المعجم العربي الجامع
عتم
المعنى: عَتَم الرجلُ عن الشيء يَعْتِمُ وعَتَّم: كَفَّ عنه بعد المُضِيِّ فيه؛ قال الأَزهري: وأَكثر ما يقال عَتَّم تَعْتِيماً، وقيل: عَتَّم احْتَبَسَ عن فِعْل الشيء يريده. وعتَم عن الشيء يَعْتِمُ وأَعْتَم وعَتَّم: أَبْطأَ، والاسم العَتَمُ: وعَتَم قِراهُ: أَخَّره. وقِرىً عاتِمٌ ومُعَتِّمٌ: بطيءٌ مُمْسٍ، وقد عَتَم قِرَاه. وأَعْتَمه صاحبُه وعَتَّمه أَي أَخَّره.ويقال: فلانٌ عاتِمُ القِرَى؛ قال الشاعر: فلمـا رأيْنـا أَنـه عـاتِمُ القِرَى بَخِيلٌـ، ذَكَرْنا ليلةَ الهَضْمِ كَرْدَما قال ابن بري: ويقال جاءنا ضَيْفٌ عاتِمٌ إذا جاء ذلك الوقتَ؛ قال الراجز: يَبْنـي العُلـى ويَبْتَني المَكارِما، أَقْــراهُ للضــَّيْفِ يــؤُوب عاتِمَـا وأَعْتَمْتَ حاجَتك أَي أَخَّرْتَها. وقد عَتَمَتْ حاجتُك، ولغةٌ أُخرى: أَعْتَمَتْ حاجتُك أَي أَبْطأَتْ؛ وأنشد قوله: مَعــاتِيمُ القِرَىـ، سـُرُفٌ إذا مـا أَجَنَّــتْ طَخْيَــةُ الليــلِ البَهِيـمِ وقال الطِّرِمّاحُ يمدح رجلاً: مــتى يَعِــدْ يُنْجِــزْ، ولا يَكْتَبِـلْ منــه العَطايــا طُـولُ إعْتامِهـا وأَنشد ثعلب لشاعر يهجو قوماً: إذا غـابَ عنْكُمْ أَسوَدُ العَينِ كُنْتُمُ كِرامـاً، وأَنْتمْـ، ما أَقامَ، أَلائِمُ تحَـدَّث رُكْبـانُ الحَجِيـجِ بلُـؤْمِكمْ، ويَقْرِي به الضَّيْفَ اللِّقاحُ العَواتِمُ يقول: لا تكونون كراماً حتى يَغِيبَ عنكم هذا الجبلُ الذي يقال له أَسْوَدُ العَينِ وهو لا يَغِيبُ أَبداً، وقوله: يقري به الضيفَ اللقاحُ العواتم، معناه أَن أَهل البادية يتَشاغَلون بذكر لُؤْمِكُمْ عن حَلْبِ لِقاحِهم حتى يُمْسُوا، فإذا طَرَقَهم الضيفُ صادفَ الأَلْبانَ بحالها لم تُحْلَبْ فنال حاجَته، فكان لُؤمُكم قِرى الأَضيافِ. قال ابن الأَعرابي: العُتُم يكون فَعالُهم مَدْحاً ويكون ذَمّاً جمعُ عاتِمٍ وعَتُومٍ، فإذا كان مَدْحاً فهو الذي يَقْري ضِيفانَه الليلَ والنهارَ، وإذا كان ذَمّاً فهو الذي لا يَحْلُب لبَنَ إبِله مُمْسِياً حتى ييْأَسَ من الضيف. وحكى ابن بري؛ العَتَمةُ الإبْطاءُ أَيضاً؛ قال عمرو بن الإطْنابة: وجِلاداً إنْ نَشـــــــِطْت لــــــهُ عـــاجِلاً ليســـَتْ لـــه عَتَمـــه وحمَل عليه فما عَتَّمَ أَي ما نَكَلَ ولا أَبْطأَ. وضرَبَ فلانٌ فلاناً فما عَتَّم ولا عَتَّبَ ولا كَذَّبَ أَي لم يَتَمَكَّثْ ولم يتَباطأْ في ضرْبه إياه. وفي حديث عمر: نَهى عن الحَريرِ إلا هكذا وهكذا فما عَتَّمْنا أَنه يَعْني الأعْلامَ أَي أَبْطأْنا عن معرفةِ ما عَنى وأَراد؛ قال ابن بري: شاهدُه قولُ الشاعر: فمَـرَّ نَضـِيُّ السـَّهمِ تحـتَ لَبـانِه، وجــالَ علــى وَحْشـِيِّه لـم يُعَتِّـمِ قال الجوهري: والعامَّةُ تقولُ ضرَبَهُ فما عَتَّبَ. وفي الحديث في صفة نَخْلٍ: أَنَّ سَلْمانَ غرَس كذا وكذا وَدِيَّةً والنبيُّ، صلى الله عليه وسلم، يُناوِلُه وهو يَغْرِسُ فما عَتَّمَتْ منها وَدِيَّةٌ أَي ما لَبِثَتْ أَن عَلِقَتْ. وعَتَمَتِ الإبلُ تَعْتِمُ وتَعْتُمُ وأَعْتَمَتْ واسْتَعْتَمَتْ: حُلِبَتْ عِشاءً وهو من الإبْطاء والتَّأَخُّرِ؛ قال أَبو محمد الحَذْلَمِيُّ: فيهـا ضـَوىً قـد رُدَّ مـن إعْتامِها والعَتَمَةُ: ثلثُ الليلِ الأولُ بعد غَيْبوبةِ الشَّفَقِ. أَعْتَم الرجلُ: صار في ذلك الوقت. ويقال: أَعْتَمنا من العَتَمَةِ كما يقال أَصْبَحْنا من الصُّبْحِ. وأَعْتَم القومُ وعَتَّمُوا تَعْتِيماً: ساروا في ذلك الوقت، أَو أَوْرَدُوا أو أَصْدَروا، أَو عَمِلوا أَيَّ عَمَلٍ كان، وقيل: العَتَمةُ وقتُ صلاةِ العشاء الأَخيرةِ، سميت بذلك لاسْتِعْتامِ نَعَمِها، وقيل: لِتَأخُّر وقتِها. ابن الأَعرابي: عَتَم الليلُ وأَعْتَم إذا مَرَّ قِطْعةٌ من الليل، وقال: إذا ذَهب النهارُ وجاء الليل فقد جَنَح الليلُ. وفي الحديث: لا يَغْلِبَنَّكُم الأَعرابُ على اسْمِ صَلاتِكم العشاءِ؛ فإن اسْمها في كتاب الله العِشاءُ، وإنما يُعْتَمُ بحِلابِ الإبل؛ قوله: إنما يُعْتَمُ بِحلابِ الإبل، معناه لا تُسَمُّوها صلاةَ العَتَمة فإن الأَعرابَ الذين يَحْلُبُونَ إبلَهم إذا أَعْتَموا أَي دخلوا في وقت العَتَمة سَمَّوْها صلاةَ العَتَمة، وسَمَّاها اللهُ عز وجل في كتابه صلاةَ العشاء، فسَمُّوها كما سَمَّاها اللهُ لا كما سماها الأَعرابُ، فنهاهم عن الاقتداء بهم، ويُستحَبُّ لهم التَّمَسُّكُ بالاسم الناطق به لسانُ الشريعةِ، وقيل: أراد لا يَغُرَّنَّكُمْ فعْلُهم هذا فَتُؤَخِّروا صلاتكم ولكن صَلُّوها إذا حانَ وقْتُها. وعَتَمةُ الليلِ: ظلامُ أَوَّلهِ عند سقوطِ نور الشفقِ. يقال: عَتَم الليلُ يَعْتِمُ. وقد أَعْتَم الناسُ إذا دَخَلوا في وقت العَتَمة، وأَهلُ البادِية يُرِيحون نَعَمَهم بُعَيْدَ المَغْرِب ويُنِيخُونَها في مُراحِها ساعةً يَسْتَفِيقونها، فإذا أَفاقَت وذلك بعد مَرِّ قطعة من الليلِ أَثارُوها وحَلَبوها، وتلك الساعةُ تُسَمَّى عَتَمةً، وسمعتهم يقولون: اسْتَعْتِمُوا نَعَمَكم حتى تُفِيقَ ثم احْتَلِبوها. وفي حديث أَبي ذَرٍّ: واللِّقاحُ قد رُوِّحَتْ وحُلِبتْ عَتَمتُها أَي حُلِبَتْ ما كانت تُحْلَبُ وقتَ العَتَمةِ، وهم يُسَمُّون الحِلاب عَتَمةً باسم الوقت. ويقال: قَعَدَ فلان عندنا قَدْرَ عَتَمة الحَلائبِ أَي احْتَبَس قدر احْتِباسها للإفاقَةِ. وأَصلُ العَتْمِ في كلام العرب المُكْثُ والاحْتِباسُ. قال ابن سيده: والعَتَمةُ بقِيَّةُ اللبنِ تُفيقُ بها النَّعَمُ في تلك الساعةِ. يقال: حَلَبْنا عَتَمةً. وعَتَمةُ الليلُ: ظَلامُه. وقوله: طَيْفٌ أَلَمّْ بذِي سَلَمْ، يَسْرِي عَتَمْ بينَ الخِيَمْ، يجوز أَن يكون على حذف الهاء كقولهم هو أَبو عُذْرِها؛ وقوله: أَلا ليـتَ شـِعْرِي، هـل تَنَظَّـرَ خالِدٌ عِيادِي على الهِجْرانِ أَم هو يائِسُ؟ قد يكون من البُطْءِ أَي يَسْري بطِيئاً، وقد عَتَم الليلُ يَعْتِمُ.وعَتَمَةُ الإبلِ: رُجوعُها من المَرْعى بعدما تُمْسي. وناقةٌ عَتُومٌ: وهي التي لا تَزالُ تَعَشَّى حتى تَذْهَبَ ساعةٌ من الليل ولا تُحْلَبُ إلا بعد ذلك الوقت؛ قال الراعي: أُدِرُّ النَّســا كيْلا تَــدِرَّ عَتُومُهـا والعَتُومُ: الناقةُ التي لا تَدِرُّ إلا عَتَمَةً. قال ابن بري: قال ثعلب العَتُومة الناقةُ الغزيرةُ الدَّرّ؛ وأَنشد لعامر بن الطُّفَيْلِ: ســُودٌ صـَناعِيَةٌ، إذا مـا أَوْرَدُوا صــَدَرَتْ عَتُــومَتُهمْ، ولَمَّـا تُحْلَـبِ صــُلْعٌ صــَلامعةٌ، كــأَنَّ أُنُــوفَهُمْ بَعَــرٌ يُنَظِّمــهُ الوَلِيــدُ بِمَلْعَـب لا يَخْطُبـونَ إلـى الكرامِ بنَاتِهمْ، وتَشــِيبُ أَيِّمُهُــمْ ولمــا تُخْطَــبِ ويروى: يُنَظّمُـــــه وَليـــــدٌ يَلْعَــــبُ سُودٌ صَناعِيَةٌ: يَصْنعونَ المالَ ويُسَمّنُونَه، والصَّلامِعَةُ: الدِّقاقُ الرُّؤُوس. قال الأزهري: العَتُوم ناقةٌ غَزِيرَةٌ يُؤخَّرُ حِلابُها إلى آخر الليل. وقيل: ما قَمْراءُ أَرْبَعفقيل: عَتَمةُ رُبَع أَي قَدْر ما يَحْتَبِسُ في عشَائه؛ قال أَبو زيد الأَنصاري: العرب تَقول للقَمَرِ إذاكان ابن لَيْلَةٍ: عَتَمَةُ سُخَيْلة حَلَّ أَهلُها برُمَيْلة أَي قَدْرُ احْتِباسِ القَمَرِ إذا كان ابن ليلة، ثم غُروبِه قدْر عَتَمةِ سَخْلَةٍ يَرْضَعُ أُمَّه، ثم يَحْتَبِسُ قليلاً، ثم يعودُ لرَضاعِ أُمِّه، وذلك أَن يُفَوِّقَ السِّخْلُ أمَّه فُواقاً بعدَ فُواقٍ يَقْرُبُ ولا يَطولُ، وإذا كان القمرُ ابنَ لَيْلَتَيْن قيل له: حديثُ أَمَتَيْن بكَذِبٍ ومَيْنٍ، وذلك أَن حَدِيثَهما لا يَطولُ لشُغْلِهما بمَهْنَةِ أَهْلِهما، وإذا كان ابنَ ثلاث قيل: حدِيثُ فَتَياتٍ غيرِ مُؤْتَلفاتٍ، وإذا كان ابنَ أَرْبَع قيل: عَتَمةُ رُبَع غير جائع ولا مُرْضَع؛ أَرادوا أَن قدرَ احتباسِ القَمَرِ طالعاً ثم غُروبه قدرُ فُواقِ هذا الرُّبَعِ أَو فُواق أُمِّه. وقال ابن الأَعرابي: عَتَمَةُ أُمِّ الرُّبَع، وإذا كان ابنَ خَمْسٍ قيل: حديثٌ وأُنْس، ويقال: عَشاءُ خَلفاتٍ قُعْسٍ، وإذا كان ابنَ سِت قيل: سِرْ وبِتْ، وإذا كان ابنَ سَبْع قيل: دُلْجَةُ الضَّبُعُ، وإذا كان ابنَ ثَمان قيل: قَمَرٌ إضْحِيان، وإذا كان ابنَ تِسْع قيل: يُلْقَطُ فيه الجِزْعُ، وإذا كان ابنَ عَشْر قيل له: مُخَنِّقُ الفَجْر؛ وقول الأَعشى: نُجُومَ الشِّتاء العَاتماتِ الغَوامِضا يعني بالعاتماتِ التي تُظْلِمُ من الغَبَرة التي في السماء، وذلك في الجَدْب لأن نجومَ الشِّتاء أَشدُّ إضاءةً لنَقاء السماء. وضَيْفٌ عاتِمٌ: مُقِيمٌ. وعَتَّمَ الطائرُ إذا رَفْرَفَ على رَأْسِكَ ولم يَبْعُدْ، وهي بالغين والياء أَعلى. وعَتَم عَتْماً: نَتَفَ؛ عن كراع.والعُتْم والعُتُم: شجر الزيتون البَرِّي الذي لا يَحْمِلُ شيئاً، وقيل: هو ما يَنْبتُ منه بالجبال. وفي حديث أَبي زَيْدٍ الغَافِقيِّ: الأَسْوِكَةُ ثلاثةٌ أَراكٌ فإن لم يكنْ فَعَتَمٌ أَو بُطْمٌ؛ العَتَمُ، بالتحريك: الزَّيْتونُ، وقيل: شيء يُشْبِههُ يَنْبُت بالسَّراة؛ وقال ساعدةُ بن جُؤَيَّة الهُذَليُّ: مــن فَــوْقِه شـُعَبٌ قُـرٌّ، وأَسـْفَلُه جَيــءٌ تَنَطَّــقَ بالظَّيَّـانِ والعَتَـم وثَمَرُه الزَّغْبَجُ، والجَيْءُ: الماءُ الذي يَخْرُجُ من الدُّور فيجتمع في موضع واحد، ومنه أُخِذَ هذه الْجَيْئَةُ المعروفة؛ وقال أمية: تِلْكُـمْ طَرُوقَتُهـ، واللـهُ يَرْفَعها، فيها العَذاةُ، وفيها يَنْبُتُ العَتَمُ وقال الجَعْدِيّ: تَســْتَنُّ بالضــِّرْوِ مـن بَراقِـشَ أَوْ هَيْلانَــ، أو ناضــِرٍ مــنَ العُتُـم وقوله: ارْمِ علـى قَوْسـِكَ مـا لـم تَنْهَزِمُ، رَمْــيَ المَضـَاءِ وجَـوادِ بـنِ عُتُـمْ يجوز في عُتُمٍ أَن يكون اسم رجل وأَن يكون اسم فرسٍ.
المعجم: لسان العرب قضي
المعنى: القَضاء: الحُكْم، وأَصله قَضايٌ لأَنه من قَضَيْت، إِلا أَنَّ الياء لما جاءت بعد الأَلف همزت؛ قال ابن بري: صوابه بعد الأَلف الزائدة طرفاً همزت، والجمع الأَقْضِيةُ، والقَضِيَّةُ مثله، والجمع القَضايا على فَعالَى وأَصله فَعائل. وقَضَى عليه يَقْضي قَضاء وقَضِيَّةً، الأَخيرة مصدر كالأُولى، والاسم القَضِيَّة فقط؛ قال أَبو بكر: قال أَهل الحجاز القاضي معناه في اللغة القاطِع للأُمور المُحِكم لها. واسْتُقْضِي فلان أَي جُعِل قاضِياً يحكم بين الناس. وقَضَّى الأَميرُ قاضِياً: كما تقول أَمرَ أَميراً. وتقول: قَضى بينهم قَضِيَّة وقَضايا. والقَضايا: الأَحكام، واحدتها قَضِيَّةٌ. وفي صلح الحُدَيْبِيةِ: هذا ما قاضى عليه محمد، هو فاعَلَ من القَضاء الفَصْلِ والحُكْم لأَنه كان بينه وبين أَهل مكة، وقد تكرر في الحديث ذكر القَضاء، وأَصله القَطْع والفصل. يقال: قَضَى يَقْضِي قَضاء فهو قاضٍ إذا حَكَم وفَصَلَ. وقَضاء الشيء: إِحْكامُه وإِمْضاؤُه والفراغ منه فيكون بمعنى الخَلْق. وقال الزهري: القضاء في اللغة على وجوه مرجعها إِلى انقطاع الشيء وتمامه. وكلُّ ما أُحْكِم عمله أَو أُتِمَّ أَو خُتِمَ أَو أُدِّيَ أَداء أَو أُوجِبَ أَو أُعْلِمَ أَو أُنْفِذَ أَو أُمْضِيَ فقد قُضِيَ. قال: وقد جاءت هذه الوجوه كلها في الحديث، ومنه القَضاء المقرون بالقَدَر، والمراد بالقَدَر التقدير، وبالقَضاء الخَلق كقوله تعالى: فقَضاهن سبع سموات؛ أَي خلقهن، فالقَضاء والقَدَرُ أَمران مُتَلازمان لا يَنْفك أَحدهما عن الآخر، لأَن أَحدهما بمنزلة الأَساس وهو القَدر، والآخر بمنزلة البناء وهو القَضاء، فمن رام الفَصْل بينهما فقد رام هَدْمَ البناء ونَقْضه. وقَضَى الشيءَ قَضاء: صنَعه وقَدَّره؛ ومنه قوله تعالى: فقَضاهن سبع سموات في يومين؛ أَي فخلقهن وعَمِلهن وصنعهن وقطَعَهن وأَحكم خلقهن، والقضاء بمعنى العمل، ويكون بمعنى الصنع والتقدير. وقوله تعالى: فاقْضِ ما أَنتَ قاضٍ؛ معناه فاعمل ما أَنت عامل؛ قال أَبو ذؤيب: وعَلَيْهِمــا مَســْرُودَتانِ قَضـاهُما داودُ، أَو صــَنَعُ السـَّوابِغِ تُبَّـعُ قال ابن السيرافي: قَضاهما فَرغ من عملهما. والقضاء: الحَتْم والأَمْرُ.وقَضَى أَي حَكَمَ، ومنه القضاء والقَدر. وقوله تعالى: وقَضَى ربُّك أَن لا تعبدوا إِلاَّ إِياه؛ أَي أَمَر ربك وحَتم، وهو أَمر قاطع حَتْم.وقال تعالى: فلما قَضَينا عليه الموت؛ وقد يكون بمعنى الفراغ، تقول: قَضَيت حاجتي. وقَضى عليه عَهْداً: أَوصاه وأَنفذه، ومعناه الوصية، وبه يفسر قوله عز وجل: وقَضَينا إلى بني إسرائيل في الكتاب؛ أَي عَهِدْنا وهو بمعنى الأَداء والإنْهاء. تقول: قَضَيْتُ دَيْني، وهو أَيضاً من قوله تعالى:وقَضَينا إلي بني إسرائيل في الكتاب، وقوله: وقَضَيْنا إليه ذلك الأمر: أَي أَنْهَيْناه إليه وأَبْلَغْناه ذلك، وقَضى أَي حكم. وقوله تعالى: ولا تَعْجَلْ بالقُرآن من قبل أَن يُقْضَى إليك وَحْيُه؛ أَي من قبل أَن يُبَيَّن لك بيانه. الليث في قوله: فلما قَضَيْنا عليه الموت؛ أَي أَتْمَمْنا عليه الموت. وقَضَى فلان صلاته أَي فَرَغَ منها. وقَضَى عَبْرَتَه أَي أَخرج كل ما في رأْسِه؛ قال أَوس: أَمْ هَـل كَثِيرُ بُكىً لم يَقْضِ عَبْرَتَه إثـرَ الأَحبَّةِ يومَ البَيْنِ، مَعْذُور؟ أي لم يُخْرِج كلَّ ما في رأْسه.والقاضِيةُ: المَنِيَّة التي تَقْضِي وَحِيّاً. والقاضيةُ: المَوت، وقد قَضَى قَضاء وقُضِيَ عليه؛ وقوله: تَحـنُّ فَتُبْـدِي مـا بها من صَبابةٍ وأُخِفـي الـذي لولا الأَسا لقَضاني معناه قَضَى عَليَّ؛ وقوله أَنشده ابن الأعرابي: ســَمَّ ذَرارِيــحَ جَهِيـزاً بالقَضـِي فسره فقال: القَضِي الموت القاضي، فإما أَن يكون أَراد القَضي، بالتخفيف، وإما أَن يكون أَراد القَضِيّ فحذف إحدى الياءين كما قال: أَلـم تَكُـنْ تَحْلِـف بـاللهِ العَلي إنَّ مَطايـاكَ لَمِـنْ خَيْـرِ المَطِيـ؟ وقَضَى نَحْبَه قَضاء: مات؛ وقوله أَنشده يعقوب للكميت: وذا رَمَـقٍ منهـا يُقَضـِّي وطافِسـا إما أَن يكون في معنى يَقْضِي، وإما أَن يكون أَن الموت اقتضاه فقضاه دينه؛ وعليه قول القطامي: فـي ذي جُلُولٍ يُقَضِّي الموتَ صاحبُه إذا الصَّراريُّ مِنْ أَهْوالِه ارْتَسَما أَي يَقْضِي الموتَ ما جاءه يَطْلُب منه وهو نفْسُه. وضَرَبَه فَقَضى عليه أَي قتله كأَنه فَرَغَ منه. وسَمٌّ قاضٍ أَي قاتل. ابن بري: يقال قَضَى الرجلُ وقَضَّى إذا مات؛ قال ذو الرمة: إذا الشَّخْصُ فيها هَزَّه الآلُ أَغْمَضَت عليهِـ، كإغْمـاضِ المُقَضِّي هُجُولُها ويقال: قَضَى عَليَّ وقَضاني، بإِسقاط حرف الجر؛ قال الكلابي: فَمَـنْ يَـكُ لم يَغْرَضْ فإني وناقَتي بِحَجْـرٍ إلـى أَهـلِ الحِمَى، غَرِضان تَحِـنُّ فَتُبْـدِي مـا بها من صَبابَة وأُخْفِـي الـذي لولا الأَسا لقَضاني وقوله تعالى: ولو أَنزلنا مَلَكاً لقُضِيَ الأمر ثم لا يُنْظَرون؛ قال أَبو إسحق: معنى قُضِيَ الأمر أُتِم إهْلاكُهم. قال: وقَضى في اللغة على ضُروب كلُّها ترجع إلى معنى انْقِطاعِ الشيء وتَمامِه؛ ومنه قوله تعالى: ثم قَضَى أَجَلاً؛ معناه حَتَم بذلك وأَتَمَّه، ومنه الإعْلام؛ ومنه قوله تعالى: وقَضَينا إلى بني إسرائيل في الكتاب؛ أَي أَعْلَمْناهم إعلاماً قاطعاً، ومنه القَضاء للفَصْل في الحُكْم وهو قوله: ولَوْلا أَجَلٌ مُسَمّىً لقُضِيَ بينهم؛ أَي لفُصِلَ الحُكْم بينهم، ومثل ذلك قولهم: قد قَضَى القاضِي بين الخُصومِ أَي قد قَطَع بينهم في الحكم، ومن ذلك: قد قَضَى فلان دَيْنه، تأْويله أَنه قد قَطَع ما لغَريمه عليه وأَدَّاه إليه وقَطَعَ ما بينه وبينه. واقْتَضَى دَيْنه وتَقاضاه بمعنى. وكلُّ ما أُحْكِمَ فقد قُضِيَ. تقول: قد قَضَيْتُ هذا الثوبَ، وقد قَضَيْتُ هذه الدار إذا عَمِلْتها وأَحْكَمْتَ عَمَلَها، وأَما قوله: قم اقْضوا إليَّ ولا تنظرونِ، فإن أَبا إسحق قال: ثم افْعلُوا ما تُريدون، وقال الفراء:معناه ثم امْضُوا إليَّ كما يقال قد قَضىَ فلان، يريد قد مات ومَضى؛ وقال أَبو إسحق: هذا مثل قوله في هود: فكِيدُوني جميعاً ثم لا تُنْظِرُونِ؛ يقول: اجْهَدُوا جَهْدَكم في مُكايَدَتي والتَّأَلُّب عليَّ، ولا تُنْظِرُونِ أَي ولا تُمْهِلوني؛ قال: وهذا من أَقوى آيات النبوة أن يقول النبي لقومه وهم مُتعاوِنون عليه افعلوا بي ما شئتم.ويقال: اقتتل القوم فقَضَّوْا بينهم قَواضِيَ وهي المَنايا؛ قال زهير: فقَضـَّوا مَنايا بينَهم ثم أَصْدَرُوا الجوهري: قَضَّوا بينهم منايا، بالتشديد، أَي أَنْفَذوها. وقَضَّى اللُّبانةَ أَيضاً، بالتشديد، وقَضاها، بالتخفيف بمعنى.وقَضى الغَريمَ دَيْنَه قَضاء: أَدَّاه إليه. واستَقْضاه: طلَب إليه أن يَقْضِيَه. وتَقاضاه الدَّيْنَ: قَبَضَه منه؛ قال: إذا ما تَقاضى المَرْءَ يومٌ ولَيلةٌ تَقاضـاه شـيءٌ لا يَمَـلُّ التَّقاضِيا أَراد: إذا تَقاضى المرءَ نَفْسَه يومٌ وليلة. ويقال: تَقَاضَيْته حَقِّي فَقضانِيه أَي تَجازَيْتُه فجَزانِيه.ويقال: اقْتَضَيْتُ ما لي عليه أَي قَبَضْته وأَخذْته. والقاضِيةُ من الإبل: ما يكون جائزاً في الدَّية والفَريضةِ التي تَجِب في الصَّدقة؛ قال ابن أَحمر: لَعَمْــرُكَ مـا أَعـانَ أَبـو حَكِيـمٍ بِقاضـــِيةٍ، ولا بَكْـــرٍ نَجِيـــب ورجل قَضِيٌّ: سريع القَضاء، يكون من قَضاء الحكومة ومن قَضَاء الدَّين. وقَضى وطَرَه: أَتمَّه وبلَغه. وقَضَّاه: كَقَضاه؛ وقوله أَنشده أَبو زيد: لقَـدْ طالَ ما لَبَّثْتَني عن صَحابَتي وعَـن حِـوَجٍ، قِضـَّاؤُها من شِفائِيا قال ابن سيده: هو عندي من قَضَّى ككِذّابٍ من كَذَّبَ، قال: ويحتمل أَن يريد اقتضاؤها فيكون من باب قِتَّالٍ كما حكاه سيبويه في اقْتِتالِ.والانْقِضاء: ذَهاب الشيء وفَناؤه، وكذلك التَّقَضِّى. وانقضى الشيء وتَقَضَّى بمعنى. وانْقِضاء الشيء وتَقَضِّيه: فَناؤه وانْصِرامُه؛ قال: وقَرَّبُـــوا للْبَيْـــن والتَّقَضــِّي مــن كــلِّ عَجَّــاجٍ تَـرى للغَـرْضِ خَلْــفَ رَحــى حَيْزُومِــه كـالغَمْضِ أَي كالغمض الذي هو بطن الوادي؛ فيقول ترى للغَرْضِ في جَنْبِه أَثراً عظيماً كبطن الوادي.والقَضاة: الجِلدة الرَّقيقةُ التي تكون على وجه الصبيّ حين يولد.والقِضَةُ، مخففةً: نِبْتةٌ سُهْلِيَّةٌ وهي منقوصة، وهي من الحَمْض، والهاء عوض، وجمعها قِضىً؛ قال ابن سيده: وهي من معتلّ الياء، وإنما قَضَيْنا بأَن لامها ياء لعدم ق ض و ووجود ق ض ي الأصمعي: من نبات السهل الرِّمْثُ والقِضةُ، ويقال في جمعه قِضاتٌ وقِضُون. ابن السكيت: تجمع القِضةُ قِضِينَ؛ وأَنشد أَبو الحجاج: بِسـاقَيْنِ سـاقَيْ ذي قِضـِينَ تَحُشـُّه بـأَعْوادِ رَنْـدٍ، أَو أَلاوِيـةً شُقْرا وقال أُمية بن أَبي الصَّلْت: عَرَفْـتُ الـدَّارَ قـد أَقْـوَتْ سِنينا لِزَيْنَبَــ، إذْ تَحُـلُّ بـذي قِضـِينا وقِضةُ أَيضاً: موضع كانت به وقعة تحْلاق اللِّمَمِ، وتَجمع على قِضاة وقِضين، وفي هذا اليوم أَرسلت بنو حنيفة الفِنْد الزَّمَّانيِّ إلى أَولاد ثعلبة حين طلبوا نصرهم على بني تَغْلِب، فقال بنو حنيفة: قد بعثنا إليكم بأَلف فارس، وكان يقال له عَدِيد الأَلف، فلما قدم على بني ثعلبة قالوا له: أَين الألف؟ قال أَنا، أَما تَرضَوْن أَني أَكون لكم فِنْداً؟ فلما كان من الغد وبرزوا للقِتال حمل على فارس كان مُرْدِفاً لآخر فانتظمهما وقال: أَيــــا طَعْنَـــةَ مـــا شـــَيْخٍ كبِيـــــرٍ يَفَـــــنٍ بـــــالي أَبو عمرو: قَضَّى الرجل إذا أَكل القَضا وهو عَجَم الزبيب، قال ثعلب: وهو بالقاف؛ قاله ابن الأعرابي. أَبو عبيد: والقَضَّاء من الدُّروع التي قد فُرغ من عملها وأُحْكمت، ويقال الصُّلْبة؛ قال النابغة: وكـــلُّ صــَمُوتٍ نَثْلــةٍ تُبَّعِيَّــةٍ ونَســْجُ ســُلَيْمٍ كـلَّ قَضـاءَ ذائِل قال: والفعل من القَضَّاء قَضَيْتها؛ قال أَبو منصور: جعل القَضَّاء فَعَّالاً من قَضى أَي أَتَمَّ، وغيره يجعل القَضّاء فَعْلاء من قَضَّ يَقَضُّ، وهي الجَديدُ الخَشِنةُ، من إقْضاضِ المَضْجَع. وتَقَضَّى البازي أَي انْقَضَّ، وأَصله تَقَضَّضَ، فلما كثرت الضادات أُبدلت من إحداهن ياء؛ قال العجاج: إذا الكرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ تَقَضـِّى البـازي إذا البازي كَسَرْ وفي الحديث ذكر دار القَضاء في المدينة، قيل: هي دارُ الإمارة، قال بعضهم: هو خطأٌ وإنما هي دار كانت لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بيعت بعد وفاته في دَينه ثم صارت لمَرْوان، وكان أَميراً بالمدينة، ومن ههنا دخل الوهم على من جعلها دار الإمارة.
المعجم: لسان العرب