المعجم العربي الجامع

الزبيع

المعنى: ـ الزَّبيعُ، كأَميرٍ: المُدَمْدِمُ في الغَضَبِ. ـ والزَّوْبَعَةُ: اسمُ شَيْطانٍ، أو رَئيسٌ للجِنِّ، ومنه سُمِّيَ الإِعْصارُ: زَوْبَعَةً، وأُمَّ زَوْبَعَةَ وأبا زَوْبَعَةَ، يقالُ: فيه شَيطانٌ مارِدٌ. والرَّوْبَعُ: للقَصِيرِ الحَقيرِ، بالراء المُهْمَلَةِ لا غيرُ، وتَصَحَّفَ على الجوهريِّ في اللُّغَةِ، وفي المَشْطورِ الذي أنْشَدَهُ مُخْتَلاًّ مُصَحَّفاً، قال: ومَن هَمَزْنا عِزَّهُ تَبَرْكَعا على اسْتِهِ زَوْبَعَةً أو زَوْبَعا (وهو لرُؤْبَةَ، والروايَةُ: ومَن هَمَزْنا عَظْمَهُ تَلَعْلَعَا ومن أبَحْنا عِزَّهُ تَبَرْكَعا على اسْتِهِ رَوْبَعَةً أو رَوْبَعا). ـ وزِنْباعٌ، كقِنْطارٍ: عَلَمٌ، وبهاءٍ: طَرَفُ الخُفِّ والنَّعْلِ. ـ وتَزَبَّعَ: تَغَيَّظَ، وعَرْبَدَ، وساءَ خُلُقُهُ، وداوَمَ على الكلامِ المُؤْذي، ولم يَسْتَقِمْ.
المعجم: القاموس المحيط

عسد

المعنى: عسد : (عَسَدَ يَعْسِدُ) ، أَهمَلَه الجوهريُّ، وَهُوَ من حدِّ ضَرَب: (سارَ) فِي الأَرضِ، هاكذا فِي سائرِ النُّسَخ، وَهُوَ تَصْحِيف قَبِيح، وَقع فِيهِ. وَذَلِكَ أَنَّ ابنَ دُرَيْدٍ قَالَ فِي الجمهرة) . والعَسْد  أَيضاً: البَبْر. فَصحَّفَه المصنِّف بالسَّيْرِ، ثمَّ اشتَقَّ مِنْهُ فِعْلاً فَقَالَ: عَسَد يَعْسِدُ، إِذا سَار. وَلم أَرَ لأَحدٍ من أَئِمَّةِ اللُّغَةِ ذِكْرَ العَسْدِ بِمَعْنى السَّيْر، وإِنما هُوَ البَبْر. فتأَمَّل، وأَنْصِفْ. (و) قَالَ ابنُ دُرَيْد: عَسَدَ (الحَبْلَ) يَعْسِدُه: (فَتَلَه فَتْلاً شَدِيداً (قَالَ: وهاذا هُوَ الأَصلُ فِي العَسْدِ. (و) عَسَدَ (جارِيَتَهُ) يَعْسِدها عَسْداً: (جامَعَها) لغةٌ فِي: عَزَدَ، عَن ابْن دُرَيْد. وَيُقَال: عَصَدَهَا وعَزَدَهَا. (والعِسْوَدُّ، كَقِثْوَلَ) ، أَي بكسْر فَسُكُون ففَتْح فتَشْديد الّلام: (العَضْرَفُوطُ) ، قالَه ابْن شُمَيْلٍ، قَالَ الأَزهريُّ والعَضْرَفوطُ (من العِظاءِ) ، وَلها قوائِمُ. (و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: العِسْوَدُّ والعِرْبَدِّ (الحَيَّةُ) . (و) العِسْوَدُّ: (القَوِيُّ الشَّدِيدُ) من الأَجْمَال والرِّجال، يُقَال: جَمَلٌ عِسْوَدٌّ: قَوِيٌّ شَدِيدٌ، وكذالك الرَّجُل. (و) العسْوَدَّةُ (بهاءٍ: دُوَيْبَّة بَيضاءُ) كأَنَّها شَحْمةٌ، تكون فِي الرَّمْلِ (يُشَبَّهُ بهَا بنانُ العَذارَى، ج: عَسَاوِدُ وعِسْوَدَّاتٌ، وتُكَنَّى بِنْتَ النَّقَا) أَي تُلَقَّب بِهِ. قَالَ شيخُنَا: وهاذا بِناءً على مَا اشْتَهَرَ عِنْد المتأَخِّرين من أَنَّ الكُنْيَةَ مَا صُدِّر بأَبٍ أَو أُمَ، أَو ابنٍ أَو بِنْت وإلَّا فالأَكْثَرُ من الأَقْدَمِين يُخَرِّجُون مثْل هاذا على اللَّقَبِ. قَالَ الأَزهَرِيُّ: بِنْتُ النُّقَا غيرُ العَضْرَفُوطِ، تُشْبِه السَّمَكَةَ. وَقيل: العِسْوَدَّةُ تُشْبِه الحُكَأَةَ، أَصغَرُ مِنْهَا، وأَدقُّ رأْساً، سَوْداءُ غَبْراءُ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: العَسْد: هُوَ البَبْر، نقلَه ابنُ دُرَيد. وَقَالَ الأَزهريُّ: وأَنا لَا أَعرِفه. والعسْوَدّ: دَسّاسٌ تكون فِي الأَنقاءِ. زتَفرَّقَ القَوْمُ عُسادَيَاتٍ، أَي فِي كُلِّ وَجْهٍ.
المعجم: تاج العروس

عصد

المعنى: عصد: الْعَصْدُ: اللَّيُّ ، عَصَدَ الشَّيْءَ يَعْصِدُهُ عَصْدًا فَهُوَ مَعْصُودٌ وَعَصِيدٌ: لَوَاهُ ، وَالْعَصِيدَةُ مِنْهُ ، وَالْمِعْصَدُ مَا تُعْصَدُ بِهِ. قَ الَ الْجَوْهَرِيُّ: وَالْعَصِيدَةُ الَّتِي تَعْصِدُهَا بِالْمِسْوَاطِ فَتُمِرُّهَا بِهِ ، فَتَنْقَلِبُ وَلَا يَبْقَى فِي الْإِنَاءِ مِنْهَا شَيْءٌ إِلَّا انْقَلَبَ. وَفِي حَدِيثِ خَوْلَةَ: فَقَرَّبْتُ لَهُ عَصِيدَةً هُوَ دَقِيقٌ يُلَتُّ بِالسَّمْنِ وَيُطْبَخُ ، يُقَالُ: عَصَدْتُ الْعَصِيدَةَ وَأَعْصَدْتُهَا ، أَيِ اتَّخَذَتْهَا. وَعَصَدَ الْبَعِي رُ عُنُقَهُ: لَوَاهُ نَحْوَ حَارِكِهِ لِلْمَوْتِ ، يَعْصِدُهُ عُصُودًا فَهُوَ عَاصِدٌ ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ ، يُقَالُ: عَصَدَ فُلَانٌ يَعْصُدُ عُصُودًا: مَاتَ ، وَأَنْشَدَ شَمِرٌ؛عَلَى الرَّحْلِ مِمَّا مَنَّهُ السَّيْرُ عَاصِدُ وَقَالَ اللَّيْثُ: الْعَاصِدُ هَاهُنَا الَّذِي يَعْصِدُ الْعَصِيدَةَ ، أَيْ يُدِيرُهَا وَيُقَلِّبُهَا بِالْمِعْصَدَةِ ، شَبَّهَ النَّاعِسَ بِهِ لِخَفَقَانِ رَأْسِهِ. قَالَ: وَمَن ْ قَالَ إِنَّهُ أَرَادَ الْمَيِّتَ بِالْعَاصِدِ فَقَدْ أَخْطَأَ. وَعَصَدَ السَّهْمُ: الْتَوَى فِي مَرٍّ وَلَمْ يَقْصِدِ الْهَدَفَ.؛وَفِي نَوَادِرِ الْأَعْرَابِ: يَوْمٌ عَطُودٌ وَعَطَوَّدٌ وَعَصَوَّدٌ ، أَيْ طَوِيلٌ. وَرَكِبَ فُلَانٌ عِصْوَدَّهُ ، أَيْ رَأْيَهُ ، وَعِرْبَدَّهُ إِذَا رَكِبَ ر َأْيَهُ. وَالْعَصْدُ وَالْعَزْدُ: النِّكَاحُ ، لَا فِعْلَ لَهُ. وَقَال كُرَاعٌ: عَصَدَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ يَعْصِدُهَا عَصْدًا وَعَزَدَهَا عَزْدًا: نَكَحَهَا ، فَجَاءَ لَهُ بِفِعْلٍ. وَأَعْصِدْنِي عَصْدًا مِنْ حِمَارِكَ وَعَزْدًا ، عَلَى الْمُضَارَعَةِ ، أَيْ أَعِرْنِي إِيَّاهُ لِأُنُزِيَهُ عَلَى أَتَانِي - عَنِ اللِّحْيَانِيِّ.؛وَرَجُلٌ عَصِيدٌ مَعْصُودٌ: نَعْتُ سُوءٍ. وَعَصَدْتُهُ عَلَى الْأَمْرِ عَصْدًا إِذَا أَكْرَهْتَهُ عَلَيْهِ ، وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ لِعَنْتَرَةَ؛فَهَلَّا وَفَى الْفَغْوَاءِ عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ بِذِمَّتِهِ وَابْنُ اللَّقِيطَةِ عِصْيَدُ؛قَالَ بَعْضُهُمْ: عِصْيَدٌ بِوَزْنِ حِذْيَمٍ وَهُوَ الْمَأْبُونُ ، قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَقَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي الْهَيْثَمِ فِي شِعْرِ الْمُتَلَمِّسِ يَهْجُو عَمْرَو بْنَ هِنْدٍ؛فَإِذَا حَلَلْتُ وَدُونَ بَيْتِي غَاوَةٌ فَابْرُقْ بِأَرْضِكَ مَا بَدَا لَكَ وَارْعُدِ؛أَبَنِي قِلَابَةَ لَمْ تَكُنْ عَادَاتُكُمْ أَخْذُ الدَّنِيَّةِ قَبْلَ خُطَّةِ مِعْصَدِ؛، قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: يَعْنِي عُصِدَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ مِنَ الْعَصْدِ وَالْعَزْدِ ، يَعْنِي مَنْكُوحًا. وَالْعِصْوَادُ وَالْعُصْوَادُ: الْجَلَبَةُ وَالِاخْتِلَاطُ فِي حَرْبٍ أَوْ خُصُومَةٍ ، قَالَ؛وَتَرَامَى الْأَبْطَالُ بِالنَّظَرِ الشَّزْ رِ وَظَلَّ الْكُمَاةُ فِي عِصْوَادِ؛، وَتَعَصْوَدَ الْقَوْمُ: جَلَّبُوا وَاخْتَلَطُوا. وَعَصْوَدُوا عَصْوَدَةً مُنْذُ الْيَوْمِ ، أَيْ صَاحُوا وَاقْتَتَلُوا. اللَّيْثُ: الْعِصْوَادُ جَلَبَةٌ فِي بَلِيَّةٍ ، وَعَصَدَتْهُمُ الْعَصَاوِيدُ: أَصَابَتْهُمْ بِذَلِكَ. وَعِصْوَادُ الظَّلَامِ: اخْتِلَاطُهُ وَتَرَاكُبُهُ. وَجَاءَتِ الْ إِبِلُ عَصَاوِيدَ إِذَا رَكِبَ بَعْضُهَا بَعْضًا ، وَكَذَلِكَ عَصَاوِيدُ الْكَلَامِ. وَالْعَصَاوِيدُ: الْعِطَاشُ مِنِ الْإِبِلِ. وَرَجُلٌ عِصْوَادٌ: عَسِرٌ شَد ِيدٌ.؛وَامْرَأَةٌ عِصْوَادٌ: كَثِيرَةُ الشَّرِّ ، قَالَ؛يَا مَيُّ ذَاتَ الطَّوْقِ وَالْمِعْصَادِ؛فَدَتْكِ كُلُّ رَعْبَلٍ عِصْوَادِ؛نَافِيَةٍ لِلْبَعْلِ وَالْأَوْلَادِ وَقَوْمٌ عَصَاوِيدُ فِي الْحَرْبِ: يُلَازِمُونَ أَقْرَانَهُمْ وَلَا يُفَارِقُونَهُمْ ، وَأَنْشَدَ؛لَمَّا رَأَيْتُهُمُ لَا دَرْءَ دُونَهُمُ يَدْعُونَ لِحْيَانَ فِي شُعْثٍ عَصَاوِيدِ؛وَقَوْلُهُمْ: وَقَعُوا فِي عِصْوَادٍ ، أَيْ فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ. وَيُقَالُ: تَرَكْتُهُمْ فِي عِصْوَادٍ وَهُوَ الشَّرُّ مِنْ قَتْلٍ أَوْ سِبَابٍ أَوْ صَخَبٍ. وَهُم ْ فِي عِصْوَادٍ بَيْنَهُمْ: يَعْنِي الْبَلَايَا وَالْخُصُومَاتِ. وَرَجُلٌ عِصْوَادٌ: مُتْعِبٌ وَأَنْشَدَ؛وَفِي الْقَرَبِ الْعِصْوَادُ لِلْعِيسِ سَائِقُ
المعجم: لسان العرب

زبع

المعنى: زبع الزَّبيع، كأميرٍ: المُدَمْدِمُ فِي  الغضَبِ، عَن أبي عمروٍ، وَهُوَ المُتَزَبِّع. قَالَ الليثُ: الزَّوْبَعَة: اسمُ شَيْطَانٍ، زادَ غَيْرُه: مارِد، أَو رَئيسٌ للجِنِّ، قيل: هُوَ أحَدُ النَّفَرِ التِّسعَةِ أَو السبعةِ الَّذين قالَ اللهُ عزَّ وجَلَّ فيهم: وَإِذ صَرَفْنا إليكَ نَفَرَاً من الجِنِّ يَسْتَمِعونَ القُرآن وَمِنْه سُمِّي الإعصارُ زَوْبَعَةً، وَيُقَال: أمُّ زَوْبَعَةَ، وَقَالَ الليثُ: وصِبيانُ الأعرابِ يُكَنُّونَ الإعصارَ أَبَا زَوْبَعةَ، يُقَال: فِيهِ شَيْطَانٌ مارِدٌ، واللهُ أَعْلَم، وَذَلِكَ حينَ يَدورُ الإعصارُ على نَفْسِه، ثمّ يَرْتَفِعُ فِي السَّماءِ ساطِعاً. زادَ الجَوْهَرِيّ: كأنّه عَمودٌ. والرَّوْبَع، كَجَوْهَرٍ: للقَصيرِ الحَقير، بالراءِ المُهمَلةِ لَا غَيْرُ، وَتَصَحَّفَ على الجَوْهَرِيّ فِي اللُّغَة وَفِي المَشطورِ الَّذِي أَنْشَدَه مُخْتَلاًّ مُصَحَّفاً قَالَ: قَالَ الراجز: (وَمَنْ هَمَزْنا عِزَّةُ تَبَرْكَعا  ...  على اسْتِهِ زَوْبَعَةً أَو زَوْبَعا) وَقد تَبِعَ فِي ذَلِك ابْن دُرَيْدٍ، كَمَا نبَّهَ عَلَيْهِ ابنُ بَرِّيٍّ، فإنّه وَجَدَ فِي الجَمهَرَةِ فِي الباءِ والزايِ والعَينِ الزَّوْبَعَة: الرجلُ الضَّعيفُ. قَالَ الراجز: فَأَنْشدَه كَمَا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيّ، وَهُوَ لرُؤْبَةَ بنِ العَجَّاجِ الراجزِ المشهورِ، قَالَ الصَّاغانِيّ: أمّا اللُّغَة فإنَّ الزَّوْبَعَةَ فِي الرَّجَزِ بالراء. أمّا الإنشادُ فإنَّ الرِّوايةَ هَكَذَا: (وَمَنْ هَمَزْنا عَظْمَهُ تَلَعْلَعا  ...  وَمن أَبَحْنا عِزَّهُ تَبَرْكَعا) على اسْتِهِ رَوْبَعَةً أَو رَوْبَعا  هَكَذَا هُوَ فِي ديوانِ رُؤبة، وروايةُ الأَصْمَعِيّ: أَبَحْنا، بالباءِ والحاءِ المُهمَلة، وروايةُ أبي عمروٍ بالنونِ والخاءِ المُعجَمة. قلتُ: ونِسبةُ هَذَا التصحيفِ إِلَى ابْن دُرَيْدٍ غيرُ صحيحةٍ، فإنّ نُسخَ الجَمهَرةِ كلَّها: رَوْبَعةٌ، أَو رَوْبَعا بالراء، ويدلُّ لذَلِك أنّه ذَكَرَ فِي كتابِ الاشْتِقاقِ لَهُ عندَ ذِكرِ رَبيعةَ بنِ نِزارٍ واشتِقاقَه، وَمن جُملةِ مَا ذَكَرَ، فَقَالَ: والرَّوْبَع: الرجلُ القَصير. قَالَ الراجزُ:  ...  إِلَى آخِره، ووُجِدَ فِي شَرْحِ ديوانِ رُؤْبة: الرَّوْبَعة: السِّلعَةُ تَخْرُجُ بالفِصال، وَقيل: الرَّوْبَعة: القَصيرُ العُرْقوبِ، وَقد تقدّمَ طَرَفٌ من ذَلِك فِي ربع وَرُبمَا يظُنُّ الظانُّ أنَّ اعتِراضَ المُصَنِّف على الجَوْهَرِيّ من مخترعاته، كلاّ وَالله، فقد أَخَذَه من كتابِ الصَّاغانِيّ حَرْفَاً بحَرفٍ، وَسَبَق الصَّاغانِيّ أَيْضا الإمامُ أَبُو سَهْلٍ الهَرَويُّ، وابنُ بَرِّيّ رَحِمَهما الله تَعالى. وزِنْباعٌ، كقِنْطارٍ: عَلَمٌ، والنونُ زائدةٌ. قَالَ الجَوْهَرِيّ: هُوَ رَوْحُ بنُ زِنْباعٍ الجُذامِيُّ. قلتُ: هُوَ) رَوْحُ بنُ زِنْباعِ بنِ رَوْحِ بن سَلامةَ بنِ حُداد بنِ حَديدَةَ بنِ أُميَّةَ بنِ امرئِ القَيسِ بنِ جُمانةَ بنِ وائلِ بنِ مالكِ بن زَيْدِ مَناة، وأنشدَ الليثُ: (أَحْرَزْتَ أيّامَكَ يَا راعي  ...  أضاعَها رَوْحُ بنُ زِنْباعِ) قلتُ: وزِنْباعٌ لَهُ رُؤيَةٌ، وولَدُه رَوْحٌ من التَّابِعين. وَقَالَ مُسلمُ بنُ الحَجّاج: رَوْحُ بنُ زِنْباعٍ الجُذاميُّ لَهُ صُحبةٌ. الزِّنْباعَة بهاءٍ: طَرَفُ الخُفِّ والنعلِ. وَتَزَبَّعَ الرجُلُ: تغَيَّظَ، كَتَزَعَّب  َ نَقَلَه أَبُو عُبَيْدٍ، وَمِنْه حديثُ عَمْرِو بنِ الْعَاصِ: فَجَعَل يَتَزَبَّعُ لمُعاوِيَةَ. أَي: يَتَغَيَّظ. قيل: تزَبَّعَ: عَرْبَد، قَالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَرْثِي أخاهُ مالِكاً: (وإنْ تَلْقَه فِي الشَّرْبِ لَا تَلْقَ فاحِشاً  ...  على الشَّرْبِ ذَا قاذورَةٍ مُتَزَبِّعا) قَالَ الليثُ: تزَبَّع الرجلُ، إِذا فَحُشَ وساءَ خُلُقُه، وَفِي النِّهَايَة: التَّزَبُّع: التَّغيُّر وسوءُ الخُلُق، وقِلَّةُ الاستِقامَة، كأنّه من الزَّوْبَعة: الرِّيحِ المَعروفة. قيل: تزَبَّعَ، داوَمَ على الكلامِ المُؤذي، وَلم يَسْتَقِمْ، وَقَالَ الليثُ: تزَبَّعَ: آذَى الناسَ وشارَّهُم، قَالَ العَجَّاج: (وإنْ مُسِيءٌ بالخَنى تزَبَّعا  ...  فالتَّرْكُ يَكفيكَ اللِّئامَ اللُّكَّعا) وَقَالَ الصَّاغانِيّ: الرَّجَزُ لرُؤْبةَ لَا للعَجّاج. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الزَّوابِع: الدَّواهي. وروى الأَزْهَرِيّ عَن المُفَضِّل: الزَّوْبَعةُ: مِشيَةُ الأَحْرَدِ، وَهُوَ البعيرُ الَّذِي إِذا مَشى ضربَ بيدِه الأرضَ سَاعَة، ثمّ يَسْتَقيم، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَلَا أَعْتَمدُ هَذَا الحَرفَ، وَلَا أحُقّه، وَلَا أَدْرِي مَن رواهُ عَن المُفَضِّل.
المعجم: تاج العروس

رهق

المعنى: رهق رَهِقَهُ، كفَرِحَ: غَشِيَهُ ولَحَقَه يَرْهَقُه رَهَقاً، وَمِنْه قولُ اللهِ تعالَى: وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُم قتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ وَفِي الحَدِيثِ: إِذا صَلّى أحَدُكُم إِلى شَيْءً فلْيَرْهَقْهُ أَي: فليُغَشِّهِ. أَو رَهِقَه رَهَقاً: إِذا دَنا مِنْهُ، ويُقال: رَهِقَ شُخُوصُ فُلانٍ، أَي: دنا وأزِفَ، وطلَبْتُ فُلاناً حَتّى رَهِقْتُه، أَي: حَتّى دَنَوْتُ مِنْهُ سواءٌ أخَذَه أَو لَمْ يَأْخُذْه. واخْتُلِفَ فِي قولهِ تَعالى: فزادُوهُمْ رَهَقاً قيلَ: الرَّهقُ، مُحَركَة هُوَ السَّفَهُ. وقِيلَ: هُوَ النَّوْكُ والخِفةُ والعَرْبَدَةُ ورُكُوبُ الشَّرِّ عَن أبِي عمَروٍ، وأنْشَدَ فِي وَصْفِ كَرْمَة وشَرابِها: (لَهَا حَلِيبٌ كَأَن المِسْكَ خالَطَهُ  ...  يَغْشَى النَّدامَى عَلَيْهِ الجُودُ والرهَقُ) وقالَ الفَرّاءُ فِي قَوْلِه تَعالَى فَلَا يَخافُ بَخْساً وَلَا رَهَقاً. إِن الرَّهَقَ هُوَ الظُّلْمُ. وقِيلَ: هُوَ غِشْيانُ المَحارِم. قالَ الأَزْهَرِىُّ: الرَّهَقُ: اسْم من  الإِرْهاقِ، وَهُوَ أَن تَحْمِلَ الإِنْسانَ على مَالا يُطِيقُه. والرَّهَقُ أيْضاً: الكَذِبُ وَبِه فُسِّرَ قولُ الشاعِرِ: (حَلَفَتْ يَمِيْناً غيرَ مَا رَهَقٍ  ...  باللهِ رَبِّ مُحَمَّدٍ وبِلالِ) قالَهُ النَّضْرُ. والرَّهَقُ أَيْضا: العَجَلَةُ قَالَ الأَخْطَلُ: (صُلْبُ الحَيازِيم لَا هَذْرُ الكَلام إِذا  ...  هَزَّ القَناةَ وَلَا مُسْتَعْجِل رَهِقُ) وَفِي الحَدِيثِ: إنَّ فِي سَيْفِ خالِدٍ رَهَقاً، وَقد رَهِقَ، كفَرِحَ، فِي الكلِّ رَهَقاً. ويُقال: هُوَ يَغْدُو الرَّهقَى، كجَمَزَى، أَي: يُسْرِعُ فِي مَشيِه وَفِي المُحْكَم: فِي عَدْوِه حَتّى يُرْهِقَ طالِبَهُ قَالَ ذُو الرمَّةِ: حَتّى إِذا هاهَى بهِ وأَسَّدَا وانْقَضَّ يَعْدُو الرَّهقَى واسْتَأسَدَا والرَّهِيقُ كأَمِيرٍ: لُغَةٌ فِي الرَّحِيقِ، بمَعْنَى الخَمْر كالمَدْح وِالمَدْهِ. والرَّهُوقُ كصَبُورٍ: الناقَةُ الوَساعُ الجَوادُ الَّتِي إِذا قدْتَها رَهِقَتْكَ حَتّى تَكادَ تَطَؤُكَ بخُفيْها قالَهُ النَّضْر، وأَنْشَدَ: (وقُلْتُ لَهَا أرْخِى فأَرْخَتْ برَأسِها  ...  غَشَمْشَمَةٌ للقائِدِينَ رَهُوقُ) والرَّيْهُقان، بضَمِّ الهاءَ: الزَّعفرانُ نَقَلَه ابنُ درَيْدٍ، وأنشدَ: التّارِك القِرْنَ على المِتانِ كأَنَّما عُسل برَيْهُقانِ) وأنْشَدَ ابنُ بَرِّىّ، والصّاغانيُّ لحُمَيْدِ ابنِ ثَوْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ: (فأَخْلَسَ مِنْهَا البَقْلُ لَوْناً كأَنَّه  ...  عَلِيل بماءَ الريْهُقانِ ذَهِيبُ)  وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: زعمَ بعضُ الرواةِ أَنّ الزَّعفْرانَ يُقالُ لهُ: الرَّيْهُقانُ، وَلم أَجِدْ ذلِكَ مَعْرُوفاً. قُلْتُ: وَلَا عِبْرَةَ إِلى إِنْكاره هَذَا، فقد أَثْبَتَه غَيْرُ واحِدٍ من الأئِمَّةِ. ويُقال: القَوْمُ رُهاقُ مائَةٍ، كغُرابٍ، وكِتاب أَي: زُهاؤُها ومِقْدارُها، حكاهُ ابنُ السِّكِّيتِ عَن ابْن دُرَيدٍ. وأَرْهَقَه طُغْياناً أَي: أَغشاهُ إِيّاهُ، وأَلْحَق ذلِك بِهِ، يُقال: أرْهَقَنِي فُلانٌ إِثْماً حَتَّى رَهِقْتُه، أَي: حَمَّلَنِي إِثْماً حَتّى حَمَلْتُه، وقالَ أَبو خِراشٍ الهُذَلِي: (ولَوْلا نَحْنُ أَرْهَقَهُ صُهَيْبٌ  ...  حُسامَ الحَدِّ مَطْرُورًا خَشِيبَا) أَي: أَغْشاهُ إِيّاه. وقالَ أبُو زَيْد: أرْهَقَه عُسْرًا أَي: كَلَّفَه إِياهُ وَمِنْه قولُه تَعالى: وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً وقيلَ: معناهُ لَا تُغْشِنِي شَيئاً. وَمن المَجازِ: أَرْهَقَ الصَّلاةَ: إِذا أَخَّرَها حَتّى كادَتْ أنْ تَدْنو من الأُخرَى عَن الأَصْمَعِيِّ، وَمِنْه حَدِيث ابنِ عُمَرَ: وَقد أَرْهَقْنا الصُّلاةَ ونَحن نَتَوَضَّأُ، فقالَ: وَيْلٌ للأعْقابِ من النّارِ. وأرْهَقْتُه أَنْ يُصَلِّيَ أَي: أَعجَلتُه عَنْها، ويُقال: لَا تُرْهِقْني، لَا أرْهَقَكَ اللهُ أَي: لَا تُعْسِرْنِي لَا أَعْسَرَكَ اللهُ، وَهِي تَتِمَّةٌ لقَوْلِ أَبِى زَيْدٍ السابِقِ. والمُرْهَقُ، كمُكْرَم: مَنْ أدْرِكَ زادَ الصاغانِيُّ: ليُقْتَلَ، وأَنشدَ: (ومُرْهَقٍ سالَ إمْتاعاً بأُصدَتِه  ...  لَمْ يَسْتَعِنْ وحَوامِي المَوْتِ تَغْشاهُ) (فَرَّجْتُ عَنهُ بِصَرْعَيْنَا لأَرْمَلَةٍ  ...  أَو بائِسٍ جاءَ مَعْناهُ كمَعْناهُ) قالَ ابنُ بَرِّي: أنْشَدَه أَبو عَلِيّ الباهِلِيُّ غَيْثُ بن عَبْدِ الكَرِيم لبَعْض العَرَب يَصِفُ رَجُلاً شَرِيفاً ارْتُثَّ فِي  بَعْضِ المَعارِكِ، فسَألَهُم أَن يُمتِعُوهُ بأُصْدَتِه، وهِيَ ثَوْبٌ صَغيرٌ يُلْبَسُ تحْتَ الثِّياب، أَي: لَا يُسْلَبُ، وَقَوله: لَمْ يَسْتَعِنْ، أَي: لم يَحْلِقْ عانَتَه وَهُوَ فِي حالِ المَوْتِ، والصَّرْعانِ: الإِبِلان تَرِدُ إحْداهُما حِينَ تَصْدُرُ الأُخرىَ، لكَثْرَتِها، يَقُولُ: افتَدَيْته بصَرْعَيْن من الإبلِ فأَعْتَقْتُه بِهما، وإِنّما أعْدَدْتُهما للأرامِلِ والأَيْتام أفْدِيهِم بهِما. قُلْتُ: ورَوَى أَبو عُمَرَ فِي اليَواقِيتِ صَدْرَ البَيْتِ الأَول: مثل البِرام غَدا فِي أُصْدَةٍ خَلَقٍ وَقد مَرَّ الإيماءُ إِلى ذَلِك فِي ص ر ع أَيضاً، وقالَ الكُميْتُ: (تَنْدَى أَكفهمُ وَفِي أَبْياتِهِم  ...  ثِقَةُ المُجاوِرِ والمُضافِ المُرْهَقِ) والمُرَهَّقٌ كمُعَظَّم: هُوَ المَوْصُوفُ بالرَّهَقِ مُحَرَّكَةً، وَهُوَ الجَهْلُ والخِفَّةُ فِي العَقْل، قَالَه اللَّيْثُ، وأَنشَدَ: (إِنّ فِي شُكْرِ صالِحِينا لَمَا يَدْ  ...  حَضُ قَوْلَ المُرَهّقِ المَوْصُومِ) وقِيلَ: المُرَهَّقُ: مَن يُظَن بِهِ السُّوءُ أَو يُتَّهَم ويُؤَبَّنُ بشَرٍّ أَوْسَفَه، وَمِنْه الحَدِيثُ: أَنَّهُ صَلَّى على امْرَأَة كانَتْ تُرَهَّقُ. والمُرَهَّقُ: مَنْ يَغْشاهُ الناسُ كَثِيراً، وتَنْزِلُ بِهِ الأَضيافُ قالَ زُهَيْرٌ يَمْدَحُ هَرِمَ بنَ سِنان: (ومُرَهَّقُ النِّيرانِ يُطْعِمُ فِي ال  ...  لأْواءِ غَيْرُ مُلْعَّنِ القِدْرِ) وقالَ ابنُ هَرْمَةَ: (خَيْرُ الرِّجالِ المُرَهقُونَ كَمَا  ...  خَيْرُ تِلاع البِلادِ أوْطَؤُها) وراهَقَ الغُلامُ مُراهَقَةً: قارَبَ الحُلُمَ فَهُوَ مُراهِق، والجارِيَةُ مُراهِقَةٌ.  وَفِي حَدِيثِ سَعْدٍ رضِيَ اللهُ عَنهُ: أَنّه كانَ إِذا دَخَلَ مَكةَ مُراهِقاً خَرَج إِلى عَرَفَةَ قبلَ أَنْ يَطُوفَ بالبَيْتِ وبَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ، ثمَّ يَطُوف بعدَ أَنْ يَرْجعَ أَي: مُقارِباً لآخِرِ الوَقْتِ كأَنّه كانَ يَقْدُمُ يومَ التَّرْوِيَةِ أَو يَوْمَ عَرَفَةَ، فيَضِيقُ عَلَيْهِ الوَقتُ حَتّى كادَ يَفوتُه التَّعْرِيفُ كَذَا فِي النِّهاية والعُبابِ، وَهُوَ مَجازٌ. وَمِمَّا يسُتدْرَكُ عَلَيْهِ: الرَّهَقُ، مُحَرَّكَةً: التُّهمَةُ والإِثْمُ، عَن قَتادَةَ. ورَجُلٌ مُرَهَّقٌ، كمُعَظم: موصوفٌ بهِ، وَلَا فِعْلَ لَهُ. والمُرَهَّقُ أَيضاً: الفاسِدُ، ومَنْ بهِ حِدَّة وسَفَهٌ. والمُتَّهَمُ فِي دِينِه. وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: إِنَّهُ لرَهِقٌ نَزِلٌ، أَي: سَرِيعٌ إِلى الشَّرِّ، قَالَ الكُمَيْتُ: (ولايَة سِلَّغْد أَلَفَّ كأَنَّهُ  ...  من الرَّهَقِ المَخْلُوطِ بالنَّوْكِ أَثْوَلُ) والرَّهَقُ، مُحَرَّكةً: التهَمَة والإثْمُ، عَن قَتادَةَ، والذِّلَّةُ والضَّغفُ، عَن الزَّجاجُ، والغَيُّ، عَن ابنِ الكَلْبِي، والفَسادُ، والعَظَمَةُ، والكِبْرُ، والعَنَتُ، واللَّحاقُ، والهَلاكُ، وَمن الأخِيرِ قولُ رُؤْبَةَ يصِفُ حُمُرًا وَرَدَت المَاء: بَصْبَصْنَ واقْشَعْرَرْنَ من خَوْفِ الرَّهَقْ أَي: من خَوْفِ الهَلاكِ. والرَّهَقُ أَيضاً: الهَلاكُ. والرَّهقَةُ: المَرْأةُ الفاجِرَةُ. ورَهِقَ فُلان فُلاناً: إِذا تَبِعَهُ وقارَبَ أَنْ يَلْحَقَهُ. وأَرْهَقناهُم الخَيْلَ: أَلْحَقْناهُم إيّاها. وَبِه رَهقَةٌ شَدِيدَةٌ، وَهِي العَظَمَةُ والفَسادُ. وأَرْهَقَكُم اللَّيْلُ فأَسْرِعُوا، أَي: دَنا، وَهُوَ مَجازٌ.  ورَهِقَتْنا الصَّلاةَ) رَهَقاً، أَي: حانَت، وَهُوَ مَجازٌ. وأَتَيْنا فِي العُصيْرِ المُرْهَقة، وَهُوَ مَجازٌ أَيضاً. ويُقال: جارِيَةٌ راهِقَةٌ، وغلامٌ راهِقٌ، وذلِكَ ابنُ العَشَرِة إِلى إِحْدَى عَشَرَة، وَمِنْه قَوْلُ الشاعِرِ: (وفَتاةٍ راهِقٍ عُلِّقْتُها  ...  فِي عَلالِيّ طِوالٍ وظُلَلْ) ورَجُل رَهِقٌ، ككَتِفٍ: مُعْجِبٌ ذُو نَخوَةٍ. ورَهِقَهُ الدَّيْنُ: غَشِيَة ورَكِبَهُ، وَهُوَ مَجازٌ. ويُقال: صَلَّى الظهْرَ مُراهِقاً، أَي: مُدانِياً للفَواتِ، وَهُوَ مَجازٌ أَيضاً.
المعجم: تاج العروس

رهق

المعنى: رهق: الرَّهَقُ: الْكَذِبُ ، وَأَنْشَدَ؛حَلَفَتْ يَمِينًا غَيْرَ مَا رَهَقٍ بِاللَّهِ رَبِّ مُحَمَّدٍ وَبِلَالِ؛أَبُو عَمْرٍو: الرَّهَقُ الْخِفَّةُ وَالْعَرْبَدَةُ ، وَأَنْشَدَ فِي وَصْفِ كَرْمَةٍ وَشَرَابِهَا؛لَهَا حَلِيبٌ كَأَنَّ الْمِسْكَ خَالَطَهُ يَغْشَى النَّدَامَى عَلَيْهِ الْجُودُ وَالرَّهَقُ؛أَرَادَ عَصِيرَ الْعِنَبِ. وَالرَّهَقُ: جَهْلٌ فِي الْإِنْسَانِ وَخِفَّةٌ فِي عَقْلِهِ ، تَقُولُ: بِهِ رَهَقٌ: وَرَجُلٌ مُرَهَّقٌ: مَوْصُوفٌ بِذَلِكَ وَلَا فِع ْلَ لَهُ. وَالْمُرَهَّقُ: الْفَاسِدُ: وَالْمُرَهَّقُ: الْكَرِيمُ الْجَوَّادُ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: إِنَّهُ لَرَهِقٌ نَزِلٌ أَيْ: سَرِيعٌ إِلَى الشَّرِّ سَرِيعُ الْحِدَّةِ ، قَالَ الْكُمَيْتُ؛وِلَايَةُ سِلَّغْدٍ أَلَفَّ كَأَنَّهُ مِنَ الرَّهَقِ الْمَخْلُوطِ بِالنُّوكِ أَثْوَلُ؛قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: فِيهِ رَهَقٌ أَيْ: حِدَّةٌ وَخِفَّةٌ. وَإِنَّهُ لَرَهِقٌ أَيْ: فِيهِ حِدَّةٌ وَسَفَهٌ. وَالرَّهَقُ: السَّفَهُ وَالنُّوكُ. وَفِي الْحَدِيثِ: حَسْبُكَ مِنَ الرَّهَقِ وَالْجَفَاءِ أَنْ لَا يُعْرَفَ بَيْتُكَ ، مَعْنَاهُ لَا تَدْعُو النَّاسَ إِلَى بَيْتِكَ لِلطَّعَامِ ، أَرَادَ بِالرَّهَقِ النُّوكَ وَالْحُمْقَ ؛ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: أَنَّهُ وَعَظَ رَجُلًا فِي صُحْبَةِ رَجُلٍ رَهِقٍ ، أَيْ فِيهِ خِفَّةٌ وَحِدَّةٌ. يُقَالُ: رَجُلٌ فِيهِ رَهَقٌ إِذَا كَانَ يَخِفُّ إِلَى الشَّرِّ وَيَغْشَاهُ ، وَقِيلَ: الرَّهَقُ فِي الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ الْحُم ْقُ وَالْجَهْلُ ، أَرَادَ حَسْبُكَ مِنْ هَذَا الْخُلُقِ أَنْ يُجْهَلَ بَيْتُكَ وَلَا يُعْرَفَ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ اشْتَرَى إِزَارًا مِنْهُ فَقَالَ لِلْوَزَّ انِ: زِنْ وَأَرْجِحْ ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ الْمَسْئُولُ: حَسْبُكَ جَهْلًا أَنْ لَا يُعْرَفَ بَيْتُكَ ، قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: هَكَذَا رَوَاهُ الْهَرَوِيُّ ، قَالَ: وَهُوَ وَهَمٌ وَإِنَّمَا هُوَ حَسْبُكَ مِنَ الرَّهَقِ وَالْجَفَاءِ أَنْ لَا تَعْرِفَ نَبِيَّكَ أَيْ: أَنَّهُ لَمَّا سَأَلَ عَنْهُ حَيْثُ قَالَ لَهُ: زِن ْ وَأَرْجِحْ ، لَمْ يَكُنْ يَعْرِفُهُ فَقَالَ لَهُ الْمَسْئُولُ: حَسْبُكَ جَهْلًا أَنْ لَا تَعْرِفَ نَبِيَّكَ ، قَالَ: عَلَى أَنِّي رَأَيْتُهُ فِي بَعْضِ نُسَخِ ا لْهَرَوِيِّ مُصْلَحًا ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ التَّعْلِيلَ وَالطَّعَامَ وَالدُّعَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. وَالرَّهَقُ: التُّهْمَةُ. وَالْمُرَهَّقُ: الْمُتَّهَمُ ف ِي دِينِهِ. وَالرَّهَقُ: الْإِثْمُ. وَالرَّهْقَةُ: الْمَرْأَةُ الْفَاجِرَةُ. وَرَهِقَ فُلَانٌ فُلَانًا: تَبِعَهُ فَقَارَبَ أَنْ يَلْحَقَهُ. وَأَرْهَقْنَاهُمُ الْخَيْلَ: أَلْحَقْنَاهُمْ إِيَّاهَا. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا أَيْ: لَا تُغْشِنِي شَيْئًا ، وَقَالَ أَبُو خِرَاشٍ الْهُذَلِيُّ؛وَلَوْلَا نَحْنُ أَرْهَقَهُ صُهَيْبٌ حُسَامَ الْحَدِّ مَطْرُورًا خَشِيبَا؛وَرُوِي: مَذْرُوبًا خَشِيبَا ، وَأَرْهَقَهُ حُسَامًا: بِمَعْنَى أَغْشَاهُ إِيَّاهُ ، وَعَلَيْهِ يَصِحُّ الْمَعْنَى. وَأَرْهَقَهُ عُسْرًا أَيْ: كَلَّفَهُ إِيَّ اهُ ، تَقُولُ: لَا تُرْهِقْنِي لَا أَرْهَقَكَ اللَّهُ أَيْ: لَا تُعْسِرْنِي لَا أَعْسَرَكَ اللَّهُ ، وَأَرْهَقَهُ إِثْمًا أَوْ أَمْرًا صَعْبًا حَتَّى رَهِقَهُ رَ هَقًا ، وَالرَّهَقُ: غِشْيَانُ الشَّيْءِ. رَهِقَهُ بِالْكَسْرِ يَرْهَقُهُ رَهَقًا أَيْ غَشِيَهُ ، تَقُولُ: رَهِقَهُ مَا يَكْرَهُ أَيْ غَشِيَهُ ذَلِكَ. وَأَرْهَق ْتُ الرَّجُلَ: أَدْرَكْتُهُ وَرَهِقْتُهُ: غَشِيتُهُ. وَأَرْهَقَهُ طُغْيَانًا أَيْ: أَغْشَاهُ إِيَّاهُ ، وَأَرْهَقْتُهُ إِثْمًا حَتَّى رَهِقَهُ رَهَقًا: أَدْرَ كَهُ. وَأَرْهَقَنِي فُلَانٌ إِثْمًا حَتَّى رَهِقْتُهُ أَيْ: حَمَّلَنِي إِثْمًا حَتَّى حَمَلْتُهُ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: فَإِنْ رَهِقَ سَيِّدَهُ دَيْنٌ أَيْ: لَزِمَهُ أَدَاؤُهُ وَضُيِّقَ عَلَيْهِ. وَحَدِيثُ سَعْدٍ: كَانَ إِذَا دَخَلَ مَكَّةَ مُرَاهِقًا خَرَجَ إِلَى عَرَفَةَ قَبْلَ أَنْ يَطُوفَ بِالْبَيْتِ أَيْ: إِذَا ضَاقَ عَلَيْهِ الْوَقْتُ بِالتَّأْخِيرِ حَتَّى يَخَافَ فَوْتَ الْوُقُوفِ كَأَنَّهُ كَانَ يَقْدَمُ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ أَوْ يَوْمَ عَرَفَةَ. الْفَرَّاءُ: رَهِقَنِي الرَّجُلُ يَرْهَقُنِي رَهَقًا أَيْ: لَحِقَنِي وَغَشِيَنِي ، وَأَرْهَقْتُهُ إِذَا أَرْهَقْتَهُ غَيْرَكَ. يُقَالُ: أَرْهَقْنَاهُمُ الْخَيْلَ فَهُمْ مُرْهَقُونَ. وَيُقَالُ: رَهِقَهُ دَيْنٌ فَهُوَ يَرْهَقُهُ إِذَا غَشِيَهُ. وَإِنَّهُ لَعَطُوبٌ عَلَى الْمُرْهَقِ أَيْ: عَلَى الْمُدْرَكِ. وَالْمُرْهَقُ: الْمَحْمُولُ عَلَيْهِ فِي الْأَمْرِ مَا لَا يُطِيقُ. وَبِهِ رَهْقَةٌ شَدِيدَةٌ: وَهِيَ الْعَظَمَةُ وَالْفَسَادُ. وَرَهِقَتِ الْكِلَابُ الصَّيْدَ رَهَقًا: غَشِيَتْهُ وَلَحِقَتْهُ. وَالرَّهَقُ: غِشْيَانُ الْمَحَارِمِ مِنْ شُرْبِ الْخَمْرِ وَنَحْوِهِ. تَقُولُ: فِي فُلَانٍ رَهَقٌ أَيْ: يَغْشَى الْمَحَارِمَ ، قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ يَمْدَحُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ الْأَنْصَارِيَّ؛كَالْكَوْكَبِ الْأَزْهَرِ انْشَقَّتْ دُجُنَّتُهُ فِي النَّاسِ لَا رَهَقٌ فِيهِ وَلَا بَخَلُ؛قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَكَذَلِكَ فُسِّرَ الرَّهَقُ فِي شِعْرِ الْأَعْشَى بِأَنَّهُ غِشْيَانُ الْمَحَارِمِ وَمَا لَا خَيْرَ فِيهِ فِي قَوْلِهِ؛لَا شَيْءَ يَنْفَعُنِي مِنْ دُونِ رُؤْيَتِهَا هَلْ يَشْتَفِي وَامِقٌ مَا لَمْ يُصِبْ رَهَقَا؛؟؛وَالرَّهَقُ: السَّفَهُ وَغِشْيَانُ الْمَحَارِمِ. وَالْمُرْهَقُ: الَّذِي أُدْرِكَ لِيَقْتُلَ ، قَالَ الشَّاعِرُ؛وَمُرْهَقٍ سَالَ إِمْتَاعًا بِأُصْدَتِهِ لَمْ يَسْتَعِنْ وَحَوَامِي الْمَوْتِ تَغْشَاهُ؛فَرَّجْتُ عَنْهُ بِصَرْعَيْنِ لِأَرْمَلَةٍ وَبَائِسٍ جَاءَ مَعْنَاهُ كَمَعْنَاهُ؛قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنْشَدَهُ أَبُو عَلِيٍّ الْبَاهِلِيُّ غَيْثُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ لِبَعْضِ الْعَرَبِ يَصِفُ رَجُلًا شَرِيفًا ارْتُثَّ فِي بَعْضِ الْمَعَارِكِ ، فَسَأَلَهُمْ أَنْ يُمْتِعُوهُ بِأُصْدَتِهِ ، وَهِيَ ثَوْبٌ صَغِيرٌ يُلْبَسُ تَحْتَ الثِّيَابِ أَيْ: لَا يُسْلَبُ ، وَقَوْلُهُ: لَمْ يَسْتَعِنْ لَمْ يَحْلِقْ عَانَتَهُ وَهُوَ فِي حَالِ الْمَوْتِ ، وَقَوْلُهُ: فَرَّجْتُ عَنْهُ بِصَرْعَيْنِ ، الص َّرْعَانِ: الْإِبِلَانِ تَرِدُ إِحْدَاهُمَا حِينَ تَصْدُرُ الَأُخْرَى لِكَثْرَتِهَا ، يَقُولُ: افْتَدَيْتُهُ بِصَرْعَيْنِ مِنَ الْإِبِلِ فَأَعْتَقْتُهُ بِهِمَ ا ، وَإِنَّمَا أَعْدَدْتُهُمَا لِلْأَرَامِلِ وَالْأَيْتَامِ أَفْدِيهِمْ بِهَا ، وَقَالَ الْكُمَيْتُ؛تَنْدَى أَكُفُّهُمُ وَفِي أَبْيَاتِهِمْ ثِقَةُ الْمُجَاوِرِ وَالْمُضَافِ الْمُرْهَقِ؛وَالْمُرَهَّقُ: الَّذِي يَغْشَاهُ السُّؤَّالُ وَالضِّيفَانُ ، قَالَ ابْنُ هَرَمَةَ؛خَيْرُ الرِّجَالِ الْمُرَهَّقُونَ كَمَا خَيْرُ تِلَاعِ الْبِلَادِ أَكْلَؤُهَا؛وَقَالَ زُهَيْرٌ يَمْدَحُ رَجُلًا؛وَمُرَهَّقُ النِّيرَانِ يُحْمَدُ فِي ال لَّأْوَاءِ غَيْرُ مُلَعَّنِ الْقِدْرِ؛وَفِي التَّنْزِيلِ: وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أَيْ: لَا يَغْشَاهَا وَلَا يَلْحَقُهَا. وَفِي الْحَدِيثِ: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ إِلَى شَيْءٍ فَلْيَرْهَقْهُ أَيْ: فَلْيَغْشَهُ وَلْيَدْنُ مِنْهُ وَلَا يَبْعُدْ مِنْهُ. وَأَرْهَقَنَا اللَّيْلُ: دَنَا مِنَّا وَأَرْهَقْنَا الصَّلَاةَ: أَخَّرْنَاهَا حَتَّى دَنَا وَقْتُ ا لْأُخْرَى. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو: وَأَرْهَقْنَا الصَّلَاةَ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ أَيْ: أَخَّرْنَاهَا عَنْ وَقْتِهَا حَتَّى كِدْنَا نُغْشِيهَا وَنُلْحِقُهَا بِالصَّلَاةِ الَّتِي بَعْدَهَا. وَرَهِقَتْنَا الصَّلَاةُ رَهَقًا: حَانَتْ. وَيُقَال ُ: هُوَ يَعْدُو الرَّهَقَى وَهُوَ أَنْ يُسْرِعَ فِي عَدْوِهِ حَتَّى يَرْهَقَ الَّذِي يَطْلُبُهُ. وَالرَّهُوقُ: النَّاقَةُ الْوَسَاعُ الْجَوَادُ الَّتِي إِذَا قُ دْتَهَا رَهِقَتْكَ حَتَّى تَكَادَ تَطَؤُكَ بِخُفَّيْهَا ، وَأَنْشَدَ؛وَقُلْتُ لَهَا: أَرْخِي فَأَرْخَتْ بِرَأْسِهَا غَشَمْشَمَةٌ لِلْقَائِدِينَ رَهُوقُ؛وَرَاهَقَ الْغُلَامُ ، فَهُوَ مُرَاهِقٌ إِذَا قَارَبَ الِاحْتِلَامَ. وَالْمُرَاهِقُ: الْغُلَامُ الَّذِي قَدْ قَارَبَ الْحُلُمَ وَجَارِيَةٌ مُرَاهِقَةٌ. وَيُقَ الُ: جَارِيَةٌ رَاهِقَةٌ وَغُلَامٌ رَاهِقٌ ، وَذَلِكَ ابْنُ الْعَشْرِ إِلَى إِحْدَى عَشْرَةَ ، وَأَنْشَدَ؛وَفَتَاةٍ رَاهِقٍ عُلِّقْتُهَا فِي عَلَالِيَّ طِوَالٍ وَظُلَلْ؛وَقَالَ الزَّجَّاجُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا قِيلَ: كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا مَرَّتْ رُفْقَةٌ مِنْهُمْ بِوَادٍ يَقُولُونَ: نَعُوذُ بِعَزِيزِ هَذَا الْوَادِي مِنْ مَرَدَةِ الْجِنِّ ، فَزَادُوهُمْ رَهَقًا أَيْ: ذِلَّةً وَضَعْفًا ، قَالَ: وَيَجُوزُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ الْإِنْسَانَ الَّذِي عَاذُوا بِهِ مِنَ الْجِنِّ زَادَهُمْ رَهَقًا أَيْ: ذِلَّةً ، وَ قَالَ قَتَادَةُ: زَادُوهُمْ إِثْمًا ، وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: زَادُوهُمْ غَيًّا ، وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: فَزَادُوهُمْ رَهَقًا هُوَ السُّرْعَةُ إِلَى الشَّرِّ ، وَقِيلَ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: فَزَادُوهُمْ رَهَقًا أَيْ: سَفَهًا وَطُغْيَانًا ، وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِ ا لرَّهَقِ: الظُّلْمُ ، وَقِيلَ الطُّغْيَانُ ، وَقِيلَ الْفَسَادُ ، وَقِيلَ الْعَظَمَةُ ، وَقِيلَ السَّفَهُ ، وَقِيلَ الذِّلَّةُ. وَيُقَالُ: الرَّهَقُ الْكِبْرُ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ رَهِقٌ أَيْ: مُعْجَبٌ ذُو نَخْوَةٍ ، وَيَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ ذَلِكَ قَوْلُ حُذَيْفَةَ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّكَ لَرَهِقٌ, وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهُ أُنْزِلَتْ آيَةُ الْكَلَالَةِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأْسُ نَاقَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ كَفَلِ نَاقَةِ حُذَيْفَةَ فَلَقَّنَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُذَيْفَةَ وَلَمْ يُلَقِّنْهَا عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَلَمَّا كَانَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بَعَثَ إِلَى حُذَيْفَةَ يَسْأَلُهُ عَنْهَا ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: إِنَّكَ لَرَهِقٌ ، أَتَظُنُّ أَنِّي أَهَابُكَ لِأُقْرِئَكَ ؟ فَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا سَمِعَ إِنْسَانًا يَقْرَأُ: يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: اللَّهُمَّ إِنَّكَ بَيَّنْتَهَا وَكَتَمَهَا حُذَيْفَةُ. وَالرَّهَقُ: الْعَجَلَةُ ، قَالَ الْأَخْطَلُ؛صُلْبُ الْحَيَازِيمِ لَا هَدْرُ الْكَلَامِ إِذَا هَزَّ الْقَنَاةَ وَلَا مُسْتَعْجِلٌ رَهِقُ؛وَفِي الْحَدِيثِ: إِنَّ فِي سَيْفِ خَالِدٍ رَهَقًا أَيْ: عَجَلَةً. وَالرَّهَقُ. الْهَلَاكُ أَيْضًا ، قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ حُمُرًا وَرَدَتِ الْمَاءَ؛بَصْبَصْنَ وَاقْشَعْرَرْنَ مِنْ خَوْفِ الرَّهَقِ؛أَيْ: مِنْ خَوْفِ الْهَلَاكِ. وَالرَّهَقُ أَيْضًا: اللَّحَاقُ. وَأَرْهَقَنِي الْقَوْمُ أَنْ أُصَلِّيَ أَيْ: أَعْجَلُونِي. وَأَرْهَقْتُهُ أَنْ يُصَلِّيَ إِذَا أَعْجَلْتَهُ الصَّلَاةَ. وَفِي الْحَدِيثِ: ارْهَقُوا الْقِبْلَةَ أَيِ: ادْنُوا مِنْهَا ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: غُلَامٌ مُرَاهِقٌ أَيْ: مُقَارِبٌ لِلْحُلُمِ ، وَرَاهَقَ الْحُلُمَ: قَارَبَهُ. وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَالْخَضِرِ: فَلَوْ أَنَّهُ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ لَأَرْهَقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا أَيْ: أَغْشَاهُمَا وَأَعْجَلَهُمَا. وَفِي التَّنْزِيلِ: أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا. وَيُقَالُ: طَلَبْتُ فُلَانًا حَتَّى رَهِقْتُهُ أَيْ: حَتَّى دَنَوْتُ مِنْهُ ، فَرُبَّمَا أَخَذَهُ وَرُبَّمَا لَمْ يَأْخُذْهُ. وَرَهِقَ شُخُوصُ فُلَانٍ أَيْ: دَن َا وَأَزِفَ وَأَفِدَ. وَالرَّهَقُ: الْعَظَمَةُ ، وَالرَّهَقُ: الْعَيْبُ ، وَالرَّهَقُ: الظُّلْمُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا أَيْ: ظُلْمًا ، وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: فِي هَذِهِ الْآيَةِ الرَّهَقُ اسْمٌ مِنَ الْإِرْهَاقِ ، وَهُوَ أَنْ يَحْمِلَ عَلَيْهِ مَا لَا يُطِيقُهُ. وَرَجُلٌ مُرْهَّقٌ إِذَا كَانَ يُظَنُّ بِهِ السُّوءُ. وَ فِي حَدِيثِ أَبِي وَائِلٍ: أَنَّهُ صَلَّى عَلَى امْرَأَةٍ كَانَتْ تُرَهَّقُ أَيْ: تُتَّهَمُ وَتُؤَبَّنُ بِشَرٍّ. وَفِي الْحَدِيثِ: سَلَكَ رَجُلَانِ مَفَازَةً: أَحَدُهُمَا عَابِدٌ ، وَالْآخَرُ بِهِ رَهَقٌ ؛ وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ: فُلَانٌ مُرَهَّقٌ أَيْ: مُتَّهَمٌ بِسُوءٍ وَسَفَهٍ ، وَيُرْوَى مُرَهِّقٌ أَيْ: ذُو رَهَقٍ. وَيُقَالُ: الْقَوْمُ رُهَاقُ مِائَةٍ وَرِهَاقُ مِائَةٍ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا أَي ْ: زُهَاءُ مِائَةٍ وَمِقْدَارُ مِائَةٍ ؛ حَكَاهُ ابْنُ السِّكِّيتِ عَنْ أَبِي زَيْدٍ. وَالرَّيْهُقَانُ: الزَّعْفَرَانُ ، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّيٍّ لِحُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ؛فَأَخْلَسَ مِنْهَا الْبَقْلُ لَوْنًا كَأَنَّهُ عَلِيلٌ بِمَاءِ الرَّيْهُقَانِ ذَهِيبُ؛وَقَالَ آخَرُ؛التَّارِكُ الْقِرْنَ عَلَى الْمِتَانِ كَأَنَّمَا عُلَّ بِرَيْهُقَانِ
المعجم: لسان العرب

Pages