المعجم العربي الجامع
اِسْتَعْرَبَ
المعنى: جذ.: (عرب) | (ف: سدا. لازم). اِسْتَعْرَبْتُ، أَسْتَعْرِبُ، اِسْتَعْرِبْ، (مص. اِسْتِعْرَابٌ). 1. "اِسْتَعْرَبَ الأَجْنَبِيُّ": صارَ دَخيلًا فِي العَرَبِ. 2. "اِسْتَعْرَبَ الفَرَنْسِيُّ": عُنِيَ بِبَحْثِ ودِراسَةِ عُلُومِ العَرَبَ وَفُنونِهِمْ وَلُغَتِهِمْ.
المعجم: معجم الغني اِستَعْرَبَ
المعنى: اسْتِعرابًا: صارَ عَرَبِيًّا دَخِيلًا، صارَ دَخِيلًا في العَرَبِ. اخْتَصَّ بِدراسَةِ عُلومِهِمْ وآدابِهِمْ وتَقاليدِهِمْ وتاريخِهِمْ. [عرب]
المعجم: القاموس استعربَ يستعرب، استعرابًا، فهو مُستعرِب
المعنى: • استعرب الشَّخصُ: 1- جعل نفسَه من العَرب. 2- صار دخيلاً بين العرب.
المعجم: معجم اللغة العربية المعاصرة اِسْتِعْرَابٌ
المعنى: جذ.: (عرب) | (مص. اِسْتَعْرَبَ). "الاِسْتِعرابُ": اِهْتِمامُ الأروبيِّينَ بِثَقافَةِ العَرَبِ وَآدابِهِمْ وَتاريخِهِم وَحَضارَتِهْمْ وَلُغَتِهِمْ.
المعجم: معجم الغني مُسْتَعْرِبٌ
المعنى: جذ.: (عرب) | (فا. مِن اِسْتَعْرَبَ). 1. "صَارَ مُسْتَعْرِبًا": الأَجْنَبِيُّ الَّذِي تَعَلَّمَ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ وَآدَابَهَا. 2. "هَذَا الكِتَابُ مِنْ تَأْلِيفِ الْمُسْتَعْرِبِ فُلَان": أَيِ العَالِمُ الْمُخْتَصُّ بِآدَابِ العَرَبِ وَعُلُومِهِمْ وَثَقَافَتِهِمْ وَتَارِيخِهِمْ.
صيغة الجمع: ون، ـات
المعجم: معجم الغني نبط
المعنى: هو من النبط والنبيط والأنباط، وهو نبطيّ ونباطيّ وأنباطي. وقال خالد بن الوليد لعبد المسيح بن بقيلة: أعربٌ أنتم أم نبيطٌ فقال: عرب استنبطنا ونبيط استعربنا. ومنه قول أبي العلاء المعرّي: أيــن امـرؤ القيـس والعـذارى إذ مــال مــن تحتــه الغـبيط اســتنبط العـرب فـي المـوامي بعـــدك واســـتعرب النّـــبيط وعالج الجرح يعلك الأنباط وهو الكاماي المذاب يجعل لازوقاً للجراح. وكيف نبط بئركم: ماؤها المستنبط، ونبط الماء من البئر نبوطاً، وأنبطوه واستنبطوه. وفرس أنبط: أبيض البطن. قال ذو الرمة: كمثل الحصان الأنبط البطن كلّما تمايـل عنـه الجلّ فاللون أشقر ومن المجاز: فلانٌ لا ينال نبطه: لمن يوصف بالعزّ. قال كعب الغنويّ: قريــب ثــراه لا ينــال عـدوه لـه نبطـاً آبـى الهـوان قطـوب ويقال في الوعيد: لأبثن ما في جونتك ولأنبطنّ نبطك. واستنبط معنًى حسناً ورأياً صائباً لعلمه الذين يستنبطونه منهم. واستنبطت من فلان خبراً.
المعجم: أساس البلاغة عَرِبَ
المعنى: ـَ عَرَباً: فصح بعد لُكنة. وـ المعِدَةُ: فسدت. وفي الحديث: (أنَّ رجُلاً أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: (إنَّ ابن أخيّ عَرِب بطنه. فقال: اسقِهِ عَسَلاً). ويقال: عَرِب فلان: اتَّخم. وـ الجُرحُ: تورَّم وتقيَّح. وـ بقي أثره بعد البرء. وـ المرأةُ: تحببت إلى زوجها. وـ الماءُ: صفا. فهو عَرَب، وعَرِب. وـ النهرُ ونحوه: كثر ماؤه. فهو عارب.؛(عَرُبَ) ـُ عُرُوباً، وعُرُوبة، وعَرَابة، وعُرُوبيَّة: فصُح. ويقال: عَرُب لسانُه.؛(أعْرَبَ) فلانٌ: كان فصيحاً في العربية وإن لم يكن من العرب. وـ الكلامَ: بيَّنَه. وـ أتى به وَفْقَ قواعد النحو. وـ طبَّق عليه قواعد النحو. وـ بمراده: أفصح به ولم يوارب. وـ عن حاجته: أبان. وـ الاسم الأعجميّ: نطق به على منهاج العَرَب. وـ في البَيْع: أعطى العُرْبون. وفي حديث عمر: (أنَّ عامله بمكة اشترى داراً للسِّجن بأربعة آلاف، وأعربوا فيها أربعمائة).؛(عَرَّبَ) المشتري: أعطى العُرْبون. وـ عن صاحبه: تكلَّم عنه واحتج. ويقال: عرَّبَ عنه لسانه: أبان وأفصَح. وـ الكلام: أوضحه. وـ فلاناً: علَّمه العربية. وـ الاسم الأعجميّ: أعربه. وـ منطقَه: هذَّبَه من اللحن. وـ فلاناً: قبَّح كلامه وردَّ عليه. ويقال: عرَّبَ عليه: قبَّح عليه كلامه.؛(تَعَرَّبَ): تشبَّه بالعَرَب. وـ أقام بالبادية وصار أعرابيًّا. وكان يقال: تعرَّب فلان بعد الهجرة. وـ المرأةُ لزوجها: تحببت إليه.؛(اسْتَعْرَبَ): صار دخيلاً في العرب وجعل نفسه منهم.؛(الأعْراب) من العرب: سكان البادية خاصَّة يتتبَّعون مساقط الغيْث ومنابت الكلأ، الواحد: أعرابيّ.؛(الإعْرَاب): تغيير يلحق أواخر الكلمات العربية من رفع ونصب وجر وجزم، على ما هو مبين في قواعد النحو.؛(التَّعْرِيب): صبغ الكلمة بصبغة عربيَّة عند نقلها بلفظها الأجنبي إلى اللغة العربية.؛(العَارِبَة): عرب عاربة: صُرحاء خُلَّص. وـ قبائل بادت ودرست آثارهم، كعاد وثمود وطسْم وجديس، وهم العرب البائدة.؛(العِرَاب): خيل عِراب: خلاف البراذين. وإبل عِرَاب: خلاف البخاتيّ: الواحد عربيّ.؛(العَرَب): أمة من الناس ساميّة الأصل، كان منشؤها شبه جزيرة العرب. (ج) أعْرُب. والنسب إليه عَرَبيّ. يقال: لسان عربيّ، ولغة عربية.؛(العُرْب): العَرَب.؛(العَرْباء): عَرَب عَرْباء: صُرحاء خُلَّص.؛(العَرَبانيّ): من يتكلَّم بالعربيَّة وليس عربيًّا.؛(العَرَبَة): النَّهْر الشديد الجري. وـ النَّفس. وـ واحدة العَرَبات، وهي سُفُن رواكد كانت في دِجْلَة. وـ مركبة ذات عجلتين أو أربع، يجرها حمار أو حصان: تنقل عليها الأشياء. (مو).؛(العُرْبُون): ما يُعجَّل من الثمن على أن يحسب منه إن مضى البيع، وإلاَّ استحقَّ للبائع. (مع).؛(العَرَبين) (في مادة الأحياء): مادة تستخرج من الصَّمْغ العربيّ. (مج).؛(العَرُوب): المرأة المتحببة إلى زوجها. (ج) عُرُب. وفي التنزيل العزيز: {فجعلناهنّ أبكاراً عُرُباً أتراباً}.؛(العَرُوبَة): العَرُوب. ويوم العَرُوبة: يوم الجمعة في الجاهلية.؛(العُرُوبة): اسم يراد به خصائص الجنس العربيّ ومزاياه.؛(العُرُوبيَّة): العُرُوبة.؛(العَرِيب): يقال: ما بالدار عريب: ما بالدار أحد.؛(المُتَعَرِّبَة) من العرب: بنو قحطان بن عابر، الذين نطقوا بلسان العاربة وسكنوا ديارهم.؛(المُسْتَعْرِبَة) من العرب: أولاد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
المعجم: الوسيط عرب
المعنى: العرب والعرب: جيل من الناس معروف، خلاف العجم، وهما واحد، مثل العجم والعجم، مؤنث، وتصغيره بغير هاء نادر. الجوهري: العريب تصغير العرب، قال أبو الهندي، واسمه عبد المؤمن ابن عبد القدوس: فأمـــــــــا البهــــــــط وحيتــــــــانكم فمـــــا زلــــت فيهــــا كــــثير الســــقم وقـــــد نلـــــت منهـــــا كمــــا نلتــــم فلـــــــم أر فيهــــــا كضــــــب هــــــرم ومــــا فــــي الــــبيوض كــــبيض الـــدجاج وبيــــــض الجــــــراد شـــــفاء القـــــرم ومكن الضباب طعام العري_ب لا تشتهيه نفوس العجم صغرهم تعظيما، كما قال: أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب.والعرب العاربة: هم الخلص منهم، وأخذ من لفظه فأكد به، كقولك ليل لائل، تقول: عرب عاربة وعرباء: صرحاء. ومتعربة ومستعربة: دخلاء ليسو بخلص. والعربي منسوب إلى العرب، وإن لمم يكن بدويا.والأعرابي: البدوي، وهم الأعراب، والأعايب: جمع الأعرب. وجاء في الشعر الفصيح الأعاريب، وقيل: ليس الأعراب جمعا لعرب، كما كان الأنباط جمعا لنبط، إنما العرب اسم جنس. والنسب إلى الأعراب: أعرابي، قال سيبويه: إنما قيل في النسب إلى الأعراب أعرابي، لأنه لا واحد له على هذا المعنى. ألا ترى أنك تقول العرب، فلا يكون على هذا المعنى؟ فهذا يقويه. وعربي: بين العروبة والعروبية، وهما من المصادر التي لا أفعال لها. وحكى الأزهري: رجل عربي إذا كان نسبه في العرب ثابتا، وإن لم يكن فصيحا، وجمعه العرب، كما يقال: رجل مجوسي ويهودي، والجمع، بحذف ياء النسبة، اليهود والمجوس. ورجل معرب إذا كان فصيحا، وإن كان عجمي النسب. ورجل أعرابي، بالألف، إذا كان بدويا، صاحب نجعة وانتواء وارتياد للكلإ، وتتبع لمساقط الغيث، وسواء كان من العرب أو من مواليهم. ويجمع الأعرابي على الأعرب والأعاريب.والأعرابي إذا قيل له: يا عربي! فرح بذلك وهش له. والعربي إذا قيل له: يا أعرابي! غضب له. فمن نزل البادية، أو جاور البادين وظغن بظعنهم، وانتوى بانتوائهم: فهم أعراب، ومن نزل بلاد الريف واستوطن المدن والقرى العربية وغيرها ممن ينتمي إلى العرب: فهم عرب، وإن لم يكونوا فصحاء. وقول الله، عز وجل: قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا، ولكن قولوا أسلمنا. فهؤلاء قوم من بوادي العرب قدموا على النبي، صلى الله عليه وسلم، المدينة، طمعا في الصدقات، لا رغبة في الإسلام، فسماهم الله تعالى الأعراب، ومثلهم الذين ذكرهم الله في سورة التوبة، فقال: الأعراب أشد كفرا ونفاقا، الآية. قال الأزهري: والذي لا يفرق بين العرب والأعراب والعربي والأعرابي، ربما تحامل على العرب بما يتأوله في هذه الآية، وهو لا يميز بين العرب والأعراب. ولا يجوز أن يقال للمهاجرين والأنصار أعراب، إنما هم عرب لأنهم استوطنوا القرى العربية، وسكنوا المدن، سواء منهم الناشئ بالبدو ثم استوطن القرى، والناشئ بمكة ثم هاجر إلى المدينة، فإن لحقت طائفة منهم بأهل البدو بعد هجرتهم، واقتنوا نعما، ورعوا مساقط الغيث بعدما كانوا حاضرة أو مهاجرة، قيل: قد تعربوا أي صاروا أعرابا، بعدما كانوا عربا. وفي الحديث: تمثل في خطبته مهاجر ليس بأعرابي، جعل المهاجر ضد الأعرابي. قال: والأعراب ساكنو البادية من العرب الذين لا يقيمون في الأمصار، ولا يدخلونها إلا لحاجة. والعرب: هذا الجيل، لا واحد له من لفظه، وسواء أقام بالبادية والمدن، والنسبة إليهما أعرابي وعربي. وفي الحديث: ثلاث من الكبائر، منها التعرب بعد الهجرة: هو أن يعود إلى البادية ويقيم مع الأعراب، بعد أن كان مهاجرا. وكان من رجع بعد الهجرة إلى موضعه م غير عذر، يعدونه كالمرتد. ومنه حديث اب الأكوع: لما قتل عثمان خرج إلى الربذة وأقام بها، ثم إنه دخل على الحجاج يوما، فقال له: يا ابن الأكوع ارتددت على عقبك وتعربت، قال: ويروى بالزاي، وسنذكره في موضعه. قال: والعرب أهل الأمصار، والأعراب منهم سكان البادية خاصة. وتعرب أي تشبه بالعرب، وتعرب بعد هجرته أي صار أعرابيا.والعربية: هي هذه اللغة.واختلف الناس في العرب لم سموا عربا فقال بعضهم: أول من أنطق الله لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان، وهو أبو اليمن كلهم، وهم العرب العاربة، ونشأ اسمعيل بن ابراهيم، عليهما السلام، معهم فتكلم بلسانهم، فهو وأولاده: العرب المستعربة، وقيل: إن أولاد اسمعيل نشؤوا بعربة، وهي من تهامة، فنسبوا إلى بلدهم. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: خمسة أنبياء من العرب، وهم: محمد، واسمعيل، وشعيب، وصالح، وهود، صلوات الله عليهم. وهذا يدل على أن لسان العرب قديم. وهؤلاء الأنبياء كلهم كانوا يسكنون بلاد العرب، فكان شعيب وقومه بأرض مدين، وكان صالح وقومه بأرض ثمود ينزلون بناحية الحجر، وكان هود وقومه عاد ينزلون الأحقاف من رمال اليمن، وكانوا أهل عمد، وكان اسمعيل بن ابراهيم والنبي المصطفى محمد، صلى الله عليهم وسلم، من سكان الحرم. وكل من سكن بلاد العرب وجزيرتها، ونطق بلسان أهلها، فهم عرب يمنهم ومعدهم. قال الأزهري: والأقرب عندي أنهم سموا عربا باسم بلدهم العربات. وقال اسحق بن الفرج: عربة باحة العرب، وباحة دار أبي الفصاحة، اسمعيل بن ابراهيم، عليهما السلام، وفيها يقول قائلهم: وعربــــــة أرض مـــــا يحـــــل حرامهـــــا مـــــن النـــــاس إلا اللــــوذعي الحلاحــــل يعني النبي، صلى الله عليه وسلم، أحلت له مكة ساعة من نهار، ثم هي حرام إلى يوم القيامة. قال: واضطر الشاعر إلى تسكين الراء من عربة، فسكنها، وأنشد قول الآخر: ورجــــــت باحــــــة العربـــــات رجـــــال ترقــــــرق فـــــي مناكبهـــــا الـــــدماء قال: أقامت قريش بعربة فتنخت بها، وانتشر سائر العرب في جزيرتها، فنسبوا كلهم إلى عربة، لأن أباهم اسمعيل، صلى الله عليه وسلم، بها نشأ، وربل أولاده فيها، فكثروا، فلما لم تحتملهم البلاد، انتشروا وأقامت قريش بها.وروي عن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، أنه قال: قريش هم أوسط العرب في العرب دارا، وأحسنه جوارا، وأعربه ألسنة. وقال قتاده: كانت قريش تجتبي، أي تختار، أفضل لغات العرب، حتى صار أفضل لغاتها لغتها، فنزل القرآن بها. قال الأزهري: وجعل الله، عز وجل، القرآن المنزل على النبي المرسل محمد، صلى الله عليه وسلم، عربيا، لأنه نسبه إلى العرب الذي أنزلهم بلسانهم، وهم النبي والمهاجرون والأنصار الذي صيغة لسانهم لغة العرب، في باديتها وقراها، العربية، وجعل النبي، صلى الله عليه وسلم، عربيا لأنه منن صريح العرب، ولو أن قوما من الأعراب الذين يسكنون البادية حضروا القرى العربية وغيرها، وتناءوا معهم فيها، سموا عربا ولم يسموا أعرابا.وتقول: رجل عربي اللسان إذا كان فصيحا، وقال الليث: يجوز أن يقال رجل عرباني اللسان. قال: والعرب المستعربة هم الذين دخلوا فيهم بعد، فاستعربوا. قال الأزهري: المستعربة عندي قوم من العجم دخلوا في العرب، فتكلموا بلسانهم، وحكوا هيئاتهم، وليسوا بصرحاء فيهم. وقال الليث: تعربوا مثل استعربوا.قال الأزهري: ويكون التعرب أن يرجع إلى البادية، بعدم كان مقيما بالحضر، فيلحق بالأعراب. ويكون التعرب المقام بالبادية، ومنه قول الشاعر: تعــــــــرب آبــــــــائي فهلا وقــــــــاهم مـــــــن المـــــــوت رملا عالـــــــج وزرود يقول: أقام آبائي بالبادية، ولم يحضروا القرى. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: الثيب تعرب عن نفسها أي تفصح. وفي حديث آخر: الثيب يعرب عنها لسانها، والبكر تستأمر في نفسها. وقال أبو عبيد: هذا الحرف جاء في الحديث يعرب، بالتخفيف. قال الفراء: إنما هو يعرب، بالتشديد. يقال: عربت عن القوم إذا تكلمت عنهم، واحتججت لهم، وقيل: إن أعرب بمعنى عرب.وقال الأزهري: الإعراب والتعريب معناهما واحد، وهو الإبانة، يقال: أعرب عنه لسانه وعرب أي أبان وأفصح. وأعرب عن الرجل: بين عنه. وعرب عنه: تلكم بحجته. وحكى ابن الأثير عن ابن قتيبة: الصواب يعرب عنها، بالتخفيف. وإنما سمي الإعراب إعرابا، لتبيينه وإيضاحه، قال: وكلا القولين لغتان متساويتان، بمعنى الإبانة والإيضاح. ومنه الحديث الآخر: فإنما كان يعرب عما في قلبه لسانه. ومنه حديث التيمي: كانوا يستحبون أن يلقنوا الصبي، حين يعرب، أن يقول: لا إله إلا الله، سبع مرات أي حين نطق ويتكلم. وفي حديث السقيفة: أعربهم أحسابا أي أبينهم وأوضحهم. ويقال: أعرب عما في ضميرك أي أبن. ومن هذا يقال للرجل الذي أفصح بالكلام: أعرب. وقال أبو زيد الأنصاري: يقال أعرب الأعجمي إعراب، وتعرب تعربا،ن واستعرب استعرابا: كل ذلك للأغتم دون الصبي. قال: وأفصح الصبي في منطقه إذا فهمت ما يقول أول ما يتكلم. وأفصح الأغتم افصاحا مثله. ويقال للعربي: أفصح لي أي أبن لي كلامك. وأعرب الكلام، وأعرب به: بينه، أنشد أبو زياد: وإنــــي لأكنــــي عــــن قــــذور بغيرهــــا وأعــــــرب أحيانـــــا بهـــــا فأصـــــارح وعربه: كأعربه. وأعرب بحجته أي أفصح بها ولم يتق أحدا، قال الكميت: وجـــــدنا لكـــــم فــــي آل حــــم آيــــة تأولهـــــــا منــــــا تقــــــي معــــــرب هكذا أنشده سيبويه كمكلم. وأورد الأزهري هذا البيت "تقي ومعرب" وقال: تقي يتوقى طهاره، حذر أن يناله مكروه من أعدائكم، معرب أي مفصح بالحق لا يتوقاهم. وقال الجوهري: معرب مفصح بالتفصيل، وتقي كت عنه للتقية. قال الأزهري: والخطاب في لبني هاشم، حين ظهروا على بني أمية، والآية له عز وجل: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا مودة في القربى.عرب منطقه أي هذبه من اللحن. ولإعراب هو النحو، إنما هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ. وأعرب كلامه إذا لم يلحن في الإعراب. ويقال: غربت له الكلام تعريبا، وأعربت له إعرابا إذا بينته له حتى لا يكون فيه حضرمة. وعرب الرجل يعرب عربا وعروبا، عن ثعلب وعروبة وعرابة وعروبية، كفصح. وعرب إذا فصح بعد لكنة في لسانه. ورجل عريب معرب. وعربه: علمه العربية. وفي حديث الحسن أنه قال له البتي: ما تقول في رجل رعف في الصلاة؟ فقال الحسن: إن هذا يعرب الناس، وهو يقول رعف، أي يعلمهم العربية ويلحن، إنما هو رعف وتعريب الاسم الأعجمي: أن تتفوه به العرب على منهاجها، تقول: عربته العرب، وأعربته أيضا، وأعرب الأغتم، وعرب لسانه، بالضم، عروبة أي صار عربيا، وتعرب واستعرب أفصح: قال الشاعر: مــــاذا لقينـــا مـــن المســـتعربين ومـــن قيــــاس نحــــوهم هـــذا الـــذي ابتـــدعوا وأعرب الرجل أي ولد له ولد عربي اللون. وفي الحديث: لا تنقشوا في خواتمكم عربيا أي لا تنقشوا فيها محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لأنه كان نقش خاتم النبي، صلى الله عليها وسلم. ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: لا تنقشوا في خواتمكم العربية، وكان ابن عمر يكره أن ينقش في الخاتم القرآن.وعربية الفرس: عتقه وسلامته من الهجنة.وأعرب: صهل، فعرف عتقه بصهيله. والإعراب: معرفتك بالفرس العربي من الهجين، إذا صهل. وخيل عراب معربة، قال الكسائي: والمعرب من الخيل: الذي ليس فيه عرق هجين، والأنثى معربة، وإبل عراب كذلك، وقد قالوا: خيل أعرب، وإبل أعرب، قال: مــــــا كــــــان إلا طلــــــق الإهمــــــاد وكرنـــــــــا بــــــــالأعرب الجيــــــــاد حــــــتى تحــــــاجزن عــــــن الــــــرواد تحـــــــاجز الــــــري ولــــــم تكــــــاد حول الإخبار إلى المخاطبة، ولو أراد الإخبار فاتزن له، لقال: ولم تكد. وفي حديث سطيح: تقود خيلا عرابا أي عربية منسوبة إلى العرب. وفرقوا بين الخيل والناس، فقالوا في الناس: عرب وأعراب، وفي الخيل: عراب. والإبل العراب، والخيل العراب، خلاف البخاتي والبراذين. وأعرب الرجل: ملك خيلا عرابا، أو إبلا عرابا، أو اكتسبها، فهو معرب، قال الجعدي: ويصـــــهل فـــــي مثــــل جــــوف الطــــوي صــــــــــهيلا تـــــــــبين للمعـــــــــرب يقول: إذا سمع صهيله من له خيل عراب، عرف أنه عربي.والتعريب: أن يتخذ فرسا عربيا. ورجل معرب: معه فرس عربي. وفرس معرب: خلصت عربيته. وعرب الفرس: بزغه، وذلك أن تنسف أسفل حافره، ومعناه أنه قد بان بذلك ما كان خفيا من أمره، لظهوره إلى مرآة العين، بعدما كان مستورا، وبذلك تعرف حاله أصلب هو أم رخو، وصحيح هو أم سقيم. قال الأزهري: والتعريب، تعريب الفرس، وهو أن يكوى على أشاعر حافره، في مواضع، ثم يبزغ بمبزغ بزغا رفيقا، لا يؤثر في عصبه، ليشتد أشعره.وعرب الدابة: بزغها على أشاعرها، ثم كواها.والإعراب والتعريب: الفحش. والتعريب، والإعراب، والإعرابة، والعرابة، بالفتح والكسر: ما فتح من الكلام. وأعرب الرجل: تكلم بالفحش. وقال ابن عباس في قوله تعالى: فلا رفث ولا فسوق، هو العرابة في كلام العرب. قال: والعرابة كأنه اسم موضوع من التعريب، وهو ما قبح من الكلام. يقال منه: عربت وأعربت. ومنه حديث عطاء: أنه كره الإعراب للمحرم، وهو الإفحاش في القول، والرفث. ويقال أراد به الايضاح والتصريح بالهجر من الكلام. وفي حديث ابن الزبير: لا تحل العرابة للمحرم. وفي الحديث: أن رجلا من المشركين كان يسب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رجل من المسلمين: والله لتكفن عن شتمه، أو لأرحلنك بسيفي هذا، فلم يزدد إلا استعرابا، فحمل عليه فضربه، وتعاوى عليه المشركون فقتلوه. الاستعراب: الإفحاش في القول. وقال رؤبة يصف نساء: جمعن العفاف عند الغرباء، والإعراب عند الأزواج، وهو ما يستفحش من ألفاظ النكاح والجماع، فقال: والعــــــرب فــــــي عفافـــــة وإعـــــراب وهذا كقولهم:خير النساء المتبذلة لزوجها، الخفرة في قومها.وعرب عليه: قبح قوله وفعله، وغيره عليه ورده عليه. والإعراب كالتعريب. والإعراب ردك الرجل عن القبيح. وعرب عليه: منعه. وأما حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: مالكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس، أن لا تعربوا عليه، فليس من التعريب الذي جاء في الخبر، وإنما هو من قولك: عربت على الرجل قوله إذا قبحته عليه. وقال الأصمعي وأبو زيد في قوله: أن لا تعربوا عليه، معناه أن لا تفسدوا عليه كلامه وتقبحوه، ومنه قول أوس بن حجر: ومثــــل ابــــن عثــــم إن ذحـــول تـــذكرت وقتلـــــى تيـــــاس عــــن صــــلاح تعــــرب ويروى: يعرب، يعني أن هؤلاء الذين قتلوا منا، ولم نثئر بهم، ولم نقتل الثأر، إذا ذكر دماؤهم أفسدت المصالحة ومنعتنا عنها. والصلاح: المصالحة.ابن الأعرابي: التعريب التبيين والايضاح في قوله: الثيب تعرب عن نفسها، أي ما يمنعكم أن تصرحوا له بالانكار، والرد عليه، ولا تستأثروا. قال: والتعريب المنع والانكار، في قوله أن لا تعربوا أي لا تمنعوا. وكذلك قوله عن صلاح تعرب أي تمنع. وقيل: الفحش والتقبيح، من عرب الجرح إذا فسد، ومنه الحديث: أن رجلا أتاه فقال: إن ابن أخي عرب بطنه أي فسد، فقال: اسقه عسلا. وقال شمر: التعريب أن يتكلم الرجل بالكلمة، فيفحش فيها، أو يخطئ، فيقول له الآخر: ليس كذا، ولكنه كذا للذي هو أصوب. وأراد معنى حديث عمر أن لا تعربوا عليه. قال: والتعريب مثل الإعراب م الفحش في الكلام. وفي حديث بعضهم: ما أوتي أحد من معاربة النساء ما أوتيته أنا، كأنه أراد أسباب الجماع ومقدماته.وعرب الرجل عربا، فهو عرب: اتخم. وعربت معدته، بالكسر، عربا: فسدت، وقيل: فسدت مما يحمل عليها، مثل ذزبت ذربا، فهي عربة وذربة. وعرب الجرح عربا، وحبط حبطا: بقي فيه أثر بعد البرء، ونكس وغفر. وعرب السنام عربا إذا ورم وتقيح. والتعريب: تمريض العرب، وهو الذرب المعدة، قال الأزهري: ويحتمل أن يكون التعريب على من يقول بلسانه المنكر من هذا، لأننه يفسد عليه كلامه، كما فسدت معدته. قال أبو زيد الأنصاري: فعلت كذا وكذا، فلما عرب علي أحد أي ما غير علي أحد.والعرابة والإعراب: النكاح، وقيل: التعريض به. والعربة والعروب: كلتاهما المرأة الضحاكة، وقيل: هي المتحببة إلى زوجها، المظهرة له ذلك، وبذلك فسر قوله، عزوجل: عربا أترابا، وقيل: هي العاشقة له. وفي حديث عائشة: فاقدروا قدر الجارية العربة، قال ابن الأثير: هي الحريصة على اللهو، فأما العرب: فجمع عروب، وهي المرأة الحسناء المتحببة إلى زوجها، وقيل: العرب الغنجات، وقيل: المغتلمات، وقيل: العواشق، وقيل: هي الشكلات، بلغة أهل مكة، والمغنوجات، بلغة أهل المدينة.والعروة: مثل العروب في صفة النساء. وقال اللحياني: هي العاشق الغلمة، وهي العروب أيضا. ابن الأعرابي قال: العروب المطيعة لزوجها، المتحببة إليه. قال: والعروب أيضا العاصية لزوجها، الخائنة بفرجها، الفاسدة في نفسها، وأنشد: فمــــا خلــــف مــــن أم عمــــران ســــلفع مــــن الســــود ورهــــاء العنـــان عـــروب قال ابن سيده: وأنشد ثعلب هذا البيت، ولم يفسره، قال: وعندي أن عروب في هذا البيت الضحاكة، وهم يعيبون النساء بالضحك الكثير. وجمع العربة: عربات، وجمع العروب: عرب، قال: أعــــدي بهـــا العربـــات البـــدن العـــرب وتعربت المرأة للرجل: تغزلت وأعرب الرجل: تزوج امرأة عروباوالعرب النشاط والأرن.وعرب عرابة: نشط، قال: كـــــــل طمـــــــر غـــــــذوان عربــــــه ويروى: عدوان. وماء عرب: كثير.والتعريب: الإكثار من شرب العرب، وهو الكثير من الماء الصافي.ونهر عرب: غمر. وبئر عربة: كثيرة الماء، والفعل من كل ذلك عرب عربا، فهو عارب وعاربة.والعربة، بالتحريك: النهر الشديد الجري، والعربة أيضا: النفس، قال ابن ميادة: لمــــا أتيتــــك أرجــــو فضــــل نـــائلكم نفحتنــــي نفحــــة طــــابت لهـــا العـــرب والعربات: سفن رواكد، كانت في دجلة، واحدتها، كل لفظ ماتقدم، عربة.والتعريبك قطع سعف النخل، وهوالتشذيب. ولعر: يبيس البهمي خاصة، وقيل: يبيس كل بقل، الواحدة عربة، وقيل: عرب البهمى شوكها.والعربي: شعير أبيض، وسنبله حرفان عريض، وحبه كبار، أكبر من شعيرالعراق، وهو أجود الشعير. وما بالدار عريب ومعرب أي أحد، الذكر والأنثى فيه سواء، ولا يقال في غير النفي. وأعرب سقي القوم إذا كان مرة غبا، ورمة خمسا، ثم قام على وجه واحد.ابن الأعرابي: العراب الذي يعمل العرابات، واحدتها عرابة، وهي شمل ضروع الغنم. عرب الرجل إذا غرق في الدنيا.والعربان والعربون والعربون: كله ما عقد به البيعة من الثمن، أعجمي أعرب.قال الفراء: أعربت إعرابا، وعربت تعريبا إذا أعطيت العربان. وروي عن عطاء أنه كان ينهى عن الإعراب في البيع. قال شمر: الإعراب في البيع أن يقول الرجل للرجل: إن لم آخذ هذا البيع بكذا، فلك كذا وكذا من مالي.وفي الحديث أنه نهى عن بيع العربان، هو أن يشتري السلعة، ويدفع إلى صاحبها شيئا على أنه إن أمضى البيع حسب من الثمن، وإن لم يمض البيع كان لصاحب السلعة، ولم يرتجعه المشتري.يقال: أعرب في كذا، وعرب، وعربن وهو عربان، وعربون، وعربون، وقيل: سمي بذلك، لأنه فيه إعرابا لعقد البيع أي إصلاحا وإزالة فساد لئلا يملكه غيره باشترائه، وهو بيع باطل عند الفقهاء، لما فيه من الشرط والغرر، وأجازه أحمد، وروي عن ابن عمر إجازته. قال ابن الأثير: وحديث النهي منقطع. وفي حديث عمر: أن عامله بمكة اشترى دارا للسجن بأربعة آلاف، وأعربوا فيها أربعمائة أي أسلفوا، وهو من العربان. وفي حديث عطاء: أنه كان ينهى عن الإعراب في البيع.ويقال: ألقى فلان عربونه، إذا أحدث.وعروبة والعروبة: كلتاهما الجمعة. وفي الصحاح: يوم العروبة، بالإضافة، وهو من أسمائهم القديمة، قال: أؤمــــــــل أن أعيــــــــش وأن يـــــــومي بــــــــأول أو بــــــــأهون أو جبـــــــار أو التــــــالي دبـــــار فـــــإن أفتـــــه فمــــــــؤنس أو عروبـــــــة أو شـــــــيار أراد: فبمؤنس، وترك صرفه على اللغة العادية القديمة. وإن شئت جعلته على لغة من رأى ترك صرف ما ينصرف، ألا ترى أن بعضهم قد وجه قول الشاعر: ......... وممــــــــــــن ولـــــــــــدوا: عـــــــامر ذو الطـــــــول وذو العـــــــرض على ذلك. قال أبو موسى الحامض: قلت لأبي العباس: هذا الشعر موضوع. قال: لم؟ قلت: لأن مؤنسا، وجبارا، ودبارا، وشيارا تنصرف، وقد ترك صرفها. فقال: هذا جائز في الكلام، فكيف في الشعر؟ وفي حديث الجمعة: كانت تسمى عروبة، هو اسم قديم لها، وكأنه ليس بعربي. يقال: يوم عروبة، ويوم العروبة، والأفصح أن لا يدخلها الألف واللام. قال السهيلي في الروض الأنف: كعب بن لؤي جد سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أول من جمع يوم العروبة، ولم تسم العروبة، إلا مذ جاء الإسلام، وهو أول من سماها الجمعة، فكانت قريش تجتمع إليه في هذا اليوم، فيخطبهم ويذكرهم بمبعث النبي، صلى الله عليه وسلم، ويعلمهم أنه من ولده، ويأمرهم باتباعه والإيمان به، وينشد في هذا أبياتا، منها: يــــا ليتنــــي شــــاهد فحــــواء دعـــوته إذا قريـــــش تبغـــــي الخلـــــق خــــذلانا قال ابن الأثير: وعروبا اسم السماء السابعة. العبرب: السماق.. وقدر عربربية وعربية أي سماقية، وفي حديث الحجاج، قال لطباخه: اتخذ لنا عبربية وأكثر فيجنها. العبرب: السماق، والفيجن: السذاب.والعراب: حمل الخزم، وهو شجر يفتل من لحائه الحبال، الواحدة عرابة، تأكله القرود، وربما أكله الناس في المجاعة.والعربات: طريق في جبل بطريق مصر.وعريب: حي من اليمن.وابن العروبة: رجل معروف. وفي الصحاح: ابن أبي العروبة، بالألف واللام.ويعرب: اسم.وعرابة: بالفتح: اسم رجل من الأنصار من الأوس، قال الشماخ: إذا مــــــا رايــــــة رفعــــــت لمجـــــد تلقاهــــــــا عرابــــــــة بــــــــاليمين
المعجم: لسان العرب عرب
المعنى: عرب : (العُرْبُ بالضَّمِّ) كقُفْل (وبالتَّحْرِيكِ) كجَبَلٍ: جِيلٌ من النَّاسِ مَعْرُوف (خِلَافُ العَجَم) ، وهما وَاحِد مثلُ العُجْم والعَجَم (مُؤَنَّثٌ) ، وتَصْغِيرُه بِغَيْر هَاءٍ نَادِرٌ. قَالَ أَبُو الهِنْدِيّ واسمُه عَبْدُ المُؤْمِن بْنُ عَبْدِ القُدُّوسِ: وَمَكَنُ الضِّبَابِ طَعَامُ العُرَيْ بِ لَا تَشْتَهِيه نفوسُ العَجَمْ صغَّرهم تَعْظِيماً، كَمَا قَالَ: أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّك وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ (وَهُمْ سُكَّانُ الأَمْصَار أَو عَامٌّ) كَمَا فِي التَّهْذِيب. (والأَعْرَابُ مِنْهم) أَي بالفَتْح هم (سُكَّانُ البَادِيَة) خَاصَّة، والنِّسبَةُ إِلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ؛ لأَنَّه (لَا وَاحِدَ لَهُ) كَمَا فِي الصَّحَاح، وَهُوَ نَصُّ كَلَامِ سِيْبَوَيْهِ. والأَعْرَابيُّ: البَدَوِيّ، وهم الأَعْرَابُ. (ويُجْمَعُ) على (أَعَارِيبَ) ، وَقد جَاءَ فِي الشِّعْر الفَصِيحِ، وقِيل: لَيْسَ الأَعْرَابُ جمعا لعَرَب كَمَا كَانَ الأَنباطُ جمعا لنَبَسطٍ وإِنَّما العَرَبُ اسمُ جنس. (و) العَرَبُ العَارِبَة هم الخُلَّص مِنْهُم، وأُخِذَ من لَفْظِه فأُكِّد بِهِ كَقَوْلك ليلٌ لَائِلٌ. تَقُول: (عَرَبٌ عَارِبَةٌ وعَرْبَاءُ وعَرِبَةٌ) ، الأَخِيرُ كَفَرِحَةٍ، أَي (صُرَحَاءُ) ، جمعُ صَرِيحٍ وَهُوَ الخَالِص (و) عَرَبٌ (مُتَعَرِّبَةٌ ومُسْتَعْرِبَةٌ: دُخَلَاءُ) ليسُوا بخُلَّصِ. قَالَ أَبُو الخَطَّابِ بْنُ دِحْيَةَ المعروفُ بِذِي النَّسَبَيْنِ: العربُ أَقْسَامَ: الأَوَّلُ: عَارِبَة وعَربَاءُ وهم الخُّلَّصُ، وهم تسْع قَبَائِل من وَلَد إرمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوح، وَهِي عَادٌ وثمودُ وأُميم وعَبِيل وطَسْم وجَدِيس وعِمْلِيق وجُرْهُم وَوَبار، وَمِنْهُم تَعَلَّم إِسماعِيلُ عَليه السَّلَام العربيةَ. والقِسْمُ الثَّانِي المُتَعَرِّبَة؛ وهم بَنُو إِسْمَاعِيل. وَلَدُ مَعَدّ بْنِ عَدْنَان بْنِ أُدَد. وَقَالَ ابْن دُرَيْد فِي الجَمْهَرَة: الْعَرَب العَارِبَة سبعُ قَبَائِل: عَادٌ، وثَمُودُ، وعِمْلِيق، وطَسْم، وجَدِيس، وأُميم، وجَاسِم. وَقد انْقَضَى الأَكْثَرُ إِلّا بقايا مُتَفَرّقِين فِي القَبَائِل. انظُر فِي تَاريخ ابْنِ كَثِير والمُزْهِرِ. (وَعَرَبِيُّ بَيِّنُ العُرُوبَةِ والعُرُوبِيَّة) بِضَمِّهما، وهُمَا من المَصَادر الّتِي لَا أَفْعَالَ لَهَا، وَحكى الأَزْهَرِيّ: رجلٌ عَرَبِيٌّ إِذَا كَانَ نسبُه فِي العَرَب ثَابتاً وإِن لم يَكُن فَصِيحاً، وَجمعه العَرَبُ، أَي بحَذْفِ اليَاء. ورجُلٌ مُعْرِبٌ إِذَا كَانَ فَصِيحاً وإِن كَانَ عَجَمِيَّ النَّسبِ. ورجلٌ أَعْرَابِيٌّ بالأَلف إِذَا كَانَ بَدَوِيًّا صاحِبَ نُجْعَةٍ وانْتِوَاءٍ وارتِيَادٍ لِلْكَلَإِ وتَتَبّعِ مَسَاقِطِ الغَيثِ، وسَواءٌ كَانَ من العَرَبِ أَو مِن مَوَالِيهِم، ويُجْمَعُ الأَعْرَابِيُّ على الأَعْرَابِ والأَعَارِيب. والأَعْرَابِيُّ إِذا قِيلَ لَهُ يَا عَرَبِيُّ فَرِح بذلِك وهَشَ. والعَرَبِيُّ إِذَا قيل لَهُ يَا أَعْرَابِيُّ غَضِبَ. فمَنْ نزل البادِيَةَ أَو جَاورَ البادِين فظَعَن بظَعْنِهم وانْتَوَى بانْتِوائِهم فَهُمْ أَعرابٌ، ومَنْ نَزَل بِلَاد الرِّيفِ واستَوطَن المُدُن والقُرَى العَرَبِيَّةَ وغيرَها مِمَّا يَنْتَمِي إِلَى العَرَب فهم عَرَبٌ وإنْ لم يَكُونُوا فُصَحَاء. وقولُ الله عَزَّ وَجَلّ: {قَالَتِ الاْعْرَابُ ءامَنَّا} (الحجرات: 14) هَؤُلَاء قَوْمٌ مِن بَوَادِي العَرَب قَدِمُوا على النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم المدينةَ طَمَعا فِي الصَّدَقَات لَا رغبَةً فِي الإِسْلَام فسَمَّاهم اللهُ الأَعْرابَ فَقَالَ: {الاْعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا} (التَّوْبَة: 97) الْآيَة. قَالَ الأَزْهَرِيّ: والذِي لَا يُفَرِّق بَين العَرَب والأَعْرَاب والعَرَبِيِّ والأَعْرَابِيّ رُبَّما تَحَامَلَ عَلَى العَرَب بِمَا يَتَأَوَّلُه فِي هَذِه الآيَة وَهُوَ لَا يُمَيِّز بَيْنَ العَرَب والأَعْرَابِ، وَلَا يَجُوزُ أَن يُقَال للمُهَاجِرِين والأَنْصَارِ أَعْرابٌ إِنما هم عَرَبٌ لأَنَّهم استَوْطَنُوا القُرَى العَرَبِيَّة وسَكَنُوا المُدُنَ سواءٌ مِنْهُم النَّاشِي بمَكَّة ثمَّ هَاجَرَ إِلى المَدِينَة. فإِنْ لَحِقَت طائِفَةٌ مِنْهُم بأهْله البَدْوِ بَعْدَ هِجْرَتِهم واقْتَنَوْا نَعَماً وَرَعوْا مَسَاقِطَ الغَيْثِ بعد مَا كَانُوا حَاضِرَةً أَو مُهَاجِرَةً، قِيلَ: قَدْ تَعَرَّبُوا، أَي صَارُوا أَعراباً بَعْدَ مَا كَانُوا عَرَباً. وَفِي الحَدِيث. (تَمَثَّلَ فِي خُطْبَتِهِ مُهَاجِرٌ لَيْسَ بأَعْرَابِيّ) جَعَلَ المُهَاجِرَ ضِدَّ الأَعْرَابِيّ. قَالَ والأَعْرَابُ سَاكِنو البادِيَة من العَرَب الّذِينَ لَا يُقِيمُونَ فِي الأَمْصَار وَلَا يَدْخُلُونها إِلا لِحَاجَة. وَقَالَ أَيْضاً: المُسْتَعْرِبَةُ عِنْدِي: قَوْمٌ مِن العَجَم دلُوا فِي العَرَب فتَكَلَّموا بِلِسَانهم وَحَكَوْا هَيْآتِهِم ولَيْسُوا بصُرَحَاءَ فِيهِم. وَتَعرَّبوا مِثْل اسْتَعْرَبُوا. (والعَرَبِيُّ: شَعِيرٌ أَبيضُ وسُنْبُلُه حَرْفَانِ) ، عَرِيضٌ، وحَبّه كِبَارٌ أَكبرُ من شَعير العِرَاقِ، وَهُوَ أَجودُ الشَّعِير. (والأَعْرَابُ) بالكَسْر: (الإِبَانَةُ والإِفْصَاحُ عَن الشَّيء) . وَمِنْه الحَدِيثُ (الثّيِّبُ تُعْرِبُ عَن نَفْسِهَا) أَي تُفْصِح. وَفِي رِوَايةٍ مُشَدَّدَة، والأَوْلُ حَكَاه ابنُ الأَثِير عَن ابْن قُتَيْبَة على الصَّوَاب، وَيُقَال للعَرَبِيّ: أَعْرِبْ لي أَي أَبِنْ لي كلامَكَ. وأَعْربَ الكَلَامَ وأَعرَب بِهِ: بَيَّنَه. أَنشد أَبُو زِيَاد: وَإِنِّي لأَكْنِي عَنْ قَذُورَ بِغَيْرِهَا وأُعْرِبُ أَحْيَاناً بِهَا فأُصَارِحُ وأَعْربَ بحُجَّتِه، أَي أَفْصَح بِهَا وَلم يَتَّقِ أَحَداً. والإِعْرَابُ الَّذِي هُوَ النَّحْوُ إِنَّمَا هُو الإِبَانَةُ عَن المعَانِي والأَلْفَاظ. وأَعْرَبَ الأَغتمُ وَعَرُبَ لِسَانُه بالضَّمِّ عُرُوبَةً، أَي صَارَ عَرَبِيًّا. وتَعَرَّب واسْتَعْرَبَ: أَفْصَحَ. قَالَ الشَّاعر: مَاذَا لَقِينَا مِنَ المُسْتَعْرِبِين ومِنْ قِيَاسِ نَحْوِهِمُ هَذَا الَّذِي ابْتدَعُوا وَفِي حَدِيث السَّقِيفَة (أَعْرَبهُم أَحْسَاباً) أَي أَبينُهم وأَوضَحُهم. ويقَال: أَعْرِب عَمَّا فِي ضَمِيرِك، أَي أَبِنْ. ومِنْ هَذَا يُقَال للرَّجُل إِذَا أَفصحَ بالْكلَام: أَعْرَبَ. وقالَ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: يُقَال: أَعرَبَ الأَعْجَمِيُّ إِعراباً، وتَعَرَّب تَعرُّباً، واستعربَ استِعْرَاباً، كُلُّ ذَلِكَ للأَغتمِ دُونَ الفَصِيح. قَالَ: وأَفصحَ الصَّبِيُّ فِي مَنْطِقِهِ إِذَا فهمتَ مَا يَقُولُ أَولَ مَا يَتَكَلَّم، وأَفصحَ الأَغُتَمُ إِفْصاحاً، مِثْلُه. (و) الإِعْرَابُ: (إِجْرَاءُ الفَرَسِ) وإِحْضَاره. يُقَال: أَعرَبَ عَلَى فَرَسِه إِذَا أَجْرَاه، عَن الفَرَّاء (و) الإِعْرَابُ: (مَعْرِفَتُكَ بالفَرَسِ العَرَبِيِّ مِنَ الهَجِينِ إِذَا صَهَلَ، و) هُوَ أَيضاً (أَنْ يَصْهَلَ فيُعْرَفَ) بصَهِيلِهِ عَربِيَّتُه وَهُوَ (عِتْقُه) ، بالكَسْر ويُضَمّ، أَي أَصالته (وسَلَامَتُه مِنَ الهُجْنَةِ، و) يُقَال: هَذِهِ خَيْلٌ عِرَابٌ) ، بالكسْر، وَفِي حَدِيث سَطِيح (تَقُود خَيْلا عِرَاباً) أَي عَربِيَّة منْسُوبَة إِلى العَرَب. وفَرَّقُوا بَيْنَ الخَيْل والنَّاسِ فَقَالُوا فِي النَّاسِ: عَرَبٌ وأَعْرَابٌ. وَفِي الخَيْلِ: عِرَابٌ (و) قد قَالُوا (أَعْرُبٌ) أَي كأَنْجُمَ قَالَ: مَا كَانَ إِلّا طَلَقُ الإِهْمادِ وَكَرُّنا بالأَعرُبِ الجِيَادِ حتَّى تحاجَزْن عَنِ الرُّوَّاد تَحاجُزَ الرِّيِّ وَلم تَكادِي (و) قَالَ الكِسَائِيّ: والمُعْرِبُ من الخيْل: الذِي ليسَ فيهِ عرْقٌ هَجِين والأُنْثَى (مُعْرِبَة. و) يُقَال: (إبِلٌ عِرَابٌ) . وأعرُبٌ. والإِبِل العِرَابُ والخَيْلُ العِرَابُ خِلَافُ البَخَاتِيِّ والبَرَاذِين. وأَعْرَبَ الرَّجُلُ: مَلَك خَيْلاً عِرَاباً أَو إبِلا عِرَاباً أَوْ اكْتَسَبَها، فَهُوَ مُعْرِب قَال الجَعْدِيّ: ويَصْهَلُ فِي مِثْل جَوْفِ الطَّوِيّ صَهِيلاً تَبَيَّن للمُعْرِبِ يَقُول: إِذَا سَمِعَ صَهِيلَه مَنْ لَهُ خَيْلٌ عِرَابٌ عَرَف أَنَّه عَرَبِيّ. وَرجل مُعْرِبٌ: مَعَه فَرَسٌ عَرَبِيٌّ وفرسٌ مُعْرِبٌ: خَلَصَت عَرَبِيَّتُه. (و) الأَعْرَابُ: (أَنْ لَا تَلْحَنَ فِي الكَلَامِ) . وأَعْرَب كلَامَه إِذَ لَمْ يَلْحَن فِي الإِعْرَاب. والرجلُ إِذا أَفْصَح فِي الكَلَام يُقَال لَهُ: قَد أَعْرَبَ. وأَعْرَبَ عَن الرَّجُلِ: بَيَّن عَنهُ. وأَعْرَب عَنْه، أَي تَكَلَّم بحُجَّتِه. (و) الإِعْرَابُ: (أَنْ يُولَدَ لَكَ ولدٌ عَرَبِيٌّ اللَّوْنِ) . (و) الإِعْرَابُ: (الفُحْشُ) . وأَعْربَ الرجلُ: تَكَلَّم بالفُحْشِ. وَفِي حَدِيث عَطَاء (أَنَّه كَرِهَ الإِعْرَابَ للمُحْرِم) هُو الإِفحاشُ فِي القَوْلِ والرَّفَثُ. ويقَال: أَرادَ بِهِ الإِيضاحَ والتَصريحَ بالهُجْر (وقَبِيح الكَلَامِ كالتَّعْرِيبِ والعَرَابَةِ والعِرَابَةِ) بالفَتْح والكَسْر وَهَذِه الثَّلَاثَة بمعْنَى مَا قَبُحَ من الكَلام. وقَال ابنُ عَبَّاس فِي قَوْلِه تَعَالَى: {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ} (الْبَقَرَة: 197) قَالَ وَهُوَ العِرَابَة فِي كَلَام العَرَب. قَال: والعِرَابَة كأَنَّه اسمٌ مَوضوعٌ من التَّعْرِيب، يُقَال مِنْهُ عَرّبتُ وأَعْرَبْتُ. وَفِي حدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْر (لَا تَحِلُّ العِرَابَةُ للمُحْرم) . (والاسْتِعرَاب) : الإِفْحَاشُ فِي القَوْلِ، فَهُوَ مِثْل الإِعْرَاب بالمَعْنَى الأَوَّل، والتَّعْرِيب وَمَا بَعْده كالإِعْرَاب بالمَعْنَى الثَّانِي، فَفِي كَلَام المُؤَلِّف لَفٌّ ونَشْر. وَفِي الحدِيث (أَنَّ رجُلاً من المُشْرِكين كَانَ يَسُبُّ النبيَّ صلَّى الله عَليه وسَلم، فَقَل لَهُ رَجُل من المُسْلمين: وَالله لَتَكُفَّنَّ عَن شَتْمه أَو لأُرَحِّلَنَّكَ بسَيْفِي هَذَا، فَلم يَزْدَدْ إِلَّا اسْتِعْرَاباً فحَمَل عَلَيْهِ فَضَرَبَه، وتَعَاوَى عَلَيْهِ المُشْرِكُون فَقَتَلُوه) . والعَرَبُ مِثْلُ الإِعْرَاب من الفُحْشِ فِي الكَلَامِ. (و) الإِعْرَابُ: (الرَّدُّ) أَي رَدُّكَ الرَّجُلَ (عَنِ القَبِيحِ) ، وَهُوَ (ضِدٌّ) . (و) الإِعْرَابُ كالعِرَابَةِ: (الجمَاعُ) قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ نِسَاءً جمَعْنَ العَفَافَ عِنْد الغُرَبَاء والإِعْرَاب عَنْدَ الأَزْوَاج، وَهُوَ مَا يُسْتَفْحَشُ من أَلْفَاظ النِّكَاح والجِمَاعِ فَقَالَ: والعُرْبُ فِي عَفَافَة وإِعْرَاب وَهَذَا كَقَوْلِهِم: خَيْرُ النِّسَاءِ المُتَبَذِّلة لزَوْجِهَا الخَفِرَة فِي قَوْمِهَا (أَو) الإِعْرَابُ: (التَّعْرِيضُ بِهِ) أَي النِّكَاح. (و) الإِعْرَاب: (إِعْطَاءُ العَرَبُون، كالتَّعْرِيبِ) . قَالَ الفَرَّاءُ: أَعرَبْتُ إِعرَاباً، وعَرَّبْتُ تَعْرِيباً، وعَرْبَنْتُ إِذَا أَعْطَيْتَ العُرْبَانَ. ورُوي عَن عَطَاءٍ أَنَّه كَانَ يَنْهَى عَن الإِعْرَاب فِي البَيْع. قَالَ شَمِر: الإِعْرَابُ فِي البَيْع: أَن يَقُولَ الرَّجُلُ للرَّجُلِ إِنْ لم آخُذْ هَذَا البَيْعَ بكَذَا فَلكَ كَذَا وكَذَا مِنْ مَالِي، وسَيَأْتِي فِي كَلَامِ المُؤَلِّف قَرِيباً ونذكُر هنَاكَ مَا يَتَعَلَّق بِهِ. (و) الأَعْرَابُ: (التَّزَوُّجُ بالعَرُوبِ) كَصَبُور اسْم (للمَرْأَةِ المُتَحَبِّبَةِ إِلَى زَوْجِهَا) المُطِيعَةِ لَهُ وَهِي العَرُوبَةُ أَيضاً (و) العَرُوبَة أَيضاً كالعَرُوبِ: (العَاصِيَةُ لَهُ) الخَائِنَةُ بفَرْجِهَا، الفاسدَةُ فِي نفسِهَا. وكلاهُمَا قَوْلُ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ. وأَنشد فِي الأَخيرِ: فَمَا خَلَفٌ مِنْ أُمِّ عِمْرَانَ سَلْفعٌ مِن السُّودِ وَرْهَاءُ العِنَانِ عَرُوبُ العِنَانُ من المُعَانَّةِ وَهِيَ المُعَارَضَةُ (أَو) العَرُوب: (العَاشِقَة لَهُ أَو المُتَحَبِّبَة إِلَيه المُظْهِرَة لَهُ ذلِكَ) وَبِه فُسِّر قَوْله: {عُرُباً أَتْرَاباً} (الْوَاقِعَة: 17) (أَو) أَنْشَد ثَعْلَب: فَمَا خَلَفٌ من أُمِّ عِمْرَانَ سَلْفَعٌ من السُّودِ وَرْهَاءُ العِنَانِ عَرُوبُ قَالَ ابنُ سِيدَه: هكَذَا أَنْشَدَه وَلم يُفَسِّره، قَالَ: وعِنْدِي أَنَّ عَرُوب فِي هَذَا البَيْتِ هِي (الضَّحَّاكَةُ) وهُم مِمَّا يَعِبُونَ النساءَ بالضَّحِك الكَثِيرِ (ج عُرُبٌ) بضَمِّ فسُكُوه وبضَمَّتَيْن (كالعَرُوبَ والعَرِبَةِ) الأَخيرَة كفَرِحَة وَفِي حَدِيث عَائِشَة (فاقدُرُوا لَهُ قَدْرَ الجَارِيَة العَرِبَة) قَالَ ابنُ الأَثِير: هِيَ الحَرِيصَةُ على اللَّهْو، فأَما العُرُب فجمعُ عَروب وَهِي المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ المتحَبِّبَة إِلَى زوجِها، وَقيل العُرُبُ: الغَنِجَات، وَقيل: المُغْتَلِمَات، وَقيل: العَوَاشِق، وَقيل: هُنَّ الشَّكِلَاتُ بلُغَة أَهلِ مكةَ، والمَغْنُوجَات بلُغَةِ أَهلِ الْمَدِينَة، وقَال اللحيانيّ: العَرِبَةُ: العَاشِقُ الغَلِمَةُ. وَهِي العَرُوبُ أَيْضاً (ج عَرِبَاتٌ) كَفَرِحَات قَالَ: أَعْدَى بِهَا العَرِبَاتُ البُدَّنُ العُرُبُ (والعَرْبُ) بِفَتْح فسُكُون. الإِفْصَاح كالإِعْرَاب، و (النَّشَاطُ) والأَرَنُ، وعَرِبَ عَرَابَةً: نشِطَ، (ويُحَرَّكُ) . وعَلى الأَوَّل يُنْشَد بيتُ النابِغَةِ: وَالْخَيْل تَنْزِعُ عَرْباً فِي أَعِنَّتِهَا كالطَّيْرِ تَنْجُو من الشُّؤْبُوبِ ذِي البَرَدِ وشَاهِدُ التَّحْرِيكِ قولُ الرّاجِزِ: كُلُّ طِمِرَ غَذَوَانِ عَرَبُه (و) العِرْبُ (بالكَسْرِ: يَبِيسُ البُهْمَى) خَاصّة، وَقيل: يَبِيسُ كُلِّ بَقْلٍ، الوَاحِدَة عِرْبَة. وقيلَ: عِرْبُ البُهْمَى: شَوْكُهَا. (و) العَرَبُ (بالتَّحْرِيكِ: فَسَادُ المَعِدَةِ) مِثْلُ الذَّرَبِ وسَيَأْتي. (و) العَرَب: (المَاءُ الكَثِيرُ الصَّافي، ويُكْسَر رَاؤُه) وَهُوَ الأَكْثَر، والوَجْهَانِ ذكرَهُما الصَّاغَانِيّ. يُقَال: ماءٌ عَرِبٌ: كَثِير. ونهر عَرِبٌ: غَمْر. وبئرٌ عَرِبة: كثيرةُ المَاءِ، وسيأْتِي، (كالعُرْبُبِ) كقُنقُذ. (و) العَرَب: (نَاحِيَةٌ بالمَدينَة) ، نَقله الصَّاغَانِيّ. (و) العَرَب: (بَقَاءُ أَثَرِ الحُرْحِ بَعْد البُرْءِ) . (والتَّعْرِيبُ: تَهْذِيبُ المَنْطِقِ مِنَ اللَّحْنِ) ، وَيُقَال: عَرَّبتُ لَهُ الكلامَ تَعْرِيباً، وأَعْرَبتُ لَهُ إِعرَاباً إِذَا بيَّنْتَه لَهُ حَتَّى لَا يَكُونَ فِيه حَضْرَمَةٌ. وَقيل: التَّعْرِيب: التَّبِيينُ والإِيضاحُ، وَفِي الحَدِيثِ (الثَّيِّبُ تُعْرِبُ عَن نَفْسِها) . قَالَ الفرَّاءُ: إِنما هُوَ تُعرِّب بالتَّشديد، وَقيل: إِنَّ أَعربَ بمعنَى عَرَّبَ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: لإِعْرَابُ والتَّعْرِيبُ معنَاهُمَا وَاحِدٌ، وَهُوَ الإِبَانَةُ. يُقَال: أَعربَ عَنهُ لِسَانه وعَرَّبَ أَي أَبانَ وأَفصحَ، وتقدَّم عَن ابْنِ قُتَيْبَةَ التَّخْفِيفُ عَلَى الصَّوَابِ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وكِلَا القَوْلَيْن لُغَتَان مُتَساوِيتَان بمَعْنَى الإِبانَةِ والإِيضاح. وَمِنْه الحَدِيثُ الآخَرُ (فإِنَّما كانَ يُعْرِب عَمَّا فِي قَلْبِه لِسَانُه) . مِنْهُ حَدِيثُ التَّيمِيِّ: (كَانُوا يَسْتَحبُّون أَن يُلَقِّنوا الصَّبِيَّ حِينَ يُعَرَّبُ أَن يَقُولَ: لَا إِله إِلَّا اللهُ. سَبْعَ مَرَّات) أَي حِينَ يَنْطِق وَيَتَكَلَّم. وَقَالَ الكُمَيْت: وجَدْنَا لكُم فِي آله حَامِيمَ آيَةً تأَوَّلَهَا منا تَقِيِ مُعَرِّبُ هكَذَا أَنشَدَه سِيبَوَيْه كمُكَلِّم. وأَورَد الأَزْهَرِيّ هَذَا البَيْتَ تَقِيٌّ ومُعْرِبْ. وقَالَ: تَقِيٌّ: يَتَوَقَّى إِظهارَه حَذَرَ أَن يَنَالَه مَكْرُوهٌ من أَعدائكم. ومُعْرِبٌ أَي مُفْصِحٌ بِالْحَقِّ لَا يَتَوقَّاهم. وَقَالَ الجوهَرِيّ: مُعرِبٌ: مُفْصِح بالتَّفْصِيل، وتَقِيٌّ: ساكِتٌ عَنهُ للتَّقِيَّة. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: والخِطَابُ فِي هَذَا لِبَنِي هَاشِم حِينَ ظَهَرَ عَلَيْهِم بَنُو أُمَيَّة والآيَةُ قولُه عزّ وجلّ: {قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى} (الشورى: 23) وَقَالَ الصَّاغَانِيّ: والروايَةُ (مِنْكُم) ، وَلَا يَسْتَقِيمُ المَعْنَى إِلَّا إِذَا رُوِيَ على مَا وَرَدَت بِهِ الرِّوَايَة، وَوَقع فِي كِتَاب سِيبَوَيْهِ أَيْضاً (مِنَّا) فتَأَمَّل. (وَ) التَّعْرِيبُ: (قَطْعُ سَعَفِ النَّخْلِ) وَهُوَ التَّشْذِيب، وَقد تَقَدَّم. والتَّعْرِيب: تَعْلِيم العَرَبِيَّة. وَفِي حَدِيث الحَسَن (أَنَّه قَالَ لَهُ البَتِّيُّ: مَا تَقُولُ فِي رجل رُعِف فِي الصَّلَاة؟ فَقَالَ الحَسَن: إِنَّ هَذَا يُعَرِّبُ الناسَ، وَهُوَ يَقُولُ رُعِف) أَي يُعَلِّمهم العَرَبِيَّةَ ويلْحَن) . وتَعْرِيبُ الاسْمِ الأَعْجَمِيّ: أَنْ يَتَفَوَّه بِهِ العَرَبُ على مِنْهَاجِها. والتَّعْرِيبُ: أَن تَتَّخِذَ فرسا عَرَبيًّا. (وَ) التعريبُ (أَنْ تَبْزُغَ) بالبَاء الموَحَّدَة والزَّاي وَآخره الْعين المُهْمَلَة من بَاب نَصَر (عَلَى أَشَاعِرِ الدَّابَّة ثُمَّ تَكْوِيَها) ، وَقد عَرَّبها، إِذَا فَعَلَ ذَلك. وَفِي لِسَانِ العَرب: وَعَرَّبَ الفَرسَ بَزَّغَه وذَلِكَ أَن يُنْتفَ أَسفلُ حَافِرِه، وَمَعْنَاهُ أَنَّه قد بَانَ بِذلِكَ مَا كَانَ خَفِيًّا من أَمرِه لِظُهُورِه إِلَى مَرْآة العَيْن بعدَ مَا كَانَ مَسْتُوراً، وَبِذَلِك تُعرفُ حالُه أَصُلْب هُوَ أَمْ رِخْو وأَصَحِيحٌ هُوَ أَم سَقِيم. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: التَّعْرِيب: تَعْرِيبُ الفَرَس وَهُوَ أَن يُكْوَى عَلَى أَشَاعِر حَافِره فِي مَوَاضِع ثمَّ تُبْزَغ بِمِبْزَغ بَزْغاً رَفِيقاً لَا يُؤَثِّر فِي عَصَبه ليَشْتَدّ أَشْعَرُه. (و) التَّعْرِيبُ: (تَقْبِيحُ قَوْل القَائِل) وفِعْلِه. وعَرَّبَ عَلَيْهِ: قَبَّح قوْلَهُ وفِعْلَهُ وغَيَّرَه عَلَيْه. (و) الإِعْرَابُ كالتَّعْرِيبِ وَهُوَ (الرَّدُّ عَلَيْهِ) والرّدّ عَن القَبِيح. وَعَرَّب علَيْه: مَنَعَه. وأَمَّا حَدِيث عُمَر بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْه: (مَالَكُم إِذَا رَأَيْتُم الرَّجُلَ يُحَرِّقُ أَعرَاضَ النَّاسِ أَن لَا تُعَرِّبُوا عَلَيْه) فإِنَّه من قَوْلِكَ: عَرَّبْتُ عَلَى الرجلِ قولَه إِذَا قَبَّحْتَه عَلَيْه. وقَال الأَصْمَعِيُّ وأَبُو زَيْدٍ فِي قَوْلِه أَن لَا تُعَرِّبُوا عَلَيْهِ معنَاه أَنْ لَا تُفْسِدُوا عَلَيْه كلَامَه وتُقَبِّحُوه. وَقيل: التَّعْرِيبُ: المَنْعُ، والإِنْكَارُ فِي قَوْلِه أَن لَا تُعَرِّبُوا أَي لَا تَمْنَعُوا. وَقيل: الفُحْشُ والتَّقْبِيح. وقَال شَمِر: التَّعرِيبُ: أَنْ يَتَكَلَّم الرجلُ بالكَلِمَةِ فيُفْحِشَ فِيهَا أَو يُخْطِيء فَيَقُول لَهُ الآخَرُ: لَيْسَ كَذَا وَلَكِنَّه كذَا، للَّذي هُوَ أَصْوَبُ. أَرَادَ مَعْنَى حَدِيث عُمر أَن لَا تُعَرِّبُوا. (و) التَّعْرِيبُ: (التَّكَلُّم عَن القَوْمِ وَيُقَال: عَرَّبَ عَنهُ إِذَا تَكَلَّم بحُجَّته، وعَرَّبه كأَعْرَبَه وأَعْرَبَ بِحُجَّته أَي أَفْصَحَ بهَا وَلم يتّق أَحَداً، وقَدْ تقدَّم. وقَال الفَرَّاءُ: عَرَّبتُ عَن القَوْم) إِذَا تَكَلَّمتَ عَنْهُم واحْتَجَجْتَ لَهُم. (و) التَّعْرِيبُ: (الإِكْثَارُ مِنْ شُرْب) العَرَب، وَهُوَ الكَثِيرُ مِنَ (المَاءِ الصَّافِي) نَقله الصَّاغَانِيّ. (و) التَّعْرِيب: (اتِّخَاذُ قَوْسٍ عَرَبِيَ. و) التَّعْرِيبُ: (تَمْرِيضُ العَرِبِ) ، كفَرِحٍ (أَي الذَّرِبِ المَعِدَةِ) قَالَ الأَزْهَرِيّ: ويُحْتَمل أَن يكونَ التّعْرِيبُ عَلَى مَنْ بقول بلِسَانه المُنْكَر مِن هَذَا؛ لأَنَّه يُفْسِد عَلَيْهِ كَلَامَه كَمَا فَسدَت مَعِدَتُه. وَقَالَ أَبُو زَيْد الأَنْصَارِيّ: فعلتُ كَذَا وكَذَا فَمَا عَرَّبَ عليَّ أَحَدٌ، أَي مَا غَيَّرَ عليَّ أَحَدٌ. (وَعَرُوبَةُ) بِلَا لَام (وبِاللَّامِ) كِلْتَاهما: (يومُ الجُمُعَةِ) . وَفِي الصَّحَاح: يَوْمُ العَرُوبَةِ، بالإِضَافَة، وَهُوَ من أَسْمَائِهِم القَدِيمَة، قَالَ: أُؤَمِّلُ أَنْ أَعِيشَ وأَنَّ يَوْمِي بأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَوْ جُبَارِ أَو التَّالِي دُبَارِ فإِنْ أفُتْه فمُؤْنِسَ أَو عَرُوبَةَ أَو شِيَارِ وَقَدْ تَرَك صَرْفَ مَا لَا يَنْصَرِف لجَوَازِه فِي كَلَامِهِم فكَيْفَ فِي الشِّعْر، هَذَا قَوْلُ أَبِي العَبَّاس. وَفِي حَدِيثِ الجُمُعَة (كانتْ تُسَمَّى عَرُوبَةَ) وَهُوَ اسْم قَدِيمٌ لَهَا، وكَأَنَّه ليسَ بعربيّ يُقَال يومُ عَرُوبَةٍ ويَوْ العَرُوبَةِ، والأَفْصَحُ أَن لَا يَدْخُلَهَا الأَلِفُ واللَّامُ. ونَقَل. شيخُنَا عَن بعض أَئِمَّة اللُّغَة أَنَّ أَلْ فِي العَرُوبَة لازِمَةٌ. قَالَ ابْن النَّحَّاس: لَا يَعْرِفُه أَهْلُ اللُّغَة إِلَّا بالأَلف والَّلام إِلَّا شَاذًّا، قَالَ: وَمَعْنَاهُ المُبَيَّن المُعَظَّم من أَعْرب إِذَا بَيَّن، وَلم يَزَل يومُ الجُمُعَة مُعْظَّما عِنْد أَهْل كل مِلّة. وَقَالَ أَبو مُوسَى فِي ذَيْل الغَرِيبَيْن: الأَفْصَح أَن لَا تَدْخُلَ أَل، وكأَنَّه لَيْسَ بعَرَبِيَ وَهُوَ اسْمُ يَوْمِ الجُمُعَة فِي الجَاهليَّة اتْفَاقاً. واخْتُلف فِي أَن كَعْباً سمَّاه الجُمُعَة، لاجْتِماعِ النَّاسِ إِلَيْهِ فِيه، وَبِه جَزَم الفَرَّاء وثَعْلَبٌ وغيرُهما، وصحّح، أَو إِنَّمَا سُمِّيَ بعدَ الإِسْلَام، وصَحَّحَه ابنُ حَزْم. وقِيلَ: أَوّلُ مَنْ سَمّاه الجُمُعة أَهلُ المَدينَة، لصَلَاتهم الجُمُعَة قبل قُدُومه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلم مَعَ أَسْعَد بن زُرارة أَخرجه عَبْدُ بْنُ حُمَيْد عَنه ابْنِ سِيرِين، وَقيل غيرُ ذَلِكَ، كَمَا فِي شَرْح المَوَاهِب. وَفِي الرَّوْضِ الأُنُف: مَعْنَى العَرُوبَ الرَّحْمَة، فيمَا بَلَغَني عَن بعض أَهل الْعلم، انْتهى مَا نَقَلْنَاهُ من حَاشِيَة شَيخنَا. قلت: وَالَّذِي نَص السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ الأُنُف: كعبُ بنُ لُؤَيّ جَدُّ سَيِّدنَا رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّم أَوّلُ من جَمَّع يَوْم العَرُوبَة، وَلم تُسَمَّ العَرُوبَةَ إِلّا مُذْ جَاءَ الإِسْلَامُ، وَهُوَ أَوّلُ من سَمّاهَا الجُمُعَة، فكَانَتْ قُرَيشٌ تَجْتَمِع إِليه فِي هَذَا اليَوْم فيَخْطُبُهم ويُذَكِّرُهُم بمَبْعَثِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم ويُعْلِمُهُم أَنَّه مِن وَلَده، ويَأْمرُهم باتِّبَاعه والإِيمانِ بِه ويُنْشِد فِي هَذَا أَبْيَاتاً مِنْهَا: يَا لَيْتَنِي شَاهِدٌ فَحواءَ دَعْوتِهِ إِذَا قُرَيْشٌ تَبغّى الخَلْقَ جِذْلَانَا (وابْنُ) العَرُوبَة: رَجُلٌ مَعْرُوف. وَفِي الصَّحَاح ابْنُ (أَبِي العَروبَةِ بِاللَّام وتَرْكهَا) أَي الأَلف واللَّام (لَحْنٌ أَو قَلِيلٌ) قَالَ شيخُنا: وذَهَب بعضٌ إِلَى خلافِه وأَنَّ إِثْبَاتَهَا هُوَ اللَّحْن لأَنَّ الاسمَ وُضِع مُجَرَّدا. (و) عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ (العَرَابَات مُخَفَّفَةً وَاحِدَتْها عَرَابَةٌ) وَهِي (شُمُلُ) ، بِضَمَّتَيْنِ، (ضُرُوعِ الغَنم، وعَامِلُهَا عَرَّابٌ) ، كشدَّاد. (وعَرِب، كفَرِحَ) ، الرجلُ عَرَباً وعَرَبَةً إِذَا (نَشِط. و) عَرِب السَّنامُ عَرَباً إِذَا (وَرِم وَتَقَيَّحَ) . (و) عَرِب (الجُرْحُ) عَرَباً وحَبِطَ حَبَطاً: (بَقِيَ أَثَرُه) فِيهِ (بَعْدَ البُرْءِ) ونكْسٌ وغُفْر. وعَرِبَ الجُرْحُ أَيضاً إِذَا فسَدَ. قِيل: وَمِنْه الإِعْرابُ بمَعْنى الفُحْشِ والتَّقْبِيح. وَمِنْه الحَدِيثُ (أَنَّ رَجُلاً أَتَاه فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ أَخِي عَرِبَ بَطْنُ أَي فَسَد. فَقَالَ: اسْقِه عَسَلاً) . والعَرَب مِثْلُ الإِعْرَاب، من الفُحْشِ فِي الكَلَام (وَ) عَرِب الرجلُ عَرَباً فَهُوَ عَرِبٌ إِذَا اتَّخَمَ، وعَرِبت (مَعِدَتُه) عَرَباً: (فَسَدَت) وَقيل: فسَدَت مَا يَحْمل عَلَيْها، مثل ذَرِبَت ذَرَباً، فِي عَرِبَةٌ وذَرِبَةٌ. (و) عَرِب (النهرُ: غَمَر فَهُوَ عَارِبٌ وعَارِبَةٌ و) عَرِبت (البِئرُ: كَثُر مَاؤُهَا فَهِي عَرِبَةٌ) كفَرِحَة. (و) عَرَب (كَضَرَب: أَكَلَ) نَقله الصّاغانِيّ. (والعَرَبَةُ مُحَرَّكَة) . هَكَذَا فِي النّسَخ، وَمثله فِي لِسَان العَرَب والمُحْكَم وغَيْرهما، إِلَّا أَن شيخَنا نَقَل عَن الجَوْهَرِيّ أَنّه العَرَب محرَّكةً، بإِسقَاطِ الهَاءِ، ولعَلّه سَقَطَت من نُسْخَته الَّتِي نَقَل مِنْهَا: (النَّهْرُ الشَّدِيدُ الجَرْي. و) العَرَبَة أَيضاً: (النَّفْسُ) . قَالَ ابْن مَيَّادَة يمدَح الوَلِيدَ بْنَ يَزِيد: لَمَّا أَتَيْتُكَ أَرْجُو فضَلَ نَائِلِكُمْ نَفَحْتَنِي نَفْحَةً طَابَت لهَا العَرَبُ هَكَذَا أَنشده الجوهَرِيّ، قَالَ الصَّاغَانيّ: والبَيْتُ والرِّوَايَةُ: لَمَّا أَتيتُك مِن نَجْدٍ وسَاكنه نَفَحْتَ لِي نَفْحَةً طَارَتْ بِهَا العَرَبُ (و) عَرَبَةُ: (نَاحِيَةٌ قُربَ المَدينَة) وَهِي خِلَاف عَرَب، من غَيْر هَاء كمَا تَقَدَّم فِي كَلَام المُؤَلِّف، والظَّاهِرُ أَنَّهُمَا وَاحِد، وعَرَبَةُ: قريةٌ فِي أَوّلِ وَادِي نِخْلَة من جِهَة مَكَّة، وأُخْرَى فِي بِلَاد فِلَسْطِين، كذَا فِي المَرَاصِد. والعَرَبِيَّة هِيَ هَذِه اللُّغَة الشرِيفَةُ رفَعَ اللهُ شأْنَهَا. قَالَ قَتَادَة: كَانتْ قريشٌ تجْتَبِي أَي تَخْتَار أَفضلَ لْغَات العَرَب، حَتَّى صَار أَفضلُ لُغَاتِهَا لُغَتَهَا، فنزَلَ الْقُرْآن بِهَا، واختُلِف فِي سَبَب تَسْمهيَة العَرَب، فقِيل لإِعْرَاب لِسَانِهِم أَي إيضاحِه وَبَيَانِه؛ لأَنَّه أَشرَفُ الأَلْسُن وأَوضَحُها وأَعربُهَا عَن المُرَاد بوُجُوه من الاختِصار والإِيجَاز والإِطناب والمُسَاوَة وغَيْره ذَلِكَ. وَقد مَالَ إِلَيه جَمَاعَةٌ ورجَّحُوه من وُجُوه، وَقيل: لأَنّ أَولَاد إِسماعيل صلى الله عَلَيْه وَسلم نَشَئُوا بعَرَبَة، وَهُوَ من تِهامَة، فنُسِبوا إِلَى بَلَدِهم. ورُوِي عَن النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم أَنَّه قَالَ: (خمسةُ أَنْبِيَاء من العَرَب هُمْ مُحَمَّدٌ وإِسْمَاعِيلُ وشُعَيْبٌ وصَالِحٌ وهُودٌ) صلوَات الله عَلَيْهِم. وَهَذَا يَدُلّ على أَنْ لسانَ العَرَب قَدِيم، وهؤُلاء الأَنْبِيَاءُ كُلُّهم كانُوا يَسْكُنُون بلَادَ عَرَبَة، فَكَانَ شُعَيْبٌ وقومُه بأَرْضِ مَدْيَن، وَكَانَ صَلِح وقومُه بأَرْضِ ثَمُودَ، ينزِلون بناحِيَة الحِجْر، وكانَ هُودٌ وقومُه عادٌ يَنْزِلُون الأَحْقافَ مِنَ رِمَال اليَمَن، وكَانَ إِسمَاعِيلُ بْنُ إِبراهِيمَ والنَّبِيُ المُصْطَفَى صَلَّى الله عَلَيْهِمَا من سُكَّان الحَرَم. وكُلّ من سَكَن بلادَ العَرَب وجَزِيرَتَها ونَطَق بلِسَان أَهْلِهَا فهم عَرَبٌ، يَمَنُهم وَمَعَدُّهم. قَالَ الأَزْهَرِيّ: (وَأَقَامَتْ قُرَيْشٌ بِعَرَبَة) فتَنَّخَتْ بِهَا، وانْتَشَرَ سَائِرُ العَرب فِي جَزِيرَتها (فنُسِبَتِ العَرَبُ) كُلُّهم (إِلَيْهَا) ، لأَنَّ أَبَاهم إِسْمَاعيل، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، بهَا نَشَأَ وَرَبَلَ أَولادُه فِيهَا فَكَثروا، فَلَمَّا لم تَحْتَمِلْهم البِلَاد انْتَشَرُوا، فأَقَامت قُرَيْشٌ بِهَا. ورُوِيَ عَن أَبِي بَكْر الصِّدِّيق رَضِيَ اللهُ عَنْه قَال: قُرَيْشٌ هم أَوْسَطُ العَرَب فِي العَرَب دَارا وأَحْسَنُه جِوَاراً، وأَعْرَبُه أَلْسِنَةً. وَقد تَعَقَّب شَيْخُنَا هَا هُنَا لمُؤَلِّف بأُمُورٍ: الأَوَّلُ المَعْرُوفُ فِي أَسْمَاءِ الأَرَضينَ أَنها تُنْقَل من أَسْمَاءِ سَاكِنِيهَا أَو بَانِيها أَو من صِفَة فِيهَا أَو غَيْرِ ذَلِك. وأَما تَسْمِيَةُ النَّاسِ بالأَرْض ونَقْلُ اسْمِهَا إِلَى مَنْ سَكَنَهَا أَو نَزَلَهَا دون نِسْبَة فَغَيْرُ معروفِ وإِنْ وَقَع فِي بَعْضِ الأَفْرَاد كَمَذْحِج، عَلَى رأْي. والثَّاني أَنَّ قولَهم سُمِّيَت العَرَبُ باسْمِها لنُزُولِهِم بِهَا صَرِيحٌ بأَنَّها كانَتْ مُسمَّاةً بذلك قَبْل وُجُودِ العَرب وَحُلُولِهم الحِجَازَ وَمَا وَالَاه مِن جَزِيرَة العَرَب، والمعروفُ فِي أَراضِي العَرَبِ أَنَّهم هُمُ الَّذِين سَمَّوْهَا ولَقَّبُوا بُلدانَها ومِيَاهَا وقُرَاهَا وأَمْصَارَهَا وبَادِيَتَهَا وحَاضِرَتَهَا بِسَبَبٍ مِنَ الأَسْباب، كَمَا هُوَ الأَكْثَر، وَقد يَرْتَجِلُون الأَسْمَاءَ وَلَا يَنْظُرُون لِسَبَب. والثَّالِثُ أَنْ مَا ذُكِر يَقْتَضِي أَنَّ العَرَب إِنَّما سُمِّيَت بِذلِكَ بَعْدَ نُزُولِهَا فِي هَذِه القَرْيَة والمَعْرُوفُ تَسمِيَتُهُم بِذلِك فِي الكُتُب السَّالِفَة، كالتَّوْرَاةِ والإِنْجِيلِ وغَيْرِهِما، فكَيْفَ يُقَالُ إِنهُم إِنَّمَا سُمُّوا بَعْدَ نُزُولهم هَذِه القَرْيَة. والرَّابِعُ أَنَّهُم ذُكِرُوا مَع بَقَايَا أَنْوَاع الخَلْق، كالفُرْسِ، والرُّومِ والتُّرْك وغَيْرِهِم، وَلم يَقُل فيهم أَحَدٌ إِنهم سُمُّوا بأَرْضٍ أَو غَيْرِهَا، بَلْ سُمُّوا ارتِجَالاً، لَا لِصَفَةٍ أَو هَيْئة أَو غَيْرِ ذلِك، فالعَرَب كَذَلِك. والخَامِسُ أَنَّ المعروفَ فِي المَنْقُولِ أَنْ يَبْقَى على نَقْلِه على التَّسْمِيَة، وإِذا غُيِّر إِنَّمَا يُغَيَّر تَغْيِيراً جُزْئِيًّا للتَّمْيِيزِ بَيْنَ المَنْقُول والمَنْقُولِ عَنْه فِي الجُمْلَة، والمَنْقُولُ هُنَا أَوْسَعُ دائِرَةً مِن الْمَنْقُول عَنْه من جِهَاتٍ ظَاهِرَة، ككَوْنِ أَصْلِ المَنْقُول عَنْ عَرَبَةً بالهَاءِ، وَلَا يُقَال ذلِكَ فِي المَنْقُولِ، وكَكَوْنِهِم تَصَرَّفُوا فِيهِ بلُغَات لَا تُعْرَف وَلَا تُسْمَع فِي المَنْقُولِ عَنهُ، فقَالُوا عَرَبٌ، مُحَرَّكَة، وعُرْب، بالضَّمِ، وعُرُبٌ، بضَمَّتَيْن، وأَعْرَابٌ وأَعْرَابِيٌّ، وغَيْرُ ذَلِك. والسَّادِسُ أَنَّ العَرَب أَنْوَاعٌ وأَجْنَاسٌ وشُعُوبٌ وَقَبَائِلُ مُتَفَرُّقُونَ فِي الأَرْضِ، لَا يَكَادُ يَأْتِي عَلَيْهِم الحَصْرُ، وَلَا يُتَصَوَّر سُكْنَاهم كُلِّهم فِي هَذِه القَرْيَة أَو حُلُولُهم فِيهَا، فكَانَ الأَوْلَى أَن يُقْتَصَرَ بالتَّسْمِية على مَنْ سَكَنَها دُونَ غَيْرِه. ثمَّ أَجَابَ بِمَا حَاصِلُه: أَنَّ إِطْلَاقَ العَرَب عَلَى الجِيلِ المَعْرُوف لَا إِشْكَالَ أَنَّه قَدِيم كَغَيْرِهِ من أَسْمَاءِ بَاقِي أَجْنَاسِ النَّاس وأَنْوَاعهم، وَهُو اسْمٌ شَامِل لجَمِيع القَبَائِل والشُّعُوبِ، ثمَّ إِنَّهم لَمَّا تَفَرَّقُوا فِي الأَرَضِين وتَنَوَّعت لَهُم أَلقابٌ وأَسماءٌ خَاصّة باخْتِلاف مَا عرضت من الْآبَاء والأُمهات والحالات الَّتِي اخْتَصَّت بِهَا كقُرَيْشٍ مَثَلاً وثَقيفٍ ورَبِيعَةَ ومُضَر وكِنَانة ونِزَار وخُزَاعة وقُضَاعَة وفَزَارة ولِحْيَان وشَيْبَان وَهمْدان وغَسَّان وغَطَفَان وسَلْمَان وتَمِيم وكَلْب ونُمير وإِيَاد وَوَداعَة وبَجِيلَة وأَسْلَم ويَسْلَم وهُذَيْل ومُزَيْنَة وجُهَيْنة وعَامِلَة وبَاهِلَة وخَثْعَم وطَيِّىء والأَزْد وتَغْلِب وقَيْس ومَذْحِج وأَسد وعَنْبس وعَنْس وَعَنَزَة ونَهْد وبَكْر وذُؤَيْب وذُبْيَان وكِنْدَة ولَخْم وجُذَام وضَبَّة وضِنَّة وسَدُوس والسَّكون وَتَيْم وأَحْمَسَ وغَيْرِ ذَلِك، فأَوْجَب ذلِك تَمْيِيز كُلِّ قَبِيلَة باسْمِهَا الخَاصّ، وتُنُوسِيَ الاسْمُ الّذِي هُوَ العَرَب، وَلم يَبْقَ لَهُ تَدَاوُلٌ بَينهم وَلَا تَعَارُفٌ، واستَغْنَت كُلُّ قَبِيلَة باسْمِهَا الخَاصّ، مَعَ تَفَرُّق فِي القَبَائل وَتَبَاعُد الشُّعُوب فِي الأَرْضِينَ. ثمَّ لَمَّا نَزَلَت العَرَبُ بِهذِه القَرْيَة، فِي قَوْل، أَو قُرَيْشٌ بالخُصُوص، فِي قَوْل المُصَنّف، رَاجَعُوا الاسْمَ القَدِيم وتَذَاكَروه وتَسَموُا بِه، رُجُوعاً للأَصْل، فمَنْ عَلَّل التَّسْمِيَة بِمَا نَقَله البَكْرِيُّ وَغَيْرُه نَظَر إِلَى الوَضْع الأَوّل المُوَافِق للنَّظَرِ من أَسماءِ أَجْنَاسِ النَّاسِ. ومَنْ عَلَّل بِمَا ذَكَرَه المُصَنِّف وغيرُه مِنْ نُزُول عَربَة نَظَرَ إِلى مَا أَشَرْنَا إِليه. ويَدُلُّ على أَنّه رُجُوعٌ للأَصْل وتَذَكُّرٌ بَعْدَ النِّسْيَان أَنَّهُم جَرَّدُوهُ من الهَاءِ المَوْجُودَةِ فِي اسْم القَرْيَة وذَكّرُوه على أَصْلِه المَوْضُوعِ القَدِيم. هَذَا نَصُّ جَوَابه. وَقد عَرَضَه على شَيْخَيُهِ سَيِّدِنا الإِمام مُحَمَّدِ بْنِ الشَّاذِلِيِّ وَسَيِّدِنَا الإِمَامِ مُحَمَّده بْنِ المسنَّاوِيّ تَغَمَّدَهُماالله تَعَالَى غُفْرَانِه فارْتضَيَاه وسَلَّما لَهُ بالقَبُول وأَجْرَياه مُجْرَى الرَّأْي المَقْبُول وأَيَّدَه الثَّانِي بقَوْله: إِنَّه ينظُر إِلى مَا اسْتَنْبَطُوه فِي الجَوَاب عَن بَعْضِ الأَدلَّة الَّتِي تَتَعَارض أَحْيَاناً فتتَخَرَّج على النّسبِيَّات والحَقِيقِيَّات. وَذكر شيخُنَا بعد ذَلِك أَوَّلِيَّةَ بناءِ المَسُجِدِ الحَرَام والمَسْجِدِ الأَقْصَى لإِبْرَاهِيمَ وَسليمَان عَلَيْهِمَا السَّلَام مَع أَنَّ الأَوّلَ مِنْ بناءِ جِبْرِيل عَلَيْه السَّلَام مَعَ المَلَائِكَةِ. والثَّاني من بِنَاءِ آدَم عَلَيْه السَلَام، فَقَالُوا تُنُوسِي بِنَاءُ هؤُلاءِ بمُرُور الأَزْمَان وتَقَادُم العَهْد فَصَار مَنْسُوباً لسَيِّدِنا إِبْرَاهِيم وَسَيِّدِنا سُلَيْمَان، فَهُوَ الأَوْلَى بهذَا الاعْتِبَار، إِلَى آخِرِ مَا ذكر. قلت: وَقد يُقَالُ إِنَّ رَبِيعَةَ ومُضَرَ وكِنَانَة ونِزَاراً وخُزَاعَة وقَيْساً وضَبَّة وغَيْرَهم مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلام مِمّن ذكر آنِفاً. وَلم يَذْكُر من العَرب المستَعْربة وهم سكان هَذِه الجزيرة ومجاورو سَاحَاتِ مَكَّةَ وأَوْدِيَتِها، وَقد تَوَارَثُوها من العَرَب العَارِبة المُتَقَدِّم ذِكْرُهم وإِن تَشَتَّت مِنْهُم فِي غَيْرها فَقَلِيل من كَثِير، كَيفَ تُنُوسِيَ بَيْنَهم هذَا الاسْم ثمَّ تُذُوكِرُوا بِهِ فِيمَا بَعْد، وهَذا لَا يَكُون إِلا إِذَا فُرِض وقُدِّر أَنه لم يَبْق بِتِهامَةَ من أَولادِ إِسْمَاعِيل أَحَدٌ وهَذَا لَا قَائِل بِهِ. وَقَوله: ثمَّ لَمَّا نَزَلَت العربُ، ليتَ شِعْري أَيّ العَرَب يَعْنِي؟ أَمِن العَرَب العَارِبَة فإِنهم انْقَرَضُوا بِهَا وَلم يُفَارِقُوها أَو من المُسْتَعْرِبَة وَهُم أَولادُ إِسْمَاعِيل، واخْتَصَّ مِنْهم قُرَش فَصَارَ القَوْلَانِ قَوْلاً وَاحِداً. ثمَّ الجَوَاب عَمَّا أَورده. أَمَّا عَن الأَوَّل فَلِمَ لَا يَكُون هَذَا من جُمْلَة الأَفْرَاد الَّتِي ذكرهَا كمَذْحِج وغَيْرِه، ومِنْهَا نَاعِط وشَبَام قَبِيلَتَان من حِمْير؛ سُمِّيتَا باسْمِ جَبَلَيْن نَزَلَاهُمَا، وكَذَلك بَنو شُكْر بالضَّم سُمُّوا باسْمِ المَوْضع، وَفِي مُعْجَمِ البَكْرِيّ: سُمي جُدَّة بن جرم بن رَبّان بن حُلْوان بْنِ الحَاف بن قُضاعَة بالموضع الْمَعْرُوف من مَكَّة لولادته بِهَا، وَهَذَا قد نَقَلَه شيخُنَا فِي شَرْحِ الكِتَاب فِي ج د د كَمَا سيأْتي. وَفِي مُعْجم ياقوت: مَلَكَانُ بْنُ عَدِيّ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ أُدَ؛ سُمِّي باسْم الوَادِي وَهُوَ مَلِك من أَوْدِيَة مَة لوِلَادَتِهِ فِيهِ. وقرأْت فِي إِتحافِ البَشَر للنَّاشريّ مَا نَصُّه: فَرَسَانُ مُحَرَّكَة: جَبَلٌ بالشَّام سُمِّيَ بِهِ عِمْرَانُ بنُ عَمْرِو بْنِ تَغْلِب، لاجتيازه فِيهِ، وَبِه يُعْرَف ولدُه. ورأَيْت فِي تَارِيخه ابْن خِلِّكَان مَا نَصْه: كاتم والتُّكرور: جِنْسَانِ من الأُمم سُمِّيا باسْم أَرْضِهِما، ومثلُه كَثِير يعرفهُ المُمَارِس فِي هَذَا الْفَنّ. وَعند التأَمل فِيمَا ذكرنَا يَنْحَلُّ الإِيرادُ الثَّانِي أَيضاً. وأَما عَن الثَّالِث فَنَقُول: مَا المرَادُ بالعَرَب الدينَ تَذْكرُهم؟ أَهُمُ القَبَائِلُ الموجودةُ بِالْكَثْرَةِ الَّتِي تَفَرَّعت قَرِيبا، أَم هُمْ أَولادُ إِرَم بْنِ سَام البطونُ المُتَقَدِّمَة بعد الطُّوفَان؟ فإِن كَانَ الأَوّل فإِنهم مَا نَزَلُوا عَرَبَة وَلَا سَكَنُوها، وإِن كَان الثَّانِي فَلَا رَيْبَ أَنَّ التَّوْرَاة والإِنْجِيلَ وغَيْرهما من الكُتُب مَا نَزَلَت إِلَّا بَعْدَهم بكَثِير، وكَان مَعَدُّ بْنُ عَدْنَان فِي زَمَن سَيِّدِنا مُوسَى عَل
المعجم: تاج العروس