وقَدِيرٌ. واقْتَدَرَ الشيءَ: جعله قَدْراً. وقوله: عند مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ؛ أَي قادِرٍ. والقَدْرُ: الغِنى واليَسارُ، وهو من ذلك لأَنه كُلَّه قُوَّةٌ.وبنو قَدْراء: المَياسيرُ. ورجل ذو قُدْرَةٍ أَي ذو يَسارٍ. ورجل ذو مَقْدِرَة أَي ذو يسار أَيضاً؛ وأَما من القَضاء والقَدَرِ فالمَقدَرَةُ، بالفتح، لا غير؛ قال الهُذَليّ: ومــا يَبْقَــى علــى الأَيّــامِ شـَيءٌ فيــا عَجَبــاً لمَقْــدَرَةِ الكتــابِ، وقدْرُ كل شيء ومِقْدارُه: مِقْياسُه. وقَدَرَ الشيءَ بالشيء يَقْدُرُه قَدْراً وقَدَّرَه: قاسَه. وقادَرْتُ الرجل مُقادَرَةً إذا قايسته وفعلت مثل فعله. التهذيب: والتقدير على وجوه من المعاني: أَحدها التروية والتفكير في تسوية أَمر وتهيئته، والثاني تقديره بعلامات يقطعه عليها، والثالث أَن تَنْوِيَ أَمراً بِعَقْدِك تقول: قَدَّرْتُ أَمر كذا وكذا أَي نويتُه وعَقَدْتُ عليه. ويقال: قَدَرْتُ لأَمْرِ كذا أَقْدِرُ له وأَقْدُرُ قَدْراً إذا نظرت فيه ودَبَّرْتَه وقايسته؛ ومنه قول عائشة، رضوان الله عليها: فاقْدُرُوا قَدْرَ الجاريةِ الحديثة السِّنِّ المستهيئة للنظر أَي قَدِّرُوا وقايسوا وانظروه وافْكِرُوا فيه. شمر: يقال قَدَرْتُ أَي هيأْت وقَدَرْتُ أَي أَطَقْتُ وقَدَرْتُ أَي مَلَكْتُ وقَدَرْتُ أَي وَقَّتُّ؛ قال لبيد: فَقَــدَرْتُ للــوِرْدِ المُغَلِّــسَ غُــدْوَةً فَـــوَرَدْتُ قبـــل تَبَيُّــنِ الأَلْــوانِ وقال الأَعشى: فاقْـــــدُرْ بـــــذَرْعِكَ ببنَنــــا إِن كنــــتَ بَــــوَّأْتَ القَــــدارَهْ بَوَّأْتَ: هَيَّأْتَ. قال أَبو عبيدة: اقْدُر بذَرْعِك بيننا أَي أَبْصِرْ واعْرِفْ قَدْرَك. وقوله عز وجل: ثم جئتَ على قَدَرٍ يا موسى؛ قيل في التفسير: على مَوْعدٍ، وقيل: على قَدَرٍ من تكليمي إِياك؛ هذا عن الزجاج. وقَدَرَ الشيءَ: دَنا له؛ قال لبيد: قلتُ: هَجِّــدْنا، فقـد طـال السـُّرَى، وقَــدَرْنا إِنْ خَنــى الليــل غَفَــلْ وقَدَر القومُ أَمرهم يَقْدِرُونه قَدْراً: دَبَّروه وقَدَرْتُ عليه الثوبَ قدراً فانْقَدَر أَي جاءَ على المِقْدار. ويقال: بين أَرضك وأَرض فلان ليلة قادرة إذا كانت لينة السير مثل قاصدةٍ ورافِهةٍ؛ عن يعقوب.وقَدَرَ عليه الشيءَ يَقْدِرُه ويَقْدُره قَدْراً وقَدَراً وقَدَّرَه: ضَيَّقه؛ عن اللحياني. وفي التنزيل العزيز: على المُوسِعِ قَدَرُه وعلى المُقْتِرِ قَدَرُه؛ قال الفراء: قرئ قَدَرُه وقَدْرُه، قال: ولو نصب كان صواباً على تكرر الفعل في النية، أَي ليُعْطِ المُوسِعُ قَدْرَه والمُقْتِرُ قَدْرَه؛ وقال الأخفش: على الموسع قدره أَي طاقته؛ قال الأَزهري: وأَخبرني المنذري عن أَبي العباس في وقوله على المُقْتِر قَدَرُه وقَدْرُه، قال: التثقيل أَعلى اللغتين وأَكثر، ولذلك اختير؛ قال: واختار الأَخفش التسكين، قال: وإِنما اخترنا التثقيل لأَنه اسم، وقال الكسائي: يقرأُ بالتخفيف والتثقيل وكلٌّ صواب، وقال: قَدَرَ وهو يَقْدِر مَقْدِرة ومَقْدُرة ومَقْدَرَة وقِدْراناً وقَدَاراً وقُدْرةً، قال: كل هذا سمعناه من العرب، قال: ويَقْدُر لغة أُخرى لقوم يضمون الدال فيها، قال: وأَما قَدَرْتُ الشيء فأَنا أَقْدِرُه، خفيف، فلم أَسمعه إِلا مكسوراً، قال: وقوله: وما قَدَروا اللهَ حَقَّ قَدْرِه؛ خفيفٌ ولو ثُقِّلَ كان صواباً، وقوله: إِنَّا كلَّ شيء خلقناه بِقَدَرٍ، مُثَقَّلٌ، وقوله: فسالتْ أَوديةٌ بقدَرها؛ مُثَقَّلٌ ولو خفف كان صواباً؛ وأَنشد بيت الفرزدق أَيضاً: وما صَبَّ رِجْلِي في حَدِيدِ مُجاشِعٍ، مع القَدْر، إِلا حاجةٌ لي أُرِيدُها وقوله تعالى: فَظَنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه؛ يفسر بالقُدرة ويفسر بالضِّيق، قال الفراء في قوله عز وجل: وذا النُّون إِذ ذهب مُغاضِباً فظنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه؛ قال الفراء: المعنى فظن أَن لن نَقْدِرَ عليه من العقوبة ما قَدَرْنا. وقال أَبو الهيثم: روي أَنه ذهب مغاضباً لقومه، وروي أَنه ذهب مغاضباً لربه، فأَما من اعتقد أَن يونس، عليه السلام، ظن أَن لن يقدر الله عليه فهو كافر لأَن من ظن ذلك غير مؤمن، ويونس، عليه السلام، رسول لا يجوز ذلك الظن عليه. فآل المعنى: فظن أَن لن نَقْدِرَ عليه العقوبة، قال: ويحتمل أَن يكون تفسيره: فظن أَن لن نُضَيِّقَ عليه، من قوله تعالى: ومن قُدِرَ عليه رزقَه؛ أَي ضُيِّقَ عليه، قال: وكذلك قوله: وأَما إذا ما ابتلاه فَقَدَر عليه رزقه؛ معنى فَقَدَر عليه فَضَيَّقَ عليه، وقد ضيق الله على يونس، عليه السلام، أَشدَّ تَضْيِيق ضَيَّقَه على مُعَذَّب في الدنيا لأَنه سجنه في بطن حوت فصار مَكْظُوماً أُخِذَ في بَطْنِه بكَظَمِهِ؛ وقال الزجاج في قوله: فظن أَن لن نُقْدِرَ عليه؛ أَي لن نُقَدِّرَ عليه ما قَدَّرنا من كونه في بطن الحوت، قال: ونَقْدِرُ بمعنى نُقَدِّرُ، قال: وقد جاء هذا في التفسير؛ قال الأَزهري: وهذا الذي قاله أَبو إِسحق صحيح، والمعنى ما قَدَّرَه الله عليه من التضييق في بطن الحوت، ويجوز أَن يكون المعنى لن نُضَيِّق عليه؛ قال: وكل ذلك شائع في اللغة، والله أَعلم بما أَراد. فأَما أَن يكون قوله أَن لن نَقْدِرَ عليه من القدرة فلا يجوز، لأَن من ظن هذا كفر، والظن شك والشك في قدرة الله تعالى كفر، وقد عصم الله أَنبياءه عن مثل ما ذهب إِليه هذا المُتَأَوِّلُ، ولا يَتَأَوَّلُ مثلَه إِلا الجاهلُ بكلام العرب ولغاتها؛ قال الأَزهري: سمعت المُنْذِرِيَّ يقول: أَفادني ابن اليَزيديّ عن أَبي حاتم في قوله تعالى: فظن أَن لن نقدر عليه؛ أَي لن نضيق عليه، قال: ولم يدر الأَخفش ما معنى نَقْدِر وذهب إِلى موضع القدرة إِلى معنى فظن أَن يَفُوتَنَا ولم يعلم كلام العرب حتى قال: إِن بعض المفسرين قال أَراد الاستفهام، أَفَظَنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه، ولو علم أَن معنى نَقْدِر نُضَيِّق لم يخبط هذا الخبط، قال: ولم يكن عالماً بكلام العرب، وكان عالماً بقياس النحو؛ قال: وقوله: من قُدِرَ عليه رِزْقُه؛ أَي ضُيِّقَ عليه عِلْمُه، وكذلك قوله: وأَما إذا ما ابتلاه فَقَدَرَ عليه رِزْقَه؛ أَي ضَيَّقَ. وأَما قوله تعالى: فَقَدَرْنا فنِعْمَ القادِرُون، فإِن الفراء قال: قرأَها عليّ، كرم الله وجهه، فَقَدَّرْنا، وخففها عاصم، قال: ولا يبعد أَن يكون المعنى في التخفيف والتشديد واحداً لأَن العرب تقول: قُدِّرَ عليه الموتُ وقُدِرَ عليه الموتُ، وقُدِّر عليه وقُدِرَ، واحتج الذين خففوا فقالوا: لو كانت كذلك لقال: فنعم المُقَدِّرون، وقد تجمع العربُ بين اللغتين. قال الله تعالى: فَمَهِّلِ الكافرين أَمْهِلْهُم رُوَيْداً. وقَدَرَ على عياله قَدْراً: مثل قَتَرَ.وقُدِرَ على الإِنسان رِزْقُه قَدْراً: مثل قُتِرَ؛ وقَدَّرْتُ الشيء تَقْدِيراً وقَدَرْتُ الشيء أَقْدُرُه وأَقْدِرُه قَدْراً من التقدير. وفي الحديث في رؤية الهلال: صوموا لرؤيته وأَفطروا لرؤيته فإِن غُمَّ عليكم فاقْدُرُوا له، وفي حديث آخر: فإِن غم عليكم فأَكملوا لعِدَّة؛ قوله: فاقْدُرُوا له أَي قَدِّرُوا له عَدَدَ الشهر حتى تكملوه ثلاثين يوماً، واللفظان وإن اختلفا يرجعان إِلى معنى واحد؛ وروي عن ابن شريح أَنه فسر قوله فاقْدُرُوا له أَي قَدِّرُوا له منازلَ القمر فإِنها تدلكم وتبين لكم أَن الشهر تسع وعشرون أَو ثلاثون، قال: وهذا خطاب لمن خصه الله تعالى بهذا العلم؛ قال: وقوله فأَكْمِلُوا العِدَّة خطاب العامَّة التي لا تحسن تقدير المنازل، وهذا نظير النازلة تنزل بالعالِمِ الذي أَمر بالاجتهاد فيها وأَن لا يُقَلِّدَ العلماء أَشكال النازلة به حتى يتبين له الصوب كما بان لهم، وأَما العامة التي لا اجتهاد لها فلها تقليد أَهل العلم؛ قال: والقول الأَول أَصح؛ وقال الشاعر إِياس بن مالك بن عبد الله المُعَنَّى: كِلا ثَقَلَيْنـــا طـــامعٌ بغنِيمـــةٍ، وقـد قَـدَر الرحمـنُ مـا هـو قـادِرُ فلـم أَرَ يومـاً كـانَ أَكثَـرَ سـالِباً ومُســـْتَلَباً ســـِرْبالَه لا يُنـــاكِرُ وأَكثَـرَ مِنَّـا يافِعـاً يَبْتَغِـي العُلى يُضـارِبُ قِرْنـاً دارِعـاً، وهـو حاسـِرُ قوله: ما هو قادرُ أَي مُقَدِّرٌ، وثَقَلُ الرجل، بالثاء: حَشَمه ومتاع بيته، وأَراد بالثَّقَل ههنا النساء أَي نساؤنا ونساؤهم طامعات في ظهور كل واحد من الحَيَّيْنِ على صاحبه والأَمر في ذلك جار على قدر الرحمن.وقوله: ومُسْتَلَباً سِرْبالَه لا يُناكِرُ أَي يُسْتَلَبُ سِرْبالَه وهو لا يُنْكِرُ ذلك لأَنه مصروع قد قتل، وانتصب سرباله بأَنه مفعول ثان لمُسْتَلَب، وفي مُسْتَلَب ضمير مرفوع به، ومن رفع سرباله جعله مرتفعاً به ولم يجعل فيه ضميراً. واليافع: المُتَرَعْرِعُ الداخلُ في عَصْرِ شبابه.والدارع: اللابس الدرع. والحاسر: الذي لا درع عليه.وتَقَدَّر له الشيءُ أَي تهيأَ. وفي حديث الاستخارة: فاقْدُرْه لي ويَسِّرْه عليّ أَي اقض لي به وهيئه. وقَدَرْتُ الشيء أَي هيأْته.وقَدْرُ كل شيء ومِقْداره: مَبْلَغُه. وقوله تعالى: وما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِه؛ أَي ما عظموا الله حق تعظيمه، وقال الليث: ما وَصَفوه حق صِفَتِه، والقَدَرُ والقَدْرُ ههنا بمعنى واحد، وقَدَرُ الله وقَدْرُه بمعنىً، وهو في الأَصل مصدر.والمِقْدارُ: الموتُ. قال الليث: المِقْدارُ اسم القَدْر إذا بلغ العبدُ المِقْدارَ مات؛ وأَنشد: لـو كـان خَلْفَـك أَو أَمامَـك هائِبـا بَشــَراً ســِواكَ، لَهابَــك المِقْـدارُ يعني الموت. ويقال: إِنما الأَشياء مقاديرُ لكل شيء مِقْدارٌ داخل.والمِقْدار أَيضاً: هو الهِنْداز، تقول: ينزل المطر بمِقْدار أَي بقَدَرٍ وقَدْرٍ، وهو مبلغ الشيء. وكل شيء مُقْتَدِرٌ، فهو الوَسَطُ. ابن سيده: والمُقْتَدِر الوسط من كل شيء. ورجل مُقْتَدِرُ الخَلْق أَي وَسَطُه ليس بالطويل والقصير، وكذلك الوَعِلُ والظبي ونحوهما. والقَدْرُ: الوسط من الرحال والسروج ونحوهما؛ تقول: هذا سرجٌ قَدْرٌ، يخفف ويثقل. التهذيب: سَرْجٌ قادرٌ قاترٌ، وهو الواقي الذي لا يَعْقِرُ، وقيل: هو بين الصغير والكبير.والقَدَرُ: قِصَرُ العُنُق، قَدِرَ قَدَراً، وهو أَقدرُ؛ والأَقْدَر: القصير من الرجال؛ قال صَخْرُ الغَيّ يصف صائداً ويذكر وُعُولاً قد وردت لتشرب الماء: أَرَى الأَيـــامَ لا تُبْقِـــي كريمــاً، ولا الـــوَحْشَ الأَوابِــدَ والنَّعامــا ولا عُصـــْماً أَوابِــدَ فــي صــُخُورٍ، كُســـِينَ علــى فَراســِنِها خِــداما أُتِيـــحَ لهــا أُقَيْــدِرُ ذو حَشــِيفٍ إِذا ســامتْ علــى المَلَقـاتِ سـاما معنى أُتيح: قُدّر، والضمير في لها يعود على العُصْم. والأُقَيْدِرُ: أَراد به الصائد. والحَشيف: الثوب الخَلَقُ. وسامت: مَرَّتْ ومضت.والمُلَقات: جمع مَلَقَةٍ، وهي الصخرة الملساء. والأَوابد: الوحوش التي تأَبَّدَتْ أَي توحشت. والعُصْمُ: جمع أَعْصَمَ وعَصْماء: الوَعِلُ يكون بذراعيه بياض. والخِدَام: الخَلاخِيلُ، وأَراد الخطوطَ السُّودَ التي في يديه؛ وقال الشاعر: رأَوْكَ أُقَيْـــــــدِرَ حِنْزَقْـــــــرَةً وقيل: الأَقْدَر من الرجال القصير العنق. والقُدَارُ: الرَّبْعَةُ من الناس. أَبو عمرو: الأَقْدَرُ من الخَيل الذي إذا سار وقعت رجلاه مواقع يديه؛ قال رجل من الأَنصار، وقال ابن بري: هو عَدِيُّ بن خَرَشَةَ الخَطْمِيُّ: ويَكْشـــِفُ نَخْــوَةَ المُخْتــالِ عَنِّــي جُـــرَازٌ، كالعَقِيقَـــةِ، إِن لَقِيــتُ وأَقْـــدَرُ مُشــْرِفُ الصــَّهَوَاتِ ســاطٍ كُمَيْتٌــــ، لا أَحَــــقُّ ولا شــــَئِيتُ النخوة: الكبر. والمختال: ذو الخيلاء. والجراز: السيف الماضي في الضَّرِيبة؛ شبهه بالعقيقة من البرق في لَمَعانه. والصهوات: جمع صَهْوَة، وهو موضع اللِّبْدِ من ظهر الفرس. والشئيب: الذي يَقْصُرُ حافرا رجليه عن حافِرَي يديه بخلاف الأَقْدَرِ. والأَحَقُّ: الذي يُطَبِّقُ حافِرا رجليه حافِرَيْ يديه، وذكر أَبو عبيد أَن الأَحَقَّ الذي لا يَعْرَقُ، والشَّئيتُ العَثُور، وقيل: الأَقدر الذي يُجاوِزُ حافرا رجليه مَواقعَ حافِرَيْ يديه؛ ذكره أَبو عبيد، وقيل: الأَقْدَرُ الذي يضع رجليه حيث ينبغي.والقِدْرُ: معروفة أُنْثَى وتصغيرها قُدَيْرٌ، بلا هاء على غير قياس.الأَزهري: القِدْرُ مؤنثة عند جميع العرب، بلا هاء، فإِذا صغرت قلت لها قُدَيرة وقُدَيْر، بالهاء وغير الهاء، وأَما ما حكاه ثعلب من قول العرب ما رأَيت قِدْراً غلا أَسْرَعَ منها فإِنه ليس على تذكير القِدْرِ ولكنهم أَرادوا ما رأَيت شيئاً غلا؛ قال: ونظيره قول الله تعالى: لا يَحِلُّ لك النساء من بَعْدُ؛ قال: ذكر الفعل لأَن معناه معنى شيء، كأَنه قال: لا يحل لك شيء من النساء. قال ابن سيده: فأَما قراءة من قرأَ: فناداه الملائكة، فإِنما بناه على الواحد عندي كقول العرب ما رأَيت قِدْراً غلا أَسْرَعَ منها، ولا كقوله تعالى: لا يحل لك النساء من بعد، لأَن قوله تعالى: فناداه الملائكة، ليس بجحد فيكون شيء مُقَدَّر فيه كما قُدِّرَ في ما رأَيت قِدْراً غَلا أَسْرَعَ، وفي قوله: لا يحل لك النساء، وإِنما استعمل تقدير شيء في النفي دون الإِيجاب لأَن قولنا شيء عام لجميع المعلومات، وكذلك النفي في مثل هذا أَعم من الإِيجاب، أَلا ترى أَن قولك: ضربت كل رجل، كذب لا محالة وقولك: ما ضربت رجلاً قد يجوز أَن يكون صدقاً وكذباً، فعلى هذا ونحوه يوجد النفي أَعم من الإِيجاب، ومن النفي قوله تعالى: لن يَنالَ اللهَ لحومُها ولا دِماؤها، إِنما أَراد لن ينالَ اللهَ شيءٌ من لحومها ولا شيء من دمائها؛ وجَمْعُ القِدْرِ قُدورٌ، لا يُكَسَّرُ على غير ذلك.وقَدَرَ القِدْرَ يَقْدِرُها ويَقْدُرُها قَدْراً: طَبَخَها، واقْتَدَر أَيضاً بمعنى قَدَرَ مثل طَبَخَ واطَّبَخَ. ومَرَقٌ مَقْدُور وقَدِيرُ أَي مطبوخ. والقَدِيرُ: ما يطبخ في القِدْرِ، والاقتدارُ: الطَّبْخُ فيها، ويقال: أَتَقْتَدِرُون أَم تَشْتَوُون. الليث: القديرُ ما طُبِخَ من اللحم بتَوابِلَ، فإِن لم يكن ذا تَوابِلَ فهو طبيخ. واقْتَدَرَ القومُ: طَبَخوا في قِدْرٍ. والقُدارُ: الطَّبَّاخُ، وقيل: الجَزَّارُ، وقيل الجَزَّار هو الذي يلي جَزْرَ الجَزُور وطَبْخَها؛ قال مُهَلْهِلٌ: إِنَّــا لنَضــْرِبُ بالصــَّوارِم هامَهـا ضــَرْبَ القُــدارِ نَقِيعــةَ القُــدَّامِ القُدَّام: جمع قادم، وقيل هو المَلِكُ. وفي حديث عُمَيْر مولى آبي اللحم: أَمرني مولاي أَن أَقْدُرَ لحماً أَي أَطْبُخَ قِدْراً من لحم.والقُدارُ: الغلام الخفيف الروح الثَّقِفُ اللَّقِفُ. والقُدارُ: الحية، كل ذلك بتخفيف الدال. والقُدارُ: الثعبان العظيم.وفي الحديث: كان يَتَقَدَّرُ في مرضه أَين أَنا اليومَ؛ أَي يُقَدِّرُ أَيامَ أَزواجه في الدَّوْرِ علهن.والقَدَرةُ: القارورةُ الصغيرة.وقُدارُ بن سالِفٍ: الذي يقال له أَحْمَرُ ثمود عاقر ناقة صالح، عليه السلام؛ قال الأَزهري: وقالت العرب للجَزَّارِ قُدارٌ تشبيهاً به؛ ومنه قول مُهَلْهِل: ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدَّامِ اللحياني: يقال أَقمت عنده قَدْرَ أَن يفعل ذلك، قال: ولم أَسمعهم يطرحون أَن في المواقيت إِلا حرفاً حكاه هو والأَصمعي، وهو قولهم: ما قعدت عنده الاَّ رَيْثَ أَعْقِد شِسْعي. وقَيْدارٌ: اسم.
المعجم: لسان العرب

صمم

المعنى: الصَّمَمُ: انْسِدادُ الأُذن وثِقَلُ السمع. صَمَّ يَصَمُّ وصَمِمَ، بإظهار التضعيف نادرٌ، صَمّاً وصمَماً وأَصَمَّ وأَصَمَّهُ اللهُ فصَمَّ وأَصَمَّ أيضاً بمعنى صَمَّ؛ قال الكميت: أَشــــــــَيْخاً، كالوَليــــــــدِ، برَســـــــْمِ دارٍ تُســـــائِلُ مـــــا أَصـــــَمَّ عـــــن الســــُّؤالِ؟ يقول تُسائِلُ شيئاً قد أَصَمَّ عن السؤال، ويروى: أَأَشْيَبَ كالوليد، قال ابن بري: نَصَبَ أَشْيَبَ على الحال أي أَشائباً تُسائِلُ رَسْمَ دارٍ كما يفعل الوليدُ، وقيل: إنَّ ما صِلَةٌ أَراد تُسائل أَصَمَّ؛ وأَنشد ابن بري هنا لابن أَحمر: أَصـــــــَمَّ دُعـــــــاءُ عـــــــاذِلَتي تَحَجَّــــــى بآخِرِنـــــــــا، وتَنْســـــــــى أَوَّلِينـــــــــا يدعو عليها أي لا جعلها الله تدعو إلاَّ أصَمَّ. يقال: ناديت فلاناً فأَصْمَمْتُه أي أَصَبْتُه أَصَمَّ، وقوله تَحَجَّى بآخِرنا: تَسْبقُ إليهم باللَّوْمِ وتَدَعُ الأَوَّلينَ وأَصْمَمْتُه: وَجَدْتُه أَصَمَّ. ورجل أَصَمُّ، والجمع صُمٌّ وصُمَّانٌ؛ قال الجُلَيْحُ: يَـــــدْعُو بهــــا القَــــوْمُ دُعــــاءَ الصــــُّمَّانْ وأَصَمَّه الداءُ وتَصامَّ عنه وتَصامَّه: أَراه أَنه أَصَمُّ وليس به.وتَصامَّ عن الحديث وتَصامَّه: أَرى صاحِبَه الصَّمَمَ عنه؛ قال: تَصــــــامَمْتُه حــــــتى أَتــــــاني نَعِيُّهُــــــ، وأُفْـــــــزِعَ منـــــــه مُخْطـــــــئ ومُصــــــيبُ وقوله أنشده ثعلب: ومَنْهَــــــلٍ أَعْــــــوَرِ إحْــــــدى العَيْنَيْنـــــ، بَصـــــــيرِ أُخْـــــــرى وأَصــــــَمَّ الأُذُنَيْــــــن قد تقدم تفسيره في ترجمة عور. وفي حديث الإيمانِ: الصُّمَّ البُكْمَ رُؤوسَ الناسِ، جَمْعُ الأَصَمِّ وهو الذي لا يَسْمَعُ، وأَراد به الذي لا يَهْتَدي ولا يَقْبَلُ الحَقَّ من صَمَمِ العَقل لا صَمَمِ الأُذن؛ وقوله أنشده ثعلب أيضاً: قُـــلْ مـــا بَـــدا لَـــكَ مـــن زُورٍ ومــن كَــذِبٍ، حِلْمـــــي أَصـــــَمُّ وأُذْنـــــي غَيـــــرُ صــــَمَّاءِ استعار الصَّمَم للحلم وليس بحقيقة؛ وقوله أنشده هو أيضاً: أجَــــلْ لا، ولكــــنْ أنــــتَ أَلأَمُ مــــن مَشــــى، وأَســــــْأَلُ مــــــن صــــــَمَّاءَ ذاتِ صــــــَليلِ، فسره فقال: يعني الأرض، وصَلِيلُها صَوْتُ دُخولِ الماء فيها. ابن الأَعرابي: يقال أَسْأَلُ من صَمَّاءَ، يعني الأرضَ. والصَّمَّاءُ من الأرض: الغليظةُ. وأَصَمَّه: وَجَدَه أَصَمَّ؛ وبه فسر ثعلبٌ قولَ ابن أَحمر: أَصـــــــَمَّ دُعـــــــاءُ عـــــــاذِلَتي تَحَجَّــــــى بآخِرِنـــــــــا، وتَنْســـــــــى أَوَّلِينـــــــــا أراد وافَقَ قَوماً صُمّاً لا يَسْمَعون عذْلَها على وجه الدُّعاء.ويقال: ناديته فأَصْمَمْتُه أي صادَفْتُه أَصَمَّ. وفي حديث جابر بن سَمُرَةَ: ثم تكلم النبي، صلى الله عليه وسلم، بكلمةٍ أصَمَّنِيها الناسُ أي شغَلوني عن سماعها فكأَنهم جعلوني أَصَمَّ. وفي الحديث: الفِتْنةُ الصَّمَّاءُ العَمْياء؛ هي التي لا سبيل إلى تسكينها لتناهيها في ذهابها لأَن الأَصَمَّ لا يسمع الاستغاثة ولا يُقْلِعُ عما يَفْعَلُه، وقيل: هي كالحية الصَّمَّاء التي لا تَقْبَلُ الرُّقى؛ ومنه الحديث: والفاجِرُ كالأَرْزَةِ صَمَّاءَ أي مُكْتَنزةً لا تَخَلْخُلَ فيها. الليث: الضَّمَمُ في الأُذُنِ ذهابُ سَمْعِها، في القَناة اكْتِنازُ جَوفِها، وفي الحجر صَلابَتُه، وفي الأَمر شدَّتُه. ويقال: أُذُنٌ صَمَّاءُ وقَناة صَمَّاءُ وحَجَرٌ أَصَمُّ وفِتْنَةٌ صَمَّاءُ؛ قال الله تعالى في صفة الكافرين: صُمُّ بُكْمٌ عُمْيٌ فهم لا يَعْقِلُون؛ التهذيب: يقول القائلُ كيف جعلَهم الله صُمّاً وهم يسمعون، وبُكْماً وهم ناطقون، وعُمْياً وهم يُبْصِرون؟ والجواب في ذلك أن سَمْعَهُم لَمَّا لم يَنْفَعْهم لأنهم لم يَعُوا به ما سَمِعوا، وبَصَرَهُم لما لم يُجْدِ عليهم لأنهم لم يَعْتَبِروا بما عايَنُوه من قُدْرة الله وخَلْقِه الدالِّ على أنه واحد لا شريك له، ونُطْقَهم لما لم يُغْنِ عنهم شيئاً إذ لم يؤمنوا به إيماناً يَنْفَعهم، كانوا بمنزلة من لا يَسْمَع ولا يُبْصِرُ ولا يَعي؛ ونَحْوٌ منه قول الشاعر: أصــــــــَمٌّ عَمَّــــــــا ســـــــاءَه ســـــــَمِيعُ يقول: يَتَصامَمُ عما يَسُوءُه وإن سَمِعَه فكان كأَنه لم يَسْمَعْ، فهو سميع ذو سَمْعٍ أَصَمُّ في تغابيه عما أُريد به. وصَوْتٌ مُصِمٌّ: يُصِمُّ الصِّماخَ.ويقال لصِمامِ القارُورة: صِمَّةٌ. وصَمَّ رأْسَ القارورةَ يَصُمُّه صَمّاً وأَصَمَّه: سَدَّه وشَدَّه، وصِمامُها: سِدادُها وشِدادُها.والصِّمامُ: ما أُدْخِلَ في فم القارورة، والعِفاصُ ما شُدَّ عليه، وكذلك صِمامَتُها؛ عن ابن الأَعرابي. وصَمَمْتُها أَصُمُّها صَمّاً إذا شَدَدْتَ رَأْسَها. الجوهري: تقول صَمَمْتُ القارورة أي سَدَدْتُها. وأَصْمَمْتُ القارورة أي جعلت لها صِماماً. وفي حديث الوطء: في صِمامٍ واحد أي في مَسْلَكٍ واحدٍ؛ الصِّمامُ: ما تُسَدُّ به الفُرْجةُ فسمي به الفَرْجُ، ويجوز أَن يكون في موضعِ صِمامٍ على حذف المضاف، ويروى بالسين، وقد تقدم. ويقال: صَمَّه بالعصا يَصُمُّه صَمّاً إذا ضَرَبه بها وقد صَمَّه بحجر. قال ابن الأعرابي: صُمَّ إذا ضُرِب ضَرْباً شديداً. وصَمَّ الجُرْحَ يَصُمُّه صَمّاً: سَدَّةُ وضَمَّدَه بالدواء والأَكُولِ.وداهيةٌ صَمَّاءُ: مُنْسَدَّة شديدة. ويقال للداهية الشديدةِ: صَمَّاءُ وصَمامِ؛ قال العجاج: صـــــــَمَّاءُ لا يُبْرِئُهــــــا مــــــن الصــــــَّمَمْ حَــــــوادثُ الــــــدَّهْرِ، ولا طُـــــولُ القِـــــدَمْ ويقال للنذير إذا أَنْذَر قوماً من بعيد وأَلْمَعَ لهم بثوبه: لَمَع بهم لَمْعَ الأَصَمّ، وذلك أنه لما كَثُر إلماعُه بثوبه كان كأَنه لا يَسْمَعُ الجوابَ فهو يُدِيمُ اللَّمْعَ؛ ومن ذلك قولُ بِشْر: أَشـــــارَ بهــــم لَمْــــعَ الأَصــــَمّ، فــــأَقْبَلُوا عَرانِيــــــنَ لا يَــــــأْتِيه لِلنَّصـــــْرِ مُجْلِـــــبُ أي لا يأْتيه مُعِينٌ من غير قومه، وإذا كان المُعينُ من قومه لم يكن مُجْلِباً. والصَّمَّاءُ: الداهيةُ. وفتنةٌ صَمَّاءُ: شديدة، ورجل أَصَمُّ بَيّنُ الصَّمَمِ فيهن، وقولُهم للقطاةِ صَمَّاءُ لِسَكَكِ أُذنيها، وقيل: لَصَمَمِها إذا عَطِشَت؛ قال: رِدِي رِدِي وِرْدَ قَطـــــــــــــاةٍ صـــــــــــــَمَّا، كُدْرِيَّـــــــةٍ أَعْجَبهـــــــا بــــــردُ المــــــا والأَصَمُّ: رَجَبٌ لعدم سماع السلاح فيه، وكان أهلُ الجاهلية يُسَمُّونَ رَجَباً شَهْرَ الله الأَصَمَّ؛ قال الخليل: إنما سمي بذلك لأنه كان لا يُسْمَع فيه صوتُ مستغيثٍ ولا حركةُ قتالٍ ولا قَعْقَعةُ سلاح، لأنه من الأشهر الحُرُم، فلم يكن يُسْمع فيه يا لَفُلانٍ ولا يا صَبَاحاه؛ وفي الحديث: شَهْرُ اللهِ الأَصَمُّ رَجَبٌ؛ سمي أَصَمَّ لأنه كان لا يُسمع فيه صوت السلاح لكونه شهراً حراماً، قال: ووصف بالأَصم مجازاً والمراد به الإنسان الذي يدخل فيه، كما قيل ليلٌ نائمٌ، وإنما النائمَ مَنْ في الليل، فكأَنَّ الإنسانَ في شهر رجَبٍ أَصَمَّ عن صَوْتِ السلاح، وكذلك مُنْصِلُ الأَلِّ؛ قال: يــــــا رُبَّ ذي خــــــالٍ وذي عَــــــمٍّ عَمَــــــمْ قـــد ذاقَ كَـــأْسَ الحَتْـــفِ فـــي الشـــَّهْرِ الأَصــَمّْ والأَصَمُّ من الحياتِ: ما لا يَقْبَلُ الرُّقْيَةَ كأَنه قد صَمَّ عن سَماعِها، وقد يستعمل في العقرب؛ أَنشد ابن الأعرابي: قَرَّطَـــــــكِ اللهُــــــ، علــــــى الأُذْنَيْنِــــــ، عَقاربــــــــــاً صــــــــــُمّاً وأَرْقَمَيْـــــــــنِ ورجل أَصَمُّ: لا يُطْمَعُ فيه ولا يُرَدُّ عن هَواه كأَنه يُنادَى فلا يَسْمَعُ. وصَمَّ صَداه أي هَلَك. والعرب تقول: أَصَمَّ اللهُ صَدَى فلانٍ أي أهلكه، والصَّدَى: الصَّوْتُ الذي يَرُدُّه الجبلُ إذا رَفَع فيه الإنسانُ صَوْتَه؛ قال امرؤ القيس: صـــــــَمَّ صـــــــَدَاها وعَفـــــــا رَســــــْمُها، واســــــْتَعْجَمَتْ عــــــن مَنْطِــــــق الســــــائِلِ ومنه قولهم: صَمِّي ابْنَةَ الجَبَل مهما يُقَلْ تَقُلْ؛ يريدون بابْنةِ الجبل الصَّدَى. ومن أمثالهم: أصَمُّ على جَمُوحٍيُضْرَبُ مثلاً للرجل الذي هذه الصفة صفته؛ قال: فــــــــأَبْلِغْ بَنـــــــي أَســـــــَدٍ آيـــــــةً، إذا جئتَ ســـــــــــــَيِّدَهم والمَســــــــــــُودَا فأْوصـــــــــِيكمُ بطِعـــــــــانِ الكُمــــــــاةِ، فَقَـــــــدْ تَعْلَمُــــــونَ بــــــأَنْ لا خُلُــــــودَا وضـَرْبِ الجَمـاجِمِ ضَرْبَ الأَصَمْ_مِ حَنْظَلَ شابَةَ، يَجْني هَبِيدَا ويقال: ضَرَبَه ضَرْبَ الأَصَمِّ إذا تابَعَ الضرْبَ وبالَغَ فيه، وذلك أن الأَصَمَّ إذا بالَغَ يَظُنُّ أنه مُقَصِّرٌ فلا يُقْلِعُ. ويقال: دَعاه دَعْوةَ الأَصَمِّ إذا بالغ به في النداء؛ وقال الراجز يصف فَلاةً: يُـــــدْعَى بهــــا القــــومُ دُعــــاءَ الصــــَّمَّانْ ودَهْرٌ أَصَمُّ: كأَنَّه يُشْكى إليه فلا يَسْمَع.وقولُهم: صَمِّي صَمامِ؛ يُضْرَب للرجل يأْتي الداهِيةَ أي اخْرَسي يا صَمامِ. الجوهري: ويقال للداهية: صَمِّي صَمامِ، مثل قَطامِ، وهي الداهية أي زِيدي؛ وأَنشد ابن بري للأَسْود بن يَعْفُر: فَــــــرَّتْ يَهُــــــودُ وأَســــــْلَمَتْ جِيرانُهـــــا، صـــــَمِّي، لِمَـــــا فَعَلَـــــتْ يَهُــــودُ، صــــَمَامِ ويقال: صَمِّي ابنةَ الجبل، يعني الصَّدَى؛ يضرب أَيضاً مثلاً للداهية الشديدة كأَنه قيل له اخْرَسِي يا داهية، ولذلك قيل للحيَّةِ التي لا تُجِيبُ الرَّاقِيَ صَمّاءُ، لأَن الرُّقى لا تنفعها؛ والعرب تقول للحرب إذا اشتدَّت وسُفِك فيها الدِّماءُ الكثيرةُ: صَمَّتْ حَصاةٌ بِدَم؛ يريدون أَن الدماء لما سُفِكت وكثرت اسْتَنْقَعَتْ في المَعْرَكة، فلو وقعت حصاةٌ على الأرض لم يُسمع لها صوت لأنها لا تقع إلا في نَجِيعٍ، وهذا المعنى أراد امرؤ القيس بقوله صَمِّي ابنةَ الجبلِ، ويقال: أراد الصَّدَى. قال ابن بري: قوله حَصاةٌ بدمٍ يَنبغي أن يكون حصاة بدمي، بالياء؛ وبيتُ امرئ القيس بكماله هو: بُدِّلْتُ من وائلٍ وكِنْدةَ عَدْ_وانَ وفَهْماً، صَمِّي ابنةَ الجَبَلِ قَـوْمٌ يُحـاجُون بالبِهـامِ ونِسْ_وان قِصار، كهَيْئةِ الحَجَلِ المحكم: صَمَّتْ حَصاةٌ بدمٍ أي أن الدم كثر حتى أُلْقيت فيه الحَصاةُ فلم يُسْمَع لها صوت؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لسَدُوسَ بنت ضباب: إنِّـــــي إلـــــى كـــــلِّ أَيْســـــارٍ ونادِبــــةٍ أَدْعُـــو حُبَيْشـــاً، كمـــا تُـــدْعى ابنــة الجَبــلِ أي أُنَوِّهُ كما يُنَوَّهُ بابنةِ الجبل، وهي الحيَّة، وهي الداهية العظيمة. يقال: صَمِّي صَمامِ، وصَمِّي ابْنةَ الجبل. والصَّمَّاءُ: الداهيةُ؛ وقال: صــــــَمَّاءُ لا يُبْرِئُهــــــا طُــــــولُ الصــــــَّمَمْ أي داهيةٌ عارُها باقٍ لا تُبْرِئها الحوادثُ. وقال الأصمعي في كتابه في الأمثال قال: صَمِّي ابنةَ الجبل، يقال ذلك عند الأمر يُسْتَفْظَعُ.ويقال: صَمَّ يَصَمُّ صَمَماً؛ وقال أَبو الهيثم: يزعمون أنهم يريدون بابنة الجبل الصَّدَى؛ وقال الكميت: إذا لَقِــــــيَ الســــــَّفِيرَ بهـــــا، وقـــــالا لهــــا: صــــَمِّي ابْنَــــةَ الجبلِــــ، الســــّفِيرُ يقول: إذا لَقِي السفِيرُ السَّفِيرَ وقالا لهذه الداهية صَمِّي ابنةَ الجبل، قال: ويقال إنها صخرة، قال: ويقال صَمِّي صَمامِ؛ وهذا مَثَلٌ إذا أتى بداهيةٍ. ويقال: صَمَامِ صَمَامِ، وذلك يُحْمَل على معنيين: على معنى تَصامُّوا واسْكُتوا، وعلى معنى احْمِلُوا على العدُوّ، والأَصَمُّ صفة غالبة؛ قال: جــــــاؤوا بِزُورَيْهــــــمْ وجئْنـــــا بالأَصـــــَمّْ وكانوا جاؤوا بِبعيرين فعَقَلوهما وقالوا: لا نَفِرُّ حتى يَفِرَّ هذان.والأَصَمُّ أيضاً: عبدُ الله بنُ رِبْعِيٍّ الدُّبَيْريّ؛ ذكره ابن الأعرابي. والصَّمَمُ في الحَجَر: الشِّدَّةُ، وفي القَناةِ الاكتِنازُ.وحَجرٌ أَصَمُّ: صُلْبٌ مُصْمَتٌ. وفي الحديث: أنه نَهَى عن اشْتِمال الصّمَّاءِ؛ قال: هو أن يَتجلَّلَ الرجلُ بثوبْهِ ولا يرفعَ منه جانباً، وإنما قيل لها صَمَّاء لأنه إذا اشْتَمل بها سَدَّ على يديه ورجليه المَنافذَ كلَّها، كأَنَّها لا تَصِل إلى شيء ولا يَصِل إليها شيءٌ كالصخرة الصَّمّاء التي ليس فيها خَرْقٌ ولا صَدْع؛ قال أبو عبيد: اشْتِمال الصَّمَّاءِ أن تُجلِّلَ جَسَدَك بتوبِك نَحْوَ شِمْلةِ الأَعْراب بأَكْسيَتِهم، وهو أن يرُدَّ الكِساءَ من قِبَلِ يمينِه على يدهِ اليسرى وعاتِقِه الأيسر، ثم يَرُدَّه ثانيةً من خلفِه على يده اليمنى وعاتِقِه الأيمن فيُغَطِّيَهما جميعاً، وذكر أَبو عبيد أَن الفُقهاء يقولون: هو أن يشتمل بثوبٍ واحدٍ ويَتغَطَّى به ليس عليه غيره، ثم يرفعه من أحد جانبيه فيَضَعَه على منكبيه فيَبْدُوَ منه فَرْجُه، فإذا قلت اشْتَمل فلانٌ الصَّمَّاءَ كأَنك قلت اشْتَملَ الشِّمْلةَ التي تُعْرَف بهذا الاسم، لأن الصمّاء ضَرْبٌ من الاشتمال. والصَّمَّانُ والصَّمَّانةُ: أرضٌ صُلْبة ذات حجارة إلى جَنْب رَمْل، وقيل: الصّمَّان موضعٌ إلى جنب رملِ عالِجٍ. والصَّمّانُ: موضعٌ بِعالِجٍ منه، وقيل: الصَّمَّانُ أرضٌ غليظة دون الجبل. قال الأزهري: وقد شَتَوْتُ الصَّمّانَ شَتْوَتَيْن، وهي أرض فيها غِلَظٌ وارْتفاعٌ، وفيها قِيعانٌ واسعةٌ وخَبَارَى تُنْبِت السِّدْر، عَذِيَةٌ ورِياضٌ مُعْشِبةٌ، وإذا أَخصبت الصَّمَّانُ رَتَعَتِ العربُ جميعُها، وكانت الصَّمَّانُ في قديم الدَّهْرِ لبني حنظلة، والحَزْنُ لبني يَرْبُوع، والدَّهْناءُ لجَماعتهم، والصَّمَّانُ مُتَاخِمُ الدَّهْناء.وصَمَّه بالعصا: ضَرَبَه بها. وصَمَّه بحجرٍ وصَمَّ رأْسَه بالعصا والحجر ونحوه صَمّاً: ضربه.والصِّمَّةُ: الشجاعُ، وجَمْعُه صِمَمٌ. ورجل صِمَّةٌ: شجاع. والصِّمُّ والصِّمَّةُ، بالكسر: من أَسماء الأَسد لشجاعته. الجوهري: الصِّمُّ، بالكسر، من أسماء الأسدِ والداهيةِ. والصِّمَّةُ: الرجلُ الشجاع، والذكرُ من الحيات، وجمعه صِمَمٌ؛ ومنه سمي دُرَيْدُ بن الصِّمَّة؛ وقول جرير: ســــَعَرْتُ عَلَيْــــكَ الحَــــرْبَ تَغْلــــي قُـــدُورُها، فهَلاَّ غَــــــــداةَ الصــــــــِّمَّتَيْن تُــــــــدِيمُها أَراد بالصِّمَّتين أَبا دُرَيْدٍ وعَمَّه مالِكاً. وصَمَّمَ أَي عَضَّ ونَيَّب فلم يُرْسِلْ ما عَضّ. وصَمَّمَ الحَيّةُ في عَضَّتِه: نَيَّبَ؛ قال المُتَلمِّس: فـــــأَطْرَقَ إطْـــــراقَ الشـــــُّجاعِ، ولـــــو رَأَى مَســــــاغاً لِنــــــابَيْه الشـــــُّجاعُ لَصـــــَمَّما وأَنشده بعض المتأَخرين من النحويين: لِناباه؛ قال الأَزهري: هكذا أَنشده الفراء لناباه على اللغة القديمة لبعض العربوالصَّمِيمُ: العَظْمُ الذي به قِوامُ العُضْو كصَميم الوَظِيف وصَميمِ الرأْس؛ وبه يقال للرجل: هو من صَمِيم قومه إذا كان من خالِصِهم، ولذلك قيل في ضِدِّه وَشِيظٌ لأَن الوَشِيظَ أَصغرُ منه؛ وأَنشد الكسائي: بمَصــــــْرَعِنا النُّعْمـــــانَ، يـــــوم تـــــأَلَّبَتْ علينـــــا تَميـــــمٌ مـــــن شـــــَظىً وصــــَمِيمِ وصَمِيمُ كلِّ شيء: بُنْكه وخالِصهُ. يقال: هو في صَميم قَوْمِه.وصَميمُ الحرِّ والبرد: شدّتُه. وصَميمُ القيظِ: أَشدُّه حرّاً. وصَميمُ الشتاء: أَشدُّه برْداً؛ قال خُفَاف بن نُدْبَةَ: وإنْ تَــــكُ خَيْلــــي قــــد أُصــــِيبَ صــــَمِيمُها، فعَمْـــــداً علـــــى عَيْــــنٍ تَيَمَّمْــــتُ مالكــــا قال أَبو عبيد: وكان صَميمَ خيلهِ يومئذ معاوية أخو خَنْساء، قتله دُرَيْدٌ وهاشم ابْنا حرملةَ المُرِّيانِ؛ قال ابن بري: وصواب إنشاده: إن تكُ خيلي، بغير واو على الخرم لأَنه أول القصيدة. ورجل صَمِيمٌ: مَحْضٌ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنتُ.والتَّصْميمُ: المُضِيُّ في الأَمر. أَبو بكر: صَمَّمَ فلانٌ على كذا أَي مَضَى على رأْيه بعد إرادته.وصَمَّمَ في السير وغيره أي مَضَى؛ قال حُمَيد بن ثَوْر: وحَصـــــْحَصَ فـــــي صــــُمِّ القَنَــــا ثَفِنــــاتِهِ، ونـــــاءَ بِســـــَلْمَى نَـــــوْءةً ثـــــم صــــَمَّما ويقال للضارب بالسيف إذا أصابَ العظم فأنْفذ الضريبة: قد صَمَّمَ، فهو مُصَمِّم،فإذا أَصاب المَفْصِل، فهو مُطَبِّقٌ؛ وأَنشد أَبو عبيد: يُصـــــــَمِّمُ أَحْيانــــــاً وحِينــــــاً يُطَبِّــــــقُ أَراد أَنه يَضْرِب مرَّةً صَمِيمَ العظم ومَرَّةً يُصِيب المَفْصِل.والمُصَمِّمُ من السُّيوف: الذي يَمُرُّ في العِظام، وقد صَمَّمَ وصَمْصَمَ. وصَمَّمَ السيفُ إذا مضى في العظم وقطَعَه، وأما إذا أَصاب المَفْصِلَ وقطعه فيقال طَبَّقَ؛ قال الشاعر يصف سيفاً: يُصـــــــَمِّم أَحْيانــــــاً وحينــــــاً يُطَبِّــــــق وسيفٌ صَمْصامٌ وصَمْصامةٌ: صارِمٌ لا يَنْثَني؛ وقوله أَنشده ثعلب: صَمْصــــــــــامَةٌ ذَكَّــــــــــرَهُ مُــــــــــذَكِّرُهْ إنما ذَكَّرَه على معنى الصَّمْصامِ أَو السَّيْفِ. وفي حديث أَبي ذر: لو وَضَعْتم الصَّمْصامةَ على رَقبَتي؛ هي السيف القاطع، والجمع صَماصِم.وفي حديث قُسٍّ: تَرَدَّوْا بالصَّماصِم أَي جعلوها لهم بمنزلة الأَرْدِية لحَمْلِهم لها وحَمْلِ حَمائِلها على عَواتِقهم. وقال الليث: الصَّمْصامَةُ اسمٌ للسيفِ القاطع والليلِ. الجوهري: الصَّمْصامُ والصَّمْصامةُ السيفُ الصارِمُ الذي لا يَنْثني؛ والصَّمْصامةُ: اسمُ سيفِ عَمْرو بن معد يكرب، سَمَّاه بذلك وقال حين وَهَبَه: خَليـــــلٌ لـــــمْ أَخُنْـــــهُ ولـــــم يَخُنِّيـــــ، علــــــى الصَّمْصــــــامةِ الســــــَّيْفِ الســـــَّلامُ قال ابن بري صواب إنشاده: علــــــى الصَّمْصــــــامةِ ام ســـــَيْفي ســـــَلامِي وبعده: خَليــــــلٌ لَــــــمْ أَهَبْـــــهُ مـــــن قِلاهُـــــ، ولكـــــــنَّ المَــــــواهِبَ فــــــي الكِــــــرامِ حَبَـــــوْتُ بـــــه كَريمـــــاً مـــــن قُرَيْشـــــٍ، فَســـــــُرَّ بـــــــه وصــــــِينَ عــــــن اللِّئامِ يقول عمرو هذه الأَبياتَ لما أَهْدَى صَمْصامتَه لسَعِيد ابن العاص؛ قال: ومن العرب من يجعل صَمْصامة غيرَ مُنوّن معرفةً للسَّيْف فلا يَصْرِفه إذا سَمَّى به سيْفاً بعينه كقول القائل: تَصـــــــْميمَ صَمْصـــــــامةَ حيــــــنَ صــــــَمَّما ورجلٌ صَمَمٌ وصِمْصِمٌ وصَمْصامٌ وصَمْصامةٌ وصُمَصِمٌ وصُماصِمٌ: مُصَمِّمٌ، وكذلك الفَرَسُ، الذكرُ والأُنثى فيه سواءٌ، وقيل: هو الشديدُ الصُّلْبُ، وقيل: هو المجتمعُ الخَلْق. أَبو عبيد: الصِّمْصِمُ، بالكسر، الغليظُ من الرجال؛ وقولُ عَبْد مَناف بن رِبْع الهُذَليّ: ولقـــــد أَتــــاكم مــــا يَصــــُوبُ ســــُيوفَنا، بَعـــــدَ الهَـــــوادةِ، كــــلُّ أَحْمَــــرَ صِمْصــــِم قال: صِمْصِم غليظ شديد. ابن الأَعرابي: الصَّمْصَمُ البخيلُ النهايةُ في البُخْل.والصِّمْصِمُ من الرجال: القصير الغليظ، ويقال: هو الجريءُ الماضي.والصِّمْصِةُ: الجماعةُ من الناس كالزِّمْزِمةِ؛ قال: وحـــــالَ دُونــــي مــــن الأَنْبــــارِ صِمْصــــِمةٌ، كــــانوا الأُنُــــوفَ وكـــانوا الأَكرمِيـــنَ أَبـــا ويروى: زِمْزِمة، قال: وليس أَحدُ الحرفين بدلاً من صاحبه لأن الأَصمعي قد أَثبتهما جميعاً ولم يجعل لأَحدِهما مَزِيَّةً على صاحبِه، والجمع صِمْصِمٌ. النضر: الصِّمْصِمةُ الأَكمَةُ الغليظة التي كادت حجارتها أَن تكونُ مُنْتَصِبة.أَبو عبيدة: من صِفات الخيل الصَّمَمُ، والأُنثى صَمَمةٌ، وهو الشديدُ الأَسْرِ المعْصُوبُ؛ قال الجعدي: وغــــــارةٍ، تَقْطَــــــعُ الفَيــــــافيَ، قَــــــد حـــــــارَبْتُ فيهـــــــا بِصـــــــلْدِمٍ صــــــَمَمِ أَبو عمرو الشيباني: والمُصَمِّمُ الجملُ الشديدُ؛ وأَنشد: حَمَّلْـــــــــتُ أَثْقـــــــــالي مُصـــــــــَمِّماتِها والصَّمّاءُ من النُّوقِ: اللاَّقِحُ، وإبِلٌ صُمٌّ؛ قال المَعْلُوطُ القُرَيْعيُّ: وكــــــانَ أَوابِيهــــــا وصــــــُمُّ مَخاضـــــِها، وشـــــــــافِعةٌ أُمُّ الفِصـــــــــالِ رَفُــــــــودُ والصُّمَيْماءُ: نباتٌ شِبْه الغَرَزِ يَنْبت بنَجْدٍ في القِيعان.
المعجم: لسان العرب

جرم

المعنى: جرم (جَرَمَهُ يَجْرِمُهُ) جَرْماً (قَطَعَهُ) . (و) جَرَمَ (النَّخْلَ) يَجْرِمُهُ (جَرْماً) وَكَذلِكَ التَّمْرَ (وَجَراماً) ، بِالْفَتْح (ويُكْسَرُ) : أَي: (صَرَمَهُ) ، فَهُوَ جارِمٌ. يُقال: جَاءَ زَمَنُ الجَرامِ والجِرام، أَي: صِرام النَّخْلَ. (و) جَرَمَ (النَّخْلَ جَرْماً: خَرَصَهُ) وَجَزَّهُ، (كاجْتَرَمَهُ) ، عَن اللِّحيانّي. (و) جَرَمَ (فُلانٌ) جَرْماً: (أَذْنَبَ، كأَجْرَمَ واجْتَرَمَ، فَهُوَ مُجْرِمٌ وجَريمٌ) . (و) جَرَمَ (لأَهْلِهِ: كَسَبَ) لَهُم، يُقال: خَرَجَ يَجْرِمُ لأهْلِهِ ويَجْرِمُ أَهْلَه، أَي: يَطْلُبُ وَيَحْتالُ (كاجْتَرَمَ) ، وَهُوَ جارِمُ أَهْلِه: كاسِبُهم، وَأنْشد أَبُو عُبَيْدة لِلهَيْرُدانِ أَحَدُ لُصُوصِ بَنِي سَعْدٍ: (طَرِيدُ عَشِيرَةٍ وَرَهِينُ جُرْمٍ  ...  بِمَا جَرَمَتْ يَدِي وجَنى لِسانِي) وَقد فُسِّرَت الْآيَة: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئَانُ قَوْمٍ} بِهَذَا المَعْنَى، أَي: لَا يَكْسِبَنَّكُم، وَقيل: لَا يَحْمِلَنَّكم.  (و) جَرَمَ (عَلَيْهِم، وإِلَيْهِم، جَرِيمَةً: جَنَى جِنايَةً) ، وَقَول الشاعِر، أنشدَه ابنُ الأعرابيّ: (ولاَ مَعْشَرٌ شُوسُ العُيونِ كَأَنَّهُمْ  ...  إِلَيَّ ولَمْ أَجْرِمْ بهم طالِبُو ذَحْلِ) قَالَ: أرادَ لم أَجْرِمْ إِلَيْهِم أَو عَلَيْهم، فَأَبْدَلَ الباءَ مكانَ إِلَى أَو عَلَى، (كَأَجْرَمَ) إِجْراماً، يُقَال: هُوَ جارِمٌ على نَفْسِهِ وقَوْمِهِ. (و) جَرَمَ (الشّاةَ) جَرْماً: (جَزَّهَا) أَي: جَزَّ صُوفَها، وَقد جَرَمْتُ مِنْهُ: إِذا أَخَذْتَ مِنْهُ، مثل جَلَمْتُ، كَمَا فِي الصِّحَاح. (والجِرْمَةُ، بالكَسْرِ: القَوْمُ) الّذين (يَجْتَرِمُونَ النَّخْلَ) ، أَي: يَصْرِمُون، نَقله الجوهريُّ وَأنْشد لامْرِئ القَيْس: (عَلَوْنَ بأنْطاكِيَّةٍ فَوْقَ عِقْمَةٍ  ...  كجِرْمَةِ نَخْلٍ أَو كَجَنَّةِ يَثْرِبِ) هَكَذَا أنشدَهُ الجوهريُّ شاهِداً على الجِرْمَة بِمَعْنى القَوْم، والصَّحيحُ أَنَّ الجِرْمَةَ هُنا مَا جُرِم وصُرِمَ من البُسْرِ، شَبَّه مَا على الهَوْدَجِ من وَشْي وعِهْنٍ بالبُسْرِ الأَحْمَرِ والأَصْفَرِ، أَو بجَنَّةِ يَثْرِبَ؛ لأَنَّها كثيرةُ النَّخْل. (والجُرْمُ، بالضَّمِّ: الذَّنْبُ كالجَرِيمَةِ) ، كسفينة، (والجَرِمَةِ كَكَلِمَة) ، قَالَ الشَّاعِر: (فإنَّ مَوْلايَ ذُو يُعَيِّرُنِي  ...  لَا إِحْنَةٌ عِنْدَهُ وَلَا جَرِمَهْ) (ج: أَجْرامٌ وجُرُومٌ) كِلاهُما جَمْعان للجُرْمِ، وَأما الجَريمَةُ فَجَمْعُها الجَرائِمُ وَفِي الحَديث: " أَعظَمُ المُسْلِمِين جُرْماً مَنْ سَأَلَ عَن شَيْءٍ لم يُحَرَّمْ عَلَيْهِ فَحُرِّمَ من أَجْلِ مَسْئَلَتِه ". (و) الجُرامَةُ، (كَثُمامَةٍ: الجُذامَةُ) وَهُوَ مَا سَقَط من التَّمْرِ  إِذا جُرِمَ، قَالَه الأَصْمَعِيُّ، (و) قيل: هُوَ (التَّمْرُ المَجْرُومُ) أَي: المَصْرُومُ، (أَو مَا يُجْرَمُ مِنْهُ، بَعْدَ مَا يُصْرَمُ، يُلْقَطُ من الكَرَبِ؛ و) أَيضاً: (قِصَدُ البُرِّ والشَّعِيرِ وَهِي أَطْرافُه تُدَقُّ ثُمَّ تُنَقَّى) ، والأَعْرَف الجُدامَةُ، بالدّال، وكُلُّه من القَطْع. (و) الجَرِيمُ والجُرامُ، (كَأَمِيرٍ وغُرابٍ: التَّمْرُ اليابِسُ) وَفِي الصِّحاح: المَصْرُومُ، وَاقْتصر على الأُوْلَى، يُقَال: تَمْرٌ جَرِيمٌ أَي: مَجْرُومٌ، قَالَ الشَّاعِر: (يَرَى مَجْداً وَمَكْرُمَةً وعِزاً  ...  إِذا عَشَّى الصَّدِيِقَ جَرِيمَ تَمْرِ) ثمَّ قولُ المُصَنِّف: وغُراب، غَلَطٌ ظاهِر، والصَّوابُ: كَأَمِير وسَحابٍ، وَهَكَذَا ضَبَطه أَبو عَمْرو، ومثلُه فِي المُحْكَم، قَالَ: الجَرِيمُ والجَرامُ، بالفَتْحِ: التَّمْرُ اليابِسُ. (و) فِي الصِّحَاح: الجَرامُ، بالفَتْح، والجَرِيمُ: (النَّوَى) وهُما أَيْضا التَّمْرُ اليابِسُ، ذَكَرَه ابنُ السِّكِّيت فِي بَاب فَعِيلِ وفَعالٍ، مثل: شَحاجٍ وشَحِيجٍ، وَعَقامٍ وَعَقِيمٍ، وكَهامٍ وَكَهِيمٍ، وبَجالٍ وَبَجِيلٍ، وصَحاحِ الأَدِيمِ وصَحِيح، وَقَالَ الشمّاخ: (مُفَجُّ الحَوامِي عَنْ نُسُورٍ كَأَنَّها  ...  نَوَى القَسْبِ تَرَّتْ عَن جَرِيمٍ مُلَجْلَجِ) أَرَادَ النَّوَى، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وَلم أَسْمَع للجَرامِ بِمَعْنى النَّوَى بواحِدٍ. (والمُجْرِمُونَ) فِي قَوْله تعالَى: {وَكَذَلِكَ نجزي الْمُجْرمين} : (الكافِرُونَ) لأنَّ الّذِي ذُكِرِ مِنْ قِصَّتِهم التَّكْذِيبُ بآياتِ الله والاسْتِكْبارُ عَنْهَا، قَالَه الزجّاج. (وَتَجَرَّمَ عَلَيْه) : إِذا (ادَّعَى عَلَيْه الجُرْمَ وإِنْ لَمْ يُحْرِمْ) ، نَقله ابنُ سِيدَه عَن ابنِ الأَعرابِيِّ، وَأنْشد:  (قد يُفْتَرَى الهِجْرانُ بالتَّجَرُّمِ  ...  ) وَقَالَ غَيْرُه: تَجَرَّم عَلَيْهِ: ادَّعَى ذَنْباً لم يَفْعَلْه، وَأنْشد: (تَعُدُّ عَلَيَّ الذَّنْبَ إِنْ ظَفِرَتْ بِهِ  ...  وَإِلاَّ تَجِدْ ذَنْباً عَلَيَّ تَجَرَّمِ) وَقَالَ أَبُو العَبّاس: فُلانٌ يَتَجَرَّم عَلَيْنا، أَي: يَتَجَنَّى مَا لَمْ نَجْنِه، وَأنْشد: (أَلاَ لَا تُبالِي حَرْبَ قَوْمٍ تَجَرَّمُوا  ...  ) (و) تَجَرَّم (اللَّيْلُ: ذَهَبَ وَتَكَمَّلَ) وانْقَضَى، وَهُوَ مجَاز. (وَجَرِيمَةُ القَوْمِ: كاسِبُهُم) ، قَالَ أَبُو خِراشٍ يذكر عُقاباً تَزُقُّ فَرْخَها وَتَكْسِبُ لَهُ: (جَرِيَمةُ ناهِضٍ فِي رَأْسِ نِيقٍ  ...  تَرَى لِعظامِ مَا جَمَعَتْ صَلِيباً) (والجِرْمُ، بالكَسْرِ: الجَسَدُ) وَفِي حَدِيثٍ: " اتَّقُوا الصُّبْحَةَ فَإِنَّها مَجْفَرَةٌ مَنْتَنَةٌ للجِرْم " قَالَ ثَعْلَب: الجِرْمُ: البَدَن، (كالجِرْمانِ) بِالْكَسْرِ أَيْضا. (ج) فِي القَلِيلِ: (أَجْرامٌ) ، قَالَ يَزِيدُ ابْن الحَكَم الثَّقَفيُّ: (وَكَمْ مَوْطِنٍ لَوْلايَ طِحْتَ كَمَا هَوَى  ...  بِأَجْرامِهِ من قُلَّةِ النَّيقِ مُنْهَوِي) وَجَمَع كَأَنَّه صَيَّر كُلَّ جزءٍ من جِرْمِهِ جِرْماً، (و) فِي الكَثِير: (جُرُومٌ وجُرُمٌ، بِضَمَّتَيْن) ، قَالَ: (ماذَا تَقُولُ لأَشْياخٍ أُولِي جُرُمٍ  ...  سُودِ الوُجُوهِ كَأَمْثالِ المَلاحِيبِ) وَفِي التَّهْذِيب: الجِرْمُ: أَلْواحُ الجَسَد وجُثْمانُه، وَأَلْقَى عَلَيْه أَجْرامَه، عَن اللّحْيانيّ وَلم يُفَسِّرْه، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنَّه يريدُ ثَقَلَ جِرْمِه، وَجُمِعَ على مَا تَقَدَّم فِي بَيْت يَزيد. (و) الجِرْمُ (الحَلْقُ) ، قَالَ مَعْنُ بنُ أَوْس:  لأَسْتَلَّ مِنْهُ الضِّغْنَ حَتَّى اسْتَلَلْتُه وَقد كانَ ذَا ضِغْنِ يَضِيق بِهِ الجِرْمُ يقولُ: هُوَ أَمْرٌ عَظِيمٌ لَا يُسِيغُه الحَلْقُ. (و) الجِرمُ: (الصَّوْتُ) حَكَاهُ ابنُ السِكِّيت وَغَيْرُه، وَبِه فَسّر قَول بَعضهم: إِنّ فُلاناً لَحَسَن الجِرْمِ أَي: الصَّوْت. (أَو) جِرْمُ الصَوْتِ: (جِهارَتُهُ) ، يُقَال: مَا عَرَفْتُه إِلا بجِرْمِ صَوْتِه، وَقد كَرِهَها بعضُهم، وَفِي الصِّحَاح قَالَ أَبُو حَاتِم: أُولِعَت العامّةُ بقَوْلهمْ: فلانٌ صافِي الجِرْم، أَي: الصَّوْت أَو الحَلْقِ، وَهُوَ خَطَأٌ. (و) الجِرْمُ: (اللَّوْنُ) ، نَقله الجوهريُّ وَهُوَ قولُ ابنِ الأعرابيّ. (والجَرِيمُ) ، كأمِيرٍ (العَظِيمُ) الجِرْمِ أَي: (الجَسَد) ، أنْشد ثَعْلَب: (وَقد تَزْدَرِي العَيْنُ الفَتَى وَهْوَ عاقِلٌ  ...  ويُؤْفَنُ بَعْضُ القَوْمِ وَهْوَ جَرِيمُ) ويُرْوَى وَهُوَ حَزِيمُ، (وَهِي) جَرِيمَةٌ (بهاءٍ) أَي: ذَات جِرْمٍ وجِسْمٍ، (كالمَجْرُومٍ، ج: جِرامٌ) بالكَسْر، كَكَرِيم وكِرامٍ، نَقله الجوهريُّ، قَالَ: ويُقال: جِلَّةٌ جَرِيمٌ أَي: عِظامُ الأَجْرام، والجِلَّةُ: الإِبِل المَسانّ. (وَحَوْلٌ مُجَرَّمٌ، كَمُعَظَّم) أَي: (تامٌّ) ، وَقَالَ أَبُو زيْدٍ: العامُ المُجَرَّمُ: الماضِي المُكَمَّل، وأنشدَ ابنُ بَرِّي لعُمَرَ بنِ أبِي رَبِيعَةَ: (ولكِنَّ حُمَّى أَضْرَعَتْنِي ثَلاثَةً  ...  مُجَرَّمَةً ثُمَّ اسْتَمَرَّت بِنا غِبَّا) وَقَالَ ابنُ هانِئ: سَنَةٌ مُجَرَّمَةٌ، وشَهْرٌ مُجَرَّمٌ وَكَرِيتٌ، وَهُوَ التامُّ، (وَقد تَجَرَّمَ) أَي: انْقَضَى، قَالَ لَبِيد: (دِمَنٌ تَجَرَّمَ بَعْد عَهْدِ أَنِيسِها  ...  حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُها وحَرامُها) أَي: تَكَمَّل، قَالَ الأزهريّ، وَهَذَا  كُلُّه من القَطْعِ، كأنَّ السَّنَة لمّا مَضَتْ صَارَت مَقْطُوعة من المُسْتَقْبَلَة. (وَجَرَّمْناهُمْ تَجْرِيماً) أَي: (خَرَجْنا عَنْهُم) ، نَقله اللَّيث. (وَلَا جَرَمَ، و) يُقَال (لَا ذَا جَرَمَ وَلَا أَنْ ذَا جَرَمَ، وَلَا عَنْ ذَا جَرَمَ وَلَا جَرَ) ، بِلَا مِيم، قَالَ الكسائِيُّ: حُذِفَت الْمِيم لِكَثْرَة استِعمالهم إِيّاه، كَمَا قَالُوا: حاشَ لِلَّه وَهُوَ فِي الأَصْل حاشَا لِلّه، وكما قالُوا: أَيْش، وإِنَّما هُوَ أَيُّ شَيْءٍ، وكما قَالُوا: سَوْ تَرَى، وَإِنَّما هُوَ سَوْفَ تَرَى. (و) يُقال أَيْضا: (لَا جَرُمَ، كَكَرُمَ، وَلَا جُرْمَ، بِالضَّمِّ) ، كُلُّ ذَلِك (أيْ: لَا بُدَّ، أَو) مَعْناه: (حَقَّا، أًوْ لَا مَحاَلَة، أوْ هَذَا أَصْلُه، ثمَّ كَثُرَ) اسْتِعْمالُهُم إِيَّاه (حَتَّى تَحَوَّلَ إِلَى مَعْنَى القَسَمِ) . وَنَصُّ الصِّحَاح: قَالَ الفَرّاءُ: لَا جَرَمَ كلمةٌ كانَتْ فِي الأَصْلِ بِمَنْزِلَة لَا مَحالَةَ وَلَا بُدَّ، فَجَرَت على ذلِكَ، وَكَثُرَتْ حَتَّى تَحَوَّلَتْ إِلَى مَعْنَى القَسَم، وصارَتْ بمنزلةِ حَقَّاً، (فَلِذلِكَ يُجابُ عَنْهُ) ، كَذَا بِخَطِّ أبي زَكَرِيَّا، وَفِي سَائِر نسخ الصِّحَاح: عَنْها، (باللَّامِ) كَمَا يُجابُ بهَا عَن القَسَمِ (فيُقالُ) وَفِي الصِّحَاح: أَلاَ تَراهُم يَقولُون: (لَا جَرَمَ لآتِيَنَّكَ) ، قَالَ: ولَيْسَ قَوْلُ من قَالَ: جَرَمْتُ: حَقَقْتُ بِشَيْءٍ، وَإِنَّما لَبَّسَ عَلَيْهِم قَوْلُ الشاعِرِ وَهُوَ أَبُو أَسْماءَ بنِ الضَّرِيبَة، وَيُقَال للحَوْفَزانِ، قَالَ ابنُ بَرِّي: ويُقال لِعَطيَّةَ بن عَفِيفٍ: (وَلَقَدْ طَعَنْت أَبَا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً  ...  جَرَمَتْ فَزارَة بَعْدَها أَنْ يَغْضَبُوا) فرفَعُوا فَزارَة كَأَنَّه قَالَ: حَقَّ لَهَا الغَضَبُ، قَالَ: وفَزارَةُ مَنْصُوبَة، أَي: جَرَمَتْهُم الطَّعْنَةُ أَنْ يَغْضَبُوا. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: أَحَقَّتْ عَلَيْهِم الغَضَبَ، أَي: أَحَقَّت الطَّعْنَةُ فَزارَةَ أَنْ يَغْضَبُوا؛ وَحَقَّتْ أَيْضا مِنْ قَوْلهم: لَا جَرَمَ لَأَفْعَلَنّ كَذَا، أَي: حَقَّاً. قَالَ ابنُ بَرِّي: وَهَذَا القَوْلُ رَدٌّ على سِيبَوَيْه  والخَلِيلِ؛ لأنّهما قَدَّراه أَحَقَّتْ فزارةُ الغَضَب، أَي: بالغَضَبِ، فأسقط الْبَاء. قَالَ: وَفِي قَوْل الفَرَّاء لَا يحْتَاج إِلَى إِسْقاطِ حَرْفِ الجَرِّ فِيهِ؛ لأنَّ تقديرَهُ عِنْده كَسَبَتْ فَزارَةَ الغَضَبَ عَلَيْك. قَالَ: والصَّوابُ فِي إِنشاد البَيْتِ ولَقَد طَعَنْتَ بِفَتْح التاءِ؛ لأنّه يُخاطِبُ كُرْزاً العُقَيْلِيَّ يَرْثِيه، وقَبْلَ الْبَيْت: (يَا كُرْزُ إِنَّكَ قَدْ قُتِلْتَ بفارِسٍ  ...  بَطَلٍ إِذا هابَ الكُماةُ وَجَبَّبُوا) وكانُ كُرْزٌ قد طَعَنَ أَبَا عُيَيْنَة، وَهُوَ حِصْنُ بن حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ الفَزارِيّ. قَالَ ابنُ سَيّده: وَزَعَم الخَلِيلُ أَنَّ جَرَمَ إِنّما تكونُ جَواباً لٍ مَا قَبْلَها من الكَلامِ، يَقُول الرجلُ: كَانَ كَذا وكَذا، وفَعَلُوا كَذَا، فَتَقُولُ، لَا جَرَمَ أَنَّهم سَيَنْدَمُون، أَو أنّه سَيَكُونُ كَذَا وَكَذا. وَقَالَ ثَعْلَب: الْفراء والكِسائِيُّ يَقُولان: لَا جَرَمَ تَبْرِئَةٌ. قَالَ الأزهريُّ: وَقد قيل: لَا، صِلَةٌ فِي لَا جَرَمَ، والمَعنى: كَسَبَ لَهُم عَمَلُهُمُ النَّدَمَ. وَقَالَ ابنُ الأعرابِيّ: لَا جَرَمَ لقد كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَا ذَا جَرَ وَلَا ذَا جَرَمَ، والعَرَبُ تَصِل كلامَها بِذِي وَذَا وَذُو فَتكون حَشْواً وَلَا يُعْتَدّ بهَا، وَأنْشد: (إِنّ كِلاباً والِدِي لَا ذَا جَرَمْ  ...  ) وَقَالَ ابْن الْأَثِير: لَا جَرَمَ كلمةٌ تَرِدُ بِمَعْنى تَحْقِيقِ الشَّيْءِ وَقد اخْتُلِف فِي تَقْدِيرِها فَقيل: أَصْلُها التَّبْرِئةُ بِمَعْنى لَا بُدَّ، وَقد استُعْمِلَت فِي مَعْنى حَقَّاً. وَقيل: جَرَمَ بِمَعْنى كَسَبَ، وَقيل: بمَعْنَى وَجَبَ وَحَقَّ، وَلَا: رَدٌّ لِما قَبْلها من الكَلامِ، ثمَّ يُبْتَدَأُ بهَا كَقَوله تعالَى: {لَا جرم أَن لَهُم النَّار} أَي: لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا قَالُوا، ثمَّ ابْتَدَأ وَقَالَ: وَجَبَ لَهُم النارُ. قُلتُ: وَقد  حَقَّق الكَلامَ فِيهِ ابنُ هِشام فِي المُغْنِي فِي بَحْث " لَا "، والجَلالُ فِي هَمْع الهَوامِعِ أثْنَاء بَحْثِ " إِنَّ " والقَسَم، والخَفاجِي فِي العِنايَةِ أَثْناءَ غافِرٍ، وَأَشَارَ إِلَيْهِ أثناءَ النَّحْلِ، وَفِيمَا أَوْرَدْناه كِفايَة. (والجَرْمُ: الحارُّ) ، فارِسي (مُعَرَّب) كَرْم. (و) أَيْضا: (الأَرْضُ الشَّدِيدَةُ الحَرِّ) . وَقَالَ أَبُو حَنيِفَةَ: أرضٌ جَرْمٌ دَفِيئَةٌ والجَمْع جُرُومٌ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: أرضٌ جَرْمٌ تُوصَفُ بالحَرِّ، وَهُوَ دَخِيلٌ. وَقَالَ اللَّيْث: الجَرْمُ: نقيضُ الصَّرْدِ، يُقَال: هَذِه أَرْضٌ جَرْمٌ، وهذهِ أَرْضٌ صَرْدٌ، وهُما دَخِيلانِ فِي الحَرّ والبَرْدِ. وَقَالَ الجوهريّ: الجُرُوم من الْبِلَاد: خِلافُ الصُّرُودِ. (و) الجَرْمُ: (زَوْرَقٌ يَمَنِيٌّ، ج: جُرُومٌ) ، وَهِي النَّقِيرَة، جَمْعُها نَقائِرُ. (و) جَرْمٌ: (بَطْنٌ فِي طيِّئٍ) ، وَهُوَ ثَعْلَبَةُ بنُ عَمْرِو بن الغَوْثِ بن جُلْهُمَةَ وَهُوَ طَيِّئ، مَساكِنهُم صَعِيدُ مِصْرَ، قَالَه صاحبُ العِبَر، وَمِنْهُم بَقِيَّةٌ فِي نَواحِي غَزَّةَ، وَمن وَلَدِه حَيّانُ بنُ ثَعْلَبَةَ، وَإِلَيْهِ يَنْتَسِب أَبُو عبد الله محمَدُ بنُ مالِكٍ النَّحْوِيُّ المِصْرِيُّ، وَعَمْرُو بنُ سَلَمَة الجَرْمِيُّ لَهُ صُحْبَةٌ، وَأَبُو قِلابَة عَبْدُ الله بنُ يَزيدَ الجَرْمِيُّ البَصْريُّ تابِعِيٌّ جَليلٌ، وَأَبُو عُمَر صالحُ ابْن إِسْحَاق الجَرمِيُّ، لُغَوِيٌّ مَشْهُورٌ، أَخَذَ عَن الأَخْفَشِ وَأَبِي عُبَيْدَةَ وأبِي ذَرِّ والأَصْمَعِيِّ، ورَوَى الحَدِيثَ، توفِّي سنة مائتَيْنِ وخَمْسٍ وعِشْرِين. (و) جَرْمُ (بْنُ زَبَّانَ) بنِ حُلوان بن عِمْرانَ بنِ الحافِي: (بَطْنٌ فِي قُضاعَةَ) ، مِنْهُم: شِهابُ بنُ المَجْنونِ، صَحابِيٌّ، وَأَخُوهُ عامِرٌ  مَدْرَجُ الرِّيحِ، شاعِرٌ، وَهَوْذَةُ بن عَمْرٍ والجَرْمِيُّ، لَهُ وِفادَةٌ. (و) الجِرْمُ، (بالكَسْرِ: بلادٌ) وَرَاء وَلْوالِج (قُرْبَ بَذَخْشانَ) وَلم يَذْكُر المُصَنَّفِّ بَذخْشانَ فِي مَوْضِعِه، وَمِنْهَا الفَقِيهُ أَبُو عَبْد الله سَعِيدُ بنُ حَيْدَر الجِرْمِيّ، سَمِعَ أَبَا يَعْقُوبَ يُوسُفَ بنَ أَيوُّبَ الهَمْدانِيّ، توفِّيَ بِبَلَدِهِ سنة خَمْسِمائةٍ وثلاثٍ وَأَرْبَعِين. (وَبَنُو جارِمٍ، بَطْنان) ، أحَدُهُما فِي بني ضَبَّةَ، والآخَرُ فِي بني سَعْدٍ، فالتي فِي ضَبَّةَ هم بَنو جارِم بن مالِك بن بَكْرِ بنِ سَعْدِ بنِ ضَبَّة، ذكره ابنُ الكَلْبِيّ، وَكَانَ لَهُ خطّة بالبَصْرة، وَأنْشد الجوهريُّ: (إِذا مَا رَأَتْ حَرْباً عَبُ الشَّمْسِ شَمَّرَتْ  ...  إِلى رَمْلِها والجارِمِيُّ عَمِيدُها) وَأنْشد الحافِظُ فِي التَبْصِير للفرزدق: (ولَوْ أَنَّ مَا فِي سُفْنِ دارِينَ صَبَّحَتْ  ...  بِنِي جارِمٍ مَا طَيَّبَتْ رِيحَ خَنْبَشِ) (و) جَرِمَ الرجلُ (كَفَرِحَ: صَار يَأْكُلُ جُرامَةَ النَّخْلِ) بَين السَّعَف، عَن أبي عَمْرو. (وَأَجْرَمَ) الرجلُ: (عَظُمَ) جِرْمُهُ، هَكَذَا فِي النّسخ، والصَّواب جَرِمَ ثلاثياً، (و) كَذَا مَا بَعْدَه: جَرِمَ (لَوْنُه) : إِذا (صَفَا، و) جَرِم (الدَّمُ بِهِ: لَصِقَ، و) جَرِمَ الرَّجُلُ: (صَفَا صَوْتُهُ) . (وجاجَرْمُ) بِسُكُون الرَّاء: (د) بَين نَيْسابُور وجُرْجانَ، مِنْهُ أَبُو القاسِم عبدُ العَزِيز بن مُحَمّد بن مُحَمّد الجاجَرْمِي النَّيْسابُوريّ، أحدُ مَشايخ أبي مُحَمّد عبد الْعَزِيز بن أبي بَكْرٍ النَّخْشَبِيّ، تُوُفّي بعد سنة أَرْبَعِينَ وأَرْبَعِمائَة. (و) أَجْرَمُ، (كَأَحْمَدَ: بَطْنٌ من خَثْعَمَ) وَهَكَذَا نَقله الحافِظُ أَيْضا.  (والجَرِيمَةُ) ، كَسَفينة: (آخِرُ وَلَدِكَ) ، كَأَنَّهُ جَرَم بَعْدَه، أَي: قطع. (والأَجْرامُ: مَتاعُ الرَّاعِي) ، كَأَنَّه جمع جِرْمٍ، بالكَسْر. (و) الأَجْرامُ: (لَوْنانِ من السَّمَكِ) . (و) مُجْرِمٌ، (كَمُحْسِنٍ: اسمٌ) . [] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: شَجَرَةٌ جَرِيمَةٌ: مَقْطُوعَة. وقَوْمٌ جُرَّمٌ وجُرّامٌ، كَسُكَّرٍ وَرُمّانٍ: جَمْعا جارِمٍ للصَّارِمِ. وأَجْرَمَ التَّمْرُ: حانَ جِرامُه، وَقَول ساعدَة بن جُؤية: (سادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيعِ ثَمانِيَا  ...  ) أَي: قَطَعَ ثمانِيَ لَيالٍ مُقيماً فِي البَضِيعِ يَشْرَبُ الماءَ. والجَرِيمُ، كَأَمِيرٍ: مَا يُرْضَخُ بِهِ النَّوَى. والجَرِيمَةُ: النَّواةُ، وَمِنْه قولُ أَوْسِ ابْن حارِثَة: لَا والَّذِي أَخْرَجَ العِذْقَ من الجَرِيمَة، والنارَ من الوَثِيمَة. أَي: أَخْرَج النَّخْلَة من النَّواةِ، والنارِ من الحِجارَةِ المَكْسُورَة. والجِرْمَةُ، بِالْكَسْرِ: مَا جُرِمَ وصُرِمَ من البُسْرِ. وَفِي الحَدِيث: " لَا تَذْهَبُ مائةُ سَنَةٍ وعَلى الأَرْضِ عَيْنٌ تَجَرَّمُ " أَي: تَطْرِفُ. يُرِيد: تَجَرُّمَ ذَلِك القَرْنِ وانقِضَائِهِ. وَأَبُو مُجْرَم، كَمُحْسِنٍ، كُنْيَة أبي مُسْلِم صاحبِ الدَّوْلَة، هَكَذَا كَناهُ المَنْصُور. والجُرْم، بالضَّمِّ: التَّعِّدي. وقالُوا: اجْتَرَمَ الذَّنْبَ فَعَدُّوه. قالَ الشَّاعِر: أَنشده ثَعْلَب: (وَتَرَى اللَّبِيبَ مُحسَّداً لم يَجْتَرِمْ  ...  عِرْضَ الرِّجالِ وعِرْضُه مَشْتُومُ) وَجَرُمَ الرجلُ كَكَرُمَ: إِذا عَظُمَ  جُرْمُه، أَي: أَذْنَب. وَجعله المُصَنِّف أَجْرَم، وَهُوَ غَلَظٌ من النُّسّاخ. والجارِمُ: الجانِي، قَالَ: (وَلَا الجارِمُ الجانِي عَلَيْهِم بمُسْلَمِ  ...  ) وَقَرَأَ يَحْيَى بنُ وَثاب والأَعْمَش {لَا يجرمنكم} بِضَمّ الْيَاء. قَالَ الزجّاج: جَرَمْتُ وَأَجْرَمْتُ بِمَعْنى وَاحِد، وَقيل مَعْناه لَا يُدْخِلَنَّكُم فِي الجُرْم، مِن أَجْرَمَهُ، كَمَا يُقَال: آثَمْتُه، أَدْخَلْتُه فِي الإِثْم. والمُدّ بالحِجاز يُدْعَى جَرِيماً، يُقَال: أَعْطَيْتُه كَذَا وَكَذَا جَرِيماً. قَالَ الزَّمَخشريّ: هُوَ مُدُّ رَسُول الله - صلى الله تعالَى عَلَيْهِ وسلّم -. وَتَجَرَّمَ الشِّتاءُ: انْقَضَى. وجَرَمْناهُ: أَتْمَمْناه. وَفِي بَجِيلَةَ جَرْمُ بن عَلَقَة بن أَنْمار. وَفِي عامِلَة: جرم بنُ شَعْلِ بن مُعاوِية، بُطُونٌ من العَرَب. وابنُ آجُرُّوم: مؤلّف الأَجُرُّومِيّة مشهورٌ. وجارِمُ بن هُذَيْلٍ شاعرٌ قَدِيمٌ من الأَعْراب.
المعجم: تاج العروس