المعجم العربي الجامع

أُكْرومَةٌ

المعنى: (صيغة الجمع) أُكروماتٌ الفِعْلة الكريمة، مَأثَرة.
المعجم: القاموس

أُكْرُومَةٌ

المعنى: جذ.: (كرم) | فِعْلُ الكَرَمِ.
صيغة الجمع: أكَارِيمُ
المعجم: معجم الغني

أرم

المعنى: تقول: نفس ذات أكرومه، من أطيب أرومه. وتقول: رأيت حسّادك العرم، يحرقون عليك الأرم.
المعجم: أساس البلاغة

خرد

المعنى: رأيت خريدة وخرائد وخرداً: عذارى، وجارية خرود، ونساء خرد: خفرات، وفيهن خرد وتخرد. قال أوس: ولم تلهها تلك التكاليف إنها كمـا شـئت مـن أكرومـة وتخرد ويقال أخرد الرجل: سكت حياء، وأقرد: سكت ذلاً. ومن المجاز: لؤلؤة خريدة: عذراء.
المعجم: أساس البلاغة

كرم

المعنى: (الْكَرَمُ) بِفَتْحَتَيْنِ ضِدُّ اللُّؤْمِ، وَقَدْ (كَرُمَ) بِالضَّمِّ (كَرَمًا) فَهُوَ (كَرِيمٌ) وَقَوْمٌ (كِرَامٌ) وَ (كُرَمَاءُ) وَنِسْوَةٌ (كَرَائِمُ) وَرَجُلٌ (كَرَمٌ) أَيْضًا، وَكَذَا الْمُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ. وَ (الْكُرَامُ) بِالضَّمِّ الْكَرِيمُ، فَإِذَا أَفْرَطَ فِي الْكَرَمِ قِيلَ: (كُرَّامٌ) بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ. وَ (الْكَرِيمُ) الصَّفُوحُ وَ (أَكْرَمَهُ) يُكْرِمُهُ. وَيُقَالُ فِي التَّعَجُّبِ: مَا أَكْرَمَهُ لِي وَهُوَ شَاذٌّ لَا يَطَّرِدُ فِي الرُّبَاعِيِّ. قَالَ الْأَخْفَشُ: وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: «وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرَمٍ» بِفَتْحِ الرَّاءِ أَيْ مِنْ إِكْرَامٍ وَهُوَ مَصْدَرٌ كَالْمُخْرَجِ وَالْمُدْخَلِ. وَ (الْكَرْمُ) شَجَرُ الْعِنَبِ. وَالْكَرْمُ أَيْضًا الْقِلَادَةُ، يُقَالُ: رَأَيْتُ فِي عُنُقِهَا كَرْمًا حَسَنًا مِنْ لُؤْلُؤٍ. وَ (الْمَكْرُمَةُ) وَاحِدَةُ (الْمَكَارِمِ) . وَ (الْمَكْرُمُ) الْمَكْرُمَةُ عِنْدَ الْكِسَائِيِّ. وَعِنْدَ الْفَرَّاءِ: هُوَ جَمْعُ مَكْرُمَةٍ. وَ (الْأُكْرُومَةُ) مِنَ الْكَرَمِ كَالْأُعْجُوبَةِ مِنَ الْعَجَبِ. وَ (التَّكَرُّمُ) تَكَلُّفُ الْكَرَمِ وَقَالَ:" تَكَرَّمْ لِتَعْتَادَ الْجَمِيلَ فَلَنْ تَرَى أَخَا كَرَمٍ إِلَّا بِأَنْ يَتَكَرَّمَا وَ (أَكْرَمَ) الرَّجُلُ أَتَى بِأَوْلَادٍ كِرَامٍ. وَ (اسْتَكْرَمَ) اسْتَحْدَثَ عِلْقًا كَرِيمًا. وَ (التَّكْرِيمُ) وَ (الْإِكْرَامُ) بِمَعْنًى. وَالِاسْمُ مِنْهُ (الْكَرَامَةُ) . وَيُقَالُ: حَمَلَ إِلَيْهِ الْكَرَامَةَ [ص:269] وَهُوَ مِثْلُ النُّزُّلِ. وَسَأَلْتُ عَنْهُ بِالْبَادِيَةِ فَلَمْ يُعْرَفْ.
المعجم: مختار الصحاح

خرد

المعنى: خرد : (الخَرِيدُ و) الخَرِيدةُ (بِهاءٍ، والخَرُودُ) ، كصَبُور، فَهِيَ ثلاثُ لُغَاتٍ، من النّسَاءِ: (البِكْرُ) الَّتِي (لم تُمْسَسْ) قَطُّ، (أَو الخَفِرَةُ) الحَيِيَّةُ (الطَّوِيلَةُ السُّكُوتِ، الخافِضةُ الصَّوْتِ، المُتَسَتِّرَةُ) ، قد جَاوَزَتِ الإِعصارَ  وَلم تَعْنَس، (ج: خَرائدُ وخُرُدٌ) بضمْتَيْن، (وخُرَّدٌ) بضمّ فتشديد، الأَخيرة نادرةٌ، لأَن فَعِيلَة لَا تُجْمَع على فُعَّل، (وَقد خَرِدَتْ كفَرِحَ) ، خَرَداً، (وتَخَرَّدَت) ، قَالَ أَوْس يذكر بِنْت فَضَال لتي وَكَّلَها أَبوها بإِكرامه، حِين وَقَعَ من راحِلَته فانكسر: لم تُلْهِها تِلْك التَّكاليفُ إِنَّها كَمَا شِئتَ مِنْ أُكْرومة وتَخَرُّدِ (وصوتٌ خَرِيدٌ: لَيِّنٌ عَلَيْهِ أَثَرُ الحَياءِ) ، أَنشد ابنُ الأَعرابِيّ: منَ البِيضِ أَما الدَّلُّ مِنْهَا فكامِلٌ مَلِيحٌ وأَمّا صوتُها فخَرِيدُ (وخَرْدٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (لَقَبُ سعْدِ بنِ زَيْدٍ مَناةَ) ، نَقله الصاغانيّ. (و) الخَرَدُ، (بِالتَّحْرِيكِ: طُولُ السُّكُوتِ، كالإِخْراد) . والمُخْرِد: الساكتُ من ذُلَ لَا حياءٍ. وأَخْرَدَ: أَطالَ السُّكوتَ. ونصُّ أَبي عَمْرو: الخارِدُ: الساكتُ مِن حياءٍ لَا ذُلّ، والمُخرِد: السَّاكِت من ذُلَ لَا من حَياءٍ. وَفِي سِيَاق المصنِّف قُصورٌ لَا يَخْفَى. (و) من الْمجَاز: الخَرِيدَةُ: اللُّؤْلؤَةْ لم تُثْقَبْ) ، نَقله اللَّيْث عَن أَعرابيٌّ من كَلب. وكلُّ عذراءَ: خرِيدَةٌ، وَقد أَخْرَدَت إِخراداً. (وأَخْرَدَ: اسْتَحْيَا) ، وَالَّذِي قَالَه ابْن الإِعرابيّ: خَرِدَ، إِذا ذَلَّ، وخَرِدَ إِذا استحْيَا. (و) أَخْرَدَ (إِلى اللَّهْوِ: مالَ) . (و) أَخْرَدَ؛ (سَكَتَ من ذُلَ لَا حَيَاءٍ) وَالَّذِي فِي الأَساس: وأَخْرَد: سَكَتَ حَيَاء، وأَقْرَدَ: سَكَتَ ذُلًّا. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: خَردٌ، بِالْفَتْح: جدُّ مالكِ بن صَخرٍ الجاهليّ. ذكره ابْن مَاكُولَا. والحَرِدُ، ككَتِفٍ لقبُ جمَاعَة. وخربنده ملِكُ العراقِ، فارسيّة، أَي عبد الْحمار.
المعجم: تاج العروس

كَرُمَ

المعنى: فلانٌ ـُ كَرَماً، وكَرَامة: أعطى بسهولة وجاد. فهو كريم. (ج) كرام، وكُرَماء. وهي كريمة. (ج) كرائم. وـ ضدّ لؤم. وـ الشيء: عزَّ ونفُس. وـ السحاب: جاد بالغيث. وـ الأرض: زكا نباتها.؛(أكْرَمَ) الرجل: أتى بأولاد كرام. وـ فلاناً: أعظمه ونزَّهه. وـ نفسه عن الشائنات: تنَزَّه عنها.؛(كَارَمَه): فاخره في الكرم. وـ الرجل: أهدى إليه شيئاً ليكافئه عليه.؛(كَرَّمَ) السحاب: جاد بمطره. ويقال: كرَّم المطر: كثر ماؤه. وـ فلاناً: أكرمه. وـ فلاناً: فضّله.؛(تَكَارَم) عن الشيء: تنزَّه عنه.؛(تَكَرَّمَ) عن الشيء: تكارم. وـ تكلّف الكرم.؛(اسْتَكْرَمَ) الشيء: طلبه كريماً. وـ وجده كريماً. وـ العقائل: تزوَّج النجيبات.؛(الإكْرَاميَّة): العطيَّة. (مو).؛(الأُكْرُومة): الفعلة الكريمة.؛(التَّكْرِمَة): الموضع الخاص لجلوس الرجل من فراش أو سرير، مما يُعَدّ لإكرامه.؛(الكُرَام): الكريم.؛(الكَرَامَة): الأمر الخارق للعادة غير المقرون بالتحدي ودعوى النبوة، يُظهره الله على أيدي أوليائه. (مو). وـ الغطاء يوضع على رأس الجرَّة أو القِدر. ويقال: لفلان عليّ كرامة: عِزّة. ويقال: أفعل ذلك وكرامة لك ونعم وحُبًّا وكرامة: أي أكرمك كرامة.؛(الكَرَّام): صاحب الكَرْم. وـ حافظه.؛(الكَرَم): يقال: رجل كرم: كريم. (يستوي فيه المفرد والجمع والمؤنث؛ لأنه وصف بالمصدر). وأرض كرم: طيِّبة. وـ الصّفْح.؛(الكَرْم): العنب. وـ ابنة الكرم: الخمر. (ج) كُرُوم.؛(الكُرْم): يقال: أفعل ذلك وكُرْماً لك، ونَعم وحُبًّا وكُرْماً: أي وأكرِمُك.؛(الكَرِيم): من صفات الله تعالى وأسمائه، وهو الكثير الخير الجواد المُعْطِي الذي لا ينفَد عطاؤه. وـ الصَّفُوح. وـ صفة لكلِّ ما يُرْضَى ويحمد في بابه. ومنه وجه كريم، وكتاب كريم.؛(الكَرِيمَة): مؤنث الكريم. وـ الرجل الحسيب. ويقال: (إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه). وكريمة الرجل: ابنته. (ج) كرائم. وكريمتك: أنفك، وكلُّ جارحة شريفة، كالأذن واليد واللِّحية. والكريمتان: العينان.؛(المُكَرَّم): الرجل الكريم على كل أحد.؛(المَكْرُمَة): فِعل الخَيْر. (ج) مكارِم. وفي الأثر: (بُعِثت لأتمم مكارم الأخلاق). وأرض مَكرمة: كريمة طيِّبة جيدة النبات.؛(المَكْرَمَة): أرض مَكْرَمَة: كريمة طيبة جيدة النبات.
المعجم: الوسيط

الكرم

المعنى: ـ الكَرَمُ، محرَّكةً: ضِدُّ اللُّؤْم، كَرُمَ، بضم الراءِ، كرامةً وكرَماً وكَرَمَةً، محرَّكَتَيْنِ، فهو كريمٌ وكريمَةٌ وكِرْمَةٌ، بالكسر، ومُكْرَمٌ ومُكْرَمَةٌ وكُرامٌ، كغُرابٍ ورُمَّانٍ ورُمَّانَةٍ ـ ج: كُرماءُ وكِرامٌ وكَرائِمُ. وجَمْعُ الكُرَّامِ: الكُرَّامونَ، ـ ورجلٌ كَرَمٌ، محرَّكةً: كريمٌ، للواحِدِ والجمعِ. ـ وكَرَماً، أي: أدامَ الله لَكَ كَرَماً. ـ ويا مَكْرُمانُ: للكرِيمِ الواسِعِ الخُلُقِ. ـ وكارَمَهُ فكَرَمَهُ، كنَصَرَهُ: غَلَبَهُ فيه. ـ وأكْرَمَهُ وكَرَّمَهُ: عظَّمَهُ، ونَزَّهَه. ـ والكريمُ: الصَّفُوحُ. ـ ورجلٌ مِكْرامٌ: مُكْرِمٌ للناسِ. ـ ولَهُ عَلَيَّ كَرامةٌ، أي: عَزازةٌ. ـ واسْتَكْرَمَ الشَّيءَ: طَلَبَهُ كرِيماً، أو وجَدَهُ كرِيماً. وافْعَلْ كذا وكَرامةً لك، بالفتح، وكُرْماً وكُرْمَةً وكُرْمَى وكُرْمَةَ عَيْنٍ وكُرْماناً، بضمِّهِنَّ، ولا تُظْهِرْ له فِعْلاً. ـ وتَكَرَّمَ عنه، ـ وتَكارَمَ: تَنَزَّهَ. ـ والمَكْرُمُ والمَكْرُمة، بضم رائِهِما، ـ والأكْرومَةُ، بالضم: فِعْلُ الكَرَمِ. ـ وأرضٌ مَكْرُمَةٌ وكَرَمٌ، محرَّكةً: كرِيمةٌ طَيِّبَةٌ. وأرضٌ وأرْضانِ وأرضونَ كَرَمٌ. ـ والكَرْمُ: العِنَبُ، والقِلادَةُ، وأرضٌ مُنَقَّاةٌ من الحجارةِ، وَنوْعٌ من الصِّياغةِ في المَخانِقِ. ـ أو بناتُ كَرْمٍ: حَلْيٌ كان يُتَّخَذُ في الجاهليَّةِ ـ ج: كُرومٌ، ـ وبالتحريكِ: ع. ـ وكسَكْرَى: ة بتَكْريتَ. ـ وكَرَّمَ السَّحابُ تَكْريماً، وتُضَمُّ كافُه: كثُرَ ماؤُهُ. ـ وكَرْمانُ، وقد يُكْسَرُ أو لَحْنٌ: إِقْليمٌ بين فارِسَ وسجِسْتانَ، ـ ود قُرْبَ غَزْنَةَ (ومَكْرانَ) ـ والكَرْمةُ: ع، ـ وة بِطَبَسَ، ورأسُ الفَخِذِ المُسْتدِيرُ، وبالضم: ناحيةٌ باليمامةِ. ـ والكَرامةُ: طَبَقُ رأسِ الحُبِّ، وجَدُّ محمدِ بنِ عُثْمانَ شَيْخِ البُخارِيِّ، وابنُ ثابِتٍ: مُخْتَلَفٌ في صُحْبتِه. ـ والكَريمانِ: الحَجُّ والجِهادُ، ـ ومنه: "خيرُ الناسِ مُؤْمِنٌ بين كريمَيْنِ " ، أو مَعناهُ بين فَرَسَيْنِ يَغْزو عليهما، أو بعيرَيْنِ يَسْتَقِي عليهما. ـ وأبَوانِ كَريمانِ: مُؤْمِنانِ. ـ وكَريمَتُكَ: أنْفُكَ، وكُلُّ جارحةٍ شَريفةٍ، كالأُذُنِ واليدِ. ـ والكريمتانِ: العَيْنانِ، ـ وسَمَّوْا: كَرَماً، كجَبلٍ وكِتابٍ وعَزيزٍ وزُبَيْرٍ وسَفينةٍ ومُعَظَّمٍ، ـ ومُكْرَمٍ. ـ ومحمدُ بنُ كَرَّامٍ، كشَدَّادٍ: إمام الكَرَّاميَّةِ القائلُ بأنَّ مَعْبودَهُ مُسْتَقِرٌّ على العَرْشِ، وأنه جَوْهَرٌ، تعالى اللّهُ عن ذلك. ـ والتَّكْرِمةُ: التَّكْريمُ، والوِسادَةُ. ـ وكِرْمانِيُّ بنُ عَمْرٍو، بالكسر: محدِّثٌ. ـ وكرُمَتْ أرْضُه، بضم الراءِ: دَمَلَها فَزَكا زَرْعُها. ـ وكُرَمِيَّةُ، بالضم وفتح الراءِ: ة. ـ وكَرَمِينِيَّةُ وتُخَفَّفُ، ـ أو كَرْمِينَةُ: د ببُخاراءَ. ـ وأكْرَمَ: أتى بأولادٍ كِرامٍ. ـ و {رزْقاً كريماً} : كثيراً. ـ و {قولاً كريماً} : سَهْلاً لَيِّناً. ـ وفي الحديثِ: "لا تُسَمُّوا العنبَ الكَرْمَ، فإنما الكَرْمُ الرجلُ المُسْلِمُ " وليس الغَرَضُ حقيقةَ النَّهْيِ عن تَسْمِيته كَرْماً، ولكنه رَمْزٌ إلى أن هذا النَّوْعَ من غيرِ الأناسِيِّ المُسَمَّى بالاسم المُشْتَقِّ من الكَرَمِ، أنْتُم أحِقَّاءُ بأن لا تُؤَهِّلُوهُ لهذه التَّسْميةِ غَيْرَةً للمُسْلِمِ التَّقِيِّ أن يُشارَكَ فيما سَمَّاهُ اللُّه تعالى، وخَصَّهُ بأن جعلَه صِفَتَه، فضْلاً أن تُسَمُّوا بالكَريم من ليس بمُسْلمٍ. فكأنه قال: إن تَأتَّى لكم أن لا تُسَمُّوه مَثَلاً باسمِ الكَرمِ، ولكن بالجَفْنَةِ أو الحَبَلةِ، فافْعَلوا. وقولهُ: "فإِنما الكرْمُ " ، أي: فإِنما المُسْتَحِقُّ للاسمِ المُشْتَقِّ من الكَرَمِ المُسْلِمُ.
المعجم: القاموس المحيط

خدد

المعنى: في الوجه، والخدان: جانبا الوجه، وهما ما جاوز مؤخر العين إِلى منتهى الشدق؛ وقيل: الخد من الوجه من لدن المحْجِر إِلى اللَّحْي من الجانبين جميعاً ومنه اشتق اسم المِخَدَّة، بالكسر، وهي المِصْدَغة لأَن الخد يوضع عليها، وقيل: الخدان اللذان يكتنفان الأَنف عن يمين وشمال؛ قال اللحياني: هو مذكر لا غير، والجمع خدود لا يكسر على غير ذلك؛ واستعار بعض الشعراء الخدّ لليل فقال: بَنــاتُ وَطَّـاءٍ علـى خَـدِّ اللَّيْلِـ، لاِ مِّ مَــنْ لــم يَتَّخِــذْهُنَّ الْوَيْـل يعني أَنهنّ يذللن الليل ويملكنه ويتحكمن عليه، حتى كأَنهنَّ يصرعنه فيذللن خدّه ويفللن حدّه. الأَصمعي: الخدود في الغُبُط والهوادج جوانب الدَّفتين عن يمين وشمال وهي صفائح خشبها، الواحد خَدّ. والخَدّ والخُدَّة والأُخْدود: الحفرة تحفرها في الأَرض مستطيلة. والخُدَّة، بالضم: الحفرة؛ قال الفرزدق: وبِهِــنَّ نَــدْفَع كَـرْب كـلِّ مُثَـوِّب، وتــرى لهــا خُـدَداً بكُـلِّ مَجَـال المثوِّب: الذي يدعو مستغيثاً مرة بعد مرة. التهذيب: الخَدّ جَعْلُكَ أُخْدُوداً في الأَرض تَحْفِره مستطيلاً؛ يقال: خَدَّ خَدّاً، والجمع أَخاديد؛ وأَنشد: رَكِبْـنَ مِـن فَلْـجٍ طَريقـاً ذا قُحَمْ، ضـاحِي الأَخاديدِ إذا الليلُ ادْلَهَم ْ أَراد بالأَخاديد شَرَك الطريق، وكذلك أَخاديد السياط في الظهر: ما شقت منه.والخَدُّ والأُخْدود: شقان في الأَرض غامضان مستطيلان؛ قال ابن دريد: وبه فسر أَبو عبيد قوله تعالى: قُتل أَصحاب الأُخدود؛ وكانوا قوماً يعبدون صنماً، وكان معهم قوم يعبدون الله عز وجل ويوحدونه ويكتمون إِيمانهم، فعلموا بهم فَخَدُّوا لهم أُخْدوداً وملأُوه ناراً وقذفوا بهم في تلك النار، فتقحموها ولم يرتدُّوا عن دينهم ثبوتاً على الإِسلام، ويقيناً أَنهم يصيرون إِلى الجنة، فجاء في التفسير أَن آخر من أُلقي في النار منهم امرأَة معها صبي رضيع، فلما رأَت النار صدّت بوجهها وأَعرضت فقال لها: يا أُمَّتاه قِفي ولا تُنافقي، وقيل: إِنه قال لها ما هي إِلا غُمَيْضَة فصبرت، فأُلقيت في النار، فكان النبي، صلى الله عليه وسلم، إذا ذكر أَصحاب الأُخدود تعوّذ بالله من جَهْد البلاء؛ وقيل: كان أَصحاب الأُخدود خَدُّوا في الأَرض أَخاديدَ وأَوقدوا عليها النيران حتى حميت ثم عرضوا الكفر على الناس فمن امتنع أَلقَوْه فيها حتى يحترق. والأُخدود: شق في الأَرض مستطيل.قال ابن سيده: والخَدُّ والخُدة الأُخدود، وقد خدَّها يَخُدُّها خَدّاً.وأَخاديدُ الأَرْشية في البئر: تأْثير جرّها فيه.وخَدَّ السيل في الأَرض إذا شقها بجريه. وفي حديث مسروق: أَنهار الجنة تجري في غير أُخْدود أَي في غير شق في الأَرض.والخد: الجدول، والجمع أَخدّة على غير قياس والكثير خِداد وخِدَّان.والمِخَدَّة: حديدة تُخَدُّ بها الأَرض أَي تُشق.وخَدَّ الدمع في خده: أَثَّر. وخَدَّ الفرس الأَرضَ بحوافره: أَثر فيها.وأَخاديد السياط: آثارها. وضربة أُخدودٌ أَي خَدَّت في الجِلد.وخَدَّدَ لحمُه وتَخَدَّدَ: هُزل ونقص؛ وقيل: التَّخَدُّد أَن يضطرب اللحم من الهزال. والتخديدُ من تخديد اللحم إذا ضُمِّرَتِ الدواب؛ قال جرير يصف خيلاً هزلت: أَجْــرى قَلائِدَهــا وخَـدَّدَ لحمَهـا، أَن لا يَـذُقنَ مـع الشـكائم عُـودا والمُتَخَدِّدُ: المهزول. رجل مُتَخَدِّد وامرأَة مُتَخَدِّدة: مهزول قليل اللحم. وقد خَدَّد لحمُه وتَخَدَّد أَي تَشَنَّج. وامرأَة مُتَخَدِّدة إذا نقص جسمها وهي سمينة. والخَدُّ: الجمع من الناس. ومضى خَدٌّ من الناس أَي قَرْن. ورأَيت خدّاً من الناس أَي طبقاً وطائفة. وقتلهم خَدّاً فخدّاً أَي طبقة بعد طبقة؛ قال الجعدي: شـَراحِيلُ، إِذ لا يَمنعـون نساءَهم، وأَفنـــاهُمُ خَــدّاً فخــدّاً تَنَقُّلا ويقال: تخدد القوم إذا صاروا فرقاً. وخَدَدُ الطريق: شَرَكُه، قاله أَبو زيد.والمِخَدَّان: النابان؛ قال: بَيْـــنَ مِخَـــدَّيْ قَطِـــمٍ تَقَطَّمــا وإِذا شق الجمل بنابه شيئاً قيل: خدَّه؛ وأَنشد: قَـــدّاً بِخَــدَّادٍ وهــذّاً شــَرْعَبا ابن الأَعرابي: أَخَدَّه فَخَدَّه إذا قطعه؛ وأَنشد: وعَـــضُّ مَضـــَّاغٍ مُخِـــدٍّ مَعْــذِمُه أَي قاطع. وقال: ضربةٌ أُخْدُودٌ شديدة قد خَدَّتْ فيه.والخِدادُ: مِيسَم في الخد والبعير مَخْدود.والخُدْخُود: دوَيْبَّة. ابن الأَعرابي: الخد الطريق.والدَّخ: الدخان، جاء به بفتح الدال.خرد: الخَرِيدَة والخَرِيد والخَرُود من النساء: البكر التي لم تُمْسَسْ قط، وقيل: هي الحيية الطويلة السكوت الخافضة الصوت الخَفِرة المتسترة قد جاوزت الإِعْصار ولم تَعنَس، والجمع خرائد وخُرُد وخُرَّد، الأَخيرة نادرة لأَن فعيلة لا تجمع على فُعَّل، وقد خَرِدَت خَرَداً وتَخَرَّدت؛ قال أَوس يذكر بنت فضالة التي وكلها أَبوها بإِكرامه حين وقع من راحلته فانكسر: ولـم تُلْهِها تلك التكالِيفُ، إِنها كمــا شـئتَ مـن أُكْرُومَـةٍ وتَخَـرُّد وصوت خَريدٌ: لين عليه أَثر الحياء؛ أَنشد ابن الأَعرابي: من البيض، أَما الدَّلُّ منها فكامل مَليحــ، وأَمــا صــَوْتُها فَخريـدُ والخَرَد: طول السكوت. والمُخْرِد: الساكت.وأَخْرَد: أَطال السكوت. أَبو عمرو: الخارد الساكت من حياء لا ذل، والمُخْرِد: الساكت من ذُلٍّ لا حياء. ابن الأَعرابي: خَرِدَ إذا ذَلَّ، وخَرِدَ إذا استحيا، وأَخْرَدَ إِلى اللهو: مال؛ عن ابن الأَعرابي: وكل عذراء: خَريدة. والخَريدة: اللؤْلؤَة قبل ثقبها؛ قال الليث: سمعت أَعرابيّاً من كلب يقول: الخريدة التي لم تثقب وهي من النساء البكر، وقد أَخْرَدتْ إِخراداً. ابن الأَعرابي: لؤلؤَة خريد لم تثقب.
المعجم: لسان العرب

سفا

المعنى: السَّفَا: الخِفَّةُ في كلّ شيء، وهو الجَهْلُ. والسَّفَا، مَقصورٌ: خِفَّة شَعَر الناصِيَة، زاد الجوهري: في الخَيْل، وليس بمَحْمود، وقيل: قِصَرُها وقِلَّتُها. يقال: ناصِيَةٌ فيها سَفاً. وفرسٌ أَسْفى إذا كان خَفيفَ الناصِيَة؛ وأَنشد أَبو عبيد لسلامة بن جندل: ليـــــس بأَســـــْفى ولا أَقْنـــــى ولا ســـــَغِلٍ، يُســـــْقى دَواءَ قَفِـــــيِّ الســـــَّكْنِ مَرْبـــــوبِ والأُنْثى سَفْواء. وقال ثعلب: هو السَّفاءُ، ممدود؛ وأَنشد: قلائِصُ فـــــــــي أَلْبــــــــانِهِنّ ســــــــَفاءُ أَي في عُقُولِهِنَّ خِفَّةٌ، استعاره للبن أَي فيه خِفَّةٌ. ابن الأَعرابي: سَفا إذا ضَعُفَ عَقْلُه، وسَفا إذا خَفَّ رُوحُه، وسَفا إذا تَعَبَّد وتواضع لله، وسِفا إذا رَقَّ شَعْرهُ وجَلِحَ، لُغة طَيّءٍ. الجوهري: الأَصمعي الأَسْفى من الخيل القليل الناصيَة، والأَسْفى من البغالِ السريعُ؛ قال: ولا يقال لشيءٍ أَسْفى لخِفَّةِ ناصِيتهِ إلا للفرس. قال ابن بري: الصحيح عن الأَصمعي أَنه قال: الأَسْفَى من الخيل الخفيفُ الناصية، ولا يقال للأُنثى سَفْواءُ. والسَّفْواءُ في البغالِ: السريعة، ولا يقال للذكرِ أَسْفَى. قال: وقول الجوهري في حكايته عن الأَصمعي الأَسْفى من البغالِ السريعُ ليس بصحيحٍ؛ قال: ومما يشهد بأَنه يقال للفرس الخفيفة الناصيةِ سفواءُ قول الشاعر: بل ذات أكْروُمَةٍ تَكَنَّفها ال_أَحْجارُ، مَشْهورةٌ مَواسِمُها ليســــــــت بشـــــــامِيَّةِ النِّحاســـــــِ، ولا ســـــــــَفْواءَ مَضــــــــْبُوحةٍ مَعاصــــــــِمُها وبَغْلَةٌ سَفْواءُ: خفيفةٌ سريعةٌ مُقْتَدرة الخَلْقِ مُلَزَّزَة الظَّهْرِ، وكذلك الأَتانُ الوَحْشِيَّة؛ قال دُكَينُ بنُ رَجاءٍ الفُقَيْمي في عمر بنِ هُبَيرة، وكان على بغلةٍ مُعْتَجِراً ببُرْدٍ رفيعٍ، فقال على البديهة: جــــــاءت بهــــــ، مُعْتَجِــــــراً ببُرْدِهِـــــ، ســــــَفْواءُ تَــــــرْديُ بنَســــــِيجِ وَحْــــــدِهِ مُســــــْتَقْبِلاً حَــــــدَّ الصــــــَّبا بحَــــــدِّهِ، كالســـــَّيْفِ ســـــُلَّ نَصـــــْلُه مــــن غِمْــــدِه خَيْـــــرَ أَميـــــرٍ جـــــاءَ مـــــن مَعَــــدِّه، مِـــــنْ قَبْلِـــــه أَو رافِــــدٍ مــــن بَعْــــدِه فكـــــلُّ قيـــــسٍ قـــــادِحٌ مـــــن زَنْــــدِه، يَرْجُـــــــونَ رَفْـــــــعَ جَــــــدِّهِم بجَــــــدِّه فــــإنْ ثَـــوَى ثـــوَى النَّـــدى فـــي لَحْـــدِه، واخْتَشـــــــــَعَتْ أُمَّتُـــــــــه لِفَقْـــــــــدهِ قال أَبو عبيدة في قوله سَفْواءُ في البيت: إنها الخفيفة الناصية، وذلك مما تُمْدَح به البغال، وأَنكر هذا الأَصمعي وقال: سَفْواء هنا بمعنى سريعة لا غير، وقال في موضع آخر: ويُسْتَحَبُّ السَّفا في البغال ويكره في الخيل. والأَسْفى: الذي تَنْزِعهُ شَعْرةٌ بيضاءُ كُمَيْتاً كان أَو غيرَ ذلك؛ عن ابن الأَعرابي، وخَصَّ مرّةً به السَّفا الذي هو بياضُ الشَّعَرِ الأَدْهم والأَشْقَرِ، والصِّفة كالصِّفة في الذكر والأُنثى.وسَفا في مَشْيهِ وطَيَرانهِ يَسْفُو سُفُوّاً: أَسرَع. وسَفَت الريحُ التُّرابَ تَسْفِيه سَفْياً: ذَرَتْه، وقيل: حمَلَتْه فهو سَفِيٌّ، وتَسْفي الوَرَق اليبسَ سَفْياً. وتُرابٌ سافٍ: مَسْفِيٌّ، على النسب أَو يكون فاعلاً في معنى مفعولٍ. وحكى ابن الأَعرابي: سَفَتِ الريحُ وأَسْفَتْ فلم يُعَدِّ واحداً منهما. والسافِياءُ: الريحُ التي تَحْمِلُ تراباً كثيراً على وجه الأَرض تَهْجُمُه على الناس؛ قال أَبو دُواد: ونُــــــؤْي أَضــــــَرَّ بــــــه الســــــافِياء، كـــــدَرْسٍ مـــــن النُّـــــونِ حيــــنَ امَّحَــــى قال: والسَّفى هو اسمُ كلِّ ما سَفَتِ الريحُ من كلِّ ما ذكرت. ويقال: السافِياءُ الترابُ يذهَبُ مع الريح، وقيل: السافِياءُ الغُبارُ فقط. أَبو عمرو: السَّفَى اسمُ الترابِ وإنْ لم تَسْفِه الريح، والسَّفاةُ أَخصُّ منه؛ وأَنشد ابن بري: فلا تَلْمِـــــسِ الأَفْعـــــى يَـــــداكَ تُرِيــــدُها، ودَعْهـــــا إذا مـــــا غَيَّبَتهـــــا ســــَفاتُها وفي حديث كعب: قال لأَبي عثمان النَّهْدي إلى جانِبِكم جبلٌ مُشْرِفٌ على البَصْرَة يُقالُ له سَنامٌ، قال: نَعَم، قال: فهل إلى جانِبِه ماءٌ كثيرُ السافي؟ قال: نعم، قال: فإنه أَوَّلُ ما يَرِدهُ الدَّجّالُ من مِياهِ العَرب؛ السافي: الريحُ التي تَسْفي الترابَ، وقيل للتُّراب الذي تَسْفِيه الريحُ أَيضاً: سافٍ أَي مَسْفِيٌّ كماءٍ دافقٍ أَي مدفوقٍ، والماءُ السافي الذي ذكَرَه هو سَفَوانُ، وهو على مَرْحَلة من باب المِرْبَد بالبَصْرة.قال غيره: سَفَوانُ، بالتحريك، موضع قُرْبَ البَصْرة؛ قال نافعُ بنُ لَقِيطٍ، وقيل هو لمَنْظُورِ ابنِ مَرْثَدٍ: جاريـــــــــة بســـــــــَفَوانَ دارُهــــــــا، تَمْشـــــي الهُوَيْنـــــا ســـــاقِطاً خِمارُهــــا، قــــد أَعْصــــَرتْ، أَو قــــد دَنـــا إعْصـــارُها والسَّفى: الترابُ، وخصَّ ابن الأَعرابي به الترابَ. المُخْرَج من البئرِ أَو القَبْر؛ أَنشد ثعلب لكثير: وحــــالَ الســـَّفى بينـــي وبينَـــك والعِـــدا، ورَهْــــنُ الســــَّفا غَمْــــرُ النَّقيبَـــةِ ماجِـــدُ قال: السَّفى هنا ترابُ القبر، والعِدَا الحجارة والصُّخور تُجْعَلُ على القبر؛ وقال أَبو ذؤيب الهذلي يصف القَبْرَ وحُفَّاره: وقـــــد أَرْســـــَلوا فُرّاطَهُمـــــ، فتَــــأَثَّلوا قَلِيبـــــاً ســـــَفاهَا كالإمـــــاءِ القَواعِــــدِ قوله: سَفاها الهاءُ فيه للقليب، أَراد أَيضاً ترابَ القبر شبَّهه بالإماء القَواعِد، ووجه ذلك أَن الأَمة تقعد مستوفزة للعمل، والحرة تقعد مطمئنَّة متربِّعة، وقيل: شبَّه التراب في لينه بالإماء القواعد، وهُنَّ اللَّواتي قعدنَ عن الوَلَد فاجتَمَع عليهِنّ ذِلَّة الرِّق والقُعودِ فلِنَّ وذَلَلْن، واحدتُه سَفاةٌ. ابن السِّكِّيت: السَّفى جمعُ سَفاةٍ، وهي ترابُ القُبورِ والبئرِ. والسَّفى: ما سَفَتِ الريحُ عليكَ من التراب، وفِعْلُ الريح السَّفْيُ. والسَّوافي من الرِّياحِ: اللَّواتي يَسْفِين الترابَ. والسَّفى: السَّحاب. والسَّفى: شَوْكُ البُهْمَى والسُّنْبُلِ وكلِّ شيء له شَوْك، وقال ثعلب: هي أَطراف البُهْمَى، والواحدة من كل ذلك سَفاة. وأَسْفَتِ البُهْمَى: سَقَط سَفاها. وسَفِيَ الرجلُ سَفىً: مثل سَفِهَ سَفَهاً وسَفاءً مثلُ سَفِهَ سَفاهاً؛ أَنشد ثعلب: لهـــــا مَنْطِــــقٌ لا هِــــذْرِيانٌ طَمــــى بــــه ســـــَفاءٌ، ولا بـــــادي الجَفـــــاءِ جَشـــــيبُ والسَّفِيُّ: كالسَّفيه. وأَسْفى الرجلُ إذا أَخَذَ السَّفى، وهو شَوْكُ البُهْمى، وأَسْفى إذا نَقَل السَّفى، وهو التُّرابُ، وأَسْفى إذا صارَ سَفِيّاً أَي سَفيهاً.وقال اللحياني: يقال للسَّفيه سَفِيٌّ بَيِّنُ السَّفاء، ممدود. وسافاهُ مسافاةً وسِفاءً إذا سافَهَه؛ وقال: إنْ كنــــــتَ ســــــافِيَّ أَخــــــا تَميمِــــــ، فَجِيـــــــــءْ بِعِلْجَيْــــــــنِ ذَوَيْ وَزيــــــــمِ بِفارِســــــــــــــّيٍ وأَخٍ للرُّومِــــــــــــــ، كِلاهمـــــــــا كالجَمَــــــــلِ المَخْــــــــزومِ ويروى: المَحْجوم؛ قال ابن بري: ويروى: إن ســـــــَرَّكَ الــــــرِّيُّ أَخــــــا تَميــــــمِ والوَزيمُ: اكْتِنازُ اللَّحْم. وأَسْفى الزرعُ إذا خَشُنَ أَطْرافُ سُنْبُلهِ.والسَّفاءُ، بالمدِّ: الطَّيْشُ والخِفَّة. قال ابن الأَعرابي:السَّفاءُ من السَّفى كالشَّقاء من الشَّقى؛ قال الشاعر: فَيـــا بُعْـــدَ ذاك الوَصـــْلِ، إنْ لـــم تُـــدانِهِ قَلائِصـــــــُ، فــــــي آبــــــاطِهِنَّ ســــــَفاءُ وأَسْفاهُ الأَمْرُ: حَمَلَهُ على الطَّيْشِ والخِفَّةِ؛ وأَنشد لعمرو بن قَميئة: يــــــا رُبَّ مــــــن أَســــــْفاهُ أَحْلامُهُــــــ، إنْ قيـــــلَ يَومـــــاً: إنَّ عَمْـــــراً ســـــَكورْ أَي أَطاشَه حلْمُه فغَرَّه وجَرّأَه. وأَسْفى الرجلُ بصاحِبهِ: أَساءَ إليه ولعلَّه من هذا الذي هو الطَّيْش والخِفَّة؛ قال ذو الرُّمة: عَفَتْــــــــ، وعُهودُهــــــــا مُتَقادِمـــــــاتٌ، وقـــــد يُســــْفي بِــــك العَهْــــدُ القــــديمُ كذا رواه أَبو عمرو يُسْفي بك، وغيرهُ يَروْيه يَبْقى لك. والسَّفاءُ:انْقِطاعُ لَبَنِ الناقةِ؛ قال: ومــــــا هــــــي إلاَّ أَنْ تُقَـــــرِّبَ وَصـــــْلَها قَلائِصــــــُ، فــــــي أَلبــــــانِهِنَّ ســــــَفاءُ وسِفْيانُ وسَفْيانُ وسُفْيانُ: اسمُ رجل، يُكْسر ويفتح ويضم.
المعجم: لسان العرب

كرم

المعنى: الكَريم: من صفات الله وأَسمائه، وهو الكثير الخير الجَوادُ المُعطِي الذي لا يَنْفَدُ عَطاؤه، وهو الكريم المطلق. والكَريم: الجامع لأَنواع الخير والشرَف والفضائل. والكَريم. اسم جامع لكل ما يُحْمَد، فالله عز وجل كريم حميد الفِعال ورب العرش الكريم العظيم. ابن سيده: الكَرَم نقيض اللُّؤْم يكون في الرجل بنفسه، وإن لم يكن له آباء، ويستعمل في الخيل والإبل والشجر وغيرها من الجواهر إذا عنوا العِتْق، وأَصله في الناس قال ابن الأَعرابي: كَرَمُ الفرَس أن يَرِقَّ جلده ويَلِين شعره وتَطِيب رائحته.وقد كَرُمَ الرجل وغيره، بالضم، كَرَماً وكَرامة، فهو كَرِيم وكَرِيمةٌ وكِرْمةٌ ومَكْرَم ومَكْرَمةوكُرامٌ وكُرَّامٌ وكُرَّامةٌ، وجمع الكَريم كُرَماء وكِرام، وجمع الكُرَّام كُرَّامون؛ قال سيبويه: لا يُكَسَّر كُرَّام استغنوا عن تكسيره بالواو والنون؛ وإنه لكَرِيم من كَرائم قومه، على غير قياس؛ حكى ذلك أَبو زيد.وإنه لَكَرِيمة من كَرائم قومه، وهذا على القياس. الليث: يقال رجل كريم وقوم كَرَمٌ كما قالوا أَديمٌ وأَدَمٌ وعَمُود وعَمَدٌ، ونسوة كَرائم. ابن سيده وغيره: ورجل كَرَمٌ: كريم، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، تقول: امرأَة كَرمٌ ونسوة كَرَم لأَنه وصف بالمصدر؛ قال سعيد بن مسحوحالشيباني: كذا ذكره السيرافي، وذكر أَيضاً أنه لرجل من تَيْم اللاّت بن ثعلبة، اسمه عيسى، وكان يُلَوَّمُ في نُصرة أَبي بلال مرداس بن أُدَيَّةَ، وأَنه منعته الشفقة على بناته، وذكر المبرد في أَخبار الخوارج أَنه لأَبي خالد القَناني فقال: ومن طَريف أَخبار الخوارج قول قَطَرِيِّ بن الفُجاءة المازِني لأَبي خالد القَناني: أَبــــا خالــــدٍ، إنْفِــــرْ فلَســـْتَ بِخالـــدٍ، وَمــــا جَعَــــلَ الرحمــــنُ عُــــذْراً لقاعِـــدِ أَتَزْعُـــــم أَنَّ الخــــارِجيَّ علــــى الهُــــدَى، وأنـــــتَ مُقِيـــــمٌ بَيـــــنَ راضٍ وجاحِـــــدِ؟ فكتب إليه أَبو خالد: لَقــــــدْ زادَ الحَيــــــاةَ إلـــــيَّ حُبّـــــاً بَنــــــاتي، أَنَّهُــــــنَّ مــــــن الضـــــِّعافِ مخافـــــةَ أنْ يَرَيْـــــنَ البُـــــؤسَ بَعْــــدِي، وأنْ يَشــــــْرَبْنَ رَنْقــــــاً بعـــــدَ صـــــافِ وأنْ يَعْرَيْنَــــــ، إنْ كُســــــِيَ الجَــــــوارِي، فَتَنْبُـــــو العيــــنُ عَــــن كَــــرَمٍ عِجــــافِ ولَــــــوْلا ذاكَ قــــــد ســـــَوَّمْتُ مُهْريـــــ، وفــــــي الرَّحمــــــن للضـــــُّعفاءِ كـــــافِ أَبانــــا، مَــــنْ لَنــــا إنْ غِبْــــتَ عَنَّـــا، وصــــارَ الحــــيُّ بَعــــدَك فــــي اخْتِلافِــــ؟ قال أَبو منصور: والنحويون ينكرون ما قال الليث، إنما يقال رجل كَرِيم وقوم كِرام كما يقال صغير وصغار وكبير وكِبار، ولكن يقال رجل كَرَم ورجال كَرَم أي ذوو كَرَم، ونساء كَرَم أي ذوات كرَم، كما يقال رجل عَدْل وقوم عدل، ورجل دَنَفٌ وحَرَضٌ، وقوم حَرَضٌ ودَنَفٌ. وقال أَبو عبيد: رجل كَرِيم وكُرَامٌ وكُرَّامٌ بمعنى واحد، قال: وكُرام، بالتخفيف، أبلغ في الوصف وأكثر من كريم، وكُرّام، بالتشديد، أَبلغ من كُرَام، ومثله ظَرِيف وظُراف وظُرَّاف، والجمع الكُرَّامون. وقال الجوهري: الكُرام، بالضم، مثل الكَرِيم فإذا أفرط في الكرم قلت كُرّام، بالتشديد، والتَّكْرِيمُ والإكْرامُ بمعنى، والاسم منه الكَرامة؛ قال ابن بري: وقال أَبو المُثَلم: ومَــــــنْ لا يُكَــــــرِّمْ نفْســـــَه لا يُكَـــــرَّم ابن سيده: قال سيبويه ومما جاء من المصادر على إضمار الفعل المتروك إظهاره ولكنه في معنى التعجب قولك كَرَماً وصَلَفاً، كأَنه يقول أَكرمك الله وأَدام لك كَرَماً، ولكنهم خزلوا الفعل هنا لأَنه صار بدلاً من قولك أَكْرِمْ به وأَصْلِف، ومما يخص به النداء قولهم يا مَكْرَمان؛ حكاه الزجاجي، وقد حكي في غير النداء فقيل رجل مَكْرَمان؛ عن أَبي العميثل الأَعرابي؛ قال ابن سيده: وقد حكاها أَيضاً أَبو حاتم. ويقال للرجل يا مَكرمان، بفتح الراء، نقيض قولك يا مَلأَمان من اللُّؤْم والكَرَم. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَن رجلاً أَهدى إليه راوية خمر فقال: إن الله حَرَّمها، فقال الرجل: أَفلا أُكارِمُ بها يَهودَ؟ فقال: إن الذي حرَّمها حرَّم أن يُكارَم بها؛ المُكارَمةُ: أَن تُهْدِيَ لإنسانٍ شيئاً ليكافِئَك عليه، وهي مُفاعَلة من الكَرَم، وأَراد بقوله أُكارِمُ بها يهود أي أُهْديها إليهم ليُثِيبوني عليها؛ ومنه قول دكين: يـــــا عُمَـــــرَ الخَيـــــراتِ والمَكـــــارِمِ، إنِّــــي امْــــرُؤٌ مـــن قَطَـــنِ بـــن دارِمِـــ، أَطْلُــــــبُ دَيْنــــــي مــــــن أَخٍ مُكـــــارِمِ أراد من أَخٍ يُكافِئني على مَدْحي إياه، يقول: لا أَطلب جائزته بغير وَسِيلة. وكارَمْتُ الرجل إذا فاخَرْته في الكرم، فكَرَمْته أَكْرُمه، بالضم، إذا غلبته فيه. والكَريم: الصَّفُوح. وكارَمنى فكَرَمْته أَكْرُمه: كنت أَكْرَمَ منه. وأَكْرَمَ الرجلَ وكَرَّمه: أَعْظَمه ونزَّهه. ورجل مِكْرام: مُكْرِمٌ وهذا بناء يخص الكثير. الجوهري: أَكْرَمْتُ الرجل أُكْرِمُه، وأَصله أَأُكْرمه مثل أُدَحْرِجُه، فاستثفلوا اجتماع الهمزتين فحذفوا الثانية، ثم أَتبعوا باقي حروف المضارعة الهمزة، وكذلك يفعلون، ألا تراهم حذفوا الواو من يَعِد استثقالاً لوقوعها بين ياء وكسرة ثم أَسقطوا مع الأَلف والتاء والنون؟ فإن اضطر الشاعر جاز له أَن يرده إلى أَصله كما قال: فـــــــــإنه أَهـــــــــل لأَن يُؤَكْرَمــــــــا فأَخرجه على الأصل. ويقال في التعجب: ما أَكْرَمَه لي، وهو شاذ لا يطرد في الرباعي؛ قال الأخفش: وقرأَ بعضهم ومَن يُهِن اللهُ فما له من مُكْرَم، بفتح الراء، أي إكْرام، وهو مصدر مثل مُخْرَج ومُدْخَل. وله عليَّ كَرامةٌ أَي عَزازة. واستَكْرم الشيءَ: طلَبه كَرِيماً أَو وجده كذلك. ولا أَفْعلُ ذلك ولا حُبّاً ولا كُرْماً ولا كُرْمةً ولا كَرامةً كل ذلك لا تُظهر له فعلاً. وقال اللحياني: أَفْعَلُ ذلك وكرامةً لك وكُرْمَى لك وكُرْمةً لك وكُرْماً لك، وكُرْمةَ عَيْن ونَعِيمَ عين ونَعْمَةَ عَينٍ ونُعامَى عَينٍويقال: نَعَمْ وحُبّاً وكَرْامةً؛ قال ابن السكيت: نَعَمْ وحُبّاً وكُرْماناً، بالضم، وحُبّاً وكُرْمة. وحكي عن زياد بن أَبي زياد: ليس ذلك لهم ولا كُرْمة.وتَكَرَّمَ عن الشيء وتكارم: تَنزَّه. الليث: تكَرَّمَ فلان عما يَشِينه إذا تَنزَّه وأَكْرَمَ نفْسَه عن الشائنات، والكَرامةُ: اسم يوضع للإكرامكما وضعت الطَّاعةُ موضع الإطاعة، والغارةُ موضع الإغارة.والمُكَرَّمُ: الرجل الكَرِيم على كل أَحد. ويقال: كَرُم الشيءُ الكَريمُ كَرَماً، وكَرُمَ فلان علينا كَرامةً. والتَّكَرُّمُ: تكلف الكَرَم؛ وقال المتلمس: تكَــــرَّمْ لتَعْتــــادَ الجَمِيلَـــ، ولـــنْ تَـــرَى أَخَــــــا كَــــــرَمٍ إلا بــــــأَنْ يتَكَرَّمـــــا والمَكْرُمةُ والمَكْرُمُ: فعلُ الكَرَمِ، وفي الصحاح: واحدة المَكارمِ ولا نظير له إلاَّ مَعُونٌ من العَوْنِ، لأَنَّ كل مَفْعُلة فالهاء لها لازمة إلا هذين؛ قال أَبو الأَخْزَرِ الحِمّاني: مَــــرْوانُ مَـــرْوانُ أَخُـــو اليَـــوْم اليَمِيـــ، ليَــــــــوْمِ رَوْعٍ أو فَعــــــــالِ مَكْـــــــرُمِ ويروي: نَعَـــمْ أَخُـــو الهَيْجــاء فــي اليــوم اليمــي وقال جميل: بُثَيْـــــنَ الْزَمـــــي لا، إنَّ لا، إنْ لَزِمْتِهـــــ، علـــــى كَـــــثرةِ الواشـــــِينَ، أَيُّ مَعُــــونِ قال الفراء: مَكْرُمٌ جمع مَكْرُمةٍ ومَعُونٌ جمع مَعُونةٍ.والأُكْرُومة: المَكْرُمةُ. والأُكْرُومةُ من الكَرَم: كالأُعْجُوبة من العَجَب.وأَكْرَمَ الرجل: أَتى بأَولاد كِرام. واستَكْرَمَ: استَحْدَث عِلْقاً كريماً. وفي المثل: استَكْرَمْتَ فارْبِطْ. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إنَّ اللهَ يقولُ إذا أَنا أَخَذْتُ من عبدي كَرِيمته وهو بها ضَنِين فصَبرَ لي لم أَرْض له بها ثواباً دون الجنة، وبعضهم رواه: إذا أَخذت من عبدي كَرِيمتَيْه؛ قال شمر: قال إسحق بن منصور قال بعضهم يريد أهله، قال: وبعضهم يقول يريد عينه، قال: ومن رواه كريمتيه فهما العينان، يريد جارحتيه أي الكريمتين عليه. وكل شيء يَكْرُمُ عليك فهو كَريمُكَ وكَريمتُك. قال شمر: وكلُّ شيء يَكْرُمُ عليك فهو كريمُك وكريمتُك.والكَرِيمةُ: الرجل الحَسِيب؛ يقال: هو كريمة قومه؛ وأَنشد: وأَرَى كريمَـــــــكَ لا كريمـــــــةَ دُونَهــــــ، وأَرى بِلادَكَ مَنْقَــــــــــــعَ الأَجْـــــــــــوادِ أَراد من يَكْرمُ عليك لا تدَّخر عنه شيئاً يَكْرُم عليك. وأَما قوله، صلى الله عليه وسلم: خير الناس يومئذ مُؤمن بين كَرِيمين، فقال قائل: هما الجهاد والحج، وقيل: بين فرسين يغزو عليهما، وقيل: بين أَبوين مؤَمنين كريمين، وقيل: بين أَب مُؤْمن هو أَصله وابن مؤْمن هو فرعه، فهو بين مؤمنين هما طَرَفاه وهو مؤْمن. والكريم: الذي كَرَّم نفْسَه عن التَّدَنُّس بشيءٍ من مخالفة ربه. ويقال: هذا رجل كَرَمٌ أَبوه وكَرَمٌ آباؤُه. وفي حديث آخر: أَنه أكْرَم جرير بن عبد الله لمّا ورد عليه فبَسط له رداءَه وعممه بيده، وقال: أَتاكم كَريمةُ قوم فأَكْرموه أي كريمُ قوم وشَريفُهم، والهاء للمبالغة؛ قال صخر: أَبـــى الفَخْــرَ أَنِّــي قــد أَصــابُوا كَريمــتي، وأنْ ليـــسَ إهْـــداء الخَنَـــى مِـــنْ شـــِمالِيا يعني بقوله كريمتي أَخاه معاوية بن عمرو. وأَرض مَكْرَمةٌوكَرَمٌ: كريمة طيبة، وقيل: هي المَعْدُونة المُثارة، وأَرْضان كَرَم وأَرَضُون كَرَم. والكَرَمُ: أَرض مثارة مُنَقَّاةٌ من الحجارة؛ قال: وسمعت العرب تقول للبقعة الطيبة التُّربةِ العَذاة المنبِت هذه بُقْعَة مَكْرَمة. الجوهري: أَرض مَكْرَمة للنبات إذا كانت جيدة للنبات. قال الكسائي: المَكْرُمُ المَكْرُمة، قال: ولم يجئ مَفْعُل للمذكر إلا حرفان نادران لا يُقاس عليهما: مَكْرُمٌ ومَعُون. وقال الفراء: هو جمع مَكْرُمة ومَعُونة، قال: وعنده أَنَّ مفْعُلاً ليس من أَبنية الكلام، ويقولون للرجل الكَريم مَكْرَمان إذا وصفوه بالسخاء وسعة الصدر.وفي التنزيل العزيز: إنِّي أُلْقِيَ إليَّ كتاب كَريم؛ قال بعضهم: معناه حسن ما فيه، ثم بينت ما فيه فقالت: إنَّه من سُليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم أَلاَّ تعلوا عليَّ وأْتُوني مُسلمين؛ وقيل: أُلقي إليّ كتاب كريم، عَنَتْ أَنه جاء من عند رجل كريم، وقيل: كتاب كَريم أي مَخْتُوم.وقوله تعالى: لا بارِدٍ ولا كَريم؛ قال الفراء: العرب تجعل الكريم تابعاً لكل شيء نَفَتْ عنه فعلاً تَنْوِي به الذَّم. يقال: أَسَمِين هذا؟ فيقال: ما هو بسَمِين ولا كَرِيم، وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة. وقال: إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون؛ أَي قرآن يُحمد ما فيه من الهُدى والبيان والعلم والحِكمة.وقوله تعالى: وقل لهما قولاً كَريماً؛ أَي سهلاً ليِّناً. وقوله تعالى: وأَعْتَدْنا لها رِزْقاً كريماً؛ أي كثيراً. وقوله تعالى: ونُدْخِلْكم مُدْخَلاً كريماً؛ قالوا: حسَناً وهو الجنة. وقوله: أَهذا الذي كَرَّمْت عليّ؛ أي فضَّلْت. وقوله: رَبُّ العرشِ الكريم؛ أَي العظيم. وقوله: إنَّ ربي غنيٌّ كريم؛ أي عظيم مُفْضِل. والكَرْمُ: شجرة العنب، واحدتها كَرْمة؛ قال: إذا مُــــتُّ فــــادْفِنِّي إلــــى جَنْـــبِ كَرْمـــةٍ تُــــرَوِّي عِظـــامي، بَعْـــدَ مَـــوْتي، عُرُوقُهـــا وقيل: الكَرْمة الطاقة الواحدة من الكَرْم، وجمعها كُروُم. ويقال: هذه البلدة إنما هي كَرْمة ونخلة، يُعنَى بذلك الكثرة. وتقول العرب: هي أَكثر الأرض سَمْنة وعَسَلة، قال: وإذا جادَت السماءُ بالقَطْر قيل: كَرَّمَت.وفي حديث أَبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: لا تُسَمُّوا العِنب الكَرْم فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم؛ قال الأَزهري: وتفسير هذا، والله أَعلم، أن الكَرَمَ الحقيقي هو من صفة الله تعالى، ثم هو من صفة مَنْ آمن به وأَسلم لأَمره، وهو مصدر يُقام مُقام الموصوف فيقال: رجل كَرَمٌ ورجلان كرَم ورجال كرَم وامرأَة كرَم، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤَنث لأنه مصدر أُقيمَ مُقام المنعوت، فخففت العرب الكَرْم، وهم يريدون كَرَمَ شجرة العنب، لما ذُلِّل من قُطوفه عند اليَنْع وكَثُرَ من خيره في كل حال وأَنه لا شوك فيه يُؤْذي القاطف، فنهى النبي، صلى الله عليه وسلم، عن تسميته بهذا الاسم لأَنه يعتصر منه المسكر المنهي عن شربه، وأَنه يغير عقل شاربه ويورث شربُه العدواة والبَغْضاء وتبذير المال في غير حقه، وقال: الرجل المسلم أَحق بهذه الصفة من هذه الشجرة. قال أَبو بكر: يسمى الكَرْمُ كَرْماً لأَن الخمر المتخذة منه تَحُثُّ على السخاء والكَرَم وتأْمر بمَكارِم الأَخلاق، فاشتقوا له اسماً من الكَرَم للكرم الذي يتولد منه، فكره النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يسمى أَصل الخمر باسم مأْخوذ من الكَرَم وجعل المؤْمن أَوْلى بهذا الاسم الحَسن؛ وأَنشد: والخَمْــــرُ مُشـــتَقَّةُ المَعْنَـــى مـــن الكَـــرَمِ وكذلك سميت الخمر راحاً لأَنَّ شاربها يَرْتاح للعَطاء أَي يَخِفُّ؛ وقال الزمخشري: أَراد أن يقرّر ويسدِّد ما في قوله عز وجل: إن أَكْرَمَكم عند الله أَتْقاكم، بطريقة أَنِيقة ومَسْلَكٍ لَطِيف، وليس الغرض حقيقة النهي عن تسمية العنب كَرْماً، ولكن الإشارة إلى أَن المسلم التقي جدير بأَن لا يُشارَك فيما سماه الله به؛ وقوله: فإنما الكَرْمُ الرجل المسلم أَي إنما المستحق للاسم المشتقِّ من الكَرَمِ الرَّجلُ المسلم. وفي الحديث: إنَّ الكَريمَ ابنَ الكريمِ ابنِ الكريم يُوسُفُ بن يعقوب بن إسحق لأَنه اجتمع له شَرَف النبوة والعِلم والجَمال والعِفَّة وكَرَم الأَخلاق والعَدل ورِياسة الدنيا والدين، فهو نبيٌّ ابن نبيٍّ ابن نبيٍّ ابن نبي رابع أربعة في النبوة. ويقال للكَرْم: الجَفْنةُ والحَبَلةُ والزَّرَجُون.وقوله في حديث الزكاة: واتَّقِ كَرائمَ أَموالهم أي نَفائِسها التي تتعلَّق بها نفْسُ مالكها، ويَخْتَصُّها لها حيث هي جامعة للكمال المُمكِن في حقّها، وواحدتها كَرِيمة؛ ومنه الحديث: وغَزْوٌ تُنْفَقُ فيه الكَريمةُ أي العزيزة على صاحبها.والكَرْمُ: القِلادة من الذهب والفضة، وقيل: الكَرْم نوع من الصِّياغة التي تُصاغُ في المَخانِق، وجمعه كُروُم؛ قال: تُبـــــاهِي بصــــَوْغ مــــن كُــــرُوم وفضــــَّة يقال: رأَيت في عُنُقها كَرْماً حسناً من لؤلؤٍ؛ قال الشاعر: ونَحْــــراً عَليْــــه الــــدُّر تُزْهِـــي كُرُومُـــه تَـــــرائبَ لا شــــُقْراً، يُعَبْنَــــ، ولا كُهْبــــا وأَنشد ابن بري لجرير: لقَــــدْ وَلَــــدَتْ غَســــّانَ ثالِبـــةُ الشـــَّوَى، عَـــدُوسُ الســـُّرَى لا يَقْبَـــلُ الكَـــرْمَ جِيـــدُها ثالبة الشوء: مشققة القدمين؛ وأَنشد أَيضاً له في أُم البَعِيث: إذا هَبَطَـــــتْ جَـــــوَّ المَـــــراغِ فعَرَّســـــَتْ طُرُوقــــاً، وأَطــــرافُ التَّــــوادي كُروُمُهــــا والكَرْمُ: ضَرْب من الحُلِيِّ وهو قِلادة من فِضة تَلْبَسها نساء العرب. وقال ابن السكيت: الكَرْم شيء يُصاغ من فضة يُلبس في القلائد؛ وأَنشد غيره تقوية لهذا: فيــــا أَيُّهــــا الظَّبْـــيُ المُحَلَّـــى لَبـــانُه بكَــــــرْمَيْنِ: كَرْمَــــــيْ فِضـــــّةٍ وفَرِيـــــدِ وقال آخر: تُبــــاهِي بِصــــَوغٍ مــــنْ كُــــرُومٍ وفِضــــّةٍ، مُعَطَّفَــــــة يَكْســـــونَها قَصـــــَباً خَـــــدْلا وفي حديث أُم زرع: كَرِيم الخِلِّ لا تُخادِنُ أَحداً في السِّرِّ؛ أَطْلَقَت كرِيماً على المرأَة ولم تقُل كرِيمة الخلّ ذهاباً به إلى الشخص.وفي الحديث: ولا يُجلس على تَكْرِمتِه إلا بإذنه؛ التَّكْرِمةُ: الموضع الخاصُّ لجلوس الرجل من فراش أو سَرِير مما يُعدّ لإكرامه، وهي تَفْعِلة من الكرامة.والكَرْمةُ: رأْس الفخذ المستدير كأَنه جَوْزة وموضعها الذي تدور فيه من الوَرِك القَلْتُ؛ وقال في صفة فرس: أُمِـــــرَّتْ عُزَيْزاهـــــ، ونِيطَـــــتْ كُرُومُـــــه إلــــــى كَفَــــــلٍ رابٍ وصــــــُلْبٍ مُوَثَّـــــقِ وكَرَّمَ المَطَرُ وكُرِّم: كَثُرَ ماؤه؛ قال أَبو ذؤَيب يصف سحاباً: وَهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبا_بُ مِنْه، وكُرِّم ماءً صَرِيحا ورواه بعضهم: وغُرِّم ماء صَرِيحا؛ قال أَبو حنيفة: زعم بعض الرواة أن غُرِّم خطأ وإنما هو وكُرِّم ماء صَريحا؛ وقال أَيضاً: يقال للسحاب إذا جاد بمائه كُرِّم، والناس على غُرِّم، وهو أشبه بقوله: وَهَى خَرْجُه.الجوهري: كَرُمَ السَّحابُ إذا جاء بالغيث.والكَرامةُ: الطَّبَق الذي يوضع على رأْس الحُبّ والقِدْر. ويقال: حَمَلَ إليه الكرامةَ، وهو مثل النُّزُل، قال: وسأَلت عنه في البادية فلم يُعرف. وكَرْمان وكِرْمان: موضع بفارس؛ قال ابن بري: وكَرْمانُ اسم بلد، بفتح الكاف، وقد أُولِعت العامة بكسرها، قال: وقد كسرها الجوهري في فصل رحب فقال يَحكي قول نَصر بن سَيَّار: أَرَحُبَكُمُ الدُّخولُ في طاعة الكِرْمانيّ؟ والكَرْمةُ: موضع أيضاً؛ قال ابن سيده: فأَما قول أَبي خِراش: وأَيْقَنْـــــتُ أَنَّ الجُـــــودَ مِنْـــــكَ ســــَجِيَّةٌ، ومـــا عِشـــْتُ عَيْشـــاً مثْـــلَ عَيْشــِكَ بــالكَرْمِ قيل: أَراد الكَرْمة فجمعها بما حولها؛ قال ابن جني: وهذا بعيد لأَن مثل هذا إنما يسوغ في الأجناس المخلوقات نحو بُسْرَة وبُسْر لا في الأَعلام، ولكنه حذف الهاء للضرورة وأَجْراه مُجْرى ما لا هاء فيه؛ التهذيب: قال أَبو ذؤيبفي الكُرْم: وأَيقنـــــتُ أَن الجـــــود منـــــك ســــجية، ومـــا عشـــتُ عيشـــاً مثـــل عيشــكَ بــالكُرْم قال: أَراد بالكُرْمِ الكَرامة. ابن شميل: يقال كَرُمَتْ أَرضُ فلان العامَ، وذلك إذا سَرْقَنَها فزكا نبتها. قال: ولا يَكْرُم الحَب حتى يكون كثير العَصْف يعني التِّبْن والورق. والكُرْمةُ: مُنْقَطَع اليمامة في الدَّهناء؛ عن ابن الأعرابي.
المعجم: لسان العرب

خلا

المعنى: خَلا المكانُ والشيءُ يَخْلُو خُلُوّاً وخَلاءً وأَخْلَى إذا لم يكن فيه أَحد ولا شيء فيه، وهو خالٍ. والخَلاءُ من الأَرض: قَرارٌ خالٍ. واسْتَخْلَى: كخَلا من باب علا قِرْنَه واسْتَعْلاه. ومن قوله تعالى: وإِذا رأَوْا آية يَسْتَسخِرون؛ من تذكره أَبي علي. ومكان خَلاء: لا أَحد به ولا شيء فيه.وأَخْلَى المكان: جعله خالياً. وأَخْلاه: وجده كذلك. وأَخْلَيْت أَي خَلَوْت، وأَخْلَيْتُ غيرِي، يَتعدَّى ولا يتعدَّى؛ قال عُتَيّ بن مالك العُقَيْلي: أَتيـــتُ مـــع الحُـــدَّاثِ لَيْلَـــى فَلَـــمْ أُبِنْــ، فـــــــأَخْلَيْتُ، فاســـــــْتَعْجَمْت عنــــــدَ خَلائي قال ابن بري: قال أَبو القاسم الزجاجي في أَماليه أَخْلَيْتُ وجدْتُها خالية مثل أَجْبَنْته وجدْته جَباناً، فعلى هذا القول يكون مفعول أَخْلَيْتُ محذوفاً أَي أَخْلَيْتها. وفي حديث أُمّ حَبيبةَ: قالت له لستُ لك بمُخْلِيَةٍ أَي لم أَجِدْكَ خالِياً من الزَّوْجات غيري، قال: وليس من قولهم امرأَة مُخْلِية إذا خَلَتْ من الزَّوْج. وخَلا الرجلُ وأَخْلَى: وقع في موضع خالٍ لا يُزاحَمُ فيه. وفي المثل: الذئبُ مُخْلِياً أَشدُّ.والخَلاءُ، ممدود: البَرازُ من الأَرض. وأَلْفْيتُ فلاناً بخَلاءٍ من الأَرض أَي بأَرض خاليةٍ. وخَلَت الدار خَلاءً إذا لم يَبْقَ فيها أَحَدٌ، وأَخْلاها الله إِخْلاءً. وخَلا لك الشيءُ وأَخْلَى: بمعنى فرغ؛ قال مَعْن بن أَوْس المُزَني: أَعــــاذِلَ، هــــل يــــأْتي القبـــائِلَ حَظُّهـــا مِــنَ المَــوْتِ أَم أَخْلــى لنــا المــوتُ وحْــدَنا؟ ووجدْت الدار مُخْلِيَةً أَي خالِيَة، وقد خَلَت الدارُ وأَخْلَتْ.ووَجَدت فلانةَ مُخْلِيَة أَي خالِيَة. وفي الحديث عن ابن مسعود قال: إذا أَدْرَكْتَ منَ الجُمُعَة رَكْعَةً فإِذا سَلَّم الإِمام فأَخْلِ وَجْهَك وضُمَّ إِليها ركْعة، وإِن لم تُدْرِك الرُّكوعَ فَضَلِّ أَرْبعاً؛ قال شمر: قوله فأَخْل وجْهَكَ معناه فيما بَلَغَنا اسْتَتِرْ بإِنسانٍ أَو شَيءْ وصَلِّ رَكْعة أُخْرى، ويُحْمَل الاسْتِتار على أَن لا يراهُ الناسُ مُصَلِّياً ما فاتَه فَيَعْرِفوا تقصيرَه في الصلاةِ، أَو لأَنَّ الناس إذا فَرَغوا من الصلاةِ انْتَشروا راجِعِين فأَمَرَه أَن يَسْتَتِرَ بشيء لئلا يَمُرّوا بين يديه. قال: ويقال أَخْلِ أَمْرَكَ واخْلُ بأَمْرِك أَي تَفَرَّدْ به وتَفَرَّغ له. وتَخَلَّيت: تَفَرَّغت. وخَلا على بعضِ الطعامِ إذا اقْتَصَر عليه. وأَخْلَيْتُ عنِ الطعامِ أَي خَلَوْت عنه. وقال اللحياني: تميم تقول خَلا فُلان على اللَّبَنِ وعلى اللَّحْمِ إذا لم يأْكُلْ معه شيئاً ولا خَلَطَه به، قال: وكِنانَةُ وقيسٌ يقولون أَخْلى فلان على اللَّبَنِ واللَّحْمِ؛ قال الراعي: رَعَتْــــــــه أَشــــــــهراً وخَلا عَلَيْهــــــــا، فطــــــارَ النَّــــــيُّ فيهـــــا واســـــْتَغارا ابن الأَعرابي: اخْلَوْلى إذا دام على أَكلِ اللَّبنِ، واطْلَوْلى حَسُن كلامهُ، واكْلَوْلى إذا انْهَزَم. وفي الحديث: لا يَخْلو عليهما أَحدٌ بغير مكةَ إِلاَّ لم يُوافِقاهُ، يعني الماءَ واللحْم أَي ينفرِدُ بهما. يقال: خَلا وأَخْلى، وقيل:يَخْلُو يعتمد، وأَخْلى إذا انْفَرَدَ؛ ومنه الحديث: فاسْتَخْلاهُ البُكاءُ أَي انْفَرَدَ به؛ ومنه قولهم: أَخْلى فلانٌ على شُرْب اللَّبنِ إذا لم يأْكلْ غيرَه، قال أَبو موسى: قال أَبو عمرو هو بالخاء المعجمة وبالحاء لا شيء. واسْتَخلاهُ مَجْلِسَه أَي سَأَله أَن يُخْلِيَه له. وفي حديث ابن عباس: كانَ أُناسٌ يَستَحْيُون أَن يَتخَلَّوْا فيُفْضُوا إِلى السماءِ؛ يَتَخَلَّوْا: من الخَلاء وهو قضاءُ الحاجة، يعني يَستَحْيُون أَن ينكشفوا عند قضائها تحت السماء. والخَلاء، ممدود: المُتَوَضَّأ لِخُلُوِّه. واسْتَخْلى المَلِكَ فأَخْلاه وخَلا به، وخَلا الرجلُ بصاحِبه وإِلَيْه ومَعَه؛ عن أَبي إِسحق، خُلُوّاً وخَلاءً وخَلْوةً، الأَخيرة عن اللحياني: اجتمع معه في خَلْوة. قال الله تعالى: وإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِنِهِنمْ؛ ويقال: إِلى بمعْنى مَعْ كما قال تعالى: مَنْ أَنصاري إِلى الله. وأَخْلى مَجْلِسَه، وقيل: الخَلاءُ والُخلُوُّ المصْدر، والخَلْوَة الاسم. وأَخْلى به؛ كخَلا؛ هذه عن اللحياني، قال: ويصلح أَن يكون خَلَوْت به أَي سَخِرْتُ منه. وخَلا بهِ: سَخِرَ منه. قال الأَزهري: وهذا حرف غريب لا أَعْرِفه لغيره، وأَظنه حفِظَه. وفلان يَخْلُو بفلانٍ إذا خادَعَه.وقال بعضهم: أَخْلَيْت بفلان أُخْلِي بهِ إِخْلاءً المعنى خَلَوْت به.ويقول الرجل للرجل: اخْلُ مَعي حتى أُكَلِّمَك أَي كُنْ مَعِي خالياً. وقد اسْتَخْلَيْتُ فلاناً: قلت له أَخْلِني؛ قال الجعدي: وذَلِــــــكَ مِــــــنْ وَقَعــــــاتِ المَنُــــــون، فـــــــــأَخْلِي إِلَيْـــــــــكِ ولا تَعْجَبِــــــــي أَي أَخْلِي بأَمْرِك من خَلَوْت. وخَلا الرجلُ يَخْلو خَلْوةً. وفي حديث الرؤيا: أَلَيْسَ كُلُّكُم يَرى القَمَر مُخْلِياً به؟ يقال: خَلَوتُ به ومعه وإِليه وأَخْلَيْت به إذا انفردت به، أَي كُلُّكم يراه منفرداً لنفسه، كقوله: لاتُضارُون في رُؤْيَته. وفي حديث بَهْزِ بن حكِيم:إِنَّهُمْ لَيَزْعُمُونَ أَنك تَنْهى عن الغَيِّ وتَسْتَخْلي به أَي تَسْتَقِلّ به وتَنْفَرد. وحكي عن بعض العرب: تَرَكْتُه مُخْلِياً بفلان أَي خالياً به. واسْتَخْلى به: كَخَلا، عنه أَيضاً، وخَلَّى بينهما وأَخْلاه معه.وكُنَّا خِلْوَيْن أَي خالِيَيْن. وفي المَثَل: خَلاؤُك أَقْنى لِحَيائِك أَي منزِلُك إذا خَلَوْت فيه أَلْزَمِ لِحَيائِك، وأَنت خَلِيٌّ من هذا الأَمر أَي خالٍ فارِغٌ من الهمّ، وهو خِلافُ الشَّجِيِّ. وفي المثل: وَيْلٌ للشَّجِيِّ من الخَلِيِّ؛ الخَلِيُّ الذي لاَ همَّ لهُ الفارِغ، والجمع خَليُّون وأَخْلِياء. والخِلْوُ: كالخَلِيِّ، والأُنثى خِلْوَةٌ وخِلْوٌ؛ أَنشد سيبويه: وقائِلَـــــةٍ: خَـــــوْلانُ فانْكِـــــحْ فتــــاتَهُمْ، وأُكْرُومَــــةُ الحَيّيْــــنِ خِلْــــوٌ كمــــا هِيـــا والجمع أَخْلاءٌ. قال اللحياني: الوجه في خِلْوٍ أَن لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث وقد ثنى بعضهم وجمع وأَنث، قال: وليس بالوجه. وفي حديث أَنس:أَنت خِلْوٌ من مُصِيبَتي؛ الخِلْوُ، بالكسر: الفارِغُ البال من الهموم، والخلو أَيضاً المُنْفَرِدُ؛ ومنه الحديث: إذا كنْتَ إِماماً أَوِ خِلْواً. وحكى اللحياني أَيضاً: أَنت خَلاءٌ من هذا الأَمرِ كَخَلِيّ، فمن قال خِليٌّ ثنَّى وجمع وأَنث، ومن قال خَلاءٌ لم يثن ولا جمع ولا أَنث. وتقول: أَنا منك خَلاءٌ أَي بَراءٌ، إذا جعلته مصدراً لم تثن ولم تجمع، وإِذا جعلته اسماً على فعيل ثنيت وجمعت وأَنثت وقلت أَنا خَلِيٌّ منك أَي بَرِيءٌ منك. ويقال: هو خِلْوٌ من هذا الأَمر أَي خالٍ، وقيل أَي خارِجٌ، وهما خِلْوٌ وهم خِلْوٌ. وقال بعضهم: هما خِلْوان من هذا الأَمر وهم خِلاءٌ، وليس بالوجه. والخالي: العَزَبُ الذي لا زَوْجَة له، وكذلك الأُنثى، بغير هاء، والجمع أَخْلاءٌ؛ قال امرؤ القيس: أَلَـــمْ تَرَنـــي أُصـــْبي عَلـــى المَــرْءِ عِرْســَهُ، وأَمْنَــــعُ عِرْســـي أَن يُـــزَنَّ بهـــا الخـــالي؟ وخَلَّى الأَمْرَ وتَخَلَّى منه وعنه وخالاه: تَرَكه. وخالى فلاناً:تَرَكه؛ قال النابغة الذُّبْياني لزُرْعة ابن عَوْف، حينَ بعثَ بنو عامر إِلى حِصْن بن فزارة وإِلى عُيَيْنَة بنِ حِصْنٍ أَن اقْطَعُوا ما بيْنَكُم وبَينَ بني أَسَدٍ، وأَلْحِقُوهمْ ببَني كنانَة ونحالِفُكُمْ، فنَحْنُ بنو أَبيكم، وكان عُيَيْنَة هَمَّ بذلك فقال النابغة: قـــالَتْ بَنُـــو عـــامِرٍ: خـــالُوا بنــي أَســدٍ، يــــا بُــــؤْسَ للحَــــرْبِ ضــــَرَّاراً لأَقْــــوامِ، أَي تارِكُوهُمْ، وهو من ذلك. وفي حديث ابن عمر في قوله تعالى: ليَقْضِ عَلْينا رُّبك، قال فخَلَّى عنهم أَربعين عاماً ثم قال اخْسَؤُوا فيها أَي ترَكَهُم وأَعرَض عنهم. وخالاني فلان مُخالاةً أَي خالَفَني. يقال:خالَيْته خِلاءً إذا تَركْتَه؛ وقال: يــــأْبى البَلاءُ فمــــا يَبْغِـــي بهـــمْ بَـــدَلاً، ومــــــا أُرِيــــــدُ خِلاءً بعــــــدَ إِحْكـــــامِ يأْبى البَلاءُ أَي التَّجْرِبة أَي جَرَّبْناهم فأَحْمَدْناهُمْ فلا نخالِيهمْ.والخَلِيَّةُ والخَلِيُّ: ما تُعَسِّلُ فيه النَّحْلُ من غير ما يُعالَجُ لها من العَسَّالاتِ، وقيل: الخَلِيَّة ما تُعَسِّل فيه النَّحل من راقُودٍ أَو طِينٍ أَو خَشبة مَنْقُورة، وقيل: الخَلِيَّة بَيْتُ النَّحْل الذي تُعَسِّلُ فيه، وقيل: الخَلِيَّةُ ما كان مصنوعاً، وقيل: الخَلِيَّة والخَلِيُّ خَشَبة تُنْقَرُ فيُعَسِّلُ فيها النَّحلُ؛ قال: إِذا مــــا تــــأَرَّتْ بــــالخَلِيِّ ابتَنَـــتْ بـــه شــــــَرِيجَيْنِ ممــــــا تَــــــأْتَرِي وتُتِيـــــع شريجين أَي ضربين من العسل. والخَلِيَّة: أَسفَلُ شَجَرة يقال لها الخَزَمة كأَنه راقُود، وقيل: هو مثل الراقود يُعْمَل لها من طين. وفي الحديث:في خَلايا النَّحلِ إِنَّ فيها العُشْرَ. الليث: إذا سُوِّيَت الخَلِيَّة من طِين فهي كُوَّارة. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنَّ عاملاً له على الطائِف كتَبَ إِليه إِن رِجالاً مِنْ فَهْمٍ كَلَّموني في خَلايا لهم أَسْلَموا عليها وسأَلوني أَنْ أَحْمِيَها لهمْ؛ الخَلايا: جمعُ خَلِيَّة وهو الموضع الذي تُعَسّل فيه النَّحل. والخَلِيَّة من الإِبل: التي خُلِّيَتْ للحَلْب، وقيل: هي التي عَطَفتْ على وَلَدٍ، وقيل: هي التي خَلَتْ عن وَلَدِها ورَئِمَتْ وَلَدَ غيرِها، وإِنْ لم تَرْأَمْهُ فهي خَلِيَّة أَيضاً، وقيل: هي التي خَلَتْ عن ولدها بمَوْت أَو نَحْر فتُسْتَدَرُّ بوَلَدِ غيرِها ولا تُرْضِعُه، إِنما تَعْطِفُ على حُوارٍ تُستَدَرُّ به من غير أَن تُرْضِعَه، فسُمِّيت خَلِيَّة لأَنها لا تُرْضِعُ ولدَها ولا غيرَه؛ وقال اللحياني: الخَلِيَّة التي تُنْتَج وهي غزيرة فيُجَرُّ ولدُها من تحتها فيُجعل تحت أُخرى وتُخَلَّى هي للحلب وذلك لكَرَمِها. قال الأَزهري: ورأَيت الخَلايا في حَلائبهم، وسمعتهم يقولون: بنو فلان قد خَلَوْا وهمْ يَخْلُون. والخليَّة: الناقة تُنْتَج فيُنْحَر ولدُها ساعةَ يُولَد قبلَ أَن تَشَمَّه ويُدْنى منها ولدُ ناقةٍ كانت ولدَتْ قَبلَها فتَعْطِفُ عليه، ثم يُنظَر إِلى أَغْزَر الناقتين فتُجعل خَلِيَّةً، ولا يكون للحُوار منها إِلاَّ قَدْرُ ما يُدِرُّها وتُركَت الأُخرى للحُوار يَرْضعُها متى ما شاء وتُسمَّى بَسُوطاً، وجمعها بُسْطٌ، والغزيرة التي يتَخلَّى بلَبَنِها أَهلُها هي الخَلِيَّة. أَبو بكر: ناقة مِخلاءٌ أخْلِيَت عن ولدِها؛ قال أَعرابي: عِيــــطُ الهَــــوادي نِيـــطَ مِنهـــا بـــالِحُقِي، أَمْثـــــالُ أَعْـــــدالِ مَـــــزَادِ المُرْتَـــــوي، مِـــــــــنْ كــــــــلِّ مِخْلاءٍ ومُخْلاةٍ صــــــــَفي والمُرْتوي: المُسْتَقي، وقيل: الخَلِيَّة ناقة أَو ناقتان أَو ثلاث يُعْطَفْنَ على ولدٍ واحد فيَدْرُرْنَ عليه فيَرْضعُ الولد من واحدة، ويتَخلَّى أَهلُ البيت لأَنفُسِهم واحدةً أَو ثنتين يَحْلُبونها. ابن الأَعرابي: الخَلِيَّة الناقة تُنْتَجُ فيُنْحَرُ ولدها عَمْداً ليَدُوم لهم لَبَنُها فتُسْتَدَرُّ بِجُوارِ غيرِها، فإِذا دَرَّتْ نُحِّيَ الحُوارُ واحْتُلِبَتْ، وربما جمعوا من الخَلايا ثلاثاً وأَربعاَ على حُوارٍ واحدٍ وهو التَّلَسُّن. وقال ابن شميل: ربما عَطَفُوا ثلاثاً وأَربعاً على فَصيل وبأَيَّتِهِنَّ شاؤُوا تَخَلَّوْا. وتَخَلَّى خَلِيَّة: اتَّخَذَها لنفْسه؛ ومنه قول خالد بن جعفر بن كلاب يصف فرساً: أَمـــــرْتُ بهـــــا الرِّعـــــاءَ ليُكرموهـــــا، لهــــــا لَبَــــــنُ الخَلِيَّــــــةِ والصـــــَّعُودِ ويروى: أَمْــــــــرتُ الراعِيَيْــــــــن ليُكْرِماهـــــــا والخَلِيَّة من الإِبل: المطلَقة من عِقال. ورُفِعَ إِلى عمر، رضي الله عنه، رجلٌ وقد قالت له امرأَتُه شَبِّهْني فقال: كأَنكِ ظَبْيَةٌ، كأَنكِ حمامةٌ، فقالت: لا أَرضَى حتى تقولَ خَليَّة طالِقٌ، فقال ذلك، فقال عمر، رضي الله عنه: خُذْ بيدها فإِنها امرأَتُك لمَّا لم تكن نيتُه الطلاقَ، وإِنما غالَطَتْه بلفظ يُشْبِه لفظ الطلاق؛ قال ابن الأَثير: أَراد بالخلية ههنا الناقة تُخَلَّى من عِقالها، وطَلَقَت من العِقال تَطْلُقُ طَلْقاً فهي طالق، وقيل: أَراد بالخلية الغزيرةَ يؤْخذ ولدها فيُعطَفُ عليه غيرُها وتُخَلَّى للحَيِّ يشربون لبنها، والطالِقُ: الناقة التي لا خِطَام لها، وأَرادت هي مُخادَعَته بهذا القول ليَلْفِظ به فيقَعَ عليها الطلاقُ، فقال له عُمر: خُذْ بيدها فإِنها امرأَتك، ولم يوقع الطلاق لأَنه لم يَنْوِ الطلاقَ، وكان ذلك خِداعاً منها. وفي حديث أُمّ زَرْع: كنتُ لكِ كأَبي زَرْع لأُم زَرْع في الأُلْفَة والرِّفاء لا في الفُرْقة والخَلاء، يعني أَنه طَلَّقها وأَنا لا أُطَلِّقك. وقال اللحياني: الخلِيَّةُ كلمة تُطَلَّقُ بها المرأَة يقال لها أَنتِ بَرِيَّة وخَلِيَّة، كنايةً عن الطلاق تَطْلُق بها المرأَة إذا نوَى طلاقاً، فيقال: قد خَلَت المرأَةُ من زوجها.وقال ابن بُزُرْج: امرأَة خَلِيَّةٌ ونساءٌ خَلِيَّاتٌ لا أَزواج لهُنَّ ولا أَولادَ، وقال: امرأَةٌ خِلْوةٌ وامرأَتان خِلْوَتان ونساء خِلْواتٌ أَي عَزَبات. ورجل خَلِيٌّ وخَلِيّانِ وأَخْلِياءُ: لا نساءَ لهم. وفي حديث ابن عمر: الخَلِيَّة ثلاث، كان الرجل في الجاهلية يقول لزوجته أَنتِ خَلِيَّة فكانت تَطْلُق منه، وهي في الإِسلام من كِنايات الطلاق فإِذا نوى بها الطلاق وقع. أَبو العباس أَحمد بن يحيى: إِنه لَحُلْوُ الخَلا إذا كان حسَنَ الكلام؛ وأَنشد لكثير: ومُحْتَــــــرِشٍ ضــــــَبَّ العَـــــداوة مِنْهُمُـــــو بحُلْـــــوِ الخَلا حَــــرْشَ الضــــِّبابِ الخَــــوادعِ شمر: المُخالاةُ المبارَزَةُ. والمُخالاةُ: أَن يَتخلَّوْا من الدُّورِ ويَصيروا إِلى الدُّثُورِ. الليث: خالَيْت فلاناً إذا صارَعْته، وكذلك المُخالاةُ في كلِّ أَمرٍ؛ وأَنشد: ولا يَــــــدْرِي الشــــــَّقِيُّ بمَـــــنْ يُخـــــالي قال الأَزهري: كأَنه إذا صارعه خَلا به فلم يَسْتَعِنْ واحد منهما بأَحَدٍ وكل واحد منهما يَخْلُو بصاحبه. ويقال: عَدُوٌّ مُخالٍ أَي ليس له عَهْد؛ وقال الجعدي: غَيْرُ بِدْعٍ منَ الجِيادِ، ولا يُجْ_نَبْنَ إِلاَّ على عَدُوٍّ مُخالي وقال بعضهم: خَالَيْت العَدُوَّ تركت ما بَيْني وبينه من المُواعَدة، وخلا كلُّ واحدٍ منهما من العَهْد. والخَلِيَّة: السَّفِينة التي تَسير من غير أَن يُسَيِّرَها مَلاَّح، وقيل: هي التي يتبعها زَوْرَق صغير، وقيل:الخَليَّة العظيمة من السُّفُن، والجمع خَلايا، قال الأَزهري: وهو الصحيح؛ قال طرفة: كــــــأَنَّ حُـــــدُوجَ المَالِكِيَّـــــة، غُـــــدْوَةً، خَلايــــــا ســـــَفِين بالنَّواصـــــِفِ مِـــــنْ دَدِ وقال الأَعشى: يَكُــــــــبُّ الخَلِيَّــــــــةَ ذاتَ القِلاعــــــــ، وقَـــــــدْ كــــــادَ جُؤْجُؤُهــــــا يَنْحَطِــــــمْ وخلا الشيءُ خُلُوّاً: مَضَى. وقوله تعالى: وإِنْ من أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فيها نَذِيرٌ؛ أَي مضى وأُرْسِل. والقُرون الخالِية: هُم المَواضي.ويقال: خَلا قَرْنٌ فَقَرْنٌ أَي مَضى. وفي حديث جابر: تَزَوَّجْت امرأَةً قَدْ خَلا منها أَي كَبِرَتْ ومَضى مُعْظَم عُمْرِها؛ ومنه الحديث: فلمَّا خَلا سِنِّي ونَثَرْتُ له ذا بَطْني؛ أَنها كَبِرَت وأَولَدت له.وتَخَلَّى عن الأَمر ومن الأَمر: تَبَرَّأَ. وتَخَلَّى: تَفَرَّغ. وفي حديث مُعاوية القُشَيْرِي: قلت يا رسول الله ما آياتُ الإِسلامِ؟ قال: أَن تقول أَسْلَمْتُ وجْهِي إِلى الله وتَخَلَّيْتُ؛ التَّخَلِّي: التفَرُّغُ.يقال: تَخَلَّى للعبادة، وهو تَفَعُّلٌ من الخُلُوّ، والمراد التَّبَرُّؤُ من الشرْكِ وعقْدُ القَلْبِ على الإِيمان. وخَلَّى عن الشيء: أَرْسَلَه، وخَلَّى سبيلَه فهو مُخَلّىً عنه، ورأَيته مُخَلِّياً؛ قال الشاعر: مــــــــــا لـــــــــي أَراك مُخَلِّيـــــــــاً، أَيْـــــــــنَ السلاســـــــــِلُ والقُيُــــــــود؟ أَغَلا الحدِيــــــــــــــدُ بأَرْضــــــــــــــِكُمْ أَمْ ليـــــــــسَ يَضــــــــْبِطُكَ الحدِيــــــــد؟ وخَلَّى فلانٌ مكانَه إذا مات؛ قال: فــــإِنْ يـــكُ عبـــدُ اللـــه خَلَّـــى مكـــانَه، فمــــــا كــــــان وقَّافـــــاً ولا مُتَنَطِّقـــــا قال ابن الأَعرابي: خَلا فلانٌ إذا ماتَ، وخلا إذا أَكل الطَّيِّبَ، وخلا إذا تعيَّد، وخلا إذا تَبَرَّأَ من ذنب قُرِفَ به. ويقال: لا أَخْلى اللهُ مكانَك، تدعو له بالبَقاء.وخَلا: كلمة من حروف الاستثناء تَجُرُّ ما بعدها وتنصِبُه، فإِذا قلت ما خَلا زيداً فالنصب لا غير. الليث: يقال ما في الدار أَحد خلا زيداً وزيدٍ، نصْبٌ وجَرّ، فإِذا قلت ما خلا زيداً فانْصِبْ فإِنه قد بُيِّنَ الفِعْلُ. قال الجوهري: تقول جاؤوني خلا زيداً، تنصب بها إذا جَعَلْتها فعلاً وتضمر فيها الفاعل كأَنك قلت خلا مَنْ جاءني مِنْ زيد؛ قال ابن بري:صوابه خلا بعضُهم زيداً، فإِذا قلت خلا زيد فجررتْ فهو عند بعض النحويين حرف جرّ بمنزلة حاشى، وعند بعضهم مصدر مضاف، وأَما ما خلا فلا يكون بعدها إِلاَّ النصب، تقول جاؤوني ما خلا زيداً لأَن خلا لا تكون بعد ما إِلاَّ صلة لها، وهي معها مصدر، كأَنك قلت جاؤوني خُلُوَّ زيد أَي خُلُوَّهُم من زيد. قال ابن بري: ما المصدرية لا توصل بحرف الجر، فدلّ أَن خلا فعل.وتقول: ما أَردت مَساءَتَك خَلا أَني وعَظْتك، معناه إِلاَّ أَني وعظتك؛ وأَنشد: خَلا اللـــــهَ لا أَرْجُـــــو ســـــِوَاكَ، وإِنَّمــــا أَعُـــــدُّ عِيــــالي شــــُعْبة مِــــنْ عِيالِكــــا وفي المثل: أَنا مِنْ هذا الأَمْرِ كَفَالِجِ بْن خَلاوَةَ أَي بَرِيءٌ خَلاءٌ، وهو مذكور في حرف الجيم.وخَلاوَةُ: اسم رجل مشتقٌّ من ذلك. وبَنُو خَلاوَةَ: بطن من أَشْجَعَ، وهو خَلاوَةُ بن سُبَيْعِ بنِ بَكْرِ ابنِ أَشْجَعَ؛ قال أَبو الرُّبَيْسِ التَّغْلَبيّ: خَلاويَّـــــةٌ إِنْ قُلْـــــتَ جُـــــودي، وجَـــــدْتَها نَــــــــوَارَ الصـــــــَّبَا قَطَّاعَـــــــةً للعَلائِقِ وقال أَبو حنيفة: الخَلْوَتانِ شَفْرَتا النَّصْل، واحدَتُهما خَلْوَة.وقولهم: افْعَلْ كذا وخَلاكَ ذَمٌّ أَي أَعْذَرْتَ وسَقَطَ عَنْكَ الذَّمُّ؛ قال عبد الله بن رواحة: فَشــــــــَأْنَكِ فــــــــانْعَمي، وخَلاكِ ذَمٌّـــــــ، ولا أَرْجِــــــــعْ إِلــــــــى أَهْــــــــلٍ وَرَائي وفي حديث عليّ، رضوان الله عليه: وخَلاكُمْ ذَمٌّ ما لم تَشْرُدوا، هو من ذلك.والخَلى: الرَّطْبُ من النَّبات، واحدته خَلاةٌ. الجوهري: الخَلى الرَّطْبُ من الحَشِيشِ. قال ابن بري: يقال الخَلى الرُّطْبُ، بالضم لا غير، فإِذا قلت الرَّطْبُ من الحَشِيش فَتَحْت لأَنك تُرِيدُ ضِدَّ اليابس، وقيل: الخَلاةُ كلّ بَقْلة قَلَعْتها، وقد يُجْمَع الخَلى على أَخْلاءٍ؛ حكاه أَبو حنيفة. وجاءَ في المثل: عَبْدٌ وخَلىً في يَدَيْهِ أَي مع عبودِيَّته غَنيٌّ. قال يعقوب: ولا تقل وحَلْيٌ في يَدَيْه. وقال الأَصمعي:الخَلى الرَّطْب من الحشيش، وبه سُمِّيت المُخْلاة، فإذا يَبِس فهو حَشِيش؛ ابن سيده: وقول الأَعشى: وحَـــــــــوْليَ بَكْـــــــــرٌ وأَشــــــــْياعُهَا، ولَســـــــــْتُ خَلاةً لِمَـــــــــنْ أَوْعَـــــــــدَنْ أَي لَسْتُ بمنزلة الخَلاةِ يأْخُذُها الآخِذُ كيف شاء بل أَنا في عِزّ ومَنَعة. وفي حديث مُعْتَمِرٍ: سئل مالك عن عَجين يُعْجَن بِدُرْدِيٍّ فقال: إن كان يُسْكِرُ فَلا، فَحَدَّث الأَصمعي به مُعْتَمِراً فقال: أَو كان كما قال: رأَى فـــــــــي كَــــــــفِّ صــــــــاحِبِه خَلاةً، فتُعْجِبـــــــــهُ ويُفْزِعُــــــــه الجَرِيــــــــرُ الخَلاةُ: الطائفة من الخَلا، وذلك أَن معناه أَن الرجلَ بَنِدُّ بَعيره، فيأْخُذُ بإحْدى يَدَيْه عُشْباً وبالأُخْرى حَبْلاً، فينظُر البعيرُ إلَيْهما فلا يَدْرِي ما يَصْنَع، وذلك أَنه أَعْجَبه فَتْوَى مالِكٍ وخافَ التحريمَ لاختلاف الناسِ في المسكر فتَوقَّف وتمَثَّل بالبيت. وأَخْلَت الأَرضُ: كَثُرَ خَلاها. وأَخْلى اللهُ الماشِيَةَ يُخْلِيها إخْلاءً:أَنْبَتَ لها ما تأْكُلُ من الخَلى؛ هذه عن اللحياني. وخَلى الخَلى خَلْياً واخْتَلاه فانْخَلى: جَزَّه وقَطَعَه ونَزَعه، وقال اللحياني: نَزَعه.والمِخْلى: ما خَلاه وجَزَّه به. والمِخْلاةُ: ما وَضَعه فِيه. وخَلى في المِخْلاةِ: جَمَع؛ عن اللحياني. الليث: الخَلى هو الحشيش الذي يُحْتَشُّ من بُقول الرَّبِيع، وقد اخْتَلَيْته، وبِه سُمِّيت المِخْلاة، والواحدة خَلاةٌ، وأَعْطِني مِخْلاةً أَخْلِي فيها. وخَلَيْت فَرَسي إذا حَشَشْت عليه الحَشيش. وفي حديث تحريم مَكَّة: لا يُخْتَلىَ خَلاها؛ الخَلَى:النَّبات الرقيق ما دام رَطْباً. وفي حديث ابن عمر: كان يَخْتَلِي لِفَرسِه أَي يَقْطَع لها الخَلَى. وفي حديث عمرو بن مُرَّةَ: إذا اخْتُلِيَتْ في الحَرْبِ هامُ الأَكابِرِ أي قُطِعَتْ رُؤُوسُهُم. وخَلى البَعِيرَ والفَرَس يَخْلِيها خَلْياً: جَزَّ لَه الخَلَى. والسيفُ يَخْتَلِي أَي يَقْطَع. والمُخْتَلُون والخالُون: الذين يَخْتَلُون الخَلَى ويقطعونه. وخَلَى اللِّجامَ عن الفرس يَخْلِيهِ: نَزَعَه. وخَلَى الفرسَ خلْياً: ألقى في فيه اللِّجامَ؛ قال ابن مقبل في خَلَيْت الفرس: تَمَطَّيْـــــت أَخليـــــهِ اللِّجـــــامَ وبَـــــذَّنِي، وشَخْصــــي يُســــامي شَخْصــــَه وهــــو طـــائِلُهْ وخَلَى القِدْرَ خَلْياً: أَلْقَى تَحْتَها حَطَباً. وخَلاها أَيضاً:طَرحَ فيها اللَّحْمَ. ابن الأَعرابي: أَخْلَيْتُ القِدْرَ إذا أَلْقَيْتَ تَحْتَها حَطَباً. وخَلَيْتُها إذا طَرَحْتَ فيها اللَّحم، والله أَعلم.
المعجم: لسان العرب

Pages