المعجم العربي الجامع
ضَمَّنَ
المعنى: جذ.: (ضمن) | (ف: ربا. متعد). ضَمَّنْتُ، أُضَمِّنُ، ضَمِّنْ، (مص. تَضْمِينٌ). 1. "ضَمَّنَ رِسَالَتَهُ أَبْيَاتًا شِعْرِيَّةً": أَدْرَجَ فِيهَا أَبْيَاتًا...، أَدْخَلَ فِيهَا. 2. "ضَمَّنَهُ الشَّيْءَ": أَلْزَمَهُ إِيَّاهُ، جَعَلَهُ يَضْمَنُهُ.
المعجم: معجم الغني ضَمِنَ
المعنى: جذ.: (ضمن) | (ف: ثلا. متعد). ضَمِنْتُ، أَضْمَنُ، اِضْمَنْ، (مص. ضَمْنٌ، ضَمَانٌ). 1. "ضَمِنَ الرَّجُلَ": كَفَلَهُ، أَيِ الْتَزَمَ بِأَداَءِ مَا قَدْ يَقْصُرُ فِي أَدَائِهِ. "ضَمِنَ بِهِ". 2. "ضَمِنَ البِنْتَ": ضَمَّهَا. 3. "ضَمِنَ لِنَفْسِهِ مَعَاشًا": أَمَّنَ لِنَفْسِهِ مَعَاشًا. 4. "ضَمِنَ صَلَاحِيَةَ الجِهَازِ لِمُدَّةِ سَنَتَيْنِ": تَعَهَّدَ بِصَلَاحِيَتِهِ وَسَلَامَتِهِ مِنَ العَيْبِ لِمُدَّةِ... "ضَمِنَ اسْتِمْرَارَ الاِتِّفَاقِيَّةِ وَنَجَاحَهَا".
المعجم: معجم الغني بِيضِتْهَا أَحْسَنْ مِنْ لِيلِتْهَا
المعنى: أي: بيضة الدجاج أضمن لها، وإن لم يَجْرِ لها ذكر لدلالة الكلام عليها. والمراد بليلتها: ليلة تذبح وتؤكل؛ أي: إن في الإبقاء عليها نفعًا مستمرًّا. يُضرَب في أن القليل الدائم خير من الكثير المنقطع. وفي معناه قولهم: «كشكار دايم ولا علامة مقطوعة.» وسيأتي في الكاف.
المعجم: الأمثال العامية مَلَسَ
المعنى: فلانٌ ـُ مَلْساً ذهب ذهاباً سريعاً، أو ذهاباً سهلاً رفيقاً. و ـ بالإِبل ونحوها: ساقها سَوْقاً شديداً. و ـ ساقها سوقاً في خُِفية. و ـ فلاناً بلسانه: داهَنَهُ وتملَّقه.؛(مَلِسَ) ـَ مَلَساً: لان ونعم ملمسه، وخلا مما يستمسك به. فهو أملس، وهي ملساء. (ج) مُلْس.؛(مَلُس) ـُ مَلاسة، ومُلوسة: ملِس، فهو مَلِيس.؛(أمْلَسَتِ) الشاةُ: سقط صوفُها.؛(مَلَّسَ) الشيءَ: جعله أملس. ويُقال: ملَّسَ الأَرضَ بالمَلاّسة: سوَّاها بالمِمْلسة. و ـ الشيءَ: خلَّصه.؛(انْمَلَسَ، وَامَّلَسَ) الشيءُ: انقبض. و ـ من الأمر: أفلت. ويُقال: انملس فلانٌ من يدي. و ـ الشيءُ: انقبض.؛(تَمَلَّسَ) الشيءُ: مَلِسَ. و ـ من الشَّراب: صحا. و ـ من الأمر: تخلَّصَ وأفلت. ويُقال: تملَّس من بين القوم، وتملس من يدي.؛(امْلاَسَّ) الشيءُ: مَلِسَ. و ـ من الأمر: تملَّسَ.؛(الأمْلَسُ) يُقال: جِلْدُ فلان أملسُ: إِذا لم يتعلَّق به ذمٌّ.؛(الإمْلِيسُ) الفلاة لا نبات فيها.؛و (الرُّمَّان الإمليسُ، والإمليسيُّ) الحلو الطيِّب الذي لا عَجَمَ له: لا نوى في حبَّاته. (ج) أمالِيسُ.؛(الإمْلِيسَةُ) الإمليس. (ج) أمالِيسُ.؛(المَلَسُ) المكان المستوي لا نبات به. (ج) مُلُوس، وأمْلاَس. ويُقال: أتيتُه مَلَسَ الظَّلام، وذلك حِيْنَ يُقبِل اللَّيل ويختلط الظَّلام بالنُّور قُبَيْل الغروب أو بُعيده. و ـ ثوب فضفاض من الحرير الأسود يلبسه نساء الريف في مصر. (مو).؛(المَلَسَى) رجلٌ مَلَسَى لا يثبت على العهد. ويُقال: أبيعك المَلَسَى: أبيعك الشيء ولا أضمن عُهْدَتَه وخلوِّه من العيوب. وناقةٌ مَلَسَى: تبلغ النِّهاية في السرعة. وأرض ملسى: لا تنبت.؛(المَلْسَاءُ) مؤنث الأملس. (ج) مُلْسٌ. وخَمرةٌ مَلْسَاءُ: سَلِسة الجَرْع. وسنة ملساءُ: لا نبات فيها. وأرض ملساء: مجدبة. وقوسٌ مَلسَاء: لا شَقَّ فيها. (ج) أمالِسُ، وأماليس. (على غير قياس).؛(المَلاَّسَةُ) خشبة تسوَّى بها الأَرض وتُمَلَّس؛ وهي (الزَّحَّافة) في لغة فلاَّحي مصر.؛(المِمْلَسَةُ) المَلاَّسة. (ج) مَمالِس.؛(المُلَيْسَاءُ) ما بين المغرب والعتمة. و ـ شهرٌ تنقطع فيه المِيرة، قيل: هو صَفَرٌ.
المعجم: الوسيط خلع
المعنى: خلع الرجل ثوبه ونعله. وخلع الفرس عذاره. وخلع عليه إذا نزع ثوبه وطرحه عليه. وكساه الخلعة والخلع. وشواء مخلع: خلعت عظامه. وتزوّدوا الخلع وهو اللحم تخلع عظامه ثم يطبخ ويبزّر. ومن المجاز: خلع فلان رسنه وعذاره فعدا على الناس بشرّ: وخلع دابته في الجشر: أرسله. وخلع الوالي العامل، وخلع الخليفة، وقيل للأمين المخلوع. وخالعت فلانة بعلها، واختلعت منه، وهي خالع ومختلعة، وخلعها زوجها. وفي الحديث "المختلعات هنّ المنافقات" وهن اللواتي يخالعن أزواجهن من غير مضارة منهم، ونساء خوالع. قال ذو الرمة: إذا الصـبح عن ناب تبسم شمنه بأمثال أبصار النساء الخوالع وكان الرجل في الجاهلية إذا غلبه ابنه أو من هو منه بسبيل جاء به إلى الموسم ثم نادى "يا أيها الناس هذا ابني فلان وقد خلعته فإن جرّ لم أضمن، وإن جرّ عليه لم أطلب" يريد قد تبرأت منه. ثم قيل لكل شاطر خليع. وقد خلع خلاعة، وهي خليعة. "ونخلع ونترك من يفجرك" أي نتبرأ منه. واختلعوا ماله: أخذوه. وتخالعوا: تناكثوا العهود بينهم. وخالعه: قامره لأن المقامر يخلع مال صاحبه. وفلان مخلع: مجنون وبه خولع مثل أولق. والمجنون يتخلع في مشيته: يتفكك. قال: ثـم انتحـى يحضـر فـي العراء تخلــع المجنـون فـي الكسـاء
المعجم: أساس البلاغة عرش
المعنى: اين ما غرسوه وما عرشوه؟ "ودمّرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون" وقريء: يغرسون. واستوى على عرشه إذا ملك، وثلّ عرشه إذا هلك. قال زهير: تـداركتما عبسـاً وقـد ثـلّ عرشها وذبيـان إذ زلّـت بأقدامها النعل ويقال: من العرش إلى الفرش. وعريش موسى لا صرح هامان وهو شبه الخيمة من خشب وثمام. وتعرشنا ببلادنا: نحو تخيمنا. والعرائش والعرش والعروش واحد، والعروش أيضاً: السقوف. "فهي خاوية على عروشها". قالت الخنساء: كــان أبــو غســان عرشــاً خـوى ممــا بنــاه الــدهر دان ظليـل وبدت لنا عروش مكّة أي بيوتها. وقال القطامي: ومــا لمثابــات العــروش بقيـة إذا استل من تحت العروش الدعائم ومكتنسات في العرائش أي في الهوادج. وعرش دونه عرش السماك هو عجز الأسد أربعة أنجم من العوّاء. وأنشد النضر: كأنمــا السـر منـي حيـن أضـمنه فـي رأس صـماء مـأوى طيرهـا زلل حقبـاء يـدفع عـرش النجم منكبها لا يسـتطيع ذراهـا الأعصـم الوقـل وقال ابن أحمر يصف ثوراً: بـــاتت عليـــه ليلــة عرشــية شــريت وبــات علـى نقـاً يتهـدّد شريت: لجّت في الإمطار، يتهدّد: ينهدّ وينهار. واعترشت القضبان على العريش إذا علت واسترسلت وهو مطاوع عرش كرفع وارتفع. وبعير معروش الحصيرين أي مطويهما كما تعرش البئر، وعرشها: طيّها. وأراد أن يقرّ بحقّي حتى نفث فلان في عرشيه فأفسده وهما لحمتان مستطيلتان في ناحيتي العنق يعني حتى سارّه فأغراه بي لأن المسارّ يدني فاه من عرشيه أو سمّي الأذنين عرشين للمداناة.
المعجم: أساس البلاغة ضَمِنَ
المعنى: ـَ ضَمَناً، وضَمَانةً: أصابته أو لزمته عِلَّة. وـ على أهله ونحوهم: صارَ كَلاًّ وعالَة عليهم. وـ الرجل ونحوه ضَماناً: كَفَلَهُ أو التزم أن يؤدي عنه ما قد يقصِّر في أدائه. وـ الشيء: جزم بصلاحيته وخلوِّه مما يعيبه. وـ احتواه.؛(أضْمَنَهُ) الله أو غيره: جعله ضَمِناً.؛(ضَمَّنَ) الشيءَ الوعاءَ ونحوه: جعله فيه وأودعه إيَّاه. وـ فلاناً الشيء: جعله يضمنه وألزمه.؛(تَضَامَنوا): التزم كل منهم أن يؤدِّيَ عن الآخر ما يقصر عن أدائه. (مو).؛(تَضَمَّنَ) الوعاءُ ونحوُه الشيء: احتواه واشتمل عليه. وـ العبارةُ معنى: أفادته بطريق الإشارة أو الاستنباط. وـ الغيث ونحوه النَّبَات: أخرجه وأذكاه. وـ الشيء عنه، أو منه: ضَمِنَه.؛(التَّضامُنُ): التزام القويّ أو الغنيّ معاونة الضعيف أو الفقير. (محدثة).؛(التَّضْمينُ) (عند علماء العربية): على معان: منها إيقاعُ لفظٍ موقعَ غيرِه ومعاملتُه معاملتَه، لِتَضَمُّنِهِ معناهُ واشتمالِهِ عليه. ومنها أن يكونَ ما بعدَ الفاصلةِ متعلقاً بها. وـ (في علم القوافي): أن تتعلَّق قافية البيت بما بعده على وجهٍ لا يستقلُّ بالإفادة. وـ (في البديع): أن يأخذ الشاعر أو الناثر آية أو حديثاً أو حكمة أو مثلاً، أو شطراً أو بيتاً من شعر غيره بلفظه ومعناه.؛(الضامِنُ): الكفيل، أو الملتزم، أو الغارم. (ج) ضُمَّان، وضَمَنَة.؛(الضامِنَةُ): ما اشتملت عليه القرية من النخيل ونحوه. (ج) ضوامِن.؛(الضَّمانُ): الكفالة والالتزام.؛و(ضَمانُ الدَّرَكِ): هو ردُّ الثَّمنِ للمشتري عند استحقاقِ المبيع، بأن يقول: تكفَّلْتُ بما يدركك في هذا المبيع.؛و(ضَمانُ الرَّهْنِ): ما يكون مضموناً بالأقلِّ.؛و(ضَمان الغَصْبِ): ما يكون مضموناً بالقيمة.؛و(ضَمانُ المبيع): ما يكون مضموناً بالثمن قلَّ أو كثر.؛و(الضَّمانُ الاجتماعي): قيام الدولة بمعونة المحتاجين. (محدثة).؛(الضَّمانَةُ): وثيقة يضمن بها الرجل صاحبه، أو يضمن بها البائع خلو المبيع من العيوب وبقاءه صالحاً للاستعمال مدة معينة؛ أو تعهّد شفويّ لأحد هذين الغرضين أو نحوهما. (محدثة).؛(الضِّمْنُ): باطنُ الشيءِ وداخلُه. ويقال: يُفهم من ضِمن كلامه كذا: دلالته ومراميه. وما أغنى عنِّي ضِمْناً: شيئاً.؛(الضَّمِنُ): الزَّمِنُ أو المريضُ المُصابُ بعاهةٍ أو عِلَّة. وـ المُحِبّ أو العاشق. وـ الكَلُّ. (ج) ضَمْنَى.؛(الضَّمينُ): الضَّامِنُ. (ج) ضُمَنَاء. وـ الضَّمِن. (ج) ضَمْنى.؛(المِضْمانُ): الضامِن أو الحامِل. (ج) مَضامين.؛(المَضْمونُ): المحْتَوَى. ومنه: مضمونُ الكتاب: ما في طَيِّهِ. ومضمونُ الكلام: فَحْوَاهُ وما يُفهَم منه. (ج) مَضَامِينُ.
المعجم: الوسيط عوه
المعنى: عَوَّه السَّفْرُ: عَرَّسُوا فناموا قليلاً. وعَوَّهَ عليهم: عَرَّجَ وأَقام؛ قال رؤبة: شـَأْزٍ بمـن عَـوَّهَ جَـدْبِ المُنْطَلَقْـ، نـاءٍ مـن التَّصْبِيحِ نائِي المُغْتَبَقْ قال الأَزهري: سأَلت أَعرابيّاً فصيحاً عن قول رؤبة: جَــدْب المُنَــدَّى شــَئِزِ المُعَــوَّهِ ويروى: جَدْبِ المُلَهَّى، فقال: أَراد به المُعَرِّجَ. يقال: عَرَّجَ وعَوَّجَ وعَوّه بمعنى واحد. قال الليث: التَّعْوِيهُ والتعريس نومة خفيفة عند وَجْه الصُّبْح، وقيل: هو النزول في آخر الليل،قال: وكلُّ من احْتَبسَ في مكان فقد عَوَّهَ.والعاهَةُ: الآفَةُ. وعاهَ الزرعُ والمالُ يَعُوهُ عاهةً وعُؤُوهاً وأَعاهَ: وقعت فيهما عاهةٌ. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه نهى عن بيع الثمار حتى تذهب العاهةُ أَي الآفةُ التي تصيب الزرع والثمار فتفسدها؛ روى هذا الحديث ابن عمر، وقيل لابن عمر: متى ذلك؛ فقال: طُلُوعَ الثُّرَيا. وقال طبيب العرب: اضْمَنُوا لي ما بَيْنَ مَغِيبِ الثُّرَيا إلى طُلوعها أَضْمَنْ لكم سائر السنة. قال الليث: العاهةُ البلايا والآفاتُ أَي فساد يصيب الزرع ونحوه من حر أَو عطش، وقال: أَعاهَ الزرعُ إذا أَصابته آفة من اليَرَقانِ ونحوه فأَفسدَهُ. وأَعاهَ القومُ إذا أَصاب زَرْعَهُمْ خاصةً عاهةٌ. ورجل مَعِيهٌ ومَعُوهٌ في نفسه أَو ماله: أَصابته عاهةٌ فيهما. ويقال: أَعاهَ الرجلُ وأَعْوَهَ وعاهَ وعَوَّهَ كلُّه إذا وقعت العاهةُ في زرعه. وأَعاهَ القومُ وعاهُوا وأَعْوَهُوا: أَصاب ثمارَهم أَو ماشيتهم أَو إبلهم أَو زرعهم العاهةُ. وفي الحديث: لا يُورِدَنَّ ذُو عاهةٍ على مُصِحٍّ أَي لا يُورِد مَنْ بإبله آفةٌ من جرب أَو غيره على مَنْ إبلُه صِحاحٌ، لئلا ينزل بهذه ما نزل بتلك، فيظنَّ المُصِحُّ أَن تلك أَعْدَتْها فيأْثم. وطعامٌ مَعْوهٌ: أَصابته عاهةٌ. وطعام ذو مَعْوَهةٍ؛ عن ابن الأَعرابي، أَي مَنْ أَكله أَصابته عاهةٌ، وعِيهَ المالُ. ورجل عائِهٌ وعاهٍ مثلُ مائِهٍ وماهٍ. ورجلٌ عاهٌ أَيضاً: كقولك كبش صافٌ؛ قال طفيل: ودارٍ يَظْعَنُ العاهُونَ عنها لِنَبَّتِهِمْ ويَنْســــــــَوْنَ الـــــــذِّماما وقال ابن الأَعرابي: العاهُونَ أَصحابُ الرِّيبةِ والخُبْثِ، ويقال: عِيهَ الزَّرْعُ وإيفَ فهو مَعِيهٌ ومَعُوهٌ ومَعْهُوهٌ. وعَوْهِ عَوْهِ: من دُعاءِ الجحْشِ. وقد عَوَّهَ الرجلُ إذا دعا الجَحْشَ ليَلْحَقَ به فقال: عَوْهِ عَوْهِ إذا دعاه.ويقال:عاهِ عاهِ إذا زجرت الإبل لتحتبس، وربما قالوا عِيهِ عِيهِ، ويقولون عَهْ عَهْ.وبنو عَوْهَى: بطن من العرب بالشام. وعاهانُ بن كعب: من شعرائهم، فَعَلانُ فيمن جعله من عوه، وفاعالٌ فيمن جعله من عَهَنَ، وقد ذكر هناك.
المعجم: لسان العرب زعم
المعنى: زعم (الزَّعْمُ مُثَلَّثةً: القَولُ) ، زَعَم زَعْمًا وزُعْمًا وزِعْمًا قَالَ: نقل التَّثْلِيثَ الجوهَرِيُّ. وَيُقَال: الضَّم لُغَة بَنِي تَمِيم، والفَتْح لُغَة الحِجاز. وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ لأبي زُبَيْد الطائِيّ: (يَا لَهْفَ نَفْسِيَ إِن كَانَ الَّذي زَعَمُوا ... حَقًّا وماذا يَرُدُّ اليومَ تَلْهِيفِي) أَي: قَالُوا وَذَكروا، وَقيل: هُوَ القَوْل يَكُون (الحَقّ) (وَ) يكون (البَاطِل) ، وأنشدَ ابنُ الأعرابيّ فِي الزَّعم الَّذِي هُوَ حَقّ: (وإِنّي أَدِينُ لكم أَنَّه ... سَيَجْزِيكُمُ رَبُّكم مَا زَعَمْ) (وَأَكثرُ مَا يُقال فِيمَا يُشَكُّ فِيهِ) وَلَا يتَحقَّق، قَالَه شَمِر. وَقَالَ اللَّيْث: " سَمِعْتُ أهلَ العَرَبِيّة يَقُولُونَ: إِذا قِيل ذَكَر فلَان كَذَا وكَذَا، فَإِنَّمَا يُقال ذلِك لأمر يُسْتَيْقَن أَنه حَقّ، وَإِذا شُكّ فِيهِ فَلم يُدْرَ لَعَلَّه كَذِب أَو بَاطِل قيل: زَعَم فلَان. (و) قَالَ ابنُ خَالَوَيْه: الزَّعْم: يُسْتَعْمل فِيمَا يُذَمَّ كَقَوْلِه تَعَالَى: {زعم الَّذين كفرُوا أَن لن يبعثوا} حَتَّى قَالَ بعضُ المُفسِّرين: الزَّعْمُ أَصلُه (الكَذِب) ، فَهُوَ إِذا (ضِدٌّ) ، قَالَ اللّيثُ: " وَبِه فُسِّر قَولُه تَعَالَى: {فَقَالُوا هَذَا لله بزعمهم} أَي: بقَوْلِهم الكَذِب ". (والزُّعْمِيّ) بالضَّمِّ: (الكَذَّابِ. و) أَيْضا: (الصَّادقُ) ، ضِدٌّ. (والزَّعِيم: الكَفِيل) ، وَمِنْه قَولُ تَعالَى: {وَأَنا بِهِ زعيم} وَفِي الحَدِيث: " الدَّيْن مَقْضِيّ والزَّعِيم غَارِم "، أَي: الكَفِيل ضامِن. وَفِي حَدِيثِ عليٍّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: " وذِمَّتِي رَهِينَة وأَنَابه زَعِيم ". (وَقد زَعَم بِهِ زَعْمًا وَزَعامَةً) أَي: كَفَل وضَمِن، وَأنْشد ابنُ بَرّيّ لعُمَر بن أَبِي رَبِيعَة: (قلت كَفِّي لَك رَهْنٌ بالرِّضَا ... وازْعُمِي يَا هِنْدُ قَالَت قد وَجَبْ) أَي: اضْمَنِي. وَقَالَ النَابِغَة الجُعْدِيّ يَصِف نُوحاً عَلَيْهِ السَّلَام: (نُودِيَ قُمْ واركَبَنْ بِأَهْلِك إِنْ ... نَ الله موفٍ للنَّاس مَا زَعَما) أَي: ضَمِن. وفُسِّر أَيْضا بِمَعْنَى قَالَ، وبِمَعْنَى وَعَد. قَالَ ابنُ خَالَوَيْه: وَلم يَجِيء الزَّعْم فِيمَا يُحْمَد إِلَّا فِي بَيْتَيْن، وذَكَر بيتَ النّابِغةِ الجَعْدِيّ، وَذكر أَنَّه رُوِي لأُميّةَ بنِ أبي الصَّلْت. وَذكر أَيْضا بَيْتَ عَمْرو بِن شَأسٍ: (تَقولُ هَلَكْنا إِن هَلَكْتَ وإِنّما ... على الله أرزاقُ العِباد كَمَا زَعَمْ) وَرَوَاهُ للمُضرِّس. وَقَالَ ابْن بَرّي: بَيْتُ عُمَر بن أبي رَبِيعة لَا يَحْتَمِل سِوَى الضَّمان. وبَيْت أَبِي زُبَيْد لَا يَحْتَمِل سِوَى القَوْل، وَمَا سِوَى ذَلِك على مَا فسّر. (و) الزَّعِيمُ: (سَيِّد القَوْم وَرَئِيسُهم، أَو رئيسهم (المُتَكلْم) عَنْهُم) ومِدْرَهُهم (ج: زُعَماء) . وَقد زَعُم كَكَرُم زَعامةٌ. قَالَ الشَّاعِر: (حتّى إِذا رفعَ اللِّواءَ رأيتَهُ ... تَحْت اللِّواءِ على الخَمِيسِ زَعِيمَا) (وزَعَمْتَنِي) كَذا تَزْعُمُنِي أَي: (ظَنَنْتَنِي) ، قَالَ أَبُو ذُؤَيب: (فَإِن تَزْعُمِيني كُنتُ أجهلُ فِيكُمُ ... فَإِنِّي شَريْتُ الحِلمَ بعدَكِ بالجَهْلِ) (و) زَعِم (كَفَرِح: طَمِع) زَعَمًا وَزَعْما بِالتَّحْرِيكِ وبالفتح قَالَ عَنْتَرةُ: (عُلِّقتُها عَرَضًا وَأقْتُلُ قَوْمَها ... زَعْماً ورَبِّ البَيْتِ لَيْسَ بِمَزْعِم) (والزَّعامة: الشَّرَف والرِّياسَةُ) على الْقَوْم، وَبِه فَسَّر ابنُ الأعرابيّ قَولَ لَبِيد: (تَطِيرُ عَدائِدُ الأشراك شٌ فْعًا ... ووِتْرًا والزَّعامةُ للغُلامِ) (و) الزَّعامةُ: (السِّلاحُ) ، وَبِه فَسَّر الجَوْهَرِيُّ قَولَ لَبِيد، قَالَ: لأَنهم كَانُوا إِذا اقْتَسَمُوا المِيراثَ دَفَعوا السّلاح إِلَى الأبْن دُونَ البِنْت انْتهى. وَقَوله: شَفْعًا ووِتْرًا أَي: قِسْمة المِيراث للذَّكَر مثل حَظّ الأُنْثَيَيْن. (و) قيل: الزَّعامة (الدِّرْع) أَو الدُّرُوع، وَبِه فَسَّرَ ابنُ الْأَعرَابِي أَيْضا قَولَ لَبِيد: (و) الزَّعَامةُ: (البَقَرة ويُشَدَّد. و) قيل الزّعامةُ: (حَظُّ السَّيِّد من المَغْنَم. و) قيل: (أُفْضَلُ المالِ وَأَكْثَره من مِيراثِ ونَحْوِه) . وَبِه فَسّر بعضٌ قَولَ لَبِيد أَيْضا. (وشِواءٌ زَعِم) وزَعْم (كَكَتِف) فيهمَا: مُرِشٌّ (كَثِيرُ الدَّسَم سَرِيعُ السَّيَلان على النّار. وَأَزْعَم: أَطْمَع) ، وَأمر مُزعِم أَي مُطْمِع. (و) أَزْعَم: (أَطاعَ) للزَّعِيم. (و) أَزْعم (الأَمْرُ: أَمْكَن) . (و) أزعم (اللبنُ: أَخذ يَطِيبُ، كَزَعَم) زَعمًا. (و) أَزْعَمَتِ (الأرضُ: طَلَع أَوَّل نَبْتِها) عَن ابنِ الأَعرابي. (و) لِهذا (أَمْرٌ فِيهِ مَزاعِمُ كَمنابِر) أَي: أمرٌ غيرُ مُسْتَقِيم، فِيهِ (مُنازَعَةُ) بَعْدُ نَقَلَهُ الأزهريُّ، وَقَالَ غَيره فِي قَوْله: مَزاعِمُ أَي: لَا يُوثَق بِهِ. (والزَّعُوم: العَيِيُّ) كَمَا فِي الصّحاح. زَاد غَيرُه (اللّسان كالزُّعْمُوم) بِالضَّمِّ. (و) الزَّعُوم: (القَلِيلَة الشَّحْم. و) أَيْضا: (الكَثِيرَتُه، ضِدٌّ) . ونصّ المُحْكَم: الزَّعُوم: القَلِيلَة الشَّحْم، وَهِي الكَثِيرة الشَّحْم (كالمُزْعَمَة كَمُكْرَمَة) ، فمَنْ جَعَلها القَلِيلةَ الشَّحْم فَهِيَ المزْعُومَة، وَهِي الَّتِي إِذا أَكَلها النَّاس قَالُوا لصاحِبها تَوْبِيخاً: أَزْعمْتَ أنّها سَمِينَة. (و) قَالَ الأصمَعِيّ: الزَّعُوم من الغَنَم: (الَّتِي) لَا يُدْرَى أَبِهَا شَحْم أم لَا، وَفِي الصّحاح: ناقَةٌ زَعُومٌ وشَاةٌ زَعومٌ إِذا كَانَ (يُشَكّ) فِيهَا (أَبِها طِرْقٌ أم لَا) فتُغْبَط بالأَيْدِي. انْتَهَى. وَقيل: هِيَ الَّتِي يَزْعُم النَّاسُ أنّ بهَا نِقْيًا. وَأنْشد الجوهَرِيُّ للرَّاجِز: (وبَلْدة تَجَهَّم الجَهْوما ... ) (زَجَرْتُ فِيهَا عَيْهَلاً رَسُومَا ... ) (مُخْلِصَةَ الأَنقاءِ أَو زَعُومَا ... ) قَالَ ابنُ بَرّي: ومِثلُه قَوْل الآخر: (وإنّا من مودَّةِ آل سَعْدٍ ... كمن طَلَب الإهالَة فِي الزَّعُومِ) وَهُوَ مجَاز. (وَتقول: هذَا وَلَا زَعْمَتَك وَلَا زَعَماتِك أَي: وَلَا أتوهَّمُ زَعَماتِك، تَذْهَب إِلَى رَدِّ قَوْلِه) . قَالَ الأزهريّ: الرّجلُ من العَرَب إِذا حَدَّث عَمّن لَا يُحقِّق قولَه يَقُول: وَلَا زَعماتِه وَمِنْه قَولُه: (لقد خَطَّ رُومِيٌّ وَلَا زَعَماتِه ... ) (والمِزْعامَةُ) بالكَسْر: (الحَيَّةُ) . (والتَّزَعُّم: التَّكَذُّب) . قَالَ: (أَيهَا الزَّاعِم مَا تَزعَّمَا ... ) (و) قَالَ ابنُ السِّكِّيت: (أمرٌ مَزْعَمٌ كَمَقْعَد) أَي: (لَا يُوثَقُ بِهِ) أَي: يَزْعُم هَذَا أَنَّه كَذَا وَيَزْعُم هَذَا أَنّه كَذَا. (وزَاعَم) مَزَاعَمَةٌ: (زَاحَم) ، العَيْن بَدَل عَن الْحَاء. [] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الزَّعْمُ: الظَّنّ، وَبِه فُسِّر قَولُ عُبَيْد الله بنِ عَبدِ الله بن عُتْبَة بنِ مَسْعود: (فذُقْ هَجْرَها قد كُنتَ تَزعُم أنّه ... رَشَادٌ أَلا يَا رُبّما كَذَب الزَّعْمُ) قَالَ ابْن بَرِّيّ: هَذَا الْبَيْت لَا يحْتَمل سِوَى الظَّنّ. وَقد يكون زَعَم بِمَعْنى شَهِد كقَوْل النَّابِغَة: (زعم الهُمامُ بأَنَّ فَاهَا بارِدٌ ... ) وَقد يكون بِمَعْنَى وَعَد وسَبَقَ، شاهِدُه من قَوْلِ عَمْرو بنِ شَأس وقَوْل النَّابَغَة. وتزَاعَم القَومُ على كَذَا تَزاعُمًا: إِذا تَضافَرُوا عَلَيْهِ، وأصلُه أَنَّه صَار بَعضُهم لبَعض زَعِيمًا. وَقَالَ شَمِر: " التَّزاعمُ أكثرُ مَا يُقال فِيمَا يُشِكّ فِيهِ ". والمَزْعُومَةُ: الناقةُ القلِيلة الشَّحْم. وَهُوَ مُزاعَمٌ: لَا يُوثَق بِهِ. وَقَالَ ابنُ خَالوَيْه: لم يَجِئ أَزْعَمَ فِي كَلَامهم إِلَّا فِي قَوْلِهم: أزعَمَت القَلُوصُ أَو النَّاقةُ: إِذا ظُنَّ أَنَّ فِي سَنامِها شَحْمًا. وَيُقَال: أَزْعَمْتُكَ الشيءَ أَي: جعلتُك بِهِ زَعِيمًا. والمَزْعَمُ كَمَقْعَدٍ: المَطْمَع، وَسبق شاهِدُه من قَول عَنْتَرة. يُقَال: زَعَم فلَان فِي غَيْر مَزْعَم أَي: طَمِع فِي غير مَطْمَع. وَقَالَ الشاعِرُ: (لَهُ رَبَّةٌ قد أحرمَتْ حِلَّ ظَهره ... فَمَا فِيهِ للفُقرَى وَلَا الحَجِّ مَزْعَمُ) وَزَاعِمٌ وَزَعِيمٌ: اسْمان. وَقَالَ شُرَيْح: زَعَموا كُنْيَة الكَذِب. وَفِي الحَدِيث: " بِئْسَ مَطِيَّةَ الرَّجل زَعَمُوا "، مَعْنَاهُ أَن الرَّجُل إِذا أرادَ المَسِير إِلَى بلد رَكِب مَطِيَّته وسَارَ حَتَّى يقْضِي إرْبَه، فشَبّه مَا يُقَدِّمُه المُتَكَلِّم أَمَام كَلامِه ويتَوصَّل بِهِ إِلَى غَرضِه من قَوْله: (زَعَمُوا كَذَا وَكَذَا، بالمَطِيَّة الَّتِي يُتَوَصَّل بهَا إِلَى الحاجَة، وإِنَّما يُقَال: زَعَمُوا فِي حَدِيث لَا سنَد لَهُ وَلَا ثَبَت فِيهِ، وإنّما يُحْكَى عَن الألسُن على سَبِيل البَلاغِ، فَذُمَّ من الحَدِيث مَا كَانَ هَذَا سَبِيله. وَقَالَ الكسائِيّ: إِذا قَالُوا: زَعْمةٌ صادِقَةٌ لآتينَّك، رَفَعوا، وحِلْفَةٌ صَادِقَة لأقولَن. ويَنْصِبُون: يَمِينًا صادِقَةً لأفعلَنَّ. وتَزاعَما: تَداعَيا شَيْئًا فاخْتَلَفَا فِيهِ. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: مَعْنَاهُ تحادَثَا بالزَّعَمَات مُحَرَّكَة: وَهِي مَا لَا يُوثَق بِهِ من الأَحاديث. والزُّعْمُ بالضَّمّ: الكبْر عامية.
المعجم: تاج العروس زعم
المعنى: قال الله تعالى: زَعَمَ الذين كفروا أَن لن يُبْعَثُوا، وقال تعالى: فقالوا هذا لله بِزَعْمِهِمْ؛ الزَّعْمُ والزُّعْمُ والزِّعْمُ، ثلاث لغات: القول، زَعَمَ زَعْماً وزُعْماً وزِعْماً أي قال، وقيل: هو القول يكون حقّاً ويكون باطلاً، وأَنشد ابن الأَعرابي لأُمَيّةَ في الزَّعْم الذي هو حق: وإِنــــــــــي أَذيــــــــــنٌ لكــــــــــم أَنـــــــــه ســــــــــَيُنجِزُكم ربُّكـــــــــم مـــــــــا زَعَـــــــــمْ وقال الليث: سمعت أَهل العربية يقولون إذا قيل ذكر فلان كذا وكذا فإنما يقال ذلك لأَمر يُسْتَيْقَنُ أَنه حق، وإذا شُكَّ فيه فلم يُدْرَ لعله كذب أَو باطل قيل زَعَمَ فلان، قال: وكذلك تفسر هذه الآية: فقالوا هذا لله بِزَعْمِهِمْ؛ أَي بقولهم الكذب، وقيل: الزَّعْمُ الظن، وقيل: الكذب، زَعَمَهُ يَزْعُمُهُ، والزُّعْمُ تميميَّة، والزَّعْمُ حجازية؛ وأَما قول النابغة: زَعَـــــــمَ الهمـــــــامُ بــــــأَنَّ فاهــــــا بــــــارِدٌ وقوله: زَعَـــــــمَ الغِــــــدافُ بــــــأَنَّ رِحْلتنــــــا غَــــــداً فقد تكون الباء زائدة كقوله: ســــــــُود المَحــــــــاجِرِ لا يَقْـــــــرَأْنَ بالســـــــُّوَرِ وقد تكون زَعَمَ ههنا في معنى شَهِدَ فعدّاها بما تُعدّى به شهد كقوله تعالى: وما شَهِدْنا إلا بما عَلِمْنا. وقالوا: هذا ولا زَعْمَتَكَ ولا زَعَماتِكَ، يذهب إلى ردّ قوله، قال الأَزهري: الرجل من العرب إذا حدَّث عمن لا يحقق قوله يقول ولا زَعَماتِه؛ ومنه قوله: لقـــــــــد خَـــــــــطَّ رومِـــــــــيٌّ ولا زَعَمــــــــاتِهِ وزَعَمْتَني كذا تَزْعُمُني زَعْماً: ظَنَنْتني؛ قال أَبو ذؤيب: فــــــإن تَزْعُمِينــــــي كنــــــتُ أَجهــــــلُ فيكُمُــــــ، فــــــإني شــــــَرَيْتُ الحِلْــــــمَ بَعْــــــدَكِ بالجهـــــل وتقول: زَعَمَتْ أَني لا أُحبها وزَعَمَتْني لا أُحبها، يجيء في الشعر، فأَما في الكلام فأَحسن ذلك أَن يوقع الزَّعْمُ على أَنَّ دون الاسم.والتَّزَعُّمُ: التَّكَذُّبُ؛ وأَنشد: أيهـــــــــا الزاعـــــــــم مـــــــــا تزعمـــــــــا وتَزاعَمَ القومُ على كذا تَزاعُماً إذا تضافروا عليه، قال: وأَصله أَنا صار بعضهم لبعض زَعِيماً؛ وفي قوله مَزاعِمُ أَي لا يوثق به، قال الأَزهري: الزَّعْمُ إنما هو في الكلام، يقال: أَمر فيه مَزاعِمُ أَي أَمر غير مستقيم فيه منازعة بعدُ. قال ابن السكيت: ويقال للأَمر الذي لا يوثق به مَزْعَمٌ أَي يَزْعُمُ هذا أَن كذا ويَزْعُمُ هذا أَنه كذا. قال ابن بري: الزَّعْمُ يأْتي في كلام العرب على أَربعة أَوجه، يكون بمعنى الكَفالة والضَّمان؛ شاهده قول عمر بن أَبي ربيعة: قلت: كَفِّـــــــــي لـــــــــك رَهْــــــــنٌ بالرِّضــــــــى وازْعُمِـــــي يـــــا هنـــــدُ، قـــــالت: قـــــد وَجَــــب وازْعُمِي أَي اضمني؛ وقال النابغةيصف نُوحاً: نُـودِيَ: قُـمْ وارْكَبَـنْ بأَهْلِـكَ إنْ_نَ اللـه مُـوفٍ للنـاس ما زَعَمَا زَعَمَ هنا فُسِّرَ بمعنى ضَمِنَ، وبمعنى قال، وبمعنى وعَدَ، ويكون بمعنى الوعْد، قال عمرو بن شَأْسٍ: وعاذِلـــــــة تَحْشـــــــَى الـــــــرَّدَى أَن يُصـــــــيبَني، تَــــــــرُوحُ وتَغْــــــــدُو بالمَلامــــــــةِ والقَســـــــَمْ تقــــــــول: هَلَكْنـــــــا، إن هَلكتَـــــــ، وإنمـــــــا علــــــى اللــــــه أَرْزاقُ العِبـــــاد كمـــــا زَعَـــــمْ وزَعَمَ هنا بمعنى قال ووعد، وتكون بمعنى القول والذكر؛ قال أَبو زُبَيْدٍ الطائيّ: يـــــا لَهْـــــفَ نَفْســـــِيَ إن كــــان الــــذي زَعمُــــوا حَقّــــــاً، ومــــــاذا يَــــــرُدّ اليــــــوم تَلْهِيفِـــــي إن كــــــان مَغْنَــــــى وُفُـــــودِ النـــــاس راح بِـــــه قـــــومٌ إلـــــى جَـــــدَثٍ، فــــي الغــــار، مَنْجُــــوفِ؟ المعنى: إن كان الذي قالوه حقّاً لأَنه سمع من يقول حُمِلَ عثمانُ على النَّعْش إلى قبره؛ قال المُثَقّبُ العبدي: وكلامٌ ســــــــــــــَيِّءٌ قـــــــــــــد وَقِـــــــــــــرَتْ أُذُنــــــي عنهــــــ، ومــــــا بـــــي مـــــن صـــــَمَمْ فتصــــــــــــامَمْتُ، لكَيْمــــــــــــا لا يَــــــــــــرَى جاهــــــــلٌ أَنِّـــــــي كمـــــــا كـــــــان زَعَـــــــمْ وقال الجميح: أَنتم بَنُو المرأَةِ التي زَعَمَ ال_ناس عليها، في الغيّ، ما زَعَمُوا ويكون بمعنى الظن؛ قال عُبَيْدُ الله بن عبد الله بن عُتْبَةَ بن مسعود: فـــــذُقْ هَجْرَهـــــا، قـــــد كنـــــتَ تَزْعُـــــمُ أَنـــــه رَشــــــادٌ، أَلا يــــــا رُبَّمــــــا كــــــذَبَ الزَّعْــــــمُ فهذا البيت لا يحتمل سوى الظن، وبيت عمر بن أَبي ربيعة لا يحتمل سوى الضَّمان، وبيت أَبي زُبَيْدٍ لا يحتمل سوى القول، وما سوى ذلك على ما فسر.وحكى ابن بري أَيضاً عن ابن خالَوَيْه: الزَّعْمُ يستعمل فيما يُذَمّ كقوله تعالى: زَعَمَ الذين كفروا أَن لن يُبْعَثُوا؛ حتى قال بعض المفسرين: الزَّعْمُ أَصله الكذب، قال: ولم يجبئ فيما يُحْمَدُ إلا في بيتين، وذكر بيت النابغة الجعدي وذكر أَنه روي لأُمية بن أبي الصَّلْتِ، وذكر أَيضاً بيت عمرو بن شَأْس ورواه لمُضَرِّسٍ؛ قال أَبو الهيثم: تقول العرب قال إنه وتقول زَعَمَ أَنه، فكسروا الأَلف مع قال، وفتحوها مع زَعَمَ لأَن زعم فعل واقع بها أي بالأَلف متعدّ إليها، أَلا ترى أَنك تقول زَعَمْتُ عبدَ الله قائماً، ولا تقول قلت زيداً خارجاً إلا أَن تُدْخِلَ حرفاً من حروف الاستفهام فتقول هل تقوله فعل كذا ومتى تقولُني خارجاً؛ وأَنشد: قـــــــــــال الخَلِيطُ: غَـــــــــــداً تَصـــــــــــَدُّعُنا، فمـــــــــتى تقــــــــول الــــــــدارَ تَجْمَعُنــــــــا؟ ومعناه فمتى تظن ومتى تَزْعُمُ.والزَّعُوم من الإبل والغنم: التي يُشَكُّ في سِمنَها فتُغْبَطُ بالأَيدي، وقيل: الزَّعُوم التي يَزْعُمُ الناس أَن بها نِقْياً؛ قال الراجز: وبَلْـــــــــــــدة تَجَهَّــــــــــــمُ الجَهُومــــــــــــا، زَجَــــــــــــرْتُ فيهــــــــــــا عَيْهَلاً رَســـــــــــُوما، مُخْلِصــــــــــــَةَ الأَنْقــــــــــــاءِ أَو زَعُومـــــــــــا قال ابن بري: ومثله قول الآخر: وإنَّـــــــــا مـــــــــن مَـــــــــوَدَّة آل ســـــــــَعْدٍ، كمـــــــن طَلَـــــــبَ الإِهالــــــةَ فــــــي الزَّعُــــــومِ وقال الراجز: إنَّ قُصـــــــــــــاراكَ علـــــــــــــى رعُــــــــــــومِ مُخْلِصــــــــــــَةِ العِظــــــــــــامِ، أَو زَعُـــــــــــومِ المُخْلِصَةُ: التي قد خَلَصَ نِقْيُها. وقال الأَصمعي: الزَّعُوم من الغنم التي لا يُدْرى أَبها شحم أَم لا، ومنه قيل: فلان مُزاعَم أَي لا يوثق به. والزَّعوم: القليلة الشحم وهي الكثيرة الشحم، وهي المُزْعَمَةُ، فمن جعلها القليلة الشحم فهي المَزْعُومة، وهي التي إذا أَكلها الناس قالوا لصاحبها توبيخاً: أَزْعَمْتَ أَنها سمينة؛ قال ابن خالويه: لم يجبئ أَزْعَمَ في كلامهم إلا في قولهم أزْعَمَتِ القَلُوصُ أَو الناقةُ إذا ظُنَّ أَن في سنامها شحماً. ويقال: أَزْعَمْتُكَ الشيءَ أَي جعلتك به زَعِيماً. والزَّعِيمُ: الكفيل. زَعَمَ به يَزْعُمُزَعْماً وزَعامَةً أَي كَفَل. وفي الحديث: الدَّيْن مَقْضِيّ والزَّعِيمُ غارِم؛ والزَّعِيمُ: الكفيل، والغارم: الضامن. وقال الله تعالى: وأَنا بهِ زَعيمٌ؛ قالوا جميعاً: معناه وأنا به كفيل؛ ومنه حديث علي، رضوان الله عليه: ذِمَّتي رَهينة وأَنا به زعِيمٌ. وزَعَمْت به أَزْعُمُ زَعْماً وزَعامةً أَي كَفَلْتُ.وزَعِيمُ القوم: رئيسهم وسيدهم، وقيل: رئيسهم المتكلم عنهم ومِدْرَهُهُمْ، والجمع زُعَماء. والزَّعامة: السِّيادة والرياسة، وقد زَعُمَ زَعامَةً؛ قال الشاعر: حــــــــتى إذا رَفَــــــــعَ اللِّــــــــواء رأَيْتَهُـــــــ، تحــــــــت اللِّـــــــواءعلى الخَمِيســـــــِ، زَعِيمـــــــا والزَّعامَةُ: السلاح، وقيل: الدِّرْع أَو الدُّروع. وزَعامَةُ المال: أَفضله وأَكثره من الميراث وغيره؛ وقول لبيد: تَطِيـــــــــر عَـــــــــدائِد الأشــــــــراكِ شــــــــَفْعاً ووِتْــــــــــــــــــراً، والزعامَـــــــــــــــــةُ للغلام فسره ابن الأَعرابي فقال: الزَّعامَةُ هنا الدِّرْع والرِّياسة والشرف، وفسره غيره بأَنه أَفضل الميراث، وقيل: يريد السلاح لأَنهم كانوا إذا اقتسموا الميراث دفعوا السلاح إلى الابن دون الابنة، وقوله شفعاً ووِتراً يريد قسمة الميراث للذكر مثل حظ الأُنثيين. وأَما الزَّعامَةُ وهي السيادة أَو السلاح فلا ينازِع الورثةُ فيها الغلامَ، إذا هي مخصوصة به.والزَّعَمُ، بالتحريك: الطمع، زَعِمَ يَزْعَمُ زَعَماً وزَعْماً: طمع؛ قال عنترة: عُلّقْتُهـــــــــا عَرَضــــــــاً وأَقْتُــــــــلُ قَوْمَهــــــــا زَعْمــــــــاً، وربِّ الــــــــبيت، ليـــــــس بمَزْعَـــــــمِ أَي ليس بمطمع؛ قال ابن السكيت: كان حبها عَرَضاً من الأَعراض اعترضني من غير أن أَطلبه، فيقول: عُلِّقْتُها وأَنا أَقتل قومها فكيف أُحبها وأَنا أَقتلهم؟ أَم كيف أَقتلهم وأَنا أُحبها؟ ثم رجع على نفسه مخاطباً لها فقال: هذا فعل ليس بفعل مثلي؛ وأَزْعَمْتُه أَنا. ويقال: زعَمَ فلان في غير مَزْعَمٍ أَي طَمِعَ في غير مطمَع؛ قال الشاعر: لــــــه رَبَّــــــةٌ قـــــد أَحْرَمَـــــتْ حِـــــلَّ ظهرهـــــ، فمــــــا فيــــــه للفُقْــــــرى ولا الحَــــــجِّ مَزْعَـــــمُ وأَمرٌ مُزْعِمٌ أَي مُطْمِعٌ. وأَزْعَمَه: أَطمعه. وشِواءٌ زَعِمٌ وزَعْمٌمُرِشّ كثير الدَّسَمِ سريع السَّيَلان على النار. وأَزْعَمَتِ الأَرضُ: طلع أَول نبتها؛ عن ابن الأَعرابي: وزاعِمٌ وزُعَيْم: إسمان.والمِزْعامة: الحية. والزُّعْمُومُ: العَييّ. والزَّعْمِيُّ: الكاذبوالزَّعْمِيّ: الصادق.والزَّعْمُ: الكذب؛ قال الكميت: إذا الإكـــــــــــامُ اكتَســـــــــــَتْ مَآلِيَهـــــــــــا، وكـــــــــان زَعْـــــــــمُ اللَّوامــــــــعِ الكَــــــــذِبُ يريد السَّراب، والعرب تقول: أَكْذَبُ مِنْ يَلْمَع. وقال شريح: زَعَمُوا كُنْيَةُ الكَذِب. وقال شمر: الزَّعْمُ والتزاعُمُ أَكثر ما يقال فيما يُشك فيه ولا يُحَقَّقُ، وقد يكون الزَّعْمُ بمعنى القول، وروي بيت الجعدي يصف نوحاً، وقد تقدم، فهذا معناه التحقيق؛ قال الكسائي: إذا قالوا زَعْمَةٌ صادقة لآتينّك، رفعوا، وحِلْفَةٌ صادِقةٌ لأَقومَنَّ، قال: وينصبون يميناً صادقةً لأَفعلن. وفي الحديث: أَنه ذكر أَيوب، عليه السلام، قال: كان إذا مر برجلين يَتَزاعَمان فيذكران الله كَفَّر عنهما أي يتداعيان شيئاً فيختلفان فيه فيحلفان عليه كان يُكَفِّرُ عنهما لآَجل حلفهما؛ وقال الزمخشري: معناه أَنهما يتحادثان بالزَّعَماتِ وهي ما لا يوثق به من الأَحاديث، وقوله فيذكران الله أَي على وجه الاستغفار. وفي الحديث: بئس مَطِيَّةُ الرجل زَعَمُوا؛ معناه أَن الرجل إذا أَراد المَسير إلى بلد والظَّعْنَ في حاجة ركب مطيته وسار حتى يقضي إرْبَهُ، فشبه مايقدّمه المتكلم أَمام كلامه ويتوصل به إلى غرضه من قوله زَعَمُوا كذا وكذا بالمطية التي يُتَوَصَّلُ بها إلى الحاجة، وإنما يقال زَعَمُوا في حديث لا سند له ولا ثَبَتَ فيه، وإنما يحكى عن الأَلْسُنِ على سبيل البلاغ، فذُمَّ من الحديث ما كان هذا سبيله. وفي حديث المغيرة: زَعِيمُ الأَنْفاس أي موكَّلٌ بالأَنفاس يُصَعِّدُها لغلبة الحسد والكآبة عليه، أَو أَراد أَنفاس الشرب كأنه يَتَجَسَّس كلام الناس ويَعِيبهم بما يُسقطهم؛ قال ابن الأَثير: والزَّعيمُ هنا بمعنى الوكيل.
المعجم: لسان العرب ضمن
المعنى: الضَّمِينُ: الكفيل. ضَمِنَ الشيءَ وبه ضَمْناً وضَمَاناً: كَفَل به. وضَمَّنَه إياه: كَفَّلَه. ابن الأَعرابي: فلان ضامِنٌ وضَمِينٌ وسامِنٌ وسَمِين وناضِرٌ ونَضِير وكافل وكَفِيلٌ. يقال: ضَمِنْتُ الشيءَ أَضْمَنُه ضَماناً، فأَنا ضامِنٌ، وهو مَضْمون. وفي الحديث: من مات في سبيل الله فهو ضامِنٌ على الله أَن يدخله الجنة أَي ذو ضمان على الله؛ قال الأَزهري: وهذا مذهب الخليل وسيبويه لقوله عز وجل: ومن يَخْرُجْ من بيته مُهاجِراً إلى الله ورسوله ثم يُدْرِكْهُ الموتُ فقد وقَعَ أَجْرُهُ على الله؛ قال: هكذا خَرَّجَ الهروي والزمخشري من كلام عليّ، والحديث مرفوع في الصِّحاح عن أَبي هريرة بمعناه، فمن طُرُقه تَضَمَّنَ اللهُ لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي وإيماناً بي وتصديقاً برسلي فهو عليَّ ضامنٌ أَنْ أُدْخِلَه الجنةَ أَو أُرْجِعَه إلى مسكنه الذي خرج منه نائلاً ما نالَ من أَجر أَو غنيمة. وضَمَّنته الشيءَ تَضْمِيناً فتَضَمَّنه عني: مثل غَرَّمْتُه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي: ضـَوامِنُ مـا جارَ الدليلُ ضُحَى غَدٍ، مـن البُعْـدِ، ما يَضْمَنَّ فهو أَداءُ. فسره ثعلب فقال: معناه إن جار الدليل فأَخطأَ الطريقَ ضَمِنَتْ أَن تَلْحَقَ ذلك في غَدِها وتَبْلُغَه، ثم قال: ما يَضْمَنَّ فهو أَداءِ أَي ما ضَمِنَّه من ذلك لرَكْبِها وفَيْنَ به وأَدَّيْنَه. وضَمَّنَ الشيءَ الشيءَ: أَوْدَعه إياه كما تُودِعُ الوعاءَ المتاعَ والميتَ القبرَ، وقد تضَمَّنه هو؛ قال ابن الرِّقَاعِ يصف ناقة حاملاً: أَوْكَـتْ عليـه مَضِيقاً من عَواهِنِها، كمـا تضـَمَّنَ كَشـْحُ الحُـرَّةِ الحَبَلا. عليه: على الجنين. وكل شيء جعلته في وعاء فقد ضمَّنتَه إياه. الليث: كل شيءٍ أُحرِزَ فيه شيء فقد ضُمِّنَه؛ وأَنشد: ليـــس لمـــن ضـــُمِّنَه تَرْبِيــتُ ضُمِّنَه: أُودِعَ فيه وأُحرِزَ يعني القبر الذي دُفِنَتْ فيه المَوْؤُودَةُ.وروي عن عكرمة أَنه قال: لا تَشْتَرِ لبن البقر والغنم مُضَمَّناً لأَن اللبن يزيد في الضرع وينقص، ولكن اشْترِه كيلاً مُسَمّىً؛ قال شمر: قال أَبو معاذ يقول لا تشتره وهو في الضرع لأَنه في ضِمْنِه، يقال: شَرَابُك مُضَمَّنٌ إذا كان في كوز أَو إِناء. والمَضامِينُ: ما في بطون الحوامل من كل شيء كأَنهن تضَمَّنَّه؛ ومنه الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى عن بيع المَلاقيح والمَضامين، وقد مضى تفسير المَلاقيح، وأَما المَضامِين فإِن أَبا عبيد قال: هي ما في أَصلاب الفحول، وهي جمع مَضْمُون؛ وأَنشد غيره: إنَّ المضـامينَ الـتي فـي الصـُّلْبِ مـاءُ الفُحـولِ في الظُّهورِ الحُدْبِ. ويقال: ضَمِنَ الشيءَ بمعنى تَضَمَّنَه؛ ومنه قولهم: مَضْمُونُ الكتاب كذا وكذا، والمَلاقِيحُ: جمع مَلْقُوح، وهو ما في بطن الناقة. قال ابن الأَثير: وفسرهما مالك في الموطأِ بالعكس؛ حكاه الأَزهري عن مالك عن ابن شهاب عن ابن المسيب، وحكاه أَيضاً عن ثعلب عن ابن الأَعرابي، قال: إذا كان في بطن الناقة حمل فهي ضامِنٌ ومِضْمانٌ، وهنَّ ضَوَامِنُ ومَضامِينُ، والذي في بطنها مَلْقوح ومَلْقُوحة. وناقة ضامِنٌ ومِضْمان: حامل، من ذلك أَيضاً. ابن الأَعرابي: ما أَغْنى فلانٌ عني ضِمْناً وهو الشِّسْعُ أَي ما أَغنى شيئاً ولا قَدْرَ شِسْعٍ. والضَّامِنَةُ من كل بلد: ما تَضَمَّنَ وسَطَه.والضامِنَةُ: ما تَضَمَّنَتْه القُرَى والأَمْصارُ من النخل، فاعلة بمعنى مفعولة؛ قال ابن دريد: وفي كتاب النبي، صلى الله عليه وسلم، لأُكَيْدِرِ بن عبد الملك، وفي التهذيب: لأُكَيْدِر دُومةِ الجَنْدَل، وفي الصحاح: أَنه، صلى الله عليه وسلم، كتب لحارثة بن قَطَنٍ ومن بدُومَةِ الجَنْدَلِ من كَلْبٍ: إِن لنا الضَّاحيَةَ من البَعْلِ والبُورَ والمَعامِيَ، ولكم الضَّامِنةُ من النخل والمَعِينُ. قال أَبو عبيد: الضَّاحية من الضَّحْل ما ظَهر وبَرَزَ وكان خارجاً من العِمارة في البَرِّ من النخل، والبَعْلُ الذي يشرب بعروقه من غير سقْيٍ. والضَّامِنَة من النخل: ما تَضَمَّنَها أَمْصارُهم وكان داخلاً في العِمَارة وأَطاف به سُورُ المدينة؛ قال أَبو منصور: سميت ضامنة لأَن أَربابها قد ضَمِنُوا عمارَتَها وحفظها، فهي ذاتُ ضَمانٍ كما قال الله عز وجل: في عِيشةٍ راضية؛ أَي ذاتِ رِضاً، والضَّامِنَةُ فاعلة بمعنى مفعولة. وفي الحديث: الإِمام ضامِنٌ والمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ؛ أَراد بالضَّمَان ههنا الحِفْظَ والرعاية لا ضَمان الغرامة لأَنه يحفظ على القوم صلاتهم، وقيل: إن صلاة المقتدين به في عهدته وصحتها مقرونة بصحة صلاته، فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم. والمُضَمَّنُ من الشعر: ما ضَمَّنْتَهُ بيتاً، وقيل ما لم تتم معاني قوافيه إلا بالبيت الذي يليه كقوله: يـا ذا الذي في الحُبِّ يَلْحَى، أَما واللــهِ لــو عُلِّقْــتَ منـه كمـا عُلِّقْــتُ مــن حُــبِّ رَخِيمٍــ، لمـا لُمْــتَ علـى الحُبِّـ، فَـدَعْني ومـا قال: وهي أَيضاً مشطورة مُضَمَّنَة أَي أُلْقِيَ من كل بيت نصف وبُنِيَ على نصف؛ وفي المحكم: المُضَمَّنُ من أَبيات الشعر ما لم يتم معناه إِلا في البيت الذي بعده، قال: وليس بعيب عند الأَخفش، وأَن لا يكونَ تَضْمِينٌ أَحْسَنُ؛ قال الأَخفش: ولو كان كل ما يوجد ما هو أَحسن منه قبيحاً كان قول الشاعر: سـَتُبْدي لـك الأَيامُ ما كنت جاهلاً، ويأْتيـك بالأَخْبـارِ مـن لـم تُزَوِّدِ رديئاً إذا وجدت ما هو أَشْعر منه، قال: فليس التضمين بعيب كما أَن هذا ليس برديء، وقال ابن جني: هذا الذي رآه أَبو الحسن من أَن التضمين ليس بعيب مذهب تراه العرب وتستجيزه، ولم يَعْدُ فيه مذهبَهم من وجهين: أَحدهما السماع، والآخر القياس، أَما السماع فلكثرة ما يرد عنهم من التضمين، وأَما القياس فلأَن العرب قد وضعت الشعر وضعاً دلت به على جواز التضمين عندهم؛ وذلك ما أَنشده صاحب الكتاب وأَبو زيد وغيرهما من قول الرَّبيعِ بن ضَبُعٍ الفَزَاري: أَصــْبَحْتُ لا أَحْمِــلُ الســلاحَ، ولا أَملــك رأْس البعيــرِ، إن نَفَـرا والــذئبَ أَخْشـاه، إن مَـرَرْتُ بـه وَحْـدِي، وأَخْشـَى الرياحَ والمَطَرا. فنَصْبُ العرب الذِّئْبَ هنا، واختيارُ النحويين له من حيث كانت قبله جملة مركبة من فعل وفاعل، وهي قوله لا أَملك، يدلك على جريه عند العرب والنحويين جميعاً مجرى قولهم: ضربت زيداً وعمراً لقيته، فكأَنه قال: ولقيت عمراً لتتجانس الجملتان في التركيب، فلولا أَن البيتين جميعاً عند العرب يجريان مجرى الجملة الواحدة لما اختارت العرب والنحويون جميعاً نصب الذئب، ولكن دل على اتصال أَحد البيتين بصاحبه وكونهما معاً كالجملة المعطوف بعضها على بعض، وحكم المعطوف والمعطوف عليه أَن يجريا مجرى العقدة الواحدة، هذا وجه القياس في حسن التضمين، إلا أَن بإِزائه شيئاً آخر يقبح التضمين لأَجله، وهو أَن أَبا الحسن وغيره قد قالوا: إِن كل بيت من القصيدة شعر قائم بنفسه، فمن هنا قَبُحَ التضمين شيئاً، ومن حيث ذكرنا من اختيار النصب في بيت الربيع حَسُنَ، وإذا كانت الحال على هذا فكلما ازدادت حاجة البيت الأَول إلى الثاني واتصل به اتصالاً شديداً كان أَقبح مما لم يحتج الأَول إلى الثاني هذه الحاجة؛ قال: فمن أَشدَّ التضمين قول الشاعر روي عن قُطْرُب وغيره: وليــس المـالُ، فـاعْلَمْهُ، بمـالٍ مــــن الأَقْــــوامِ إلا للَّــــذِيِّ يُرِيـــدُ بـــه العَلاءَ ويَمْتَهِنْــهُ لأَقْـــرَبِ أَقْرَبِيهـــ، وللقَصـــِيِّ. فضَمَّنَ بالموصول والصلة على شدة اتصال كل واحد منهما بصاحبه؛ وقال النابغة: وهـم وَرَدُوا الجِفـارَ علـى تميمٍ، وهــم أَصـحابُ يـومِ عُكـاظَ، إنِّـي شــَهِدْتُ لهــم مَــواطِنَ صـادِقاتٍ، أَتَيْتُهُـــمُ بِــوُدِّ الصــَّدْرِ مِنِّــي وهذا دو الأَول لأَنه ليس اتصالُ المخبر عنه بخبره في شدة اتصال الموصول بصلته؛ ومثله قول القُلاخ لسَوَّار بن حَيّان المَنْقَريّ: ومثـــل ســَوَّارٍ ردَدْنــاه إلــى إدْرَوْنِـــه ولُـــؤْمِ إصــِّه علــى أَلرَّغْــمِ مَوْطــوءَ الحِمـى مُـذَلَّلا والمُضَمَّنُ من الأَصوات: ما لا يستطاع الوقوف عليه حتى يوصل بآخر. قال الأَزهري: والمُضَمَّنُ من الأَصوات أَن يقول الإنسان قِفْ فُلَ بإِشمام اللام إلى الحركة. والضَّمانةُ والضَّمانُ: الزَّمانة والعاهة؛ قال الشاعر: بعَيْنَيـنِ نَجْلاوَيـنِ لـم يَجْرِ فيهما ضـمانٌ، وجِيـدٍ حُلِّـيَ الشذْرَ شامِس. والضَّمَنُ والضَّمانُ والضُّمْنة والضَّمانة: الداء في الجسد من بلاء أَو كِبر؛ رجل ضَمَنٌ، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث: مريض، وكذلك ضَمِنٌ، والجمع ضَمِنُون، وضَمِينٌ والجمع ضَمْنى، كُسِّر على فَعْلى وإن كانت إنما يكسر بها المفعول نحو قَتْلى وأَسْرَى، لكنهم تجوّزوه على لفظ فاعِل أَو فَعِلٍ على تَصَوُّرِ معنى مفعول؛ قال سيبويه: كُسِّر هذا النحو على فَعْلى لأَنها من الأَشياء التي أُصيبوا بها وأُدْخلوا فيها وهم لها كارهون.وقد ضَمِنَ بالكسر، ضَمَناً: كمَرِض وزَمِن، فهو ضَمِنٌ أَي مُبْتَلىً.والضَّمانة: الزَّمانة. وفي حديث عبد الله بن عمر: من اكْتَتَب ضَمِناً بعثه الله ضَمِناً يوم القيامة أَي من سأَل أَن يكتب نفسه في جملة الزَّمْنى، ليُعْذَرَ عن الجهاد ولا زَمانه به، بعثه الله يوم القيامة زَمِناً، واكتتب: سأَل أَن يكتب في جملة المعذورين، وخرَّجه بعضهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وإذا أَخذ الرجلُ من أَمير جُنْدِه خطّاً بزَمانته.والمُؤَدِّي الخراج يَكْتتَبُ البراءَة به. والضَّمِنُ: الذي به ضَمانة في جسده من زمانة أَو بلاءٍ أَو كَسْر وغيره، تقول منه: رجل ضَمِنٌ؛ قال الشاعر: مـا خِلْتُنـي زِلْـتُ بعْـدَكمْ ضـَمِناً، أَشـــكو إليكـــم حُمُــوَّة الأَلَمِ. والاسم الضَّمَن، بفتح الميم، والضَّمان؛ وقال ابن أَحمر وقد كان سُقِيَ بطنُه: إليكـ، إلـهَ الخَلْقِ، أَرْفَعُ رَغْبتي عِيـاذاً وخَوْفـاً أَن تُطيـلَ ضَمانِيا وكان قد أَصابه بعض ذلك، فالضَّمان هو الداء نفسه، ومعنى الحديث: أَن يَكْتَتِبَ الرجلُ أَنَّ به زمانة ليتخلف عن الغزو ولا زمانة به، وإنما يفعل ذلك اعتلالاً، ومعى يَكتتِب يأْخذ لنفسه خطّاً من أَمير جيشه ليكون عذراً عن واليه. الفراء: ضَمِنَتْ يدُه ضَمانة بمنزلة الزمانة. ورجل مَضْمون اليد: مثل مَخْبون اليد. وقوم ضَمْنى أَي زَمْنى. الجوهري: والضُّمْنة، بالضم، من قولك كانت ضُمْنةُ فلان أَربعة أَشهر أَي مَرَضُه. وفي حديث ابن عُمَير: مَعْبوطةٌ غيرُ ضَمِنةٍ أَي أَنها ذبحت لغير علة. وفي الحديث: أَنه كان لعامر بن ربيعة ابن أَصابته رَمْيةٌ يومَ الطائف فضَمِنَ منها أَي زَمِنَ. وفي الحديث: كانوا يَدْفعون المفاتيح إلى ضَمْناهم ويقولون: إن احتجتم فكُلوا؛ الضَّمْنى: الزَّمْنى، جمع ضَمِنٍ. والضَّمانةُ: الحُبُّ؛ قال ابن عُلَّبة: ولكـن عَرتْنـي مـن هَـواكِ ضَمانةٌ، كما كنتُ أَلقى منكِ إذ أَنا مُطْلقُ. ورجل ضَمِنٌ: عاشق. وفلان ضَمِنٌ على أَهله وأَصحابه أَي كلٌّ؛ أَبو زيد: يقال فلان ضَمِنٌ على أَصحابه وكَلٌّ عليهم وهما واحد. وإني لفي غَفَلٍ عن هذا وغُفُولٍ وغَفْلة بمعنى واحد؛ قال لبيد: يُعْطـي حُقوقاً على الأَحساب ضامِنةً، حـتى يُنَـوِّرَ فـي قُرْيـانِه الزَّهَرُ. كأَنه قال مضمونة؛ ومثله: أَناشــِرَ لا زالَـتْ يَمينُـك آشـِرَه. يريد مأْشورة أَي مقطوعة. ومثله: أَمْرٌ عارفٌ أَي معروف، والراحلةُ: بمعنى المَرْحولة، وتطليقة بائنة أَي مُبانة. وفَهِمْت ما تضَمَّنه كتابك أَي ما اشتمل عليه وكان في ضِمْنه. وأَنفَذْتُه ضِمْن كتابي أَي في طَيّه.
المعجم: لسان العرب خَلع
المعنى: خَلع الخَلْعُ، كالمَنْعِ: النَّزْعُ، إِلاَّ أَنَّ فِي الخَلْعِ مُهْلَةً، قَالَهُ اللَّيْثُ. وسَوَّى بَعْضُهُمْ بَيْنَ الخَلْعِ والنَّزْعِ. يُقَالُ: خَلَعَ الشَّيْءَ يَخْلَعَهُ خَلْعاً، وخَلَعَ النَّعْلَ والثَّوْبَ والرِّدَاءَ يَخْلَعُهُ خَلْعاً: جَرَّدَهُ. وَفي الصّحاح: خَلَعَ ثَوْبَهُ ونَعْلَهُ وقَائدَهُ خَلْعاً، قَالَ ابنُ فارِسٍ: وَهَذَا لَا يَكادُ يُقَالُ إِلاَّ فِي الدُّونِ يُنْزِلُ مَن هُوَ أَعْلَى مِنْهُ، وإِلاّ فلَيْسَ يُقَالُ: خَلَعَ الأَمِيرُ وَالِيَهُ عَلَى بَلَدِ كَذا، أَلا تَرَى أَنَّهُ إِنَّمَا يُقَالُ: عَزَلَهُ. والخَلْعُ: لَحْمٌ يُطْبَخُ بالتَّوابِلِ ثُمَّ يُجْعَلُ فِي القَرْف، وَهُوَ وِعَاءٌ مِن جِلْدٍ، كَمَا فِي الصّحاح. أَو هُوَ القَدِيدُ المَشْوِيُّ، ويُقَالُ: بَل القَدِيدُ يُشْوَى فيُجْعَلُ فِي وِعَاءٍ بإِهَالَتهِ، قَالَهُ اللَّيْثُ، وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هُوَ اللَّحْمُ يُخْلَعُ عَظْمُهُ، ثَمَّ يُطْبَخُ ويُبَزَّرُ ويُجْعَلُ فِي الجِلْدِ ويُتَزَوَّدُ بِهِ فِي الأَسْفَارِ. ومِن المَجَازِ: الخُلْعُ، بالضَّمِّ: طَلاَقُ المَرْأَةِ ببَدَلٍ مِنْهَا. هكَذَا بالدّالِ المُهْمَلَةِ المَفْتُوحَة فِي سائِرِ النُّسَخِ، وَفِي الصّحاح: ببَذْلٍ لَهُ مِنْهَا، بالذّالِ المُعْجَمَةِ السّاكِنَةِ، أَو مِنْ غَيْرِهَا، كالمُخَالَعَةِ والتَّخَالُعِ. وقَدْ خَلَعَ امْرَأَتَه خَلْعاً، وَعَلَيْه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ زادَ غَيْرُهُ: وخِلاَعاً، بالكَسْرِ، اخْتَلَعَتْ هِيَ مِنْه اخْتِلاعاً، فَهِيَ مُخْتَلِعَةٌ. وخَالَعَتْهُ: أَرَادَتْهُ على ذلِكَ والاسْمُ الخُلْعَةُ، بالضَّمِّ. والخَالِعُ: كُلُّ مِن المُتَخَالِعَيْنِ. وأَنْشَدَ ابْن الأَعْرَابِيُّ شَاهِداً للخِلاع بالكَسْر: (مُولَعَاتٌ بِهاتِ هَاتِ فإِنْ شَفَّ ... رَ مالٌ أَرَدْنَ مِنْكَ الخِلاَعَا) شَفَّرَ مالٌ: قَلَّ. وقَالَ الأَزْهَرِيُّ: خَلَعَ امْرَأَتُهُ وخَالَعَهَا، إِذا افْتَدَتْ مِنْهُ بِمَالِهَا، فطَلَّقَهَا، وأَبَانَهَا مِن نَفْسِهِ، وسُمِّيَ ذلِكَ الفِرَاقُ خَلْعاً، لأَنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ النِّسَاءَ لِبَاساً للرِّجالِ، والرِّجَالُ لِبَاساً لَهُنَّ، فقالَ: هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وأَنْتُم لِبَاسٌ لَهُنَّ. وَهِي ضَجِيعُهُ وضَجِيعَتُهُ، فإِذا افْتَدَتِ المَرْأَةُ بمَالٍ تُعطِيهِ زَوْجَها لِيُبِينَها مِنْهُ، فأَجَابَها إِلَى ذلِكَ فقَدْ بانَتْ مِنْهُ، وخَلَعَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُما لِبَاسَ صَاحِبِهِ، والاسْمُ مِنْ كُلِّ ذلِكَ الخُلْعُ، والمَصْدَرُ الخَلْعُ، قالَ ابْنُ الأَثِير: وفائدَةُ الخَلْعُ إِبطالُ الرَّجْعَةِ إِلاَّ بعَقْدٍ جَدِيدٍ، وَفِيه عِنْدَ الشّافِعِيّ خِلاَفٌ: هَلْ هُوَ فَسْخٌ أَو طَلاقٌ وقَدْ يُسَمَّى الخُلْعُ طَلاقاً. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ،) رِضَيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ امْرَأَةً نَشَزَتْ على زَوْجِهَا، فقالَ عُمَرُ: اخْلَعْهَا أَيْ طَلِّقْها واتْرُكْهَا. والخَالِعُ: البُسْرَةُ النَّضِيجَةُ، يقالُ: بُسَرَةٌ خالِعٌ وخَالِعَةٌ، إِذا نَضِجَتْ كُلُّهَا. والخَالِعُ مِنَ الرُّطَب: المُنْسِبِتُ، لأَنَّهُ يَخْلَع قِشْرَهُ، مِن رُطُوبَتِهِ. وبَعِيرٌ خَالِعٌ: لَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يَثُورَ إِذا جَلَسَ الرَّجُلُ علَى غُرَابِ وَرِكِهِ، وقِيلَ: إِنَّمَا ذلِكَ لانْخِلاعِ عَصَبَةِ عُرْقُوبِهِ. والخَالِعُ: السَّاقِطُ الهَشِيمُ من الشَّجَرِ، عَن الأَصْمَعِيّ، وقِيلَ: الخَالِعُ من العِضَاةِ: مَا لَا يَسْقُطُ وَرَقُه أَبَداً. والخَالِعُ: الْتِواءُ العُرْقُوبِ، قِيلَ: هُوَ داءُ يَأْخُذُ عُرْقُوبَ النَّاقَةِ. ويُقَالُ: خُلِعَ، كَعُنىَ: أَصابَهُ ذلِكَ، أَي الخالِعُ. وخَلَعَ السُّنْبُلُ، كمَنَعَ، خَلاَعَةً: صارَ لَهُ سَفاً. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وخَلَعَ الغُلامُ: كَبُرَ زُبُّهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ. ومِن المَجَازِ: كانَ فِي الجاهِلِيَّةِ إِذا قَالَ قَائِلٌ مُنَادِياً فِي المَوْسِمِ: يَا أَيُّهَا النّاسُ: هذَا ابْنِي قَدْ خَلَعْتُهُ وذلِكَ لارلبفقإِذا خافَ مِنْهُ خُبْثاً أَو خِيَانَةً زادَ: أَو مَنْ هُوَ بِسَبِيلٍ مِنْهُ، فيَقُولُونَ: إِنّا قَدْ خَلَعْنَا فلَانا، أَيْ فإِنْ جَرَّ لَمْ أَضْمَنْ، وإِنْ جُرَّ عَلَيْهِ لَمْ أَطْلُبْ، يُرِيدُ: تَبَرَّأْتُ مِنْهُ، وكانَ لَا يُوْخَذُ بَعْدُ بجَرِيرَتهِ. وَهُوَ خَلِيعٌ بَيِّنُ الخَلاَعَةِ ومَخْلُوعٌ عَن نَفْسِهِ، وقِيلَ: هُوَ المَخْلُوعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَقد خَلُعَ: كَكُرَمَ، خَلاعَةً: صارَ خَلِيعاً خَلَعَهُ أَهْلُهُ، فإِنْ جَنَى لَمْ يُطَالَبُوا بجِنَايَتِهِ. والخُلَعَاءُ: جَمَاعَتُهُمْ، أَيْ جَمْعُ خَلِيعٍ، ككَرِيمٍ وكُرَمَاءِ. وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخُلَعَاءُ: بَطْنٌ مِنْ بَنِي عامِرِ بنِ صَعْصَعَةَ. قالَ السَّمْهَرِيّ العُكْلِيّ: (فلَوْ كُنْت من رَهْطِ الأَصَمِّ بنِ مالِكٍ ... أَو الخُلَعَاءِ أَوْ زُهَيْرِ بَنِي عَبْسِ) (إِذَنْ لَرَمَتْ قَيْسٌ وَرَائِيَ بِالحَصَى ... وَمَا أُسْلِمَ الجانِي لِمَا جَرَّ بالأَمْسِ) وقَالَ ابنُ الكَلْبِيّ: فوَلَدَ رَبِيعَةُ ابنُ عُقَيْل رِياحاً وعَمْراً وعَامِراً وعُوَيْمِراً وكَعْباً، وهُمُ الخُلعاءُ، كانُوا لَا يُعْطُونَ أَحَداً طَاعَةً، واُمُّهم أُمُّ أُناسٍ بِنْتُ أَبِي بَكْرِ بنِ كِلابٍ. والخَلِيعُ، كأَمِيرٍ: الصَّيّاد، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقالَ الصّاغَانِيُّ: سُمِّيَ بِهِ لانْفِرادِهِ. ويُرْوَى لامْرِئ القَيْسِ، وَهُوَ لَتأَبَّطَ شَرّاً: (ووَادٍ كجَوْفِ العَيْرِ، جَاوَزْتُ بَطْنَهُ ... بِه الذِّئْبُ يَعْوِي كالخَليعِ المُعَيَّلِ) والمُعَيَّل: الَّذِي قَصَّر مالُهُ وعَلَيْهِ عِيَالٌ. ويُقَالُ: الخَلِيعُ هُنَا الشّاطِرُ، وهُوَ مَجَازٌ، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ خَلَعَتْهُ عَشِيرَتُه، وَتَبَرَّؤُوا مِنْهُ، أَوْ لأَنَّه خَلَعَ رَسَنَهُ. ويُقَالُ: خُلِعَ مِن الدِّينِ والحَيَاءِ، وَهِي بِهاءِ. والخَلِيعُ: الغُولُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، أَيْ لخُبْثِهِ، وَهُوَ مَجَازٌ. والخَلِيعُ: الذِّئْبُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، كالخَيْلعِ، كحَيْدَر، نَقَلَه الصّاغَانِيّ. والخَلِيعُ: القِدْحُ الَّذِي لَا يَفُوزُ أَوَّلاً، كَمَا فِي الصّحّاحِ، ونَقَلَه كُرَاعَ. قالَ: وجَمْعُهُ خِلْعَةٌ: وَقَالَ غَيْرُهُ: هُوَ القِدْحُ الفَائزُ أَوّلاً، كَمَا نَقَلُهُ صاحِبُ اللِّسَان) والصّاغَانِيّ. وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخَلِيعُ: المُقَامِرُ المُرَاهِنُ فِي القِمارِ، وأَنْشَدَ: كَمَا ابْتَرَكَ الخَلِيعُ عَلَى القِدَاحِ قُلْتُ: هكَذَا هُوَ فِي الجَمْهَرَةِ، ونَقَلَهُ الصّاغَانِيّ أَيْضاً هكَذَا، ولَمْ يَذْكُرَا صَدْرَهُ، والشاعِرُ يَصِفُ جَمَلاً وأَوَّلُه. يَعُزُّ عَلَى الطَّرِيقِ بمَنْكِبَيْهِ يَقُولُ: يَغْلِبُ هَذَا الجَمَلُ الإِبِلَ عَلَى لُزُومِ الطَّرِيق، فشَبَّهَ حِرْصَهُ علَى لُزُومِ الطَّرِيق وإِلْحاحَهُ عَلَى السَّيْرِ بحِرْص هَذَا الخَلِيع عَلَى الضَّرْبِ بالقِدَاحِ، لَعَلَّه يَسْتَرْجِعُ بَعْضَ مَا ذَهَبَ مِنْ مالِهِ. والخَلِيعُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ. يُقَالُ: هُوَ يَكْسُوهُ من خَلِيعِه. والخَلِيعُ: لَقَبُ أَبِي عَبْدِ اللهِ الحُسَيْنِ بنِ الضَّحَّاكِ الشَّاعِر المُحْسِن، كانَ فِي المَائَةِ الثَالِثَةِ. وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الخَلِيعُ: رَجُلٌ رَئِيسٌ مِنْ بَنِي عامِرٍ كانَ لَهُ خَطَرٌ فيهم، وأَنْشَدَ: (إِنَّ الخَلِيعَ ورَهْطَهُ مِنْ عامِرٍ ... كالقَلْبِ أُلْبِسَ جُؤْجُؤاً وحَزِيماً) وخُلَيْعٌ، كزُبَيْرٍ: جَدُّ وَالِدِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيّ بنِ مُحَمَّدِ ابنِ جَعْفَرٍ القَلاَنِسِيّ المُقْرِي شيخ أَبِي الحَسَن الحماميّ، ضَبَطَه أَبُو حَيّان، قَالَه الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ. والخَلَعْلَعُ، كسَفَرْجَلٍ: الضَّبُعُ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، وقَدْ تَقَدَّمَ عَنْهُ أَيْضاً فِي الجِيم: جَلَعْلَعَة: مِنْ أَسماءِ الضِّبَاع، فهُمَا لُغَتَانِ، أَوْ أَحَدُهُما تَصْحِيفٌ عَن الآخَرِ، فتَأَمَّلْ. والخُلاَعُ، كغُرَابٍ: شِبْهُ خَبَلٍ وجُنُونٍ يُصِيبُ الإِنْسَانَ، وقيلَ: هُوَ الضَّعْفُ والفَزَعُ. والخَيْلَع، كصَيْقَلٍ: القَمِيصُ بلاَ كُمٍّ، ونَصّ أَبِي عَمْروٍ فِي النَّوَادِرِ: لَا كُمَّيْ لَهُ، كالخَيْعَلِ. والخَيْلَعُ: الفَزَعُ يَعْتَرِي الفُؤادَ، مِنْهُ الوَسْوَاسُ والضَّعْفُ، كَأَنَّهُ مَسٌّ، كالخَوْلَع، كجَوْهَر، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، قالَ ومِنْهُ قَوْلُ جَرِيرٍ: (لَا يُعْجِبَنَّكَ أَنْ تَرَى بمُجَاشِعٍ ... جَلَدَ الرِّجَالِ، وَفِي الفُؤَادِ الخَوْلَعُ) وَهُوَ مجازٌ. وخَيْلَع: ع، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ. والخَيْلَعُ: الذِّئْبُ، كالخَلِيعِ وَهَذَا قَدْ تَقَدَّمَ للْمُصَنِّفِ، فَهُوَ تَكْرَارٌ. والخَوْلَعُ، كجَوْهَرٍ: المُقَامِرُ المَجْدودُ الَّذِي يُقْمِرُ أَبَداً، أَيْ فِي مالِهِ وَهُوَ مَجَازٌ. والخَوْلَعُ: الغُلامُ الكَثِيرُ الجَنَايَاتِ، وَهُوَ الَّذِي قَدْ خَلَعَهُ أَهْلُهُ، فإِنْ جَنَى لَمْ يُطْلَبُوا بِجِنايَتِهِ، كَمَا تَقَدَّم، فَهُوَ تَكْرَارٌ. والخَوْلَعُ: الأَحْمَقُ مِن الرِجالِ. والخَوْلَعُ: الدَّلِيلُ الماهِرُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ. والخَوْلَعُ: الذِّئْبُ. والغُولُ، كالخَيْلَعِ فيهمَا. وخَلَعَتِ العِضَاهُ: أَوْرَقَتْ وكذلِكَ الشِّيخُ، عَن ابنِ) الأَعْرَابِيّ. ويُقَالُ: خَلَعَ الشَّجَرُ، إِذا أَنْبَتَ وَرَقاً طَرِيّاً، وقِيلَ: خَلَعَ، إِذا سَقَطَ وَرَقُه، كأَخْلَعَتْ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ، ونَصُّه: أَخْلَعَ الشِّيخُ، إِذا أَوْرَقَ، مِثْلُ خَلَعَ. والخِلْعَةُ، بِالكَسْرِ: مَا يُخْلَعُ عَلَى الإِنْسَانِ مِن الثِّيَابِ، طُرِحَ عَلَيْهِ أَوْ لَمْ يُطْرَحْ، وكُلُّ ثَوْبٍ تَخْلَعُه عَنْكَ: خِلْعَةٌ، وخَلَعَ عَلَيْهِ خِلْعَةً. قالَ المُصَنِّفُ فِي البَصَائِرِ: وإِذا قِيلَ: خَلَعَ فُلانٌ على فُلان كَانَ مَعْنَاهُ أَعْطَاهُ ثَوْباً، واسْتُفِيدَ مَعْنَى العَطَاءِ مِن هِذه اللَّفْظَةِ بِأَنْ وُصِلَ بِهِ لَفْظَةُ عَلى لَا مِنْ مُجَرَّدِ الخَلْعِ. والخِلْعَةُ: خِيَارُ المَالِ، ويُضَمَّ. وذَكَرَ الوَجْهَيْنِ الصّاغانِيّ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلَى الضَّمِّ، قالَ: ويُنْشَد قَوْلُ جَرِيرٍ بالضَّمِّ: (مَنْ شاءَ بايَعْتُهُ مَالِي وخُلْعَتَه ... مَا تَكْمُلُ التَّيْمُ فِي دِيوَانِهِم سَطَرَاً) هكَذَا هُوَ فِي الصّحاح، قالَ الصّاغَانِيّ: والرِّوَايَةُ مَا تَكْمُلُ الخُلْجُ فإِنَّ جَرِيراً يُهْجُوهُم، وهُمْ من بَنِي قَيْسِ بنِ فِهْرٍ، مِنْ قُرَيْش. وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: وسُمِّيَ خِيَارُ المالِ خُلْعَةً وخِلْعَةً لأَنَّهُ يَخْلَعُ قَلْبَ الناظِرِ إِلَيْهِ، وأَنْشَدَ الزَّجّاجُ: (وكَانَتْ خُلِعَةً دُهْساً صَفَايَا ... يَصُورُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ) يَعْنِي المِعْزَى أَنَّهَا كانَتْ خِياراً، وخُلْعَةُ مالِه: مُخْرَتُه، كَمَا فِي اللِّسَان. وأَخْلَعَ السُّنْبُلُ: صارَ فِيهِ الحَبُّ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ. وأَخْلَعَ القَوْمُ: وَجَدُوا الخَالِعَ مِن العِضَاهِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ. والمُخَلَّعُ الأَلْيَتَيْنِ مِن الرِّجَال كمُعَظَّمٍ: المُنْفَكُّهُمَا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. ومِنْهُ التَّخْلِيعُ، وَهِي مَشْيُهُ، أَيْ المُتَفَكِّك يَهُزُّ مَنْكِبَيْه ويَدَيْه ويُشِيرُ بهما. وَفِي الصّحاح: التَّخْلِيعُ فِي بابِ العَرُوضِ: قَطْعُ مُسْتَفِعِلُنْ فِي عَرُوضِ البَسِيطِ وضَرُبِهِ جَمِيعاً، فُيُنْقَلُ إِلى مَفْعُولُنْ. والمُخَلَّع، كمُعَظَّم: بَيْتُهُ. وَفِي اللِّسَانِ: المُخَلَّعُ مِن الشِّعْرِ: مَفْعُولُنْ فِي الضَّرْبِ السادِسِ من البَسِيط، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّهُ خَلِعَتْ أَوْتَادُه فِي ضَرْبِهِ وعَرُوضِهِ، إِلاّ أَنَّ اسْمَ التَّخْلِيعِ لَحِقَهُ بقَطْعِ نُونِ مُسْتَفْعلن، لأَنَّهما من البَيْتِ كاليَدَيْنِ، فكَأَنَّهُمَا يَدَانِ خُلِعَتا مِنْهُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ شاهِدَهُ: (مَا هَيَّجَ الشَّوْقَ مِنْ أَطْلالٍ ... أَضْحَتْ قِفَاراً كوَحْيِ الوَاحِي) وأَنْشَدَ اللَّيْثُ قَوْلَ الأَسْوَدِ بنِ يُعْفُر: (مَاذَا وُقُوفِي عَلَى رَسْمٍ عَفَا ... مُخْلَوْلِقٍ دارسٍ مُسْتَعْجِمِ) وأَنْشَدَ أَيْضاً:) (قل لِلْخَلِيل إِنْ لَقِيتَه ... مَاذَا تَقُولُ فِي المُخلَّعِ) قالَ اللَّيْثُ: والمُخَلَّعُ: الرَّجُلُ الضَّعِيفُ الرِّخْوُ، قِيلَ: ومِنْهُ أُخِذَ المُخَلَّع من الشِّعْر. والمُخَلَّعُ مِن الناسِ: مَنْ بِهِ شِبْهُ هَبْتَةٍ، أَو مَسٍّ. والهَبْتَةُ: ذَهَابُ العَقْلِ، وَقد ذُكِرَ فِي مَوْضِعِهِ. وامْرَأَةٌ مُخْتَلِعَةٌ: شَبِقَةٌ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ. وَفِي نَوَادِرِ الأَعْرَابِ: اخْتَلَعُوهُ، أَي أَخَذُوا مَالَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. وتَخَالَعُوا: نَقَضُوا الحِلْفَ والعَهْدَ بَيْنهُم وتَنَاكَثُوا، وَهُوَ مَجَاز. وَفِي حَدِيث عُثْمانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كانَ إِذا أُتِيَ بالرَّجُلِ الَّذِي قَدْ تَخَلَّعَ فِي الشَّرَابِ المُسْكِرِ جَلَدَهُ ثَمَانِينَ. أَي انْهَمَكَ فِي مُعَاقَرَتِهِ، أَوْ بَلَغَ بِهِ الثَّمَلُ إِلَى أَن اسْتَرْخَت مَفاصِلُه. وتَخَلَّعَ فِي المَشْي: تَفَكَّكَ وذلِكَ إِذَا هَزَّ مَنْكِبَيْهِ وَيَديه، وأَشَارَ بِهِمَا، وَهُوَ مَجَازٌ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: الاخْتِلاَعُ: الخَلْعُ. وقَوْلُه تَعَالَى فَاخْلَعْ نعَلَيْكَ قِيلَ: هُوَ عَلَى ظاهِرِهِ، لأَنَّهُ كانَ مِن جلْدِ حِمَار مَيِّتِ، وقِيلَ: هُوَ أَمْرٌ بالإِقَامَةِ والتَّمَكُّن، كَمَا تَقُول لِمَنْ رُمْتَ أَنْ يَتَمَكَّنَ: أَنْزَعْ ثَوْبَكَ وخُفَّكَ، ونَحْو ذلِكَ، وهُوَ مَجَازٌ، وَهُوَ قُوْلُ الصُّوفِيَّةِ. وانْخَلَعَ مِن مالِهِ: إِذَا خَرَجَ منْهُ جَمِيعِهِ، وعُرِّيَ مِنْهُ كَما يُعَرَّى الإِنْسَانُ إِذا خَلَعَ ثَوْبَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ. وخَلَعَ الرِّبْقَةَ مِن عُنُقِه، إِذا نَقَضَ عَهْدَهُ، وَهُوَ مَجَازٌ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: مَنْ خَلَعَ يَداً مِن طاعَةٍ لَقِيَ اللهَ لَا حُجَّةَ لَهُ أَيْ مَنْ خَرَجَ مِن طَاعَةِ سُلْطَانِهِ، وعَدَا عَلَيْه بالشَّرِّ. قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ مِنْ خَلَعْتُ الثَّوْبَ، إِذَا أَلْقَيْتَهُ عَنْكَ، شَبَّهَ الطّاعَةَ واشْتِمَالَهَا عَلَى الإِنْسَانِ بِهِ، وخَصَّ اليَدَ لأَنَّ المُعَاهَدَةُ والمُعَاقَدَةَ بِهَا. ومِن المَجَازِ أَيْضاً: خَلَعَ دابَّتَهُ خَلْعاً، وخَلَّعَها: أَطْلَقَها مِن قَيْدِها، وكذلِكَ خَلَعَ قَيْدَهُ، قَالَ: (وكُلّ أُناسٍ قارَبُوا قَيْدَ فَحْلِهِمْ ... ونَحْنُ خَلَعْنَا قَيْدَهُ فهوَ سارِبُ) ومِنْ مَجَازِ المَجَازِ: خَلَعَ عِذَارَه: إِذا أَلْقَاهُ عَنْ نَفْسِهِ، فعَدَا بشرٍّ عَلَى النّاسِ لَا زَاجِرَ لَهُ، قالَ: (وأُخْرَى تَكَاءَدُ مَخْلُوعَة ... عَلَى النّاسِ فِي الشَّرِّ أَرْسَانُهَا) ومِنْهُ قُوْلُهُمْ للأَمْرَدِ: خَالِعُ العِذَارِ، وَهُوَ من مَجَازِ مَجَازِ المَجَازِ، والعَوَامُّ يَقُولُونَ: خَالِي العِذَارِ. ومِن المَجَازِ أَيْضاً: خَلَعَ الوَالِي العامِلَ، وخُلِعَ الخَلِيفَةُ، وقِيلَ للأَمِين: المَخْلُوعُ، كَما فِي الأَسَاسِ. وخُلِعَ الوَالِي، أَيْ عُزِلَ، كَمَا فِي الصّحاح وقالَ ابْنُ الأَثِيرِ: سُمِّيَ الخَلْعُ والخَلِيعُ هُنَا اتِّساعَاً، لأَنَّهُ قد لَبِسَ الخَلافةَ والإِمَارَةَ ثمَّ خَلَعَها. وَمِنْه حدِيثُ عُثْمَانَ: وإِنَّكَ تُلاصُ عَلَى خَلْعِهِ أَرادَ الخِلاَفَةَ وتَرْكها وَقد ذُكِرَ فِي ل وص، ومِنَ الغَرِيبِ: كُلُّ سَادِسٍ مَخْلُوعٌ، كَمَا نَبَّه عَلَيْه الدَّمِيرِيّ وغَيْرهُ. والمُخْتَلِعَات: النِّسَاءُ اللَّوَاتِي يُخَالِعْن أَزْوَاجَهُنَّ مِنْ غَيْرِ مُضَارَّةٍ مِنْهُم، وَهُوَ) مَجَازٌ. والمُخَالِعُ: المُقَامِر. قَالَ الخزّار بنُ عَمْروٍ يُخَاطِبُ امْرَأَتَه: (إِنَّ الرَّزِيَّةَ مَا أُلاكِ إِذَا ... هَرَّ المُخَالِعُ أَقْدُحَ اليَسْرِ) نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَفِي الأَسَاسِ: خالَعَهُ: قَامَرَهُ، لأَنَّ المُقَامِرَ يَخْلَعُ مَالَ صَاحِبهِ، وهومَجَازٌ. وَفِي اللِّسَانِ: المَخْلُوعُ: المَقْمُورُ مَالَهُ: كالخَلِيعِ. والخَلِيعُ: المُسْتَهْتَرُ بالشُّرْبِ واللَّهْوِ. والخَلِيعُ: الخَبِيثُ. وَخَلُعَ خَلاعَةً فَهُوَ خَلِيعٌ: تَبَاعَدَ. والخَلِيعُ: المُلازِمُ للقِمَارِ. ورَجُلٌ مَخْلُوعُ الفُؤادِ، إِذا كَانَ فَزِعاً. وجُبْنٌ خالِعٌ: أَيْ شَدِيدٌ، كَأَنَّهُ يَخْلَعُ فُؤَادَهُ مِنْ شِدَّةِ خَوْفِهِ. قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ مَجَازٌ فِي الخَلْعِ، والمُرَادُ بِهِ مَا يَعْرِضُ من نَوَازِعِ الأَفْكَارِ، وضَعْفِ القَلْبِ عِنْدَ الخَوْفِ. والخَوْلَعُ: دَاءُ يَأْخُذُ الفِصَالَ. ورَجُلٌ خَيْلَعٌ: ضَعِيفٌ. وفِيهِ خُلْعَةٌ، بالضَّمِّ، أَيْ ضَعْفٌ. والخَلْعُ، بالفَتْحِ والتَّحرِيكِ: زَوالُ المِفْصَلِ من اليَدِ أَو الرِّجْلِ مِنْ غَيْرِ بَيْنُونَةٍ. وخَلَعَ أَوْصَالَهُ: أَزالَها. والخَلِيعُ: اللَّحْمُ تُخْلَعُ عِظَامُهُ ويُبَزَّرُ وَيرْفَع. والخَوْلَعُ: الهَبِيدُ حِينَ يُهْبَدُ حِتَّى يَخْرُجَ سَمْنُه، ثُمَّ يُصَفَّى، فيُنَحَّى، ويُجْعَلُ عَلَيْه رَضِيضُ التَّمْرِ المَنْزُوعِ النَّوَى، والدَّقيقُ، ويُسَاطُ حَتَّى يَخْتَلِطَ، ثُمَّ يُنْزَلُ ويُوضَعُ، فإِذا بَرَدَ أُعِيدَ عَلَيْه سَمْنُهُ. وقِيلَ: الخَوْلَعُ: الحَنْظَلُ المَدْقُوقُ والمَلْتُوتُ بمَا يُطَيِّبُهُ ثُمَّ يُؤْكَلُ، وَهُوَ المُبَسَّلُ. والخَوْلَعُ: اللَّحْمُ يُغْلَى بالخَلِّ، ثُمَّ يُحْمَلُ فِي الأَسْفَارِ. وتخلَّعَ الْقَوْم: تَسَلَّلُوا وذَهَبُوا. عَنْ ابنِ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ: (ودَعَا بَنِي خَلَفٍ فبَاتُوا حَوْلَهُ ... يَتَخَلَّعُونَ تَخَلُّعَ الأَجْمَالِ) والخَالِعُ: الجَدْيُ. والخَيْلَعُ: الزَّيْتُ، عَن كُرَاع، هكَذَا فِي اللِّسَان إِنْ لَمْ يَكُنْ مُصَحَّفاً عَن الذِّئْبِ. والخَيْلَعُ: القُبَّةُ مِنَ الأَدَمِ. وقِيلَ: الخَيْلَعُ: الأَدَمُ عَامَّةً، قَالَ رُؤْبَةُ: نَفْضاً كنَفْضِ الرِّيحِ تُلْقِي الخَيْلَعَا وأَخْلَعَ القَوْمُ: قَارَبُوا أَنْ يُرْسِلُوا الفَحْلَ فِي الطَّرُوقَةِ. والخَلِيعَةُ: الخَلاعَةُ. ومِنَ المَجَازِ: نَخْلَعُ ونَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ، أَي نَتَبَرَّأُ مِنْهُ. ورَجُلٌ مُخَلَّعُ، كمُعَظَّمٍ: مَجْنُونٌ، وبِهِ خَوْلَعٌ، كأَوْلَق، وَهُوَ مَجَازٌ. والقَاضِي أَبُو الحُسَيْن عَلِيّ ابنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَيْنِ الخِلْعَيّ المِصْرِيّ الشافِعِيّ، بكَسْرِ الخاءِ وسُكُونِ الَّلامِ، صاحِبُ الفَوَائِدِ المَعْرُوفَة بالْخِلْعِيّاتِ، وقَدْ وَقَعَتْ لَنَا مِنْ طَرِيقِ ابْنِ عَزَيزٍ عَنْهُ، قِيلَ: لأَنَّهُ كانَ يَبِيعُ خِلَعَ المُلُوكِ. وأَيْضاً ابْنُه الحَسَنُ: حَدَّثَ. وبالضَّمِّ الأَعَزُّ بنُ عَلِيٍّ الخُلَعِيِّ عَن ابْنِ السَّمَرْقَنْدِيّ، ذَكَرَهُ ابنُ نُقْطَةَ، وقالَ: كانَ يَبِيعُ الثِّيَابَ الخَلِيعَة، أَي القَدِيمَة.
المعجم: تاج العروس