المعجم العربي الجامع
نَشِيَ
المعنى: ـَ نَشْواً، ونَُِشوةً: سكِرَ أوَّل السُّكر. يُقال: نَشِيَ من الشَّراب. و ـ بالشيء: أحبه وعاوده مرَّةً بعد أخرى. و ـ الرِّيحَ نشاً، ونشوة: شمَّها. يُقال: نشيت منه رائحة طيبة. ويُقال: نَشِيَ الخبرَ: تخبَّره وتعرّفه.؛(أنْشَى) الشيءَ: وجد نشْوَته.؛(انْتَشَى) فلانٌ: بدأ سكره. و ـ الرِّيحَ: شمها.؛(تَنَشَّى) انتشى.؛(اسْتَنْشَى) انتشى. ويُقال: استنشى الخبرَ: نَشِيَه.؛(النّشَا): هِدْرات كربون على شكل مسحوق أبيض، يكثر في الحبوب وفي النَّباتات العسقولية كالبطاطس. (مج). و ـ نسيم الرِّيح الطيبة. و ـ الرائحة عامة.؛(النَّشَاءُ): النَّشَا.؛(النَّشَاةُ): الشَّجرة اليابسة. (ج) نَشاً. و ـ الرائحة.؛(النَّشْوَانُ): السكران في أول أمره، وهي نَشوَى. (ج) نَشَاوَى. و ـ الذي يتخبَّر الأخبار أول ورودها.؛(النَّشْوَةُ): أول السُّكر. و ـ الارتياح للأمر والنشاط له. و ـ الرائحة.؛(النِّشْوَةُ): الخبر أول ما يَرِدُ.؛(النَّشَوِيُّ): المنسوب إِلى النَّشَا.
المعجم: الوسيط نشا
المعنى: النَّشا، مقصور: نَسِيم الرِّيح الطيبة، وقد نَشِيَ منه ريحاً طيبة نِشْوةً ونَشْوة أَي شَمِمْت؛ عن اللحياني؛ قال أَبو خِراش الهُذلي: ونَشـِيتُ رِيـحَ المَـوْتِ مِـن تِلْقـائِهمْ وخَشـــِيتُ وَقْـــعَ مُهَنَّـــدٍ قِرْضــابِ قال ابن بري: قال أَبو عبيدة في المَجاز في آخر سورة ن والقلم: إَنَّ البت لقَيْس بن جَعْدة الخُزاعي. واسْتَنْشَى وتَنَشَّى وانْتَشَى.وأَنْشَى الضَّبُّ الرجلَ: وجَدَ نِشْوَتَه، وهو طَيِّب النِّشْوةِ والنَّشْوةِ والنِّشْيةِ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي، أَي الرائحة، وقد تكون النِّشوة في غير الريح الطيبة. والنَّشا، مقصْور: شيء يعمل به الفالوذَجُ، فارسي معرب، يقال له النَّشاسْتَج، حذف شطره تخفيفاً كما قالوا للمَنازِل مَنا، سمي بذلك لخُموم رائحته. ونشِيَ الرجل من الشراب نَشْواً ونُشْوةً ونَشوةً ونِشْوةً؛ الكسر عن اللحياني، وتَنَشَّى وانْتَشَى كله: سَكِرَ، فهو نَشْوان؛ أَنشد ابن الأَعرابي: إِنـي نَشـِيتُ فمـا أَسـْطِيعُ مِـن فَلَـتٍ حــتى أُشــَقِّقَ أَثْــوابي وأَبْــرادِي ورجل نَشْوانُ ونَشْيانُ، على المُعاقبة، والأُنثى نَشْوَى، وجمعها نَشاوَى كسَكارَى؛ قال زهير: وقــد أَغْــدُو علــى ثُبــةٍ كِــرامٍ نَشـــاوَى واجِـــدينَ لِمــا نَشــاء واسْتَبانَتْ نَشْوَتُه، وزعم يونس أَنه سمع نِشْوته. وقال شمر: يقال من الرِّيح نِشْوةٌ ومن السُّكْر نَشْوةٌ. وفي حديث شرب الخمر: إِن انْتَشَى لم تُقْبل له صلاةٌ أَربعين يوماً؛ الانْتِشاء: أَول السُّكر ومُقدَّماته، وقيل: هو السكر نفْسُه، ورجل نَشْوانُ بيِّن النَّشْوة. وفي الحديث: إِذا اسْتَنشَيت واسْتَنْثَرْت أَي اسْتَنْشَقْت بالماء في الوضوء، من قولك نَشِيت الرائحة إذا شَمِمْتَها. أَبو زيد: نَشِيت منه أَنْشَى نشوة، وهي الرِّيح تجدها، واسْتَنْشَيْتُ نَشا رِيح طيبة أَي نَسِيمها؛ قال ذو الرمة: وأَدْرَك المُتَبَقَّـــى مِـــنْ ثَمِيلَتِــه ومِــن ثمائِلهـا، واسْتُنْشـِيَ الغَـرَبُ وقال الشاعر: وتَنْشــَى نَشــا المِســْك فـي فـارةٍ وريـــحَ الخُزامَــى علــى الأَجْــرَع قال ابن بري: قال على بن حمزة يقال للرائحة نَشوة ونَشاة ونَشاً؛ وأَنشد: بآيـةِ مـا إِنَّ النَّقـا طَيِّـبُ النَّشـا إِذا ما اعْتراه، آخِرَ اللَّيل، طارِقُهْ قال أَبو زيد: النَّشا حِدَّة الرائحة، طيبة كانت أَو خبيثة؛ فمن الطيب قول الشاعر: بآيـة مـا إِن النقـا طيـب النشـا ومن النَّتْن النَّشا، سمي بذلكَ لنَتْنِه في حال عمله، قال: وهذا يدل على أَن النَّشا عربي وليس كما ذكره الجوهري، قال: ويدلك على أَن النَّشا ليس هو النَّشاسْتَج، كما زعم أَبو عبيدة في باب ضروب الأَلوان من كتاب الغريب المصنف الأُرْجُوان: الحُمْرة، ويقال الأُرْجُوان النَّشاستج، وكذلك ذكره الجوهري في فصل رجا فقال: والأُرْجوان صبغ أَحمر شديد الحمرة؛ قال أَبو عبيد: وهو الذي يقال له النشاستج، قال: والبَهْرَمان دونه؛ قال ابن بري: فثبت بهذا أَن النشاستج غير النَّشا. والنِّشْوة: الخَبَرُ أَوّل ما يَرِدُ. ورجل نَشْيانُ بَيِّن النِّشوة: يتَخَبَّرُ الأَخبار أَوَّلَ ورُودها، وهذا على الشذوذ، إِنما حكمه نَشْوان، ولكنه من باب جَبَوْت المال جباية. الكسائي: رجل نَشْيانُ للخبر ونَشْوان، وهو الكلام المُعْتَمد.ونَشِيت الخبر إذا تَخبَّرت ونظرتَ من أَين جاء. ويقال: من أَين نَشِيتَ هذا الخبرَ أَي من أَين علمته؟ الأَصمعي: انْظُر لنا الخبر واستَنْشِ واستَوْشِ أَي تعَرَّفْه. ورجل نَشْيانُ للخبر بيِّن النِّشوة، بالكسر، وإِنما قالوه بالياء للفرق بينه وبين النَّشْوانِ، وأصل الياء في نَشِيت واو، قلبت ياء للكسرة. قال شمر: ورجل نَشْيانُ للخبَر ونَشْوانُ من السُّكر، وأَصلهما الواو ففَرقوا بينهما. الجوهري: ورجل نَشْوان أَي سَكران بيِّن النَّشوة، بالفتح. قال: وزعم يونس أَنه سمع فيه نِشْوة، بالكسر، وقول سنان بن الفحل: وقــالوا: قــد جُنِنْتَـ، فقلت: كَلاَّ ورَبــي مــا جُنِنْتُــ، ولا انْتشــَيْتُ يريد: ولا بَكَيْتُ من سكر؛ وقوله: مــن النَّشــَواتِ والنَّشــَإِ الحِسـانِ أَراد جمع النَّشْوة.وفي الحديث: أَنه دخل على خَديجةَ خَطَبها ودخلَ عليها مُسْتَنْشِيةٌ من مُوَلَّدات قُريش، وقد روي بالهمز، وقد تقدَّم. والمُسْتَنْشِيةُ: الكاهِنةُ سميت بذلك لأَنها كانت تَسْتَنْشِي الأَخبارَ أَي تبحَث عنها، من قولك رجل نَشْيانُ للخبر. يعقوب: الذئب يَسْتَنْشِئ الريح، بالهمز، قال: وإِنما هو من نَشِيت غير مهموز.ونَشَوْتُ في بني فلان: رُبِّيتُ، نادر، وهو محوّل من نشأْت، وبعكسه هو يَسْتَنْشِئ الريح، حوّلوها إِلى الهمزة. وحكى قطرب: نَشا يَنْشُو لغة في نشأَ ينشأُ، وليس عنده على التحويل.والنَّشاة: الشجرة اليابسة، إِما أَن يكون على التحويل، وإِما أَن يكون على ما حكاه قطرب؛ قال الهذلي: تَــــدَلَّى عَلَيْــــه مـــن بَشـــام وأَيْكـةٍ نَشـاة فُرُوعٍ مُرْثَعِنِّ الذَّوائِبِ والجمع نَشاً. والنَّشْوُ: اسم للجمع؛ أَنشد: كــأَنَّ علــى أَكتـافِهِم نَشـْوَ غَرْقَـدٍ وقـد جـاوَزُوا نَيَّـانَ كالنَّبَطِ الغُلْفِ
المعجم: لسان العرب نشو
المعنى: نشو : (ي) : هَكَذَا فِي سائِرِ النسخِ، والصَّحيحُ أنَّه واوِيٌّ لأنَّ أَصْلَ {نشيت واوٌ قلِبَتْ يَاء للكَسْرة، فتأَمَّل. (} نَشَى رِيحاً طَيِّبَةً) ، مِن حَدِّ رَمَى؛ كَمَا فِي النّسخ، وَالَّذِي فِي الصِّحاح مِن حَدِّ عَلِمَ؛ (أَو عامٌّ) ، أَي سَوَاء كانتْ رِيحاً طَيِّبةً أَو مُنْتِنَةً، ( {نُشْوَةً، مُثَلَّثةً) ؛ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الكَسْر؛ وزادَ ابنُ سِيَدَه الفَتْح؛ (شَمَّها) . وَفِي المُحْكم:} النَّشَا، مَقْصورٌ: نَسِيمُ الرِّيحِ الطّيِّبَةِ، وَقد {نَشِيَ مِنْهُ ريحًا طيِّبَةً} نِشْوةً {ونَشْوَةً، أَي شَمَّها، عَن اللّحْياني؛ قالَ أَبو خِراشٍ الهُذَلي: } ونَشِيتُ رِيحَ المَوْتِ مِن تِلْقائِهِم وخَشِيتُ وَقْعَ مُهَنَّدٍ قِرْضابِ. وَهَكَذَا أنْشَدَه الجَوْهرِي أيْضاً للهُذَلي وهوَ أَبو خِراشٍ. وَقَالَ ابنُ برِّي: قَالَ أَبو عُبيدَةَ فِي الْمجَاز فِي آخِرِ سُورَةِ ن والقلم: إنَّ البَيْتَ لقَيْسِ بنِ جَعْدَةَ الخُزاعي. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد تكونُ {النَّشْوَة فِي غيرِ الرِّيحِ الطيِّبَةِ. (كاسْتَنْشَى) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وأَنْشَدَ لذِي الرُّمّة: وأَدْرَكَ المُتَنَقَّى مِنْ ثَمِيلَتِه ومِن ثَمائِلِها} واسْتُنْشِيَ الغَرَبُ والغَرَبُ: الماءُ الَّذِي يَقْطرُ مِن الدلاَّئِين للبِئْرِ والحَوْضِ ويَتَغيَّر رِيحُه سَرِيعاً. ( {وانْتَشَى} وتَنَشَّى) . ونقلَ شيْخُنا عَن شَرْحِ نوادِرِ القالِي لأبي عبيدٍ البَكْري: أنَّ اسْتَنْشَى مِن {النَّشْوةِ، وَهِي الرَّائحةُ، ولاحَظَ لَهَا فِي الهَمْزةِ وَلم يُسْمَع اسْتَنْشَأَ إلاَّ مَهْموزاً كالفرقِىء للبَيْض لم يُسْمَع إلاَّ مَهْموزاً، وَهُوَ مِن الغرقِ ونَقِيضُهما الخابِيَة لَا تُهْمَزُ، وَهِي مِن خَبَأَ، انتَهَى. قُلْت: وأَصْلُ هَذَا الكَلامِ نقلَهُ يَعْقوب فإنَّه قالَ: الذِّئْبُ يَسْتَنْشىءُ الرِّيحَ، بالهَمْز، وإنَّما هُوَ مِن نَشِيت، غَيْر مَهْموزٍ، كَمَا فِي الصِّحاح، وتقدَّمَ ذلكَ فِي الهَمْزةِ؛ وَقد ذَكَرَه ابنُ سِيدَه فِي خطْبَةِ المُحْكم أَيْضاً؛ وبعَكْسِه} نَشَوْت فِي بَني فلانٍ أَي رُبِّيتُ، وَهُوَ نادِرٌ، محوَّل مِن نَشَأْت. (و) {نَشِيَ (الخَبَرَ عَلِمَهُ) زِنَةً ومَعْنًى. وَفِي الصِّحاح: ويقالُ أَيْضاً:} نَشِيتُ الخَبَرَ إِذا تَخبَّرْتَ ونَظَرْتَ مِن أيْنَ جاءَ. يقالُ: مِن أَيْن نَشِيتَ هَذَا الخَبَرَ أَي مِن أَيْن عَلِمْتَه؟ وَقَالَ ابْن القطَّاع: نَشِيت الخَبَرَ {نَشْياً} ونَشيةً تَخَبَّرْته. (و) {نَشِيَ مِن الشَّرابِ، كعَلِمَ، (} نَشْواً) ، بِالْفَتْح، (ِ {ونُّشْوَةً، مَثَلَّثَةً) ؛ الكَسْرُ عَن الّلحْياني؛ (سَكِرَ) ؛ أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي: إِنِّي} نَشِيتُ فَمَا أَسْطِيعُ مِن فَلَتٍ حَتَّى أُشَقِّقَ أَثْوابي وأَبْرادِي ( {كانْتَشَى} وتَنَشَّى) ؛ قَالَ، سِنانِ بنُ الفحلِ الطَّائِي: وَقَالُوا: قد جُنِنْتَ فَقلت: كَلاَّ ورَبي مَا جُنَنْتُ وَلَا انْتَشَيْتُويُرْوَى: مَا بَكَيْتُ وَلَا! انْتَشَيْتُ: وأَنْشَدَ الجَوْهرِي وقالَ: يريدُ وَلَا بَكَيْتُ مِن سكْرٍ. ويقالُ: {الانْتِشاءُ أَوَّل السُّكْر ومُقدِّماته. (و) } نَشِيَ (بالشَّىءٍ) {نَشاً: (عاوَدَهُ مَرَّةً بعْدَ أُخْرَى) ؛ وأنْشَدَ أَبو عَمْرو لشوال بن نعيم: وأَنْت} نَشٍ بالفاضِحاتِ الغَوائِل أَي مُعاوِدٌ لَهَا. (و) {نَشِيَ (المالُ) } نَشاً: (أَخَذَه داءٌ مِن {نَشْوَةِ العِضاهِ) ، وَهِي أَوَّل مَا يَخْرجُ. (} وأَنْشاهُ: وَجَدَ {نَشْوَتُه) ، نقلَهُ ابْن القطَّاعِ عَن اللّحْياني. (} والنَّشِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الَّرائِحَةُ، {كالنَّشْوَةِ) ، هَكَذَا فِي النسخِ، وَهُوَ غيْرُ محرَّرٍ مِن وَجْهَيْن: الأوَّل: الصَّوابُ فِي} النِّشْيَة كسْر النونِ وتَخْفيفِ الياءِ وَهُوَ المَنْقولُ عَن ابنِ الأعْرابي وفَسَّره بالرَّائِحَةِ؛ وثَانِياً: قولهُ {كالنَّشْوة مُسْتدركٌ لَا حاجَةَ إِلَى ذِكْرهِ، وسِياقُ المُحْكم فِي ذلكَ أَتَم فقالَ: وَهُوَ طَيِّبُ} النَّشْوَةِ {والنِّشْوَةِ} والنِّشْيَةِ الأخيرَةُ عَن ابنِ الْأَعرَابِي، فتأَمَّل ذلكَ؛ وَلم يَذْكَر أَحَدٌ {النَّشِيَّة كغَنِيَّةٍ، وإنَّما هُوَ تَصْحيفٌ وَقَعَ فِيهِ المصنِّفُ. (ورجُلٌ} نَشَوانُ {ونَشْيانُ) ؛ على المُعاقَبَةِ، (بَيِّنُ} النَّشْوَةِ، بِالْفَتْح) ؛ إِنَّمَا ذكر الفَتْح وَلَو أنَّ الإطْلاقَ يَكْفِيه مُراعاةً لِمَا يأْتي بعْدَه مِن قوْلهِ بالكَسْر يقالُ اسْتَبَانَتْ {نَشْوَته. قالَ الجَوْهرِي: وزَعَمَ يُونُس أنَّه سَمِعَ فِيهِ نِشْوة، بالكَسْر. (و) رجُلٌ (} نَشْيانُ بالأَخْبارِ) ؛ وَفِي الصِّحاح: للأَخْبارِ وَهُوَ الصَّوابُ، قالَ: وإنَّما قَالُوا بالياءِ للفَرْقِ بَيْنه وبَيْنَ النَّشْوانِ مِن الشَّرابِ، وأَصْلُ الياءِ فِي نَشِيت وَاو قُلِبَت يَاء للكَسْرةِ انتَهَى. وقالَ غَيْرُه هَذَا على الشّذوذِ وإنَّما حكْمُه {نَشْوان، ولكنَّه مِن بابِ جَبَوْت الماءَ جبايَةً؛ وَقَالَ شمِرٌ: رجُلٌ نَشْيانُ للخَبَرِ ونَشْوانُ مِن السّكْرِ، وأَصْلُهما الْوَاو ففَرَّقُوا بَيْنهما؛ وقالَ الكِسائي: رجُلٌ نَشْيانُ للخَبَرِ} ونَشْوانُ، وَهُوَ الكَلامُ المُعْتَمَدُ؛ (بَيِّنُ {النِّشْوةِ، بالكَسْر) ، هَكَذَا فَصَّلَه شمِرٌ وفَرَّق بَيْنه وبَيْنَ} نَشْوةِ الخَمْرِ؛. (أَي: (يَتَخَبَّرُ الأَخْبارَ أَوَّلَ وُرُودِها. ( {والنَّشا) ، مَقْصورٌ (وَقد يُمَدُّ) ، ظاهِرُه الإطْلاق والصَّحيحُ أنَّه يُمَدُّ عنْدَ النِّسْبَةِ إِلَيْهِ؛ شيءٌ يُعْمَلُ بِهِ الفَالَوذ، يقالُ لَهُ (} النَّشاسْتَج) ، فارِسِيٌّ (مُعَرَّبٌ) ؛ قَالَ الجَوْهرِي: (حُذِفَ شَطْرُه) تَخْفيفاً، كَمَا قَالُوا للمَنازِلِ مَنَا كَوْنه مُعَرَّباً هُوَ الَّذِي يَقْتَضِيه سِياقُ الأئِمّة فِي كُتُبِهم، وَبِه صَرَّحَ الجَوْهرِي وابنُ سِيدَه فِي المُحْكم وَفِي المُخَصَّص أَيْضاً، وابنُ الجَوالِيقي فِي المُعَرَّب، إلاَّ أَنَّه قالَ: مُعَرَّبُ نشاسته، وَفِي المُخَصَّص سُمِّي بذلكَ لخموم رائِحَتهِ. وقالَ أَبُو زيْدٍ:! النَّشَا حِدَّةُ الرَّائِحَةِ طَيِّبَةً كانتْ أَو خَبِيثَةً، فَمن الطّيبِ قولُ الشاعرِ: بآيةِ مَا أنَّ النّقا طَيِّبُ النَّشا إِذا مَا اعْتَراهُ آخِرَ اللّيْل طارِقُهُ وَمن النَّتْن النَّشا، سُمِّي بذلكَ لنَتْنِهِ فِي حالِ عَمَلِه. قالَ ابنُ برِّي: فَهَذَا يدلُّ على أَنَّ النَّشا عَرَبيٌّ وليسَ كَمَا ذَكَرَه الجَوْهرِي، قالَ: ويدلُّكَ على أَنَّ النَّشا ليسَ هُوَ النَّشاسْتَجِ، كَمَا زَعَم أَبو عبيدٍ فِي بابِ ضُروبِ الألْوانِ مِن كتابِ الغَرِيبِ المصنَّف الأُرْجُوان: الحُمْرَةُ، ويقالُ الأُرْجُوان النَّشاسْتَج، وكَذلكَ ذَكَرَه الجَوْهرِي فِي فصْلِ رجا فقالَ: والأُرْجُوان صبْغٌ أَحْمر شَدِيدُ الحُمْرةِ؛ قالَ أَبُو عبيدٍ: وَهُوَ الَّذِي يقالُ لَهُ النَّشاسْتَج، والبَهْرَمان دُونَه، قالَ ابنُ برِّي: فثَبَتَ بِهَذَا أنَّ النَّشاسْتَج غَيْرُ النَّشا. (ومحمدُ بنُ حبيبٍ {النَّشائيُّ: محدِّثٌ) ؛ هَكَذَا فِي النّسخ والصَّوابُ محمدُ بنُ حَرْب قالَ الحافظُ فِي التّبْصير: هُوَ مِن المَشايخِ النبل نُسِبَ إِلَى عملِ النَّشا. (} ونَشْوَى) ، كسَكْرَى؛ كَذَا فِي النسخِ وضَبَطَه ياقوتُ كحمزى؛ (د. بأَذْرَبِيجان) ، أَو مِن أرّ أَن بلصقِ إرْمِينِيَة، مِنْهُ الإمامُ أَبو الفَضْلَ خداداءُ بنُ عاصِمِ بنِ بكران! النَّشوِيُّ خازاندار الكُتُب بجنزة، رَوَى عَن أَبي نَصْر عبدِ الواحدِ بنِ عسْرَة القَزْويني، وَعنهُ ابْن مَاكُولَا. (وَلَا تَقُلْ نَخْجَوانُ) ، بالخَاءِ والجيمِ، (وَلَا نَخْشَوانُ) ، بقلْبِ الجيمِ شيناً، (وَلَا نَقْشَوانُ) ، بقلْبِ الخاءِ قافاً، فإنَّها مِن إطْلاقاتِ العامَّة، وصَحَّح بعضٌ نَخْجَوان وجَعَلَ النِّسَبَ إِلَيْهِ نَشَويٌّ على غيرِ القِياسِ. (وأُتْرُجَّةٌ {نَشْوَةٌ) : إِذا كانتْ (لسَنَتِها. (} والنَّشاةُ: الشَّجَرَةُ اليابِسَةُ، ج {نَشاً) ، كعَصاةٍ وعَصاً؛ ذَكَرَه الْمُطَرز. قَالَ ابنُ سِيدَه: إمَّا أَنْ يكونَ على التَّحْويل، وإمَّا أنْ يكونَ على مَا حَكَاه قُطْرب مِن أَنَّ} نَشا {يَنْشَوُ لُغَة فِي يَنْشَأَ؛ قالَ الهُذَلي: تَدَلَّى عَلَيْه من بَشام وأَيْكةٍ } نَشاة فُرُوعِ مُرْثَعِنِّ الذَّوائِبِوممَّا يُسْتدركَ عَلَيْهِ: {النّشا، مَقْصورٌ، ومَصْدَر} نَشَا رِيحاً، كعَلِمَ، إِذا شَمَّها؛ {كالنَّشاة، يقالُ للرَّائِحةِ} نَشْوةٌ {ونَشاةٌ} ونَشاً؛ نقلَهُ ابنُ برِّي عَن عليِّ بنِ حَمْزةَ، والجَمْعُ {أَنْشاءٌ. } وأَنْشاكَ الصَّيْد: شَمَّ رِيحَكَ. {وأَنْشَاكَ الشَّرابُ: أَسْكَركَ؛ وَمِنْه قَهْوةُ الانْشاءِ. وامْرأَةٌ} نَشْوَى، والجَمْعُ {نَشَاوَى، كسَكَارَى، قَالَ زُهَيْر: وَقد أَغْدُو على ثُبةٍ كِرامٍ } نَشَاوَى واجِدينَ لمَا نَشَاء {ُوالاسْتِنْشاءُ فِي الوضوءِ: هُوَ الاسْتِنْشاقُ. وَقَالَ الأصْمعي: يقالُ} اسْتَنْش هَذَا الخَبَرَ واسْتَوِشِ، أَي تَعرَّفْه. ! والمُسْتَنْشِيةُ: الكاهِنَةُ لأنَّها تَبْحثُ الأخْبارَ؛ ويُرْوَى بالهَمْزِ، وَقد ذُكِرَ فِي محلِّه. {ونَشَوْتُ فِي بَني فلانٍ} نَشْوَةً {ونَشْواً: كَبِرْتُ؛ عَن ابْن القطَّاع. قَالَ قُطْرب: هِيَ لُغَةٌ وليسَ على التَّحْويلِ. } والنَّشْوُ: اسْمٌ لجَمْعِ نَشاة للشَّجَرَةِ اليابسَةِ: وَمِنْه قولُ الشاعرِ: كأَنَّ على أَكْتافِهِم {نَشْوَ غَرْقَدٍ وَقد جاوَزُوا نَيَّانَ كالنَّبَطِ الغُلْف} ِوالنَّاشِي: شاعِرٌ مَعْروفٌ. {والنِّشْوَةُ، بالكسْر: الخَبَرُ أَوَّلُ مَا يَرِدُ} ونشْوَةٌ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن الشرقيةِ. {وَنَشا: قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ الغَربيةِ وَقد وَرَدْتُها، وَمِنْهَا الشيخُ كمالُ الدِّينْ} النّشائيُّ مُصنِّفُ جامِعِ المُخْتَصَرات، وأَبُوه مِن كبارِ الفُضَلاءِ وغيرُهُما. {وأَنْشَى الرَّجُل: تَناسَلَ مَاله، والاسْمُ} النّشاءُ؛ عَن ابْن القطَّاع. {والمناشى: قُرًى بمِصْرَ. } ومنتشا: بلَدٌ بالرُّومِ. {والمُنْشِيَّةُ: مدينةٌ عَظِيمةٌ تجاه أخْمِيم، وَقد دَخَلْتها.
المعجم: تاج العروس ثمل
المعنى: ثمل الثمْلَةُ، بالضّم والفَتح، وكسَفِينَةٍ وَاقْتصر ابنُ عَبّاد على الأولى: الحَبُّ والسَّوِيقُ والتَّمْر يكون فِي الوِعاء زَاد ابنُ سِيدَه: نِصْفَه فَمَا دُونَه، أَو نِصْفَه فصاعِداً، ج: ثُمَلٌ كصُرَدٍ، هُوَ جَمْعُ الثُّمْلَة بالضَّم. جَمْع الثَّمِيلَةِ ثَمائِلُ وَكَذَلِكَ ثُمْلَةٌ مِن حِنْطَةٍ: أَي صُبْرَةٌ. الثمْلَةُ: الماءُ القَلِيلُ يَبقَى فِي أسفلِ الحَوْضِ والسِّقاء والصَّخْرةِ والوادِي كالثَّمَلَةِ، مُحَرَّكَةً وَهَذِه عَن أبي عَمْرو. والثَّمِيلَةُ، كسَفِينةِ، والجَمعُ ثَمِيلٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيب: (ومُدَّعَسٍ فِيهِ الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُهُ ... بجَرداءَ يَنتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها) أَي يَرِدُ حِمارُ هَذِه المَفازَةِ بَقايا الماءِ فِي الحَوْضِ، لأنّ مِياهَ الغُدْران قد نَضَبَتْ. الثمالَةُ كثُمامَةٍ وسَفِينةٍ: البَقيَّةُ مِن الطَّعام والشَّراب فِي البَطْنِ أَي بَطْنِ البَعِير وغيرِه. والثَّمِيلَةُ: مَا يكونُ فِيهِ الطَّعامُ والشَّرابُ فِي الجَوْفِ وكُلُّ بَقيَّةٍ ثَمِيلَةٌ، والجَمْعُ ثَمائِلُ، قَالَ ذُو الرُّمَّة: (وأَدْرَكَ المُتَبَقَّى مِن ثَمِيلَتِهِ ... ومِن ثَمائِلِها واستُنْشِئَ الغَرَبُ) والثمْلَةُ، بالضّم: مَا يَخرُجُ مِن أسْفَل الرَّكِيَّةِ مِن الطِّينِ، أَيْضا: صُوفَةٌ يُهْنَأ بهَا البَعِيرُ، ويُدْهَنُ بهَا السِّقاءُ، كالثَّمَلَةِ، مُحَرَّكَةً قَالَ صَخْرُ بنُ عَمرو: كَما تُماثُ بالهِناءِ الثَّمَلَهْ وَقَالَ ابنُ فارِس: الثَّمَلَةُ: بَاقِي الهِناء فِي الْإِنَاء، وَهِي هُنَا الخِرقَةُ الَّتِي يُهْنَأُ بهَا البَعِيرُ، وإنّما سُمِّيتْ باسمِ الهِناء علَى المُجاوَرَة رُبّما سُمِّيتْ هَذِه مِثْمَلَةً كمِكْنَسَةٍ. يُقَال: بِهِ ثُمْلَةٌ وثُمْلٌ، بضمِّهما: أَي شَيْء مِن عَقْلٍ وحَزْمٍ ورأيٍ يُرجَعُ إِلَيْهِ. والثَّمَلُ، مُحرَّكةً: السُّكْرُ والنَّشْوَة، وَقد ثَمِلَ الرجُلُ كفَرِحَ، فَهُوَ ثَمِلٌ أَخَذَ فِيهِ الشَّرابُ، فَهُوَ نَشْوانُ قَالَ الْأَعْشَى: (فقُلْتُ للشَّربِ فِي دُرْنَى وقَدْ ثَمِلُوا ... شِيمُوا وكيفَ يَشِيمُ الشَّارِبُ الثَّمِلُ) الثَّمَلُ: الظِّلُّ. أَيْضا: الإقامَةُ عَن الأصمَعِي. أَيْضا: المُكْثُ، كالثَّمْلِ بِالْفَتْح. قَالَ ابنُ دُرَيْد: دارُ بني فُلانٍ ثَمَل وثَمْلٌ: أَي دارُ مُقامٍ. وَقَالَ الأصمَعِيُّ: اخْتَار فُلان دارَ الثَّمَلِ: أَي دارَ الخَفْضِ والمُقام كَذَلِك الثُّمُولُ كقُعُودٍ. الثَّمَلُ، مُحرَّكةً: جَمْعُ ثَمَلَةٍ بالتَّحريك أَيْضا لِخِرْقَةِ الحَيضِ على التَّشبيهِ بالصُّوفة الَّتِي يُهْنَأُ بهَا البَعِيرُ فِي القَذارَةِ. الثِّمالُ ككِتابٍ: الغِياثُ الَّذِي يَقومُ بأمْرِ قَومِه قَالَ أَبُو طالِبٍ يَمدحُ النبيَّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: (وأبيضُ يُسْتَسقَى الغَمامُ بوَجْهِهِ ... ثِمالُ اليَتامَى عِصْمَةٌ للأَرامِلِ) وَقد ثَمَلَهُم يَثْمُلُهم ويَثْمِلُهم مِن حَدَّى نَصَر وضَرَب: إِذا قَامَ بأمرهم، عَن ابْن بُزرْج. الثُّمالُ كغُرابٍ: السَّمُّ المُنْقَعُ، كالمُثَمَّلِ، كالعَظَّمٍ وَهُوَ الَّذِي أُنْقِعَ فِي الْإِنَاء وثَمِل فبَقِيَ متروكاً فِي الإِنقاع أيّاماً حتّى اخْتَمَر، نقَله الزَّمَخْشَرِيّ وَابْن عباد، قَالَ أميَّةُ بن أبي عائذٍ الْهُذلِيّ: (فَعَمّا قَلِيلٍ سَقاها مَعاً ... بِمُزْعِفِ ذَيْفانِ قِشْبٍ ثُمالِ) الثُّمالُ: جَمْعُ ثُمالَةٍ للرِّغْوة قَالَ مُزَرِّدٌ: (إِذا مَسَّ خِرشاءَ الثُّمالَةِ أَنْفُهُ ... ثَنَى مِشْفَرَيْهِ للصَّرِيحِ فأَقْنَعا) المَثْمِلُ كمَنْزِلٍ: المَلْجَأُ نَقله الصاغانيّ. قَالَ يونُسُ: مَا ثَمَلَ شَرابَه بشيءٍ مِن طَعامٍ، يَثْمُل ويَثْمِل: أَي مَا أكَل قبلَ أَن يشرَبَ طَعاماً وَذَلِكَ يُسمَّى الثَّمِيلَةَ. والثَّامِلُ: السَّيفُ القَدِيمُ العَهْدِ بالصِّقال قَالَ ابنُ مُقْبِل: (لِمَنِ الدِّيارُ عَرَفْتُها بالسَّاحِلِ ... وكأنَّها أَلْواحُ سَيفٍ ثامِلِ) كَأَنَّهُ بَقِيَ فِي أيدِي أصحابِه زَماناً. ولَبنٌ مُثْمِلٌ، كمُحْسِنٍ ومُحَدِّثٍ: ذُو رُغْوَةٍ وَقد أَثْمَلَ وثَمَلَ: كَثُرَتْ ثُمالَتُه. والثَّامِلِيَّةُ: ماءَةٌ لأشْجَعَ بَينَ الصُّرادِ ورَحْرحانَ، قَالَه نَصْرٌ. المَثْمَلَةُ كمَرْحَلَةٍ: المَصْنَعَةُ نَقله الصاغانيّ. وثَمَلَهُم يَثْمُلُهم ثَمْلاً: أَطْعَمَهُم وسَقاهُم وَبِه سُمِّيَ ثُمالَة أَبُو القَبِيلة، كَمَا سَيَأْتِي. ثَمَلَهُم مِن حَدَّى نَصَر وضَرَب: قَامَ بأَمْرِهم وَهَذَا قد تقدَّم، فَهُوَ تَكرارٌ. وثَمَلَ يَثْمِلُ: أَكَلَ هُوَ. الثَّمِيلُ: كأَمِيرٍ: اللَّبنُ الحامِضُ. الثَّمِيلُ: الخُبزُ الَّذِي يمْسِكُ الماءَ وَفِي بعض النُّسَخ: الجِسرُ، بدل الخُبز، وَهُوَ غَلَطٌ. وكزُبَيرٍ ثُمَيلُ بنُ عبدِ اللَّه الأشْعَرِيُّ، تابِعِيٌّ عِدادُه فِي أهل الشَّام، يَروِي عَن أبي الدَّرْداء، رَضِي الله عَنهُ، وَعنهُ سِماكُ بنُ حَرب، ذكره ابنُ حِبَّان فِي الثِّقات. الثَّمِيلَةُ كسَفِينَةٍ: البِناءُ فِيهِ الفِراشُ والخَفْضُ. أَيْضا: اسمُ طائرٍ. أَيْضا ضَفِيرَةٌ تُبْنَى بالحِجارَة لِتُمْسِكَ الماءَ علَى الحَرثِ. ثُمالَةُ كثُمامَة هَذَا هُوَ الصَّوابُ فِي ضَبطِه، وضَبطه ابنُ خِلِّكان فِي تَرْجَمَة المُبَرّد، بِالْفَتْح. قَالَ شيخُنا: وَهُوَ غَلَطٌ ظاهِرٌ: لَقَبُ عَوْفِ بن أسْلَمَ بن أحْجَنَ بن كَعب بن الْحَارِث بن كَعْب بن عبد الله بن مَالك بن نَصر بن الأَزد أبي بَطْنٍ وهم رَهْطُ محمّدِ بنِ يَزِيدَ المُبَرَّد النَّحويّ، وَفِيه يَقُول مُحَمَّد بن عبد الصَّمد المُعَذَّل: (سَأَلْنا عَن ثُمالَةَ كُلَّ حَيٍّ ... فَقَالَ القائلونَ ومَنْ ثُمالَهْ) (فقلتُ مُحمَّدُ بنُ يَزِيدَ مِنْهُمْ ... فَقَالُوا زِدْتَنا بِهِمُ جَهالَهْ) وَمَا فِي بعض كُتب الأَنْساب: لِهْبُ بن أحْجَنَ وَالِد ثُمالَة، فِيهِ تَسامُحٌ ولُقِّب بِهِ لِأَنَّهُ أطْعَم قَومَه) وسَقاهُم لَبَناً بثُمالَتِه فغَلَب عَلَيْهِ ذَلِك. وبَلَدٌ ثامِلٌ، مُثْمِلٌ كمُحْسِنٍ: إِذا كَانَ يَحْمِلُ المُقامَ بِهِ. قَالَ ابنُ عَبّاد: المِثْمَلَةُ كمِكْنَسَةٍ: خَصَفَةٌ يُجْعَلُ فِيهَا المَصْلُ. هِيَ أَيْضا: خَرِيطَةٌ تكونُ فِي مَنْكِبَى ونَصُّ المُحِيط: فِي مَنْكِبِ الرَّاعِي لَيست بصغيرةٍ وَلَا كَبِيرَة. مِن المَجاز: أَنا ثَمِلٌ إِلَى مَوضِعِ كَذَا، ككَتِفٍ: أَي مُحِبٌّ لَهُ. قَالَ ابنُ عَبّاد: المُثَمِّلُ كمُحَدِّثٍ: مِن نَعْتِ أَصْواتِ الحِمارِ فَوْقَ التَّغْرِيدِ. قَالَ: وتَثَمَّل مَا فِي الْإِنَاء: أَي تَحَسَّاه، وثَمَّلَه تَثْمِيلاً: بَقَّاهُ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: الثمالَةُ، بالضّمّ: البَقيَّةُ فِي أسْفَلِ الْإِنَاء. والمَثْمِلُ، كمَجْلِسٍ: قَرارٌ من الأَرْض فِي هُبُوطٍ. ويُقال: ارْتَحَل بَنُو فُلانٍ وثَمَلَ فُلانٌ فِي دارِهم: أَي بَقِيَ، ويُقال: ثَمَل فُلانٌ فَمَا يَبرَح. وَقَالَ ابنُ عَبّاد: ثَمَلْتُ الحُبَّ: أخرجتُ ثُمالَتَه مِن أسفلِه، وَكَذَلِكَ أثْمَلْته، وأثْمَلْت الشَّيْء: أبْقَيتُه. ومِن المَجاز: رَنَّحَهُ ثَمَلُ الكَرا.
المعجم: تاج العروس حرف الهمزة
المعنى: نذكر في هذا الحرف الهمزة الأصلية التي هي لام الفعل ، فأما المبدلة من الواو نحو العزاء ، الذي أصله عزاو ؛ لأنه من " عزوت " ، أو المبدلة من الياء نحو الآباء ، الذي أصله " أباي " ؛ لأنه من أبيت ، فنذكره في باب الواو والياء ، ونقدم هنا الحديث في الهمزة . قال الأزهري : اعلم أن الهمزة لا هجاء لها ، إنما تكتب مرة ألفا ومرة ياء ومرة واوا ، والألف اللينة لا حرف لها ، إنما هي جزء من مدة بعد فتحة . والحروف ثمانية وعشرون حرفا مع الواو والألف والياء ، وتتم بالهمزة تسعة وعشرين حرفا . والهمزة كالحرف الصحيح غير أن لها حالات من التليين والحذف والإبدال والتحقيق تعتل ، فألحقت بالأحرف المعتلة الجوف ، وليست من الجوف ، إنما هي حلقية في أقصى الفم ؛ ولها ألقاب كألقاب الحروف الجوف ، فمنها همزة التأنيث ، كهمزة الحمراء والنفساء والعشراء والخشاء ، وكل منها مذكور في موضعه ؛ ومنها الهمزة الأصلية في آخر الكلمة مثل : الحفاء والبواء والوطاء والطواء ؛ ومنها الوحاء والباء والداء والإيطاء في الشعر . هذه كلها همزها أصلي . ومنها همزة المدة المبدلة من الياء والواو : كهمزة السماء والبكاء والكساء والدعاء والجزاء وما أشبهها . ومنها الهمزة المجتلبة بعد الألف الساكنة نحو : همزة وائل وطائف ، وفي الجمع نحو : كتائب وسرائر . ومنها الهمزة الزائدة نحو : همزة الشمأل والشأمل والغرقئ . ومنها الهمزة التي تزاد لئلا يجتمع ساكنان ؛ نحو : اطمأن واشمأز وازبأر وما شاكلها . ومنها همزة الوقفة في آخر الفعل لغة لبعض دون بعض نحو قولهم للمرأة : قولئ ، وللرجلين قولأ ، وللجميع قولؤ ، لهذا وصلوا الكلام لم يهمزوا ، ويهمزون لا إذا وقفوا عليها . ومنها همزة التوهم كما روى الفراء عن بعض العرب أنهم يهمزون ما لا همز فيه إذا ضارع المهموز . قال : وسمعت امرأة من غني تقول : رثأت زوجي بأبيات ، كأنها لما سمعت رثأت اللبن ذهبت إلى أن مرثية الميت منها . قال : ويقولون لبأت بالحج وحلأت السويق فيغلطون ؛ لأن " حلأت " يقال في دفع العطشان عن الماء ، ولبأت يذهب بها اللبا . وقالوا : استنشأت الريح والصواب استنشيت ، ذهبوا به إلى قولهم : نشأ السحاب . ومنها الهمزة الأصلية الظاهرة نحو همز الخبء والدفء والكفء والعبء وما أشبهها ؛ ومنها اجتماع همزتين في كلمة واحدة نحو همزتي الرئاء والحاوئاء ؛ وأما الضياء فلا يجوز همز يائه ، والمدة الأخيرة فيه همزة أصلية من ضاء يضوء ضوءا . قال أبو العباس أحمد بن يحيى فيمن همز ما ليس بمهموز : وكنت أرجي بئر نعمان حائرا فلوأ بالعينين والأنف حائر أراد لوى فهمز ، كما قال : كمشترئ بالحمد ما لا يضيره قال أبو العباس : هذه لغة من يهمز ما ليس بمهموز . قال : والناس كلهم يقولون ، إذا كانت الهمزة طرفا وقبلها ساكن حذفوها في الخفض والرفع ، وأثبتوها في النصب ، إلا الكسائي وحده ، فإنه يثبتها كلها . قال : لهذا كانت الهمزة وسطى أجمعوا كلهم على أن لا تسقط . قال : واختلف العلماء بأي صورة تكون الهمزة ، فقالت طائفة : نكتبها بحركة ما قبلها وهم الجماعة . وقال أصحاب القياس : نكتبها بحركة نفسها ؛ واحتجت الجماعة بأن الخط ينوب عن اللسان . قال : وإنما يلزمنا أن نترجم بالخط ما نطق به اللسان . قال أبو العباس : وهذا هو الكلام . قال : ومنها اجتماع الهمزتين بمعنيين واختلاف النحويين فيهما . قال الله عز وجل : أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون من القراء من يحقق الهمزتين فيقرأ : ( أأنذرتهم ) قرأ به عاصم وحمزة والكسائي ، وقرأ أبو عمرو : ( آأنذرتهم ) مطولة ؛ وكذلك جميع ما أشبهه نحو قوله تعالى : ( آأنت قلت للناس ) ، ( آألد وأنا عجوز ) ، ( آإله مع الله ) وكذلك قرأ ابن كثير ونافع ويعقوب بهمزة مطولة ، وقرأ عبد الله بن أبي إسحاق : ( آأنذرتهم ) بألف بين الهمزتين ، وهي لغة سائرة بين العرب . قال ذو الرمة : تطاللت فاستشرفته فعرفته فقلت له آأنت زيد الأرانب ؟ وأنشد أحمد بن يحيى : خرق إذا ما القوم أجروا فكاهة تذكر آإياه يعنون أم قردا ؟ وقال الزجاج : زعم سيبويه أن من العرب من يحقق الهمزة ولا يجمع بين الهمزتين ، وإن كانتا من كلمتين . قال : وأهل الحجاز لا يحققون واحدة منهما . وكان الخليل يرى تخفيف الثانية ، فيجعل الثانية بين الهمزة والألف ولا يجعلها ألفا خالصة . قال : ومن جعلها ألفا خالصة ، فقد أخطأ من جهتين ؛ إحداهما : أنه جمع بين ساكنين . والأخرى : أنه أبدل من همزة متحركة قبلها حركة ألفا ، والحركة الفتح . قال : وإنما حق الهمزة إذا تحركت وانفتح ما قبلها أن تجعل بين بين - أعني بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها - فتقول في [ ص: 27 ] سأل سأل ، وفي رؤف رؤف ، وفي بئس بئس ، وهذا في الخط واحد ، وإنما تحكمه بالمشافهة . قال : وكان غير الخليل يقول في مثل قوله : " فقد جاء أشراطها " أن تخفف الأولى . قال سيبويه : جماعة من العرب يقرأون : ( فقد جاء أشراطها ) ، يحققون الثانية ويخففون الأولى . قال وإلى هذا ذهب أبو عمرو بن العلاء . قال : وأما الخليل ، فإنه يقرأ بتحقيق الأولى وتخفيف الثانية . قال : وإنما اخترت تخفيف الثانية لاجتماع الناس على بدل الثانية في قولهم : آدم وآخر ، لأن الأصل في آدم " أأدم " ، وفي آخر " أأخر " . قال الزجاج : وقول الخليل أقيس ، وقول أبي عمرو جيد أيضا . وأما الهمزتان إذا كانتا مكسورتين ، نحو قوله : على البغاء إن أردن تحصنا ، وإذا كانتا مضمومتين نحو قوله : أولياء أولئك فإن أبا عمرو يخفف الهمزة الأولى منهما ، فيقول : على البغاء إن ، ( وأولياء أولئك ) ، فيجعل الهمزة الأولى في البغاء بين الهمزة والياء ويكسرها ، ويجعل الهمزة في قوله : أولياء أولئك الأولى بين الواو والهمزة ويضمها . قال : وجملة ما قاله في مثل هذه ثلاثة أقوال ؛ أحدها : وهو مذهب الخليل ، أن يجعل مكان الهمزة الثانية همزة بين بين ، فإذا كان مضموما جعل الهمزة بين الواو والهمزة . قال : أولياء أولئك ، ( على البغاء إن ) . وأما أبو عمرو فيقرأ على ما ذكرنا ، وأما ابن أبي إسحاق وجماعة من القراء فإنهم يجمعون بين الهمزتين ، وأما اختلاف الهمزتين نحو قوله تعالى : كما آمن السفهاء ألا فأكثر القراء على تحقيق الهمزتين ، وأما أبو عمرو فإنه يحقق الهمزة الثانية في رواية سيبويه ، ويخفف الأولى فيجعلها بين الواو والهمزة ، فيقول : السفهاء ألا ، ويقرأ ( من في السماء أن ) فيحقق الثانية ، وأما سيبويه والخليل فيقولان : ( السفهاء ولا ) يجعلان الهمزة الثانية واوا خالصة . وفي قوله تعالى : ( أأمنتم من في السماء ين ) ياء خالصة ، والله أعلم . قال : ومما جاء عن العرب في تحقيق الهمز وتليينه وتحويله وحذفه ، قال أبو زيد الأنصاري : الهمز على ثلاثة أوجه : التحقيق والتخفيف والتحويل . فالتحقيق منه أن تعطى الهمزة حقها من الإشباع ، فإذا أردت أن تعرف إشباع الهمزة ، فاجعل العين في موضعها ، كقولك من الخبء : قد خبأت لك بوزن خبعت لك ، وقرأت بوزن قرعت ، فأنا أخبغ وأقرع ، وأنا خابع وخابئ وقارئ نحو قارع ، بعد تحقيق الهمزة بالعين ، كما وصفت لك . قال : والتخفيف من الهمز إنما سموه تخفيفا ؛ لأنه لم يعط حقه من الإعراب والإشباع ، وهو مشرب همزا ، تصرف في وجوه العربية بمنزلة سائر الحروف التي تحرك ، كقولك : خبات وقرات ، فجعل الهمزة ألفا ساكنة على سكونها في التحقيق ، إذا كان ما قبلها مفتوحا ، وهي كسائر الحروف التي يدخلها التحريك ، كقولك : لم يخبإ الرجل ، ولم يقرإ القرآن ، فكسر الألف من " يخبإ " و " يقرإ " لسكون ما بعدها ، فكأنك قلت لم يخبير جل ولم يقر يلقرآن ، وهو يخبو ويقرو ، فيجعلها واوا مضمومة في الأدراج ، فإن وقفتها جعلتها ألفا غير أنك تهيئها للضمة من غير أن تظهر ضمتها فتقول : ما أخبأه وأقرأه ، فتحرك الألف بفتح لبقية ما فيها من الهمزة كما وصفت لك ، وأما التحويل من الهمز ، فإن تحول الهمز إلى الياء والواو ، كقولك : قد خبيت المتاع فهو مخبي ، فهو يخباه ، فاعلم ، فيجعل الياء ألفا حيث كان قبلها فتحة نحو ألف يسعى ويخشى ؛ لأن ما قبلها مفتوح . قال : وتقول رفوت الثوب رفوا ، فحولت الهمزة واوا كما ترى ، وتقول : لم يخب عني شيئا . فتسقط موضع اللام من نظيرها من الفعل للإعراب ، وتدع ما بقي على حاله متحركا ، وتقول : ما أخباه . فتسكن الألف المحولة كما أسكنت الألف من قولك : ما أخشاه وأسعاه . قال : ومن محقق الهمز قولك للرجل : يلؤم . كأنك قلت : يلعم ، إذا كان بخيلا ، وأسد يزئر كقولك يزعر ، فإذا أردت التخفيف قلت للرجل : يلم . وللأسد : يزر . على أن ألقيت الهمزة من قولك يلؤم ويزئر ، وحركت ما قبلها بحركتها على الضم والكسر ، إذا كان ما قبلها ساكنا ؛ فإذا أردت تحويل الهمزة منها قلت للرجل يلوم فجعلتها واوا ساكنة ؛ لأنها تبعت ضمة ، والأسد يزير فجعلتها ياء للكسرة قبلها نحو : يبيع ويخيط ؛ وكذلك كل همزة تبعت حرفا ساكنا عدلتها إلى التخفيف ، فإنك تلقيها وتحرك بحركتها الحرف الساكن قبلها ، كقولك للرجل : سل ، فتحذف الهمزة وتحرك موضع الفاء من نظيرها من الفعل بحركتها ، وأسقطت ألف الوصل ؛ إذ تحرك ما بعدها ، وإنما يجتلبونها للإسكان ، فإذا تحرك ما بعدها لم يحتاجوا إليها . وقال رؤبة : وأنت يا با مسلم وفيتا ترك الهمزة ، وكان وجه الكلام : يا أبا مسلم ؛ فحذف الهمزة وهي أصلية ، كما قالوا لا أب لك ، ولا ابا لك ، ولا با لك ، ولاب لغيرك ، ولا با لشانئك . ومنها نوع آخر من المحقق ، وهو قولك من رأيت ، وأنت تأمر : إرأ ، كقولك : إرع زيدا ، فإذا أردت التخفيف قلت : ر زيدا ، فتسقط ألف الوصل لتحرك ما بعدها . قال أبو زيد : وسمعت من العرب من يقول : يا فلان نويك ؛ على التخفيف ، وتحقيقه نؤيك ، كقولك إبغ بغيك ، إذا أمره أن يجعل نحو خبائه نؤيا كالطوق يصرف عنه ماء المطر . قال : ومن هذا النوع : رأيت الرجل ، فإذا أردت التخفيف قلت : رايت ، فحركت الألف بغير إشباع همز ، ولم تسقط الهمزة لأن ما قبلها متحرك ، وتقول للرجل : ترأى ذلك على التحقيق . [ ص: 28 ] وعامة كلام العرب في يرى وترى وارى ونرى ؛ على التخفيف ، لم تزد على أن ألقت الهمزة من الكلمة ، وجعلت حركتها بالضم على الحرف الساكن قبلها . قال أبو زيد : واعلم أن واو فعول ومفعول ، وياء فعيل ، وياء التصغير لا يعتقبن الهمز في شيء من الكلام ؛ لأن الأسماء طولت بها ، كقولك في التحقيق : هذه خطيئة ، كقولك خطيعة ، فإذا أبدلتها إلى التخفيف قلت : هذه خطية ، جعلت حركتها ياء للكسرة ؛ وتقول : هذا رجل خبوء ، كقولك خبوع ، فإذا خففت قلت : رجل خبو ، فتجعل الهمزة واوا للضمة التي قبلها ، وجعلتها حرفا ثقيلا في وزن حرفين مع الواو التي قبلها ، وتقول : هذا متاع مخبوء بوزن مخبوع ، فإذا خففت . قلت : متاع مخبو ، فحولت الهمزة واوا للضمة قبلها . قال أبو منصور : ومن العرب من يدغم الواو في الواو ويشددها ، فيقول : مخبو . قاد أبو زيد : تقول رجل براء من الشرك ، كقولك : براع ، فإذا عدلتها إلى التخفيف قلت : براو ، فتصير الهمزة واوا لأنها مضمومة ، وتقول : مررت برجل براي ، فتصير ياء على الكسرة ، ورأيت رجلا برايا ، فتصير ألفا ؛ لأنها مفتوحة . ومن تحقيق الهمزة قولهم : هذا غطاء وكساء وخباء ، فتهمز موضع اللام من نظيرها من الفعل ؛ لأنها غاية ، وقبلها ألف ساكنة ، كقولهم : هذا غطاع وكساع وخباع ، فالعين موضع الهمزة ، فإذا جمعت الاثنين على سنة الواحد في التحقيق ، قلت : هذان غطاآن وكساآن وخباآن ، كقولك : غطاعان وكساعان وخباعان ، فتهمز الاثنين على سنة الواحد ؛ وإذا أردت التخفيف قلت : هذا غطاو وكساو وخباو ، فتجعل الهمزة واوا ؛ لأنها مضمومة ؛ وإن جمعت الاثنين بالتخفيف على سنة الواحد قلت : هذان غطاأن وكساأن وخباأن ، فتحرك الألف التي في موضع اللام من نظيرها من الفعل ، بغير إشباع ؛ لأن فيها بقية من الهمزة ، وقبلها ألف ساكنة ، فإذا أردت تحويل الهمزة قلت : هذا غطاو وكساو ؛ لأن قبلها حرفا ساكنا وهي مضمومة ؛ وكذلك الفضاء : هذا فضاو ، على التحويل ؛ لأن ظهور الواو هاهنا أخف من ظهور الياء ، وتقول في الاثنين إذا جمعتهما على سنة تحويل الواو : هما غطاوان وكساوان وخباوان وفضاوان . قال أبو زيد : وسمعت بعض بني فزارة يقول : هما كسايان وخبايان وفضايان ، فيحول الواو إلى الياء . قال : والواو في هذه الحروف أكثر في الكلام . قال : ومن تحقيق الهمزة قولك : يا زيد من أنت ، كقولك من عنت ، فإذا عدلت الهمزة إلى التخفيف قلت : يا زيد من نت ، كأنك قلت : مننت ؛ لأنك أسقطت الهمزة من " أنت " وحركت ما قبلها بحركتها ، ولم يدخله إدغام ؛ لأن النون الأخيرة ساكنة والأولى متحركة ؛ وتقول : من أنا ، كقولك : من عنا على التحقيق ، فإذا أردت التخفيف قلت : يا زيد من نا ، كأنك قلت : يا زيد منا ، أدخلت النون الأولى في الآخرة ، وجعلتهما حرفا واحدا ثقيلا في وزن حرفين ، لأنهما متحركان في حال التخفيف ، ومثله قوله تعالى : لكنا هو الله ربي خففوا الهمزة من " لكن أنا " فصارت " لكن نا " ، كقولك : لكننا ، ثم أسكنوا بعد التخفيف فقالوا : لكنا . قال : وسمعت أعرابيا من قيس يقول : يا أب أقبل ، وياب أقبل ، ويا أبة أقبل ، ويابة أقبل ، فألقى الهمزة من . . . ومن تحقيق الهمزة قولك : إفعوعلت من " وأيت " : إيأوأيت ، كقولك : إفعوعيت ، فإذا عدلته على التخفيف قلت : ايويت وحدها ، وويت ، والأولى منهما في موضع الفاء من الفعل وهي ساكنة ، والثانية هي الزائدة فحركتها بحركة الهمزتين قبلها . وثقل ظهور الواوين مفتوحتين ، فهمزوا الأولى منهما ، ولو كانت الواو الأولى واو عطف
المعجم: لسان العرب غرب
المعنى: الغَرْبُ والمَغْرِبُ: بمعنى واحد. ابن سيده: الغَرْبُ خِلافُ الشَّرْق، وهو المَغْرِبُ. وقوله تعالى: رَبُّ المَشْرِقَيْن ورَبُّ المَغْرِبَيْنِ؛ أَحدُ المَغْرِبين: أَقْصَى ما تَنْتَهي إِليه الشمسُ في الصيف، والآخَرُ: أَقْصَى ما تَنْتَهِي إِليه في الشتاءِ؛ وأَحدُ المَشْرقين: أَقْصى ما تُشرِقُ منه الشمسُ في الصيف، وأَقْصَى ما تُشْرِقُ منه في الشتاءِ؛ وبين المغرب الأَقْصَى والمَغْربِ الأَدْنى مائةٌ وثمانون مَغْرباً، وكذلك بين المَشْرقين. التهذيب: للشمس مَشْرِقانِ ومَغْرِبانِ: فأَحدُ مشرقيها أَقْصَى المَطالع في الشتاءِ، والآخَرُ أَقصى مَطالعها في القَيْظ، وكذلك أَحدُ مَغْرِبَيْها أَقصى المَغارب في الشِّتاءِ، وكذلك في الجانب الآخر. وقوله جَلَّ ثناؤُه: فلا أُقْسِمُ برَبِّ المَشارق والمَغارِب؛ جَمعَ، لأَنه أُريد أَنها تُشْرِقُ كلَّ يومٍ من موضع، وتَغْرُبُ في موضع، إِلى انتهاءِ السنة. وفي التهذيب: أَرادَ مَشْرِقَ كلِّ يوم ومَغْرِبَه، فهي مائة وثمانون مَشْرقاً، ومائة وثمانون مغْرِباً.والغُرُوبُ: غُيوبُ الشمس.غَرَبَتِ الشمسُ تَغْرُبُ غُروباً ومُغَيْرِباناً: غابَتْ في المَغْرِبِ؛ وكذلك غَرَبَ النجمُ، وغَرَّبَ. ومَغْرِبانُ الشمسِ: حيث تَغرُبُ.ولقيته مَغرِبَ الشمسِ ومُغَيْرِبانَها ومُغَيرِباناتِها أَي عند غُروبها.وقولُهم: لقيته مُغَيْرِبانَ الشمسِ، صَغَّروه على غير مُكَبَّره، كأَنهم صغروا مَغرِباناً؛ والجمع: مُغَيْرِباناتُ، كما قالوا: مَفارِقُ الرأْس، كأَنهم جعلوا ذلك الحَيِّز أَجزاءً، كُلَّما تَصَوَّبَتِ الشمسُ ذَهَبَ منها جُزْءٌ، فَجَمَعُوه على ذلك. وفي الحديث: أَلا إِنَّ مَثَلَ آجالِكُم في آجالِ الأُمَمِ قَبْلَكم، كما بين صلاةِ العَصْر إِلى مُغَيْربانِ الشمس أَي إِلى وَقتِ مَغِيبها. والمَغرِبُ في الأَصل: مَوْضِعُ الغُروبِ ثم استُعْمِل في المصدر والزمان، وقياسُه الفتح، ولكن استُعْمِل بالكسر كالمَشْرِق والمسجِد. وفي حديث أَبي سعيدٍ: خَطَبَنا رسولُ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، إِلى مُغَيربانِ الشمسِ.والمُغَرِّبُ: الذي يأْخُذُ في ناحية المَغْرِبِ؛ قال قَيْسُ بنُ المُلَوّج: وأَصـــــْبَحْتُ مـــــن لَيلىـــــ، الغَـــــداة، كنـــــاظِرٍ مـــــع الصـــــُّبْح فـــــي أَعْقـــــابِ نَجْــــمٍ مُغَــــرِّبِ وقد نَسَبَ المُبَرِّدُ هذا البيتَ إِلى أَبي حَيَّةَ النُّمَيْري.وغَرَّبَ القومُ: ذَهَبُوا في المَغْرِبِ؛ وأَغْرَبُوا: أَتَوا الغَرْبَ؛ وتَغَرَّبَ: أَتَى من قِبَلِ الغَرْب. والغَرْبيُّ من الشجر: ما أَصابته الشمسُ بحَرِّها عند أُفُولها. وفي التنزيل العزيز: زَيْتُونةٍ لا شَرْقِيَّةٍ ولا غَرْبِيَّةٍ.والغَرْبُ: الذهابُ والتَّنَحِّي عن الناسِ. وقد غَرَبَ عنا يَغْرُبُ غَرْباً، وغَرَّبَ، وأَغْرَبَ، وغَرَّبه، وأَغْرَبه: نَحَّاه. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، أَمَر بتَغْريبِ الزاني سنةً إذا لم يُحْصَنْ؛ وهو نَفْيُه عن بَلَده.والغَرْبة والغَرْبُ: النَّوَى والبُعْد، وقد تَغَرَّب؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة يصف سحاباً: ثــــــم انْتَهــــــى بَصــــــَري وأَصـــــْبَحَ جالِســـــاً، مِنْـــــــــه لنَجْـــــــــدٍ، طَــــــــائفٌ مُتَغَــــــــرِّبُ وقيل: مُتَغَرِّبٌ هنا أَي من قِبَل المَغْرب.ويقال: غَرَّبَ في الأَرض وأَغْرَبَ إذا أَمْعَنَ فيها؛ قال ذو الرمة: أَدْنَـــــــى تَقـــــــاذُفِه التَّغْريـــــــبُ والخَبَـــــــبُ ويُروى التَّقْريبُ.ونَوىً غَرْبةٌ: بعيدة. وغَرْبةُ النَّوى: بُعْدُها؛ قال الشاعر: وشــــــَطَّ ولـــــيُ النَّـــــوَى، إِنَّ النَّـــــوَى قُـــــذُفٌ، تَيَّاحــــــــةٌ غَرْبــــــــةٌ بالـــــــدَّارِ أَحْيانـــــــا النَّوَى: المكانُ الذي تَنْوي أَنْ تَأْتِيَه في سَفَرك.ودارُهم غَرْبةٌ: نائِيَةٌ.وأَغْرَبَ القومُ: انْتَوَوْا.وشَأْوٌ مُغَرِّبٌ ومُغَرَّبٌ، بفتح الراءِ: بعيد؛ قال الكميت: عَهْــــــدَك مــــــن أُولَــــــى الشــــــَّبِيبةِ تَطْلُـــــبُ علـــــــى دُبُــــــرٍ، هيهــــــاتَ شــــــَأْوٌ مُغَــــــرِّبُ وقالوا: هل أَطْرَفْتَنا من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ؟ أَي هل من خَبَر جاءَ من بُعْدٍ؟ وقيل إِنما هو: هل من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ؟ وقال يعقوب إِنما هو: هل جاءَتْك مُغَرِّبةُ خَبَرٍ؟ يعني الخَبَر الذي يَطْرَأُ عليك من بلَدٍ سوَى بلدِك. وقال ثعلب: ما عِنْدَه من مُغَرِّبةِ خَبرٍ، تَسْتَفْهِمُه أَو تَنْفِي ذلك عنه أَي طَريفةٌ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه قال لرجل قَدِمَ عليه من بعض الأَطْرافِ: هل من مُغَرِّبةِ خَبَر؟ أَي هل من خبَرٍ جديدٍ جاءَ من بلدٍ بعيدٍ؟ قال أَبو عبيد: يقال بكسر الراءِ وفتحها، مع الإِضافة فيهما. وقالها الأُمَوِيُّ، بالفتح، وأَصله فيما نُرَى من الغَرْبِ، وهو البُعْد؛ ومنه قيل: دارُ فلانٍ غَرْبةٌ. والخبرُ المُغْرِبُ: الذي جاءَ غريباً حادثاً طريفاً.والتغريبُ: النفيُ عن البلد.وغَرَبَ أَي بَعُدَ؛ ويقال: اغْرُبْ عني أَي تباعَدْ؛ ومنه الحديث: أَنه أَمَرَ بتَغْريبِ الزاني؛ التغريبُ: النفيُ عن البلد الذي وَقَعَتِ الجِنايةُ فيه. يقال: أَغرَبْتُه وغَرَّبْتُه إذا نَحَّيْتَه وأَبْعَدْتَه. والتَّغَرُّبُ: البُعْدُ. وفي الحديث: أَن رجلاً قال له: إِنَّ امرأَتي لا تَرُدُّ يدَ لامِس، فقال: غرِّبْها أَي أَبْعِدْها؛ يريدُ الطلاق.وغَرَّبَت الكلابُ: أَمْعَنَتْ في طلب الصيد.وغَرَّبه وغَرَّبَ عليه: تَرَكه بُعْداً.والغُرْبةُ والغُرْب: النُّزوحُ عن الوَطَن والاغْتِرابُ؛ قال المُتَلَمِّسُ: أَلا أَبْلِغــــــا أَفنــــــاءَ ســــــَعدِ بـــــن مالـــــكٍ رِســــالةَ مَـــن قـــد صـــار، فـــي الغُرْبِـــ، جـــانِبُهْ والاغْتِرابُ والتغرُّب كذلك؛ تقول منه: تَغَرَّبَ، واغْتَرَبَ، وقد غَرَّبه الدهرُ. ورجل غُرُب، بضم الغين والراء، وغريبٌ: بعيد عن وَطَنِه؛ الجمع غُرَباء، والأُنثى غَريبة؛ قال: إِذا كَــــــــــوْكَبُ الخَرْقــــــــــاءِ لاحَ بســـــــــُحْرةٍ ســــــُهَيْلٌ، أَذاعَـــــتْ غَزْلَهـــــا فـــــي الغَـــــرائبِ أَي فَرَّقَتْه بينهنّ؛ وذلك أَن أَكثر من يَغْزِل بالأُجرة، إِنما هي غريبةٌ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، سُئِلَ عن الغُرباء، فقال: الذين يُحْيُونَ ما أَماتَ الناسُ من سُنَّتِي. وفي حديث آخر: إِنّ الإِسلامَ بَدأَ غريباً، وسيعود غريباً كما بَدأَ، فطوبَى للغُرباءِ؛ أَي إِنه كان في أَوّلِ أَمْرِه كالغريبِ الوحيدِ الذي لا أَهل له عنده، لقلة المسلمين يومئذ؛ وسيعودُ غريباً كما كان أَي يَقِلُّ المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغُرباء، فطُوبى للغُرَباء؛ أَي الجنةُ لأُولئك المسلمين الذين كانوا في أَوّل الإِسلام، ويكونون في آخره؛ وإِنما خَصَّهم بها لصبْرهم على أَذى الكفار أَوَّلاً وآخراً، ولُزومهم دينَ الإِسلام. وفي حديث آخر: أُمَّتِي كالمطر، لا يُدْرَى أَوَّلُها خير أَو آخِرُها. قال: وليس شيءٌ من هذه الأُحاديث مخالفاً للآخر، وإِنما أَراد أَن أَهلَ الإِسلام حين بَدأَ كانوا قليلاً، وهم في آخر الزمان يَقِلُّون إِلاَّ أَنهم خيارٌ. ومما يَدُلُّ على هذا المعنى الحديثُ الآخر: خِيارُ أُمَّتِي أَوَّلُها وآخِرُها، وبين ذلك ثَبَجٌ أَعْوَجُ ليس منكَ ولَسْتَ منه. ورَحَى اليدِ يُقال لها: غَريبة، لأَنّ الجيران يَتعاورُونها بينهم؛ وأَنشد بعضُهم: كـــــــأَنَّ نَفِـــــــيَّ مــــــا تَنْفــــــي يَــــــداها، نَفِـــــــــيُّ غريبـــــــــةٍ بِيَـــــــــدَيْ مُعِيــــــــنِ والمُعينُ: أَن يَسْتعينَ المُدير بيد رجل أَو امرأَة، يَضَعُ يده على يده إذا أَدارها.واغْتَرَبَ الرجلُ: نَكَح في الغَرائبِ، وتَزَوَّجَ إِلى غير أَقاربه.وفي الحديث: اغْتَرِبُوا لا تُضْوُوا أَي لا يتزوّج الرجلُ القرابة القريبةَ، فيجيءَ ولدُه ضاوِيّاً. والاغْتِرابُ: افتِعال من الغُرْبة؛ أَراد: تَزَوَّجُوا إِلى الغرائب من النساءِ غير الأَقارب، فإِنه أَنْجَبُ للأَولاد. ومنه حديث المُغِيرة: ولا غريبةٌ نَجِيبةٌ أَي إِنها مع كونها غريبةً، فإِنها غيرُ نَجيبةِ الأَولاد. وفي الحديث: إِنّ فيكم مُغَرِّبين؛ قيل: وما مُغَرِّبون؟ قال: الذين يَشترِكُ فيهم الجنُّ؛ سُمُّوا مُغَرِّبين لأَنه دخل فيهم عِرْقٌ غريبٌ، أَو جاؤُوا من نَسَبٍ بعيد؛ وقيل: أَراد بمشاركة الجنّ فيهم أَمْرَهم إِياهم بالزنا، وتحسينَه لهم، فجاء أَولادُهم عن غير رِشْدة، ومنه قولُه تعالى: وشارِكْهُم في الأَموال والأَولاد. ابن الأَعرابي: التغريبُ أَن يأْتي ببنينَ بِيضٍ، والتغريبُ أَن يأْتِيَ ببَنينَ سُودٍ، والتغريبُ أَن يَجْمَعَ الغُرابَ، وهو الجَلِيدُ والثَّلْج، فيأْكلَه.وأَغْرَبَ الرجلُ: صار غريباً؛ حكاه أَبو نصر.وقِدْحٌ غريبٌ: ليس من الشجر التي سائرُ القِداحِ منها. ورجل غريبٌ: ليس من القوم؛ ورجلٌ غريبٌ وغُرُبٌ أَيضاً، بضم الغين والراءِ، وتثنيته غُرُبانِ؛ قال طَهْمانُ بن عَمْرو الكِلابيّ: وإِنـــــــيَ والعَبْســـــــِيَّ، فـــــــي أَرضِ مَـــــــذْحِجٍ، غَريبـــــــانِ، شـــــــَتَّى الـــــــدارِ، مُخْتلِفـــــــانِ ومـــــا كـــــان غَـــــضُّ الطَّـــــرْفِ منــــا ســــَجِيَّةً، ولكننـــــــــا فـــــــــي مَذْحِــــــــجٍ غُرُبــــــــانِ والغُرباءُ: الأَباعِدُ. أَبو عمرو: رجل غَريبٌ وغَربيٌّ وشَصِيبٌ وطارِيٌّ وإِتاويٌّ، بمعنى.والغَريبُ: الغامِضُ من الكلام؛ وكَلمة غريبةٌ، وقد غَرُبَتْ، وهو من ذلك.وفرس غَرْبٌ: مُتَرامٍ بنفسه، مُتَتابعٌ في حُضْره، لا يُنْزِعُ حتى يَبْعَدَ بفارسه. وغَرْبُ الفَرَسِ: حِدَّتُه، وأَوَّلُ جَرْيِه؛ تقول: كفَفْتُ من غَرْبه؛ قال النابغة الذبياني: والخَيْــــــلُ تَمْــــــزَعُ غرْبـــــاً فـــــي أَعِنَّتِهـــــا، كـــــالطَّيْرِ يَنْجُـــــو مـــــن الشــــُّؤبُوبِ ذي البَــــرَدِ قال ابن بري: صوابُ انشادِهِ: والخيلَ، بالنصب، لأَنه معطوف على المائة من قوله: الـــــــواهِبِ المـــــــائةَ الأَبْكـــــــارَ زَيَّنَهــــــا، ســــــَعْدانٌ تُوضـــــِحَ، فـــــي أَوبارِهـــــا اللِّبَـــــدِ والشُّؤْبُوبُ: الدَّفْعةُ من المَطر الذي يكون فيه البَرَدُ.والمَزْعُ: سُرْعةُ السَّيْر. والسَّعْدانُ: تَسْمَنُ عنه الإِبل، وتَغْزُر أَلبانُها، ويَطِيبُ لحمها. وتُوضِحُ: موضع. واللِّبَدُ: ما تَلَبَّدَ من الوَبر، الواحدةُ لِبْدَة، التهذيب: يقال كُفَّ من غَرْبك أَي من حِدَّتك. والغَرْبُ: حَدُّ كلِّ شيء، وغَرْبُ كلِّ شيءٍ حَدُّه؛ وكذلك غُرابه.وفرسٌ غَرْبٌ: كثيرُ العَدْوِ؛ قال لبِيد: غَــــــــرْبُ المَصـــــــَبَّةِ، مَحْمـــــــودٌ مَصـــــــارِعُه، لاهــــــي النَّهــــــارِ لســـــَيْرِ الليـــــلِ مُحْتَقِـــــرُ أَراد بقوله غرْبُ المَصَبَّة: أَنه جَوَادٌ، واسِعُ الخَيْر والعَطاء عند المَصَبَّة أَي عند إِعْطاءِ المال، يُكْثِرُه كما يُصَبُّ الماءُ.وعينٌ غَرْبةٌ: بعيدةُ المَطْرَح. وإِنه لغَرْبُ العَين أَي بعيدُ مَطْرَح العين؛ والأُنثى غَربةُ العين؛ وإِياها عَنَى الطِّرمَّاحُ بقوله: ذَاكَ أَمْ حَقْبـــــــــــــــــاءُ بَيْدانَـــــــــــــــــةٌ، غَرْبــــــــةُ العَيْــــــــنِ جَهــــــــادُ المَســــــــَامْ وأَغْرَبَ الرجلُ: جاءَ بشيءٍ غريب. وأَغْرَب عليه، وأَغْرَب به: صَنَع به صُنْعاً قبيحاً. الأَصمعي: أَغْرَب الرجلُ في مَنْطِقِه إذا لم يُبْقِ شَيْئاً إِلاَّ تكلم به. وأَغْرَبَ الفرسُ في جَرْيه: وهو غاية الاكثار. وأَغْرَبَ الرجلُ إذا اشْتَدَّ وجَعُه من مرضٍ أَو غيره. قال الأَصمعي وغيره: وكُلُّ ما وَاراك وسَتَرك، فهو مُغْرِبٌ؛ وقال ساعدة الهُذَليُّ: مُوَكَّــــــــلٌ بســــــــُدُوف الصـــــــَّوْم، يُبْصـــــــِرُها مـــــــن المَغـــــــارِبِ، مَخْطُــــــوفُ الحَشــــــَا، زَرِمُ وكُنُسُ الوَحْش: مَغارِبُها، لاستتارها بها.وعَنْقاءُ مُغْرِبٌ ومُغْرِبةٌ، وعَنْقاءُ مُغْرِبٍ، على الإِضافة، عن أَبي عليّ: طائرٌ عظيم يَبْعُدُ في طَيرانه؛ وقيل: هو من الأَلفاظِ الدالةِ على غير معنى. التهذيب: والعَنْقاءُ المُغْرِبُ؛ قال: هكذا جاءَ عن العَرَب بغير هاء، وهي التي أَغْرَبَتْ في البلادِ، فَنَأَتْ ولم تُحَسَّ ولم تُرَ. وقال أَبو مالك: العَنْقاءُ المُغْرِبُ رأْسُ الأَكمَة في أَعْلى الجَبَل الطويل؛ وأَنْكر أَن يكون طائراً؛ وأَنشد: وقـــــالوا: الفـــــتى ابــــنُ الأَشــــْعَرِيَّةِ، حَلَّقَتْــــ، بهـــــ، المُغْـــــرِبُ العَنْقـــــاءُ، إِنْ لـــــم يُســــَدَّدِ ومنه قالوا: طارَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ؛ قال الأَزهري: حُذفت هاء التأْنيث منها، كما قالوا: لِحْيةٌ ناصِلٌ، وناقة ضامر، وامرأَة عاشق.وقال الأَصمعي: أَغْرَبَ الرجلُ إِغراباً إذا جاءَ بأَمر غريب. وأَغْرَبَ الدابَّةُ إذا اشْتَدَّ بياضُه، حتى تَبْيَضَّ مَحاجِرُه وأَرْفاغُه، وهو مُغْرِبٌ. وفي الحديث: طارتْ به عَنْقاءُ مُغْرِبٌ أَي ذَهَبَتْ به الداهيةُ.والمُغْرِبُ: المُبْعِدُ في البلاد.وأَصابه سَهْمُ غَرْبٍ وغَرَبٍ إذا كان لا يَدْري مَن رَماه. وقيل: إِذا أَتاه مِن حيثُ لا يَدْرِي؛ وقيل: إذا تَعَمَّد به غيرَه فأَصابه؛ وقد يُوصَف به، وهو يسكَّن ويحرك، ويضاف ولا يضاف، وقال الكسائي والأَصمعي: بفتح الراءِ؛ وكذلك سَهْمُ غَرَضٍ. وفي الحديث: أَن رجلاً كان واقِفاً معه في غَزاةٍ، فأَصابَه سَهْمُ غَرْبٍ أَي لا يُعْرَفُ راميه؛ يقال: سَهْمُ غرب وسهمٌ غَربٌ، بفتح الراءِ وسكونها، بالإِضافة وغير الإِضافة؛ وقيل: هو بالسكون إذا أَتاه مِن حيثُ لا يَدْرِي، وبالفتح إذا رماه فأَصاب غيره. قال ابن الأَثير والهروي: لم يثبت عن الأَزهري إِلا الفتح.والغَرْبُ والغَرْبة: الحِدَّةُ. ويقال لِحَدِّ السيف: غَرْبٌ. ويقال: في لسانه غَرْبٌ أَي حِدَّة. وغَرْبُ اللسانِ: حِدَّتُه. وسيفٌ غَرْبٌ: قاطع حديد؛ قال الشاعر يصف سيفاً: غَرْبــــــاً ســــــريعاً فــــــي العِظـــــامِ الخُـــــرْسِ ولسان غَرْبٌ: حَديدٌ. وغَرْبُ الفرس: حِدَّتُه. وفي حديث ابن عباس ذَكَر الصِّدِّيقَ، فقال: كانَ واللّهِ بَرّاً تَقِيّاً يُصَادَى غَرْبُه؛ وفي رواية: يُصَادَى منه غَرْبٌ؛ الغَرْبُ: الحِدَّةُ؛ ومنه غَرْبُ السيف؛ أَي كانَتْ تُدَارَى حِدَّتُه وتُتَّقَى؛ ومنه حديث عمر: فَسَكَّنَ من غَرْبه؛ وفي حديث عائشة، قالت عن زينب، رضي اللّه عنها: كُلُّ خِلالِها مَحْمودٌ، ما خَلا سَوْرَةً من غَرْبٍ، كانت فيها؛ وفي حديث الحَسَن: سُئل عن القُبلة للصائم، فقال: إِني أَخافُ عليك غَرْبَ الشَّباب أَي حِدَّته. والغَرْبُ: النَّشاط والتَّمادِي.واسْتَغْرَب في الضَّحِك، واسْتُغْرِبَ: أَكْثَرَ منه. وأَغْرَبَ: اشْتَدَّ ضَحِكُه ولَجَّ فيه. واسْتَغْرَبَ عليه الضحكُ، كذلك. وفي الحديث: أَنه ضَحِكَ حتى استَغْرَبَ أَي بالَغَ فيه. يُقال: أَغْرَبَ في ضَحِكه، واسْتَغْرَبَ، وكأَنه من الغَرْبِ البُعْدِ؛ وقيل: هو القَهْقهة. وفي حديث الحسن: إذا اسْتَغْرَب الرجلُ ضَحِكاً في الصلاة، أَعادَ الصلاةَ؛ قال: وهو مذهب أَبي حنيفة، ويزيد عليه إِعادةَ الوضوء. وفي دُعاءِ ابنِ هُبَيْرَة: أَعُوذُ بك من كل شيطانٍ مُسْتَغْرِبٍ، وكُلِّ نَبَطِيٍّ مُسْتَعْرِبِ؛ قال الحَرْبيُّ: أَظُنُّه الذي جاوَزَ القَدْرَ في الخُبْثِ، كأَنه من الاسْتِغْراب في الضَّحِك، ويجوز أَن يكون بمعنى المُتَناهِي في الحِدَّةِ، من الغَرْبِ: وهي الحِدَّةُ؛ قال الشاعر: فمـــــــا يُغْرِبُـــــــونَ الضـــــــَّحْكَ إِلاَّ تَبَســـــــُّماً، ولا يَنْســــــــــُبُونَ القــــــــــولَ إِلاَّ تَخَافِيَـــــــــا شمر: أَغْرَبَ الرجلُ إذا ضَحِكَ حتى تَبْدُوَ غُروبُ أَسْنانه.والغَرْبُ: الرَّاوِيَةُ التي يُحْمَلُ عليها الماء. والغَرْبُ: دَلْو عظيمة من مَسكِ ثَوْرٍ، مُذَكَّرٌ، وجمعهُ غُوبٌ. الأَزهري، الليث: الغَرْبُ يومُ السَّقْيِ؛ وأَنشد: فـــــي يـــــوم غَرْبٍــــ، ومــــاءُ الــــبئر مُشــــْتَرَكُ قال: أُراه أَراد بقوله في يوم غَربٍ أَي في يوم يُسْقَى فيه بالغَرْبِ، وهو الدلو الكبير، الذي يُسْتَقَى به على السانية؛ ومنه قول لبيد: فصــــــــَرَفْتُ قَصـــــــْراً، والشـــــــُّؤُونُ كأَنهـــــــا غَرْبٌــــــ، تَخُــــــبُّ بــــــه القَلُوصــــــُ، هَزِيــــــمُ وقال الليث: الغَرْبُ، في بيت لبيدٍ: الرَّاوية، وإِنما هو الدَّلْو الكبيرةُ. وفي حديث الرؤيا: فأَخَذَ الدَّلْوَ عُمَرُ، فاسْتَحالَتْ في يَدِه غَرْباً؛ الغَرْبُ، بسكون الراءِ: الدلو العظيمة التي تُتَّخَذُ من جلدِ ثَوْرٍ، فإِذا فتحت الراء، فهو الماء السائل بين البئر والحوض، وهذا تمثيل؛ قال ابن الأَثير: ومعناه أَن عمر لما أَخذ الدلو ليستقي عَظُمَتْ في يده، لأَن الفُتُوح كان في زمنه أَكْثَرَ منه في زمن أَبي بكر، رضي اللّه عنهما. ومعنى اسْتَحالَتْ: انقلبتْ عن الصِّغَر إِلى الكِبَر. وفي حديث الزكاة: وما سُقِيَ بالغَرْبِ، ففيه نِصْفُ العُشْر. وفي الحديث: لو أَنَّ غَرْباً من جهنم جُعِلَ في الأَرض، لآذى نَتْنُ رِيحِه وشِدَّة حَرِّه ما بين المَشْرق والمغرب. والغَرْبُ: عِرْقٌ في مَجْرَى الدَّمْع يَسْقِي ولا يَنْقَطِع، وهو كالناسُور؛ وقيل: هو عرقٌ في العين لا ينقطع سَقْيُه. قال الأَصمعي: يقال: بعينه غَرْبٌ إذا كانت تسيل، ولا تَنْقَطع دُمُوعُها. والغَرْبُ: مَسِيلُ الدَّمْع، والغَرْبُ: انْهِمالُه من العين.والغُرُوبُ: الدُّموع حين تخرج من العين؛ قال: مـــــــــا لــــــــكَ لا تَــــــــذْكُر أُمَّ عَمْــــــــرو، إِلاَّ لعَيْنَيْــــــــــــكَ غُــــــــــــروبٌ تَجْـــــــــــرِي واحِدُها غَرْبٌ.والغُروبُ أَيضاً: مَجارِي الدَّمْعِ؛ وفي التهذيب: مَجارِي العَيْنِ.وفي حديث الحسن: ذَكَر ابنَ عباس فقال: كان مِثَجّاً يَسِيلُ غَرْباً.الغَرْبُ: أَحدُ الغُرُوبِ، وهي الدُّمُوع حين تجري. يُقال: بعينِه غَرْبٌ إذا سالَ دَمْعُها، ولم ينقطعْ، فشَبَّه به غَزَارَة علمه، وأَنه لا ينقطع مَدَدُه وجَرْيُه. وكلُّ فَيْضَة من الدَّمْع: غَرْبٌ؛ وكذلك هي من الخمر.واسْتَغْرَبَ الدمعُ: سال.وغَرْبَا العين: مُقْدِمُها ومُؤْخِرُها. وللعين غَرْبانِ: مُقْدِمُها ومُؤْخِرُها.والغَرْبُ: بَثْرة تكون في العين، تُغِذُّ ولا تَرْقأُ. وغَرِبَت العينُ غَرَباً: وَرِمَ مَأْقُها.وبعينه غَرَبٌ إذا كانت تسيل، فلا تنقطع دُموعُها. والغَرَبُ، مُحَرَّك: الخَدَرُ في العين، وهو السُّلاقُ.وغَرْبُ الفم: كثرةُ ريقِه وبَلَلِه؛ وجمعه: غُرُوبٌ. وغُروبُ الأَسنانِ: مَناقِعُ ريقِها؛ وقيل: أَطرافُها وحِدَّتُها وماؤُها؛ قال عَنترة: إِذْ تَســــــــتَبِيكَ بِــــــــذي غُـــــــروبٍ واضـــــــِحٍ، عَــــــــذْبٍ مُقَبَّلُهــــــــ، لَذِيــــــــذ المَطْعَــــــــمِ وغُروبُ الأَسنانِ: الماءُ الذي يَجرِي عليها؛ الواحد: غَرْبٌ. وغُروبُ الثَّنايا: حدُّها وأُشَرُها. وفي حديث النابغة: تَرِفُّ غُروبُه؛ هي جمع غَرْب، وهو ماء الفم، وحِدَّةُ الأَسنان. والغَرَبُ: الماءُ الذي يسيل من الدَّلْو؛ وقيل: هو كلُّ ما انصَبَّ من الدلو، من لَدُنْ رأْسِ البئر إِلى الحوضِ. وقيل: الغَرَبُ الماءُ الذي يَقْطُر من الدِّلاءِ بين البئر والحوض، وتتغير ريحُه سريعاً؛ وقيل: هو ما بين البئر والحوض، أَو حَوْلَهُما من الماءِ والطين؛ قال ذو الرمة: وأُدْرِكَ المُتَبَقَّــــــــــى مــــــــــن ثَميلَتِهــــــــــ، ومـــــــن ثَمائِلهـــــــا، واسْتُنشـــــــِئَ الغَـــــــرَبُ وقيل: هو ريح الماء والطين لأَنه يتغير ريحُهُ سريعاً. ويقال للدَّالج بين البئر والحوْض: لا تُغْرِبْ أَي لا تَدْفُقِ الماءَ بينهما فتَوْحَل. وأَغْرَبَ الحَوضَ والإِناءَ: ملأَهما؛ وكذلك السِّقاءَ؛ قال بِشْر بن أَبي خازِم: وكــــــــأَنَّ ظُعْنَهُمُــــــــ، غَـــــــداةَ تَحَمَّلُـــــــوا، ســـــــُفُنٌ تَكَفَّـــــــأُ فـــــــي خَليــــــجٍ مُغْــــــرَبِ وأَغربَ الساقي إذا أَكثر الغَرْبَ. والإِغرابُ: كثرةُ المال، وحُسْنُ الحال من ذلك، كأَنَّ المالَ يَمْلأُ يَدَيْ مالِكِه، وحُسنَ الحال يَمْلأُ نفسَ ذي الحال؛ قال عَدِيُّ بن زيد العِبادِيّ: أَنــتَ ممـا لَقِيتَـ، يُبْطِـرُكَ الإِغ_رابُ بالطَّيشـِ، مُعْجَـبٌ مَحبُـورُ والغَرَبُ: الخَمْرُ؛ قال: دَعِينــــــــي أَصــــــــْطَبِحْ غَرَبــــــــاً فــــــــأُغْرِبْ مـــــــع الفِتيـــــــانِ، إِذ صـــــــَبَحوا، ثُمُــــــودا والغَرَبُ: الذَّهَبُ، وقيل: الفضَّة؛ قال الأَعشى: إِذا انْكَــــــــبَّ أَزْهَـــــــرُ بيـــــــن الســـــــُّقاة، تَرامَــــــــوْا بــــــــه غَرَبــــــــاً أَو نُضـــــــارا نَصَبَ غَرَباً على الحال، وإِن كان جَوْهراً، وقد يكون تمييزاً. ويقال الغَرَب: جامُ فِضَّةٍ؛ قال الأَعشى: فَدَعْــــــــدَعا ســــــــُرَّةَ الرَّكــــــــاءِ، كمــــــــا دَعْــــــــدَعَ ســــــــاقي الأَعــــــــاجِمِ الغَرَبـــــــا قال ابن بري: هذا البيت للبيد، وليس للأَعشى، كما زعم الجوهري، والرَّكاء، بفتح الراءِ: موضع؛ قال: ومِن الناسِ مَن يكسر الراء، والفتح أَصح. ومعنى دَعدَعَ: مَلأَ. وصَفَ ماءَينِ التَقَيا من السَّيل، فملآ سُرَّة الرَّكاء كما ملأَ ساقي الأِعاجمِ قَدَحَ الغَرَب خمْراً؛ قال: وأَما بيت الأَعشى الذي وقع فيه الغَرَبُ بمعنى الفضة فهو قوله: تَرامَــــــــوا بــــــــه غَرَبــــــــاً أَو نُضـــــــارا والأَزهر: إِبريقٌ أَبيضُ يُعْمَلُ فيه الخمرُ، وانكبابُه إذا صُبَّ منه في القَدَح. وتَراميهم بالشَّراب: هو مُناوَلةُ بعضهم بعضاً أَقداحَ الخَمْر. والغَرَبُ: الفضة. والنُّضارُ: الذَّهَبُ. وقيل: الغَرَبُ والنُّضار: ضربان من الشجر تُعمل منهما الأَقْداحُ. التهذيب: الغَرْبُ شَجَرٌ تُسَوَّى منه الأَقْداحُ البِيضُ؛ والنُّضار: شَجَرٌ تُسَوَّى منه أَقداح صُفْر، الواحدةُ: غَرْبَةٌ، وهي شَجَرة ضَخْمةٌ شاكة خَضراءُ، وهي التي يُتَّخَذُ منها الكُحَيلُ، وهو القَطِرانُ، حِجازية.قال الأَزهري: والأَبهَلُ هو الغَرْبُ لأَنَّ القَطِرانَ يُسْتَخْرَجُ منه. ابن سيده: والغَرْبُ، بسكون الراءِ: شجرة ضَخْمة شاكة خَضْراءُ حِجازِيَّة، وهي التي يُعْمَلُ منها الكُحيلُ الذي تُهْنأُ به الإِبلُ، واحِدَتُه غَرْبة. والغَرْبُ: القَدَح، والجمع أَغْراب؛ قال الأَعشى: بـاكَرَتْهُ الأَغْـرابُ فـي سـِنَةِ النَّـوْ_مِ، فتَجْري خِلالَ شَوْكِ السَّيالِ ويُروى باكَرَتْها. والغَرَبُ: ضَرْبٌ من الشجر، واحدته غَرَبَةٌ؛ قاله الجوهري وأَنشد: عُــــــــودُكَ عُــــــــودُ النُّضــــــــارِ لا الغَـــــــرَبُ قال: وهو اسْبِيدْدارْ، بالفارسية.والغَرَبُ: داء يُصِيبُ الشاةَ، فيتَمَعَّط خُرْطُومُها، ويَسْقُطُ منه شَعَرُ العَين؛ والغَرَبُ في الشاة: كالسَّعَفِ في الناقة؛ وقد غَرِبَت الشاةُ، بالكسر.والغارِبُ: الكاهِلُ من الخُفِّ، وهو ما بين السَّنام والعُنُق، ومنه قولهم: حَبْلُكِ على غارِبكِ. وكانت العربُ إذا طَلَّقَ أَحدُهم امرأَته، في الجاهلية، قال لها: حَبْلُك على غارِبك أَي خَلَّيتُ سبيلك، فاذْهَبي حيثُ شِئْتِ. قال الأَصمعي: وذلك أَنَّ الناقة إذا رَعَتْ وعليها خِطامُها، أُلْقِيَ على غارِبها وتُرِكَتْ ليس عليها خِطام، لأَنها إذا رأَت الخِطامَ لم يُهْنِها المَرْعى. قال: معناه أَمْرُكِ إِلَيكِ، اعمَلي ما شِئْتِ. والغارِب: أَعْلى مُقَدَّم السَّنام، وإِذا أُهْمِلَ البعيرُ طُرِحَ حَبلُه على سَنامه، وتُرِكَ يَذْهَبُ حيث شاءَ. وتقول: أَنتَ مُخَلّىً كهذا البعير، لا يُمْنَعُ من شيءٍ، فكان أَهل الجاهلية يُطَلِّقونَ بهذا. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها، قالت ليَزيدَ بن الأَصَمِّ: رُمِيَ بِرَسَنِك على غارِبك أَي خُلِّيَ سَبِيلُك، فليس لك أَحدٌ يمنعك عما تريد؛ تَشْبيهاً بالبعير يُوضَعُ زِمامُه على ظهرِه، ويُطْلَقُ يَسرَح أَين أَراد في المرْعى. وورد في الحديث في كنايات الطلاق: حَبْلُكِ على غارِبِك أَي أَنتِ مُرْسَلةٌ مُطْلَقة، غير مشدودة ولا مُمْسَكة بعَقْدِ النكاح.والغارِبانِ: مُقَدَّمُ الظهْر ومُؤَخَّرُه.وغَوارِبُ الماءِ: أَعاليه؛ وقيل: أَعالي مَوْجِه؛ شُبِّهَ بغَوارِبِ الإِبل.وقيل: غاربُ كلِّ شيءٍ أَعْلاه. الليث: الغارِبُ أَعْلى المَوْج، وأَعلى الظَّهر. والغارِبُ: أَعلى مُقَدَّمِ السَّنام. وبعيرٌ ذُو غارِبَين إذا كان ما بَينَ غارِبَيْ سَنامِه مُتَفَتِّقاً، وأَكثرُ ما يكون هذا في البَخاتِيِّ التي أَبوها الفالِجُ وأُمها عربية. وفي حديث الزبير: فما زال يَفْتِلُ في الذِّرْوَةِ والغارِب حتى أَجابَتْه عائشةُ إِلى الخُروج. الغاربُ: مُقَدَّمُ السَّنام؛ والذِّرْوَةُ أَعلاه. أَراد: أَنه ما زال يُخادِعُها ويَتَلطَّفُها حتى أَجابَتهُ؛ والأَصل فيه: أَن الرجل إذا أَراد أَن يُؤَنِّسَ البعيرَ الصَّعْبَ، لِيَزُمَّه ويَنْقاد له، جَعَل يُمِرُّ يَدَه عليه، ويَمسَحُ غاربَه، ويَفتِلُ وبَرَه حتى يَسْتَأْنِسَ، ويَضَعَ فيه الزِّمام.والغُرابانِ: طَرَفا الوَرِكَينِ الأَسْفَلانِ اللَّذان يَلِيانِ أَعالي الفَخِذَين؛ وقيل: هما رُؤُوس الوَرِكَين، وأَعالي فُرُوعهما؛ وقيل: بل هما عَظْمانِ رَقيقانِ أَسفل من الفَراشة. وقيل: هما عَظْمانِ شاخصانِ، يَبْتَدّانِ الصُّلْبَ. والغُرابانِ، من الفَرس والبعير: حَرفا الوَرِكينِ الأَيْسَرِ والأَيمنِ، اللَّذانِ فوقَ الذَّنَب، حيث التَقَى رأْسا الوَرِكِ اليُمْنى واليُسْرى، والجمع غِربانٌ؛ قال الراجز: يـــــــــا عَجَبــــــــا للعَجَــــــــبِ العُجــــــــابِ، خَمْســـــــــَةُ غِرْبـــــــــانٍ علـــــــــى غُــــــــرابِ وقال ذو الرمة: وقَرَّبْـــــــنَ بـــــــالزُّرْقِ الحَمـــــــائلَ، بَعْــــــدما تَقَـــــوَّبَ، عـــــن غِرْبـــــان أَوْراكهـــــا، الخَطْـــــرُ أَراد: تَقَوَّبَتْ غِرْبانُها عن الخَطْرِ، فقلبه لأَن المعنى معروف؛ كقولك: لا يَدْخُلُ الخاتَمُ في إِصْبَعِي أَي لا يَدْخُلُ إِصْبَعي في خاتَمي. وقيل: الغِرْبانُ أَوْراكُ الإِبل أَنْفُسها؛ أَنشد ابن الأَعرابي: ســــــــأَرْفَعُ قَــــــــوْلاً للحُصــــــــَينِ ومُنْـــــــذِرٍ، تَطِيــــــرُ بــــــه الغِرْبـــــانُ شـــــَطْرَ المَواســـــم قال: الغِرْبانُ هنا أَوْراكُ الإِبِلِ أَي تَحْمِلُه الرواةُ إِلى المواسم. والغِرْبانُ: غِرْبانُ الإِبِلِ، والغُرابانِ: طَرَفا الوَرِك، اللَّذانِ يَكونانِ خَلْفَ القَطاةِ؛ والمعنى: أَن هذا الشِّعْرَ يُذْهَبُ به على الإِبِل إِلى المَواسم، وليس يُرِيدُ الغِربانَ دونَ غيرِها؛ وهذا كما قال الآخر: وإِنَّ عِتـــــــاقَ العِيســـــــِ، ســـــــَوْفَ يَزُورُكُـــــــمْ ثَنــــــــائي، علــــــــى أَعْجــــــــازِهِنَّ مُعَلَّـــــــقُ فليس يريد الأَعجاز دون الصُّدور. وقيل: إِنما خصَّ الأَعْجازَ والأَوْراكَ، لأَنَّ قائِلَها جَعل كِتابَها في قَعْبَةٍ احْتَقَبها، وشدَّها على عَجُز بعيره.والغُرابُ: حَدُّ الوَرك الذي يلي الظهْرَ.والغُرابُ: الطائرُ الأَسْوَدُ، والجمع أَغْرِبة، وأَغْرُبٌ، وغِرْبانٌ، وغُرُبٌ؛ قال: وأَنْتُــــــم خِفــــــافٌ مِثْــــــلُ أَجْنحـــــةِ الغُـــــرُبْ وغَرابِينُ: جمعُ الجمع. والعرب تقول: فلانٌ أَبْصَرُ من غُرابٍ، وأَحْذَرُ من غُرابٍ، وأَزْهَى من غُرابٍ، وأَصْفَى عَيْشاً من غُرابٍ، وأَشدُّ سواداً من غُرابٍ. وإِذا نَعَتُوا أَرْضاً بالخِصْبِ، قالوا: وَقَعَ في أَرْضٍ لا يَطِير غُرابُها. ويقولون: وجَدَ تَمْرَةَ الغُرابِ؛ وذلك أَنه يتَّبِعُ أَجودَ التَّمْر فيَنْتَقِيه. ويقولون: أَشْأَمُ من غُرابٍ، وأَفْسَقُ من غُراب. ويقولون: طارَ غُرابُ فلانٍ إذا شاب رأْسُه؛ ومنه قوله: ولمَّـــــا رَأَيْـــــتُ النَّســـــْرَ عَــــزَّ ابــــنَ دَايــــةٍ أَراد بابْنِ دايةٍ الغُرابَ. وفي الحديث: أَنه غيَّرَ اسمَ غُرابٍ، لمَا فيه من البُعْدِ، ولأَنه من أَخْبَث الطُّيور. وفي حديث عائشة، لمّا نَزَلَ قولُه تعالى: ولْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جُيوبِهِنَّ: فأَصْبَحْنَ على رؤوسِهِنَّ الغِرْبانُ. شَبَّهَتِ الخُمُرَ في سوادها بالغِرْبان، جمع غُراب؛ كما قال الكميت: كغِرْبـــــــــــانِ الكُـــــــــــروم الدوالِـــــــــــجِ وقوله: زَمـــــــــانَ عَلـــــــــيَّ غُـــــــــرابٌ غُــــــــدافٌ، فطَيَّـــــــــرَهُ الشــــــــَّيْبُ عنِّــــــــي فطــــــــارا إِنما عَنى به شِدَّةَ سوادِ شعره زمانَ شَبابِه. وقوله: فَطَيَّرَه الشَّيْبُ، لم يُرِدْ أَن جَوْهَرَ الشَّعر زال، لكنه أَراد أَنّ السَّوادَ أَزالَه الدهرُ فبَقِي الشعرُ مُبْيَضّاً.وغُرابٌ غاربٌ، على المبالغة، كما قالوا: شِعْرٌ شاعِرٌ، ومَوتٌ مائِتٌ؛ قال رؤبة: فـــــازْجُرْ مـــــن الطَّيـــــرِ الغُـــــرابَ الغارِبـــــا والغُرابُ: قَذالُ الرأْس؛ يقال: شابَ غُرابُه أَي شَعَرُ قَذالِه.وغُرابُ الفأْسِ: حَدُّها؛ وقال الشَّمّاخ يصف رجلاً قَطَعَ نَبْعةً: فـــــــأَنْحَى، عليهـــــــا ذاتَ حَـــــــدٍّ، غُرابُهــــــا عَــــــــدُوٌّ لأَوْســــــــاطِ العِضــــــــاهِ، مُشـــــــارِزُ وفأْسٌ حديدةُ الغُرابِ أَي حديدةُ الطَّرَف.والغرابُ: اسم فرسٍ لغَنِيٍّ، على التشبيه بالغُرابِ من الطَّيرِ.ورِجْلُ الغُراب: ضَرْبٌ من صَرِّ الإِبلِ شديدٌ، لا يَقْدِرُ الفَصِيلُ على أَن يَرْضَعَ معه، ولا يَنْحَلُّ. وأَصَرَّ عليه رِجْلَ الغرابِ: ضاقَ عليه الأَمْرُ؛ وكذلك صَرَّ عليه رِجلَ الغُرابِ؛ قال الكُمَيْتُ: صَرَّ، رِجْلَ الغُرابِ، مُلْكُكَ في النا_سِ على من أَرادَ فيه الفُجُورا ويروى: صُرَّ رِجْلَ الغُراب مُلْكُكَ. ورجلَ الغرابِ: مُنْتَصِبٌ على المَصْدَر، تقديره صَرّاً، مِثْلَ صَرَّ رِجْلِ الغراب.وإِذا ضاقَ على الإِنسان معاشُه قيل: صُرَّ عليه رِجْلُ الغُرابِ؛ ومنه قول الشاعر: إِذا رِجْــــــــلُ الغُــــــــرابِ علــــــــيَّ صـــــــُرَّتْ، ذَكَرْتُكَــــــــ، فاطْمــــــــأَنَّ بــــــــيَ الضـــــــَّمِيرُ وأَغرِبةُ العَرَبِ: سُودانُهم، شُبِّهوا بالأَغْرِبَةِ في لَوْنِهِم.والأَغْرِبَةُ في الجاهلية: عَنْترةُ، وخُفافُ ابن نَدْبَةَ السُّلَمِيُّ، وأَبو عُمَيرِ بنُ الحُبابِ السُّلَمِيُّ أَيضاً، وسُلَيْكُ بنُ السُّلَكَةِ، وهشامُ ابنُ عُقْبة بنِ أَبي مُعَيْطٍ، إِلا أَنَّ هشاماً هذا مُخَضْرَمٌ، قد وَلِيَ في الإِسلام. قال ابن الأَعرابي: وأَظُنُّهُ قد وَلِيَ الصائفَةَ وبعضَ الكُوَر؛ ومن الإِسلاميين: عبدُ اللّه بنُ خازم، وعُمَيْرُ بنُ أَبي عُمَير بنِ الحُبابِ السُّلَمِيُّ، وهمّامُ بنُ مُطَرِّفٍ التَّغْلَبِيّ، ومُنْتَشِرُ بنُ وَهْبٍ الباهِليُّ، ومَطَرُ ابن أَوْفى المازِنيّ، وتأَبطَ شَرّاً، والشّنْفَرَىوحاجِزٌ؛ قال ابن سيده: كل ذلك عن ابن الأَعرابي. قال: ولم يَنْسُبْ حاجزاً هذا إِلى أَب ولا أُم، ولا حيٍّ ولا مكانٍ، ولا عَرَّفَه بأَكثر من هذا. وطار غرابُها بجَرادتِكَ: وذلك إذا فات الأَمْرُ، ولم يُطْمَعْ فيه؛ حكاهُ ابنُ الأَعرابي.وأَسودُ غُرابيٌّ وغِرْبيبٌ: شديدُ السوادِ؛ وقولُ بِشْر بن أَبي خازم: رأَى دُرَّة بَيْضــــــــــاءَ، يَحْفِــــــــــلُ لَوْنَهـــــــــا ســــــــُخامٌ، كغِرْبـــــــانِ البَريـــــــرِ، مُقَصـــــــَّبُ يعني به النضيج من ثَمَر الأَراك. الأَزهري: وغُرابُ البَرِيرِ عُنْقُودُه الأَسْوَدُ، وجمعه غِرْبانٌ، وأَنشد بيت بشر بن أَبي خازم؛ ومعنى يَحْفِلُ لَوْنَها: يَجْلُوه؛ والسُّخَامُ: كُلُّ شيءٍ لَيِّن من صوف، أَو قطن، أَو غيرهما، وأَراد به شعرها؛ والمُقَصَّبُ: المُجَعَّدُ.وإِذا قلت: غَرابيبُ سُودٌ، تَجْعَلُ السُّودَ بَدَلاً من غَرابيبِ لأَن توكيد الأَلوان لا يتقدَّم. وفي الحديث: إِن اللّه يُبْغِضُ الشيخَ الغِرْبِيبَ؛ هو الشديدُ السواد، وجمعُه غَرابيبُ؛ أَراد الذي لا يَشيبُ؛وقيل: أَراد الذي يُسَوِّدُ شَيْبَه.والمَغارِبُ: السُّودانُ. والمَغارِبُ: الحُمْرانُ. والغِرْبِيبُ: ضَرْبٌ من العِنَب بالطائف، شديدُ السَّوادِ، وهو أَرَقُّ العِنَب وأَجْوَدُه، وأَشَدُّه سَواداً.والغَرَبُ: الزَّرَقُ في عَيْنِ الفَرس مع ابْيضاضِها.وعينٌ مُغْرَبةٌ: زَرْقاءُ، بيضاءُ الأَشْفارِ والمَحاجِر، فإِذا ابْيَضَّتْ الحَدَقةُ، فهو أَشدُّ الإِغرابِ.والمُغْرَبُ: الأَبيضُ؛ قال مُعَوية الضَّبِّيُّ: فهــــــذا مَكــــــاني، أَو أَرَى القــــــارَ مُغْرَبـــــاً، وحــــــــتى أَرَى صــــــــُمَّ الجبــــــــالِ تَكَلَّـــــــمُ ومعناه: أَنه وَقَعَ في مكان لا يَرْضاه، وليس له مَنْجىً إِلاّ أَن يصير القارُ أَبيضَ، وهو شِبه الزفت، أَو تُكَلِّمَه الجبالُ، وهذا ما لا يكون ولا يصح وجوده عادة.ابن الأَعرابي: الغُرْبةُ بياض صِرْفٌ، والمُغْرَبُ من الإِبل: الذي تَبْيَضُّ أَشْفارُ عَيْنَيْه، وحَدَقَتاه، وهُلْبُه، وكلُّ شيء منه.وفي الصحاح: المُغْرَبُ الأَبيضُ الأَشْفارِ من كل شيءٍ؛ قال الشاعر: شــــــَرِيجَانِ مـــــن لَـــــوْنَيْنِ خِلْطـــــانِ، منهمـــــا ســــــَوادٌ، ومنــــــه واضــــــِحُ اللَّـــــوْنِ مُغْـــــرَبُ والمُغْرَبُ من الخَيل: الذي تَتَّسِعُ غُرَّتُه في وجهِه حتى تُجاوِزَ عَيْنَيْه.وقد أُغْرِبَ الفرسُ، على ما لم يُسمَّ فاعله، إذا أَخَذَتْ غُرَّتُه عينيه، وابْيَضَّت الأَشفارُ؛ وكذلك إذا ابيضتْ من الزَّرَق أَيضاً.وقيل: الإِغرابُ بياضُ الأَرْفاغ، مما يَلي الخاصرةَ.وقيل: المُغْرَب الذي كلُّ شيء منه أَبيضُ، وهو أَقْبَحُ البياض.والمُغْرَبُ: الصُّبْح لبياضه، والغُرابُ: البَرَدُ، لذلك. وأُغْرِبَ الرجلُ: وُلِدَ له وَلدٌ أَبيضُ. وأُغْرِبَ الرجلُ إذا اشْتَدَّ وَجَعُه؛ عن الأَصمعي: والغَرْبِيُّ: صِبْغٌ أَحْمَرُ. والغَرْبيُّ: فَضِيخُ النبيذِ. وقال أَبو حنيفة: الغَرْبِيُّ يُتَّخَذُ من الرُّطَب وَحْده، ولا يَزال شارِبُه مُتَماسِكاً، ما لم تُصِبْه الريحُ، فإِذا بَرَزَ إِلى الهواءِ، وأَصابتْه الريحُ، ذَهَبَ عقلُه؛ ولذلك قال بعضُ شُرَّابه: إِنْ لــــــــم يكــــــــنْ غَرْبِيُّكُــــــــم جَيِّــــــــداً، فنحــــــــــــنُ بــــــــــــاللّهِ وبالرِّيــــــــــــحِ وفي حديث ابن عباس: اخْتُصِمَ إِليه في مَسيلِ المَطَر، فقال: المَطَرُ غَرْبٌ، والسَّيْلُ شَرْقٌ؛ أَراد أَن أَكثر السَّحاب يَنْشَأُ من غَرْبِ القِبْلَة، والعَيْنُ هناك، تقول العربُ: مُطِرْنا بالعَيْن إذا كان السحابُ ناشئاً من قِبْلة العِراق. وقوله: والسَّيْل شَرْقٌ، يريد أَنه يَنْحَطُّ من ناحيةِ المَشْرِقِ، لأَن ناحيةَ المشرق عاليةٌ، وناحية المغرب مُنْحَطَّة، قال ذلك القُتَيْبي؛ قال ابن الأَثير: ولعله شيء يختص بتلك الأَرض، التي كان الخِصام فيها. وفي الحديث: لا يزالُ أَهلُ الغَرْبِ ظاهرين على الحق؛ قيل: أَراد بهم أَهلَ الشام، لأَنهم غَرْبُ الحجاز؛ وقيل: أَراد بالغرب الحِدَّةَ والشَّوْكَةَ، يريد أَهلَ الجهاد؛ وقال ابن المدائني: الغَرْبُ هنا الدَّلْوُ، وأَراد بهم العَرَبَ لأَنهم أَصحابها، وهم يَسْتَقُون بها. وفي حديث الحجاج: لأَضْرِبَنَّكم ضَرْبةَ غَرائبِ الإِبلِ؛ قال ابن الأَثير: هذا مَثَلٌ ضَرَبه لنَفْسه مع رعيته يُهَدِّدُهم، وذلك أَن الإِبل إذا وردت الماء، فدَخَلَ عليها غَريبةٌ من غيرها، ضُرِبَتْ وطُرِدَتْ حتى تَخْرُجَ عنها.وغُرَّبٌ: اسم موضع؛ ومنه قوله: فـــــــي إِثْـــــــرِ أَحْمِــــــرَةٍ عَمَــــــدْنَ لِغُــــــرَّبِ ابن سيده: وغُرَّبٌ: بالتشديد، جبل دون الشام، في بلاد بني كلب، وعنده عين ماء يقال لها: الغُرْبة، والغُرُبَّةُ، وهو الصحيح.والغُراب: جَبَلٌ؛ قال أَوْسٌ: فَمُنْــــــــــــــــدَفَعُ الغُلاَّن غُلاَّنِ مُنْشــــــــــــــــِدٍ، فنَعْــــــــفُ الغُرابِـــــــ، خُطْبُـــــــه فأَســـــــاوِدُهْ والغُرابُ والغَرابةُ: مَوْضعان قال ساعدةُ ابنُ جُؤَيَّةَ: تـــــــذَكَّرْتُ مَيْتـــــــاً، بالغَرابــــــةِ، ثاوِيــــــاً، فمـــــا كـــــانَ لَيْلِـــــي بَعْـــــدهُ كــــادَ يَنْفَــــدُ وفي ترجمة غرن في النهاية ذِكْرُ غُران: هو بضم الغين، وتخفيف الراء: وادٍ قريبٌ من الحُدَيْبية، نَزَلَ به سيدُنا رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، في مسيره، فأَما غُرابٌ بالباءِ، فجبل بالمدينة على طريق الشام.والغُرابُ: فرسُ البَراءِ بنِ قَيْسٍ.والغُرابِيُّ: ضَرْبٌ من التمر؛ عن أَبي حنيفة.
المعجم: لسان العرب