بَرَأ

المعنى: 

تقول: بَرِئتُ إليك من كذا: أي أنا بريٌ منه فلا عتبَ لكَ عليَّ، كقول النبي -صلّى اللّهُ عليهِ وسَلَّم- مُنْصَرَفَ خالد بن الوليد -رضي اللّه عنه- من بني جَذيمَةَ: «اللهمَّ إنيّ أبْرأُ إليكَ ممّا صنعَ خالدٌُ اللهُمَّ إني أَبرأُ إليكَ ممّا صنعَ خالدٌ، قالها مرَّتَينْ»، وذلك أنَّه لمّا غشيهم جَعَلوا يقولون صَبَأْنا صَبَأْنا أرادوا أسْلَمنا، وذلك أنَّ الكفّار كانوا يقولون للنَّبي -صلّى اللّه عليه وسلم-: الصّابِئ، وجعل خالد يقتُلُ ويأسِرُ، فلمّا بلَغَ النبيَّ -صلّى اللّه عليه وسلَّم-ما فعلَ رفعَ يدَيْه وقال، أراد: لم أَ أْمُرْه به ولم أرْضَ إذ بَلَغني. ؛ ويقال: برئتُ منك ومن الدُّيون والعيوب براءةً. ؛ وبرئتُ من المرض بُرْءً -بالضمّ-، وأهل الحجاز يقولون: بَرَأْتُ من المرض بَرْءً-بالفتح-، ويقول كُلُهم في المستَقْبَل: يبْرَأُ بفتح الراء، وقال الزَّجاجُ: وقد رَوَوا: برأتُ من المرض أبرُؤ بُرْءَ، قال: ولم يجيء فيما لامُه همزةٌ فَعَلْتُ أفْعُلُ، أراد: فيما لا مُهمزةٌ وفاؤه وعينهُ صحيحتانِ، قال: وقد استقصى العلماءُ باللُّغة هذا فلم يجِدوا إلاّ في هذا الحرف. ويقال أصبحَ فلانٌ بارئًا من مرضِه، وأبرَأَه اللهُ تعالى من المرض. ؛ وبَرَأ اللهُ الخلقَ بَرْءً -أيضًا-، وهو الباريءُ، والبَرِيَّةُ: الخلقُ؛ وقد تَرَكْتِ العرب همزها، وقرأ نافعٌ وابن ذكوانَ على الأصلِ قولَه تعالى: {خَيْرُ البَرِيئة} و{شَرُ البَرِيْئة}، وقال الفرّاءانْ أُخِذتِ البَرِيَّةُ من البرى وهو التراب فأصْلُها غيرُ الهَمْز. ؛ وأبْرأْتُه ممّا لي عليه، وَبرَّأْتُه تَبْرئةً. ؛ والبُرءةُ-بالضمِّ-: قُتْرةُ الصائد، والجمع بُرَأْ، قال الأعشى يصفُ الحمير ؛ فأوْرَدّها عَيْنًا من السيفِ رَيَّةً *** بها بُرَأْ مثلُ الفَسيل المُكمَّمِ ؛ وتَبَرَّأْتُ من كذا، وأنا بَرَاءٌ منه وخَلاءٌ منه، لا يُثَنَّيانِ ولا يُجْمَعان لأنَّهما مَصْدَران في الأصل مثل سَمِعَ سَمَاعًا، فاذا قلتَ:أنا بَريءٌ منه وخَليٌّ منه ثَنَّيْتَ وجَمَعتَ وأنَّثتَ وقلتَ في الجمع: نحنُ منه بُرَءآءُ مثلُ فَقيهٍ وفُقهاء؛ وبِراءٌ -أيضًا- مثلُ كَريم وكِرام؛ وأبْراءٌ مثلُ شَريف وأشْراف؛ وأبْرِياءُ مثلُ نَصيبٍ وأنصِباء؛ وبريئون؛ وامرأةٌ بَريئةٌ، وهُما بَريئتان، وهُنَّ بَريئات وبَرايا، ورَجُلٌ بَريءٌ وبُراءٌ مثلُ عَجيب وعُجاب. ؛ والبَرَاءُ -بالفتح-: أولُ ليلةٍ من الشَّهرِ سَمِّيَتْ بذلك لِتَبَرُّؤ القَمَر من الشمس، وقال أبو عمرو: البَرَاءُ: أولُ يومٍ من الشَّهر، وقد أبْرَأ: اذا دَخَلَ في البَرَاء. وأمّا ابن البَرَاء: فهو أولُ يومٍ في الشَّهْر، وهذا ينصُرُ القولَ الأول، وقد سَمَّوْا "13-ب" بَرَاءً. ؛ وبَارَأْتُ شَريكي: اذا فارَقْتَه. وبارَأَ الرَجُل امرأتَه. واسْتبْرَأتُ الجارِيَةَ. واسْتَبْرَأْتُ ما عندَكَ. ؛ والتركيب يدلّ على الخَلْق، وعلى التَّباعُد عن الشيء ومُزايَلَتِه.

المعجم: 

العباب الزاخر