المعجم العربي الجامع
اِسْتَقْدَرَ
المعنى: اِسْتِقْدارًا فُلانًا: وجده قديرًا.؛- اللهُ خيرًا: سأله أن يجعل له قدرةً عليه.
المعجم: القاموس استقدرَ يستقدر، استقدارًا، فهو مُستقدِر، والمفعول مستقدَر
المعنى: • استقدر اللهَ خيرًا: طلب منه أن يجْعل له قُدرة عليه "اللّهمّ إنّا نستقدرك بقدرتك أن تجعل لنا الغلبةَ على أعدائك".
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة قدر
المعنى: هو قادر مقتدر ذو قدرة ومقدرة. وأقدره الله عليه. وقادرته: قاويته. وهم قدر مائة وقدرها ومقدارها: مبلغها. والأمور تجري بقدر الله ومقداره وتقديره وأقداره ومقاديره. وقدرت الشيء أقدره وأقدره، وقدّرته. وهذا شيء لا يقادر قدره. وقدرت أن فلاناً يفعل كذا. وهذا سرج قدر. ورحلٌ قدر: وسط. ورجل مقتدر الطول: ربعةٌ. وصانع مقتدر: رفيق بالعمل. قال امرؤ القيس: لهــا جبهــة كســراة المجـنّ حـــذفه الصـــانع المقتــدر وإذا وافق الشيء الشيء قالوا: جاء على قدرٍ. وقدر عليه رزقه. وقدّر: قتّر. وقدّر الشيء بالشيء: قاسه به وجعله على مقداره. وفلان يقادرني: يطلب مساواتي. وتقادر الرجلان: طلب كلّ واحد مساواة الآخر. واستقدر الله خيراً. قال: اسـتقدر الله خيراً وارضين به فبينما العسر إذ دارت مياسير وتقدّر له كذا: تهيّأ له. وتقدّر الثوب عليه: جاء على مقداره. ودعوا بالقدار فنحر فاقتدروا وأكلوا القدير أي بالجزّار فطبخوا اللحم في القدر وأكلوه، واقدروا لنا أي اطبخوا. ومن المجاز: فرس بعيد القدر: بعيد الخطو. قال: ببعيــــدٍ قـــدره ذي جبـــبٍ ســبط السـّنبك فـي رسـغ عجـر وليلة قادرة: قاصدة لينة السير.
المعجم: أساس البلاغة قدر
المعنى: (قَدْرُ) الشَّيْءِ مَبْلَغُهُ. قُلْتُ: وَهُوَ بِسُكُونِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا ذَكَرَهُ فِي التَّهْذِيبِ وَالْمُجْمَلِ. وَقَدَرُ اللَّهِ وَ (قَدْرُهُ) بِمَعْنًى. وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] أَيْ مَا عَظَّمُوهُ حَقَّ تَعْظِيمِهِ. وَ (الْقَدَرُ) وَ (الْقَدْرُ) أَيْضًا مَا يُقَدِّرُهُ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ. وَيُقَالُ مَا لِي عَلَيْهِ (مَقْدِرَةٌ) بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا أَيْ (قُدْرَةٌ) . وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: (الْمَقْدِرَةُ) تُذْهِبُ الْحَفِيظَةَ. وَرَجُلُ ذُو (مَقْدُرَةٍ) بِالضَّمِّ أَيْ ذُو يَسَارٍ. وَأَمَّا مِنَ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ (فَالْمَقْدَرَةُ) بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ. وَ (قَدَرَ) عَلَى الشَّيْءِ (قُدْرَةً) وَ (قُدْرَانًا) أَيْضًا بِضَمِّ الْقَافِ. وَ (قَدِرَ) يَقْدَرُ (قُدْرَةً) لُغَةٌ فِيهِ كَعَلِمَ يَعْلَمُ. وَرَجُلُ ذُو قُدْرَةٍ أَيْ يَسَارٍ. وَ (قَدَرَ) الشَّيْءَ أَيْ (قَدَّرَهُ) مِنَ التَّقْدِيرِ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذَا غُمَّ عَلَيْكُمُ الْهِلَالُ فَاقْدُرُوا لَهُ» أَيْ أَتِمُّوا ثَلَاثِينَ. وَ (قَدَرْتُ) عَلَيْهِ الثَّوْبَ بِالتَّخْفِيفِ (فَانْقَدَرَ) أَيْ جَاءَ عَلَى (الْمِقْدَارِ) . وَ (قَدَرَ) عَلَى عِيَالِهِ بِالتَّخْفِيفِ مِثْلُ قَتَرَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} [الطلاق: 7] وَ (قَدَّرَ) الشَّيْءَ (تَقْدِيرًا) . وَيُقَالُ: (اسْتَقْدِرِ) اللَّهَ خَيْرًا. وَ (تَقَدَّرَ) لَهُ الشَّيْءُ أَيْ تَهَيَّأَ. وَ (الِاقْتِدَارُ) عَلَى الشَّيْءِ (الْقُدْرَةُ) عَلَيْهِ. وَ (الْقِدْرُ) مُؤَنَّثَةٌ وَتَصْغِيرُهَا (قُدَيْرٌ) بِلَا هَاءٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ.
المعجم: مختار الصحاح القدر
المعنى: ـ القَدَرُ، محرَّكةً: القَضاءُ، والحُكْمُ، ومَبْلَغُ الشيءِ، ويُضَمُّ، ـ كالمِقْدارِ، والطاقةُ، كالقَدْرِ فيهما ـ ج: أقْدارٌ. ـ والقَدَرِيَّةُ: جاحِدُو القَدَرِ. وقَدَرَ اللّهُ تعالى ذلك عليه يَقْدُرُهُ ويَقْدِرُهُ قَدْراً وقَدَّرَهُ عليه وله. ـ واسْتَقْدَرَ اللّهَ خَيْراً: سألَهُ أن يَقْدِرَ له به. ـ وقَدَرَ الرِّزْقَ: قَسَمَهُ. ـ والقَدْرُ: الغِنَى، واليَسارُ، والقوةُ، ـ كالقُدْرَةِ والمَقْدُرَةِ، مُثَلَّثَةَ الدال، ـ والمقْدارِ والقَدارَةِ والقُدورَةِ والقُدورِ، بضمهما، ـ والقِدْرانِ، بالكسر، ـ والقَدَارِ، ويكسرُ، ـ والاقْتِدارِ. والفِعلُ، كضَرَبَ ونَصَرَ وفَرِحَ، وهو قادرٌ وقَديرٌ، وأقْدَرَهُ اللّهُ تعالى عليه، والتَّضْيِيقُ، ـ كالتَّقْديرِ والطَّبْخُ، وفِعْلُهُما كضَرَبَ وَنَصَرَ، والتعظيمُ، وتَدْبيرُ الأمرِ، قَدَرَهُ يَقْدِرُهُ، وقِياسُ الشيءِ بالشيءِ، والوَسَطُ من الرِّحالِ والسُّرُوجِ، ورأسُ الكتِفِ، وبالتحريكِ: قِصَرُ العُنُقِ، قَدِرَ كفرِحَ، فهو أقْدَرُ. ـ والأَقْدَرُ: فرسٌ إذا سارَ، وقَعَتْ رِجلاهُ مَواقِعَ يَدَيْهِ، أو الذي يَضَعُ رجليه حيثُ ينبغي. ـ والقِدْرُ، بالكسر: م، أُنْثَى، أو يُؤَنَّثُ ـ ج: قُدورٌ. ـ والقَديرُ والقادرُ: ما يُطْبَخُ في القِدْرِ. وكهُمامٍ: الرَّبْعَةُ من الناسِ، والطَّبَّاخُ، أو الجَزَّارُ، والطابخُ في القِدْرِ، ـ كالمُقْتَدِرِ، وابنُ سالفٍ عاقِرُ الناقةِ، وابنُ عَمْرِو بنِ ضُبَيْعَةَ رئيسُ رَبيعَةَ، والثُّعْبَانُ العظيمُ. ـ وكسَحابٍ: ع. ـ والمُقْتَدِرُ: الوَسَطُ من كلِّ شيءٍ. ـ وبنُو قَدْراءَ: المَياسيرُ. ـ والقَدَرَةُ، بالتحريك: القارُورَةُ الصغيرةُ. ـ وقادَرْتُهُ: قايَسْتُهُ، وفَعَلْتُ مِثْلَ فِعْلِهِ. ـ والتَّقْديرُ: التَّرْوِيَةُ، والتَّفْكيرُ في تَسْوِيَةِ أمرٍ. ـ وتَقَدَّرَ: تَهَيَّأَ. ـ و {ما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} : ما عَظَّمُوه حَقَّ تَعْظيمهِ. ـ وقَدَرْتُ الثَّوْبَ فانْقَدَرَ: جاءَ على المِقْدارِ. ـ وبَيْنَنَا ليلةٌ قادِرةٌ: هَيِّنَةُ السَّيْرِ، لا تَعَبَ فيها. وقَيْدَارُ: اسمٌ. ـ والقَدْراءُ: الاذُنُ ليستْ بِصَغيرَةٍ ولا كبيرةٍ. ـ وكَمْ قَدَرَةُ نَخْلِكَ، محركةً، ـ وغُرِسَ على القَدَرَةِ، وهي أن يُغْرَسَ على حَدٍّ مَعلومٍ بينَ كلِّ نَخْلَتَيْنِ. ـ وقَدَّرَهُ تَقديراً: جَعَلَهُ قَدَرِيًّا. ـ ودارٌ مُقادَرَةٌ، بفتح الدال: ضَيِّقَةٌ. ـ وقَدَرْتُه أقْدِرُهُ قَدَارَةً: هَيَّأْتُ، وَوَقَّتُّ.
المعجم: القاموس المحيط قَدَرَ
المعنى: عليه ـُِ قَدَارَةً: تمكن منه. وـ الشيءَ قَدْراً: بيَّن مقداره. ويقال: قَدَرَ فلاناً: عظَّمَه. وفي التنزيل العزيز: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}. وـ جعله بقَدَر. ويقال: قدر الأمر: دبره وفكر في تسويته. وـ الشيءَ بالشيء: قاسه به وجعله على مقداره. وـ اللهُ الأمرَ على فلان: جعله له، وحكم به عليه. وـ الرزقَ عليه: ضيقه. وفي التنزيل العزيز: {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ}. وـ اللحمَ: طبخه في القدر.؛(قَدِرَ) الشيءُ ـَ قَدَراً: قَصُرَ. يقال: قدر الرجل، وقدر العنُق. وـ الفرسُ: وقعت رجلاه موقع يديه. فهو أقدر، وهي قدراء. (ج) قُدْرٌ.؛(أَقْدَرَهُ) اللهُ على الأمر: قواه عليه.؛(قَادَرَهُ): حاول أن يفعل مثل فعله. ويقال: فلان يقادرني: يطلب مساواتي في القدرة.؛(قَدَّرَ) فلانٌ: تمهل وفكر في تسوية أمر وتهيئته. وفي التنزيل العزيز: {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ}. وـ الشيءَ: بيَّن مقداره. وـ الشيءَ: قاسه به وجعله على مقداره. وـ اللهُ الأمرَ عليه، وله: جعله له وحكم به عليه. وـ فلاناً على الشيء: أقدره. وـ أمرَ كذا وكذا: نواه وعقد عليه العزم.؛(اقْتَدَرَ) على الشيء: قَدَرَ. وـ القومُ: طبخوا اللحم في القدر.؛(انْقَدَرَ): جاء على المقدار. يقال: قدرتُ الثوبَ فانْقَدَرَ.؛(تَقَادَرَ) الرجلان: طلب كلّ واحد مساواة الآخر.؛(تَقَدَّرَ) عليه الأمرُ: جُعل له وحُكم به عليه. وـ عليه الثوب: جاء على مقداره. وـ له الأمر: تهيأ.؛(اسْتَقْدَرَ) اللهَ خيراً: طلب منه أن يجعل له قدرةً عليه.؛(القادِرُ): اسمٌ أو صفةٌ للهِ تعالى.؛(القَادِرَةُ): يقال: بيننا ليلة قادرة: هينة السير لا تعب فيها.؛(القَدْرُ): المقدارُ. يقال: هم قدرُ مائة. ويقال: جاء الشيء على قدر الشيء: وافقه وساواه. وـ مُساوي الشيء من غير زيادة ولا نقصان. يقال: هذا قدرُ هذا. وـ الحرمة والوقار. يقال: له عندي قدر. (ج) أقدار.؛وسُورةُ القَدْرِ: من سُوَرِ القرآنِ الكريمِ.؛و ليلةُ القَدْرِ: ليلة مباركة من شهر رمضان، أنزل فيها القرآن الكريم.؛(القِدْرُ): إناءٌ يُطبخ فيه (مؤنثة وقد تذكر). والقدر الكاتمة: وعاء للطبخ محكم الغطاء، لإنضاج الطعام في أقصر مدة، وذلك بكتم البخار. (مج). (ج) قدور.؛(القَدَرُ): مِقدار الشيء وحالاته المقدرة له. وفي التنزيل العزيز: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}. وـ وقت الشيء أو مكانه المقدر له. وـ القضاء الذي يقضي به الله على عباده. (ج) أقدار.؛(القَدْراءُ): الأُذُن ليست صغيرة ولا كبيرة.؛(القُدْرَةُ): الطاقة. وـ القوة على الشيء والتمكن منه. وـ الغنى والثراء. يقال: رجل ذو قدرة: ذو يسار وغنى.؛(القَدَرَةُ): حدٌّ معلوم بين كل نخلتين أو شجرتين. يقال: غرس على القَدَرَة.؛(القَدَرِيَّةُ): قومٌ يُنكرون القَدَر، ويقولون إن كل إنسان خالق لفعله. (مو).؛(القَدِيرُ): ذو القدرة البالغة. و- اسم من أسماء الله الحسنى لأنه الفاعل لما يشاء على قدر ما تقضي الحكمة لا زائداً عليه ولا ناقصاً عنه، ولذلك لا يوصف به إلا الله تعالى. وـ المطبوخ في القدر.؛(المُقْتَدِرُ): اسمٌ من أسماء اللهِ تعالى أو صفاته.؛(المِقْدَارُ): مقدار الشيء: مثله في العدد أو الكيل أو الوزن أو المساحة. وـ القضاء والحكم. (ج) مقادير. وـ آلة يعين بها ساعات الليل والنهار، (يقال لها الآن الساعة).؛(المَقْدَُِرَةُ): القُدْرة.
المعجم: الوسيط دهر
المعنى: الدَّهْرُ: الأَمَدُ المَمْدُودُ، وقيل: الدهر أَلف سنة. قال ابن سيده: وقد حكي فيه الدَّهَر، بفتح الهاء: فإِما أَن يكون الدَّهْرُ والدَّهَرُ لغتين كما ذهب إِليه البصريون في هذا النحو فيقتصر على ما سمع منه، وإِما أَن يكون ذلك لمكان حروف الحلق فيطرد في كل شيء كما ذهب إِليه الكوفيون؛ قال أَبو النجم: وجَبَلاَ طَـــــــــالَ مَعَـــــــــدّاً فاشـــــــــْمَخَرْ، أَشــــــَمَّ لا يَســــــْطِيعُه النَّاســــــُ، الـــــدَّهَرْ قال ابن سيده: وجمعُ الدَّهْرِ أَدْهُرٌ ودُهُورٌ، وكذلك جمع الدَّهَرِ لأَنا لم نسمع أَدْهاراً ولا سمعنا فيه جمعاً إِلاَّ ما قدّمنا من جمع دَهْرٍ؛ فأَما قوله، صلى الله عليه وسلم: لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فإِن الله: هو الدَّهْرُ؛ فمعناه أَن ما أَصابك من الدهر فالله فاعله ليس الدهر، فإِذا شتمت به الدهر فكأَنك أَردت به الله؛ الجوهري: لأَنهم كانوا يضيقون النوازل إِلى الدهر، فقيل لهم: لا تسبوا فاعل ذلك بكم فإِن ذلك هو الله تعالى؛ وفي رواية: فإِن الدهر هو الله تعالى؛ قال الأَزهري: قال أَبو عبيد قوله فإِن الله هو الدهر مما لا ينبغي لأَحد من أَهل الإِسلام أَن يجهل وجهه وذلك أَن المُعَطِّلَةَ يحتجون به على المسلمين، قال: ورأَيت بعض من يُتهم بالزندقة والدَّهْرِيَّةِ يحتج بهذا الحديث ويقول: أَلا تراه يقول فإِن الله هو الدهر؟ قال: فقلت وهل كان أَحد يسب الله في آباد الدهر؟ وقد قال الأَعشى في الجاهلية: اسْتَأْثرَ اللهُ بالوفاءِ وبالْ_حَمْدِ، وَوَلَّى المَلامَةَ الرَّجُلا قال: وتأْويله عندي أَن العرب كان شأْنها أَن تَذُمَّ الدهر وتَسُبَّه عند الحوادث والنوازل تنزل بهم من موت أَو هَرَمٍ فيقولون: أَصابتهم قوارع الدهر وحوادثه وأَبادهم الدهر، فيجعلون الدهر الذي يفعل ذلك فيذمونه، وقد ذكروا ذلك في أَشعارهم وأَخبر الله تعالى عنهم بذلك في كتابه العزيز ثم كذبهم فقال: وقالوا ما هي إِلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إِلاَّ الدهر؛ قال الله عز وجل: وما لهم بذلك من علم إِن هم إِلاَّ يظنون.والدهر: الزمان الطويل ومدّة الحياة الدنيا، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا الدهر، على تأْويل: لا تسبوا الذي يفعل بكم هذه الأَشياء فإِنكم إذا سببتم فاعلها فإِنما يقع السب على الله تعالى لأَنه الفاعل لها لا الدهر، فهذا وجه الحديث؛ قال الأَزهري: وقد فسر الشافعي هذا الحديث بنحو ما فسره أَبو عبيد فظننت أَن أَبا عبيد حكى كلامه، وقيل: معنى نهي النبي، صلى الله عليه وسلم، عن ذم الدهر وسبه أَي لا تسبوا فاعل هذه الأَشياء فإِنكم إذا سببتموه وقع السب على الله عز وجل لأَنه الفعال لما يريد، فيكون تقدير الرواية الأُولى: فإِن جالب الحوادث ومنزلها هو الله لا غير، فوضع الدهر موضع جالب الحوادث لاشتهار الدهر عندهم بذلك، وتقدير الرواية الثانية: فإِن الله هو الجالب للحوادث لا غير ردّاً لاعتقادهم أَن جالبها الدهر.وعامَلَهُ مُدَاهَرَةً ودِهاراً: من الدَّهْرِ؛ الأَخيرة عن اللحياني، وكذلك اسْتَأْجَرَهُ مُدَاهَرَةً ودِهاراً؛ عنه. الأَزهري: قال الشافعي الحِيْنُ يقع على مُدَّةِ الدنيا، ويوم؛ قال: ونحن لا نعلم للحين غاية، وكذلك زمان ودهر وأَحقاب، ذكر هذا في كتاب الإِيمان؛ حكاه المزني في مختصره عنه. وقال شمر: الزمان والدهر واحد؛ وأَنشد: إِنَّ دَهْـــــــراً يَلُـــــــفُّ حَبْلِـــــــي بِجُمْــــــلٍ لَزَمَـــــــــــانٌ يَهُــــــــــمُّ بالإِحْســــــــــانِ فعارض شمراً خالد بن يزيد وخطَّأَه في قوله الزمان والدهر واحد وقال:الزمان زمان الرطب والفاكهة وزمان الحرّ وزمان البرد، ويكون الزمان شهرين إِلى ستة أَشهر والدهر لا ينقطع. قال الأَزهري: الدهر عند العرب يقع على بعض الدهر الأَطول ويقع على مدة الدنيا كلها. قال: وقد سمعت غير واحد من العرب يقول: أَقمنا على ماء كذا وكذا دهراً، ودارنا التي حللنا بها تحملنا دهراً، وإِذا كان هذا هكذا جاز أَن يقال الزمان والدهر واحد في معنى دون معنى. قال: والسنة عند العرب أَربعة أَزمنة: ربيع وقيظ وخريف وشتاء، ولا يجوز أَن يقال: الدهر أَربعة أَزمنة، فهما يفترقان. وروى الأَزهري بسنده عن أَبي بكر. رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال:أَلا إِنَّ الزمانَ قد اسْتَدارَ كهيئته يومَ خَلَق اللهُ السمواتِ والأَرضَ، السنةُ اثنا عشر شهراً، أَربعةٌ منها حُرُمٌ: ثلاثَةٌ منها متوالياتٌ:ذو القَعْدَةِ وذو الحجة والمحرّم، ورجب مفرد؛ قال الأَزهري: أَراد بالزمان الدهر. الجوهري: الدهر الزمان. وقولهم: دَهْرٌ دَاهِرٌ كقولهم أَبَدٌ أَبِيدٌ، ويقال: لا آتيك دَهْرَ الدَّاهِرِين أَي أَبداً. ورجل دُهْرِيٌّ: قديم مُسِنٌّ نسب إِلى الدهر، وهو نادر. قال سيبويه: فإِن سميت بِدَهْرٍ لم تقل إِلاَّ دَهْرِيٌّ على القياس. ورجل دَهْرِيٌّ: مُلْحِدٌ لا يؤمن بالآخرة، يقول ببقاء الدهر، وهو مولَّد. قال ابن الأَنباري: يقال في النسبة إِلى الرجل القديم دَهْرِيٌّ. قال: وإِن كان من بني دَهْرٍ من بني عامر قلت دُهْرِيٌّ لا غير، بضم الدال، قال ثعلب: وهما جميعاً منسوبان إِلى الدَّهْرِ وهم ربما غيروا في النسب، كما قالوا سُهْلِيٌّ للمنسوب إِلى الأَرض السَّهْلَةِ. والدَّهارِيرُ: أَوّل الدَّهْرِ في الزمان الماضي، ولا واحد له؛ وأَنشد أَبو عمرو بن العلاء لرجل من أَهل نجد، وقال ابن بري:هو لِعثْيَر بن لبيد العُذْرِيِّ، قال وقيل هو لِحُرَيْثِ بن جَبَلَةَ العُذْري: فاســــْتَقْدِرِ اللــــهَ خَيْــــراً وارْضــــَيَنَّ بهِــــ، فَبَيْنَمـــــــا العُســـــــْرُ إذا دَارَتْ مَيَاســــــِيرُ وبينمــــا المَــــرْءُ فــــي الأَحيــــاءِ مُغْتَبَطٌـــ، إِذا هُــــــوَ الرَّمْــــــسُ تَعْفُـــــوهُ الأَعاصـــــِيرُ يَبْكِـــــي عليـــــه غَرِيـــــبٌ ليــــس يَعْرِفُهُــــ، وذُو قَرَابَتــــــهِ فــــــي الحَــــــيِّ مَســــــْرُورُ حـــــتى كـــــأَنْ لـــــم يكـــــن إِلاَّ تَــــذَكُّرُهُ، والـــــــدَّهْرُ أَيَّتَمَــــــا حِيــــــنٍ دَهــــــارِيرُ قوله: استقدر الله خيراً أَي اطلب منه أَن يقدر لك خيراً. وقوله: فبينما العسر، العسر مبتدأٌ وخبره محذوف تقديره فبينما العسر كائن أَو حاضر.إِذ دارت مياسير أَي حدثت وحلت، والمياسير: جمع ميسور. وقوله: كأَن لم يكن إِلاَّ تذكره، يكن تامة وإِلاَّ تذكره فاعل بها، واسم كأَن مضمر تقديره كأَنه لم يكن إِلاَّ تذكره، والهاء في تذكره عائدة على الهاء المقدّرة؛ والدهر مبتدأٌ ودهارير خبره، وأَيتما حال ظرف من الزمان والعامل فيه ما في دهارير من معنى الشدّة. وقولهم: دَهْرٌ دَهارِيرٌ أَي شديد، كقولهم: لَيْلَةٌ لَيْلاءُ ونهارٌ أَنْهَرُ ويومٌ أَيْوَمُ وساعَةٌ سَوْعاءُ. وواحدُ الدَّهارِيرَ دَهْرٌ، على غير قياس، كما قالوا: ذَكَرٌ ومَذاكِيرُ وشِبْهٌ ومَشَابهِ، فكأَنها جمع مِذْكارٍ ومُشْبِهٍ، وكأَنّ دَهارِير جمعُ دُهْرُورٍ أَو دَهْرار. والرَّمْسُ: القبر. والأَعاصير: جمع إِعصار، وهي الريح تهب بشدّة. ودُهُورٌ دَهارِير: مختلفة على المبالغة؛ الأَزهري: يقال ذلك في دَهْرِ الدَّهارِير. قال: ولا يفرد منه دِهْرِيرٌ؛ وفي حديث سَطِيح: فــــــإِنَّ ذا الــــــدَّهْرَ أَطْـــــواراً دَهـــــارِيرُ قال الأَزهري: الدَّهارير جمع الدُّهُورِ، أَراد أَن الدهر ذو حالين من بُؤْسٍ ونُعْمٍ. وقال الزمخشري: الدهارير تصاريف الدهر ونوائبه، مشتق من لفظ الدهر، ليس له واحد من لفظه كعباديد. والدهر: النازلة. وفي حديث موت أَبي طالب: لولا أَن قريشاً تقول دَهَرَهُ الجَزَعُ لفعلتُ. يقال: دَهَرَ فلاناً أَمْرٌ إذا أَصابه مكروه، ودَهَرَهُمْ أَمر نزل بهم مكروه، ودَهَرَ بهم أَمرٌ نزل بهم. وما دَهْري بكذا وما دَهْري كذا أَي ما هَمِّي وغايتي. وفي حديث أُم سليم: ما ذاك دَهْرُكِ. يقال: ما ذاكَ دَهْرِي وما دَهْرِي بكذا أَي هَمِّي وإِرادتي؛ قال مُتَمِّم ابن نُوَيْرَةَ: لَعَمْرِيــــ، ومــــا دَهْــــرِي بِتَــــأْبِينِ هــــالِكٍ، ولا جَزَعـــــــاً ممــــــا أَصــــــابَ فأَوْجَعَــــــا وما ذاك بِدَهْري أَي عادتي. والدَّهْوَرَةُ: جَمْعُك الشيءَ وقَذْفُكَ به في مَهْوَاةٍ؛ ودَهْوَرْتُ الشيء: كذلك. وفي حديث النجاشي: فلا دَهْوَرَة اليومَ على حِزْبِ إِبراهيم، كأَنه أَراد لا ضَيْعَةَ عليهم ولا يترك حفظهم وتعهدهم، والواو زائدة، وهو من الدَّهْوَرَة جَمْعِكَ الشيء وقَذْفِكَ إِياه في مَهْوَاةٍ؛ ودَهْوَرَ اللُّقَمَ منه، وقال: دَهْوَرَ اللُّقَمَ كبَّرها. الأَزهري:دَهْوَرَ الرجلُ لُقَمَهُ إذا أَدارها ثم الْتَهَمَها. وقال مجاهد في قوله تعالى: إذا الشمس كُوِّرَتْ، قال: دُهْوِرَتْ، وقال الربيع بن خُثَيْمٍ: رُمِيَ بها. ويقال: طَعَنَه فَكَوَّرَهُ إذا أَلقاه. وقال الزجاج في قوله: فكُبْكِبُوا فيها هم والغَاوونَ؛ أَي في الجحيم. قال: ومعنى كبكبوا طُرِحَ بعضهم على بعض، وقال غيره من أَهل اللغة: معناه دُهْوِرُوا. ودَهْوَرَ: سَلَحَ. ودَهْوَرَ كلامَه: قَحَّمَ بعضَه في إِثر بعض. ودَهْوَرَ الحائط: دفعه فسقط. وتَدَهْوَرَ الليلُ: أَدبر. والدَّهْوَرِيُّ من الرجال: الصُّلْبُ الضَّرْب.الليث: رجل دَهْوَرِيُّ الصوت وهو الصُّلْبُ الصَّوْتِ؛ قال الأَزهري:أَظن هذا خطأَ والصواب جَهْوَرِيُّ الصوت أَي رفيع الصوت.ودَاهِرٌ: مَلِكُ الدَّيْبُلِ، قتله محمد بن القاسم الثقفي ابن عمر الحجاج فذكره جرير وقال: وأَرْضَ هِرَقْــــــل قــــــد ذَكَــــــرْتُ وداهِـــــراً، ويَســــْعَى لكــــم مــــن آلِ كِســــْرَى النَّواصــــِفُ وقال الفرزدق: فــــإِني أَنــــا المــــوتُ الـــذي هـــو نـــازلٌ بنفســـــك، فــــانْظُرْ كيــــف أَنْــــتَ تُحــــاوِلُهْ فأَجابه جرير: أَنـــا الـــدهرُ يُفْنــي المــوتَ، والــدَّهْرُ خالــدٌ، فَجِئْنــــي بمثــــلِ الــــدهرِ شــــيئاً تُطَــــاوِلُهْ قال الأَزهري: جعل الدهر الدنيا والآخرة لأَن الموت يفنى بعد انقضاء الدنيا، قال: هكذا جاء في الحديث. وفي نوادر الأَعراب: ما عندي في هذا الأَمر دَهْوَرِيَّة ولا رَخْوَدِيَّةٌ أَي ليس عندي فيه رفق ولا مُهاوَدَةٌ ولا رُوَيْدِيَةٌ ولا هُوَيْدِيَةٌ ولا هَوْدَاء ولا هَيْدَاءُ بمعنى واحد.ودَهْرٌ ودُهَيْرٌ ودَاهِرٌ: أَسماء. ودَهْرٌ: اسم موضع، قال لبيد بن ربيعة: وأَصـــــــْبَحَ رَاســـــــِياً بِرُضــــــَامِ دَهْــــــرٍ، وســـــَالَ بـــــه الخمـــــائلُ فــــي الرِّهــــامِ والدَّوَاهِرُ: رَكايا معروفة؛ قال الفرزدق: إِذاً لأَتَــــــى الــــــدَّوَاهِرَ، عــــــن قريبٍـــــ، بِخِـــــــزْيٍ غيـــــــرِ مَصـــــــْرُوفِ العِقَــــــالِ
المعجم: لسان العرب عتر
المعنى: عتَرَ الرُّمْحُ وغيره يَعْتِر عَتْراً وعتَراناً: اشتدّ واضطرب واهتز؛ قال: وكــــــــلّ خَطِّــــــــيٍّ إذا هُـــــــزَّ عَتَـــــــرْ والرُّمْحُ العاترُ: المضطرب مثل العاسِل، وقد عَتَرَ وعَسَلَ وعَرَتَ وعَرَصَ. قال الأَزهري: قد صح عَتَر وعرتَ ودلَّ اختلافُ بنائها على أَن كل واحد منها غير الآخر. وعَتَر الذكَرُ يَعْتِر عَتْراً وعُتُوراً:اشتدّ إِنعاظُه واهتز؛ قال: تقـــــــــول إِذْ أَعْجَبَهـــــــــا عُتُـــــــــورُه، وغـــــــابَ فـــــــي فقْرتِهــــــا جُــــــذْمورُه: أَســــــــــْتَقْدِرُ اللـــــــــهَ وأَســـــــــْتَخِيرُه والعُتُر: الفروجُ المُنْعِظة، واحدها عاتِرٌ وعَتُور. والعَتْر والعِتْر: الذَّكَر.ورجل مُعَتَّر: غليظٌ كثير اللحم. والعَتَّار: الرجل الشجاع، والفرس القوي على السير، ومن المواضع الوَحْش الخشن؛ قال المبرد: جاء فِعْوَل من الأَسماء خِرْوعَ وعِتْوَر، وهو الوادي الخشن التربة. والعِتْر: العَتِيرة، وهي شاة كانوا يذبحونها في رجب لآلهتهم مثل ذِبح وذَبِيحة. وعَتَرَ الشاةَ والظبية ونحوهما يَعْتِرُها عَتْراً، وهي عَتِيرة: ذَبَحها.والعَتِيرةُ: أَول ما يُنْتَج كانوا يذبحونها لآلهتهم؛ فأَما قَوله: فخـــــرّ صـــــَرِيعاً مثـــــلَ عــــاتِرَة النُّســــُكْ فإِنه وضع فاعلاً موضع مفعول، وله نظائر، وقد يكون على النسب؛ قال الليث: وإنما هي مَعْتُورةٌ، وهي مثل عِيشَة راضية وإِنما هي مَرْضِيّة.والعِتْر: المذبوح. والعِتْر: ما عُتِرَ كالذِّبْح. والعِتْرُ: الضم يُعْتَرُ له؛ قال زهير: فَــــــزَلّ عنهــــــا وأَوْفــــــى رأْس مَرْقَبَـــــةٍ، كناصـــــِبِ العِتْـــــر دَمــــىً رأْســــَه النُّســــُكُ ويروى: كمَنْصِب العِتْر؛ يريد كمنصب ذلك الصنم أَو الحجر الذي يُدَمَّى رأْسُه بدم العَتِيرة، وهذا الصنم كان يُقَرَّب له عِتْرٌ أَي ذِبْح فيذبح له ويُصيب رأْسه من دم العِتْر؛ وقول الحرث بن حِلِّزة يذكر قوماً أَخذوهم بذنب غيرهم: عَنَناً باطلاً وظُلْماً، كما تُعْ_تَرُ عن حَجْرة الرَّبِيضِ الظِّبَاءُ معناه أَن الرجل كان يقول في الجاهلية: إِن بَلَغَتْ إِبلي مائة عَتَرْت عنها عَتِيرةً، فإِذا بلغت مائةً ضَنَّ بالغنم فصاد ظبياً فذبحه؛ يقول فهذا الذي تَسَلُوننا اعتراضٌ وباطل وظلم كما يُعْتَر الظبيُ عن رَبِيض الغنم. وقال الأَزهري في تفسير الليث: قوله كما تُعْتَر يعني العَتِيرة في رجب، وذلك أَن العرب في الجاهلية كانت إذا طلب أَحدُهم أَمراً نَذَرَ لئن ظَفِرَ به ليذبَحَنَّ من غنمه في رجب كذا وكذا، وهي العَتائر أَيضاً ظَفر به فربما ضاقت نفسُه عن ذلك وضَنّ بغنمه، وهي الرَّبِيض، فيأْخذ عددَها ظباءً، فيذبحها في رجب مكان تلك الغنم، فكأَن تلك عتائرُه، فضرب هذا مثلاً، يقول: أَخَذْتمونا بذنبِ غيرِنا كما أُخِذَت الظباءُ مكانَ الغنم.وفي الحديث أَنه قال: لا فَرَعةَ ولا عَتِيرَلآ؛ قال أَبو عبيد: العَتِيرة هي الرَّجَبِيَّة، وهي ذبيحة كانت تُذْبَح في رجب يتَقَرَّب بها أَهلُ الجاهلية ثم جاء الإِسلام فكان على ذلك حتى نُسخَ بعد؛ قال: والدليل على ذلك حديث مخنف ابن سُلَيم قال: سمعت رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، يقول إِنّ على كل مسلم في كل عام أَضْحاةً وعَتِيرَةً؛ قال أَبو عبيد: الحديث الأَول أَصح، يقال منه: عَتَرْت أَعْتِرُ عَتْراً، بالفتح، إذا ذَبح العَتِيرة؛ يقال: هذه أَيام تَرْجِيبٍ وتَعْتارٍ. قال الخطابي: العَتيرةُ في الحديث شاة تُذْبَح في رجب، وهذا هو الذي يُشْبِه معنى الحديث ويَلِيق بحكم الدِّين، وأَما العَتِيرة التي كانت تَعْتِرُها الجاهلية فهي الذبيحة التي كانت تُذْبَح للأَصنام ويُصَبُّ دَمُها على رأْسها.وعِتْرُ الشيء: نصابُه، وعِتْرةُ المِسْحاة: نِصابُها، وقيل: هي الخشبة المعترضة فيه يعتمد عليها الحافِرُ برجله، وقيل: عِتْرتُها خشبتُها التي تسمى يَدَ المِسْحاة.وعِتْرةُ الرجل: أَقْرِباؤه من ولدٍ وغيرهِ، وقيل: هم قومُهُ دِنْياً، وقيل: هم رهطه وعشيرته الأَدْنَون مَنْ مَضى منهم ومَن غَبَر؛ ومنه قول أَبي بكر، رضي الله عنه: نحن عِتْرةُ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، التي خرج منها وبَيْضَتُه التي تَفَقَأَتْ عنه، وإِنما جِيبَت العرَبُ عنّا كما جِيَبت الرحى عن قُطْبها؛ قال ابن الأَثير: لأَنهم من قريش؛ والعامة تَظُنُّ أَنها ولدُ الرجل خاصة وأَن عترة رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، ولدُ فاطمة، رضي الله عنها؛ هذا قول ابن سيده، وقال الأَزهري، رحمه الله، وفي حديث زيد بن ثابت قال: قال رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، إِني تارك فيكم الثَّقَلَينِ خَلْفي: كتابَ الله وعتْرتي فإِنهما لن يتفرّقا حتى يَرِدا عليّ الحوض؛ وقال: قال محمد بن إِسحق وهذا حديث صحيح ورفعَه نحوَه زيدُ بن أَرقم وأَبو سعيد الخدري، وفي بعضها: إِنِّي تاركٌ فيكم الثَّقَلْين: كتابَ الله وعِتْرَتي أَهلَ بيتي، فجعل العترة أَهلَ البيت. وقال أَبو عبيد وغيره: عِتْرةُ الرجل وأُسْرَتُه وفَصِيلتُه رهطه الأَدْنَون.ابن الأَثير: عِتْرةُ الرجل أَخَصُّ أَقارِبه. وقال ابن الأَعرابي:العِتْرة ولدُ الرجل وذريته وعِقُبُه من صُلْبه، قال: فعِتْرةُ النبي، صلى الله عليه وسلم، وولدُ فاطمة البَتُول، عليها السلام. وروي عن أَبي سعيد قال: العِتْرةُ ساقُ الشجرة، قال: وعِتْرةُ النبي، صلى الله عليه وسلم، عبدُ المطلب ولده، وقيل: عِتْرتُه أَهل بيته الأَقربون وهم أَولاده وعليٌّ وأَولاده، وقيل: عِتْرتُه الأَقربون والأَبعدون منهم، وقيل: عِتْرةُ الرجل أَقرباؤُه من ولد عمه دِنْياً؛ ومنه حديث أَبي بكر، رضي الله عنه، قال للنبي، صلى الله عليه وسلم، حين شاوَرَ أَصحابَه في أَسَارَى بدر: عتْرتُك وقَوْمُك؛ أَراد بِعِتْرتِه العباسَ ومن كان فيهم من بني هاشم، وبقومه قُرَيشاً. والمشهور المعروف أَن عتْرتَه أَهلُ بيته، وهم الذين حُرّمَت عليهم الزكاة والصدقة المفروضة، وهم ذوو القربى الذين لهم خُمُسُ الخُمُسِ المذكور في سورة الأَنفال.والعِتْرُ، بالكسر: الأَصل، وفي المثل: عادَتْ إِلى عِتْرِها لَمِيس أَي رجعت إِلى أَصلها؛ يُضْرَب لمن رجع إِلى خُلُق كان قد تركه. وعِتْرة الثغر: دِقَّةٌ في غُروبِه ونقاءٌ وماءٌ يجري عليه. يقال: إِن ثغرها لذو أُشْرة وعِتْرةٍ. والعِتْرةُ: الرِّيقةُ العذبة. وعِتْرةُ الأَسنان: أُشَرُها. والعِتْرُ: بَقْلَةٌ إذا طالت قطع أَصلها فخرج منه اللَّبن؛ قال البُرَيْق الهذلي: فمـــــا كنــــتُ أَخْشــــَى أَن أُقِيــــمَ خِلافَهمــــ، لِســـــتّة أَبيـــــاتٍ، كمـــــا نَبَــــتَ العِتْــــرُ يقول: هذه الأَبيات متفرقة مع قلتها كتفرق العِتْر في مَنْبِته، وقال: لستة أَبيات كما نبت، لأَنه إذا قُطع نبتَ من حواليه شُعَبٌ ست أَو ثلاث؛ وقال ابن الأَعرابي: هو نبات متفرق، قال: وإِنما بَكَى قومَه فقال: ما كنت أَخشى أَن يموتوا وأَبقى بين ستة أَبيات مثل نبت العِتْر؛ قال غيره: هذا الشاعرُ لم يَبْكِ قوماً ماتُوا كما قال ابن الأَعرابي، وإِنما هاجروا إِلى الشام في أَيام معاوية فاستأْجرهم لقتال الروم، فإِنما بَكَى قوماً غُيَّباً متباعدين؛ أَلا ترى أَن قبل هذا: فــــــإِن أَكُ شــــــيخاً بـــــالرَّجِيع وصـــــِبْية، ويُصــــــْبِحُ قــــــومِي دُونَ دارِهــــــمُ مِصــــــْر فمــــــــــا كنــــــــــت أَخشــــــــــى...... والعِتْر إِنما ينبت منه ست من هنا وست من هنالك لا يجتمع منه أَكثر من ست فشبّه نفسَه في بقائه مع ستة أَبيات مع أَهله بنبات العِتْر وقيل:العِتْر الغَضّ، واحدته عِتْرة، وقيل: العِتْرُ بقلةٌ، وهي شجرة صغيرة في جِرْم العرفج شاكةٌ كثيرة اللَبن، ومنَبْتُها نجدٌ وتهامة، وهي غُبَيراء فَطحاء الورق كأَن ورقها الدراهمُ، تنبت فيها جِراءٌ صغارٌ أَصغر من جِراء القطن، تؤكل جراؤها ما دامت غَضَّةً؛ وقيل: العِتْر ضرب من النبت، وقيل:العِتْر شجرِ صِغَار، واحدتها عِتْرةٌ، وقيل: العِتْر نبت ينبت مثل المَرْزَنْجوش متفرقاً، فإِذا طال وقُطِعَ أَصله خرج منه شَبِيهُ اللبن، وقيل:هو المَرْزَنْجوش، قيل: إِنه يُتَداوَى به؛ وفي حديث عطاء: لا بأْس للمُحْرِم أَن يَتَداوى بالسَّنا والعِتْر؛ وفي الحديث: أَنه أُهْدِي إِليه عتْرٌ فَسُرَّ بهذا النبت؛ وفي الحديث: يُفْلغُ رأْسي كما تُفْلغُ العِتْرةُ؛ هي واحدة العِتْرُ؛ وقيل: هو شجرة العرفج؛ قال أَبو حنيفة: العِتْرُ شجر صغار له جِرَاء نحو جِراء الخَشْحَاش، وهو المَرزَنجوش. قال: وقال أَعرابي من ربيعة: العِتْرةُ شُجَيرة تَرْتفعُ ذراعاً ذات أَغصان كثيرة وورق أَخضر مُدَوّر كورق التَّنُّوم، والعِتْرة: قثَّاء اللَّصَف، وهو الكَبَر، والعِتْرة: شجرة تنبت عند وِجَارِ الضّب فهو يُمَرّسُها فلا تَنْمِي، ويقال: هو أَذلُّ من عِتْرة الضّب. والعِتْر المُمَسَّكُ: قلائدُ يُعْجَنَّ بالمسك والأَفاويهِ، على التشبيه بذلك. والعِتْرةُ والعِتُوارةُ: القطعة من المسك.وعِتْوَارة وعُتْوارة؛ الضمُّ عن سيبويه: حَيٌّ من كنانة؛ وأَنشد: مِــــــن حَـــــيٍّ عِتْـــــوارٍ ومَـــــنْ تَعَتْـــــوَرا قال المبرد: العَتْوَرةُ الشدة في الحرب، وبنو عِتْوارة سميت بهذا لقوتها في جميع الحيوان، وكانوا أُولِي صبر وخُشونةٍ في الحرب. وعِتْر: قبيلة.وعاتِرُ: اسم امرأَة. ومِعْتَر وعُتَير: اسمان. وفي الحديث ذكرُ العِتْر، وهو جبل بالمدينة من جهة الفِبْلة.
المعجم: لسان العرب عتر
المعنى: عتر : (العَتْرُ) ، بِالْفَتْح: (اشْتِدادُ الرُّمْحِ وغيرِه، واضْطِرابُه واهْتِزَازُه، كالعَتَرَان مُحَرَّكَةً) ، وَيُقَال: عَتَرَ الرّمْحُ يَعْتِرُ، إِذَا تَرَاجَعَ فِي اهْتِزَازِه، قَالَ الشَّاعِر: وكُلُّ خَطِّيَ إِذا هُزَّ عَتَرْ ويُقَال: سَيْفٌ باتِرٌ، ورُمْحٌ عاتِرٌ، وَهُوَ المُضْطَرِبُ، مثْل العاسِلِ، وَقد عَتَرَ، وعَسَلَ، وعَرَتَ، وعَرَصَ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: قَدْ صَحَّ عَتَرَ وعَرَتَ، ودَلّ اختلافُ بنائِهَا على أَنّ كُلَّ واحِد مِنْهَا غيرُ الآخَر. (و) العَتْرُ: (إِنْعَاظُ الذَّكَرِ، كالعُتُورِ) ، بالضَّمِّ، وَقد عَتَرَ عُتُوراً: اشتَدّ أُنْعاظُه واهتِزازُه، قَالَ: تَقُولُ إِذْ أَعْجَبَهعا عَخُورُهُ وغَابَ فِي فِقْرَتِهَا جُذْمُورُهُ أَسْتَقْدِرُ الله وأَسْتَخِيرُه (و) العَتْرُ: (الذَّبْحُ، يَعْتِرُ) ، بِالْكَسْرِ (فِي الكُلِّ) ، أَي فِي الأَفعال الثلاثةِ الَّتِي تَقَدَّمت. يُقَال: عَتَرَ الرُّمْحُ يَعْتِرُ عَتْراً، وعَتَرَ الذَّكَرُ يَعْتِرُ عُتُوراً، وعَتَرَ الشَّاةَ والظَّيَةَ ونَحْوَهُمَا يَعْتِرُها عَتْراً: ذَبَحَها. (و) العَتْرُ، بالفَتْح: (الذَّكَرُ، ويُكْسَرُ، كالعَتَّارِ) ، ككَتَّان، قَالَ الصّاغانيُّ: كأَنَّه شُبِّهَ بالرّمْحِ العَاتِرِ. (و) العِتْرُ، (بالكَسْرِ: الأَصْلُ) ، وَفِي المَثَل: (عَادَتْ إِلى عِتْرِهَا لَمِيسُ) أَي رَجعت إِلى أَصْلِهَا، يُضْرَب لمن رَجَعَ إِلى خُلُق كَانَ قد تَرَكَه. (و) العِتْرُ: (نَبْتٌ) يَنْبت مثْلَ المَرْزَنْجُوش مُتَفَرّقاً، فإِذا طالَ وقُطِعَ أَصلُه خَرَجَ مِنْهُ شِبْهُ اللَّبَنِ. وَقيل: هُوَ المَرْزَنْجُوشِ، قيل: إِنّه ي 2 تدَاوَى بهِ، وَبِه فُسِّرَ حديثُ عَطَاءٍ: (لَا بَأْسَ للمُحْرِمِ أَنْ يَتَداوَى بالسَّنَا والعِتْرِ) . وَقيل: هُوَ العَرْفَجُ. (أَو شَجَرٌ صِغَارٌ) لَهُ جِرَاءٌ نحوُ جِرَاءِ الخَشْخاشِ، قَالَه أَبو حَنِيفَةَ. (و) العِتْرُ: (الصَّنَمُ) يُعْتَرُ لَهُ، قَالَ زُهَيْرٌ: فزَلَّ عَنْهَا وأَوْفَى رَأْسَ مَرْقَبَة كنَاصِبِ العِتْرِ دَمَّى رَأْسَهُ النُّسُكُ (و) العِتْرُ: (كُلُّ مَا) عُتِرَ، أَي (ذُبِحَ) ، كالذِّبْحِ. (و) العِتْرُ: (شَاةٌ كانُوا يَذْبَحُونَها) فِي رَجَبٍ (لآلِهَتِهِم، كالعَتِيرَة) ، مثْل ذِبْح وذَبِيحَة، وَالْجمع العَتَائِرُ، وَفِي الحديثِ أَنَّهُ قَالَ: (لَا فَرَعَةَ وَلَا عَتِيرَةَ) . قَالَ أَبو عُبَيْد: العَتِيرَةُ: هِيَ الرَّجَبيَّةُ، وَهِي ذَبِيحَةٌ كانَت تُذْبَح فِي رَجَب يَتَقرَّبُ بِهَا أَهلُ الجاهِلِيَّةِ، ثمَّ جَاءَ الإِسْلامِ فنُسِخَ، وَقَالَ الحَارِثُ بنُ حِلِّزَةَ يَذْكُرُ قَوْماً أَخَذُوهم بذَنْبِ غَيْرِهِم: عَنَناً باطِلاً وظُلْماً كَمَا تُعْ تَرُ عَن حَجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّباءُ مَعْنَاهُ: أَن الرَّجُلَ كَانَ يَقُولُ فِي الجاهِلِيَّة: إِنْ بَلَغَتْ إِبِلِي مِائةً عَتَرْتُ عَنْهَا عَتِيرَةً، فإِذا بَلَغَتْ مائِةً ضَنَّ بالغَنَمِ فصادَ ظَبْياً فذَبَحَه. (و) العِتْرُ: (قَبِيلَةٌ) من بَلِيَ، (أَبُوهُم عِتْرُ بنُ جُشَم، مِنْهُم عَبْدُ الرّحْمانِ بنُ عُدَيْسِ) بنِ عَمْرِو بنِ عُبَيْد البَلَوِيُّ العِتْرِيُّ (الصَّحَابِيُّ) ، بايَعَ تحتَ الشَّجَرَةِ، وكَانَ أَميراً لجيشِ القادِمِينَ من مِصْرَ لِحِصَارِ عُثْمَانَ، رَوَى عَنهُ جماعَةٌ فِي دِمَشْقَ. (وعِتْرُ بنُ مُعَاذٍ: بَطْنٌ من هَوَازِنَ. و) من أَحَدِهِما (سِنَانُ بنُ مُظاهِرٍ) شيخٌ لأَبي كُرَيْب، (ومُحَمَّدُ بنُ مُوسَى) الكُوفِيُّ، عَن فُضَيْلِ بنِ مَرْزُوق (وبَكَّارُ بنُ سَلاَّم) : شَيْخٌ لمحمّدِ بنِ قَيْس الأَسَدِيّ، (ومالِكُ بنُ ضَمْرَةَ التّابِعِيُّ) ، يَرْوِي عَن عَلِيّ، (وأَبَانٌ وقاسِمٌ ابْنَا أَرْقَمَ) ، وأَخُوهما الثَّالِثُ مَطَرٌ، (العِتْرِيُّونَ: مُحَدِّثُونَ) . (و) العِتْرُ: (نِصَابُ المِسْحاةِ وغَيْرِها، أَو) هِيَ (الخَشَبَةُ المُعْتَرِضَةُ فِي المِسْحَاةِ يَعْتَمِدُ عَلَيْهَا الحَافِرُ برِجْلِهِ) . وَقيل: عِتْرَةُ المِسْحَاةِ: خَشَبَتُهَا الَّتِي تُسَمَّى يَدَ المِسْحَاةِ. (و) العِتْرُ: (الهَذَيَانُ) أَو شِبْهُه. (وسُلَيْمُ بنُ عِتْرٍ التُّجِيبِيُّ: قَاضِي مِصْرَ) ، رَوَى عَن عُمَرَ وجماعَة. (وفُضَيْلُ بنُ مَرْزُوق: مَوْلَى بَني عِتْر) ، ويُعْرَفُ بالكُوفِيّ، حَدّثَ عَنهُ مُحَمَّدُ بنُ مُوسَى وغيرُه، وَقد ضَعَّفَه النَّسَائِيُّ، وعِيبَ على مُسْلِم إخراجُه فِي الصَّحِيح. (و) العُتُرُ، (بضَمَّتَيْنِ: الفُرُوجُ المُنْعِظَةُ، جَمْعُ عاتِرٍ وعَتُورٍ) ، كصَبُور. (و) العَتَرُ، (بالتَّحْرِيكِ: الشِّدَّةُ والقُوةُ) فِي جَمِيعِ الحَيَوانِ. (و) سُمِّيَ عَتَرُ (بنُ عامِرِ) بنِ عَذَر: (جَدٌّ لأبِي مُوسَى الأَشْعَرِيْ) ، رَضِي الله عَنهُ، وَقد ذكرَه المصنّف أَيضاً فِي حضر. (و) العَتّارُ (كَكَتَّان) : الرَّجُلُ (الشُّجَاعُ، والفَرَسُ القَوِيُّ) على السَّيْرِ. (و) من المَوَاضِعِ: (المَكَانُ الخَشِنُ) التُّرْبَةِ (الوَحْشُ) المَنْظَرِ. (و) من المَجَاز: (العِتْرَةُ، بالكَسْر: قِلاَدَةٌ تُعْجَنُ بالمِسْكِ والأَفَاوِيهِ) ، على التَّشْبِيهِ بالعِتْرَةِ، وَهِي قِطْعَةُ مِسْكٍ خالِصَةٌ. (و) العِتْرَةُ: (نَسْلُ الرَّجُلِ) وأَقْرِباؤُه من وَلَدٍ وغَيْرِه. (و) قيل: عِتْرَةُ الرَّجُلِ: (رَهْطُه وعَشِيرَتُه الأَدْنَوْنَ) ، أَي الأَقْرَبُونَ (مِمَّن مَضَى وغَبَرَ) ، وَمِنْه قَول أَبي بَكْر رَضِي اللَّهُ عَنهُ: (نَحْنُ عِتْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وسَلّم الّتي خَرَجَ مِنْهَا، وبَيْضَتُه الَّتِي تَفَقَّأَتْ عَنهُ، وإِنّمَا جِيبَت العَرَبُ عَنَّا كَمَا جِيبَت الرَّحَى عَن قُطْبِها) . قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: لأنّهم من قُرَيشْ. (والعَامةُ تَظُنّ أَنَّهَا وَلَدُ الرَّجُلِ خاصَّةً) ، وأَن عِتْرَةَ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلموَلَدُ فَاطِمَةَ رَضِي الله عَنْهَا، هَذَا قَول ابْن سَيّده. وَقَالَ أَبو عُبَيْد، وغَيْرُه: وعِتْرَةُ الرَّجُلِ، وأُسْرَتُه، وفَصِيلَتُه: رَهْطُه الأَدْنَوْن. وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: عِتْرَةُ الرّجُلِ: أَخَصُّ أَقارِبِهِ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: عِتْرَةُ الرجلِ: وَلَدُه وذُرِّيَّتُه وعَقِبُه من صُلْبِه، قَالَ: فعِتْرَةُ النّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَدُ فاطِمَةَ البَتُولِ عَلَيْهَا السّلام. ورُوِيَ عَن أَبي سَعِيدٍ قَالَ: العِتْرَةُ: ساقُ الشَّجَرَةِ، قَالَ: وعِتْرَةُ النّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عبدُ المُطَّلِبِ ووَلَدُه، وَقيل: عِتْرَتُه: أَهْلُ بَيْتِه الأَقْرَبُونَ، وهم أَولادُه، وعليٌّ وأَولادُه، وَقيل: عِتْرَتُه: الأَقْرَبُونَ والأَبْعَدُونَ مِنْهُم. وَقيل: عِتْرَةُ الرّجُلِ: أَقْرِباؤُه من ولَدِ عَمِّهِ دِنْيَا، وَمِنْه حَدِيثُ أَبي بَكْر رَضي اللَّهُ عَنهُ: (قَالَ للنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمحينَ شاوَرَ أَصحابَه فِي أُسَارَى بَدْر: عِتْرَتُك وقَوْمُك) أَرادَ بعِتْرَتِه العَبَّاسَ ومَن كانَ فيهِم من بني هَاشِم، وبقَوْمِه قُرَيْشاً. والمَشْهُورُ الْمَعْرُوف أَنْ عِتْرَتَه أَهْلُ بَيْتِه، وهم الَّذين حُرِّمَتْ عَلَيْهِم الزّكاةُ والصَّدَقَةُ المفروضَة، وهم ذُو القُرْبَى الَّذين لَهُم خُمُسُ الخُمُسِ الْمَذْكُور فِي سورةِ الأَنفال. (و) العِتْرَةُ: (أُشَرُ الأَسْنَانِ) . (و) عِتْرَةُ الثَّغرِ: (دِقَّةُ فِي غُرُوبِهِ، ونَقَاءٌ ومَاءٌ يَجْرِي عَلَيْهِ) ، هاكذا عندَنَا فِي سَائِر الأُصول، وَفِي بعض النُّسخ: (وَمَا يَجْرِي عَلَيْهِ) أَي بِمَا الموصولة، وَالضَّمِير فِي (غُرُوبِه) و (عَلَيْهِ) راجِعٌ إِلى الثَّغْرِ، وَهُوَ لَيْسَ بمذكور فِي كلامِ المُصَنّف، فتأَمّل. (و) فِي الحَدِيث: (تُفْلغُ رَأْسِي كَمَا تُفْلَغُ العِتْرَة) ، هِيَ واحدةُ العِتْرِ، وَقد تقَدَّمَ أَنّه (المَرْزَنْجُوش) وَقيل: شَجَرَةُ العَرْفَجِ، وَقَالَ أَعرابِيٌّ من رَبِيعَةَ: العِتْرَةُ: شُجَيْرَةٌ تَرْتفِع ذِرَاعاً، ذاتُ أَغصانٍ كثيرةٍ، ووَرَقٍ أَخْضَرَ مُدَرٍ، كوَرَقِ التَّنُّومِ. (و) العِتْرَةُ: (قِثَّاءُ الأَصَفِ) ، وَهُوَ الكَبَرُ. وَيُقَال: هُوَ أَذَلُّ من عِتْرَةِ الضَّبِّ، قيل: هِيَ شَجَرَةٌ تَنْبُتُ عندَ وِجَارِ الضَّبِّ، فَهُوَ يُمَرِّسُهَا فَلَا تَنْمَى. (و) العِتْرَة: (الرِّيقَةُ العَذْبَةُ) ، يُقَال: إِنّ ثَغْرَهَا لذُو أُشْرَة وعِتْرَة. (و) العِتْرَةُ: (القِطْعَةُ من المِسْكِ الخالِصِ) ، أَي نفْسه غير مَخلوط بشيْءٍ آخَرَ. (و) عِتْرَةُ (بنُ عَمْرِو بنِ الحَارِثِ) فِي هُذَيْل، (و) فِيهَا أَيضاً عَتْرَةُ (بنُ غادِيَةَ) ، وَيُقَال: إِنّ العَتْرِيِّينَ المحَدِّثين مَنْسوبون إِلى أَحدهما، وَقد تقدّم. (والعِتْوَارَة، بِالْكَسْرِ: القِطْعَةُ من المِسْكِ) ، كالعِتْرَةِ. (و) العِتْوَارَةُ: (الرَّجُلُ القَصِيرُ) المكتَنِزُ اللَّحْمِ. (و) عِتْوَارَةُ، (بِلَا لَام: حَيٌّ) من كِنَانَةَ، (ويُضَمُّ) ، عَن سِيبَوَيْهٍ، وأَنشَدَ اللّيْثُ: من حَيِّ عِتْوَارٍ ومَنْ تَعْتَوَرَا قَالَ المُبَرِّدُ: العَتْوَرَةُ: الشِّدَّةُ فِي الحَرْبِ، وَبَنُو عِتْوَارَةَ سُمِّيَتْ بهاذا لقُوَّتِها، وكانُوا أُولِيَ صَبْر وخُشُونَة فِي الحَرْب. (وتَعْتَورَ) الرَّجُلُ: (تَشَبَّهَ بهم، أَو انْتَسَبَ إِلَيْهِم) كَمَا يُقَالُ تَبَغْدَدَ. (وعاتِرُ) : اسْم (امْرَأَة) . (وعُتْرَةُ، بالضَّمّ، بنُ عامِرِ بنِ كَعْب) : بَطْنٌ من عِجْلٍ. (و) عُتَرُ، (كزُفَرَ: بنُ حَبِيب فِي) نَسبِ (هَوَازِنَ) . (ومحمّدُ بنُ عَتِيرَةَ) الفَزَارِيُّ (كسَفِينَة: مُحَدِّثٌ) ، رَوَى عَن الشَّعْبِيّ. (وقَلْعَةُ عُمَارَةَ) ، بالضَّمّ، (ابْن عُتَيْر، كزُبَيْرٍ: بفارِس) ، وعُتَيْرٌ هاذا هُوَ عُتَيْرُ بنُ كِدَام، قَالَه الصّاغانيّ، ويُوجَد فِي غالِب النُّسخ عِمَارَة، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ خَطَأٌ، وسيأْتِي ضَبْطُه أَيضاً فِي (عمر) . (وعُتَيْرٌ) ، كزُبَيْر: (صحابِيٌّ بَدْريٌّ) ، رَوَى عَنهُ سُلَيْمَانُ الأَزْدِيّ، (أَو هُوَ) عُثَيْرٌ (بالمُثَلَّثَةِ) ، هاكذا ضَبَطُوه بالوَجْهَيْن. (و) قَالَ المُبَرِّدُ: (عِتْوَرٌ) ، بالرّاءِ، (كدِرْهَمٍ) : اسمُ (وادٍ) خَشِنِ المَسْلَكِ، من العَتَرِ، وَهُوَ الشِّدَّةُ، وَلَيْسَ بتَصْحيفِ عِتْوَد، بِالدَّال، وجاءَ على فِعْوَل من الأَسماءِ عِتْوَدٌ وعِتْوَرٌ وخِرْوَعٌ وذِرْوَدٌ، نَقله الصاغانيّ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: رَجُلٌ مُعَتَّرٌ، كمُعَظَّمٍ: غَلِيظٌ كثيرُ اللَّحْمِ. ورجُلٌ مُعتّر: شِرِّيرٌ، شامية. وقولُ الشاعِرِ: فخَرَّ صَرِيعاً مِثْلَ عاتِرَةِ النُّسُكْ فَإِنَّهُ وضَعَ فاعِلاً مَوضع مَفْعُول، وَله نَظَائِرُ، وَقد يَكُونُ على النَّسَبِ، قَالَ اللَّيْثُ: وإِنّمَا هِيَ مَعْتُورَةٌ وَهِي مثل عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ، وإِنّمَا هِيَ مَرْضِيَّة. والعِتْرُ، بِالْكَسْرِ: المَذْبُوح. وَيُقَال: هاذِه أَيامُ تَرْجِيبٍ وتَعْتَار. وَعَتَرَ المَرْأَةَ عَتْراً: نَكَحَها، وهاذِه عَن ابنِ القَطّاع. والعِتْرَةُ: ساقُ الشَّجَرَةِ، قَالَه ابنُ الأَعرابيّ. وَفِي الأَساس: وأَغْصَانُ الشَّجَرَة: عِتْرَتُهَا، وعَمُودُهَا الشَّجَرَةُ، انْتهى. ومعْتَرٌ، كمِنْبَرٍ: اسْم رَجُل. وَفِي الحَدِيث: ذُكِرَ العِتْرُ، وَهُوَ بالكَسْر جَبَلٌ بالمَدِينَةِ من جِهَةِ القِبْلَة. يُقَال لَهُ المشدر الأَقْصَى، ذكره أَبو عُبَيْدٍ، وَنَقله صاحبُ اللِّسانِ. قلت: وَلَيْسَ هُوَ تَصْحِيف عير. وَفِي خُزَاعَةَ عَتْرَةُ بنُ عَمْرِو بنِ أَفْصَى، بِالْفَتْح، ذكره الصّاغانِيُّ، وَقيل: هُوَ بزاي وَنون، وسيأْتي. وعُتَرُ بنُ بَكْرِ بنِ تَيْمِ اللاّت بن رُفَيْدَة، كزُفَرَ، ذَكَرَه الحافِظُ، وَقيل: هُوَ بإِعجام الْغَيْن، وَالْمُوَحَّدَة. ومحمّدُ بنُ عِتْرَةَ المَوْصَلِيُّ، بِالْكَسْرِ، يَرْوِي عَن محمّدِ بنِ أَحمد بنِ أَبِي المنى، وحفيده عبدُ القادِرِ بنُ محمّدِ بنِ محمَّدٍ، نَزِيلُ بغدادَ، مَعْرُوف. ومِعْتَرُ بنُ بَوْلان، كمِنْبَرٍ، فِي طَيِّىء، وبِنْتُه عُقْدَةُ بنتُ مِعْتَرٍ. وأَبو كَعْب بنُ مَسْعُودِ بنِ مِعْتَرٍ، ذَكَرَه ابنُ حَبِيب.
المعجم: تاج العروس قدر
المعنى: القَدِيرُ والقادِرُ: من صفات الله عز وجل يكونان من القُدْرَة ويكونان من التقدير. وقوله تعالى: إِن الله على كل شيء قدير؛ من القُدْرة، فالله عز وجل على كل شيء قدير، والله سبحانه مُقَدِّرُ كُلِّ شيء وقاضيه. ابن الأَثير: في أَسماء الله تعالى القادِرُ والمُقْتَدِرُ والقَدِيرُ، فالقادر اسم فاعل من قَدَرَ يَقْدِرُ، والقَدِير فعيل منه، وهو للمبالغة، والمقتدر مُفْتَعِلٌ من اقْتَدَرَ، وهو أَبلغ.التهذيب: الليث: القَدَرُ القَضاء المُوَفَّقُ. يقال: قَدَّرَ الإِله كذا تقديراً، وإِذا وافق الشيءُ الشيءَ قلت: جاءه قَدَرُه. ابن سيده: القَدْرُ والقَدَرُ القضاء والحُكْم، وهو ما يُقَدِّره الله عز وجل من القضاء ويحكم به من الأُمور. قال الله عز وجل: إِنا أَنزلناه في ليلة القَدْرِ؛ أَي الحُكْمِ، كما قال تعالى: فيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمر حكيم؛ وأَنشد الأَخفش لهُدْبَة بنِ خَشْرَمٍ: أَلا يــا لَقَـوْمي للنـوائبِ والقَـدْرِ وللأَمْرِ يأْتي المَرءَ من حيثُ لا يَدْري، وللأَرْض كــم مـن صـالح قـد تَـوَدَّأَتْ عليهــ، فَــوَارَتْهُ بلَمَّاعَــةٍ قَفْــر فلا ذَا جَلالٍ هِبْنَــــــهُ لجَلالِـــــه ولا ذا ضــَياعٍ هُــنَّ يَتْرُكْـنَ للفَقْـرِ تودّأَت عليه أَي استوت عليه. واللماعة: الأَرض التي يَلْمع فيها السَّرابُ. وقوله: فلا ذا جَلال انتصب ذا بإِضمار فعل يفسره ما بعده أَي فلا هِبْنَ ذا جَلال، وقوله: ولا ذا ضَياع منصوب بقوله يتركن. والضَّياعُ، بفتح الضاد: الضَّيْعَةُ، والمعنى أَن المنايا لا تَغْفُلُ عن أَحد، غنيّاً كان أَو فقيراً، جَليلَ القَدْر كان أَو وضيعاً. وقوله تعالى: ليلةُ القدر خير من أَلف شهر؛ أَي أَلف شهر ليس فيها ليلة القدر؛ وقال الفرزدق: ومـا صـَبَّ رِجْلـي فـي حديـدِ مُجاشـِعٍ مَـعَ القَـدْرِ، إِلا حاجَـةٌ لـي أُرِيدُها والقَدَرُ: كالقَدْرِ، وجَمْعُهما جميعاً أَقْدار. وقال اللحياني: القَدَرُ الاسم، والقَدْرُ المصدر؛ وأَنشد كُـــلُّ شــيء حــتى أَخِيــكَ مَتــاعُ وبِقَـــــدْرٍ تَفَــــرُّقٌ واجْتِمــــاعُ وأَنشد في المفتوح: قَـدَرٌ أَحَلَّـكَ ذا النخيلِـ، وقـد أَرى وأَبيكَـ، مـا لَكَـ، ذُو النَّخيلِ بدارِ قال ابن سيده: هكذا أَنشده بالفتح والوزن يقبل الحركة والسكون. وفي الحديث ذكر ليلة القدر، وهي الليلة التي تُقَدَّر فيها الأَرزاقُ وتُقْضى.والقَدَرِيَّةُ: قوم يَجْحَدُون القَدَرَ، مُوَلَّدةٌ. التهذيب: والقَدَرِيَّة قوم ينسبون إِلى التكذيب بما قَدَّرَ اللهُ من الأَشياء، وقال بعض متكلميهم: لا يلزمنا هذا اللَّقَبُ لأَنا ننفي القَدَرَ عن الله عز وجل ومن أَثبته فهو أَولى به، قال: وهذا تمويه منهم لأَنهم يثبتون القَدَرَ لأَنفسهم ولذلك سموا؛ وقول أَهل السنَّة إِن علم الله سبق في البشر فَعَلِم كفْرَ مَن كَفَر منهم كما عَلِم إِيمان مَن آمن، فأَثبت علمه السابق في الخلق وكتبه، وكلُّ ميسر لما خلق له وكتب عليه. قال أَبو منصور: وتقدير الله الخلق تيسيره كلاًّ منهم لما علم أَنهم صائرون إِليه من السعادة والشقاء، وذلك أَنه علم منهم قبل خلقه إِياهم، فكتب علمه الأَزليّ السابق فيهم وقَدَّره تقديراً؛ وقَدَرَ الله عليه ذلك يَقْدُرُه ويَقْدِرُه قَدْراً وقَدَراً، وقَدَّره عليه وله؛ وقوله: مــن أَيّ يَــوْمَيَّ مــن المـوتِ أَفِـرّ أَيَــومَ لــم يُقْـدَرَ أَمْ يـومَ قُـدِرْ؟ فإِنه أَراد النون الخفيفة ثم حذفها ضرورة فبقيت الراء مفتوحة كأَنه أَراد: يُقْدَرَنْ، وأَنكر بعضهم هذا فقال: هذه النون لا تحذف إِلا لسكون ما بعدها ولا سكون ههنا بعدها؛ قال ابن جني: والذي أَراه أَنا في هذا وما علمت أَن أَحداً من أَصحابنا ولا غيرهم ذكره، ويشبه أَن يكونوا لم يذكروه للُطْفِه، هو أَنْ يكون أَصله أَيوم لم يُقْدَرْ أَم بسكون الراء للجزم، ثم أَنها جاوَرَتِ الهمزة المفتوحة وهي ساكنة، وقد أَجرت العرب الحرف الساكن إذا جاور الحرف المتحرّك مجرى المتحرك، وذلك قولهم فيما حكاه سيبويه من قول بعض العرب: الكَماةُ والمَراة، يريدون الكَمْأَةَ والمَرْأَةَ ولكن الميم والراء لما كانتا ساكنتين، والهمزتان بعدهما مفتوحتان، صارت الفتحتان اللتان في الهمزتين كأَنهما في الراء والميم، وصارت الميم والراء كأَنهما مفتوحتان، وصارت الهمزتان لما قدّرت حركاتهما في غيرهما كأَنهما ساكنتان، فصار التقدير فيهما مَرَأْةٌ وكَمَأْةٌ، ثم خففتا فأُبدلت الهمزتان أَلفين لسكونهما وانفتاح ما قبلهما، فقالوا: مَرَاةٌ وكَماةٌ، كما قالوا في رأْس وفأْس لما خففتا: راس وفاس، وعلى هذا حمل أَبو علي قول عبد يَغُوثَ: وتَضـــْحَكُ مِنّـــي شــَيْخَةٌ عَبْشــَمِيَّةٌ كَـأَنْ لـم تَـرَا قَبْلي أَسيراً يمَانِيا قال: جاء به على أَن تقديره مخففاً كأَن لم تَرْأَ، ثم إِن الراء الساكنة لما جاورت الهمزة والهمزة متحرّكة صارت الحركة كأَنها في التقدير قبل الهمزة واللفظُ بها لم تَرَأْ، ثم أَبدل الهمزة أَلفاً لسكونها وانفتاح ما قبلها فصارت تَرا، فالأَلف على هذا التقدير بدل من الهمزة التي هي عين الفعل، واللام محذوفة للجزم على مذهب التحقيق، وقَوْلِ من قال: رَأَى يَرْأَى، وقد قيل: إِن قوله ترا، على الخفيف السائغ، إِلا أَنه أَثبت الأَلف في موضع الجزم تشبيهاً بالياء في قول الآخر: أَلــم يــأْتيك، والأَنبــاءُ تَنْمِــي بمــا لاقَــتْ لَبُــونُ بنــي زِيـادِ؟ ورواه بعضهم أَلم يأْتك على ظاهر الجزْم؛ وأَنشده أَبو العباس عن أَبي عثمان عن الأَصمعي: أَلا هـــلَ تــاكَ والأَنبــاءُ تَنْمِــي وقوله تعالى: إِلا امرأَته قَدَّرْنا أَنها لمن الغابرين؛ قال الزجاج: المعنى علمنا أَنها لمن الغابرين، وقيل: دَبَّرنا أنها لمن الغابرين أَي الباقين في العذاب. ويقال: اسْتَقْدِرِ اللهَ خيراً، واسْتَقْدَرَ اللهَ خَيْراً سأَله أَن يَقْدُرَ له به؛ قال: فاسـْتَقْدِرِ اللـهَ خيـراً وارضـَيَنَّ به فبَيْنَمــا العُسـْرُ إِذ دارتْ مَياسـِيرُ وفي حديث الاستخارة: اللهم إِني أَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتك أَي أَطلب منك أَن تجعل لي عليه قُدْرَةً.وقَدَرَ الرزقَ يَقْدِرُهُ: قَسَمه. والقَدْرُ والقُدْرَةُ والمِقْدارُ: القُوَّةُ؛ وقَدَرَ عليه يَقْدِرُ ويَقْدُرُ وقَدِرَ، بالكسر، قُدْرَةً وقَدارَةً وقُدُورَةً وقُدُوراً وقِدْراناً وقِداراً؛ هذه عن اللحياني، وفي التهذيب: قَدَراناً، واقْتَدَرَ وهو قادِرٌ وقَدِيرٌ وأَقْدَرَه اللهُ عليه، والاسم من كل ذلك المَقْدَرَة والمَقْدُرَة والمَقْدِرَةُ. ويقال: ما لي عليك مَقْدُرَة ومَقْدَرَة ومَقْدِرَة أَي قُدْرَة. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: إِنَّ الذَّكاة في الحَلْقِ واللَّبَّة لمن قَدَرَ أَي لمن أَمكنه الذبْحُ فيهما، فأَما النَّادُّ والمُتَرَدِّي فأَيْنَ اتَّفَقَ من جسمهما؛ ومنه قولهم: المَقْدِرَةُ تُذْهِبُ الحَفِيظَةَ. والاقتدارُ على الشيء: القُدْرَةُ عليه، والقُدْرَةُ مصدر قولك قَدَرَ على الشيء قُدْرَة أَي مَلَكه، فهو قادِرٌ وقَدِيرٌ. واقْتَدَرَ الشيءَ: جعله قَدْراً. وقوله: عند مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ؛ أَي قادِرٍ. والقَدْرُ: الغِنى واليَسارُ، وهو من ذلك لأَنه كُلَّه قُوَّةٌ.وبنو قَدْراء: المَياسيرُ. ورجل ذو قُدْرَةٍ أَي ذو يَسارٍ. ورجل ذو مَقْدِرَة أَي ذو يسار أَيضاً؛ وأَما من القَضاء والقَدَرِ فالمَقدَرَةُ، بالفتح، لا غير؛ قال الهُذَليّ: ومــا يَبْقَــى علــى الأَيّــامِ شـَيءٌ فيــا عَجَبــاً لمَقْــدَرَةِ الكتــابِ، وقدْرُ كل شيء ومِقْدارُه: مِقْياسُه. وقَدَرَ الشيءَ بالشيء يَقْدُرُه قَدْراً وقَدَّرَه: قاسَه. وقادَرْتُ الرجل مُقادَرَةً إذا قايسته وفعلت مثل فعله. التهذيب: والتقدير على وجوه من المعاني: أَحدها التروية والتفكير في تسوية أَمر وتهيئته، والثاني تقديره بعلامات يقطعه عليها، والثالث أَن تَنْوِيَ أَمراً بِعَقْدِك تقول: قَدَّرْتُ أَمر كذا وكذا أَي نويتُه وعَقَدْتُ عليه. ويقال: قَدَرْتُ لأَمْرِ كذا أَقْدِرُ له وأَقْدُرُ قَدْراً إذا نظرت فيه ودَبَّرْتَه وقايسته؛ ومنه قول عائشة، رضوان الله عليها: فاقْدُرُوا قَدْرَ الجاريةِ الحديثة السِّنِّ المستهيئة للنظر أَي قَدِّرُوا وقايسوا وانظروه وافْكِرُوا فيه. شمر: يقال قَدَرْتُ أَي هيأْت وقَدَرْتُ أَي أَطَقْتُ وقَدَرْتُ أَي مَلَكْتُ وقَدَرْتُ أَي وَقَّتُّ؛ قال لبيد: فَقَــدَرْتُ للــوِرْدِ المُغَلِّــسَ غُــدْوَةً فَـــوَرَدْتُ قبـــل تَبَيُّــنِ الأَلْــوانِ وقال الأَعشى: فاقْـــــدُرْ بـــــذَرْعِكَ ببنَنــــا إِن كنــــتَ بَــــوَّأْتَ القَــــدارَهْ بَوَّأْتَ: هَيَّأْتَ. قال أَبو عبيدة: اقْدُر بذَرْعِك بيننا أَي أَبْصِرْ واعْرِفْ قَدْرَك. وقوله عز وجل: ثم جئتَ على قَدَرٍ يا موسى؛ قيل في التفسير: على مَوْعدٍ، وقيل: على قَدَرٍ من تكليمي إِياك؛ هذا عن الزجاج. وقَدَرَ الشيءَ: دَنا له؛ قال لبيد: قلتُ: هَجِّــدْنا، فقـد طـال السـُّرَى، وقَــدَرْنا إِنْ خَنــى الليــل غَفَــلْ وقَدَر القومُ أَمرهم يَقْدِرُونه قَدْراً: دَبَّروه وقَدَرْتُ عليه الثوبَ قدراً فانْقَدَر أَي جاءَ على المِقْدار. ويقال: بين أَرضك وأَرض فلان ليلة قادرة إذا كانت لينة السير مثل قاصدةٍ ورافِهةٍ؛ عن يعقوب.وقَدَرَ عليه الشيءَ يَقْدِرُه ويَقْدُره قَدْراً وقَدَراً وقَدَّرَه: ضَيَّقه؛ عن اللحياني. وفي التنزيل العزيز: على المُوسِعِ قَدَرُه وعلى المُقْتِرِ قَدَرُه؛ قال الفراء: قرئ قَدَرُه وقَدْرُه، قال: ولو نصب كان صواباً على تكرر الفعل في النية، أَي ليُعْطِ المُوسِعُ قَدْرَه والمُقْتِرُ قَدْرَه؛ وقال الأخفش: على الموسع قدره أَي طاقته؛ قال الأَزهري: وأَخبرني المنذري عن أَبي العباس في وقوله على المُقْتِر قَدَرُه وقَدْرُه، قال: التثقيل أَعلى اللغتين وأَكثر، ولذلك اختير؛ قال: واختار الأَخفش التسكين، قال: وإِنما اخترنا التثقيل لأَنه اسم، وقال الكسائي: يقرأُ بالتخفيف والتثقيل وكلٌّ صواب، وقال: قَدَرَ وهو يَقْدِر مَقْدِرة ومَقْدُرة ومَقْدَرَة وقِدْراناً وقَدَاراً وقُدْرةً، قال: كل هذا سمعناه من العرب، قال: ويَقْدُر لغة أُخرى لقوم يضمون الدال فيها، قال: وأَما قَدَرْتُ الشيء فأَنا أَقْدِرُه، خفيف، فلم أَسمعه إِلا مكسوراً، قال: وقوله: وما قَدَروا اللهَ حَقَّ قَدْرِه؛ خفيفٌ ولو ثُقِّلَ كان صواباً، وقوله: إِنَّا كلَّ شيء خلقناه بِقَدَرٍ، مُثَقَّلٌ، وقوله: فسالتْ أَوديةٌ بقدَرها؛ مُثَقَّلٌ ولو خفف كان صواباً؛ وأَنشد بيت الفرزدق أَيضاً: وما صَبَّ رِجْلِي في حَدِيدِ مُجاشِعٍ، مع القَدْر، إِلا حاجةٌ لي أُرِيدُها وقوله تعالى: فَظَنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه؛ يفسر بالقُدرة ويفسر بالضِّيق، قال الفراء في قوله عز وجل: وذا النُّون إِذ ذهب مُغاضِباً فظنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه؛ قال الفراء: المعنى فظن أَن لن نَقْدِرَ عليه من العقوبة ما قَدَرْنا. وقال أَبو الهيثم: روي أَنه ذهب مغاضباً لقومه، وروي أَنه ذهب مغاضباً لربه، فأَما من اعتقد أَن يونس، عليه السلام، ظن أَن لن يقدر الله عليه فهو كافر لأَن من ظن ذلك غير مؤمن، ويونس، عليه السلام، رسول لا يجوز ذلك الظن عليه. فآل المعنى: فظن أَن لن نَقْدِرَ عليه العقوبة، قال: ويحتمل أَن يكون تفسيره: فظن أَن لن نُضَيِّقَ عليه، من قوله تعالى: ومن قُدِرَ عليه رزقَه؛ أَي ضُيِّقَ عليه، قال: وكذلك قوله: وأَما إذا ما ابتلاه فَقَدَر عليه رزقه؛ معنى فَقَدَر عليه فَضَيَّقَ عليه، وقد ضيق الله على يونس، عليه السلام، أَشدَّ تَضْيِيق ضَيَّقَه على مُعَذَّب في الدنيا لأَنه سجنه في بطن حوت فصار مَكْظُوماً أُخِذَ في بَطْنِه بكَظَمِهِ؛ وقال الزجاج في قوله: فظن أَن لن نُقْدِرَ عليه؛ أَي لن نُقَدِّرَ عليه ما قَدَّرنا من كونه في بطن الحوت، قال: ونَقْدِرُ بمعنى نُقَدِّرُ، قال: وقد جاء هذا في التفسير؛ قال الأَزهري: وهذا الذي قاله أَبو إِسحق صحيح، والمعنى ما قَدَّرَه الله عليه من التضييق في بطن الحوت، ويجوز أَن يكون المعنى لن نُضَيِّق عليه؛ قال: وكل ذلك شائع في اللغة، والله أَعلم بما أَراد. فأَما أَن يكون قوله أَن لن نَقْدِرَ عليه من القدرة فلا يجوز، لأَن من ظن هذا كفر، والظن شك والشك في قدرة الله تعالى كفر، وقد عصم الله أَنبياءه عن مثل ما ذهب إِليه هذا المُتَأَوِّلُ، ولا يَتَأَوَّلُ مثلَه إِلا الجاهلُ بكلام العرب ولغاتها؛ قال الأَزهري: سمعت المُنْذِرِيَّ يقول: أَفادني ابن اليَزيديّ عن أَبي حاتم في قوله تعالى: فظن أَن لن نقدر عليه؛ أَي لن نضيق عليه، قال: ولم يدر الأَخفش ما معنى نَقْدِر وذهب إِلى موضع القدرة إِلى معنى فظن أَن يَفُوتَنَا ولم يعلم كلام العرب حتى قال: إِن بعض المفسرين قال أَراد الاستفهام، أَفَظَنَّ أَن لن نَقْدِرَ عليه، ولو علم أَن معنى نَقْدِر نُضَيِّق لم يخبط هذا الخبط، قال: ولم يكن عالماً بكلام العرب، وكان عالماً بقياس النحو؛ قال: وقوله: من قُدِرَ عليه رِزْقُه؛ أَي ضُيِّقَ عليه عِلْمُه، وكذلك قوله: وأَما إذا ما ابتلاه فَقَدَرَ عليه رِزْقَه؛ أَي ضَيَّقَ. وأَما قوله تعالى: فَقَدَرْنا فنِعْمَ القادِرُون، فإِن الفراء قال: قرأَها عليّ، كرم الله وجهه، فَقَدَّرْنا، وخففها عاصم، قال: ولا يبعد أَن يكون المعنى في التخفيف والتشديد واحداً لأَن العرب تقول: قُدِّرَ عليه الموتُ وقُدِرَ عليه الموتُ، وقُدِّر عليه وقُدِرَ، واحتج الذين خففوا فقالوا: لو كانت كذلك لقال: فنعم المُقَدِّرون، وقد تجمع العربُ بين اللغتين. قال الله تعالى: فَمَهِّلِ الكافرين أَمْهِلْهُم رُوَيْداً. وقَدَرَ على عياله قَدْراً: مثل قَتَرَ.وقُدِرَ على الإِنسان رِزْقُه قَدْراً: مثل قُتِرَ؛ وقَدَّرْتُ الشيء تَقْدِيراً وقَدَرْتُ الشيء أَقْدُرُه وأَقْدِرُه قَدْراً من التقدير. وفي الحديث في رؤية الهلال: صوموا لرؤيته وأَفطروا لرؤيته فإِن غُمَّ عليكم فاقْدُرُوا له، وفي حديث آخر: فإِن غم عليكم فأَكملوا لعِدَّة؛ قوله: فاقْدُرُوا له أَي قَدِّرُوا له عَدَدَ الشهر حتى تكملوه ثلاثين يوماً، واللفظان وإن اختلفا يرجعان إِلى معنى واحد؛ وروي عن ابن شريح أَنه فسر قوله فاقْدُرُوا له أَي قَدِّرُوا له منازلَ القمر فإِنها تدلكم وتبين لكم أَن الشهر تسع وعشرون أَو ثلاثون، قال: وهذا خطاب لمن خصه الله تعالى بهذا العلم؛ قال: وقوله فأَكْمِلُوا العِدَّة خطاب العامَّة التي لا تحسن تقدير المنازل، وهذا نظير النازلة تنزل بالعالِمِ الذي أَمر بالاجتهاد فيها وأَن لا يُقَلِّدَ العلماء أَشكال النازلة به حتى يتبين له الصوب كما بان لهم، وأَما العامة التي لا اجتهاد لها فلها تقليد أَهل العلم؛ قال: والقول الأَول أَصح؛ وقال الشاعر إِياس بن مالك بن عبد الله المُعَنَّى: كِلا ثَقَلَيْنـــا طـــامعٌ بغنِيمـــةٍ، وقـد قَـدَر الرحمـنُ مـا هـو قـادِرُ فلـم أَرَ يومـاً كـانَ أَكثَـرَ سـالِباً ومُســـْتَلَباً ســـِرْبالَه لا يُنـــاكِرُ وأَكثَـرَ مِنَّـا يافِعـاً يَبْتَغِـي العُلى يُضـارِبُ قِرْنـاً دارِعـاً، وهـو حاسـِرُ قوله: ما هو قادرُ أَي مُقَدِّرٌ، وثَقَلُ الرجل، بالثاء: حَشَمه ومتاع بيته، وأَراد بالثَّقَل ههنا النساء أَي نساؤنا ونساؤهم طامعات في ظهور كل واحد من الحَيَّيْنِ على صاحبه والأَمر في ذلك جار على قدر الرحمن.وقوله: ومُسْتَلَباً سِرْبالَه لا يُناكِرُ أَي يُسْتَلَبُ سِرْبالَه وهو لا يُنْكِرُ ذلك لأَنه مصروع قد قتل، وانتصب سرباله بأَنه مفعول ثان لمُسْتَلَب، وفي مُسْتَلَب ضمير مرفوع به، ومن رفع سرباله جعله مرتفعاً به ولم يجعل فيه ضميراً. واليافع: المُتَرَعْرِعُ الداخلُ في عَصْرِ شبابه.والدارع: اللابس الدرع. والحاسر: الذي لا درع عليه.وتَقَدَّر له الشيءُ أَي تهيأَ. وفي حديث الاستخارة: فاقْدُرْه لي ويَسِّرْه عليّ أَي اقض لي به وهيئه. وقَدَرْتُ الشيء أَي هيأْته.وقَدْرُ كل شيء ومِقْداره: مَبْلَغُه. وقوله تعالى: وما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِه؛ أَي ما عظموا الله حق تعظيمه، وقال الليث: ما وَصَفوه حق صِفَتِه، والقَدَرُ والقَدْرُ ههنا بمعنى واحد، وقَدَرُ الله وقَدْرُه بمعنىً، وهو في الأَصل مصدر.والمِقْدارُ: الموتُ. قال الليث: المِقْدارُ اسم القَدْر إذا بلغ العبدُ المِقْدارَ مات؛ وأَنشد: لـو كـان خَلْفَـك أَو أَمامَـك هائِبـا بَشــَراً ســِواكَ، لَهابَــك المِقْـدارُ يعني الموت. ويقال: إِنما الأَشياء مقاديرُ لكل شيء مِقْدارٌ داخل.والمِقْدار أَيضاً: هو الهِنْداز، تقول: ينزل المطر بمِقْدار أَي بقَدَرٍ وقَدْرٍ، وهو مبلغ الشيء. وكل شيء مُقْتَدِرٌ، فهو الوَسَطُ. ابن سيده: والمُقْتَدِر الوسط من كل شيء. ورجل مُقْتَدِرُ الخَلْق أَي وَسَطُه ليس بالطويل والقصير، وكذلك الوَعِلُ والظبي ونحوهما. والقَدْرُ: الوسط من الرحال والسروج ونحوهما؛ تقول: هذا سرجٌ قَدْرٌ، يخفف ويثقل. التهذيب: سَرْجٌ قادرٌ قاترٌ، وهو الواقي الذي لا يَعْقِرُ، وقيل: هو بين الصغير والكبير.والقَدَرُ: قِصَرُ العُنُق، قَدِرَ قَدَراً، وهو أَقدرُ؛ والأَقْدَر: القصير من الرجال؛ قال صَخْرُ الغَيّ يصف صائداً ويذكر وُعُولاً قد وردت لتشرب الماء: أَرَى الأَيـــامَ لا تُبْقِـــي كريمــاً، ولا الـــوَحْشَ الأَوابِــدَ والنَّعامــا ولا عُصـــْماً أَوابِــدَ فــي صــُخُورٍ، كُســـِينَ علــى فَراســِنِها خِــداما أُتِيـــحَ لهــا أُقَيْــدِرُ ذو حَشــِيفٍ إِذا ســامتْ علــى المَلَقـاتِ سـاما معنى أُتيح: قُدّر، والضمير في لها يعود على العُصْم. والأُقَيْدِرُ: أَراد به الصائد. والحَشيف: الثوب الخَلَقُ. وسامت: مَرَّتْ ومضت.والمُلَقات: جمع مَلَقَةٍ، وهي الصخرة الملساء. والأَوابد: الوحوش التي تأَبَّدَتْ أَي توحشت. والعُصْمُ: جمع أَعْصَمَ وعَصْماء: الوَعِلُ يكون بذراعيه بياض. والخِدَام: الخَلاخِيلُ، وأَراد الخطوطَ السُّودَ التي في يديه؛ وقال الشاعر: رأَوْكَ أُقَيْـــــــدِرَ حِنْزَقْـــــــرَةً وقيل: الأَقْدَر من الرجال القصير العنق. والقُدَارُ: الرَّبْعَةُ من الناس. أَبو عمرو: الأَقْدَرُ من الخَيل الذي إذا سار وقعت رجلاه مواقع يديه؛ قال رجل من الأَنصار، وقال ابن بري: هو عَدِيُّ بن خَرَشَةَ الخَطْمِيُّ: ويَكْشـــِفُ نَخْــوَةَ المُخْتــالِ عَنِّــي جُـــرَازٌ، كالعَقِيقَـــةِ، إِن لَقِيــتُ وأَقْـــدَرُ مُشــْرِفُ الصــَّهَوَاتِ ســاطٍ كُمَيْتٌــــ، لا أَحَــــقُّ ولا شــــَئِيتُ النخوة: الكبر. والمختال: ذو الخيلاء. والجراز: السيف الماضي في الضَّرِيبة؛ شبهه بالعقيقة من البرق في لَمَعانه. والصهوات: جمع صَهْوَة، وهو موضع اللِّبْدِ من ظهر الفرس. والشئيب: الذي يَقْصُرُ حافرا رجليه عن حافِرَي يديه بخلاف الأَقْدَرِ. والأَحَقُّ: الذي يُطَبِّقُ حافِرا رجليه حافِرَيْ يديه، وذكر أَبو عبيد أَن الأَحَقَّ الذي لا يَعْرَقُ، والشَّئيتُ العَثُور، وقيل: الأَقدر الذي يُجاوِزُ حافرا رجليه مَواقعَ حافِرَيْ يديه؛ ذكره أَبو عبيد، وقيل: الأَقْدَرُ الذي يضع رجليه حيث ينبغي.والقِدْرُ: معروفة أُنْثَى وتصغيرها قُدَيْرٌ، بلا هاء على غير قياس.الأَزهري: القِدْرُ مؤنثة عند جميع العرب، بلا هاء، فإِذا صغرت قلت لها قُدَيرة وقُدَيْر، بالهاء وغير الهاء، وأَما ما حكاه ثعلب من قول العرب ما رأَيت قِدْراً غلا أَسْرَعَ منها فإِنه ليس على تذكير القِدْرِ ولكنهم أَرادوا ما رأَيت شيئاً غلا؛ قال: ونظيره قول الله تعالى: لا يَحِلُّ لك النساء من بَعْدُ؛ قال: ذكر الفعل لأَن معناه معنى شيء، كأَنه قال: لا يحل لك شيء من النساء. قال ابن سيده: فأَما قراءة من قرأَ: فناداه الملائكة، فإِنما بناه على الواحد عندي كقول العرب ما رأَيت قِدْراً غلا أَسْرَعَ منها، ولا كقوله تعالى: لا يحل لك النساء من بعد، لأَن قوله تعالى: فناداه الملائكة، ليس بجحد فيكون شيء مُقَدَّر فيه كما قُدِّرَ في ما رأَيت قِدْراً غَلا أَسْرَعَ، وفي قوله: لا يحل لك النساء، وإِنما استعمل تقدير شيء في النفي دون الإِيجاب لأَن قولنا شيء عام لجميع المعلومات، وكذلك النفي في مثل هذا أَعم من الإِيجاب، أَلا ترى أَن قولك: ضربت كل رجل، كذب لا محالة وقولك: ما ضربت رجلاً قد يجوز أَن يكون صدقاً وكذباً، فعلى هذا ونحوه يوجد النفي أَعم من الإِيجاب، ومن النفي قوله تعالى: لن يَنالَ اللهَ لحومُها ولا دِماؤها، إِنما أَراد لن ينالَ اللهَ شيءٌ من لحومها ولا شيء من دمائها؛ وجَمْعُ القِدْرِ قُدورٌ، لا يُكَسَّرُ على غير ذلك.وقَدَرَ القِدْرَ يَقْدِرُها ويَقْدُرُها قَدْراً: طَبَخَها، واقْتَدَر أَيضاً بمعنى قَدَرَ مثل طَبَخَ واطَّبَخَ. ومَرَقٌ مَقْدُور وقَدِيرُ أَي مطبوخ. والقَدِيرُ: ما يطبخ في القِدْرِ، والاقتدارُ: الطَّبْخُ فيها، ويقال: أَتَقْتَدِرُون أَم تَشْتَوُون. الليث: القديرُ ما طُبِخَ من اللحم بتَوابِلَ، فإِن لم يكن ذا تَوابِلَ فهو طبيخ. واقْتَدَرَ القومُ: طَبَخوا في قِدْرٍ. والقُدارُ: الطَّبَّاخُ، وقيل: الجَزَّارُ، وقيل الجَزَّار هو الذي يلي جَزْرَ الجَزُور وطَبْخَها؛ قال مُهَلْهِلٌ: إِنَّــا لنَضــْرِبُ بالصــَّوارِم هامَهـا ضــَرْبَ القُــدارِ نَقِيعــةَ القُــدَّامِ القُدَّام: جمع قادم، وقيل هو المَلِكُ. وفي حديث عُمَيْر مولى آبي اللحم: أَمرني مولاي أَن أَقْدُرَ لحماً أَي أَطْبُخَ قِدْراً من لحم.والقُدارُ: الغلام الخفيف الروح الثَّقِفُ اللَّقِفُ. والقُدارُ: الحية، كل ذلك بتخفيف الدال. والقُدارُ: الثعبان العظيم.وفي الحديث: كان يَتَقَدَّرُ في مرضه أَين أَنا اليومَ؛ أَي يُقَدِّرُ أَيامَ أَزواجه في الدَّوْرِ علهن.والقَدَرةُ: القارورةُ الصغيرة.وقُدارُ بن سالِفٍ: الذي يقال له أَحْمَرُ ثمود عاقر ناقة صالح، عليه السلام؛ قال الأَزهري: وقالت العرب للجَزَّارِ قُدارٌ تشبيهاً به؛ ومنه قول مُهَلْهِل: ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدَّامِ اللحياني: يقال أَقمت عنده قَدْرَ أَن يفعل ذلك، قال: ولم أَسمعهم يطرحون أَن في المواقيت إِلا حرفاً حكاه هو والأَصمعي، وهو قولهم: ما قعدت عنده الاَّ رَيْثَ أَعْقِد شِسْعي. وقَيْدارٌ: اسم.
المعجم: لسان العرب قدر
المعنى: قدر . القَدَرُ، محرّكةً: القَضَاءُ المُوَفَّق، نَقله الأَزهرِيُّ عَن اللَّيْث، وَفِي المُحْكَم: القَدَرُ: القَضَاءُ والحُكْمُ، وَهُوَ مَا يُقَدِّرُه اللهُ عَزَّ وجَلَّ من القَضَاءِ ويَحْكُم بِهِ من الأُمورِ. والقَدَر أَيضاً: مَبْلعُ الشَّيْءِ. ويُضَمُّ، نَقله الصاغانيّ عَن الفرّاءِ، كالمِقْدَارِ، بالكَسْر. والقَدَر أَيضاً: الطَّاقَة، كالقَدْرِ، بفَتْح فسُكُون فِيهما، أَمّا فِي معنَى مَبْلَغِ الشَّيْءِ فقد نَقَلَه اللَّيْث، وَبِه فَسَّرَ قَولَه تَعالَى: ومَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِه. قَالَ: أَي مَا وَصَفوهُ حَقَّ صِفَتِه. وَقَالَ: والقَدْر والقَدَر هَا هُنَا: بِمَعْنى، وَهُوَ فِي الأَصْلِ مَصْدرٌ. وَقَالَ أَيضاً: والمِقْدَارُ: اسمُ القَدَرِ. وأَمّا فِي مَعْنَى الطَّاقَةِ فقَدْ نُقِلَ الوَجْهَانِ عَن الأَخْفَشِ ذَكرَه الصاغَانيّ، وذَكَرَه الأَزْهرِيّ عَنهُ وَعَن الفَرّاءِ. وبِهمَا قُرِئَ قولُه تَعَالَى: عَلَى المُوَسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى المُقْتِرِ قَدْرُهُ. قَالَ الأَزهريُّ: وأَخْبَرَنِي المُنْذِرِيّ عَن أَبي العَبّاس فِي قَوْله تعالَى: على المُقْتِر قَدَرُه. وقَدْرُه قَالَ: التَّثْقِيلُ أَعْلَى اللُّغَتَيْنِ وأَكْثَرُ، ولِذلك اخْتِير. قَالَ: واخْتَار الأَخْفَشُ التَّسْكِينَ قَالَ: وإِنَّمَا اخترنَا التَّثْقِيلَ لأَنّه اسمٌ. وَقَالَ الكسائيّ: يُقْرَأُ بالتَّخْفِيف وبالتَّثْقِيل، وكلٌّ صَوابٌ. قلتُ: وبالقدْرِ بمعنَى الحُكْمِ فُسِّرَ قولُه تعالَى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ. أَي الحُكْمِ، كَمَا قَالَ تعالَى: فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ، وأَنشد الأَخْفَشُ لهُدْبَةَ بنِ الخَشْرَمِ:) (أَلاَ يَا لَقَوْمِي للنَّوائبِ والقَدْرِ ... وللأَمْرِ يَأْتِي المَرْءَ مِنْ حَيْثُ لَا يَدْرِي) فقولُ المُصَنّف كالقَدْرِ فيهمَا مَحَلُّ نَظر، والصَّوابُ فِيهَا أَي فِي الثَّلاثَة، فتَأَمَّلْ. والقَدْرُ، بالمَعَاني السابِقَة، كالقَدَرِ فِيهَا، ج أَقْدَار، أَي جَمْعُهَا جَمِيعاً. وَقَالَ اللّحْيَانيّ: القَدَرُ الاسْمُ، والقَدْر المَصْدرُ. وأَنشد: (كُلُّ شيْءٍ حَتَّى أَخِيكَ مَتَاعُ ... وبِقَدْرٍ تَفَرُّقٌ واجتماعُ) وأَنْشَدَ فِي المَفْتُوح: (قَدَرٌ أَحَلَّكَ ذَا النُّخَيْلِ وَقد أَرَى ... وأَبِيكَ مالَكَ ذُو النُّخَيْلِ بِدَارش) قَالَ ابنُ سِيدَه: هَكَذَا أَنشدَهُ بالفَتْحِ، والوَزْنُ يَقْبَل الحَرَكَةَ والسُّكُونَ. والقَدَرِيَّةُ، مُحَرَّكَةً: جاحِدُو القَدَرِ، مُوَلَّدةٌ. وَقَالَ الأَزْهريّ: هم قومٌ يُنْسَبُونَ إِلى التَّكْذِيبِ بِمَا قَدَّر اللهُ من الأَشْيَاءِ. وَقَالَ بعضُ مُتَكَلِّمِيهم: لَا يَلْزَمُنَا هَذَا اللَّقَب، لأَنَّنَا نَنْفِي القَدَرَ عَن الله عزَّ وجلَّ، وَمن أَثْبَتَهُ فهُوَ أَوْلَى بهِ. قَالَ: وَهَذَا تَمْوِيهٌ مِنْهُم لأَنَّهُمْ يُثْبِتُونَ القَدَرَ لأَنْفُسِهم، ولِذلك سُمُّوا قَدَرِيَّةً. وقولُ أَهْلِ السُّنَّة إِنَّ عِلْمَ اللهِ عزَّ وجلَّ سَبَقَ فِي البَشَرِ، فَعَلِمَ كُفْرَ مَنْ كَفَرَ مِنْهُم كَمَا عَلِمَ إِيمانَ من آمَنَ، فأَثْبَتَ عِلْمَه السابقَ فِي الخَلْق وكَتَبَه، وكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ. ويُقَال: قَدَرَ اللهُ تعالَى ذَلِك عَلَيْه يَقْدُرُهُ، بالضَّمّ، ويَقْدِرُه، بالكَسْر، قَدْراً، بالتَّسْكِين، وقَدَراً، بالتَّحْرِيك، وقَدَّرَهُ عَلَيْهِ تَقْدِيراً، وقَدَّرَ لَهُ تَقْدِيراً: كُلُّ ذَلِك بمَعْنىً. قَالَ إِياسُ بنُ مالِك: (كِلاَ ثَقَلَيْنَا طامِعٌ بغَنِيمَة ... وقَدْ قَدَرَ الرَّحْمنُ مَا هُوَ قادِرُ) قولُه: مَا هُوَ قادِرُ، أَي مُقَدِّرٌ. وأَرادَ بالثَّقَلِ هُنَا النِّسَاءَ. واسْتَقْدَرَ اللهَ خَيْراً: سَأَلَهُ أَنْ يَقْدُرَ لَهُ بِهِ، من حَدِّ نَصَرَ، كَمَا فِي نُسَخَتِنَا. وَفِي بَعْضِها أَنْ يُقَدِّرَ لَهُ بِهِ بالتَّشْدِيد، وهما صَحِيحَان. قَالَ الشَّاعِر: (فاسْتَقْدِرِ اللهَ خَيْراً وارْضَيَنَّ بهِ ... فبَيْنَمَا العُسْرُ إِذ دَارَتْ مَياسِيرُ) وَفِي حَدِيث الاسْتِخاَرة: اللهُمَّ إِني أَسْتَقْدِرُك بقُدْرَتِك، أَي أَطْلُبُ مِنْك أَنْ تَجْعَلَ لي عَلَيْهِ قُدْرَةً. وقَدَرَ الرِّزْقَ يَقْدُرُه ويَقْدِرُه: قَسَمَهُ، قِيلَ: وَبِه سُمِّيَت لَيْلَةُ القَدْرِ لأَنَّهَا تُقَسَّم فِيهَا الأَرزاقُ. والقَدْرُ، بِفَتْح فسُكُون: الغِنَى واليَسَارُ، وهُمَا مَأْخُوذانِ مِن القُوَّة، لأَنَّ كُلاًّ مِنْهُمَا قُوّةٌ، كالقُدْرَةِ، بالضّمّ، والمَقْدِرَةِ، مثلثَة الدالِ، يُقَال: رَجُلٌ ذُو قُدْرَة ومَقْدِرَةٍ، أَي ذُو يَسَارٍ. وأَمَّا مِنَ القَضَاءِ والقَدَرِ فالمَقْدَرَةُ، بالفَتْح لَا غَيْرُ. قَالَ الهُذَليّ:) (وَمَا يَبْقَى على الأَيَّامِ شَيْءٌ ... فيا عَجَباً لمَقْدَرَةِ الكِتَابِ) والمِقْدَارُ والقَدْرُ: القُوَّة. وأَمّا القَدَارَةُ، بالفَتْح، والقَدَرُ، محرَّكةً، والقُدُورَةُ والقُدُورُ، بضَمِّهما، فمِنْ قَدِرَ، بالكَسْر، كالقُدْرَة، والقِدْرَانِ، بالكَسْر، وَفِي التَّهْذِيب بالتَّحْرِيك ضَبْطَ القَلَم، والقَدَارُ، بالفَتْح ذَكره الصاغانيّ، ويُكْسرُ، وَهَذِه عَن اللّحيانيّ، والاقْتِدار على الشَّيْءِ: القثدْرَةُ عَلَيه والفِعْلُ كَضَرَب، وَهِي اللُّغة المشهورةُ ونَصَرَ، نَقَلَهَا الكسائيُّ عَن قوم من العَرَبِ، وفَرِحَ، نقلهَا الصّاغَانيّ عَن ثَعْلَب، ونَسَبَها ابنُ القَطّاع لِبَنِي مُرَّةَ من غَطَفَانَ، واقْتَدَر. وهُوَ قادرٌ وقَديرٌ ومُقْتَدِرٌ. وأَقْدَرَه اللهُ تعالَى على كَذَا، أَي جَعَلَه قادِراً عَلَيْهِ. والاسْمُ من كُلِّ ذَلِك المَقْدِرَةُ، بِتَثْلِيث الدّال. والقَدْر: التَّضْيِيق، كالتَّقْدِير. والقَدْر: الطَّبْخُ. وفِعْلُهُمَا كضَرَبَ ونَصَر، يُقَال: قَدَرَ عَلَيْهِ الشَّيْءَ يَقْدِرُه ويَقْدُرُه قَدْراً وقَدَراً، وقَدَّرَه: ضَيَّقَه، عَن اللّحيانيّ. وتَرْكُ المُصَنِّف القَدَرَ بالتَّحْرِيك هُنَا قُصُورٌ. وقولُه تَعَالَى: فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ. أَي لَنْ نُضَيِّق عَلَيْهِ قَالَه الفَرّاءُ وأَبو الهَيْثَم. وَقَالَ الزَّجّاج: أَي لَنْ نُقدِّر عَلَيْهِ مَا قَدَّرنا من كوْنِه فِي بَطْنِ الحُوتِ. قَالَ: ونَقْدِرُ: بمعنَى نُقدِّر. قَالَ: وَقد جَاءَ هَذَا فِي التَّفْسِير. قَالَ الأَزْهريّ: وَهَذَا الَّذِي قالَهُ صحيحٌ، وَالْمعْنَى مَا قَدّرَهُ اللهُ عَلَيْه من التَّضْيِيقِ فِي بَطْنِ الحُوت وكُلُّ ذَلِك سائغٌ فِي اللُّغَة، وَالله أَعلم بِمَا أَراد. وأَمّا أَنْ يكونَ من القُدْرَة فَلَا يَجُوز، لأَنَّ من ظَنَّ هَذَا كَفَر، والظَنُّ شَكٌّ، والشَّكُّ فِي قُدْرَةِ الله تَعَالَى كُفْرٌ. وَقد عَصَمَ الله أَنْبِيَاءَه عَن ذَلِك، وَلَا يَتَأَوَّل مِثْلَه إِلاّ جاهلٌ بكلامِ العَرَب ولُغَاتهَا. قَالَ: ولَمْ يَدْرِ الأَخْفَشُ مَا مَعْنَى نَقْدِر، وذَهَب إِلى مَوضع القُدْرَة، إِلى مَعْنَى فظَنَّ أَن يَفُوتَنا، وَلم يَعْلَمْ كلامَ الْعَرَب حَتَّى قَالَ: إِنّ بعض المفسّرِين قَالَ: أَرادَ الاسْتِفْهَام: أَفَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه وَلَو عَلِمَ أَنّ معنَى نَقْدِر: نُضَيِّق، لم يَخْبِطْ هَذَا الخَبْطَ. قَالَ ولَمْ يَكُنْ عالِماً بِكَلَام العَرَب، وَكَانَ عالِماً بقياسِ النَّحْو. وَقَالَ: وقولُه تَعَالَى: وَمَنْ قُدِرَعَلَيْه رِزْقُهُ. أَي ضُيِّقَ. وَقَدَرَ عَلى عِيَالِه قَدْراً: مِثْل قَتَرَ. وقُدِرَ على الإِنْسَانِ رِزقُه: مثل قُتِرَ. وأَمّا القَدْرُ بمعنَى الطَّبْخِ الّذِي ذكرَهُ المُصَنّف فإِنّه يُقال: قَدَرَ القِدْرَ يَقْدُرَها ويَقْدِرُها قَدْراً: طَبَخَهَا. وَمِنْه حَدِيثُ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِى اللَّحْمِ: أَمَرِني مَوْلايَ أَنْ أَقْدُرَ لَحْماً أَي أَطْبُخَ قِدْراً من لَحْم. واقتْدَرَ: أَيضاً: بمَعْنَى قَدَرَ، مثلُ طَبَخَ واطَّبَخَ، وَقد تَرَكَه المصنّف هُنَا قُصوراً، ولَمْ يَذْكُرْهُ فِيمَا بَعْد، وَلِهَذَا لَوْ قَالَ: والقَدْرُ: التَّضْيِيقُ كالتَّقْدِيرِ، والقدْرُ: الطَّبْخُ كالاقْتِدار، لكانَ أَحْسَنَ. والقَدْرُ: التَّعْظِيمُ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِه. أَي مَا عَظَّمُوا الله حَقَّ تَعْظِيمِه. والقَدْرُ: تَدْبِيرُ الأَمْرِ، يُقَالُ: قَدَرَهُ يَقْدِرُه، بالكَسْرِ أَي) دَبَّرَه. والقَدْرُ: قياسُ الشَّيْءِ بالشَّيْءِ يُقَالُ: قَدَرَه بِهِ قَدْراً، وقَدَّرَهُ، إِذا قاسَهُ. ويُقَالُ أَيضاً: قَدَرْتُ لأَمْرِ كَذَا أَقْدِرُ لَهُ، بِهَذَا المَعْنَى. وَمِنْه حَدِيث عائشةَ رَضي الله عَنْهَا: فَاقْدِرُوا قَدْرَ الجَارِيَةِ الحَدِيثَةِ السِّنِّ المُشْتَهِيَة للنّظَر، أَي قَدِّرُوا وقايِسوا وانظُرُوه وأَفْكِرُوا فِيهِ. والقَدْرُ: الوَسَطُ من الرِّحالِ والسُّرُوجِ يُقَال: رَحْلٌ قَدْرٌ، وسَرْجٌ قَدْرٌ ذكره الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَساس. وزادَ فِي اللِّسَان: يُخَفَّف ويُثقَّل. وَفِي عبارَة المُصَنّف قُصُورٌ ظاهِرٌ. وَلم يذكر أَبو عُبَيْدَة فِي كِتَاب السَّرْجِ واللجَام إِلاَّ: سَرْجٌ قاتِرٌ، وَقد تقدّم، وكأَنّ الدالَ لُغَةٌ فِي التاءِ. وَفِي التَّهْذِيب: سَرْجٌ قادرٌ: قاترٌ، وَهُوَ الواقِي الَّذِي لَا يَعْقِرُ. وَقيل: هُوَ بَيْنَ الصَّغِيرِ والكَبير. والقَدْرُ: رَأْسُ الكَتِف. والقَدَرُ، بالتَّحْرِيك: قِصَرُ العُنقِ، قدِرَ، كفَرِحَ يَقْدَرُ قَدَراً فهُوَ أَقْدَرُ: قَصِيرُ العُنُقِ. وقِيل: الأَقْدَر: القَصِيرُ من الرِّجَالِ، وَبِه فُسِّر قولُ صخْرِ الغَيِّ يصفُ صائداً، ويَذْكُر وُعُولاً، وَقد وَرَدتْ لِتَشْرَبَ الماءَ: (أَرَى الأَيّامَ لَا تُبْقِى كَرِيماً ... وَلَا الوَحْشَ الأَوابِدَ والنَّعَامَا) (وَلَا عُصْماً أَوَابِدَ فِي صُخُورٍ ... كُسِينَ عَلَى فَرَاسِنِها خِدَامَا) (أُتِيحَ لَهَا أُقَيْدِرُ ذُو حَشِيفٍ ... إِذا سَامَتْ على المَلَقَاتِ سَامَا) العُصْمُ: الوُعولُ. والخِدَامُ: الخَلْخَالُ، وأَراد بِها الخُطُوطَ السُّودَ الَّتِي فِي يَدَيْه. والأُقَيْدِرُ: أَراد بِهِ الصائدَ. والحَشِيفُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ. وسامَتْ: مَرَّتْ ومَضَتْ. والمَلَقَاتُ: جمع مَلَقَة، وَهِي الصَّخْرَةُ المَلْسَاءُ. وَقَالَ أَبو عَمْرو: الأَقْدَرُ: فَرَسٌ إِذا سارَ وَقَعَتْ رِجْلاه مَواقِعَ يَدَيْهِ قَالَ عَدِيُّ بن خَرَشَةَ الخَطْمِيُّ: (وأَقْدَرُ مُشْرِفُ الصَّهَواتِ ساطٍ ... كُمَيْتٌ لَا أَحَقُّ وَلَا شَئِيتُ) وَقد قَدِرَتْ، بالكَسْر، أَو الأَقْدَر: هُوَ الَّذِي يَضعُ رِجْلَيْه، وَفِي بعض النّسخ: يَدَيْه وَهُوَ غلطٌ، حَيْثُ يَنْبَغِي، وَقَالَ أَبوعُبَيْد: الأَقْدَرُ: هُوَ الّذِي يُجَاوِزُ حافِرَا رِجْلَيْه مِواقِعَ حافِرَيْ يَدَيْه. والشَّئيت: خِلافُه. والأَحَقُّ: الَّذِي يُطَبِّق حافِرَا رِجْلَيْه حافِرَيْ يَدَيْهِ. والقِدْر، بالكَسْرِ: م، مَعْروفَةٌ أُنْثَى، بِلَا هاءٍ عِنْد جمِيع العَرَب، وتَصْغِيرُهَا قُدَيْرَةٌ، وقُدَيْرٌ، الأَخيرة على غَيْرِ قِيَاسٍ قَالَه الأَزهريّ أَو يُذَكَّر، ويَُؤَّنث. وَمن قَالَ بتَذْكِيْرِهَا غَرَّهُ قَوْلُ ثَعْلَب. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وأَمّا مَا حَكَاهُ ثَعْلَب من قَوْلِ العَرَب: مَا رَأَْيُت قِدْرَاً غَلاَ أَسْرَعَ مِنْهَا فإِنّه لَيْس على تَذْكِير القِدْر، ولكِنَّهم أَرادُوا: مَا رَأَيْتُ شَيْئاً غَلاَ. قَالَ: ونَظِيرُه قولُ الله تَعَالَى: لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ. قَالَ ذَكَّرَ) الفِعْلَ لأَنّ مَعْنَاه مَعْنَى شَيْءٍ، كأَنَّه قَالَ: لَا يَحِلُّ لَك شيْءٌ من النِّسَاءِ. ولابْنِ سِيدَه هُنَا فِي المُحْكم كلامٌ نَفِيسٌ، فراجِعْه. قلتُ: وعَلى قَوْلِ من قَالَ بالتَّذْكِير يُؤَوَّل قولُ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ الله عَنهُ، فِيْمَا يُرْوَى عَنهُ: غَلاَ قِدْرِي، عَلاَ قَدْرِي كَذَا أَوْرَدَه بعضُ أَئمّة التَّصْحِيف. ج قُدُورٌ، لَا يُكَسَّر على غَيْر ذَلِك. والقَدِيرُ والقادِرُ: مَا يُطْبَخُ فِي القِدْر، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخ. وَفِي اللّسَانِ: مَرَقٌ مَقْدُورٌ وقَدِيرٌ أَي مَطْبُوخ. والقَدِيرُ: مَا يُطْبَخُ فِي القِدْر. وَقَالَ اللَّيْث: القَدِيرُ: مَا طُبِخَ من اللَّحْمِ بتَوَابِلَ، فإِنْ لم يكن ذَا تَوابلَ فَهُوَ طَبِيخٌ. وَمَا رأَيتُ أَحَداً من الأَئمّة ذكرَ القادِرَ بِهَذَا المَعْنَى. ثمَّ إِنَّنِي تَنَبَّهْتُ بعدَ زَمان أَنَّه أَخَذَه من عِبَارَة الصاغانيّ: والقَدِيرُ: القَادِرُ فَوهِمَ، فإِنَّه إِنّمَا عَنَى بِهِ صِفَةَ اللهِ تعالَى لَا بمَعْنَى مَا يُطْبَخُ فِي القِدْر، فتَدَبَّر. ويُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ إِنّ الصّواب فِي عِبَارَته: والقَدِيرُ: القادِرُ، وَمَا يُطْبَخُ فِي القِدْرِ فيرْتَفِع الوَهَمُ حينئذٍ، ويكونُ تَوْسِيطُ الوَاوِ بَيْنَهُما من تَحْرِيفِ النُّسّاخ، فافْهَمْه. والقُدَارُ، كهُمَامٍ: الرَّبْعَةُ من الناسِ لَيْسَ بالطَّوِيلِ وَلَا بالقَصِيرِ. والقُدَارُ: الطَّبّاخُ، أَو هُوَ الجِزّارُ، على التَّشْبِيه بالطَّبّاخِ، وقِيلَ: الجَزّارُ هُوَ الَّذِي يَلِي جَزْرَ الجَزُورِ وطَبْخَها. قَالَ مُهَلْهِلٌ: (إِنَّا لَنَضْرِبُ بالصَّوارِمِ هَامَها ... ضَرْبَ القُدَارِ نَقِيعَةَ القُدّامِ) وَمن سَجَعاتِ الأَساس: ودَعَوْا بالقُدَارِ فَنَحرَ فاقْتَدَرُوا، وأَكَلُوا القَدِيرَ، أَي بالجَزّار وطَبَخُوا اللَّحْمَ فِي القِدْر وأَكَلُوه. والقُدَارُ الطابِخُ فِي القِدْر، كالمُقْتَدِرِ يُقَال: اقْتَدَرَ وقَدَرَ، مثل طَبَخَ واطَّبخَ، وَمِنْه قولُهُم: أَتَقْتَدِرُون أَم تَشْتَوُونَ. وقُدَارُ بنُ سالِفٍ الَّذِي يُقَالُ لَهُ أُحَيْمِرُ ثَمُودَ: عاقِرُ الناقَةِ ناقَةِ صالحٍ عَلَيْهِ السّلام. والقُدَار بنُ عَمْرِو بن ضُبَيْعَة رَئِيسُ رَبِيعَةَ، كَانَ يَلِي العِزَّ والشَّرَف فيهم. والقُدَارُ: الثُّعْبَانُ العَظِيمُ، وقِيلَ: الحَيَّة. وقَدَارٌ، كَسَحَابِ: ع، قَالَ امُرؤ القَيْس: (وَلَا مِثْلَ يَومٍ فِي قَدَارٍ ظَلِلْتُه ... كَأَنِّي وأَصْحَابِي بقُلَّةِ عَنْدَرَا) قَالَ الصاغانيّ: ورَوَى ابنُ حَبِيب وأَبو حاتِمٍ: فِي قَدَارَانَ ظَلْتُه وَقد تَقَدَّم فِي ع د ر. والمُقْتَدِرُ: الوَسَطُ من كُلِّ شَيْءٍ، هَذِه عبارةُ المُحْكَم. وَقَالَ غَيْرُه: وكُلُّ شيْءٍ مُقْتدِرٌ: فَهُوَ الوَسَطُ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه أَيضاً: ورَجُلٌ مُقْتَدِرُ الخَلْقِ، أَي وَسَطُه لَيْسَ بالطَّوْيِلِ والقَصِيرِ، وَكَذَلِكَ الوَعِلُ والظَّبْيُ وغيرُهما. وَفِي الأَساس: رَجُلٌ مُقْتَدِرُ الطُّول: رَبْعَةٌ. وبَنُو قَدْراءَ: المَيَاسِيرُ، أَي الأَغْنِيَاءُ، وَهُوَ كِنَايَةٌ. والقَدَرَةُ، بالتَّحْرِيك: القَارُورَةُ الصَّغِيرَةُ، نَقله الصاغانيّ. وقادَرْتُه مُقَادَرَةً: قايَسْتُه، وفَعَلْتُ مِثْلَ فِعْلِه، وَفِي الأَساس: قاوَيْتُه. وَفِي التَّهْذِيب: التَّقْدِيرُ، على وُجوه من المَعَانِي: أَحدُها:) التَّرْوِيَةُ والتَفْكِيرُ فِي تَسْوِيَةِ أَمرٍ وتَهْيِئَتِه، زادَ فِي البَصَائِر: بحَسَبِ نَظَرِ العَقْل وبناءِ الأَمْرِ عَلَيْهِ، وَذَلِكَ مَحْمُودٌ. ثمَّ قَالَ: والثّاني تَقْدِيرُه بعلاماتٍ يُقطَّعُه عَلَيْهَا. وَالثَّالِث: أَنْ تَنْوِيَ أَمراً بعَقْدِك، تقولُ: قَدَّرْتُ أَمرَ كَذَا وَكَذَا، أَي نَوَيْتُه وعَقَدْتُ عَلَيْهِ. وَذكر الصاغانيّ الأَوّلَ والثالِثَ، وأَما المصّنف فِي البصائر فذَكَر بعد الأَوّل مَا نَصُّه: والثانِي أَن يكونَ بحَسَبِ التَّهَيُّؤِ والشَّهْوَة. قَالَ: وَذَلِكَ مَذْمُومٌ، كَقَوْلِه تَعَالَى: فَكَّرَو وَقَدَّرَ، فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ وَقَالَ: إِنَّ كِلَيْهِمَا من الإِنْسَان. وَقَالَ أَيضاً: وأَمَّا تَقْدِيرُ اللهِ الأُمورَ فعَلَى نَوْعَيْن: أَحدُهما بالحُكْم مِنْهُ أَنْ يَكُونَ كَذَا أَو لَا يِكُون كَذَا، إِمَّا وُجُوباً وإِمّا إِمْكَاناً وعَلَى ذَلِك قولُه تَعَالَى: قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً. وَالثَّانِي بإِعْطَاءِ القُدْرَة عليهِ، وَمِنْه قولُه تعالَى: والَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى أَي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ مَا فِيْه مَصْلَحَةٌ، وهَداهُ لِما فِيهِ خَلاصٌ، إِمّا بالتَّسْخِير وإِمّا بالتَّعْلِيم، كَمَا قَالَ: أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى. وتَقَدَّر لَهُ الشيءُ: تَهَيَّأَ. وقَدَرَهُ وقدَّرَه: هَيَّأَه. وقولُه تعالَى: وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قدْرِهِ، قِيلَ: أَي مَا عَظَّمُوه حَقَّ تَعْظِيمِه، وَقَالَ اللَّيْث: مَا وَصَفُوه حَقَّ صِفَتِه. وَفِي البصائر: أَي مَا عَرضفُوا كُنْهَه، تَنْبِيهاً أَنْه كَيْفَ يُمْكِنُهم أَنْ يُدْرِكُوا كُنْهَه وَهَذَا وَصْفُه، وَهُوَ قَوْله: والأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ. ويُقًالُ: قَدَرْتُ الثَّوْبَ عَلَيْهِ قَدْراً، فانْقَدَرَ، أَي جاءَ على المِقْدَارِ. وَفِي الأَساسِ: تَقَدَّرَ الثَّوْبُ عَلَيْهِ: جاءَ على مِقْدَارِه. وَمن المَجَازِ: قولُهُم: بَيْنَنَا ونصُّ يَعْقُوبَ: بَيْنَ أَرضِك وأَرْضِ فلَان لَيْلَةٌ قادِرَةٌ، أَي هَيِّنَة، ونَصُّ يَعْقُوبَ والزَّمَخْشَرِيّ: لَيِّنَةُ السَّيْرِ لَا تَعَبَ فِيهَا، زادَ يعقُوبُ: مِثْل قاصِدَةٍ ورَافِهَة. وقَيْدَارُ: اسمٌ، قَالَ ابنُ دُرَيْد: فإِنْ كَانَ عَرَبِيّا فاليَاءُ زائدَة، وَهُوَ فَيْعَالٌ من القُدْرَة. والقَدْرَاءُ من الآذانِ: الّتي لَيْسَتْ بصَغِيرةٍ وَلَا كَبِيرةٍ، نَقله الصاغانيّ. وَقَالَ ابنُ القَطّاع قَدِرَت الأُذُنُ قَدَراً: حَسُنَتْ. ويُقَال كَمْ قَدَرَةُ نَخْلِك محرَّكَةً. ويُقَال أَيضاً: غُرِسَ نخْلُك على القَدَرَة، مُحَرّكةً أَيضاً، وَهِي ونَصُّ الصاغانِيّ: وهُوَ أَنْ يُغْرَسَ على حَدٍّ مَعْلُومٍ بَيْنَ كُلِّ نَخْلَتَيْن، هَذَا نَصّ الصاغانِيّ. وقَدَّرَه تَقْدِيراً: جَعلَهُ قَدَرِيّاً، نَقله الصاغانيّ عَن الفَرّاءِ، وَهِي مُوَلَّدَةٌ. ودَارٌ مُقادَرَةٌ، بِفَتْح الدَّال: ضَيِّقَةٌ، سُمّيَ بالمَصْدَر، من قادَرَ الرَّجُلَ. وَعَن شَمِرٍ: قَدَرْتُه أَقْدِرُه، من حَدِّ ضَرَب، قَدَارَةً، بالفَتْح: هَيَّأْتُ. وقَدَرْتُ: وَقَّتُّ، قَالَ الأَعْشى: (فاقْدِرْ بذَرْعِك بَيْنَنَا ... إِنْ كُنْتَ بَوّأْتَ القَدَارَهْ) بَوَّأْت: هَيَّأْت. وقَال أَبو عُبَيْدَةَ: اقْدِرْ بذَرْعِك بَيْنَنا، أَي أَبْصِرْ واعْرِفْ قَدْرَكَ. وَقَالَ لَبِيدٌ: (فقَدَرْتُ للوِرْدِ المُغَلِّس غُدْوَةً ... فَوَرَدْتُ قَبْلَ تَبَيُّنِ الأَلْوَانِ) ) وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: القَدِيرُ، والقَادِرُ: من صِفَاتِ الله عَزّ وجَلَّ، يكونَان من القُدْرَة، ويَكُونانِ من التَّقْدِير. قَالَ ابنُ الأَثِير: القَادِرُ: اسمُ فاعِل من قَدَرَ ويَقْدِرُ والقَدِيرُ فَعِيلٌ مِنْهُ، وَهُوَ للمُبَالَغَةِ، والمُقْتَدِر ُ مُفْتَعِلٌ من اقْتَدر، وَهُوَ أَبْلغُ. وَفِي البَصائر للمُصَنِّف: القَدِيرُ: هُوَ الفَاعِلُ لِمَا يَشَاءُ على قَدْرِ مَا تقضِى الحِكْمَة، لَا زَائِدا عَلَيْهِ وَلَا ناقِصاً عَنهُ، وَلذَلِك لَا يَصِحُّ أَنْ يُوصَفَ بِهِ إِلاَّ اللهُ تَعَالَى، والمُقْتَدِرُ يُقَارِبُه إِلاّ أَنَّهُ قد يُوصَفُ بِهِ البَشَرُ، ويكونُ مَعْنَاهُ المُتَكَلِّف والمُكْتَسِبُ للقُدْرَةِ، وَلَا أَحَدَ يُوصَفُ بالقُدْرَة من وَجْهٍ إِلاّ ويَصِحّ أَنْ يُوصَفَ بالعَجْر من وَجْهٍ، غَيْرَ أّنْ الله تعالَى، فهُوَ الَّذِي يَنْتَفِى عَنهُ العَجْزُ من كلّ وَجْهٍ، تعالَى شَأْنُه. وَفِي الأَساس: صانِعٌ مُقْتَدِرٌ: رَفِيقٌ بالعَمَل. قَالَ: (لَهَا جَبْهَةٌ كسَرَاةِ المِجَنِّ ... حَذَّقَة الصانِعُ المُقْتَدِرْ) والأُمورُ تَجْرِي بقَدَرِ اللهِ ومِقْدَارِه وتَقْدِيرِه وأَقْدَارِه ومَقَادِيرِه. وفَرَسٌ بَعِيدُ القَدْرِ: بَعِيدُ الخَطْوِ. قَالَ: (ببَعِيدٍ قَدْرُهُ ذِي جُبَبٍ ... سَبِطِ السُّنْبُكِ فِي رُسْغٍ عَجُرْ) وَهُوَ مَجاز: والقَدْرُ: الشَّرَف، والعَظَمةُ، والتَّزِيينُ، وتَحْسِينُ الصُّورَة. وَبِه فُسِّر قولُه تعالَى: فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ القادِرُونَ أَي صَوّرْنَا فنِعْمَ المُصَوِّرُونَ. قَالَ الفَرّاءُ: قَرَأَهَا عليُّ كرَّمَ الله وَجْهَه فقَدَّرْنا بالتَّشْدِيد، وخَفَّفها عاصِمٌّ. قَالَ: وَلَا يَبْعُدُ أَنْ يكونَ المعنَى فِي التَّخْفِيفِ والتَّشْدِيدِ وَاحِداً، لأَنَّ العَرَب تقولُ: قُدِّرَ عَلَيْهِ وقُدِرَ عَلَيْه. واحتجَّ الَّذِين خَفَّفُوا فَقَالُوا: لَو كانَتْ كَذَلِك لَقَالَ: فنِعْمَ المُقَدِّرُون. وَقد تَجْمَع العربُ بَيْنَ اللُّغَتَيْن، قَالَ الله تَعَالَى: فَمَهِّلِ الكافرِين أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً. والتَّقْدِيرُ: الجَعْلُ والصُّنْع، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ. أَي جعلَ لَهُ، وَكَذَا قولُه تَعَالَى وقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا. والتَّقْدِيرُ أَيضاً: العِلْمُ والحِكْمَة، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: واللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ والنَّهَارَ أَي يَعْلَم كَذَا فِي البصائر. قلتُ: وَمِنْه أَيضاً قولُه تعالَى: قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الغَابِرِينَ، قَالَ الزَّجَّاج: المَعْنَى عَلِمْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الغابِرين. وَقيل: دَبَّرْنَا. وقَدَّرْتُ عَلَيْهِ الشَّيْءَ: وَصَفْتُه. ورَوَى أَبو تُرَاب عَن شُجَاع غُلامٌ قُدُرٌّ، كعُتُلٍّ: وَهُوَ التامُّ الشديدُ المُكْتَنِزُ. واقْتَدَرَ الشيءَ: جَعَلَه قَدْراً. وَمن أَمثالِهم المَقْدرَةُ تُذْهِبُ الحَفِيظة. ومِقْدَارُ كلّ شيْءٍ: مِقْيَاسُه، كالقَدْرِ والتَّقْدِير. وَقَالَ شَمِرٌ: قَدَرْتُ: مَلكْتُ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: قَدَّرْتُ أَمْرَ كَذَا وَكَذَا تَقْدِيراً: نَوَيْتُه وعَقَدْتُ عَلَيْه. والقَدَرُ، بالتَّحْرِيك: المَوْعِدُ. وقَدَرَ الشَّيْءَ: دَنَا لَهُ، قَالَ لَبِيدٌ:) (قُلْتُ هَجِّدْنا فَقَدْ طالَ السُّرَى ... وقَدَرْنَا إِنْ خَنَى اللَّيْلِ غَفَلْ) قَالَ الكسائيّ: قَدَرْتُ الشَّيءَ فأَنَا أَقْدِرُه، لم أَسْمَعْه إِلاّ مَكْسُوراً. وقولُه: وَمَا قَدَروا الله حَقَّ قَدْرِه خفيفٌ، وَلَو ثُقِّلَ كانَ صَوَاباً. وَقَوله: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقدَر مُثَقَّلٌ. وقولُه: فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا. مُثقَّل، وَلَو خُفِّف كَانَ صَواباً. وَقَالَ ابنُ القَطّاع: وقَدَرَ الشَيْءَ: جعله بقَدَرٍ، وقَدَرَ الإِنْسَانُ الشَّيْءَ: حَزَرَه لِيَعْرِف مَبْلَغَه كَذَا فِي التَّهْذيب لَهُ. والمِقْدَارُ: الهِنْدازُ والمَوْت وَقَالُوا: إِذا بَلَغَ العَبْدُ المِقْدَارَ ماتَ. وأَنشد اللَّيْث: (لَو كَانَ خَلْفَكَ أَو أَمَامَكَ هائِباً ... بَشَراً سِوَاكَ لَهَابَكَ المِقْدَارُ) يَعنِي المَوْتَ. وجَمْعُ المِقْدَارِ المَقَادِيرُ. وسَرْجٌ قادِرٌ: قاتِرٌ. والقُدَارُ، كغُرَاب: الغُلام الخَفِيفُ الرُّوحِ الثَّقِفُ اللَّقِفُ. وَفِي الحَدِيث: كانَ يَتَقَدَّرُ فِي مَرَضِه: أَينَ أَنا اليَوْمَ: أَي يُقَدِّر أَيامَ أَزْوَاجِه فِي الدَّوْرِ عليهنّ. وَقَالَ اللّحْيَانيّ: يُقَال: أَقَمْت عندَه قَدْرَ أَنْ يَفْعَل ذَلِك. قَالَ: وَلم أَسْمَعْهُمْ يَطْرَحُون أَنْ فِي المَوَاقِيت إِلا حَرْفاً حَكَاهُ هُوَ الأَصمعيّ، وَهُوَ قَوْلهم: مَا قَعَدْت عندَه إِلا رَيْثَ أَعْقِدُ شِسْعِى. وَفِي الحَدِيث: فإِنْ غُمَّ عليكُمْ فاقْدُرُوا لَهُ. وَفِي حَدِيث آخر: فأَكْمِلُوا العِدَّة قولُه فاقْدُرُوا لَهُ، أَيْ قَدِّرُوا لَهُ عَدَدَ الشَّهْرِ حتَى تُكْمِلُوه ثَلاثِينَ يَوْماً، واللَّفْظَانِ وإنِ اخْتَلَفَا يَرْجِعَانِ إِلى مَعْنَىً واحِد. ولابْنِ سُرَيْج هُنَا تَفْصِيلٌ حَسنٌ، ذكرَه الأَزْهَرِيُّ فِي التَّهْذِيب، والصَّاغَانيّ فِي التكملة، فراجِعْهما. وعبدُ اللهِ بنُ عُثْمانَ بنِ قُدَيرَة، كجُهَيْنَةَ: سَمِعَ من أَبي البَدْرِ الكَرْخِيِّ، وأَخُوه يُوسُفُ سَمِعَ من سَعِيدِ بنِ البَنّاءِ، وَمَاتَا مَعاً سنة. وبَيْتُ القُدَارى، بالضَّمّ: قَرْيَةٌ باليَمَنْ. وَمِنْهَا فِي المتأَخِّرِين سَعِيدُ ابنُ عَطّافِ بنِ قحليل القدارىّ، سَمِع الحديثَ عَن عبد الرَّحْمن بن حُسَيْنٍ النَّزِيلِيّ وَغَيره، وتُوُفِّيَ بهَا سنة. وقَدُّورَةُ، كسَفُّودَةَ: لَقَبُ أَبي عُثْمَانَ سَعِيدِ بنِ إِبرَاهِيمَ التُّونُسِيّ الجَزَائريّ الإِمَام مُسْنِد المَغْرِبِ، رَوَى بتلِمْسَانَ عَن المُسْنِدِ المُعَمَّر أَبي عُثْمَانَ سَعِيدِ بنِ أَحْمَد المُقْرِيّ التِّلِمْسَانِيّ، وجالَ فِي البِلاد إِلى أَنْ أَلقَى عَصَا التَّسْيارِ بثَغْر الجَزَائِرِ، وَبهَا تُوُفِّىَ سنة وَقد تَرْجَمَه تلمِيذُه الإِمامُ أَبو مَهْدِىّ عِيسَى الثَّعَالِبِيّ فِي مَقَالِيد الأَسَانِيد. وقَدَارَانُ بالفَتْح: مَوْضِعٌ فِي شعر امرئِ القَيْس، على رِوَايَة ابنِ حَبِيب وأَبِي حَاتِم، كَمَا تقدّمت الإِشَارَةُ إِليه. وابنُ قِدْرَانَ، بالكَسْرِ: رجلٌ أَظنّه من جُذَامَ، إِلَيْه نُسِبَت الكُبَيْشَة القِدْرَانِيّة، إِحْدَى الأَفْرَاسِ المَخْبُورَةِ المَشْهُورَةِ بِالشّأْم. ومِقْدَارُ بنُ مُخْتَارٍ المَطَامِيريّ، لَهُ دِيوَانُ شِعْر.
المعجم: تاج العروس