المعجم العربي الجامع
ألك
المعنى: ـ ألَكَ الفَرَسُ اللِجامَ: عَلَكَهُ. ـ والأَلُوكَةُ والمَأْلُكَةُ، وتُفْتَحُ اللامُ، ـ والأَلوكُ والمَأْلُكُ، بضم اللامِ، ولا مَفْعُلَ غيرُه: الرِّسالةُ، قيلَ: المَلَكُ مُشْتَقٌّ منه، أصْلُهُ: مَأْلَكٌ. ـ والأَلوكُ: الرَّسولُ. ـ والمَأْلوكُ: المَأْلوقُ. ـ واسْتَأْلَكَ مَأْلُكَتَه: حَمَلَ رِسالَتَه.
المعجم: القاموس المحيط ألَكَ
المعنى: بين القوم ـِ أَلْكاً، وأُلوكاً: كان رسولاً بينهم. وفلاناً أَلْكاً: أَبلغه رسالة. ويقال: ألِكْني إلى فلان برسالة أو رسالةً: كن رسولي إليه، وهو على عكس الظاهر منه. والفرسُ اللجامَ: علكه ومضغه.؛اسْتَأْلَكَ إلى فلان مَأْلَكَة: حمل إليه رسالة.؛الأَلُوك: الرسالة. و- الرسول. و- ما يُلاك ويُؤْكل.؛الأَلْوكة: الرسالة. (ج) أَلائِك.؛المَأْلُك: الرسالة. (ج) مآلِك.؛المأْلَكَة والمأْلُكَة: الرسالة. (ج) مآلِك.؛المَلَك: واحد الملائكة. أصله مَأْلَك، من الأَلُوكة، ثم تصرفوا في لفظه لتخفيفه، فقالوا: مَلأَكٌ، ثم نقلوا حركة الهمزة إلى اللام وحذفوا الهمزة، فقالوا مَلَك. (ج) ملائك، وملائكة.
المعجم: الوسيط ألك
المعنى: في ترجمة علج: يقال هذا أَلوكُ صِدْقٍ وعَلوك صِدْقٍ وعَلُوج صِدْقٍ لما يؤكل، وما تَلَوَّكْتُ بأَلوكٍ وما تَعَلَّجْتُ بعَلوج. الليث:الأَلوك الرسالة وهي المَأْلُكة، على مَفْعُلة، سميت أَلوكاً لأَنه يُؤْلَكُ في الفم مشتق من قول العرب: الفرس يَأْلُك اللُّجُمَ، والمعروف يَلوك أَو يَعْلُك أَي يمضغ. ابن سيده: أَلَكَ الفرسُ اللجام في فيه يَأْلُكه عَلَكه. والأَلوك والمَأْلَكة والمَأْلُكة: الرسالة لأنها تُؤْلَك في الفم؛ قال لبيد: وغُلامٌ أَرْســــــــــــــــــــــَلَتْهُ أُمُّـــــــــــــــــــــه بــــــــــأَلوكٍ، فَبَــــــــــذَلْنا مـــــــــا ســـــــــَأَلْ قال الشاعر: أَبْلِـــــــــغْ أَبـــــــــا دَخْتَنُـــــــــوسَ مَأْلُكـــــــــةً، عـــــــن الـــــــذي قـــــــد يُقـــــــالُ مِ الكَـــــــذبِ قال ابن بري: أَبو دَخْتَنُوس هو لَقِيط بن زُرارة ودخْتَنُوس ابنته، سماها باسم بنت كِسرى؛ وقال فيها: يـــــــل ليـــــــت شـــــــِعْري عنـــــــكِ دَخْتَنوســـــــُ، إِذا أَتــــــــــــاكِ الخــــــــــــبرُ المَرْمُــــــــــــوسُ قال: وقد يقال مَأْلُكة ومَأْلُك؛ وقوله: أَبْلِـــــــغْ يَزِيـــــــد بنــــــي شــــــَيْبان مَأْلُكَــــــةٌ: أَبـــــــا ثُبَيْتٍـــــــ، أَمـــــــا تَنْفَــــــكُّ تــــــأْتَكِلُ؟ إِنما أَراد تَأْتَلِكُ من الأَلوك؛ حكاه يعقوب في المقلوب. قال ابن سيده: ولم نسمع نحن في الكلام تَأْتَلِكُ من الأَلوك فيكون هذا محمولاً عليه مقلوباً منه؛ فأَما قول عديّ بن زيد: أَبْلِـــــــــغِ النُّعْمـــــــــان عنـــــــــي مَأْلُكــــــــاً: أَنـــــــه قـــــــد طـــــــال حَبْســـــــي وانْتِظـــــــار فإِن سيبويه قال: ليس في الكلام مَفْعُل، وروي عن محمد بن يزيد أَنه قال: مَأْلُك جمع مَأْلُكة، وقد يجوز أَن يكون من باب إِنْقَحل في القلة، والذي روي عن ابن عباس أَقيس قال ابن بري: ومثله مَكْرُم ومَعُون، قال الشاعر: ليـــــــــــــوم رَوْغٍ أَو فَعَــــــــــــال مَكْــــــــــــرُم وقال جميل: بُثَيْــــــــــنَ الْزَمــــــــــي لا، إِنَّ لا إِنْ لَزِمْتِهــــــــــ، علـــــــــى كــــــــثرةِ الوَاشــــــــينَ، أَيّ مَعُــــــــون قال: ونظير البيت المتقدم قول الشاعر: أَيُّهـــــــــا القــــــــاتلون ظلمــــــــاً حُســــــــَيْناً، أَبْشــــــــــــِرُوا بالعَـــــــــــذابِ والتَّتْكيلـــــــــــ، كـــــــــلُّ أَهــــــــلِ الســــــــماء يَــــــــدْعُو عليكُمْ: مــــــــــــــن نَــــــــــــــبيّ ومَلأَكٍ ورســـــــــــــول ويقال: أَلَك بين القوم إذا ترسّل أَلْكاً وأُلُوكاً والاسم منه الأَلُوك، وهي الرسالة، وكذلك الأَلُوكة والمَأْلُكة والمَأْلُك، فإِن نقلته بالهمزة قلت أَلَكْتُه إِليه رسالةً، والأَصل أَأْلَكْتُه فأَخرت الهمزة بعد اللام وخففت بنقل حركتها على ما قبلها وحَذْفِها، فإِن أَمرتَ من هذا الفعل المنقول بالهمزة قلت أَلِكْني إِليها برسالة، وكان مقتضى هذا اللفظ أَن يكون معناه أَرْسِلْني إِليها برسالة، إِلا أَنه جاء على القلب إِذ المعنى كُنْ رسولي إِليها بهذه الرسالة فهذا على حد قولهم: ولا تَهَيَّبُنــــــــــــي المَوْمـــــــــــاةُ أَركبهـــــــــــا أَي ولا أَتَهَيَّبُها، وكذلك أَلِكْني لفظه يقضي بأَن المخاطَب مُرْسِلٌ والمتكلم مُرْسَل، وهو في المعنى بعكس ذلك، وهو أَن المخاطب مُرْسَل والمتكلم مخرْسِل؛ وعلى ذلك قول ابن أَبي ربيعة: أَلِكْنـــــــــي إِليهـــــــــا بالســــــــلام، فــــــــإِنَّهُ يُنَكَّــــــــــرُ إِلْمـــــــــامي بهـــــــــا ويُشـــــــــَهَّرُ أَي بَلِّغْها سلامي وكُنْ رسولي إِليها، وقد تحذف هذه الباء فيقال أَلِكْني إِليها السلامَ؛ قال عمرو بن شَأْسٍ: أَلِكْنـــــــي إِلــــــى قــــــومي الســــــلامَ رِســــــالةً، بآيـــــــة مــــــا كــــــانوا ضــــــِعافاً ولا عُــــــزْلا فالسلام مفعول ثان، ورسالة بدل منه، وإِن شئت حملته إذا نصبت على معنى بَلِّغ عني رسالة؛ والذي وقع في شعر عمرو بن شأْس: أَلِكْني إِلى قومي السلامَ ورحمةَ ال_إِله، فما كانوا ضِعافاً ولا عُزْلا وقد يكون المُرْسَلُ هو المُرْسَل إِليه، وذلك كقولك أَلِكْني إِليك السلام أَي كُنْ رسولي إِلى نفسك بالسلام؛ وعليه قول الشاعر: أَلِكْنـــــــي يـــــــا عـــــــتيقُ إِليـــــــكَ قَـــــــوْلاً، ســـــــــَتُهْدِيهِ الـــــــــرواةُ إِليـــــــــكَ عَنـــــــــي وفي حديث زيد بن حارثة وأَبيه وعمه: أَلِكْنــــــي إِلــــــى قــــــومي، وإِن كنـــــتُ نائيـــــاً، فـــــــإِني قَطُيــــــنُ الــــــبيتِ عنــــــد المَشــــــَاعِرِ أَي بَلِّغ رسالتي من الأَلُوكِ والمَأْلُكة، وهي الرسالة. وقال كراع:المَأْلُك الرسالة ولا نظير لها أَي لم يجئ على مَفْعُل إِلا هي.وأَلَكَه يأْلِكُه أَلْكاً: أَبلغه الأَلُوك. ابن الأَنباري: يقال أَلِكْني إِلى فلان يراد به أَرسلني، وللاثنين أَلِكاني وأَلِكُوني وأَلِكِيني وأَلِكَاني وأَلِكْنَني، والأَصل في أَلِكْني أَلْئِكْني فحولت كسرة الهمزة إلى اللام وأُسقطت الهمزة؛ وأَنشد: أَلِكْنــي إِليهــا بخيــر الرســو_لِ، أُعْلِمُهُــمْ بنــواحي الخَبَـرْ قال: ومن بنى على الأَلوك قال: أَصل أَلِكُني أَأْلِكْني فحذفت الهمزة الثانية تخفيفاً؛ وأَنشد: أَلِكْنـــــــي يـــــــا عُيَيْـــــــنُ إِليـــــــكَ قـــــــولا قال أَبو منصور: أَلِكْني أَلِكْ لي، وقال ابن الأَنباري: أَلِكْني إِليه أَي كُنْ رسولي إِليه؛ وقا ل أَبو عبيد في قوله: أَلِكْنــــــــي يـــــــا عُيَيْـــــــنُ إِليـــــــكَ عنـــــــي أَي أَبلغ عني الرسالة إِليك، والمَلَكُ مشتق منه، وأَصله مَأْلَك، ثم قلبت الهمزة إِلى موضع اللام فقيل مَلأَك، ثم خففت الهمزة بأَن أُلقيت حركتها على الساكن الذي قبلها فقيل مَلَك؛ وقد يستعمل متمماً والحذف أَكثر: فلســـــــــــــْتَ لإِنْســــــــــــيٍّ،. ولكــــــــــــن لمَلأَكٍ تَنَــــــــزَّلَ مـــــــن جَـــــــوِّ الســـــــماء يَصـــــــُوب والجمع ملائكة، دخلت فيها الهاء لا لعجمة ولا لنسب، ولكن على حد دخولها في القَشاعِمَة والصيَّاقلة، وقد قالوا المَلائك. ابن السكيت: هي المَأْلَكة والمَلأَكة على القلب. والملائكة: جمع مَلأَكة ثم ترك الهمز فقيل مَلَك في الوحدان، وأَصله مَلأَك كما ترى. ويقال: جاء فلان قد اسْتَأْلكَ مَأْلُكَته أَي حمل رسالته.
المعجم: لسان العرب ألك
المعنى: ألك } أَلَكَ الفَرَسُ اللِّجامَ بفِيهِ {يَأْلُكُه} أَلْكًا: مثل علَكَه عَن ابنِ سِيدَه، وقالَ اللَّيث: قولُهم: الفَرَسُ يَأْلُكُ اللُّجُمَ، والمعروفُ {يَلُوكُ أَو يَعْلُك، أَي: يَمْضُغِ. قَالَ: وَمِنْه} الأَلُوكَةُ {والمَألُكة بضمّ اللاّم وتُفْتَحُ اللاّمُ أَيْضا} والأَلُوكُ {والمَأْلُكُ بِضَم اللاّمِ قَالَ سِيبَوَيْه: لَيْسَ فِي الكَلامِ مَفْعُل. وَقَالَ كُراع: لَا مَفْعُلَ غيرُه كلُّ ذَلِك بِمَعْنى الرسالَة اقْتصر اللّيثُ مِنْهَا عَليّ} المَأْلُكَة والأَلُوك، وَزَاد الجَوهريُّ المَألك والأَلُوكَة، ذكره ابْن سِيدَه والصاغانيُ، قَالَ اللّيثُ: سُمِّيَت الرِّسالَةُ {ألوكًا، لأنَّها} تُؤْلَكُ فِي الفَمِ، ومثلُه قولُ ابنِ سِيدَه، وأَنشَدَ الجوهَرِيُّ للَبِيدٍ: (وغُلامٍ أَرْسَلَتْه أُمُّهُ ... {بألوك فبَذَلْنا مَا سَأَلْ) وشاهِدُ المَألُكَةِ قولُ مهر بن كعْب: (أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوس} مَأْلُكَةً ... عَن الَّذِي قد يُقالُ بالكَذِبِ) وأَنْشَد ابنُ بَرّي: (أَبْلِغْ يَزِيدَ بني شَيبانَ مَأْلُكَةً ... أَبا ثُبَيتٍ أَما تَنفَكُّ تَأْتَكِلُ) قالَ: إِنّما أَرادَ {تَأْتَلِكُ، من} الأَلُوكَ، حَكَاهُ يَعْقُوب فِي المَقْلوبِ، قالَ ابنُ سِيدَه: وَلم نسمَعْ نَحْنُ فِي الكلامِ {تَأْتَلِكُ من الألُوكِ، فيكونُ هَذَا مَحْمُولا عَلَيْهِ مَقْلُوباً مِنْهُ، وأَمّا شاهِدُ مَأْلُكٍ فقولُ عَديِّ بنِ زَيْدٍ العِبادِيِّ: (أَبْلِغِ النُّعْمانَ عَنّي} مَأْلُكاً ... أَنَّه قدْ طالَ حبسي وانْتِظارِي) قالَ شيخُنا: وَقَوله: لَا مَفْعُلَ غيرُه هَذَا الحَصْرُ غيرُ صَحيحٍ فَفِي شرحِ التَّصْرِيف للمَوْلَى سعدِ الدّينِ أَن مَفْعُلاً مرفوضٌ فِي كَلَامهم إِلاَّ مَكْرُماً ومَعُوناً، وَزَاد غَيره مَألُكاً للرِّسالةِ، ومَقْبُراً، ومَهْلُكاً، وميسُراً للسَّعَةِ، وقُرِئَ: فنَظِرَةٌ إِلى مَيسُره بالإِضافَةِ، قِيلَ: ويُحْتَمل أنّ الأَصْلَ فِي الألفاظِ المَذْكُورَةِ مَفْعُلَةٌ ثمَّ حُذِفَت التّاءُ، وَذَلِكَ ظاهرٌ فِي قراءةِ ميسُرِه. وَفِي ارْتِشافِ الشيخِ أبي حَيّان بعد ذكرِ السّتّةِ الْمَذْكُورَة وَلم يأْتِ غيرُها وَقيل: هُوَ أَي: مَفْعُل جَمْعٌ لما فِيهِ الهاءُ. وَقَالَ السِّيرافيُ: مفردٌ أَصلُه الهاءُ رُخِّمَ ضَرُورَة إِذ لم يَردْ إِلاَّ فِي الشِّعْرِ. قَالَ شيخُنا: وَهُوَ فِي غير مَيسُرِه ظاهِرٌ، أَمّا هِيَ فوَرَدَتْ فِي القرآنِ، ثمَّ نَقَل عَن بَحْرَق فِي شرحٍ اللاّمِيَّة بعد مَا نَقَل كلامَ المُصَنّف، مَعَ أنّه أَي المُصَنِّف ذكرَ الباقِياتِ فِي موادِّها، وكانَ مُرادُه مَا انْفَرَد بالضمِّ دونَ مشارَكةِ غيرِه، لَكِن يَرِدُ عَلَيْهِ مَكْرُم ومَعُون. قلت: قد سَبَقَ إِنكارُ سِيبَوَيْهِ هَذَا الوَزْنَ، وَهَذَا الَّذِي ذَكَره شيخُنا من الحَصْرِ هُوَ نصُّ كُراع بعينِه، قَالَ فِي كِتَابيه المُجَرَّد والمُنَضَّد:! المَأْلُكُ: الرِّسالة، وَلَا نَظيرَ لَهَا، أَي لم يَجئ على مَفْعُل إِلاّ هِيَ، وَمَا ذكره عَن شَرحِ التَّصْرِيفِ وَأبي حَيّان والسِّيرافي وبَحْرَق من ذكر مَكْرُم ومَعُون فقد سَبَقَهم بذلك الإِمامُ أَبُو مُحَمَّد ابنُ بري، فإِنّه قَالَ: وَمثله مَكْرُم) ومَعُون، وأَمّا قولُ أبي حَيان: قِيلَ: إِنه جَمْعٌ لما فِيهِ الْهَاء، فهُوَ الَّذِي حَكاه أَبو العَبّاس مُحَمّد بنُ يَزِيدَ فِي شرحِ قولِ عَدِي السابِق، قَالَ: مَأْلُك: جمعُ مَألُكَةٍ، قالَ ابنُ سِيدَه: وَقد يَجُوز أَنْ يكونَ من بابِ إِنْقَحْل فِي القِلَّة، قالَ: وَالَّذِي رُوِيَ عَن أبي العَبّاس أَقْيسُ، وقولُ السِّيرافي: إِنّه رُخِّمَ ضَرورةً إذْ لم يَرِدْ إِلاّ فِي الشِّعرِ. قلتُ: وشاهِدُ مًكْرُمٍ قولُ الشّاعِر أَنشده ابْن بَرّيّ: لِيَوْمِ رَوْعٍ أَو فَعَالِ مَكْرُمِ وشاهِدُ مَعُون قولُ جَمِيل، أَنشده ابنُ بَري: (بُثَيْنَ الْزَمي لَا إِنّ لَا إِن لَزِمْتِه ... على كَثْرَةِ الواشِينَ أَي مَعُونِ) فتَحَقّق بذلك أَنّهما إِنّما رُخِّما لضَرُورةِ شِعْر، وأَما القِراءةُ المذكورةُ فقد نَقَلَها الجوهَرِيُّ فِي ي س ر، ونَقَل عَن الأَخْفَش أَنّه قَالَ: غير جائِزٍ، لأَنّه لَيْسَ فِي الكلامِ مَفْعُل بغيرِ الهاءِ، وأَمّا مَكْرُم ومعُون فإِنّهما جمعُ مَكْرُمَة ومَعُونَة، وَبِهَذَا يَظْهَرُ أَنّ مَا نَقَله كُراع من الحصْرِ وقَلَّده المصَنِّفُ صحيحٌ بالنِّسْبَةِ، وِإنْ كانَ الحَقّ مَعَ سِيبَوَيْه فِي قولِه: لَيْسَ فِي الكلامِ مَفْعُل فإِنّ جميعَ مَا وَرَدَ على وزنِه إِنما هُوَ فِي أَصلِه الْهَاء، وَمَا أَدَقَّ نَظَرَ الجَوهرِيِّ حَيْثُ قالَ: وَكَذَلِكَ المأْلُك والمَأْلُكَة، بِضَم اللاّمِ مِنْهُمَا، وِلم يَتَعَرَّضْ لقَوْلِ كُراع، إِشارةً إِلى أَنَّ أصْلَه المَألُكَة مُرَخَّم مِنْهُ، وَلَيْسَ ببِناءٍ على الأَصْلِ، فتأَمّلْ ذلِك وأَنْصِف. وقِيلَ: {المَلَكُ واحِدُ} المَلائِكة مُشْتَقٌّ مِنْهُ، وأَصْلُه {مَأْلَكٌ ثمَّ قُلِبَت الهمزةُ إِلى موضِعِ اللاّمِ فقِيل} ملأَكٌ، وَعَلِيهِ قولُ الشّاعِر: (أيُّها القاتِلُونَ ظُلْماً حُسَيناً ... أَبشِرُوا بالعَذابِ والتَّنْكِيل) (كُلُّ أَهْلِ السّماءِ يَدْعُو عَلَيكُم ... من نَبي! ومَلأَكٍ ورَسُول) ثمَّ خُفِّفَت الهمزةُ بأَنْ أُلْقِيَتْ حَرَكَتُها على الساكِنِ الَّذِي قَبلَها فقِيلَ: {مَلَكٌ، وَقد يُستَعْمَل مُتَمَّماً، والحَذْف أَكثرُ، ونَظِيرُ البيتِ الَّذِي تَقَدّم أَيْضا قولُ الشّاعرِ: (فلستَ لإِنْسي وَلَكِن} لَملأَكٍ ... تنزَّلَ من جَوِّ السّماءِ يَصُوبُ) والجمعُ {ملائِكَةٌ، دَخَلَت فِيهَا الهاءُ لَا لِعُجْمة وَلَا لنَسَبٍ، وَلَكِن على حَدِّ دُخُولِها فِي القَشاعِمَةِ والصَّياقِلَة، وَقد قالُوا:} الملائِكُ، وَقَالَ ابنُ السِّكّيتِ: هِيَ {المَأْلَكَةُ} والمَلأَكَة على القَلْبِ، {والمَلائِكَةُ جمع} ملأَكَة، ثمَّ تُرِكَ الهَمْزُ، فَقيل: مَلَكٌ فِي الوحدان، وأَصلُه مَلأَك، كَمَا تَرَى، وَسَيَأْتِي شيءٌ من ذَلِك فِي م ل ك. وقالَ ابنُ عَبّاد: قد يكونُ {الأَلُوكُ: الرَّسُولُ. قَالَ:} والمَأْلُوكُ: المَأْلُوقُ وَهُوَ المَجْنُون، الكافُ بدلٌ عَن القافِ. ويُقال: جاءَ فلانٌ إِلى فُلانٍ وَقد اسْتَألكَ {مَألُكَتَه، أَي: حَمَلَ رِسالَتَه. ويُقال أَيْضا:} اسْتلأكَ كَمَا سيأْتي. وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ:) {أَلَكَه} يَأْلِكهُ {أَلْكاً: أَبْلَغَه} الأَلُوكَ، عَن كُراعِ. {وألَكَ بينَ القَوْمِ: إِذا تَرَسَّلَ. وَقَالَ ابنُ الأَنْبارِيّ: يُقال:} - أَلِكْني إِلى فُلانٍ، يُرادُ بِهِ أَرْسِلْني، وللاثْنَيْنِ {- أَلِكاني،} وأَلِكُوني، {- وأَلِكِيني} - وأَلِكْنَني والأَصلُ فِي {- أَلِكْني} - أَلْئكْني، فحُوّلَتْ كسرةُ الهَمْزَةِ إِلى اللاّمِ، وأُسْقِطت الهمزةُ، وأَنشد: (أَلِكْني إِليها فَخَيرُ الرَّسُو ... لِ أَعْلَمهُم بِنَواحِي الخَبر) قَالَ: وَمن بني على الأَلُوك قَالَ: أَصلُ أَلِكْني! - أألِكْني، فحُذِفَت الهمزةُ الثّانيةُ تَخْفِيفاً. وأَنْشَد: أَلِكْني يَا عُيَين إِليكَ قَوْلاً قَالَ الأزْهَرِيُّ: {- ألِكني:} أَلِكْ لَي، وَقَالَ ابنُ الأَنْبارِي: أَلِكْني إِليه، أَي: كُنْ رَسُولِي إِليه، وقالَ غيرُه: أَصْلُ أَلِكْني:! - أألِكْنِي، أُخِّرت الهمزةُ بعدَ اللاّمِ وخُفِّفَت بنقْل حَرَكَتِها على مَا قبلَها وحَذْفِها، يُقَال: أَلِكْنِي إلَيها برسالةٍ، وَكَانَ مُقْتَضَى هَذَا اللّفْظ أنْ يكون مَعْنَاهُ أَرْسِلْني إِليها برِسالَةٍ إِلاّ أَنه جاءَ على القَلْب إِذ الْمَعْنى: كُنْ رَسُولي إِليها بِهَذِهِ الرِّسالةِ، فَهَذَا على حدِّ قولِهم: وَلَا تَهَيَّبني المَوْماةُ أَرْكَبُها أَي وَلَا أَتَهَيَّبُها، وَكَذَلِكَ أَلِكْني لَفْظه يَقْتَضي أَن يكونَ المُخاطَبُ مرسِلاً والمتَكَلِّم مرسَلاً، وَهُوَ فِي المَعْنَى بعَكسِ ذَلِك، وَهُوَ أَنّ المُخاطَبَ مُرسَل والمُتَكلِّمَ مُرسِلٌ، وعَلى ذَلِك قولُ ابْن أبي رَبِيعَةَ: (أَلِكْنِي إِليها بالسَّلامِ فإِنَّه ... يُنَكَّرُ إِلْمامي بهَا ويُشهَّر) أَي بَلِّغْها سلامِي وكُنْ رَسُولي إِليها. وَقد تُحْذَف هَذِه الْبَاء فيُقال: أَلِكْني إِليها السَّلام قَالَ عَمْرُو بنُ شَأس: (أَلِكْني إِلى قَوْمِي السَّلامَ رِسالَةً ... بآيةِ مَا كانُوا ضِعافاً وَلَا عُزْلاَ) فالسَّلاَم مفعولٌ ثانِ، ورِسالَةً بدلٌ مِنْهُ، وإِن شِئْتَ حَمَلْتَه إِذا نَصبتَ على مَعْنَى بَلِّغْ عَني رسالَةً، وَالَّذِي وَقَع فِي شِعْرِ عَمْرِو بنِ شأس: (أَلِكْني إِلَى قَوْمي السَّلامَ ورَحْمَةَ ال ... إِلَه فَمَا كانُوا ضِعافاً وَلَا عُزْلاَ) وقدْ يكونُ المرسَلُ هُوَ المُرسَل إِليه، وَذَلِكَ كقولكَ: أَلِكْني إِليكَ السلامَ: أَي كُنْ رَسُولِي إِلى نَفْسِك بالسَّلام، وَعَلِيهِ قولُ الشّاعر: (ألكْني يَا عَتِيق إِليكَ قولا ... سَتُهْدِيه الرّواة إِليك عَني) وَفِي حَدِيثِ زَيد بن حارِثَة وأَبِيه وعَمّه: (ألِكْني إِلى قَوْمي وَإِن كُنْتُ نائِياً ... فإِني قَطِينُ البيتِ عنْدَ المَشاعِرِ) أَي بَلِّغْ رِسالَتي. وتقَدّم فِي تَرْجَمَة ع ل ج يُقال: هَذَا {ألوكُ صِدْقِ، وعَلُوكُ صِدْقِ، وعَلُوجُ صِدْق، لما يُؤْكَلُ، وَمَا) } تَلَوَّكْتُ {بأَلُوك، وَمَا تَعَلَّجتُّ بعَلُوج.
المعجم: تاج العروس