المعجم العربي الجامع

سبأ

المعنى: ذهبوا أيدي سبا. وسبأ الخمر سباء. قال لبيد: أغلي السباء بكل أدكن عاتق قال أبو عبيدة: سبأها: شراها للشرب لا للبيع، واستبأها لنفسه. وعنده سبيئة بابلية. وتقول: ما تسبأ لكم الراح، ولكن تسبى منكم الأرواح.
المعجم: أساس البلاغة

باه

المعنى: فلانٌ ـُ بَوَاهاً: ضجّ. و ـ الحيوانُ: هُزل. و ـ له ـُ َ بَوْهاً: تنبَّه وفَطِن. و ـ فلاناً: لعنه.؛استباه السَّيلُ الشجرةَ: نحَّاها من منبتها.؛اسْتُبِيهَ الرجلُ: جُنَّ.؛الباه: النكاح. و ـ الجِمَاع.؛الباهة: الباه.؛البُوهُ: طائر يشبه البومة إلا أَنَّه أَصغر. و ـ الصّقر إِذا سقَطَ ريشُه.؛البُوهة من الرجال: الضعيف الطائش. و ـ الصُّوفة المنفوشة تُعمل للدَّواة قبل أن تُبَلَّ: اللِّيقة. و ـ ما أَطارته الريحُ من التراب والريش ونحوهما.
المعجم: الوسيط

سَبَأَ

المعنى: على يمين كاذبة ـَ سَبئْاً، وسِبَاءً، ومَسْبَأً: حلف غير مكترثٍ بها. و ـ الخمرَ: اشتراهَا ليشربها. و ـ فلاناً: جَلدَه. و ـ الحرارةُ أَو السَّوطُ الجلدَ: غيّرته ولوّحتْه. و ـ الجِلدَ: أَحرقه. و ـ كَشَطه.؛(أَسْبَأَ) لأَمْر الله: أَخبَتَ وتواضع. ويُقال: أَسبأَ على الشيءِ: خَبَتَ له قلبُه.؛(اسْتَبَأَ) الخمرَ: سَبَأَهَا.؛(انْسَبَأَ) الجلدُ: انكشط.؛(سَبَأ): اسم رجل يجمع عامة قبائل اليمن. (يصرف ويترك صرفه، ويُمَدُّ ولا يُمَدُّ). وفي المثل: (تفرقوا أَيدي سبأ)، وأَيادي سبأ: ضرب بهم المثل في التفرق، لأَنَّه لما غَرِقَ مكانهُم وذَهبت جَنَّاتهم تبددوا في البلاد، فأَخذت كل طائفة منهم طريقاً.؛(السَّبَاءُ): الخمر.؛(السُّبْأَةُ): السفر البعيد.؛(السَّبَئيَّةُ): قوم من غلاة الشيعة ينسبون إِِلى عبد الله بن سبأ.؛(السَّبّاءُ): بيَّاع الخمر.؛(السَّبيءُ): سَبِيءُ الحيةِ: جلدها.؛(السَّبِيئةُ): الخمر.؛(المَسْبَأُ): الطَّريق في الجبل.
المعجم: الوسيط

سَبَى

المعنى: عدوَّه ـِ سَبْياً، وسِبَاءً: أسَرَه. ويُقال: سَبَتْهُ الغانيةُ. و ـ الخمرَ: حَمَلها من بلدٍ إِِلى بلد. و ـ الماءَ: حفر حتى أَدركه. وسباهُ الله وأَبعده: لعنه. (دعاء عليه).؛(اسْتَباهُ): سَبَاه.؛(تَسَابَى) القومُ: سبى بعضُهم بعضاً.؛(تَسَبَّى) له: تحبَّبَ إِِليه واستماله.؛(السابِياءُ): المَشِيمة التي تخرج مع الولد. و ـ المواشي. و ـ نتاجها وكثرتها. و ـ كثرةُ المال والرجال. (ج) سوابِيُّ.؛(السَّبَاءُ): العود يحمله السَّيل من بلدٍ إِِلى بلد.؛(السَّبْيُ): المأْسور (وصف بالمصدر). يُقال: قَوْمٌ سَبْيٌ. و ـ النساء، لأَنَّهنَّ يسبين القلوب، أَو لأَنَّهنَّ يُسْبَين. (ج) سُبِيٌّ.؛(السَّبِيُّ): المأْسور. و ـ المأْسورة. وهي سَبِيَّةٌ أَيضاً. و ـ السَّبَاء. و ـ جلد الحية الذي تسلخه. (ج) سَبايا.؛(السَّبِيَّةُ): الدُّرَّة يخرجها الغوَّاص من البحر. (ج) سبَايا.
المعجم: الوسيط

مَشَنَهُ

المعنى: بالسَّوْط ـُ مَشْناً: ضربه به. وسَوْطٌ ماشِنٌ. (ج) مُشَّنٌ. ويُقال: مَشَنَهُ بالسَّيْف: ضربه به فقشر جلده ولم يبضّ منه دم. و ـ الشيءُ فلاناً: سحَجَه وخدشه. و ـ يدَهُ: مسحها بشيء خَشِن. و ـ ما في ضَرْع النَّاقة: حَلَبَهُ. ويُقال: امتشِنْ منه ما مَشَنَ لك: خُذْ ما وجدتَ.؛(مَشَّنَتِ) النَّاقةُ ونحوها: درَّت كارهة.؛(امْتَشَنَ) الشيءَ: اختلسه، أو اختطفه. و ـ ثوبَه: انتزعه. و ـ السّيْفَ: استلَّهُ. و ـ النَّاقَةَ: حلب ما في ضَرْعِها.؛(تَمَاشَنَا) الشيءَ: تنازعاه. ويُقال: تماشنَا جِلْدَ الظَّرِبان: استبَّا أقبح ما يكون من السِّباب.؛(المِشَانُ) المرأة السَّليطَةُ المشاتِمةُ. و ـ الذِّئبة العاديَةُ.؛(المَشْنَةُ) الجُرْحُ له سَعَةٌ ولا غَوْرَ له.؛(المِشْنَى) كتاب مؤلف بالعبريّة في الفقه اليهوديّ. (مع).
المعجم: الوسيط

سبأ

المعنى: سَبَأَ الخَمْرَ يَسْبَؤُها سَبْأً وسِباءً ومَسْبَأً واستَبَأَها: شَراها. وفي الصحاح: اشتراها لِيشْرَبَها. قال ابراهيم بن هَرْمةَ: خَــوْدٌ تُعــاطِيكَ، بعــد رَقْــدَتِها، إذا يُلاقِـــي العُيـــونَ مَهْـــدَؤُها كأْســاً بِفِيهــا صــَهْباء، مُعْرَقـة، يَغْلُــو بأَيــدي التِّجــارِ مَسـْبَؤُها مُعْرَقةٌ أَي قليلةُ المِزاجِ أَي أَنها من جَوْدَتِها يغلُو اشتِراؤُها. واسْتَبَأَها: مِثله. ولا يقال ذلك إلاَّ في الخَمرِ خاصة. قال مالك بن أَبي كعب: بَعَثْـتُ الـى حانُوتِهـا، فاسـْتَبَأْتُها بغيـرِ مِكـاسٍ فـي السـِّوام، ولا غَصْبِ والاسم السِّباءُ، على فِعالٍ بكسر الفاء. ومنه سميت الخمر سَبِيئةً.قال حَسَّانُ بن ثابِتٍ رضي اللّه تعالى عنه: كــأَنَّ ســَبِيئةً مــن بَيْــتِ رأســ، يكـــونُ مِزاجَهـــا عســـلٌ ومــاءُ وخبر كأَنَّ في البيت الثاني وهو: علـــى أَنْيابهــا، أَو طَعْــمُ غَــضٍّ مِـــنَ التُّفَّــاحِ، هَصــَّرَه اجْتِنــاءُ وهذا البيت في الصحاح: كـــأَنَّ ســـَبِيئةً فـــي بيــت رأْسٍ قال ابن بري: وصوابه مِن بَيْتِ رأْسٍ، وهو موضع بالشام.والسَّبَّاءُ: بَيَّاعُها. قال خالد بن عبد اللّه لعُمر بن يوسف الثَّقفي: يا ابن السَّبَّاءِ، حكى ذلك أَبو حنيفة. وهي السِّباءُ والسَّبِيئةُ، ويسمى الخَمَّار سَبَّاءً. ابن الأَنباري: حكى الكسائي: السَّبَأُ الخَمْرُ، واللَّظَأُ: الشيءُ الثَّقيل اللظأ حكاهما مهموزين مقصورين. قال: ولم يحكهما غيره. قال: والمعروف في الخَمْرِ السِّباءُ، بكسر السين والمدّ، وإذا اشتريت الخمر لتحملها إلى بلد آخر قلت: سَبَيْتُها، بلا همز. وفي حديث عمر رضي اللّه عنه: أَنه دَعا بالجِفانِ فسَبَأَ الشَّرابَ فيها.قال أبو موسى: المعنى في هذا الحديث، فيما قيل: جَمَعَها وخَبَأَها.وسَبَأَتْه السِّياطُ والنارُ سَبْأً: لَذَعَتْه، وقيل غَيَّرتْه ولَوَّحَتْه، وكذلك الشمسُ والسَّيْرُ والحُمَّى كلهن يَسْبَأُ الإنسانَ أَي يُغَيِّره. وسَبَأْتُ الرجلَ سَبْأً جَلَدْتُه. وسَبَأَ جِلْدَه سَبْأً: أَحْرَقَه، وقيل سلَخَه.وانْسَبَأَ هو وسَبَأْتُه بالنار سَبْأً إذا أَحْرَقْته بها.وانْسَبَأَ الجِلْد: انْسَلَخَ. وانْسَبَأً جلْدُه إذا تَقَشَّر. وقال: وقـد نَصـَلَ الأَظفـارُ وانْسـَبَأَ الجِلْدُ وإنك لتريدُ سبْأَةً أَي تُرِيد سَفَراً بعيدا يُغَيِّرُك. التهذيب: السُّبْأَةُ: السَّفر البعيد، سمي سُبْأَةً لأَن الإنسان إذا طال سَفَرُه سَبَأَتْه الشمسُ ولَوَّحَتْه، وإذا كان السفر قريباً قيل: تريد سَرْبةً. والمَسْبَأُ: الطريقُ في الجبل.وسَبَأَ على يَمِينٍ كاذبة يَسْبَأُ سَبْأً: حَلَف، وقيل: سبَأَ على يَمِينٍ يَسْبَأُ سَبْأً مَرَّ عليها كاذباً غير مُكْتَرِثٍ بها.وأَسْبَأَ لأَمر اللّه: أَخْبَتَ. وأَسْبَأَ على الشيءِ: خَبَتَ له قَلْبُه.وسَبَأُ: اسم رجل يَجْمع عامَّةَ قَبائل اليَمن، يُصْرَفُ على إرادة الحَيِّ ويُتْرَك صرْفُه على إرادة القَبِيلة. وفي التنزيل: لقَدْ كانَ لِسَبَإٍ في مَساكِنِهم وكان أَبو عمرو يقرأُ لِسَبَأَ. قال: مَــنْ ســَبَأَ الحاضــِرِينَ مَـأْرِبَ، إذْ يَبْنُـونَ، مِـنْ دُونِ سـَيْلِها، العَرِمـا وقال: أَضـْحَتْ يُنَفِّرُهـا الوِلـدانُ مِـنْ سَبَإٍ، كــأَنهم، تَحــتَ دَفَّيْهــا، دَحارِيـجُ وهو سَبَأُ بن يَشْجُبَ بن يَعْرُبَ بن قَحْطانَ، يُصرف ولا يُصرف، ويمدُّ ولا يمدّ. وقيل: اسم بلدة كانت تَسْكُنها بِلْقِيسُ. وقوله تعالى: وجِئْتُك مِن سَبَإٍ بنَبَإٍ يقين. القُرَّاءُ على إجْراءِ سَبَإٍ، وإن لم يُجْروه كان صواباً. قال: ولم يُجْرِه أَبو عمرو بن العَلاءِ. وقال الزجاج: سَبَأٌ هي مدينة تُعرَف بمَأرِب مِن صَنْعاءَ على مَسِيرةِ ثلاثِ ليالٍ، ومن لم يَصْرِفْ فلأَنه اسم مدينة، ومن صرفه فلأَنه اسم البلد، فيكون مذكراً سمي به مذكر. وفي الحديث ذكر سَبَأ قال: هو اسم مدينة بلقيس باليمن. وقالوا: تَفَرَّقُوا أَيْدِي سَبا وأَيادِي سَبا، فبنوه. وليس بتخفيف عن سَبَإٍ لأَن صورة تحقيقه ليست على ذلك، وإنما هو بدل وذلك لكثرته في كلامهم، قال: مِــنْ صــادِرٍ، أَو وارِدٍ أَيْـدِي سـَبَا وقال كثير: أَيادِي سَبَا، يا عَزَّ، ما كُنْتُ بَعْدَكُمْ، فَلَـمْ يَحْـلَ للعَيْنَيْنِـ، بَعْـدَكِ، مَنْزِلُ وضَرَبَتِ العَرَبُ بِهِم المَثَلَ في الفُرْقة لأَنه لمَّا أَذْهَبَ اللّه عنهم جَنْتَهم وغَرَّقَ مكانَهُم تَبَدَّدُوا في البلاد. التهذيب: وقولهم ذَهَبُوا أَيْدِي سَبَا أَي مُتَفَرِّقين، شُبِّهُوا بأَهلِ سبَأ لمَّا مزَّقهم اللّه في الأَرض كلَّ مُمَزَّقٍ، فأَخذ كلُّ طائفةٍ منهم طريقاً على حِدةٍ. واليَدُ: الطَّرِيق، يقال: أَخَذَ القَومُ يَدَ بَحْرٍ. فقيل للقوم، إذا تَفَرَّقوا في جهاتٍ مختلفة: ذَهَبوا أَيدي سَبَا أَي فَرَّقَتْهم طُرُقُهم التي سَلَكُوها كما تَفَرَّقَ أَهل سَبأ في مذاهبَ شَتَّى. والعرب لا تهمز سبا في هذا الموضع لأَنه كثر في كلامهم، فاسْتَثْقَلوا فيه الهمزة، وإن كان أَصله مهموزاً. وقيل: سَبَأٌ اسم رجل ولَدَ عشرة بَنِينَ، فسميت القَرْية باسم أَبِيهم.والسَّبائِيَّةُ والسَّبَئِيَّةُ من الغُلاةِ ويُنْسَبُون إلى عبد اللّه ابن سَبَإٍ.
المعجم: لسان العرب

مشن

المعنى: مشن : (المَشْنُ) : (هُوَ الضَّرْبُ بالسِّياطِ مِثْل (المَسْنِ) بالسِّينِ المُهْمَلَةِ. يقالُ: مَشَنَه مَشَناتٍ: أَي ضَرَبات. وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ:  يقالُ مَشَنْتُه عِشْرينَ سَوْطاً ومَشَقْتُه ومَتَخْتُه وزَلَعْتُه وشَلَقْتُه، بمعْنًى واحِدٍ. (و) المَشْنُ: (الخَدْشُ) . (قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: مَرَّتْ بِي غِرارَةٌ فمَشَنَتْني، أَي سَجَحَتْني وخَدَشَتْني. (و) المَشْنُ: (النِّكاحُ) ، وَقد مَشَنَها. (و) المَشْنُ: (مَسْحُ اليَدِ بخَشِنٍ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرابيِّ. (و) المَشْنُ: (أَنْ تَضْرِبَ بالسَّيْفِ ضَرْباً يَقْشِرُ الجِلْدَ) وَلَا يَبضُّ مِنْهُ دَمٌ. (وامْتَشَنَهُ: اقْتَطَعَهُ؛ و) أَيْضاً: (اخْتَلَسَهُ) . (وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: اخْتَطَفَهُ. (ومْتَشَنَ (السَّيْفَ: اسْتَلَّهُ) واخْتَرَطَهُ. (و) رَوَى أَو تُرابٍ عَن الكِلابيّ: امْتَشَلَ الناقَةَ وامْتَشَنَها إِذا (حَلَبَ مَا فِي الضَّرْعِ) كُلِّه، (كمَشَّنَ) ، بالتَّشْدِيدِ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ بالتَّخْفيفِ. (وأَصابَتْهُ مَشْنَةٌ: وَهِي الجَرْحُ لَهُ سَعَةٌ وَلَا غَوْرَ لَهُ) ، فَمِنْهُ مَا بَضَّ مِنْهُ دَمٌ، وَمِنْه مَا لم يَجْرحِ الجِلْدَ. (ومَشَّنَتِ النَّاقَةُ تَمْشِيناً: دَرَّتْ كارِهَةً) ، عَن الكِلابيّ. (والمُوشانُ، بالضَّمِّ وكغُرابٍ وكِتابٍ) :) نَوْعٌ (مِن) التَّمْرِ. ورَوَى الأزْهرِيُّ بسَنَدِه عَن عُثْمان بن عبْدِ الوَهابِ الثَّقفيّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى قالَ: اختَلَفَ أَبي وأَبو يوسُفَ عنْدَ هارُون فقالَ أَبو يوسُفَ: (أَطْيَبُ الرُّطَبِ) المُشانُ، فقالَ أَبي: أَطْيَبُ الرُّطَبِ السُّكَّرُ، فقالَ هَارُون: يُحْضَرانِ، فلمّا حَضَرا تَنَاوَلَ أَبو يوسُفَ السُّكَّرَ فقلْتُ لَهُ: مَا هَذَا؟ قالَ: لمَّا رأَيْت الحقَّ لم أَصْبر عَنهُ. ومِن أَمْثالِ أَهْلِ العِراقِ: بعلَّةِ الوَرَشانِ تأْكُلُ الرُّطَبَ المُشانَ. وَفِي الصِّحاحِ: تأْكُلُ رُطَبَ المُشانِ، بالإضافَةِ،  قالَ: وَلَا تَقُل تأْكُلُ الرُّطَبَ المُشانَ. قالَ ابنُ بَرِّي: المُشانُ نَوْعٌ مِن الرُّطَبِ إِلَى السَّوادِ دَقِيق، وَهُوَ أَعْجمِيٌّ، سمَّاهُ أَهْلُ الكُوفَةِ بِهَذَا الاسمِ لأنَّ الفُرْسَ لمَّا سمعَتْ بأُمِّ جِرْذان، وَهِي نخْلَةٌ كَريمَةٌ صَفْراءُ البُسْرِ والتمْرِ، فلمَّا جاؤُوا قَالُوا: أَيْنَ مُوشانُ؟ ومُوشُ: الجُرَذُ، يُرِيدُونَ أَينَ أُمّ الجِرْذانِ. (و) مَشانُ، (كسَحابٍ: ة بالبَصْرَةِ) كَثيرَةُ النَّخْلِ، كانتْ إقْطاعاً لأبي القاسِمِ الحرِيرِي صاحِبِ المَقامَات. (و) مِشانٌ، (ككِتابٍ: جَبَلٌ) أَو شعْبٌ بأَجَأَ؛ ويُرْوَى بالرَّاءِ فِي آخِرِه، لَا يَصعده إلاَّ متجرد. (و) أَيْضاً: (الذِّئْبُ العادِيَةُ. (و) أَيْضاً: (المرأَةُ السَّلِيطَةُ) المُشاتِمَةُ؛ قالَ: وهَبْتَه من سَلْفَعٍ مِشَانِكذِئْبَة تَنْبَحُ بالرُّكْبانِ (و) يقالُ: (امْتَشِنْ مِنْهُ مَا مَشَنَ لَكَ) ، أَي (خُذْ مَا وَجَدْتَ) . (وقالَ أَبو تُرَاب: يقالُ: إنَّ فلَانا ليَمْتَشُّ من فلانٍ ويَمْتَشِنُ أَي يُصِيبُ مِنْهُ. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: مَشَنَ الشَّيءَ: قَشَرَهُ. وسَوْطٌ ماشِنٌ، والجَمْعُ مُشَّنٌ، كرُكَّعٍ؛ وَمِنْه قولُ رُؤْبَة: وَفِي أَخادِيدِ السِّياطِ المُشَّنِ أَي الَّتِي تَخُدُّ الجَلْدَ أَي تَجْعَلُ فِيهِ كالأخادِيدِ. ويقُولُونَ: كأَنَّ وَجْهَه مُشِنَ بقَتادَةٍ أَي خُدِشَ بهَا، وَذَلِكَ فِي الكَراهَةِ والعُبُوسِ والغَضَبِ. ومَشَّنَ اللِّيفَ تَمْشِيناً: أَي مَيَّشَه ونَفَشَه للتَّلْسِين؛ رَوَاهُ الأَزْهرِيُّ عَن رجُلٍ مِن أَهْلِ هَجَرَ؛ قالَ: والتَّلْسِينُ أَن يُسَوَّى اللِّيف قِطْعةً  قِطْعَةً ويُضَمُّ بعضُه إِلَى بعضٍ. وتَماشَنَا جِلْدَ الظَّرِبان: إِذا اسْتَبَّا أَقْبَح مَا يكونُ مِن السِّبابِ حَتَّى كأَنَّهما تَنازَعَا جلْدَ الظَّرِبان وتَجاذَباهُ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ. وامْتَشَنَ قَوْسَه: انْتَزَعَه. والمِشَانُ، بالكسْرِ: اسمُ رجُلٍ.
المعجم: تاج العروس

مشن

المعنى: المَشْنُ: ضَرْب من الضرب بالسياط. يقال: مشَنَه ومَتَنه مَشَناتٍ أَي ضربات. مَشَنه بالسوط يَمْشُنه مَشْناً: ضربه كمَشَقه. ابن الأَعرابي: يقال مَشَقْتُه عشرين سوطاً ومَتَخْته ومَشَنْتُه، وقال: زَلَعْتُه، بالعين، وشَلَقْتُه. ويقال: مَشَنَ ما في ضرْعِ الناقة ومَشَقه إذا حلب.أَبو تراب عن الكلابي: امْتَشَلْتُ الناقة وامتَشَنْتُها إذا حلبتها.ومَشَّنَتِ الناقةُ تَمْشِيناً دَرَّتْ كارهة. والمَشْنُ: الخَدْشُ. ومَشَنَني الشيءُ: سحَجَني وخَدَشني؛ قال العجاج: وفي أَخادِيدِ السِّياط المَشْنِ ونسبه ابن بري لرؤبة؛ قال وصوابه: وفي أَخادِيدِ السِّياطِ المُشَّنِ شـافٍ لبَغْيِ الكَلِب المُشَيْطَنِ قال: والمُشَّنُ جمع ماشن، والمَشْنُ: القَشْرُ، يريد: وفي الضرب بالسياط التي تَخُدُّ الجلد أَي تجعل فيه كالأَخاديد. والكَلِبُ المُشَيْطَنُ: المُتَشَيْطِن. ابن الأَعرابي: المَشْنُ مسح اليد بالشيء الخشن، والعرب تقول: كأَن وجهه مُشِنَ بقَتادةٍ أَي خُدِش بها، وذلك في الكراهة والعُبوس والغضب. ابن الأَعرابي: مَرَّتْ بي غِرارَةٌ فمَشَنَتْني، وأَصابتني مَشْنةٌ، وهو الشيء له سعة ولا غَوْرَ له، فمنه ما بَضَّ منه دم، ومنه ما لم يجرح الجلد. يقال منه: مَشَنه بالسيف إذا ضربه فقشر الجلد، قال أَبو منصور: سمعت رجلاً من أَهل هَجَرَ يقول لآخر: مَشِّنِ الليفَ أَي مَيِّشْه وانْفُشْه للتَّلْسين، والتلسين: أَن يُسَوَّى الليف قطعة قطعة ويضم بعضها إلى بعض. ومَشَنَ المرأَة: نكحها. وامرأَة مِشَانٌ: سليطةٌ مشاتِمَةٌ؛ قال: وهَبْتَـه مـن سـَلْفَعٍ مِشـَانِ، كذِئبَــة تَنْبَـحُ بالرُّكْبـانِ أَي وهَبْتَ يا رب هذا الولد من امرأَة غير مرضية. والمِشانُ من النساء: السليطة المُشاتمة.وتَماشَنا جِلْدَ الظَّرِبان إذا اسْتَبّا أَقْبح ما يكون من السِّباب، حتى كأَنهما تنازعا جلد الظَّرِبان وتجاذباه؛ عن ابن الأَعرابي.أَبو تراب: إن فلاناً ليَمْتَشُّ من فلان ويَمْتَشِنُ أَي يُصِيب منه.ويقال: امْتشِنْ منه ما مَشَنَ لك أَي خذ ما وجدت. وامتَشَنَ ثوبه: انتزعه. وامتَشَنَ سيفه: اخترطه وامتَشَنْتُ الشيء: اقتطعته واخْتَلسته.وامتَشَنَ الشيء: اختطفه؛ عن ابن الأَعرابي.والمُشَانُ: نوع من التمر. وروى الأَزهري بسنده عن عثمان بن عبد الوهاب الثَّقَفي قال: اختلف أَبي وأَبو يوسف عند هرون فقال أَبو يوسف: أَطْيَبُ الرُّطَبِ المُشانُ، وقال أَبي: أَطيب الرطب السُّكَّرُ، فقال هرون: يُحْضَرانِ، فلما حَضَرا تناول أَبو يوسف السُّكَّرَ فقلت له: ما هذا؟ فقال: لما رأَيت الحقَّ لم أَصبر عنه. ومن أَمثال أَهل العراق: بِعلَّةِ الوَرَشانِ تأْكُلُ الرُّطَبَ المُشانَ، وفي الصحاح: تأْكل رُطَبَ المُشانِ، بالإضافة، قال: ولا تقل تأْكل الرُّطَبَ المُشانَ؛ قال ابن بري: المُشانُ نوع من الرطب إلى السواد دقيق، وهو أَعجمي، سماه أَهل الكوفة بهذا الاسم لأَن الفُرْسَ لما سمعت بأُمِّ جِرْذان، وهي نخلة كريمة صفراء البُسْرِ والتمر؛ ويقال: إن النبي، صلى الله عليه وسلم، دعا لها مرتين، فلما جاء الفُرْسُ قالوا: أَين مُوشانُ؟ والمُوشُ: الجُرَذُ، يريدون أَين أُم الجِرْذانِ، وسميت بذلك لأَن الجِرْذان تأْكل من رطبها لأَنها تلقطه كثيراً.والمِشَانُ: اسم رجل، والله أَعلم.
المعجم: لسان العرب

سبي

المعنى: السَّبْيُ والسِّباءُ: الأَسْر معروف. سَبَى العدوَّ وغيرَه سَبْياً وسِباءً إذا أَسَرَه، فهو سَبِيٌّ، وكذلك الأُنثى بغير هاءٍ من نِسْوة سَبايا. الجوهري: السَّبِيَّة المرأَةُ تُسْبى. ابن الأَعرابي: سَبَى غير مهموز إذا مَلَك، وسَبَى إذا تمَتَّع بجاريته شَبابَها كلَّه، وسَبَى إذا استَخْفَى، واسْتَباهُ كَسَباه.والسَّبْيُ: المَسْبِيُّ، والجمع سُبِيٌّ؛ قال: وأَفَأْنـــــا الســـــُّبِيَّ مـــــن كــــلِّ حَيٍّــــ، وأَقَمْنـــــــــا كَراكِــــــــراً وكُروشــــــــَا والسِّباءُ والسَّبْيُ: الإسم. وتَسابَى القومُ إذا سَبَى بعضهم يبعضاً.يقال: هؤُلاء سَبْيٌ كثير، وقد سَبَيْتهم سَبْياً وسِباءً، وقد تكرر في الحديث ذكر السَّبْيِ والسَّبِيَّة والسَّبايا، فالسَّبْيُ: النَّهْبُ وأَخْذُ الناسِ عَبيداً وإماءً، والسَّبِيَّة: المرأَة المَنْهوبة، فعيلة بمعنى مفعولة. والعرب تقول: إنَّ الليلَ لَطويلٌ ولا أُسْبَ له ولا أُسْبِيَ له؛ الأَخيرة عن اللحياني، قال: ومعناه الدُّعاءُ أَي أَنه كالسَّبيِ له، وجُزِمَ على مذهب الدعاء، وقال اللحياني: لا أُسْبَ له لا أَكونُ سَبْياً لبَلائِه. وسَبَى الخَمْرَ يَسْبِيها سَبْياً وسِباءً واسْتَباها: حَمَلَها من بلد إلى بلد وجاءَ بها من أَرض إلى أَرض، فهي سَبِيَّة؛ قال أَبو ذؤَيب: فما إنْ رَحيقٌ سَبَتْها التِّجا_رُ مِنْ أَذْرِعاتٍ فَوادِي جَدَرْ وأَما إذا اشْتَرَيْتَها لتَشْربَها فتقولُ: سَبَأْت بالهمز، وقد تقدم في الهمز؛ وأَما قول أَبي ذُؤَيب: فمــــا الــــرَّاحُ الشــــَّامِ جــــاءَت ســــَبِيَّة وما أَشبهه، فإن لم تهمز كان المعنى فيه الجَلْبَ، وإن همزت كان المعنى فيه الشِّراءَ. وسَبَيْت قلْبَه واسْتَبَيْته: فَتَنْته، والجاريةُ تَسْبي قَلْبَ الفَتى وتَسْتَبِيهِ، والمرأَةُ تَسْبي قلبَ الرجلِ. وفي نوادر الأَعراب: تَسَبَّى فلان لفلان ففَعل به كذا يعني التَّحَبُّبَ والاستِمالةِ، والسَّبْيُ يقع على النساء خاصَّة، إمَّا لأَنَّهنَّ يَسْبِينَ الأَفْئدَةَ، وإمَّا لأَنَّهنَّ يُسْبَيْنَ فيُمْلَكْنَ ولا يقال ذلك للرجال.ويقال: سبَى طيبه إذا طابَ مِلْكُه وحَلَّ. وسَباه الله يَسْبِيه سَبْياً: لَعَنَه وغَرَّبَه وأَبْعَدَه الله كما تقول لعنه اللهُ. ويقال: ما لَه سباهُ الله أَي غَرَّبه، وسَباهُ إذا لعنه؛ ومنه قول امرئ القيس: فقــــالت: ســــَبَاكَ اللــــهُ إنَّـــكَ فاضـــِحي، أَي أَبْعَدَك وغَرَّبك؛ ومنه قول الآخر: يَفُــــــضُّ الطِّلْــــــحَ والشـــــِّرْيانَ هَضـــــّاً، وعُــــــودَ النَّبْــــــعِ مُجْتَلَبــــــاً ســـــَبِيَّا ومنه السَّبْيُ لأَنه يُغَرَّب عن وَطَنِه، والمعنى متَقارِب لأَن اللَّعْن إبْعاد. شمر: يقال سَلَّط اللهُ عَلَيكَ من يَسْبِيكَ ويكون أَخَذَكَ الله. وجَاءَ السيلُ بعُودٍ سَبِيٍّ إذا احْتَمَلَه من بلد إلى بلد، وقيل: جاء به من مكانٍ غريب فكأَنه غَرِيب؛ قال أَبو ذؤيب يصف يراعاً: ســـــــَبِيٌّ مـــــــن يَرَاعَتِـــــــهِ نَفَــــــاه أَتِــــــــيٌّ مَـــــــدَّهُ صـــــــُحَرٌ ولُـــــــوبُ ابن الأَعرابي: السَّبَاءُ العُودُ الذي تَحْمِلُه من بلد إلى بلد، قال:ومنه السِّبَا، يُمَدُّ ويُقْصر.والسَّابِياءُ: الماءُ الكثيرُ الذي يخرج على رَأْسِ الوَلَدِ لأَن الشيءَ قد يُسَمَّى بما يكون مِنه. والسَّابِياءُ: ترابٌ رَقِيقٌ يُخْرِجُه اليَرْبُوع من جُحْرِه، يُشَبَّه بِسابِياء الناقَةِ لرِقَّتِه؛ وقال أَبو العباس المبرد: هو من جِحَرَتِهِ قال ابن سيده: وقد رُدّ ذلك عليه. وفي الحديث: تسعة أعْشِرَاءِ البَرَكة في التجارة وعشرٌ في السَّابِياءِ، والجمع السَّوابي؛ يريد بالحديث النّتاجَ في المواشي وكثْرَتَها. يقال: إن لِبَنِي فلان سَابِياءَ أَي مَوَاشِيَ كثيرةً، وهي في الأَصل الجلدة التي يَخْرُجُ فيها الولد، وقيل: هي المَشِيمة. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: قال لِظَبْيانَ ما مَالُكَ؟ قال: عَطائي أَلْفان، قال: اتّخِذْ من هَذا الحَرْث والسَّابِيَاءَ قبلَ أَن تَلِيَكِ غِلْمَةٌ من قُرَيْشٍ لا تَعُدُّ العَطاءَ معَهُم مالاً؛ يريد الزِّراعة والنِّتاجَ. وقال الأَصمعي والأَحمر:السابياءُ هو الماءُ الذي يَخْرُج على رأس الولَدِ إذا وُلِد، وقيل:السَّابِياءُ المَشِيمة التي تَخْرُج مَعَ الولد، وقال هُشَيم: مَعَنَى السابياء في الحديث النّتاج. قال أَبو عبيد: الأَصل في السَّابِياء ما قال الأَصمعي، والمعنى يرجع إلى ما قال هُشَيْم. قال أَبو منصور: إنه قيل للنّتاج السَّابِياءُ لِمَا يخرُج منَ الماء عند النّتاج على رَأْس المولود.وقال الليث: إذا كثر نَسلُ الغَنَم سُمِّيَت السابِياءَ فيقعُ اسمُ السابياءِ على المال الكثير والعدد الكثير؛ وأَنشد: أَلَــــــمْ تَــــــرَ أَنَّ بَنِـــــي الســـــَّابِياء، إذا قـــــــــــارَعُوا نَهْنَهُــــــــــوا الجُهَّلا؟ وبنو فلان تروح عليهم سابياءُ من مَالِهِم. وقال أَبو زيد: يقال إنّه لَذُو سابِياءَ، وهي الإبلُ وكثرة المال والرجال. وقال في تفسير هذا البيت:إنه وصفهم بكثرة العدد.والسَّبِيُّ: جِلْد الحَيّة الذي تَسْلُخُه؛ قال كثير: يُجَــــــرِّدُ ســــــِرْبالاً عَلَيهــــــ، كــــــأَنَّه ســــــَبِيُّ هِلالٍ لــــــم تُفَتّــــــق بنَـــــائِقُهْ وفي رواية: لم تُقَطَّعْ شَرانِقُهْ، وأَراد بالشَّرانِقِ ما انْسَلَخَ من جِلْدِهِ.والإسْبَة والإسْباءَةُ:الطَّرِيقَةُ من الدَّمِ. والأَسابيُّ: الطُّرق من الدَّمِ. وأَسَابيُّ الدماء:طَرائِقُها؛ وأَنشد ابن بري: فقـــــامَ يَجُـــــرُّ مـــــن عَجَلٍــــ، إلَيْنــــا أَســــــــابِيَّ النُّعــــــــاسِ مــــــــع الإزارِ وقال سَلامة بن جَنْدَل يذكر الخيل: والعادِيـــــاتِ أَســـــابِيُّ الــــدِّماءِ بهــــا، كــــــأَنَّ أَعْناقَهــــــا أنْصـــــابُ تَرْجيـــــبِ وفي رواية: أَسابِيُّ الدِّياتِ؛ قوله: أَنصاب يحتمل أَن يريد به جَمعَ النُّصُب الذي كانوا يعبدونه ويُرَجِّبُونَ له العَتائِرَ، ويحتمل أَن يريد به ما نُصِبَ من العُود والنَّخْلة الرُّجَبِيَّة، وقيل: واحدتُها أسْبِيَّة. والإسْباءَة أَيضاً: خيطٌ من الشَّعر مُمْتَدٌّ.وأَسابِيُّ الطريق: شَوْكُه.قال ابن بري: والسابِياءُ أَيضاً بيتُ اليَرْبُوع فيما ذكره أَبو العباس المبرّد، قال: وهو مستعار من السابِياءِ الذي يخرُج فيه المولود، وهو جُلَيْدَة رقيقة لأَن اليربوع لا يُنْفِذُه بل يُبْقِي منه هَنَةً لا تَنْفُذ، قال: وهذا مما غَلَّط الناسُ فيه قَدِيماً أَبا العباس وعَلِمُوا من أَينَ أُتِيَ فيه، وهو أَنَّ الفَرّاء ذكر بعدَ جِحَرَة اليَرْبوع السابِياءَ في كتاب المقصور والممدود فظَنَّ أَن الفراء جَعَل السابياءَ منها ولم يُرِدْ ذلك؛ قال: وأَيضاً فليس السابياء الذي يخرُج فيه المولود وإنما ذلك الغِرْس، وأَما السابِياءُ فَرِجْرِجَة فيها ماء ولو كان فيها المولودُ لَغَرَّقَه الماءُ.وسَبَى الماءَ: حَفَر حتى أَدركه؛ قال رؤبة: حــــتى اســــْتفاضَ المـــاءُ يَســـْبِيه الســـابْ وسَبَأُ: حيٌّ من اليَمَن، يُجْعَل اسماً للحَيِّ فيُصرفُ، واسماً للقَبيلة فلا يُصْرف. وقالوا للمُتَفَرِّقينَ: ذَهَبُوا أَيْدِي سَبَأَ وأَيادِي سَبَأَ أَي مُتَفَرِّقينَ، وهما اسمان جُعِلا اسماً واحداً مثل مَعدي كرب، وهو مصروف لأَنه لا يقع إلا حالاً، أَضَفْتَ أَو لم تُضِفْ؛ قال ابن بري: وشاهد الإضافة قول ذي الرمة: فيـــــا لَــــكِ مــــن دارٍ تَحَمَّــــلَ أَهْلُهــــا أيـــادِي ســـَبَا بَعْـــدِي، وطـــالَ اجْتِنابُهـــا، قال: وقوله، وهو مصروف لأَنه لا يقع إلاّ حالاً أَضفت أَو لم تضف، كلام متناقض، لأَنه إذا لم تُضِفْه فهو مركّب، وإذا كان مُرَكباً لم ينَوّن وكان مبنياً عند سيبويه مثل شَغَرَ بَغَرَ وبَيْتَ بَيْتَ من الأَسماء المركبة المبنية مثل خَمْسةَ عَشَر، وليس بمَنْزِلَة مَعْدِي كَرِبَ لأَن هذا الصنف من المركب المُعْرَب، فإن جعلته مثلَ مَعْدِي كَرِبَ وحَضْرَمَوْت فهو مُعْرَب إلا أَنه غير مصروف للتركيب والتعريف، قال: وقوله أَيضاً في إيجاب صرفه إنه حال ليس بصحيح لأَن الاسْمَين جميعاً في موضع الحال، وليس كون الاسم المركب إذا جعل حالاً مما يُوجِبُ له الصَّرْفَ.الأَزهري: والسَّبِيَّة اسمُ رَمْلَةٍ بالدَّهناء. والسَّبِيَّة: دُرَّة يُخْرِجُها الغَوَّاص من البحر؛ وقال مزاحم: بَــــدَتْ حُســــَّراً لــــم تَحْتَجِبْــــ، أَو ســـَبِيَّة مـــن البحـــر، بَـــزَّ القُفْــلَ عنهــا مُفِيــدُها
المعجم: لسان العرب

فرخ

المعنى: فرخ : (الفَرْخُ: ولَدُ الطّائرِ) ، هاذا الأَصلُ، (و) قد استُعمِل فِي (كلّ صغيرٍ مِنَ الحَيَوَانِ والنَّبَاتِ) : الشَّجَرِ وغَيرِهَا. (ج) القليلُ (أَفْرُخٌ) ، بضمّ الراءِ، (وأَفْرَاخٌ) ، وَهُوَ شاذّ، لأَنّ فَعْلاً الصّحيحَ العَيْنِ لَا يُجْمعَ على أَفعالٍ، وشَذّ مِنْهُ ثلاثةُ أَلفاظِ فَرْخ وأَفراخٌ، وزَنْدٌ وأَزناد، وحَمْل وأَحمال، قَالَه ابْن هِشَام فِي شرْحِ الكَعبيّة، وأَشار إِليه فِي التَّوضيح وغيرِه. قَالَ: وَلَا رَابِع  لَهَا، بِخِلَاف نَحو ضَيْف وأَضياف، وسَيْف وأَسياف. فإِنَّه بابٌ واسعٌ، كَذَا نقلَه شَيخنَا. (وفِرَاخٌ) ، بِالْكَسْرِ جمْعٌ كثير، (و) كذالك (فُرُوخٌ) ، بالضّمْ، وفُرُوخٌ، بحذّف الْوَاو، (وأَفْرِخَةٌ) ، جمعٌ قليلٌ نادرٌ، عَن ابْن الأَعرابيّ. وأَنشد: أَفْوَاقُهَا حِذَة الجَفِيرِ كأَنّها أَفْوَاهُ أَفْرِخَةٍ من النِّغْرانِ (وفِرخَانٌ) ، بِالْكَسْرِ جمْع كَثير. (و) الفَرْخُ: (الرَّجُل الذَّليلُ المَطْرُودُ) ، وَقد فَرَّخ، إِذَا ذَلّ، قَالَه أَبو مَنْصُور. (و) من المَجاز: الفَرْخُ (الزَّرْعُ المُتَهيِّىء للانشِقاقِ) بَعْدَمَا يَطلُعُ، وَقيل هُوَ إِذا صارَتْ لَهُ أَغصانٌ، وَقد فَرَّخَ وأَفرَخَ، وَقَالَ اللّيث: الزَّرْعُ مَا دَامَ فِي البَذْرِ فَهُوَ الحَبُّ، فإِذا انشَقَّ الحَبُّ عَن الوَرَقِ فَهُوَ الفَرْخ، فإِذا طَلَعَ رأْسُه فَهُوَ الحَقْل. (و) الفَرْخ (عَلَمٌ. و) الفَرْخُ (مُقَدَّمُ الدِّماغِ) ، على التَّشْبِيه، كَمَا قيل لَهُ: العُصْفُورُ، جمْعه فِرَاخٌ. قَالَ الفرزدق: ويَوْمَ جَعلْنا البِيضَ فِيهِ لعامرٍ مُصَمّمَةً تَفْأَى فرَاخَ الجَماجِمِ يَعنِي بِهِ الدِّمَاغِ والفَرْخ: مُقَدَّمُ دِمَاغِ الفَرَس. (وأَفْرَخَتِ البَيْضَةُ والطَّائرةُ وفَرَّخَتْ) ، مُشدّداً (: صارَ) ، هَكَذَا بالصَّاد فِي النّسخ الَّتِي بأَيدينا، وَالَّذِي فِي (اللِّسَان) وَغَيره: طَار (لهَا) ، بالطّاءِ الْمُهْملَة (فَرْخٌ. وَهِي مُفْرِخٌ) ، كمُحْسن ومُفرِّخ، بالتَّشْدِيد، وأَفرَخَ البيضُ: خَرَجَ فَرْخُه وأَفرَخَ الطائرُ: صَار ذَا فَرْخٍ وفَرَّخَ، كذالك. (والمَفَارِخُ: مَواضِعُ تَفريخِها) ، لم يذكُرُوا لَهُ مُفْرَداً. (واسْتَفْرَخَ الحَمَامَ: اتَّخَذَها للفرَاخِ) ، وَمِنْه قَول الحَريريّ. يَستَفْرخُ حَيْثُ لَا أَفراخ. (و) من المَجاز: (فَرَّخَ الرَّوْعُ) ، بِفَتْح الرّاءِ (تَفْرِيخاً: ذَهَبَ، كأَفْرَخَ) ، وَمِنْهُم من ضَبطَ الرُّوع، بالضمّ، وَلَا معنَى  لذَهاب القَلْب، كَمَا هُوَ ظاهرٌ، يُقَال: ليُفرِخ عَنْك رَوْعُك، أَي ليَخرُجْ عَنْك فزَعُك كَمَا يَخرحُ الفَرْخ عَن البَيْضة. (و) فَرّخَ (الرَّجُلُ) : تَفْرِيخاً (فَزِعَ ورَعَبَ) ، وفُرِّخَ الرِّعْدِيدُ، بالبناءِ للْمَجْهُول، تفريخاً: رُعِبَ وأُرْعِدَ، وكذالك الشَّيخُ الضّعيف. وَقَالَ الأَزهَرِيّ: يُقَال للفَرِقِ الرِّعديد: قد فَرّخَ تفريخاً، (و) فَرّخَ (القَوْمُ: ضَعُفُوا، أَي صَارُوا كالفِرَاخِ) من ضَعْفِهُم. (و) فِي (الأَساس) : من المَجازِ فرَّخَ (الزَّرْعُ) تَفريخاً (: نَبَتَ أَفراخُهُ) ، وفَرَّخَ شَجرُهم فِرَاخاً كَثِيرَة، وَهِي مَا يَخْرُجُ فِي أُصوله من صِغَاره. (و) فَرِخَ الرَّجلُ (: كَفَرِحَ: زَالَ فَزَعُهُ واطْمَأَنَّ. و) قَالَ الهوازنيّ: إِذا سَمِعَ صاحبُ الآمّةِ الرَّعْدَ والطَّحْنَ فَرِخَ (إِلى الأَرْضِ) أَي (لَزِقَ بهَا) ، تفريخاً، هاذا مُقْتَضى عِبَارَته، وَقد وَرَد من بَاب فَرِحَ أَيضاً. (و) فِي حَدِيث أَبي هُريرةَ يَا بَنِي (فَرُّوخ) ، قَالَ اللَّيْث: هُوَ (كَتَنُّورٍ) من وَلَدِ إِبراهيمَ عَلَيْهِ وعَلى نَبِيّنَا أَفضلُ الصّلاة والسّلام (أَخو) سيِّدنا الذّبيح (إِسماعيلَ، و) سيِّدنا الغَيورِ (إِسحَاقَ) عَلَيْهَا السّلام، وُلدَ بعدهُمَا وكثُرَ نسلُه ونَمَا عَددُه، فَهُوَ (أَبو العَجَمِ الّذين فِي وَسَطِ البِلادِ) ، وَهُوَ فارسيٌّ، وَمَعْنَاهُ السَّعِيد طالعُه، وَقد تَسقُط واوُه فِي الِاسْتِعْمَال. وَقَالَ الشَّاعِر: فإِنْ يأْكُلْ أَبو فَرُّوخَ آكُلْ وَلَو كانَتْ خَنَانِيصاً صِغَارَا قَالَ ابْن مَنْظُور: جَعلَه أَعجميًّا فَلم يَصْرِفه، لمكانِ العُجْمَة والتّعريف. (و) من الْمجَاز (أَفْرَخَ الأَمْرُ) وفَرَّخَ: (اسْتَبَانَ) آخِرُ أَمْرِه (بَعْدَ استِبَاه. و) مِنْهُ أَيضاً أَفرَخَ (القَوم بَيْضَتَهم) ، وَفِي بعض الأُمَّهات  بَيضَهُم، إِذا (أَبْدَوْا سِرُّهُمْ) ، يُقَال ذالك للّذي أَظهَر أَمْرَه وأَخرَجَ خَبَرِ، لأَنّ إِفراخَ البَيْضِ أَن يَخْرُجَ فَرْخُه، (و) مِنْهُ أَيضاً نقل الأَزهريّ عَن أَبي عُبَيْدٍ من أَمثالهم المنتشرةِ فِي كَشْفِ الكَرب عِنْد المخاوِف عَن الجَبان قولَهم (أَفْرِخْ رُوعَكَ) يَا فلَان، (أَي سَكِّنْ جَأْشَكَ) ، يَقُول: ليَذْهَبْ رْعبُك وفَزَعُك؛ فإِنَّ الأَمرَ لَيْسَ على مَا تُحَاذِر. وَفِي الحَدِيث كتبَ مُعَاوِيَة إِلى ابْن زيادٍ (أَفْرِخْ روعَك قد وَلَّيناك الكُوفةَ) وَكَانَ يَخاف أَن يُولِّيَها غيرَه. وأَفرَخَ فُؤادُ الرَّجُلِ، إِذَا خَرَجَ، روعُه وانكشَفَ عَنهُ الفَزَعُ كَمَا تُفرِخُ البَيضةُ إِذا انفلَقَتْ عَن الفَرْخِ فخرَجَ. وأَصْلُ الإِفراخ الانكشافُ، قَالَ الأَزهريّ: وقَلَبه ذُو الرُّمّة لمعرفته بِالْمَعْنَى فَقَالَ: ولَّيَ يَهُزّ انهزاماً وَسْطا زَعِلاً جَذْلاَنَ قد أَفْرخَتْ عَن رَوعِه الكُرَبُ قَالَ: والرَّوْعُ فِي الفُؤادِ كالفَرْخِ فِي البَيْضَةِ. وأَنشد: وقُلْ للفُؤادِ إِن نَزا بِك نَزْوَةً من الخَوْف أَفْزِخْ أَفْرِخْ أَكثَرُ الرَّوْعِ باطلُهْ وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: أَفْرَخَ رَوْعُه إِذا دُعِيَ لَهُ أَن يَسكن رَوْعُه ويَذهب. (والفَرْخَةُ) ، بفتْح فَسُكُون: (السِّنَانُ العرِيضُ) . (و) فُرَيْخ، (كزُبَيْر: لَقَبُ أَزْهَرَ بنِ مَرْوَانَ المحدِّثِ) . (و) قَوْلهم (فُلانٌ فُرَيْخ قُريشٍ) ، إِنّما هُوَ (تَصغِيرُ تَعْظِيمٍ) على وَجْهِ المدْح، كَقَوْل الحُبَاب بن المُنذر: (أَنا جُذَيلُها المُحَكَّكُ وعُذَيقُها المُرَجَّب) . وَالْعرب تَقول: فلانٌ فُرَيخُ قَوْمِه، إِذا كَانُوا يُعظِّمونه ويُكرمونه، وصُغِّر على وَجْهِ المبالغةِ فِي كَرَامته.  وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: باض فيهم الشَّيْطَانُ وفَرَّخَ، أَي اتَّخَذَهُمْ مَسكَناً ومعْبراً لَا يُفَارِقُهم، كَمَا يُلازِم الطائرُ مَوضعَ بَيْضِه وأَفْراخه. وَقَالَ بعضُهم: أَرَى فِتْنَةً هَاجَتْ وبَاضَتْ وفَرَّخَتْ وَلَو تُرِكَتْ طَارَتْ إِليها فِرَاخُهَا وَفِي الحَدِيث (أَنّه نهَى عَن بَيع الفَرُّوخ بالمَكِيل من الطَّعَام) . قَالَ ابْن الأَثير: الفَرُّوخ من السُّنْبُل: مَا اسْتَبَانَ عَاقَتُه وانَقَدَ حَبُّه، وَهُوَ مِثْلُ نَهْيِهِ عَن بَيْعِ المُخَاضَرةِ والمَحَاقَلَة. والفَرِخ، ككَتِفٍ: المُدَغْدَغُ من الرِّجَال. والفُرَيخ، مُصغَّراً، قَيْنٌ كَانَ فِي الجاهليّة تُنسَب إِليه النِّصَالُ الفُرَيخِيَّةُ، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: ومَقْذُوذَين من بَرْيِ الفُرَيْخِ وَمن الْمجَاز: فُلانٌ فَرْخٌ من الفُرُوخ، أَي وَلَدُ زِنًى. وَقَالَ الخَفاجيُّ فِي (شفاءِ الغَليل) : هُوَ إِطلاقُ أَهلِ الْمَدِينَة خاصَّةً. وَقَالَ شَيخنَا: بل هُوَ إِطلاقٌ شائعٌ مُوَلّد فِي الْحجاز. وَفِي (الأَساس) : فُلانٌ فُرَيْخُ قَوْمِهِ، للمُكرَّم فيهم، شَبيهٌ بفُرَيخٍ فِي بَيتِ قَومٍ يُرَبُّونه ويُرَفْرِفون عَلَيْهِ. وللمعاني متصرَّفَات ومذاهبُ، أَلاَ تَرَاهُم قَالُوا: (أَعَزُّ من بَيْضَةِ البَلَدِ) ، حَيْث كَانَت عَزيزةً لتَرفْرُفِ النَّعامةِ عَلَيْهَا وحَضْنِها، وأَذلُّ من بَيْضَةِ البَلَدِ، لتَرْكهَا إِيَّاهَا وحَضْنِ أُخرَى. وشَيْبَانُ بن فَرُّوخٍ مَحدِّثٌ مَشهورٌ خَرَّخَ لَهُ الأَئمّةُ، وذكَرَه الحافظُ فِي التَّقْرِيب. وعَمْرُو بن خَالِد بن فَرّوخٍ الحَرّانيّ التّميميّ، والدُ أَبي عُلاَثة، من رِجال الصَّحيحَيْن.
المعجم: تاج العروس

سبأ

المعنى: سبأ : ( {سَبَأَ الخَمْرَ كجَعَل) } يَسْبؤُها ( {سَبْأً} وَسِبَاءً) ككتاب ( {ومَسْبأً: شَرَاهَا) ، الأَكثر استعمالُ شَرى فِي مَعنى البَيْعِ والإِخراج، نَحْو قَوْله تَعَالَى {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} (يُوسُف: 20) أَي باعوه، وَلذَا فَسَّره فِي (الصِّحَاح) و (الْعباب) باشتراها، لأَنه الْمَعْرُوف فِي معنى الأَخذ والإِدخال، نَحْو {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى} (التَّوْبَة: 111) ، وإِن كَانَ كلٌّ مِنْ شَرَى وباعَ يُستعمل فِي المعنيينِ، وَكَذَا فسره ابْن الأَثير أَيضاً، وَزَاد الجوهريُّ والصغانيُّ قَيْداً آخَرَ، وَهُوَ لِيحشربَها قَالَ إِبراهيمُ بنُ عليِّ بن مُحمّد بن سَلمة بن عَامر بن هَرْمَةَ: خَوْدٌ تُعَاطِيكَ بَعْدَ رَقْدَتِها إِذَا يُلاَقى العُيُونَ مَهْدَؤُهَا كَأْساً بِفِيها صَهْبَاءَ مُعْرَفَةً يَغْلُو بِأَيْدِي التِّجَارِ} مَسْبَؤُهَا قَوْله مُعْرَفَةً أَي قَليلَة المِزاجِ، أَي أَنها مِن جَوْدَتِها يَغْلُو اشْتِراؤُهَا، قَالَ الكِسائيُّ: وإِذا اشْتَرَيْتَ الْخمر لَتَحْمِلها إِلى بَلَدٍ آخَر قُلت: سَبَيْتُهَا، بِلَا هَمْزٍ، وعَلى هَذِه التفرقةِ مَشاهيرُ اللُّغوِيِّين إِلاّ الفَيُّومِيَّ صاحبَ (الْمِصْبَاح) فإِنه قَالَ: ويُقال فِي الخمرِ خَاصَّةً {سَبَأْتُها، بِالْهَمْز إِذا جَلَبْتَها من أَرْضٍ إِلى أَرْضٍ، فَهِيَ سَبِئَةٌ، قَالَه شيخُنا (} كاسْتَبَأَهَا) ، وَلَا يُقَال ذَلِك إِلاّ فِي الخَمْرِ خَاصَّةً، قَالَ مالكُ بنُ أَبِي كَعْبٍ: بَعَثْتُ إِلى حَانُوتِهَا {فَاسْتَبَأْتُها بِغَيْرِ مِكَاسٍ فِي السِّوَامِ وَلاَ غَصْبِ (وَبيَّاعُها} السَّبَّاءُ) كعَطَّارٍ، وَقَالَ خالدُ بنُ عبد الله لعُمَر بنِ يُوسُفَ الثقفيِّ: يَا ابْنَ السَّبَّاءِ، حكى ذَلِك أَبو حنيفَة. وَمِمَّا أَغفله المؤَّلف:! سَبَأَ الشَّرابَ، إِذا جَمَعها وَخَبَأَها، قَالَه أَبو مُوسَى فِي معنى حَدِيثِ عُمرَ رَضِي الله عَنهُ، أَنه  دَعَا بِالجِفَانِ فَسَبأَ الشَّرابَ فِيهَا. (و) سَبَأَ (الجِلْدَ) بالنارِ سَبْأً (: أَحْرَقَه) قَالَه أَبو زيد، (و) سَبَأَ الرجلُ سَبْأً (: جَلَدَ، و) سَبَأَ (سَلَخَ) . فِيهِ قَلَقٌ، لأَنه قَول فِي سَبَأَ الجِلْدِ: أَحرقه، وَقيل: سَلَخَه، فالمناسبُ ذِكْرُه تحتَ أَحرقه وانْسَبَأَ الجِلْدُ انْسَلَخ، {وانسبأْ جِلْدُه إِذا تَقَشَّر، قَالَ الشَّاعِر: وَقَدْ نَصَلَ الأَظفارُ وانْسَبَأَ الجِلْدُ (و) سبأَ (: صَافَحَ) قَالَ شَيخنَا: هُوَ معنى غَرِيبٌ خَلَت عَنهُ زُبُرُ الأَوَّلين. قلت: وَهُوَ فِي (العُباب) ، فَلَا معنى لإِنكاره (و) } سَبَأَتِ (النَّارُ) وَكَذَا لسِّيَاطُ، كَذَا فِي (الْمُحكم) (الجِلْدَ) سَبْأً (: لَذَعَتْه) بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَالْعين الْمُهْملَة (و) قيل (غَيَّرَتْه) ولَوَّحَتْه، وَكَذَلِكَ الشمسُ والسَّيْرُ والحُمَّى، كُلُّهنَّ يَسْبَأْنَ الإِنسانَ، أَي يُغَيِّرْنَه. (! وسَبَأٌ كَجَبَلٍ) يُصرَف على إِرادة الْحَيّ قَالَ الشَّاعِر: أَضْحَتْ يُنَفِّرُها الوِلْدَانُ مِنْ سَبَإٍ كَأَنَّهُمْ تَحْتَ دَفَّيْهَا دَحَارِيجُ (ويُمْنَعُ) من الصّرْف لأَنه اسْم (بَلْدَة بَلْقِيسَ) بِالْيمن، كَانَت تَسكُنها، كَذَا ورد فِي الحَدِيث قَالَ الشَّاعِر: مِنْ سَبَأَ الحَاضِرِينَ مَأْرِبَ إِذ يَبْنُونَ مِنْ دُونِ سَيْلِهَا العَرِمَا وَقَالَ تَعَالَى: {1. 019 وجئتك من سبإ بنبإ يَقِين} (النَّمْل: 22) قَالَ الزّجاج: سَبَأ هِيَ مَدِينَة تُعرَف بمَأْرِب، من صَنْعاءَ على مَسيرةِ ثلاثِ ليالٍ، وَنقل شَيخنَا عَن زَهر الأَكَمْ فِي الأَمثال والحِكم مَا نَصه: وكانَتْ أَخصَبَ بِلادِ الله، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ} (سبأ: 15) قيل: كَانَت مَسَافَة شهرٍ للراكب المُجِدّ، يسير الْمَاشِي فِي الجِنانِ من أَوّلها إِلى آخرهَا لَا يُفارِقه الظِّلُّ مَعَ تدفُّقِ الماءِ وصفَاءِ الأَنهارِ واتِّساع الفَضاءِ، فَمَكَثُوا مُدَّة فِي أَمْنٍ، لَا يُعانِدُهم أَحدٌ إِلاّ قَصَموه، وَكَانَت فِي بَدْءِ الأَمرِ تَركَبُها السُّيول فجَمعَ لذَلِك حِمْيَرٌ أَهْلَ مملكتِه، وشاوَرَهم، فاتَّخذوا سَدًّا فِي بَدْءِ جَرَيَانِ الماءِ، وَرَصوه بِالْحِجَارَةِ والحَديد،  وَجعلُوا فِيهِ مَخَارِقَ للماءِ، فإِذا جاءَت السُّيولُ انقسمت على وَجْهٍ يَعُمُّهم نَفْعُه فِي الجَنَّاتِ والمُزْدَرَعَاتِ، فَلَمَّا كَفروا نعَمَ الله تَعَالَى ورأَوْا أَنَّ مُلْكَهم لَا يُبيدُه شيءٌ، وعَبدُوا الشَّمْسَ، سَلَّط الله على سَدِّهم فَأْرةً فخَرقَتْه، وأَرْسَلَ عَلَيْهِم السَّيْلَ فمزّقهم اللَّهُ كلَّ مُمَزَّقٍ، وأَباد خَضْرَاءَهم. (و) قَالَ ابنُ دُريدٍ فِي كتاب (الِاشْتِقَاق) : سَبَأٌ (لَقَبُ ابْنِ يَشْجُبَ بنِ يَعْرُبَ) بن قَحْطانَ، كَذَا فِي النّسخ، وَفِي بَعْضهَا: ولَقَبُ يَشْجُب، وَهُوَ خطأٌ (واسمُه عَبْدُ شَمْسٍ، يَجْمَعُ قبائلَ اليَمَنِ عَامَّة) يُمعدُّ وَلَا يُمَدُّ، وَقَول شَيخنَا: وَزَاد بعضٌ فِيهِ المَدِّ أَيضاً، وَهُوَ غريبٌ غريبٌ، لأَنه إِذا ثَبت فِي الأُمهات فَلَا غرابةَ، مَعَ أَنه مَوْجُود فِي (الصِّحَاح) ، وأَما الحَدِيث المُشار إِليه الَّذِي وَقَع فِيهِ ذِكْرُ سَبإٍ فأَخرجه التّرمذيُّ فِي (التَّفْسِير) ، عَن فَرْوَةَ بنِ مُسَيْكٍ المُرادِيُّ قَالَ: أَتيْنَا رَسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فقلتُ: يَا رَسُول الله، أَلاَ أُقاتِلُ مَنْ أَدبَر مِن قَوْمِي بِمَنْ أَقْبلَ مِنْهُم؟ فأَذِنَ لي فِي قِتَالِهم، وأَمَّرني، فَلَمَّا خَرجْتُ من عِنْده سأَل عني: (مَا فَعَلَ الغُطَيْفِيّ؟) فأُخْبِر أَني قدْ سِرْتُ، قَالَ: فأَرْسَلَ فِي أَثَرِي فَرَدَّني، فَأَتَيْتُه، وَهُوَ فِي نَفَرٍ من أَصحابِه، فَقَالَ: (ادْعُ القَوْمَ، فَمَنْ أَسلَم مِنْهُم فاقْبَلْ مِنْه، وَمن لَمْ يُسْلِمْ فَلَا تَعْجَل حَتَّى أُحْدِثَ إِليك، قَالَ: وأُنْزِل فِي سَبَإِ مَا أُنْزِل، فَقَالَ رَجلٌ: يَا رَسُول الله، وَمَا سَبَأٌ؟ أَرْضٌ أَو امرأَةٌ؟ قَالَ: لَيْسَ بِأَرْضٍ وَلاَ امْرَأَةٍ ولكنّه رَجُلٌ وَلدَ عَشْرَةً مِن الْيمن فَتَيَامَنَ مِنْهُم ستّةٌ، وتشاءَم مِنْهُم أَربعةٌ، فأَما الَّذين تشاءَموا فَلَخْمٌ وجُذَامٌ وغَسَّانُ وعَاملة،  وأَما الَّذين تَيَامَنُوا فالأَزْدُ والأَشْعَرِيُّونَ وحِمْيَر وكِنْدَة ومَذْحِج وأَنمار فَقَالَ رجل: يَا رسولَ الله، وَمَا أَنمار؟ قَالَ: (الَّذين مِنْهُم خَثْعَمُ وَبجيِلَةُ) قَالَ أَبو عِيسَى: هَذَا حديثٌ حَسَنٌ (غَرِيب) . (و) سَبَأٌ (والدُ عَبْدِ اللَّهِ المَنسوبِ إِليه) الطائفةُ ( {السَّبَائِيَّةُ) بِالْمدِّ، كَذَا فِي نسختنا، وصحَّح شيخُنا} السَّبَئيَّة بِالْقصرِ، كالعَرَبِيَّة، وَكِلَاهُمَا صَحِيح (مِنَ الغُلاةِ) جمع غَالِ وَهُوَ المُتعصِّبُ الْخَارِج عَن الحَدِّ فِي الغُلُوِّ من المبتدعة، وَهَذِه الطائفةُ من غُلاةِ الشِّيعة، وهم يتفرَّقون على ثَمانِي عَشْرَةَ فِرْقَةً. ( {والسِّبَاءُ كَكِتابٍ) والسَّبَأُ كجَبَلٍ، قَالَ ابنُ الأَنباريّ: حكى الكِسائيُّ: السَّبأُ: الخَمْرُ، واللَّطَأُ: الشَّرُّ الثقيلُ، حَكَاهُمَا مهموزَيْنِ مَقصوريْنِ، قَالَ: وَلم يَحْكِهما غيرُه، قَالَ وَالْمَعْرُوف فِي الخمرِ السِّبَاءُ بِكَسْر السِّين والمدّ. (} والسَّبِيئَة، كَكَرِيمَةِ: الخَمْرُ) أَي مُطلقًا، وَفِي (الصِّحَاح) و (الْمُحكم) وَغَيرهمَا: سَبَأَ الخَمْرَ واسْتَبأَها: اشْتَرَاهَا، وَقد تقدّم الاستشهادُ ببيتَيْ إِبراهيم بن هَرْمَة ومالكِ بن أَبي كَعْبٍ، والاسمُ السِّباءُ، على فِعَالٍ بِكَسْر الفاءِ، وَمِنْه سُمِّيَت الخمرُ {سَبِيئَةً، قَالَ حسان بن ثَابت: كَأَنَّ سَبِيئَةً مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ يَكُون مِزَاجَهَا عَسَلٌ وَمَاءُ عَلَى أَنْيَابِها أَوْ طَعْمُ غَضَ مِنَ التُّفَّاحِ هَصَّرَه اجْتِنَاءُ وَهَذَا الْبَيْت فِي (الصِّحَاح) : كأَنَّ سَبِيئَةً فِي بَيْتِ رأْس قَالَ ابْن بَرّيّ: وصوابُه (مِنْ بَيْتِ رَأْسٍ، وَهُوَ موضعٌ بالشأْم. (و) وَيُقَال: (} أَسْبَأَ لأَمْرِ اللَّهِ) وَذَلِكَ إِذا (أَخْبَتَ) لَهُ قَلْبُه. كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) (و) أَسبا (على الشَّيءِ: خَبَتَ) أَي انْخَضَع (لَهُ قَلْبُهُ) . (! والمَسَبْأُ كَمَقْعَدٍ: الطَّرِيقُ) فِي الجَبَل.  ( {- وسَبِيءُ) كأَمير (الحَيَّةِ) وسَبِيُّها يُهمز وَلَا يهمز (: سِلْخُها) بِكَسْر السِّين المهلمة، كَذَا فِي نُسختنا، وَفِي بَعْضهَا على صِيغَة الفِعْلِ، سَبَأَ الحَيَّةَ كمنع: سَلَخَها، وصحَّحها شيخُنا، وَفِيه تأْمُّلٌ ومخالفةٌ للأُصول. (و) قَالُوا فِي الْمثل: (تَفَرَّقُوا) ، كَذَا فِي (المكم) ، وَفِي (التَّهْذِيب) : ذَهَبُوا، وَبِهِمَا أَورده الميدانيُّ فِي (مَجمع الأَمثال) (أَيْدي} سَبَا وأَيادِي سَبَا) يُكتب بالأَلف لأَن أَصله الْهَمْز، قَالَه أَبو عليَ القالي فِي الْمَمْدُود والمقصور، وَقَالَ الأَزهريُّ: العربُ لَا تهمز سَبَا فِي هَذَا الْموضع، لأَنه كَثُر فِي كَلَامهم فاستثقلوا فِيهِ الهمْزَ، وإِن كَانَ أَصلُه مهموزاً، ومثلَه قَالَ أَبو بكر بن الأَنباريّ وغيرُه، وَفِي زهر الأَكم: الذَّهَابُ مَعلومٌ، والأَيادِي جَمْعُ أَيْدٍ، والأَيْدِي بِمَعْنى الجَارِحة وَبِمَعْنى النِّعْمة وَبِمَعْنى الطَّرِيق (: تَبَدَّدُوا) قَالَ ابنُ مَالك: إِنه مُركَّب تَركيب خَمْسَةَ عَشَرَ، (بَنَوْهُ على السُّكُونِ) أَي تكلَّموا بِهِ مبنيًّا على السّكُون كخمسةَ عشرَ، فَلم يجمعوا بَين ثِقَلِ البناءِ وثِقَلِ الهَمزة، وَكَانَ الظَّاهِر بَنَوْهُما أَو بنَوْهَا، أَي الأَلفاظ الأَربعة، قَالَه شيخُنا (وَلَيْسَ بتَخفيف سَبَإٍ) لأَن صورةَ تخفيفه لَيست على ذَلِك (وإِنما هُوَ بدلٌ) وَذَلِكَ لكثرته فِي كَلَامهم، قَالَ العجَّاج: مِنْ صادِرٍ أَوح وارِدٍ أَيْدِي سبا وَقَالَ كُثيِّر: أَيَادِي سَبَا يَا عزُّ مَا كُنْتُ بَعْدَكُمْ فَلَمْ يَحْلَ للْعيْنَيْنِ بَعْدَكِ مَنْزِلُ (ضُرِبَ المَثَلُ بهم لأَنه لمَّا غَرِقَ مَكَانُهم وذَهبَتْ جَنَّاتُهم) أَي لما أَشرف مَكَانُهم على الغَرق وقَرُبَ ذهابُ جَنَّاتِهم قَبْلَ أَن يَدْهَمهم السَّيْلُ، وأَنهم توجهوا إِلى مَكَّة ثمَّ إِلى كل جِهَةٍ برأْيِ الكاهِنةِ أَو الكاهِن، وإِنما بَقِيَ هُنَاكَ طائفةٌ مِنْهُم فَقَط (تَبَدَّدُوا فِي البلادِ) فلحق الأَزدُ بِعُمَان، وخُزَاعةُ بِبَطن مَرّ، والأَوْسُ والخَزرجُ بيثرِبَ،  وآلُ جَفْنَةَ بأَرض الشأْمِ، وآلُ جَذيِمَةَ الأَبَرشِ بالعراق: وَفِي (التَّهْذِيب) : قولُهم ذَهَبُوا أَيادِي سَبَا، أَي مُتفرِّقِينَ، شُبِّهوا بأَهْل سَبَإٍ لمّا مَزَّقَهم الله فِي الأَرضِ كُلَّ مُمَزَّق فأَخذَ كُلُّ طائفةٍ مِنْهُم طَرِيقاً على حِدَة، واليَدُ: الطَّرِيقُ، يُقَال: أَخذ القَوْمُ يَدَ بَحْرٍ، فقيلَ للقومِ إِذا تفرَّقوا فِي جِهاتٍ مُختلِفةٍ: ذَهبوا أَيدي سَبَا، أَي فَرَّقَتْهم طُرقُهم الَّتِي سَلَكُوها كَمَا تَفرَّق أَهلُ سَبإٍ فِي مَذاهِبَ شَتَّى. (و) قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: يُقَال: إِنك (تُرِيدُ {سُبْأَةً، بالضَّمِّ) أَي إِنك تُرِيدُ (سَفَراً بَعيداً) يُغيِّرُك، وَفِي (التهديب) : السُّبْأَةُ: السَفر البَعِيد، سُمِّي سُبْأَةً، لأَن الإِنسان إِذا طالَ سفَرُه سَبَأَتْه الشمسُ ولَوَّحَتْه، وإِذا كَانَ السفرُ قَرِيباً قيل: تُرِيدُ سَرْبَةً. وَمِمَّا بَقِي على الْمُؤلف من هَذِه الْمَادَّة:} سبَأَ عَلَى يَمينٍ كَاذبةٍ {يَسْبَأُ} سَبْأً: حَلَفَ، وَقيل: سَبَأَ عَلَى يمِين يَسْبَأُ سَبْأً: مَرَّ عَلَيْهَا كاذِباً غير مُكْتَرِثٍ بهَا، وَقد ذَكرهما صاحبُ (الْمُحكم) و (الصِّحَاح) و (العُباب) . وَصَالح بن خَيْوَان {السَّبَائِي، الأَصحّ أَنه تَابِعِيّ، وأَحمد بن إِبراهيم ابْن مُحَمَّد بن سَبَا الفقيهُ اليمنيُّ من المتأْخرين.
المعجم: تاج العروس