المعجم العربي الجامع

رِباعَةٌ

المعنى: الدِّيَة أو الغَرامَة أو الحَمَالة، وهي بَذْل ما يَملِكه الإنسان حتّى المَنزِل. تقول: «حَمَل فُلان حَمَالة كَسَر فيها رِباعَتَه» أي بَذَل فيها كل ما يملك حتى باع منزِله.
المعجم: القاموس

كَلَفَ

المعنى: الماشيةَ ـَ كَلْفاً: علفها. (محدثة).؛(كَلِفَ) وجهه ـَ كَلَفاً: أصابه الكلَف، فهو أكلف، وهي كلفاء. (ج) كُلْف. وـ الشيءَ، وبه: أحبّه وأولع به. فهو كَلِف. وـ الأمر: احتمله على مشقّة وعسر.؛(أكْلَفَه) به: جعله يولع به.؛(كَلَّفَه) أمراً: أوجبه عليه. وـ فرض عليه أمراً ذا مشقّة. ويقال: كلَّفه الأمر كذا من الجهد أو المال: استلزمه منه. ويقال: كلَّف الأمر أو الشيء كذا من الجهد أو المال: أنفقه في سبيل تحصيله. وـ كلَّف على اسمه أرضاً: سَجَّلها. (محدثة). وـ بالأمر: وكّله إليه. (محدثة).؛(تَكَلَّفَ): تعرَّض لما لا يعنيه. وـ الأمر: تجشمه على مشقّة. وـ الشيء حمله على نفسه وليس من عادته.؛(التَّكْلِيف) بالأمر: فَرْضه على من يستطيع أن يقوم به. وأمر التكليف: أمر يصدره من يملك التكليف للإلزام بواجب. (محدثة). (ج) تكاليف.؛(التَّكْلِفَة): المشقّة. ويقال: حملت الشيء تكلفة: إذا لم تطقه إلاَّ تكلُّفاً. وـ ما يُنْفق على صنع الشيء أو عمله دون نظر إلى الربح منه. يقال: باعه بسعر التكلفة: أي دون نظر إلى الربح منه. (محدثة).؛(الكَلَف): نَمَش يعلو الوجْه كالسّمْسِم. وـ حمرة كدِرَة تعلو الوجه. وـ البهق.؛(الكِلْف): الرّجل العاشق المولع.؛(الكُلْفَة): لون بين السّواد والحُمْرة. وـ ما ينفق على الشيء لتحصيله من مال أو جهد. (محدثة). وـ حُمْرة كدِرَة تعلو الوجه. وـ ما تتكلّفه على مشقة. ويقال: رفعت الصَّداقة الكُلْفة بينهما: رفعت ما يتجشّم من أنواع المجاملات. وـ أنواع من رقيق النسيج والشُّرُط تضاف إلى الثوب حلية وزينة. (محدثة). (ج) كُلَف.؛(الكَلاَّف): من يقوم بعلف الماشية وتربيتها. (محدثة).؛(الكَلُوف): الأمر الشاقّ.؛(المُتَكَلِّف): الذي يظهر نفسه على غير حقيقتها.؛(المِكْلاف): المحب للنساء.؛(المُكَلّف): البالغ الذي تهيئه سِنّه وحاله لأن تجري عليه أحكام الشرع والقانون. وـ الوَقّاع فبما لا يعنيه.؛(المكَلَّفَة): بيان مساحة الأراضي التي تخصّ كل مزارع وتفصيل أنواع ما يزرع منها. (مج).
المعجم: الوسيط

دهمن

المعنى: دهمن : (دَهْمَنٌ) ، كجَعْفَرٍ: أَهْمَلَه الجوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ. وَهُوَ (للفُرْسِ: كالقَيْلِ لليَمَنِ) . (دين: مَا لَهُ أجل كالدينة وينقسم إِلَى الصَّحِيحَة / فَالصَّحِيح: الَّذِي لَا يسْقط إِلَّا بأَدَاء أَو إِبْرَاء، وَغير الصَّحِيح: مَا يسْقط بدونهما كنجوم بِالْكَسْرِ) (من منتصف الصفحة (49) حَتَّى منتصف الصفحة (51) .)  وَقد ذُكِرَ فِي مِوضِعِه، وبَيْنَهُما وبَيْنَ السَّلَمِ فُروقٌ عُرْفِيَّةٌ ذَكَرها شُرّاحُ نَظْمِ الفَصِيحِ، ونَقَلَ الأَصْمَعِيُّ عَن بعض العَرَب: إِنَّمَا فُتِحَ دالُ الدَّيْنِ؛ لأنَّ صاحِبَة يَعْلُو المَدِينَ، وضُمَّ دالُ الدُّنْيا؛ لابْتِنائِها عَلَى الشِّدَّةِ، وكُسِرَ دالُ {الدِّين؛ لابْتِنائِه عَلَى الخُضُوعِ. (و) من المَجازِ: الدَّيْنُ: (المَوْتُ) ؛ لأنّه دَيْنٌ على كُلِّ أَحَدٍ سَيَقْضِيهِ إِذا جاءَ مُتَقاضِيه، ومِنه المَثَل: " رَماهُ اللهُ} بدَيْنِه ". (وكُلُّ مَا لَيْسَ حاضِرًا) {دَيْنٌ، (ج:} أَدْيُنٌ) ، كَأَفْلُسٍ، ( {ودُيُونٌ) ، قالَ ثَعْلَبَةُ ابنُ عُبَيْدٍ يَصِفُ النَّخْلَ: (تُضَمَّنُ حاجاتِ العِيالِ وضَيْفِهِمْ  ...  ومَهْما تُضَمَّنْ مِنْ} دُيُونِهِمُ تَقْضِي) يَعْنِي {بالدُّيُونِ مَا يُنالُ من جَناهَا وإنْ لَمْ يَكُنْ} دَيْنًا على النَّخْلِ، كَقَوْلِ الأَنْصارِيِّ: ( {أَدِينُ وَمَا} دَيْنِي عَلَيْكُمْ بمَغْرَمٍ  ...  ولكِنْ على الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ) والقَراوِحُ من النَّخِيلِ: الَّتِي لَا كَرَبَ لَهَا، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. ( {ودِنْتُه، بالكَسْرِ) } دَيْنًا ( {وأَدَنْتُه) } إِدانَةً: (أَعْطَيْتُه إِلَى أَجَلِ) فصارَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، تَقُولُ مِنْهُ: {أَدِنِّي عَشْرَةً دَراهِمَ، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ: (أَدانَ وأَنْبَأَهُ الأَوَّلُونَ  ...  بأَنَّ} المُدانَ مَلِيٌّ وَفِيّْ) (و) قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: {دِنْتُه: (أَقْرَضْتُه) ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.} وأَدَنْتُه: اسْتَقْرَضْتُه مِنْهُ. ( {ودانَ هُوَ: أَخَذَهُ، وقِيلَ:} دانَ فلانٌ {يَدِينُ} دَيْنًا: اسْتَقْرَضَ، وصارَ عليهِ {دَيْنٌ (فَهُوَ} دائِنٌ) ، وَأَنْشَدَ الأَحْمَرُ للعُجَيْرِ السَّلُولِيِّ: ( {نَدِينُ ويَقْضِي اللهُ عَنّا وقَدْ نَرَى  ...  مَصارعَ قَوْمٍ لَا} يَدِينُونَ ضُيَّعَا)  كَذَا فِي الصِّحاحِ، قالَ ابنُ بَرّي: وصوابُه: ضُيَّعِ، بالخفضِ؛ لأَنَّ القَصِيدَةَ كُلَّها مَخْفُوضَةٌ. (و) رَجُلٌ ( {مَدِينٌ) ، كَمَقِيلٍ و (} مَدْيُونٌ) ، وَهَذِه تَمِيمِيَّةٌ، ( {ومُدانٌ) ، كمُجابٍ، (وتُشَدَّدُ دالُه) ، أَي: لَا يَزالُ (عَلَيْهِ} دَيْنٌ) (أَو) رَجُلٌ {مَدْيُونٌ: (كثيرٌ) مَا عَلَيْهِ مِن الدَّيْنِ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ: وناهَزُوا البَيْعَ من تُرْعِيَّةٍ رَهِقٍ مُسْتأْرَبٍ عَضَّه السلطانُ} مَدْيون ِوقالَ شَمِرٌ: {ادَّانَ الرَّجلُ بالتَّشديدِ: كثُرَ عَلَيْهِ الدَّيْنُ وأَنْشَدَ: أَنَدَّانُ أَم نَعْتانُ أَمْ يَنْبَرِي لَنافَتًى مِثْلُ نَصْلِ السيفِ هُزَّتْ مَضارِبُه؟ قوْلُه: نَعْتانُ أَي نأْخُذُ العِينَةَ. (} وأَدَانَ {وادَّانَ} واسْتَدانَ {وتَدَيَّنَ: أَخَذَ} دَيْناً) . وقيلَ: ادَّانَ {واسْتَدَانَ: إِذا أَخَذَ} الدَّيْن واقْتَرَضَ، فَإِذا أَعْطَى {الدَّيْن قيلَ: أَدَانَ بالتَّخْفيفِ. وقالَ اللَّيْثُ:} أَدَانَ الرَّجلُ، فَهُوَ مُدِينٌ أَي {مُسْتَدِين. قالَ الأَزْهرِيُّ: وَهُوَ خَطَأٌ عنْدِي، قالَ: وَقد حَكَاهُ شَمِرٌ عَن بعضِهم، وأَظَنُّه أَخَذَ عَنهُ.} وَأَدَانَ: معْناهُ أَنَّه باعَ {بدَيْنٍ، أَو صارَ لَهُ على الناسِ} دَيْن؛ وشاهِدُ {الاسْتِدَانَةِ قوْلُ الشاعِرِ: فإنْ يَكُ يَا جَناحُ عليَّ} دَيْنٌ فعِمْرانُ بنُ موسَى {يَسْتَدِينُ وشاهِدُ} التَّدَيُّن: تُعَيِّرني {بالدَّيْن قومِي، وإنَّما} تَدَيَّنْتُ فِي أَشْياءَ تُكْسِبُهم مَجْدا (ورجُلٌ! مِدْيانٌ: يُقْرِضُ) النَّاسَ  (كثيرا) . وقالَ ابنُ بَرِّي: وحَكَى ابنُ خَالَوَيْه أنَّ بعضَ أَهْلِ اللُّغَةِ يَجْعَلُ {المِدْيانَ الَّذِي يُقْرِضُ الناسَ، والفِعْل مِنْهُ} أَدَانَ بمعْنَى أَقْرَضَ؛ قالَ: وَهَذَا غَرِيبٌ. (و) قيلَ: رجُلٌ {مِدْيانٌ: (يَسْتَقْرِضُ كثيرا) . وَفِي الصِّحاحِ: إِذا كانَ عادَتَهُ يأْخذُ بالدّيْن ويَسْتَقْرِضُ فَهُوَ (ضِدٌّ) . وقالَ ابنُ الأثيرِ: المِدْيانُ مِفْعالٌ مِنَ الدَّيْن للمُبالَغَةِ، وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ} الدّيون؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (ثلاثَةٌ حقّ على الّلهِ عَوْنُهم، مِنْهُم المِدْيانُ الَّذِي يُرِيدُ الأَداءَ. (وَكَذَا امْرأَةٌ) مِدْيانٌ بغيرِ هاءٍ، و (جَمْعُهما) ، أَي المُذَكَّر والمُؤَنَّث: ( {مَدايِينُ. (} ودَايَنْتُه) {مُداينَةً: (أَقْرَضْتُه وأَقْرَضَنِي) . وَفِي الأساسِ: عامَلْتُهُ} بالدَّيْن. وَفِي الصِّحاحِ: عامَلْته فأَعْطَيْتَ {دَيْناً وأَخَذْتَ} بدَيْنٍ، قالَ رُؤْبة: {دَايَنْتُ أَرْوَى} والدُّيونُ تُقْضَى فَمَا طَلَتْ بَعْضًا وأَدَّتْ بَعْضا ( {والدِّيْنُ، بالكسْرِ: الجَزاءُ) والمُكافَأَةُ. يقالُ:} دَانَه {دِيْناً أَي جَازَاهُ. يقالُ: كَمَا} تَدِينُ {تُدانُ، أَي كَمَا تُجازِي تُجازَى بفِعْلِك وبحسَبِ مَا عَمِلْتَ. وقوْلُه تَعَالَى: {إنَّا} لمَدِينُون} ، أَي مَجْزِيُّون. وقالَ خُوَيْلدُ بنُ نَوْفل الكِلابيُّ يخاطِبُ الحارِثَ بن أَبي شَمِر: يَا حارِ أَيْقِنْ أَنَّ مُلْكَكَ زائلٌ واعْلَمْ بأَنْ كَمَا تَدِينُ تُدانُ وقيلَ:! الدِّينُ هُوَ الجَزاءُ بقدرِ فعل  المُجازَى فالجزاءُ أَعَمُّ؛ (وَقد {دِنْتُه، بالكسْرِ،} دَيْناً) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ) : جَزَيْته بفعْلِه. وقيلَ: {الدَِّيْنُ المَصْدَرُ} والدِّيْنُ: الاسمُ، وقوْلُه تعالَى: {مالِكِ يَوْمَ {الدِّيْن} ، أَي يَوْم الجزَاءِ. وَفِي الحديثِ: (اللَّهُمَّ} دِنْهُم كَمَا {يَدِينُوننا) أَي اجْزِهم بِمَا يُعامِلُونا بِهِ. (و) } الدِّيْنُ: (الإِسلامُ، وَقد {دِنْتُ بِهِ، بالكسْرِ) ؛ وَمِنْه حدِيثُ عليَ رَضِيَ الّلهُ تعالَى عَنهُ: (محبَّةُ العُلَماءِ} دِينٌ {يُدانُ الَّلُه بِهِ) . قالَ الراغبُ: وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {أَفَغَيْرَ دِيْن الّلهِ يبغونَ} يَعْنِي الإسلامَ لقوْلهِ تعالَى: {ومَنْ يَبْتغِ غَيْر الإِسْلام} دِيناً فَلَنْ يقْبَلَ مِنْهُ} ، وعَلى هَذَا قَوْله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَه بالهُدَى {ودِينِ الحقِّ} . (و) } الدِّيْنُ: (العادَةُ) والشَّأْنُ؛ قيلَ: هُوَ أَصْلُ المَعْنَى. يقالُ: مَا زالَ ذلِكَ {ديني ودَيْدَني، أَي عادَتي، قالَ المُثَقَّبُ العَبْديُّ: تقولُ إِذا دَرَأْتُ لَهَا وَضِيني أَهذا دِينُه أَبَداً} ودِيني؟ والجمْعُ {أَديانٌ. (و) الدِّيْنُ: (العِبادَةُ) لِلَّهِ تعالَى. (و) الدِّيْنُ: (المُواظِبُ من الأَمْطارِ أَو اللَّيِّنُ مِنْهَا) . (و) قالَ اللَّيْثُ: الدِّيْنُ مِن الأَمْطارِ مَا تَعاهَدَ موْضِعاً لَا يزالُ يُصِيبُه، وأنْشَدَ: مَعْهودٍ} ودِيْن. قالَ الأزْهرِيُّ: هَذَا خَطأٌ  والبَيْتُ للطِّرمَّاحِ، وَهُوَ: عَقائلُ رملةٍ نازَعْنَ منهادُفُوفَ أَقاحِ مَعْهُودٍ ودِينِأَرادَ: دُفُوفَ رَمْل أَو كُتُبَ أَقاحِ مَعْهودٍ أَي مَمْطور أَصابَه عَهْد مِن المَطَرِ بعْدَ مَطَر؛ وقوْلُه: ودِيْن أَي مَوْدُون مَبْلُول مِن وَدَنْتُه أَدِنُه ودْناً إِذا بَلَلْته، والواوُ فاءُ الفعْلِ، وَهِي أَصْلِيَّة وليْسَتْ بواوِ العَطْفِ، وَلَا يُعْرَف الدِّيْن فِي بابِ الأمْطارِ، وَهَذَا تَصْحيفٌ مِنَ اللَّيْثِ أَو ممَّنْ زادَهُ فِي كتابِهِ. (و) {الدِّيْنُ: (الطَّاعَةُ) ، وَهُوَ أَصْلُ المعْنَى؛ وَقد} دِنْتُه {ودِنْتُ لَهُ: أَي أَطَعْته؛ قالَ عَمْرُو بنُ كُلْثُوم: وأَياماً لنا غُرًّا كِراماً عَصَيْنا المَلْكَ فِيهَا أَن} نَدِينا ويُرْوَى: وأَيامٍ لنا وَلَهُم طِوالٍ والجمْعُ {الأَدْيانُ. وَفِي حدِيثِ الخَوارِجِ: (يَمْرُقُونَ مِن} الدِّيْن مُروقَ السَّهْم مِنَ الرَّمِيَّة) ، أَي مِن طاعَةِ الإِمامِ المُفْتَرِض الطاعَةِ؛ قالَهُ الخطابيُّ. وقيلَ: أَرادَ {بالدِّيْن الإِسْلام. قالَ الرَّاغبُ: وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَمَنْ أَحْسَنُ} دِيناً ممَّنْ أَسْلَمَ وجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِن أَي طاعَة؛ وقوْلُه تعالَى: لَا إكْراه فِي الدِّيْن} ، يعْنِي الطَّاعَةَ، فإنَّ ذلِكَ لَا يكونُ فِي الحَقِيقَةِ إلاَّ بالإِخْلاصِ، والإِخْلاصُ لَا يتَأَتَّى فِيهِ الإِكْراهُ، ( {كالدِّيْنَةِ بالهاءِ فيهمَا) ، أَي فِي الطَّاعَةِ والليِّنِ مِنَ الأَمطارِ. (و) } الدِّيْنُ: (الذُّلُّ) والانْقِيادُ؛ قيلَ: هُوَ أَصْلُ المعْنَى، وَبِهَذَا الاعْتِبارِ سُمِّيَتِ الشَّريعَةُ! دِيناً  كَمَا سَيَأْتي إِن شاءَ الّلهُ تَعَالَى؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَعْشى: ثمَّ {دانتْ بعدُ الرَّبابُ وكانتْكعذابٍ عُقُوبَةُ الأَقوالِأَي ذَلَّتْ لَهُ وأَطاعَتْه. (و) الدِّيْنُ: (الَّداءُ) ؛ وَقد} دانَ إِذا أَصابَهُ {الدِّينُ أَي الدَّاءُ قالَ: يَا دِينَ قلبِك من سَلْمى وَقد} دِينا قالَ المفضَّلُ: معْناهُ يَا دَاءَ قلبِكَ القَدِيم. وقالَ اللَّحْيانيُّ: المعْنَى يَا عادَةَ قلْبِكَ. (و) الدّيْنُ: (الحِسابُ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {ملك يَوْم الدِّيْن} ؛ وقوْلُه تعالَى: {ذلِكَ الدِّيْنُ القَيِّمُ} أَي الحِسابُ الصَّحِيحُ والعَدَدُ المُسْتوي، وَبِه فسَّرَ بعض الحدِيث الكَيِّس مَنْ {دانَ نَفْسَه أَي حاسَبَها. وقوْلُه تعالَى: {إِنَّا} لمَدِينُونَ} ؛ أَي مُحاسَبُون. (و) {الدِّيْنُ: (القَهْرُ والغَلَبَةُ والاسْتِعلاءُ) ، وَبِه فسَّرَ بعضٌ حدِيثَ: الكَيِّسُ مَنْ دانَ نفْسَه، أَي قَهَرَها وغَلَبَ عَلَيْهَا واسْتَعْلَى. (و) الدِّيْنُ: (السُّلطانُ. (و) الدِّيْنُ: (المُلْكُ) ، وَقد} دِنْتُه {أَدِينُه} دِيناً: مَلَكْتُه، وَبِه فسِّرَ قوْلُه تعالَى: {غيرَ {مَدِينِينَ} ، أَي غَيْر مَمْلُوكِيْن، عَن الفرَّاءِ. قالَ شَمِرٌ: وَمِنْه قوْلُهم:} يَدِينُ الرّجلُ أَمْرَه: أَي يَمْلكُ. (و) ! الدّيْنُ: (الحُكْمُ. (و) الدِّيْنُ: (السِّيرَةُ.  (و) الدِّيْنُ: (التَّدْبيرُ. (و) الدِّيْنُ: (التَّوْحيدُ. (و) الدِّينُ: (اسمٌ لمَا يُتَعَبَّدُ الِلَّهُ عَزَّ وجلَّ بِهِ. (و) الدِّيْنُ: (المِلَّةُ) ؛ يقالُ اعْتِباراً بالطّاعَةِ والانْقِيادِ للشَّرِيعَةِ، قالَ الِلَّهُ تعالَى: {إنَّ الدِّينَ عنْدَ الِلَّهِ الإِسْلامُ} . وقالَ ابنُ الكَمالِ: الدِّيْنُ وَضْعٌ إلهيٌّ يَدْعو أَصْحابَ العُقُولِ إِلَى قُبولِ مَا هُوَ عَن الرَّسُولِ. وقالَ غيرُه: وَضْعٌ إلهيٌّ سائِقٌ لذَوِي العُقولِ باخْتِيارِهم المَحْمودِ إِلَى الخيْرِ بالذّات. وقالَ الحراليُّ: دِينُ الِلَّهِ المُرضى الَّذِي لَا لبْسَ فِيهِ وَلَا حجَابَ عَلَيْهِ وَلَا عوَجَ لَهُ هُوَ إطْلاعُهُ تعالَى عبْدَه على قَيّوميَّتِهِ الظاهِرَة بكلِّ نادٍ وَفِي كلِّ بادٍ وعَلى كلِّ بادٍ وأَظْهر مِن كلِّ بادٍ وعَظَمَتِه الخفيَّةِ الَّتِي لَا يُشيرُ إِلَيْهَا اسمٌ وَلَا يَحوزُها رسْمٌ، وَهِي مِدادُ كلّ مِدادٍ. (و) الدِّيْنُ: (الوَرَعُ. (و) الدِّيْنُ: (المَعْصِيةُ. (و) الدِّيْنُ: (الإِكْراهُ) ؛ {ودِنْتُ الرَّجلَ: حَمَلْتُه على مَا يَكْرَه، عَن أَبي زيْدٍ. (و) الدِّيْنُ (مِن الأمْطارِ: مَا تعاهد مَوْضِعاً فصارَ ذَلِك لَهُ عادَةً) ؛ عَن اللّيْثِ؛ وَقد تقدَّمَ تَخْطِئةُ الأَزْهرِيّ لَهُ وإنْكارُه عَلَيْهِ قَريباً. (و) الدِّينُ: (الحالُ) . قالَ ابنُ شُمَيْلٍ: سَأَلْتُ أَعْرابيًّا عَن شيءٍ فقالَ: لَو لَقِيتَنِي على دِينٍ غَيْرِ هَذَا لأَخْبَرْتك. (و) الدِّينُ: (القَضاءُ) ، وَبِه فسَّرَ قتادَةُ قوْلَه تعالَى: {مَا كانَ ليأْخذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الملْكِ} أَي قَضائِهِ. (} ودِنْتُه! أَدِينُه: خَدَمْتُه وأَحْسَنْتُ إِليه.  (و) دِنْتُه أَيْضاً: (مَلَكْتُه) فَهُوَ {مدينٌ مَمْلُوكٌ، وَقد ذُكِرَ قَرِيباً. (وناس يَقُولُونَ: (مِنْهُ} المَدِينَةُ للمِصْرِ) لكَوْنِها تُمْلَكُ. (و) دِنْتُه: (أَقْرَضْتُه. (و) أَيْضاً: (اقْتَرَضْتُ مِنْهُ) ، وَقد تقدَّمَ ذلِكَ. ( {والدَّيَّانُ) ، كشَدَّادٍ، فِي صفَةِ اللهاِ تعالَى، وَهُوَ (القَهَّارُ) ، مِن الدِّيْن وَهُوَ القَهْرُ. (و) } الدَّيَّانُ: (القاضِي) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (كانَ عليٌّ دَيَّانَ هَذِه الأُمَّةِ بعْدَ نَبيِّها) ، أَي قاضِيها، كَمَا فِي الأساسِ. وقالَ الأعْشى الحِرْمازِيُّ يَمْدَحُ النبيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا سيِّدَ الناسِ {ودَيَّانَ العَرَبْ (و) } الدَّيَّانُ: (الحاكِمُ. (و) الدَّيَّانُ: (السَّائِسُ) ، وَبِه فسِّرَ قوْلُ ذِي الإِسْبع العَدْوانيّ: لاهِ ابنُ عَمِّك لَا أَفْضَلْتَ فِي حسَبعنِّي وَلَا أَنْتَ {دَيَّاني فَتَخْزُوني: قالَ ابنُ السِّكِّيت: أَي وَلَا أَنْتَ مالِكٌ أَمْرِي فتَسُوسني. (و) الديَّانُ فِي صفَةِ الّلهِ تعالَى، {المُجازِي الَّذِي لَا يُضَيِّعُ عَمَلاً بل يَجْزِي بالخَيْرِ والشَّرِّ} ) ؛ أَشارَ إِلَيْهِ الجَوْهرِيُّ. (} والمَدِينُ: العَبْدُ؛ وبهاءٍ الأَمَةُ، لأنَّ العَمَلَ أَذَلَّهُما) ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَخْطل: رَبَتْ ورَبا فِي كرمِها ابنُ! مَدِينةٍ يَظَلُّ على مِسْحاتِه يَتَرَكَّلُقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: أَي ابنُ أَمَةٍ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ. (وَفِي الحديثِ: (كَانَ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على دِيْنِ قَوْمِه) . (قالَ ابنُ  الأَثيرِ: ليسَ المُرادُ بِهِ الشّرْك الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ وإنَّما أَرادَ: (أَي) كانَ (على مَا بَقِيَ فيهم مِن إِرْثِ إِبراهيمَ وإسْمعيلَ، عَلَيْهِمَا السلامُ، فِي حَجِّهِم ومُناكَحَتِهِم) ومَوارِيثِهم (وبُيوعِهِم وأَسالِيبِهم) وغَيْر ذلِكَ مِن أَحْكامِ الإِيمانِ. (وأَمَّا التَّوْحيدُ فإنَّهم كَانُوا قد بَدَّلُوه، والنَّبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يَكن إلاّ عَلَيْهِ) . وقيلَ: هُوَ مِن الدِّيْنِ العادَةُ، يُريدُ بِهِ أَخْلاقَهم مِنَ الكَرَمِ والشَّجاعَةِ. وَفِي حديثِ الحجِّ: (كانتْ قريشٌ وَمن دانَ {بدِينِهم) أَي اتَّبعَهم فِي} دينِهم ووافَقَهم عَلَيْهِ واتَّخَذَ دِينَهم لَهُ دِيناً وعبادَةً. ( {ودَانَ} يَدِينُ) {دِيناً: (عَزَّ وذَلَّ وأَطاعَ وعَصى واعْتادَ خَيْراً أَو شرًّا) ؛ كلُّ ذلكَ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ. قالَ شيْخُنا: هَذِه المَعاني مِنَ الأَضْدادِ، وأَغْفَلَ المصنِّفُ التَّنْبيه عَلَيْهَا. (و) } دَانَ الرَّجُلُ {دينا: (أَصابَهُ الَّداءُ) ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ أَيْضاً، وَقد تقدَّمَ شاهِدُهُ. (و) دَانَ (فلَانا: حَمَلَهُ على مَا يَكْرَه) ، عَن أَبي زيْدٍ، وَقد تقدَّمَ. (و) } دَانَهُ: (أَذَلَّهُ) واسْتَعْبَدَه؛ وَمِنْه الحديثُ: (الكَيِّسُ من دَانَ نفْسَه وعَمِلَ لِمَا بعْدَ المَوْتِ، والأَحْمقُ مَنْ أَتْبَع نفْسَه هَواها وتمنَّى على الّلهِ تَعَالَى) ؛ قالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي أَذَلَّها واسْتَعْبَدَها؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للأَعْشى: هُوَ دَانَ الرَّبابَ إذْ كَرِهُوا الدّينَ دِراكاً بغَزْوةٍ وصِيال  ِيعْنِي: أَذَلَّها. ( {ودَيَّنَه} تَدْييناً: وكَلَه إِلَى دِينِه) ، بالكسْرِ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ. (و) قالَ ابنُ الأعْرابيِّ: (أَنا ابنُ {مَدِينَتِها، أَي عالِمٌ بهَا) ؛ كَمَا يقالُ ابنُ بجْدَتِها. (} ودَايانُ: حِصْنٌ باليَمَنِ. ( {وادَّانَ) ، بالتَّشْديدِ: (اشْتَرَى بالدَّيْنِ أَو باعَ} بالدَّيْنِ، ضِدٌّ. (وَفِي الحديثِ) عَن عُمَرَ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ: أنَّه قالَ عَن أُسَيْفِع جُهَيْنة: (( {ادَّانَ)) ، ونَصُّ الحديثِ: (} فادَّانَ) (مُعْرِضاً ويُرْوى: (دَانَ) ، وكِلاهُما بمعْنَى اشْتَرَى بالدَّيْنِ) ؛ وقوْلُه: (مُعْرِضاً) : أَي (عَن الأداءِ، أَو معْناهُ: {دَايَنَ كُلَّ مَنْ عَرَضَ لَهُ) . وَفِي الصِّحاحِ: وَهُوَ الَّذِي يَعْتَرِضُ الناسَ ويَسْتدِينُ ممَّنْ أَمْكَنَه: وتقدَّمَ الحدِيثُ بطُولِهِ فِي ترْجَمَةِ عَرَضَ، فرَاجِعْه. وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: } تَدايَنُوا: تَبايَعُوا {بالدَّيْنِ وادَّايَنُوا: أَخَذُوا بالدَّيْنِ؛ والاسمُ} الدِّينَةُ، بالكسْرِ. قالَ أَبو زيْدٍ: جِئْتُ أَطْلبُ الدِّينَةَ، قالَ: هُوَ اسمُ الدَّيْن. وَمَا أَكْثَر دِينَتَه: أَي دَيْنه، والجمْعُ دِيَنٌ، كعِنَبٍ، قالَ رِداءُ بنُ مَنْظُور: فَإِن تُمْسِ قد عالَ عَن شَأْنِهاشُؤُونٌ فقد طالَ مِنْهَا الدِّيَنْأَي دَيْنٌ على دَيْنٍ. وبِعْته {بدينٍ: أَي بتَأْخيرٍ: كَمَا فِي الصِّحاحِ. } والدَّائِنُ: الَّذِي {يَسْتدِينُ، وَالَّذِي يُجْزِي الدَّيْن، ضِدٌّ. ويقالُ: رأَيْتُ بفُلانٍ} دِينَةً، بالكسْرِ: إِذا رأَيْتَ بِهِ سبَبَ المَوْتِ. {والدِّيَانُ، ككِتابٍ: المُدايَنَةُ. } ودانَ بِكَذَا {دِيانَةً،} وتَدَيَّنَ، بِهِ فَهُوَ {دَيِّنٌ} ومُتَدَيِّنٌ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ. {والدِّين الْقصاص وَمِنْه حديثُ سَلْمان: (إِنَّ الِلَّهَ} ليَدِينَ للجمَّاء من  القرناء) أَي يَقْتَصّ {والدِّينَةُ، بالكسْرِ: العادَةُ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: أَلا يَا عَناء القَلْب من أُمِّ عامِرٍ} ودِينَتَه من حُبِّ من لَا يُجاوِرُ {ودِينَ الرَّجل عُوِّد؛ وقيلَ: لَا فِعْلَ لَهُ. وقومٌ دِينٌ، بالكسْرِ:} دائِنُونَ، قالَ الشاعِرُ: وَكَانَ الناسُ إلاّ نَحن {دِينا} ودِنْتُه {دِيْناً: سُسْته. } ودُيِّنَه {تَدْيِيناً: مَلَّكَهُ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ للحُطَيْئة: لقَد} دُيِّنْتِ أمْرَ بَنِيكِ حَتَّى تَرَكْتِهِم أَدَقَّ من الطَّحِين ِيعْنِي: مُلِّكْتِ. {ودَيَّنَ الرجلَ فِي القَضاءِ وفيمَا بَيْنه وبَيْن الِلَّهِ: صَدَّقَه. وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ:} دَيَّنْتُ الحالِفَ: أَي نَوَّيتَه فيمَا حَلَفَ، وَهُوَ {التَّدْيِين. } والدَّيَّانُ، كشَدّادٍ: لَقَبُ يَزِيد بنِ قَطَنِ بنِ زِيادِ بنِ الحارِثِ بنِ مالِكِ بنِ ربيعَةَ بنِ كعْبٍ الحارِثيّ، أَبو بَطْنٍ، وَكَانَ شَرِيفَ قوْمِه؛ قالَ السَّمَوْءَل ابنُ عادِيا: فإنَّ بني! الدَّيَّانِ قُطْبٌ لقومِهِمْتَدُورُ رَحاهمْ حَولَهُمْ وتَحُولُوحفِيدُهُ أَبو عبْدِ الرَّحْمن الرَّبيعُ بنُ زِيادِ بنِ أَنَس بنِ الدَّيَّانِ البَصْريُّ محدِّثٌ عَن كعْبِ الأَحْبارِ، وَعنهُ قتادَةُ مُرْسلا.  {ودَيَّنَه الشيءَ} تدْيِيناً: مَلّكَه إِيَّاه. والمُدايَنَةُ {والدِّيانُ: المُحاكَمَةُ. } وديانٌ: أَرْضٌ بالشامِ. وعبدُ الوَهابِ بنُ أَبي {الدِّينا، بالكسْرِ: محدِّثٌ، ذَكَرَه مَنْصورٌ فِي الذَّيْل وضَبَطَه.
المعجم: تاج العروس

رجع

المعنى: رجع: رَجَعَ يَرْجِعُ رَجْعًا وَرُجُوعًا وَرُجْعَى وَرُجْعَانًا وَمَرْجِعًا وَمَرْجِعَةً: انْصَرَفَ. وَفِي التَّنْزِيلِ: إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى أَيِ: الرُّجُوعَ وَالْمَرْجِعَ ، مَصْدَرٌ عَلَى فُعْلَى ، وَفِيهِ: إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا أَيْ: رُجُوعُكُمْ, حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ فِيمَا جَاءَ مِنَ الْمَصَادِرِ الَّتِي مِنْ فَعَلَ يَفْعِلُ عَلَى مَفْعِلٍ ، بِالْكَسْرِ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَاهُنَا اسْمَ الْمَكَانِ لِأَنَّهُ قَدْ تَ عَدَّى بِإِلَى ، وَانْتَصَبَتْ عَنْهُ الْحَالُ ، وَاسْمُ الْمَكَانِ لَا يَتَعَدَّى بِحَرْفٍ وَلَا تَنْتَصِبُ عَنْهُ الْحَالُ إِلَّا أَنَّ جُمْلَةَ الْبَابِ فِي ف َعَلَ يَفْعِلُ أَنْ يَكُونَ الْمَصْدَرُ عَلَى مَفْعَلٍ ، بِفَتْحِ الْعَيْنِ. وَرَاجَعَ الشَّيْءَ وَرَجَعَ إِلَيْهِ ، عَنِ ابْنِ جِنِّي ، وَرَجَعْتُهُ أَرْجِعُهُ رَجْعًا وَمَرْجِعًا وَمَرْجَعًا وَأَرْجَعْتُهُ ، فِي لُغَةِ هُذَيْلٍ ، قَالَ: وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ عَنِ الضَّبِّيِّينَ أَنَّهُمْ قَرَؤُوا: (أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يُرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا) ، وَقَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ - قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا يَعْنِي الْعَبْدَ إِذَا بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَبْصَرَ وَعَرَفَ مَا كَانَ يُنْكِرُهُ فِي الدُّنْيَا يَقُولُ لِرَبِّهِ: ارْجِعُونِ أَيْ: رُدُّونِي إِلَى ا لدُّنْيَا ، وَقَوْلُهُ ارْجِعُونِ وَاقِعٌ هَاهُنَا وَيَكُونُ لَازِمًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ وَمَصْدَرُهُ لَازِمًا الرُّجُوعُ ، وَمَصْدَرُهُ وَاقِعًا الرَّجْعُ. يُقَالُ: رَجَعْتُهُ رَجْعًا فَرَجَعَ رُجُوعًا يَسْتَوِي فِيهِ لَفْظُ اللَّازِمِ وَالْوَاقِ عِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا -: مَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ يُبَلِّغُهُ حَجَّ بَيْتِ اللَّهِ أَوْ تَجِبُ عَلَيْهِ فِيهِ زَكَاةٌ فَلَمْ يَفْعَلْ سَأَلَ الرَّجْعَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ أَيْ: سَأَلَ أَنْ يُرَدَّ إِلَى الدُّنْيَا لِيُحْسِنَ الْعَمَلَ وَيَسْتَدْرِكَ مَا فَاتَ. وَالرَّجْعَةُ: مَذْهَبُ قَوْمٍ مِنَ الْعَرَبِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَع ْرُوفٌ عِنْدَهُمْ ، وَمَذْهَبُ طَائِفَةٍ مِنْ فِرَقِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ أُولِي الْبِدَعِ وَالْأَهْوَاءِ ، يَقُولُونَ: إِنَّ الْمَيِّتَ يَرْجِعُ إِلَى الدُّنْي َا وَيَكُونُ فِيهَا حَيًّا كَمَا كَانَ ، وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ طَائِفَةٌ مِنَ الرَّافِضَةِ يَقُولُونَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ - مُسْتَتِرٌ فِي السَّحَابِ فَلَا يَخْرُجُ مَعَ مَنْ خَرَجَ مِنْ وَلَدِهِ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: اخْرُجْ مَعَ فُلَانٍ ، قَالَ: وَيَشْهَدُ لِهَذَا الْمَذْهَبِ السُّوءِ قَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ يُرِيدُ الْكُفَّارَ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ قَالَ: لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ أَيْ: يَرُدُّونَ الْبِضَاعَةَ لِأَنَّهَا ثَمَنُ مَا اكْتَالُوا وَأَنَّهُمْ لَا يَأْخُذُونَ شَيْئًا إِلَّا بِثَمَنِهِ ، وَقِيلَ: يَرْجِعُونَ إِلَيْنَا إِذَا عَلِمُوا أَنَّ مَا كِيلَ لَهُمْ مِنَ الطَّعَامِ ثَمَنُهُ يَعْنِي رُدَّ إِلَيْهِمْ ثَمَنُهُ ، وَيَدُلُّ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ قَوْلُه ُ: فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَاأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ نَفَّلَ فِي الْبَدْأَةِ الرُّبُعَ وَفِي الرَّجْعَةِ الثُّلُثَ, أَرَادَ بِالرَّجْعَةِ عَوْدَ طَائِفَةٍ مِنَ الْغُزَاةِ إِلَى الْغَزْوِ بَعْدَ قُفُولِهِمْ فَيُنَفِّلَهُمُ الثُّلُثَ مِنَ الْغَنِيمَةِ لِأَنَّ نُهُوضَهُمْ بَعْ دَ الْقُفُولِ أَشَقُّ وَالْخَطَرُ فِيهِ أَعْظَمُ. وَالرَّجْعَةُ: الْمَرَّةُ مِنَ الرُّجُوعِ. وَفِي حَدِيثِ السُّحُورِ: فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ وَيُوقِظَ نَائِمَكُمْ, الْقَائِمُ: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي صَلَاةَ اللَّيْلِ. وَرُجُوعُهُ عَوْدُهُ إِلَى نَوْمِهِ أَوْ قُعُودِهِ عَنْ صَلَاتِهِ إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ ، وَرَجَعَ فِعْلٌ قَاصِرٌ وَمُتَعَدٍّ ، تَقُولُ: رَجَعَ زَيْدٌ وَرَجَعْتُهُ أَنَا ، وَهُوَ هَاهُنَا مُتَعَدٍّ لِيُزَاوِجَ يُوقِظَ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ قِيلَ: إِنَّهُ عَلَى رَجْعِ الْمَاءِ إِلَى الْإِحْلِيلِ ، وَقِيلَ إِلَى الصُّلْبِ ، وَقِيلَ إِلَى صُلْبِ الرَّجُلِ وَتَرِيبَةِ الْمَرْأَةِ ، وَقِيلَ عَلَى إِعَاد َتِهِ حَيًّا بَعْدَ مَوْتِهِ وَبِلَاهُ لِأَنَّهُ الْمُبْدِئُ الْمُعِيدُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وَقِيلَ عَلَى بَعْثِ الْإِنْسَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَهَذَ ا يُقَوِّيهِ: يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ أَيْ: قَادِرٌ عَلَى بَعْثِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْلَمُ بِمَا أَرَادَ. وَيُقَالُ: أَرْجَعَ اللَّهُ هَمَّهُ سُرُورًا أَيْ أَبْدَلَ هَمّ َهُ سُرُورًا. وَحَكَى سِيبَوَيْهِ: رَجَّعَهُ وَأَرْجَعَهُ نَاقَتَهُ بَاعَهَا مِنْهُ ثُمَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهَا لِيَرْجِعَ عَلَيْهَا ، هَذِهِ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: وَتَرَاجَعَ الْقَوْمُ: رَجَعُوا إِلَى مَحَلِّهِمْ. وَرَجَعَ الرَّجُلُ وَتَرَجَّعَ: رَدَّدَ صَوْتَهُ فِي قِرَاءَةٍ أَوْ أَذَانٍ أَوْ غِنَاءٍ أَوْ زَمْرٍ أَوْ غَي ْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُتَرَنَّمُ بِهِ. وَالتَّرْجِيعُ فِي الْأَذَانِ: أَنْ يُكَرِّرَ قَوْلَهُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. وَتَرْجِيعُ الصَّوْتِ: تَرْدِيدُهُ فِي الْحَلْقِ كَقِرَاءَةِ أَصْحَابِ الْأَلْحَانِ. وَفِي صِفَةِ قِرَاءَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّ مَ يَوْمَ الْفَتْحِ: أَنَّهُ كَانَ يُرَجِّعُ, التَّرْجِيعُ: تَرْدِيدُ الْقِرَاءَةِ ، وَمِنْهُ تَرْجِيعُ الْأَذَانِ ، وَقِيلَ: هُوَ تَقَارُبُ ضُرُوبِ الْحَرَكَاتِ فِي الصَّوْتِ ، وَقَدْ حَكَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ تَرْجِيعَهُ بِمَدِّ الصَّوْتِ فِي الْقِرَاءَةِ نَحْوُ آءْ آءْ آءْ. قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: وَهَذَا إِنَّمَا حَصَلَ مِنْهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ ، يَوْمَ الْفَتْحِ لِأَنَّهُ كَانَ رَاكِبًا فَجَعَلَتِ النَّاقَةُ تُحَرِّكُهُ وَتُنَزِّيهُ فَحَدَثَ التَّرْ جِيعُ فِي صَوْتِهِ ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ لَا يُرَجِّعُ ، وَوَجْهُهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ حِينَئِذٍ رَاكِبًا فَلَمْ يَحْدُثْ فِي قِرَاءَتِهِ التَّرْجِيعُ. وَرَجَّعَ الْبَعِيرُ فِي شِقْشِقَتِهِ: هَدَرَ. وَرَجَّعَتِ ال نَّاقَةُ فِي حَنِينِهَا: قَطَّعَتْهُ ، وَرَجَّعَ الْحَمَامُ فِي غِنَائِهِ وَاسْتَرْجَعَ كَذَلِكَ. وَرَجَّعَتِ الْقَوْسُ: صَوَّتَتْ, عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ: وَرَجَّعَ النَّقْشَ وَالْوَشْمَ وَالْكِتَابَةَ: رَدَّدَ خُطُوطَهَا ، وَتَرْجِيعُهَا أَنْ يُعَادَ عَلَيْهَا السَّوَادُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى. يُقَالُ: رَجَّعَ النَّقْشَ وَالْوَشْمَ رَدَّدَ خُطُوطَهُمَا. وَرَجْعُ الْوَاشِمَةِ: خَطُّهَا, وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ؛أَوْ رَجْعُ وَاشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُهَا كِفَفًا تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَا؛وَقَالَ الشَّاعِرُ؛كَتَرْجِيعِ وَشْمٍ فِي يَدَيْ حَارِثِيَّةٍ يَمَانِيَةِ الْأَسْدَافِ بَاقٍ نَؤُورُهَا؛وَقَوْلُ زُهَيْرٍ؛مَرَاجِيعُ وَشْمٍ فِي نَوَاشِرِ مِعْصَمِ؛هُوَ جَمْعُ الْمَرْجُوعِ وَهُوَ الَّذِي أُعِيدَ سَوَادُهُ. وَرَجَعَ إِلَيْهِ: كَرَّ. وَرَجَعَ عَلَيْهِ وَارْتَجَعَ: كَرَجَعَ. وَارْتَجَعَ عَلَى الْغَرِيمِ وَا لْمُتَّهَمِ: طَالَبَهُ. وَارْتَجَعَ إِلَيَّ الْأَمْرَ: رَدَّهُ إِلَيَّ, أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ؛أَمُرْتَجِعٌ لِي مِثْلَ أَيَّامِ حَمَّةٍ وَأَيَّامِ ذِي قَارٍ عَلَيَّ الرَّوَاجِعُ ؟؛وَارْتَجَعَ الْمَرْأَةَ وَرَاجَعَهَا مُرَاجَعَةً وَرِجَاعًا: رَجَعَهَا إِلَى نَفْسِهِ بَعْدَ الطَّلَاقِ ، وَالِاسْمُ الرِّجْعَةُ وَالرَّجْعَةُ. يُقَالُ: طَلّ َقَ فُلَانٌ فُلَانَةً طَلَاقًا يَمْلِكُ فِيهِ الرَّجْعَةَ ، وَالرِّجْعَةَ ، وَالْفَتْحُ أَفْصَحُ ، وَأَمَّا قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ نِسَاءً تَجَلَّلْنَ بِجَلَابِيبِهِنَّ؛كَأَنَّ الرِّقَاقَ الْمُلْحَمَاتِ ارْتَجَعْنَهَا عَلَى حَنْوَةِ الْقُرْيَانِ ذَاتِ الْهَمَائِمِ؛أَرَادَ أَنَّهُنَّ رَدَدْنَهَا عَلَى وُجُوهٍ نَاضِرَةٍ نَاعِمَةٍ كَالرِّيَاضِ. وَالرُّجْعَى وَالرَّجِيعُ مِنَ الدَّوَابِّ ، وَقِيلَ مِنَ الدَّوَابِّ وَمِنَ ال ْإِبِلِ: مَا رَجَعْتَهُ مِنْ سَفَرٍ إِلَى سَفَرٍ وَهُوَ الْكَالُّ ، وَالْأُنْثَى رَجِيعٌ وَرَجِيعَةٌ ، قَالَ جَرِيرٌ؛إِذَا بَلَّغَتْ رَحْلِي رَجِيعٌ أَمَلَّهَا نُزُولِيَ بِالْمَوْمَاةِ ثُمَّ ارْتِحَالِيَا؛وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ نَاقَةً؛رَجِيعَةُ أَسْفَارٍ كَأَنَّ زِمَامَهَا شُجَاعٌ لَدَى يُسْرَى الذِّرَاعَيْنِ مُطْرِقُ؛وَجَمْعُهُمَا مَعًا رَجَائِعُ ، قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوْسٍ الْمُزَنِيُّ؛عَلَى حِينَ مَا بِي مِنْ رِيَاضٍ لِصَعْبَةٍ وَبَرَّحَ بِي أَنْقَاضُهُنَّ الرَّجَائِعُ؛كَنَى بِذَلِكَ عَنِ النِّسَاءِ أَيْ: أَنَّهُنَّ لَا يُوَاصِلْنَهُ لِكِبَرِهِ ، وَاسْتَشْهَدَ الْأَزْهَرِيُّ بِعَجُزِ هَذَا الْبَيْتِ وَقَالَ: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الرَّجِيعَةُ بَعِيرٌ ارْتَجَعْتَهُ أَيِ: اشْتَرَيْتَهُ مِنْ أَجْلَابِ النَّاسِ لَيْسَ مِنَ الْبَلَدِ الَّذِي هُوَ بِهِ ، وَهِيَ الرَّجَائِعُ ، وَأَنْشَدَ؛وَبَرَّحَ بِي أَنْقَاضُهُنَّ الرَّجَائِعُ؛وَرَاجَعَتِ النَّاقَةُ رِجَاعًا إِذَا كَانَتْ فِي ضَرْبٍ مِنَ السَّيْرِ فَرَجَعَتْ إِلَى سَيْرٍ سِوَاهُ ، قَالَ الْبَعِيثُ يَصِفُ نَاقَتَهُ؛وَطُولُ ارْتِمَاءِ الْبِيدِ بِالْبِيدِ تَعْتَلِي بِهَا نَاقَتِي تَخْتَبُّ ثُمَّ تُرَاجِعُ؛وَسَفَرٌ رَجِيعٌ: مَرْجُوعٌ فِيهِ مِرَارًا ، عَنِ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ. وَيُقَالُ لِلْإِيَابِ فِي السَّفَرِ: سَفَرٌ رَجِيعٌ ، قَالَ الْقُحَيْفُ؛وَأَسْقِي فِتْيَةً وَمُنَفَّهَاتٍ أَضَرَّ بِنِقْيِهَا سَفَرٌ رَجِيعُ؛وَفُلَانٌ رِجْعُ سَفَرٍ وَرَجِيعُ سَفَرٍ. وَيُقَالُ: جَعَلَهَا اللَّهُ سَفْرَةً مُرْجِعَةً. وَالْمُرْجِعَةُ: الَّتِي لَهَا ثَوَابٌ وَعَاقِبَةٌ حَسَنَةٌ. وَالر َّجْعُ: الْغِرْسُ يَكُونُ فِي بَطْنِ الْمَرْأَةِ يَخْرُجُ عَلَى رَأْسِ الصَّبِيِّ. وَالرِّجَاعُ: مَا وَقَعَ عَلَى أَنْفِ الْبَعِيرِ مِنْ خِطَامِهِ. وَيُقَالُ: ر َجَعَ فُلَانٌ عَلَى أَنْفِ بَعِيرِهِ إِذَا انْفَسَخَ خَطْمُهُ فَرَدَّهُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ يُسَمَّى الْخِطَامُ رِجَاعًا. وَرَاجَعَهُ الْكَلَامَ مُرَاجَعَةً وَرِج َاعًا: حَاوَرَهُ إِيَّاهُ. وَمَا أَرْجَعَ إِلَيْهِ كَلَامًا أَيْ: مَا أَجَابَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ أَيْ: يَتَلَاوَمُونَ. وَالْمُرَاجَعَةُ: الْمُعَاوَدَةُ. وَالرَّجِيعُ مِنَ الْكَلَامِ: الْمَرْدُودُ إِلَى صَاحِبِهِ. وَالرَّجْعُ وَالرَّجِيعُ: النَّجْوُ وَالر َّوْثُ وَذُو الْبَطْنِ, لِأَنَّهُ رَجَعَ عَنْ حَالِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا. وَقَدْ أَرْجَعَ الرَّجُلُ. وَهَذَا رَجِيعُ السَّبُعِ وَرَجْعُهُ أَيْضًا يَعْنِي ن َجْوَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُسْتَنْجَى بِرَجِيعٍ أَوْ عَظْمٍ ، الرَّجِيعُ يَكُونُ الرَّوْثَ وَالْعَذِرَةَ جَمِيعًا ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ رَجِيعًا, لِأَنَّهُ رَجَعَ عَنْ حَالِهِ الْأُولَى بَعْدَ أَنْ كَانَ طَعَامًا أَوْ عَل َفًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ. وَأَرْجَعَ مِنَ الرَّجِيعِ إِذَا أَنْجَى. وَالرَّجِيعُ: الْجِرَّةُ لِرَجْعِهِ لَهَا إِلَى الْأَكْلِ ، قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ الْهِلَالِيُّ يَصِفُ إِبِلًا تُرَدِّدُ جِرَّتَهَا؛رَدَدْنَ رَجِيعَ الْفَرْثِ حَتَّى كَأَنَّهُ حَصَى إِثْمِدٍ بَيْنَ الصَّلَاءِ سَحِيقُ؛وَبِهِ فَسَّرَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَوْلَ الرَّاجِزِ؛يَمْشِينَ بِالْأَحْمَالِ مَشْيَ الْغِيلَانْ فَاسْتَقْبَلَتْ لَيْلَةَ خِمْسٍ حَنَّانْ؛تَعْتَلُّ فِيهِ بِرَجِيعِ الْعِيدَانْ؛وَكُلُّ شَيْءٍ مُرَدَّدٍ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ ، فَهُوَ رَجِيعٌ, لِأَنَّ مَعْنَاهُ مَرْجُوعٌ أَيْ: مَرْدُودٌ ، وَمِنْهَا سَمَّوُا الْجِرَّةَ رَجِيعًا ، قَالَ الْأَعْشَى؛وَفَلَاةٍ كَأَنَّهَا ظَهْرُ تُرْسٍ لَيْسَ إِلَّا الرَّجِيعَ فِيهَا عَلَاقُ؛يَقُولُ لَا تَجِدُ الْإِبِلُ فِيهَا عُلَقًا إِلَّا مَا تُرَدِّدُهُ مِنْ جِرَّتِهَا. الْكِسَائِيُّ: أَرْجَعَتِ الْإِبِلُ إِذَا هُزِلَتْ ثُمَّ سَمِنَتْ. وَفِي التَّهْذِيبِ: قَالَ الْكِسَائِيُّ إِذَا هُزِلَتِ النَّاقَةُ قِيلَ أَرْجَعَتْ. وَأَرْجَعَتِ النَّاقَةُ ، فَهِيَ مُرْجِعٌ: حَسُنَتْ بَعْدَ الْهُزَالِ. وَتَقُولُ: أَرْجَعْتُكَ نَاقَةً إِرْجَاعًا أ َيْ: أَعْطَيْتُكَهَا لِتَرْجِعَ عَلَيْهَا كَمَا تَقُولُ أَسْقَيْتُكَ إِهَابًا. وَالرَّجِيعُ: الشِّوَاءُ يُسَخَّنُ ثَانِيَةً ، عَنِ الْأَصْمَعِيِّ وَقِيلَ: كُلُّ مَا رُدِّدَ فَهُوَ رَجِيعٌ ، وَكُلُّ طَعَامٍ بَرَدَ فَأُعِيدَ عَلَى النَّارِ فَهُوَ رَجِيعٌ. وَحَبْلٌ رَجِيعٌ: نُقِضَ ثُمَّ أُعِيدَ فَتْلُهُ ، وَق ِيلَ: كُلُّ مَا ثَنَيْتَهُ فَهُوَ رَجِيعٌ. وَرَجِيعُ الْقَوْلِ: الْمَكْرُوهُ. وَتَرَجَّعَ الرَّجُلُ عِنْدَ الْمُصِيبَةِ وَاسْتَرْجَعَ: قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَإ ِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ حِينَ نُعِيَ لَهُ قُثَمُ اسْتَرْجَعَ أَيْ: قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، وَكَذَلِكَ التَّرْجِيعُ ، قَالَ جَرِيرٌ؛وَرَجَّعْتَ مِنْ عِرْفَانِ دَارٍ كَأَنَّهَا بَقِيَّةُ وَشْمٍ فِي مُتُونِ الْأَشَاجِعِ؛وَاسْتَرْجَعْتُ مِنْهُ الشَّيْءَ إِذَا أَخَذْتَ مِنْهُ مَا دَفَعْتَهُ إِلَيْهِ وَالرَّجْعُ: رَدُّ الدَّابَّةِ يَدَيْهَا فِي السَّيْرِ وَنَحْوُهُ خَطْوُهَا. وَ الرَّجْعُ: الْخَطْوُ. وَتَرْجِيعُ الدَّابَّةِ يَدَيْهَا فِي السَّيْرِ: رَجْعُهَا ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ؛يَعْدُو بِهِ نَهْشُ الْمُشَاشِ كَأَنَّهُ صَدَعٌ سَلِيمٌ رَجْعُهُ لَا يَظْلَعُ؛نَهْشُ الْمُشَاشِ: خَفِيفُ الْقَوَائِمِ ، وَصَفَهُ بِالْمَصْدَرِ ، وَأَرَادَ نَهِشَ الْقَوَائِمِ أَوْ مَنْهُوشَ الْقَوَائِمِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لِلْجَلَّادِ: اضْرِبْ وَارْجِعْ يَدَكَ ، قِيلَ: مَعْنَاهُ أَنْ لَا يَرْفَعَ يَدَهُ إِذَا أَرَادَ الضَّرْبَ كَأَنَّهُ كَانَ قَدْ رَفَعَ يَدَهُ عِنْدَ الضَّرْبِ فَقَالَ: ارْجِعْهَا إِلَى مَوْضِعِهَا. وَ رَجْعُ الْجَوَابِ وَرَجْعُ الرَّشْقِ فِي الرَّمْيِ: مَا يَرُدُّ عَلَيْهِ. الرَّوَاجِعُ: الرِّيَاحُ الْمُخْتَلِفَةُ لِمَجِيئِهَا وَذَهَابِهَا. وَالرَّجْعُ وَال رُّجْعَى وَالرُّجْعَانُ وَالْمَرْجُوعَةُ وَالْمَرْجُوعُ: جَوَابُ الرِّسَالَةِ ، قَالَ يَصِفُ الدَّارَ؛سَأَلْتُهَا عَنْ ذَاكَ فَاسْتَعْجَمَتْ لَمْ تَدْرِ مَا مَرْجُوعَةُ السَّائِلِ؛وَرُجْعَانُ الْكِتَابِ: جَوَابُهُ. يُقَالُ: رَجَعَ إِلَيَّ الْجَوَابُ يَرْجِعُ رَجْعًا وَرُجْعَانًا. وَتَقُولُ: أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ فَمَا جَاءَنِي رُجْعَى رِس َالَتِي أَيْ: مَرْجُوعُهَا ، وَقَوْلُهُمْ: هَلْ جَاءَ رُجْعَةُ كِتَابِكَ وَرُجْعَانُهُ أَيْ: جَوَابُهُ ، وَيَجُوزُ رَجْعَةٌ بِالْفَتْحِ. وَيُقَالُ: مَا كَانَ مِنْ مَرْجُوعِ أَمْرِ فُلَانٍ عَلَيْكَ أَيْ: مِنْ مَرْدُودِهِ وَجَوَابِهِ. وَرَجَعَ إِلَى فُلَانٍ مِنْ مَرْ جُوعِهِ كَذَا: يَعْنِي رَدَّهُ الْجَوَابَ. وَلَيْسَ لِهَذَا الْبَيْعِ مَرْجُوعٌ أَيْ: لَا يُرْجَعُ فِيهِ. وَمَتَاعٌ مُرْجِعٌ: لَهُ مَرْجُوعٌ. وَيُقَالُ: أَرْجَ عَ اللَّهُ بَيْعَةَ فُلَانٍ كَمَا يُقَالُ أَرْبَحَ اللَّهُ بَيْعَتَهُ. وَيُقَالُ: هَذَا أَرْجَعُ فِي يَدِي مِنْ هَذَا أَيْ: أَنْفَعُ ، قَالَ ابْنُ الْفَرَجِ: سَمِعْتُ بَعْضَ بَنِي سُلَيْمٍ يَقُولُ: قَدْ رَجَعَ كَلَامِي فِي الرَّجُلِ وَنَجَعَ فِيهِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. قَالَ: وَرَجَعَ فِي الدَّابَّةِ الْعَلَفُ وَنَجَعَ إِذَا تَبَيَّنَ أَثَرُهُ. وَيُق َالُ: الشَّيْخُ يَمْرَضُ يَوْمَيْنِ فَلَا يَرْجِعُ شَهْرًا أَيْ: لَا يَثُوبُ إِلَيْهِ جِسْمُهُ وَقُوَّتُهُ شَهْرًا. وَفِي النَّوَادِرِ: يُقَالُ طَعَامٌ يُسْتَر ْجَعُ عَنْهُ ، وَتَفْسِيرُ هَذَا فِي رِعْيِ الْمَالِ وَطَعَامِ النَّاسِ مَا نَفَعَ مِنْهُ وَاسْتُمْرِئَ فَسَمِنُوا عَنْهُ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: ارْتَجَعَ فُلَانٌ مَالًا وَهُوَ أَنْ يَبِيعَ إِبِلَهُ الْمُسِنَّةَ وَالصِّغَارَ ثُمَّ يَشْتَرِيَ الْفَتِيَّةَ وَالْبِكَارَ ، وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَبِيعَ الذُّكُ ورَ وَيَشْتَرِيَ الْإِنَاثَ ، وَعَمَّ مَرَّةً بِهِ فَقَالَ: هُوَ أَنْ يَبِيعَ الشَّيْءَ ثُمَّ يَشْتَرِيَ مَكَانَهُ مَا يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ أَفْتَى وَأَصْ لَحُ. وَجَاءَ فُلَانٌ بِرِجْعَةٍ حَسَنَةٍ أَيْ: بِشَيْءٍ صَالِحٍ اشْتَرَاهُ مَكَانَ شَيْءٍ طَالِحٍ ، أَوْ مَكَانَ شَيْءٍ قَدْ كَانَ دُونَهُ ، وَبَاعَ إِبِلَهُ فَ ارْتَجَعَ مِنْهَا رِجْعَةً صَالِحَةً وَرَجْعَةً: رَدَّهَا. وَالرِّجْعَةُ وَالرَّجْعَةُ: إِبِلٌ تَشْتَرِيهَا الْأَعْرَابُ لَيْسَتْ مِنْ نِتَاجِهِمْ وَلَيْسَتْ عَلَيْهَا سِمَاتُهُمْ. وَارْتَجَعَهَا: اشْتَرَاهَا ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ؛لَا تَرْتَجِعْ شَارِفًا تَبْغِي فَوَاضِلَهَا بِدَفِّهَا مِنْ عُرَى الْأَنْسَاعِ تَنْدِيبُ؛وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِنْ قَوْلِهِمْ: بَاعَ إِبِلَهُ فَارْتَجَعَ مِنْهَا رِجْعَةً صَالِحَةً - بِالْكَسْرِ - إِذَا صَرَفَ أَثْمَانَهَا فِيمَا تَعُودُ عَلَيْهِ بِالْعَائِدَةِ الصَّالِحَةِ ، وَكَذَلِكَ الرِّجْعَةُ فِي الصَّدَقَةِ وَفِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ رَأَى فِي إِبِلِ الصَّدَقَةِ نَاقَةً كَوْمَاءَ فَسَأَلَ عَنْهَا الْمُصَدِّقَ فَقَالَ: إِنِّي ارْتَجَعْتُهَا بِإِبِلٍ ، فَسَكَتَ, الِارْتِجَاعُ: أَنْ يَقْدُمَ الرَّجُلُ الْمِصْرَ بِإِبِلِهِ فَيَبِيعُهَا ثُمَّ يَشْتَرِي بِثَمَنِهَا مِثْلَهَا أَوْ غَيْرَهَا ، فَتِلْكَ الرِّجْعَةُ - بِالْكَس ْرِ - قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ هُوَ فِي الصَّدَقَةِ إِذَا وَجَبَ عَلَى رَبِّ الْمَالِ سِنٌّ مِنَ الْإِبِلِ فَأَخَذَ الْمُصَدِّقُ مَكَانَهَا سِنًّا أُخْرَى فَوْقَهَا أَوْ دُونَهَا ، فَتِلْكَ الَّتِي أَخَذَ رِجْعَةٌ, لِأَنَّهُ ارْتَجَعَهَا مِنَ الَّتِي وَجَبَتْ لَهُ ، وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ: شَكَتْ بَنُو تَغْلِبَ إِلَيْهِ السَّنَةَ فَقَالَ: كَيْفَ تَشْكُونَ الْحَاجَةَ مَعَ اجْتِلَابِ الْمِهَارَةِ وَارْتِجَاعِ الْبِكَارَةِ ؟ أَيْ: تَجْلُبُونَ أَوْلَادَ الْخَيْلِ فَتَبِيعُونَهَا وَتَرْجِعُونَ بِأَثْمَانِهَا ، الْبَكَارَةُ لِلْقِنْيَةِ يَعْنِي الْإِبِلَ ، قَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ الْأَثَافِيَّ؛جُرْدٌ جِلَادٌ مُعَطَّفَاتٌ عَلَى الْ أَوْرَقِ لَا رِجْعَةٌ وَلَا جَلَبُ؛قَالَ: وَإِنْ رَدَّ أَثْمَانَهَا إِلَى مَنْزِلِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَشْتَرِيَ بِهَا شَيْئًا فَلَيْسَتْ بِرِجْعَةٍ. وَفِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: فَإِنَّهُمَا يَتَرَاجَعَانِ بَيْنَهُمَا بِالسَّوِيَّةِ ، التَّرَاجُعُ بَيْنَ الْخَلِيطَيْنِ أَنْ يَكُونَ لِأَحَدِهِمَا مَثَلًا أَرْبَعُونَ بَقَرَةً وَلِلْآخَرِ ثَلَاثُونَ ، وَمَالُهُمَا مُشْتَرَكٌ ، فَيَأْخُذُ الْع َامِلُ عَنِ الْأَرْبَعِينَ مُسِنَّةً ، وَعَنِ الثَّلَاثِينَ تَبِيعًا ، فَيَرْجِعُ بَاذِلُ الْمُسِنَّةِ بِثَلَاثَةِ أَسْبَاعِهَا عَلَى خَلِيطِهِ ، وَبَاذِلُ الت َّبِيعِ بِأَرْبَعَةِ أَسْبَاعِهِ عَلَى خَلِيطِهِ, لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ السِّنَّيْنِ وَاجِبٌ عَلَى الشُّيُوعِ كَأَنَّ الْمَالَ مِلْكٌ وَاحِدٌ ، وَفِي قَوْل ِهِ بِالسَّوِيَّةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ السَّاعِيَ إِذَا ظَلَمَ أَحَدَهُمَا فَأَخَذَ مِنْهُ زِيَادَةً عَلَى فَرْضِهِ فَإِنَّهُ لَا يَرْجِعُ بِهَا عَلَى شَرِيكِهِ ، وَإِنَّمَا يَغْرَمُ لَهُ قِيمَةَ مَا يَخُصُّهُ مِنَ الْوَاجِبِ عَلَيْهِ دُونَ الزِّيَادَةِ ، وَمِنْ أَنْوَاعِ التَّرَاجُعِ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ أَرْ بَعُونَ شَاةً لِكُلِّ وَاحِدٍ عِشْرُونَ ، ثُمَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَعْرِفُ عَيْنَ مَالِهِ فَيَأْخُذُ الْعَامِلُ مِنْ غَنَمِ أَحَدِهِمَا شَاةً فَيَرْجِعُ ع َلَى شَرِيكِهِ بِقِيمَةِ نِصْفِ شَاةٍ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْخُلْطَةَ تَصِحُّ مَعَ تَمْيِيزِ أَعْيَانِ الْأَمْوَالِ عِنْدَ مَنْ يَقُولُ بِهِ. وَالرِّج َعُ أَيْضًا: أَنْ يَبِيعَ الذُّكُورَ وَيَشْتَرِيَ الْإِنَاثَ كَأَنَّهُ مَصْدَرٌ وَإِنْ لَمْ يَصِحَّ تَغْيِيرُهُ ، وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَبِيعَ الْهَرْمَى وَيَشْتَ رِيَ الْبِكَارَةَ ، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَجَمْعُ رِجْعَةٍ رِجَعٌ ، وَقِيلَ لِحَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ: بِمَ كَثُرَتْ أَمْوَالُكُمْ ؟ فَقَالُوا: أَوْصَانَا أَبُونَا بِالنُّجَعِ وَالرُّجَعِ ، وَقَالَ ثَعْلَبٌ: بِالرِّجَعِ وَالنِّجَعِ ، وَفَسَّرَهُ بِأَنَّهُ بَيْعُ الْهَرْمَى وَشِرَاءُ الْبِكَارَةِ الْفَتِيَّةِ ، وَقَدْ فُسِّرَ بِأَنَّهُ بَيْعُ الذُّكُورِ وَشِرَاءُ ال ْإِنَاثِ ، وَكِلَاهُمَا مِمَّا يَنْمِي عَلَيْهِ الْمَالَ. وَأَرْجَعَ إِبِلًا: شَرَاهَا وَبَاعَهَا عَلَى هَذِهِ الْحَالَةِ. وَالرَّاجِعَةُ: النَّاقَةُ تُبَاعُ و َيُشْتَرَى بِثَمَنِهَا مِثْلُهَا ، فَالثَّانِيَةُ رَاجِعَةٌ وَرَجِيعَةٌ ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ حَمْزَةَ: الرَّجِيعَةُ أَنْ يُبَاعَ الذَّكَرُ وَيُشْتَرَى بِثَمَنِهِ الْأُنْثَى ، فَالْأُنْثَى هِيَ الرَّجِيعَةُ ، وَقَدِ ارْتَجَعْتُهَا وَتَرَجَّعْتُهَا وَرَجَعْتُهَا. وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: جَاءَتْ رِجْعَةُ الضِّيَاعِ ، وَلَمْ يُفَسِّرْهُ ، وَعِنْدِي أَنَّهُ مَا تَعُودُ بِهِ عَلَى صَاحِبِهَا مِنْ غَلَّةٍ. وَأَرْجَعَ يَدَهُ إِلَى سَيْفِهِ لِيَسْتَلّ َهُ أَوْ إِلَى كِنَانَتِهِ لِيَأْخُذَ سَهْمًا: أَهْوَى بِهَا إِلَيْهَا ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ؛فَبَدَا لَهُ أَقْرَابُ هَذَا رَائِغًا عَنْهُ فَعَيَّثَ فِي الْكِنَانَةِ يُرْجِعُ؛وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: أَرْجَعَ الرَّجُلُ يَدَيْهِ إِذَا رَدَّهُمَا إِلَى خَلْفِهِ لِيَتَنَاوَلَ شَيْئًا ، فَعَمَّ بِهِ وَيُقَالُ: سَيْفٌ نَجِيحُ الرَّجْعِ إِذَا كَانَ مَاضِيًا فِي ال ضَّرِيبَةِ ، قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ السَّيْفَ؛بِأَخْلَقَ مَحْمُودٍ نَجِيحٍ رَجِيعُهُ؛وَفِي الْحَدِيثِ: رَجْعَةُ الطَّلَاقِ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ ، تُفْتَحُ رَاؤُهُ وَتُكْسَرُ ، عَلَى الْمَرَّةِ وَالْحَالَةِ وَهُوَ ارْتِجَاعُ الزَّوْجَةِ الْمُطَلّ َقَةِ غَيْرِ الْبَائِنَةِ إِلَى النِّكَاحِ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْنَافِ عَقْدٍ. وَالرَّاجِعُ مِنَ النِّسَاءِ: الَّتِي مَاتَ عَنْهَا زَوْجُهَا وَرَجَعَتْ إِلَى أَهْ لِهَا ، وَأَمَّا الْمُطَلَّقَةُ فَهِيَ الْمَرْدُودَةُ. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَالْمُرَاجِعُ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي يَمُوتُ زَوْجُهَا أَوْ يُطَلِّقُهَا فَتَرْجِعُ إِلَى أَهْلِهَا ، وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا رَاجِعٌ. وَيُقَالُ لِلْمَرِيضِ إِذَا ثَابَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ بَعْدَ نُهُوكٍ مِنَ الْعِلَّةِ: رَاجِعٌ. وَرَجُلٌ رَاجِعٌ إِذَا رَجَعَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ بَعْدَ شِدَّةِ ضَنًى. وَمَرْجِعُ الْك َتِفِ وَرَجْعُهَا: أَسْفَلُهَا ، وَهُوَ مَا يَلِي الْإِبْطَ مِنْهَا مِنْ جِهَةِ مَنْبِضِ الْقَلْبِ ، قَالَ رُؤْبَةُ؛وَنَطْعَنُ الْأَعْنَاقَ وَالْمَرَاجِعَا؛يُقَالُ: طَعَنَهُ فِي مَرْجِعِ كَتِفَيْهِ. وَرَجَعَ الْكَلْبُ فِي قَيْئِهِ: عَادَ فِيهِ. وَهُوَ يُؤْمِنُ بِالرِّجْعَةِ ، وَقَالَهَا الْأَزْهَرِيُّ بِالْفَتْحِ أَيْ: بِأَنَّ الْمَيِّتَ يَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا بَعْدَ الْمَوْتِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَرَاجَعَ الرَّجُلُ: رَجَعَ إِلَى خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ. وَتَرَاجَعَ الشَّيْءُ إِلَى خَلْفٍ. وَالرِّجَاعُ: رُجُوعُ الطَّيْرِ بَعْدَ قِطَاعِهَا. وَرَجَعَتِ الطَّيْرُ رُجُوعًا وَرِجَاعًا: قَطَعَتْ مِنَ الْمَوَاضِعِ ا لْحَارَّةِ إِلَى الْبَارِدَةِ: وَأَتَانٌ رَاجِعٌ وَنَاقَةٌ رَاجِعٌ إِذَا كَانَتْ تَشُولُ بِذَنَبِهَا. وَتَجْمَعُ قُطْرَيْهَا وَتُوَزِّعُ بِبَوْلِهَا فَتَظُنُّ أَنَّ بِهَا حَمْلًا ثُمَّ تُخْلِفُ. وَرَجَعَتِ النَّاقَةُ تَرْجِعُ رِجَاعًا وَرُجُوعًا ، وَهِيَ رَاجِعٌ: لَقِحَتْ ثُمَّ أَخْلَفَتْ, لِأَنَّهَا رَجَعَتْ عَمَّا رُجِيَ مِنْهَا ، وَنُوقٌ رَوَاجِعُ ، وَقِيلَ: إِذَا ضَرَبَه َا الْفَحْلُ وَلَمْ تَلْقَحْ ، وَقِيلَ: هِيَ إِذَا أَلْقَتْ وَلَدَهَا لِغَيْرِ تَمَامٍ ، وَقِيلَ: إِذَا نَالَتْ مَاءَ الْفَحْلِ ، وَقِيلَ: هُوَ أَنْ تَطْرَحَهُ مَ اءً. الْأَصْمَعِيُّ: إِذَا ضُرِبَتِ النَّاقَةُ مِرَارًا فَلَمْ تَلْقَحْ فَهِيَ مُمَارِنٌ ، فَإِنْ ظَهَرَ لَهُمْ أَنَّهَا قَدْ لَقِحَتْ ثُمَّ لَمْ يَكُنْ بِهَا حَمْلٌ فَهِيَ رَاجِعٌ و َمُخْلِفَةٌ. وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: إِذَا أَلْقَتِ النَّاقَةُ حَمْلَهَا قَبْلَ أَنْ يَسْتَبِينَ خَلْقُهُ قِيلَ رَجَعَتْ تَرْجِعُ رِجَاعًا ، وَأَنْشَدَ أَبُو الْهَيْثَمِ لِلْقُطَامِيِّ يَصِفُ نَجِيبَةً لِنَجِيبَتَيْنِ؛وَمِنْ عَيْرَانَةٍ عَقَدَتْ عَلَيْهَا لَقَاحًا ثُمَّ مَا كَسَرَتْ رِجَاعَا؛قَالَ: أَرَادَ أَنَّ النَّاقَةَ عَقَدَتْ عَلَيْهَا لَقَاحًا ثُمَّ رَمَتْ بِمَاءِ الْفَحْلِ وَكَسَرَتْ ذَنَبَهَا بَعْدَمَا شَالَتْ بِهِ ، وَقَوْلُ الْمَرَّارِ يَصِفُ إِبِلًا؛مَتَابِيعُ بُسْطٌ مُتْئِمَاتٌ رَوَاجِعٌ كَمَا رَجَعَتْ فِي لَيْلِهَا أُمُّ حَائِلِ؛بُسْطٌ: مُخَلَّاةٌ عَلَى أَوْلَادِهَا بُسِطَتْ عَلَيْهَا لَا تُقْبَضُ عَنْهَا مُتْئِمَاتٌ: مَعَهَا ابْنُ مَخَاضٍ وَحُوَارٌ رَوَاجِعُ: رَجَعَتْ عَلَى أَوْلَادِ هَا. وَيُقَالُ: رَوَاجِعُ نُزَّعٌ. أُمُّ حَائِلٍ: أُمُّ وَلَدِهَا الْأُنْثَى. وَالرَّجِيعُ: نَبَاتُ الرَّبِيعِ. وَالرَّجْعُ وَالرَّجِيعُ وَالرَّاجِعَةُ: الْغَ دِيرُ يَتَرَدَّدُ فِيهِ الْمَاءُ ، قَالَ الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ يَصِفُ السَّيْفَ؛أَبْيَضٌ كَالرَّجْعِ رَسُوبٌ إِذَا مَا ثَاخَ فِي مُحْتَفَلٍ يَخْتَلِي؛وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: هِيَ مَا ارْتَدَّ فِيهِ السَّيْلُ ثُمَّ نَفَذَ ، وَالْجَمْعُ رُجْعَانٌ وَرِجَاعٌ ، أَنْشَدَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ؛وَعَارَضَ أَطْرَافَ الصَّبَا وَكَأَنَّهُ رِجَاعُ غَدِيرٍ هَزَّهُ الرِّيحُ رَائِعُ؛وَقَالَ غَيْرُهُ: الرِّجَاعُ جَمْعٌ وَلَكِنَّهُ نَعَتَهُ بِالْوَاحِدِ الَّذِي هُوَ رَائِعٌ, لِأَنَّهُ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدِ كَمَا قَالَ الْفَرَزْدَقُ؛إِذَا الْقُنْبُضَاتُ السُّودُ طَوَّفْنَ بِالضُّحَى رَقَدْنَ عَلَيْهِنَّ السِّجَالُ الْمُسَدَّفُ؛وَإِنَّمَا قَالَ رِجَاعُ غَدِيرٍ لِيَفْصِلَهُ مِنَ الرِّجَاعِ الَّذِي هُوَ غَيْرُ الْغَدِيرِ ، إِذِ الرِّجَاعُ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْمُشْتَرَكَةِ ، قَالَ الْآخَ رُ؛وَلَوْ أَنِّي أَشَاءُ لَكُنْتُ مِنْهَا مَكَانَ الْفَرْقَدَيْنِ مِنَ النُّجُومِ؛فَقَالَ مِنَ النُّجُومِ لِيُخَلِّصَ مَعْنَى الْفَرْقَدَيْنِ, لِأَنَّ الْفَرْقَدَيْنِ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْمُشْتَرَكَةِ ، أَلَا تَرَى أَنَّ ابْنَ أَحْمَرَ لَمَّا قَالَ؛يُهِلُّ بِالْفَرْقَدِ رُكْبَانُهَا كَمَا يُهِلُّ الرَّاكِبُ الْمُعْتَمِرْ؛وَلَمْ يُخَلِّصِ الْفَرْقَدَ هَاهُنَا اخْتَلَفُوا فِيهِ فَقَالَ قَوْمٌ: إِنَّهُ الْفَرْقَدُ الْفَلَكِيُّ ، وَقَالَ آخَرُونَ: إِنَّمَا هُوَ فَرْقَدُ الْبَقَرَة ِ وَهُوَ وَلَدُهَا وَقَدْ يَكُونُ الرِّجَاعُ الْغَدِيرُ الْوَاحِدُ كَمَا قَالُوا فِيهِ الْإِخَاذُ ، وَأَضَافَهُ إِلَى نَفْسِهِ لِيُبَيِّنَهُ أَيْضًا بِذَلِكَ, ل ِأَنَّ الرِّجَاعَ كَانَ وَاحِدًا أَوْ جَمْعًا ، فَهُوَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْمُشْتَرَكَةِ وَقِيلَ: الرَّجْعُ مَحْبِسُ الْمَاءِ وَأَمَّا الْغَدِيرُ فَلَيْسَ بِمِ حْبَسٍ لِلْمَاءِ إِنَّمَا هُوَ الْقِطْعَةُ مِنَ الْمَاءِ يُغَادِرُهَا السَّيْلُ أَيْ: يَتْرُكُهَا. وَالرَّجْعُ: الْمَطَرُ, لِأَنَّهُ يَرْجِعُ مَرَّةً بَعْدَ مَ رَّةٍ. وَفِي التَّنْزِيلِ: وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَيُقَالُ: ذَاتِ النَّفْعِ وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ قَالَ ثَعْلَبٌ: تَرْجِعُ بِالْمَطَرِ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: لِأَنَّهَا تَرْجِعُ بِالْغَيْثِ فَلَمْ يَذْكُرْ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ ، وَقَالَ الْفَرَّاءُ: تَبْتَدِئُ بِالْمَطَرِ ثُمَّ تَرْجِعُ بِهِ كُلَّ عَامٍ ، وَقَالَ غَيْرُهُ: ذَاتِ الرَّجْعِ ذَاتِ الْمَطَرِ, لِأَنَّهُ يَجِيءُ وَيَرْجِعُ وَيَتَكَرَّرُ. وَالرَّ اجِعَةُ: النَّاشِغَةُ مِنْ نَوَاشِغِ الْوَادِي. وَالرُّجْعَانُ: أَعَالِي التِّلَاعِ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَ مَاءُ التَّلْعَةِ ، وَقِيلَ: هِيَ مِثْلُ الْحُجْرَان ِ ، وَالرَّجْعُ عَامَّةُ الْمَاءِ وَقِيلَ: مَاءٌ لِهُذَيْلٍ ، غَلَبَ عَلَيْهِ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ غَزْوَةِ الرَّجِيعِ ، هُوَ مَاءٌ لِهُذَيْلٍ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الرَّجْعُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْمَاءُ وَأَنْشَدَ قَوْلَ الْمُتَنَخِّلِ: أَبْيَضُ كَالرَّجْعِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. الْأَزْهَرِيُّ: قَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي الْهَيْثَمِ حَكَاهُ عَنِ الْأَسَدِيِّ ، قَالَ: يَقُولُونَ لِلرَّعْدِ رَجْعٌ. وَالرَّجِيعُ: الْعَرَقُ سُمِّيَ رَجِيعًا, لِأَنَّهُ كَانَ مَاءً فَعَادَ عَرَقًا ، وَقَالَ لَبِيدٌ؛كَسَاهُنَّ الْهَوَاجِرُ كُلَّ يَوْمٍ رَجِيعًا فِي الْمَغَابِنِ كَالْعَصِيمِ؛أَرَادَ الْعَرَقَ الْأَصْفَرَ شَبَّهَهُ بِعَصِيمِ الْحِنَّاءِ وَهُوَ أَثَرُهُ. وَرَجِيعُ: اسْمُ نَاقَةِ جَرِيرٍ ، قَالَ؛إِذَا بَلَّغَتْ رَحْلِي رَجِيعُ أَمَلَّهَا نُزُولِيَ بِالْمَوْمَاةِ ثُمَّ ارْتِحَالِيَا؛وَرَجْعٌ وَمَرْجَعَةُ: اسْمَانِ.
المعجم: لسان العرب

نقع

المعنى: نقع النَّقْعُ، كالمَنْعِ: رَفْعُ الصَّوْتِ، وَبِه فُسِّرَ قولُ عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ حِينَ قيلَ: إنَّ النِّسَاءَ قد اجْتَمَعْنَ يَبْكِينَ على خالِدِ بنِ الوَلِيدِ فقالَ: وَمَا على نِساءِ بنِي المُغِيرَةِ أنْ يَسْفِكْنَ منْ دُمُوعِهِنَّ على أبي سُلَيْمانَ وهُنَّ جُلوسٌ، مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ وَلَا لَقْلَقَةٌ وقيلَ: عَنَى بالنَّقْعِ: أصْواتَ الخُدُودِ إِذا لُطِمَتْ، وقالَ لبيدٌ رَضِي الله عنهُ: (فمَتَى يَنْقَعْ صُرَاخٌ صادِقٌ  ...  يُحْلِبُوهَا ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ) وقيلَ: هُوَ شَقُّ الجَيْبِ، قالَ المَرّارُ بنُ سَعِيدٍ: (نَقَعْنَ جُيُوبَهُنَّ عليّ حَيّاً  ...  وأعْدَدْنَ المَرَاثِيَ والعَوِيلا) ويُرْوَى: نَزَفْنَ دُمُوعَهُنَّ وهذهِ الرِّوايَةُ أكْثَرُ وأشْهَرُ، وبهِ فُسِّرَ أيْضاً قَوْلُ سِيِّدِنا عُمَرَ السابِقُ. والنَّقْعُ: القَتْلُ يُقَالُ: نَقَعَهُ نَقْعاً، أَي: قَتَله، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ.  والنَّقْعُ: نَحْرُ النَّقِيعَةِ وقَدْ نَقَعَ يَنْقَعُ نُقُوعاً، كالإنْقاعِ، وقَدْ نَقَعَ، وأنْقَعَ، وانْتَقَعَ: إِذا نَحَر، وَفِي كَلامِ العَرَبِ إِذا لَقِيَ الرَّجُلُ مِنْهُم قَوماً يَقُولُ: مِيلُوا يُنْقَعْ لَكُم، أَي: يُجْزَرْ لكُمْ، كأنَّهُ يَدْعُوهُم غذى دَعْوَتِه. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: النَّقْعُ: صَوْتُ النَّعامَةِ. قَالَ: والنَّقْعُ أيْضاً: أنْ تَجْمَعَ الرِّيَقَ فِي فَمِكَ. وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: النَّقْعُ الماءُ النّاقِعُ: هُوَ المُسْتَنْقِعُ، ومنْهُ الحَديثُ: اتَّقُوا المَلاعِنَ الثّلاثَ، فذَكَرهُنّ: يَقْعُدُ أحَدُكُمْ فِي ظِلٍّ يَسْتَظِلُّ بهِ، أَو فِي طَرِيقٍ، أَو نَقْعِ ماءٍ وَهُوَ مَحْبَسُ الماءِ، وقيلَ: مُجْتَمَعُه ج: أنْقُعٌ كأفْلُسِ. وَفِي المَثَل: إنَّه لشَرّابٌ بأنْقُعٍ ووَرَدَ أيْضاً فِي حَديثِ الحَجّاجِ: إنَّكُمْ يَا أهْلَ العِرَاقِ شَرّابُونَ على بأنْقْعٍ قالَ ابنُ الأثِيرِ: يُضْرَبُ لمنْ جَرَّبَ الأمُورَ ومارَسَهَا، زادَ ابنُ سِيدَه: حَتَّى عَرَفَهَا، وقالَ الأصْمَعِيُّ: يُضْرَبُ للمُعَاوِدِ للأُمُورِ الّتِي تُكْرَهُ، يَأْتِيهَا حَتَّى يَبْلُغَ أقْصَى مُرادِه، أَو يُضْرَبُ للدّاهِي المُنْكَرِ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: وحكَى أَبُو عُبَيد، أنَّ هَذَا المَثَلَ لابْنِ جُرَيْجٍ، قالَهُ فِي مَعْمَرِ بن راشِدِ، وكانَ ابنُ جُرَيْجٍ من أفْصَحِ النّاسِ، يَقُول: إنَّهُ، أَي مَعْمَراً، أراهُ فِي الحَديثِ ماهِراً رَكِبَ فِي طَلَبِه كُلَ حَزْنٍ، وكَتَبَ من كُلِّ وجْهٍ، لأنَّ الدَّليلَ إِذا عَرَفَ الفَلَواتِ أَي المِياهَ الّتِي فِيهَا وورَدَهَا وشَرِبَ مِنْهَا حَذَقَ سُلُوكَ الطُّرُقِ الّتِي تُؤَدِّي إِلَى الأنْقُع قالَ الأزْهَرِيُّ: وَهُوَ جَمْعُ نَقْعٍ، وهُوَ كُلُّ ماءٍ مُسْتَنْقِعٍ منْ عِدٍّ أَو غَدِيرٍ يَسْتَنْقِعُ فِيهِ الماءُ، وَفِي الأساسِ والعُبابِ:  وأصْلُهُ الطّائِرُ الّذِي لَا يَرِدُ المَشَارِعَ، لأنَّهُ) يَفْزَعُ من القَنّاصِ، فيَعْمِدُ إِلَى مُسْتَنْقَعَاتِ المِيَاهِ فِي الفَلَواتِ. والنَّقْعُ: الغُبَارُ السّاطِعُ المُرْتَفِعُ، قالَ اللهُ تَعَالَى: فأثَرْنَ بهِ نَقْعاً وأنْشَدَ اللَّيْثُ للشُّوَيْعِرِ: (فهُنَّ بِهِم ضَوامِرُ فِي عَجَاجٍ  ...  يُثِرْنَ النَّقْعَ أمْثَالَ السَّراحِي) ج: نِقَاعٌ، ونُقُوعٌ كحَبْلٍ وحِبالٍ، وبَدْرٍ وبُدُورٍ، قالَ القُطامِيُّ يَصِفُ مهاةً سُبِعَ وَلَدُهَا: (فساقَتْهُ قَليلاً ثُمَّ وَلَّتْ  ...  لَهَا لَهَبٌ تُثِيرُ بهِ النِّقاعَا) وقالَ المَرّارُ بنُ سَعِيدٍ: (فَمَا فاجَأْنَهُمْ إِلَّا قَريباً  ...  يُثِرْنَ، وَقد غَشِينَهُمُ، النُّقُوعَا) وقيلَ فِي قَوْلِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ السَّابِق: مَا لمْ يَكُنْ نَقْعٌ وَلَا لَقْلَقَةٌ هُوَ وَضْعُ التُّرَابِ على الرَأسِ، ذَهَبَ إِلَى النَّقْعِ، وهُوَ الغُبَارُ، قَالَ ابنُ الأثِيرِ: وَهَذَا أوْلَى، لأنَّه قَرَنَ بهِ اللَّقْلَقَةَ، وهِيَ الصَّوْتُ، فحَمْلُ اللَّفْظَتَيْنِ على مَعْنَييْنِ أوْلَى منْ حَمْلِهما على مَعْنىً واحِدٍ. والنَّقْعُ: ع، قُرْبَ مَكَّةَ حرسها اللهُ تَعَالَى، فِي جَنَباتِ الطّائِفِ، قالَ العَرْجِيُّ: (لِحَيْنِي والبَلاءِ لَقِيتُ ظُهْراً  ...  بأعْلَى النَّقْعِ أُخْتَ بَنِي تَميمِ) والنَّقْعُ: الأرْضُ الحُرَّةُ الطِّينِ، لَيْسَ فِيها ارْتِفَاعٌ وَلَا انْهِباطٌ، ومنْهُم منْ خَصَّصَ فقالَ: الّتِي يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الماءُ، وقيلَ: هُوَ مَا ارْتَفَعَ من الأرْضِ، ج: نِقَاعٌ وأنْقُعٌ كجِبالٍ، وأجْبُلٍ هَكَذَا فِي سائِرِ الأُصُولِ، والأوْلَى كبِحَارٍ وأبْحُرٍ،  كَمَا فِي الصِّحاحِ والعُبَابِ، واللِّسَانِ، لأنَّ واحِدَ الجِبالِ بالتَّحْريكِ، فَلَا يُطَابِقُ مَا هُنَا، فتأمَّلْ. وقيلَ: النَّقْعُ منَ الأرْضِ: القاعُ، كالنَّقْعاءِ أَي فِي مَعْنَى القاعِ يُمْسِكُ الماءَ، وَفِي الأرْضِ الحُرَّةِ الطِّينِ، المُسْتَوِيَةِ لَيْسَتْ فِيهَا حُزُونَةٌ، ج: تِفاعٌ كجِبالٍ هَكَذَا بالجيمِ، وَلَو كانَ بالحاءِ يَكُونُ جَمْعَ حَبْلٍ بالفَتْحِ، وهُوَ أحْسَنُ، قالَ مُزَاحِمٌ العُقَيْلِي فِي النِّقَاعِ، بمَعْنَى قِيعانِ الأرْضِ: (يَسُوفُ بأنْفَيْهِ النِّقَاعَ كأنَّهُ  ...  عنِ الرَّوْضِ منْ فَرْطِ النَّشاطِ كعِيمُ) وَفِي المَثَلِ: الرَّشْفُ أنْقَعُ أَي: أقْطَعُ للعَطَشِ، والمَعْنَى: أنَّ الشَّرابَ الّذِي يُتَرَشَّفُ قَليلا أقْطَعُ للعَطَشِ، وأنْجَعُ، وإنْ كانَ فيهِ بُطءٌ، يُضَرَبُ فِي تَرْكِ العَجَلَةِ كَمَا فِي العُبابِ. ويُقَالُ: سُمٌّ ناقِعٌ، قاتِلٌ، منْ نَقَعَه: إِذا قَتَلَه، وقالَ أَبُو نَصْرٍ، أَي: ثابِتٌ مُجْتَمِعٌ، منْ نَقَعَ الماءُ إِذا اجْتَمَعَ، قالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ: (فبِتُّ كأنِّي ساوَرَتْني ضَئيلَةٌ  ...  منَ الرُّقْشِ فِي أنْيَابِها السّمُ ناقِعُ) ودَمٌ ناقِعٌ: طَرِيٌّ، أنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشاعِرِ، وَهُوَ قَسامُ بنُ روَاحَةَ السِّنْبِسِيُّ: (وَمَا زالَ منْ قَتْلَى رِزاحٍ بعَالِجٍ  ...  دَمٌ ناقِعٌ أَو جاسِدٌ غيرُ ماصِحِ) قالَ أَبُو سَعيدٍ: يُرِيدُ بالنّاقِعِ الطَّرِيَّ، وبالجَاسِدِ: القَدِيمَ. وماءٌ ناقِعٌ، ونَقِيعٌ: ناجِعٌ يَقْطَعُ العَطَشَ ويُذْهِبُه ويُسَكِّنُه، والّذِي فِي الصِّحاحِ: ماءٌ ناقِعٌ: ناجِعٌ،  وقالَ قَبْلَ ذلكَ: والنَّقِيعُ أيْضاً: الماءُ النّاقِعُ، فَهُوَ أرادَ بذلكَ المُجْتَمِعَ فِي عِدٍّ أَو غَدِيرٍ، وظَنَّ المُصَنِّف أَنه أرادَ بهِ النّاجِعَ، وليسَ كذلكَ، فتأمَّلْ. ونُقاعَةُ كُلِّ شَيءٍ، بالضَّمِّ: الماءُ الّذِي يُنْقَعُ فيهِ، كنُقَاعَةِ الحِنَّاءِ، قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، ومنْهُ الحَدِيثُ فِي صِفَةِ بِئْرِ ذَرْوَانَ، وكأنَّ ماءَهَا نُقَاعَةُ الحِنّاءِ، وكأنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ وقالَ الشّاعِرُ: (بهِ منْ نِضاخِ الشَّوْلِ رَدْعٌ كأنَّهُ  ...  نُقَاعَةُ حِنّاءٍ بماءِ الصَّنَوْبَرِ) ويُقَالُ: مَا نَقَعْتُ بخَبَرِه نُقُوعاً، بالضَّمِّ: أَي: مَا عُجْتُ بكَلامِهِ ولمْ أُصَدِّقْهُ، وقِيلَ: لَمْ اشْتَفِ بهِ، يُسْتَعْمَلُ فِي الخَيْرِ وَفِي الشَّرِّ، قالَهُ الأصْمَعِيَّ. والنَّقْعَاءُ: ع، خَلْفَ المَدِينَةِ، على ساكنها أفضلُ الصَّلَاة وَالسَّلَام، عِنْدَ النَّقِيعِ منْ دِيارِ مُزَيْنَةَ، وكانَت طَرِيقَ رسولِ اللهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوِهِ بَنِي المُصْطَلِقِ. ونَقْعاءُ: ة، لبَنِي مالِكِ بنِ عَمْروٍ، كَمَا فِي العُبابِ، وَفِي المُعْجَمِ: مَوْضِعٌ من دِيارِ طَيِّيءٍ بنَجْد. وسَمَّى كُثَيِّرُ عَزَّةَ الشّاعرُ مَرْجَ راهِطٍ: نَقْعاءَ راهطٍ فِي قَوْلِه يَمْدَحُ عَبْدَ المَلِكِ بنَ مَرْوانَ: (أبُوكَ تَلاقَى يَوْمَ نَقْعَاءِ راهِطٍ  ...  بنِي عَبْدِ شَمْسِ وهْيَ تُنْفَى وتُقْتَلُ) والنَّقّاعُ كشَدّادٍ: المُتَكَثِّرُ بِمَا لَيْسَ عنْدَه منْ مَدْحِ نَفْسِه بالشَّجَاعَةِ والسَّخاءِ، وَمَا أشْبَهَهُ منَ الفَضَائِلِ قالَهُ ابنُ دُرَيدٍ. وقالَ الأصْمَعِيُّ: النَّقُوعُ، كصَبُورٍ: صِبْغٌ يُجْعَلُ فيهِ منْ  أفْواهِ الطِّيبِ، يُقَالُ: صَبَغَ ثَوْبَه بنَقُوعٍ. والنَّقُوعُ منَ المِياهِ: العَذْبُ البارِدُ، أَو الشَّرُوبُ، كالنَّقِيعِ فيهمَا، قالَ اللَّيْثُ: ومِثْلُه سَبْعَةُ أشْياءَ: ماءٌ شَرُوبٌ وشَرِيبٌ، وطَعِيمٌ وطَعُومٌ، وفَرَسٌ ودُوقٌ ووَدِيقٌ، ومَدِيفٌ ومَدُوفٌ، وقَبُولٌ وقَبيلٌ، وسَلُولٌ وسَلِيلٌ، للوَلَدِ، وفَتُوتٌ وفَتِيتٌ، قالَ الصّاغَانِيُّ قولُه مَدُوفٌ ومَدِيفٌ لَا يَدْخُلُ فِي السَّبْعَةِ لأنَّ مِيمَهْمِا زائِدَتانِ، وَلَو قالَ مَكَانَهَا: بَرُودٌ وبَرِيدٌ أَو سَخُونٌ وسَخِينٌ، كانَ مُصِيباً، ومِثْلُهَا كَثِيرٌ. والنَّقُوعُ: مَا يُنْقَعُ فِي الماءِ منَ الدَّواءِ والنَّبيذِ، كَذَا نَصُّ العُبابِ، وَفِي اللِّسَانِ: مَا يُنْقَعُ فِي الماءِ منَ اللَّيْلِ لدَواءٍ أَو نَبيذٍ، ويُشْرَبُ نَهَارا، وبالعَكْسِ، وَفِي حديثِ الكَرْمِ: تتَّخِذونَه زَبِيباً تَنْقَعُونَه أَي) تَخْلِطُونَه بالماءِ ليَصِيرَ شَرَاباً وذلكَ الإناءُ مِنْقَعٌ، ومِنْقَعَةٌ، بكَسْرِهِمَا، وعَلى الأوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ. ومِنْقَعُ البُرَمِ أيْضاً: وِعَاءُ القِدْرِ قالَ طَرَفَةُ: (ألْقَوا إليْكَ بكُلِّ أرْمَلَةٍ  ...  شَعْثاءَ تَحْمِلُ مِنْقَعَ البُرَمِ) البُرَمُ هُنَا: جَمْعُ بُرْمَةٍ. وقيلَ: مُنْقَعُ البُرَم، كمُكْرَمٍ: الدَّنُّ، وقيلَ: هُوَ فَضْلَةٌ فِي البِرَامِ كَمَا فِي العُبابِ، وقيلَ: هُوَ تَوْرٌ صَغيرٌ، قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَا يَكُونُ إِلَّا منْ حِجَارَةٍ، وضَبَطَه الجَوْهَرِيُّ بكَسْرِ المِيمِ، أَو مُنْقَعُ البُرَمِ: النِّكْثُ تَغْزِلُه المَرْأَةُ ثانِيَةً، وتَجْعَلُه فِي البِرَامِ، لأنَّه لَا شَيءَ لَهَا غَيْرُها، نَقلَه الصّاغَانِيُّ. والمُنْقَعُ، كمُكْرَمٍ كَذَا ضَبَطَهُ ابنُ نُقْطَةَ، وشَدُّ قافِه عَن  الأمِير ابْن ماكُولا وهُوَ غَلَطٌ، وَقد تَعَقَّبَه ابنُ نُقْطَةَ: صَحَابِيٌّ تَمِيميٌّ غَيرُ مَنْسُوبٍ، وهُوَ الّذِي رَوَى عنْهُ الفَزَعُ الّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُه، أَو هُوَ ابنُ الحُصَيْنِ بنِ يَزيدَ والصَّحِيحُ أنَّه غَيْرُه، وَهُوَ تَمِيمِيٌّ شَهِدَ القادِسِيَّةَ، وَقد ضُبِطَ بوَزْنِ مُحَمَّدٍ. والمُنْقَعُ بنُ مالِكِ بن أُمَيَّةَ الأسْلَمِيّ ماتَ فِي حياتِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وتَرَحَّم عَلَيْهِ، كَذَا فِي مُعْجَمِ الذَّهَبِيِّ وابنِ فَهْدٍ. والمِنْقَعَةُ، كمِكْنَسَةِ ومَرْحَلَةٍ، وَهَذِه عَن كُراعٍ، ومُنْقُعٌ مِثْلُ مُنْخُلٍ، بضَمَّتَيْنِ: بُرْمَةُ صَغِيرَةٌ منْ حِجَارَةٍ، يُطْرَحُ فِيهَا اللَّبَنُ والتَّمْرُ، ويُطْعَمُه الصَّبِيُّ ويُسْقَاهُ، والجَمْعُ المَنَاقِعُ، قالَ حُجْرُ بنُ خالدٍ: (نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللَّحْمِ للْبِاعِ والنَّدَى  ...  وبَعْضُهُمُ تَغْلِي بذَمٍّ مَنَاقِعُه) والمَنْقَعُ كمَجْمَعٍ: البَحْرُ عَن أبي عَمْروٍ. وقالَ غَيْره: هُوَ المَوْضِعُ الّذِي يَسْتَنْقِعُ فيهِ الماءُ أَي: يَجْتَمِعُ، كالمَنْقَعَةِ، والجَمْعُ: المَنَاقِعُ، وَهِي خِلافُ المَشارِعِ. والمَنْقَعُ: الرِّيُّ منَ الماءِ وَهُوَ مَصْدَرُ نَقَعَ الماءُ غُلَّتَه، أَي: أرْوَى عَطَشَه. ويُقَالُ: رَجُلٌ نَقُوعُ أُذُنٍ: إِذا كانَ يُؤْمِنُ بكُلِّ شَيءٍ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. والنَّقِيعُ: البِئْرُ الكَثِيرَةُ الماءِ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: مُذَكَّرٌ، وَج: أنْقِعَةٌ. والنَّقِيعُ شَرَابٌ يُنَّحَذُ كمْ زَبِيبٍ يُنْتَقَعُ فِي الماءِ منْ غَيْرِ طَبْخٍ، كالنَّقُوعِ، وقيلَ فِي السَّكَرِ: إنَّهُ نَقِيعُ الزَّبِيبِ، أَو كُلُّ مَا يُنْقَعُ تَمْراً كانَ أَو زَبِيباً، أَو غَيْرَهُمَا  كالعُنَابِ والقَرَاصِيَا والتين وَمَا أشْبَهَها، ثمَّ يُصَفَّى مَاء ويُشْرَبُ: نَقِيعٌ.) والنَّقِيعُ: المَحْضُ منَ اللَّبَنِ يُبَرَّدُ، نَقلَه الجَوْهَرِيُّ عَن أبي يُوسُفَ، وَكَذَلِكَ النَّقِيعَةُ، وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لعَمْرو بنِ مَعْدِي كَرِبَ رضيَ اللهُ عَنهُ يَصِفُ امرَأةً: (تَرَاها الدَّهْرَ مُقْتِرَةً كِباءً  ...  وتَقْدَحُ صَفْحَةً فِيهَا نَقِيعُ) وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ قَوْلَ الشّاعِرِ: (أُطَوِّفُ مَا أُطَوِّفُ ثمَّ آوِي  ...  إِلَى أُمِّي، ويَكْفِيني النَّقِيعُ) كالمُنْقَعِ، كمُكْرَمٍ فيهِمَا، أَي فِي المَحْضِ منَ اللَّبَنِ، وفِيما يُنْقَعُ منْ تَمْرٍ وغَيْرِه، وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ شاهِدَ الأوَّلِ قَوْلَ الشّاعِرِ يَصِفُ فَرَساً: (قانَى لهُ فِي الصَّيْفِ ظِلٌّ بارِدٌ  ...  ونَصِيُّ ناعِجَةٍ، ومَحْضٌ مُنْقَعُ) قالَ ابنُ بَرِّيّ: صوابُ إنْشَادِه: ونَصِيُّ باعِجَةٍ بالباءِ، وَهِي الوَعْسَاءُ ذاتُ الرِّمْثِ والحَمْضِ، وقانَى لَهُ أَي: دامَ لَهُ، قالَ الأزْهَرِيُّ: أصْلُه منْ أنْقَعْتُ اللَّبَنَ، فهُوَ نَقِيعٌ، وَلَا يُقَالُ: مُنْقَعٌ، وَلَا يَقُولونَ: نَقَعْتُه، قالَ: وَهَذَا سماعِي منَ العَرَبِ. والنَّقِيعُ: الحَوْضُ يُنْقَعُ فيهِ التَّمْرُ. والنَّقِيعُ: الصُّراخُ. والنَّقِيعُ ع، بجَنَباتِ الطّائِفِ، وهُوَ غَيْرُ النَّقْع الّذِي تَقَدَّم. والنَّقِيعُ: ع، ببلادِ مُزَيْنَةَ على لَيْلَتَيْنِ، وَفِي نُسْخَةٍ على مَرْحَلَتَيْنِ، وَفِي المُعْجَمِ والعُبَابِ: على عِشْرِينَ فَرْسَخاً منَ المَدِينَة ش، على ساكنها أفضلُ الصَّلَاة  وَالسَّلَام، وهُوَ نَقِيعُ الخَضِماتِ الّذِي حَماهُ عُمَرُ، رضيَ اللهُ عَنهُ، لنَعَمِ الفَيءِ، وخَيْلِ المُجَاهِدِينَ، فَلَا يَرْعَاهُ غَيْرُهَا، كَمَا قالهُ ابنُ الأثِيرِ والصّاغَانِيُّ قالَ ابنُ الأثِيرِ: ومنْهُ الحَديثُ: أنَّ عُمَرَ حَمَى غَرَزَ النَّقِيعِ، وَفِي حديثٍ آخَرَ: أوَّلُ جُمُعَةٍ جُمِّعَتْ فِي الإسْلامِ بالمَدِينَةِ فِي نَقِيعِ الخَضِماتِ، هَكَذَا ضَبَطَهُ غيرُ واحدٍ، أَو مُتغايِرَانِ، وكِلاهُمَا بالنُّونِ، كَمَا فِي العُبَابِ، وضَبَطَهُ ابنُ يُونُسَ عَن ابنِ إسْحاقَ بالباءِ المُوَحَّدَةِ، كَذَا فِي الرَّوْضِ للسُّهَيْلِيِّ، وَقد تَقَدَّم ذَلِك. والرَّجُلُ نَقِيعٌ: إِذا كانَتْ أُمُّهُ منْ غَيْرِ قَوْمِهِ. والنَّقِيعَةُ، كسَفِينَةٍ: طَعامُ القادِمِ منْ سَفَرِه، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ لِمُهَلْهِلٍ: (إنّا لنَضْرِبُ بالسُّيُوفِ رُؤُوسَهُمْ  ...  ضَرَب القُدارِ نَقِيعَةَ القُدّامِ) قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: القُدّامُ: القادِمُونَ منْ سَفَرٍ، ويُقَالُ: القُدّامُ: المَلِكُ.) ويُقَالُ: كُلُّ جَزُورٍ جُزِرَتْ للضِّيافَةِ فهِيَ نَقِيعَةٌ، ومنْهُ قوْلُهُم: النّاسُ نَقائِعُ المَوْتِ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: أَي: يَجْزَرُهُمْ جَزْرَ الجَزّارِ النَّقِيعَةَ، وهُوَ مجازٌ. وحَكَى أَبُو عَمْروٍ عنِ السُّلَمِيِّ: النَّقِيعَةُ: طَعامُ الرَّجُلِ لَيْلَةَ يُمْلِكُ إمْلاكاً، وأنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ: كلُّ الطَّعامِ تشْتَهِي رَبِيعَهْ الخُرْسُ والإعْذَارُ والنَّقِيعَهْ والجَمْعُ: النُّقُعُ بضمَّتَيْنِ قالَ الشّاعِرُ: (مَيْمُونَةُ الطَّيْرِ لمْ تَنْعِقْ أشائِمُها  ...  دائِمَةُ القِدْرِ بالأفْرَاعِ والنُّقُعِ) والنَّقِيعَةُ: ع، وقالَ عُمَارَةُ  ابنُ بلالِ بنِ جَريرٍ: خَبْراءُ بَيْنَ بِلادِ بَنِي سَلِيطٍ وضَبَّةَ قالَ جَرِيرٌ: (خَلِيلَيَّ هِيجَا عَبْرَةً وقِفَا بِنَا  ...  على مَنْزِلٍ بَيْنَ النَّقِيعَةِ والحَبْلِ) الأُنْقُوعَةُ بالضَّمِّ وقْبَةُ الثَّرِيدِ يَكُونُ فِيها الوَدَكُ. وقالَ اللَّيْثُ: كُلُّ مَكَان سالَ إليْهِ الماءُ منْ مِثْعَبٍ ونَحْوِه فهُوَ أُنْقُوعَةٌ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: منْ شِعْبٍ، وَهُوَ غَلَطٌ. ويُقَالُ: هُوَ عَدْلٌ مَنْقَعٌ، كمَقْعَدٍ، أَي: مَقْنَعٌ مَقْلُوبٌ مِنْهُ، كَمَا فِي العُبابِ. وَأَبُو المَنْقَعَةِ الأنْمَارِيُّ اسمُه بَكْرُ بنُ الحارِثِ ويُقَالُ: نَصْرُ بنُ الحارِثِ: صحابِيُّ نَزَلَ حمْصَ رضيَ اللهُ عنهُ، وَهُوَ غَيْرُ أبي مَنْقَعَةَ الّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُه. وسمٌّ مُنْقَعٌ، كمُكْرَمٍ: مُرَبَّى وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشّاعِرِ: فِيهَا ذَرَارِيحُ وسَمٌّ مُنْقَعُ يَعْنِي: فِي كَأْسِ المَوْتِ، وقالَ عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ العَبْشَمِيُّ يَعِظُ بَنِيهِ: (واعْصُوا الّذِي يُزْجِي النَّمَائِمَ بَيْنَكُمَ  ...  مُتَنَصِّحاً، ذاكَ السِّمَامُ المُنْقَعُ) ونَقَعَ المَوْتُ، كمَنَعَ: كَثُرَ. ويُقَالُ: نَقَعَ فُلاناً بالشَّتْمِ: إِذا شَتَمَهُ شَتْماً قَبيحاً. وقالَ الأصْمَعِيُّ: نَقَعَ بالخَبَرِ والشَّرَابِ، أَي: اشْتَفَى منْهُ، ومنْه قَوْلُهُم: مَا نَقَعْتُ بخَبَرِه، وَقد تَقَدَّمَ. ونَقَعَ الدَّواءَ فِي الماءِ: إِذا أقَرَّهُ فِيهِ لَيْلاً، ويُشْرَبُ نَهَاراً، وبالعَكْسِ.  ونَقَعَ الصّارِخُ بصَوْتِهِ نُقُوعاً: تابَعَهُ وأدامَهُ، كأنْقَعَ فيهمَا، أَي فِي الصَّوْتِ والدَّواءِ، ونصُّ الصِّحاحِ حَكَى الفَرّاءُ: نَقَعَ الصارِخُ بصَوْتِه، وأنْقَعَ صَوْتَه: إِذا تابَعَهُ، ومنْهُ قَوْلُ عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ: مَا لَمْ) يَكُنْ نَقْعٌ وَلَا لَقْلَقَةٌ. قلتُ: وقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِك، وَأما الإنْقَاعُ فِي الدَّواءِ، فيُقالُ: أنْقَعَ الدَّواءَ وغَيْرَهُ فِي الماءِ، فهُوَ مُنْقَعٌ، ويُقَالُ: نَقَعَهُ نَقْعاً فِي الماءِ، فهُوَ نَقِيعٌ، وأنْقَعَهُ: نَبَذَهُ. ونَقَعَ الصَّوْتُ: ارْتَفَعَ وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للَبِيدٍ: (فمَتَى يَنْقَعْ صُراخٌ صادِقٌ  ...  يُحْلِبُوها ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ) أَي: مَتى يَرْتَفِعْ، والهاءُ للحَرْبِ. وأنْقَعَةُ الماءُ: أرْواهُ، يُقَالُ: أنْقَعَهُ الرِّيُّ، ونَقَعَ بهِ. وأنْقَعَ الماءُ: اصْفَرَّ وتَغَيَّرَ، لِطُولِ مُكْثِه، كاسْتَنْقَعَ، يُقَالُ: طالَ إنْقَاعُ الماءِ، أَي: اسْتِنْقَاعُه حَتَّى اصْفَرَّ. وحَكَى أَبُو عُبَيدٍ: أنْقَعَ لَهُ شَرّاً، أَي: خَبَأَهُ، قالَ الجَوْهَرِيُّ: وهُوَ اسْتِعارَةٌ، وَفِي الأساسِ: أنْقَعَ لهُ الشَّرَّ: أثْبَتَهُ وأدامَهُ، وأنْقَعُوا لَهُمْ منَ الشَّرِّ مَا يَكْفِيهِمْ. قالَ الأزْهَرِيُّ: وجدْتُ لملُؤَرِّجِ حُرُوفاً فِي الإنْقَاعِ مَا عُجْتُ بهَا، وَلَا عَلِمْتُ راوِيَهَا عنْهُ، يُقَالُ: أنْقَعَ فُلاناً: إِذا ضَرَبَ أنْفَهُ بإصْبَعِه. وأنْقَعَ المَيِّتَ: دَفَنَه. وأنْقَعَ البَيْتَ: زَخْرَفَهُ، أَو جَعَلَ أعْلاهُ أسْفَلَهُ. وأنْقَعَ الجارِيَةَ: افْتَرَعَها قَالَ: وَهَذِه حُرُوفٌ مُنْكَرَةٌ كُلُّها، لَا أعْرِفُ منْها شَيْئاً. انْتَهى كَلامُ الأزْهَرِيِّ، وكأنَّهُ يَعْنِي أنَّهَا لمْ تَصِلْ إليْه بسَنَدٍ صَحِيحٍ مُتَّصِلٍ، والمُصَنِّف لمّا سَمّى كِتَابَهُ بالبَحْرِ، لَزِمَ أنْ يَكُونَ فيهِ الصَّحيحُ وغَيْرُ الصَّحِيحِ، وَمَا أدَقَّ نَظَرَ الجَوْهَرِيُّ رحِمَهُ اللهُ تَعالى.  وانْتُقِعَ لَوْنُه، مَجْهُولاً، فهُو مُنْتَقَعٌ: تَغَيَّرَ منْ هَمٍّ أَو فَزَعٍ، والميمُ أعْرَفُ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: لُغَةٌ فِي امْتُقِعَ، بالميمِ، وقالَ ابنُ فارِسٍ: هُوَ منْ بابِ الإبْدَالِ، وأصْلُه بالمِيمِ، وَهَكَذَا قالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ أيْضاً وقالَ النَّضْرُ: انْتُقِعَ لَوْنُه يُقَالُ ذلكَ: إِذا ذَهَبَ دَمُهُ، وتَغَيَّرَتْ جِلْدَةُ وَجْهِه، إمّا منْ خَوْفٍ، وإمّا منْ مَرَضٍ. واسْتَنْقَعَ فِي الغَدِيرِ: إِذا نَزَلَ فيهِ واغْتَسَلَ، كأنَّهُ ثَبَتَ فيهِ ليَتَبَرَّدَ، والمَوْضِعُ مُسْتَنْقَعٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ ومنْهُ: كانَ عَطَاءٌ يَسْتَنْقِعُ فِي حِياضِ عَرَفَةَ أَي يَدْخُلُها ويَتَبَرَّدُ بمائِها، وقالَ الحادِرَةُ: (بغَرِيضِ ساريَةٍ أدَرَّتْهُ الصَّبَا  ...  منْ ماءِ أسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ) وقالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَيْرَةَ رضيَ اللهُ عنهُ: (ولَقَدْ حَرَصْتُ على قَلِيلِ مَتَاعِها  ...  يَوْمَ الرَّحِيلِ، فدَمْعُها المُسْتَنْقِعُ) ويُرْوَى: المُسْتَنْفَعُ والمُسْتَمْنَعُ. واسْتَنْقَعَ الماءُ فِي الغَدِيرِ: اجْتَمَعَ وثَبَتَ نَقَله الجَوْهَرِيُّ. واسْتَنْقَعَتْ رُوحُه أَي: خَرَجَتْ وَهُوَ مأخُوذٌ منْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بن كَعْبٍ القُرَظِيِّ أنَّهُ قالَ: إِذا اسْتَنْقَعَتْ نَفْسُ المُؤْمِن جاءَهُ مَلَكٌ إِلَى آخِرِ الحَديثِ، وفَسَّرُوه هَكَذَا، وقالَ شَمِرٌ: لَا أعْرِفُ هَذَا أَو المَعْنَى اجْتَمَعَتْ فِي فيهِ تُرِيدُ الخُرُوجَ كَمَا يَسْتَنْقِعُ الماءُ فِي مكانٍ وأرادَ بالنّفْسِ الرُّوحَ، قالَهُ الأزْهَرِيُّ، قالَ: ومَخْرَجٌ آخَرُ: هُوَ أنْ يَكُونَ منْ قَوْلِهِمْ: نَقَعْتُه: إِذا قَتَلْتَهُ. واسْتُنْقِعَ لَوْنُه مَجْهُولاً تَغَيَّرَ كانْتُقِعَ، وَلَو ذَكَرَهُمَا فِي مَحَلٍّ واحِدٍ كانَ مُصِيباً.  واسْتُنْقِعَ الشَّيءُ فِي الماءِ: أُنْقِع. وقالَ الأصْمَعِيُّ: المُسْتَنْقِعُ من الضُّرُوعِ: الّذِي يَخْلُو إِذا حُلِبَتْ، ويَمْتَلِئُ إِذا حُفِّلَتْ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: النُّقُوع، بالضَّمِّ: اجْتِماعُ الماءِ فِي المَسِيلِ ونَحْوهِ. والنَّقْعُ، بالفَتْحِ: مَحْبِسُ الماءِ. وئَقْعُ البِئْرِ: الماءُ المُجْتَمِعُ فِيهَا قَبْلَ أنْ يُسْتَقَى وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ فَضْلُ مائِه الّذِي يَخْرُجُ منْهُ، قَبْلَ أنْ يُصَبَّ مِنْهُ فِي وِعاءٍ. ونَقَعَ السمُّ فِي أنْيَابِ الحَيَّةِ: اجْتَمَعَ، وأنْقَعَتْهُ الحَيَّةُ، ويُقَالُ: سُمٌّ مَنْقُوعٌ، كناقِعٍ. والنَّقْعُ: الرِّيُّ، يُقَالُ: نَقَعَ من الماءِ، وبهِ نُقُوعاً، رَوِيَ، يُقَالُ: شَرِبَ حَتَّى نَقَعَ وبَضَعَ، أَي: شَفى غَلِيلَهُ ورَوِيَ. ويُقَالُ: نَقَعَتْ بذلكَ نَفْسِي أَي: اطْمَأنَّتْ إليْهِ، ورَوِيَتْ بهِ. ونَقَعَ الماءُ العَطَشَ نَقْعاً: سَكَّنَهُ وأذْهَبَه. ونَقَعَ العَطَشُ نَفْسُه: سَكَنَ، قالَ جَرِيرٌ: (لَوْ شِئْتُ قَدْ نَقَعَ الفُؤادُ بشَرْبَةٍ  ...  تَدَعُ الصَّوادِيَ لَا يَجِدْنَ غَلِيلا) وفلانٌ مُنْقَعٌ، كمُكْرَمٍ، أَي: يُسْتَشْفَى بَرَأْيِه، وَهُوَ مجازٌ. والنَّقْعُ: دَواءٌ يُنْقَعُ ويُشْرَبُ.) والنَّقِيعَةُ من الإبِلِ: العَبِيطَةُ تُوَفَّرُ أعْضاؤُهَا، فتُنْقَعُ فِي أشْياءَ. ونَقَعَ نَقِيعَةً: عَمِلَهَا. والنَّقِيعَةُ: مَا نُحِرَ منَ النَّهْبِ قَبْلَ أنْ يُقْتَسَمَ، قالَ:  (مِيلُ الذُّرِ لُحِبَتْ عَرائِكُهَا  ...  لَحْبَ الشِّفارِ نَقِيعَةَ النَّهْبِ) وانْتَقَعَ القَوْمُ نَقِيعَةًن أَي: ذَبَحُوا من الغَنِيمَةِ شَيْئاً قَبْلَ القَسْمِ، أَو جاءُوا بناقَةٍ منْ نَهْبٍ فنَحَرُوهَا. والنَّقْعَاءُ: الغُبَارُ، والصَّوْتُ، جَمْعُه نِقاعٌ، بالكَسْرِ. ونَقِيعُ بنُ جُرْمُوُزٍ العَبْشَمِيُّ، كأمِيرٍ، ذكَرَه ابنُ الأعْرَابِيّ. والنَّقاعُ، كسَحَابٍ: إناءُ يُنْقَعُ فيهِ الشَّيءُ، كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ. والنَّقَائِعُ: خَبارَى فِي بلادِ بَنِي تَميمٍ، والخَبَارَى: جَمْعُ خَبْراءَ، وَهِي قاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِعُ فيهِ الماءُ.
المعجم: تاج العروس

رَجَعَ

المعنى: رَجَعَ رَجَعَ بنَفْسِه يَرْجِعُ رُجوعاً ومَرْجِعاً، كمَنزِلٍ، ومَرْجِعَةً، كمَنزِلَة. وَمِنْه قَوْله تَعالى: ثمّ إِلَى ربِّكُم مَرْجِعُكُم شاذَّان لأنّ المصادرَ من فَعَلَ يَفْعِلُ، أَي بفتحِ العَينِ فِي الْمَاضِي وكَسرِهما فِي المضارعِ إنّما تكونُ بالفَتْح، كَمَا فِي الصِّحَاح، وَفِي اللِّسان: قَوْله تَعالى: إِلَى الله مَرْجِعُكُم جَميعاً أَي رُجوعُكم، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ فِيمَا جاءَ من المصادرِ الَّتِي من فَعَلَ يَفْعِلُ على مَفْعِل بالكَسْر، وَلَا يجوزُ أَن يكون هُنَا اسمُ الْمَكَان لأنّه قد تعَدَّى بإلى، وانتصبَ عَنهُ الحالُ، واسمُ المكانِ لَا يَتَعَدَّى بحرفٍ، وَلَا يَنْتَصِبُ عَنهُ الْحَال. إلاّ أنّ جُملةَ البابِ فِي فَعَلَ يَفْعِلُ أَن يكونَ المصدرُ على مَفْعَل، بفتحِ العَين، ورُجْعى ورُجْعاناً، بضمِّهِما: انْصرفَ، وَفِي التَّنْزِيل: إنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعى أَي الرُّجوع. رَجَعَ الشيءَ عَن الشيءِ، ورَجَعَ إِلَيْهِ، وَهَذِه عَن ابنِ جِنِّي رَجْعَاً ومَرْجِعاً، كَمَقْعَدٍ ومَنزِلٍ: صَرَفَه ورَدَّه، كَأَرْجعَه وَهَذِه لغةُ هُذَيْلٍ، كَمَا نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، قَالَ شَيْخُنا: وَهِي ضعيفةٌ رديئةٌ، كَمَا صرَّحَ بِهِ غيرُ واحدٍ، فَلَا اعتِدادَ بإطلاقِ المُصَنِّف إيّاها، كالمَشهور. قلت: أمّا كَوْنُها لغةَ هُذَيْل فقد صرَّحَ بِهِ غيرُ واحدٍ، وأمّا كَوْنُها ضَعِيفَة رَدِيئَة فَلم أرَ أحدا من الأئمَّةِ صرَّحَ بذلك، كَيفَ وَقد حكى أَبُو زَيْدٍ عَن الضَّبِّيِّينَ أَنهم قرأوا أَفَلا يَرَوْنَ أنْ لَا يُرْجِعُ إِلَيْهِم قَوْلاً وقولُه عزَّ وجَلَّ: قالَ رَبِّ أَرْجِعون. وَقَالَ الراغبُ فِي الْمُفْردَات: الرُّجوع: العَودُ إِلَى مَا كَانَ مِنْهُ البَدءُ، أَو تقديرُ البَدءِ مَكَانا أَو فِعلاً أَو قَولاً، وبذاتِه كَانَ رُجوعُه أَو بجُزءٍ من أجزائِه، أَو بفِعلٍ من أَفْعَاله، فالرُّجوع: العَود، والرَّجْع: الْإِعَادَة. قلتُ: أيّ رَجَعَ كَانَ: لازِماً، أَو واقِعاً، فمصدرُه لازِماً الرُّجوع، ومصدرُه واقِعاً الرَّجْع، يُقَال: رَجَعْتُه رَجْعَاً، فَرَجَع رُجوعاً. قَالَ شَيْخُنا: هَذَا هُوَ المشهورُ الْمَعْرُوف سَماعاً وَقِيَاسًا، وزعمَ بعض أنّ الرَجْعَ يكونُ مَصْدَراً للاّزِمِ أَيْضا. قلتُ: كَمَا هُوَ صَنيعُ صاحبِ المُحكَم، فإنّه سَرَدَه فِي جُملة مصادرِ اللاّزم. قَالَ الرَّاغِب: فمِنَ الرُّجوعِ قَوْله تَعالى: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى المدينةِ، فلمّا رَجَعوا إِلَى أبيهِم، ولمّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِه وإنْ قيل لكم ارْجِعوا فارْجِعوا وَمن الرَّجْع قَوْله تَعالى: فإنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلَى طائفةٍ، وقَوْله تَعالى: ثمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُم يَصِحُّ أَن يكونَ من الرُّجوع، ويصحُّ أَن يكون من الرِّجْع. وقُرِئَ واتَّقُوا يَوْمَاً ترْجعون فِيهِ إِلَى الله بفتحِ التاءِ وضمِّها، وقولُه: لعلَّهُم يَرْجِعون أَي عَن الذَّنْب، وقَوْله تَعالى: وحَرامٌ على قَرْيَةٍ أَهْلَكناها أنّهم لَا يَرْجِعون أَي حرَّمْنا عَلَيْهِم أَن يَتوبوا ويَرجِعوا عَن الذَّنْب تَنْبِيهاً على أنّه لَا تَوْبَةَ بعدَ) المَوت، كَمَا قيل: ارْجِعوا وراءَكُم فالْتَمِسوا نُوراً وقَوْله تَعالى: بمَ يَرْجِعُ المُرسَلون فَمن الرُّجوع، أَو من رَجْعِ الجَواب، وقَوْله تَعالى: ثمّ توَلَّ عَنْهُم فانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعون فَمن رَجْعِ الجوابِ لَا غير، وَكَذَا قولُه: فناظِرَةٌ بمَ يَرْجِعُ المُرسَلون. قلتُ: وَمن المُتَعَدِّي حديثُ السَّحُور: فإنّه يُؤَذَّنُ بلَيلٍ ليَرْجِعَ قائِمُكُم ويوقِظَ نائِمَكم والقائمُ: هُوَ الَّذِي يُصلّي صَلاةَ اللَّيْل، ورُجوعُه: عَوْدُه إِلَى نَوْمِه، أَو قُعودُه عَن صَلاتِه إِذا سَمِعَ الْأَذَان. قَالَ ابنُ الفرَج: سَمعتُ بعضَ بني سُلَيم يَقُول: قد رجَعَ كَلَامي فِيهِ ونَجَع، بِمَعْنى أَفادَ، وَهُوَ مَجاز. رَجَعَ العَلَفُ فِي الدَّابَّةِ ونَجَعَ: إِذا تبيَّنَ أَثرُه فِيهَا، وَهُوَ مَجاز. يُقال: أَرسَلْتُ إليكَ فَمَا جاءَني رُجْعَى رِسالَتي، كبُشْرَى، أَي مَرجوعُها، وَهُوَ مَجاز. فُلانٌ يؤْمِنُ بالرَّجْعَةِ، بِالْفَتْح: أَي بالرُّجوع إِلَى الدُّنيا بعدَ المَوتِ، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ صاحبُ اللسانِ: وَهُوَ مَذْهب قومٍ من العَرَبِ فِي الجاهِليَّةِ مَعروفٌ عندَهُم، ومَذْهب طائفَةٍ من المُسلِمينَ من أُولي البِدَعِ والأَهواءِ، يَقُولُونَ: إنَّ المَيِّتَ يرجعُ إِلَى الدُّنيا ويكونُ حَيَّاً كَمَا كَانَ، وَمن جُملتِهم طائفةٌ من الرَّافضَةِ يَقُولُونَ: إنَّ عليَّ بنَ أَبي طالبٍ، كرَّم الله وجهَه، مَسْتَتِرٌ فِي السَّحابِ، فَلَا يَخرُجُ مَعَ من خرَجَ من ولَدِه، حتّى يُنادي مُنادٍ من السَّماءِ اخْرُجْ مَعَ فُلانٍ. وَفِي حَدِيث ابْن عَبّاسٍ: مَنْ كَانَ لَهُ مالٌ يُبَلِّغُهُ حَجَّ بيتِ الله، أَو تُجِبُ عَلَيْهِ فِيهِ زَكاةٌ، فَلم يَفعل سأَل الرَّجْعَةَ عندَ المَوتِ أَي سألَ أَنْ يُرَدَّ إِلَى الدُّنيا، ليُحْسِنَ العملَ. يُقال: لَهُ على امْرأَتِه رِجْعَةٌ ورَجْعَةٌ، بالكسْر وَالْفَتْح، وَهُوَ عَوْدُ المُطلِّق إِلَى مُطَلَّقَتِه، وَيُقَال أَيضاً طَلَّقَ فُلانٌ فلانَةَ طَلاقاً يَملِكُ فِيهِ الرِّجْعَةَ والرَّجْعَةَ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: والفتحُ أَفصَحُ. وقولُ شيخِنا: خِلافاً للأَزهريِّ فِي دَعوَى أَكْثَرِيَّة الكَسْر، وكأَنَّ المُصَنِّفَ تبعَه، فقدَّمَ الكَسْرَ، مَحَلُّ تأَمُّلٍ، فإنِّي تَصَفَّحْتُ التَّهذيبَ فَمَا رأَيتُه ادَّعى أَنَّ الكسرَ أَكثَرُ، ثمَّ قَالَ: وخِلافاً لِمَكِّيٍّ تَبَعاً لابنِ دُريدٍ فِي إِنْكَار الكَسرِ على الفُقهاءِ. قلتُ: وَفِي النِّهايَة: رَجْعَةُ الطَّلاقِ تُفْتَحُ راؤُهُ وتُكْسَرُ على المَرَّةِ والحالَةِ، وَهُوَ ارتِجاعُ الزَّوْجَةِ المُطَلَّقَةِ غيرِ البائنِ إِلَى النِّكاحِ من غيرِ اسْتِئْنافِ عَقْدٍ، وذكَرَ الزّمخشريُّ أَيضاً فِيهِ الكَسْرَ والفتحَ، وَهُوَ مَجاز. الرِّجْعَةُ، بالكَسر: حَواشِي الإبِلِ تُرْتَجَعُ من السُّوقِ، وَقَالَ خالدٌ: الرِّجْعَةُ: أَنْ تُدْخِلَ رُذالَ الإبلِ السُّوقَ وتَرجِعَ خِياراً. وَقَالَ بعضُهم: أَنْ تُدخِلَ ذُكوراً وتَرْجِعَ إِنَاثًا، وكذلكَ الرِّجْعَةُ فِي الصَّدَقَة، إِذا وجَبَ على رَبِّ المالِ سِنٌّ من الإبلِ فأَخذَ المُصَدِّقُ مكانَها سِنّاً أُخْرَى فوقَها أَو دونَها، فتلكَ الَّتِي أَخذَها رِجْعَةٌ، لأَنَّه ارتجَعَها من الَّتِي وجَبَتْ لَهُ، قَالَه أَبو عُبَيدٍ. يُقال: ناقَةٌ رِجْعُ سَفَرٍ، بِكَسْر الرَّاءِ، ورَجِيعُ سَفَرٍ: قد رَجَعَ فِيهِ) مِراراً. وَقَالَ الرَّاغِبُ: هُوَ كِنايَةٌ عَن النَّضْوِ، وكّذا رَجُلٌ رِجْعُ سَفَرٍ، ورَجِيعُ سَفَرٍ. وباعَ فُلانٌ إبِلَهُ فارْتَجَعَ مِنْهَا رِجْعَةً صَالِحَة، بِالْكَسْرِ، إِذا صرَفَ أَثمانَها فِيمَا يَعودُ عَلَيْهِ بالعائدَةِ الصَّالِحَةِ، قَالَ الكُمَيْتُ يصفُ الأَثافِيّ: (جُرْدٌ جِلادٌ مُعَطَّفاتٌ على ال  ...  أَوْرَقِ لَا رِجْعَةٌ وَلَا جَلَبُ) قَالَ: وَإِن رَدَّ أَثمانَها إِلَى منزِلِه من غيرِ أَنْ يَشتَرِيَ بهَا سِنّاً، فليستْ برِجْعَةٍ. وَقَالَ اللِّحيانيُّ: ارْتَجَعَ فلانٌ مَالا، وَهُوَ أَن يبيعَ إبلَهُ المُسِنَّةَ والصِّغارَ، ثمَّ يشترِيَ الفَتِيَّةَ والبِكارَ، وَقيل: هُوَ أَن يبيعَ الذُّكورَ ويشتريَ الإناثَ، وعَمَّ مَرَّةً بِهِ، فَقَالَ: هُوَ أَن يبيعَ الشيءَ ثمَّ يشترِيَ مكانَه مَا يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّه أَفتى وأَصْلَحَ. قَالَ الرَّاغِبُ: واعْتُبِرَ فِيهِ معنى الرَّجْعِ تَقديراً، وإنْ لم يَحصُلْ فِيهِ ذلكَ عَيناً. وجاءَ فلانٌ برِجْعَةٍ حَسَنَةٍ، أَي بشيءٍ صالحٍ اشتراهُ مكانَ شيءٍ طالِح، أَو مَكَان شيءٍ قد كانَ دُونَه. والمَرْجُوعُ، والمَرْجُوعَةُ، بهاءٍ، والرَّجْعُ، والرَّجُوعَةُ، بفتحِهما، والرُّجْعَةُ، والرُّجْعانُ، والرُّجْعَى، بضمهنَّ: جَوابُ الرِّسالَةِ، يُقال: مَا كانَ من مَرْجُوعَةِ فُلانٍ ومَرْجوعِ فلانٍ عَلَيْك، أَي من مَردودِه وجَوابِه.  قَالَ حسَّان رَضِي الله عَنهُ يَذْكُرُ رُسومَ الدِّيارِ: (سأَلْتُها عَن ذاكَ فاسْتَعْجَمَتْ  ...  لمْ تَدْرِ مَا مَرْجُوعَةُ السّائلِ) ويُقال: رَجَعَ إلىَّ الجَوابُ يَرْجِعُ رَجْعاً ورُجْعانً، ويقولونَ: هَل جاءَ رُجْعَةُ كِتابِك، ورُجعانُه، أَي جَوابُهُ، ويجوزُ رَجْعُه، بِالْفَتْح، وكُلُّ ذلكَ مَجازٌ. والرَّاجِعُ: المَرْأَةُ يَموتُ زَوجُها وتَرْجِعُ إِلَى أَهلِها، وأَمّا المُطَلَّقَةُ فَهِيَ المَرْدودَة، كَمَا فِي الصِّحاح والعُباب، كالمُراجِعِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: المُراجِعُ من النِّساءِ: الَّتِي يَموتُ زَوجُها، أَو يُطَلِّقُها فتَرْجِعُ إِلَى أَهلِها، وَيُقَال لَهَا أَيضاً راجِعٌ. الرَّواجِعُ من النُّوقِ والأُتُنِ، يُقال: ناقَةٌ راجِعٌ، وأَتانٌ راجعٌ، وَهِي الَّتِي تَشولُ بذَنبِها، وتَجمَعُ قُطْرَيْها وتُوزِعُ بَوْلَها، وَفِي الصِّحاحِ بِبَوْلِها، فيُظَنُّ أَنَّ بهَا حَمْلاً، ثُمَّ تُخلِفُ، وَقد رجعَتْ تَرجِعُ رِجاعاً، بِالْكَسْرِ، وُجِدَ فِي بعض نُسَخِ الصِّحاح. رُجوعاً، وَهِي راجِعٌ: لَقِحَتْ، ثمَّ أَخلَفَتْ، لأَنَّها رجعَتْ عَمَّا رُجِيَ مِنْهَا، ونُوقٌ رَواجِعُ. وَقَالَ الأَصمعيُّ: إِذا ضُرِبَتِ النَّاقَةُ مِراراً فَلم تَلْقَحْ، فهيَ مُمارِنٌ، فإنْ ظَهَرَ لَهُم أَنَّها قد لَقِحَتْ، ثمَّ لمْ يكن بهَا حَمْلٌ، فَهِيَ راجِعٌ ومُخْلِفَةٌ، وَقَالَ القُطامِيُّ يصفُ نَجيبَةً: (ومِنْ عَيرانَةٍ عَقَدَتْ عَلَيْهَا  ...  لَقاحاً ثُمَّ مَا كَسَرَتْ رِجاعا) (لأوّلِ قَرْعَةٍ سَبَقَتْ إِلَيْهَا  ...  من الذَّوْدِ المَرابيعِ الضِّباعَى) ) أَرادَ أَنَّ النّاقةَ عقدَتْ عَلَيْهَا لَقاحاً، ثمَّ رَمَتْ بماءِ الفَحْلِ، وكسرَتْ ذَنبَها بعدَ مَا شالَتْ بِهِ. الرِّجاعُ ككِتابٍ: الخِطامُ، أَو مَا وقعَ منهُ على أَنْفِ البَعيرِ.  يُقال: رجَعَ فلانٌ على أَنْفِ بَعيرِه، إِذا انْفَسَخَ خَطْمُه، فرَدَّه عَلَيْهِ، ثمَّ يُسَمَّى الخِطامُ رِجاعاً، قَالَه ابنُ دُريد، ج: أَرْجِعَةٌ ورُجْعٌ، كجِرابٍ وأَجْرِبَةٍ، وكِتابٍ وكُتْبٍ. الرِّجاعُ: رُجوعُ الطَّيْرِ بعدَ قِطاعِها، كَمَا فِي الصِّحاحِ، زادَ الرَّاغِبُ: يَختَصُّ بِهِ. وَفِي اللِّسَان رَجَعَت الطَّيْرُ القَواطِعُ رَجْعاً ورِجاعاً، وَلها قِطاعٌ ورِجاعٌ. من المَجازِ قولُه تَعَالَى: والسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ، أَي ذاتِ المَطَرِ بعدَ المطَرِ، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه يَرجِع مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ، وَقيل: لأَنَّه يتكَرَّر كلَّ سنةٍ ويَرْجِعُ، قَالَ ثعلَبٌ: تَرْجِعُ بالمَطَرِ سنة بعدَ سنةٍ، وَقَالَ اللِّحيانِيُّ: لِأَنَّهَا تَرجِعُ بالغَيْثِ، فَلم يَذكر سنة بعد سنة. وَقَالَ الفرَّاءُ: تَبتَدِئُ بالمَطَرِ، ثمَّ تَرجِعُ بِهِ كلَّ عَام. قيل: ذاتُ الرَّجْع، أَي ذاتُ النَّفْع، يُقال: لَيْسَ لي من فُلانٍ رَجْعٌ، أَي نَفعٌ وفائدةٌ، وتَقولُ: مَا هُوَ إلاّ سَجْعٌ، لَيْسَ تحتَه رَجْعٌ. الرَّجْعُ: نَباتُ الرَّبيعِ، كالرَّجيعِ. رَجْعٌ: اسْمٌ. قَالَ الكِسائيُّ فِي قولِه تَعَالَى: والسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ أَرادَ بالرَّجْع مَمْسَك الماءِ ومَحبِسَه، والجَمْعُ رُجْعانٌ، قَالَ غيرُه: الرَّجْعُ: الغَديرُ. قَالَ الرَّاغِب: إمّا تَسمِيَةً بالمَطَرِ الَّذِي فِيهِ، وإمّا لتَراجُعِ أَمواجِه وتَرَدُّدِه فِي مكانِه كالرَّجيع والرَّاجِعَةِ، قَالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ يصفُ السَّيْفَ: (أَبيَضُ كالرَّجْعِ رَسوبٌ إِذا  ...  مَا ثاخَ فِي مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي) قَالَ الليثُ: الرَّجْعُ: مَا امْتَدَّ فِيهِ السَّيْلُ  كَذَا نصّ العُبابِ. وَقَالَ أَبو حنيفَةَ: الرَّجْعُ: مَا ارْتَدَّ فِيهِ السَّيْلُ ثمَّ نفَذَ، ج: رِجاعٌ، بالكسْرِ، ورُجْعانٌ، بالضَّمِّ، ورِجْعانٌ، بالكَسرِ، وأَنشدَ ابنُ الأَعرابيِّ: (وعارَضَ أَطرافَ الصَّبا وكأَنَّه  ...  رِجاعُ غَديرٍ هَزَّهُ الرِّيحُ رائِعُ) وَقَالَ غيرُه: الرِّجاعُ: جَمْعٌ، ولكنَّه نعَتَه بالواحِدِ الَّذِي هُوَ رائعٌ لأَنَّه على لفظِ الواحِد، وإنَّما قَالَ: رِجاعُ غَديرٍ ليفصلَه من الرّجاع الَّذِي هُوَ غير الغدير، إِذْ الرِّجاع من الأَسماء المُشترَكَةِ، وَقد يكون الرِّجاعُ الغديرَ الواحدَ، كَمَا قَالُوا فِيهِ: إخَاذٌ، وأَضافَه إِلَى نفسِه ليُبَيِّنَه أَيضاً بذلك: لأَن الرِّجاع، واحِداً كَانَ أَو جَمْعاً، من الأَسماء المُشترَكَةِ. الرَّجْعُ: الماءُ عامَّةً، وَقَالَ أَبو عُبيدةَ: الرَّجْعُ فِي كَلَام العرَبِ الماءُ، وأَنشدَ قولَ المُتَنَخِّل: (أَبيَضُ كالرَّجْعِ رَسوبٌ إِذا  ...  مَا ثاخَ فِي مُحْتَفَلٍ يَخْتَلي) الرَّجْعُ: الرَّوْثُ والنَّجْوُ لأَنَّه رجَعَ عَن حالِه الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا، وَهَذَا رَجْعُ السَّبُعِ، أَي نَجوُه، وَهُوَ مَجاز. قَالَ الليثُ: الرَّجْعُ من الأَرضِ مَا امْتَدَّ فِيهِ السيلُُ بمَنزِلَةِ الحَجْرِ، قَالَ غيرُه: الرَّجْعُ:) فوقَ التَّلْعَةِ وأَعلاها قبلَ أَن يَجتَمِعَ ماءُ التَّلْعَةِ وأَعلاها قبلَ أَنْ يَجْتَمِعَ ماءُ التَّلْعَةِ، ج: رُجْعانٌ، بالضَّمِّ، بمنزلَةِ الحُجْرانِ، وَقد كرَّرَ المُصنِّفُ هُنَا قَول الليثِ مرَّتينِ، وهما واحِدٌ، فلْيُتَنَبَّه لذلكَ. الرَّجْعُ من الكَتِفِ: أَسفلُها، كالمَرْجِعِ، كمَنْزِلٍ، وَهُوَ مَا يَلِي الإبْطَ مِنْهَا من جِهَة مَنْبِضِ القَلْبِ،  قَالَ رُؤْبَةُ: ونَطْعَنُ الأَعناقَ والمَراجِعا ويُقالُ: طعَنَه فِي مَرجِع كتِفَيْه، وكَواهُ عندَ رَجْعِ كتِفِه، ومَرجِع مِرْفَقِهِ، وَهُوَ مَجاز. الرَّجْعُ: خَطْوُ الدَّابَّةِ، أَو رَدُّها يدَيها فِي السَّيْرِ، وَهُوَ مَجاز، قَالَ أَبو ذؤَيْبٍ يصفُ رَجلاً جريئاً: (يَعْدُو بِهِ نَهِشُ المُشاشِ كأَنَّهُ  ...  صَدَعٌ سليمٌ رَجْعُهُ لَا يَظْلَعُ) الرَّجْعُ: خَطُّ الوَاشِمَةِ، قَالَ لَبيدٌ، رَضِي الله عَنهُ: (أَوْ رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤُورُها  ...  كِفَفاً تَعَرَّضَ فوقَهُنَّ وِشامُها) كالتَّرجِيعِ، فيهمَا. يُقال: رَجَعَت الدَّابَّةُ يدَيْها فِي السَّيْر. ورَجَّعَ النَّقْشَ والوَشْمَ: رَدَّدَ خُطوطَهُما، وتَرجِيعُها: أَن يُعادَ عَلَيْهَا السَّوادُ مَرَّةً بعدَ أُخرى، قَالَ الشَّاعِر: (كتَرْجيعِ وَشْمٍ فِي يَدَيْ حارِثِيَّةِ  ...  يَمانيَّةِ الأَصدافِ باقٍ نَؤُورُها) قَالَ اللَّيْث: الرَّجيعُ من الكلامِ: المَردودُ إِلَى صاحبِه، زادَ الرَّاغِبُ: أَو المُكَرَّرُ. وَفِي الأَساس: إيّاكَ والرَّجيعَ من القولِ. وَهُوَ المُعادُ، وَهُوَ مَجازٌ. وَقَالَ غيرُه: رَجيعُ القَوْلِ: المُكَرَّرُ. منَ المَجاز: الرَّجيعُ: الرَّوْثُ، وذُو البَطْنِ، والنَّجْوُ، لأَنَّه رجَعَ عَن حالتِه الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا، وَقد أَرْجَعَ الرَّجُلُ، وَهَذَا رَجيعُ السَّبَعِ ورَجْعُه، أَي نَجْوُه. وَفِي الحَدِيث: نُهِيَ أَنْ  يُسْتَنْجَى بعَظْمٍ أَو رَجِيعٍ، الرَّجيعُ: يكونُ الرَوْثَ والعَذِرَةَ جَميعاً، وإنَّما سُمِّيَ رَجيعاً لأَنَّه رَجَعَ عَن حالِه الأَوَّل بعدَ أَنْ كانَ طَعاماً أَو علَفاً أَو غيرَ ذَلِك. وأَرْجَعَ من الرَّجيع، إِذا أَنْجَى. وَقَالَ الرَّاغِبُ: الرَّجيعُ: كِنايَةٌ عَن ذِي البَطْنِ للإنسانِ وللدَّابَّةِ، وَهُوَ من الرُّجوعِ، ويكونُ بِمَعْنى الفاعِل، أَو من الرَّجْعِ، ويكونُ بِمَعْنى المَفعول. الرَّجيع: الجِرَّةُ تَجْتَرُّها الإبلُ ونَحوُها، لِرَجْعِهِ لَهَا إِلَى الأَكْلِ، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ الأَعشَى: (وفلاةٍ كَأَنَّها ظَهْرُ تُرْسٍ  ...  ليسَ إلاّ الرَّجيعَ فِيهَا عَلاقُ) يَقُول: لَا تجدُ الإبلُ فِيهَا عُلَقاً إلاَّ مَا تُرَدِّدُه من جِرَّتِها. وكُلُّ شيءٍ مُرَدَّدٍ من قولٍ أَو فعلٍ فَهُوَ رَجيعٌ، لأَنَّ معناهُ مَرْجوع، أَي مَردُود، وَمِنْه قيل للدَّابَّةِ الَّتِي تَرَدِّدُها فِي السَّفَرِ البَعير وَغَيره:) هُوَ رَجيعُ سَفَرٍ، وَهُوَ الكالُّ من السَّفَرِ. وَهِي رَجيعَةٌ، بهاءٍ، قَالَ ذُو الرُّمَّة يصف نَاقَة: (رَجيعَةُ أَسْفارٍ كَأَنَّ زِمامَها  ...  شُجاعٌ لَدى يُسْرَى الذِّراعَيْنِ مُطْرِقُ) الرَّجِيعُ من الدَّوابِّ: المَهْزولُ، وَقَالَ الرَّاغِبُ: هُوَ كِنايَةٌ عَن النَّضْوِ. الرَّجيعُ من الدَّوابِّ: مَا رَجَعْتَهُ من سَفَرٍ إِلَى سَفَرٍ، وَهُوَ الكالُّ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَهُوَ بعَيْنِه القولُ الأَوَّلُ ج: رُجُعٌ، بضَمَّتينِ، وَالَّذِي فِي الصِّحاحِ: جَمْعُ الرَّجيعِ والرَّجيعَةِ: الرَّجائِع. قَالَ ابنُ دُريدٍ: الرَّجيعُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ المُطَرَّى. قَالَ أَيضاً: الرَّجيعُ: ماءٌ لِهُذَيْلٍ، قَالَه أَبو سعيد: على سَبعَةِ أَمْيالٍ من الهَدَّةِ، والهَدَّةُ على سَبعَةِ  أَميالٍ من عُسْفانَ، وَبِه غُدِرَ بمَرْثَدِ بنِ أَبي مَرْثَدٍ، كَنّازِ بنِ الحُصَيْنِ بنِ يَرْبُوع الغَنَوِيّ، رَضِي الله عَنهُ، شَهِدَ هُوَ وأَبوهُ بَدْراً، وَكَانَ أَبوه حَليفَ حَمْزَةَ، وسَرِيَّتِه لمّا بعثَها رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم معَ رَهْطِ عَضَلٍ والقارَةِ، وَكَانَت هَذِه السَّرِيَّةُ فِي السّنة الخامِسَة من الهِجْرَةِ فِي صفَر فِي عَشَرَةٍ أَو سِتَّة، على الخِلاف، لمّا سأَلَه عَضَلٌ والقارَةُ أَنْ يُرْسِلَ مَعَهم مَنْ يُعَلِّمَهُم شرائعَ الْإِسْلَام، فأَرسلَ مَرْثَداً، وعاصِمَ بنَ ثَابت، وخُبَيْبَ بن عَدِيٍّ، وزيدَ بن الدَّثِنة، وخَالِد بن البُكَيْرِ، وعَبْد الله بن طَارق، وأَخاهُ لأُمِّه مُعَتِّبَ بنَ عُبَيْدٍ فغدَروا بهم فَقَتَلُوهُمْ، إلاّ خُبَيْبَ بنَ عَدِيٍّ، وزَيدَ بن الدّثِنَة فأَسروهُما، وباعوهما فِي مَكَّةَ فقتلوهُما، وصَلَّى خُبَيْبٌ قبل أَنْ يَقتلوه رَكعتينِ، فهوَ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ ذلكَ، كَذَا فِي مختصَرِ السِّيرَةِ للشَّمْسِ البِرْماوِيِّ، قَالَ البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ: (وإنْ أُمْسِ شَيْخاً بالرَّجيعِ ووِلْدَةٌ  ...  ويَصْبِحَ قَومِي دونَ دارِهُمُ مِصْرُ) وَقَالَ حسَّان رَضِي الله عَنهُ يَرثِيهِم: (صَلَّى الإلَهُ على الّذينَ تَتابَعوا  ...  يَوْمَ الرَّجيعِ فأُكْرِمُوا وأُثيبوا) وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: (رَأَيْتُ وأَهلي بَوادِي الرَّجِي  ...  عِ فِي أَرْضِ قَيْلَةَ بَرْقاً مُلِيحا) الرَّجيعُ: العَرَقُ، لأَنَّه كَانَ مَاء فرَجَعَ عرَقاً، قَالَ لَبيدٌ، رَضِي الله عَنهُ، يصف الإبِلَ: (كَساهُنَّ الهَوَاجِرُ كُلَّ يَوْمٍ  ...  رَجيعاً فِي المَغابِنِ كالعَصِيمِ)  شبَّه العرَقَ الأَصْفَرَ بعَصيمِ الحِنَّاءِ. الرَّجيعُ: الحَبْلُ الَّذِي نُقِضَ ثمَّ فُتِلَ ثانِيَةً، وَفِي المُفرَداتِ: حَبْلٌ رَجِيعٌ: أُعِيدَ بعدَ نَقْضِهِ، زادَ فِي اللِّسَان: وَقيل: كُلُّ مَا ثَنَيْتَه فَهُوَ رَجيعٌ. وكُلُّ طَعامٍ بَرَدَ، ثُمَّ أُعيدَ إِلَى النّار، فَهُوَ رَجيعٌ. الرَّجيعُ: فَأْسُ اللِّجامِ. الرَّجيعُ: البَخيلُ، كِلاهُما عَن ابنِ عَبّادٍ.) الرَّجِيعَةُ: ماءٌ لِبَني أَسَدٍ، كَمَا فِي العُبابِ. ومَرْجَعَةٌ، كمَرْحَلَةٍ: عَلَمٌ من الأَعلامِ. وأَرْجَعَ الرَّجُلُ، إِذا أَهْوى بيَدِهِ إِلَى خَلْفِه لِيَتناوَلَ شَيْئا، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشدَ لأَبي ذُؤَيْبٍ يصفُ صائداً: (فبَدا لهُ أَقْرابُ هَذَا رائغاً  ...  عَجِلاً فعَيَّثَ فِي الكِنانَةِ يُرْجِعُ) أَي أَقرابُ الفَحْلِ. وَقَالَ اللِّحْيانِيُّ: أَرْجَعَ الرَّجُل يديهِ، إِذا رَدَّهما إِلَى خَلْفِه ليتناوَلَ شَيْئا، وخَصَّه بعضُهم فَقَالَ: أَرْجَعَ يدَه إِلَى سيفِه ليَسْتَلَّه، أَو إِلَى كِنانَتِه لِيَأْخُذَ سَهماً أَهوى بهَا إِلَيْهِ. أَرْجَعَ فُلانٌ: رَمى بالرَّجيعِ، كأَنْجَى من النَّجْوِ. منَ المَجاز: أَرْجَعَ فِي المُصيبَةِ: قَالَ: إنّا لِلَّه وإنّا إليهِ راجِعُونَ قَالَ جَريرٌ: (وأَرْجَعْتُ من عِرفانِ دارٍ كأَنَّها  ...  بقيَةُ وَشْمٍ فِي مُتونِ الأَشاجِعِ) كرَجَّعَ تَرْجيعاً واسْتَرْجَعَ، نقلَهما الزَّمخشريُّ، واقْتَصَرَ  الجَوْهَرِيّ على الأَخيرِ. ويُروَى قَول جَرير: ورَجَّعْتَ. وَفِي حَدِيث ابنِ عبّاسِ أَنَّه حينَ نُعِيَ لَهُ قُثَمُ اسْتَرْجَعَ. يُقال: أَرْجَعَ اللهُ تَعَالَى بيعَتَه، كَمَا يُقال: أَرْبَحَها. نَقله الجَوْهَرِيُّ. قَالَ الكِسائيُّ: أَرْجَعَت الإبِلُ، إِذا هُزِلَتْ ثمَّ سَمِنَت، كَذَا نَصُّ الصِّحاحِ والعُبابِ، وَفِي التَّهذيب: قَالَ الكِسائيُّ: إِذا هُزِلَت النّاقَةُ قيل: أَرْجَعَت. وأَرْجَعَتِ النّاقَةُ فهِي مُرْجِعٌ: حَسُنَتْ بعدَ الهُزال. يُقال: جعلَها اللهُ سَفرَة مُرْجِعَة، كمُحْسِنَة، إِذا كَانَ لَهَا ثوابٌ وعاقِبَةٌ حَسَنَة. وَهُوَ مَجازٌ. يُقال: الشَّيْخُ يَمْرَضُ يَومَيْنِِ فَلَا يَرجِعُ شَهْراً، أَي لَا يَثوبُ إِلَيْهِ جسمُه وقوَّته شَهْراً. منَ المَجاز: التَّرجِيعُ فِي الأَذانِ: هُوَ تَكريرُ الشَّهادَتيْنِ جَهْراً بعدّ إخفائهما. هَكَذَا فَسَّره الصَّاغانِيُّ. التَّرْجيعُ أَيضاً: تَرديدُ الصَّوْتِ فِي الحَلْقِ فِي قراءَةٍ أَو غِناءٍ أَو زَمْرٍ، أَو غير ذَلِك مِمَّا يُتَرَنَّم بِهِ، وَقيل: التَّرْجِيع: هُوَ تَقارُبُ ضُروبِ الحَرَكات فِي الصَّوْت. وَقد حَكَى عَبْد الله بنُ مُغَفَّلٍ تَرجيعَه بمَدِّ الصَّوْت فِي القراءَةِ نَحو: آآ آ. من المَجازِ: اسْتَرْجَعَ منهُ الشيءَ، إِذا أَخَذَ مِنْهُ مَا دفعَه إِلَيْهِ، وَيُقَال: اسْتَرْجَعَ الهِبَةَ، وارْتَجَعَها، إِذا ارْتَدَّها. وراجَعَهُ الكلامَ مُراجَعَةً ورِجاعاً: حاوَرَه إيّاه. وَقيل: عَاوَدَهُ.  راجَعَت النّاقةُ رِجاعاً، إِذا كَانَت فِي ضَرْبٍ من السَّير. فرَجَعَتْ من سَيْرٍ إِلَى سَيْرٍ، سِواه، قَالَ البَعيثُ يصِفُ ناقتَه: (وطُولُ ارتماءِ البيدِ بالبيدِ تعْتَلِي  ...  بهَا ناقَتي تَخْتَبُّ ثمَّ تُراجِعُ) وممّا يُستدركُ عَلَيْهِ: الرَّجْعَةُ: المَرَّةُ من الرُّجوعِ. والرَّجْعَةُ: عَوْدُ طائِفَةٍ من الغُزاةِ إِلَى الغَزْوِ بعدَ قُفُولِهم. وقولُه تَعَالَى: إنَّهُ على رَجْعِهِ لَقادِرٌ قيل: على رَجْعِ الماءِ إِلَى الإحْلِيلِ، وَقيل: إِلَى الصُّلْبِ، وَقيل: إِلَى صُلْبِ الرَّجُلِ وتَريبَةِ المَرأَةِ. وَقيل: على إعادَتِه حَيّاً بعدَ موتِه وبِلاهُ، وَقيل:) على بَعْثِ الإنسانِ يومَ القِيامَةِ. وَالله سبحانَه وَتَعَالَى أَعلمُ بِمَا أَرادَ. ويُقال: أَرْجَعَ اللهُ همَّهُ سُروراً، أَي أَبْدَلَ هَمَّه سُروراً. وحَكَى سِيبَوَيْهٍ: رَجَعَه وأَرْجَعَهُ ناقَتَه: بَاعهَا مِنْهُ ثمَّ أَعطاهُ إيّاها لِيَرْجِعَ عَلَيْهَا. وَهَذِه عَن اللِّحيانيِّ وَهَذَا كَمَا تقولُ أَسْقَيْتُكَ إهاباً. وتَفَرَّقوا فِي أَوَّل النَّهار، ثمَّ تَراجَعوا مَعَ اللَّيْل، أَي رَجَعَ كُلٌّ إِلَى مَحَلِّه. وتَرَجع فِي صَدْري كَذَا: أَي تَرَدَّد، وَهُوَ مَجازٌ. ورَجَّعَ الْبَعِير فِي شِقْشِقَتِه: هَدَرَ. ورَجَّعَتِ النَّاقةُ فِي حَنينِها: قطَّعَتْه. ورَجَّعَ الحَمامُ فِي غِنائه، واسْتَرْجَعَ كَذَلِك. ورَجَّعَتِ القَوْسُ: صَوَّتَت، عَن أَبي حنيفةَ. ورَجَّعَ الكِتابَةَ: أَعادَ عَلَيْهَا مَرَّةً أُخرى. والمَرْجُوعُ: الّذي أُعيدَ سَوادُهُ، والجَمْعُ المَراجِيعُ، قَالَ زُهَيْرٌ: مَراجِيعُ وَشْمٍ فِي نَواشِرِ مِعْصَمِ  ورَجَعَ إِلَيْهِ: كَرَّ، ورَجَعَ عَلَيْهِ. ويُقالُ: خالَفني ثمَّ رجَعَ إِلَى قَولي، وصَرَمَني ثمَّ رَجَعَ يُكَلِّمُني. وَمَا رُجِعَ إِلَيْهِ فِي خَطْبٍ إلاّ كفى. وكُلٌّ من الثَّلاثَةِ مَجاز. وارْتَجعَ كَرَجَعَ. وارْتَجعَ على الغَريم والمُتَّهَم: طالَبَه. وارْتَجعَ إليَّ الأمرَ: ردَّه إليَّ. أنشدَ ثعلبٌ: (أَمُرْتَجِعٌ لي مِثلَ أيّامِ حَمَّةٍ  ...  وأيّامِ ذِي قارٍ علَيَّ الرَّواجِعُ) وارْتَجعَ المرأةَ: راجَعَها. وارْتَجعَتْ المرأةُ جِلْبابَها: إِذا رَدَّتْه على وَجْهِها، وتَجَلَّلَتْ بِهِ. والرُّجْعى، والمَرْجَعانيُّ من الدّوابِّ: نِضْوُ سفَرٍ، الأخيرةُ عامِيّة. وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: الرَّجيعَة: بعيرٌ ارْتَجعْتَه، أَي اشتَريْتَه من أجلابِ النَّاس، لَيْسَ من البلدِ الَّذِي هُوَ بِهِ، وَهِي الرَّجائع، قَالَ مَعْنُ بنُ أَوْسٍ المُزْنيُّ: (على حينَ مَا بِي من رِياضٍ لصَعْبَةٍ  ...  وبَرَّحَ بِي أَنْقَاضُهُنَّ الرَّجائعُ) وسفَرٌ رَجيعٌ: مَرْجُوعٌ فِيهِ مِراراً، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. وَيُقَال للإيابِ من السفَر: سفَرٌ رَجيعٌ، قَالَ القُحَيْف: (وأَسقي فِتْيَةً ومُنَفَّهاتٍ  ...  أَضَرَّ بنِقْيِها سفَرٌ رَجيعُ) والرَّجْع: الغِرْسُ يكون فِي بَطْنِ الْمَرْأَة، يخرجُ على رأسِ الصبِيِّ. وقَوْله تَعالى: يَرْجِعُ بَعْضُهم إِلَى بعضٍ القَولَ أَي يتَلاوَمون. والرَّجيع: الشِّواءُ يُسَخَّنُ ثانِيَةً، عَن الأَصْمَعِيّ. ورَجْعُ الرَّشْقِ فِي الرَّمْي: مَا يُرَدُّ عَلَيْهِ.  والرَّواجِع: الرِّياحُ المُختَلِفة لمَجيئِها وذَهابِها. وَكَذَا رَواجِعُ الْأَبْوَاب. وَلَيْسَ لهَذَا البَيعِ مَرْجُوعٌ، أَي لَا يُرْجَعُ فِيهِ، وَهُوَ مَجاز. وَيُقَال: هَذَا مَتاعٌ مُرْجِعٌ، أَي لَهُ مَرْجُوعٌ. حَكَاهُ الجَوْهَرِيّ عَن ابْن السِّكِّيت. وَقَالَ الأَصْبَهانيُّ فِي الْمُفْردَات: دابَّةٌ لَهَا) مَرْجُوعٌ: يمكنُ بَيْعُها بعد الاسْتِعمال. وَيُقَال: هَذَا أَرْجَعُ فِي يَدي من هَذَا، أَي أَنْفَع، وَهُوَ مَجاز. وَفِي النوادِر: يُقَال: طعامٌ يُسْتَرْجَعُ عَنهُ وتفسيرُ هَذَا فِي رَعْيِ المَال، وطعامِ النَّاس: مَا نَفَعَ مِنْهُ واسْتُمْرِئَ فسَمِنوا عَنهُ. والرَِّجْعَة، بالكَسْر والفَتْح: إبل تَشْتَريها الأعرابُ لَيست من نِتاجِهم، وَلَيْسَت عَلَيْهَا سِماتُهم. وارْتَجعَها: اشْتَرَاهَا. والتَّراجُع بَين الخَليطَيْن: أَن يكون لأحدِهما مَثَلاً أَرْبَعونَ بَقَرَةً، وللآخَرِ ثَلَاثُونَ، ومالُهما مُشتَرَكٌ، فيأخذُ العاملُ عَن الْأَرْبَعين مُسِنَّةً، وَعَن الثَّلَاثِينَ تَبيعاً، فيرجعَ باذلُ المُسنَّة بِثَلَاثَة أَسْبَاعِها على خَليطِه، وباذلُ التَّبيعِ بأربعةِ أَسْبَاعِه على خَليطِه لأنّ لكلِّ واحدٍ من السِّنَّيْنِ واجِبٌ على الشُّيُوع، كأنَّ المالَ مُلْكُ واحدٍ. والرِّجَع، كعِنَبٍ: أَن يبيعَ الذُّكورَ وَيَشْتَرِي الإناثَ، كأنّه مصدر، وَقَالَ ابنُ برِّيّ: وجَمعُ رِجْعَةٍ رِجَع، وَقيل لحَيٍّ من الْعَرَب: بمَ كَثُرَتْ أموالُكم فَقَالُوا: أوصانا أَبونَا بالنُّجَعِ والرُّجَع، وَقَالَ ثَعْلَب: بالنِّجَعِ والرِّجَع، وفَسَّرَه بأنّه: بَيْعُ الهَرْمَى، وشِراءُ البِكارَةِ الفَتِيّة، وَقد فُسِّر بأنّه بيعُ الذُّكورِ وشراءُ الْإِنَاث، وكِلاهما ممّا يَنْمِي عَلَيْهِ المالُ، وأرجع إبِلا: شَراها وباعَها على هَذِه الْحَالة. والرّاجِعَة: الناقةُ تُباعُ ويُشتَرى بثمَنِها مِثلُها، فالثانيةُ راجِعَةٌ ورَجيعَةٌ، قَالَ  عليُّ بنُ حَمْزَة: الرَّجيعَة: أَن يُباعَ الذكَرُ ويُشترى بثمنِه الْأُنْثَى، فالأنثى هِيَ الرَّجيعَة، وَقد ارْتَجَعْتُها وَتَرَجَّعْتُها وَرَجَعْتُها. وَحكى اللِّحْيانيّ: جاءتْ رِجْعَةُ الضِّياع، أَي مَا تعودُ بِهِ على صاحبِها من غَلَّةٍ، وَيُقَال: سَيفٌ نَجيعُ الرَّجْعِ والرَّجيع، إِذا كَانَ ماضِياً فِي الضَّريبة، قَالَ لَبيدٌ يصفُ السَّيْف: (بأَخْلَقَ مَحْمُودٍ نَجيحٍ رَجيعُهُ  ...  وأَخْشَنَ مَرْهُوبٍ كريمِ المآزِقِ) وَيُقَال للمريضِ إِذا ثابَتْ إِلَيْهِ نَفْسُه بعد نُهوكٍ من العِلَّة: راجِعٌ، ورجلٌ راجِعٌ: إِذا رَجَعَتْ إِلَيْهِ نَفْسُه بعد شِدّةِ ضَنى. ورَجَعَ الكلبُ فِي قَيْئِه: عادَ فِيهِ. وراجَعَ الرجلُ: رَجَعَ إِلَى خيرٍ أَو شرٍّ. وتَراجَعَ الشيءُ إِلَى خَلفٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. ورَجَعَتِ الناقةُ تَرْجِعُ رِجاعاً، إِذا أَلْقَتْ وَلَدَها لغيرِ تَمامٍ، عَن أبي زَيْدٍ. وَقيل: هُوَ أَن تَطْرَحَه مَاء. والرّاجِعَة: الناشِغَةُ من نَواشِغِ الْوَادي، قَالَه ابنُ شُمَيْل، أَي المَجرى من مَجاريه. والرَّجْع: ماءٌ لهُذَيْلٍ غَلَبَ عَلَيْهِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: قَرَأْتُ بخطِّ أبي الهَيثَم حَكَاهُ عَن الأسَديِّ قَالَ: يَقُولُونَ للرَّعْد: رَجْعٌ. ورَجيع: اسمُ ناقةِ قَالَ جَريرٌ: (إِذا بَلَّغَتْ رَحْلِي رَجيعُ أَمَلَّها  ...  نُزولي بالمَوْماةِ ثمّ ارْتِحالِيَا) والرَّجَّاع: الكثيرُ الرُّجوعِ إِلَى اللهُ تَعَالَى. ورَجَعَ الحَوضُ إِلَى إزائِه: كَثُرَ ماؤُه. وتَراجَعَتْ أَحْوَالُ فلانٍ. وَهُوَ مَجاز. وراجَعَه فِي مُهِمَّاتِه: حاوَرَه. وانْتقَص القُرُّ، ثمّ تَراجَع.  وسُمِّي البَرَدُ) رَجْعَاً لرَدِّ مَا تَناولَه من المَاء. والرِّجْعَة، بالكَسْر: الحُجّة، عَن ابنِ عَبَّاد.
المعجم: تاج العروس

دَيَنَ

المعنى: دَيَنَ: الدَّيَّانُ: مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - مَعْنَاهُ الْحَكَمُ الْقَاضِي. وَسُئِلَ بَعْضُ السَّلَفِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَقَالَ: كَانَ دَيَّانَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا, أَيْ قَاضِيهَا وَحَاكِمَهَا. وَالدَّيَّانُ: الْقَهَّارُ, وَمِنْهُ قَوْلُ ذِي الْإِصْبَعِ الْعُدْوَانِيِّ؛لَاهِ ابْنُ عَمِّكَ ، لَا أَفَضَلْتَ فِي حَسَبٍ فِينَا ، وَلَا أَنْتَ دَيَّانِي فَتَخْزُونِي ! أَيْ لَسْتَ بِقَاهِرٍ لِي فَتَسُوسُ أَمْرِي. وَالدَّيَّانُ: اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ. وَالدَّيَّانُ: الْقَهَّارُ ، وَقِيلَ: الْحَاكِمُ وَالْقَاضِي ، وَهُوَ فَعَّ الٌ مِنْ دَانَ النَّاسَ أَيْ قَهَرَهُمْ عَلَى الطَّاعَةِ. يُقَالُ: دِنْتُهُمْ فَدَانُوا أَيْ قَهَرْتُهُمْ فَأَطَاعُوا, وَمِنْهُ شِعْرُ الْأَعْشَى الْحِرْمَازِيِّ يُخَاطِبُ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛يَا سَيِّدَ النَّاسِ وَدَيَّانَ العَرَبْ وَفِي حَدِيثِ أَبِي طَالِبٍ: قَالَ لَهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ: أُرِيدَ مِنْ قُرَيْشٍ كَلِمَةً تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ, أَيْ تُطِيعُهُمْ وَتَخْضَعُ لَهُمْ. وَالدَّيْنُ: وَاحِدُ الدُّيُونِ ، مَعْرُوفٌ. وَكُلُّ شَيْءٍ غَيْرُ حَاضِرٍ دَيْنٌ ، وَالْجَمْعُ أَدْيُنٌ مِثْلَ أَعْيُنٍ وَد ُيُونٌ, قَالَ ثَعْلَبٌةُ بْنُ عُبَيْدٍ يَصِفُ النَّخْلَ؛تُضَمَّنُ حَاجَاتِ الْعِيَالِ وَضَيْفِهِمْ وَمَهْمَا تُضَمَّنْ مِنْ دُيُونِهِمُ تَقْضِي؛يَعْنِي بِالدُّيُونِ مَا يُنَالُ مِنْ جَنَاهَا ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ دَيْنًا عَلَى النَّخْلِ ، كَقَوْلِ الْأَنْصَارِيِّ؛أَدِينُ ، وَمَا دَيْنِي عَلَيْكُمْ بِمَغْرَمٍ وَلَكِنْ عَلَى الشُّمِّ الْجِلَادِ الْقَرَاوِحِ؛ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: دِنْتُ وَأَنَا أَدِينُ إِذَا أَخَذْتَ دَيْنًا, وَأَنْشَدَ أَيْضًا قَوْلَ الْأَنْصَارِيِّ؛أَدِينُ وَمَا دَيْنِي عَلَيْكُمْ بِمَغْرَمٍ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الْقَرَاوِحُ مِنَ النَّخِيلِ الَّتِي لَا تُبَالِي الزَّمَانَ ، وَكَذَلِكَ مِنَ الْإِبِل ، قَالَ: وَهِيَ الَّتِي لَا كَرَبَ لَهَا مِنَ النَّخِيلِ. وَدِنْتُ الرَّج ُلَ: أَقْرَضْتُهُ فَهُوَ مَدِينٌ وَمَدْيُونٌ. ابْنُ سِيدَهْ: دِنْتُ الرَّجُلَ وَأَدَنْتُهُ أَعْطَيْتُهُ الدَّيْنَ إِلَى أَجْلٍ, قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ؛أَدَانَ ، وَأَنْبَأَهُ الْأَوَّلُونَ بِأَنَّ الْمُدَانَ مَلِيٌّ وَفِيُّ؛الْأَوَّلُونَ: النَّاسُ الْأَوَّلُونَ وَالْمَشْيَخَةُ ، وَقِيلَ: دِنْتُهُ أَقْرَضْتُهُ وَأَدَنْتُهُ اسْتَقْرَضْتُهُ مِنْهُ. وَدَانَ هُوَ: أَخَذَ الدَّيْنَ. وَ رَجُلٌ دَائِنٌ وَمَدِينٌ وَمَدْيُونٌ ، الْأَخِيرَةُ تَمِيمِيَّةٌ ، وَمُدَانٌ: عَلَيْهِ الدَّيْنُ ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي عَلَيْهِ دَيْنٌ كَثِيرٌ. الْجَوْهَرِيُّ: رَجُلٌ مَدْيُونٌ كَثُرَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ, وَقَالَ؛وَنَاهَزُوا الْبَيْعَ مِنْ تُرْعِيَّةٍ رَهِقٍ مُسْتأْرَبٍ ، عَضَّهُ السُّلْطَانُ ، مَدْيُونِ؛وَمِدْيَانٌ إِذَا كَانَ عَادَتُهُ أَنْ يَأْخُذَ بِالدَّيْنِ وَيَسْتَقْرِضَ. وَأَدَانَ فُلَانٌ إِدَانَةً إِذَا بَاعَ مِنَ الْقَوْمِ إِلَى أَجْلٍ فَصَارَ لَهُ عَل َيْهِمْ دَيْنٌ ، تَقُولُ مِنْهُ: أَدِنِّي عَشَرَةَ دَرَاهِمَ, وَأَنْشَدَ بَيْتَ أَبِي ذُؤَيْبٍ؛بِأَنَّ الْمُدَانَ مَلِيٌّ وَفِيُّ وَالْمَدِينُ: الَّذِي يَبِيعُ بِدَيْنٍ: وَادَّانَ وَاسْتَدَانَ وَأَدَانَ: اسْتَقْرَضَ وَأَخَذَ بِدَيْنٍ ، وَهُوَ افْتَعَلَ, وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَادَّانَ مُعْرِضًا, أَيِ اسْتَدَانَ ، وَهُوَ الَّذِي يَعْتَرِضُ النَّاسَ وَيَسْتَدِينُ مِمَّنْ أَمْكَنَهُ. وَتَدَايَنُوا: تَبَايَعُوا بِالدَّيْنِ. وَاسْتَدَا نُوا: اسْتَقْرَضُوا. اللَّيْثُ: أَدَانَ الرَّجُلُ ، فَهُوَ مُدِينٌ أَيْ مُسْتَدِينٌ, قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: وَهَذَا خَطَأٌ عِنْدِي ، قَالَ: وَقَدْ حَكَاهُ شِمْرٌ لِبَعْضِهِمْ وَأَظُنُّهُ أَخَذَهُ عَنْهُ. وَأَدَانَ: مَعْنَاهُ أَنَّهُ بَاعَ بِدَيْنٍ أَوْ صَارَ لَهُ عَلَى النَّاسِ دَيْنٌ. وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ فُلَانًا يَدِينُ وَلَا مَالَ لَهُ. يُقَالُ: دَانَ وَاسْتَدَانَ وَادَّانَ ، مُشَدَّدًا ، إِذَا أَخَذَ الدَّيْنَ وَاقْتَرَضَ ، فَإِذَا أَعْطَى الدَّيْنَ قِيلَ أَدَانَ مُخَفَّفًا. وَفِي حَدِيثِهِ ال ْآخَرِ عَنْ أُسَيْفِعِ جُهَيْنَةَ: فَادَّانَ مُعْرِضًا, أَيِ اسْتَدَانَ مُعْرِضًا عَنِ الْوَفَاءِ. وَاسْتَدَانَهُ: طَلَبَ مِنْهُ الدَّيْنَ. وَاسْتَدَانَهُ: اسْتَقْرَضَ مِنْهُ, قَالَ الشَّاعِرُ؛فَإِنْ يَكُ ، يَا جَنَاحُ ، عَلَيَّ دَيْنٌ فَعِمْرَانُ بْنُ مُوسَى يَسْتَدِينُ؛وَدِنْتُهُ: أَعْطَيْتُهُ الدَّيْنَ. وَدِنْتُهُ: اسْتَقْرَضْتُ مِنْهُ. وَدَانَ فُلَانٌ يَدِينُ دَيْنًا: اسْتَقْرَضَ وَصَارَ عَلَيْهِ دَيْنٌ فَهُوَ دَائِنٌ, وَأ َنْشَدَ الْأَحْمَرُ لِلْعُجَيْرِ السَّلُولِيِّ؛نَدِينُ وَيَقْضِي اللَّهُ عَنَّا ، وَقَدْ نَرَى مَصَارِعَ قَوْمٍ ، لَا يَدِينُونَ ، ضُيَّعَا؛قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ ضُيَّعٍ ، بِالْخَفْضِ عَلَى الصِّفَةِ لِقَوْمٍ, وَقَبْلَهُ؛؛فَعِدْ صَاحِبَ اللَّحَّامِ سَيْفًا تَبِيعُهُ وَزِدْ دِرْهَمًا فَوْقَ الْمُغَالِينَ وَاخْنَعِ؛وَتَدَايَنَ الْقَوْمُ وَادَّايَنُوا: أَخَذُوا بِالدَّيْنِ ، وَالِاسْمُ الدِّينَةُ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: جِئْتُ أَطْلُبُ الدِّينَةَ ، قَالَ: هُوَ اسْمُ الدَّيْنِ. وَمَا أَكْثَرَ دِينَتَهُ أَيْ دَيْنَهُ. الشَّيْبَانِيُّ: أَدَانَ الرَّجُلُ إِذَا صَارَ لَهُ دَيْنٌ عَلَى النَّاسِ. ابْنُ سِيدَهْ: وَأَدَانَ فُلَانٌ النَّاسَ أَعْطَاهُمُ الدَّيْنَ وَأَقْرَضَهُمْ, وَبِهِ فَسَّرَ بِهِ بَعْضُهُمْ قَوْلَ أَبِي ذُؤَيْبٍ؛أَدَانَ ، وَأَنْبَأَهُ الْأَوَّلُونَ بِأَنَّ الْمُدَانَ مَلِيٌّ وَفِيُّ؛وَقَالَ شِمْرٌ فِي قَوْلِهِمْ يَدِينُ الرَّجُلُ أَمْرَهُ: أَيْ يَمْلِكُ ، وَأَنْشَدَ بَيْتَ أَبِي ذُؤَيْبٍ أَيْضًا. وَأَدَنْتُ الرَّجُلَ إِذَا أَقْرَضْتَهُ. وَقَدِ ادَّانَ إِذَا صَارَ عَلَيْهِ دَيْنٌ. وَالْقَرْضُ: أَنْ يَقْتَرِضَ الْإِنْسَانُ دَرَاهِمَ أَوْ دَنَانِي رَ أَوْ حَبًّا أَوْ تَمْرًا أَوْ زَبِيبًا أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ ، وَلَا يَجُوزُ لِأَجَلٍ لِأَنَّ الْأَجَلَ فِيهِ بَاطِلٌ. وَقَالَ شِمْرٌ: ادَّانَ الرَّجُلُ إِذَا كَثُرَ عَلَيْهِ الدَّيْنُ, وَأَنْشَدَ؛أَنَدَّانُ أَمْ نَعْتَانُ ، أَمْ يَنْبَرِي لَنَا فَتًى مِثْلُ نَصْلِ السَّيْفِ هُزَّتْ مَضَارِبُهُ ؟؛نَعْتَانُ أَيْ نَأْخُذُ الْعِينَةَ. وَرَجُلٌ مِدْيَانٌ: يُقْرِضُ النَّاسَ ، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى بِغَيْرِ هَاءٍ ، وَجَمْعُهُمَا جَمِيعًا مَدَايِينُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: وَحَكَى ابْنُ خَالَوَيْهِ أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ اللُّغَةِ يَجْعَلُ الْمِدْيَانَ الَّذِي يُقْرِضُ النَّاسَ ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ أَدَانَ بِمَعْنَى أَقْرَضَ ، قَالَ: وَهَذَا غَرِيبٌ وَدَايَنْ تُ فُلَانًا إِذَا أَقْرَضْتَهُ وَأَقْرَضَكَ, قَالَ رُؤْبَةُ؛دَايَنْتُ أَرْوَى ، وَالدُّيُونُ تُقْضَى فَمَاطَلَتْ بَعْضًا وَأَدَّتْ بَعْضَا؛وَدَايَنْتُ فُلَانًا إِذَا عَامَلْتَهُ فَأَعْطَيْتَ دَيْنًا وَأَخَذْتَ بِدَيْنٍ ، وَتَدَايَنَّا كَمَا تَقُولُ قَاتَلَهُ وَتَقَاتَلْنَا. وَبِعْتُهُ بَدِينَةٍ أ َيْ بِتَأْخِيرٍ ، وَالدِّينَةُ جَمْعُهَا دِيَنٌ, قَالَ رِدَاءُ بْنُ مَنْظُورٍ؛فَإِنْ تُمْسِ قَدْ عَالَ عَنْ شَأْنِهَا شُئُونٌ ، فَقَدْ طَالَ مِنْهَا الدِّيَنْ؛أَيْ دَيْنٌ عَلَى دَيْنٍ. وَالْمُدَّانُ: الَّذِي لَا يَزَالُ عَلَيْهِ دَيْنٌ ، قَالَ: وَالْمِدْيَانُ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ الَّذِي يُقْرِضُ كَثِيرًا ، وَإِنْ شِ ئْتَ جَعَلْتَهُ الَّذِي يَسْتَقْرِضُ كَثِيرًا. وَفِي الْحَدِيثِ: ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ ، مِنْهُمُ الْمِدْيَانُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ, الْمِدْيَانُ: الْكَثِيرُ الدِّينِ الَّذِي عَلَيْهِ الدُّيُونُ ، وَهُوَ مِفْعَالٌ مِنَ الدَّيْنِ لِلْمُبَالَغَةِ. قَالَ: وَالدَّائِنُ الَّذِي يَسْتَدِينُ ، وَال دَّائِنُ الَّذِي يُجْرِي الدَّيْنَ. وَتَدَيَّنَ الرَّجُلُ إِذَا اسْتَدَانَ, وَأَنْشَدَ؛تُعَيِّرُنِي بِالدَّيْنِ قَوْمِي ، وَإِنَّمَا تَدَيَّنْتُ فِي أَشْيَاءَ تُكْسِبُهُمْ حَمْدَا؛وَيُقَالُ: رَأَيْتُ بِفُلَانٍ دِينَةً إِذَا رَأَى بِهِ سَبَبَ الْمَوْتِ. وَيُقَالُ: رَمَاهُ اللَّهُ بِدَيْنِهِ أَيْ بِالْمَوْتِ ؛ لِأَنَّهُ دَيْنٌ عَلَى كُلِّ أ َحَدٍ. وَالدِّينُ: الْجَزَاءُ وَالْمُكَافَأَةُ. وَدِنْتُهُ بِفِعْلِهِ دَيْنًا: جَزَيْتُهُ ، وَقِيلَ الدَّيْنُ الْمَصْدَرُ ، وَالدِّينُ الِاسْمُ, قَالَ؛دِينَ هَذَا الْقَلْبُ مِنْ نُعْمٍ بِسَقَامٍ لَيْسَ كالسُّقْمِ؛وَدَايَنَهُ مُدَايَنَةً وَدِيَانًا كَذَلِكَ أَيْضًا. وَيَوْمُ الدِّينِ: يَوْمُ الْجَزَاءِ. وَفِي الْمَثَلِ: كَمَا تَدِينُ تُدَانُ ، أَيْ كَمَا تُجَازِي تُجَازَ ى أَيْ تُجَازَى بِفِعْلِكَ وَبِحَسْبِ مَا عَمِلْتَ ، وَقِيلَ: كَمَا تَفْعَلُ يُفْعَلُ بِكَ, قَالَ خُوَيْلِدُ بْنُ نَوْفَلٍ الْكِلَابِيُّ لِلْحَرْثِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ الْغَسَّانِيِّ ، وَكَانَ اغْتَصَبَهُ ابْنَتَهُ؛يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ الْمَخُوفُ ، أَمَّا تَرَى لَيْلًا وَصُبْحًا كَيْفَ يَخْتَلِفَانِ ؟؛هَلْ تَسْتَطِيعُ الشَّمْسَ أَنْ تَأْتِيَ بِهَا لَيْلًا وَهَلْ لَك بِالْمَلِيكِ يَدَانِ ؟؛يَا حارِ ، أَيْقِنْ أَنَّ مُلْكَكَ زَائِلٌ وَاعْلَمْ بِأَنَّ كَمَا تَدِينُ تُدَانُ؛أَيْ تُجْزَى بِمَا تَفْعَلُ. وَدَانَهُ دَيْنًا أَيْ جَازَاهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَئِنَّا لَمَدِينُونَ, أَيْ مَجْزِيُّونَ مُحَاسَبُونَ, وَمِنْهُ الدَّيَّانُ فِي صِفَةِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ. وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ: إِنَّ اللَّهَ لَيَدِينُ لِلْجَمَّاءِ مِنْ ذَاتِ الْقَرْنِ أَيْ يَقْتَصُّ وَيَجْزِي. وَالدِّينُ: الْجَزَاءُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَمْرٍو: لَا تَسُبُّوا السُّلْطَانَ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَقُولُوا اللَّهُمَّ دِنْهُمْ كَمَا يَدِينُونَا, أَيِ اجْزِهُمْ بِمَا يُعَامِلُونَا بِهِ. وَالدِّينُ: الْحِسَابُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ, وَقِيلَ: مَعْنَاهُ مَالِكِ يَوْمِ الْجَزَاءِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ, أَيْ ذَلِكَ الْحِسَابُ الصَّحِيحُ وَالْعَدَدُ الْمُسْتَوِي. وَالدِّينُ: الطَّاعَةُ. وَقَدْ دِنْتُهُ وَدِنْتُ لَهُ أَيْ أَطَعْتُهُ, قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ؛وَأَيَّامًا لَنَا غُرًّا كِرَامًا عَصَيْنَا الْمَلْكَ فِيهَا أَنْ نَدِيَنَا؛وَيُرْوَى؛وَأَيَّامٍ لَنَا وَلَهُمْ طِوَالٍ وَالْجَمْعُ الْأَدْيَانُ. يُقَالُ: دَانَ بِكَذَا دِيَانَةً ، وَتَدَيَّنَ بِهِ فَهُوَ دَيِّنٌ وَمُتَدَيِّنٌ. ودَيَّنْتُ الرَّجُلَ تَدْيِينًا إِذَا وَكَلْتَهُ إِ لَى دِينِهِ. وَالدِّينُ: الْإِسْلَامُ ، وَقَدْ دِنْتُ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَحَبَّةُ الْعُلَمَاءِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ. وَالدِّينُ: الْعَادَةُ وَالشَّأْنُ ، تَقُولُ الْعَرَبُ: مَا زَالَ ذَلِكَ دِينِي وَدَيْدَنِي أَيْ عَادَتِي, قَالَ الْمُثَقِّبُ الْعَبْدِيُّ يَذْكُرُ نَاقَتَهُ؛تَقُولُ إِذَا دَرَأْتُ لَهَا وَضِينِي: أَهَذَا دِينُهُ أَبَدًا وَدِينِي ؟؛وَرُوِيَ قَوْلُهُ؛دِينَ هَذَا الْقَلْبُ مِنْ نُعْمٍ يُرِيدُ يَا دِينَهُ أَيْ يَا عَادَتَهُ ، وَالْجَمْعُ أَدْيَانٌ. وَالدِّينَةُ: كَالدِّينِ, قَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ؛أَلَا يَا عَنَاءَ الْقَلْبِ مِنْ أُمِّ عَامِرٍ وَدِينَتَهُ مِنْ حُبِّ مَنْ لَا يُجَاوِرُ؛وَدِينَ: عُوِّدَ ، وَقِيلَ: لَا فِعْلَ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: (الْكَيِّس مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَالْأَحْمَقُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ, قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْلُهُ دَانَ نَفْسَهُ أَيْ أَذَلَّهَا وَاسْتَعْبَدَهَا ، وَقِيلَ: حَاسَبَهَا. يُقَالُ: دِنْتُ الْقَوْمَ أَدِينُهُمْ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِهِمْ, قَالَ الْأَعْشَى يَمْدَحُ رَجُلًا؛هُوَ دَانَ الرَّبَابَ ، إِذْ كَرِهُوا الدَّيْ نَ ، دِرَاكًا بِغَزْوَةٍ وَصِيَالٍ؛ثُمَّ دَانَتْ بَعْدُ الرَّبَابُ ، وَكَانَتْ كَعَذَابٍ عُقُوبَةُ الْأَقْوَالِ؛ قَالَ: هُوَ دَانَ الرَّبَابَ يَعْنِي أَذَلَّهَا ، ثُمَّ قَالَ: ثُمَّ دَانَتْ بَعْدُ الرَّبَابُ أَيْ ذَلَّتْ لَهُ وَأَطَاعَتْهُ ، وَالدِّينُ لِلَّهِ مِنْ هَذَا إِ نَّمَا هُوَ طَاعَتُهُ وَالتَّعَبُّدُ لَهُ وَدَانَهُ دَيْنًا أَيْ أَذَلَّهُ وَاسْتَعْبَدَهُ. يُقَالُ: دِنْتُهُ فَدَانَ. وَقَوْمٌ دِينٌ أَيْ دَائِنُونَ, وَقَالَ؛وَكَانَ النَّاسُ ، إِلَّا نَحْنُ ، دِينًا وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ, قَالَ قَتَادَةُ: فِي قَضَاءِ الْمَلِكِ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: دَانَ الرَّجُلُ إِذَا عَزَّ ، وَدَانَ إِذَا ذَلَّ ، وَدَانَ إِذَا أَطَاعَ ، وَدَانَ إِذَا عَصَى ، وَدَانَ إِذَا اعْتَادَ خَيْرًا أَوْ شَرًّا ، وَدَانَ إِذَا أَصَاب َهُ الدِّينُ ، وَهُوَ دَاءٌ, وَأَنْشَدَ؛يَا دِينَ قَلْبِكَ مِنْ سَلْمَى وَقَدْ دِينَا قَالَ: وَقَالَ الْمُفَضَّلُ مَعْنَاهُ يَا دَاءَ قَلْبِكَ الْقَدِيمِ. وَدِنْتُ الرَّجُلَ: خَدَمْتُهُ وَأَحْسَنْتُ إِلَيْهِ. وَالدِّينُ: الذُّلُّ. وَالْمَدِينُ: الْعَبْدُ. وَالْمَدِينَةُ: الْأَمَةُ الْمَمْلُوكَةُ كَأَنَّهُمَا أَذَلَّهُمَا الْعَمَلُ, قَالَ الْأَخْطَلُ؛رَبَتْ ، وَرَبَا فِي حَجْرِهَا ابْنُ مَدِينَةٍ يَظَلُّ عَلَى مِسْحَاتِهِ يَتَرَكَّلُ؛وَيُرْوَى: فِي كَرْمِهَا ابْنُ مَدِينَةٍ, قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَيِ ابْنُ أَمَةٍ, وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: مَعْنَى ابْنِ مَدِينَةٍ عَالِمٌ بِهَا كَقَوْلِهِمْ هَذَا ابْنُ بَجْدَتِهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: أَئِنَّا لَمَدِينُونَ, أَيْ مَمْلُوكُونَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا, قَالَ الْفَرَّاءُ: غَيْرَ مَدِينِينَ أَيْ غَيْرَ مَمْلُوكِينَ ، قَالَ: وَسَمِعْتُ غَيْرَ مَجْزِيِّينَ ، وَقَالَ أَبُو إِسْحَقَ: مَعْنَاهُ هَلَّا تَرْجِعُونَ الرُّوحَ إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَمْلُوكِينَ مُدَبَّرِينَ. وَقَوْلُهُ: إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ أَنَّ لَكُمْ فِي الْحَيَاةِ وَالْمَو ْتِ قُدْرَةً, وَهَذَا كَقَوْلِهِ: قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ. وَدِنْتُهُ أَدِينُهُ دَيْنًا: سُسْتُهُ. وَدِنْتُهُ: مَلَكْتُهُ. وَدُيِّنْتُهُ أَيْ مُلِّكْتُهُ. وَدَيَّنْتُهُ الْقَوْمَ: وَلَّيْتُهُ سِيَاسَتَهُمْ, قَالَ الْحُطَيْئَةُ؛لَقَدْ دُيِّنْتِ أَمْرَ بَنِيكِ ، حَتَّى تَرَكْتِهِمْ أَدَقَّ مِنَ الطَّحِينِ يَعْنِي مُلِّكْتِ؛وَيُرْوَى: سُوِّسْتِ ، يُخَاطِبُ أُمَّهُ ، وَنَاسٌ يَقُولُونَ: وَمِنْهُ سُمِّيَ الْمِصْرُ مَدِينَةً. وَالدَّيَّانُ: السَّائِسُ, وَأَنْشَدَ بَيْتَ ذِي الْإِصْبَعِ الْعَدْوَانِيِّ؛لَاهِ ابْنُ عَمِّكَ ، لَا أَفْضَلْتَ فِي حَسَبٍ يَوْمًا ، وَلَا أَنْتَ دَيَّانِي فَتَخْزُونِي !؛قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: أَيْ وَلَا أَنْتَ مَالِكُ أَمْرِي فَتَسُوسُنِي. وَدِنْتُ الرَّجُلَ: حَمَلْتُهُ عَلَى مَا يَكْرَهُ. ودَيَّنْتُ الرَّجُلَ تَدْيِينًا إِذَا وَكَلْتَهُ إِلَى دِينِ هِ. وَالدِّينُ: الْحَالُ. قَالَ النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ: سَأَلْتُ أَعْرَابِيًّا عَنْ شَيْءٍ فَقَالَ: لَوْ لَقِيتَنِي عَلَى دِينٍ غَيْرِ هَذِهِ لَأَخْبَرَتْكُ. وَالدِّينُ: مَا يَتَدَيَّنُ بِهِ الرَّجُلُ. وَالدِّينُ: ا لسُّلْطَانُ. وَالدِّينُ: الْوَرَعُ. وَالدِّينُ: الْقَهْرُ. وَالدِّينُ: الْمَعْصِيَةُ. وَالدِّينُ: الطَّاعَةُ. وَفِي حَدِيثِ الْخَوَارِجِ: يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ, يُرِيدُ أَنَّ دُخُولَهُمْ فِي الْإِسْلَامِ ثُمَّ خُرُوجُهُمْ مِنْهُ لَمْ يَتَمَسَّكُوا مِنْهُ بِشَيْءٍ كَالسَّهْمِ الَّذِي دَخَلَ فِي الرَّمِيَّةِ ثُمَّ نَفَذَ فِيهَا وَخَرَجَ مِنْهَا وَلَمْ يَعْلَقْ بِهِ مِنْهَا شَيْءٌ, قَالَ الْخَطَّابِيُّ: قَدْ أَجْمَعَ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ الْخَوَارِجَ عَلَى ضَلَالَتِهِمْ فِرْقَةٌ مِنْ فِرَقِ الْمُسْلِمِينَ وَأَجَازُوا مُنَاكَحَتَهُمْ وَأَكْلَ ذ َبَائِحِهِمْ وَقَبُولَ شَهَادَتِهِمْ ، وَسُئِلَ عَنْهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَقِيلَ: أَكُفَّارٌ هُمْ ؟ قَالَ: مِنَ الِكُفْرِ فَرُّوا ، قِيلَ: أَفَمُنَافِقُونَ هُمْ ؟ قَالَ: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ، وَهَؤُلَاءِ يَذْكُرُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ، فَقِيلَ: مَا هُمْ ؟ قَالَ: قَوْمٌ أَصَابَتْهُمْ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: يَعْنِي قَوْلَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ, أَرَادَ بِالدِّينِ الطَّاعَةَ أَيْ أَنَّهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ طَاعَةِ الْإِمَام ِ الْمُفْتَرَضِ الطَّاعَةِ وَيَنْسَلِخُونَ مِنْهَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَدَيَّنَ الرَّجُلَ فِي الْقَضَاءِ وَفِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ: صَدَّقَهُ. ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: دَيَّنْتُ الْحَالِفَ أَيْ نَوَّيْتُهُ فِيمَا حَلَفَ ، وَهُوَ التَّدْيِينُ. وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - كَانَ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ, قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: لَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ الشِّرْكَ الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنَّهُ كَانَ عَلَى مَا بَقِيَ فِيهِمْ مِنْ إِرْثِ إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مِنَ الْحَجِّ وَالنِّكَاحِ وَالْمِيرَاثِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَحْكَامِ الْإِيمَانِ ، وَقِيلَ: هُوَ مِنَ الدِّينِ الْعَادَةُ يُرِيدُ بِهِ أ َخْلَاقَهُمْ مِنَ الْكَرَمِ وَالشَّجَاعَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ الْحَجِّ: كَانَتْ قُرَيْشٌ وَمَنْ دَانَ بِدِينِهِمْ, أَيِ اتَّبَعَهُمْ فِي دِينِهِمْ وَوَافَقَهُمْ عَلَيْهِ وَاتَّخَذَ دِينَهُمْ لَهُ دِيْنًا وَعِبَادَةً. وَفِي حَدِيثِ دُعَاءِ السَّفَرِ: أَستَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ ، جَعَلَ دِينَهُ وَأَمَانَتَهُ مِنَ الْوَدَائِعِ ؛ لِأَنَّ السَّفَرَ يُصِيبُ الْإِنْسَانَ فِيهِ الْمَشَقَّةُ وَالْخَوْفُ فَيَكُونُ ذَلِكَ سَبَبًا لِإِهْمَالِ ب َعْضِ أُمُورِ الدِّينِ فَدَعَا لَهُ بِالْمَعُونَةِ وَالتَّوْفِيقِ ، وَأَمَّا الْأَمَانَةُ هَاهُنَا فَيُرِيدُ بِهَا أَهْلَ الرَّجُلِ وَمَالَهُ وَمَنْ يُخْلِفُهُ عَنْ سَفَرِهِ. وَالدِّينُ: الدَّاءُ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ, وَأَنْشَدَ؛يَا دِينَ قَلْبِكَ مِنْ سَلْمَى وَقَدْ دِينَا قَالَ: يَا دِينَ قَلْبِكَ يَا عَادَةَ قَلْبِكَ ، وَقَدْ دِينَ أَيْ حُمِلَ عَلَى مَا يَكْرَهُ ، وَقَالَ اللَّيْثُ: مَعْنَاهُ وَقَدْ عُوِّدَ. اللَّيْثُ: الدِّينُ مِنَ الْأَمْطَارِ مَا تَعَاهَدَ مَوْضِعًا لَا يَزَالُ يَرُبُّ بِهِ وَيُصِيبُهُ, وَأَنْشَدَ: مَعْهُودٌ وَدِينٌ, قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ: هَذَا خَطَأٌ ، وَالْبَيْتُ لِلطِّرِمَّاحِ ، وَهُوَ؛عَقَائِلُ رَمَلَةٍ نَازَعْنَ مِنْهَا دُفُوفَ أَقاحِ مَعْهُودٍ وَدِينِ؛أَرَادَ: دُفُوفَ رَمْلٍ أَوْ كُثُبَ أَقاحِ مَعْهُودٍ أَيْ مَمْطُورٍ أَصَابَهُ عَهْدٌ مِنَ الْمَطَرِ بَعْدَ مَطَرٍ ، وَقَوْلُهُ وَدِينٍ أَيْ مَوْدُونٍ مَبْلُولٍ م ِنْ وَدَنْتُهُ أَدِنُهُ وَدْنًا إِذَا بَلَلْتَهُ ، وَالْوَاوُ فَاءُ الْفِعْلِ ، وَهِيَ أَصْلِيَّةٌ وَلَيْسَتْ بِوَاوِ الْعَطْفِ ، وَلَا يُعْرَفُ الدِّينُ فِي بَا بِ الْأَمْطَارِ ، وَهَذَا تَصْحِيفٌ مِنَ اللَّيْثِ أَوْ مِمَّنْ زَادَهُ فِي كِتَابِهِ. وَفِي حَدِيثِ مَكْحُولٍ: الدِّينُ بَيْنَ يَدَيِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، وَالْعُشْرُ بَيْنَ يَدَيِ الدَّيْنِ فِي الزَّرْعِ وَالْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ, قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ: يَعْنِي أَنَّ الزَّكَاةَ تُقَدَّمُ عَلَى الدَّيْنِ ، وَالدَّيْنُ يُقَدَّمُ عَلَى الْمِيرَاثِ. وَالدَّيَّانُ بْنُ قَطَنٍ الْحَارِثِيِّ: مِنْ شُرَفَائِهِمْ, فَأَمَّا قَوْلُ مُسْهِرِ بْنِ عَمْرٍو الضَّبِّيِّ؛هَا إِنَّ ذَا ظَالِمُ الدَّيَّانُ مُتَّكِئًا عَلَى أَسِرَّتِهِ ، يَسْقِي الْكَوَانِينَا؛فَإِنَّهُ شَبَّهَ ظَالِمًا هَذَا بِالدَّيَّانِ بْنِ قَطَنِ بْنِ زِيَادٍ الْحَارِثِيِّ ، وَهُوَ عَبْدُ الْمُدَانِ ، فِي نَخْوَتِهِ ، وَلَيْسَ ظَالِمٌ هُوَ الدَّيَّانَ بِعَيْنِهِ. وَبَنُو الدَّيَّانِ: بَطْنٌ, قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: أَرَاهُ نَسَبُوا إِلَى هَذَا, قَالَ السَّمَوْأَلُ بْنُ عَادِيَا أَوْ غَيْرُهُ؛فَإِنَّ بَنِي الدَّيَّانِ قُطْبٌ لِقَوْمِهِمْ تَدُورُ رَحَاهُمْ حَوْلَهُمْ وَتَجُولُ
المعجم: لسان العرب